آخر 10 مشاركات
قلبي فداك (14) للكاتبة: Maggie Cox *كاملة+روبط* (الكاتـب : monaaa - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          ثرثرة أرواح متوجعه / للمتألقه ضمني بين الأهداب ، مكتملة (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-05-22, 03:44 AM   #91

هدى الفقي

? العضوٌ??? » 484039
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 105
?  نُقآطِيْ » هدى الفقي is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نيموووو مشاهدة المشاركة
بداية القصة حلوة عقبال النهاية شكرا
إن شاء الله تعجبك للنهاية❤️

Nour fekry94 likes this.

هدى الفقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-22, 11:04 PM   #92

هدى الفقي

? العضوٌ??? » 484039
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 105
?  نُقآطِيْ » هدى الفقي is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس عشر: ثنائي لطيف

غلبها النوم حتى إنها أضاعت عليها ميعاد الحافلة الخاصة بالعمل، فكرت أن تستكمل نومها و ليضرب مديرها و العمل رأسهما في الحائط، لكنها أعادت التفكير مرة أخرى و تذكرت راتبها الذي بالكاد يكفيها و هو كامل فكيف عنه بعد خصم يوم، لذا حركت نفسها من على السرير بصعوبة و هي تُمني نفسها بالغفلة التي ستأخذها في طريقها للعمل.

سارت قليلًا للشارع المجاور لشارعهم حتى تركب الحافلة المارة من هنا، على الرغم من كرهها للمواصلات العامة لما فيها من احتكاك كبير بالبشر، و هي لا تطيق التعامل مع أحد لكنها مجبرة اليوم، ظلت تلعن في بالها نوران التي لم توقظها للذهاب إلى العمل، في حين أن نوران اتخذت وضعية "أشطر كتكوت" و ذهبت لجامعتها منذ الثامنة، فهما في نفس الطريق كانت لتأخذها معها بدل من مللها و هي تتأمل هذه الوجوه.

لحظة واحدة! ما هذا؟! كانت تتساءل لماذا لم توقظها نوران، الآن فقط علمت لماذا! يبدو أن قدرها ألا تذهب للعمل اليوم، المشهد الذي أمامها كان صادم بالمرة، فشقيقتها المبجلة صاحبة المقام الرفيع جالسة و بجوراها شاب، كان ليكون موقفًا عاديًا خصوصًا و أنها حافلة عامة، لكن الشيء الغريب أن هذا الشاب هو مسعد، و يتحدث مع شقيقتها بإنفعال و نوران تسعى لتهدئته و كأنها معتادة على ذلك.

تلك المحتالة كانت تخدعهم جميعًا بتفوقها الدراسي و عقدتها من الإرتباط و هي هنا في هذه الحافلة كالفأر المبلول تحاول تهدئة هذا اللزج.

حاولت أن تجتاز كل هذه الجموع الوفيرة بأعجوبة، حتى وصلت إليهما لتقول بإبتسامة مربعة مصطنعة و كأنها مصابة بالتيتانوس:

_ لأ بالراحة على نفسك يا أستاذ مسعد أحسن يجرالك حاجة.

توقف الأثنين عن الشجار و حملقوا فيها بصدمة حتى إنهما نسوا كيفية الحديث، ظلت ابتهال على نفس الابتسامة و هي ترمقهما باستحقار و في حركة مباغتة وضعت يديها أسفل ذراع شقيقتها تتأبطها و هي تهمس لها :

_ هننزل هنا دلوقتي و تعالي معايا بهدوء أحسن أجيبك من شعرك تمام؟

لم تحرك نوران ساكنًا بل ظلت تنظر إليها بصدمة تحولت لخوف بعد حديث ابتهال، أوقفت ابتهال الحافلة بعصبية و شدت نوران خلفها، ما إن نزلتا من الحافلة حتى إنفجرت نوران بالدموع بينما ابتهال تمشي بها بسرعة في الطريق.

أوقف ابتهال صوت مسعد المنادي لها و هو يلهث، وقفت ابتهال بعدما رأت الأنظار تتجه نحوها بسبب صوت مسعد العالي، وقفت على جانب بالطريق و وضعت نوران خلفها، جاء إليهما مسعد و هو يحاول إلتقاط أنفاسه.

_ أستني بس يا ابتهال، بتجري كدا لية؟ سيبي نوران لو سمحتي و تعالي نقعد في حتة و أفهمك كل حاجة.

نظرت له ابتهال من أعلى لاسفل و كأنه لا شيء و هي تهتف بحدة:

_ مش محتاجة تفهمني حاجة يا أستاذ يا محترم، أنا شوفت كل حاجة بعنيا، شوفتك و انت بتخون ثقة أبويا و عمي و محمد، و شوفتك و انت بتخون صحوبيتك مع خالد بحركة دنيئة زي دي.

مسح مسعد على رأسه بإحراج و توتر من حديثها، صدقًا لم يرى الأمر من هذه الناحية.

_ يا ابتهال صدقيني انتي فاهمه الموضوع غلط، ممكن تديني فرصة أشرحلك؟ أحنا ناوين نتجوز مكناش بنعمل حاجة غلط.

ردت عليه ابتهال بتأثر مصطنع و هي تضع عيناها في الأرض.

_ تؤ تؤ تؤ، قد ايه أنا شريرة بجد أزاي مخدتش بالي من حاجة زي دي.

ثم رفعت صوتها مرة واحدة في وجه لدرجة أن نوران ضغطت على يدي شقيقتها حتى تخفض صوتها قليلًا.

_ جواز ايه اللي بتتفق معاها عليه، الكلام دا مش عليا يا مسعد، انا فاهمه الحركات دي كويس، اللي بيعوز يتجوز بيدخل البيت من بابه، مش في الأتوبيس يا عنيا.

ثم سحبت شقيقتها خلفها بحدة و هي ترمقه بازدراء، شد مسعد شعره بحدة و هو يسب نفسه و نوران و اليوم الذي قرر الزواج به.

******

دخل إلى الشارع الذي يقطن به بترقب و هو مطأطأ الرأس خجلًا من ذاته، يعلم أن ابتهال أضعف من أن تقول شيء تشوه به سمعة شقيقتها، لكن نظرات ابتهال له عرته أمام نفسه، لم يكن يومًا خائن لذا فعندما يخون يكون الضحية أعز أصدقائه، توجه مباشرة إلى متجر والده، حتى و إن كان إرتكب خطأ يوجد دائمًا فرصة لفعل الصواب، تقدم من مكتب والده و هو يتنحنح بخفة، أرتفع رأس والده البشوش و هو يقول بترحاب:

_ ايه يا مسعد انت موصتش على البضاعة و لا ايه؟ رجعت بدري يعني على غير عوايدك.

