آخر 10 مشاركات
8-لا يا قلب- راشيل ليندساى -كنوز أحلام (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          [تحميل]من قريت الشعر وانتي اعذابه من كتبت الشعر وانتي مستحيلة لـ /فاطمه صالح (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree5254Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-22, 02:09 AM   #151

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,708
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
ربي يسعدك اختي نورهان الجميلة😍

بتذكر بس بنت وحدة كانت بصفي تناديني ب نِسرين وكنت اشوفه غريب ههههه وع فكرة هو بيزبط عالناحيتين مفتوح ومكسور بس الدارج بالدول العربية بالكسرة اما عنا بالفتحة ....

انا بفهم تركي اكثر من المغربي هههههه .....لهجتكمم مميزة وحلووة وصعببة ....والد صاحب اخوي كثير بسافر للمغرب واله علاقات شغل وهيك ....لأنه بفهم مغربي وبيعرف يحكي مغربي بنشوفه واااو عامل انجاز ...يعني انتوا بلاد المغرب بشكل عام لهجة صعبة ودولة المغرب بشكل خاص اصعب شي....مثلا ليبي جزائري تونسي بعصر مخي وبفهم فحوى الجملة اما المغربي بدي ترجمان ههههه ياريت اقدر اتعلمها 😍😍


سامية مش للعجائز بالعكس اسم راقي جداً وتقريبا الاسماء القديمة رجعت اليوم والها ميزة لانه معظم اسماء اليوم المتداولة مكررة كثير وزهقناها ههههه....سلميلي على اختك وقوليلها نيالها باسمها 😘😂اللهم لا حسد اساليها اذا بتبدلني باسمي هههه....في سَميِّة وفي سُمَيَّة ....الثاني اجمل 👍

اسمي واسم بنتي من غير تخطيط طلع هيك ههههه اصلا انا مجهزة اسمها من وانا بالثانوية والحلو بالموضوع جوزي ما اتدخل لا باسم الولد ولا البنت 😂😂😎

والله يحفظك ويعطيك حتى يرضيكِ يا نوّارة🌺




هههه حبيبتي أنت....هي فعلا لهجتنا المغربية صعبة جدا بعض العرب يعيشون عندنا سنوات و لا يتقنونها، لأنها خليط بين الأمازيغية و الإسبانية و الفرنسية ثم العربية، و ايييه لو تشوفي تنوع اللهجات عندنا رهيب إحنا من مدينة نمدينة تتشقلب اللغة و تتغير تماما ههه، فعنا مثلا اللهجة الشمالية مختلفة تماما عن داخل البلد، و عندنا في طنجة إلي هي مدينتي لهجتنا مختفة حتى عن المدن المجاورة، ناهيك عن الأماززيغية ففيها ريفية و شلحية و سوسية و هذه يا إبنتي و لا كلام الصينيين أنا اعصر عقلي لي أفهم كلمة واحدة و لا استطيع أعرف فقط أنهم يقلون للخبز "أغروم".هههه.
لكن نحن ننادي نسرين بكسر النون رغم التنوع المهول للهجات و تغييرها لكل الأسماء، هناك مناطق من الريف ينادونني سامياء هههه شوفتي. وصلة تعرفية طويلة عريضة.
"كنحماق عليك الحبيبة ديالي. فنيونة تينا"
ههه ترجمة
"أجن عليك حبيبتي جميلة جدا أنت 🙃"


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-22, 12:07 PM   #152

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,708
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
فكرت اليوم الأثنين 😳 هههه شكل مخي ضرب😂.......قال متحمسة للفصل هاربة من المسؤوليات




حبيبتي الغالية...أسعدني جدا جدا حماسك يا حبيبة قلبي....و الله يعني لي الكثير أن تنتظري الرواية بشوق حتى تختلف عليك الأيام....ربي يحميك غاليتي و يحفظك


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-22, 04:01 PM   #153

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,708
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل السادس
(1)






ذاري عني كما شئت هواك
لن يعشق قلبي سواك
خبئي عشقك عني و أحشريه بين الرفوف
فالحب يا حلوتي مكشوف
و العاشق يا جميلتي دوما معروف
تفضحك لمعة العيون
تشي بك رجفة الجفون
لهفتك في الحديث تسر لي
تأتأتك بين الكلمات تعلمني
رفجت يديك تقول لي ما لديك
بسمتك تكشفك
كل ما فيك يا حبيبتي
يعلمني يخبرني أنك عاشقة متيمة حد الجنون
و أنني لغيرك أبدا لن أكون
العشق يا صغيرتي أبدا لا يخبأ
كالشمس هو لا يغطيها شيء
فكفي يا صغيرتي عن العبث
فقد حدث يا عمري ما حدث
و أصاب سهم الهوى القلب
و ما عاد هناك أمل في التملص
دخلتي برجليك دنيا الحب
فما عاد هناك وقت للتراجع
ذاك الزمن قبل العشق ما كان أبدا براجع.
فدخلي دنياك الجديدة
و لا تظلي عني بعيدة

_صباحx الخير.
قالتها و هي تطل مبتسمة من الباب بمئزرها الطبي،x بينما شعرها الأسود القصير ينحني مع إنحنائها و هي تستند على حافته بيدها البيضاء الرشيقة ككل ما بها،بينما يدها الأخرى تضعها في جيب مئزرها. إبتسم و هو ينظر لهيأتها الجميلة فهي لم تخلق إلا لتسلب القلوب،x كانت تبدوا كطفلة صغيرة ببرأتها،x مرحة حلوة،x خفيفة الظل تدخل القلوب بلا إستئذان، و واضح أن هذه الجميلة قررت سرق قلبه، و هي تشرق كالشمس صباحا، لتنير حياته المظلمة، التي طال ليلها كثيرا، حتى فاجأه الصباح اليوم.x و هل هناك أفضل من هذا الصباح الذي يرى فيه وجهها الحلو.؟ نهظ من مكتبه و هو يقول. مبتسما.
_صباح النور.
بادلته إبتسامته و هي تقول برقة، في لهجة جمعت بين الحنان و المرح، و قد لاحظ أن هذه هي عادتها قي الحديث.
_هل لديك بعد الوقت كنت أريد تعريفك على أحد المرضى لدينا،x السيد حسن يعاني من مشاكل في أعصاب الدماغ إن كان يمكن أن تأتي لتراه.
حرك رأسه موافقا و هو يرد عليها رافعا يديه
_أكيد سأتي معك. فأنا لحد الأن لم أخذ عملا.
ضحكت ببشاشة و هي ترد عليه بلهجة ممازحة
_تقول لحد الأن و كأن لك شهرا معنى دون عمل!
نظر لها بإستنكار و هو يقول بصدمة
_شهر بلا عمل؟! كنت مت بالتأكيد!
مجددا أصدرت ضحكتها الرقيقة بعفويتها الجميلة و هي ترجع خصلة من شعرها الأسود وراء أذنها، يبدوا أنه سيدمن ضحكتها هذه، على الرغم من أنها خطيرة جدا عليه. نظرت له بعينيها السوداء، اللامعة كليل بألف نجم. بينما تقول بصوت عذب كان له تأثير الزلزال على قلبه.
_إذن تعالى إتبعني لا نريدك أن تموت و أنت شاب جميل في عز شبابه لانزال نحتاجك.
تقوست شفتيه بإبتسامة رقيقة و هو يسألها بصوت هامس، بينما ينظر إليها بعينيه الزيتيتين بطريقة أركبتها.
_ترينني جميلا؟!
إحمرت وجنتيها بشدة و قد بدت أجمل بطريقة مؤلمة للقلوب، رفعت يديها كما إعتاد منها ترجع خصلة من شعرها الأسود وراء أذنها. و هي ترد عليه بإرتباك عشقه بها.
_لم أقصد هو تعبير مجازي.
كان دوره هذه المرة ليطلق ضحكته الرجولية الذي إنتشر صداها في أرجاء المكتب، و أي تأثير كان لهذه الضحكة على قلبها، الذي زاد نبضه بطريقة غريبة عليها، و هي تنظر لوسامته الرائعة بإنبهار شديد. توقف عن الضحك لينظر إليها مبتسما فزاد إرتباكها أكثر، و هي تنظر إلى عينيه اللتان ظهر بهما صدى ضحكاته، تذكرت أنها نسيت فمها مفتوحا قليلا، لتغلقه و هي تزم شفتيها مما جعله يطلق ضحكة قصيرة و هو يستمتع أشد إستمتاع بكل ردودها. سألها بمشاكسة و هو يغرس أصابعه في خصلات شعره ذات اللون البندقي المتدرج بحركة مسرحية.
_إذن أنت لا ترينني جميلا؟!
إحمرت وجنتيها أكثر و هي تحرك رأسها بنفي بينما تقول.
_كلا لم أقصد. يعني....
قاطعها يسألها عاقدا حاجبيه و هو يضع يديه في جيب مئزره الأبيض.
_وضحي ما لم تقصديه، أنني جميل أو أنني لست جميل.
فتحت فمها لتجيبه لكنها عادت و أغلقته بينما تقول بغيظ من كل هذا الإرتباك الذي يسببه لها لتعقد حاجبيها قائلة.
_ألم تعد تريد الذهاب إلى العمل؟
ضحك و هو يرد عليها
_بلا من قال هذا أنا آت معك فورا.
قالها و يقترب منها لتلفحه رائحتها الربيعية في عز الشتاء. كان يرى الربيع بجانبه، و الجو شتوي بارد مليء بالثلوج، فكأن الربيع قد إختبأ بها بزهوره و عطوره و خضرته،x بشمسه الدافئة و الحلوة بجوه المنعش الذي ما هو حرx و لا برد، و بفراشته التي تحلق بحرية تشبه تحليقها على قلبه، كما العصافير المغردة التي شاركها قلبه تغريدها.x بماذاx أوقع نفسه؟ أحياته تسمح له بعيش الحب و الغرام؟x لكنه الأن ما كانx قادرا على كبت هذاx الشعور الجميل الذي يمر به،x فبعد كل ما حدث له يحتاج للحظات من راحة النفس،x ثم يعود لجهاده مع مصيبته.
من جهتها كانت تتحدث إليه و هي عاجزة عن كبح إعجابها به،تحاول أن تبدوا طبيعية و هي تضحكx و تتعامل بعفويتها لكنها تعجز عن إسكات صوت قلبها، له حظور رجولي طاغي، يعبث بالقلوب و يبهر النفوس. يبدوا أن دعوة قد أصابتها هي و أخوها، أيعقل أنهما معا سيسقطان في الحب بوقت واحد؟! إبتسمت بسرها و هي تفكر أن تفكيرها جمح كثيرا مع أول إعجاب يمس قلبها، و هي من كانت تستغرب من حسناء التي لا تكف عن إظهار إعجابها بكل مخلوق ذكر؟ لا يجب عليها أن تبالغ كثيرا في خيالها، فرجل كهذا طبيعي أن يحدث زلزلا في أي مكان دخل إليه
_________

