شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f394/)
-   -   غيث الهوى ( 1 ) .. سلسلة قبسا من نور *مميزة ومكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t486432.html)

يسمينة مسعود 22-03-22 01:08 AM

غيث الهوى ( 1 ) .. سلسلة قبسا من نور *مميزة ومكتملة *
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





https://upload.rewity.com/uploads/154089255098181.gif



https://upload.rewity.com/do.php?img=174125



حقيقة أنا متوترة كثييرا، لأن هذه أول مشاركة لي ووليدتي الأدبية الأولى،صدقا لم أتوقع يوما أن تخط أناملي رواية ما أي كان نوعها،لكن الله تعالى كان له قدرا آخر والحمد لله ..🌷
وعساها سواء هذه الرواية المتواضعة أو ما يليها من كتابات أن تكون نبراسا تستفيدون منه ولو شيئا بسيطا في حياتكم...🙈
وعساني أنا أيضا أن أكون على ثغر من ثغور الأمة بأحرفي هذه 🌸👌

رجاءا ادعموني وكونوا سندا لي وخلف ظهري حقا سوف أسعد بذلك وأعانق غيوم السماء بتشجيعكم فأهلا بكل قارئ ❤️

شكري الكبير والخاص للأخت الفاضلة • Virena Ayad• لتصميمها الرائع للغلاف ولتحملها لدلالي بارك الله فيها والله يكرمها ياارب 🍂

https://h.top4top.io/p_2317lft470.jpeg


شكري الخاص للمصممة الراقية والرائعة حبيبتي وصديقتي الطيبة التي أبدعت في تصميم التواقيع • Mayada Amr • سلمت يمناك على هالتصميم التحفة 🍂

https://i.top4top.io/p_23177b7rc1.jpeg

https://j.top4top.io/p_2317qxxrs2.jpeg
روابط الفصول

المقدمة والفصول 1, 2, 3, 4 .. بالأسفل
الفصل 5 .. بالأسفل
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن والتاسع نفس الصفحة
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر الأخير








قصص من وحي الاعضاء 22-03-22 01:52 AM




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات....




نرجو منك تنزيل المقدمة او الفصل الأول خلال يومين لان هذه المشاركة تعتبر دعاية للرواية ومكانها قسم شرفة الاعضاء






واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء



يسمينة مسعود 23-03-22 01:17 AM

غيث الهوى
 
• مقدمة •
🥀
‏ولَيسَ المُحِبُّ بِمَن يَرِقُّ عِندَ الوِدّ، بَلِ المُحِبُّ مَن يرق عِندَ الجَفاءُ 🦋


:
•♡•
:

حملت سجادتها المفروشة على الأرض نازعة إسدالها الوردي الباهت بعد أن أنهت صلاة الضحى، لتتجه بخطواتها الحثيثة نحو خزانتها القديمة والتي كانت إحدى تركات والديها رحمهما الله والتي قد مضى عليها أكثر من ست وعشرين سنة أي منذ زواجهما ..فتحت بابها مخرجة منه حجابها البسيط بلونه البني الفاتح ووشاحها الأبيض..فها هي تبدأ نهارها كالعادة بالذهاب نحو عملها البسيط والذي كان عبارة عن بائعة في محل للأدوات التجميل والهدايا ..رغم حزنها أنها تعمل بأقل من مستواها التعليمي فهي خريجة كلية الأداب إلا أنها تحمد الله على كل شيئ فالخير دائما فيما إختاره الله تعالى

فإذا ركنت للكسل والتواكل لن تجد من يمد لها قوت يومها ..فهي منذ وفاة والديها بعمر العاشرة إثر حادث مميت حيث كانت هي الناجية الوحيدة بينهما، فقد كفلها عمها منذ خمس عشرة سنة فهي لا أخوال لها بحكم أن والدتي هي الأخرى تربت يتيمة ولا أعمام أخرين فأجبر عمها الوحيد على ضمها مع بناته الثلاثة وزوجته في بيتهم..إلا أنها لم تشعر يوما بالألفة بينهم صحيح أنهم لم يسيؤوا لها إلا أنهم كانوا يعاملونها برسمية وكأنها ضيفة ثقيلة عليهم وما كان منها إلا أن تكتم ذلك صابرة على وضعها حامدة الله على حال ..

لعل ما قهرها أكثر هو تصرف عمها الأخير بعد أن بنى جدارا عازلا بين غرفتها والتي بداخلها حمام صغير شبه مهترئ وباقي البيت لتنعزل بمفردها بغرفة صغيرة جانبية عن البيت ليكون لها بابا لوحدها مطلا على الحي ..كيف طاوعه قلبه أن يعزلها هكذا وهي اليتيمة التي لا أحد لها غيره هو، ألا يخشى من تطفل عديمي الأصل أو أن يتهجموا عليها ليلا كاسرين الباب ..ألا يكفيها وجع اليتم ليزيدها قهر الخذلان ..هي متأكدة أن هاذا كلام زوجته فلطالما كان عمها ساذجا لا يعارض أوامر زوجته تلك التي لا تخشى الله..ما عليها إلا أن تفوض أمرها لله فهو خير معين لها وناصر

تنهدت بخفوت مقاومة وجع فؤادها مغادرة غرفتها المطلعة على حيهم البسيط مغلقة الباب خلفها متحركة بخطوات هادئة مرددة أذكارها...

بعد عدة دقائق من المشي وصلت لمكان عملها لتراه كعادته طوال السنة التي عملت بها هنا مفتوحا فقد كان صاحبه العم حكيم يفتحه باكرا جدا بعد أن يؤدي صلاة الفجر ثم يتركه بمعية زوجته الطيبة السيدة سعاد ، والتي كانت حقا نعم المرأة الفاضلة فهي إستقبلتها بكل لطف بداية عملها هنا..

دلفت عبر واجهة المحل فقابلتها صديقتها المقربة ليلى جالسة بمقعدها المعتاد تتطالع أحد مجلات الموضة المهووسة بها ..فهي كثيرا ما تستغل لحظات غياب زوجة صاحب المحل لتطالع تلك المجلات أو تتصفح مواقع المشاهير كعادتها..

حيتها بهدوء مردفة: السلام عليكم ورحمة الله

لتجيبها الأخرى دون أن ترفع رأسها من المجلة مجيبة: وعليكم السلام كالعادة أنت تتأخرين يا ميس

قلبت الأخرى عينيها مغمغمة بملل: كلها دقيقتين يا فتاة

لتصرخ ليلى فجأة مستقيمة من مجلسها رادفة بصراخ أرعب الأخرى: تبا له الخائن الغبي..تبا لا أصدق هاذا

رمشت ميس عدة مرات مردفة بهلع: ما الأمر ..ما بك هكذا تصرخين؟؟؟

ناظرتها الأخرى صاكة على أسنانها مقدمة لها المجلة صارخة بحنق: أنظري بنفسك هاذا الغبي ترك الممثلة المشهورة وتزوج بعارضة الأزياء الغبية تلك لا أصدق كيف يترك كتلة الجمال تلك ويتزوج هذه القبيحة ..ذوقه غبي حقا مثله تماما

أخذت ميس المجلة منها ممزقة إياها هاتفة بغضب حقيقي: حقا..كل هذه الضجة والصراخ لأجل ممثل إذا..وأنا التي إرتعبت بسببك أيتها الحمقاء

فغرت الأخرى فاهها بعد تمزيقها لمجلتها لتهم بالصراخ عليها إلا أن الأخرى رفعت إصبعها في وجهها هامسة بحدة: ولا كلمة يا ليلى لمصلحتك كي لا تري غضبي

عضت الأخيرة على شفتيها كاتمة كلماتها فهي تدرك حقا حنق صديقتها ميس فأقل ما ستفعله عند غضبها هو أن تمزقها قطع صغيرة ثم ترميها في أنحاء متفرقة من الوطن..

تحركت ميس نحو المكان المخصص للهدايا والأكسسوارات لمباشرة عملها بإنتظار قدوم الزبائن ...في حين أنه كان لليلى الجزء الاخر منه، مخصصا لمختلف الملابس النسائية والأطفال ..بعد لحظات صمت إنفجرت ليلى ضاحكة لتشاركها ميس الضحك فهما كثيرا ما تصرخان في بعضهما ثم بعد دقائق يضحكان على نفسيهما وغبائهما...

ليلى صديقة طفولتها وقد درسا سويا منذ الإعدادي وكانتا طوال الوقت معا، فرغم إختلاف شخصيتهما إلا أنهما توافقا كليا ، فليلى ذات طبع جريئ مستفسز مولعة بالموضة وكل ما هو جديد ومهووسة بأخبار المشاهير إلا أنها في ذات الوقت طيبة ومرحة جدا ،فهي كانت السبب الرئيسي في حصولها على هاذا العمل فقد ترجت زوجة صاحب المحل أن يسمحا لها بمزاولة العمل معها حتى تجد عملا آخر..وهما لما يمانعا فميس كانت تحظى بإحترام الجميع ومحبتهم..فالأخيرة كانت هادئة مبتسمة على دوام ملتزمة وذات خلق رفيع ..

غمغمت ليلى منادية على الأخرى: ميوسة هل تحبينني؟؟

تجاهلتها الأخيرة مجيبة إياها بضجر فهي تعلم أنها لا تدللها إلا وبعدها تباغتها بطلب مفاجئ: لا ..لا أحبك

زمت ليلى شفتيها بعبوس طفولي جعل ميس تضحك بخفة على ملامحها الظريفة لتردف بمحبة خالصة: نعم يا حبيبة قلب ميس أحبك حبا لا يسعه لا القلب ولا الوجدان ...فقط إفحميني بطلبك دون لف كعادتك؟

قهقهت الأخرى بشدة عليها مجيبة اياها من بين أنفاسها: فقط أريدك يوم الجمعة أن ترافقينني لمحل السجاد الذي بالمدينة لشراء بعض القطع ..تعلمين أن زفافي هاذا الصيف ولم أكمل شراء باقي المستلزمات

قطبت ميس جبينها بإستغراب مستفهمة منها: لماذا بالضبط بالمدينة..يوجد العديد من محلات السجاد هنا بحينا أو بالأحياء القريبة الأخرى ..لماذا نتنقل للمدينة بالذات؟؟

قلبت الأخيرة عينيها مجيبة إياها بملل: تبا..هل تسمين تلك السجاد التي تباع هنا سجاد مناسب لعروس حقا؟؟..لا تعجبني بتاتا..بالإضافة سمعت من صديقات أمي اللواتي يأتين للخياطة عندها أن هناك مجموعة من المحلات السجاد المختصة بأفخم أنواعها وبعضها مستورد من الخارج وبسعر مناسب يعني للطبقة البسيطة أيضا مثلنا..

لتتنهد ميس فهي في النهاية لا تستطيع رفض طلبها فليلى عزيزة على قلبها ولطالما كانت لها نعم الأخت والسند ..كم من مرة حضنتها مخففة عليها أوجاع وحدتها وكم مرة كانت تتشاجر مع بنات عمها مدافعة عنها بشراسة ..دينها كبير ومحبتها في قلبها أكبر ..همهمت بعدها: لا بئس سأرافقك ..لكن بشرط غدا صباح ستعويضنني لأنني سأتأخر غالبا فقد تم فتح مكتبة جديدة بأحد الأحياء القريبة لهاذا سأذهب غدا صباحا لإقتناء بعض الكتب ولن أتأخر باذن الله كلها ساعة فقط

لتصفق الأخيرة بفرح مردفة بحبور: حسنا ما دمت سترافقينني ..بدلا من أختي مريم المملة

قههت ميس بخفة متحدثة: مريم معها حق في أغلب الأوقات..هي فقط تنصحك أن لا تكثري من شراء الأشياء الغير ضرورية فأختك متزوجة ولها طفلان يعني أدركت خطئها بعد شراءها لما لا تحتاجه بكثرة

قلبت الأخرى عينيها مغمغمة بتهكم صريح: أنها تعارضني حتى في شراء ملابس النوم المكشوفة تبا تريدني أن أرتدي لزوجي كيسا أسودا ..

لتغمز لميس هامسة بحالمية: تعلمين أن ملابس النوم هي الجزء المفضل في مشترياتي

قلبت ميس عينيها على سخافتها متجاهلة كلماتها الحالمة..ليخترق مسامعها ندائها: سسسس ميوسة هل تعلمين أن صاحب محلات السجاد تلك هو شاب وسيم جداا ..والجزء المفضل أنه عازب..وقيل أيضا أنه ملتزم ومحافظ وأخلاقه عالية

رفعت ميس حاجبها مستفهمة منها: ماشاء الله وكيف عرفت كل هاذا؟

قهقهت ليلى بشدة لتجيبها: في الحقيقة مجموعة محلاته مشهورة بالمدينة بالإضافة أن زبونات أمي لديهن المعلومات على كل شباب منطقتنا

هزت ميس رأسها قاطعة الأمل منهن مغمغمة: زبونات والدتك لقد تفوقن على مخابرات الدولة تبارك الرحمان

لتناديها الأخرى مستفهمة منها بخبث شقي: وأنت ما رأيك ؟

قطبت الأخيرة حاحبيها بعدم فهم سائلة إياها: رأيي في ماذا بالضبط؟

غمزت لها الأخرى بمكر مجيبة إياها بشقاوة: قد يكون عريسا مناسبا لك

قلبت الأخرى عينيها عليها مغمغمة بضجر من كلماتها العابثة: كفاك سخافة وإهتمي بنفسك فقط يا عروس

ضحكت ليلى بشدة عليها لتسئلها: ما الأمر في الحقيقة لا أريد أن أتركك وأتزوج لو كان الأمر بيدي لطلبت من خطيبي أن يتزوجك أنت الأخري تعلمين حبي لك ومستعدة أن أقبل بالتعدد إذا كنت أنت الزوجة الثانية يا ميس قلبي

مطت الأخيرة شفتيها متابعة رص قارورات العطور على الرف بترتيب متقن متجاهلة ليلى وثرثرتها اللامتناهية...

:
:


عند الزوال وبعد الساعات الأولى من العمل غادرت كلتا الفتاتان المحل تاركين إياه بمعية السيدة سعاد..تمشيان بخطوات هادئة ومع مزاح ليلى وسخريتها التي لا تنتهي..لتغمغم: نسيت أن أخبرك والدتي تدعوك على الغذاء وأرجوك إعفيني من حججك الغبية كعادتك أو سأخبرها بأنك أخبرتني بخوفك أن تسممك في الأكل

فتحت ميس فاهها لتجيبها لكنها أطبقت عليه غالقة إياه فلطالما رفضت دعوتهم للأكل ..يكفي أنهم يدعوننها كل رمضان للإفطار معهم كي لا تفطر بمفردها..فوالدي ليلى أحباها كإبنتهم ولطالما رحبوا بها وأكرموها..لكن نفسها عزيزة وتشعر بالإحراج منهم..لكنهم كعادتهم يجبرونها على القبول بإصرارهم الشديد

دلفت الفتاتان للمنزل لتباشر ليلى المناداة على أمها: أمي هاقد وصلت وأحضرت ميس العنيدة كما وعدتك..

هرعت والدتها من المطبخ مهللة بقدوم ميس فهي حقا غالية على قلبها ومعزتها كبيرة جدا وتعتبرها مثل إبنتيها مريم وليلى لتغمغم بحبور جلي على تقاسيم وجهها الحاني: أهلا بك بنيتي وأخيرا يا شقية..لم أرك لأكثر من أسبوع هل هذه معزتي عندك؟

عمت الفرحة ثنايا قلب ميس فلطالما كانت السيدة صفا والدة ليلى ترحب بها أشد الترحيب بل عدة مرات طلبت منها أن تأتي للعيش معها ووسط أسرتها لكنها طبعا رفضت ليس لخطب فيهم..لكن حياءا منهم وإحتراما لكرامتها ، يكفي أن لها غرفة تحويها ببيت عمها على كل حال..إقتربت الأخيرة منها مقبلة رأسها مهمهمة بمودة خالصة: حقك علي يا خالة إعذريني لكن لم أشأ أن أثقل عليكم فقط

ربتت السيدة صفا على رأسها بحنان متحدثة بهدوء: لم تكوني يوما ثقيلة يا بنيتي أنت فرد من العائلة ومرحب بك دوما والله شاهد على محبتي الكبيرة لك

تبسمت لها ميس بدفئ مردفة بخفوت: حفظك الله لنا يا خالة

تململت ليلى بوقفتها مغمغمة بضجر : لو أنهيتما هذه الموشحات الدرامية هلا وضعت لنا الغذاء يا أمي فنحن نتضور جوعا..

ضربتها والدتها على رأسها معاتبة إياها: أولا غيري ثيابك و لتأديا صلاة الظهر فقد أذن منذ دقائق ثم تعالا لتناول الطعام يا شرهة

جلسوا على الطاولة الطعام بغرفة الجلوس بأثاثها البسيط المرتب مباشرين الأكل ..لتستفهم ليلى من والدتها: بالمناسبة أمي ألم يتأخر أبي اليوم؟

سكبت والدتها العصير لميس مجيبة إياها بهدوء: أخبرني أنه سيتأخر اليوم ولن يتناول الغذاء معنا فسيوصل بعض الأجهزة والعتاد المستعجل لبعض المحلات

بعد لحظات صمت لا يقطعها إلا صوت الملاعق تتحرك ..أردفت السيدة صفا سائلة ميس: ألم يقرر عمك أمين أن يهدم ذلك الجدار بغرفتك يا ميس؟

إبتلعت ميس طعامها بصعوبة بعد جلب سيرة ما فعله عمها من بناءه لذلك الجدار منذ خمس أشهر بغرفتها عازلا إياها عن أسرته..ما زالت الغصة تألمها وتنخر ذلك الجرح الذي لم يلتئم بعد منذ وفاة والديها..لتهمهم بخفوت وحسرة: لا يا خالة..لا تقلقي علي أساسا قد إعتدت عليه لابئس

تنهدت صفا بخفوت فما قام به عم ميس في قمة الحقارة حقا كيف له أن يعزلها بغرفة خارجية عن بيته وأهله ..ألا يخشى على عرضه وسمعته من شر الناس ..فقد كلمه زوجها بعد أن طلبت منه ذلك إلا أنه كان كل مرة يتحجج بحجج سخيفة واهية..خاصة مع رفض ميس أن تعيش ببيتها وتحرجها من ذلك كل مرة تطلب منها المكوث معها هنا بينهم، رغم بساطته إلا أنه لا يعيش فيه إلا هي وزوجها خليل وإبنتها ليلى وإبنها الصغير ذو السبع سنوات لؤي...صمتت على مضض فهي لا تريد إحراجها ولا تذكيرها بفعل عمها الخسيس

قاطعها ليلى مهسهسة بحنق: أراهن أنها زوجة عمك تلك العقرب السوداء هي من أقنعته بذلك ..تلك الأفعى اللعينة وبناتها الحمقاوات

كتمت ميس بسمتها على تشبيهاتها الحانقة مردفة بلطف: لا بئس على كل حال لم أعد أبالي بالموضوع

تابعت ليلى كلماتها موجهة نظراتها لوالدتها: أؤكد لك يا أمي أنهن يغيرن منها ..يا إلاهي غيرة نساء فظيعة حقا

وافقتها أمها في كلامها إيجابا مهمهمة: طبعا هن كذلك

رفعت ميس حاجبها بإستفهام مغمغمة: أنتما تبالغان لماذا قد يغارون مني كلنا بشر

ضحكت ليلى بتهكم واضح على كلماتها مجيبة إياها: نعم بشر من حيث اللحم والعظم يا ذكية، لكن ليس من حيث القلب فقلوبهن عمها الخبث كالشياطين ، تبا أنظري بنفسك أنت كتلة جمال متنقلة ماشاء الله
بوجهك الأبيض وعيونك الزيتونية الخضراء وشعرك البني الغجري وقدك الممشوق..

تابعت أمها عنها مردفة بتبارك: تبارك الرحمان والأجمل فيك أنك بريئة كالإطفال وذات خلق ودين رفيع حرصك الله من كل سوء بنيتي

توردت وجنتي ميس بحياء جلي مطرقة رأسها مهمهمة بخفوت: لا تبالغا ليس لتلك الدرجة ..جمالي عادي

قلبت ليلى عينيها على تواضعها المعتاد متحدثة بضجر: تبا لك ولتواضعك ..لو كنت شابا لتزوجتك يا فتاة

قهقهت السيدة الصفا على ملامح إبنتها الحانقة وميس الخجلة بملامحها البهية الجميلة

:

بعد أن أتموا الغذاء جلسوا سويا يرتشفون الشاي لتردف السيدة صفا مستفهمة من ميس: هل ما زلت تصممين تلك الفساتين يا ميس؟

وضعت الأخيرة كأس الشاي على طاولة مجيبة إياها بهدوء: نعم أحيانا كلما وجدت وقتا لذلك..لماذا يا خالة؟

تهللت أسارير صفا لتغمغم بفرحة جلية على ملامح وجهها: في الحقيقة آخر مرة عندما أعطيتني تصميم ذلك الفستان النيلي قررت أن أجرب خياطته بعد أن وجدت القماش المناسب له ، وبعد أن أتممته ويا لصدفة رائعة رأته إحدى زبوناتي فأعجبت به كثيرا وقامت بشراءه مني لترتديه في خطبة أختها ..لهاذا ما رأيك أن تصممي لي وأنا أعرض التصميمات على زبونات وتأخذين أرباحا مقابل ذلك

قطبت ميس جبينها محتارة مردفة بتشتت: في الحقيقة أنا كنت أصمم فقط لتسلية وملئ وقتي لا غير لم أفكر يوميا في تجسيدها.

قاطعتها ليلى مغمغة بسخطها المعتاد: يا فتاة ما خطبك ها قد جائتك الفرصة إليك لا تتحججي بالله عليك..أنت تحبين تصميم الفساتين وها قد أتتك الفرصة لتجسيد بعضها على أرض الواقع فلتستفيدي من مهارتك إذا دون نكد ولا لف ودوران

هزت ميس كتفيها متحدثة: لا بئس إذا يا خالة لدي بعض الرسومات بالبيت سأرسلها لك مع ليلى غدا ،ومن تعجبك أنت أو زبوناتك فلك كل صلاحية بتجسيدها وخياطتها

سعدت السيدة صفا بقبول ميس لعرضها لتقول بمودة: حسنا إذا أي تصميم تأخذ الزبونة أنا أقوم بخياطته ثم نتقاسم الأجر معا ما رأيك؟

توسعت عيني ميس بحرج مردفة: لا يا خالة ليس لهذه الدرجة ..هي مجرد تصميمات بسيطة أنت صاحبة التعب الأكبر لهاذا لا أريد أي أجر المهم أن تحبها زبوناتك

تململت ليلى مغمغة بحنق: توقفي عن مثاليتك يا فتاة أنت تثيرين صداعي خذي ثمن تعبك وأصمتي..

تابعت عنها والدتها متحدثة: ميس بنيتي هاذا تعبك وأنا لا أريد أن آكل ما هو ليس لي بنيتي

تنهدت ميس مهمهمة بإيجاب: لابئس يا خالة كما تريدين

إستقامت ليلى من مجلسها شادة ذراع ميس معها مخاطبة إياها: هيا سنتأخر عن العمل الآن ..

لتستقيم الأخرى أيضا مردفة بلطف لسيدة صفا: شكرا لك على الغذاء خالة كان لذيذا حقا كعادتك..

تبسمت لها الأخيرة بحنو مردفة بمحبتها الخالصة: أهلا بك دوما بنيتي ..ولا تنسي بابنا مفتوح لك على الدوام تعالي للغداء كل وقت ولن أقبل إعتراضا .

شعرت ميس بالحرج كعادتها فهم منذ سنوات ماضية يستقبلونها كل وقت بكل روح طيبة معطاءة..ولا تعلم حقا كيف سترد دينهم الكبير عليها

:

تحركت الفتاتان بخطواتهما الهادئة متجهين نحو المحل مع ثرثرة ليلى التي لا تنتهي...لتردف الأخيرة فجأة وكأنها تذكرت شيئا: بالمناسبة سمعت أن إبنة عمك سناء قد تقدم لها خاطب

قطبت ميس جبينها بإستغراب مهمهمة بتفاجئ: حقا ..لم أسمع

زمت ليلى شفتيها بعبوس مردفة بحنقها المعتاد: أكيد لن يخبروك ..فهن خائفات من أن تحسيدهن

قلبت ميس عينيها متحدثة: أراهن أن زبونات والدتك كالعادة هن من أخبرنك بذلك

قهقهت الأخرى عليها قائلة: طبعا فآخر الأخبار تنقل لنا بناءا على تلك الإستخبارت بالمنطقة..المهم أتعلمين من العريس؟

ناظرتها ميس بملل جلي مهمهمة: من، أبهريني؟

ضحكت ليلى بشدة لتتحدث من بين أنفاسها: إنه محمد

قطبت الأخرى جبينها بتسائل مخاطبة إياها: محمد من بالضبط؟

حولقت ليلى بضجر ضاربة كفيها ببعضهما البعض
مردفة: لا حول ولا قوة إلا بالله..كم محمد موجود بحينا يا ذكية..أكيد محمد السمكري أنسيت

همهمت ميس بإيجاب متذكرة إياه: أجل تذكرته الذي يعمل بنهاية شارعنا..

وافقتها ليلى بقولها: نعم هو بشحمه ولحمه...تخيلي محمد ذاك سيخطب يا إلهي عجائب الكون حقا

زمت ميس شفتيها بعبوس مقاطعة إياها بحنق: ما خطبك يا ليلى هل لأنه سمكري وعمله بسيط تقولين ذلك ، هو شاب ومن حقه أن يعف نفسه مثل باقي الشباب لا يجوز لنا التنمر على خلق الله

قلبت الأخرى عينيها مردفة بتململ: يا فتاة توقفي عن مثاليتك الزائدة سوف أتقيأ منها يوما ما..أنا لم أقصده من الناحية المادية أو البساطة يا ذكية زمانك بل كنت أتحدث من جانب آخر

عقدت ميس حاجبيها بإستغراب مستفهمة منها عن مقصدها: ماذا تقصدين بالضبط؟ ؟

تنهدت الأخرى بخفوت مغمغمة: سمعته سبقته بأشواط بأنه زير نساء..وخلال هذه السنوات واعد أغلب فتيات الحي واعدا إياهن بالزواج وأعرف بعضهن..حتى بمواقع التواصل وحسابه معروف بحكم أنه ينشر صور عمله تجدينه يغازل أغلب المعلقات عنده من الفتيات..قرف حقا

تنهدت ميس بخفوت دالكة جبينها بحيرة مستفمة من ليلى: إذا كانت أخلاقه بهاذا السوء أظن أنه علي أن أتحدث مع سناء وأنصحها ..تضل في النهاية إبنة عمي ولا أرضى لها السوء

ضحكت ليلى بتهكم مردفة بعدها: على أساس المسكينة لا تعلم بهاذا..أنت بريئة حقا يا ميوسة..قلت لك سمعته تركض ركضا قبله..بمعنى آخر الجميع يعلم بسوء أخلاقه وبأنه زير نساء و بنات عمك يعلمن بهاذا إطمئني

صمت ميس محتارة متمنية من أعماق قلبها أن ترفض سناء هاذا العرض ..فهي تتمنى كل الخير لبنات عمها أمين وأن يرزقنهن الله الزوج الصالح

ليخترق مسمعها صوت ليلى الضاحك بسخرية: هل نسيت قبل سنتين عندما تقدم ذلك العريس أبو البطن الضخمة..ذكريني ما إسمه..الذي تقدم للإبنة عمك الكبرى بسمة..ما إسمه؟؟

قهقهت ميس بخفة مهمهمة بخفوت: أظن إسمه محسن

شاركتها ليلى الضحك متحدثة بمشاكسة: تبا لك يا ميس أتذكر أنني نبهتك ألا تكلميها ..لكن رأسك كالعادة صلب كالصخر لا يستجيب

وصلت الفتاتان للمحل مع ضحكهما وثرثرتها ..لتدفع ليلى باب الواجهة دالفة عبرة لتلحقها ميس بعدها ..حيث إستقبلتها السيدة سعاد بوجهها البشوش مرحبة بهما مجددا: أهلا أيتها الشقيتين ..جئتما في وقتكما فقد كنت بإنتظاركما ..زوجي بإنتظاري بالحقل ..المحل بأمانتكم يا بنات

ودعت الفتاتان سعاد لتباشر كل منهما عملها بإنتظار قدوم الزبائن في الفترة ما بعد الظهر ..لتتابع ليلى كلامها بضحكتها الذي لا ينتهي : هيا ذكريني ماذا قالت لك بسمة عندما نصحتها بأن ترفض العريس؟

كتمت ميس بسمتها مردفة بعبوس طفولي مكتفة ذراعيها على صدرها بحنق مصطنع: قالت أنني أغار منها

صفقت الأخرى بيديها ضحكا على تلك الذكرى التي مر عليها قرابة السنتين إلا أنهما يضحكان بشدة كلما تذكرا ما حدث عندما تقدم عريس لإبنة عم ميس الكبرى البالغة من العمر حينئذ أربع وعشرين سنة كهلا أرملا بعمر الثاني والأربعين سنة ولديه ثلاث أطفال ..

أردفت ليلى بعد أن توقفت عن الضحك: تبا..أكيد ستغارين منها فهو عريس لا يعوض...كانت لتكون أما لثلاثة أطفال أكبرهم تقريبا بسنها هي ..صدقيني أحيانا أشك أن بنات عمك لهن تفكير يمشي للوراء بدل التقدم للأمام مثل باقي البشر

قهقهت ميس بخفة معاتبة إياها: يضللن بنات عمي يا ليلى لا تستهزئي بهن..

قلبت الأخرى عينيها متابعة بتهكم صريح: قلتها بنفسك حبي..بنات عمك أنت ولست أنا ،إذا يحق لي الشتم والإستهزاء عادي

هزت الأخرى رأسها قاطعة الأمل منها ..

:

عند إنتهاء العمل عصرا غادرت الفتاتان المحل بعد أن قدمت السيدة سعاد وزوجها للبقاء به..لتتحركا عائدتان للبيت كل منهما فهما يعيشان بنفس الحي ..لتوجه ميس كلماتها لليلى مذكرة إياها: تذكري جيدا غدا سأتوجه للمكتبة الجديدة كما أخبرتك وسأتأخر تقريبا ساعة أو أكثر بقليل وأنت تولي مهامي بالمحل حتى أعود لا تنسي لكي أرافقك يوم الجمعة لمحل السجاد كما وعدتك

زفرت ليلى بحنق مردفة بتململ: فهمت ،فهمت كررتها على مسامعي عشرة مرات يا فتاة هل أبدو لك جدار لا يفهم

ضربتها ميس على ذراعها مغمغمة : على أساس أنني لا أعرفك ستنسين ذلك وتصدعين رأسي بإتصلاتك التي لا تنتهي ..

ناظرتها ليلى بعبوس قائلة: سأشتاق لك يا ميوسة يا حبيبة قلبي

رفعت الأخرى حاجبها مردفة بتوجس: ماذا تريدين الأن..أنت لا تغازلينني إلا وهناك طلب ورائها

قهقهت ليلى على شك الأخيرة قائلة: إطمئني حاليا لا توجد طلبات لكن سأجد لك بعضها مستقبلا لا تقلقي ميوسة



:
•♡•
:

فتح باب المنزل ليدلف للداخل مغلقا إياه وراءه ،متجها للمطبخ حاملا معه المخبوزات الساخنة التي تحبها أخته الصغرى..فقابله ظهر والدته المنشغلة بإعداد الإفطار فتحرك بخفة حارصا أن لا تسمع خطواته حاضننا إياها من الخلف مقبلا رأسها..فأجفلت السيدة جيهان مردفة: باسم الله الرحمان الرحيم ..أرعبتني يا ولد

قهقه نزار عليها معيدا تقبيل رأسها مرة أخرى مغمغما بمحبة خالصة لوالدته الحنون: صباح الخير لأجمل نساء الكون..حفظ الله قلبك من كل شر يا أمي الغالية

تبسمت أمه بحنو متحدثة: صباحك ورد يا غالي ..لم أحس بك عندما خرجت من البيت فجرا

تحرك الأخير حاملا الصينية من والدته واضعا إياها على الطاولة مجيبا: خفت أن تفوتني صلاة الفجر فأسرعت باللحاق بالمسجد ..وأحضرت بعض المخبوزات لتلك الشقية

ربتت والدته بكفها على رأسه بحنو لترن أساورها الذهبية مغمغمة: حفظك الله ورعاك يا زين الشباب

ليقبل كفها بمحبة صادقة نابعة من بين ثنايا قلبه مردفا: وأنت أيضا يا غالية

لتجلس على الكرسي بجانبه تسكب له قهوته مستفهمة منه: هل نفذت ما أوصيتك به يا ولدي

قطبت نزار حاجبيه مجيبا إياه: عن ماذا بالضبط؟

زمت الأخرى شفتيها مغمغمة: هل نسيت بهذه السرعة..بشأن توزيع المعونات المدرسية للأيتام و للأسر الفقيرة يا بني

رشف من قهوته ليومئ برأسه بإيجاب متحدثا: لا تقلقي أمي قد أوصيت أحد الأخوة الأفاضل بتكفل بهاذا الأمر وبعدها سأدفع الميزانية..فقط فليتقبلها الله منا يا غالية

إلتمعت مقلتي والدته بفخر أمومي بشبلها والذي الحمد لله أصبح مثل والده في خلقه ورحمته وإلتزامه..قد إستجاب الله تعالى لدعائها بأن يكون صالحا تقيا كما كانت تحلم طوال حياتها ..

ربتت بحنو على ذراعه مغمغمة بمحبة وحبور: عساها تكون شفيعة لك أمام الله غدا يا ولدي وليرزقك من فضله أكثر وأكثر لتكون عونا لكل محتاج ..الحمد لله أصبحت كوالدك تماما طيبا وكريما مثله رحمه الله

تحدث بخفوت بعدها: رحمه الله ..

بعد لحظات دلفت تلك الشابة بشعرها المنكوش ومنامتها الوردية ذو رسومات الأرانب البيضاء والتي بدت بها ظريفة حقا..لتتخذ مجلسا مقابل والدتها مغمغمة بخفوت متثائب: إسكبي لي العصير أمي

رفع نزار حاجبه مردفا بهدوء متهكم: البشر الطبيعيين يقولون صباح الخير أولا

ناظرته بملل مردفة بسخرية مماثلة: لقد قلتها بنفسك ..البشر ..وأنا ملاك جميل ولست من البشر

هز رأسه بتهكم متابعا شرب قهوته مهمهما بعدها: بهاذا الشعر المنكوش أشك أنك كذلك

تجاهلته الأخرى موجهة نظراتها المحبة لوالدتها: صباح الخير أمي

تبسمت الأخرى بمودة مجيبة إياها: صباحك فل وزهر حبيبتي

لتسكب لها العصير متابعة بعدها: كان عليك أن تسلمي على أخاك أولا..فقد فكر فيك وأحضر لك بعض المخبوزات التي تحبينها

نظرت للمخبوزات بلهفة آخذة قطعة منها مردفة: أخي حبيبي جيد أنك مفيد في حياتي ولو قليلا،

قلب الآخر عينيه عليها فهي كعادتها لا تكف عن شقاوتها ومشاكستها..إلا أنها تضل أحب الناس إلى قلبه بعد والدته..فهي لم تكن يوما أخته فقط بل كانت إبنته وصديقته وبرعمة قلبه الصغيرة..فمنذ وفاة والده رحمه الله قبل عشر سنوات تاركا إياه هو بعمر الثاني والعشرين وهي بسن الثالثة عشر كرس كل وقته ومجهوده لرعايتهم والإعتناء بهم فقد تخرج من جامعة ليواصل عمل والده بمحل السجاد التابع لهم ، وبعد سنوات قليلة من الكد والجهد فتح عدة أفرع أخرى بمختلف مناطق بمدينتهم..فهو لا يريد أن ينقص عليهم شيئ خاصة والدته التي ترملت وهي بعمر ثالث والأربعين وتحملت عناء الإعتناء بهما دون زوج يسندها..فقد كانت ولا زالت إنسانة حنونة جدا وعطوفة تشع دفئا أموميا فطريا

وجهت والدته أنظارها له مستفهمة : نزار بني ما رأيك بإبنة عمك سلمى؟

رفع الآخر حاجبه مجيبا إياها بإستغراب: رأيي من أي ناحية؟؟

كتمت أخته ريم ضحكتها لتغمغم غامزة له: رأيك من حيث نظرية إقليدس في علم الرياضيات يا ذكي...طبعا رأيك كعريس لها

وضع فنجان قهوته موجها نظراته المتعجبة لوالدته: حقا هل تقصدين هاذا يا أمي؟

تبسمت والدته بمحبة مجيبة إياه: نعم حبيبي ..لن أصبر أكثر من هم بعمرك الأن متزوجون بأطفالهم وأنت ماشاء الله شاب وسيم متعلم مستقل ماديا ودخلك جيد وذا دين وخلق لماذا لا تتزوج إذا؟..أريد أن أفرح بك بأقرب وقت ..

