آخر 10 مشاركات
العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          311- الميراث المتوحش - مارغريت بارغتير -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          468 - لهيب الظل - ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          604 -الحب أولاً وأخيراً - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          56 - لقاء فى الغروب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          355 - ميراث العاشقين - كاى ثورب ( روايات أحلامي ) (الكاتـب : MooNy87 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          فوق الجروح اللي بقلبي من سنين يكفي دخيل الله لا تجرحوني روايه راااااائعه بقلم الهودج (الكاتـب : nahe24 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree5261Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-07-22, 02:18 AM   #331

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
وين بدي آخذك معي بشهر العسل ههههههه ؟!
لكن رحتها كمان مرتين وانا صغيرة هههه هون خيانة بس يمكن كانوا اهلك لسة مش متجوزين هههه

شوقتينيي للمغارة والمنظر 😍

شو هذا البوكاديو ؟!...مش نفس ثمرة الأبو كادو ؟؟!


هههههه ما بعرف وين كانت شيزو لما تجولت انا عالكورنيش ههههه



حبيبتي أنت
ههههههه لا يا بنتي البوكاديو أكل نوع من السندويشات، يملؤون في ذاك الخبز الفرنسي الطويل. لذيذ جدا أنا مغرمة به.
و المغارة حبيبتي فعلا رائعة تدخلين لعصر أخر هي تحفة فنية، الغريبة ان بالعوامل الطبيعية رسمت خريطة افرقيا في بابها في مشهد يخطف الانفاس.


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-22, 09:17 PM   #332

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخيرات والمسرات....
على شعب التوليب الغالي...
ساقوم حالا بتنزيل الفصل....
اتمنى لكم قراءة ممتعة


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-22, 09:19 PM   #333

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل العاشر




1
وقفت تمص شفتيهاx و هي تفكر في الخطة التي ستشرع في تنفيديها،x كم ملت من جمود و برائة هذا الرجل،x فهو لا يساعدها أبدا بأي خطوة،x هي من عليها دائما المبادرة،لمx يسبق لها أن شاهدت شخصا مثله أبدا، كانت تكفيها إشارة من يديها كي يسقط جيش من الرجال راكعا أمامها. الدنيا كانت بخيلة معها في كل شيء، لكنها منحتها نصيبا وفيرا جدا من الإغراء و الجمال، نصيبا كان لعنة عليها في أول مشوار حياتها، حين بيعت كالجواري لعجوز يعاند السنين بنكاح الفتيات القاصرات، و كأنهن قادرين بذلك على إرجاع شبابه، أبدا لا تستطيعx نسيان تلك التجربة المريرة التي مرت به و التي تجعلها كل مرة تحقد على جنسه أكثر فأكثر، فتشحن عزمها لتذيقهم القليل من الذل الذي تجرعته بالسيول!
لم تصب حين ظنت اللعبة مع هذا الفؤاد ستكون سهلة، فهو شاب مختلف عن كل من عرفتهم لا تنكر، لكنها أبداً ليست التي تخرج خاسرة أبداًx و هذه المهمة بالذات لها وقع خاص عليها، إنها تستهدف عائلة محمود!
حسنا خطة هذه المرة ستتسبب لها في خسائر صغيرة،x لكن لا بأس في مقابل الأرباح الكبيرة التي ستجنيها من بعد،x لا بأس من بعض الخسارة مقابل الكثير من الأرباح، و هي أبداً لم تخشى يوما الخسارة ببساطة لأنه لا يوجد لها ما ستخسره أو تخاف عليه! فيخاف الناس عادة على عائلتهم أموالهم شرفهم أو حتى حياتهم، هي لم تملك عائلة يوما و نصيبها من المال هو ذاك الذي تناله من عمليتها و ينتهي مع إنتهاء عملها، أما شرفها فقد أنتهك و هي مجرد طفلة عانقت الخامس عشرة بصعوبة، و بالنسبة لحياتها فهي شيء بالغ التفاهة!
إتفقت مع أحد الأطباءx "المكلفين بالأعمال السوداء طبعا" و اه كم تعرف هذا النوع! عليها أخذها لدواء يتسبب لها في رفع درجة حرارتها و يتسبب لها ببعض التعب،x دون أن يسبب لها أضرار جانبية،x و بعد لحظات سيبدأ تأثيره بالظهور،x لذا عليها أن تكون بمكتبه،x لتبدأ بتمثيلية الإغماء الشهيرة في المسلسلات،x حيث تسقط البطلة المتعبة بين أحضان حبيبيها. و يكبر الحب إلى بقية القصة، ضحكت بإستهزاء و هي تفكر في الأمر "الحب!"، أكبر كذبة إبتدعها المبتدعون لجني المال و الأرباح الطائلة بها، و قد كان لهم ما أرادو. التجارة في الحب تجارة مربحة جدا، الغريب أنهن يتاجرون في بضاعة ليست موجودة! و يصدقون في الأخير الكذبة التي إخترعوها، لكنها لم تكن لتنخدع بالكذبة أبداً، فالحياة قد علمتها بأقسى الطرق أن ما قد يجمع بين رجل و إمرأة لن يكون إلا مصلحة أو إستغلال أو شهوة!
لكن لا بأس من أن تتاجر هي أيضا في هذه البضاعة الوهمية، و تدخل لتأدية دورها كبطلة الفيلمx مع مديرها الوسيمx مع أنها تختلف عن باقي البطلات ظاهرا إلا أنها مثلهم في الحقيقة يمثلون الحب من أجل جني المال، هي أيضا ممثلة محترفة لا تقف على خشب مسرح. بل على أرض الواقع تعانق كل الشخصيات بإحتراف و دون زلة!
كان منكبا على عمله يراجع بعض أوراق الصفقات الحالية للشركة، حينما أحس بدخول سيلين عليه لمكتبه، لم يكن محتاجا ليرفع رأسه كي يراها، لأن رائحة عطرها المسكرة تسبقها دوما لتعلن بوجودها، و تنبهك بإستقبال الأميرة الغجرية، غير أنه أحس بشيء غير طبيعي، فخطواتها ليست كما إعتادها دائما، فلطالما كانت تصنع لحنا مميزا و هي تنقر بكعبها العالي الأرض، و كأنها عازفة بيانو تبدع في صنع أعذب الألحان. لخطواتها رنة موسيقية تلف القلب و تثمل العقل و كأنه يتعاطى أقوى أنواع المخدرات،x مختلفة في كل ما فيها و كأنها خلقت أساسا من الإختلاف!
رفع رأسه إليها و اللحن المهزوز يثير شكوكه، ليشاهد وجهها الشاحب بشدة، و هي تجر قدميها جرا، تترنح في مشيتها دون أن تسقط بأعجوبة، نهظ من مكتبه تاركا أوراقه و عملهx ليقترب منها سائلا إياها بقلق و عينيه تتفحصان وجهها الشاحب عن قرب و الذي إختلطت سمرته مع إصفرار لا يناسبها أبداً، بينما عينيها النجلاويتين المغريتين دوما، كانتا زائغتين و قد إختفى عالمه منهما.
_سيلين هل أنت بخير؟!
حركت رأسها و هي ترسم شبه إبتسامة على شفتيها، تنظر إليه بإهتزاز بينما تجيبه بصوت يكاد لا يسمع.
_بخير بخير.....
غير أنها قبل حتى أن تكمل جملتها الضعيفة، كانت تهوي على الأرض فاقدتا الوعي، كانت ردة فعله يريعة و هو يتلقفها بقلق حقيقي بين يديه و هو يتمتم بإسمها .
_سيلين. سيلين هل أنت بخير أجبيني أرجوك.
لكن لا حياة لمن تنادي كانت قد فقدت الوعي تماما،و قد أتى الدواء بمفعوله المرجو، و أتمت هي دورها حاليا، ليأتي دور البطل الشهم حتى يكمل باقي المشاهد المعتادة، إدفعهم لما تريد ثم ناولهم القلم، ليكملوا عنك ظنا أن ذلك إبداعهم هم!
أخذها للأريكة الموجودة في المكتب ليمددها عليها،x رفع يديه لجبنيها، فلسعته حرارتها الملتهبة. وقف من مكانه و هو يهمس بقلق شديد
_يا إلهي إنها تحترق. علي أن أنادي الطبيب!
خرج بسرعة من مكتبهx لينادي هدى بنفس قلقه و مضطربة، و قد بدى فجأة كطفل صغير لا يعرف التعامل مع الموقف الذي وقع فيه
_هدى بسرعة نادي الطبيب أريد أن يكون هنا حالا أرجوك!
نهظت هدى من مكتبها و هي تسأله بقلق ترى حالته المضطربة التي لم تعرفه بها يوما
_ما الخطب يا فؤاد أكل شيء بخير؟
هز رأسه دون معنى و هو يجيبها بقلق
_سيلين فقدت وعيها و حرارتها مرتفعة جدا.
مجرد الإسم أشعل نيران الغضب في نفسها، أهو غبي لهذه الدرجة حتى لا يحس بندالتها؟! حاولت التحكم في أعصابها و هي تسأله بعملية.
_هل أنادي سارة أم طبيب الشركة؟
أجابها بسرعة و هو يعود مجددا إلى مكتبه
_سارة ستتأخر، نادي أكرم بسرعة.
أومأت تجيبه
_حسنا سأفعل.
قالتها هدى و هي تتجه إلى هاتف مكتبها بينما ترفع حاجبيها متنهدتا بضجر و هي تغمغم مع نفسها.
_تلك الأفعة يا الله لا أستطيع إحتمالها أبدا! ألم تجد غيرها يا فؤاد. أقسم أنها فقط ممثلة بارعة، كم فيلما عرض هذه اللقطة و لازال ينخدع بها الرجال؟! اقسم انها تعمدت الوقوع هكذا بين ذراعيه رغم أنني لم اشاهد شيئا
أوقفت ثرثرتها المغتاضة،x لتقوم بالإتصال مرغمةx بأكرم طبيب الشركة، الذي يعمل في المستوصف. و هي تلعن و تسب في نفسها ألف مرة!
__________
_حرراتها مرتفعة جدا تحتاح للراحة و العناية و ستكون بخير، من الأفضل أن تتصل بعائلتها لأخذها إلى البيت.
قالها الطبيب بعد أن إنتهى من فحص سيلين. بينما حرك فؤاد رأسه و هو يرسم إبتسامة مغصوبة على شفتيه، بينما يردx على الأخر
_حسنا. شكرا جزيلا يا أكرم، نأسف على إتعابك معنا.
هز أكرم رأسه و هو يقول بمهنية
_العفو سيدي أنا لم أفعل إلا الواجب. لكن كما أخبرتك إتصل بأهلها، و أكد لهم على الإعتناء جيدا بها، هذه وصفة الدواء فلتتبعها و إن شاء الله ستكون بخير.
خرج الطبيب من المكتب، ليتنهد فؤاد بتعب و هو يستلقي على أقرب أريكة بجانبه، و هو يغلي قلقا من الداخل، مرر يديه على شعره بقلة حيلة، و هو يفكر بالطريقة التي سيخرج بها من هذه الورطة التي نزلت عليه فجأة، ليتخذ قراره،x فليحدث ما يحدث لن يتركها وحيدة في هذه الحالة، رغما عنه يشعر أنه مسؤول عنها، و ليس فؤاد الذي يتخلى عن مسؤوليته مهما كان السبب، هي لا تملك في الدنيا أحد و إلتجأت له في ضعفها، فهل يردها خائبة الأن؟! صحيح أنه لحد الساعة لم يستطع تحديد طبيعة علاقته بها، و هو يشعر برغبته بالإقتراب منها حينا، ثم يدفع بعيدا عنها في حين أخر، دون أن يفهم سبب القرب أو سبب البعد،x حمل هاتفه ليضغط على زر الإتصال. و ما أن أجابه صوتها على الطرف الأخر، قال بسرعة مستنجدا بها
_سارة أحتاجك يا أختي. هل تستطعين المجيء عندي للشركةx الأن؟!
إستمع إلى جوابها ليقول بإمتنان
_حسنا. حسنا حبيبتي سأنتظرك.



يتبع......