ما إن وصل إلى الفندق حتى وجدها تنتظره في الردهة،x و قد هندمت ملابسها و لم تعد مشعتتا كما رأها البارحة،xبدت مختلفة عن تلك التي شاهدها البارحة، لكنها ما إزدادت إلا فتنة أكثر. فقد كانت خصلاتها السوداء الغجرية تحيط بها من كل جانب فتمنحها هالة رائعة تأخذ الروح إلى عصر أخر إلى زمان خارج الزمان ، بينما يهفهف فستان أبيضx على جسدها،x يناقض سمرتها اللذيذة، ألا تشعر بالبرد؟ فستانها جد خفيف مع هذا البرد الصاقع. وصلت إليه بإبتسامته الفتانة و هي تقول.
_صباح النور سيد....x أوه يبدوا أنني لا أعرف إسمك حتى!
حك رأسه بحرج و هو يقول
_نحن لم نتعرف كبقية الخلق البارحة.
ضحكت بنعومة و هي ترجع رأسها للوراء،x ليتراجع ليل شعرها معها، رفعت شعرها بخطوات مدروسة و هي تعيد خصلاتها للوراء،x بخطوات مدروسة أيضا.x جميع خطواتها مدروسة جدا. لكن تبدوا ظاهرا عفوية،x و قد تقمصت الشخصية بنجاح، و كيف لا تفعل و قد علمتها الحياة بأقسى طريقة كيف تلبس كل مرة شخصية مختلفة على حسب الحاجة، كانت فريسة سهلة بين أيدي الوحوش، فتعلمت أن تهاجم قبل أن تدافع، مدت له يدها الرقيقة، و التي تبدوا كتمثال إغريقي منحوث من الذهب و هي تقول بنبرة رقيقة ذات بحة مميزة.
_سيلين إسمي سيلين!
كرر حروف إسمها و كأنه يتذوقه، و هو يردد بإبتسامة.
_سيلين إسم فريد كصاحبته.x أنا فؤاد.
حركت رأسها بإبتسامة و هي تقول برقة
_تشرفت بمعرفتك سيد فؤاد.
نظر إلى عينيها بدفئ و هو يقول
_الشرف كله لي. يمكنك منادتي بفؤاد و حسب إعتبريني صديقا لك إن أردت.
نظرت له بعيونها العميقة، نظرتا تشع سحرا، و إغراءا خفيا، ليضيع هو في ليلهما و قد ضرب قلبه بصخب، كانت تدرك جيدا ما تفعل به، و تستمتع بذلك، كانت تهوى أن تجعل الرجال خواتما بين أصبعها، تديرها كما شاءت تقذفها و ترجعها متى أرادت. و كأنها تنتقم منهم جميعا، أولم يكونو أصل و سبب معانتها؟
_حقا؟!
قالتها بصوتها الأنثوي الجميل و هي لا ترفع عينيها عن عينه.ليهمس بعدم فهم. و قد غيبته نظراتها عن واقعه، كانت ساحرة مغوية، تجيد التغرير جيدا بضحيتها
_عفوا؟؟
إبتسمت له بدلال و هي تقول بنفس رقتها، بينما عينيها لم ينزلان عن وجهه.
_أحقا يمكنني أن أناديك بفؤاد؟!
حرك رأسه موافقا و هو يحاول تمالك نفسه بينما رد عليها
_اه. أكيد.
أمسكت بذراعه وسط صدمنه و هي تقول بدلال مدروس، فلم يكن لا مائعا و لا خجولا جدا
_إذن في ماذا سأعمل؟
كان مصدوما من تصرفها الجريء و هي تتعلق بذراعه هكذا، فسارعت بإبعاد يديها بسرعة و هي تخفض رأسها قائلة بحرج مصطنع.
_آسفة لم أقصد. أنا...احيانا يغلبني حماسي.
حرك رأسه دون معنى و هو يلاحظ توترها و الألم الذي رسم على ملامحها، ليحاول تبديد التوتر الذي خلق بينهم و هو يقول لها بدفئ.
_لا بأس خذي راحتك.
رفعت عينيها له و هي ترسم إبتسامة جميلة على شفتيها بينما تكرر سؤالها.
_إذن أي مهنة وجدتها لعديمة خبرة مثلي؟
أجابها بإبتسامته الحنونة و التي تجعله نسخة عن أبيه
_لا أحد يولد بخبرات سيلين،x الخبرات تكتسب مع الوقت و التجربة،x عموما هل يزعجك أنx تعملي في إستقبال الزبائن، و تلبية حاجيتهم، و أخذ الملافات و العصائر؟ هكذا كبداية فقط؟
إبتسمت و هي ترد عليه
_ساعية؟! أبدا ما دمت سأكون قربك فهذا يسعدني كثيرا.
نظر لها بصدمة و هو يتفجأ تنقلها في لحظة واحدة بين شخصية و نقيضها، فمرة تبدو رقيقة و خجولة و أخرى جريئة و مغوية، ضحكت و هي تنظر إلى ملامحه المصدومة لتقول بإبتسامة
_ألم تقل أننا سنصبح أصدقاء؟ أنا أخذ الأمور كما هي دوما و أتعامل على هذا النحو.
نظرت بحزن للأرض لترفع رأسها و قد تغلغلت الدموع بعينيها و هي تبعتد عنه، بينما ترفع كتفيها و هي تقول بألم
_قد تجد شخصيتي شاذة لكني لم أجد من يقومها.ربما هذا ما جعل الكل يبتعد عني.طلب صداقتك جعلني أفرح و أتلهف للأمر، لطالما كنت وحيدة، دائما عشت منبوذة فلا تلمني إن لم أستطع مدارات لهفتي.
كلامها الذي يقطر ألما جعله يشعر برغبة غريبة في إحتوائها و حمايتها، كما أحس بالذنب لأنه جرحها، همس بإعتذار و هو يخفض عينيه أرضا
_أسف جدا صديقيني يا سيلين لم أقصد. أنا فقط تفاجأت قليلا.
رفعت عينيها له بإبتسامة حلوة و هي تقول.بصوت مرح
_لا بأس. لا تبالي بي أنا ذات شخصية غير متزنة. لا طالما تصرفت بغير عقلانية.
هز رأسه بنفي و هو يجيبها
_لا بالعكس لا تقولي هذا شخصيتك رائعة جدا.
إبتسمت له و هي تسأله بإبتسامة لطيفة أجادت رسمها بحرفية شديدة
_حقا؟!
أومأ برأسه و هو يقول مؤكدا
_بالتأكيد.
إبتسمت له و هي تعود لآسر عينيه بعينيها، فتواصلت نظراتهما للحظات، قبل أن تقطعها هي حين قررت أنها إكتفت بهذا القدر الأن، فهي تحب أن تلعب على مهل، حتى تتذوق حلاوة اللعبة، إبتسامتها لم تفتر و هي تقول له برقة شديدة
_إذن هل سنذهب الأن؟
ظهر الإرتباك على محياه الوسيم الذي شاهدت فيه براءة رجولية لم تعرفها يوما، أخفت إستمتاعها بتأثريها عليه و هي تجيد التحكم دوما في ردات فعلها. خرج صوته مبحوحا قليلا و هو يقول مشيرا بيديه.
_سيارتي هناك هيا بنا.
حركت رأسها موافقة و هي تتبعه على مهل، لطالما عشقت البدايات و حمستها أكثر لنهاية تخطها بيديها كما شأت.
___________