همست ريم بخفوت ضاحكة: بدأت الأسطوانة المعتادة

تنهد نزار مردفا بهدوء: أنا مستعد لزواج في أي لحظة يا أمي..لكن فقط لم أجد الفتاة المناسبة لا غير

قهقهت ريم بشدة واضعة كأس العصير مخاطبة إياه: بالله عليك يا أخي..عن أي فتاة مناسبة تقصد ؟..وأنت كل فتاة تراها تنكس رأسك أرضا ولا ترفعه وكأنها شبح سيلتهمك

رفع الآخر حاجبه متحدثا بسخرية: هاذا يسمى غض البصر يا عالمة زمانك ..أنا أغض بصري عن الفتيات كي يغض باقي الرجال بصرهم عنك يا غبية

زمت الأخرى شفتيها بعبوس مغمغمة بحنق طفولي: وأنا التي كنت أتسائل ما سبب عنوستي..إذا تبين أنه بسببك لم يبصرني أي رجل

رفع الأخر حاجبه بتفاجئ فاغرا فاهه على وقاحتها ..حيث كتمت والدته ضحكتها عقب مشاكسة إبنتها..ليردف نزار بعدها: يبدو أن لسانك طال وإزدادت وقاحتك يا فتاة وعلي أن أعيد تأديبك مجددا

قلبت الأخرى عينيها واضعة كفها على خدها متابعة تناول قطعة المخبوزات مغمغمة بملل: أقصى ما تقوم به هو الصراخ علي قليلا، ثم أذهب أنا باكية أو أمثل البكاء في غرفتي وكالعادة تأتيني أنت بحلوى سكاكر الملونة التي أحبها لتصالحني بحكم أنك الأخ الأكبر وعليك إحتوائي بحب وحنان، بدل التعنيف وكالعادة سأتدلل قليلا لتلبي لي مزيدا من الطلبات وهكذا تدور عجلة دلالك لي ..عفوا أقصدك تأديبك لي

توسعت عينيه على كلامها فيبدو أن أخته الصغرى قد أدركت أنه لا يستطيع القسوة عليها أبدا ،فهي أمانة والده المتوفى فقد كان دوما يوصيه بأن يحسن لوالدته وأخته وأن يكون نعم السند لهما فلطالما كرر على مسامعه منذ صباه أنه لا خير في ذكر يسيئ لأهله ونساء بيته فالرجولة الحقيقية تتجلى في ثنايا الرحمة والمودة وحسن الإحتواء لعائلته

تجاهلها لأنه يدرك تماما أن لسانها طويل ولن يغلبها أبدا..لتخترق مسامعه صوت والدته الراجي: هيا بني أخبرني ما رأيك بها...أو ما رأيك بإبنة جارتنا عواطف ..

دلك الآخر جبينه بحيرة فهؤلاء اللواتي ذكرتهن والدته لا يتذكرهن من الأساس بحكم إبتعاده عن جنس النساء وعدم إحتكاكه بهن فهو ملتزم ويخشى الله ولا يريد أن ينجر لأي أخطاء لها عواقب وخيمة ..ما لا تعرفه والدته أنه لم يجد من تأنس روحه لها..أو على الأقل ينزل الله راحته بها..

ليردف بحيرة ولين: أمي أرجوك لا تصري علي ،صحيح أنني أريد راحتك وتنفيذ رغبتك لكن لا أريد أيضا أن أضلم أي فتاة معي ..الضلم صعب يا أماه

خاب ظن والدته ليتجلى ذلك على تقاسيمها البهية وهاذا ما أحزن نزار بشدة..فأردفت بعدها بإستفهام :حسنا بني إذا أخبرني ما نوعك المفضل ..أي ما تفضله من النساء هل النحيفة أو الممتلئة أم البيضاء أو سمراء..فقط ضع مواصفاتك الخاصة وأكيد سأجد لك زوجة تناسبك

أخذ كف والدته مقبلا إياه بحب متحدثا: يا غالية لا تهمني هذه المواصفات ..فقط لم أجد فتاة تجعلني أفكر بها كزوجة..لكن أعدك ما إن أجدها سأخبرك فورا بذلك هاذا عهدي لك يا أمي...فقط إدعي لي كعادتك لأوفق في هاذا

ربتت والدته بحنو على شعره البني الداكن مهمهمة بخفوت: حسنا بني كما تريد..فليرزقك الله الزوجة الصالحة التقية التي تجعلك تسكن لها ويكرمك بالذرية الصالحة ياارب

أردفت ريم بإستفزاز: لابئس دعيه وشأنه..هاذا أفضل من أن يتزوج، ثم تهرب عروسه منه بسب جهله في التعامل معها...مسكينة من ستتزوجك ستعاملها كضباط الجيش

رفع حاجبه مغمغما بهدوء: أنت فقط إهتمي بجامعتك ودعي موضوعي جانبا، فنحن لم ننسى موضوع تراجع علاماتك الدراسية بعد

تقززت ريم من تذكيره لدراسة لتردف بحنق: ييععع لا تذكرني أنا أهرب منها وأنت بتذكيرك لي ها قد اعدتني لتفكير بها..يا إلاهي لما لا يوجد عالم خالي من سخافة الدراسة..مثلا عالم خاص بالنوم والأكل فقط ..حسنا وبعض الأكشن لا أمانع

تجاهل الأخير سخافتها شاربا بعض الرشفات من عصيره ..لتضحك والدتها على ضجرها الذي لا ينتهي حقا فهي تتذمر يوميا بسبب دراستها..رغم أنها مجدة بها إلا أنها تمل بسهولة منها مرة بعد مرة..فخاطبتها والدتها بهدوء: هذه السنة الأخيرة يا ريم إجتهدي أكثر لم يبقى أمام تخرجك إلا اشهر قليلة فقط، ثم سترتاحين منها يا بنيتي..

زمت الأخرى شفتيها مغمغمة بخفوت: حسنا أمري لله

لتتابع والدتها كلماتها الموجهة لإبنها نزار : بني سأذهب بعد قليل لشراء بعض مستلزمات البيت إن عدت ولم تجدني لا تقلق

قطب الأخير جبينه مردفا: دعيني أخذك بسيارتي أمي ..أو أخبريني وأنا سأحضرها بنفسي

لتنفي والدته مغمغمة بهدوء: لا بني ...أريد أن أذهب بنفسي وأتمشى قليلا فقد مللت من البيت حقا

لانت ملامحه البهية الوسيمة متحدثا: لكنك تعلمين أنني أخاف عليك يا غالية ماذا لو إنخفض ضغطك فجأة

كوبت والدته خده بكفها مهمهمة: لا تقلق سأتصل بك فورا إن أحسست بأي تعب أعدك بني

تنهد بخفوت هامسا: حسنا أمي لكن إعتني بنفسك وإتصلي بي إن حدث أي شيئ ولو كان بسيطا

أومئت له والدته بالإيجاب..ليستقيم واقفا مردفا بعدها: هل تحتاجون شيئا؟

لتهمس له والدته بمحبة: لا حبيبي فليرعاك الله ويحرصك من كل شر ياارب

ليتحرك هامسا: في رعاية المولى إذا

إخترق مسامعه صوت أخته المنادي له..ليستدير لها ..فترائى له وجهها الحاني البشوش وصوتها المتحدث: على فكرة شكرا على المخبوزات أيها الوسيم..

تابعت كلامها غامزة لها بشقاوة بهية : عسى أن يلاقيك الله بنصفك الآخر اليوم..والتي ستجعلك تسبح في حبها كسمكة قرش ضخمة تسبح في عمق المحيطات..

قهقهت والدته إثر كلماتها لتشاركها ريم الضحك..ليقلب هو عينيه على إستفزاز ومشاكسة أخته المعتادة


•**** إنتهى•****

يسمينة مسعود 23-03-22 07:50 PM

غيث الهوى
 
• الفصل الأول•

☘️ إلى الصَديق الذي لم يُفلت يَدي أبداً، أحُبك 💙


:
•♡•
:


دلفت ميس لتلك المكتبة الضخمة والتي فتحت حديثا ..فلطالما كانت ولا زالت عاشقة للكتب والمطالعة ..لتتجه بخطواتها الحثيثة نحو عاملة الإستقبال مردفة بتحيتها: السلام عليكم ورحمة الله

إبتسمت لها الأخرى بلطف رادة تحيتها: وعليكم السلام أهلا بك في مكتبتنا..تفضلي ما الكتاب الذي تريدينه؟

لتبادلها ميس البسمة متحدثة بلطف: أبحث عن كتاب * العبرات* للمنفلوطي هل يتواجد عندكم؟

ضغطت العاملة ازرار الحاسوب لتجيبها بعد ثواني: نعم موجود ..هل ستطالعين هنا أو تشترينه؟

أردفت ميس بهدوء: لا سأشتريه..

لتتابع بعدها ميس السؤال: هل يتواجد لديكم كتاب الظاهرة القرآنية للكاتب مالك بن نبي..

لتجيبها العاملة ببسمتها المعتادة: نعم متواجد لدينا..

غمغمت ميس ببشاشة لها: إذا سآخذه هو الآخر...

- حسنا سأجهزهم لك ..ثواني فقط ويكونون جاهزين

أجابتها العاملة لتومئ لها ميس بالإيجاب..

بعد لحظات غادرت ميس المكتبة متوجهة لموقف الحافلات عائدة لمحل عملها..

تحركت بخطوات هادئة فلمحت إمرأة مستندة على الجدار تحاول التشبت به كي لا تقع..عقدت ميس حاجبيها بتوجس لتتابع سيرها ..إلا أن ضميرها أنبها ..ماذا لو كانت تلك المرأة مريضة بحاجة لمساعدة..لتعود أدراجها لها مقتربة منها ..متحدثة بخفوت مستفهم: هل أنت بخير يا خالة؟؟

أخذت المرأة شهيقا وزفيرا محاولة التنفس.. حيث. تملك الوهن قدميها لتجلس على الأرض محاولة إسترجاع ولو شيئا يسيرا من قوتها كي لا يغمى عليها..لتهمس بتعب: أظن أن ضغطي إنخفض قليلا

جثت ميس على ركبتيها قبالتها مخرجة قارورة ماء صغيرة من حقيبتها فاتحة إياها مردفة: حسنا يا خالة إشربي قليلا..أظن أنه عليك الذهاب للمستشفى القريب من هنا كي يهتمو بك

إرتشفت المرأة رشفات قليلة من الماء لتحس بنغزات مؤلمة بصدرها فهمست بخفوت وإرهاق جلي على وجهها المصفر: أظن أنه سيغمى علي

أخذت ميس القارورة منها مردفة بتوتر جراء الموقف فهي ليست معتادة على تعامل مع هذه الحالات: لابئس يا خالة حاولي التنفس ببطئ فقط..وأنا سأطلب سيارة أجرة توصلنا للمستشفى لا تقلقي

وقفت ميس لتقترب من الطريق العام مشيرة بيدها لأحد سيارات الأجرة القادمة لتتوقف الأخيرة عندها..فأسرعت للمرأة مساعدة إياها في الوقوف مسندة ذراعها على كتفها مردفة لها بكلمات مشجعة: سنذهب الآن لأحد المستشفيات القريبة يا خالة تحملي قليلا ..حسنا

أومئت لها الأخرى بضعف فلا سبيل آخر لها غير ذلك


:
:


عند خروج الممرضة إقتربت منها ميس مستفهمة : من فضلك كيف حالها الآن؟

تبسمت لها الأخيرة بود مردفة بهدوء: هي بخير لا تقلقي..فقط لقد إنخفض ضغطها وهي حاليا جيدة..فلترتح قليلا

تنهدت ميس براحة شاكرة إياها بلطف..لتدلف للغرفة موجهة نظراتها لتلك المرأة والتي تبدو أنها ببداية الخمسينات..دنت منها بخطوات هادئة مهمهمة: الحمد لله على سلامتك يا خالة..الحمد لله كل شيئ على ما يرام الآن، إطمئني

تبسمت لها الأخرى بمحبة خالصة مغمغمة بخفوت: بارك الله فيك بنيتي ..حفظك الله من كل سوء..وآسفة لأنني أتعبتك معي وعطلت عن أمورك

لانت ملامح ميس رابتة بهدوء على ذراعها مخاطبة إياها ببسمة حانية: لا تعتذري من فضلك..المسلم في خدمة أخيه عند الشدة..يكفي أنك بخير ..والمهم الآن أن ترتاحي ولا ترهقي نفسك كما قالت الطبيبة..هل تريدين مني أن أتصل بأحد أقربائك؟؟

أومئت لها المرأة بهدوء مغمغمة: نعم..إتصلي بإبني ليأتي لأخذي ..هاتفي في حقيبتي..

أخذت ميس الهاتف من حقيبتها لتحدثها بتساؤل: ما رقمه يا خالة؟

غمغمت المرأة مجيبة: إنه أول القائمة..تجدين قربه وجه قط

عقدت ميس حاجبها بإستغراب من وضع وجه القط امامه ..لتصلها ضحكة المرأة الخافتة والتي يبدو أنها قد فهمت إستغراب ميس لتتحدث: إبني يحب القطط لأنها من الطوافات بالبيوت لهاذا وضعت وجه القط أمام إسمه فقط

تبسمت ميس بلطف لتضع الهاتف على أذنها ..فتهادى لسمعها صوت تنبيه أن الرصيد فارغ..فأردفت بلطف مخاطبة السيدة المستلقية على السرير: يبدو أن رصيدك فارغ يا خالة..لا بئس سأتصل من هاتفي فقط

تحرجت المرأة مهمهمة بأسف: عذرا يبدو أن إبنتي نسيت أن تشحن الرصيد كما أوصيتها

غمغمت ميس بلابئس محاولة إبعاد الحرج عنها...سجلت ميس الرقم عندها واضعة الهاتف على أذنها ليصلها رنينه

:
•♡•
:

تقدم نزار نحو إحدى السجادات الموضوعة حديثا بالمحل متحسسا إياها مناديا على أحد عماله ليهرع الأخير له مردفا: نعم سيد نزار أتحتاج شيئا؟

غمغم الآخر بهدوء: هل إنتهى هاذا نوع من السجادات من مخزوننا؟

عاين العامل ببصره السجاد المشار له ليجيب: لا ما زال القليل منها فقط

ليومئ له نزار بهدوء مخاطبا إياه: حسنا ذكرني إذا الشهر القادم أن نضيف هاذا النوع في عملية الإستيراد..

همهم له العامل بالإيجاب ليتحرك نحو عمله لإتمامه..تحرك نزار نحو مكتبه بهدوء جالسا على كرسيه فاتحا حاسوبه مباشرا عمله...بعدها بثواني اخترق السكون صوت رنين هاتف فأخرجه من جيب سترته، ليعقد حاجبه في إستغراب فهاذا الرقم غريب لا يعرفه...وضعه على أذنه فاتحا المكالمة ..حيث وصله صوت فتاة متردد رقيق متحدثا: السلام عليكم و رحمة الله

قطب نزار جبينه مجيبا بهدوء: وعليكم السلام ورحمة الله ..من معي؟

عضت ميس على شفتيها بتوتر فهي ليست معتادة على محادثة الشباب لكن لا سبيل أخر ،لتأخذ نفسا هادئا مجيبة: في الحقيقة طلبت مني والدتك أن أتصل بك لتأتي لأخذها للبيت

إستغرب نزار الأمر فليس من عادة والدته ان تطلب من شخص اخر الإتصال به فأردف: حسنا أين هي الآن وسآتي؟

توترت ميس فطبعا ابنها سيهلع أن علم أنها بالمشفى..تنهدت بهدوء مجيبة: هي بالمستشفى الآن لانها شعرت ببعض التعب ،لكن الحمد لله هي على خير ما يرام الآن

إستقام نزار من مجلسه مرتعبا متحركا بخطوات سريعة خارجا من المحل متوجها نحو سيارته مستفهما منها: كيف حالها؟ وأي مشفى بالضبط هي الآن؟

إبتلعت ميس ريقها متحدثة: لا تقلق يا سيد هي بخير كما أخبرتك..ونحن بمستشفى السلام قرب مكتبة الشمس الجديدة إن كنت تعرفها

تحرك نزار بسيارته متجها نحو المشفى مغمغما: حسنا عرفته إنه قريب أنا قادم ..

أغلقت ميس المكالمة محولة نظراتها نحو السيدة المستلقية والتي كانت تتابعها بنظراتها الواهنة قائلة بإبتسامتها العذبة: حسنا يا خالة إبنك قادم، فقط دقائق وسيصل

لانت تقاسيم وجه المرأة لتسئلها بخفوت: ما إسمك بنيتي؟

عمت الفرحة ثنايا قلب ميس لسؤالها فهذه السيدة تشع حنانا أموميا وقد ألفتها سريعا...ربما لأنها يتيمة فهي متعطشة للحب الأم حيث أجابت ببسمة رقيقة: أدعى ميس يا خالة

تبسمت الأخرى مغمغة: ميس...إسمك جميل حقا مثلك تماما فأنت في غاية الجمال بنيتي ماشاء الله

توردت وجنتي ميس بخجل لتهمس: شكرا لك

بعد دقائق دلف نزار للغرفة ليتجلى له مرأى والدته المستلقي ليهرع لها مقبلا رأسها عدة قبلات حانية هامسا بحب: أمي هل أنت بخير ..كيف حالك وماذا حدث بالضبط؟

مسحت والدته بكفها الحاني على وجنته الملتحية متأملة وجهه البهي الوسيم مردفة بهدوء: لا تقلق بني أنا الحمد لله بخير فقط إنخفض ضغطي قليلا إطمئن

تأملت ميس المشهد بين الأم وإبنها حامدة الله أنه ما زال بر الوالدين في وقتنا هاذا..لتستقيم واقفة بهدوء مقررة الإنسحاب تاركة إياهما بمفردهما إحتراما للخصوصية..تحركت بخطوات حثيثة خارج الغرفة ..ليتهادى لها صوت رنين هاتفها لترى إسم ليلى على شاشته..ضربت جبينها بحنق فقد نسيت تماما أن تتصل بها فأكيد ستقلق من تأخرها..لتجبيها بهدوء: أهلا ليلى

وصلها صوتها الصارخ ..لتبعد الأخيرة الهاتف عن أذنها قليلا ثم تعيده: أين أنت؟ ؟ قلت أنك ستتأخرين فقط سااااعة..لكنك الأن بدل الساعة تأخرت ثلاث سااعات ..هل تحفرين نفقا بمسمارا لتقضي كل هاذا الوقت؟

قلبت الأخرى عينيها بتململ لتردف بهدوء: هلا توقفت عن الصراخ أولا ثم إسمعيني لأشرح لك ماذا جرى

غمغمت الأخرى على مضض: حسنا أبهريني أنسة ميس

تحدثت ميس عن ما حدث للسيدة وأنها أضطرت لإحضارها للمشفى والإتصال بإبنها لأخذها ..ليصلها صوت ليلى المتهكم: يا لقلبك الطيب يا فتاة ستفنى البشرية لولا وجودك أنت وحنانك الفياض هاذا

قهقهت ميس بخفة مردفة: على أساس أنك لم تكوني لتفعلي هاذا لو كنت مكاني؟

لتجيب الأخرى بمكر أنثوي: كنت سأسرق حقيبتها وأفر هاربة

تبسمت ميس على تفكيرها الغريب لتغمغم: أجل صدقتك

عند السيدة جيهان كان نزار يواصل سؤاله لها: هل متأكدة أنك تريدين المغادرة حقا أمي..لماذا لا تبقي اليوم هنا وغدا تعودي أفضل

تنهدت والدته بهدوء مردفة: بني بالله عليك للمرة العاشرة أخبرك أنني تحسنت والحمد لله ما عدت أشعر بالتعب فقد إستقر ضغطي لا تقلق ..تعلم أنني لا أرتاح الا وانا بمنزلي

ساعدها هو على الوقوف ..فعدلت الأخيرة ملابسها ..و تقدم نزار حاملا حقيبتها وكيس الكتب حاضنا كتفها مغادرا الغرفة معها..شتت جيهان أنظارها لتلمح ميس من بعيد مولية إياهما ظهرها ..لتلين ملامح الأخرى مغمغمة لنزار: تلك الفتاة هي من أحضرتني للمشفى حفظها الله ، علي أن أشكرها


وجه الأخير بصره نحو الفتاة التي تشير لها والدته ليراها تتحدث عبر الهاتف ..أخذت السيدة جيهان خطواتها نحو ميس ليتبعها نزار خوفا عليها فهو ما زال غير مطمئن عليها ولولا عنادها لما جعلها تغادر المشفى..لكن كالعادة والدته دائما تغلبه

حمحمت جيهان جاذبة إنتباه ميس لتهمس الأخيرة لليلى عبر الهاتف: حسنا وداعا الآن سأعود للمحل فور خروجي من المشفى

أغلقت المكالمة لتستدير نحو السيدة جيهان والتي باشرت كلامها ببسمتها الحانية: جئت لشكرك على كل ما قمت به لأجلي..حقا بارك الله فيك وحماك من كل شر

فأسرعت ميس بالإجابة متحدثة بلطف: لا عليك يا خالة هاذا واجبي المهم انك بخير..

حضنتها السيدة جيهان لتتفاجئ الأخرى لكنها بادلتها العناق فهي حقا مشتاقة لأمها ..وروحها ظمأة لرشفة حنان يغدق عليها

بعد لحظات إبتعدتا عن بعض لتربت جيهان على رأسها بدفئ هامسة: رزقك الله من فضله

لتتابع بعدها مشيرة لإبنها نزار الذي كان واضعا كفيه بجيب بنطاله الأسود وبصره بالأرض: هاذا إبني البكر نزار

وجهت ميس بصرها للواقف خلفها لتراه بطوله الفارع وجسده العضلي وشعره البني الداكن ولحيته المشذبة الأنيقة ..رفع الأخير نظره لها بعد كلمات والدته الأخيرة لتقع عينيه عليها..

عيونها الخضراء ذو لمعة البراءة الفطرية..ووجهها الأبيض النقي مع شفاهها المكتنزة الوردية وأنفها الصغير الشامخ..تلائم جمالها بحجابها القمحي المنسدل ..ليراها تنزل أنظارها أرضا فيعود هو لواقعه مبتلعا ريقها مشتتا بصره حوله في أي شيئ أخر..فهذه أول مرة ينسى نفسه ويتأمل لفتاة هكذا

إرتبكت ميس شاعرة بالتوتر مع تورد وجنتيها، فوصلها صوت السيدة جيهان مودعة إياها بحبور: في حفظ الله بنيتي وبوركت على كل شيئ

فتبسمت لها الأخيرة بمودة مرددة: وأنت أيضا يا خالة والحمد لله على سلامتك فقط إحرصي على صحتك

لتومئ لها الأخرى ببسمة حانية متحركة بخطوات حثيثة هادئة رفقة إبنها نحو الخارج..لتتحرك هي الأخرى نحو نفس المخرج لتتوقف أمام الطريق محاولة البحث عن سيارة أجرة لتوصلها لمحل عملها

:
:

مرت لحظات على ميس منتظرة قدوم أي سيارة الأجرة ..فتوقفت أمامها سيارة فخمة سوداء لتنفتح النافذة الأمامية ويتجلى لها وجه السيدة جيهان البشوش مغمغمة: إركبي السيارة معنا بنيتي سنوصلك لبيتك

تبسمت لها ميس بلطف مردفة: لابئس يا خالة
سأنتظر سيارة أجرة ،لا تتعبوا أنفسكم بشأني

لانت ملامح جيهان وعم الدفئ تقاسيم وجهها الحاني متحدثة: أي تعب هاذا بنيتي ..هل نسيت أنك تركت مشاغلك لأجل إصطحابي للمشفى..لن أرضى إلا أن أعيدك للبيت لا تحرجيني رجاءا

توترت ميس حرجا فهي لا تريد إن تثقل عليهم..شجعتها الاخرى مغمغة بهدوء: هيا صغيرتي إعتبريني مثل والدتك ولا ترديني

إلتمعت مقلتي ميس تأثرا فهي قد مست وترا حساسا بقلبها..ففاض الحب في ثنايا فؤادها ملبية طلبها ..لتتحرك بخطوات هادئة مقتربة منها فاتحة باب السيارة الخلفي والجة لها متخذة مجلسا بالمقاعد الخلفية وقد تحرجت من الوضع..تحركت السيارة قليلا..بعد لحظات صمت تهادى لها صوته الجاد الأجش مستفهما منها دون أن يحيد عيناه عن الطريق: أين يقع مسكنك بالضبط يا آنسة؟

ابتلعت ميس ماء حلقها بتوتر مردفة بخفوت: شارع الزهور قرب مسجد الرحمان ..لكنني لن أعود للبيت حاليا ضعني فقط بداية الشارع لو سمحت

إستدارت لها جيهان بإبتسامة تعلو ثغرها مستفهمة منها: إن كنت لن تعودي لبيتك الآن..لابئس إخبري إبني أين تريدين الذهاب فقط وسيوصلك بطريقنا صغيرتي لا تقلقي

تحرجت ميس مردفة بهدوء: أنا أعمل بأحد المحال بحينا لهاذا كنت سأعود له قبل العودة لمنزلي

قطبت سيدة جيهان جبينها متسائلة: هل تعملين؟

أومئت لها ميس مهمهمة: نعم يا خالة

قهقهت الأخرى مردفة بلطف: فكرتك تدرسين ..

تبسمت ميس بحبور متحدثة: في الحقيقة أنا تخرجت من الجامعة

رفعت جيهان حاجبها بإستغراب قائلة: حقا..غريب إعتقدت أنك في الثانوية فقط، تبدين أصغر في الواقع

كتمت الأخرى بسمتها مغمغمة: نعم الجميع يقول لي هاذا

إستدارت المرأة مجددا مستفهمة منها: قد أكون متطفلة قليلا لكن هل لي بسؤال شخصي بنيتي

رمشت ميس عدة مرات هازة كتفيها مغمغمة لها بإيجاب: لابئس تفضلي

قهقهت الأخرى بلطف سائلة إياها: هل أنت مرتبطة؟ ؟

عقد نزار حاجبه على سؤال والدته الشخصي الغريب..ليضغط على المقود متجنبا النظر في المرآة الأمامية..

توترت ميس شابكة كفي يديها ببعضهما البعض مردفة بصوتها الرقيق وبخجل أنثوي: لا لست كذلك

هزت جيهان رأسها مغمغة بإستغراب : توقعت هاذا لأنني لم أرى خاتما بإصبعك..لكن غريب كيف لفتاة بمثل جمالك وأخلاقك أن لا يتنافس الرجال لأجلها..شباب هاذا الوقت عميان حقا

تنهد نزار بخفوت على كلام والدته الغريب مع فتاة لم تتعرف عليها إلا قبل بضع ساعات ..تتوترت ميس أكثر وتوردت وجنتيها حياءا ..فشتت أنظارها بأنحاء السيارة متوقفة عند المرآة الأمامية لتتجلى لها العيون البنية الداكنة ذات الرموش الكثيفة تناظرها بغموض..فإرتبكت أكثر مبعدة بصرها عن مرأى تلك السهام الحادة محولة نظرها خارج النافذة بقربها

أبعد هو نظره عن المرآة بحرج مستغفرا الله في سره، دالكا جبينه فليس من شيمه أن يناظر الفتيات، لكن هذه المرة لم يعد يعرف نفسه حقا فهو خرج عن طبيعته المحافظة الملتزمة

بعد لحظات هادئة صامتة..تقدمت السيارة بحي الذي تقطن به ميس فهتف نزار ببحته الرجولية الهادئة: أي محل بالضبط تقصدينه يا آنسة لأتوقف بقربه

إبتلعت ميس ريقها هامسة: محل الرحمة إنه بآخر الحي

بعد ثواني توقفت السيارة أمام المحل المقصود لتهم ميس بالترجل هامسة بخجل: شكرا ..في أمان الله

لتبتسم السيدة جيهان بمحبة خالصة مهمهمة: بل أنا من عليها الشكر صغيرتي..شكرا لك حقا وبارك الله فيك أينما كنت..في حفظ المولى

تبسمت لها ميس بدفئ مترجلة من السيارة متجهة للمحل بخطوات حثيثة دالفة له

:

دخلت ميس لتجذبها يد بقوة وتلك لم تكن إلا صديقتها ليلى لتتحدث بسرعة وكأنها بمراثون للركض : من تلك السيارة التي أوصلتك توا؟ تبدو فخمة ..هل تعرفين صاحبها؟ كيف شكله؟ منذ متى تعرفينه؟ وأنا التي توقعتك بريئة لا تفرقين بين يدك اليمنى واليسرى و...

أبعدت ميس كف الأخيرة عنها قالبة عينيها عن سخافتها مغمغمة بضجر: بالله عليك يا فتاة دعيني أجلس أولا ثم باشري تحقيقك هاذا..

أطبقت ليلى على شفتيها محاولة التحكم في فضولها لتعود لمكانها منتظرة كلام الأخرى..حيث تحركت ميس نحو جزئها لترضي فضول الأخرى هامسة : تلك سيارة إبن السيدة التي حدثتك عنها بالهاتف..أصرت أن توصلني للمحل كنوع من الشكر لا غير

إبتسمت ليلى بمكر مردفة بفضول أكبر: كيف كان؟

قطبت ميس جبينها بتساؤل، مستفهمة منها: من بالضبط؟

زفرت الأخرى بملل متحدثة: أكيد لا أقصد المشفى...إبنها كيف كان؟

هزت ميس كتفيها مردفة بهدوء: عادي مثل باقي الشباب لا جديد به

قهقهت ليلى بشدة متحدثة من بين أنفاسها الضاحكة: حقا...جيد فكرت أنه سيكون له جناحان أو قرني إستشعار...

لتتابع بعد موجة ضحكها والتي تجاهلته ميس: هيا يا ميوس..هل كان وسيما مثلا؟

زفت الأخيرة شفتيها بعبوس طفولي مهمهمة: والله يا سيدة ليلى أنا ذهبت للمكتبة وليس لأتأمل الشباب بالشوارع


ضحكت صديقتها هازة رأسها بيأس متحدثة: لا ضير ببعض النظرات يا فتاة لكي أطمئن أنك سليمة، وتنجذبين للجنس الآخر

قطبت ميس جبينها مشتتة أنظارها حولها باحثة عنهم..لكن لم تجدهم..لتستفهم منها ليلى بسؤالها: عم تبحثين؟

فأخبرتها ميس محاولة التذكر: عن الكتب التي إشتريتها صباحا من المكتبة؟

أجابتها ليلى بهدوء: عندما دخلت للمحل لم يكن بيدك إلا حقيبة يدك تلك ..لم أرى أي كتب معك

ضربت ميس جبينها متذكرة أنها أخذتها معها للمشفى لكن لم تحملهم معها عند صعودها لسيارة ..زفرت بتعب جالسة على كرسيها مغمغمة بحسرة جلية على وجهها الجميل: يبدو أنني قد نسيتهم بالمستشفى..يا إلهي كيف نسيت هاذا

لانت ملامح ليلى مردفة بهدوء محاولة مواساتها: لابئس ميوسة هي مجرد كتب ..سنذهب معا للمكتبة مجددا ونعيد شراءها لا تقلقي

دلكت ميس ما بين عينيها مغمغمة : حسنا..عساه خيرا باذن الله

فشاكستها ليلى قليلا متحدثة : لابئس فقط أنظري من الناحية الاجابية يا فتاة

قطبت الأخرى جبينها بإستغراب مستفهمة: وما هو الشيئ الايجابي في ضياع كتبي؟

قهقهت الأخرى بشقاوة غامزة لها بمكر: أنك اصطدت عريسا في طريقك اليوم

قلبت ميس عينيها مخاطبة ليلى بضجر: أغربي عن وجهي يا فتاة قبل أن أقوم بشتمك

قهقهت ليلى بتسلي مردفة: أتريدين أن أخبرك كيف إصطدت خطيبي رائف ،علك تتعلمين قليلا وتتوقفي عن هذه البراءة المقيتة

نظرت ميس للأعلى طالبة العون من الله لتصبر على سخافة صديقتها مغمغمة: صبرك يا رب..

لتوجه بعدها نظراتها لها متحدثة بإستفهام: منذ متى تغيرت مسميات الخطبة و أستبدلت بكلمة صيد العريس؟

ضحكت ليلى متابعة ترتيب بعض الملابس بطريقة منظمة مجيبة صديقتها: الأسد مثلا في الغابة يعتمد في عملية بقاءه على صيد الغزلان غالبا..لهاذا نقيس أنفسنا بهاذا المثال فنقوم نحن الفتيات بصيد العريس لنطمئن في عملية تخلصنا من شبح العنوسة ..بإختصار هي عملية تكتيكية تخطيطية تحتاج لذكاء أنثوي ومكر للنجاح بها

هزت ميس رأسها قاطعة الأمل منها مغمغمة بهدوء: هو فقط رزق مثل باقي الأرزاق التي يمنحها الله لنا ..

ضربت الأخرى كفيها ببعضهما البعض مردفة بحنق: لم أقل غير هاذا يا ميوسة هانم..لكن الله أمرنا بالسعي أيضا

فقلدتها ميس بضربها كفيها مهمهمة بتهكم واضح: لا حبيبتي لم يقل جوبوا الشوارع ساعين لصيد العرسان

قهقهت ليلى عليها مستفهمة منها: أتريدين أن أخبرك كيف إصطدت خطيبي..هيا إسئليني لكي أجيبك يا مملة

زفرت ميس بخفوت مسايرة إياها متحدثة: هيا أبهريني كعادتك يا فتاة

أردفت ليلى بحماس يشع من ثنايا مقلتيها وكأنها تروي إحدى بطولاتها القومية: حسنا هو كان يدرس بجامعتنا قبل دفعتنا نحن بثلاث سنوات.. عندما كنا نحن في سنتنا الاولى بالجامعة كان هو بمرحلة التخرج ،ولطالما كنت اراه رفقة بعض الشباب بساحات الجامعة..تعرفين كان شابا ذكيا محترما والاهم ليس زير نساء ييعع
وقبل سنة قابلته صدفة في أحد محطات الحافلات فقد كنا متجهين لنفس المكان ..أنا عرفته طبعا فهو لم يتغير وبحكم انه لا يعرفني ابدا ،قررت ان اجرب حظي فربما اصطاده، فهو شاب لا يعوض..فقمت بالتفكير في فكرة جهنمية وهي انني اغلقت هاتفي تماما وخبئته ومثلت ملامح الهلع والتوتر واقتربت منو بخجل وتردد محاولة ان امثل انني خائفة هامسة له بخفوت شديد ..من فضلك اخي هلا اعرتني هاتفك فيبدو انني قد اضعت هاتفي ..المسكين صدق كلامي واعطاني هاتفه..فسجلت رقمي عنده وقمت بالرنين على هاتفي وبما انه مغلق فاكيد لن يرن..وكررت العملية عدة مرات متظاهرة بالتوتر ..وطبعا تمكنت من انزال بضع دمعات درامية ليتأثر اكثر..فاعطيته الهاتف هامسة بأن هاتفي لا يرن فهو اكيد قد ضاع او نسيته في مكان ما..وشكرته بلطف شديد مع بعض بسمة خجلة لطيفة..واكيد هو إرتبك و توتر ..بعدها صعدت للحافلة ذاهبة لوجهتي ..وهنا تم الصيد بووم

رفعت ميس حاجبها على مكر صديقتها وجرأتها..لتتابع الأخرى كلامها ضاحكة على ملامح صديقتها المتفاجئة: أتعلمين كيف عرفت أن عملية الصيد تمت بنجاح يا ميوسة؟؟

حركت الأخرى برأسها مشيرة بالنفي..فقهقهت ليلى اكثر متحدثة بعدها: عندما صعدت للحافلة وهو لا..فهو كان متجها لنفس المكان الذي سأذهب له انا ايضا فقد سمعته يتحدث بالهاتف مع صديقه يخبره بذلك..لكن المسكين نسي نفسه وضيع الحافلة ..

استفهمت ميس منها: وكيف تقدم لك بعدها؟

هزت ليلى كتفيها بشقاوة انثوية مغمغمة: بما ان رقمي مسجل عنده فطبعا اتصل بي مطمئنا ان كنت قد وجدت هاتفي فاخبرته انني نسيته بالبيت معتقدة انني احضرته معي ..وبعدها كررت شكري له وهو اخبرني بانني اعجبته لكن طبعا اخبرته انني لا اكلم الشباب ولا اواعدهم فطلب عنوان بيتي للتقدم ،وبعدها كان عند كلامه وتقدم طبعا، وها هو الان خطيبي وحبيب قلبي وسيصبح زوجي قريبا جدا

ضحكت ميس بخفة قائلة: الحمد لله اذا أن كل مجهودك في الصيد لم يذهب سدى

شاركتها ليلى الضحك مغمغمة بثقة: لست انا من تفشل خططها يا ميوسة ..صديقتك صيادة ماهرة اطمئني

:
:

كانت ريم بحضن والدتها مرددة كلماتها الشاكرة: الحمد لله انك بخير امي والله لو حدث لك شيئا لمت قهرا

ربتت والدتها بحنو على شعرها متحدثة: اخبرتك انني بخير بنيتي ..الحق على اخاك ذاك لا اعرف لماذا اخبرك بما حدث

رفع نزار حاجبة مستفهما: اذا تريدين ان اخفي الامر يا امي لكي تزداد حالتك سوءا ولا تنتبه لك ابنتك هذه عندما اكون خارج البيت ..