جلس مسعد أمام مكتب والده و هو يرتشف القليل من الماء.

_ الصراحة يا حاج أنا بقالي كام يوم بالي مشغول و فيه موضوع عايز أفتحه مع حضرتك.

جلس والده أمامه بقلق، فوجه مسعد لا يبشر بالخير بتاتًا.

_ ايه يا ابني اللي حصل خير ؟

فرك مسعد مؤخرة عنقه بخجل ليقول بصوت خفيض:

_ يعني كنت بفكر أتجوز.

أتسعت ابتسامة والده، ليربت على فخذ مسعد بقوة.

_ و مين بقا سعيدة الحظ، وشك المكسوف دا بيقول إن فيه واحدة في بالك يا شقي

ازداد خجل مسعد أكثر، ليومأ برأسه قائلًا بإرتباك:

_ اه ... احم... يعني هي نوران بنت الحاج كُريم.

ضيق والد مسعد عينيه يحاول تذكر ملامح نوران، ثم لمعت عيناه فجأة.

_ افتكرتها، يا زين ما أخترت .. دا كفاية إنها من بيت الحاج كُريم و الحاج مكرم.

تهللت أسارير مسعد، ليقف بحماس شديد و سعادة، فهو لن يجعل شيء يخرب عليه أمنيته الوحيدة بالزواج من نوران لذلك قال مسرعًا:

_ يعني اروح أخد ميعاد من أهلها النهاردة باليل؟

رفع والد مسعد حاجبيه بخبث.

_ شوف الواد متسربع على أيه.. روح يا أخويا و أتفق على النهاردة باليل ليه لأ.

جرى مسعد مسرعًا من متجر والده في اتجاه متجر الحاج كُريم، تصاحبه ضحكات والده و بعض العاملين في المتجر، كان يبدو و كأن جنون ما قد أصابه، لكنهم لم يعلموا أنه جنون حبه و لهفته على حبيبته.

******

كانت سندس جالسة تلاعب صغيرها يحيى قليلًا، لقد مر أسبوع على حديثها مع والدها و الذي غير العديد من الأشياء، فعلاقتهما صارت طبيعية إلى حدٍ ما لم يحدث شيء جديد في هذا الأسبوع سوى بعض المكالمات المقتضبة مع يوسف، فهي أخذت قرارها لا حديث مع يوسف مرة أخرى سوى بعد طلاقها من عز، لن تكون تلك المرأة التي تحب شخص و هي على ذمة شخص أخر، بمناسبة الحديث عن عز فلقد علم أخيرًا مكانها، و حاول الحديث معها لكنها رفضت بقوة و هو سافر مقررًا إعطاءها فرصة للاسترخاء و التفكير بعمق.

جاء لها إشعار برسالة من يوسف، فتحت الرسالة لتجد نفس الطلب الذي يلح به يوسف منذ بداية الأسبوع ألا و هو أن يقابلها في مكان عام.

كتبت على الشاشة حرفان أثنان لكنهما كافييان بإنهاء هذا الحوار و هما (لا).

أغلقت الهاتف مرة أخرى و وضعته بجوارها ثم أستكملت اللعب مع طفلها، جاءها نفس الإشعار مرة أخرى، لكنها وجدت حديث يوسف المثير للدهشة.

_ بت انتي شايفة نفسك على ايه هبوس ايدك علشان أقابلك يعني و لا ايه ما تظبطي كدا.

فغر فاهها من طريقة حديثه، بالطبع هذا ليس يوسف الرقيق المراعي.

كتبت له بدهشة.

_ ايه يا يوسف الطريقة دي ما تتكلم كويس.

رد عليها بنفس العنجهية و القسوة.

_ انا أتكلم بالطريقة اللي أنا عايزها، بس شكلك لسة ما عرفتنيش كويس، فخليكي حلوة كدا علشان مقلبش على الوش التاني، و بعدين أنا بقولك مكان عام،فخليكي كويسة زي ما أنا لحد دلوقتي كويس.

انتفخت أوداجها من الغضب، فطريقة حديثه هذه غير مقبولة بالنسبة لها على الإطلاق.

_ ايه الكلام دا! و بعدين أنا قولت لأ يعني لأ ايه مبتفهمش.

أرسل وجه مبتسم ليكمل بوقاحة.

_ عندك حق أنا مبفهمش، بس متجيش تندمي بعد كدا ..سلام يا قطة.

كادت أن تكتب له العديد من الشتائم و السباب لكنه لم يعطيها الفرصة فلقد حظرها من غرفة الدردشة الخاصة بهم، رمت سندس الهاتف على الفراش بغضب و هي تفكر تُرى ماذا سيفعل؟! و ما معنى حديثه؟!

لكنها طمئنت نفسها بإنها لم تقع في الخطأ أكثر

من ذلك، حمدت ربها على ذرة العقل الباقية فيها، لكن تصرفات يوسف الغير مفهومة أقلقتها، لكنها عذرته و أنه ربما بسبب ضغط العمل عليه و إنها فترة و ستزول و سيعود يطلب مغفرتها، أكملت لعبها مع طفلها و هي لا تدري شيء عن المستقبل.

******

ارتشفت رشفة صغيرة من عصير البرتقال الذي أمامها، بينما نوران مازالت تنتحب و ترتجف من كثرة البكاء، نظرت لها ابتهال بلامبالاة و برود قائلة:

_ نفسي أعرف ليه بنبكي بعد ما بنعمل الغلط، طب ما أحنا عارفين إنه غلط بنعمله ليه من الأول.

غطت نوران وجهها و هي تزيد في البكاء تحاول أن تخرج صوتها لترد على ابتهال بحشرجة:

_ و الله يا ابتهال الموضوع جه صدفة و بعد كدا مقابلتنا اتكررت أكتر من مرة بالذات إنه لمحلي إنه بيحبني و أنا كمان لمحت إني معجبة بيه، بس و الله مكنش قصدنا حاجة وحشة.

لوت ابتهال فمها بحسرة قائلة و هي تأخذ رشفة مرة أخرى من العصير:

_ و لا حلوة و لا وحشة يا اختي و دي المشكلة إن مكنش قصدكم حاجة خالص.

مسحت نوران سائل أنفها و هي تتساءل بدهشة:

_ مش فهماكي.