وقفت أمام بوابة الشركة تقدم قدما و تؤخر أخرى غير قادرة على مواجهته بعد كل تلك المواقف المحرجة التي عاشتها معه، لا تحس أنها ستتمكن من النظر إلى وجهه بعد الأن، تمنت لو فرت هاربة منه للأبد، لكن حاجتها الماسة للعمل تدفعها إليه دفعا،x هي لم تكن في كامل وعييها أن ذاك حينما علمت بما حدث لأمنية لكنها الأن،x أدركت فداحة موقفها،xهو شاهدها في أضعف حالاتها و أكثرها تشتتا، لقد بدا الأمر محرجا جدا و هي تسترجع ذكرياتها البارحة لقد إستسلمت له تماما.x هو حملها حتى!
_صباح النور.
إنتفضت و قد بدا صوت ذلك الشخص الذي كانت تفكر فيه و كأنه قفز من مخيلتها إلى الواقع. لتستديرx إليه بصدمة و هي لا تقوى على النظر إلى عينيه حتى! أجابته بتلعثم و هي تحشر رأسها ارضا كطفة مذنبة
_صباح الخير.
إبتسم و هو يلاحظ خجلها الشديد و يعرف سببه، لكنه سألها برقة، يمتع عينيه بالنظر إليها
_هل أخفتك؟
حركت رأسها بنفي و هي لاتزال مصرة على عدم رفع رأسها إليه بينما تجيبه
._كلا.. لا... أبدا!
إتسعت إبتسامته و هو يرى تلعثمها ليسألها برقة
_إذن فلما تقفين هنا؟
مجددا أجابته بنفس تلعثمها و هي على وشك أن تنهار من حرجها.
__أنا؟x كلا، لا.
لم يستطع كتم ضحكاته هذه المرة و هو يسألها بحنان
_لما كل هذا التوتر أنا لا أكل أحدا.إسترخي قليلا.
زادت من نكس رأسها في الأرض و هي ترد عليه بصوت يسمع بصعوبة
_لا فقط.
إبتسم بدفئ و هو يقول
_حسنا لا بأس تعالي معي الأن.
تقدمها و هي لا تزال واقفتا مكانها دون أن تقوى على ال
حركة. ليستدير لها حين أحس أنها لا تتبعه. و هو يقول لها
_هيا يا أماني ما بك؟
_ح..حاضر.
قالتها و هي تتبعه بخطوات سريعة لتدركه. بينما إبتسامته لم تختفي أبدا على تلك الحسناء المتوترة.
_________
كان يجلس تحت ظلال شجرة زيزفون كبيرة، يحمل أحد الكتب بين يديه و قد لاح منها عبق ماض قديم، ماض بعيد جدا، قد بني بينه و بين الحاضر القاسي صروح لا أمل في تجاوزها، إنفجرت بحار بوسعها و قامت جبال بعلوها تفصله عنه، عبير ذكريات لا ينتهي، و ليس غيره على هذا المرار معين، يمضي بين أطلالها كالغريب، يرى أشلاء ما فات مرمية في كل مكان و دون فائدة يجمع شتات ما كسر يحاول إصلاحه و هو لا يصلح! كانت زقزقت العصافير الجميلة و هبوب الرياح العليلة، عاملين أساسيين ليجعلانه يعود ليعيش ذكريات الماضي بوضوح، يغمض عينيه و يتئك على جذع الشجرة متخيلا، أن هذه الزقزقة ما هي إلا رنة صوتها الحبيب، و أن لمسات الهواء، ما هي إلا مداعبة يديها الدافئتين. اه كم إشتاق! اه كم إفتقدها! و اه كم يحتاجها، قلبه المكلوم يتأوه ألفا في الثانية، دون أن يتوقف للحظة عن الرثاء على حبيبته البعيدة. لم يكن حبا عاديا ذاك الذي جمعهما، يستحيل أن يكون كذلك، فذاك الذي ربط بين قلبهما كان شيئا عجيبا لا يعرف له مسمى، حتى العشق يخجل أمام هيبة و قوة العواطف التي جمعتهما، و التي لم تنتهي أو تنقص رغم سنوات البعد الطويلة. ذاك الذي جمعهما كان معجزة لن تكرر أبدا.
كم مر من السنوات، لم يرى فيها وجهها الصبوح، لم يتطلع على أخبرها و لو من بعيد، لم يعد يقوى على عدهم فقد تاهت منه مقاييس الزمن، و هو يعيش وحده في زمن ليس كالأزمان، فهذا الحب كان يلزمه زمن و مكان مختلفان و نادران مثله. كانت مقاييسه مختلفة تماما. كل ما فيه كان نادرا. حتى ألمه كان نادرا.
هو يدرك أنه مر وقت طويل، طويل جدا،x لا يفهم كيف للوقت أن يمتد بهذه الطريقة الغريبة،x فلا يبدوا أن له نهاية،x و كأنه دخل زمن ألم سرمدي بعد أن كان ضحية حب سرمدي لا بداية أو نهاية له.
طوال هذا الزمن المديد لم يطمئنx قلبه على مالكته،و لم يعرف عنها من أخبار الدنيا شيئا، و لا يدري أي اثر بصمته عليها السنين، هذه السنين التي تركتx أثارهاx غائرا عليه في نفسه و جسده، لتلون شعره الذي كان أسودا كريش الغراب في ما مضى، بخييطات بيضاء، لم تزده إلا وقرا و وسامة جميلة، "كم أتوق لأرى ليلك و قد غزته النجوم". تبسم و هو يتذكر كلماتها حين كانا في ربيع عمرهما،و هي تمشط له شعره الأسود الداكن الذي لا طالما كانت تحب مداعبته كثيرا بأصاعبها الرقيقة، يتذكر تدليلها له كما لو كان إبنها، تلك العاطفة الأمومية المتدفقة بها التي تجعلها تتبنى كل ما تراه،x في أحيان أخرى تحب أن تكون طفلته الصغيرة المدللة، صغيرته هو وحده يتذكر تلك الوعود الجميلة، و الحب الصافي الذي جمعهما يوما، لكنه لم يختفي أبدا بإفتراقهما."اه يا توليب القلب و مليكة العمر أين أنت الأن؟ ها قد إكتسحت النجوم ليلي كما كنت تصفين و أوشك الليل أين يختفي، و يثلج العمر فما يظل غير البياض، كيف يا تراك أصبحت الأن، مؤكد زدتي بهاءا و جمالا عما كنت يا عمري، فأنت إمرأة تلونها السنين، زهرة لا تذبل و تتفتح يوما بعد يوم.
إبتسمx بألمx و هو يتأوه مفكرا، اه يا محمود، و من يضمن لك أن زهرتك الحبيبة لم تقطف؟ من يضمن لك أن أميرتك الصغيرة قد أصبحت تسكن بيت رجل أخر تربي أولاده. يا إلهي هل أصبحت الأن أما لأبناء رجل غيره، هل هي تحبه؟ هل نسينه للأبد؟ أيعقل أنه لم يعد إلا ذكرى باهثة، طمرتها في أحد الرفوف المنسية، او أوصدت عليها في صندوق رمته للبحر؟ كلا أميرته لا يمكن أن تنسى أبدا، هو يظلمها بتفكيره هذا، لكنه حقا سيموت أو يجن لو ظل يعيش.كل يوم بين ألف فكرة و فكرة، تتقادفه التوقعات المتضاربة، يحيي ظنا و يقتل الأخر في لحظة واحدة ، منذ فارقها و قد فارق كل الحياة و مباهجها، قد فارق السكينة و ودع كل جميل، يعيش فقط من أجل ولديه الحبيبين. سارة و فؤاد، ما كان ليظل حيا لولاهما،ربما كانت جثته ترقد بين التراب و روحه هائمة تحرس حبيبته، لكن من قال أنه حي أصلا؟ هي فقط روحه لا تزال حبيسة جسده اللعين، الذي أبى أن يخلصه من هذا الألم. و هو يجتر أحزانه و شجونه كل لحظة دون أمل بفراقها اللهم إذا كتب له لقاء مع بلسم جروحه.
نهظ من مكانه ينفظ عنه تلك الأحزان التي قسمت ظهره و مزقت روحه، يغلق الكتاب الذي ما كان يقرأ منه صفحة إلا و تهاجمه سيول لا تنتهي من الذكريات التي جعلها البعد مؤلمة قاتلة بعدما كانت حياة تعج بالسعادة، لقد أخبرته دوما أنها تخشى السعادة الكبير فهي دوما بداية لحزن أكبر، و قد كان معها الحق في كل ذلك. أكانت تحس بالقادم بينما هو كان معميا بالسعادة اللحظية التي يعيشها، فلم يتعب نفسه بالتفكير في غد كان لناظره بعيدا؟! ربما لو أخذ مخاوفها على محمل الجد، لما كان قد حدث. ما حدث.
x هو الأن يتذكر معشوقته بفستانها الرقيق و شعرها الأشقر الجميل، و هي تقرأ له الكتب مساءا في حديقة قصره بصوتها العذب، و كأنها ترتل تعويذة حب تربط روحيهما إلى أبد الأبدين، كانت عادتا يوميتا لهما، و هما يجلسان مثل جلسته الأن، ليقرأى بالتناوب صفاحات من كتب عديدة، كان دوما يتماطل حين يحين دوره في القراءة، ليسمع صوتها الحبيب إلى أطول وقت يستطيعه، ذلك القصر الذي هاجره منذ زمن، كما هاجر جميع النعيم الذي عاش فيه يوما، ليكتفي بهذا البيت الذي يقع في وسط الغابة، يضم ذكرياته إلى جعبته، فهنا كانت البداية الحقيقية لعلاقتهما،x هنا تحت هذه الشجرة بالضبط إعترف لها بحبه و طلبها للزواج.
بعيدا جدا عن المدينة التي سكن فيها مع محبوبته، هنا قد إعتكف هاجراx البشر و مكتفيا بالعيش مع ذكرياته، هنا أحب أن يكمل أعماله من بعيد، إلى أن كبر فؤاد و إستلم جميع أعماله، فإرتاح منها نظر إلى ساعة يديه الذي كانت هدية من حبيبته يوما ليهس لنفسه.
_إقترب موعد وصول سارة، علي تحظير الطعام.
و هو يتحرك بتثاقل ترق عينيه حنانا و هو يتذكر صغيرته سرور قلبه، من أجلها قد تخلى على روحه، و قد كانت حياتها على المحك. لم يكن له خيار أخر وقتها بعد أن وضعت دية إختطافها فراقا مع حبيبة قلبه، حين تدخلت أيادي الشر لتمزق حبا أسطوريا دون رحمة.




يتبع......


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-22, 04:03 PM   #154

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,708
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل السادس
(2)