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-22, 09:22 PM   #334

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي




2






_أمنية هل أنت بخير يا إبنتي؟ هل فعلت لك تلك المجرمة شيئا؟!
قالتها نارين و هي تنظر إلى أمنية الواقفة أمامها، بمحفظات سفر كبيرة.x مما جعل القلق يملأ قلبها
_ما عدت أستطيع أن أظل هناك. البيت أصبح خانقا غير محتمل. هو لم يعد كما كان أبداً.
إرتجف صوت نارين و هي تقول بألم شديد بينما تزيح لها الطريق
_تفضلي يا إبنتي هيا أدخلي
إنحنت تأخذ منهاx حقائبها الكبيرة، لتغلق الباب من ورائها، ربثت على وجنتي أمنية و هي تتأمل بأسى وجهها الشاحب و عينيها الحمراوتين. لتقول بحنان شديد و قد إرتجف صوتها من ألمها الشديد
_يا حسرتي عليكما يا إبنتي، يا حسرتي عليك يا صغيرتي و لما حل بكما.
إرتجفت شفتيها و هي تنظر إلى عيني خالتها الغالية التي ترى فيهما نسيما من ذكرى التوليب
_تعبت.
غصة بكاء قد خالطت كلمتها اليتيمة التي إنهار لها جسدها بتعب حقيقي، لترتمي في أحضان السيدة نارين التي كانت دوما بمثابة الأم الثانية لهما، بكت بحرقة في أحضانها، بينما كانت نارين تربث على ظهرها بحنان أمومي و تهمس في أذنها بكلمات مواسية. إبتعدت عنها بعد فترة عندما هدأت لتمسح عينيها و هي تقول مطرقة رأسها للأرض.
_أنا فعلا أسفة خالتي. أعدك أنني لن أثقل عليك كثيرا سأحاول الحجز في أحد الفنادق.أنا فقط لم أجد غيرك لألجأ إليه، وحدك أنت و بيلسان من ظللتم لي من عائلتي
كشرت نارين وجهها بعتاب حقيقي و هي تقول بلهجة مأنبة
_و الله حرام عليك يا أمنية! عيب يا إبنتي! كيف تجرئين على قول ذلك. أنت إبنتي يا أمنية أتفهمين؟ انا لا أفرق بينك أنت و أماني و بين بيلسان، كلكن بناتي و فلذة كبدي، أنت نسمة من روحي الغالية.!
و فندق ماذا تتحدثين عليه؟! هذا بيتك. إن لم يسعك أضعك هنا فوق رأسي أتفهمين
قالتها نارين و قد أدمعت عينيها تأثرا لتكمل بصوت مبحوح من حزنها
_توليب كانت أختي. كانت أغلى ما أملك و انتما أمانة عندي. فأرجوك لا تقولي هذا يا أمنية. انت تؤلمنني صغيرتي، فأنا لا أكف عن الشعور بتقصيري الشديد من ناحيتكما أنت و أختك
كم تأثرت و سعدت في نفس الوقت لترتمي مرة أخرى في حضن نارين و هي تقبل رأسها و وجهها قائلتا بعاطفة حقيقية
_خالتي. شكرا جزيلا. شكرا جزيلا لك غاليتي.
ضمتها نارين لصدرها بقوة و هي تقول
_أفديك بروحي. أفديك بحياتي صغيرتي.
طال العناق التي كانت كل واحدة منهما تستخلاص شذى التوليب منه.
________
لم تأتي! كان ينظر لساعته للمرة التي لا يذكر كم من كثرتها ،xو هوx يتأفف كل ثانية،x مع كل تكة لدقات الساعة الرتيبة، لم يستطع التركيز في العمل أبدا و هو هكذاx ينتظرها. كان يحمل الملف لينزله مرة أخرى، فباله هرب منه لها. أميرته التي لم تعد شمس الصباج تشرق إلى حين تطل عليه بمحياها المليح، تنهد ألفا أو ربما أكثر، و قد تسللت صورتها الحبيبة لمخيلته تعانده أنها أبدا لنx تتركه يعيش لحظات من زمنه دون التفكير فيها، حبيبته الغيورة قد جندت طيفها في بعده حتى يحرس على عدم الغفلة عنها و لو لثواني، فالظفر بالأميرة أمنية، ليس أمرا سهلا أبدا، و ضريبته بالتأكيدx عظيمة.
كانت دائما ما تمر عليه لتحيته حين تأتي.x لكنها اليوم لم تفعل على غير عادتها.x ذهب مررا للتأكد من مجيئها، لكنه لا يجد سوى الفراغ لا وجود لها و لا حتى نسيمها الذي يحمل عبق الياسمين قد مر من هنا، تأخرت شمسه عن الشروق هذا الصباح، فطال ليله المظني اليوم، ليله الذي سيظل أسود حالكا قبل أن تكون هي نجومه و قمره، هي نوره الذي لن ينجلي.xقام من مكانه يطل من النافدة عله يرى سيارتها تشؤف الساحة، عله يجد أي أثر تركته بين الزوايا. و مجددا لم يجد!
و في الأخير ترك باب مكتبه مفتوحا ليراها عندما تأتي. فهي لا بد من أن تمر بجانب مكتبه لتصل إلى مكتبها، حيلة كان يقوم بها قديما ليستمتع برؤية وجهها الصبوح بداية كل يوم و هي ترفع يديها تلوح له مرسلتا تحية الصباح و قد تألق وجهها بالخجل اللذيذ، كان حينها يمنحها إبتسامة من أجمل إبتسامته التي لم يوجدها إلا من أجلها، و مرة أخرى يدعوها لتشاركه الفطور، بحجة أنه لا يحب تناوله وحيدا، و رغم إرتباكها، كانت توافق في الأخير و عينيها تقفزان بمشاعر الإعجاب و إن حاولت مذارته، لم تكن تتناول معه حقبا، بل فقط تقوم بنقب بعض الخبز و كأنه عصفور صغير، و هو ما كان ليعترض لذلك و هو يعلم أنها تناولت فطورها مع أهلها، دون أن يدرك سرها الصغير و هي تقلل يوما منه حتى تشاركه هو. عادة جميلة نشأت بينهماxx جعلت الفطور ألذ وجباته، فهي عند إستراحة الغذاء، تذهب مع أختها و بيلسان.بينما ينزل هو الأخر لنفس مطعم الشركة، و يختار أقرب طاولة لها، يسرق كما شاء من نظرات إليها.و ينتظر لحظة تلاقي عينيه بعينيها ليبتسم لها حينا و يغمز لها حينا أخر، و في جميع الأحوال كانت ردتها واحدة، تتورد بشكل شهي يغريه بإشباع تلك الوجنتين قبلا، و تحني وجهها تداريه عنه، و إبتسامة حلوة قد عانقت شفتيها.
x زفر رائد نفسا حارقا من صدره و هو يستيقظ من ذكرياته الحارة ليعيد نظره للساعة الموضوعة على سطح مكتبه.
لن تأتي! فهي ليس من عادتها التأخر أبدا.xدوما مواظبة تحرس على الوصول في وقتها بالثانية قبل الدقيقة!
ما به أليست خطيبته؟x و ستصبح عن ما قريب زوجته؟xبل هي زوجته حقا و إن لم تكن في بيته، فل يحمل الهاتف و يتصل بها. فلا يمكنx أن يظل على هذه الحال. لهذه اللحظة لم يتعود على التطور الذي مس علاقتهما فلازال لحد اللحظة يراها بعيدة جدا، و يستصعب حتى الإتصال بها كأي خطيب طبيعي في الكون. تلزمه مدة طويلة ليستوعب أن حبيبته قد أضحت زوجته.تخصه هو تقرب إليه، تنتمي له و ينتمي لها. جزء منه بل هي كله!
هناك أشياء من فرط جمالها لا يستوعبها العقل، فنظل واقفين أمامها في حالة إنبهار شديد غير قادرين على القيام بأي ردة فعل، خشية أن ينجلي الحلم مع حركتنا.
مد يده لهاتفه ينوي الإتصال بها بدل من حيرته و قلقه الذي أغرق نفسه بهx و قبل أن يحمل هاتفه إرتفع رنينه بتلك النغمة التي خصهها لها،x حمل الهاتف بسرعة ليجيب عليها بلهفة. و قد إرتفع وجيز قلبه لمجرد رؤية إسمها الحبيب ينير شاشته، فينار معه يومه المظلم، الذي أصرت شمسه القاسية أن تتأخر في شروقها عليه هذا اليوم.
_حبيبتيx أين انت لما لم تأتي حتى الأن؟!
إبتسمت بحنان و هي ترى لهفته عليها، و تستشعر نبرة القلق الحقيقي في صوته الحبيب،xإرتفع نبضها العاشق بينما غمرتها سعادة عنيقة و هي تدرك أنها ليست وحيدة. كيف يكون وحيدا من ملك حبيبه، مشاعرا و وجودا. ردت عليه بصوتها الرقيق و الذي زادت رقته من مشاعرها المختلطة بالخجل. تلف خصلة من شعرها الذهبي على أصبعها، بينما ترفع رأسها للسماء، تتخيل صورته الحبيبة بحالمية
_مرحباx رائد، كيف حالك؟.
نبضات قلبه قد إرتفعت أكثر و صوتها الحبيب يتسلل إلى خلاياه منعشا روحه كنسيم الفجر، لكن قلقه و لهفته لم تخبوا، ليرد عليها بسرعة
_بخير. و انت أمنيتيx هل أنت بخير؟
هزت رأسها بنعم و كأنه أمامها، لتستدرك الأمر حين تذكرت أنه لن يراها
_انا بخير.x فقط كنت أحتاج أن أرتاح قليلا. لهذا لم أتي.
أتظن أنها بجوابها أراحته؟ لقد كانت مخطئة فقلقه زاد أضعافا مضاعفة و هو يسألها بصوت مرعوب عليها.
_هل أنت متعبة؟ هل أتي إليك؟
أحست برغبة في البكاء من فرط سعادتها.و قلقه عليها يمنحها شعورا مختلفا لذيذا جدا. طمأنته عليها و هي تجيبه
_لا دعي للقلق أنا بخير تماما.x
همست بإسمه بنبرة منخفضة تطيح بعقله و قلبه معا.
_رائد.
رد عليها بحرارة و قد تمنى هذه اللحظة أن يتلقف إسمه مباشرة من شفتيها.
_يا قلب رائد.
إبتسمتx بحب شديد فقد أصبحتx تعشق بجنون إجابته هذه عليها لتكمل، برقتها التي تزداد رغما عنها أمام رجولته الطاغية
_انا مع خالتي نارينx لقد إنتقلت عندها للمنزل.
إنتفض من مكانه واقفا بقوة، جعلت كرسيه يرتد للخلف فيسقط وراءه و هو يسألها بقلق غلفه الغضب، بينما إحمرت أوداجه.
_ماذا؟x كيف لماذا؟!x هل فعلت لك تلك الحقيرة شيئا؟!x أقسم سأجعلها تندم لو حدث!
خافت من غضبه الناري الذي لم تراه عليه يوما و قد كان لينا في التعامل معها دائما، حاولت تهدئته و هي تقول له بصوت خرج رغما عنها مرتجفا
_إهدأ يا رائد. إهدأx أرجوك! خروجي من القصر لا يتعلق أبدا ببيداء،x أنا فقط لم أستطع تحمل وحدتي هناك دون أسرتي.
قال بحرارة دون لحظة تفكير
_لنعجل الزواج يا أمنية،x دعينا نتزوج في أقرب وقت. دعي سقفا واحدا يجمعنا، لنتخلص من أي وحدة. أنا أيضا وحيد جدا من دونك حبيبتي، أرأيت كم هي الوحدة قاسية.
عضت على شفتيها بتأثر و هي تستشعر لهفته إليها و تحس بوحدته القاتلة و حزنه الذي كشف عنه صوته المهزوز، هي أيضا تنتظر بفارغ الصبر ذاك اليوم الذي يجمعها مع حبيب قلبها.حين تنام في حضنه طوال الليل و هو يلفها بذراعيه. إحمرت وجنتيها من أفكارها الجريئة و قد خشيت ان تصل أمنيتها إليه، لتجيبه بصوت خافت لبس التردد رداءا.
_لا يزال الوقت مبكراًx يا رائد.x أنا هنا بخير. إفهمني لا أرى الوقت مناسبا للزواج الأن.
إبتسم بحنان و هو يرد عليها
_أنت لا تستطعين الزواج بدون أماني صحيح.x أنت تدركين انها ستعود.x و تدركين أن هناك شيءx في القصة.x و أنها لم تتخلى عنك كما تدعين.
صمتت لم تقوى على الإنكار. و قد فهمها. إنه يفهمها كنفسها. فلما ستنكر أو تتظاهر بالعكس؟ هي أمامه كما أمام نفسها ليس لها أبدا ما تخبئه. أجابها بتصميم رغم لهجته الحانية إلا أن كلماته كانت تحمل قوة في وعودها
_سنتزوج يا أمنيةx في اقرب وقت و أنا أعدك أن أماني ستكون معك حبيبتي.
قال بألم و قد إرتجف صوتها من غصة البكاء، بينما دمعة متألمة فرت من عينيها رغما عنها
_أظن أنها لن تعود.
أجابها بتأكيد يكرر الكلمات على مسمعها حتى تستوعبها و تصدقها
_بل ستعودx يا أمنية.x ستعود كوني متأكدة من ذلك.
إبتسمت بحب و قد إرتاح قلبها و اطمأن بكلماته.
______________
قالت بيلسان بصدمة و هي تقف بتأهب من على الكرسيx بعد إتصال أمها
_أمنيةx معك في البيت.؟ سأتي حالا.
ردت عليها نارين و هي تحاول تهدئتها، فهي تعلم أن طبيعة وحيدتها نارية متهورة كأبيها تماما
_كلا يا إبنتي اكملي عملك. هي بخيرx و أنا معها.
سألتها عاقدة حاجبيها بتشكك.
_أأنت متأكدة؟! هل حقا تلك الأفعى لم تفعل لها شيئا؟ يجب أن أراها لأتأكد. و الله لو كانت قد مستها بسوء.....
قاطعتها أمها قائلة بتوسل
_أقسم لك أنها بخير يا بيلسان! لا تجعلين أندم لأنني أخبرتك، مع العلم أنني لم أفعل إلا لأني أدرك جيدا أنك ستقلقين عليها! بيلسان حبيبتي أترجاك لا توقعي نفسك مع بيداء.من لا يخشى الله لا يوقفه أحد. بيداء لا أخلاق و لا مبادئ لها.هي لا تهدى أو تتوقف إلا و قد تركت غريمها مجرد أشلاء! و أظنك ترين ذلك واضحا لما فعلته بأسرة شقيقتها التي ربتها!
أعادت بيلسان خصلة من شعرها وراء أذنها و هي تجيبها بصوت قوي سكنه الغضب.
_و أنا لا أخشى غير الله يا أمي! تلك الحقيرة الدنيئة لن تخيفني! أقصى ما يمكنها أن تفعله فلتقم به. أنا لن أصمت لها كما فعلتم جميعا فتظن أنها ربحت.
تهدرج صوت أمها و قد غلبته بحة البكاء.
_صغيرتي أنت تلعبين بالنار! لن تتصوري أي درجة من الإنحطاط و تدني قادرة على الوصول إليها تلك البيداء، ستدمرك!
علمت بيلسان أن لا سبيل لإقناع أمها بما تفكر فيه، هي تعلم أنها تخشى عليها كثيراً بحكم أنها إبنتها الوحيدة، و تعلم جيدا أن بيداء أفعى لا تؤتمن.لكن بطبعها الجسور هي لن تحني الرأس لأحد، إن كانت بيداء أفعى فهي ستقطع رأسها و لن تتركها تعج في أرض الله فسادا.هي لم تكن تعلم أن من مثل بيداء لا يقدر عليه غير الله، فمن مات ضميره اصبح فتنة على البشرية. أجابت أمها تلهيها عن الموضوع
_حسنا يا أمي. كلمني إن إحتجت لشيء.
و رغم أن نارين تفهم إبنتها جيدا و تعلم ما يدور في رأسها، قررت أن لا تناقشها حاليا و على الهاتف فإبتسمت بوهن و هي تقول بعد أن شقت تنهيدة عميقة صدرها