قلبت ابتهال وجهها بقرف من حركة شقيقتها، لتضع قدم فوق الأخرى بغرور.

_ قصدي إن ربنا كشفكم، و في نفس الوقت حطني في طريقكم علشان تتلحلحوا شوية.

فتحت نوران فمها بتعجب دليل على عدم فهمها، لتستكمل ابتهال و هي تحاول تبسيط الأمر لها:

_ طبعًا أنا متضايقة من اللي حصل، و اللي انتوا عملتوه غلط، إنكم بتتقابلوا من ورانا حتى لو كان بالصدفة زي ما انتي بتقولي بس من ورانا فدا غلط، المهم إن اللي عملته دا هيجي عليكي بمصلحة.

كانت نوران قد توقفت عن البكاء بالفعل و هي تنظر إلى ابتهال بإنبهار، لتسألها:

_ مصلحة أزاي؟

أقتربت منها ابتهال في حذر و هي تتلفت يمين و يسار و كأنها اسكندر الأكبر و تضع مخطط حربي عظيم ستغزو به العالم، لتقول في سرية و بذكاء:

_ دي قرصة ودن ليكي انتي و البيه التاني، بس مسعد للأسف بيحبك بجد و فوق دا كله طيب و غلبان، فطبعًا هيفكر إني هقول لبابا و إنه هيقف بقا في طريق جوازكم و شغل الأفلام الهندي اللي كلنا عارفينها، فهو هيعمل فيها شاروخان بقا و هيسبقني بخطوة و هيروح يفاتح بابا في موضوعكم، و دا طبعًا هيخليني مقدرش أقول لبابا حاجة فهمتي؟! و بكدا هيتجوز مسعد البهلوان نوران المعقدة و توتة توتة خلصت الحدوتة.

كادت نوران أن تقف و تصفق لها على أفكارها العظيمة ، لكنها تراجعت في آخر لحظة بخوف و هي تقول لابتهال:

_ بس أنا مش عايزة أتجوزه.

نظرت لها ابتهال من أعلى لاسفل بإحتقار و هي تقول لها:

_ ليه بقا إن شاء الله، عايزة تقضي حياتك كلها معانا و لا ايه ؟؟

_ ايه الهبل دا؟ أكيد طبعًا مش دا قصدي، بس كل الحكاية إني خايفة، خايفة مسعد ميكنش دا الإنسان الصح اللي أقدر أكمل معاه حياتي، خايفة يكون وحش، مش عايزة ولادي يجوا في يوم من الأيام و يلوموني إني أخترت لهم أب مش كويس.

و مع أخر كلماتها دخلت مرة أخرى في نوبة بكاء مريرة، حاولت ابتهال تهدئتها و هي تمسح على ظهرها.

_ ايه بس يا نوران الأفكار دي أهدي يا حبيبتي علشان خاطري كفاية.

لكن هذا الحديث لم يأثر في نوران بل إنها ازدادت في البكاء مرة أخرى.

لم تجد ابتهال سوى هذا الحل فأخذت نوران بين أحضانها و هي تهمس لها:

_ أهدي يا حبيبتي، بصي لو مش عايزة مسعد خلاص محدش هيغصبك على حاجة صدقيني، بس ايه رأيك لو اللي في دماغي حصل و مسعد كلم بابا عليكي تقابليه بس علشان خاطر بابا، و أنا هخدك لحد يحاول يقنعك بيه.

رفعت نوران رأسها و هي ترفع إحدى حاجبيه تتساءل بفضول و كأنها لم تكن منهارة من ثواني:

_ حد مين دا؟

تعالت ضحكات ابتهال عليها، لتقول لها بغموض:

_ لأ دي حكاية طويلة هحكيهالك و إحنا مروحين، دلوقتي إحنا هنمشي علشان هنشوف سبع البرومبة مسعد عمل ايه.

نكزتها نوران في كتفها بحدة بسبب شتيمتها لمسعد، لتخرج ابتهال المال و هي تقول لها بسخرية:

_ يعني هتاكليني علشان شتمته و بعد كدا تقولي إنك مش عايزة تتجوزيه، دا ربنا هينجده هو لو ما اتجوزتوش.

تعالت ضحكات نوران لتشاركها ابتهال في الضحك و هما يخرجان من ذلك المقهى على حالة عكس التي دخلوا بها.

******

في المساء...

نجح مخطط ابتهال، و ها هو مسعد جالس أمامهم و بجواره والدته و والده و خالد، على الناحية الأخرى من الغرفة كان جالس مكرم و كُريم و محمد و عزة و مرفت، دخلت ابتهال أولًا و هي تحمل بعض المشروبات و من خلفها دخلت نوران التي ما إن خطت بقدميها داخل الغرفة حتى تعالت الزغاريد من والدة مسعد، و هي تحصنها من العين، كادت نوران أن تنصهر من الخجل خصوصًا حينما سحبتها والدة مسعد لتجلس بينها و بين مسعد.

كان الوضع مختلف تمامًا عند كُريم، نهيك عن كونه لا يستلطف هذا المسعد نهائي، و قد زاد هذا بطلبه اليوم ليد صغيرته نوران، لكن نظرات مسعد المنبهرة لفتاته جعلته يريد أن يفتك به، و فعلت والدته فنوران صارت شبه ملتصقة بمسعد، حاول أن يغمز لنوران بعينيه أن تقوم من مكانها، لكن زوجته نغزته في كتفه بخفة تنهيه عن فعلته.

قطع الصمت الموتر الذي حاوط الغرف سؤال والد مسعد لمحمد و هو يحاول في فتح أي موضوع:

_ ألف مبروك يا محمد يا ابني، خطوبتك كانت رائعة عقبال الفرح يارب، هيكون أمتى إن شاء الله.

ابتسم محمد في وجه والد مسعد ببشاشة.

_ الله يبارك فيك يا عمي، و الله الليلة كانت حلوة علشان انتوا كنتوا موجودين فيها بس، الفرح إن شاء الله على بداية الشهر الجديد، يعني في حدود ٣ أسابيع أو شهر بالكتير،علشان أحنا هنطلع على دبي على طول فمفيش حاجة معطلانا هنا و كمان عايزين نلحق أفتتاح فرع الشركة الجديدة هناك.

أومأ الرجل برأسه و هو يقول:

_ ربنا يتمملك على خير، و بعدين حلو إنكم تخلصوا كل حاجة بدري و تتجوزوا بدري بدري، جدع.

ثم حول والد مسعد (لطفي)رأسه نحو كُريم ممازحًا.