_كيف حال أميرتنا الجميلة اليوم؟
كما توقع لم يحصل على أي ردة فعل منها، و هي تسند رأسها على حافة النافدة تتطلع بشرود إلى الخارج، بينما لا تزال مرتدية ملابس المشفى و هي نصف مستلقية على السرير. إبتسم بحنان و هو يتطلع لها بحب، كم كانت جميلة تسلب القلوب، حتى في حزنها جميلة رقيقة، تشعل في صدره رغبة عميقة بإحتوائها، لازال لحد الأن غير مصدق أنها عادت إليه من جديد، فقلبه الملتاع عليها لم يصفو بعد من تأثير قلقه عليها و هو مرتعب من إحتمال خسارتها، إقترب منها و هو يقول بصوت مرح.
_تبدين أكثر توهجا اليوم ذهبيتي، إذن أنظري ماذا أحضرت لك. الشكولا التي تحبينها.
لاحظ تقوس شفتيها بطفولية، كما إعتاد من صغيرته، فهي دوما طفلة حلوة في جميع حالتها، إبتسم بحنان و هو يلاحظ إستمرارها في تجاهله ليكمل
_و أنظري أيضا ماذا أحضرت لك باقة ورد جميلة لملكة الورد.
قالها و هو يضع الورد على الخزانة بجانبها.فشاهدها،x تحاول النظر إلى الباقة و هي لا تزال مصرتا على تجاهله، ليكمل حديته الأحادي و هو يقول
_و في الختام فقد أحضرنا الدبدوب للصغيرة الحانقة.
قالها و هو يداعب وجهها بالدمية.لتدرب يديه و هي تبعدها بضيق قائلة بإمتعاض
_رائد!
إبتسم بسعادة و هو يردف
_اوووه. و أخيرا سمعت إسمي من شفتيك الجميلتين، كنت فقدت الأمل بذالك. لما تحرمينني من صوتك الحبيب؟
جلس بجانبها على السرير، ليداعب خصلاتها و هو يكمل بصوت حاني
_إذن أميرتي ألن يرق قلبك على حبيبك، لم أعتدك قاسية جميلتي.
_لست حبيبي!
قالتها و هي تعقد حاجبيها بغضب طفولي تبعد يديه عن شعرها. لتكمل و هي لازالت تزم شفتيها
_ثم لا يحق لك أن تلمس شعري!
إبتسم و هو يرد عليها برقة.
_حقا؟ لن أفعل ذلك مجددا إذن.
ثم إنحنى ليقبل وجنتيها. اللتان إحمرتا بشدة، ضربت كتفهx معاتبة إياه بخجل أطاح بعقله
_رائد!
_عيونه حبيبتي
قالها بإبتسامة. فلم تستطع منع نفسها من الإبتسام هي الأخرى، لتتسع إبتسامته الحنون أكثر و هو يقول برقة.
_اه يا روحي كم إشتقت لحنانك، هو الوحيد الذي يشعرني أنني إنسان.
رفعت رأسها إليه لتلاحظ دمعته التي فرت من عينه، ليكمل بصدق و هو يرفع باطن يدها ليقبله بحب.يتشبت بكفها و كأنه يخشى أن تغيب عنه فيظل تائها بدونها.صوته خرج متأثرا قليلا من فرط مشاعره و هو يردف.
_خفت عليك كثيرا روحي، كنت سأموت إن حدث لك شيء! كانت لتكون نهايتي، فأنت من أهديتني الحياة ملاكي بعد أن كنت بدونك أعيش ميتا
_رائد.
قالتها بهمس خافت محمل بعواطف جميلة، و هي تمسح دموعه بيدها الرقيقة التي كانت ترتجف قليلا من ملمس بشرته و هي لا تصدق أنه أمامها الأن حقيقة ملموسة، و قد إشتعلت بها عاطفتها أمومية، التي دائما ما علقتها بهذا الرجل الذي لا تراه إلا طفلا مجروحا. تنظر إلى قسمات وجهه الوسيم الذي لم تختفي منه ملامح صبيانية، تشعرها كل ما نظرت إليه أنه بحاجةx للإحتواء، طفل تائه يحتاج ليد تمسك بيده كي يجد طريقه، لم تكن محتاجة لهذه المحنة لتعرف قلبه الكبير، لتعرف أي إنسان عظيم هو، لكن الحياة أصرت أن تلعب لعبتها بطريقة قاسية جدا، كانت تنظر إليه بحب فاض من مقلتيها و قد إمتلأت عينيها الجميلتين بالدموع، و يدها تمر برقة على لحيته المشدبة، بادلها هو النظر بإحتياج و إشتياق، ليضمها إليه بقوة يعتصرها بين ذراعيه و هو يقول بصوت خرج مبحوحا من ثقل العاطفة.
_لا تتركيني يا حبيبتي.أنا لم أحيى إلا معك يا عمري أرجوك لا تتركيني. ظلي بقربي لا تبتعدي. و أنا هنا دوما من أجلك
رفعت يديها هي الأخرى لتضمه إليها و هي تبكي بصمت في أحضانه، تفرغ ألامها و دموعها على الصدر الذي إحتواها بعدما فقدت كل ما تملك، حسرة ألما حزنا، رثاءا على الذات و كل من ذهب، تبكي وفاة أمنية لن تعود، فقد ودعت نفسها الأخرى إلى الأبد،x بعد يوم كانت فيه مدللة صغيرة، يسعى الجميع لإردائها، فأصبحت فجأة وحيدة، بعيدة، عندما نخسر أحبتنا، فنحن لا نخسر فقط أشخاصا كانو يهموننا بل نخسر معهم جزءا من نفوسنا و أحلامنا، جزءا من قلبنا و الكثير من آمالنا و ضحكاتنا، مضحكة هي الحياة حد البكاء، نظل نتوق للمستقبل و حين يأتي نتمنى أن نعود للماضي من جديد، ذاك أن الإنسان يتوق دوما، لما ليس بين يديه.
بعد مدة أبعدها عنه برفق و قدx خف نشبجهاx ليمسح دموعها بحنان و هو يحادثها برقة، يشبع عينيه بالنظر إلى محياها الجميل، الذي يشع كألف شمس.
_حبيبتي علي الذهاب للعمل، أرجوك إشفي بسرعة، لنعود للإشتغال معا كما الماضي. الشركة بدونك مظلمة تماما.
إبتسمت بألم و هي تقول بحسرة
_لن يعود شيء كالماضي أبدا. أبداً لن يعود.
تنهدت تنهيدة مثقلة و هي تنظر بألم إلى نقطة وهمية، و قد إنطفأت عينيها، و بحر من الحزن يبتلعها،حزن لن ينتهي إلى بإنتهاء العمر، هو أيضا يدرك أن لا شيء سيعود كما كان فالحياة تستمر، تستمر فقط. لكنها أبداً لا تبني ما هدمت بنفسها، تنهد هو الأخر يحاول إخراج الثقل الذي يجثم على صدره و هو يقول لها بصوت دافئ، لم تختفي لهجة الحزن منه.
_أمنية حياتي. الحياة يا عمري لا تتوقف يجب أن تستمر، دائما ما نسقط لكن علينا الوقوف مرة أخرى، سنة الحياة هذه منذ بدئ الكون و لن تتغير الأن، مؤلم قاتل ذلك، أدري كم الأمر سيكون صعبا، لكن ما من حل أخر، لو كرست عمرك رثاءا لما فات لن تستعيدي أبدا ما خسرته، لكنك ستخسرين القادم،كوني قوية حبيبتي، من أجل السيدة توليب، لن تكون سعيدة إن رأتك هكذا. لا تضعي اليأس يقتلك هو دوامة سوداءx تبتلع كل من يستسلم لها، لا تفقدي نفسك!
حركت رأسها بألم و هي تقول بنبرة تقطر شجنا.
_هي لم تعد موجودة، لا أحد ظل موجودا. لقد ذهبوا و تركوني أنا هنا.
أدرك أنها تقصد أماني، بلا أحد، و هو يعلم ألمها المتضاعف بفقدان توأمتها، فمن غيبه الموت حجته معه، ذلك أن لنا في الموت عزاء لا نجده في غيره من الفراق، هي تظن أماني تخلت عنها و لا تريدها، فأي أخت كانت لتترك شقيقتها بهذه المحنة؟ كان ليكره أماني لو أنه لا يدرك جيدا أسبابها. و يعلم أنها الأخرى ضحية لمكر أسود و أنها كذلك تحترق بعدا و هي مجلية بعيدا، وحيدة حقا لا سند لها، ماذا أصاب تلك الأسرة الصغيرة فشتتها تماما و محى سعادتها للأبد؟! إبتسم لها بدفئ و هو يرد عليها بلهجة حانية
_أمك ستظل دائما موجودة حبيبتي. الأشخاص الذين نحبهم، سيظلون دائما و أبدا موجدون فينا و معنا، جزءا لا يتجزأ منا، بذكراهم مواقفهم، أرائهم و ما تركو من أثر، و لو غابت أجسادهم فإن أرواحهم ستظل معنا للأبد. قريبة منا و لا ندرك ذلك. ثم إن أماني لاتزال موجودة و هي تحبك جدا. أماني ستعود إليك يوما و تعرفين أسبابها.هي ما كانت لتتركك أبداً حبيبتي إلا و لها سبب قاتل أرغمها.
علم أنه لم يكن الوقت المناسب لذكر إسم أماني و هو لم يخرجها من قوقعتها إلا بشق الأنفس. بدأ صدرها يتعالا بنشيج متألم و قد عادت العبرات لتتجمع في مقلتيها و هي تقول بحزن لا يظهى
_أماني تخلت عني بإرادتها و ما من أسباب قد تبرر موقفها أماني ماتت مع أمي ماتت!،أنا ما عادت لأخت أبدا أبدا. أتفهم؟! أختي الوحيدة و الحبيبة لم يعد لها وجود على هذه الأرض لقد إنتهت! إنتهت! هي ماتت! ماتت و لن تعود أبدا! ماتت و قتلتني معها!
قالتها و هي تصرخ بهسترية بينما دموعها تنسكب من مقلتيها بألم. ليربث على كتفيها محاولا تهدئتها، و هو يقول برفق
_حسنا. حبيبتي إهدائي فقط. إهدائي الأن. لن نتكلم على موضوع أماني حاليا. لكن يجب أن تكوني قوية، كني قوية أميرتي، فقد أتى الوقت لتكبرين، أنت على حق لن يعود شيء كما كان، لهذا يجب الأن أن تعتمدي على نفسك، أن تكملي حياتك. أن تبرهني للكل، أن وسط أمنية الطفلة الصغيرة، إمرأة قوية لا يستطيع أحد و لا شيء أن يهزمها، ألست إبنة أمك؟! كني ذكرى لتوليب برقتها واجهت الأعاصير، عاشت بين الأشواك، و حملتكم فوق كتفها، كني إمرأة قوية! كوني إمرأة لا تستسلم! لا تخفض رأسها! لا تجلسي في الزاوية تحتضنين ألامك، لا تكرسي حياتكx للرثاء فهو لن يستنزف إلا روحك أنت إبنة توليب.
إبتسمت بإرتجاف و هي تردد بينما دموعها لاتزال تنزل كالسيل.
_أنا إبنة توليب.
تبسم لها بحب و هو يقول
_أجل حبيبتي أنت كذلك، فكوني أقوى. كوني مثلها شامخة متعالية على أحزانك، قوية لمواجهة الحياة، لا تتوقفي فأنت فخرها، أنت ذكراها، ذكرى التوليب.
مسح دموعها برقة و هو يلقي عليها كلماته بدفئ، بينما عينيها تنظران إليه بإحتياج أطاح بقلبه و هي تردد بصوت مرتجف.
_هل سأستطيع أن أكون وفية لذكرى التوليب؟!
أومأ برأسه مؤكدا و هو يقول.
_ستستطعين! ستستطعين و أنا سأكون دوما هنا بجانبك.
قالها و هو ينهظ من مكانه ليقبل جبينها و هو يداعبها هامسا برقة
_إلى اللقاء صغيرتي. ظلي بخير.