_إن شاء الله. بارك اللهx فيك يا إبنتي. و حماك من شياطين إنسه و جنه.
إبتسمت لها بيلسان قائلة بحب حقيقي و صوت الحنونة الدافئ قد هدأ قليلا من نارها
_إلى اللقاء غاليتي. اراك مساءا.
حركت نارين رأسها و هي ترد على إبنتها برقة
_إلى اللقاء صغيرتي وفقك الله و رعاك.
فصلت الخط مع أمها لتشرد بعدها لبضع ثواني و هي تعيد حساباتها من جديد، فلا تنكر أبدا أنها الأخرى تشعر بعدم الإرتياح من ما قد تفعله بيداء، لما تحس أنها تخطط لكارثة جديدة و التي لن تستهدف غيرها هذه المرة. تأففت و هي تبعد تلك الأفكار اللعينة عن عقلها بينما تغمغم بغضب من نفسها.
_هذا ما تبقى! على أخر أيامك يا بيلسان تخشين تلك الوضيعة! أنا سأكون لها بالمرصاد و لتفعل ما شأت، إلى أين يمكن أن تصل بطغيانها في الأخير؟
"إلى أبعد ندى"، همس لها صوت مجهول في عقلها مما جعل ضربات قلبها تزداد بقوة شديدة، حركت رأسها ترمي كل هذه الأفكار المتعبة منه، لتعيد تركيزها إلى الأوراق التي أمامها تغرق نفسها في عملها الذي تجد فيه راحتها عوض أن ترهق نفسها بتفكير عقيم. مرت دقائق و هي على حالتها هذه قبلx أن ينقطع تركيزها هذه المرة على صوت دقات خفيفة في الباب.
همهت و هي تكمل سريعا نقطة كانت تشتغل عليها ثم ترفع رأسها.
_تفضل.
أطل عليها كنان المتأنق كعادته، و كأن هدفه الوحيد في الحياة أن يبدوا وسيما. لقد كان حقا كذالك، و كان يعلم ذلك أيضا. مما جعله ثقيلا على القلب بسبب ثقته الزائدة في نفسه و غروره. و هذا بالضبط ما تكرهه فيه، هي تملك حساسية زائدة ضد المغرورين النرجسيين، يجعلانها دوما على حافة الجنون و على ناصية الإستفزاز المسننة. كانت تعض على شفتيها و هي تنظر إليه بإستهتار، بينما هو بدى مستمتعا جدا بالأمر، و كأنها لعبة تسليها، نقطة أخرى تكرهها فيه.فكرت في كتابة كتاب تسميه" ما أكرهه في الرجال" و و ضع ملصق خاص به قد يفوقه كبرا، تسميه " ما أكره في المتأنق الثقيل على القلب و النفس كنان حيذر"، حينما لم تبادر هي بكلمة، تكرم هو و حدثها بصوته الذي يعمل دائما على جعله عميقا و جذابا بطريقة خاصة، مثيرة بغموضها تجعلك تتأهب دوما للقادم، و تسعى بفضول لفك شفرات هذا الشخص العجيب بل المريب!
_أتسمحين لي بالدخول يا أنستي الجميلة.
أدارت عينيها بضجر و هي لا تستطيع إخفاء حنقها منه، و لما تخفيه اصلا متى كانت هي لبقة مع الرجال حتى تكون مع هذا المتنمق؟ أشارت له بإبتسامة صفراء تدعوه للدخول و هي تقول من بين أسنانها و من خلف قلبها طبعا
_أدخل يا كنان، أنرت المكتب. ماذا تريد؟
رفع الملفات التي بين يديه ليتصفحها قائلا بعملية لم تخلو من تأنقه و تملقه، فهمست في سرها و هي تدير عينيها بسؤم مستغلة نظره للملفات "كم هو ثقيل"
_كما تعلمين أنستي أنا لا أزال جديدا في الشركة و لا أدرك طريقة عملها. لهذا أريد منك بعض المساعدات. إن شئت يا جميلة.
قال جملته الأخيرة و هو يغمز لها بعينيه، فتمالكت نفسها بصعوبة شديدة كي لا تحمل ديكور البجعة الزجاجي و تلقيه عليه، عله يشوه القليل من هذه الوسامة المفرطة، حركت رأسها و هي تقول بمهنية لكن بالتأكيد من بين أسنانها و كأنها تريد فتكه بها.
_حسنا هاتني الملف و قل لي ماذا تريد بالضبط.
جر الكرسي الموضوع أمام المكتب، ليضعه بجانبها و يجلس فيه على بعد أقل من شبر منها، بل إنه ملاصق لكرسيها لولا الأرجل الدوارة التي تمنع الكرسيين من الإلتصاق في بعضهم. نظرت له بصدمة لتقول بغضب و قد إنعقدت ملامحها.
_هل يمكنني أن أفهم ماذا تفعل بالضبط سيد كنان؟!
إبتسم لها بسماجته لترى بوضوح أسنانه التي تفوق الثلج بياضا مرصوصة بإنتظام مبهر. لما لا يغير مهنته، ليعمل في دعاية معجون الأسنان، و الله أفضل له، و لها بالتأكيد، رغم أنها لن تشعل التلفاز بعد ذلك، و لن تترك أمها تقتني أي مجالات! رد عليها بذاك الصوت الثقيل بأناقته
_لا شيء عزيزتي. فقط كما أخبرتك أريد بعض المساعدة منك في العمل، تركيزي يقل كلما كنت بعيدا لهذا إقتربت منك. لأكون في أوج تركزي.
قالها و هو ينظر إليها بإبتسامته المذكورة. لما لا يكون خلف شاشة تطفؤها أو ربما تكسرها لترتاح؟! أدارت عينيها بسؤم و هي تقول بإستخفاف، بينما تنظر إليه بنصف عينيها
_أتظن نفسك لطيفا؟
إتسعت إبتسامته أكثر و أكثر، فهمهمت في سرها "أرحنا يا الله! هل تقوم بتكسير أسنانه حتى يخجل من فتح فمه بعد هذا؟!"،x أجابها و هو يقترب بوجهه قليلا منها و يتحدث بلهجة خافتة يدرك بالتأكيد كم هي مغوية مع بحة صوته المميزة، بينما هي زاد إنعقاد حاجبيها الرفيعتين و هي تتراجع برأسها للوراء.
_حبيبتي أنت تظلمنني كثيرا. و كثيرا جدا. أبدا أنا لا اظن نفسي بل أنا متأكد و متيقن من ذالك.
رغما عنها إزدادت ضربات قلبها من قربه و لهجته، فهي أبداً لم تعتد أن تقترب بأي شكل من الاشكال من الجنس الخشن الثقيل على القلب! زفرت بإنزعاج من نفسها قبل أن يكون منه و هي تدير وجهها عنه، بينما تقول بإنزعاج
_اوه منك يا كنان! اوه! صدقا لست ظريفا أبدا! نهائيا!
أحنى عينيه بأسف فزاد بريقهما أكثر، تساءلت و هي ترى اللون المميز لعينيه ترابي ببريق خاطف، مجددا إقترب منها ليستعمل لهجته الخافثة مرة أخرى و هو يقول
_اووه! لقد ألمتني كثيراً. يأسفني أن لا ترى فتاة بجمالك انني ظريف. هذه خسارة كبيرة في تاريخي!
حركت رأسها و هي تقول بجدية رغم أن صوتها خرج مهزوزا قليلا
_حسنا يا كنان لا وقت للكلام الفارغ دعني أرى الملفات معك بسرعة، فلي أعمال تنتظرني.
إبتسم لها برقة و هو يقرب الملفات لها قائلا برقة
_طلبات الجميلة أوامر.
___________
أوقف السيارة أمامx مبنى الشركة الضخم، لتستدير إليه قبل نزولها و هي تقول بتوتر و ربما حرج من الموقف برمته
_و الله لقد بالغت كثيراً يا نائل ما كان يجبx أن توصلني حتى الشركة لقد أخبرتك مرارا أنني إنسانة راشدة أستطيع تحمل مسؤوليةنفسي!
إستدار هو الأخر بجسده لينظر إليها بينما يتئك بذراعه على المقود
_و أنا أخبرتك مرارا يا سيدتي الراشدة أنني لن أتركك أبدا حتى يتم القبض علىx المجرم. لهذا لا داعي في تطويل الكلام دون فائدة، فلن أتراجع أبداً عن عزمي.
تنهدت تقول بعدم إقتناع
_أنت تضخم الأمر كثيرا. لم يحدث شيء لكل هذا. تلك النوبة كانت لشيء في الماضي لا علاقة له بما حدث يومها، و أنا قادرة تماما على الإعتناء بنفسي دون الحاجة لمساعدة أحد!
رمشة عينيها و يديها اللتان تشدان على حقيبتها بقوة، أكدت له كم هذا الأمر المجهول عنده يؤثر بها بشدة، الفضول مزقه و دماغه أرهقه من كثرة تفكيره في ما حدث لها في الماضي و تسبب لها في تلك النوبة الغريبة، حتى عندما حاول أن يسأل أخاها عن السبب تملص من الإجابة و تركه لثلاثة أيام يلتوي في قلقه و هو غير قادر للوصول إليها في برجها المحمي، ثلاثة أيام! كانت أطول أيام حياته، ظل شاردا فيها طوال الوقت، يفكر و يتخيل ما قد تكون إنسانة برقتها و هشاشتها قد تعرضت له، تمنى الأن أن يسألها، أن يستفسر منها، لكن بأي حق يفعل ذلك؟ من هو بالنسبة إليها.حتى تبوح له بأمر خاص جدا كهذا، و أيضا يعلم أنه ليس الوقت المناسب لهذا الحديث حتى لو كان يملك الحق ليعرف! طال الصمت بينهما، أحنت خلاله هي رأسها تعض على شفتيها بشرود، بينما يديها لزالتا تلهوان بحقيبتها اليديوية. حاول عصر ذاكرته حتى يتذكر أخر ما قالته و لم يرد هو عليه و بعد مجهود لم يطول إستطاع إسترجاع أول جملة لها، متجاهلا عن عمد الباقي حتى لا يزيد من توترها
_و أنت تبسطينه أكثر. ثم إن سيارتك ظلت في المنزل كيف كنت ستأتين.
رفعت وجهها إليه حينما إبتدأ حديثه، فتهت بين شفتيه الكلمات و هو ينظر إلى نقاء وجهها الجميل، مهما كانت الذكريات التي مرت منها بشعة، فهي لم تأثر أبدا على روحها النقية التي تنعكس بوضوح على ملامح وجهها. قاطعت عنه تأمله و هي تجيبه و قد نسي أنه طرح سؤال.
_أستقل سيارة أجرة.
عقد حاجبيه للوهلة الأولى يحاول مرة أخرى تذكر ما قيل و قد ذهبت هذه الجنية الجميلة بكل عقله و تركيزه، المرة الأولى عقد حاجبيه بعدم فهم، أما الأن فقد إنعقدت كل ملامحه بإستنكار بعدما إستعاد ما قاله هو،x خرج صوته مرتفعا قليلا و هو يقول بصدمة
_سيارة أجرة! يا إلهي يا سارة أمن كامل عقلك تتحدثين! حقا أنت غير مدركة للخطر الذي وضعت نفسك فيه، المجرم طليق! طليق أتفهمين؟! و هذه المدينة صغيرة جدا تجدين الإبرة إن وقعت فيها! فبالتأكيد لن يكون أسهل له من إيجادك!
زفرت نفسا حرا من صدرها، و لم يستطع أن يعرف حالتها من عينيها اللتان تهرب بهما في كل مكان و كأنها طفلة تائهة، أضاعت طريقها، أو أضاعت شيئا مهما جدا! رفعت عينيها له بعد أن محت منهما أيا من مشاعرها أو أحاسيسها، قالت له بصوت محايد ظهرت على نبرته علامات الإرهاق الذي كان يصرخ به كل جزء من جسدها الهش، هش كغصن وردة، أخف رياح قادرة على كسره!
_حسنا نائل لا جدوى من إطالة الكلام فؤاد كانت مستعجلا لمجيئي إلى اللقاء.
علم هو أيضا أنه لا جدوى في إيطالة الكلام الأن، كان يتمنى لو قضى معها وقتا أطول اليوم، بعدما طالت زيارته لها في المستشفى أين ما ذهبت، بإختلاق كل مرة سببا وهميا و حين إنقضت منه الأسباب.ذهب حتى دون أي سبب. همس لها برقة و عينيه تتجولان على وجهها الحبيب.لقد كانت اليوم على غير عادتها تجمع شعرها القصير جدا في ربطة بدى فيها صغيرا جدا و أكمل منظرها الهش.
_إلى اللقاء يا سارة.
قالها لينحني بإتجاههاx يمد يديه ليفتح لها الباب.
للحظة و هو قريب منها إستنشقت ما وصل إليها من عبيره،x و قد زادت ضربات قلبها بطريقة عنيفة جدا، لما قربه مريح جدا لهذه الدرجة؟ مريح و مهلك في نفس الوقت! إستدار لها فتلاقت عينيه بعينيها و هما في قرب خطير جدا، جعل أنفسهما تختلط! فذاقت بين شفتيها حلاوة أنفسه المسكرة و ذاق هو الأخر نفسها الناعم الذي دغدغx حواسه، ففكر مع نفسه إن كانت هذه أنفاسها التي تمر من شفتيها بكل هذه الحلاوة، فكيف سيكون مذاق شفتيها؟! إنحنت عينيه لهما يتمنى من كل قلبه أن يقتنص منهما قبلة يتذوق فيها فاكهة الحب. نفس الخاطر قد مر عليهما معا، لينتفضا في آن واحد مدركين خطورة المنحى الذي إنجرفت فيه أفكارهما. همس لها بتوتر ليخرج صوته أبحا و هو يشغل نفسه بالبحث عن شيء وهمي في السيارة.
_إعتني بنفسك جيدا.
لم تتحدث بل فقط أومأت برأسهاxx و هي تنزلx من السيارة بسرعة دونxأن تودعه! تهرب منه و من نفسها و هي تجري بخطوات خرقاء نحو مدخل الشركة.
x تنهد هو بحرارة تماثل إشتعال كل جزء فيه من الموقف الذي جمعهما و تلك الأحاسيس لم تهرب معها، بل ظلت عالقة في سيارته تلهب قلبه و ترفع من نبضاته، كم تمنى في تلك اللحظة أخدها بين ذراعيه، يعتصرها بشدة، و هو يتذوق عبير شفتيها المسكر، نفسها الذي لامس شفتيه لازال يدغده و يحرقه لأخد قبلة فعلية منها! لقد جن بالتأكيد، طبيبة القلب هذه أعلت قلبه، فهل سيجد لديها دواءا و قد كانت هي داءه؟ ظن أن الأمر سينتهي هناك، حين إنجذب قلبه لها منذ رأها للمرة الأولى، و برر ذلك بالفترة الصعبة التي كان يمر منها، لم يؤمن بالحب من أول نظرة، و قد أمن أنه إعجاب يزول بسرعة.لكنه كان مخطئا تماما فمشاعره مع الوقت لم تزد إلا قوة و جنونا. زادت و إشتعلت بشدة، تتضخم لتصل به إلى درجة ما عاد قادرا لتحملها، لكنه لازال مضطرا إلى أن يصبر، يصبر و قد يطول صبره هذا كثيرا، لا يمكنه إدخالها إلى حياته المليئة بالأخطار، لا يمكنه جرها معه في عالمه المجهول. فكيف بالله سيصبر على بعدها، و إلى متى سيصبر؟ حتى يخطفها غيره؟! شتم و هو يضرب المقود بيديه بقوة و قد حمل صوته غضبه و شتاته.
_تبا! اللعنة على كل شيء!
أرجع رأسه للوراء يغمض عينيه لثوان محاولا تنظيم أنفاسه، إستقام في جلسته بعد أن هدأت نفسه قليلا. ليحرك سيارته متمتما بصوت خافت
_لن ترتاح هذه الفتاة حتى تصيبني بجلطة قلبية.لا أصدق كيف لطبيبة مثلها أن تكون على هذا القدر من التهور و الجمال؟! يا إلهي إنها جميلة جدا لدرجة ترهق القلب!