_ بس يا حج كُريم مش ابنكم بس اللي جدع ابننا أحنا كمان أتجدعن و جاي يطلب منك أيد بنتك المصونة و الجوهرة المكنونة نوران القمورة.

تعالت ضحكات نوران و ابتهال، اليوم فقط علموا من اين أتى مسعد بكل هذه السماجة.

هز كُريم رأسه مفكرًا و هو ينظر إلى شقيقه مكرم، ليحفزه مكرم على الرد.

_ و الله يا حاج لطفي مسعد أكتر من ابني و انت أكيد عارف إنه زيه زي محمد و خالد، بس طبعًا لازم ناخد رأي نوران الأول.

تدخلت فجأة والدة مسعد في الحديث.

_ ربنا يجعل في وشها القبول يارب، دا أنا حبتها أوي .. طب يا حاج ممكن نسيبهم يتكلموا مع بعض شوية، علشان يتعرفوا على بعض و ربنا يتمم على خير.

أشارت عزة برأسها توافق على حديث والدة مسعد:

_ طبعًا يا حبيبتي عندك حق، قومي يا نوران خدي مسعد وري له البلكونة و فرجيه النعناع اللي زرعينه، و يا بيبو خدي خالد كمان معاكم علشان خالد كان نفسه في نعناع.

كان خالد على وشك الحديث و القول بأنه لا يطيق النعناع، لكن نظرة من عيني عزة أخرسته، قام خلف ابتهال و نوران و مسعد، دخل معهم البلكون الطويلة فأخذت نوران مسعد للطرف البعيد من البلكون بينما وقف خالد و ابتهال على الطرف الآخر منها و هم يراقبون نوران و مسعد.

قالت له ابتهال فجأة و بدون مقدمات:

_ مش فاهمة أنا كان ايه لازمتها ندخل معاهم يعني.

أجابها بهدوء و هو يلعب في أوراق النعناع التي أمامه:

_ أنا كمان مكنتش فاهم لما قالولي أقوم معاكم بس دلوقتي فهمت، علشان ببساطة مينفعش نسيبهم واقفين هما الاتنين لوحدهم و البلكونة دي مش بتطل على الصالة فمحدش هيقدر يشوفهم، بس الصراحة طنط عزة ذكية جدًا و جابت الموضوع بطريقة شيك.

أسندت نفسها على سور البلكونة برعونة و هي تقول:

_ فعلًا عندك حق.

ثم ألتفت مرة أخرى تنظر إلى نوران و مسعد، فألتفت خالد ينظر إليهم، ليقول لها:

_ بعيد عن إن مسعد صاحبي و كدا، بس بجد ربنا يتمم لهم على خير لأن شكلهم حلو أوي مع بعض.

أومأت ابتهال برأسها و هي تقول له:

_ فعلًا شكلهم كيوت أوي.

ثم سألته بوقاحة و فضول:

_ هو انت يا خالد متجوزتش ليه لحد دلوقتي؟

نظر لها بحسرة، فهذا السؤال خصيصًا لا يستطيع الإجابة عنه، ليرد عليها بمزاح:

_ علشان أنا مجروح عاطفيًا و ملقتش واحدة تلملي جرحي لسة.

كادت أن تسأله سؤال آخر لكنه قاطعها قائلًا:

_ بقولك ايه تعالي نراقب الثنائي اللطيف دا و نسيبنا من الاسئلة اللي ملهاش لازمة دي.

وافقت على حديثه، و احترمت رغبته في تغيير الموضوع لكن سؤال ألح في عقلها، من جرح خالد عاطفيًا؟؟

... يٌتبع


هدى الفقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-22, 11:30 PM   #93

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

انا وقفت الفصل بس اقول اني مش عارفة اتخطى الجملة دي :
تعالت ضحكات نوران و ابتهال، اليوم فقط علموا من اين أتى مسعد بكل هذه السماجة.
اقسم بالله بقالي دقيقتين ضحك متواصل مش بيقف 😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂

هدى الفقي likes this.

Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-22, 11:36 PM   #94

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

الفصل ده الضحك فيه عالمي بجد ياربي مش ممكن 😂😂😂❤❤❤❤❤
تسلم ايدك يا هدهد انا بحب اسلوبك اوي بجد بيضحكني جدا وانا مش اي حد يضحكني حقيقي ❤❤
حبيت اوي اللي ابتهال عملته ❤ بحب علاقتها بنوران اوي اصلا ❤
بصراحة كده عندي فضول اعرف مسعد كان متعصب ليه مقولتلناش 🙂🙂
بس انبسطت اوي بجد انه كان راجل جدع وراح اتقدملها 🥰❤❤
يوسف بدأ ينكشف على حقيقته الواطية .. ربنا يستر انا خايفة منه اوي والله شكله هيستغل مكالمة الفيديو كول 🥺
اخر مشهد يجنن و ابتهال غبائها هيشلنيييي 🤦🏻‍♀️😂😂😂
واحدة جرحته كده منها لله يا ابتهال متحطيش في دماغك 🙂

هدى الفقي likes this.

Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-22, 01:32 AM   #95

هدى الفقي

? العضوٌ??? » 484039
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 105
?  نُقآطِيْ » هدى الفقي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nour fekry94 مشاهدة المشاركة
انا وقفت الفصل بس اقول اني مش عارفة اتخطى الجملة دي :
تعالت ضحكات نوران و ابتهال، اليوم فقط علموا من اين أتى مسعد بكل هذه السماجة.
اقسم بالله بقالي دقيقتين ضحك متواصل مش بيقف 😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
للأسف العيلة كلها طلعت لزجة مش مسعد بس😂😂😂

Nour fekry94 likes this.