مطت والدته شفتيها وعم العبوس وجهها البهي مردفة بحنقها المصطنع: انت لا احد يغلبك

ضحك نزار برجولية قائلا: عندما يتعلق الامر بسلامتك يا غالية لن تهزميني ابدا


تبسمت والدته بحنو مغمغمة: حفظك الله يا ولدي ولا حرمني منك

لتتحدث ريم موجهة كلماتها لوالدتها: أمي أنت ارتاحي...ونزار سيحضر لنا الاكل من احد المطاعم

رفع الأخير حاجبه بتهكم متحدثا: حقا ؟؟..لماذا لا تطبخين مثل باقي الفتيات بدل اكل المطاعم


هزت ريم كتفيها بزهو انثوي مغمغمة : الجميلات لا يطبخن

هز رأسه ساخرا مردفا: لقد قلتها الجميلات يا اختي ،ولسن القبيحات

عقدت ريم ذراعيها على صدرها زافرة بحنق: انت فقط تغار مني يا غيور، ولأن امي تحبني اكثر منك


قهقهت السيدة جيهان على مشاكستهم لتستقيم ريم من مجلسها متجهة لطاولة الخشبية قرب النافذة فاتحة الكيس الورقي مخرجة الكتب..مقطبة جبينها بإستغراب نحو نزار مستفهمة: منذ متى وأنت تقرأ للمنفلوطي يا أخي؟؟

عقد الأخير حاجبيه مردفا بتساؤل: أنا لست من قراءه في الحقيقة..لماذا؟

رفعت حاجبيها بتعجب مقتربة منه مغمغمة: إذا لماذا أحضرت هاذان الكتابان؟

أخذ نزار الكتاب منها قارئا عنوانه موضحا: لست أنا من اشتريتهم بل والدتي


رمشت السيدة جيهان جفنيها عدة مرات متحدثة: لم اشتري اي كتب منذ فترة يا ولد، وهاذان الكتابان ليس لي


عقد نزار حاجباه اكثر متكلما: لا امي اتذكر انني حملت الكيس هاذا من فوق الطاولة قرب سريرك بالمشفى ذاك


ضيقت والدته عينيها محاولة التذكر ..لتتسع عينيها بإدراك متحدثة بحسرة جلية : يا الهي ..اظن انهما ملك لتلك الفتاة التي كانت معي..المسكينة اكيد هي تبحث عنهم الان او حزنت لفقدانهم


تنهد نزار بخفوت دالكا جبينه بحيرة وتشتت..لتتحدث ريم بعد لحظات مغمغمة بهدوء: لماذا لا نتصل بها ونعيد امانتها لها فقط يا امي..الم تخبريني انها اتصلت بأخي من هاتفها لتخبره بانك بالمشفى ..اذا فرقمها مازال بهاتف اخي


تحمست والدتها بحبور مردفة بفرحة: نعم هذه فكرة جيدة حقا..نزار بني كلمها واخبرها


توتر الأخير دالكا رقبة من الخلف مغمغما: أظن ان الوقت تاخر امي ..اتركيها غدا افضل


ضربت امه كفيها ببعضهما البعض مردفة بحنق: اين التأخر هاذا يا بني ..نحن بالعصر فقط ..ماذا لو كانت الان تبحث عنهم هذه امانة ولا يجوز التأخير في رد الامانة لاهلها

تنهد نزار بخفوت مخرجا هاتف باحثا عن اخر رقم اتصل به..لتغمز له ريم بشقاومة مردفة: اضغط على زر مكبر الصوت يا اخي لكي نسمع صوتها..اليس كذلك امي؟


قهقهت السيدة جيهان موافقة اياها الرأي مهمهمة: نعم افضل

ضغط نزار كما طلبتا منه...ليتهادى لهم بعد ثواني صوت رنين هاتف الطرف الآخر ..فوصلهم بعدها بلحظات فتح المكالمة ورد صاحبتها بصوتها الرقيق:

-نعم


تحرج نزار بإرتباك مردفا بصوته الرجولي: السلام عليكم ورحمة الله ..


بالطرف الآخر عقدت ميس حاجبيها باستغراب فهاذا الرقم لا تعرفه مغمغمة باستغراب: وعليكم السلام، من معي؟

تنهد نزار بخفوت مهمهما: أنا ابن السيدة جيهان التي أصطحبتها صباحا للمشفى


قطبت الاخيرة جبينها محاولة عدم التوتر متحدثة بهدوء: نعم يا أخ تفضل


كتمت ريم إبتسامتها موجهة نظرها لوالدتها والتي واضح انها مستمتعة بإرتباك ابنها الواضح ..

تابع نزار كلامه بهدوء : في الحقيقة يا انسة اردت ان اخبرك انك نسيت كتبك معنا ..


عمت الفرحة ثنايا قلب ميس لتردف بسرعة: حقا ؟؟..يا الهي ظننت انني اضعتهم بالمشفى..الحمد لله


تحدث بعدها نزار مستفهما: حسنا ان كنت الآن بالمحل يا آنسة فسأحضرهم لك فورا


تكلمت ميس موضحة : حسنا إتركهم للغد أفضل، فأنا قد انهيت عملي للأسف


تنهد نزار بخفوت مغمغما بعدها: حسنا أي وقت يناسبك غدا بالضبط؟


جلست ميس على سريرها بغرفتها الصغيرة مرجعة احد خصلات شعرها البني المتوسط خلف اذنها متحدثة: حسنا بالعاشرة صباحا ان كان هاذا الوقت يساعدك ؟

تحدث الآخر بعدها: لابئس سأمر على المحل اذا بالعاشرة

همهمت ميس بهدوء: حسنا شكرا لك..في حفظ الله والسلام عليكم

اغلقت الأخيرة المكالمة مستغربة من توترها فهي عادة لا ترتبك عند التكلم مع الغرباء..الا انها ومنذ الصباح وهي تشعر بالتوتر يتملكها خارجا عن ارادتها..

:
:

بالطرف الاخر اردف نزار موجها نظراته لوالدته : سمعت يا امي غدا سأعيد امانتها..لا تقلقي اذا

تبسمت والدته بمحبة مغمغمة بحبور جلي: نعم هكذا افضل بني، تلك الفتاة دينها كبير علي

جلست ريم حاملة الكتب معها متحدثة: العبرات للمنفلوطي و"الظاهرة القرآنية" لمالك بن نبي ...هذه الفتاة ذوقها رفيع حقا ..خاصة الكاتب مالك بن نبي انا شخصيا أفضله .. فهو احد اهم الكتاب الجزائريين وابرز اعلام العرب المتخصصين في مجال الفكر الاسلامي خلال فترة القرن العشرين، ويعتبر من ابرز المشاركين في احداث نهضة فكرية اسلامية بالعالم، وأيضا هو واحد من الذين اكملوا مسيرة ابن خلدون في مفكرته..


قهقه نزار على اخته مستفزا إياها: يبدو انك مثقفة وانا التي اعتقدت انك لا تقرئين سوى قصص السندريلا تلك


قلبت الاخرى عينيها مردفة بملل: لقد درسنا عليه العام الماضي ..وبعدما اخبرنا الاستاذ عن سيرته طالعت بعض كتبه مثل "تأملات" و"شروط النهضة" فقط
واصبحت من قراءه منذ ذلك الوقت

وضعت الاخيرة الكتاب على المنضدة بجانبها مغمغمة بمكر انثوي موجهة كلماتها لاخيها: بالمناسبة اخي كيف هي الفتاة؟


كتمت والدتها بسمتها مرتشفة من كأس الشاي ..ليتوتر الاخر مردفا باستفهام: ماذا تقصدين بالضبط؟


رفعت ريم حاجبها بخبث متحدثة: أقصد يا اخي يا حبيب قلبي كيف كان شكل الفتاة عندما ذهبت لاصطحاب امي من المشفى..هل وصلك معنى سؤالي الان؟

ابتلع نزار ريقه مشتتا نظره في كل مكان مهمهما: لم انتبه لها ..

زمت الأخرى شفتيها بحنق مردفة: ذهبت للمشفى وقابلتها هناك ثم اصطحبتها بالسيارة لمكان عملها ..كل هاذا ولم تنتبه لها


هدر الاخر في وجهها بسخط: اخبرتك لم انتبه لها، ام تريدين مني ان اتأمل كل فتاة تذهب وتأتي من امامي

تنهدت ريم بضجر متحدثة: عذرا، فقد نسيت انه عندما تمر بجانبك فتاة تنزل رأسك كي تتأمل الأرض لتتأكد ان هناك نمل يذهب للبحث عن قوت يومه


قهقهت والدتها على كلامها ..ليكتم نزار بسمتة عليها متجاهلا سخافتها المعتادة..فأردفت ريم موجهة بصرها وكلماتها لوالدتها: حسنا امي انت اخبريني بدل ابنك الممل هاذا..كيف كانت الفتاة ؟


لانت ملامح السيدة جيهان وعم الدفئ تقاسيم وجهها البهي مغمغمة: ماذا اقول يا بنتي..فتاة في غاية الجمال والادب والخلق ..ماشاء مثل القمر ..عندما تقابلينها ترتاحين لها فورا وتحبينها ،مثلها نادر في زمننا هاذا...فالبراءة تشع من مقلتيها ..حفظها الله ورزقها من عظيم فضله

رفعت ريم حاجبها مستفهمة منها: كل هاذا؟ ؟ ماشاء الله حقا..فليرزقها الله من فضله كما قلت..


لتناظر أخيها نزار متابعة حديثها بمكر: خاصة من حيث رزق الزوج الصالح


ارتبك نزار مستقيما من مجلسه مردفا: انا لدي بعض الاعمال سأغادر ...في حفظ الله


قهقهت ريم بشدة فشاركتها والدتها في ذلك مغمغمة: يا ابنتي لقد احرجته حقا


تكلمت الأخرى محاولة التحكم في انفاسها: يستحق ذلك ..


:
•♡•
:

صباحا دلفت ليلى المحل لتجد ميس هناك فأردفت بحيويتها المعتادة: وااو اليوم سبقتني بالقدوم قبلي

قلبت الاخرى عينيها على كلامها متحدثة: بل انت من تأخرت نصف ساعة يا ذكية عصرك ..وايضا الناس تقول السلام عليكم اولا، ولا تدخل هكذا دون احم او دستور

اتخذت الاخيرة مكانها متجاهلة كلام صديقتها مغمغمة بهدوء: عذرا ميوسة لكن استيقظت متأخرة اليوم لولا ان امي ايقظتني لنسيت عملي تماما

قطبت ميس جبينها مستفهمة منها: هل كنت مريضة ام ماذا ،او اصابك ارق الزواج المعروف ذاك

قهقهت ليلى بخفة متحدثة: لا هاذا ولا ذاك يا فتاة..فقط نمت متاخرة لانني بت اقول الاشعار لخطيبي


تململت ميس مردفة بخفوت: سخيفة


-بالمناسبة سمعتك

اخبرتها ليلى بحنق...لتتحرك هذه الاخيرة مستخرجة من احد الادراج بعض قطع ملابس الاطفال باشكالها الظريفة معلقة اياها مع القطع الاخرى..فوصلها صوت ميس المتحدث: نسيت ان اخبرك ..لقد وجدت كتبي


قطبت الأخرى جبينها مغمغمة وهي تواصل عملها: حقا اذا الم تنسيهم بالمشفى؟


أعلمتها ميس موضحة: لا ..بل كانوا مع السيدة التي اخبرتك عنها فيبدو انها اخذتهم معها دون ان تنتبه


استدارت لها ليلى مستغربة مردفة: وكيف علمت هاذا؟


هزت ميس كتفيها معلمة اياها: لقد اتصل بي ابنها امس مخبرا اياي ان الكتب معه وسيحضرهم لي اليوم


رفعت ليلى حاجبها بخبث متحدثة: اتصل بك اذا..حقا..جيد يبدو انك تجيدين الصيد لابئس بك

لتقهقه بعدها على ملامح ميس الحانقة ..فتهادى لها صوتها مردفة بسخط: تابعي عملك واصمتي ..فعلى الاقل عمل يديك افضل من عمل لسانك الطويل ذاك


:
•♡•
:

دلف نزار للمطبخ فترائى له كل من اخته ووالدته جالستين على طاولة الافطار بإنتظاره..ليهمهم مقبلا جبين والدته بحب: صباح الخير امي


ربتت جيهان على كفه بحنو مجيبة: صباحك ورد وكل خير بني


استقامت ريم مقبلة خده بلطف مع ابتسامة حلوة متحدثة: صباح الخير اخي وحبيب قلبي

رفع نزار حاجبه بتوجس متخذا مجلسه على راس الطاولة ..مستفهما منها: هل صرفت كل المال الذي اخذته الاسبوع الماضي؟


كتمت جيهان ضحكتها...ليتهادى له صوت ريم المتململ: لا


ليعقد حاجبيه اكثر مستفهما: هل لديك مشكلة بالجامعة...بالأحرى هل ضربت احدا ما هناك؟


زمت الاخيرة شفتيها بعبوس طفولي متحدثة: لا تقلق لم افعل شيئ ، لما كل هالاسئلة الان؟

هز نزار كتفيه مرتشفا قهوته مجيبا اياها: حسنا بدوت فتاة مؤدبة قليلا لهاذا استغربت فقط


عقدت ريم ذراعيها على صدرها بحنق..فقهقت والدتها و شاركها نزار بذلك..فربت على شعرها بلطف مهمهما: حسنا يا حبيبة قلب اخيك اخبريني فقط ما تريدين؟


تبسمت ريم بخجل عاضة على شفتيها مردفة: الاسبوع القادم عيد ميلادي واريد هديتي لا تنساها اياااك ..وايضا اريد حفلة صغيرة بالبيت


وضع نزار فنجان قهوته متحدثا: حسنا كما تريدين بشرط لا صخب ولا تدعي الا عددا قليلا فقط من المقربات منك، والاهم ان لا تطول الحفلة..


قبلته مجددا ممتنة له مهمهمة: الان اصبحت احبك حقا


ليهز رأسه مغمغما بتهكم واضح: اعلم هاذا في مصالحك ستعشقيني دوما


قرصت ريم وجنته مستفزة اياه: من الجيد انك تعلم هاذا يا اخي حبيبي


قاطعتهم السيدة جيهان مستفهمة من نزار: بني ستمر على الفتاة ميس اليوم اليس كذلك لتعطيها امانتها؟


اومئ لها نزار بايجاب مردفا: باذن الله امي


ابتسمت والدته بحب حاملة كيس بلونه الزهري واضعة اياه امام نزار متحدثة بحبور جلي: حسنا اذا خذ معك هذه الهدية لها ايضا مع امانتها


عقد نزار حاجبيه متسائلا: ماهاذا بالضبط؟


تنهدت والدته موضحة بهدوء: هاذا وشاح اكملت خياطته منذ اربع ايام في الحقيقة كنت سأعطيه لريم، لكن بعدما حدث لي البارحة غيرت رأيي وسأهديها لتلك الفتاة كنوع من الشكر لها ..يبدو انه رزق لها بدل إبنتي ريم


تحدث نزار بإبتسامته الخلابة: تعطين لكل محسن قدره كعادتك يا غالية..حسنا باذن الله ستصلها هديتك يا امي


لمعت عيناها بدفئ مردفة بحنو: واخبرها انني مدينة لها حقا ،ولن انساها من دعائي باذن الله

إستقام نزار من مجلسه حاملا معه ما قدمته والدته له..وإنحنى مقبلا جبينها بمحبة خالصة مغمغما: ابشري سأخبرها امي...والان علي ان اذهب فلدي عمل قبل ذلك ..


** انتهى الفصل الاول **

يسمينة مسعود 26-03-22 11:23 PM

غيث الهوى
 
• الفصل الثاني •

☘️ أحيانًا، تصبح المُعاملة بالمثل أكثر عدلًا من العتاب... 🥀

:
•♡•
:

اوقف سيارته قرب المحل المقصود مترجلا منها متوجها نحو الاخيره بقميصة الاسود الذي يحد جسده الرياضي فارع الطول وسروال بذات اللون ..دالفا له مردفا بالتحية بصوته الرجولي: السلام عليكم ورحمة الله

رفعت ليلى حاجبها متأملة كتلة الوسامة تلك مغمغمة: وعليكم السلام ،تفضل

مدت ميس للمرأة مشترياتها مهمهمة بإبتسامتها العذبة: تفضلي يا خالة ..ونتمنى ان تزورينا مجددا

بادلتها الاخرى بسمتها متحدثة بلطف: اكيد ...في حفظ الله

تقدم نزار للأمام مردفا: ابحث عن الانسة ميس

عقدت ليلى حاجبيها بإستغراب..لترفع ميس رأسها بعد ان سمعت اسمها لتراه هناك..توترت قليلا مجيبة بهدوء: نعم تفضل

تقابلت مقلتاه البنية الداكنة بعيناها الخضراء..فتقدم بخطوات بسيطة نحوها رافعا ما يحمله بيده موضحا: احضرت لك امانتك كما اتفقنا يا انسة ..

تبسمت ميس بحلاوة وبريق خاطف مر بمقلتيها بعد ان تذكرت كتبها مرددة: شكرا لك سيد نزار ..اعتقدت انني اضعتهم


أخذت ميس منه الكتب..ليمد يده مقدما اياها الكيس الوردي قائلا: وهذه الامانة من امي لك


قطبت ميس جبينها ممسكة الكيس منه مستفهمة: ماهاذا بالضبط؟

أعاد نزار نظره نحوها مغمغما بهدوء: هذه هدية من والدتي لك كنوع من الشكر والامتنان منها لما فعلته لها امس..وقالت انها مدينة لك ولن تنساك من دعائها باذن الله


تبسمت ميس برقة، فاتحة الكيس مخرجة ما بداخله ليتضح انه شال وردي مطرز بزهور صغيرة ذهبية اللون. قد تمركزت على حوافه


فغرت فاهها على جماله مردفة دون وعي مع بسمتها الخلابة: يا إلهي كم هو جميل...

وجهت نظرها لصديقتها ليلى والتي كانت تتابع المشهد منذ اوله وبسمة ماكرة تعلو ثغرها ..متحدثة: انظري ليلى كم هو جميل..وباللون الوردي الذي احبه ..حقا رائع


هزت الاخيرة رأسها بسخرية فيبدو ان صديقتها قد نسيت نفسها تماما بسبب الهدية..مغمغمة بتهكم: نعم يا ميوسة ارى هاذا


اعادت ميس بصرها للواقف امامها والذي كان محدقا بها، و يبدو انه كان منفصلا عن الواقع متحدثة ببسمتها العذبة: من فضلك اشكر لي السيدة الوالدة وقل لها ان هديتها في غاية الجمال وقد احببتها حقا


لحظات صمت مرت لتتورد وجنتي ميس مخفضة رأسها ..فحمحمت ليلى كتنبيه لنزار والذي قد ارتبك مشتتا نظره في ارجاء المحل دالكا رقبته من الخلف هامسا بتوتر: حسنا ..السلام عليكم


تحرك مغادرا المحل ..دنت ليلى من ميس ببطئ مستفز والمكر يعلو بسمتها مردفة بخبث: مممم سيد نزار اذا...و هدية من والدته...اتعلمين ان جعل والدته تحبك طريقة جيدة كنوع من اساليب الصيد..صحيح أن هذه الفكرة مبتذلة قليلا، لكن لابئس احيانا تؤتي بثمارها


فغرت الاخرى فاهها مغمغمة بحنق: ليلى كفاك سخافة ..المرأة فقط شكرتني لمساعدتي لها لا تضخمي الامور وتتحدثي عن هراء الصيد هاذا مجددا


رفعت الأخرى حاجبها متحدثة: لكن يبدو ان الامر له ابعاد اخرى


قطبت ميس جبينها متسائلة: ماذا تقصدين؟؟


غمزت لها ليلى بضحكة خفيفة: مثلا اعجابا يلوح في الافق


رمشت الأخرى بعدم فهم مستفهمة: من معجب بمن؟

زمت ليلى شفتيها محاولة كبح غضبها على غباء صديقتها متحدثة بتهكم: اعجاب النملة بالصرصور يا حبيبة قلبي ...اكيد اعجاب السيد نزار ذاك بك


توسعت عيني ميس بتفاجئ متوتر ،مبتلعة ريقها هامسة: ولماذا قد يعجب بي..توقفي عن هذه التراهات يا ليلى


رفعت الأخرى حاجبيها بتفاجئ مردفة بخفوت مستفهم: ولماذا قد لا يعجب بك يا ميس ..ما الذي ينقصك يا فتاة انظري لنفسك في المرآة..انت شابة جميلة جدا ومتعلمة وذات اخلاق ومؤدبة وسمعتك طيبة والكل يحترمك..اذا ما الخطب؟


تراجعت الأخرى بخطوات للوراء، مشتتة نظراتها الحزينة في المحل وفكرها الشارد يجول بحثا عن جواب لتساؤل صديقتها، فتحدثت بعدها بحسرة جلية: ربما لأنني فتاة يتيمة لا اهل لها..وآخر فرد من عائلتها والذي هو عمها قد أبعدها عن أسرته ربما يخشى ان تلوثهم وكأنها مرض معدي


دنت ليلى منها مكوبة وجنتيها بحنو ،فميس ليست صديقتها فقط بل هي اختها التي لم تلدها امها ..مكانتها عظيمة جدا بقلبها ،فهذه الأخيرة لطالما كانت تساعدها وتنصحها إن أخطئت وتوجهها وتقبلتها بكل عيوبها وأحبتها بجل مميزاتها..ميس كانت ولا زالت رفيقتها وعشريتها منذ الصغر..ابتسمت بحب مردفة بعدها: انت وحدك قوة يا ميس، لست بحاجة لا لعمك الأبله ذاك ولا لأسرته الغبية...بل هم من بحاجة لك..واليتم لم يكن يوما عيبا ، ألست أنت من كان طوال الوقت يقول هاذا..ألم تقولي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد عاش يتيما منذ نعومة أظافره..أنت ميس رمزا للخلق والطهارة والنقاء..ومحظوظ بك من نالك ..وايضا عائلتي هنا وتعرفين مقدار حبهم لك..تبا هم يفضلونك علي انا من الاساس


تبسمت ميس إثر كلماتها المواسية الجابرة لخاطرها لتقترب منها معانقة إياها بحب هامسة: واخيرا أصبحت تتكلمين كلاما جيدا


ابعدتها ليلى بحنق مغمغمة بضجر: تبا لك يا غبية

فقهقت ميس عليها مردفة بإمتنان: شكرا لك يا ليلو حقا كنت بحاجة لتلك الكلمات..انت رائعة حقا

هزت الأخرى كتفيها بفخر انثوي :طبعا انا كذلك يا فتاة


قلبت الأخيرة عيناها على غرورها متجاهلة الرد عليها..ليتهادى لها بعدها صوتها المستغرب: اتعلمين شيئا يا ميس ..ذلك الشاب نزار لا اعلم اين رأيته من قبل..يبدو لي مألوفا


غمغمت ميس بعدها مجيبة اياها: ربما شبهته بشخص ما فقط..او رأيته بالشارع لا ادري

اومئت لها ليلى مهمهمة: ربما..


فتباعت بعدها غامزة لها بمكرها المعتاد مستفهمة: لماذا لم تخبريني انه وسيم هكذا يا فتاة؟

ضربت ميس كفيها ببعضهما البعض محولقة على سخافة صديقتها متجاهلة كلامها، مانعة نفسها من شتمها ..فوصلها قهقهتها لتحاول كتمان بسمتها فهي تضل في نهاية المطاف خفيفة الظل جميلة الروح


:
•♡•
:


طرقات تدق على الباب فسمح لصاحبها بالولوج متحدثا: تفضلي

ادارت والدته المقبض فاتحة الباب متوغلة لغرفته مغمغمة بإبتسامتها الحانية: نزار بني عدت؟؟


عدل الأخير جلسته مسندا نفسه على ظهر السرير مردفا ببسمته الرجولية: نعم يا غالية تفضلي...عندما عدت كنت في قيلولة لهاذا لم اشأ إزعاجك


اتخذت الأخرى مجلسا على السرير بجانبه مستفهمة: هل تغذيت..او اضع لك الغذاء؟


أخذ نزار كفي والدته مقبلا إياها بحب متحدثا: لقد أكلت مع العمال امي قبل ان آتي لا تقلقي ..


ربتت بحنو على شعره مهمهمة: صحا وهناء..هل اوصلت الامانة؟

أومئ لها الأخير بإيجاب مردفا: نعم وقد اعطيتها هديتك واحبتها كثيرا وارسلت لك شكرها

همت والدته لتحدث الا انه قاطعها دخول ريم للغرفة متهجمة هادرة بحنق: هل احضرت لي ما اوصيتك به؟


حولق الاخير محاولا التحكم في اعصابه مردفا بعتاب: اولا اطرقي الباب مثل خلق الله..ثم اجلسي بهدوء وبعدها اسئلي سؤالك بروية يا بنت...الن تنضجي أبدا؟؟

ضربت الاخرى بقدمها على الارض بسخط متحدثة بغضب: لا داعي لتلك الموشحات الان..الم تعدني بأن تحضر هديتي..اين هي؟


عقدت والدتها حاجبيها مردفة بإستفهام: الم يبقى على عيد ميلادك اسبوع..لازال الوقت مبكرا بنيتي

كتفت ريم ذراعيها على صدرها متحدثة بملل: خير البر عاجله يا امي


قلب الآخر عينيه على تصرفاتها مردفا: لم اشتري لك اليوم..اجليها ليوم اخر، او سنذهب سويا واختاري ما يعجبك لانني فاشل في اختيار الهدايا كما تعلمين ،فأنت تتذمرين كل مرة اشتري لك شيئ ما


قهقهت ريم متخذة مجلسا معهما على سرير اخيها هامسة: صحيح هادياك مملة دوما..مثل تلك الساعة الرجالية التي اشتريتها لي ..


ضحكت والدتها قائلة: لابئس اذهبي معه واختاري ما تشائين حبيبتي


لتتابع بعدها متذكرة شيئا ما: حسنا لماذا لا تذهبين للمحل الذي تعمل به ميس غالبا هو محل يبيع الهدايا حسب ما رأيته يوم اوصلناها له


صفقت ريم بحبور مردفة بحماس مشتعل: نعم سنذهب له،إقتراح سديد يا امي


وجهت انظارها لاخيها العاقد لحاجبيه متحدثة: خذني له يا اخي ،وستكون فرصة لمقابلتها فقد تشوقت للتعرف عليها


حولت انظارها نحو والدتها مستفهمة منها بفرحة عارمة: ما رأيك ان ادعوها لحفلة عيد ميلادي امي وهكذا ستقابلينها مجددا


تبسمت والدتها مغمغمة بحبور: اجل فكرة جيدة ...عندما تقابلينها قومي بدعوتها بنفسك افضل وحاولي اقناعها فغالبا ستتحرج من القبول


هزت ريم كتفيها هامسة بفخر يناسب شقاوتها ودلالها: ريم سميح لا احد يقول لها لا ...ستقتنع طبعا وبسرعة ايضا

قهقهت والدتها على ثقتها الكبيرة..لتوجه ريم نظرها نحو اخيها مستفهمة منه بمكر: وانت نزار ما رأيك؟


عقد الاخير حاحبيه متسائلا: رأيي في ماذا بالضبط؟

رفعت ريم حاجبه بخبث مجيبة اياه: رأيك في دعوتها للحفل طبعا؟


شتت الآخر نظره بأنحاء غرفته مهمهما: إنها حفلتك وانت حرة في اختيار ضيوفها


لتستفهم منه اكثر:متأكد؟

أومئ لها بهدوء متحدثا: نعم متأكد

ناظرتها والدتها الصامتة المبتسمة لتغمزها متحدثة بتعجب: غريب حسب علمي انك كنت تنصحني سابقا ان لا ادعو الا المقربين ،اما من تعرفت عليهم حديثا فغير معنيين بالحضور لانهم غرباء ولم نتأكد من معدنهم بعد


حول نزار بصره نحوها هاتفا بحنق: لكنها ساعدت والدتك اذا فهي ليست بذلك السوء ..معدن الناس تبرز عند الشدائد الم اعلمك هاذا ايضا


اومئت الاخيرة برأسها مستفزة اياه اكثر: ما شاء الله تدافع عنها ايضا ..


رماها الآخر بالوسادة هادرا بسخط: غادري الغرفة قبل ان اقف لك..


قهقهت والدتها لتشاركها ريم ذلك ايضا ..فتحدث محاولا تمالك هدوءه كي لا ينتف شعرها ذلك بسبب استفزازها الذي لا ينتهي: غادري من غير مطرود


اخرجت الاخرى لسانها له مردفة: حسنا سأغادر لكن لن اترك والدتي هنا سآخذها معي ايها الممل


فأمسكت بكف والدتها والتي لم تكف عن الضحك عليها، لتساير ابنتها مستقيمة معها خارجتين من الغرفة..تاركين صاحبها شاردا في ذكرى عينين خضراوين مستغربا من محبة عائلته لها بهذه السرعة



:
•♡•
:



بعد يومين نزلتا الفتاتان من الحافلة متجهتين للمكان الذي اتفقتا عليه..لتستفهم منها ميس: هل تعلمين مكان المحل بالضبط او ستجعليننا نجوب كل ارجاء المدينة بحثا عنه؟

قهقهت ليلى مردفة: لا تقلقي ميوسة محلات سجاد هذه التي اخبرتك عنها معروفة، فقد وضعوا عنوان المحلات بصفحتهم على موقع التواصل اطمئني ..اظنها بهاذا الشارع


تحركت معها ميس مسايرة إياها مرتدية حجابها الأسود ووشاحها بلونه السماوي الباهت ليدلفا لشارع اغلبه محلات متنوعة من ملابس وأطعمة وفساتين العرائس وموبيليا وغيرها..فتهادى لمسمعها صوت ليلى المتحمس: أظنه ذاك المحل قرب تلك الصيدلية حسب علمي هاذا المحل الرئيسي بهذه المنطقة وافرعه بالمناطق المجاورة



تقدمتا نحو المحل لترفع ميس رأسها للأعلى تقرأ اللافتة المعلقة فوقه "محل آل سميح للسجاد"


دلفتا بعدها له فترائى لهما العديد من السجاد بأنواعه المختلفة وأحجامه المتنوعة والوانها العديدة ..لتبتسم ليلى بحماس مهمهمة: هل رايت ما اجملهم يا ميس..تبا لو كان لدي الكثير من المال لقمت بشراء اغلبهم

قلبت الأخرى عينيها مرددة: هلا اخترت ما تريدين فقط كي لا نتأخر


امسكتها ليلى من ذراعها تشدها نحو احدى السجادات المعروضة متحدثة: انظري لهذه السجادة فقد رأيتها بموقعهم واعجبتني حقا..ما رأيك تناسب غرفة نومي؟


تلمستها ميس بكفها مغمغمة بإعجاب حقيقي: نعم انها جميلة حقا..هل ستختارين اللون الرمادي هاذا؟ ام لون اخر؟


شتتت ليلى انظارها بين مختلف السجاد الذي امامها محتارة اي لون ستأخذه ،فأردفت ميس بهدوء: اظن ان اللون الرمادي افضل،فهو يناسب لحاف سريرك الذي اشتريه سابقا اليس كذلك؟

أومئت لها ليلى بموافقة مغمغمة: نعم يناسبه بما ان اللحاف لونه غير داكن سيكون متناسقا معه


صفقت ليلى بعدها بحماس مسترسلة حديثها: حسنا سآخذ هذه القطعة اذا ،سأطلب من بائع المحل ان يجهزها لي


وجهت ليلى بصرها منادية على العامل ليتأتي لها متسائلا بلطف: تفضلي يا آنسة

تحدثت الاخيرة بإبتسامة هادئة: سآخذ هذه القطعة ..كم ثمنها؟


حول الشاب نظره للقطعة المقصودة مجيبا: ثمنها **


توسعت عيني ليلى بتفاجئ هادرة في وجهه بحنق: اتكذب ام ماذا ؟ رأيت ثمنها أقل من هاذا عندما تفقدت صفحتكم بموقع التواصل ام تغيرون الاسعار حسب مزاجكم؟



هدأتها ميس بلطف هامسة لها بخفوت: لا داعي لكل هاذا الصراخ يا ليلى اهدئي ما خطبك؟


ناظرتها ليلى بغضب مردفة بحدة: الم تسمعيه ما يقول يريد النصب علينا هاذا المحتال ..انت بنفسك لقد رأيت الثمن المعروض على صفحتهم عندما أريتك ذلك حين كنا بالحافلة



حاول العامل تهدئتها مرددا: يا آنسة نحن لم نغير اي سعر ،و راجعي صفحتنا وتأكدي بنفسك ..لماذا قد ننصب على الزبائن حاشا لله ان نأكل الحرام لا انا ولا صاحب المحل


وضعت ليلى يديها على خصرها هادرة بغضب: اذا استدعي لي صاحب المحل هاذا لأكلمه بنفسي وانصحه أن يتوقف عن الغش..لقد أتيتت من منطقة اخرى بالحافلة لاجل الشراء من عند سيادتكم بعد ان ذاع صيتكم ،والان تحاولون خداعنا برفع الاسعار بهذه الطريقة المهولة


حولق العامل محاولا السيطرة على الموقف مرددا: لا حول ولا قوة الا بالله، يا آنسة لم نخدع احد والحمد لله كل زبائننا راضين عن التعامل معنا


رفعت ليلى اصبعها في وجهه هادرة بسخط: لست عمياء يا هاذا قلت لك لقد رأيت السعر بنفسي على موقعكم الرسمي لهاذا اتيت عندكم على هاذا الاساس لا تراوغني


امسكتها ميس من ذراعها هامسة بحدة: اخفضي صوتك لقد لفتت الانظار لنا..اكيد هناك خطأ ما لا داعي لكل هاذا الصراخ يا ليلى..فلنغادر افضل


استدارت ليلى نحوها مرددة بحنق: لن اغادر هل فهمت ،سأريهم كيف يتلاعبون بالناس وينصبون عليهم هؤلاء المحتالين


عقد نزار حاجبيه بتوجس مستغربا من سماعه بعض الصراخ والفوضى خارجا، فإستقام من مجلسه مغادرا مكتبه ليتحرى ما يحدث خارجا...فترائى له فتاتان إحداهما تجادل البائع ويبدو من ملامحها السخط والغضب ليتقدم بخطواته الحثيثة منهم مغمغما بهدوء: لماذا كل هذه الفوضى؟؟



إستداروا له فوقعت عيناه على مقلتيها تلك..


إرتبك الآخر محاولا التحدث بهدوء: هل هناك خطب يا آنسة؟


توردت وجنتي ميس مبتلعة ريقها إثر نظراته منزلة بصرها عنه حياءا ،وقد شابكت كفيها ببعضهما البعض مغمغمة بخفوت: فقط هناك سوء فهم بين العامل وصديقتي لا غير


تأمل إحمرار وجنتيها اللذيذ فإبتسم دون دراية ..ليستغفر الله في سره موجها نظره للعامل مستفهما منه: ماذا حدث يا سهيل؟

أراد العامل التحدث ..لتقاطعه ليلى بسخط هادرة: اصحاب المحل هاذا ينصبون علينا علنا ..عندما نتصفح موقعهم نجد سعر معين وعند زيارة محلهم يفاجئوننا بسعر مغاير تماما..هاذا نصب واضح يأكلون الحرام ويتجبرون على الناس


رفع نزار حاجبه من جرأتها فتحدث بلهجة رجولية حازمة: لا ترشقي الاخرين بهتانا يا أختي، انت اول شخص يتهمنا بهذه التهمة الباطلة ..قد يكون هناك سوء فهم فقط ..حمد لله طوال حياتي لم آكل فلس حرام

توترت ميس يبدو انه صاحب المحل لتغمغم بلطف محاولة استدراك الموقف: هي لا تقصد اي اساءة سيد نزار انا وهي نعتذر عن اي تجاوز



لانت ملامح الأخير موجها نظره لها هامسا لها: لابئس لا تعتذري


عقدت ليلى ذراعيها مستفهمة من نزار: هل انت صاحب المحل يا سيد نزار؟


أومئ لها الآخر بهدوء واضعا كفيه بجيبي بنطاله الجينز الداكن مجيبا اياها: نعم يا آنسة انا صاحبه..هلا شرحت لي سبب كل هذه التهم في حقي وحق المحل وعماله



أردفت ليلى محاولة الهدوء : انتم عرضتم في صفحتكم على مواقع التواصل ان هاذا السجاد سعره *** وعندما اتيتت الان لشراءه وجدت ان سعره مرتفع عن ما هو منشور بصفحتكم ..هلا اخبرتني لماذا تغيرون اسعاركم،هل هو حسب مزاج الجو او ماذا؟


وجه نزار بصره للسجاد المقصود ثم للعامل مستفهما منه: هل كلامها صحيح يا سهيل؟


أجابه الآخر بهدوء موضحا: أبدا يا سيد نزار هاذا السجاد الذي قمنا بإستراده الشهر الماضي ووضعنا الاسعار كما اخبرتنا تماما حتى بموقع التواصل وضعنا ما امرتنا به دون اي خطأ او غش


أومأ الأخير بهدوء محاولا معرفة اين الاشكال بالضبط ليستفهم من العامل مجددا: حسنا وسعر *** الذي تكلمت عنه الآنسة يخص اي نوع من السجاد بالضبط؟


أجابه الأخر محاولا التذكر: هاذا السعر يخص فقط القطع الأصغر من هذه النوعية من السجاد الذي تقصده الآنسة

تنهد نزار بخفوت موجها كلامه نحو ليلى موضحا: يا آنسة نحن عرضنا في صفحتنا السجاد بمختلف الأحجام حيث هناك الأكبر، وهو خاص بالقاعات الاكثر حجما ،والمتوسط الخاص بغرف الاستقبال غالبا او الغرف ذات الحجم الواسع ،وهناك أيضا السجاد الأصغر والخاص بغرف النوم ..يبدو انه اختلط الامر عليك بين الحجم المتوسط والأصغر، وهاذا الذي سعره *** الذي امامك الآن ،فنحن شرحنا بموقعنا انه خاص بالحجم المتوسط وانت بسعر *** الذي تحدثت عنه تقصدين الحجم الاصغر


فرحت ميس على انتهاء سوء الفهم لتهمس لصديقتها: هل رأيت هو فقط سوء فهم لابئس..