شاهدت خروجه من الغرفة بأعين حزينة إعتادت غياب كل من تحب. ثم مدت يدها إلى باقة الزهور، لقد كانت توليبا أحمر، الورد المفظل لأمها. حشرت وجهها بين الوردات و هي تمتم.
_أفتقدك بشدة أمي. أفتقدك و أحبك جدا. ليتك تظلين قريبة معي. لما أحس أنك لم تذهبي، لما أظن أنك ستعودين في أي لحظة؟! أحبك أمي أحبك جدا.
___________
كانت تتبخر في مشيتها بين أروقة الشركة،بينما كعبها العالي يطرق الأرضية الملساء، فيلعب الدور الذيx أرادت تماما، يجلب كل الأنظار لها، بينما عينها تمارسان لعبة الإغواء التي أرادت،فبعد أن إعتادت أن تعيش في الظلام دوما منبوذة غير مرئية، أصبح هوسا لها أن تجذب الإنتباه إليها، أن تشعر بأن الجميع يشاهدها!
صحيح أن هدفها الأساسي فؤاد، لكن لا بأس من الإستمتاع قليلا، تعلم أن لعبة الفتاة البريئة ستكون ثقيلة جدا عليها، لكن لا بأس حتى ذلك الغبي فؤاد ممتع قليلا، هي فقط يجب أن تؤدي المهمة التي وكلت لها على أكمل وجه، و هل هناك شيء أسهل بالنسبة لها من إغواء الرجال؟ و خصوصا رجال عديموا الخبرة كهذا الفؤاد؟ هكذا دوما تقنع نفسها بالحياة التي تعيشها، و تحاول أن تفهمها أن ما تفعله إختيارها و ليست مجبرة عليه، فقد ملت من دور الضحية الذي فرض عليها منذ سنوات، و أصبحت تفضل الأن أن تكون ظالمة، على أن تظل مجرد لعبة في يدها، لكنها ما كانت تعلم أنها بذلك لم تكن إلا جلاد نفسها، و أن ذلك لن يغير من الواقع شيئا، ستظل كما هي، نكرة إنسانة من الدرجة الثالثة أو يقل. علمتها الأيام أن لا تشعر أبدا، لا بحب، لا بحزن لا بغضب أو رثاء، لقد أجبرت أن تكون إنسانة دون عواطف، كي تعيش في العالم الأسود الذي تنتمي إليه.
دقت باب مكتبه دقات ناعمة، مدروسة ككل شيء بها، ليصلها صوته و هو يأذن لها بالدخول. لم تنسى أن ترتب شعرها بيديها، قبل أن تفتح الباب.
رفع رأسه ما إن وصل إليه عبق عطرها، متى كان يحفظ عطور النساء؟! هو حتى لا يميز عطر أخته سارة، لكن هذا ليس كباقي العطور أبدا، فهو مميز، مميز جدا، فيه سحر و إغواء غريبين. ككل شيء فيها، كمشيتها الأن و كعبها العالي يصدر لحنا خصا يسبي القلوب، و تمايلها مع هذا اللحن بكامل جسدهاx شعرها الغجري طويلx يكمل الصورة بإتقان، ملكة إغراء غجرية بكل بإمتياز، ينقصها فقط خلخال يرن مع حركتها.
_سيد فؤاد
إنتبه لصوتها الذي أصبح أمامه تماما في هذه اللحظة، لم يدرك متى وصلت إليه، لكنه كان مسحورا، مسحورا لدرجة أنه أصبح ينسى كل شيئ و هي معه.يفقد نفسه تماما.
لما يحس بطاقة غريبة تملأ الغرفة ما إن توجد فيها؟طاقة تجثم على صدره، فتعيق تنفسه، لها طاقة غريبة ككل شيء فيها، ألم يعرف الغجر بالسحر؟ ربما هي واحدة منهم بسحرها و إغوائها، بكل ما يحيط بها.
كانت تبتسم بمكر داخلي و هي تدري تأثيرها عليه، هذا الشاب الثري صيد أسهل مما كانت تظن، لكنها تعلم أنه سيشعرها بملل قاتل، فهي لا تحب النوع السهل و المؤدب أبدا، يستفزها داخليا و هيx تحس أنه ما كان هكذا إلا لأن الحياة لم تنهشه بمخالبها،x ما كان هكذاx إلا لأنه لم يجبر أن يغير شخصيته و أن تمزق كل ذرة في كيانه، لكن لا بأس ما دام هناك وقت لبعد التسلية.فلتتمتع بمهمتها هذه قبل أن تبدأ مهمة جديدة بعدها، فهكذا هي حياتها، مسرح بلا جمهور، و هي ممثلة أجادت لعب كل الأدوار، و وسط كل هذا نست نفسها و لم تعد تذكرها، هي ليست ممثلة لها حياة خارج المسرح، هي كيان لم يجد نفسه فأخذ يتجسد بشخصيات الأخرين، فهي لا تدري من هي سيلين. أخرجها صوته من شرودها و هو يدعوها للجلوس ببسمته الودودة
_سيلين تفضلي إجلسي قليلا. أوشكت على إنهاء عملي، و سنذهب معا. فقط أرتب أورقا مهمة
كأي فتاة عائلة خجولة و بريئة، رغم أن لفظ العائلة يشعرها برغبة مؤلمة للضحك بسخرية، أجابته بصوت ناعم و قد إعتادت دوما العزف على أوتار صوتها لتخرجه كما شأت
_كلا سيد فؤاد لن أتعبك معي سأذهب لأستقل سيارة أجرة.أنت فعلت معي أكثر من الواجب لا أريد أن أتعبك أكثر.
رفع رأسه ينظر إليها و هو يقول بحزم لطيف
_بل سؤصلك أنا، اليوم تأخرتي في العمل بسببي، في العادة تخرج من هنا في الرابعة، لكن العمل كثير هذه الأيام، لذا ظللنا هنا إلى السادسة و نصف. ثم أنت لم تتعبيني أبدا.
إبتسمت و هي ترد عليه برقة و قد ألبست لهجتها ثوب الإمتنان
_و مع ذلك،سأذهب لأستقل سيارة أجرة، أنا في الأصل لا أستطيع رد جميلك، أنت قد إستأجرت لي غرفة في الفندق، و شغلتني عندك على الرغم أن لا إمكانيات لدي.
كان يلملم أوراقه و هو يهم بالوقوف، ليتحدث بلهجة لا تقبل النقاش و هو يحثها بيده على المشي دون أن يلمسها تماما، لكنها تعمدت أن تجعل ظهرها المكشوف منه جزء كبير يحتك بيديه التي كانت تقودها دون أن تلمسها، أحست بالرجفة التي إعتلته، ما إن لمست يده بشرتها، ليبعدها بسرعة كالملسوع، لتتسع إبتسامتها الماكرة أكثر، و هي تستمتع بنجاحها المضمون. فليس لها غير هذه النجاحات لتفخر بها كإنجازات عظيمة، تقنع نفسها أنها إنجازات عظيمة. و قد كانت مجموع ما وصلت إليه بحياتها.
فتح الباب و هو يتصبب عرقا بسبب المشاعر التي لم يختبرها قط، و بين ليلة و ضحها، جعلته هذه الفتاة يتخبط في عواصف من المشاعر القوية و الغريبة، غجرية بأغوائها تسحبه معها لعالم مجهول و هو ما بيده إلا أن ينصاع إليها مغمض العينين، كان يحاول ضبط نفسه ما أمكن و التحكم في ملامحه حتى لا تفضح تأثره، نظر إلى مساعدته التي كانت لاتزال جالسة على مكتبها.حاولا أنx يجلي صوته و هو يقول لها.
_اوه! ألازلت أنت هنا؟ألم تذهبي بعد؟ إذهبي بسرعة فلست بمزاج يسمح لي بإحتمال ضغط زوجك.
قالها لها بمداعبة، و هو يصطنع المزاح، لإخفاء ماx يجول بداخله.ثم أكمل بإبتسامة لم يذهب عنها التوتر، دون أن ينتظر جوابها فما كان لحظتها قادرا على مواجهة أحد
_إلى اللقاء هدى. حاولي أن لا تتأخري أكثر
قالها و هو يصطحب سيلين معه للخروج من الشركة، بينما ظلت هدى تتعقب أثره، هو و تلك الفتاة الغريبة، هي لم ترتح لها إطلاقا، تزم شفتيهاx بعدم رضى و هيx ترى حركتها المليئة بالغنج، فؤاد شاب لطيف و بريئ لا يعلم ما وراء بعض الأقنعة من أفاعي. و هي لا تبدوا إنسانة صافية أبدا
_من تلك القنبلة التي مع فؤاد؟
رفعت رأسها لزوجها التي تعلقت عينيه بالمغوية، لتحمر وجنتيها بغضب شديد و هي تصرخ به معاتبة
_ألا تخجل يا حاتم تتحدث بهذه الطريقة أمامي! هكذا أنتم الرجال تطير عقولكم مع هذه المناظر الرخيصة، ذاك الإمتلاء في الأماكن الخاصة يجعلكم تعمون عن كل شيء!
إقترب منها و هو يحاوط خصرها ليقول بمداعبة. و هو يقرص وجنتيها
_ألا أستطيعx المزاح حتى! حرام عليكx تجهزين لي سيلا من الإتهامات من أجل كلمة و هل أستطيع يا عمري، x أن أرى سواك، و أنا يستحيل أن أحب سواك، فما همني شيء بغيرك؟
رغما عنها فرت منها إبتسامة راضية و غضبها يخبو بسرعة كما إشتعل، ليسألها بجدية
_ لكن فعلا من تلك الفتاة التي مع فؤاد لم أراها يوما هنا؟ تبدوا غريبة عن الشركة.
تنهدت و هي تجيبه بشرود
_لقد أتت للعمل اليوم كساعية، و لاحظت تقاربا بينها و بين فؤاد هو من أوصلها في الصباح. لكني في الحقيقة لم أرتح لها أبدا
حرك رأسه موافقا على كلامها و هو يقول
_معك حق أنا أيضا، لا أحب هذا النوع من النساء، لكن فؤاد شخص راشد و لا أظنه سيقع في فخ فتاة كهذه.
رقعت حاجبيها و هي تقول بدلال تحرك رأسها فتتحرك معه خصلاتها البنية القصيرة
_و أي نوع تحب يا حضرة السلطان؟
قربها منه ليقبلها بحنو على شفتيها و هو يقول
_ أحب نوعا من النساء، ليس ككل النساء، قد جمع فيه أحلى المزايا التي باانساء. نوع يدعى هدى، هدا لي وحدي.
إبتعدت عنه و قد إحمرت خجلا هذه المرة و هي تعاتبه.
_حاتم نحن في الشركة قد يعود فؤاد في أي لحظة!
إتسعت إبتسامته و هو يقول.
_لا تخشي شيئا يستحيل فؤاد أن يعود فتلك المغوية سلبته عقله و هو لم يراني حتى أنا.
لم يمنحها فرصة للإعتراض و هو يرى تقلص ملامحها بضيق شديد، و قد كساها الغضب، ليمسك برقبتها يسحبها إليه و هو يخفض وجهه ملتقطا شفتيها بينما يهمس لها بمشاعر جياشة.
_إشتقت لك كثيرا حبيبتي. أشتاق إليك كل ثانية.
إرتخت ملامحها و هو يحيطها بحبه، لترفع يديها تستند بكفها على صدره القوي و هي تبادله قبلته، قبل أن تضطر لإبعاده خوفا من أن يتمدى و هي تقول بإبتسامة.
_كفاك شغبا حاتم لنا بيتنا.
إبتسم و هو يغرز اصابغه في خصلاتها البنية بينما يقول.
_أنت السبب أنا لا أطيق صبرا بعدك. و أنت برأس حجري ترفضين العمل معي، و لعنادك استحق سرقة قبلة مسروقة هنا قبل عودتنا للبيت.
إبتسمت له بحب و هي تقول.
_أحبك كثيرا حاتم.أنا اعشقك.
______



