آخر 10 مشاركات
صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          لو..فقط! *مميزة**مكتملة** (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          مشاعر على طول الأمد (42) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          عرش السُلطان، للكاتبة/ خيال. " مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          142 - على باب الدمع (الكاتـب : حبة رمان - )           »          1200- المستبد - د.ن ( تم تجديد الراابط) (الكاتـب : Breathless - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          354 - نشوة الانتقام - مادلين كير - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree5261Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-22, 09:44 PM   #481

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,290
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
أخشى ما ستفعلون بي حين تعلمون أي مصير ينتظر بيلسان المسكينة مصيى أبشع من الموت 🙃🙃. لكن هي غالية جدا لدي و كان الحدث لا بد منه فقط لطرح قضية ضرورية لا نفضل الحديث فيها.
و يسعدني جدا أن تشبهيني بيبلسان فهي غالية جدا علي إلا أنني لست شجاعة مثلها، فأنا خجوولة في الحقيقة فوق المتصور و غيظي أشعله في أوراق. فاتن الجميلة إبتسامة القدر صدمت بي لمكلمتني بالهاتف فظلت تتحدث وحدها و ذهب صوتي أنا من شدة التوتر و الخجل، رغم أني أتحدث معها بالرسائل عادي 🤣🤣🤣.
و على ذكر الجميلة لبنى حقا إفتقدنها بشدة أن شاءالله تعود بالسلامة



اكيد بيداء الحرباء وكنان ابو اسنان هيعذبوها واللي كان كان 🥺🥺😬

ههههه تشبهينني نورهان انا خجولة جدا وتحررت قليلا من خجلي عندما انجبت وبدأت انخرط بالمجتمع كمتزوجة ومسؤوليات 🤦‍♀️....الى الآن عندما انزل لأشطف مدخل بيتنا وفي الحارة بيوتنا تقابل بعضها فاسأل زوجي في حدا برة ولا شو😂😂بقلي انزلي بطّلوا ياكلوا البشر عنا او تلثمي وانزلي عشان محدا يعرفك هههههههه......الصراحة لا احب الاختلاط الكثير وثرثرة النساء وخاصة اللي عينيهن بكنن هيك👀 وبستحي حتى منهن....

هلا برة البيت من خجلي بكون صوتي واطي ولما جوزي بيكون معي بينصدم لأنه جوة البيت صراخ وطوشة مع الاولاد🤣🤣🤣ما بيعرف مسكين منين نزلت النعومة عليّ والخجل 🤭


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 11-08-22, 01:17 AM   #482

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
مساء معطر بذكر الرحمن😍

هههههه بسمع عن كثير روايات بيكون البطل متعدد الزوجات...ورغم انه في ديننا الا انني لا احب قراءة هذا النوع خاصة ان كان بطل رئيسي هههههه لأني لا اتقبل الفكرة وبالذات عندما تكون الزوجات موافقات وسعيدات هههههه 🙈...يعني مش يكون التعدد موضوع رئيسي بالرواية مثل عائلة الحاج متولي 😏

فؤاد طيب بشكل🤣🤣....كلمة بتاخذه وكلمة بتجيبه هالمسكين ....وينك يا شيخ احمد عنه تعطيه شوية دروس بالفظاظة امام جنس حواء وتوقفهن عند حدهن 😜....انا هاربة من نورهان🏃‍♀️😂🤭

اعتقد ان فؤاد عندما يكتشف حقيقتها سيتحول ويقلب رأسا على عقب ولكن اتمنى ان لا يسبب هذا عقدة عنده ويطلع نفسياته عحسناء المسكينة🥲

اذا وُجدت روح الدعابة عند شعب....فهو الشعب اامصري دون خلاف.....يعني شئتِ أم أبيتِ دمك المصري اللي زي العسل لازم يعطينا حبتين خفة دم هيك لله بالله 😘😉😍