قطبت الأخرى جبينها مخرجة هاتفها والجة للصفحة مرددة: حسنا سأتأكد بنفسي


زفرت ميس بحنق من عناد صديقتها رافعة انظارها فتقابلت مع عيناه ..لتهرب من تحديقه مشتتة بصرها بأرجاء المحل والتوتر قد تملكها..ليبتلع هو ريقه منزلا بصره مستغفرا في سره يبدو ان أصبح متواقح حقا ..ليتهادى له صوت ليلى مردفا: هاذا هو المنشور بصفحتكم أنظر


أخذ نزار الهاتف منها قارئا محتواه مغمغما بعدها: هاذا يثبت ان كلامي صحيح يا آنسة ..إقرئي أسفل الصور موجود التوضيح ..فهذه الصورة وهي التي تخص السجاد هاذا الذي اشرت إليه، وموضوع في الاعلان ان طوله يصل لسبع امتار وهاذا هو الحجم المتوسط


اما الصورة التي اسفلها فهو سجاد طوله لأربع امتار فقط وهو الاقل حجما مع تشابه في كل المميزات الا ان الاختلاف فقط في الطول والاحجام

اعطاها الهاتف مسترسلا حديثه بهدوء: اذا الخطأ ليس منا يا انسة بل منك لانك لم تستوعبي اي حجم تريدينه بالضبط


زمت ليلى شفتيها بعبوس شاعرة بالاحراج من تسرعها ..لتمسح ميس على ذراعها بحنو متحدثة بلطف: لا بئس يا ليلى هذا خطأ بسيط يحدث دائما..

ووجهت نظرها نحو نزار مبتسمة بعذوبة هامسة بلطف: نعتذر سيد نزار فقد فهمنا الأمر خطأ


أومئ برأسه مغمغما برزانة: خيرا باذن الله لا تهتمي يا آنسة

- عذرا يبدو انني تسرعت


همهمت بها ليلى بهدوء محرجة ..ليهتف لها الآخر بلابئس..


وجهت ميس بصره نحوه مستفهمة منه بلين: هل نستطيع رؤية الأقل حجما؟


ابتسم لها بإبتسامته الرجولية الخلابة هامسا: تدللي


فتخضبت وجنتيها بحمرة حياءا..وتحرك هو بخطواته الحثيثة نحو الطرف الاخر من المحل مرددا: هذه هي الاقل حجما يا آنسات


تحركتا الفتاتان نحو السجاد، فتلمستها ليلى شاعرة بنعومتها مغمغمة: جميلة


فأردف هو بهدوءه: ان كنت ستضعينها في غرفة النوم فهذه هي الانسب ،فاربع امتار طول مناسب لغرف النوم ذات الحجم المتوسط.. اما التي سألت عنها قبل قليل فهي خاصة غالبا لغرف النوم ذات الحجم الكبير


أومئت له ليلى بهدوء مرددة: حسنا سآخذ هذه القطعة بلونها الرمادي..

تنهد بخفوت متحدثا: حسنا يا انسة سنعطيك قطعتين بثمن قطعة واحدة كنوع من تطييب الخاطر كي لا تعودي لبيتك وانت حزينة ما رأيك؟


تحمست ليلى مصفقة بكفيها بفرحة طفولية متحدثة: حقا ما تقول؟


كتمت ميس ضحكتها على تحمسها الظريف ..ليومئ هو لها مجيبا اياها بهدوءه المعتاد: اكيد طبعا

فشكرته بكل حرارة من شدة فرحتها: شكراا لك سيد نزار

هز رأسه لها بهدوء ..ليوجه كلماتها لميس مستفهما منها: وأنت يا آنسة هل تريدين اخذ شيئ ما؟

توترت الأخيرة مردفة بحياء شديد: أنا لا ..هي العروس أقصد هي من تحتاجها

إبتسم على إرتباكها ليتهادى له صوت ليلى المشاكس: حسنا نعدك عندما تتم خطبة ميس سنجهز بيتها من عندكم ..ما رأيك ميوسة؟

توردت وجنتيها أكثر مشتتة انظارها بأنحاء المحل هاربة من عيونه الغامضة وإستفزاز صديقتها المستمر


:
•♡•
:



وضعت السيدة صفا صينية الشاي متخذة مجلسا بغرفة المعيشة رفقة إبنتها ليلى وصديقتها..لتقدم الفنجان لميس التي شكرتها بدورها..حيث استفهمت منها ليلى: أمي ما رأيك بالسجاد..اليس ذوقي رائعا كالعادة؟


ارتشفت والدتها رشفات من شايها لتغمغم بإيجاب: نعم رائع، فقد احببته حقا بنيتي ما شاء الله


لتهز كتفيها بفخر انثوي جذاب هامسة: هاذا لكي تعرفي ان ذوقي رفيع ...سجادتين بسعر سجادة واحدة...حظي كم احبك


قهقهت ميس عليها موجهة كلماتها نحو صفا مرددة: كان عليك ان تريها كيف تشاجرت مع العامل..المسكين سببت له الرعب حقا

ضحكت والدتها مغمغمة: ابنتي واعرفها..لسانها طويل ولا تفكر قبل الكلام ابدا...تهجم فورا

زمت ليلى شفتيها بعبوس مهمهمة: وما ذنبي انا؟ تبا لم اكن اعرف طول السجاد واحجامه ..

رفعت والدتها حاجبها على حجتها الواهية متحدثة: عليك التأكد قبلا او على الاقل ناقشي العامل بالهدوء لكي تفهمي منه اين الخطب بالضبط ،وليس التهجم هكذا يا فتاة

قهقهت ميس على ملامح صديقتها الغاضبة مرددة: حسنا يا خالة علينا ان نعترف ان الشجار اتى بثماره وها قد اخذت سجادتين بسعر منخفض

ضحكت السيدة صفا مجيبة بحسنا..لتعقد ليلى ذراعيها على صدرها بحنق متحدثة: ماذا يا انسة ميس.هل تريدين ان اخبر امي كيف قال نزار ذاك تدللي

توسعت عيني ميس لتبتلع ريقها بتوتر ترتشف من شايها متجاهلة سخف صديقتها..فتهادى لها صوتها الماكر مستفهما بخبث: ماذا يا ميوسة هل اصابك الحياء مجددا؟

قهقهت صفا متسائلة: اخبريني عن الامر يا ليلى ما الذي حدث؟

أسرعت ميس بالحديث مغمغمة: لا شيئ يا خالة فقط ابنتك سخيفة كعادتها

رفعت ليلى حاجبها مشيرة الى نفسها مردفة: انا سخيفة؟ حقا؟

أومئت لها ميس بإيجاب كنوع من الاستفزاز..لتردف الاخرى بحنق موجهة كلماتها لوالدتها: اسمعي يا امي ميس هذه طلبت من صاحب المحل الشاب نزار الذي اخبرتك انه ابن تلك السيدة التي ساعدتها ميس واخذتها للمشفى..

هزت والدتها رأسها لها بنعم حيث تابعت الاخرى بمكر متجاهلة نظرات ميس الغاضبة: طلبت منه ان يرينا السجاد ذا الحجم الاصغر و قال لها بكل عذوبة تدللي

وضعت يدها على صدرها بكل حالمية مسترسلة: تبا..انا منذ سنة مخطوبة ولم يقل لي خطيبي هذه الكلمة..وانت يا ماكرة قابلته منذ ايام فقط لمدة لا تتعدى ثواني قالها لك..

توردت وجنتي ميس مطرقة رأسها ترتشف من شايها بضع رشفات..لتستمع لقهقهات كل من ليلى ووالدتها
تابعت ليلى حديثة مصرحة: بالمناسبة اتذكرين عندما اخبرتك انني رأيته من قبل عندما زار محلنا سابقا؟

أومئت لها ميس ايجابا بهدوء...تابعت صديقتها في حديثها بعدها: تذكرت انني رأيته بموقعهم للعمل ،لهاذا بدأ مألوفا لي..

وجهت ليلى نظرها لميس غامزة لها متحدثة: هل رأيت نظراته لك يا فتاة؟

ابتلعت الاخرى ريقها هامسة بتوتر: اي نظرات تقصدين؟

ضحكت الاخيرة مردفة بتهكم صريح: اقصد نظرات الاعجاب...يبدو ان شاب وقع صريعا لك يا ميوسة

فغرت الاخرى فاهها مبتلعة ماء حلقها متحدثة بتلعثم: أنت..أنت تهذين لم ارى هاذا ابدا؟ ؟ هو من الاساس يغض بصره

رفعت ليلى حاجباه مهمهمة بملل: وكيف ستعرفين نظراته ان كنت تتوترين امامه كأنك قطة ترتجف من الاسد الذي امامها..وايضا يغض بصره عن جميع الا انت فهو واضح انه ينسى نفسه تماما

شبكت ميس كفيها ببعضهما البعض مغمغمة بخجل: لقد تأخرت عن البيت علي ان اذهب...

لتستقيم من مجلسها هاربة من نظرات ليلى الماكرة مهمهمة بالسلام مغادرة غرفة المعيشة..ليصلها صوت صديقتها المستفز: سنرى يا ميس الا متى ستنكرين

تنهدت ليلى بخفوت هي حقا تتمنى السعادة لها ..تريد ان تطمئن عليها في كنف زوج صالح يحبها ويعوضها عن كل ما قاسته سابقا ..تتمنى ولو كان هاذا الشاب حقا معجبا بها فنظراته تفضحه ،فهي لا تحمل اي خبث فليلى تعرف النظرات الخبيثة من مقلتي صاحبها..لكن عيناه هو تقول شيئ اخر...ينم عن النقاء ربما ..لترفع رأسها للأعلى تدعو لك بالرزق الصالح

:
•♡•
:


قهقهت السيدة جيهان على كلام ابنها والذي اخبرها بما حدث اليوم متابعا تناول طعام العشاء ..مغمغمة: يبدو ان تلك الفتاة من النوع العصبي


وضع نزار الشوكة على الطاولة مرتشفا من كأس الماء مردفا بعدها: عصبية فقط..لقد اتهمتني بأنني اخدع ناس واغشهم والاجمل اننا نأكل حرام


ضحكت ريم مستفهمة منه: وماذا حدث عندما اخبرتها خطئها؟؟


تنهد نزار واضعا الكأس مرددا: حسنا ،خف لهيب نارها قليلا..مثل بالون منتفخ تم تفجيره بإبرة

قهقهت والدته مجددا على تشبيهه الظريف رابتة على كفه بحنو: من الجيد انك جبرت بخاطرها واعطيتها بدل السجادة اثنتين ..احببت تصرفك النبيل هاذا يا بني، بارك الله فيك وزاد في رزقك

تبسم نزار بدفئ ليأخذ كفها بين يديه لاثما اياه بحب خالص متحدثا: فقط رضاك يا غالية


ناظرت ريم والدتها غامزة لها ببراءة مصطنعة لتهتف بعدها مستفهمة من اخيها: هل اتت تلك الفتاة ميس معها يا اخي؟


اجابها الآخر بهدوء متابعا شرب العصير: نعم


كتمت والدتها بسمتها ..حيث تابعت ريم السؤال متحدثة: هل تحدثت معك؟

غمغم الآخر بخفوت: اجل بضع كلمات


فرفعت حاجبها بمكر مردفة: بضع كلمات فقط؟


وضع الاخر كأس العصير متحدثا بحنق: نعم اين الاشكال؟ ام تريدين منا ان نتحدث عن الاتحاد السوفياتي والحرب العالمية؟


عضت ريم على شفتيها محاولة عدم الضحك قدر المستطاع قائلة: لا ابدا


هزت جيهان رأسها على استفزاز ابنتها قاطعة الامل منها ..فتابعت ريم حديثها بخبث: يبدو انها رافقت صديقتها للمحل كي تجهز، فأغلب العرائس يقصدون محلاتنا يا اخي..هل صديقتها تلك عروس؟


همهم نزار بهدوء مجيبا اياها:نعم هي كذلك


تنهدت ريم بحسرة مصطنعة مرددة: مسكينة ميس تلك حقا


عقد نزار حاجباه مستفهما منها: لماذا تقولين ذلك؟


تابعت الأخرى كلامها ممثلة ملامح الحزن: يا اخي انت شاب ولن تفهم هذه الامور..لكن نحن الفتيات نتحسس من هاذا الامر...تخيل المسكينة صديقتها تجهز نفسها كعروس وتتزوج وهي فقط تتابع بعينيها هاذا محزن حقا..صحيح لن تحسدها واكيد ستتمنى لها الخير والسعادة في زواجها..لكن يضل الامر حساسا لنا لاننا عاطفيات


إرتبك نزار مرددا: فليرزقها الله من فضله


وضعت السيدة جيهان كفها على فمها كاتمة ضحكتها على خبث ابنتها وارتباك ابنها ..ليتهادى لها صوت ريم مجددا : معك حق فليرزقها الله من فضله..فقط انت كثف لها الدعاء يا شيخ ....

تجاهلها نزار مرتشفا من العصير ..ناظرت ريم والدتها غامزة لها بمكر مرددة بهدوء: امي ما رأيك في ابن خالتي احمد اظنه مناسب لها فهو شاب متعلم
وخلوق وله عمله الخاص ايضا..كلميها ربما قد توافق


تبسمت والدتها بحنو مسايرة شقاوة صغيرتها: اذ قابلتها سأحاول فتح الموضوع معها


ضيقت ريم عينيها متابعة سؤالها: وابن عمي سعيد لابئس فهو لا يعيبه شيئ ايضا ..سيكون مناسب ايضا لها


كتمت والدتها ابتسامتها..ليهدر نزار في وجه اخته بحنق: ماذا يا ست ريم اصبحت تخطبين للفتيات وانا لا علم لي

رفعت الاخرى حاجبها بتعجب مرددة: وما الذي يزعجك انت يا اخي بالامر..الفتاة مميزة ما شاء الله ونحن نخمن فقط ان نظمها للعائلة اين الاشكال في هاذا؟ ؟

ابتلع الآخر ريقه ليهتف بهدوء : هذه الامور اكبر منك لا تتدخلي فيها


زمت الاخرى شفتيها بعبوس مغمغمة بضجر: حقا ..من الجيد انك ذكرتني بأن عمري خمس سنوات فلم اكن ادري ذلك



تجاهلها الاخر ليتهادى له صوتها مرة أخرى مستفهما: بالمناسبة متى ستأخذني لشراء هديتي فقط وعدتني منذ يومين ولم تاخذني


تنهد نزار بخفوت مسايرا دلال اخته مردفا: حسنا اختاري اليوم وانا سآخذك

اردفت الاخيرة بسرعة: حسنا خذني غدا اذا

أومئ لها الآخر بإيجاب هامسا بحسنا

:
•♡•
:

صباحا كانت الفتاتان ترتبان بعض الأرفف فزفرت ليلى بحنق هادرة: ايتها الملابس الغبية لا تتحركي

ناظرتها ميس رافعة حاجبها مستفهمة منها: حسب علمي ان الملابس تعتبر من الجماد فهي لا تتحرك دون فاعل خارجي

وجهت ليلى بصرها لها بحدة هادرة في وجهها: نصيحة يا ميس لا تستفزيني كي لا افرغ كل غضبي بك

كتمت الاخرى ضحكتها متجنبة غضب صديقتها لتبتسم لها بحنو متسائلة: حسنا يا ليلى ما خطبك..منذ ان اتيت قبل ساعة وانت هكذا حانقة..ما الذي يزعجك؟

وضعت الأخرى بعض الاقمشة المزخرفة في الارفف هادرة: ذلك الغبي خطيبي استفز اعصابي ...جنس الرجال اللعين لا فائدة ترجى منهم

قطبت ميس جبينها مهمهمة بهدوء: رائف خطيبك لا يستفزك الا اذا قال شيئا صائبا وانت عارضته ..صديقتي وأعرفك

كتفت الاخرى ذراعيها بحنق مرددة: اذا انت معه هو ..وانا صديقتك منذ سنوات طويلة تتخلين عني لصالحه

تنهدت ميس بخفوت متحدثة: حسنا أخبريني ما الامر فقط وانا سأحكم بالعدل كالعادة

زمت الاخرى شفتيها بعبوس طفولي مغمغمة: لقد اخبرته عن ما حدث البارحة بمحل السجاد..فأخبرني ان الخطأ خطئي، وان اصحاب المحل لم يخطؤوا

قهقهت ميس بشدة محاولة التحكم في ضحكتها كي لا تنزعج صديقتها لتتحدث من بين انفاسها: وهل هاذا ما ازعجك..؟؟ كلامه صائبا ولم يخطأ بشيئ هو عاتبك على تسرعك وانصف اصحاب المحل

هدرت ليلى بغضب: انا خطيبته يجب ان يقف معي انا ،وليس مع الاخرين

هزت الاخرى رأسها معاتبة اياها بحنو ومحاولة تسديد رأيها: يا ليلى صاحب العقل الناضج والمبادئ السليمة يقف في صف الحق فقط ،ولا تأخذه فيها اي رابط دم او علاقة شخصية وغيرها من الامور والمصالح...انت اخطئت وهو عاتبك ووقف في صف اصحاب الحق اين الضير في هاذا..

زمت الاخرى شفتيها بحنق ظريف: انا خطيبته

تبسمت ميس مهمهمة بحب: حتى ولو كنت والدته او ابنته عندما تقال كلمة الحق، لا نلتفت لمثل هذه الحجج ..لا مبدأ مهم هنا الا مبدأ الحق

كانت ليلى ستتحدث الا ان دخول فتاة ذات بشرة قمحية وعيون بنية ،كانت ذات ملامح جميلة حقا ترتدي تنورة رمادية واسعة طويلة وبلوزة بيضاء تناسقت مع جسدها الرشيق ووشاح يماثل التنورة في لونه يغطي شعرها تحمل بيدها حقيبة شبابية بيضاء ..دلفت للمحل بإبتسامتها العذبة مرددة: مرحبا

إبتسمت لها ميس بعذوبة رادة التحية: اهلا بك يا آنسة تفضلي

ناظرتها ريم بهدوء لتوجه بصره نحو ليلى أيضا،ثم تعيده لميس بصمت لتتحدث مستفهمة : أنت الفتاة ميس اليس كذلك؟

عقدت الاخيرة حاجبيها بتوجس لتناظر صديقتها ليلى والتي كانت ملامح وجهها مستغربة فأردفت بعدها بلطف: نعم انا هي ميس يا آنسة

ضحكت ريم مصفقة بكفيها مغمغمة بحبور: يا إلهي توقعت هاذا..

دنت منها بخطوات قليلة تتأمل وجهها البهي متحدثة: انت جميلة حقا كما اخبرتني امي تماما

رفعت ميس حاجبيها بإستغراب جلي على تقاسيم وجهها الجميل متسائلة: والدتك؟؟

فأردفت الاخرى بإبتسامتها الجذابة: نعم والدتي هل نسيتها بهذه السرعة..التي ساعدتها وأخذتها للمشفى الاسبوع الماضي

تنهدت ميس بخفوت هامسة بحبور: نعم تذكرتها والدتك تلك السيدة الرائعة

دلف نزار للمحل بعد ان تأخرت اخته فهو يعرفها لن تغادر الا بعد ساعة كعادتها..فترائى له شقيقته تتحدث مع ميس..لتستدير له ريم ببسمتها الحلوة مشيرة بيدها له قائلة: هاذا اخي نزار تعرفينه

توردت وجنتي ميس مومئة برأسها إيجابا..تابعت ريم كلماتها الماكرة: امي حدثتني عنك كثيرا وهي لا تكف عن الحديث عنك وبالمناسبة اشكرك حقا لكل ما فعلته ذلك اليوم عندما ساعدتها حقا نحن مدينين لك

تبسمت لها ميس بحنو مردفة بلطف: لا تقولي هاذا يا انسة لم اقم الا بواجبي

مدت لها الاخرى كفها غامزة لها بشقاوة: ادعى ريم ولست انسة

صافحتها ميس بمحبة فقد دخلت هذه الفتاة لقلبها فهي ظريفة حقا مهمهمة: اهلا بك ريم

إقتربت من ليلى هي الاخرى مصافحة اياها ..لتبتسم لها الاخيرة بهدوء متحدثة: وانا ليلى صديقتها المقربة

قهقت ريم بخفة مستفهمة منها: اذا انت من تشاجرت البارحة بمحلنا

كتفت ليلى ذراعيها على صدرها هادرة بحنق: ماذا هل أصبح هاذا الحدث يذاع في القنوات والاخبار وانا لا ادري؟

قلب نزار عينيه على سخافة اخته واستفزازها..لتكتم ميس ضحكتها حرجا..لتغمز ريم بمكر نحو ليلى: نعم رأيتها اليوم بنشرة الصباح

زمت ليلى شفتيها بعبوس مغمغمة: مبارك لك اذا

غمزت لها ريم بإستفزاز هامسة: مشكورة

قلبت الاخرى عينيها عليها متجاهلة اياها ..فتحركت ريم بالمحل ليخاطبها اخاها بهدوء: هيا اختاري شيئا بسرعة


إستدارت له الاخيرة رافعة حاجبها مهمهمة: لما كل هذه السرعة لا تشتتني دعني اختار بهدوء

وجهت بصرها نحو ميس مستفهمة منها: هل لديكم هدايا يا ميس ؟؟..لا اعرف انا محتارة اريد شيئا جميلا وراقيا مثلي تماما

كتمت ميس بسمتها على غرورها لتهمس بلطف: نعم تعالي من هاذا الجانب اختاري ما تشائين ..توجد عطور مختلفة واكسساوارات جميلة وميكاب بأنواعه، وبعض التحف ايضا ..

اقتربت ريم من الجهة المشار لها متأملة المعروضات ببطئ وتركيز لتقترب من احد الاسوار هامسة باعجاب حقيقي: هذه الإسوارة بديعة حقا

ووافقتها ميس مرددة بهدوء: نعم هي كذلك ..ناعمة وبسيطة تناسبك تماما

خجلت ريم من اطرائها لتردف: حسنا سآخذ هذه..وسأخذ بعض المكياج ايضا ،صحيح لا احتاج له بما انني جميلة، لكن كنوع من ارضاء لانوثتي فقط

هز نزار رأسه على غرور اخته المفرط فتهادى لمسمعه قهقهة ميس الرقيقة فناظرها ..تلك الابتسامة العذبة وعيونها البراقة النقية وعفويتها البريئة وارتباكها اللذيذ مع حياءها الذي يذيب رجولته ويستفز جموحه..انزل بصره مستغفرا في سره فهو حقا بدأ يفقد زمام اموره..

اختارت ريم بعض القطع من مستحضرات التجميل والإكسسوارات ..لتدنو من قطع فنية على شكل بيانو مصنوع من الخشب مزخرف على جوانبه بنقوش ذهبية لامعة فتبسمت بدفئ مغمغمة بحبور: حسنا سآخذ هذه القطعة

غلفت ميس لها الهدية بغلاف زهري ملون مع باقي المشتريات واضعة اياها في كيس مقدمة اياها لتدفع الاخيرة ثمنها ..لتبستم لها ريم مهمهمة: اسمعي يا ميس اريد ان اطلب منك طلب ولا ترديني رجاءا

رمشت الاخرى عدة مرات بتفاجئ مردفة: حسنا تفضلي

إلتمعت عيني ريم متحدثة بفرحة جلية عمت ثنايا وجهها الجميل: بعد غد عيد ميلادي وسأقوم بحفلة صغيرة لصديقاتي وقريباتي فقط، لهاذا ارجو ان تحضري للحفلة ..لقد طلب مني اخي نزار أن نقوم بدعوتك لهاذا لا ترديني من فضلك

توسعت عيني الاخير على كذب اخته
ومكرها ..توردت وجنتي ميس خجلا محتارة من القبول او الرفض لتهتف: في الحقيقة لا اريد ان اخجلك لكنني لا اعرف مكان بيتكم يا ريم

تبسمت لها الاخيرة بحنو متحدثة: لا تقلقي صباحا سأتوجه لاحضار الحلويات والكعك من محل الحلويات سنمر عليك بسيارة اخي لإصطحابك ما رأيك؟ وتستطيع صديقتك ان ترافقك لابئس فهي مرحب بها ايضا

احتارت ميس لتدنو منها ليلى مبتسمة بمكر هاتفة: حسنا ريم سننتظرك ونرافقك لحفلتك لا تقلقي..يشرفنا هاذا

صفقت الاخيرة بسعادة آخذة مشترياتها من الطاولة مردفة: حسنا اذا بعد غد سنتقابل ..الى لقاء يا فتيات

حيث غادرت المحل رفقة اخيها...لتستدير ميس نحو ليلى مهمهمة: هل وضعتني تحت امر الواقع؟

زفرت الاخيرة متحدثة: هل كنت ستحرجين الفتاة المسكينة..وأيضا هل سرفضين لقاء تلك المراة الطيبة

دنت منها اكثر واضعة كفيها على خصرها غامزة لها بخبث واضح: والاهم كما قالت ان اخيها هو من طلب منهن دعوتك اين الضير في هاذا..يبدو انه واقع تماما

ابتلعت ميس ماء حلقها مشتتة نظرها بإرتباك جلي مردفة بتلعثم: هو..هو فقط مدين لانني ساعدت والدته لا غير ..هاذا نوع من الاحترام فقط

رفعت الاخرى حاجبها على ارتباكها هاتفة: احترام مممم غريب لماذا اذا لا يبدو هاذا مقنعا لي ..او بالاحرى لماذا تتوردين كل هاذا التورد عند الحديث عنه...هل وقعت له انت ايضا يا ترى؟

توسعت عيني ميس بتوتر هامسة بخفوت: لا يوجد شيئ كهذا..توقفي عن تفاهتك يا ليلى

ابتسمت الاخيرة على توترها مقتربة منها اكثر مغمغمة بخفوت شديد: خسارة حقا..فشاب مثله لا يعوض..فهو وسيم وواضح انه متعلم ومثقف ومتخلق ولا يبدو عليه انو زير نساء والاهم ملتزم ويعرف حق الله وحالته المادية جيدة ..مؤسف انك ستضيعينه عليك

ابتعدت عنها بهدوء عائدة الى مكانها مرددة: فليرسل الله اذا له فتاة تقدره وتسعده

:
•♡•
:

بالسيارة ضرب نزار المقود هادرا في وجه اخته: لماذا قلت ذلك يا ريم ..لماذا تكذبين على الفتاة؟

انكمشت ريم بمقعدها فلم تتوقع ان يغضب لهذه الدرجة، فهمست بخفوت: انا لم اقصد الكذب اخي؟

هتف بعدها بحنق اكبر: حقا؟؟.ان لم يكن كذبا اذا ماذا يكون؟ هل هكذا ربيتك ان تكذبي على خلق الله هل هذه اخلاقك حقا؟

زمت الاخيرة شفيتها بعبوس لتغرورق عينيها بالدمع، فهي لا حجة لها لدفاع عن نفسها ، لقد اخطأت حقا..خاصة ان نزار اشد ما يمقته هو الكذب والخداع

تنهد الآخر محاولا تمالك اعصابك كي لا يضغط عليها اكثر...فهي تضل اخته وابنته واحب الناس اليه...رغم كرهه للكذب الا انه لا يحب ان يعالج الخطأ بخطأ آخر ،فهو عليه فقط احتوائها بحنان وقليل من الحزم ..دلك جبينه متمالكا نفسه ..فناظرها ليراها مطرقة رأسها بحزن تلعب بسحاب حقيبتها البيضاء..لتلين ملامحه مبتسما بحنو رافعا كفة قارصا وجنتها مغمغما بهدوء: الف مرة اخبرتك ان لا تنزلي رأسك يا شعلة النار ..ليست اختي من تنكس رأسها هكذا

رفعت راسها تناظره بعبوس طفولي ليمسح على وجنتها بخفة هامسا بحب: يا حبيبة قلب اخيك انت

إنسابت دموعها مغمغمة: لم تناديني بشعلة النار منذ فترة طويلة

قهقه على ملاحظتها مجيبا: كنت افكر باستبدالها بلهيب او قنبلة ..لماذا قد اناديك به فقد كبرت واصبحت عجوز

كتفت ذراعيها على صدرها هامسة: متبج

إلتفتت له مجددا مستفهمة منه: هل ما زالت غاضبا يا اخي؟

تبسم بحنو موجها نظراته لها هاتفا: ابدا يا شعلة...فقط لا تكرريها ...قد يبدو لك الامر بسيط لكن يا ريم الكذب حرام وما كان لمسلم ان يتصف بصفات اهل السوء ابدا..

أومئت له بهدوء والراحة تعم ثنايا قلبها..فنزار اخاها ورفيقها وصديقها وبمقام والدها الراحل رحمه الله ولا يهون عليها ابدا احزانه ..فهي تحب ان تضل دوما في نظره فخرا له يعتز به..رددت بعدها: لم اقصد الاساءة..فقط اردت ان اوصل لها رسالة انك ترحب بها بيننا..فميس تبدو خجولة وقد ترفض حضور الحفلة خجلا منك

عقد حاجبيه بإستغراب مستفهما: ولماذا قد ترفض بسببي؟؟

تنهدت ريم متابعة حديثها بتوضيح: قد تفكر انك تنفر منها او تشك بنواياها ان وافقت..يعني هناك بعض شباب يعتقدون ان الفتيات يهدفون لإغرائهم ..لهاذا هي قد تخشى انك تسيئ الظن بها ان وافقت بسهولة...لهاذا اردت رفع الاحراج عنها ونسبت الموضوع لك بأنك من اردت دعوتها

أومئ الآخر لها بهدوء متمعنا بكلامها فهو يبدو صائبا فهتف بعدها: لكن هاذا لا يبرر الكذب ابدا يا ريم حاولي ان لا تكرري هاذا

قلبت الاخرى عينيها بضجر مغمغمة: حسنا فهمت ..لن اكررها مرة اخرى هل ارتحت الان؟

قهقه بخفوت على حنقها الظريف قارصا وجنتها بلطف هاتفا: هكذا احبك يا قطة

ضربت يديه مردفة بمكرها المعتاد: لم تخبرني انها جميلة لهذه الدرجة

توتر محاولا التركيز في قيادته مهمهما: حقا هل هي كذلك؟ لم اركز معها لأخبرك..

رفعت ريم حاجبها بخبث مستفهمة: حقا لم تلاحظ هاذا، فالفتاة مثل القمر كما قالت امي؟

ابتلع ريقه هازا كتفيه هاتفا: انا لا اركز مع بنات الخلق يا فتاة تحشمي

قهقهت بخفة ملتفتتة نحوه هامسة له بخبث شقي: اعلم يا اخي انك تغض بصرك احتراما لحرمات الغير..فقط كثف الدعاء لها كي يرزقها الله الزوج الصالح التقي


:
•♡•
:

بعد يومين غادرت ميس بيتها او بالاصح غرفتها مرتدية حجابها الوردي بحزامه الباجي ووشاح يماثله بنفس اللون مع حقيبة يدها الصغيرة الوردية..فتهادى لها صوت رنين هاتفها لترى ان صديقتها ليلى تتصل بها ..عقدت حاجبيها في استغراب لتفتح المكالمة: اهلا ليلى انا قادمة للمحل

زفرت الأخرى بخفوت مغمغمة: عذرا ميس لكنني لن أذهب معك للحفلة فقط طرأ علي شيئ طارئ

قطبت الأخيرة جبينها بتوجس متسائلة: ما الأمر اخبريني؟

تنهدت ليلى متحدثة بهدوء: اخي الصغير لؤي اصيب بالحمى سآخذه لطبيب فأبي خارج البيت وامي لا تستطيع اخذه لان لها طلبية مستعجلة لانهائها

استفهمت ميس منها: حسنا اين انت الان سآتي معك؟

زفرت ليلى بملل مرددة: توقفي عن سخافتك ..اذهبي للحفلة واعتذري من ريم بالنيابة عني واخبريها انه قد طرأ علي شيئ مهم..وبلغي تحياتي لها

هتفت الأخرى بحنق: هل تعتقدين انني سأفضل الحفلة عليك هل جننت ..لن اطمئن حتى اقابلك

قلبت الاخيرة عينيها على مبالغتها، الا انها بذات الوقت عمت الفرحة ثنايا قلبها فقد رزقها الله نعم الاخت والصديقة المهتمة بها والمحبة لها لتردف بعدها: يا ميوسة اقسم لك انها مجرد حمى خفيفة لا غير..وايضا انا الان عند الطبيب ننتظر دورنا ومساءا عندما تعودين مري على بيتنا وتأكدي بنفسك ...ارجوك اذهبي ان لم تذهبي صدقيتي سأحزن ولن اسامحك ابدا فقد احرجتنا مع ريم ووالدتها الفاضلة

تنهدت ميس بخفوت مسايرة اياها هامسة: حسنا ومساءا سأمر عليك للإطمئنان على لؤي الصغير

قهقهت ليلى مستفهمة منها: هل اخذت لها الهدية التي اتفقنا عليها

تبسمت ميس بهدوء متابعة سيرها نحو المحل مجيبة اياها: نعم اخذتها، فقط اتمنى ان تعجبها

وصلها صوت صديقتها المغرور كعادتها: ذوقنا الرائع اكيد سيعجبها رغما عنها..حسنا سأغلق الآن يبدو انه دوري ..سلام ميوسة

تبسمت بحنو مرددة: في حفظ الله


** إنتهى الفصل**

🍂Yasmina Messaoud 🍂




يسمينة مسعود 27-03-22 11:04 PM

غيث الهوى
 

• الفصل الثالث •


☘️ وَيحَ اَلفَتَىٰ عَشِقَ اَلذُنُوبْ

أَرَاحَ ضَمِيرهُ بـِ غَدًا أَتُوبْ..💔!


:
•♡•
:

دلفت ميس للمحل بإبتسامتها الخلابة هاتفة: السلام عليكم يا سيدة سعاد

وضعت سعاد الجريدة منزلة نظارتها مغمغمة ببسمتها الحانية: وعليكم السلام يا ميس اهلا..

تقدمت منها الاخيرة مردفة بحنو: عذرا لانني سأتركك بالمحل ،تعلمين تحرجت من رفض الدعوة

أومئت لها سعاد بهدوء هامسة: لابئس حبيبتي من الاساس زوجي سافر لشراء بعض العتاد الفلاحي لهاذا لن يكون بالحقل اليوم ..من الافضل ان اضل بالمحل حتى يعود لهاذا لا تقلقي يا فتاة

بعد لحظات صفت سيارة نزار أمام المحل فقهقهت ريم بخفة مردفة: اخي من فضلك اضغط على بوق السيارة لتخرج لنا ميس من المحل

رفع الاخر حاجبه باستغراب مستفهما: لماذا لا تذهبين لها افضل من هذه المسرحية؟؟

تمسكت الاخرى بذراعه مترجية اياه: انه يوم عيد ميلادي كيف ترفض طلبي

هز رأسه بسخرية عليها منفذا طلبها ..بعد ثواني غادرت ميس المحل بعد ان تأكدت الأخيرة من حضورهم لتتوتر محاولة تمالك نفسها ..مقتربة من السيارة بهدوء..فترجلت ريم منها حاضنة ميس بقوة لتستغرب ميس الا انها بادلتها الحضن بلطف..فتحت لها ريم باب السيارة الخلفي مرددة: تفضلي ..

تبسمت لها ميس بحبور هامسة لها بشكرا..

عادت ريم لمقعدها الامامي ..وبدأ نزار قيادته محاولا التحكم في نظره كي لا ينجرف كعادته لها..

استدارت لها ريم مهمهمة بإبتسامة حلوة: تبدين في غاية الجمال اليوم كعادتك

توردت وجنتي الاخيرة هامسة: شكرا لك اخجلتني

قهقهت ريم مغمغمة: أمي مشتاقة لك كثيرا يا ميس..تبا انها تحبك اكثر مني انا شخصيا

تبسمت ميس بحب فهي ايضا قد اشتاقت لتلك المرأة الحنونة فهي تشع دفئا فطريا هامسة: وأنا كذلك اشتقت لها ايضا...والدتك امرأة رائعة حقا ،انت محظوظة بها جدا

غمزت لها ريم بشقاوة مردفة: ووالدتك محظوظة بك هي الاخرى انا متشوقة لمقابلتها

شحب وجهه ميس فجأة مبتلعة ريقها بألم، وساد الحزن ثنايا وجهها البهي..لتتوتر ريم مستفهمة: هل قلت شيئا خاطئا؟؟

تبسمت لها ميس بهدوء محاولة ابتلاع غصة الالم هامسة بخفوت: أبدا لم تخطئي بشيئ فقط، والدتي متوفية منذ سنوات

فغرت ريم فاهها عاضة على شفتيها فهي تتصرف بتسرع حقا ..لا تحب احزان او جرح احد خاصة فتاة طيبة مثل ميس ..لتهمس بلطف معتذر: آسفة، لم اكن اعلم...لا بئس المهم ان والدك معك

شتت ميس نظرها بأرجاء السيارة هامسة بحسرة حاولت مداراتها : هو ايضا متوفي رحمه الله

توسعت عيني ريم دالكة جبينها بحرج على غبائها ..مهمهمة: رحمه الله

ناظرها نزار من خلال المرآة الامامية ليراها موجهة بصرها خارج النافذة شاردة بأفكارها ومعالم الحزن بادية على تقاسيم وجهها الجميل...