هدى الفقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-22, 01:35 AM   #96

هدى الفقي

? العضوٌ??? » 484039
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 105
?  نُقآطِيْ » هدى الفقي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nour fekry94 مشاهدة المشاركة
الفصل ده الضحك فيه عالمي بجد ياربي مش ممكن 😂😂😂❤❤❤❤❤
تسلم ايدك يا هدهد انا بحب اسلوبك اوي بجد بيضحكني جدا وانا مش اي حد يضحكني حقيقي ❤❤
حبيت اوي اللي ابتهال عملته ❤ بحب علاقتها بنوران اوي اصلا ❤
بصراحة كده عندي فضول اعرف مسعد كان متعصب ليه مقولتلناش 🙂🙂
بس انبسطت اوي بجد انه كان راجل جدع وراح اتقدملها 🥰❤❤
يوسف بدأ ينكشف على حقيقته الواطية .. ربنا يستر انا خايفة منه اوي والله شكله هيستغل مكالمة الفيديو كول 🥺
اخر مشهد يجنن و ابتهال غبائها هيشلنيييي 🤦🏻‍♀️😂😂😂
واحدة جرحته كده منها لله يا ابتهال متحطيش في دماغك 🙂
مسعد اتعصب لسبب هنستنتجه بعدين ... عيب في شخصية نوران بيكون سبب دايم للخلاف بينها و بين مسعد.
طبعًا انا هموت و أقول بس بحاول أمسك نفسي😂😂🙂

يوسف دا مثال للشخص التوكسيك .... و للأسف فيه منه كتير في المجتمع


هدى الفقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-22, 02:27 AM   #97

مصطفى محمد حمدان

? العضوٌ??? » 489399
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 266
?  نُقآطِيْ » مصطفى محمد حمدان is on a distinguished road
افتراضي

جميل البارت مشاء الله

مصطفى محمد حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-22, 10:52 PM   #98

هدى الفقي

? العضوٌ??? » 484039
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 105
?  نُقآطِيْ » هدى الفقي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى محمد حمدان مشاهدة المشاركة
جميل البارت مشاء الله
شكرًا لذوق حضرتك

Nour fekry94 likes this.

هدى الفقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-05-22, 10:13 PM   #99

هدى الفقي

? العضوٌ??? » 484039
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 105
?  نُقآطِيْ » هدى الفقي is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس عشر: امر غريب

وافقت!
لقد وافقت على طلب مسعد لخطبتها، و ليس هذا فقط، بل تمت الخطبة بالفعل منذ أسبوع وسط أحتفال عائلي صغير يجمع أهله و أهلها فقط.

و هاهي الأن تجلس بجوار مسعد يحاولا محاولات واهية بإقناع والدها ليتركهم يتنزهوا معًا، لكن صلابة رأس والدها و أستفزاز مسعد له جعلوه يقسم أن لا خروج لهما بدون ابتهال.

و بالفعل أنتظروا ابتهال حتى أتت من عملها لتخرج معهما، لكن كان لوالدتها رأي أخر حينما جذبتها بهدوء و فطنة ناحية المطبخ و هي تهمس لها بأستعجال:
_ نوران قولي لمسعد يقنع خالد يخرج معاكم.

تأفأفت نوران بقوة، لماذا كل هذا؟ فالأمر بسيط للغاية، عصير مانجو بأحد المقاهي القريبة من المنزل و سيرجعون على الفور، قالت لوالدتها بعصبية:

_ ليه يا ماما؟ ما احنا هناخد معانا ابتهال، لزمته ايه خالد بس.

أطرقت عزة رأسها بالأرض لعدة دقائق تفكر، أتكشف خططها هي و ميرفت لهذه التي لا تخفي سرًا عن ابتهال، أم تتحجج بأسباب واهية لن تقتنع بها نوران، لكنها أخذت طريق ثالث أسهل من الأثنين، ألا و هو طريق الابن العاق.

_ هو انا مينفعش أقول كلمة و اسمع بعدها حاضر يا ماما؟! هو كل حاجة معاكوا بمناهدة و طلوع الروح، ما تسمعي الكلام و انتي ساكتة.

مشت عزة من جوار نوران و هي تسبها ببعض السباب الأمومي المعتاد عليه، لتدب نوران قدميها في الأرض بعيظ ثم خرجت لمسعد تحاول إقناعه بحديث والدتها.

كان رد فعل مسعد كالمتوقع، تأفأف بحنق و هو يقول لنوران بصوت حاد:

_ ايه يا نوران دا؟ هو أنا رايح أخطفك؟ و بعدين عايزاني أقول لخالد ايه، تعالى معايا أنا و خطيبتي علشان خايفين نروح لوحدنا!

وجدت والده ينظر لهما بشك من بعيد، لتبتسم له و هي تميل برأسها على مسعد هامسة له:

_ أعمل ايه يعني ماما هي اللي قالتلي كدا!

ضيق مسعد عينيه بغيظ و هو يبدل عينيه بين نوران و والدها، لكنه فكر بشيئًا ما عندما رأى ابتهال تفترس الطعام الذي أمامها على الطاولة إفتراسًا.

ليقترب من نوران بحذر خوفًا من رد فعل والدها الذي ينتظر له خطأ لينقض عليه كالصقر.

_ أقطع دراعي إن ما كنتش أمك بتخطط لحاجة بخصوص ابتهال و خالد.

مشطته بنظراتها من أعلى لأسفل بأحتقار، لتردف:

_ ايه أمك دي يا مسعد ما تنقي ألفاظك يا أخي، و بعدين ماما هتكون بتخطط لأيه يعني، أصلًا خالد بيعتبر ابتهال زي أخته الصغيرة و هو اللي بيساعدها في الشغل.

ابتسم مسعد بخفة ليكمل حديثه الهامس لها و هو ينظر إلى عيني حماه بابتسامة مشعة.

_ ما علشان انتي عبيطة يا روحي، خالد مين دا اللي بيعتبر ابتهال أخته الصغيرة، تصدقي إن هشترك مع والدتك في خطتها علشان نفسي أشوف خالد و ابتهال لما يتجوزوا هيعملوا ايه في بعض.

قاطع حديثه سؤال كُريم الفضولي لمسعد:

_ مين دول يا مسعد بيه؟

حمحم مسعد ببسمة صفراء لكُريم قائلًا:

_ و لا حاجة يا عمي كنت بحكيلها على فيلم.

ثم قام متمطعًا، ليمسك كُريم يدي مُسعد بإلحاح مصطنع:

_ رايح فين بس يا مسعد دا لسة بدري، أستنى هنحط العشا.

أفلت مسعد يديه من بين يدي كُريم قائلًا بسماجة:

_ أنا قاعد يا عمي مستني العشا فعلًا، هطلع بس البلكونة أكلم حالد يطلع يتعشى معانًا و بعدين ننزل نخرج على طول.

لم ينتظر إذن من كُريم، ليدخل إلى البلكون الطويل المطل على الشارع يتحدث مع خالد و يعرض عليه ان يخرج معهم و بالطبع وافق خالد ما إن عرف بخروج ابتهال معهم.

بينما في الخارج كان كُريم يضرب كف على كف و هو ينظر إلى نوران بضيق، بينما تحدثت ابتهال بفم مليء بالطعام:

_ عيل سمج بيتصرف كأنه بيت أبوه.