يتبع.......


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-22, 09:24 PM   #335

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

[b



3








لم تأخذ حتى أنفسها و هي تصعد درج الشركة جريا، دون أن تضيع وقتا في إنتظار المصعد بعد ذاك الذي ضيعته في السيارة،إقتربت من مكتب هدى تسألها بنفس لاهث و هي تستند بكفيها على المكتب
_ما الأمر يا هدى فؤاد كان قلقا جدا عندما كلمني؟!
إبتسمت هدى من قلبها و هي ترى سارة أمامها، صحيح أنه لم تجمعهما قبلا علاقة صداقة قوية، لكن طوال زياراته لفؤاد كانت تجلس لمدة طويلة تدردش معها.فلامست بها روح التواضع و المحبة كأخيها تماما، لكن إبتسامتها سرعان ما إنمحت و هي تتذكر سبب مجيئها إلى هنا، لتغلي غضبا رغما عنها فهي لا تحب و لن تحب أبدا تلك المخلوقة المسمات سيلين، و التي بدأت تغلغل في فؤاد بطريقة خطيرة، وقفت من كرسيها لتقابل سارة و هي تعيد رسم إبتسامة هادئة على شفتيها، رفعت كتفيها و هي تجيبها
_مرحبا سارة في الحقيقة أدخلي و ستفهمين بنفسك.
و كأنها كانت تنتظر إذن هدى فقط، فبمجرد أن نطقته رفعت يدها عن السطح الخشبي للمكتب، لتتجه بسرعة إلى باب مكتب أخيها، و هي تقول
_حسنا هدى إلى اللقاء، أراك في ما بعد
لم تترك فرصة لهدى حتى تجيبها فقد إندفعت في نفس الثانية إلى مكتب فؤاد تفتح بابه و هي تسأله بقلق
_فؤاد ما الأم...؟
قاطعت حديثها و هي تنظر إلى جسد تلك السمراء المستلقي على الأريكة، شعرها الغجري الكثيف قد غطى وجهها فلم تستطع تبين ملامحها،x إنعقد حاجبيهاx قليلا و هي تشاهد فستانها القصير النبذي قد إنحصر على رجليها كثيرا، كاشفا عن جدسها المثير. و المنحوت بطريقة فنية دون أي خطأ به، ممتلئ عند أماكن و ممشوق عند أخرى. أهذه كانت هناك في مكتب أخيها مستلقية بهذه الطريقة؟! نحت أفكارها السوداء من دماغها، و تطلعت على أخيها الجالس على الأريكة بجانبها. بينما يضع رأسه بين يديه إقتربت منه متسائلة بريبة. و هي تضع يدها على كتفيه بحنان
_من هذه يا فؤاد؟
رفع فؤاد رأسه لأخته، ليستقيم مواجها إليها.
_سارة جيد أنك أتيت. أنا بحاجة إليك أختي.
قالها معنقا إياها بطريقة أربكتها و هيx توصل لها توتره و ضياعه الذي لم تشاهده عليه يوما!
رفعت يديها لتربث على ظهره بحنان، لقد إعتدا دوما أن يكونا دواءا لبعض، فهي أمه الحبيبة و صديقته الوفية حين يحتاجها، و هو أبوها الثاني و سندها في الحياة، سألته بدفئ و هي ترفع يديها لتربث برقة على فروة رأسه، بطريقة تعلم حبه لها، فمنذ صغره، كان عندما يتعب يأتي لحضنه و ينام كطفلها الصغير طالبا منها أن تدلك له رأسه بيديها، هما معا كونا أسرة منفردة.فوسط قصر جدهم الموحش، لم يجدا غير بعضهما البعض، فظلا بعدها قريبين جدا كالتوأم.خصوصا أن تلك السنة التي تفصلهما لم تكن واضحة أبداً.
_ما الأمر يا أخي ما بها الفتاة؟
إبتعد عن حضنها، ليمسح وجهه بإرهاق و هو يجيبها متجها إلى أريكة أخرى بمكتبه يجلس عليها و يربث بجانبه.
_إنها سلين.إجلسي لأشرح لك الأمر.
أومأت برأسها و هي تتجه للجلوس بجانبه على الأريكة، تشاهد تعرقه الواضح و وجهه الشاحب
_حسنا. ها أنا أسمعك.
و قبل أن ينطق هو بكلمة، عقدت حاجبيها تنظر للفتاة الغائبة عن الوعي، ثم إليه و لحالته المريبة، لتسأله بصدمة و هي تضع يدها على فمها.
_لا تقولي أنها حامل!
عقد فؤاد حاجبيه يكرر وراءها ببلاهة.
_حامل؟!
إنتفضت من مكانها، تجوب أنحاء الغرفة بتوتر و هي تقول بجنون.
_يا إلهي! يا إلهي ماذا فعلت يا فؤاد؟! كيف لك أن تقترب بهذه الطريقة من فتاة لا تحل لك، هي أغرتك أليس كذلك؟! لا يهم الفتاة الأن حامل يجب أن تتزوجها بسرعة و تصلح غلطك.
كان ينظر لها فارغا فاهه دون تصديق، يشاهدها كمن يشاهد فيلما دراميا لا علاقة له به. لكنه إنتفض من مكانه و هو يستوعب فضاعة التهم الموجهة إليه!
أمسكها من ذراعها يجرها ليعيد إجلاسها في الأريكة و هو يقول
_أترجاك يا أختي، أتوسل لك إرحمينا من خيالك الواسع هذا! أي حمل تتحدثين عنه؟!
عقدت هي حاجبيها هذه المرة ببلاهة و هي تسأله.
_أليست حاملا منك؟!
شهقت مجددا و هي تكمل
_يا إلهي موظفة عندك حامل دون زواج! هي التي حكيت لي عنها، هل إغتصبها أحد معاريف أبيها؟!
صرخ قي وجهها ليسكتها عن هلوساتها.
_سارة!
صمتت ليترجها مرة أخرى و هو يرفع كفيها ليقبلهما.
_أرجوك أختي إسمعيني و حسب دون أن تتكلمي أنت. حاضر؟!
أومأت برأسها ليتنهد قائلا
_الفتاة ليست حاملا أصلا كما تزعمين.
سألته عاقدة حاجبيها.
_إذن ما بها هل......
قاطعها قبل أن تكمل تساؤلها
_بالله عليك دون فرضيات، أتوسل لك. سأشرح كل ما حدث بالتفصيل.
الأن صمتت تستمع إليه دون أن تقاطعه، فقط تركز معه في كل ما يحكيه و قد عادت لجديتها
بعدx مدة و حين إنتهى فؤاد من شرح الأمر لها.نظرت إلى الفتاة المستلقية على الأريكة لتلعق شفتيها قائلتا
_حسنا فؤاد لا تقلق سأظل أنا معها.
سألها عاقدا حاجبيه بإستنكار
_في الفندق؟!
نظرت له بإستغراب و هي تجيبه
_ أجل و ما المشكلة، أو أخذها معي للمستشفى هناك ستلقى عناية أفضل؟
أخفض رأسه للأرض ببعض الحرج و هو يقول بتوتر
_سارة في الحقيقة أرى أن من الأفضل أن نأخذها معنا إلى البيت.
رفعت أخته حاجبيها بعدمx تصديق و هيx تنظر إلى حالة شقيقها،x و تلك المشاعر الغريبة التي تراها لأول مرة عليه، سألته بجدية و هي تنظر إلى عينيه
_أتحبها يا فؤاد؟
مرر فؤاد يديه بشعره ليجيبها بتشتت و هو يبدوا كمن ضاع في صحراء شاسعة لا بداية أو نهاية لها.و كأنها خلقت من عالم سرمدي قاتل.
_لا أدري يا سارة صدقا لا أدري. ليتني أستطيعx أن أفهم مشاعري معها،x لكان الأمر مريحا لي.x لم أشعر يوما بهذا القدر من التشتت و الغرابة إلا عندما عرفتها،x فمشاعري بها قد إشتعلت بطريقة غريبة و متناقضة لا أستطيع فهمها دوما أحس أن هناك شيء ناقص في الأحجية.x الشعور الثابت الوحيد الذي أشعر به الأن هو أنني مسؤول عنها.
نهظت سارة بقوة لا تعرف كيف تخفف حمل أخيها هذه المرة لكنها إبتسمت له بحنان و هي تربث على ظهره قائلة.
_حسنا يا فؤاد لا تشغل بالك الأن في الأمر، الوقت خير كفيل بما تشعر، هو من سيفهمك طبيعة أحاسيسك بها، و لو كان لك فيها خير جعلها الله من نصيبك، و لو لم يكن عوضكما بالأحسن.
إبتسم لها بحنان شديد، ليقربها منه يطبع قبلة طويلة على جبينها، ثم يفلت شعرها من أسره و هو يقول
_هكذا أحسن.
أتبع بحنان.
_الله لا يحرمني منك غاليتي. دمتي دوما سندي و أغلى ما أملك.
تبسمت له بحب صادق لتقول له بعدها
_حسنا. دعنا نذهب إلى البيت إذن. إحملها للسيارة، فنومها بهذه الطريقة غير مريح أبدا و قد يتسبب لها بتشنجات عضلية.
أومأ برأسه قائلا
_حسنا.
إقترب منها يهم بحملها في نفس اللحظة،و كأنه لم يصدق الفرصة التي أتته لتكون مرة أخرى بين أحضانه. ما لا يستطيع أن ينكره، أن قربها مهلك لحواسه، يتمناه و يتوق إليه في عاطفة رجولية لم يكن يعلم قبل بوجودها به، بكل هذه الشراسة
_____________



يتبع.......