فإبتلع ريقه محاولا التركيز على قيادته ..فقد اتضح انها يتيمة ،لا والدين لها ..احسن بطعم العلقم بحلقة فاليتم مر وقاسي وقد عايشه هو بشبابه بعد ان توفي والده قبل عشرة سنوات..وقهر كثيرا اثر ذلك..فما بالك بفتاة فقدت والديها دفعة واحدة تاركين اياها تعاني قسوة الحياة...تسائل بخلده ان كانت يتيمة الابوين فمع من تعيش؟؟.هل هناك وصي عليها ام أنها تعيش لوحدها..وعند هذه الخاطرة تحفزت خلاياه ففتاة تعيش منفردة وحيدة فهاذا خطر عليها فهناك العديدة من المجرمين والمرضى النفسيين وعديمي الشرف قد يأذونها ويستغلون ضعغها

تنهد بخفوت محاولا عدم التفكير في الامر ..ليدلك رقبته من الخلف بتوتر فهو مشوش كثيرا هذه الايام


:
•♡•
:

دلفت ميس للمنزل رفقة ريم المتحمسة والتي صرخت منادية على والدتها: امي...ها قد عدت


خرجت والدتها من المطبخ تمسح يديها بمنديل هاتفة: اهلا بنيتي


حيث ترائت لها ميس فإستبشرت ملامحها بمحبة صادقة مقتربة منها ببسمتها الحانية مرحبة بها: اهلا صغيرتي...


حضنتها جيهان بحب لتبادلها ميس هي الأخرى بقوة متشبتة بها هي الاخرى متشربة من حنانها الامومي التي كانت تغدقها عليها ،فروحها عطشة لمثل هاذا الدفئ الروحي..لانت تقاسيم وجه ريم بحسرة مشفقة على خسارة ميس الموجعة


فإبتعدت قليلا عنها مكوبة وجنتها هامسة: كيف حالك يا ميس؟

إلتمعت مقلتي الاخيرة مهمهمة بلطف: انا بخير الحمد لله يا خالة

قهقهت السيدة جيهان مقبلة وجنتيها بحب مرددة: يا الهي كم انت ظريفة..ما رأيك فيها يا ريم؟


غمزت لها الاخرى بشقاوة مجيبة: نعم وانا ايضا احبيتها مثل الكعك المحلاة تماما


توردت وجنتي ميس بخجل هامسة: ليس لهذه الدرجة انتما تبالغان


قرصتها السيدة جيهان على خدها بخفة مردفة: كفاكا تواضعا صغيرتي...والان تفضلي للداخل


تحركت ميس مسايرة اياها بهدوء نحو غرفة الاستقبال لتتخذ مجلسا هناك ..مشتتة انظارها بها فقد كانت حقا جميلة مرتبة و تحتوي على اثاث ذا طراز حديث


جلست الاخيرة بجانبها محدثة ابنتها ريم: اذهبي للمطبخ واحضري الضيافة لها

قاطعتها ميس مغمغمة: لا يا خالة لا داعي لذلك


عاتبتها جيهان بهدوء: انت ضيفتنا وعلينا اكرامك صغيرتي فقد تشوقت جدا لقدومك لهاذا لا ترفضي



وضعت ريم صينية العصير مع العديد من اصناف الحلويات مغمغمة: كل هذه الحلويات صنعتها والدتي لاجلك يا جلالة ميس



تبسمت لها الاخيرة بود شاكرة اياهم: شكرا حقا على كل هاذا انتم تحرجونني


ربتت السيدة جيهان بحنو على ذراعها هامسة: انت الان من اهل البيت صغيرتي ..لا تتحرجي ابدا


اخذت كأس العصير مقدمة اياه لها ،وصفت لها الاطباق بقربها على المنضدة مشجعة اياها على الاكل


ارتشفت ميس بضع رشفات منه مستفهمة بعدها: لماذا لم يأتي المدعوين بعد؟


ناظرتها ريم غامزة لأمها بمكر مرددة: ومن قال ان هناك مدعويين سيحضرون؟


عقدت ميس حاجبها باستغراب مردفة: أليست هذه حفلة عيد ميلادك ،طبيعي ان يحضروا


رفعت ريم حاجبها بخبث مهسهسة بشر مصطنع: هاذا ان كانت هناك حفلة عيد ميلاد اساسا


وضعت ميس كأس العصير مقطبة جبينها بتوجس هامسة: اذا لماذا دعوتني لبيتك؟


كتمت والدتها ضحكتها على خبث ابنتها المستفز متابعة اكل قطعة الحلوى...فتهادى لها صوتها: ربما كي نزوجك بأخي نزار


إبتلعت ميس ريقها بتوتر مستفهمة بتلعثم: ماذا..ماذا تقصدين؟


انحنت ريم عليها قليلا مصطنعة ملامح الشر مردفة: اخي نزار طوال عمره يرفض فكرة الزواج...لهاذا اتفقنا انا وامي ان نزوجه رغما عنه ونضعه تحت امر الواقع..ولم نجد سواك كضحية..والمأذون سيأتي بعد دقائق لهاذا نصيحة وافقي ولا تجبريننا على استخدام القوة


تراجعت الاخرى برهبة للخلف والرعب يتملكها ..ليصلها صوت السيدة جيهان الضاحك متحدثة: انها تمزح فقط بنيتي هذه ريم وتصرفاتها ..


فشاركتها ابنتها القهقهة مرددة من بين انفاسها: هل رأيت كيف شحب وجهها؟؟ ...يا الهي لقد صدقت حقا


تنهدت ميس براحة فهذه الفتاة اخافتها كثيرا لتناظرها بحنق مغمغمة بحدة: هاذا ليس مضحك على فكرة


زفرت ريم ماسحة دموعها من شدة الضحك مهمهمة باعتذار صادق: عذرا ميس كنت امزح فقط، نحن نعتبر الان صديقات وايضا انت اصبحت فردا من الاسرة، لهاذا يجب ان اخيفك قليلا من آن لآخر



عبست ميس مكتفة ذراعيها هاتفة: من قال انني اقبل صداقتك تلك...تكفيني ليلى وسخافتها لتأتي انت وتزيدي الوضع سوءا


توسعت عيني ريم ،مغمغمة بتأتأة مشيرة لنفسي: اتقصدين انني سخيفة؟؟

أومئت لها ميس بمكر بإيجاب مستفزة اياها أكثر، فصرخت ريم مستنجدة بأمها والتي كانت مبتسمة فيبدو ان ميس مرتاحة بتواجدها معهم: امي هل سمعتيها وصفتني بالسخيفة..


قهقهت والدتها بخفة مردفة: تستحقين ذلك ما كان عليك ازعاجها هكذا


زفرت ريم بخفوت مغمغمة بحزن مصطنع: عرفت انك ستفضلينها علي..رحم الله مكانتي القديمة عندك


تبسمت لها ميس بود هامسة: لكنك تضلين الأصل


هزت الأخري كتفيها بفخر انثوي جذاب هاتفة: اكيد فريم سميح لا تكون الا الاصل والكل ..


قهقهت ميس بخفة عليها لتشاركها السيدة جيهان في ذلك ..تحدثت ريم بهدوء: اجابة على سؤالك
المدعويين لن يأتوا الان ،بل بعد حوالي ساعتين


استفهمت منها والدتها: هل احضرت ما ذهبت لأجله؟


هزت الأخيرة كتفيها مجيبة بضجر: لا فقد قررت تغيير الطلبية وسيحضرها نزار بعد قليل


زفرت والدتها بحدة على دلالها فهتفت بحدة: لماذا عليك اتعاب اخيك بالذهاب والإياب ..لو اخترت اي نوع من ما هو معروض وانتهينا..كلها ساعتين في الحفلة


تنهدت ريم بخفوت مغمغمة: امي لم تعجبني ما وجدت، اغلبهم مخصصين لحفلات الزفاف وليس لعيد الميلاد لهاذا طلبت منهم تجهيز ما هو مناسب لحفلة ميلاد صغيرة...وايضا نزار اخبرني انه ما دام اخي فعلي ان اتدلل كما اشاء


ضربت والدتها كفيها ببعضهما البعض هامسة: هاذا ما اخشاه من دلاله المبالغ لك ..رحم الله اياما كنا لا نحتفل الا بعيد الفطر والاضحى


كشرت ريم ملامحها هاتفة: يا امي هذه حفلات للمرح فقط وقضاء وقت مسلي وليس لتجارة المخدرات


ضحكت ميس بخفة على سخطها مردفة: لابئس يا خالة، دعيها تتسلى قليلا مع رفيقاتها


تبسمت الاخيرة هامسة: أمري لله

غمزت لها ريم بشقاوة متحدثة: بدأت احبك يا ست ميس ..وان احببتك فأنت في غاية الحظ، فأنا حبي نادر الوجود بهاذا الكون


قهقهت ميس عليها متحدثة: ادام الله هاذا الحب اذا


تأففت والدتها من ابنتها هادرة بسخط: صديقاتك على وشك الوصول هل جهزت كل شيئ؟؟


هزت ريم كتفيها مرددة: كل شيئ جاهز يا امي كلها حفلة بسيطة لا تتجاوز الساعتين، لا تحتاج كل هاذا التعقيد..فقط سأضع بعض الاطباق على الطاولات لا غير..حسنا ميس تعالي ساعديني لكي نصفها


استقامت ريم ممسكة بيد ميس كي تستقيم معها..لتضرب والدتها كفيها ببعضهما البعض محولقة بحنق: لا حول ولا قوة الا بالله ..هل تطلبين من الضيوف بكل وقاحة ان تساعدك بالمطبخ ..الم تتعلمي الادب؟؟


ضحكت ميس بلطف مسايرة ريم مرددة:لابئس يا خالة دعيني اساعدها قليلا، على الاقل كي احظى بحبها العظيم كما قالت منذ قليل


هزت الاخيرة كتفيها بفخر متحدثة: سمعت يا امي ..على الاقل ميس هذه تقدر نعمة حبي ليس مثلكم..


تحركت الفتاتان نحو المطبخ تاركين السيدة جيهان تهز رأسها قاطعة الامل من تصرفات ابنتها


دلفت كلتاهما للمطبخ حيث شتتت ميس انظارها به فقد كان واسعا وجميلا ذا ذوق انثوي بإمتياز..فتحت ريم احدى الادراج مخرجة عدة صحون واضعة اياهم على كانتوير، دنت ميس منها هامسة: بماذا اساعدك بالضبط؟


تبسمت لها ريم مغمغمة بهدوء: لاشيئ فقط احببت ان ترافقيني بالمطبخ فسأشعر بالضجر ان بقيت وحدي


لانت ملامح ميس بود هامسة: حسنا سأصف هذه الصحون على الطاولات ..اين اجدها؟


اشارت لها ريم هاتفة: هناك خارج المطبخ قرب غرفة المعيشة تجدين ثلاث طاولات


أومئت لها ميس متجهة نحو ما اشارت لها..لتجد طاولات هناك فقد كانت ذا حجم متوسط حيث وضعت الصحون فوق احداهن..

دنت منها السيدة جيهان تصف العصائر والمشروبات بقربها مغمغمة بأسف: عذرا بنيتي على اتعابك فأنت ضيفتنا


تبسمت لها ميس بمحبة مرددة: يا خالة لا داعي للاعتذار ..يشهد الله انني لست منزعجة ابدا..بالعكس انا في غاية السعادة انكم وثقتم بي وجعلتموني كفرد منكم

ربتت جيهان على ظهرها بلطف هامسة بمودة: انت مرحب بك دوما بيننا صغيرتي


تساعدوا فيما بينهم في تجهيز الطاولات وملئها بشتى اصناف المأكولات التي كانت قد جهزتها السيدة جيهان مسبقا..وتسامروا فيما بينهم ينتقلون من موضوع لآخر وضحكات الفتاتان ترننان بالمنزل ..فهتفت ريم من بين انفاسها: تبا..صديقتك تلك مجنونة حقا يا ميس


توقفت الاخرى عن الضحك محاولة التنفس بهدوء مردفة: لم تري شيئا بعد...اتذكر مرة في مرحلة المتوسطة طلبت منا الأستاذة اجراء بحث عن الزواحف وان نحضر تحليلات التجربة معنا للقسم ..و ليلى كعادتها قامت باحضار حلزون معها لقاعة الدرس والاستاذة من شدة المفاجئة اغميت عليها ..بعدها الأخيرة اصبحت كلما تقابلت مع ليلى تتقزز منها


قهقهت ريم بشدة متحدثة بعدها: تلك الفتاة غير معقولة حقا


هزت الاخرى رأسها موافقة اياها في رأيها متابعة حديثها: هاذا بخلاف ما كانت تقوم به من شجارات مع الشباب بالمرحلة الثانوية ...في احد المرات قال لها احد الشباب صباح الخير، فقامت بشتمه ووصفته بالمتحرش قليل الادب ..المسكين قام بالاعتذار لها العديد من المرات ومنذ ذلك الوقت اصبح لديه عقدة من النساء


جلست ريم على الكرسي منهكة من شدة الضحك ماسحة دموعها ..واصلت بعدها ميس حديثها متنهدة بخفوت: لكن في الحقيقة هي اعظم صديقة واخت حظيت بها...في غاية الطيبة والكرم واللطف..لكن غالبا ما تخبئ هاذا وراء شخصيتها الحادة العصبية


وضعت ريم كفها على خدها مغمغمة بضجر: اما انا فلا صديقة لي للاسف ..اغلب علاقاتي سطحية، بمعنى اخر علاقاتي بهن ليست بتلك القوة، صحيح نخرج مع بعض ونتسامر ونضحك ،أيضا غالبا ما نفعل كل شيئ مع بعض الا انني لم اصل لدرجة التعمق معهن


جلست ميس مقابلة اياها مستفهمة منها: لماذا لا تعطي احداهن فرصة اذا ؟؟


تبسمت ريم بلطف مردفة: لطالما حذرني اخي نزار ان لا اثق في من حولي ثقة عمياء، كي لا يكون بعد ذلك ألمي موجعا لهاذا غالبا ما كنت اضع خط فاصل بين التعامل السطحي والتعمق ،وقد كنت اشعر بالراحة هكذا طوال الوقت لا انكر..خاصة ان علاقتي مع اخي ووالدتي جيدة فأي اشكال كان يواجهني اجد نزار يساعدني في كيفية حله، اما امور الفتيات فأمي حبيبتي كانت هي خير معين لي ..لهاذا لم اكترث كثيرا لتكوين صداقة تكون عميقة


التمعت مقلتي ميس من حديثها ، فهي محظوظة حقا بأخ يحتويها وام تفهمها، أخذت كفي ريم مهمهمة بهدوء: انت شعرت بالإكتفاء النفسي بسبب عائلتك يا ريم..فأخاك اجاد احتوائك وتشربت كثيرا من عاطفته فإستندت عليه، لانك تعلمين انه خلف ظهرك ،ووالدتك الفاضلة كانت ملجئا دافئا لك في كل اوقاتك ،لهاذا وجدانك لم يكن بحاجة لأي طرف خارجي آخر لتأخذي عاطفته فقد تشبعت منها بفضل اسرتك، وروحك غالبا مستقرة الآن ومتوازنة والحمد لله

غمغمت ريم بالحمد لتغمز لها بعد ذلك بشقاوة: فقط ادعي ان يرزقه الله الزوجة الصالحة ،فهو لحد الساعة يرفض الزواج بحجة أنه لم يجد من تخطف قلبه

ابتلعت ميس ريقها بتوتر هامسة بخفوت: فليكرمه الله بكل خير ان شاء الله


قهقهت ريم بعدها متحدثة: ركزي على كلمة عاجلا غير آجل



فتح بعدها باب المنزل ليحمحم نزار وصوله ..استدارت له ريم هاتفة بمكر: تفضل اخي ..الآن فقط كنا نتحدث عليك انا وميس


توسعت عيني الاخيرة وتوردت وجنتيها خجلا ..فإرتبك الآخر مبعدا نظره عنها مستفهما منها: خيرا هل حدث شيئ؟


شعرت ميس بالخجل الشديد والتوتر قد عمها لتستقيم واقفة مغمغمة: سأحضر باقي الحلويات..


تحركت بخطواتها السريعة هاربة نحو المطبخ..لتقهقه ريم على خجلها وارتباكها المفرط
هاتفة: تلك الفتاة ظريفة حقا


اقترب منها نزار بهدوء مستفهما: لماذا كنتما تتحدثان عني؟


ناظرته ريم بخبث رافعة حاجبها: لماذا تسأل يا اخي؟


شتت الأخير بصره بأنحاء المنزل مرددا: الامر يعنيني توقفي عن اللف


تبسمت له الاخيرة بمكر هامسة: فقط كنا نتحدث عن زواجك



ارتبك الآخر دالكا جبينه سائلا إياها: زواجي؟ ولماذا تتحدثان عنه؟


لانت ملامح ريم بحب خالص مجيبة: فقط طلبت منها ان تدعو لك بالزوجة الصالحة ،وان تكف انت عن مرحلة العزوف عن الزواج هذه التي تمر بها


حمحم هو مبتلعا ريقه ليستدرك الموقف مرددا: لقد احضرت لك الطلبية انها بالسيارة سأحضرها


تحرك بخطواته المستعجلة وكأنه يفر من شيئ ما..تنهدت ريم بخفوت هامسة: ياارب ان كان فيها خيرا فلتكن من نصيبه


:


بعدها بلحظات بدأ يتوافد على الحفلة العديد من صديقاتها وأخذن بالاحتفال والسمر ،وتبادلن الأحاديث المختلفة بينهن وعم صوت الضحكات والنكت الجو ..


استقامت ميس من مجلسها متجهة لإحدى الطاولات حاملة معها صحن واضعة فيه قطع الفواكه المشكلة بمختلف انواعها ،متجهة بعدها نحو السيدة جيهان والتي كانت متخذة مجلسا بمفردها تراقب الفتيات بإبتسامتها الحانية

- تفضلي يا خالة

همست بها ميس جالسة بجانبها على الاريكة الجلدية ذات اللون الخوخي ..تبسمت لها الأخرى بدفئ مردفة: شكرا بنيتي


لانت ملامح الاخرى بحنو مستفهمة: عفوا..لماذا لا تنضمي لهن؟


قهقهت السيدة جيهان بخفوت واضعة قطعة التفاح بفمها متحدثة: مجالسة بنات هاذا الجيل لا تروقني كثيرا ،خاصة انهن يتكلمن عن امور غالبا لا افهمها ..


عقدت ميس حاجبيها مستفسرة منها : حقا ..الهذه الدرجة نحن مملات يا خالة؟؟


ضحكت شريكة جلستها بخفة رابتة على كفها بمحبة متحدثة: لا اقصدك انت يا فتاة


رفعت ميس حاجبها بتفاجئ مغمغمة بمشاكسة: اذا انا من الجيل القديم؟


هزت الاخرى رأسها ضاحكة على ظرافتها لتقرصها من خدها مجيبة: نعم شخصيتك وافكارك ناضجة وكأنك لست من هاذا الجيل والذي يتميز اغلبه بالتهور والسطحية


تبسمت ميس برقة هامسة لها بهدوء: كان عليك اذا ان تري صديقتي سحر ستغيرين رأيك تماما


قطبت الاخيرة حاجبيها بإستفهام متسائلة: اليست صديقتك تدعى ليلى؟


ابتسمت ميس بحنان مجيبة: نعم ليلى صديقتي وايضا لدي صديقة اخرى تدعى سحر هي الاخرى مقربة مني واحبها كثيرا لكن افترقنا حاليا


عقدت السيدة جيهان حاجبيها متسائلة: هل توفيت؟


ضحكت ميس بخف قائلة: لا يا خالة هي الحمد لله بخير

وضعت السيدة جهان صحن الفواكه على المنضدة بقربها مستفهمة منها: اذا لماذا افترقتما ؟؟


تنهدت الأخيرة براحة عمت ثنايا قلبها لينعكس هاذا على ملامحها البهية مجيبة: في الحقيقة هي عثرت على والديها وأسرتها الحقيقية الحمد لله


فغرت الاخرى فاهها سائلة إياها بإستغراب: حقا؟؟...ماذا تقصدين بعثرت عليهم هل كانت في دور للأيتام ام ماذا بالضبط؟


ناظرتها ميس بلطف لتبتسم لذكرى ما حدث لصديقتها الطيبة ..وتوهجت مقلتيها بلمعة محبة صادقة تكنها لها فقد اشتاقتها حقا هامسة: بل تم اختطافها وهي صغيرة..فقامت عائلة من حينا بكفالتها والاهتمام بها ،و قد كانت لهم نعم البنت وهم كانوا نعم الاهل لها ..وقبل ايام عثرت على اسرتها البيولوجية وانتقلت للعيش معهم


التمعت مقلتي السيدة جيهان بتأثر مغمغمة بخفوت وكأنها تكلم نفسها: يا الله الحمد لله عثرت عليهم..قصتها تشبه ما نراه بالأفلام ..المهم ان الله اعادها لها سالمة

زفرت ميس بخفوت هامسة: نعم الحمد لله...هي حقا تستحق كل خير ..اتذكر لطالما كانت تشجعني على حفظ القران وتعلمني التجويد ..وكانت تواسيني عندما تشتد الأوجاع بي مخبرة إياي أننا نتشارك اليتم معا، ولن يخيب أبدا من يقول يا رب


ازدرت السيدة جيهان ريقها لتسئلها بحسرة جلية بصوتها: هل والداك متوفيان؟؟


تنبهت ميس لسؤالها ليعمها التوتر، فيبدو انها قد سهت بكلماتها فإبتسمت بحسرة رغم وجع قلبها مغمغمة: نعم توفيا اثر حادث عندما كنت بسن العاشرة


توجعت الاخرى عليها ففقدان الوالدين دفعة واحدة يدمي القلب ويقهر الفؤاد حقا..لتأخذها بحضنها تضمها إليها رابتة على رأسها بحنو مرددة: يا صغيرتي انت ..رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته..انا هنا اعتبريني بمقام امك حبيبتي

بادلتها ميس الحضن مسدلة ستار جفنيها علها تشم ريح امها من خلالها..


ابتعدت عنها جيهان قليلا مكوبة وجنتيها بحنان علها تبث الدفئ لها متحدثة بخفوت وكأنها تعلمها عن سر هام: الله يشهد انه منذ تلك اللحظة التي ساعدتني فيها قد بث الله حبك بفؤادي واحترمتك واعتبرتك مثل ريم بالضبط ..صدقيني انت عزيزة على قلبي بنيتي وانا هنا دوما واي شيئ تريدينه لا تترددي لحظة وسأكون دوما في ظهرك


اغرروقت عيني ميس من فيض الحب الممنوح لها من هذه السيدة الفاضلة لتهمس: شكرا لك يا خالة انت حقا امرأة رائعة


ابتسمت لها الاخيرة رابتة على كفيها مردفة بحب: بل انت الرائعة بنيتي حفظك الله ورعاك واعلمي انه مرحب بك في كل وقت في اسرتي المتواضعة


توردت وجنتي ميس خجلا مهمهمة: شكرا


قهقهت جيهان متحدثة بطيبتها المعتادة: ان دعوتك في اي وقت للقدوم للبيت وتناول الغذاء اياك ان ترفضي ،او سأحزن كثيرا وانا متأكدة انه لن يهون عليك حزني


قطبت ميس جبينها مستفهمة منها بمكر: ماذا يا خالة هل اصبحت تتدللين علي منذ الآن؟؟


ضحكت الاخرى بشدة ضاربة اياها على يدها بخفة هاتفة: وان يكن ،الا يحق لي ذلك يا فتاة


تبسمت الاخيرة لها بحنو مغمغمة :ابدا والله انت سيدة الدلال طبعا


قاطعهم صوت ريم الصارخ بإسمها المنادي عليها..فتأففت جيهان قائلة: اذهبي لها يا ميس قبل ان تفقأ لي مرارتي بصراخها هاذا

ضحكت ميس بخفة مستقيمة من مجلسها متجهة نحو ريم وصديقاتها..لتمسكها الاخرى من يدها مجلسة اياها بقربها مردفة بفخر: هذه ضيفتنا ميس وهي فرد جديد في الاسرة ..


رحبو بها الفتيات بفرحة حيث شاركتهم جلستهم مستمعة لثرثرتهن المختلفة والتي غالبا ما تنتهي بضحكهن الصاخب ..لترتسم بسمة على ثغرها من شخصية ريم الاجتماعية وخفة ضلها وروحها المرحة ذكرتها بشهد الشقية الاخت الصغرى لسحر صديقتها..لتستفيق من سهوها على صوت احدى الفتيات تسئلها والتي بالمناسبة لم ترتح لها ميس فمنذ جلوسها معهن وهي ترمقها بنظرات غريبة..كنفور او استعلاء

-عن ماذا كنتما تتحدثان انت والعمة جيهان؟؟


رفعت ميس حاجبها بإستغراب فهاذا تطفل واضح الا انها ابت قول ذلك فتبسمت لها بلطف مرددة: لا شيئ محدد مجرد احاديث عفوية


رفعت الأخرى حاجبها بإستغراب وعم التهكم صوتها مرددة: احاديث عفوية مع امرأة بعمر الخمسين ..لماذا لا تختصرين الكلام وتقولي انك كنت تتملقينها علك تصبحين كنة لها


توسعت عيني ميس من وقاحتها لتتهيأ للرد...الا ان ريم قاطعتها بحنق موجهة كلامها للفتاة: ما خطبك يا سهير كيف تكلمينها هكذا؟


تفاجئت الاخيرة من هجومها فمطت شفتيها بوجوم متحدثة: فقط كنت اسئلها لا غير ،لا داعي لكل هاذا الهجوم يا ريم..ربما هي تهدف لنصب شباكها على اخاك نزار


قطبت ميس جبينها على تفكير هذه الفتاة الغريبة..فهي لم يخطر لها هاذا الأمر ابدا ،ولا تفكر نهائيا في استغلال هذه الأسرة الطيبة والتي رحبت بها لأهداف كهذه ..حيث تملكها الحنق حقا هاتفة بحدة: يا هذه ان كنت انت تخمنين بهذه الطريقة فإسمحي لي ان اخبرك ان ليست كل الفتيات مثلك..

تحفزت الاخرى بسبب ما احست به من اهانة هادرة في وجهها: اوه حقا صدقتك..امثالك من يركضون خلف الشباب علهم يفوزون بواحد يقبل بهن


صرخت ريم بوجهها والغضب يتملكها حقا هذه المرة بسبب وقاحة سهير خاصة انك ميس ضيفتها واصبحت غالية على قلبها: سهير يكفي، يبدو انك تواقحت كثيرا ونسيت نفسك ..ميس ضيفتي واصبحت من اهل البيت وامي تحبها جداا ..


فتابعت ريم بعدها مكتفة ذراعيها على صدرها هاتفة بمكر انثوي خلاب: وأيضا اخي نزار معجب بها كثييرا ..لما بل هو مولع بها تماما..هكذا كي تكففن عن حشر انفسكن في ما لا يخصكن


توردت وجنتي ميس بخجل وعمها الارتباك ..ليزداد خفقان قلبها الهادر وكأنه يريد الخروج من صدرها فإبتلعت ريقها بتوتر ..في حين ان سهير توسعت عينيها بصدمة وشعرت بالحنق الشديد فهي كانت تطمح للفوز بنزار كزوج لها فهو مطمح العديد من الفتيات


لتستقيم واقفة بغضب حاملة حقيبتها مغادرة المجلس متمتمة بكلمات غير مسموعة مغادرة البيت كليا..حيث زفرت ريم هاتفة بسخط: من غير عودة ان شاء الله


كتمت ميس بسمتها على شكل ريم الحانق..وما هي الا ثواني حتى انفجرت الفتيات ضحكا على الموقف..


بعدها بلحظات انتهت الحفلة وتفرق الجمع وعادت كل فتاة لبيتها بعد ان قدمن الهدايا لها ..لتتخذ في الاخير كل من ريم ووالدتها وميس مجلسا بغرفة المعيشة..تنهدت السيدة جيهان براحة مرددة: واخيرا انتهت هذه الحفلة ..سببتن لي الصداع بصخبكن


قهقهت ريم على ضجر والدتها مستفهمة منها: هل ازعجناك لهذه الدرجة يا امي كلها ساعتين وقد مرتا بسرعة لدرجة أننا لم نحس بالوقت


مطت والدتها شفتيها بوجوم قائلة: انت من الاساس لا تحسين بالوقت ابدا ان تعلق بالمرح والتجمعات يا ابنتي لهاذا كفاك تبريرا

ضحكت ميس بخفة على ملامح ريم المستنكرة ..فقدمت لها هديتها هامسة: حسنا خذي هذه هديتي البسيطة والمتواضعة..


اخذت ريم الكيس منها بحماس شديد لتفتحه مستخرجة منه فستانا كان باللون الارجواني الباهت بدون كمين لتفغر ريم فاهها بإنبهار هامسة بصدق: وااو انه جميل حقا يا بنت


عمت الراحة ثنايا قلب ميس بعد رؤية الاعجاب بمقلتيها متحدثة: في الحقيقة انا التي صممته. مستوحية التصميم من شخصيتك.. والسيدة صفا والدة ليلى قامت بخياطته خلال يوم فقط..اتمنى ان يناسب ذوقك حقا


توسعت عيني ريم مستفهمة منها: هل انت تصممين حقا؟


قهقهت ميس على ملامحها مومئة لها ايجابا مرددة: نعم كثير من الاحيان اشعر بالفراغ فألجأ لتصميم بعض القطع من الملابس لتمضية الوقت


تحدثت السيدة جيهان بإعجاب جلي على تقاسيم وجهها: انه جميل حقا بنيتي ما شاء الله لديك موهبة عظيمة

خجلت ميس من اطرائهم فتوردت وجنتيها مرددة: حسنا يا ريم ما رأيك ان ترتديه الان لكي نراه عليك؟


إلتمعت مقلتي ريم مستقيمة بسرعة من مكانها، تتسابق بخطواتها راكضة لغرفتها بحماس طفولي مضحك حقا..فقهقهت عليها كل من امها وميس ..لتعود بعد لحظات فإنبهرتا بها حقا، فهو ناسب مقاسها تماما..فقد كان يحد قدها الرشيق من الصدر لينساب بإتساع من الخصر لأسفل الركبة بقليل بلونه الأرجواني والذي لائم لون بشرتها تماما مع شعرها البني المنسدل بطوله المتوسط..لتفرد ذراعيها على جانبيها بضحكة شقية مستفهمة منهما: كيف ابدو به؟


تبسمت لها والدتها بحب ولان محياها البهي هاتفة بإعجاب حقيقي: تبارك الرحمان، تبدين به في غاية الجمال بنيتي


شاركتها ميس رأيها مردفة بإبتسامة لطيفة: كما قالت الخالة جيهان...ما شاء تبدين رائعة به حقا يا ريم


وضعت ريم كفيها على خصرها لتهتف غامزة لهما بفخر أنثوي شقي: بل قولا أنني أنا من جعلته جميلا عندما ارتديته..فأنا من أضيف الجمال للملابس وليس العكس


قلبت والدتها عينها على غرورها هاذا...وكتمت ميس ضحكتها على شقاوتها الظريفة حقا


لتجلس ريم بجانبها قابضة على كفي ميس سائلة بحيوية: لقد قلت منذ قليل انك إستوحيت هاذا الفستان من شخصيتي صحيح...كيف ذلك اعني كيف ترين شخصيتي؟ ؟


قهقهت ميس بخفة على فضولها الشديد فتحدثت من بين انفاسها: حسنا يا فتاة سأخبرك


تنهدت بعدها محاولة استجماع انفاسها مردفة بهدوء: لكن هاذا بنظري فقط ...اعني قد يراك شخص بعينه هو فتختلف الرؤيا


قلبت ريم عينها هاتفة بضجر: تحدثي دون لف يا ميس ..

تبسمت الاخيرة لها بود مرددة: حسنا..أراك فتاة ظريفة جدا ومرحة، وذات شخصية اجتماعية جذابة بمعنى آخر تجذبين الآخرين لك بدون اي تكلف..ربما ما يميزك اكثر هو شقاوتك اللذيذة وإنطلاق روحك..لكنك ناعمة وبسيطة في ذات الوقت ..تشبهين شهد احدى الفتيات اللواتي اعرفن ..لكنك تتمزين عليها بطبعك الشرس عكسها فهي جمالها يكمن في مسالمتها...هكذا اراك يا فتاة وبناءا عليه صممت الفستان


توسعت عيني ريم فاغرة فاهها: هل انا رائعة لهذه الدرجة؟...لم اكن اعرف حقا


قهقهت والدتها ضاربة كفيها ببعضهما البعض قائلة: يا بنيتي هل هاذا كل ما أهمك، هل نسيت كلمة شرسة كما وصفك اخاك تماما شعلة نار موقدة


تبسمت لها ميس بدفئ مغمغمة: لا بئس يا خالة الشراسة نحتاجها في وقتنا هاذا، ما دامت توجه بطريقة صحيحة وسليمة


هجمت عليها ريم معانقة اياها بقوة مقبلة وجنتها عدة قبلات هاتفة: احببتك حقا يا فتاة ..


ضحكت ميس عليها مبادلة اياها العناق ..لتبتعد عنها بعد لحظات هازة ريم كتفيها بغرور: انا اصل جمال هاذا الكون


قدمت لها ميس علبة اخرى مردفة: وهذه هدية ليلى صديقتي، كما اخبرتك تعتذر منك حقا بسبب مرض اخيها الصغير المفاجئ


تحدثت والدة ريم بهدوء: لابئس بنيتي المهم ان يكون اخيها بخير وعافية اما الباقي فلا يهم...وبلغيها تحياتها واننا نتمنى له الشفاء العاجل


أومئت لها ميس بهدوء ..لتفتح ريم العلبة كاشفة عن قلادة فضية كان في نهايتها فراشة صغيرة ،كانت لطيفة وناعمة جداا فإبتسمت الاخيرة هامسة: انها في غاية الجمال حقا...اشكريها كثيرا وقولي لها انني احببتها كثيرا


تبسمت لها ميس مومئة بمحبة صادقة متحدثة: باذن الله ..تناسبك تماما


التمعت مقلتي ريم هامسة لها: بالمناسبة يا ميس سآخذ رقمك من هاتف نزار وأسجله عندي بهاتفي وايضا هاتف والدتي ...ان اتصل بك رقم غريب فهذه غالبا ستكون انا او والدتي ..


أومئت لها ميس بموافقة ..لتهتف بعدها: حسنا والآن علي ان اغادر فقد تأخر الوقت حقا ..وشكرا كثيرا يا ريم على الدعوة لقد استمتعت حقا هنا

تحسرت ريم وعبست ملامحها بشكل طفولي مغمغمة: هل ضروري ان تذهبي ابقي هنا فقط


قهقهت ميس على ملامحها فقرصتها بلطف مردفة: سنلتقي مجددا يا ريم لا تقلقي، وايضا تعرفين المحل الذي اعمل فيه تعالي في كل وقت ، كذلك رقم هاتفي عندك لهاذا لا تترددي في الاتصال بي ابدا سأكون سعيدة جدا بذلك


ابتسمت لها ريم بمودة مهمهمة: حسنا كما تريدين يا ميس فنحن صديقات اليس كذلك


هزت الاخيرة رأسها لها ايجابا هامسة بإبتسامة حانية: اكيد واختا لك ايضا يا شعلة النار


كتفت ريم كتفيها بحنق مصطنع هامسة: ادعى رييييم فقط دون الالقاب تلك


استقامت ميس من مجلسها مقهقهة: حسنا يا رييم فقط امحي تعابير الغضب من وجهك كي اصمم لك فستان اخر


وقفت ريم هي الأخرى بسرعة من مجلسها والحماس يعمها لتصفق بيديها مستفهمة: هل تقصدين هاذا حقا يا ميس؟


غمزت لها ميس بإستفزاز: اكيد طبعا فقط ابقي هادئة دون شجار مع احد


زمت الاخرى شفتيها واضعة كفها على خصرها سائلة: ماذا يا آنسة ميس هل اخبروك انني اتاجر بالأعضاء البشرية في السوق السوداء او ماذا؟


ضيقت ميس عينيها مستفزة اياها اكثر: هل تفعلين هاذا حقا؟


توسعت عيني ريم لتضرب الارض بقدمها مستغيثة بأمها: امي هل سمعتيها؟


قهقهت والدتها رافعة حاجبيها بإستفهام: من حقها ان تتأكد يا ريم


كتمت ميس ضحكتها و فغرت ريم فاهها بتفاجئ لتتلعثم: انا..تبا انا ملاك من الاساس

ضحكت كل من السيدة جيهان وميس مجددا ..ليتهادئ لهن صوت فتح الباب وحمحمة نزار كإعلان عن وصوله..