ليوافقها كُريم الحديث بعينيه، بينما نظراته متسائله لنوران قائلة " بتحبي فيه ايه دا؟!'
__________________

مر العشاء على خير بفضل الله ثم عزة التي سعت جاهدة بإقناع كُريم أن مسعد أقل من أن يدخل بسببه السجن.

خرجوا بسيارة مسعد، و كالعادة جلست أبتهال و نوران بالخلف بينما مسعد و خالد في الأمام، بالطبع لم يخلو الطريق من شجارات ابتهال لكلًا من مسعد و خالد.

وصلوا أخيرًا لمقهى كلاسيكي الطراز، دافيء الألوان، به روح محببة، أستغل مسعد إنشغال ابتهال في مشاهدة المكان _الذي أعجبها وبشدة_ ثم سحب يد نوران و سار أمامهما بسرعة قبل أن تلحق بهما ابتهال.

كانت ابتهال تستشيط من الغيظ بسبب فعلت مسعد تلك، قالت لخالد بغضب:
_ شوفت صاحبك سهاني و خد البت و طار.

ارتسمت ابتسامة صغيرة على فم خالد و هو يشاور لها على طاولة في آخر المكان.

_ بطلي ظن السوء دا.. هما قاعدين هناك أهو، و هيكونوا تحت عنينا متقلقيش انتوا أمانة في رقبتي، اتفضلي أقعدي يلا.

قالت كلماته الأخيرة و هو يسحب لها كرسي لطاولة قريبة من طاولة شقيقتها و يمكنها أن تراها من مكانها، جلس أمامها و هو يشير للنادل.

_ لو سمحت هاتلنا واحد قهوة و واحد عصير برتقال فريش.

أخذ النادل الطلبات، ألتفت خالد برأسه إلى ابتهال ليجدها تنظر له برفعة حاجب، قائلة:

_ و مين قالك إني عايزة اشرب برتقال؟!

رفع خالد كتفيه ببساطة.

_ انتي بتحبيه و على طول بتشربيه، فتوقعت إنك هتطلبيه.

لوت فمها لتقول بضيق:

_متبقاش تتوقع بعد كدا، أنا لما أعوز حاجة هطلبها لنفسي.

مسد خالد مؤخرة رأسه بإحراج قائلًا:

_ حقك عليا يا ستي تحبي أقوله يجيبلك ايه طيب؟

وضعت ابتهال قدم على الأخرى بتعالي مصطنع، لتحرك يديها بعشوائية على حقيبتها.

_ خلاص مش مهم البرتقال مش بطال برضو، المهم انتوا عرفتوا مكان جامد زي كدا منين؟

_ عادي جينا هنا قبل كدا مع الشلة و المكان عجبنا، بس مسعد هو اللي أصر يجيب نوران فيه.

أومأت له بهدوء و كادت أن تسأله على شيء، لكن النادل قطع حديثها، وضع النادل طلباتهما بهدوء، فقالت ابتهال ما إن غادر _ النادل_ :

_ خالد.. هقولك على حاجة بس متفهمنيش غلط، قعدتنا كدا مش عجباني، المفروض نروح نقعد معاهم صح؟!

ابتسم لها خالد بتأنِ يعلم أنها لا تقصد شيء سيء بالطبع، بل معها كل الحق، فجلوسهما هكذا خطأ كبير، و لكنه ابتسم لسبب آخر، فهذه من المرات القليلة التي تتحدث معه ابتهال بهدوء و ليس هذا فقط بل و تقول كلام عقلاني جدًا، سيدون هذا اليوم في باله حتى لا ينساه، حمحم يرد عليها بهدوء بعد أن عاد لوعيه:
_عندك حق طبعًا أشربي عصيرك و نروحلهم على طول.

دار بينهما صمت تام، لكن ابتهال كانت تقطع هذا الصمت بنظراتها المسروقة تجاه، اليوم تكتشف اشياء عجيبه بخالد، مثلًا إنه شخص مُراعي جدًا و مُهتم، و ذلك بسبب علمه بعشقها للبرتقال.
و ليس هذا فقط بل هو صديق شهم فلم يتأخر على طلب مسعد له، و بالطبع لا ننسى كونه ... وسيم.

ليس وسيم مثل فنانيين بوليوود و التي تهيم بهم عشقًا، لكنه مصري وسيم، بلونه الخمري اللطيف، و طوله المميز، و ملابسه الأنيقة على الدوام،كل هذه المواصفات تجعله فتى أحلامها.

مهلًا فتى أحلامها؟! خالد!

من الواضح إن هذا المكان العاطفي أثر على عقلها فجعلها ترى في 'خالد' مواصفات فتى أحلامها.

أو الأسوأ ربما تعاني من صدمة عصبية بسبب خداعها في محمد.

حسنًا السبب الثاني سخيف بعض الشيء، لذلك هي ترجح السبب الأول و بشدة، لذا فرغت سريعًا من مشروبها لتقف، قائلة بتوتر و كأنها خائفة من أن يسمع أفكارها تجاهه:

_ انا خلصت مش يلا نروح لنوران؟!

نظر لها بدهشة من وقفتها المفاجئة، ليقول لها:

_ طب ممكن خمس دقايق أخلص القهوة دي بس!

جلست ابتهال مرة أخرى بتوتر و هي تتهرب من عينيه، و تهز ساقيها.

_ ماشي بس خلص بسرعة الله يرضى عليك.

نظر لها بإستغراب، يرتشف القهوة و هو يقسم في نفسه أن هذه الفتاة أما مجنونة أو "ملبوسة".

________________

كان الوضع عند طاولة نوران مختلف للغاية، مسعد الذي يمثل في العادة قمة الهدوء و السماجة وجهه صار أحمر بلون الدم من الغضب، و نوران متحفزة لأي حرف ينطق به، هتفت نوران بترقب كأنها مصارع روماني ينتظر أي حركة خاطئة من خصمه:

_ شوفت.. كنت متأكدة إنك عايز تلغي شخصيتي و كاريري.

مسح مسعد على وجه يحاول تمالك أعصابه.

_ و مين قال إن عايز ألغي شخصيتك! يعني أصلًا أنا خطبتك علشان شخصيتك أقوم ألغيها أنتي بتفكري ازاي؟!

لانت نبرة صوته عندما رأها تهدأ بعض الشيء، ليكمل:
_ كل الحكاية إني بقولك أننا لازم نقرب لبعض أكتر من كدا، أنا حاسس دايمًا إن فيه حاجة واقفة ما بينا.