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-22, 09:26 PM   #336

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي




4




تنهدت السيدة نارين و هي تستلقي في الفراش بجانب زوجها. قائلتا بحرقة و قد تهدرج صوتها بسبب إرهاقها النفسي
_يا إلهي كم يؤلمني الحال الذي وصلت إليه الفتاتان بعد أمهما رحمها الله، أماني مجلية في مكان ما في هذا العالم، وحيدة تماما لا حنين أو رحيم لها، و ما لها من يكون بها في عزلتها و شقائها. بعيدة عنا و عن أختها الوحيدة. و أمنية التي كانت دوما الصغيرة المدللة.و قد حرس الجميع على أن يتحمل بدلها ما قد يؤذي نفسيتها تقاسي ألاما أكبر منها بكثير، لقد تركتها نائمة الأن بعد أن أجهشت على صدري في نوبة بكاء طويلة حتى سحبها الرقاد من ألامها بصعوبة. كم يحزنني في نفسي ما آلت له هذه الأسرة المحبة التي لم تذنب شيئا غير أن الدنيا لم تكن أبداً رحيمة معها.
أزال السيد أدم نظراته و هو يضعها مع الكتاب الذي كان بقرأه في المنضدة المجاورة لفراشهما الواسع. إلتفت إلى زوجته ينظر إليها عبر النور الأصفر الضعيف القادم من الأبجورة. لاتزال كما هي لم تغير فيها السنين شيئا، تلك السنين التي جرت بهما بسرعة غير مفهومة، تأخذهما إلى أقدار ما كانت هي الأخرى مفهومة! شعرها البندقي القصير لم يكن مسرحا جيدا كما كانت تحرص أن تتركه دوما، وجهها المتورد عادة و الذي إعتادت دوما الإعتناء به دون كلل طوال المدة التي جمعتهما، كساه الإرهاق، فأزال رونقه الجميل، أما غابات الزيتون في عيونها الجميلة بدت غريبة جدا دون أن يحددها الكحل الأسود الذي لا يزول من عينيها عادة. إبتسم بسخرية مريرة في نفسه و هو يفكر، كم من عادة رفقتهما سنين تغيرت الأن بعد المأسات التي حدث؟! و كأنها رسالة قاسية تخبرك بوضوح أن لا مسالمات في الحياة! لا شيء ثابت كل من على هذه الأرض يسعى للتغير أو الفناء! توليب، ما السر الذي حملته تلك الأثنى الرقيقة، فجعلت سعادة أكثر من عائلة مرتبطة بها، يتذكر جيدا حالة صديقه محمود، الذي كان طوال عمره إنطوائيا حزينا، يحيى دون حياة، رغم أصله المتجدر من عائلة عريقة فاحشة الثراء، إلا أنه كان دوما تائها، كطائر لا وطن له.إلا أن حط رحاله على أعتاب بتوليب، فتغير تماما و كأن تعويذة سحرية من جنية خيرة قد ألقيت عليه! و لم تكن هذه التعويذة إلا الحب الذي جمعه مع الزهرة الربيعية توليب، تلك التي سقته بالحياة فجعلته بعد سنين موت حيا! تلك التي دثرته بالحب فجعلته محبا، تلك التي إمتصت أحزانه و ملأته سعادة، تلك التي بعد سنوات الجلاء كانت لهم موطنا! ربيع أتى و لم يعد بعدها أثلج العمر حزنا و غابت الحياة عن أرض كانت عامرة يوما.
مهما حدث هو لن يصدق أن محمود ترك كل ذلك الحب و الأمان وراء ظهره، فقط لأنه أحس بأن زواجه نزوة! و التحجج بأطفاله كان واهيا! فهل سيجدان الصغيران أسرة أفضل مما كانت ستهديها لهم موطن الحب و الحنان توليب؟! في الأمر سر لا يعرفه، لكنه أبدا ما كان ليصدق ما يعرفه الجميع و يظنونه حقا! دائما تخيل نفسه مكان صديقه فكانت تأخذه الشفقة و الألم عليه، تماما كما تأخذه على زوجته و إبنتيه اللتان لم يعرف بوجودهما. كل ما كان يرى أماني و أمنية يكبران أمامه، كان يتساءل في نفسه ماذا لو كان صديقه هنا؟ ماذا لو أن محمود لم يهاجر أسرته يوما؟ لم يفقد يوما الأمل و كان ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي يلتم فيه شمل هذه العائلة، غير أنه ما كان أبداً و في أسوء كوابيسه أن يتصور أن يصيب هذه الأسرة شتات فوق الشتات! أمر أقلق قلبه بشدة و دمر كل معتقداته! مد يده ليمررها على شعر زوجته برقة و هو ينظر إليها بشرود، قبل أن يقولx بصوت هامس لكنه يحمل بين طياته الجدية، و كأن حياته التي قادها في إملاء الأوامر على طلبته جعلته دوما في مركز سلطة
_نارين.
رفعت عينيها الخضراويتين له بتساؤل، تنتظر ما سيقوله لها، تبسم بحنان و أصابعه إنتقلت للمرور على صفحة وجهها المليح، ليكمل بعد لحظات بنفس النبرة الهامسة.
_ألا ترين حبيبتي أن الوقت حان لتعرف الفتاتين الحقيقة.
شحب وجه نارين أكثر مما هو شاحب و قد تلبس القلق محياها. حركت رأسها بنفي و هي تقول بخوف كشفت عنه نبرتها المرتفة
_كلا يا أدم ذلك مستحيل؟ أتظن أن الفتاتان ستتحملان تعقيدا أخر وسط كومة التعقيدات التي يعيشانها؟! الأمر لن يزيد من حالتهما إلا سوءا!x لقد تهدمت حياتهما كلها أمام عينيهاx كيف لنا أن نهدم مسلمة أخرىx فوق رأسيهما؟ كلا يا أدم الوقت ليس مناسبا البتة.
سألها بجدية و هو يركز نظره على عينيها
_و متى سيعلمان؟الوقت يمر بسرعة حبيبتي، لن يتوقف الزمان لينتظرنا كي نتخلص من ترددنا، وفاة توليب رحمها الله خير دليل على ذلك. نحن لا نعلم ما يخبؤه لنا المستقبل، لن ينفع السكوت في شيء أبدا. من حقهما ان يعرفا ذالك. هما ليسا يتيمتين حقا، بل لهما أب!
ترقرقت الدموع في عينيها و هي تقول بقهر
_ألا تدرك خطورة الأمر يا أدم؟ هذا سيقلب حياتهما رأسا على عقب. و هما لا ينقصهما ذلك أبداً! أماني بعيدة عنا مجلية في أخر الدنيا، لا تطمئننا عنها سوى إتصلاتها المتقطعة، و أمنية كما ترى مشتة تماما. على الأقل فل نترك الأمر حتى عودة أماني!
حرك رأسه قائلا بعدم إقتناع
_التأجيل، و التأجيل حتى توليب كانت تفعل ذلك. و ماذا حدث ماتت قبل أن تعلم إبنتيها الحقيقة. لم يكن صائبا أن تخبئ عنهما أن والدهما حي! ذاك كان قرارا خاطئا من الأول حتى و إن أذنب محمود!
إلتفتت نارين ورأها بخوف و كأنها تخشى أن تسمع الحيطان حديثهما. فيكشف السر الذي ظل طي الكتمان لسنوات عديدة و كأن وأده سيغير من حقيقته شيئا! وضعت يدها على فم زوجها و هي تقول بقلق شديد
_أصمت يا أدم أرجوك أصمت قد تسمعك أمنية.
قبل باطن يديها ثم أبعده برفق عن فمه و هو يقول بصوت خافت
_إلى متى؟إلى متى يا نارين لقد أخطأت توليب بإخفائها الحقيقة عنهما. و لا يجب أن نكرر خطأها، لا تتركينا نندم وقت لا ينفع الندم! هذا جرم شنيع نحن شاركنا فيه!
حركت رأسها و هي تقول بألم
_و ماذا كنت تريدها أن تفعل؟! لقد إختفى الرجل فجأة، متخليا عنها، و إكتفى بترك رسالة واحدة لها، تحتوي على كلمتين فقط"أسف لن أستطيع"، بعد أن اسمعها قبلا كلمات دمرتها و أتى لها بأوراق الطلاق كي تمضي عليهم! أتتخيل فضاعة الأمر بالنسبة لها؟ أتفهم حجم الخيانة التي شقت صدرها و جعلتها تموت دون أن تفارق الروج جسدها؟ لا داعي لأذكرك كيف عانت توليب بعد ذلك، فأنت كنت معنا في كل خطوة، لقد دخلت في أزمة نفسية،و ظلت لشهور في المشفى، لقد كانت فاقدة للرغبة في الحياة تماما حتى علمت بحملها الذي لم تتصوره أبدا، لتكرس حياتها لإبنتيها، كل ما وصلت إليه توليب كان من عرق جبينها، و هو من تخلا عنها بعدما كان يعلم درجة حبها له. لا تلمها إن أخبرت إبنتيها بأن والدهما مات.فهي لم تكذب أبداً. محمود الذي تزوجها الذي أحبته بجنون مات في عرفها و لم يعد
تنهد أدم و هو يدرك صدق كلمات زوجته، لكنه في المقابل يعلم أن له جانبا من الحق و جانبا كبيرا جدا من فوق حدثها بصوت متفهم و هو يحاول إقناعها كما لو كانت طفلة صغيرة صعبة المزاج
_هو لم يكن كذالك يوما لطالما أحب توليب من أعماق قلبه، و لا أحد منا يمكنه نكران حبه هذا، لقدx كان متحملا لكل مسؤولياته بكل إخلاص. هو كان رجلا بمعنى الكلمة لا يتوارى عن تقديم يد المساعدة لكل محتاج دون أن تربطه به أي معرفة، لقد كان يحن على الكلب التائه في الطريق. فكيف بزوجته حبيبة قلبه؟ انا متأكد لو كان يعلم بحملها لما تركها أبدا. لا أزال أحس أن أمرا غير واضح في القصة الغامضة التي نعلمها جميعا، أدرك جيدا و متأكد تماما أن محمود لن يتخلى عن زوجته إلا لسبب وجيه.
إلتمع الغضب في غابات عينيها فبدى كأن حريقا قد إلتهم أشجارها الخضراء، لتقول جزتا على أسنانها بكره شديد رغم علمه جيدا أن قلب حبيبته لا يعرف كرها أو حقدا.و ما ذاك إلا أثر حزنها و تألمها على صديقة عمرها، حتى نبرات صوتها خرجت مرتعشة و هي تقول له بإستنكار
_ سبب وجيه!x بحق الله يا أدم هل تسمع نفسك! ما هذا السبب الوجيه بحق السماء الذي سيجعله يتخلى عن زوجته التي يحبها يا أدم؟x يتخلى عنها بهذه الطريقة القاسية و هوx يحمل معه ورقة الطلاق يجبرها علىx إمضائها كالناس المتحضرين،x ثم يذوب كفص ملح في الماء!x دون أي تفسير أو شرح بلx إنه لم يكلف نفسه حتى عناء السؤال عنها طوالx هذه السنوات!
قال لها متابعا بجدية و هو يمسك يديها بين كفه يحاول إمتصاص غضبها المشتعل القادر على إحراق الدنيا كما احرق غابات عينيها
_لا تنسي أن توليب لم تسمح له بذالك فهي غيرت حياتها تماما من بعده، تركت المدينة التي عاشا فيها لتبدأ حياتها من الصفر غيرت نسبها. فكيف بحق الله سيصل إليها، و توليب شاكر لا وجود لها! هي لم تبقي عن شيء من ماضيها حتى يجدها.
يقنع مدرجات طلابه جميعا، بل يقنع حتى حجر مكتبه لكنه بالتأكيد لن يقنع أبداً زوجته العنيدة التي لا تزيدها تبريرته إلا إشتعالا. قالت له من بين أسنانها بنفس نبرتها الغاضبة
_لو كان يا أدم يريد حقا البحث عنها لما أوقفه شيء أبدا. هي لم تهرب منه إلا إليه! غيرت نسبها لنسبه هو! و عانقت وحدها كل أحلامهما، لو ترك لقلبه العنان في أن يقوده لما تأخر في الوصول إليها!
حرك رأسه بتعب و هو يقول لها
_ هذه نظرتك الحالمية حبيبتيx للموضوع،x ليس بالضرورة أن يحمل الحب قدراتx خارقة حبيبتيx كما تظنين. أظيفي لذلك أن محمودx بشتاته ذاك،x لن يخطر في باله نسج إحتمالات أخرى كهذه!
عضت علىx شفتيهاx بغيظ شديد و هيx تجيبه.
_لنفترض قولك صحيحا،x كان ليخفق سنة سنتين ثلاث سنوات سبع!x لا كل هذه المدة الطويلة!
تنهد بتعب و قد مل من الوصول معها لحل ليقول
_لا اعلم لكنني أحس أن لغزا كبيرا في الموضوع!
هي أيضا ملت من هذا الحوار العقيم في الموضوع الوحيد الذي لا يصلان فيه إلى إتفاق، فهي متحيزة دوما لجانب صديقتها و هو في المقابل متحيز لصديقه رغم أنه و الحق يقال يساند توليب أيضا، و في جميع الأحوال لا أمل هناك في إقناع أحدهم للأخر. قالت بصوت فاتر هذه المرة
_لقد مر أكثر من خمسة و عشرينx سنة!. من يدري ماذا حدث خلالها و قد إنقطع أي رابط أخبار عنه، نحن لا ندري عليه شيئا، و هل محمود لا يزال حقا على قيد الحياة. لذا لا داعي لجعل الفتاتان تتحمسان على أمر قد لا يكون موجودا أصلا، هما لن تتحملا خسارة أخرى. لهذا سيكون إعطاءهما لأمل كاذب قضاءا على ما تبقى بهما. نحن لم نسمع عنه شيئا طوال هذه المدة كي نخبرهما به
هو الأخر، وجهها بصوت أقل قوة من ذي قبل و قد تسلل له اليأس و بعض من التوجس في حقيقة ما قد يكون قد أصاب محمود، فهل حقا يعقل أن السبب الذي منعه من القدوم موته؟! إستغفر الله أزاح الفكرة عن عقله و هو يحدثها
_أماني الأن في مدينتها الحقيقية، ربما تلتقيه صدفة. ألا ترين ان علينا إخبارها.
زفرت بضيق و هي تقول له
_ارجوك ادم أغلق الموضوع الأن!
قالتها لتمنح ظهرها له مغلقة نور المصباح الذي بجانبها، و حمل ثقيل فوق كتفيها. اه يا توليب اه يا أختي لما تركتني في هذه الحيرة، لما ذهبت هكذا بسرعة و كل شيء من وراءك أضحى خراب؟!
أحست به يتخذ مكانه بجانبها.ليطوق خصرها كعادته بيديه، رافضا أي محاولة منها بالإبتعاد، فمنذ يوم زواجهما، ماكان يسمح لها يوما أن تغمض عينيها إلا على صدره.
____________
_أماني اتيت كنت انتظرك هناك موضوع اريد أن اتحدث معك فيه منذ مدة.
رفعت اماني رأسها عن الملفات التي كانت تتفحصها، لتنهظ من مكانها عاقدة حاجبيها بإستغراب و هي تسأله محاولة التطلع على الأمر فقط من ملامح وجهه
_خير يا سيد فراس هل هناك شيء؟
إبتسم لها مجيبا بلهجته الحانية
_خيرا لا تقلقي. فقط إتبعيني إلى مكتبي إن كان ممكنا.
أومأت برأسها موافقة و هي تقول
_حاضر فقط سأرتب هذه الملفات. ثم أوافيك بسرعة.
حرك رأسه قائلا بنفس الإبتسامة و هو يحثها أن تلحق به
_لا بأس دعيها لوقت لاحق و تعالي معي الان.
_حسنا
قالتها و هي تهز كتفيها تاركتا الأوراق وراءها ، لتلحق به إلى مكتبه. دخلا معا في نفس الوقت للمكتب، ظلت هي واقفة تنتظر ما سيقوله بتوجس و هي تشد على أصابعها، علمتها الحياة أن تتوقع الأسوء، فهل يعقل أنه يريد الإستغناء عن خدماتها لسبب لا تدريه. أخرجها من شرودها و هو يدعوها للجلوس قائلا برقته المعهودة التي يعاملها بها
_تفضلي يا أماني إجلسي.
جلست هي على الكرسي الموضوع بجانب مكتبه،ليجلس في الكرسي المقابل لها، تاركا مقعده خلف المكتب. كان يرتب بعض الأوراق ليسألهاx دون أن ينظر إليها
_ماذا تردين أن تشربي؟
هزت رأسها بنفي و هي تقول
_لا شيء. شكرا.
رفع سماعات هاتف المكتب ليتصل بمساعدته. ليقول لها بنبرات صوته الهادئة التي رغم ودها تصبح مع الأخرين أكثر جدية
_أروى أحضري لنا من فضلك فنجان قهوة و عصير فرولة.
نظرت له بإستغراب بعد أن فصل الخط. لتسأبه بإستفهام
_لمن عصير الفرولة الذي طلبته؟
رفع رأسه إليها يجيبها بإبتسامة رقيقة
_لك.
حركت رأسها و هي تقول
_لي؟! لكني لم أطلب شيئا.
أجابها بخفوت بحمل مشاعر خاصةو هو يتفحص ملامحها الحبيبة على قلبه
_اعلم لهذا إخترت لك على ذوقي.
رغم توترها من نبرته إلا أنها رفعت حاجبيها تسأله بإستفهام
_و من قال لك اني أحب عصير الفرولة؟
غمز لها بإبتسامة قائلا
_حدس.
بادلته الإبتسامة و هي ترد عليه بالكلمة التي وجدتها مناسبة، كي لا يقعا معا في فخ الصمت الذي يهيج مشاعرها بطريقة لا تستحملها
_جميل.
و رغم كلمتها اليتيمة إلا أنها لم تفلح،x فقد خلص الأمر و إنتهى فقد وقع المحظور و أحاطهما ذاك الصمت الثقيل و قد تاهت كل الكلمات معه، ظل ينظر لها للحضات دون أن ينبس بكلمة، حتى إرتفعت دقات خفيفة على الباب، لتقاطع شرودهما. تنحنح فراس يجلي صوته و هو يقول
_تفضل.
دخلت رؤى تلك الفتاة السمراء الجميلة، التي تعمل معه منذ تخرجها، كانت ذات شعر أسود متوسط الطول تجاوز كتفيها بقليل، و وجه مليح القسمات، أهي الغيرة ما أحست به أماني و هي ترى الفتاة تتهادى بخطوات خجولة إتجاههما؟ هي تعرفت على رؤى و تعلم أنها فتاة خلوقة و طيبة، و ليست من امثال تلك المساعدات المائعات، الذين يشبهن العلقة. لكن فكرة أنها أقرب منها إلى فراس أشعلت غيرة في قلبها رغما عنها، فمن سيكون بجانبه و يعرفه دون أن يقع في حبه؟! أخذ منها كأس قهوته و أنزل عصيرها أمامها و هو يشكرها قائلا بإبتسامة
_شكرا لك رؤى. يمكنك متابعة عملك الأن.