يتبع.......


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-22, 04:05 PM   #155

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,708
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي




(3)



وقف يتأملها من باب المكتب المفتوح و هي تعقد حاجبيها مركزتا تمام التركيز على الأوراق التي أمامها، كم تبدوا حلوة و هي تشتغل بهذا التركيز، بل إنها حلوة في جميع حالاتها، تملك هالة جاذبية كبيرة، تطوقك بالدفئ و الإطمئنان، و كأنها تخبرك أن كل شيء سيكون بخير. لها طاقة جميلة و نادرة، لم يذكر أنه رءاها إلا على أمها، فيبدوا أنها ورثتها منها، كانت تتوقف للحظات، لتمر بنظرها على السطور تعيد قرأتها، بينما بإصبعها تتلعب بأحد خصلاتها الحريرية، تديرها حوله كخواتم من ذهب.ثم تتكرها لتنساب من جديد كشلال الحرير فوق كتفيها، لم يستطع أن يمنع نفسه من سرقة نظرة قصيرة إليها حين أتى عندها و وجد الباب مواربا لكنه غير مسدود بالكامل، أن يعيش حياته كلها وحيدا يتيما، فيتعود على برودة العواطف من حوله، ثم تأتي هي و تشعل عواطفه كاملة، تذكره أنه إنسان يحتاج للأخذ و العطاء، و قد كرس هو حياته سابقا للعطاء فقط و ما وجد من يعطيه. فمن يتوقع أن شخصا بثروته هو في أمس الحاجة إلى أحد يحتويه، يحس به. يحبه! فبعد وفاة والدها تربى للسنين في ملجئ الأيتام، و وجد نفسه عندما كبر أمام مسؤوليات أكبر بكثير من سنواته الثامنة عشر، في ذلك الوقت لم يسانده إلا ذلك الرجل الطيب، صديق أبيه الذي إستظافه في منزله مع ولديه. و ساعده على إدارة أعماله حتى إستطاع الوقوف على رجليه، و رغم أنه كان محتاجا بشدة إلى دفئ الأسرة، لم يستطع البقاء هناك أكثر، فهو دوما كان يكره أن يكون عالة على أحد، يحب الإستقلالية، رغم حاجته للحب و الحنان، دائما ما تكون مشاعر اليتيم معقدة، و هو تربى و كبر يتيم الأب و الأم.
عاد من غوصه في الماضي و هو يتأملها من جديد،xx كم هو محظوظ بهذه الحورية التي خرجت إلى حياته من العدم، لتضفي عليها لونا خاصا، نكهة لذيذة و محببة، تملأ عليه فراغ حياته المجحفة بوجودها الدافئx تنحنح لتشعر بوجوده، فشاهدها ترفع رأسها له.و هي تمد يديها لأذنها تزيل إحدى السماعات منهاx ليتحدث هو ما إن شعرها تمنحه إهتمامها
_إذن سيدتي، كيف وجدت العمل معنا؟
قالها و هو يتجاوز عتبة الباب، ليقف أمامها عند المكتب، إحمرت وجنتيها دون إرادتها، و دقات قلبها ترتفع مرة أخرى، لا تعرف لما وجوده دوما يوترها بطريقة غريبة، و نظراته الحانية تنفد إلى داخلها، لقد إعتادت على وجوده معها في الأيام السابقة، و كأنها وجدت فيه ملاذا أمنا، و هي بعيدة عن أسرتها، كان متوضعا تماما في تعامله مع الجميع، يعاملها بلطف شديد، فلا تشعر أنها مستخدمة عنده، بل زميلة له، تحب جملته الذي يلقيها على الجميع "نحن مجموعة واحدة"، فتتذكر رغما عنها أمها الحبيبة، إبتسمت له بدفئ و هي تجيبه
_سيد فراس. أهلا. في الحقيقة إستمتعت كثيرا في العمل هنا و الجو رائع جدا .أحببت كثيرا تصميم الشركة، إعتماد الخشب في التأثيث، و الألوان الحية الجميلة. إضافة إلى الزهور الحلوة و اللطيفة
كانت تقولها و هي تحرك عينيها في أنحاء المكتب، متعمدتا إبعاد نظراتها عنه، بينما هو قد إستغل الفرصة ليتأملها أكثر، أتتحدث عن جمال المكتب في حضورها؟ و هل سمحت هي لهذا الجمال بالظهور، و قد غطت عليه بطلتها البهية التي تخطف القلوب؟ لو كانت الحيطان تتحدث، لا سمع تدمرها من هذه الجميلة، التي سرقت منها جميع الأضواء
_لقد زادت الشركة جمالا بحضورك. و كأن الشمس قد أشرقت عليها.
نكست رأسها في الأرض بخجل و قد أصبحت وجنتيها كحبة طماطم، بل كحبة فرولة تجعلك تطوق للإلتهامها.بينما أجابته بصوت خافت النبرات
_شكرا.
إتسعت إبتسامته أكثر و هو يرد عليها
_حبا و كرامة. إذن ألن تذهبي بعد، الشركة ستغلق، أتعلمين أننا الوحيدين اللذان لازلنا هنا الأن؟
_حقا؟!
قالتها و قد رفعت رأسها بمفاجأة و قد تحولت حمرتها لإصفرار،x و هيx تقف بسرعة من كرسيها، ليقول لها مبتسما.
_لا تخشي يا صغيرة فأنا لا أكل الفتايات الجميلات، أخبرتك بذالك سلفا.
عضت شفتيها بحرج و هي تخفض رأسها للأرض مجددا، بينما ترد عليه نافية إعتقاده، فهي قد وجدت فيه الأمان و ما كانت لتخشاه أبدا.
_اه. لا لا لم أقصد ذلك، أنا لا أخشى شيئا، فقط تفاجأت.
كانت صادقة فعلا، هي لم تخشاه أبدا، لم تخشاه يوم أنقدها و ركبت معه سيارته، لم تخشاه يوم حملها و أخذها للفندق، فلما ستخشاه الأن، كيف تخبره أنها أحست بأمان ما أحست به يوما إلا معه؟ كيف تخبره بأنها رأت فيه الأب الذي لم تملكه يوما؟ الأب الذي ما شعرت بإفتقاده إلى بعد موت أمها، هي لم تملك أبدا علاقة مع الجنس الأخر، لم تكثرت به أصلا، لكن معه هو الأمر مختلف، مختلف جدا. ربما رحيل أمها و بعدها عن أسرتها جعلها تفطن كم تحتاج إلى أب و سند يظلل حياتها، إلى شخص يقف معها في السراء و الضراء.
_إذن.هيا بنا؟
أخرجها صوته من أفكارها و هو يفسح لها الطريق ليدعوها لتتقدمه. مجدداx لعقت شفتيهاx و هيx تشعر بتوتر شديدx منه، حركت رأسها بينما تجيبهx برقة.
_حسنا.
إستقلا المصعد جنبا إلى جنب، كانت تنحشر في إحدى زواياه، و هي تخشى أن تصل ضربات قلبها الصاخبة إلى أذنيه، بينما هو كان يتأمل خجلها الشهي، و هو يتمنى أن تطول اللحظة أكثر، هو متأكد أنه لن يمل أبدا و لو ظل عمره كله يتأملها، لكن أمنيته طارت هبأ الريح و المصعد يفتح أبوابه، حين وصلوا إلى المرأب. رأها تخرج بخطوات متعجلة دون أن تنظر إليه أبدا. تبعها و إبتسامة حلوة زينت شفتيه،x ليودعها و هي تستقل سيارتها، و هو الأخر يقوم بفتح خاصته.
_مع السلامة أماني. إلى الغد إن شاء الله
إبتسمت و هي تومئ برأسها بينما ترد له تحيته بصوتها الحاني.
_إلى اللقاء. مع السلامة.
إستقلت سيارتها، و تلك البسمة لازالت معلقة على شفتيها، هناك أشخاص ذكراهم فقط تجعلك تبتسم دون أن تشعر، و هو كان من بين الأشخاص القلائل الذين يدخلون القلب دون إستئذان، ليس بالمعنى الرومانسي للحب، لكنهم يستوطنون القلب بطريقة مميزة تشبههم فيكنون قربين من الجميع. تماما كأمها.
حركت سيارتها و قد طال و قوفها، لتخرج من المرأب و هي تضغط على عدة أزرارx تصل الهاتف بمذياع السيارة متصلة ببيلسان كما أصبحت عادتها كل يوم.
___________