تأثرت كثيرًا بحديثه، فهو على حق، دائمًا تشعر إنها تخشى منه.. من فكرة إرتباطها به، تخاف أن يلغيها و تصبح تابعة له و هي التي لم تكن تابعة لشخص يومًا.

وضعت يديها على رأسها، ثم قالت له بحذر:

_ يعني مكنش قصدك بكلام دا ...

قاطعها مسعد و هو يلملم اشيائه من على الطاولة.

_ مكنش قصدي حاجة يا نوران، و يلا نمشي.

شاور إلى خالد الذي لم ينهي قهوته بعد بالذهاب، ثم عاد ينظر إليها قائلًا:
_ لما تبطلي تفسري كلامي على مزاجك، و تبطلي تشوفيني دايمًا الراجل الظالم اللي كابت حريتك و عايزة تكملي معاه أبقي قوليلي، يلا.

لم ينتظر منها رد بل ذهب مباشرةً إلى طاولة خالد يبلغه بأمر عودتهم إلى المنزل، بينما هي حبست دموعها و أخذت حقيبتها ذاهبة خلفه بإنكسار.
__________________

لم يظهر يوسف منذ أخر مرة تحدثت بها معه، حاولت كثيرًا الوصول إليه، لكنها لم تجد طريقة، خصوصًا أنه حظرها من كل المواقع التواصل الاجتماعي، حتى من على الهاتف فلم تستطيع الأتصال به.

جلست على فراشها بتعب، كل شيء ضدها، عز يحاول _مؤخرًا_ الرجوع إليها و إصلاح ما بينهما، و هي تفكر في مستقبل طفلها، لا تريده أن يكون مشتت بين أب و أم منفصلين.

في نفس الوقت لم تستطيع تحديد مشاعرها تجاه يوسف، فبعد اختفاؤه المفاجيء منذ ما يزيد عن أسبوع تقريبًا و هي مشتتة، لا تريد يوسف العاشق لها، بل تريد الصديق الحنون الذي يستطيع إخراجها مما هي فيه.

قررت الهروب من أفكارها بالنوم، ضمت صغيرها إلى أحضانها، و أطفأت الأضواء و هي تُمني نفسها بغدًا أفضل.

__________________

دخل إلى المنزل بهدوء، فالوقت تأخر نسبيًا و بالعادة يكون الجميع نائمًا في هذا الوقت، لكن فاجئه وجود زوج خالته أمام باب المنزل ينتظره.

أغلق الباب بحذر، جلس بجوار زوج خالته يتسأل:

_ خير يا حاج فيه حاجة و لا ايه؟ ايه اللي مسهرك لحد دلوقتي؟

ربت مكرم على كتف خالد، مجيبًا:

_ كنت مستنيك يا غالي، عرفت إنك خرجت مع مسعد و البنات، اتبسطوا؟!
هز خالد رأسه بالإيجاب، ثم رفع كتفيه بحيرة.

_ اه كنا مبسطوين لحد ما مسعد قرر ينكد علينا و يخلينا نروح، شكله اتخانق مع نوران، ما حضرتك عارفة حمقي بس طيب و بيصفى بسرعة.

هز مكرم رأسه متفهمًا، يحاول قول ما في باله لكنه لا يدري كيف.

_ و ايه أخبار ابتهال يا ابني؟ مرتاحة في شغلها؟ عرفت إنك بتساعدها في الشغل صح؟

استغرب خالد من هذه المحادثة، بالعادة هذه الاسئلة تُوجه إلى صاحبة الشأن ما دخله هو!
لكنه رد بدبلوماسية:
_ اه الحمدلله مبسوطة، و أنا بحاول أساعدها على قد ما أقدر.

فرك مكرم كفيه معًا بتوتر، ليقرر أن يصارح خالد بما يجول بخاطره، لقد كان مخطئًا و هو يعلم ذلك، لكن لا ضير أن بعترف بخطأه.
تحمحم قبل أن يتحدث.

_ خالد، عايز أفاتحك في موضوع، قبل كدا أنا كنت بفكر غلط لما موافقتش على إنك تتقدم لابتهال، كنت فاكر إنك ممكن تخرب علاقتي بأخويا، و نسيت إنك ابني حتى لو مكنتش من دمي فأنا اللي مربيك و عارفك كويس، و عارف إنك مستحيل تعمل حاجة تزعلني أو تشتت علاقتي بأخويا، و قبل كل شيء أنت راجل و أنا مش هلاقي أحسن منك لبنت أخويا، علشان كدا عايزك تنسى أي كلام أنا قولته قبل كدا، و لو عايز تتقدم لابتهال أنا أكيد مش همانع، بالعكس هكون أكتر من مُرحب للفكرة.

أنهى مكرم كلامه و هو يأخذ شهيق عميق و يزفره، كان الأمر أصعب مما يتخيل لكنه مرّ بسلام.

أما خالد فكان الأمر عنده أصعب، لقد وُضِع في موقف محرج، فبحديث مكرم صارت فكرة خطبته لابتهال أمر واقع، لكنه لا يريد أن يأخذ هذه الخطوة و التي يتمناها منذ زمن، قبل أن يتأكد من حقيقة مشاعرها، فهو لا يستطيع أن يرتبط بامرأة ربما كانت تكن بعض المشاعر لرجل أخر، و خاصةً أن هذا الرجل أكثر من شقيقه، شعر بأنه بين فكي الرحى و لا مفر من هذه الخطوة، لكنه بالطبع يمكنه تأجيلها بعض الوقت.

قام خالد و قبل رأس مكرم بأحترم، و جلس مرة أخرى بجانبه قائلًا:

_ كلام حضرتك فوق راسي و الله، و موافقتك دي عندي بالدنيا، و بإذن الله في أقرب فرصة هكلم الحاج كُريم في موضوع خطوبتنا، بس بستأذنك نأجلها شوية أنا مش عايز أتقدم غير و أنا مجهز على الأقل فلوس الشبكة، ابتهال بالنسبة لي مش أقل من أي حد علشان يجيلها شبكة أي كلام.

ربت مكرم على كتفي خالد بفخر، و هو يسأل نفسه كيف صور له شيطانه أن خالد قد يخونه يومًا أو يحاول أن يستولى على متجره، فخالد ولده تربية يديه حتى أكثر من محمد.

قال مكرم بعتاب لخالد:

_ انت ازاي تفكر في الماديات، انت زي محمد بالضبط، أطلب من جنية لمليون و يكونوا تحت رجليك دلوقتي.