لتنادي عليه ريم غامزة لوالدتها في الخفاء..فما كان من أمها الا ان هزت رأسها على مكر صغيرتها..


- نزار اخي تعالى هنا في غرفة المعيشة


توردت وجنتي ميس بشدة وازداد ارتباكها فقد تذكرت كلمات ريم عندما تشاجرت مع سهير تلك..ففركت كفيها ببعضهما البعض خجلا..فدلف نزار. برزانة مستفهما بهدوء: نعم يا ريم


لتدور ريم حول نفسها مرية اياه الفستان بكل حماس وحيوية انثوية سائلة بحلاوة: ما رأيك في الفستان؟


تأملها نزار بهدوء محاولا عدم اختلاس النظر للواقفة بطرف الغرفة على استحياء..ليتحشرج صوته مرددا: انه جميل


صفقت الاخيرة بيديها حماسا مستفسرة منه: احقا ما تقول ،هل ابدو به جميلة؟


لانت ملامحه الرجولية الوسيمة ليغمغم بصدق: نعم تبدين فاتنة به


قهقهت الأخيرة بمرح راكضة نحوه بخفة حاضنة اياه بمحبة شديدة فبادلها الآخر الحضن عله يحفظها في صدره ،فهي صغيرته وحبيبة قلبه الشقية..بعد لحظات ابتعدت عنه غامزة له سائلة اياه: ماذا تقول لمن صمم هاذا الفستان الجميل؟


تبسم لها بحنان رابتا على وجنتها مجيبا: اقول سلمت يداك المبدعة.


رفعت حاجبها بخبث مغمغمة: المبدعة فقط؟ والناعمة ايضا تناسبها

لتستدير نحو ميس مردفة بشقاوة: هل سمعته يا ميس اخي قال انك يداك مبدعة حقا


ارتبكت الاخيرة وازداد وقع خفقان قلبها مطرقة انظارها بحياء شديد..ليتوتر نزار ايضا مشتتا نظره بكل مكان الا هي فإخترق مسامعه صوت ريم المشاكس: ميس هي من صممت لي الفستان يا اخي وقالت لي انه يناسب شخصيتي المرحة والناعمة والشرسة في ذات الوقت.


شدت ذراعيه بعدها هاتفة : هل انا كذلك حقا يا اخي؟


ضحك تلك الضحكة الرجولية الخلابة التي سهت بها ميس ..لتصفع نفسها داخليا على سخافتها..فرفع هو يده لذقنها مغمغما بحب: اجل انت كذلك..كما اخبرتك من قبل شعلة النار تماما


لتقفز عدة قفزات مرددة: طبعا انا كذلك رائعة ومميزة وفاتنة


فقلب هو عينيه على مبالغتها..ابتلعت ميس ريقها مردفة بهدوء: انا تأخرت، اظن انه علي المغادرة قبل ان اتأخر اكثر


التفتت لها ريم هاتفة بمكرها المعتاد: حسنا سيوصلك اخي يا ميس افضل ،فالحافلات سترهقك



توترت الاخرى اكثر مهمهمة بسرعة : لا ابدا..لا اريد ان اتعب السيد نزار، لا بئس انا معتادة على الحافلات


حمحم هو مطرقا بصره متحدثا: لا عليك يا انسة سأوصلك بنفسي كما احضرناك، ليس من العشم ان نتركك تعودين بمفردك ..ريم غيري ملابسك وتعالي معنا

رفعت ريم حاجبها بإستغراب مستفهمة منه: ولماذا قد ارافقكما؟؟.اذهبا بمفردكما فقط



ناظرها الآخر بحدة متحدثا: ريم غيري فورا


ابتلعت الاخرى ريقها مهرولة نحو غرفتها كيف تنفذ ما طلب منها، فأخيها عندما يغضب يخيفها حقا



ارتدت ريم ملابسها واضعة الوشاح على رأسها لتداري شعرها به، زافرة بحنق قابضة على كف ميس متحركة معها نحو السيارة هاتفة بسخط: هيا تحركي كي لا نتشاجر مع اخي ...تبا احيانا يصبح مرعب ذلك النزار


ركبت ريم بالكرسي الامامي جانب السائق لتتخذ ميس مجلسا بالمقاعد الخلفية ،حيث شغل نزار سيارته


عقدت ريم ذراعيها على صدرها بعبوس طفولي فناظرها نزار بطرف عينيه هاتفا: ولماذا كل هذا العبوس؟


تجاهلته ريم زامة شفتيها ..ليبتسم بهدوء مغمغما: حسنا اذا لا تنالي شيئا من هديتك التي اشتريتها لك منذ قليل


توسعت عيني الاخيرة، فقبضت على ذراعه بقوة مردفة بحماس شديد: ما هي ..هيا هيا اخبرني؟؟


لانت ملامح ميس على حماسها المفرط فيبدو ان علاقتها مع اخيها جيدة حقا كما قالت


ضحك نزار عليها ليربت على رأسها بخفة مرددا: احضرت لك الشوكولاطة السوداء التي تحبينها


صفقت ريم بحماس صارخة: ياااي تلك التي اعتدت ان تحضرها لي من قبل ..يا الهي اشتقت لها كثيرا


شدت ذراعه اكثر مستفهمة بمرح: حسنا اين هي الان؟

قلب عينيه على مبالغتها مردفا بهدوء: اولا توقفي عن شد ذراعي فأنا أقود وعلي التركيز..


ابعدت الاخرى يديها من على ذراعه هامسة بترجي: حسنا اخبرني الان


ناظرها ببسمة حانية مغمغما: انها بصندوق السيارة عندما نعود خذيها


قهقهت ريم بحبور مقتربة لتقبل خده بكل حب ومكر هامسة: احبك يا نزار عسى الله ان يرزقك بزوجة صالحة تعشقك عشقا لم يعشق من قبل


ارتبك نزار دالكا جبينه بتوتر ..فأخته تقول اشياء غريبة في مواقف اغرب..


شتتت ميس انظارها خارج النافذة مبتلعة ماء حلقها ..متجنبة النظر للمرآة الامامية فترتبك


زمت ريم شفتيها بتفكير باحثة عن شيئ اخر تستفز به اخيها فهي لم يخفى عليها نظراته المختلسة لميس..لتبتسم بمكر مدعية البراءة موجهة بصرها له: نزار اخي هل لابئس ان منحت بعض قطع الشوكولاطة تلك التي احضرتها لميس..فهي تحبها ايضا


توسعت عيني ميس من ذكر اسمها فتقابلت عيناها الزيتونية مع مقلتاه البنية الغامضة فإرتبكت نبضاتها هاربة من قيد عيونه..ليخترق مسامعها صوته الشجي: لابئس طبعا يا ريم


تبسمت ريم بمحبة هاتفة: هل سمعت يا ميس اخي لا يمانع


اطرقت الاخيرة رأسها خجلا هامسة: شكرا لك وله


التفتت لها الاخرى مصطنعة البراءة متحدثة بإستفهام ومكر وصوت تعمدت ان يكون مسموعا: ميس اريد ان اسئلك سؤال شخصي قليلا لو سمحت؟

اجابتها ميس بهدوء: اكيد تفضلي


تبسمت لها ريم بحلاوة انثوية مغمغمة: ان تقدم لك خاطب هذه الايام هل ستوافقين؟


عقد نزار حاجبيه زافرا بخفوت ضاغطا على المقود محاولا التركيز في قيادته مبعدا تفكيره عن اخته واسئلتها الخاصة لتلك الفتاة ميس..لكن لا فائدة فعقله قد شغل بها وانتهى الامر ..


عقدت ميس جبينها بإستغراب من سؤالها فتملكها الارتباك والحياء في ذات الوقت شابكة يديها ببعضهما البعض مجيبة بهدوء: في الحقيقة لا اعرف ..لا استطيع ان اجزم بالقبول او الرفض..


رفعت ريم حاجبها سائلة: اذا تقصدين ان قبولك يتوقف على العريس بنفسه؟؟


أومئت لها ميس بخجل متحاشية رفع نظرها للمرآة...


تابعت ريم كلامها بمكر مهمهمة: اذا ما هي مواصفات العريس الذي قد توافقين عليه؟


توردت وجنتي ميس حياءا فتوترت اكثر..حيث شجعتها ريم بضحكة خفيفة مردفة: هيا يا ميس اريد ان ارى ذوقك بالرجال ربما اتعلم منك


لتهمس بخفوت خجلا: حسنا اولا الصلاة ،ان يكون ملتزما بها..وبارا بوالديه ..ورحيما ..والاهم ان يرتاح له قلبي ويشعرني بالأمان


قطبت ريم حاجبيها بإستغراب مردفة: حسنا الصلاة فهمتها وهاذا شرط ممتاز طبعا، فمن تهون عليه طاعة الله فأكيد غدا ستهون عليه زوجته..لكن ما علاقة بر الوالدين بموافقتك؟

تبسمت لها ميس بحنو موضحة لها، وقد نست نفسها تماما: من يبر والديه يا ريم غدا عندما يتزوجك صدقيني سيكون لك نعم الزوج والاخ والصديق والحبيب في ذات الوقت..فقد امتلأ قلبه بالرحمة جراء بره لوالديه وهاذا سينعكس في تعامله معك فهو سيكون ودودا رحيما صبورا حنونا ..فالانسان لا يتجزء ابدا..


فغرت ريم فاهها بإنبهار من كلماتها الحكيمة حقا لتقهقه بخفة غامزة لها: وااو انت ذكية وحكيمة في ذات الوقت يا ميس ما شاء الله تفكيرك راقي حقا


وضعت ميس كفها على فمها كاتمة ضحكتها مردفة بهدوء: في الحقيقة صديقتي سحر لطالما كانت تنصحني هكذا وتحاول توجيه نظري للتفكير الصائب


تبسمت لها ريم بمودة: صديقتك هذه ذكية حقا..


أومئت لها الاخرى مجيبة: نعم هي كذلك حقا


هتفت ريم بعدها بحماس: حسنا وتلك النقطة الخاصة بالراحة..يعني ماذا تقصدين بكلمة ترتاحين له؟؟


تنهدت ميس بخفوت هازة كتفيها متحدثة: يعني لا تنفرين منه ..بإختصار يسكن قلبك بسهولة دون بذل اي مجهود منك..حتى ولو كان الشخص صالحا احيانا قد تنفرين منه ولا يتقبله قلبك ولا روحك، وكأن هناك حاجز غير مرئي يمنعه عنك...القلوب جنود مجندة بيد الرحمان تحبين اشخاصا دون سبب، وفي ذات الوقت قد لا تتحملين اشخاصا دون سبب ايضا...وكذلك العريس عند مقابلته تجدين نفسك تألفه بسهولة وتميلين له مرتاحة وكأنك على معرفة به منذ سنوات..وهناك العكس تماما.. لهاذا عليك ان تسمعي صوت قلبك فغالبا هو لا يخطأ ابدا

هام نزار في كلماتها لتخترق عقله وتعود للاستقرار في قلبه ..فكلامها موزون تماما ينم عن شخصية ناضجة وواعية وذكية في ذات الوقت..هذه الفتاة تربكه حقا وتستفز رجولته بشدة..عندما يكون ضمن محيطها كلما تملكه التشتت والضعف ،ويحس وكأن كيانه بأكلمه يرتجف مطالبا بشيئ ما ..رفع يده ماسحا على شعره بخفة محاولا استدراك نفسه ،وان لا يفقد تركيزه اكثر بسببها ..الا يكفيه انه بات يراها في كل مكان وكأنها تتحداه ..تؤرقه بتلك البسمة الفاتنة..فإستغفر في سره مستعيدا رزانته ووقاره ململما شتات روحه


تأثرت ريم بكلماتها لتهمس بحالمية وعاطفة جياشة: اوه كم هاذا لطيف..


فتابعت بحيوية تشع من مقلتيها الجميلتين: هل رأيت تلك الفتاة التي كانت تردتي تنورة خضراء مع قميص ابيض ..عائشة تلك فقد عرفتك عليها عند جلوسك معنا


ضيقت ميس عينيها في محاولة التذكر لتهمس بعدها: نعم تذكرتها...ما بها؟


غمغمت بعدها ريم بمكر: لقد اعجبتها حقا. ..لهاذا طلبت مني ان اسئلك عن رأيك في خطبة اخاها لك


توترت ميس وتوردت وجنتيها بصمت..فصك نزار على اسنانه قابضا على المقود بقوة مردفا بحدة: ريييم


ناظرته الأخيرة ببراءة مصطنعة: نعم اخي؟


فتابع كلامه بحدة اكبر: توقفي عن اعمالك الخيرية في خطبة الفتيات..


رفعت ريم حاجبها بخبث مرددة: و اين الخطأ في كلامي يا اخي..عائشة اوصتني وانا بلغت الرسالة فقط، اين الاشكال؟

جز على اسنانه متحدثا : هي لديها لسان فلا تكلف غيرها بذلك


قلبت الاخيرة عينيها مغمغمة: لا تبالغ اخي اكيد خجلت فقط..


عادت للإلتفاف نحو ميس هاتفة: اخاها يعمل شرطيا عمره مثل نزار تماما او اكبر بعشر سنوات فقط ،يعني كهل لا غير..حسنا اتريدين الصراحة..اخاها جميع الفتيات تعرفه انو خبيث لهاذا نصيحة لا توافقي عليه، انت تستحقين من هو افضل من ذاك


تبسمت لها ميس بهدوء مومئة لها بإيجاب..فإخترق مسامعها صوته الرجولي الجاد الأجش : يا آنسة هل أوصلك للمحل او بيتك؟

وجهت انظارها للمرآة الأمامية فتقابلت عيناهما في حوار صامت وهادئ..ابتلعت ريقها بتوتر مردفة: اوصلني للمحل افضل


أومئ لها بهدوء متوقفا بعد لحظات امام المحل..لتستدير لها ريم والمحبة قد عم محياها البهي مردفة: كما اخبرتك يا ميس..سأخذ رقمك من هاتف اخي واتصل بك كل وقت عساك الا تنزعجي مني فقط..


لانت ملامح ميس متحدثة بلطفها المعتاد: ابدا يا ريم اهلا بك في كل وقت سأتشرف باتصالك انت والخالة جيهان كثيرا..والان في حفظ الله


فتحت ميس باب السيارة مترجلة منها ،حيث وجه نزار نظراته لاخته مستفهما: الن تعطيها من الشوكولاطة التي احضرتها لك ،هي بصندوق السيارة


توسعت عيني الاخيرة متذكرة ذلك، لتترجل هي الاخرى بسرعة، فقهقه نزار عليها مغادرا السيارة..نادت ريم على ميس فإستدارت لها الاخيرة متقدمة بخطوات حثيثة لها مستفهمة منها: ما خطبك يا ريم؟


ضحكت الاخرى قابضة على يدها مرددة: نسيت ان تأخذي حصتك من الشوكولاطة التي احضرها اخي..


لتنحني لها قليلا هامسة لها بخفوت شديد مع غمزتها الشقية: وبالمناسبة هو من ذكرني بأن اعطيك حصتك منها


توردت وجنتي ميس وإزداد هدير قلبها الخافق..لتتحرك مع ريم نحو خلفية السيارة وترائى لها نزار هناك فاتحا صندوقها مخرجا عدة علب صغيرة ..دنت منه ريم قافزة تهتف بحيويتها المعتادة: اريد السوداء واعطي ميس ذات الكراميل


تبسم لها نزار بإبتسامته الخلابة مغمغما: حسنا يا فتاة اعقلي قليلا ..خذي السوداء هناك علبة كبيرة منها، اما باقي العلب فهي بالكراميل


اخذت ريم ما ارادت ..لتحمل علبة من الذوق الآخر مقدمة اياها لميس متحدثة: وهذه لك يا ميس انها لذيذة حقا لن تشبعي منها ابدا

تبسمت لها ميس بمحبة حاملة العلبة منها قائلة: شكرا لك


رفعت ريم حاجبها بمكر هاتفة: اشكري اخي فهو من اشتراها ولست انا


توترت ميس رافعة بصرها له بخجل شديد هامسة: شكرا لك سيد نزار



إرتبك الآخر مشتتا انظاره بعيدا عنها..او بالأحرى عن جمال عينيها العشبيتين مستغفرا في سره محمحما بهدوءه مجيبا إياها: لا بئس يا آنسة


حضنتها ريم بقوة مقبلة وجنتيها بحب مرددة: حسنا الى اللقاء ميس سنلتقي قريبا اكيد


أومئت لها ميس هامسة برقة : اكيد ,الى اللقاء الان



**انتهى الفصل**
🍂 Yasmina Messaoud 🍂


يسمينة مسعود 29-03-22 12:11 AM

غيث الهوى
 
• الفصل الرابع •

🥀~ قضى الله للأخلاق أن تتجسدا فقال لها :كوني
فكانت محمدا. 🥀 ~


:
•♡•
:

ابتعدت عنهم بخطواتها الهادئة والجة للمحل
متوغلة فيه فوجدت ليلى جالسة هناك بمكانها لتحييها: السلام عليكم ورحمة الله


رفعت ليلى عينيها لها مجيبة: وعليكم السلام اهلا ميوسة


قطبت ميس جبينها مقتربة منها وهي تتسائل: فكرت انك لن تعودي للمحل بما ان اخيك مريض


تنهدت ليلى بملل مجيبة اياها: اطمئني هو بخير فقد انخفضت حرارته وتركته مع والدتي


لتتابع بعدها بحماس مستفهمة منها: المهم الان اخبريني كيف كانت الحفلة وهل اعجبتها هدايانا؟


قهقهت ميس على حماسها متخذة مجلسا بمكانها المعتاد هاتفة: كانت جيدة، هي فقط حفلة بسيطة لمجموعة من صديقاتها وقريباتها لا غير...وقد احبت حقا الهدايا وفرحت جدا بها ..وهي ترسل شكرها لك


لتقترب منها ليلى سائلة اياها بفضول انثوي: بالمناسبة كيف كان بيتهم؟


هزت ميس رأسها بسخرية على فضولها اللا متناهي مجيبة اياها بهدوء: حسنا كان في غاية الجمال ومرتب ونظيف


أومئت لها ليلى بهدوء رافعة حاجبها بخبث: وكيف حال نزار ذاك..هل هو من اوصلك للمحل؟


توترت ميس من سؤالها الغريب مردفة: هو بخير ..ونعم هو من اوصلني لهنا بعد ان اصروا علي في ذلك


همست ليلى بمكر: ذلك النزار كم هو شهم ووسيم.


ناظرتها ميس بحنق تجلى على تقاسيمها الجميلة متحدثة: ماذا يا ليلى هل اصبحت تغازلين الرجال وانت على ذمة رجل اخر؟


رفعت الاخيرة حاجبها ‏مستفهمة منها بخبث: واين الاشكال يا ست ميس ، ألم يقل ذلك الشاعر..الجمال هو الجمال سواء كان بالأرض أو البحر..


قطبت ميس جبينها بإستغراب مغمغمة: من الشاعر الغبي الذي قال هاذا الشعر التافه؟

قهقهت ليلى بشدة محاولة تمالك انفاسها مردفة: حسنا انا من ألفتها فقط


ضحكت ميس عليها مغمغمة: حسنا لقد احضرت معي علبة من الشوكولاطة بالكراميل خذي منها حصتك وحصة اخيك الصغير ايضا


تهللت اسارير ليلى بفرح مرددة: وااو شوكولاطة يا الهي كم احبها..لكن من اين احضرتها؟


هزت ميس كتفيها مجيبة: اشتراها نزار لريم وهي اعطت لي بعضها ..


رفعت ليلى حاجبها بخبث مهمهمة: اشتراها لريم اذا ...


قلبت الاخرى عينيها على سخافتها محاولة ترتيب بقية الاغراض على الرفوف ..متجاهلة ثرثرتها التي لا تنتهي


:
•♡•
:


ليلا وبعد صلاة العشاء جلست ريم مع والدتها بالصالة ترتشفان الشاي امام التلفاز ..فهتفت ريم بضجر: اخي افسد علي خطتي يا الهي كنت لأفرح لو تحققت


سألتها والدتها دون ان تستدير لها متابعة المشاهدة مرتشفة من شايها: أي خطة هذه يا ريم؟


زمت الأخيرة شفيتها بعبوس طفولي مجيبة: اخي الممل ذاك لا اعرف لما طلب مني ان اذهب معهم بالسيارة ،لماذا عليه ان يدخلني في كل شيئ...كان عليه ان يوصلها هي فقط بدل جري معهم وكأنني عنزة

ناظرتها والدتها بحدة متحدثة: ما خطبك يا ريم هل اردت حقا ان نرسل الفتاة مع اخيك بمفردها هل هذه هي حقا اخلاقك؟


قلبت ريم عينيها بملل مرددة: يا امي واين الاشكال في ذلك؟ انا تعمدت ان اطلب من اخي ان يوصلها لكي يتسنى لهما الاقتراب قليلا من بعضهما ربما قد يحدث نصيب بينهما...أم انك لا تثقين في ابنك يا امي؟


وضعت والدتها فنجان الشاي على الطاولة وهي تحولق: لا حول ولا قوة الا بالله يا لصغر دماغك يا بنت بطني


توسعت عيني الأخرى مهمهمة بتفاجئ مشيرة لنفسها: انا دماغي صغير يا امي؟


أومئت لها والدتها بنعم هادرة بسخط: نعم انت كذلك...تتسرعين في تصرفاتك دون ان تحكمي عقلك ..بدل ان تخجلي من تصرفك ذاك، اصبحت تبررين للمنكرات ..انا اثق في ابني ثقة كبيرة ، لكن هاذا لا يعني ان نتهاون في حرمات الفتيات الأخريات أو نقلل من شأنهن..أنت بنفسك ذهبت لإصطحاب ميس من المحل، اذا كيف تتركينها تعود بمفردها مع اخيك...حتى ولو كانت نيتك طيبة لكن هاذا لا يبرر ان تغضي الطرف انها حرمة مثلك وهذه تعتبر اهانة بحقها ،و نزار تصرف بنضج وشهامة عندما طلب منك القدوم معهما كنوع من الاحترام لها هل فهمت الآن


عبست ريم متحدثة بخفوت: لم اقصد هاذا فقط اردت لأخي أن تصح له الفرصة معها دون طرف اخر


لانت ملامح والدتها بحنو امومي فها هي ابنتها الصغيرة تفكر في اخيها لتردف: اخاك يا ريم ليس طفل رضيع..حتى ولو كان يغض بصره ويتجنب الفتيات طاعة لله تعالى ،هاذا لا يعني أنه غبي أو لا يشعر صدقيني لو اراد ميس لن يقف شيئ في طريقه، فقط فلنمهله فرصة فإن اقتنع بها اكيد سيأتي فورا لإخبارنا لهاذا لا تشغلي بالك كثيرا

وضعت ريم يدها على خدها هامسة بتهكم: اذا سننتظر مئة سنة ليخبرنا بهاذا


فتابعت بعدها بحماس طفولي: أمي نسيت أن أخبرك ..عندما كنا جالسات مع بعضنا أنا وميس وباقي الفتيات تخيلي تلك الوقحة سهير تجرأت واتهمت ميس انها تتودد لك لكي تكون كنة لنا في بيتنا


رفعت السيدة جيهان حاجبها بإستغراب مردفة: تلك الفتاة ما زالت وقحة كعادتها...لن تنضج ابدا


قهقهت ريم غامزة لوالدتها متحدثة: لكن لا تقلقي إبنتك ريم وضعت حدا لها


عقدت والدتها حاجبيها مستفهمة: حقا..وماذا قلت لها؟


هزت الأخيرة كتفيها بفخر انثوي بهي هاتفة: اخبرتها أن اخي معجب بميس ومولع بها ايضا ...هكذا ستقطع الامل نهائيا تلك الحرباء


ضربت والدتها صدرها بكفها هادرة بغضب: يا ولي ماذا قلت؟


طرفت ريم بعينيها هامسة: قلت كما اخبرتك توا؟


دلكت جيهان جبينها بكفها هاتفة بيأس: انت لا فائدة منك حقا


تحدثت ريم بسخط بعد أن عبس محياها: لماذا يا امي تلك العقرب هي تريد الزواج من اخي وتسعى لإبعاد أي فتاة تحبينها أو قد يعجب بها نزار...لهاذا عليها أن تعلم أن أخي لن يفكر بها ابدا؟


ناظرتها والدتها بحدة قائلة: وهل عليك الكذب هكذا..الم تفكري في مشاعر البنت ميس ، فهكذا أنت تصنعين لها فقاعة من الأحلام، وستحزن ويكسر خاطرها ان لم يتقدم لها اخاك وقد تفكر انه احتقرها، او نحن لا نرضى بها بيننا..لو علم اخاك بأنك قلت هاذا لن يصمت لك ابدا هذه المرة؟

- اعلم بماذا بالضبط؟؟

تسائل نزار دالفا عليهم بعد ان سمع كلمات والدته الأخيرة...ليأخذ مجلسا بجوارها مقبلا رأسها بحب..فربتت الأخيرة على كفه بحنو صابة له الشاي واضعة فيه بعض القرفل..حيث أخذ الفنجان منها شاكرا اياها متابعا تسائله: ما الذي فعلته هذه المرة يا ريم هيا افحميني كعادتك؟


ابتلعت ريم ريقها بتوتر شابكة اصابع يديها مع بعضهما البعض مغمغمة: لا شيئ مهم يا اخي لا تهتم


ناظرها نزار بسخرية مرددا: هيا اخبريني وانا الذي احكم إن كان مهم أو ليس كذلك


وجهت ريم نظرها لوالدتها وكأنها تطلب منها العون ،إلا أن الاخيرة رفعت حاجبها لها ترسل لها رسائل بأن تتحمل نتائج خطئها..لتبتلع ريقها هامسة: لكن عدني اولا انك لن تغضب، ولن تصرخ علي


ارتشف نزار رشفة من الشاي مغمغما: هاذا يعتمد على نوع الخطأ


عبست ريم بطفولية مترجية اياه: هيا يا نزار عدني اولا


تنهد الآخر بخفوت مردفا بهدوء: حسنا اعدك انني لن اغضب ولن اصرخ عليك فقط ابهريني كعادتك


فركت ريم يديها ببعضهما البعض من شدة التوتر متحدثة: حسنا...اسمع تلك الفتاة سهير انت تعرفها الحرباء الصفراء ،قالت لميس أنها تتملق والدتي فقط لكي تثبت وضعها بالبيت ..يعني أنها تهدف لكي تتزوجها

قطب نزار حاجبيه مغمغما: حقا قالت هكذا؟


فأردفت ريم بسرعة: أجل يا أخي أقسم لك..لكن لقد اوقفتها عند حدها تلك الغبية، فأخبرتها انه ليس من الضروري ان تفعل ميس ذلك فأنت من اساس معجب ومولع بها


توسعت عيني نزار فاغرا فاهه واضعا فنجان الشاي ببطئ شديد على المنضدة بجانبه


عضت ريم على شفتيها مغمضة عينيها بقوة وكأنها تحاول الهروب من زلة لسانها الغبي والذي لطالما كان يوقعها في المشاكل ..ففتحت احدى عينيها ليترائى لها اخيها لا يزال جالسا بمكانه مغلقا ستار جفنيه بشدة وكأنه يحاول تمالك نفسه كي لا يحطم رأسها


أخذ شهيق ثم زفير محاولا السيطرة على أعصابه فبسبب اخته وشقاوتها المتهورة سيصاب بجلطة قلبية يوما ما..هسهس بكل حدة: اعيدي ماذا قلت لها ،لم اسمع جيدا؟

ارتبكت ريم اكثر هامسة بخفوت: اقسم يا اخي هي اهانت ميس امام الجميع وقد استفزتني حقا لهاذا فقط دافعت عن ميس ولأضع تلك الغبية عند حدها


لتتسع عينيه اكثر هاتفا: تهينها في بيتنا ..تبا تلك الفتاة تواقحت حقا امي ستكلمها ان تتوقف عن تلك التصرفات...لكن كيف تكذبين الم نتحدث عن موضوع الكذب هاذا يا ريم؟؟


ابتلعت ريم ريقها مطرقة بصرها حيث حجرها حرجا مهمهمة: اسفة يا اخي اقسم انها فقط لحظة غضب


دلك نزار جبينه هاتفا: انت كارثة حقا ..


وضعت والدتها كفها فوق الآخر مردفة: لابئس انا سأكلم سهير كي تحترم نفسها قليلا..وبخصوص ميس لا اظنها ستأخذ الامر بجدية فأكيد قد عرفت شخصية وتسرع ريم


أومئت لها الأخرى بإيجاب تقول بمكر خفي: نعم امي معها حق يا نزار سأتصل بها واشرح لها الامر كله..واخبرها ان كلامي كله كذب وانك تعتبرها كأخت لا غير اكيد ستتفهم هي ذلك


ارتبك نزار مبتلعا ريقها ماسحا على شعره بتوتر مهمهما: لا تتصلي بها لا داعي لذلك فقد انتهى الامر


رفعت ريم حاجبها بخبث غامزة لوالدتها بعدها مستفهمة منه: لماذا قد لا اتصل بها؟..انا اخطئت وعلي ان اعتذر منها ماذا لو ظنت الفتاة انك مولع بها حقا ..يجب تصحيح الخطأ كي لا نمنح للفتاة املا زائفا

وافقتها والدتها كاتمة بسمتها مصطنعة الجدية: نعم يا نزار ريم معها حق عليها ان تصحح خطئها وان تشرح للفتاة كل شيئ


شتت نزار انظاره عاجزا عن الشرح لهما فهو من الأساس لا يفهم نفسه ..فقط لا يريد لميس تلك ان تخيب أمالها به هاذا إن كانت من الأساس تفكر فيه..زفر بخفوت متنهدا: فقط لا تتصلا بها سأحل الموضوع بنفسي حسنا


ليستقيم بعدها مغادرا المجلس تاركا كل من اخته ووالدته تضحكان بصمت على ارتباكه الواضح


:
•♡•
:

صباحا عدة طرقات تطرق على بابها فهرعت الاخيرة لفتحه كي لا ينكسر من وقع الطرق..فترائى لها وجه صديقتها الحانق التي أردفت من بين اسنانها: ميس يا بلهاء لقد تأخرنا عن العمل فلتسرعي


أغمضت ميس عينيها محاولة تمالك اعصابها كي لا تشتمها هامسة بخفوت غاضب : اولا الناس تقول صباح الخير...ثانيا ما زال اكثر من ربع ساعة على موعد العمل ..ثالثا ألم تخبرنا السيدة سعاد انها ستتولى صباحا الجلوس بالمحل بما انها ليست مشغولة


كتفت ليلى ذراعيها على صدرها متحدثة بملل: قلت تأخرنا يعني تأخرنا لا تناقشيني يا فتاة

قلبت ميس عينيها على سخافتها فدلفت لغرفتها الصغيرة حاملة حقيبتها الرمادية اللون والتي ماثلت لون حجابها ووشاحها السكري مغادرة إياها مغلقة خلفها الباب ...هاتفة: هيا تحركي أمامي قبل أن أنفجر في وجهك...سبحان الله أصبحت فجأة تحبين العمل و مجدة فيه


ناظرتها ليلى بحنق قائلة: اتقان العمل واجب يا ميس، لا يجوز أن نتأخر او نتهاون به ..هاذا ما يسمى بالأكل الحلال تعلمي اخلاقيات العمل


قهقهت ميس بخفة عليها هازة رأسها ساخرة منها: ما شاء الله كل هذه الاخلاق لديك وانا لا اعلم..الحمد لله شهدت بعضها قبل ان اموت يا ليلى


قلبت الاخرى عينيها عليها متجاهلة اياها...لتضربها ميس بكوعها مستفهمة منها بشقاوة: هيا اخبريني فقط ما سبب هاذا النشاط وأعدك لن أخبر أحد

ضحكت ليلى عليها بشدة فغمزت لها هاتفة: حسنا عديني أنك لن تخبري أحد أولا


كتمت الاخيرة بسمتها مومئة لها بإيجاب مرددة: حسنا اعدك


انحنت لها ليلى قليلا مقتربة منها فهمست لها بخفوت شديد: أنا احبك فقط


قهقهت بعدها بشدة على ملامحها المتململة منها...حيث قلبت صديقتها عينيها على تفاهة صديقتها مردفة: مملة


توقفت ميس فجأة محدقة أمامها بتدقيق وقد تهللت اساريرها لتتحدث بإستفهام: أليست تلك سحر؟ ؟


وجهت ليلى بصرها حيث تنظر، فلمحت من بعيد سيارة زرقاء فخمة ترجلت منها فتاة بحجابها النيلي ..فعمت ملامح الفرح وجهها هاتفة بسعادة جلية: نعم إنها هي، تعالي فلنذهب لها


تحركت الفتاتان بخطوات سريعة مشتاقة لصديقتهم سحر..تلك الروح الطيبة النقية محبوبة الجميع و ذات القلب الحنون والعطوف ..فقد كانت هذه الأخيرة اختا لهم رغم انها وافدة جديدة بالحي قبل سبع سنوات فقط ، إلا أنها نالت إحترام الكل سواء الكبير منهم أوالصغير ..والحمد لله قد مَن الله عليها إيجادها لأسرتها الحقيقية بعد طول فراق


إقتربتا منها لتنادي عليها ليلى بحيوية: سحر يا فتاة اهلا

إستدارت لهما الأخيرة بملامحها الجميلة البهية فبرقت مقلتيها العسليتين وقد عمت السعادة محياها مردفة بحماس مشتاق: ميس وليلى حبيبتاي..


دنت منهما بسرعة حاضنة اياهما معا محيطة كلتاهما بذراعيها مغمغمة بحب شديد: يا الهي اشتقت لكما حقا..

قهقهت ليلى بخفة عليها لتضربها على ظهرها مردفة بتهكم: لم يمر إلا يومان لم نلتقي بهما لهاذا توقفي عن هذه الدراجيديا ،تبا سأتقيأ بسببك أنت وميس


ضحكت ميس مبادلة سحر الحضن مهمهمة بحب مماثل: وانا ايضا حبيبتي اشتقت لك كثيرا..


ليبتعدوا عن بعض بعد لحظات فناظرت ليلى ذلك الشاب الواقف بعيدا عنها مشتتا بصره بالحي ، فدنت اكثر من سحر هامسة لها بشقاوة والمكر ينبع من ثنايا كلماتها: من ذلك الوسيم الذي اتيت برفقته يا سحورة ،هل ذهبت البارحة لتصطادي هذه التحفة الفنية


قرصتها سحر على ذراعها فتألمت الأخرى ماسحة بكفها على موضع الألم ،ليتهادى لها صوتها صديقتها سحر المعاتب: ألن تتوقفي عن وقاحتك يا فتاة غبت يومين فقط وها أنت ما زلت قليلة الأدب ...لو علم خطيبك أنك تتغزلين في باقي الشباب لتركك


هزت ليلى كتفيها مغمغمة بملل: تبا كيف نرى الجمال ولا نغازله يا فتاة ،انظري لكتلة العضلات التي خلفك ...سبحان من خلق فأبدع


قهقهت ميس على ملامح سحر الحانقة والتي كتفت ذراعيها زامة شفتيها بعبوس طفولي جذاب لتردف بضجر بعدها: الذي تغازلينه يا فتاة هو أخي على فكرة

رفعت ليلى حاجبها لتعلو شفتيها إبتسامة ماكرة غامزة لها: إذا كتلة الجاذبية تلك أخاك..لا أستغرب حقا فأنت فاتنة فأكيد أخاك سيكون مثلك


قهقهت ميس وسحر في آن واحد لتضع الأخيرة كفها على ثغرها هامسة لها: هاذا أخي زياد الأوسط فقط، عليك إذا أن تري أخي الأكبر أدهم ..ما شاء الله هو الآخر لا يقل وسامة عن هاذا الذي بالخلف


فغرت ليلي فاهها مرددة: تبا يبدو أن حياتي أنا وميس كانت دون فائدة ما دمنا لم نرى كل هاذا الجمال


ضربتها ميس بخفة على ذراعها مغمغمة: توقفي عن هذه السخافة..فسحر واضح انها أتت لإصطحاب شهد ،معها اليس كذلك؟؟


أومئت لها الأخيرة متنهدة بخفوت وإبتسامة حانية تعلو شفتيها الكرزية مجيبة: نعم ، فأكيد لا أستطيع ترك شهد لوحدها وهي بالذات قطعة من روحي


ربتت ميس بحنو على كتفها متحدثة: حقا أنت أخت رائعة يا سحر ،ونحن فخورات بك جدا ..أصيلة كعادتك ومعدنك طيب عسى الله أن يكرمك بكل خير


التمعت عيني سحر على تشجيعها لتبتسم بود هاتفة: سأدعوكم قريبا لتعرف على أسرتي، و إياكم أن أسمع رفضا


قهقهت ليلى بحبور جلي قائلة : من هذه الناحية إطمئني فنحن متشوقات لرؤية كتلة الجاذبية الأخرى

قلبت سحر عينيها عليها هامسة: حسنا ،أغربي عن وجهي الآن قبل أن أبتلي بك هاذا الصباح


ضحكت ميس على حنقها لتشد ليلى معها متجهتان لعملهما ،مردفة بعدها: سنتصل بك مساءا يا سحر


أومئت لها الاخيرة هاتفة: أكيد حبيبتي


فتنهدت براحة متحركة بخطوات حثيثة نحو أخيها الذي كان بإنتظارها والذي أردف بحنق مصطنع: كان عليك ان تشربي الشاي أيضا لابئس ، كما تعلمين فأنا سائقك الخاص

تبسمت له سحر بشقاوة ناظرة له بزهو انثوي جذاب : لا تقلق المرة القادمة باذن الله يا اخي


•~• بعد شهرين •~•


دلفت ميس للمحل بإبتسامتها البهية فألقت التحية على ليلى: السلام عليكم يا ليلو


رفعت الاخرى رأسها تزم شفتيها بعبوس مهمهمة: لا تكلميني


عقدت الأخيرة حاجبها بتفاجئ من مزاجها السوداوي متجهة لجزئها المخصص لها مردفة: حقا ،ولماذا؟؟ يا فتاة البارحة فقط كنت بخير وتضحكين معي

تجاهلتها ليلى متابعة ترتيب قطع الملابس فوق بعضها البعض..ضيقت ميس عينيها بتفكير هامسة: ماذا هل تشارجت مجددا مع خطيبك ،ووجدتني سبيلا انا كالعادة لتفريغ شحناتك السلبية علي..