ليلتك سعيدة🌺








هههههه فعلا أنا الأخرى لا أتقبل أبداً رواية الي فيها تعدد كموضوع رئيسي و الزوجات يعيشون حياة و لا في الأحلام ذرتها كأختها أجن 😏😏😏.. لا و المشكلة من تكتب هذه الرواية تكون إمرأة، فهل لا تملك غيرة في نفسها أم تحب رجلا متزوجا 🙃🙃.
هو صحيح شيء محلل، لكن رغما عنا لن نرتضيه في أنفسنا، و الرسول صل الله عليه وسلم لم يرضى أن يتزوج علي على فاطمة، كما لم يتزوج على خديجة في حياتها، و الباقي كان فيه سر لا يعلمه الا الله أعطي لنبيه فقط.
ههههه لا تخشي على فؤاد سنجر أذنه قليلا فبعد أن يرى نفسه يفقد حسناء بعد دخول الدكتور الأسد ستقوم الغيرة في قلبه و ينسى سيلين و كل ما يتعلق بها. ههههه حصري هذا التسريب..
إعملي و كأنك لم تري شيئا 🤣🤣


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-22, 01:27 AM   #483

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
اكيد بيداء الحرباء وكنان ابو اسنان هيعذبوها واللي كان كان 🥺🥺😬

ههههه تشبهينني نورهان انا خجولة جدا وتحررت قليلا من خجلي عندما انجبت وبدأت انخرط بالمجتمع كمتزوجة ومسؤوليات 🤦‍♀️....الى الآن عندما انزل لأشطف مدخل بيتنا وفي الحارة بيوتنا تقابل بعضها فاسأل زوجي في حدا برة ولا شو😂😂بقلي انزلي بطّلوا ياكلوا البشر عنا او تلثمي وانزلي عشان محدا يعرفك هههههههه......الصراحة لا احب الاختلاط الكثير وثرثرة النساء وخاصة اللي عينيهن بكنن هيك👀 وبستحي حتى منهن....

هلا برة البيت من خجلي بكون صوتي واطي ولما جوزي بيكون معي بينصدم لأنه جوة البيت صراخ وطوشة مع الاولاد🤣🤣🤣ما بيعرف مسكين منين نزلت النعومة عليّ والخجل 🤭




ههههههه أضحكتني حبيبتي و طمأنتني في نفس الوقت ظننت أنني الوحيدة. لكن لا تتلمي عن الصوت الواطي، فأنا بمتاعب عظيمة معه، صوت منخفض دائما حتى في البيت لكن خارجا لا يظل لي صوت اصلااااا. حتى إن فكرت في الحديث لا أحد يسمعني أبداً و أضطر لتكرار الجملة عشر مرات على الأقل و إن لم يقف الشخص على رأسي يستحيل أن يسمعني.
تصدقي مرة إحدى استاذتي أوقفتني في الفصل و قالت لي هيا أصرخي أريد أن أسمع صوتك أصرخي بأعلى ما يمكنك. قولي أي شيء فقط حتى يسمعك الجميع. هههه بعدها تبخر صوتي تماما أكثر مما هو.
بيلسان قوية و ستتجاوز كل محنة بالأخير


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 07:38 AM   #484

فاتن نبيه
 
الصورة الرمزية فاتن نبيه

? العضوٌ??? » 487008
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,418
?  نُقآطِيْ » فاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond repute
افتراضي

ها قد وصلت سلحفاه القراءة أخيرا 🤣🤣💃

الفصل الحادي عشر

زخات الحب تتطاير ما بين القلوب بلهفه.. يتعانق قلبه الدافيء الحنون مع قلبها الذي بات يتلهف للاحتواء... كلا منهما يحتاج للآخر و في نظرات العيون وعد صامت آوانه غير محسوم
فراس صحيح وفر لها المسكن و المأوى و لكن لم يكن مأوها حقا غير الدفيء الذي يتدفق بين شراينيها في حضوره و هو كان يتطلع بحرمان للسكنى في عينيها
قد باتا متجاورين في السكن و القلوب تتراقص على لحن و نغم السعاده فمتى يكونا متجاورين في كل شيء

♡♡♡

رغم قسوة رائد عليها في الحديث..x الا أن القساوة أحيانا تجدي ثمارا أفضل من اللين الزائد...x وهو جمع في كلماته و نظراته قساوة الحبيب و حنانه المتدفق...x و قد استغل لحظة ضعفها لترضخ لأمره و يتمموا الزواج