إبتسمت له هي الأخرى بينما تحني رأسها إليه قائلة بأدب
_حاضر سيدي.
خرجت رؤى بينما ظلت أماني متبعتا إياه بعينيها، ليقاطع شرودها حديث فراس إليها
_أتذكرين وائل؟
إلتفتت إليه تسأله عاقدة حاجبيها بعدم فهم فكل عقلها كان الأن مشتغلا في حياكة قصص غيرة نارية
_وائل؟!
حرك رأسه مؤكدا و هو يقول
_الشاب الذي يعمل في الإستقبال. هو من قدمك لي حين أتيت لطلب العمل.
أردفت بإدراك بعد أن ضيعت عقلها قليلا عن أفكارها المشتعلة
_ااه! وائل. بالطبع أذكره لقد درسنا معا في الماضي. لكن ما الذي ذكرك فيه الأن؟
قال بإبتسامة و هو ينظر إلى عينيها الجميلتين، اللتان لا تخفيان شيئا.
_إنه خطيب رؤى.
عقدت حاجبيها بإستفهام تسأله
_صحيح؟! رؤى مخطوبة؟!
أومأ برأسه موافقا و هو يرد عليها.
_أجل.حتى أن عرسهما الأسبوع المقبل و لقد قام وائل صباح اليوم بدعوتي لحفل الزفاف.
ثم مد يديه لمكتبه ليأخذ منه بطاقة دعوة مذهبة، ليقدمها لها قائلا بإبتسامة
_قبل أن أنسى هذه بطاقتك. كان وائل يريد أن يسلمها لك بيديه هذا الصباح.لكنه اضطر لأخذ عطلة مني اليوم من أجل بعض إعدادات الزفاف و طلب مني تسليمها لك.
أمسكت أمانيx الدعوة تتفحصها بإبتسامة و قد طارت أفكارها المجنونة في الهواء لتقول بود و قد ملأتها السعادة.
_وائل و رؤى الإثنان رائعان، إنهما يليقان ببعضهما كثيرا.
إبتسم لها و هو يقرأها بحب ككتاب مفتوح.
_فعلا معك حق هما الإثنين يليقان ببعضهما.
أكمل لها بإبتسامة صافية
_العقبة لك.
إحمرت وجنتيها بشدة،x و هي تنظر إليه بصدمة متسعة العينين.
ليتابع بصوت خافت
_و لي أيضا.
يا إلهي! أهناك خجل أفضع من ذلك؟ خصوصا مع ضربات قلبها المجنونة و عقلها قد بدأ يصور لها خيالات أكثر جنونا! كانت تتكمش في كرسيها و رغبة مجنونة في الهروب تعتمر صدرها، أحس هو بخجلها الشديد و كم كانت لذيذة و لونها يحاكي لون العصير الذي جلبه لها، حلوة بطريقة تخطف الأنفاس و يرقص لها القلب عشقا. قرر أن يعتقها من خجلها، فقالx بإبتسامة يبعدها عن الموضوع
_ اه أنظري! لقد أخذنا الحديث و نسيت السبب الذي جعلني أستدعيك.
عاد إليها توترها من جديد و كأنها لن تخلص من الخجل إلا بشعور لا يقل عنه شتاتا، سألته عاقدة حاجبيها ببعض القلق
_اه حقا ما الامر؟
مد لها الملفات التي كانت بيديه فنظرت لها بإستفهام و قبل أن تقوم بقراءتهاx ، سألها بنفس نبرته الرجولية المليئة بالحنان و التي تمنحه راحة غريبة
_إلى متى تنوين البقاء في الفندق. التكلفة ستكون باهظة جدا. و لن تستطعي إستحمالها.
لقد فكرتx أماني فعلا بذلك، بل منذ مدة طويلة و هذا الموضوع يؤرقها بشدة، تعلم أن مكوثها في الفندق يؤخر عودتها لأمنية كثيرا. فما يذهب في مصاريف الفندقx أكبر بكثير مما تدخره. همست بذهن مثقل و هي ترفع وجهها إليه، و قد نسيت خجلها السابق منه، فلم تراه الأن إلا صديقا يستحق أن تفضي له بمكنونات صدرها.
_في الحقيقة انا أيضا كنت أفكر في الأمر.لكن كما تعلم إيجاد منازل للكراء في هذه المدينة صعب جدا. فساكينوا هذه المدينة، جميعهم مقيمون بها و يملكون منازلهم الخاصة،x الكراءx هنا منعدم تماما. و أنا لحد الأن لا ازال اشعرx بنفسي غريبة هنا، و لا أعلم كيف يمكن أن أجد بيتا مناسبا للإيجارx الذي لا يتواجد بكثرةx إلا في المدن الصناعية، و التي تتوفرx فيها مناصب الشغل أكثر. أما هنا فمناصب العمل تكفي سكان المدينة و حسبx أنا فقط الدخيلة هنا.
إبتسم لها قائلا بنفس لهجته الحانية
_بل الكثيرون ممن يعملون في هذه الشركة ليسوا من السكان الأصليين للمدينة منهم وائل.
عقدت حاجبيها قائلة
_صحيح؟ و ترى أين يسكنون لا بد أن لهما عائلات هنا.
لم تختفي إبتسامته المؤنسة و هو يقول
_بالضبط هذا ما كنت أريد الحديثx معك فيه.x الشركة هي من تتكلف بإقامة مثل هؤلاء الموظفين.
وهللت أساريرها و هي تقول بسعادة
_صحيح لكن كيف؟
عرض عليها الملف قائلا.
_انظري و ستفهمين. الشركة تملك إقامة بها مجموعة من الشقق للموظفين. لهذا كنت اريد ان اخبرك أنك ستستلمين اليوم شقتك.
نظرت له ببلاهة و هي تتسأل بعدم تصديق
_كيف؟!
ضحك على رد فعلها قبل أن يقول بحنان
_كما تسمعين سيدتي.
حتى هذه اللحظة لم تكن مستوعبة لما قاله، سألته بدهشة
_و لما لم تقلها من الاول؟
ضحك أكثر و قد أصبح يشعر بالإستمتاع، لكنه حدثها برقة و هو ينظر إليها
_لأن الشقة كانت تحتاج إلى الكثير من الإصلاحات، و لم تجهز إلا اليوم.
عضت على شفتيها بسعادة حقيقية و هي ترفع يديها لتمسح وجنتيها من دموع هربت في غفلة عنها، و قد كان هذا أول خبر يثلج صدرها بعد كميات الألم التي أحرقتها، سألته بحماس
_حقا! و متى يمكنني الإنتقال لها.
إبتسم لها برقة و قد منحته سعادتها شعورا لا يظهى أبدا، فأجابها بهمس حاني
_اليوم.
مجددا عقدت حاجبيها بعدم إستعاب و هي تكرى بتساؤل
_اليوم؟!
أومأ برأسه مؤكدا و هو يقول
_أجل الشقة مجهزة بكل ما تحتجين فقط عليك إحضار أغراضك بعد العمل. و سأذهب انا معك شخصيا لأساعدك.
أحست برغبة شديدة في الإرتماء عليه و إحتضانه،x فسعادتها جعلتها كطفلة صغيرة، بعفويتها و حماسها، لكنها مجددا قمعت رغبتها المجنونة لتنظر إليه بإمتنان صادق، جعل لمعة جميلة تملأ عينيها و إبتسامة حلوة زينت ثغرها الوردي و هي تقول له بمودة
_شكرا جزيلا يا فراس.أنا لا أعلم ما أقول.صدقا خانني التعبير!
ضحكت و هي تغطي شفتيها قائلة
_يا إلهي لا تسعفني الكلمات! أنا فقط سعيدة جدا! أنت أغثتني! لا أستطيع رد أفضالك علي! انا... شكرا جزيلا من كل قلبي هذا ما في يدي أن أفعل!
إبتسم لها بحنان و قد رف لها قلبه من طريقتها العفوية، و هي تقطع كل جملة بضحكة حقيقية سعيدة، كم صدى ضحكاتها جميل يملأ القلب بهجة و رضى، و هو ينظر إليها أقسم في نفسه أن يكرس حياته لرؤية هذه السعادة التي زادتها جمالا فوق جمالها،فأضحت كألف شمس انارت الكون. قال لها بود
_العفو سيدتي الجميلة. أنا في الأصل لم افعل شيئا لأستحق كل هذا الشكر الذي يطرب القلب منك، هذه السعادة التي رأيتها على وجهك أكثر من أي شكر قد أحصل عليه. إشربي عصيرك اولا فلن أتركك تذهبين لأي مكان إن لم تفعلي.
مجددا توردت وجنتيها بخجل، لتومأ برأسها موافقة و هي تمد يدها بحمل كأس الفراولة، و قلبها لازال يقيم أعيادا و حفالات!
_____________________
وقف محمود مصدوما و هو يرى إبنه يدخل برفقة أخته، بينما هو يحمل بين يديه فتاة تبدوا فاقدة الوعي، وقف الطفل جود بجانبه، يتطلع أيضا للوافدين بفم مفتوح و هو لا يفهم شيئا مما يحصل، حسنا لم يكن حال محمود أيضا أفضل من ذلك، فهو كان يبدوا كمن رمي فجأة في وسط مسلسل درامي لا يدرك أوله من أخره. يرمش بعينيه عدة مرات ليتأكد من رجاحة الصورة،x و أن علة لم تصب عينيهx أو ربما عقله،x سمع فؤاد يقول محدثا أخته ليضفي بصوته حياة على المشهد الصامت و يؤكد له واقعيته!
_سأخذها إلى غرفة الضيوف يمكنك الحديث أنت مع أبي ريثما أعود.
تنهدت سارة بقلة حيلة، بعد أن حشرها أخوها في متاهاته الشخصية، ليضعها أمام أبيه كي تشرح له شيئا هي الاخرى لا تفهمه! همست في نفسها بغيظ "مردودة يا فؤاد. مردودة أخي العزيز"
أحست بوالدها يقترب إليها و هو يسألها بغرابة
_ما الذي يحدث يا سارة؟من هذه الفتاة التي يحملها أخوك؟
لقد كان الأمر مضحكا حقا. بدت الكلمات لأذنيها غير منطقية و تشعر برغبة شديدة في الإنفجار بالضحك "الفتاة التي يحملها أخوك"، هي الأن غير قادرةx أن تفهم الموضوع، فقط ما إستطاعت أن تدركه هو ان أخاها منجذب بطريقة ما لهذا الفتاة، و طريقة قوية جدا، و هي أبداً لم ترتح لهاx و هي تراها فاقدة الوعي، رغم أنها لاx تملك معرفة مسبقةx عليها، و هي من تعلمت أن لا تظلم أحدا فقط من سوء ظن أو إحساس قد يكون باطلا، فكثير ما تكون المظاهر خادعة، لكن قلبها لم يرتح لها أبدا . ربما تكون قد ظلمتها لكن ما عليها الأن إلا أن تنتظر حتى تتعرف على الفتاة و هي صاحية، و مع كل هذا هيx لا تستطيعx تجاهل خوفها الشديد علىx أخيها، هي خائفة جدا عليه من الغوص في علاقة غير واضحة قد تتسبب في هلاكه، و قلب فؤاد لن يتحمل جرح الخيانة، و قد حمل منذ كان صغيرا، ألام خيانة أمه له. تلقفها صوت والدها من غيابات أفكارها و هو يقول لها بصرامة لا يتلبسها صوته إلا نادرا
_ساارة! أنا أحدثك.
إلتفتت إليه بعد أن كان نظرها مثبتا على الدرج، ثم حاولت رسم إبتسامة لا معنى لها على شفتيها و هي تقول
_دعنا نذهب للمطبخ قليلا لنتحدث.
لطالما كان المطبخ أشبه بغرفة إعترفات بالنسبة إليها. دائما عندما تريد الحديث إلى أبيها تختار المطبخ دون أي مكان أخر. حسنا هي التي لا تجيد قلي حتى بيضة، و لا تربطها أي علاقة بتتا بكل ما يتعلق بالطبخ، لكنها تفضل الحديث مع أبيها في هذا المكان بالذات دون أي ركن أخر في المنزل. لا تدرك السر الذي يربطها مع هذا المكان بالضبط. ربما لأنه مكان والدها المفضل حيث يكون فيه أكثر شفافية و وضوحا فهي تحب أن تحدثه به
كانا لايزالان عند أعتاب المطبخ حين سألها والدها بجدية
_إذن ما القصة؟
ضحكت سارة رادتا عليه
_يا إلهي! ألن ينتهي جو التحقيق هذا؟ منذ الحادث و انا أحس أنني في قسم الجنايات.
كرر أبوها بنفاد صبر لم تتعوده به
_سارة!
جدبته من يديه لتجلسه على طاولة السفرة الفارغة و تجلس هي بجانبه قائلة ببشاشة كي تكسر جدية الموضوع، و تزيح التوتر المحلق في الجو
_حسنا حسنا حضرة المحقق لا داعي للغضب. هذه سيلين تعمل كساعية في الشركة عند فؤاد. ما فهمت انها تعاني مشاكلا مع عائلتها، أمها ماتت و أبوها رجل سكير يريد بيعها بالغصب لأحد أصدقائه. المهم لا عائلة لها و هي الأن مريضة و تحتاج رعاية لذا أحضرها فؤاد إلى هنا.
عقد محمود حاجبيه قائلا بتشكك
_لما لم أسمع عنها قبلا.
رفعت سارة يديها الإثنين و هي ترد عليه
_إهدأ علي يا أبي فكما ترى أن لا علاقة لي بالموضوع، فقط فؤاد إتصل بي و طلب مني المساعدة. إذن يا حضرة المحقق الأوسم على الإطلاق إلى اللقاء هذا ما لدي.
قالتها و هي ترفع له التحية العسكرية.x لتهم بالخروج من المطبخ لكن محمود اوقفها بسأله الصارم
_من الذي أتى وراءك في الصباح يا سارة؟لما أحس أن أشياءا كثيرة تحدث وراء ظهري.
عادت إلىx مكانها و هي تقول بمزاح محاولة مدارات توترها و إخراس تلك الدقات اللعينة التي فرت من قلبها
_لالا. يا أب الأسود. أنت هكذا تتهمني. الأمر ليس نهائيا كما تظن. من جاء في الصباح هو نائل.أصر على إصطحابي لأن الشرطة لم تتمكن من إمساك ذاك رجل. أقصد والد جود.
إبتسم محمود و هو يقول بمغزى وشت به عينيه اللتان تتفحصان كل خلجات إبنته
_أفضال هذا السيد تكثر عليك. من الواضح أنه يهتم بك.
حاولت مدرات خجلها و تلك الضربات الراقصة في صدرها تزداد جنونا لتقول بغيظ و هي تدعي الإنزعاج
_أي أفضال بالله عليك يا أبي هو فقط إنسان مغرور و يحب نفسه بارد و متكبر أناني مزعج، يحب أن يظهر بمظر البطل و أنه الآمر الناهي. قال يهتم بي قال؟
رفع محمود أحد حاجبيه قائلا بإبتسامة ماكرة، فلم تكن حالة صغيرته لتفوته أبدا و عيونها تلمع بشيء أخر، كما وجنتيها اللتان تلونتا كزهرة ربيعية.
_مغرور و يحب نفسه بارد و متكبر أناني مزعج، لم تترك صفة سيئة إلا لفقتها له المسكين
أومأت سارة برأسها و هي تقول بجدية مؤكدة كلامها
_اوهوو! بل أكثر فقط دعني صامتة.
أومأ محمود برأسه يكبح إبتسامته عن هذه المدعية الفاشلة و هو يقول
_حسنا في الحقيقة شوقتني لأرى هذا الشخص السيء.
لوحت بيدها و هي ترد عليه بنفس لهجتها المسرحية
_صدقني ربح أن لا تراه.إنه شخص ثقييييل جدا على القلب جدا.
إبتسم و هو يجيبها مداريا أفكاره
_و انا أحببت خسارة رؤيته على ربح عدم رؤيته. قومي بدعوته لدينا غدا على العشاء.
كبت ضحكته بصعوبة شديدة و هو يرى ملامح إبنته المصدومة، عيونها المتسعتان بشدة و فمها المفتوح على آخره.كما الشحوب الذي إلتبس وجهها و هي تقول بعدم تصديق
_ماذا؟! انت تمزح يا أبي أليس كذالك؟
حرك رأسه نفيا و هو يقول
_و لما أمزح؟ الرجل قد كلف نفسه عناء المجيء إليك إلى هنا و إيصالك، من باب الذوق دعوته حتى نشكره، كما يجب و لا تنسي أننا لم نشكره بعد على إنقاده لك قبلا.
عضت على شفتيها و هي تقول بحنق
_لم يجبره أحد على ذلك. ستجعل الطاووس ينفخ ريشه أكثر.
_أبي
قالها فؤاد و هو يدخل إلى المطبخ. ليناديه محمود قائلا.
_تعال يا فؤاد إجلس يا بني أريد أن أحادثك.
نهظت سارة من مكانها ترحب برحابة صدر فرصتها للهروب و هي تقول
_أترككما الأن سأذهب للإطمئنان على جود. قبل أن اصعد لرؤية الفتاة. تركتها في غرفة الضيوف يا فؤاد صحيح؟
أومأ فؤاد برأسه و هو يجيبها
_أجل.
رفعت يدها تودعهما بينما غمزت لأخيها قائلة
_حسنا أنا ذاهبة موفق يا فؤاد. إعلم أنك لن تنجو من السيد المحقق حتى تخرج كلما بجعبتك.
و قبل أن تسمع تذمرات الرجلين، كانت قد إختفت من المطبخ متوجهتا إلى غرفة المعيشة حيث يجلس الطفل.
______________
ظلت تتجول في أنحاء الشقة مبهورة بجمالها.لقد كانت بسيطة لكنها حلوة ، ألوانها الفاتحة تحمل دفئاx خاصا. كان أثاثها أنثويا و طفولي بعض الشيء، مزيننا بمجموعة من الزهور، بينما تتراوح ألوانه بين درجات الوردي و الأبيض.x يبعث الراحة في كل من يدخل إليه. إقتربت من دمية على شكل دبدوب صغير أبيض،ضحكت و هي تحملها لتلتفت إليه سائلة ببهجة طفولية.
_هذا أيضا كان من ضمن الأثاث؟
وقف ينظر إليها متأملا إياها بإبتسامة حنون. طفوليتها و سعادتها الحقيقة.فرغم أنها فتاة تربت في رغد العيش، و رغم أنه يدرك أن قصرها الذي تركته وراءها أفخم و أجمل من هذا بكثير، إلا أنها أنثى سهلة الإرضاء ما إن تغمرها بالإهتمام. إنها طفلة حقا تسعد بسرعة و تحزن بنفس السرعة.رغم لمحة الثراء و الهالة الأرستقراطية التي تحيط بها. إلا أنهاx شديدة التواضع. تضحك مع هذا و ذاك دون تميييز للمستوى الإجتماعي أو الثقاقي.و تسعدها أبسط الإلتفتات.
_فراس أنا أتحدث معك.
إستيقظ على صوتها و هي تلوح في وجهه بالدمية. ليرد عليها بإبتسامة
_أنا أسمعك.
رفعت إحدى حاجبيها قائلتا
_ واضح جدا.
عبس فراس و هو يرد عليها
_تسخرين مني؟!
قالت بغيظ و هي تنظر إليه
_أكلمك منذ الصباح و أنت لست هنا. فيما تفكر؟
إبتسم قائلا بمكر
_تقصدين في من أفكر؟
عبست و هي ترد عليه رافعة كتفيها
_و ما شأني أنا أصلا.أنا الحمقاء التي أضع رأسي برأسك.
قالتها لتعطيهx ظهرها و تبتعد عنه متجهة إلى النافذة.
_فيك.
إلتفتت له بعدم فهم سائلتا.
_عفوا.
قال بصوت خافت و هو ينظر إلى عينيها
_كنت أفكر فيك.