كانت تقود سيارها في الطريق الجبلية المؤدية إلى منزلهم، بينما إبتسامة حالمة مرتسمة على شفتيها، يصدح المذياع بأغنية من أغانيx العندليب، الذي كان يستمع أبوها إليها و قد شعرت الأن أنها في حاجة لسماعها
" بيني و بينك ايه؟
يا ريت تقولي عليه
شغلت بالي ليه؟ليه؟
شغلتي بالي ليه"
تسترجع ذكريات اليوم و الإبتسامة الحالمة تعانق ثغرها، بينما نظراتها قد إكتست بلمعان غريب، أصبحت كمراهقة صغيرة تبتسم ما إن تمر بخاطرها ذكر حبيبها، حبيبها؟! هل قررت ذلك الأن؟ أأصبحت تعتبره حبيبها، و لم يمضي حتى أسبوع على عمله معهم؟ يبدوا أنها أصبحت تفكر بطريقة عانس،x بعد أن عانقت الثلاثين! يا رب هل حقا و صلت لهذه الدرجة من اليأس و الإحباط، لتفسر أي إبتسامة من الجنس الأخر، على هواها، لا ليس أي إبتسامة، بل إبتسامته هو وحده.
"داري جمالك و عطف قلبك
و إبعد خيالك عني لحبك
تشغلني و تنساني
وتطاول حرماني"
كانت كلمات الأغنية تعاندها. كلما حاولت أن تعاتب نفسها بإبعاد تفكيرها عنه، فتقوم بإلقاء أحاسيسها على أذنيها بصوت العندليب الشجي، أخفضت نافدتها قليلا لتصلها لفحات الهواء الباردة تلعب كما شاءت بشعرها الأسود، و السيارة تنساب على الطريق كلحن الجميل، كل ما يحيط بها تراه شاعريا كمزاجها، فما سر هذا النائل، أأتى من مدينته البعيدة خصيصا ليسرق قليها العذري؟
عادت بذكرتها إلى ساعات الظهر الماضية، حين كانت تنزع عنها مئزرها الطبي، لترتدي معطفها، من أجل خروجها لتناول وجبة الغذاء، ناداها صوته قبل وصولها إلى باب المشفى، و قد نزع هو الأخر مئزره الطبي،x و إرتدى لباسه الشتوي الثقيل، لباس ثقيل جدا بالنسبة إليها، لا تعلم كيف يتحمله، فهي بطبعها تكره الملابس الثقيلة و لا تطيقها، تحس أنها تخنق أنفاسها.لهذا إعتادت أن تلبس دوما ملابس خفيفة مهما بلغت البرودة، فجسدها الذي تربى وسط الجو البارد و نشأ به، أصبح قادرا على تحمله. أما هو فيبدوا أنه لم يعتد بعد برودة المدينة الجبلية، و قد إعتاد الطقس المعتدل الموجود بالساحل، كان يرتدي قميصا من الصوف، في لون أخضر غامق يميل إلى الأسود، بينما يرتدي فوقه معطفا رماديا يصل إلى ما قبل ركبته، و أحاط رقبته بوشاح من الصوف باللون الرمادي، مخططا بالأسود، حتى حذاؤه كان شتويا مبطنا، لا تذكر أنها إرتدت يوما هذا الكم الهائل من الملابس، فدائما ما كانت تقنط من الملابس الكثيفة، كان شعره البني الناعم مصففا بطريقة جميلة للأعلى، ولحيته الخفيفة مشذبة ببراعة، قد زادت وجهه تألقا، أما قصة عينيه بخضرتهما الغامقة المماقلة للون قميصه، فهي سحر لا نهاية له.
"سارة أتسمعنني؟"
إنتفضت و قد أخرجها صوته من أفكارها الحمقاء، لتغرس رأسها في الأرض بخجل و هي تضغط على أصابعها بتوتر.تحاول أن تداري عنه وجهها كي لا يعرف أين سبح بها خيالها المتطرف و هي تتغزل به علنا بعينيها، أجابته بصوت خرج منها مرتجفا يكاد يسمع بسبب همسها.
"أجل أسمعك."
إبتسم إبتسامته الساحرة، ليمد يديه يفرق بين أصابعها قائلا.
"إرحمي أصابعك الرقيقة، ستكسرينها، أتعلمين حياة كم من شخص متوقفة على هذه الأصابع الهشة".
رفعت رأسها إليه بصدمة من فعلته، و هي تحس بقلبها يهوي للأسفل، بينما إبتسامته قد زادت توترها أضعافا.x و هوx يرمقها بنظرة أطاحت بقلبها، علم أنها لن تخرج من صدمتها ليبادر هو بالحديث.يسألها دون أن تختفي إبتسامته التي تعانق ثغره القوي.
"ستذهبين لتناول وجبة الغذاء؟"
حركت رأسها لتقول بصوت يكاد لا يسمع و قد خرجت كلمتها متقطعة
"أأ..أجل."
إتسعت إبتسامته أكثر، و هو يدقق النظر في ملامحها الخجولة، ليقول لها برقة
"إذن هل تقبلين دعوتي للغذاء."
بتلعثم أجابته، و هي لا تستطيع تكوين جملة مفيدة حتى.
_"ناااا...كنت...أجل....في الحقيقة...أتناول وجبة في مكان قريب...إذن...لا دعي لأتعبك."
كان يبتسم أكثر و أكثر دون أن يزيح عينيه عنها، بينما يستمتع كثيرا بتلعتمها.في حين كانت هي تنهر نفسها بشدة على إرتباكها المبالغ فيه الذي يفضحها، هي تعامل الجميع بعفوية مطلقة و لم تمتلك يكن الخجل الشديد عائقا لها يوما، فلما هو إستثناء في هذا؟ سمعته يردف بصوته الحاني بلهجة مازحة
"رغم أنني لم أفهم شيئا مما قلتي، لكن أدني لم تلتقط كلمة رفض وسط كلماتك المتقاطعة لذا سأعتبر الأمر موافقتا منك."
قالها و هو يقودها بينما يضع يديه على ظهرها، ليصل بها أمام سيارته، و قد كانت هي تتبعه كالمنومة. فتح لها الباب، ليحثها على الجلوس في المقعد الأمامي بجانبه قائلا بنبرة منمقة
"تفضلي سيدتي."
لم يشأ ذاك التوتر المهول الذي تلبسها أن يتركها اليوم و هو يشدها بقوة، فخرج صوتها خافتا جدا و هي تقول
"سيارتي..."
أجابها مبتسما و هو يحثها على الجلوس بسيارته
"لا بأس لن يحدث لها شيء هي في مكانها، فقط إتبعيني حضرة الدكتورة."
كان يحاول إختلاق أحاديث مختلفة أثناء طريقهما القصيرة، لكنه كان حديثا من طرف واحد فبسبب توترها، لم تستطع خوض الحديث معه أبدا، فكانت تكتفي بإماءات بسيطة.غريبة جدا هذه الشخصية التي خلقها بها، و لم تكن تعرف بوجودها يوما.
دخلا إلى مطعم صغير، ذو جو حميمي، بألوانه الدافئة، و المدفئة الحجرية التي تتوسطه، رغم أنها الأقدم في المدينة، فقد قضت دائما حياتها العملية هنا، إلا أنها لم تزره يوما، كانت تراه فقط من بعيد، فهي لن تذهب إليه وحيدة، و لم تمتلك أصدقاء للخروج معهم، حينما كانت تخرج رفقة فؤاد، فهما غالبا يبتعدان عن هذه المدينة، فكما هو حال أي مقيم في مدينة ما، فإنه يتوق دائما لأستكشاف مكان أخر، أما مدينته فيظن أنه يعرفها كاملة، فيتغضى عن بعد جزئياتها البسيطة، ليتفاجأ حين يجد بعدها الزائرx أدرى عنه بمدينته. ذاك أن الغريب كثيرا ما تكون نظراته للأمور الجديدة أدق من ذاك الذي ترعرع و عاش فيها و وسطها، فهناك أمور من فرط ما نظن أننا نعرفها نكتشف فجأة أنه لم نعرف منها شيئا!
أزاح لها الكرسي، يدعوها للجلوس، فأخفضت وجهها أرضا و هي تشكره مغمغمة بكلمات لم تكن واضحة و هي تهم بالجلوس، و ما إن جلست حتى قام بدفع كرسيها قليلا يقربه للطاولة، و يتجه بعدها إلى كرسيه يجلس أمامها.و تلك الإبتسامة التي تربكها ترفض أن تغادر ثغره، و كأن بينها و بين شفتيه عهد و ميثاق غليظ، كالعهد الذي بينها و بين خجلها اليوم و لا تذكر متى أبرمته مع نفسها.
رغما عنها كانت تشعر بإحساس جميل و قلبها يحلق كطائر تعلم الطيران لتوه، فأصبح يرفرف بجناحيه معانقا سعادة جميلة، تداعب حواسه، صحيح أنها مدللة كل من أبيها و أخيها،x لكنها لم تحضى يوما بهذه المعاملة، معاملة سيدة جميلة. معه بدأت تتعلم أبجديات لا تعرفها أبدا، فأصبحت أمامه طفلة صغيرة.
ما إن جلسا حتى أتى النادل إليهما ليسألهما عن طلابتهما.x و ما إن أملى عليه نائل طلبه حتى وجه نظره لسارة و هو يسأله بإحترام.
"و زوجتك؟"
لم يصحح له و قد إتسعت إبتسامته ليقول و هو ينظر إلى عينيها بطريقة أربكتها تماما و شتت كل حصونها.
"هل تسمحين لي بالإختيار عنك؟"
أومأت برأسها تمنحه موافقتها، و هي تلعن توترها الذي لا يسمح لها حتى بالحديث، لم تتخيل يوما نفسها وسط هذا الخجل المأساوي و قد كانت تفتخر دائما بسيطرتها على الأمور
"إذن ستحضر لها كما طلبت تماما، إضافة إلى كعك صغير من الشكولا."
رفعت رأسها بحماسة طفلة و هي تقول، بينما نسيت كل توتر و أي شيء كانت تفكر به.
"كيف علمت أنني أحب الشكولا؟"
إبتسم لها بمداعبة و هو يقول
"أمر بديهي،x فكل الأطفال يحبون الشكولا".
عقدت حاجبيها و هي تقول برفض جعلها تبدوا لذيذة في عينيه.
"أنا لست طفلة، أنا طبيبة!"
إستند بمرفقه على الطاولة يقترب بوجهه إليها قليلا و هو يقول
"أنت طبيبة لكنك طفلة صغيرة جدا و خجولة."
"لست خجولة!"
قالتها و وجنتيها محمرتان بشدة، ليقول بضحك. و هو يغمز لها
"بإمارة وجنتيك الحمراوتين. أنت طفلة خجولة جدا."
عضت على شفتيها و هي تحاول التحكم في توترها المحرج بينما ترد عليه
"كلا أنا فقط..."
إبتسم بدفئ و هو يجيبها
"حسنا لا دعي للغضب، لكن فقط كني معي على راحتك، أريد سارة النشيطة التي تملءx ممرات المستشفى بهجة و سرورا، سارة التي لا تتوقف ضحكاتها عن الرنين، ففعلا أتمنى أن تعتبريني كما قلتي، وحدا من أسرة المستشفى."
إبتسمت لتقول مخفضة وجهها و هي ترفع يدها تزيح عن وجهها خصلة من خصلاتها السوداء
"في الحقيقة أنا فقط لا أتأقلم بسرعة."
إبتسم و هو يقول لها بمشاغبة
"ليس هذا ما سمعت عنك".
رفعت رأسها لتصرخ به بتهور و اللون الأحمر قد تفق من وجنتيها.
_"نت السبب! فأنت من تملك طاقة رهيبة توترني!"
صدحت ضحكته ترن في المكان و هو يرجع رأسه للوراء، مما جعلها هي تتوتر أضعافا مضاعفة بينما تتمنى أن تنشق الأرض و تبتلعها. ليوتقف هو عن الضحك يوجه نظراته إليها بعد أن مسح دموعا فرت من عينيه بسبب ضحكاته، إقترب بوجهه منها يأسرها بعينيه اللتان زاد بريقهما بسبب ضحكاته، و هو يقول لها بصوت دافئ
"إذن إسمحلي بمساعدتك. لتتجاوزي طاقتي الرهيبة".
حركت رأسها بموافقة و هي تعض على شفتيها، لتتسع إبتسامته و هو يمعن النظر بها. بينما يمد يده لها لمصافحتها و هو يقول
"إتفقنا؟!"
بادلته الإبتسامة بإرتجاف و هي تمد يدها ليحتضنها بيديه و هي تجيبه
"إتفقنا."
إستيقظت من ذكرياتها عند وصولها إلى باب مزرعتهم، بينما كان فؤاد قد وصل لتوه أيضا و هو يركن سيارته، و قف ينتظرها أن تنزل ليقابل جبينها و يداعب شعرها قائلا برقة
_كيف حالك حبيبتي تأخرت اليوم عن عادتك.
رفعت كتفيها مجيبة إياه و هي تجيبه بإبتسامة.
_كما تعلم نحن في عملنا كأطباء، لا نسير على نظام و وقت معين. حسب الحالات نحن نعمل.
إبتسم و هو يرد عليها
_عموما لقد أتينا في نفس الوقت دعينا ندخل الأن
قالها و هو يصطحبها معه للداخل. لكنها أوقفت تمنعه عن الدخول و هي تقول.
_إنتظر لنا كلام أنا و أنت.
عقد حاجبيه و هو يقول
_أي كلام هذا يا سارة؟!
غمزت له مجيبة
_بالتأكيد حول الحسناء الغجرية حضرة السلطان.
رغم عنه إرتسمت إبتسامة على ثغره و هو يقول.
_ماذا تريدين أن أقول لك، أنا أخبرتك بكل شيء.
عضت على شفتيها و هي تقترب منه لتضع يدها على صدره جهة قلبه و هي تقول.
_أخبرتني عنها لكن الأن أخبرني عنك و عن شعورك إتجاهها ألم يطرق قلبك حبا لها؟!
توتر ملامحه و هو يجيبها بدفاع
_ما هذا الجنون الذي تنطقين به، كيف أقع في حبها و أنا بالكاد تعرفت عليها.
إتسعت إبتسامتها و هي تشيد إلى قلبه الذي بسطت عليه يمناها.
_دقات قلبك يا حبيبي إنها تفضحك.
رغم عنه إحمر وجهه قليلا و هو يرد عليها.
_هل أنت متأكدة أنك إختصاصية في أمراض القلب و الشرايين؟ يعني تدركين كل خوالج القلب، و تعرفين أن إرتفاع نبضاته لها أسباب عضوية.
رفعت حاجبيها و هي تقول.
_فؤادي هذا الكلام ليس علي أنا حبيبي، لن تفهم في عملي أكثر مني. إعترف و كفاك تماطلا.
حرك رأسه بيأس و هو يقول.
_بما سأعترف صحيح أنها فاتنة و جذابة لكن.....
قاطعته و هي تقفز صارخة
_يا إلهي فؤاد قلت فاتنة و جذابة! لا أصدق أنت...
قاطع كلامها و هو يغلق فمها بيده بينما يهمس
_يا مجنون ستفضحيننا لا أحد يستطيع الحديث معك.
أبعدت يده عن فمها و هي تقول بإبتسامة و دلال.
_فؤاد حبيبي عرفني عليها. يجب أن تعرفني هليها في أقرب وقت فهي ستصبح زوجة أخي.
فغر فمه بصدمة و هو يقول
_يا مجنونة عن أي زواج تتحدثين، ليس بيني و بينها أي شيء. أنا فقط أساعدها.
رفعت كتفيها و هي تجيله.
_ليس شأني عرفني عليها.
سحبها معه بإتجاه بوابة القصر، بينما يحيط كتفيها بيده. لينحني هامسا في أذنها.
_حينما تعرفينني أنت على الدكتور الوسيم.
رغماx عنها تشنج جسدها و هي ترفع له رأسها تسأله بصدمة.
_كيف عرفت أنه وسيم؟!
غمز لها قائلا.
_مصادر خاصة. ثم مهلا أنت تعترفين أنه وسيم؟! هل...
ضربته على ذراعهx قد إحمرت وجنتيها و هيx ترد عليه
_بالتأكيد حسناء المجنونة عبأت رأسك بتخاريفها، دعنا ندخل أبي ينتظرنا.
شاكسها و هو ياخدها معه داخل القصر.
_الأن تذكرت والدتك يا جميلة.
مقدورك أنت تمضي أبدا
x x x x x xx في بحر الحب بغير قلوع
و تكون حياتك طول العمر.
x x x x x xx طول العمر كتاب دموع
و تجوب بحارا و بحارا
x x x x x x x x و تفيض دموعك أنهارا
و يكبر حبك حتى يصبح أشجارا أشجارا
على صوت عبد الحليم حافظ. دخل كل من فؤاد و سارة، ليجدا والدهما يقوم بتوزيع الطعام على المائدة، بينما ينبعث الصوت من مذياعه العتيق. يعكس شرود والدهم و ملامحه التي كساها الشجن، إبتسم لهما و هو يرفع رأسه إليهما بينما يقول.
_هل أتيتما أخيرا؟ أتعلمان كم مرتا قمت بتسخين الطعام و إعادة تسخينه؟ هيا نظفا يدكما بسرعة، و تعاليا لتناول الطعام.
يعرفان جيدا مزاج أبيهما هذا، فهو دائما يبدوا كشخص يعيش خارج حدوده الزمني، يبدوا كمن يتشبت بالماضي و كأنه كل الحياة، يعيش فيه بقلبه و وجدانه، و مع ذلك فهو حينما يكون معهم. يكون دوما أبا بشوشا حنونا، طيبا، بروح مرحة، يحب دائما مداعبتهما.
غير أنه في بعد الأحيان القليلة، بصبح متباعدا جدا، حزينا إلى أبعد الحدود. إبتعدت سارة عن فؤاد، لتقترب منه مقبلتا وجنتيهو هي تقول برقة
_مساء الخير حضرة السلطان، إشتقت لك يا بطلي.
ربت على شعرها و هو يقول
_و أنا دائما في أشتياق لكم أحبتي دعنا نأكل الأن.
هكذا قطع الحديث و قد بدى الكلام صعبا جدا عليه، فما كان منها إلى الإنصياع لرغبته، لتتوجه لأخذ مكانها على الطاولة، كما فعل والدها و فؤاد ليتناولوا عشاءهم في صمت ثقيل لا يقطعه إلا تغريد العندليب الحزين، و هو يشدو بحب مكلل بالخسارات.