إستدارت لها ليلى مكتفة ذراعيها على صدرها وملامح الحنق تعلو محياها ...فقلبت ميس عينيها بضجر قائلة: لا تقولي اثأنك تتدللين علي لكي ارافقك لإحدى المحلات كما فعلت الاثأسبوع الماضي


هسهسهت ليلى بغضب متحدثة: مع من كنت مشغولة البارحة ليلا؟؟


طرفت ميس برمشها عدة مرات بتفاجئ مستفهمة: ماذا تقصدين بالضبط؟


إبتسمت ليلى إبتسامة بلاستيكية مرددة: كما سمعت بالضبط هل لديك حبيب وانا لا علم لي؟


رفعت ميس حاجبها باستغراب مجيبة إياها: حبيب؟ هل أصاب عقلك عطب ما يا ليلى، انا لا حبيب لي وتعلمين أنني لا أدخل في علاقات محرمة كهذه


ضربت الأخيرة بقدمها على الأرض هادرة بسخط: اذا مع من كنت مشغولة البارحة ليلا؟؟


زفرت ميس بضجر مردفة: اسمعي، تكلمي مثل البشر بكلام مفهوم أو اصمتي احسن


تنهدت ليلى بخفوت متحدثة بهدوء: اتصلت بك البارحة ليلا بعد صلاة العشاء، الا ان هاتفك كان مشغولا ...هيا اكشفي المستور مع من كنت تتحدثين؟


قهقهت ميس بخفة عليها هاتفة: هكذا اذا، هاذا هو سبب مزاجك العصبي ..يا فتاة اتصلت بي ريم البارحة وانشغلنا بالكلام فقط

مطت ليلى شفتيها زافرة بملل تجلى على تقاسيم وجهها الجميل مرددة: تلك الفتاة مجددا الا تكف عن الاتصال بك طوال الوقت


ضحكت ميس على غيرتها الطفولية مغمغمة بمحبة: الفتاة طيبة يا ليلى، وهي ايضا لطيفة جدا واستمتع بصحبتها كثيرا


قلبت الاخرى عينيها ضجرا لتتخذ مجلسا على كرسيها هاتفة: اصبحت اكرهها تلك السارقة ...لقد اخذتك مني حقا


قهقهت ميس مقتربة منها بخطوات حثيثة لتنحني لها مقبلة وجنتها بحب مردفة: هيا يا ليلى تعرفين انك الاصل والاغلى والاحب عندي انت وسحر ايضا...وريم تشبهكما في الخلق والقلب الطيب لهاذا ارتحت لها


فهمست بخفوت اكبر: والاهم انها تحبك ايضا ،لهاذا فهي تستمتع بإستفزازك وازعاجك لا غير


تبسمت لها ليلى هازة كتفيها بزهو انثوي ظريف مهمهمة: اكيد ستحبني، ومن الغبي هاذا الذي لا يعشقني...تبا انا رائعة حقا، سبحان من خلقني


زفرت ميس بملل عائدة لمكانها قائلة: تبا لغرورك هاذا

وضعت ليلى كفها على خدها غامزة لها بشقاوة مستفهمة منها: بالمناسبة ألم تحدثك عن أي أمر مهم؟


ضيقت ميس عينيها بإستغراب متسائلة: أمر مهم، مثل ماذا؟


رفعت الاخيرة حاجبها مغمغمة: مثلا أمر يخص المستقبل أو مشاريع مستقبلية جدية قادمة في الطريق


حركت ميس رأسها للجانبين نافية هامسة: لا ابدا ...ولماذا قد تخبرني بمشاريعها المستقبلية فأنا صديقة جديدة فقط ولم نصل لذلك العمق من الصداقة لتطلعني على ماهو مهم هكذا


ضربت ليلى جبينها بكفها متحدثة بسخط: ومن قال انني اقصد مشاريعها هي يا فتاة...؟


طرفت ميس بجفنيها هادرة بضجر: تكلمي مثل البشر يا ليلى أو إصمتي إجسن...توقفي عن أحجياتك هذه



تأففت ليلى بحنق على غباء صديقتها مغمغمة: مثلا مشروع خطبة أخيها؟ ؟


إستدارت لها ميس بسرعة مبتلعة ريقها مستفهمة بتوتر: هل نزار سيخطب؟


رفعت صديقتها حاجبها بمكر انثوي: لا ..فقط كنت أتسائل إن ذكر لها هاذا ..؟


شتتت ميس أنظارها بأرجاء المحل مهمهمة: لا لم تذكر لي أي شيئ من هذا القبيل، وأيضا هذا شأنهم العائلي لا أظن أنها قد تخبرني من الأساس


تبسمت لها ليلى بحنو هامسة لها: انت اصبحت فردا منهم تقريبا، أنسيتي أنهم دعوك مرتين للغذاء عندهم خلال هاذان الشهران ..ما عدت بغريبة يا فتاة


صمتت ميس مفكرة بكلماتها لتتنهد بعدها بخفوت مغيرة الموضوع



:
•♡•
:


إرتشف نزار من قهوته شاردا في أفكاره ،والتي إزدادت الآونة الأخيرة..فأردفت ريم وهي تصب العصير في كأسها: أمي سأمر بعد إنتهاء الجامعة على ميس فقد إشتقت لها كثيرا


تبسمت لها والدتها بحنو رافعة حاجبها بإستفهام: حسب علمي فقد كنتما تتكلمان طوال الليل ،هل إشتقت لها بهذه السرعة يا إبنتي

قهقهت ريم واضعة كأسها على طاولة بعد أن إرتشفت منه عدة رشفات مجيبة: الهاتف لا يغني ابدا عن اللقاءات الواقعية يا امي


حولت نظراتها نحو أخيها الشارد بتسائل: أليس كذلك يا أخي؟ ؟

قطبت ريم حاجبيها بإستغراب فناظرت والدتها والتي بادلتها نفس النظرة، لتربت على ذراعه بلطف مغمغمة بحب أمومي: بني هل انت بخير؟


إستفاق من شروده قائلا: نعم أمي هل تحتاجين شيئا؟


تبسمت له والدته مستفهمة منه: كنت شاردا بني وكلمتك اختك ولم ترد عليها...هل انت بخير عزيزي؟


تنهد نزار بخفوت مومئا برأسه ايجابا مرددا: نعم يا غالية الحمد لله...فقط شردت


ضيقت ريم عينيها بتوجس سائلة اياه: وفيم شردت يا اخي؟؟...منذ فترة وانا اراك شاردا


تجاهلها نزار مهمهما بضجر: لاشيئ يخصك


قلبت الأخيرة عينيها هامسة بخفوت: انت ممل



استقام الآخر من كرسيه ضاربا اخته على رأسها بخفة فصرخت فيه هادرة أن يكف عن ضرب رأسها.. فتجاهلها لاثما جبين والدته مغادرا نحو عمله


إبتسمت ريم بمكر غامزة لوالدتها: هل يفكر فيها يا أمي ..أراهن بحياتي كلها أنها هي من تشغل باله وتجعله شاردا هائما هكذا


تنهدت أمها بخفوت مهمهمة: يا ليت يكون الأمر هكذا..فليصارحني فقط وسأخطبها له فورا



:
•♡•
:


عصرا دلفت ريم للمحل ملقية التحية بأدب: السلام عليكم ورحمة الله


نزعت السيدة سعاد نظارتها مجيبة بمودة: وعليكم السلام بنيتي ...تفضلي


شتتت ريم نظرها بأرجاء المحل باحثة عن ميس، فلم تجدها فإستفهمت من السيدة سعاد بهدوء: عذرا يا عمة أين ميس فأنا صديقتها؟


تبسمت لها سعاد بلطف مغمغمة: ميس وليلي غادرتا منذ نصف ساعة يا بنيتي فقد إنتهى موعد عملهم قبل العصر


تنهدت ريم بخفوت وعمت الخيبة ملامح وجهها لتستفسر منها: حسنا من فضلك هل تعرفين أين يقع منزلها بالضبط ،فقد سمعت أنها تقطن بهاذا الحي؟

استقامت سعاد من مجلسها متحركة بخطواتها هادئة مجيبة: حسنا اتبعيني


تحركت الأخيرة، ورائها مغادرتين المحل فوقفتا على أعتابه حيث أشارت لها السيدة سعاد بيدها مردفة: هل رأيت ذلك البيت الأبيض البسيط ،قرب محل العتاد في نهاية الحي تقريبا ذاك هو بيتها...ستجدين لون بابها رمادي داكن


أومئت لها ريم بهدوء شاكرة اياها بإحترام: شكرا لك حقا يا عمة...والان في حفظ الله


تبسمت لها الأخرى بلطف مهمهمة: اهلا بك بنيتي

فعادت نحو محلها متوغلة فيه متابعة عملها به


طرقات تطرق على بابها، فعقدت حاجبيها مغلقة كتابها مستقيمة من سريرها ..فليلى كانت معها منذ قليل وعمها وعائلته ليس من عادتهم أن يطرقوا بابها إلا نادرا جدا ..إرتدت إسدالها فاتحة الباب بعدها، حيث تجلى لها وجه ريم البشوش بملامحها الجميلة

تهللت أسارير ميس وعمت الفرحة محياها لتدنو منها حاضنة إياها بقوة هامسة لها: ما هذه المفاجئة يا ريم اشتقت لك حقا يا شقية



بادلتها الأخرى الحضن مقهقهه بخفة هاتفة: طبعا من الغبي الذي لا يشتاق لي


قلبت ميس عينيها على غرورها ضاربة اياها بخفة على ذراعها متحدثة: بالله عليك توقفي عن غرورك السخيف هاذا


قبضت على كفها جاذبة اياها للغرفة متابعة حديثها: حسنا تفضلي أولا، وتوقفي عن الحديث دون توقف خارجا


دلفت ريم لغرفتها ملقية انظارها بأرجائها، فقد كانت ذات اثاث بسيط جدا لكنها مرتبة ونظيفة..لتعقد حجابيها مستغربة فقد أخبرتها ميس من قبل أنها تعيش عند عمها ..


فإستدارت لميس مستفهمة منها: ألم تقولي انك تعشين ببيتك عمك؟؟


توترت ميس مجيبة بخفوت أليم: نعم انا كذلك..هذه الغرفة كانت تابعة لبيته وأعطاها لي


قطبت ريم جبينها موجهة أنظارها لأحد الجدران والذي يبدو أن وجوده حديث العهد ،استغربت ريم اكثر وتشوش تفكيرها مستفهمة: هل فصلت بغرفة خارجية عن بيت عمك يا ميس؟؟


تنهدت ميس مغلقة عينيها بحسرة أدمت قلبها المكلوم مسبقا مرددة: اجلسي سأحضر لك بعض القهوة يا ريم


اتخذت ريم مجلسا على احدى الكراسي البلاستيكية ، شاعرة بنغزات مؤلمة تدق فؤادها على وضع صديقتها ،فواضح أن عمها هاذا قد تخلى عن مسؤوليته تجاه إبنة أخيه المتوفى...فتنهدت زافرة بألم على تفكير بعض عديمي الضمير..لترتدي قناع المرح مجددا متحدثة: انا لا أشرب القهوة يا فتاة ،خاصة عصرا لأنها تجعلني أتأخر بالنوم

تبسمت لها ميس نازعة إسدالها، لتنسدل تلك الضفيرة البنية مغمغمة بحب: حسنا حبيبتي سأسكب لك بعض العصير، انه بذوق التوت هو لذيذ حقا سيعجبك


تأملتها ريم بمحبة صادقة هامسة لها بحبور جلي على تقاسيم وجهها: تبدين جميلة جدا دون حجاب ..خاصة لون شعرك ملائم تماما لبشرتك


قهقهت ميس بخفة ساكبة لها العصير لتحمل تلك الصينية الصغيرة واضعة اياها امامها على المنضدة التي بقربها مغمغمة: انت اكثر شخص يبالغ في مدحي يا صغيرة ..تفضلي


كشرت ريم عن ملامحها آخذة كأس العصير ترتشف منه بضع رشفات مردفة: أخبرتك ألف مرة لا تناديني بلفظ الصغيرة...هل تعانين من صعوبة في الإدراك؟


جلست ميس مقابلة لها وهي تضحك بشدة على حنقها الظريف متحدثة: انا أكبر منك ..إذا تعتبرين بالنسبة لي صغيرة

قلبت الأخرى عينيها مهمهمة بضجر: أنت أكبر مني فقط بثلاث سنوات ...لا تحسسيني وكأنك في سن اليأس


:
•♡•
:

دلفت ريم حانقة للبيت فرمت حقيبتها على أقرب أريكة متحركة جيئا وذهابا ، في محاولة فاشلة لتمالك أعصابها ، هادرة بشتائم قل ما تستخدمها: ذلك الوغد الجشع الخسيس..ال..


فصرخت ضاربة الأرض بقدمها ..هرعت لها والدتها بعد أن تهادى صوتها الساخط لمسمعها ..إقتربت منها أمها متوجسة لتستفهم منها: ما خطبك يا ريم، لما كل هاذا الغضب بنيتي؟


نزعت ريم وشاح رأسها بحنق ، محاولة التنفس وعدم الإختناق من شدة الغضب.. أخذت شهيق وزفير كي لا تنهار ..فهتفت من بين أنفاسها: ذلك الكريه...ال....حسنا علي أن اتوقف عن شتمه كي لا ينال حسنات مني، بسبب غيبتي له


ربتت أمها بحنو على ذراعها هامسة بتسائل: حسنا حبيبتي أخبريني فقط من أغضبك هكذا؟


أسدلت ريم ستار جفنيها دالكة رقبتها مجيبة: عم ميس هو من أثار حنقي يا أمي..فقط لو أقابله سأمسح بكرامته الغبية تلك الارض ..


قطبت السيدة جيهان جبينها مستفهمة منها بهدوء: خيرا بنيتي ما الأمر الذي فعله حتى يثير حنقك هكذا؟


تنهدت ريم جالسة بوهن على أقرب أريكة مرددة: كنت منذ قليل عند ميس يا أمي ببيتها..أو بالأحرى بغرفتها تلك..تخيلي يا أمي هي لا تعيش مع عمها وعائلته

إتخذت والدتها مجلسا بجانبها رابتة على ظهرها بحنان عاقدة حاجبيها بتوجس سائلة إياها: إذا أين تعيش؟


رفعت ريم أنظارها الحزينة لوالدتها مهمهمة بألم: عمها الحقير ذاك عزلها بغرفة جانبية لوحدها ..قام ببناء جدار بغرفتها لتنعزل بمفردها، وبالتالي تكون غرفتها مطلة على الشارع ..


ضربت والدها صدرها بكفها هادرة: عزلها لتكون لوحدها مقابلة للشارع..ويكون بابها مطلا على كل غادي ..ما هذه الخسة


إغرورقت مقلتي ريم بحزن شديد فهي حساسة ضد أي ضلم، وتنبذه منذ صغرها خاصة إذا كان الشخص يتيما دون سند فهي عاشت كذلك ، لكن هي الله اكرمها بوالدتها الحنونة وأخيها العطوف المحب...إلا أن ميس المسكينة لا أحد لها الا الله ..لتهمس: صحيح أن ميس لم تخبرني ،إلا أنني فهمت ذلك بعد أن ولجت لغرفتها امي..لو رأيت تلك النظرات بعينيها عندما سألتها عن موضوع ..مازلت تلك النظرة لم تغب عن مرآي حتى الآن


حضنتها والدتها بحب رابتتة بدفئها المعتاد مغمغمة: لا تقلقي بنيتي ستفرج اكيد ..سنجد لها حلا ..ميس جميلها في رقبتي ليوم الدين لن نتركها هكذا ابدا إطمئني


رفعت ريم رأسها نحو والدتها بلهفة ماسحة دموعها المنسابة مردفة بإستبشار: حقا يا امي...كيف سنساعدها؟


تنهدت والدتها بخفوت هاتفة: إن كان أخيك يوافق سنخطبها له ويتزوجا سريعا..


قبضت ريم على ذراع والدتها مقاطعة اياها بحماس إنفعالي: نعم يا امي هكذا أحسن، لا يوجد افضل من ميس لأخي ..فلنخطبها له افضل


قهقهت السيدة جيهان على حماس ابنتها فتحدثت بعدها بتوضيح: يا ريم الأمور لا تأخذ بالعجلة بنيتي..اولا هناك رأي ميس و اخيك أيضا، نأخذ موافقة كلاهما اولا ثم نتحرك بعدها...فأكيد لن نضغط أخاك على المضي قدما في موضوع الخطبة دون قناعة تامة منه صغيرتي


زمت ريم شفتيها بعبوس هامسة: إن رفض فسيكون غبي وأحمق عن جدارة ،فميس فتاة لا تعوض حقا

لانت ملامح والدتها أكثر مردفة بعدها: أو نبحث لها عن بيت مناسب لتقيم فيه ،ويكون قريبا منا هنا بمنطقتنا، وبالتالي تكون تحت اعيننا ونرعاها


ابتسمت ريم ملأ شدقيها هاتفة بتصفيق: نعم هذا جيد ايضا ،وهكذا ستكون دائما معي ونتسلى مع بعض ...ياااي


ضيقت عينيها فجأة وكأنها أدركت شيئا ما لتستفهم بعدها: لماذا لا تأتي للعيش معنا افضل يا امي، بيتنا واسع جدا ونحن فقط ثلاثة افراد؟


تنهدت والدتها محولقة : لا حول ولا قوة الا بالله..ما خطبك يا ابنتي لماذا لا تشغلين دماغك هاذا قليلا..كيف تعيش معنا واخوك موجود بنفس البيت


قطبت الأخيرة جبينها متسائلة بسذاجة: واين الإشكال في ذلك؟


هزت والدتها رأس بيأس على ابنتها مردفة: اخوك يضل شابا اجنبيا عنها افهمي


لتستقيم بعدها من مجلسها مسترسلة حديثها: سأذهب لأنهي إعداد الطعام افضل من البقاء معك


:
•♡•
:


صباحا غادرت ميس المكتبة فقد إستغلت أن اليوم عطلة لإقتناء بعض الكتب التي تشوقت لقراءتها..بضع رنات إخترقت مسمعها فأسرعت لإخراج هاتفها من جيب حجابها اللازردي والذي لائم وشاحها الوردي الباهت،حيث ترائى لها اسم صديقتها ليلى،فإرتفعت زاوية شفتاها الوردية بإبتسامة تلقائية مجيبة على الهاتف: مرحبا يا ليلو ...لماذا تتصلين بها صباحا هل رأيتني في منامك مثلا؟


قهقهت الأخيرة متثائبة مستقيمة من سريرها تمسح عينيها من أثر النوم مجيبة: تبا حلمت بك انك تأكلين تمرا يا فتاة..اخرجي من دماغي ارجوك


ضحكت ميس بخفة مستفهمة منها: حقا هل هذه رؤيا اذا؟؟؟


تحركت ليلى بخطوات كسولة نحو المطبخ ملقية التحية على والدتها: صباح الخير امي...


ردت عليها والدتها تحيتها متابعة تحضير الفطور لإبنتها...استرسلت بعدها حديثها مع ميس: لا اعرف لهاذا اتصلت بك ..رأيتك في قاعة للافراح ترتدين فستان ابيض كالعرائس تجلسين على كرسي فخم وكان المكان هادئا دون اي موسيقى او اغاني ،وامامك تواجد صحن يحتوي على التمر، وكنت تأخذين التمرة تلو الاخرى تتناولينها وتستلذين بها فقط وانتهى الحلم

تهللت اسارير السيدة صفا مستبشرة خيرا من الرؤيا مرددة: خيرا يااارب..سأطلب من زوجي خليل ان يطرحه على امام الحي كي يفسره لنا..


جلست ليلى ترتشف بعض العصير


تبسمت ميس بحنو وهي تستمع لرؤيا صديقتها التي رأتها لها داعية الله ان يكون خيرا لها ..لتردف بهدوء: عساه خيرا ان شاء الله ..


غمغمت بعدها ليلى مستفهمة منها: ان شاء الله ...اين انت الآن، هل ذهبت للمكتبة كعادتك؟


اقتربت ميس من محطة الحافلات مجيبة اياها: نعم اشتريت ما أردت ،وها أنا ذا عائدة للبيت


همست لها ليلى بخفوت: جيد اذا...والآن اغربي عن وجهي


اغلقت الهاتف في وجهها...لتقهقه ميس على وقاحتها التي لا تكف عنها ..فأعادت الهاتف بجيبها..



تابعت ميس مسيرها وبعد لحظات قليلة اقترب منها شاب غامزا لها متحدثا بنبرته العابثة: مرحبا يا جميلة ..


توجست منه ميس ،فواضح انه من الشباب قليلي الأدب الذين يتطاولون على بنات العالم..خاصة ان نظراته وقحة وجريئة..استغفرت ميس في سرها مواصلة سيرها نحو المحطة متجاهلة إياه، فسد هاذا الأخير الطريق عنها مسترسلا في عبثه: ماذا يا فتاة ألن تعطينا فرصة لنتعرف على بعض، فقد اعجبتني حقا...

تجاهلته ميس محاولة المرور من الجهة الاخرى فقطع عنها الطريق مرة اخرى ...تملك ميس الحنق حقا لتهدر به: ما خطبك ،ما الذي تريده مني يا هاذا؟


رفع الشاب حاجبه بتعجب مبتسما تلك الابتسامة السمجة مرددا: وااو وشرسة ايضا ...يا جميلة احتاج فقط رقم هاتفك وبعض التعارف لا غير


كتفت ميس ذراعيها على صدرها هاتفة بحنق: وانا لست من الفتيات اللواتي يتعرفن على الشباب يا هاذا...لهاذا نصيحة إذهب وإبحث عن من توافق على هذه السخافة ودعني امر


يتأمل الطريق و فكره شارد كعادته قابضا على المقود بقوة ويده الاخرى موضوعة على نافذة السيارة المفتوحة..مرتديا سرواله الأسود الجينز وقميصه البني الداكن ..داعكا جبينه بحيرة خاصة ان تفكيره مشتت هذه الفترة ..بل جوارحه أصبحت مهتاجة على غير عادتها..كل هاذا بسببها هي..ميس فمنذ ان قابلها وهي لا تفارق تفكيره بل اصبح يراها في كل مكان وزمان..


زفر بخفوت محاولا استرجاع نفسه من غياهيب الضياع التي ما انفكت تراوده ..لتقع عيناه عليها بإحدى الأماكن قرب موقع الحافلات...ماذا هل أصبح يتخيلها في كل فتاة تبصرها عيناه او ماذا؟؟...فضيق عيناه تركيزا ،لتتسع اكثر عندما ابصر احد شباب يقطع طريقها وواضح انها تتجنبه ...زاد من سرعة سيارته مغيرا اتجاهها نحو المحطة


ليوقفها على مقربة منهما، مترجلا منها بعدها والحنق يتملكه..متحركا بخطواته المستعجلة نحو ذلك الشاب العابث قابضا على ياقته بقوة هادرا في وجهه : ما الذي تريده منها ؟

ارتعب الأخر من ملامح نزار الغاضبة و الذي قد إتضح لهاذا الأخير أنه ليس سوى مراهق غر ..ليتلعثم الشاب خوفا: لا شيئ فقط اردت التعرف عليها


توترت ميس من الموقف فقد فاجئها قدوم نزار ..وازداد خفقان قلبها فإنتابها ذلك الشعور بالإمتنان لموقفه الشهم..رفع نزار حاجبيه على وقاحته وجرأته ليقربه منه اكثر مهسهسا: نصيحة مني أغرب عن وجهي وتعلم أن لا تعترض حرمات الغير ..وكن رجلا لا خسيسا يا فتى ..

دافعا إياه بقوة بعدها حتى كاد الشاب يسقط ،
ليتراجع هاذا الأخير للخلف مرتعبا مبتعدا عن المكان بسرعة محاولا الحفاظ على ما بقي له من كبرياء


إستدار لها بعد ان تمالك نفسه كي لا يخيفها..ناظرها بتلك النظرات التي تضعفها وتوهن قلبها..مستفهما منها بعد ان لانت ملامحه الوسيمة: هل أنت بخير يا آنسة؟


إرتبكت ميس أكثر مبعدة مقلتيها عن مرآه مبتلعة ريقها هامسة بحياء شديد: أنا بخير الحمد لله..شكرا لك لأنك اأبعدته عني، حقا أنا ممنونة لك سيد نزار


تنهد بخفوت متأملا ارتباكها وحياءها مغمغما بإبتسامة رجولية خلابة: لا شكر على واجب ..تعالي سأوصلك بسيارتي لبيتك


صوبت نظرها نحو مقلتيه الحانية فشبكت كفيها ببعضهما البعض خجلا من تحديقه مهمهمة: لا بئس كنت سأستقل الحافلة على كل حال ..لا تتعب نفسك

شتت انظاره بعيدا عنها مبتلعا ريقه ماسحا على شعره بخفة موضحا: الحافلة ستتأخر بالقدوم..لهاذا يفضل أن أوصلك بنفسي كي لا يعود ذلك الشاب لإزعاجك أو الإنتقام منك بعد ذهابي


ترددت ميس إلا أن كلامه صائبا نوعا ما ..فأومئت له بإيجاب..تنهد بهدوء متحركا نحو السيارة فاتحا لها الباب الأمامي فتوردت وجنتيها أكثر هامسة له بالشكر..وتحرك بخطواته الحثيثة نحو الباب الآخر متخذا مجلسه على مقعد السائق..


** إنتهى الفصل**
🍂 Yasmina Messaoud 🍂

يسمينة مسعود 30-03-22 06:45 PM

غيث الهوى
 
• الفصل الخامس•

🍁 من عاش بين النّاس جابرًا للخواطر .. أدركه اللّه في جوف المخاطر ~🍂


:
•♡•
:

توترت ميس بشدة فها هي في حضرته ..لطالما تملكها الارتباك والخجل المفرط امامه ويزداد خفقان قلبها الهادر وكأنها بمراثون ..شابكت اصابعها مع بعضهما البعض محدقة ببصرها خارج النافذة التي بجانبها


كان نزار يقود بهدوء محاولا عدم التفكير في من بجانبه، فحرك يده مشغلا المذياع ليتهادى له صوت احدئ الاغاني الرومانسية...حيث أسرع بإغلاقه فهاذا الوقت بالذات ليس أوانه أبدا... إخترق سكون المكان صوت رنين هاتف وكانت صاحبته التي بقربه...

أخرجت ميس هاتفها من حقيبتها حيث كانت المتصلة صديقتها ريم..فتحت المكالمة متحدثة بهدوء: مرحبا يا ريم


جلست الأخيرة بسريرها تلعب بخصلات شعرها مردفة بمحبة: صباحك خير يا سكر، كيف حالك ميوسة؟


ابتسمت ميس متنهدة بخفوت مجيبة: اهلا حبيبتي...انا بخير الحمد لله وانت يا ريم كيف اصبحت؟


زمت ريم شفتيها بعبوس مهمهمة: فقط أشعر بالملل يا فتاة

قهقهت ميس بخفة لترن ضحكتها بأذني نزار وتراقصت لها نبضات فؤاده طربا فإستغفر الله بسره محاولا تشتيت تفكيره عنها وعن صوتها الرقيق الذي لامس شغاف روحه..


تحدثت ميس بلطف علها تجاريها في شقاوتها: في الصباح تشعرين بالملل إذا ماذا تركت للمساء ؟

قلبت الأخرى عينيها ضجرا مستلقية على فراشها هامسة: تبا لو كان أخي نزار هنا لإستمتعت بإزعاجه بدل هاذا الملل القاتل


عضت ميس على شفتيها كاتمة ضحكتها على إحباطها المسلي، لتهمهم لها بهمس شديد: أخيك معي الآن خذي وقتك في إزعاجه


توسعت عيني ريم مستقيمة من سريرها بسرعة مستفهمة منها بتفاجئ: ماذا تقصدين بأنه معك ؟؟ أين أنتم الآن وماذا تفعلون؟؟


تنهدت ميس زافرة بخفوت على فضولها المضحك حقا مجيبة إياها: أنا عائدة إلى البيت الآن ،كنت بالمكتبة قبل قليل لشراء بعض الكتب ،وحدثت مشكلة لي وصادف أن أخاك كان في نفس الطريق وطلب إيصالي لا غير، لا داعي لكل هاذا التحقيق يا صغيرة


قهقهت ريم بشدة هاتفة بمكر: حسنا سأغلق الآن لدي مهمة خطيرة يا ميس وداعا


أغلقت المكالمة، فهرعت لوالدتها والتي بدورها كانت جالسة بغرفتها تمارس هوايتها المفضلة كعادتها بوقت فراغها وهي الحياكة فجلست بجانبها بحماس مفرط مردفة: أمي إحزري أين ميس الآن؟؟

حولت والدتها نظرها لها مقطبة جبينها بإستغراب جلي متسائلة: أين هي؟


ضحكت الأخرى مصفقة بحيوية جذابة هاتفة: هي مع أخي نزار الآن بسيارته.. لا أعرف ما حصل بالضبط لكن الذي فهمته منها أنها تعرضت لمشكلة ما بالطريق وهو بالصدفة قابلها هناك وعرض عليها إيصالها للبيت..


تبسمت والدتها بحنو متابعة الحياكة هامسة لها: بما أن ميس صاحبة خير فأكيد سيفوض لها الله أصحاب الخير كي يساعدوها ،والحمد لله أن إبني كان من هؤلاء


غمزت لها ريم بشقاوة مغمغمة: منذ متى وأخي يرافق النساء لوحده ، لا أتذكر أنني رأيته مع إحداهن بمفرده أبدا


هزت والدتها رأسها على خبث إبنتها متابعة مجيبة إياها: إذا كان الأمر يتعلق بمساعدة فتاة في كرب ما فأخيك طبعا لن يتردد في مد يد العون لها طبعا...وميس كذلك اكيد نزار رأى أنها تحتاج لذلك فقام بإيصالها

ضيقت الأخرى عينيها مستفهمة منها: أمي هل تكلمت مع أخي بخصوص ما تحدثنا عنه آخر مرة


وجهت والدتها بصرها لها عاقدة حاجبيها متسائلة: بخصوص ماذا بالضبط يا ريم؟


زفرت الأخيرة متضجرة هاتفة بحنق طفولي ظريف : أمي بالله عليك هل نسيت بهذه السرعة...أخبرتك عن ما قام به عم ميس معها بعزلها لوحدها.. وقد أخبرتني أننا سنساعدها؟

تبسمت والدتها على خلق إبنتها الطيب مجيبة بهدوء: لا لم أكلمه بعد..أردت أن ننتظر لبعض الوقت أفضل ثم سأحداثه ، لا أريد التعجل يا بنيتي..الحكمة ضرورية في كل تصرف


زمت ريم شفتيها بعبوس عاقدة ذراعيها على صدرها مرددة: لمتى ننتظر مثلا...؟؟ أليس خير البر عاجله كما يقولون ،و أيضا مساعدة ناس يجب أن تكون بسرعة لا أن ننتظر حتى يسقط نيزكا من السماء مثلا


ربتت والدتها بحنو أمومي على رأسها موضحة لها بهدوء: غدا مع التجارب ستصقل شخصيتك أكثر بنيتي، وستعلمين أن كلامي لم يكن إلا صوابا يا حبيبة قلبي


ضحكت ريم بخفة واضعة رأسها على فخذ والدتها متحدثة: حسنا دعيني إذا أستفز أخي قليلا علني أستمتع بذلك لحين عودته للبيت


هزت والدتها رأسها على مكر إبنتها الشقي هامسة بتحذير: ريم إعقلي قليلا وكفاك إزعاجا له... لطالما أخبرته أن لا يدللك كل هاذا الدلال الفاسد كي لا تكوني مستهترة هكذا، لكن هو كالعادة لم يستمع لي وواصل تدليلك المبالغ فيه


تنهدت ريم بملل قالبة عينيها قائلة بحنق: أمي بالله عليك ما علاقة الدلال بإزعاجي له.. نزار هو أخي حبيبي وفخري ، وأنا أحبه كثيييرا لهاذا فقط أحب مشاكسته لا داعي للمبالغة


تجاهلتها والدتها مواصلة حياكتها، لتتصل ريم بأخيها بغية تنفيذ مخططها


تعالى رنين هاتفه فجأة ليرى المتصل والذي إتضح أنها أخته الشقية تلك ..ألم تكن منذ قليل تتحدث مع ميس؟ ..تنهد بخفوت مجيبا على إتصالها: نعم يا ريم


عضت الأخيرة على شفتيها كاتمة ضحكتها مرددة: أهلا يا أخي لقد إشتقت لك كثيرا...أتصدق أن التيار الكهربائي قد إنقطع منذ أن غادرت البيت يا نزار...سبحان الله نورك كان يملأ البيت حقا يا حبيب قلبي


قهقه نزار على مكر أخته الذي لا ينتهي ..فإخترقت إيقاع ضحكته قلب الجالسة بجانبه ،صوته يسرها كأنه يخرج سربا من الفراشات من فؤادها ليزداد على إثره هدير قلبها، وتوردت وجنتيها خجلا وإرتباكا ، ودعت سرا أن لا يفضحها توردها أمامه..فإسترسل كلامه برجولية خلابة: حقا ..لم أكن أعلم هاذا يا فتاة شكرا لأنك أخبرتني

هزت ريم حاجبيها بخبث أنثوي جذاب رافعة بصرها لوالدتها والتي إزدانت شفتاها ببسمة رقيقة حانية مستمتعة بكلام ولديها بعد أن فتحت ريم مكبر الصوت مغمغمة بعدها: العفو ولو تتدلل يا نزار يا عزيزي...هل صحيح أنك مع ميس الآن بالسيارة؟


تأمل الطريق أمامه قابضا على المقود محاولا عدم تشتيت تفكيره للجالسة بجانبه والتي يصل عبق أنفاسها المنعشة له فيهيج كيانه أكثر وتتمرد جوارحه بصورة لم يعهدها من قبل ..ليبتلع ريقه مجيبا بخفوت: نعم

ابتسمت الأخيرة بشقاوة متلاعبة بخصلات شعرها البني الداكن هاتفة: حسنا إفتح مكبر الصوت كي أكلمها

قلب الآخر عينيه على سخافتها مهمهما: حسب علمي منذ ثواني فقط كنت تحدثينها

زفرت الأخرى بسخط مردفة بملل: حسنا وخلال هذه الثواني إشتقت لها..هل لديك مانع؟

تأفف نزار بحنق على تصرفاتها المستفزة حقا فقام ما طلبت هامسا من بين أسنانه: ها قد فعلت

قهقهت ريم بشدة لتتهادى ضحكتها الشقية لمسامع ميس فإبتسمت على إثرها ..حاولت ريم تمالك نفسها آخذة شهيق وزفير مردفة بحب: ميس حبي أين أنت ..لا تقولي أنك في صندوق السيارة؟؟

كتمت الأخيرة بسمتها بصعوبة مجيبة: أنا هنا ريم تفضلي

تنهدت الأخرى بخفوت هاتفة: أمي معي الآن وهي تسلم عليك وترسل لك قبلاتها الحارة مليئة بالحب والأشواق

قلب نزار عينيه على حديث لخته السخيف مغمغما: ريم سأغلق

صرخت الأخيرة محذرة إياه: لا تفعل...تبا إن كنت أنت بارد المشاعر فدعني أنا لا أكون مثلك يا ولد ..

إبتسمت ميس بخفة على شقاوتها الظريفة...ليتحدث نزار بهدوء محاولا تمالك أعصابه من إستفزاز أخته الذي لا ينتهي: أخبريني ماذا تريدين يا ريم أنا أقود الآن

زفرت الأخرى ضجرا هاتفة بسخط: فقط أخبر ميس أنني أحبها

تنهد بخفوت مرددا:حسنا لقد سمعتك...هل هناك شيئ آخر؟

غمزت ريم لوالدتها مردفة: ولا تزعجها يا أخي فهي رقيقة وحساسة مثل الزجاج تماما

عضت ميس على شفتيها واضعة كفها برقة كاتمة ضحكتها، ناظرها نزار بطرف عينه لتلتقي بعينيها العشبيتين اللامعتين ليهيم بهما مغيبا عن عالمة..لتبتلع الأخرى ريقها بإرتباك مع تزايد خفقان فؤادها مبعدة عينيها عنه بتوتر نحو نافذتها المجاورة لها ..