انتهى الفصل العاشر من رواية ذكرى التوليب
قراءة ممتعة لكم حبيباتي
موعدنا يوم الإثنين القادم إن شاء الله
تحياتي وقبلاتي



نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-22, 09:58 AM   #337

فاتن نبيه
 
الصورة الرمزية فاتن نبيه

? العضوٌ??? » 487008
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,418
?  نُقآطِيْ » فاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل التاسع

ذكريات الماضي إن لم نخطو عليها ستمحينا،x لا يجدي معها التجاهل او النسيان فها هي سارة تتألم من حدث أليم في الماضي عذاب تلقته وهي صغيرة لازالت تذكر تفاصيله واضحة و الألم كان اقوى من أن يمحيه الزمن،x لقد تماسك قدر استطاعتها لكن ضعفها غلبها في النهاية فتنهار باكية ووتعيش مرارة الماضي و كأنها فيه تحس الألم و تسمع صوته البغيض واضحا و صراخه بها يرتجف له الجسد
و نائل يقف عاجزا عن مساعدتها كان لتوه يخطط لوضع حصون فتسقط حصونه جميها عندما سمع صوت أنينها كما سقط قلبه وجلا لحالها الذي يناقض طبيعتها المرحه

♡♡♡

سيلين لازالت تتلاعب بفؤاد تلف مخالبها حوله ببطيء شديد دون أن يلحظ و تنتظر اللحظة الحاسمة لتهديه طعنتها المغوية مثلها
فهو بحار قليل الخبرة بتضاريس البحر الذي تجذبه اليه فهل سيغرق فيه أم ينجو منه

♡♡♡

أماني لازالت تبكي الفراق والوجع و كم تمنت ان ترافق اختها في تلك الليلة تبارك لها وهي بين احضانها تقبلها و لا ترى ذلك الحزن العميق بعينيها،x مؤلم الفراق و الأشد الما رؤية الحزن في عين من نحب وان تكون انت سبب هذا الحزن الكبير وهي تتألم بألمها و الم حبيبتها معا بينما فراس لا يبذل أي جهد ليخرجها مما هي فيه من حزن،x يحاول ان يلهيها عن وجعها مقسما و معترفا أنه وقع بين براثن الحب و كفى،x يكفي هي بجواره ليلقي لها وابلا من الوعود و يغدق عليها بالحب الفائض فلا تملك غير الشعور بالخجل وهو يمر عبر ممسات جسدها اجبارا ليستوطن حبه في القلب المكسور و يعيد ترميمه من جديد ليصيح اقوى

♡♡♡

لم تكن مجرد خطبة بل كانت ميثاقا غليظا بالقرب و الاكتفاء ينتظر التتويج بالزواج الفعلي لتشعر بالراحة و السكنى الذي خسرتها و اودعت مكانها فراغ خلفه الفراق
صحيح انها سعيدة و عاشقه له، ميتمه به لكن حزنها يطغى علي نظراتها يذكرها دائما بوحدتهاx ... فقرها للحب حتى باتت تخشي التعلق بأحدهمx فيتكرها كما فعل الجميع و بتخلى عنها فترجوه البقاء و التمسك بحبه لها