انتهى الفصل السادس من رواية ذكرى التوليب
قراءة ممتعة لكم حبيباتي
موعدنا يوم الإثنين القادم إن شاء الله
تحياتي وقبلاتي



نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-22, 04:09 PM   #156

فاتن نبيه
 
الصورة الرمزية فاتن نبيه

? العضوٌ??? » 487008
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » فاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس

فصل جميع بالكثير من المشاعر المزدوجة البهيه سارة برقتها و عفويتها التي تبهج القلب تطل بطلتها التي تسلب الانظار فما بال من يراها متجسدة امامه في احلي هيئاتها و اجمل طله، ضحكاتها و بسماتها و عفويتها زحزحه ركام الالم و فتحت بيبان الامل مما يجعله مرتعب من القادم و محب للحاضر يود لو يعيشه بكل كيانه بكل ما به من الم الماضي التي زينته هي دون ون تدري فيكون حاضره مؤلمه بحب و موجع بسعادة
خليط مشاعر متناقضة تنفي تمام الزعر الذي يرتسم علي ملامحه ما ان تحط شبح الماضي و الذكري علي قلبه فلأيهما الغلبة يا تري

لعبه رخيصة مدروسة رقيقة و عفوية و متناغمه في ظاهرها تشع كرها و خبثا في باطنها، لعبه حتي الآن يضع فؤاد قدمه علي بابها لا يري الا نورا بهيا امامه و يغفل عن الظلام الدامس اسفله فهل يتقدم اكثر و يقع بااهاوية ام يتراجع و يتخلي عن حميته المفرطه، و هي حرباء ملونه تتخفي في اكثر من زي ولون كلما غيرت موطنها و لا تعلم ان الباطن واحد اما ابيض او اسود،لا وجود للون الرمادي، حياتها فقط هي الرمادية المائلة للسواد تغفل بعينيها عن شعاع الابيض فيها و تنزلق اكثر في وحل الظلام فهل يكون لها منقذ و قشه تزيل غشاوة ناظريها لتبصر البياض في عالمها

الماضي ان لم يحمل من الوجع و الالم ما يقسم الفؤاد لا يسمي بالماضي و من لا يعرف ماضيه ليس له لا حاضر و لا مستقبل لكن السيء ان نقف في منتصق الطريق نولي ظهرنا للحاضر و المستقبل و ننغمس في الماضي نريد العيش به ولا نعبء بحاضرنا، نظن اننا لازلنا في ماضينا و لا نعلم ان الارض من اسفلنا تتحرك فلا الايام ستتوقف عن التوالي من اجل اجد و لا تعاقب الليل و النهار سينجلي فلماذا نصر علي امعان النظر في الظلام و نغلق اعيننا ما ان يحل الصباح، محمود الذي يعيش مع وهم الماضي و يضع قدمه علي حافة الهاوية لا زال يذكر لماساتها و سكناتها التي تودي بعقله بعيدا فيطير مع ماضي قريب سعيدا بنشوة متخيلا قربها و سريعا ما يسقط مرتضما بالارض الصلبه ليستيقظ علي حياة الوحده و الخواء التي فرضها علي نفسه يهلك قلبه بافكار و الغاز ولا يعلم ان الروح المحبه صعدت لخالقها فيعيش في بحر من الالغام و العشق المبتور

ها هي اماني التي تكره الضعف و تفرض علي نفسها ستار الحذر وجدت من تطمئن معه، تلقي بجميع دفاعاتها و حصونها بعيدا لتتصرف علي سجيتها و هي برفقته،تذوق طقم الراحه المنقوص فتفرض علي نفسها الاعمال الكثيرة حتي لا تعطي لعقلها فرصة اللعب هنا و هناك و يهلكها كما العادة بافكار سوداء تثقل قلبها، جميل ان يشعر الانسان منا بالانتماء لأحد ومؤلم جدا ذلك الشعور بالخواء و النقص و التيه كما هو مؤلم فقدان الاب الذي شعرت به اماني الآن بعدما فقدت الاب و الام في يوم واحد يوم غابت شمس والدتها !!

و ها هي امنية تعيش مع المها و فكرة تخلي اختها عنها تدمي قلبها فيحط الفارس علي قلبها بسلاح الامان يرويها بدفء الكلمات و يبهجها باحلي البسمات يبذل ما يستطيع من جهد لتتخلي عن و حدتها و تقابل العالم بقلبها الجديد المفعم بالطاقة الحزينه، يشجعها علي الاستمرار و سلوك نهج والدتها الابيه التي رفضت الانصياع لنيران الحب و الحزن فعاشت تظلل عيناها الدموع و تكسي القوة و جهها بينما قلبها يئن بوجع و اشتياق

فصل اقل ما يقال عنه جميييييل، مليء بالعاطفة الصادقة و وهج الاحلام تزينه كلمات قلمك الحساس و المفرط المشاعر، فصل رقيق كما صاحبته يثير المزيد من التساؤلات التي ننتظر الاجابه عليها بفارغ الصبر



ودا يا ستي تصميم الفصل اتمني يعجبك 😍😍


فاتن نبيه متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-22, 04:26 PM   #157

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,708
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتن نبيه مشاهدة المشاركة
الفصل السادس

فصل جميع بالكثير من المشاعر المزدوجة البهيه سارة برقتها و عفويتها التي تبهج القلب تطل بطلتها التي تسلب الانظار فما بال من يراها متجسدة امامه في احلي هيئاتها و اجمل طله، ضحكاتها و بسماتها و عفويتها زحزحه ركام الالم و فتحت بيبان الامل مما يجعله مرتعب من القادم و محب للحاضر يود لو يعيشه بكل كيانه بكل ما به من الم الماضي التي زينته هي دون ون تدري فيكون حاضره مؤلمه بحب و موجع بسعادة
خليط مشاعر متناقضة تنفي تمام الزعر الذي يرتسم علي ملامحه ما ان تحط شبح الماضي و الذكري علي قلبه فلأيهما الغلبة يا تري

لعبه رخيصة مدروسة رقيقة و عفوية و متناغمه في ظاهرها تشع كرها و خبثا في باطنها، لعبه حتي الآن يضع فؤاد قدمه علي بابها لا يري الا نورا بهيا امامه و يغفل عن الظلام الدامس اسفله فهل يتقدم اكثر و يقع بااهاوية ام يتراجع و يتخلي عن حميته المفرطه، و هي حرباء ملونه تتخفي في اكثر من زي ولون كلما غيرت موطنها و لا تعلم ان الباطن واحد اما ابيض او اسود،لا وجود للون الرمادي، حياتها فقط هي الرمادية المائلة للسواد تغفل بعينيها عن شعاع الابيض فيها و تنزلق اكثر في وحل الظلام فهل يكون لها منقذ و قشه تزيل غشاوة ناظريها لتبصر البياض في عالمها

الماضي ان لم يحمل من الوجع و الالم ما يقسم الفؤاد لا يسمي بالماضي و من لا يعرف ماضيه ليس له لا حاضر و لا مستقبل لكن السيء ان نقف في منتصق الطريق نولي ظهرنا للحاضر و المستقبل و ننغمس في الماضي نريد العيش به ولا نعبء بحاضرنا، نظن اننا لازلنا في ماضينا و لا نعلم ان الارض من اسفلنا تتحرك فلا الايام ستتوقف عن التوالي من اجل اجد و لا تعاقب الليل و النهار سينجلي فلماذا نصر علي امعان النظر في الظلام و نغلق اعيننا ما ان يحل الصباح، محمود الذي يعيش مع وهم الماضي و يضع قدمه علي حافة الهاوية لا زال يذكر لماساتها و سكناتها التي تودي بعقله بعيدا فيطير مع ماضي قريب سعيدا بنشوة متخيلا قربها و سريعا ما يسقط مرتضما بالارض الصلبه ليستيقظ علي حياة الوحده و الخواء التي فرضها علي نفسه يهلك قلبه بافكار و الغاز ولا يعلم ان الروح المحبه صعدت لخالقها فيعيش في بحر من الالغام و العشق المبتور

ها هي اماني التي تكره الضعف و تفرض علي نفسها ستار الحذر وجدت من تطمئن معه، تلقي بجميع دفاعاتها و حصونها بعيدا لتتصرف علي سجيتها و هي برفقته،تذوق طقم الراحه المنقوص فتفرض علي نفسها الاعمال الكثيرة حتي لا تعطي لعقلها فرصة اللعب هنا و هناك و يهلكها كما العادة بافكار سوداء تثقل قلبها، جميل ان يشعر الانسان منا بالانتماء لأحد ومؤلم جدا ذلك الشعور بالخواء و النقص و التيه كما هو مؤلم فقدان الاب الذي شعرت به اماني الآن بعدما فقدت الاب و الام في يوم واحد يوم غابت شمس والدتها !!

و ها هي امنية تعيش مع المها و فكرة تخلي اختها عنها تدمي قلبها فيحط الفارس علي قلبها بسلاح الامان يرويها بدفء الكلمات و يبهجها باحلي البسمات يبذل ما يستطيع من جهد لتتخلي عن و حدتها و تقابل العالم بقلبها الجديد المفعم بالطاقة الحزينه، يشجعها علي الاستمرار و سلوك نهج والدتها الابيه التي رفضت الانصياع لنيران الحب و الحزن فعاشت تظلل عيناها الدموع و تكسي القوة و جهها بينما قلبها يئن بوجع و اشتياق

فصل اقل ما يقال عنه جميييييل، مليء بالعاطفة الصادقة و وهج الاحلام تزينه كلمات قلمك الحساس و المفرط المشاعر، فصل رقيق كما صاحبته يثير المزيد من التساؤلات التي ننتظر الاجابه عليها بفارغ الصبر



ودا يا ستي تصميم الفصل اتمني يعجبك 😍😍








حبيبتي الغالية مدهش جدا تصميمك تسلميلي لي...
أما عن تحليك في الفصل فحقا أقف عاجزة لا أجد ما اقول، فقط ملاحظة ألم تكتشفي شيئا في أخر الفقرة الخاصة بمحمود؟ هناك شفرة لجزء من السر هههه
اصبح فصلي جميلا و هو يرتدي كلماتك الرائعة التي غزلتها بحبك المبهر. بين الماضي و الحاضر و ما يخبؤه المستقبل سيمضي أبطالنا...
شكرا على كلماتك فاتنة قلبي


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-22, 04:34 PM   #158

فاتن نبيه
 
الصورة الرمزية فاتن نبيه

? العضوٌ??? » 487008
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » فاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
حبيبتي الغالية مدهش جدا تصميمك تسلميلي لي...
أما عن تحليك في الفصل فحقا أقف عاجزة لا أجد ما اقول، فقط ملاحظة ألم تكتشفي شيئا في أخر الفقرة الخاصة بمحمود؟ هناك شفرة لجزء من السر هههه
اصبح فصلي جميلا و هو يرتدي كلماتك الرائعة التي غزلتها بحبك المبهر. بين الماضي و الحاضر و ما يخبؤه المستقبل سيمضي أبطالنا...
شكرا على كلماتك فاتنة قلبي
ههههههه بت اخشي الهبد حبيبتي فصحتك لا تحتمل.🥺😂😂😂😂😂

شكرا لكي علي هذه الاحداث الرائعة 😍😍


فاتن نبيه متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-22, 05:02 PM   #159

فاتن نبيه
 
الصورة الرمزية فاتن نبيه

? العضوٌ??? » 487008
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » فاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
حبيبتي الغالية مدهش جدا تصميمك تسلميلي لي...
أما عن تحليك في الفصل فحقا أقف عاجزة لا أجد ما اقول، فقط ملاحظة ألم تكتشفي شيئا في أخر الفقرة الخاصة بمحمود؟ هناك شفرة لجزء من السر هههه
اصبح فصلي جميلا و هو يرتدي كلماتك الرائعة التي غزلتها بحبك المبهر. بين الماضي و الحاضر و ما يخبؤه المستقبل سيمضي أبطالنا...
شكرا على كلماتك فاتنة قلبي
كونوا شاهدين علي تلك الماكرة يجر قدمي الآن لاهبد وبعدها تقول بمسكنه لا تتسرعي حتي لا تحرقي الأحداث 🙄

احترت معك يا فتاة والله تعلمين سأخذ الحان الربيع ونهرب بعيدا نصنع من خيالنا رواية موازية ههههههههه 🙄😁😁


فاتن نبيه متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-22, 07:12 PM   #160

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,708
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتن نبيه مشاهدة المشاركة
كونوا شاهدين علي تلك الماكرة يجر قدمي الآن لاهبد وبعدها تقول بمسكنه لا تتسرعي حتي لا تحرقي الأحداث 🙄

احترت معك يا فتاة والله تعلمين سأخذ الحان الربيع ونهرب بعيدا نصنع من خيالنا رواية موازية ههههههههه 🙄😁😁






ههههه حتى أترك لك ألحاني ممنووع أن تأخذيها. هذا جزائي لأني احاول أن اثير إنتباهكم، يا مشاغبة، و من منعك عن الهبد؟ إهبدي ما شئتي و أنا سأضحك فقط


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:21 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.