إسترجع هو أنفاسه المسلوبة منه على إثر سحر مقلتيها الدافئ ..مستغفرا في سره ..تبا يبدو أنه فقد السيطرة على نفسه كليا بسببها ..ليخترق مسامعه صوت ريم الحانق: نزاار..يا نزار أين ذهبت

حمحم الأخير بخفوت مجيبا بهدوء: سأغلق الآن يا ريم...نتحدث لاحقا يا فتاة إلى اللقاء

أغلق الهاتف بعدها كي لا تتحجج كعادتها ..

تأملت ميس الطريق وقد وصل خفقان قلبها أشده ونبضت أوردة روحها ..ليتضح لها أنهم قد إقتربوا من حيهم ..حاولت السيطرة على توترها هامسة بخفوت لمن جاورها: حسنا هلا توقفت على جانب الطريق.. قبل الوصول للحي من فضلك

ناظرها نزار بطرف عينه مستفهما بصوته الأجش: ما زال المحل الذي تعملين به بعيدا قليلا ..

شابكت ميس أصابعها ببعضهما البعض توترا هامسة: اليوم الجمعة لا عمل لنا..يفضل أن لا يراني أحد معك بالسيارة كي لا يساء لسمعتي بسبب سوء ظنهم

تنهد نزار بخفوت فهي معها حق فهناك عقول مريضة لا هم لها إلا قذف المحصنات وإختلاق القصص الكاذبة ..فهمهم: حسنا


ركن سيارته على جانب الطريق بعيدا عن حيها ..توردت وجنتي ميس خجلا مغمغمة بخفوت وإبتسامة لطيفة أشرقت على وجهها البهي: شكرا لك سيد نزار وآسفة حقا لأنني أتعبتك..

ابتلع الأخير ماء حلقه مشتتا نظره بكل شيئ عاداها هي هاربا من فتنة بسمتها الحانية و سحر عينيها التي أربكته كعادتها ..مجيبا بصوته الرجولي الخلاب: لا عليك يا آنسة

فتحت باب السيارة محاولة الترجل ليخترق مسمعها صوته المنادي لها : آنسة ميس

إلتفتت له لتلتقي عينيها المستفهمة بمقلتيه الغامضة والتي لم يخفى عليها إرتباكها مجيبة إياه بهدوء: نعم

أبعد بصره عنها نحو الطريق أمامه قابضا على المقود بقوة عله يستمد منه بعض الشجاعة محمحما ..فإستجمع أنفاسه مردفا: هل لي بسؤال لو سمحت؟

طرفت ميس برمشها عدة مرات مستغربة إلا أن هاذا لم يمنع توترها المتصاعد ولا خجلها المتزايد..فتخضبت خدودها بحمرة خفيفة وتراقصت الفراشات بمعدتها هامسة: أكيد تفضل

زفر نزار وإهتاجت جوارحه بفوضى جاعلة إياه بحرب ضروس مع كيانه وقلبه النابض بوتيرة متسارعة ..دلك رقبته من الخلف فارا من شباك عينيها مبتلعا ريقه أكثر من مرة مستفهما بهدوء مصطنع: لو ..تقدمت لخطبتك هل ستوافقين؟

إتسعت عينيها بتفاجئ ،فهي بأقصى أحلامها لم تتوقع هاذا..وإزداد تورد وجنتيها حياءا وعمها الإرتباك بالكامل لا تدري ما تقول أو كيف تجيب..وكأنها نسيت أبجديات الكلام حيث فرت الأحرف من ثغرها..أو فجأة أصبحت بكماء لا تقدر على التحدث...عضت على شفتها توترا ..فما كان منها إلا أن ترجلت من السيارة بسرعة هاربة منه ومن صدمة الموقف الذي أربكها تاركة إياه فاغرا فاهه على هروبها ..لترتفع زاوية شفتاه بإبتسامة رجولية عذبة نابعة من عمق قلبه على حياءها اللذيذ حقا

ضاربا قلبه بقبضة يده القوية هامسا له بخفوت: فقط إهدأ أيها النبض عساها توافق فترقص طربا كما يحلو لك

:
•♡•
:



جالسا بالمقهى كعادته كل مساء يرتشف من قهوته السوداء ومدخنا للشيشة كما يحلو له هائما في تفكيره ، خاصة بعد تدهور وضعه المالي فقد أصبحت سلعه لا تباع وقليلا ما يأتي زبونا لديه ورغم محاولته بخفض الأسعار إلا أن الأمر لم يتغير البتة..طوال حياته كان جيدا في تجارته إلا أنه ومنذ أشهر عدة أنقلب حاله للتردي دون أن يعلم السبب الحقيقي في ذلك...تأفف بحنق نافثا الدخان من فمه ..ليترائى له صديق عمره وجاره خليل والذي كان يتجنبه منذ أشهر يدلف للمقهى نفسه جالسا على إحدى الطاولات بقربه متجاهلا إياه كعادته..ليبتسم بتهكم موجها كلامه له : ماذا يا خليل هل نسيت أن تسلم علي كعادتك ؟


ناظره الآخر ببرود متنهدا بخفوت مرددا: لا فائدة من السلام عليك يا أمين...نصيحة لك لا تكلمني ودع الأمر ما بيننا على ما يرام


رفع السيد أمين حاجبه مغمغما بسخرية: وهل ما بيننا على ما يرام من الأساس ..أنت ضربت كل سنين صداقتنا وعشرتنا عرض الحائط ولم تعد تبالي حتى بحق حسن الجوار يا خليل


تبسم الأخير هازا رأسه على حديثه المتناقض قائلا بحدة لاذعة: ما شاء الله أصبحت تتحدث عن حسن الجوار...يا لعجائب الزمن حقا..


تجاهله أمين متابعا تدخينه، ليخترق مسامعه تسائل الآخر: بالمناسبة كيف هي تجارتك في السوق هل ما زالت في تراجع حقا كما سمعت؟

أومأ له أمين إيجابا مردفا بخفوت: نعم للأسف

تبسم الآخر بتهكم مصرحا: ليس بغريب حقا...لم أتوقع غير هاذا

زفر السيد أمين بحنق هادرا بحدة: ماذا يا خليل هل أصبحت تشمت بي بعد كل هذه العشرة أو ماذا؟


رفع خليل حاجبه على غضبه متحدثا بهدوء: وأنت أخبرني يا أمين يا من تتشدق بالعشرة وحسن الجوار ماذا كنت تتوقع بعد الذي فعلته بتلك اليتيمة؟


إبتلع الآخر ريقه بتوتر هامسا: ماذا تقصد بالضبط؟


ناظره خليل بحدة أربكته حقا هاتفا بسخط: ما أقصده هو أنك كما بنيت ذلك الجدار في غرفة إبنة أخيك المتوفي وعزلتها عنكم لوحدها ،سيبني الله لك ألف سد وجدار مانعا عنك رزقك ورافعا البركة من بيتك...وكما قطعتها بغرفة جانبية بمفردها سيقطع الله عنك أنت وزوجتك كل رزق كان يأتي لك...لهاذا كنصيحة لك بحق الملح الذي بيننا أنقذ نفسك قبل فوات الآوان ..فعقاب الله آت لا محالة


ليستقيم بعدها مخرجا من جيبه النقود واضعا إياهم على طاولة صديقه الذي عم الرعب ثنايا قلبه وشحب وجهه من تصريح خليل ..ليخترق مسمعه صوته الحازم الساخر: وهذه النقود ثمن قهوتك يا جاري العزيز

غادر المقهى بعدها تاركا الآخر يبتلع ريقه دالكا جبينه بإرتباك..سائلا نفسه بسذاجة هل أخطأ حقا

:
•♡•
:


طرقات تدق بقوة على بابها تكاد تخلعه من مكانه فهرعت ميس فاتحة إياه ..فقد كانت هذه ليلى كعادتها مستعجلة خاصة بعد إتصلت بها معلمة إياها بطلب نزار ..فمن شدة توترها وإرتباكها هي الأخرى لم يكن أمامها إلا أن تتصل بها متشاركة معها الفرحة..وصديقتها أغلقت الهاتف بوجهها ملقية كلمتها بأنها آتية لها..

إقتحمت ليلى الغرفة لاهثة قابضة على كلتا ذراعي ميس بقوة مستفهمة من بين أنفاسها المتسارعة: تبا يا ميس هل حقا طلبك لزواج؟؟

إبلعت ميس ريقها بخجل مومئة لها إيجابا هامسة بخفوت: نعم كما أخبرتك بالهاتف


قهقهت ليلى فرحا مصفقة بيديها هاتفة بحبور تجلى على محياها البهي: يا إلهي كما توقعت تماما ..هو وقع لك الحمد لله

حضنتها بقوة مسترسلة كلامها بفرحة عارمة: وأخيرا ستتزوجين برجل مميز ،أنت تستحقين الأفضل حقا

بادلتها ميس الحضن بخفة غير قادرة على الرد..والغصة تنخر قلبها، فهي في نهاية المطاف ورغم سعادتها الشديدة لأن نزار يراها إمرأة تستحق أن تكون زوجته ..إلا أن فرحتها كسيرة ...فهي في الأخير تدرك أنها لن توافق على هذه الزيجة..

إبتعدتا عن بعض فتأملت ليلى مقلتي ميس لتبهت فرحتها تدريجيا مستفهمة منها: ما خطبك يا ميس ..ألست سعيدة بالأمر؟


زفرت الأخيرة بخفوت وثمة تنهدات تلتهب بصدرها، متحركة بخطوات واهنة نحو سريرها جالسة عليه مغمغمة بحزن ألم بقلبها: لا فائدة ترجى من سعادتي إذا كنت لن أوافق أساسا


توسعت عيني ليلى بتفاجئ لتعقد حاجبيها بتوجس سائلة اياها : ولماذا لن توافقي...الشاب يريدك وهو لم يكن ليطلبك خصيصا إذ لم تعجبيه..أصلا كيف ترفضين شابا مثله، ما شاء الله دين وخلق و مال ووسامة وله عائلة طيبة تحبك..؟


هدرت ميس بها بسخط نابع من ثنايا كيانها المكلوم: هو كذلك..لكن أنا ماذا بالضبط يا ليلى؟؟..أنظري لهذه الغرفة كخير مثال فقط..فتاة يتيمة دون أهل.. تعيش بغرفة لوحدها وعمها ذاك تخلى عنها كأنها طاعون مؤذي..أنا لوحدي يا ليلى لا أب سيزوجني ولا عم كذلك..لا أملك شيئا، أنا معدومة

إنصدمت ليلى من كلماتها والتي تبث عبرها وجعها وخيبتها المريرة التي إلتفت حولها وتعانقت الأوجاع مع روحها الكسيرة..فهمست بخفوت: وأين ذهبنا نحن يا ميس..أنا وسحر وأمي وأبي ألسنا نحن عائلتك؟؟ أم أنك لم تعتبرينا يوما كذلك؟


تبسمت ميس بسخرية مريرة مشفقة على حالها مطرقة رأسها علها تخفي قهرها عاضة على شفتها بقوة ،فتساقطت دموعها الواحدة تلو الأخرى كأنها تواسيها ..مردفة بخفوت باكي: أنتم أصدقائي يا ليلى ..لا داعي للكذب على بعضنا وتزييف الحقائق.. أنا لا أنكر فضلكم ولا محبتكم التي غمرتموني بها دوما لكن الواقع هو الواقع ولا شيئ سيغيره


أغمضت ليلى عينيها وجعا على حال صديقتها ..فهي تدرك جيدا أنها تخفي آهاتها دوما خلف ابتسامتها المعتادة..لكنها في ذات الوقت حانقة حقا على تفكيرها الغبي ..لتأخذ شهيقا وزفيرا محاولة تمالك أعصابها كي لا تشتمها بألفاظ منافية للأدب ..فهسهست بحدة: الآن ليس وقت تلك تراجيديا يا فتاة...الشاب يريدك يا ميس إفهمي يريدك ..فواضح أنه معجب بك جدا ..لماذا تحطمين حياتك بهذه الأفكار السوداوية ...تخطي كل شيئ وعيشي حياتك


دنت منها متخذة مجلسا بقربها على ذات السرير رابتة على ظهرها بحنو مغمغمة بحب : نزار يعجبك أيضا أليس كذلك؟

أشاحت ميس وجهها عنها للجهة الأخرى مخفية مدمعها المنساب..قطبت صديقتها جبينها بتوجس ..رفعت يدها قابضة على ذقنها بخفة مديرة رأسها لها كي تواجه نظراتها الباكية الشاكية الصامتة..عقدت حاجبيها لتتسع مقلتيها بتفاجئ هامسة بخفوت شديد كأنها تعلمها بسر خطير: هل تحبينه يا ميس؟؟


أبعدت الأخرى وجهها من قبضتها لتبتسم بحسرة مغمغمة: سواء أحبه أو لا ..فلا فائدة من الأمر كلاهما سواء


دلكت ليلى جبينها بحيرة على وضع صديقتها وشتات تفكيرها الذي يمنعها من إتخاذ القرار الصائب..صحيح هي كانت واعية بإعجاب ميس به لكن لم تدرك أن الأمر تطور للحب بهذه السرعة.. أخذت كفها مرددة: ماذا لو كان هو يبادلك نفس الشعور يا ميس ..أليس من الضلم أن لا تعطي فرصة لكلاكما


ضحكت ميس بتهكم مرير مهمهمة : هو لم يقابلني إلا لحظات قليلة فقط فكيف سيحبني ..بل على أي أساس سيفعل ذلك؟


زفرت ليلى بحنق جلي على تقاسيم وجهها هادرة: مثلما أحببته أنت عندما قابلته فقط بضع مرات...وأيضا لماذا قد لا يحبك ما الذي ينقصك يا فتاة ...أنظري لنفسك إن كنت عمياء ..أنت متعلمة وخلوقة مهذبة وملتزمة وفي غاية الجمال والطيبة والكل يحترمك..إذا ما الخطب؟


تنهدت ميس بخفوت ومحياها الذابل يعكس ندوب جوارحها ومقلتيها مشتتة وكأنها بصراع نفسي أرهقها وإمتص طاقتها هامسة: الخطب بسيط هو أننا لا ننفع أن نكون مع بعض وإنتهى الأمر يا ليلى رجاءا لا تضغطي علي

إستقامت الأخيرة بغضب صارخة في وجهها: أنت غبية حقا..مرة بعد مرة أتأكد أنك ساذجة لا تنفكين تفسدين عن نفسك أحسن الفرص بسبب الغباء الذي يتملكك ...بدل أن تشكري الله أنه رزقك بخاطب مثالي يريد وصالك ها أنت تتعنتين بأسباب تافهة لا جدوى منها إلا أن تفسد فرحتك


غادرت البيت بعدها بسرعة كي لا تصفعها علها تستفيق من هذيانها المرير هاذا...تاركة ميس تحضن ركبتيها نحو صدرها ..ودموعها المناسبة مبللة وجنتيها الشاحبة ..بشهقاتها المتعالية والتي لم تستطع إلا أن تكبح جماحها فتركت العنان لها


:
•♡•
:

- ماذا قلت لها؟؟

إستفهمت منه والدته وقد تسللت لها بوادر الفرحة، خاصة أنها تفاجئت حقا أن إبنها نزار هو من عرض على ميس الزواج ولم يخبرها هي بذاتها كي تخطبها له..إبتلع الأخير ريقه مبعدا نظره عنها مغمغما بإرتباك: كما أخبرتك يا أمي لقد عرضت عليها الخطبة


قهقهت والدته بخفة رابتة على ظهره بحنان أمومي متحدثة بإبتسامتها الدافئة: ومتى قررت أن تتقدم لها يا بني ..أنت حتى لم تصرح لي بإعجابك بها قبلا


شتت الأخير بصره بأنحاء غرفة والدته ..فبعد أن صلى العصر عاد للبيت ولم يستطع إلا أن يعلمها بما أقدم عليه عساها تتصل بميس و تتحرى رأيها في الموضوع..فأجابها: لا أعرف يا أمي ..فقط هي تجذبني لها بصورة لم أعهدها من قبل ..ولم أدرك نفسي إلا وأنا أريدها لي..حتى عندما قابلتها في الطريق وأوصلتها لا أعرف كيف طلبت خطبتها ..ما أعلمه فقط أنني لست بنادم على طلبي بل أتوق حقا لموافقتها

لانت ملامح والدته أكثر فيبدو أن وليدها قد وقع وبقوة لميس وأصبح محبا لها


لتبتسم بمحبة خالصة نابعة من ثنايا قلبها السعيد سائلة إياه: هل تحبها يا نزار؟


ناظرها الآخر بصدمة ..فهو لم يسئل نفسه هاذا السؤال من قبل...أو ربما جبن على فعل ذلك..هربا من حقيقة الأمر..ليخلل أصابعه بشعره مشتتا أفكاره أو معيدا بلورتها عله يجد جوابا شافيا لأمه..أو لنفسه أولا..فهمهم بحرج و تلعثم: أنا..فقط لا أعرف..حقا


مسحت الأخيرة على ذراعه بحنو مكوبة وجنته الملتحية هامسة له: عساها توافق يا بني ونسعد بكما أنتما الإثنين فهي حقا مميزة وتستحق كل خير


كان سيجيبها إلا أن إقتحام ريم للغرفة بقوة منع ذلك..فإستفهمت منهما بسخط جلي على تعابير وجهها المحمر: أنتما في ماذا كنتما تتحدثان ...هل تستغلان غيابي لحياكة المؤامرات من وراء ظهري؟


ضربت والدتها كفيها ببعضهما البعض محولقة بحدة: لا حول ولا قوة الا بالله..هذه الفتاة لن تعقل أبدا...أولا فلتدخلي مثل البشر يا ريم...ليس مثل البقر


توسعت عيني الأخيرة فاغرة فاهها مشيرة لنفسها هامسة: أنا مثل البقر يا أمي؟


أومئت لها الأخيرة إيجابا متابعة: نعم أنت كذلك..كيف تقتحمين غرفتي بهذه الأسلوب الهمجي


كتفت ريم ذراعيها على صدرها مغمغمة: غرفتك هي غرفتي يا امي ..لهاذا لا يعتبر اقتحامي همجيا ..

قلب نزار عينيه على سخافة اخته وهزت والدتها رأسها قاطعة الأمل من تصرفات ابنتها...دنت الأخيرة منها بخفة شقية غامزة لأخيها سائلة اياه: ها يا أخي لماذا أردت الكلام مع والدتي على انفراد...هيا ابهرني في ماذا اردتها؟

حمحم نزار متحرجا ..لتقهقه والدته على ارتباكه مجيبة بدلا عنه: أخاك طلب من ميس يدها صباحا عندما كانت معه

توسعت عيني ريم لتجلجل ضحكتها بالغرفة ،تقفز هنا وهناك مصفقة بكفيها من شدة حماسها ،حيث ضحكت والدتها عليها..فإرتبك نزار أكثر لكن هاذا لم يمنع من ان يبتسم ثغره فهو يدرك جيدا ان اخته تحب سعادته خاصة انها متوافقة جدا مع ميس وتكن لها كل الحب والإحترام...لتضع يدها على قلبها محاولة التنفس من فرط تحمسها ..مرددة بعدها بسعادة: كنت اعرف ان مآلك في النهاية هو الوقوع لها يا اخي..واخيرا نزار سميح سقط صريعا عاشقا هائما في السيدة الحسن والجمال ميس


توتر نزار دالكا رقبته من الخلف متهربا من عيني اخته الماكرة ..ليهدر في وجهها: توقفي عن سخافتك يا ريم


انحنت نحوه مستفزة إياه اكثر هاتفة: السؤال المطروح هنا يا أخي المبجل..هل ميس وقعت لك أيضا أو لا ؟؟

ابتلع ريقه مشتتا نظره في انحاء الغرفة متجاهلا اياها...وسائلا نفسه نفس سؤالها يا ترى هل هي تبادله نفس شعوره ..فقهقهت ريم برقة واضعة كفها على خصرها متحدثة بزهو أنثوي بهي: تبا دعواتي مستجابة حقا...أتتذكر ذلك اليوم يا أخي...الذي تقابلت فيه والدتي مع ميس


أومئ لها الأخير بهدوء..فتابعت بضحكة خفيفة: صباحها كنت قد اشتريت لي تلك المخبوزات الساخنة بحكم انني احبها...عندما كنت ذاهبا للعمل كنت قد شكرتك ودعوت لك ان تقابل يومها فتاة تهيم بها وتغرق في عشقها كما يسبح القرش في المحيط...حينها تقابلت مع ميس ...تبا كم انا رائعة ودعائي استجيب فورا

ضحكت والدتها على حديثها رابتة على ذراع ولدها مهمهمة بحب: اتمنى ان توافق يا بني

صفقت ريم بحيوية طفولية مرددة من فرط حماسها: اكيد ستوافق فأنا متأكدة انها معجبة بأخي...فهي ترتبك كلما يذكر اسمه..


غمزت لأخيها بمشاكسة بعد ان عمه الاحراج والتوتر مسترسلة في حديثها: ما رأيك ان نتصل بها ونتأكد يا اخي؟


عاتبتها والدتها بهدوء: لم تمض بضع ساعات على طلب اخيك لها يا فتاة ..دعيها تفكر بروية لا ان تستعجليها هكذا..على الأقل ثلاث أيام أو أربع ثم نتصل بها لمعرفة رأيها

ناظرها نزار بتفاجئ هامسا بإستغراب: ثلاث أيام؟...هاذا كثير يا امي

قهقهت والدته على عجلته فتدارك نفسه مشيحا وجهه عنها بعد أن إحمرت أذناه خجلا..مغمغمة بمحبة امومية: هاذا هو عين المنطق بني...هاذا مشروع زواج ، لهاذا على كلا الطرفين أن لا يتعجل في الإجابة

رفعت ريم حاجبها هاتفة بضجر: وانا لن انتظر لأيام اريد معرفة رأيها الان

فأخرجت هاتفها من جيب فستانها الرمادي متصلة بميس ..لتهز امها رأسها على تسرع وتهور ابنتها الذي سيجلطها يوما ما


:
•♡•
:

لم تجف دموعها منذ مغادرة ليلى قبل ساعات ...ضامة قدميها لها مخبئة وجهها في ركبتيها تبكي بصمت..محاولة كتم أنينها وآهاتها...قلبها يؤلمها لإنكسار سعادتها و ضجيج الوجع حولها يزداد صخبا وكذلك روحها التي تطحن بين مطرقة الحب وسندان القهر..فهي لا يمكنها أن توافق على نزار ..لتسهو متذكرة ملامحه..بشعره البني وعيونه الحانية بذات اللون و قمحية بشرته مع محياه الوسيم..لتضع كفها المرتعش أيسر صدرها هامسة بخفوت مرير..هل أحببته يا قلبي بهذه السرعة..أما كان لك أن لا تخفق إلا له..

هي فقط عاجزة عن الموافقة ..لا تستطيع أن تقبل بوصاله فهي وحيدة لا أهل لها..وعمها خذلها تاركا إياها بمفردها تصارع الحياة وخيباتها..


إخترق مسمعها صوت رنين هاتفها فرفعت رأسها بملامحها الشاحبة الذابلة ودموعها المنسابة..لترى المتصل إذ بها ريم ..فعضت شفتيها توترا فأكيد نزار أخبرهم بالأمر وها هي تتصل لتتحرى رأيها..مسحت دموعها آخذة شهيق محاولة تمالك أعصابها كي لا تنهار باكية مجددا..مجيبة على الإتصال ببحة متحشرجة: مرحبا يا ريم


إتخذت الأخرى مجلسا بغرفة والدتها مراقبة أخيها الذي يحرك قدمه من فرط توتره..وملامح والدتها الفرحة المبتسمة مردفة: ميس يا حبي كيف حالك؟


إتكئت الأخيرة على الجدار مسندة ظهرها عليه علها تتماسك به مرددة بخفوت: الحمد لله على خير ما يرام وأنت؟


قهقهت ريم بخفة غامزة لأخيها المرتبك والذي قد تملكه الحرج و أشاح بوجهه للجانب الآخر مداريا إحراجه..هاتفة بحبور: بعد أن أخبرني أخي بما طلبه منك أصبحت في غاية السعادة والحمد لله..إتضح أن سعادتي مرتبطة حقا بكما أنتما الإثنين...إذا ما رأيك يا عروس هل أنت موافقة؟


تسابقت دموع ميس محاولة كتم شهقاتها فهي لا تريد أن تخذلهم ..بل هي متعطشة لمحبتهم التي غمروها بها طوال الوقت..لقد عوضوها حقا بالعائلة المحبة التي طالما حلمت بها..لكن لن تكون أنانية فهي ليست أهلا لتكون فردا منهم..لتهمس بخفوت: عسى أن يكرم الله أخاك بعروس أفضل يا ريم


بهتت ملامح الأخيرة فجأة عاقدة حاجبيها بتوجس مستفهمة منها: ماذا تقصدين بالضبط لم أفهم؟


راقب نزار ملامح شقيقته بلهفة و التي شحبت فجأة فإرتفع نبض قلبه بقوة ..مدركا أنه رفض..

إبتلعت ميس ريقها مهمهمة بملامح مقهورة منكسرة: لا نصيب بيننا يا ريم ...عذرا


توسعت عيني ريم مستقيمة من مجلسها هاتفة: لا نصيب بينكما ؟؟...أهاذا رأيك متأكدة؟؟


أحس نزار فجأة بنغزات أيسر صدره وقد عمت البرودة أوصاله، فإستقام مغادرا الغرفة ..تاركا والدته متحسرة بملامحها الخائبة الموجوعة عليه..وريم التي تنصت لميس: نعم متأكدة يا ريم..والآن في حفظ الله و أعتذر حقا على كل شيئ


أغلقت المكالمة بعدها مطلقة العنان لشهقاتها المتتابعة ..غير قادرة أكثر على كتم وجعها المدمي لقلبها الكسير مسبقا


:
•♡•
:

صباحا كانت السيدة جيهان تضع الفطور على الطاولة فدلفت ريم جالسة على كرسيها بملامحها الصامتة
مستفهمة: هل فطر أخي؟


نفت والدتها برأسها مردفة بهدوء: ذهب ليشتري بعض المخبوزات لك


لانت ملامح الأخيرة بمحبة سائلة والدتها: هل تناول العشاء البارحة ؟


سكبت لها والدتها العصير مجيبة إياها: لا ..قال لي أنه ليس بجائع


تنهدت ريم بخفوت مغمغمة بحدة: لا أعرف حقا لماذا ميس رفضته..ما الذي يعيبه كي ترفض عريس مثالي كأخي..تبا هو حلم كل فتيات المنطقة

زفرت والدتها بهدوء مردفة : يا ريم كل شخص حر بالقبول أو الرفض بنيتي..ما ترينه أنت ليس نفسه ما يراه غيرك...هي ليست مجبرة على الموافقة ، علينا إحترام قرارها بصدر رحب..


رفعت الأخيرة أنظارها لها هاتفة بتسائل: هل إتصلت بها ليلا كعادتك أو لا؟


زفرت ريم مجيبة إياها: لا لم أتصل بها..


عقدت والدتها حاجبيها مهمهمة: ألم تكوني كل ليلة تتصلين بها..ما الذي تغير الآن...هل لأنها رفضت أخاك ستكرهينها أو ماذا؟


نفت ريم برأسها بخفة واضعة كأسها على طاولة متحدثة: طبعا لا يا أمي...علاقتي مع ميس أكبر من أن أقاطعها بسبب هاذا الأمر..فقط أنا حزينة لأنني أردت أن تكون مع أخي لأنها مميزة وأعتبرها مثل أختي لا غير ..بالإضافة أنني لم أرد ان أضغط عليها او تحس بالذنب تجاهنا..


قاطعهم صوت فتح الباب وولوج نزار متقدما بخطوات حثيثة بملامح مبهمة ملقي تحيته بصوته الهادئ: صباح الخير


ناظرته ريم بلين مخفية حسرتها كي لا تأذيه مجيبة اياه بمشاكسة مصطنعة: صباح الخيرات والمسرات اخي الوسيم


تبسم لها متخذا مجلسه المعتاد واضعا المخبوزات امامها هاتفا: تفضلي كليها كلها


تأثرت الأخيرة كثيرا، فأخيها الطيب رغم خيبته الا أنه لم ينسى ان يشتري لها ما تحب، لتستقيم حاضنة اياها مقبلة وجنته عدة قبلات متتالية هامسة بحب صادق نابع من اعماق قلبها: احبك يا اخي..احبك كثيرا بحجم المحيطات والقارات


ضحكت والدتها بخفة داعية الله ان يضل كل منهما يحب الآخر هكذا وان لا يفرقهما شيئا ابدا ..فإبتسم نزار بمحبة رابتا على ذراعها بلطف قائلا: فهمت حسنا ..اتركيني الان

زمت شفيتها بعبوس طفولي جالسة في مكانها مغمغمة بخفوت: ممل حقا


فسكبت والدته قهوته وإرتشف منها بضع رشفات شاردا في فكره ليستقيم بعدها مهمهما: علي ان اذهب الآن قبل ان أتأخر عن العمل


عقدت والدته حاجبيها مستفهمة منه: بني لكنك لم تنهي افطارك كله..


قبل رأسها بلطف هامسا: لا رغبة لي يا امي صدقا ...والآن في حفظ الله


تحرك بعدها بخطواته مغادرا البيت..تاركا اخته ووالدته تتحسران عليه..اردفت بعدها امه بوجع جلي: طوال حياته كان عازفا عن الزواج وعندما وجد من أحبها قلبه و قرر ذلك باغته القدر بخيبته ..اه يا ولدي كم تحسر فؤادك على رفضها


مسحت ريم دمعتها مغمغمة بحزن على اخيها الذي يداري ألمه عنهم فواضح انه كان يريدها بشدة: فقط ادفع حياتي ثمنا لمعرفة لماذا قد رفضته ..تبا هي من الأساس مقلتيها كانت تشعان اعجابا كلما تطرق الامر له ..بل لطالما كانت تخبرني انني محظوظة لأن لي عائلة مثلكم تحبني وتدللني ..


تنهدت والدتها دالكة جبينها بتعب جلي على تقاسيمها هامسة بخفوت: علها تملك اسبابها الخاصة بنيتي ...جدي لها عذرا


قطبت ريم جبينها وكأنها تذكرت شيئا ما فأردفت بخفوت وكأنها تحادث نفسها: أيعقل ان يكون هاذا هو السبب؟


عقدت والدتها حاحبيها سائلة اياها: ما هو بالضبط؟


تنهدت ريم موضحة لوالدتها: اتذكرين عندما ذهبت لزيارة ميس ببيتها يا امي ذلك اليوم..وبعدها اتيتت غاضبة من عمها لأنه عزلها بمفردها بغرفة جانبية...هل يا ترى رفضت لهاذا السبب...لا اعرف ربما رأت نفسها كأنها ليست من مقام اخي أو خجلت لأن عمها تركها وحيدة..

ارتشفت والدتها بعض الماء مرددة: أيعقل ان تفكر بهذه الطريقة؟...هاذا من الأساس ليس سببا منطقيا للرفض


تنهدت بعدها بتعب مستقيمة من كرسيها هامسة بخفوت: علي ان ارتاح قليلا


توجست ريم من مرآها لتستفهم منها بقلق: هل انت بخير يا امي؟


اومئت والدتها ايجابا مردفة: نعم بخير...فقط احتاج للراحة لا غير


تنهدت الاخيرة بحسرة تعض على شفتيها تريد حقا ان تذهب لميس تلك وتحطم رأسها...الا انها في الأخير تضل صديقتها التي تحبها وتحترمها

:
•♡•
:




- السلام عليكم ورحمة الله


دلفت ميس للمحل ملقية التحية على صديقتها ليلى ،هذه الأخيرة التي لم ترفع رأسها عن مجلتها مجيبة ببرود: وعليكم السلام


توجهت ميس نحو جزئها الخاص بملامحها الجامدة الصامتة مبادرة بعملها المعتاد..رفعت ليلى رأسها متأملة إياها بوجهها الشاحب وعيونها المتورمة فيبدو أنها قضت ليلة عصيبة..فلان محياها ورق قلبها عليها ..صحيح انها غاضبة من رفضها لنزار بسبب تفكيرها الغبي ذاك .. الا انها تضل صديقتها التي لم تخذلها يوما..فإستقامت مقتربة منها هامسة بحب: ميوسة حبي


استدارت الأخيرة بملامحها المرهقة وابتسامتها المنكسرة مجيبة: نعم


تنهدت ليلى مسدلة جفنيها متمالكة غضبها منها ووجعها عليها في ذات الوقت..مقتربة منها اكثر حاضنة اياها بقوة فما كان من الأخرى الا أن تبادلها فتبادر بعدها لمسمعها صوتها الهادئ: آسفة يا ميس ان كنت قسوت عليك ..لا تغضبي مني انت تدرين انني احبك جدا،فقط افكر بمصلحتك لهاذا قد اتصرف بغباء احيانا بناءا على هاذا


لتبتعد بعدها بثواني عنها فأومئت لها ميس بنعم متحدثة: لا عليك يا ليلى انا ادرك جيدا انك تفكرين في مصلحتي لا غير...وصدقيني لم اغضب منك ولن افعل لهاذا لا تزعجي نفسك


- ما رأيك ان تعطي الأمر فرصة يا ميس لن تخسري شيئا ..


اقترحت عليها ليلى ذلك...لتتنهد ميس مشيحة وجهها عنها قائلة ببرود: انتهى الموضوع يا ليلى وقد اخبرتهم بقراري ليلة البارحة


اتسعت عيني الاخيرة هادرة فيها بسخط: هل اتصلت فيهم مخبرة اياهم رفضك بهذه السرعة يا غبية


مسحت ميس دمعتها المناسبة مجيبة اياها بملامحها الجامدة: ريم اتصلت بي مساءا سائلة إياي عن رأيي وانا اخبرتها رفضي وانتهى الموضوع...من فضلك يا ليلى لا تضغطي علي رجاءا

زمت ليلى شفتيها بغضب حقيقي تريد أن تضربها بسبب عنادها المفرط علها تستفيق من هذيانها ..الا انها تنهدت فهي لا تريد حقا الضغط عليها اكثر يكفي ان ارهاقها جلي على تقاسيم وجهها الشاحب..لتتحرك نحو مكانها مردفة بخفوت: حسنا انت حرة القرار..فقط اتمنى ان لا تندمي يوما لانك تغابيت وضيعت فرصة لا تعوض



:
•♡•
:


- غبية يا الهي غبية ماذا نفعل معها...


هدرت بها ليلئ وهي تتحرك ذهابا وايابا بغرفة المعيشة...زفرت والدتها السيدة صفا مرددة تحاول تهدئة ابنتها المهتاجة منذ ساعات: يا ليلى صدعت رأسي حقا...اجلسي مثل البشر وتحدثي بدل هاذا الشتم كله بنيتي


جلست الأخيرة على الأريكة المقابلة لأمها متابعة حديثها بحنق: أمي ركزي معي... أخبرتك أن ميس تلك رفضت نزار ذاك وأخبرتهم رفضها دون أن تعطي نفسها فرصة التفكير حتى... تلك الساذجة بدل استغلال الفرص لا هي تبعد عنها كل فرصة جيدة متشدقة بحجح تافهة واهية


تنهدت بخفوت أمها هاتفة: حتى ولو كانت اسبابها تافهة كما تقولين انت.. ليس عليك ان تبتعدي عنها، يبقى هاذا قرارها الشخصي


تأففت الأخرى بسخط مردفة من بين اسنانها: لولا اشفاقي عليها بسبب ارهاقها النفسي لكنت ضربتها تلك الغبية... تبا يا أمي الشاب لم تريه إنه ينسى نفسه عندما يقابلها.. أراهن أنه يحبها أساسا...
والنقطة الجيدة أكثر هو أن والدته تحبها كثيرا كما اخبرتك سابقا ،وشقيقته ايضا لا تكف عن الإتصال بها...بالمختصر فرصة مثالية


- اظن انه عليك ان لا تتدخلي اكثر يا ليلى.. لا تضغطي عليها يكفيها ما تحس به من كسر جراء ما قام به عمها سابقا

تحدثت والدتها بهدوء محاولة ثني ابنتها عن اتخاذ اي حركة متهورة قد تخسر صديقتها على اثرها


عضت ليلى على شفتيها كاتمة حنقها المتصاعد.. لتغمغم بهدوء مصطنع: حسنا أنا أعرف علاج ميس.. لا أحد يقدر عليها إلا سحر كعادتها...هاذا ما ينفع معها


** إنتهى الفصل**
🍂 Yasmina Messaoud 🍂







منىادم 24-04-22 12:03 AM

[email protected]
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته و شكرا على هذه الرواية الجميلة دمتم بعافية وشكرا

غدا يوم اخر 26-04-22 05:26 PM

بارتات جميلة
اتمنى لها الاكتمال
قريتها باسبوع كاني اقراء رواية مطبوعة


الساعة الآن 03:39 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.