ابدعت في تصوير المشهد جميلتي احسنت
♡♡♡

الصداقة بين أماني و بيلسان جميلة مذهبه بالمحبة و كما تغرس الافعى سمها في كل مكان اتت لتغرسه بين تلك الصداقة الفريدة و تبعدهما فلا تكتفي بذلك بل تنتقم من بيلسان بسبب ذلك اليوم الذي تحدتها فيه،x هل هي من ارسلت المدعو كنان لخديعتها ليس غريب عليها فهي بغيضة إعتادت الخداع والمجون،x رغبت بضربها ضربا مبرحا حقا،x تستفزني بشكل مريب، فانتظر اليوم الذي تموت فيه بسمها اللاذع،x اخشى على بيلسان منها لكني أخشى عليها منك اكثر والله 😒

♡♡♡

فؤاد يعلم ما حدث في الماضي فقط الجزء الذي شهده، اختطاف اخته امام ناظريه وهو ضعيف لم يستطع ان يعفل شيء فتجتاحه لحظات مؤلمة من العجز والخوف، مرت سنين على الذكرى لكنها لازالت حيه داخل الجميع، ضربه واحده ازاحت كل الحصون لتبرق الذكرى ببريقها المؤلم فيعيشوا الالم من جديد
رغم انها تعرفت على صوت أخاها الا انها لازالت مصدومه تعيش في الماضي و لا تعي ما يحدث حولها، تصرف فؤاد كان جيد
حسناء اذن تحب فؤاد و هو غارق لا محاله في سحر الأخرى المغوي فمن يا ترى لها حق استدراجه نحوها
سيلين نحو البحر العميق تغرقه فيه
ام حسناء الى بر الامان و انقاذ الحبيب

♡♡♡

الشعور بالمسؤولية أمر جميل قد لا نجده في شباب هذه للأيام الذي يغلب عليهم الطابع المتهور، لكن أماني منذ صغرها تعشق دور القائد فتقود أختها دائما و تدافع عنها هي بالفعل شخصية قائدة و مهمه لكن عندما تتعلق تلك الأمور و اللحظات السعيدة بذكريات طمسها الألم و جار عليها الزمن تهطل دموع خائنة لا تناسب حلاوة الذكرى
قرار أمنية جيد فلم تجلس في ذلك القصر مع تلك الحرباء هي أساسا لن تقدر أن تردعها إذا ما أذتها و طبيعة امنيتنا الصغيرة التي تفضل الهدوء و السلام دفعتها للذهاب بصمت تحمل بين جنباتها الوجع و الأسى

♡♡♡
توليب زهرة تقاذفتها العصور،x فتعيش الألم أشكالا و ألوان و لم ترتشف من أنهار الحب الا سموما كاوية،، قلبها يؤلمها للفراق لكنها قالت لابنتها أن والدهما مات من زمن،x و لأنهما كانتا ممتلئتين بوالدتهما التي مثلت الأم و الأب في آن واحد لم يفكرا فى شيء آخر و الآن لغياب الأمان باتت أماني تبحث عن الدعم الوحيد في حياتها و المجهول بالنسبة اليها و إليه


♡♡♡
نائل وقع بالصنارة و لم تفلح معه حصونه المحصنه، فقلقه و خوفه على سارة كان أعظم،x لقد رآها في اوج ضعفها و حاجتها لذا قرر أن يكون معها في الكل الاوقات،x لا أعلم لما لكني انتظر ان يخلع فؤاد رأسه حتى يستحي قليلا 😂🤷‍♀️

♡♡♡

ذنب الماضي لا يرحم يغرس في القلب بقسوة و خيانته لحبيبته تؤلمه،x اتضحت الامور قليلا و بان الشر الحقيقي فبيداء لم تكن أفعي فقط، والله الشيطان يخاف من شرها،x هددوه بابنته و سرقوها بين يدي غير أمينه عذبوها بأبشع الطرق لا أصدق أن هناك من يحمل بقلبه كل هذا الكره و العداوة

فصل جميل يا عمري سلمت يداك 😍
أعتذر عن التأخير كل هذا لكنك تعلمين كم كنت مشغولة
تصاميم الفصل سأعمل عليها باذن الله بعد ان انهي قراءة العاشر



فاتن نبيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-22, 11:58 AM   #338

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,532
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخير جميلتى طيبة القلب

☆ أبيض وأسود☆

هو مسرح الحياة كل دقيقة به تحمل مشهدا قد يكون مخالفا لم نأمل ونتمنى وقد تتأجل طموحاتنا لآخر مشهد
كما قد يسدل الستار ونحن ما زلنا قيد الإنتظار
ذلك المسرح هو من يضع تصميماته ويرسم حدوده بنفسه ومصائر المشاركين به ليست حرة مهما ادعى ذلك

سيلين مازالت تتوهم القدرة على تحريك الأبطال على ذلك المسرح كما تشاءx ولكن الأقدار تكون لها رأى آخر

حيلتها التى إكتشفتها هدى بدون أدنى مجهود رأيناها وقتلت تمثيلا في أفلام الابيض والاسود
ولكن فؤاد بنقاء سريرته لم يدرك هذا
ولكنه عاجلا أم آجلا سيبصر حقيقتها المتلاعبة المتلونة كالحرباء

وإستدعائه لسارة بعد رؤية الطبيب لها هو خير قرار إتخذه
فلا ريب أن بقية خطة المحتالة ان تستدرجه لمحل إقامتها فهى ضائعة ولا شئ لديها لتخسره

☆x لجوء بلا حدود☆
بين الصمود والإنهيار شعرة...قد يحتمل الإنسان على أمل أن يتغير ما يعانيه أو يأتى اليوم الذى يتحقق فيه امله
ولكن مع بيداء تلك كل الاحلام كسيرة والهواء ملوث بشيطانها
فكان قرار أمنية بترك القصر صائبا تماما
ومن أرحب لها من حضن نارين تؤمة امها إن جاز ذلك فمن الاصدقاء من هم بمرتبة الاخت وأكثر

وكما اللجوء للاوطان هناك اللجوء للقلوب
قلب رائد وطن رحيب يسع امنية ويفيض
وليته بحقق وعده لها بإحضار أمانى بيوم زواحهما
فتلتقي الاختان ثانية
وتكون ببيتx رائد حتى أنزع من رأسي الظنون التى زرعتها الجميلة فتون..(.مش مطمنة لك يا ناظلة)

☆قلب المؤمن☆
مخاوف نارين والتى تحولت لقلق ووجدت صداها لدى بيلسان
أرى أنها بمحلها فبيداء التى أطاحت بدمها ولحمها ان ترأف ببيلسان بل هى تراها ظلا لاولاد شقيقتها
خاصة بعد لجوء امنية لهم
يا ليت الامر يقتصر على فصلها من العمل ولا تبليها بمصيبة تقتضي السجن مثلا فالمرأة فاقدة للضمير تماما

بينما الحوار الذى أدرتيه بينها وكنان خفيف الظل جدا
كما أن كنان شخصية لطيفة بالفعل يضاف لها وسامته يعني حاجة تفتح النفس على الصباح

كما انه يدعوها جميلتي،حبيبتى
مجرد الفاظ تحببية يعتاد عليها البعض من فرط الذوق
لكن بيلسان ذات رأس يابس تذكرنى بواحدة صاحبتي

☆لو كان فيها الخير☆
مقدم سارةالتى طلبهافؤاد كان جيدا بعد أن أوصلها نائل العاشق حرصا عليها

والمشاعر الوليدة بقلب كليهما جاءت واضحة جدا وجميلة من المشهد والحوار بالسيارة
ولكن لما يخاف نائل من تعقيدات حياته وخطورتها عليها
ما أراه أنه شخصية وحيدة عادية طيبة فأنى له بالخطورة

ما شاء الله سارة لا تختلف عن أخيها الساذج فهى توافقه على أخذها معهم للبيت
وهذا تصرف خاطئ من كليهما يعطى تلك المجهولة مكانا بحياتهم ينتظر توصيفا او مسمى له

وربما هذا ما كانت تسعى له المحتالة منذ البداية فهى تستهدف الأسرة كلها
لو أحسنت سارة لأخذتها للمشفى كان هذا هو التصرف الصحيح
فلا يدخل الانسان بيته أى شخص التقطه من الشارع

ولكن يحمد لسارة انها لا ترتاح للمحتالة لذا ستراها بعين محايدة غير عين الغر فؤاد

وبالطبع بعودتهم للبيت يجرى محمود تحقيق مع كليهما بصدد الفتاة
فقد صار بيته بالفعل مأوى للضالين أولا جود المسكين ثم تلكx البلوة

ومحمود الجميل لا يفوته إهتمام نائل بسارة التى تدعى كذبا صفات ليست به
فيأتى رد محمود المراوغ بدعوته على العشاء لتوجيه الشكر له
أى أن حيلة سارة لم تنطلى عليه

☆ لغز الحياة☆
الحياة تمضي بنا في متاهاتها وأحيان كثيرة لا تكون منصفة أبدا فهى تقسو على البعض كثيرا وتجزل العطاء لمن لا يستحق
كلها إختبارات وإبتلاءات للإنسان فمنهم من يحيا بسلام ومنهم من يزداد غيا
والحياةنفسها غير مؤاخذة لا في منحها ولا منعها
فمن يمنع قدرا كتب عليه

وحده الآنسان من عليه أن يحيا ويواجه تقلباتها
آدم محق في كل المبررات النى ساقها لنارين لإخبار التؤم بأن أباهم حيا

فالعمر غير مضمون وقد رحلت توليب بغتة
والسر الذى لديهما امامة

في حين أن دفوع نارين أيضا منطقية فكل الدلائل تشير لتخلى محمود
وطول المدة يثبت عدم جديته في البحث أو أنه قد مات

كانت هذه النقطة هى التى يجب أن تلفت نظر آدم
فمحمود ربما لم يصل لتوليب لتغيير كنيتها
بينما محمود هو كما هو بإسم أسرته العريق
فلماذا لم يبحث عنه فؤاد ويتأكد من حياته أو موته

ويسمع لصديقه ويعلم مبرراته فالرجل لا يعرف عن أبنائه
فأى صداقة وأى عدالة تلك النى جعلته يصمت طوال ربع قرن من الزمان

☆ رفقا بفؤادى ☆

يأتى القضاء دائما ومعه لطف الله ورحمته
فأمانى التى جاءت لتلك المدينة النائية بلا سند ولا ماوى ولا أهل
قيض الله لها فراس ليكون عونا وسندا
وهو الآن عاشقا ...كل كلماته وسكناته وخلجاته تنطق بالحب لها
وما دعوتها لمكتبه ليعطيها دعوة الزفاف لوائل ورؤى
إلا تمهيدا لتلك الشقة التى يريد بها أن يريحها من عناء كلفة الإقامة بالفندق

فيمهد لها بأن الشركة وفرت سكن للعروسين من محل إقامة للشركة حتى لا ترفض عرضه إذا لم يكن له سابقة من قبل

قد أبدعتى حبيبتى في تصوير فرحة وسعادة أمانى بهذا العرض بشكل معبر جدا

أجد أن فراس ليس لديه ما يمنعه من طلبها للزواج
فليسرع بذلك حتى تكون معه وتحت رعايته
وكان اشترى دب أحمر بدلا من الابيض ومعه الكثير من القلوب الحمراء

كمقدمة لطلب يدها..
لكن أول الغيث قطرة فأبو الهول نطق أنه يفكر بها والبقية تأتي

سلمتى حبيبتى على الفصل المميز جدا والتطور المستمر بالاحداث
والواقعية الممزوجة بالحالمية في توازن جميل

بإنتظار الفصل القادم
دمتى في أمان الله أختى نورهان


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-22, 12:09 PM   #339

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,532
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
خيانة هذه تتجولون من دون؟!
كنت سأخذكم لمغارقة هرقل لتشاهدو تحفة فنية في كهف مطل على البحر، ثم ترون نقطة تلاقي الأطلسي بالمتوسط.
و قد أخذكم حينها لأكلي البوكاديو الاكلة المشهورين نحن بها.
لكنني غيرت رأيي و أنتما تتجولون من دوني
مرحبا.صباح الجمال لاجمل نورهان

حبيبتى لا تظلمينى هي لحونة الخائنة الوحيدة
كلام في سرك راحت البحر مرتين
وأكلت ايس كريم وبليلة وذرة مشوى وشيكولاتة وحمص الشام وشربت مشروبات
باردة وحاجات كثيرة كده لا اذكرها الآن ههههههه
بينما أنا مسكينة لا شفت نيل ولا ترعة ولا بحر
قاعدة كمدا في البيت والزيارات المنزلية

يعنى إحرميها هى من مغارة هرقل والبوكاديو الجميل
انا ممكن أقضى عمرى كله آكل ساندوتشات فهى المفضلة لدى
وبلدكم بلد سياحى ساحر وايضا لحونة عندهم الجمال الممزوج برائحة الجنة

اياكى ان تعتقدى انى سلمت لحونة لك تسليم اهالى لا سمح الله
خلاص انا طيبة وكيوت خذينا إحنا الإثنين واى احد من شعب التوليب الحبيب

صباحك سكر زيادة نوارة انت ولحونتى العسل


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-22, 12:12 PM   #340

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,532
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتن عبدالعظيم مشاهدة المشاركة
روووعة ما شاء الله
احببت التواقيع جدا وكذلك المقدمة💙
البداية اكثر من قوية
مرحبا.صباح الخيرات غاليتى فاتن

هلا وغلا فيك معنا نحن شعب التوليب من القارئات
الرواية بحق أسرة تجمعنا في ظلالها بالمحبة بيننا
وباحداث جميلة جدا نتشاور فيها ونتفق ونختلف
في جو ودى جميل

صباحك ورد حبيبتى


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.