طأطأ خالد رأسه بخجل، فهذا الرجل يحرجه بكرمه، لقد كانت الماديات حجته ليتهرب بعض الوقت، لكن حديث مكرم هذا لمسه من الداخل، بالطبع هو مقدر كل شيء فعله مكرم له منذ أن كان طفلًا، لكن جملته هذه بالذات أثرت فيه بشكل خاص، و لأول مرة يشعر أن والده لم يمت، و أن لديه سند في هذه الحياة.

بعيدًا عن أخذه الماديات كحجة لتأجيل أمر الخطبة، لكنه لن يأخذ أي قرش من أحد ليتزوج، زواجه سيكون بماله الخاص حتى و إن جلس عمره كله بلا زواج، لكنه لن يكوّن أسرة بمال زوج خالته، رد خالد على مكرم بتهذيب:

_ تسلم يا حاج مستورة و الحمدلله، و أكيد أول ما أعوز حاجة هقولك.

ثم أخذ خالد يتثائب ليستأذن من مكرم.

_ بس أعذرني يا حاج أنا هدخل أنام، علشان بكرا هفتح المحل بدري، و حقيقي مش عارف أشكر حضرتك أزاي على كلامك دا.

ربت مكرم على فخذ خالد، قائلًا بصرامة:

_ أدخل نام يلا و بطل كلامك اللي ملوش لازمة دا، و أنا كمان هدخل أنام تصبح على خير.

ودعه خالد و دخل إلى غرفته بإنهاك، ليرى محمد يقف في البلكون يتحدث مع إنجي كالعادة، بينما رمى خالد نفسه على الفراش بتعب حتى إنه لم يبدل ملابسه، و ظل يتابع محمد و هو يتسائل في نفسه، هل سيأتي عليه اليوم الذي يكون به مكان محمد، و يكون له الحق بالحديث مع ابتهال بحرية، ظل يفكر حتى غلبه النعاس و هو يهيم في أحلامه الوردية.

__________________

وضعت القليل من الكريمات التي وصفها لها الطبيب على بشرتها و هي تدندن بسعادة، فاليوم من أسعد أيام حياتها، لمَا؟! هكذا بلا سبب، بالطبع لن تقول لأنها خرجت مع خالد و تحدثوا سويًا لأول مرة بأسلوب حضاري بعض الشيء، نظرت في المرآة تدقق في هالاتها السوداء التي بدأت تختفى تدريجيًا، لكنها وجدت جسد نوران يتحرك بخفوت، إذًا فالمعقدة تبكي، و بالتأكيد لن يُبكيها أحد سوى ذلك السمج الذي أنهى النزهة مبكرًا.

رفعت الغطاء عن وجه نوران بعنف، لتجدها تبكي و تشهق بخفوت، تحاول كتم صوتها حتى لا تسمعها ابتهال.

قالت ابتهال بمرح:

_ ما كنتي قاعدة سنجل يا منيلة و كنتي مبسوطة، كان لازم يعني تعمل فيها نوران الحبيبة و تتخطبي، أهو منبكيش حاجة غير الدموع و الشحتفة.

أحتضانتها نوران سريعًا و هي تقول بصوت متقطع بسبب بكائها:
_ شكلي هرجع سنجل تاني يا ابتهال، مسعد خلاص هيسيبني و هيبطل يحبني.

أرتبكت ابتهال فالأمر يبدو جديًا و ليس مشكلة تافهة، و هذا أكثر ما تكره ابتهال أن تحل مشكلة جدية.

احتضنت ابتهال نوران متسائله:
_ ليه بس يا نوران، ايه اللي حصل؟

لم تجد ابتهال إجابة سوى المزيد من الشهقات، أخرجت نوران من حضنها لتقول بنفاذ صبر:

_ بطلي بكا بقا قرفتيني، و أحكيلي فيه أيه علشان أعرف اساعدك و نخلص في الليلة دي.

مسحت نوران دموعها و حاولت تنظيم أنفاسها لتتحدث بخفوت:

_ هيسيبني يا ابتهال، مش قادر يفهمني و لا يستوعب خوفي، حتى انتي قولتيلي إنك هتساعديني أتخطى خوفي لكنك طنشتيني، مفيش حد عارف يفهمني و لا يساعدني.

لتتعالى شهقات نوران أكثر، بينما أحست ابتهال بتأنيب الضمير،لكن ما باليد حيلة، الأمر ليس بيدها.

لتربت عليها بحنو قائلة:

_ و الله يا نوران أنا فهماكي و عايزة اساعدك،و فعلًا أنا أعرف شخص يساعدك بس أنا مستنية الوقت المناسب.

قالت نوران بتذمر و هي تضم الغطاء إلى جسدها بعدما شعرت بالبرودة:

_ و أمتى بقا هيجي الوقت المناسب؟!

رفعت ابتهال الغطاء لتجلس أسفله بجوار نوران قائلة:
_ لما يجي هقولك يا أختي، و دلوقتي بطلي أنانية و هاتي الغطا دا علشان الجو تلج.

حاولت نوران إخراجها من فراشها، لتدفعه من ذراعها.

_ لأ قومي يا ابتهال من على سريري و ملكيش دعوة بسريري و لا بالغطا بتاعي.

قامت ابتهال من على الفراش و هي تسحب الغطا كله معها ، لكن نوران قامت بركلها و أخذ الغطاء منها، و سريعًا ما قامت مشاجرة عنيفة بينهما و التي أنتهت باستسلام ابتهال، ليبدأوا بوصلة ضحك على سبب الشجار، لينتهي يومهما بالنوم بلا تفكير.


هدى الفقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-22, 03:14 AM   #100

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

معلش يا هدى انا ارفض الاضطهاد الموجه لقرة عيني مسعد 🙂
ليه كل ما تيجي سيرته تقولي سمج ؟ ده سكر والله وانا بحبه اوي 🥺❤❤❤
كفاية انه جدع ومستحمل نوران وعقدها وتنمر العيلة كلها عليه 😒
ما علينا ..
نوران كيوت اوي اكيد هتصالح مسعد و يرجعوا تاني عصافير كناريا زي الاول ❤
الفصل جميل اوي ❤
خالد صعبان عليا جدا بجد هي ابتهال هتشوفه امتى ؟ 🥺 عايزين نفرح بيهم ونفرح خالد ويحب في التليفون شوية زي محمد 😂❤❤
سندس واحشها يوسف المستفزة 🙂
تسلم ايدك يا هدهد الفصل جميل اوي ❤

هدى الفقي likes this.

Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
كيف تصطادين عريسًا رومانسي كوميدي ابتهال محمد خالد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.