ها هي تودع أحزانها بين يديه محلقة في السمااء بحرية و بدون خوف لأنها تعلم أن سندها خلفها سيحميها من أي شر يطولها
فتتساقط عنها الآلام و الاوجاع مع هبوب الرياح و ارتضامها بجسدها
فتصنع بصوت ضحكاتها الرقيقة تناغم بديع مع زقزقة العصافير فيذوب هو فيها و تكون ملجأ و يكون
♡♡♡

الموت فاجعة بقدر ما هي مؤلمة الا أنها واقع نؤمن به جميعنا لكن حين وقوعه علينا يذوب اليقين بين متاهات الحزن و الصدمة...x قد يكوم الفراق صعب لكنه محتوم على كل انسان
تطورت العلاقة بين سارة و نائل...x حتى أنها فقدت حذرها و حصونها و باتت تتملى في ملامحه تبحث عن اللغز الدفين بين مقلتيهx بينما هو كان شديد الحذر و ان هدر قلبه بما يكنه من أسرار يعود و يكتم صوت صراخه فيرتدي ما يحجب عنها زجاج عينيه مخفيا ما يجول بهما من أسرار

♡♡♡

صاحب معجون الاسنان لا يرحم نفسه هو بالفعل لاااازق و مقرف مثل المعجون...x صدقت حبيبتي ألحان عندما أطلقت عليه الاسم فهو يناسبه بشدة هههههه
ها قد استأجر بيت بجوارها لما لا يسكن في الغرفة التي تجاور غرفتها بالمرة فهذا كا ينقص والله 😂
♡♡♡

مع كل بداية نهاية نقع تحت وطأ مشاعر غربية نشعر بالحنين و الحزن للفراق بعدما اعتدنا على خوض شيئا ما...x و فراس كان يفهم تفكيرها فنفاه عنها و احاطها بدفؤه لينسيها ما يكدر عليها حياتها

يا وعدي يا وعدي على هذا الجمال 💖
فصل في قمة الاشراق مكتوب بحروف مزخرفة و مشاعر تتراقص على مداد الكلمات
سلمت الأنامل حبيبتي ❤🙈


فاتن نبيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 07:42 PM   #485

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتن نبيه مشاهدة المشاركة
ها قد وصلت سلحفاه القراءة أخيرا 🤣🤣💃

الفصل الحادي عشر

زخات الحب تتطاير ما بين القلوب بلهفه.. يتعانق قلبه الدافيء الحنون مع قلبها الذي بات يتلهف للاحتواء... كلا منهما يحتاج للآخر و في نظرات العيون وعد صامت آوانه غير محسوم
فراس صحيح وفر لها المسكن و المأوى و لكن لم يكن مأوها حقا غير الدفيء الذي يتدفق بين شراينيها في حضوره و هو كان يتطلع بحرمان للسكنى في عينيها
قد باتا متجاورين في السكن و القلوب تتراقص على لحن و نغم السعاده فمتى يكونا متجاورين في كل شيء

♡♡♡

رغم قسوة رائد عليها في الحديث..x الا أن القساوة أحيانا تجدي ثمارا أفضل من اللين الزائد...x وهو جمع في كلماته و نظراته قساوة الحبيب و حنانه المتدفق...x و قد استغل لحظة ضعفها لترضخ لأمره و يتمموا الزواج

ها هي تودع أحزانها بين يديه محلقة في السمااء بحرية و بدون خوف لأنها تعلم أن سندها خلفها سيحميها من أي شر يطولها
فتتساقط عنها الآلام و الاوجاع مع هبوب الرياح و ارتضامها بجسدها
فتصنع بصوت ضحكاتها الرقيقة تناغم بديع مع زقزقة العصافير فيذوب هو فيها و تكون ملجأ و يكون
♡♡♡

الموت فاجعة بقدر ما هي مؤلمة الا أنها واقع نؤمن به جميعنا لكن حين وقوعه علينا يذوب اليقين بين متاهات الحزن و الصدمة...x قد يكوم الفراق صعب لكنه محتوم على كل انسان
تطورت العلاقة بين سارة و نائل...x حتى أنها فقدت حذرها و حصونها و باتت تتملى في ملامحه تبحث عن اللغز الدفين بين مقلتيهx بينما هو كان شديد الحذر و ان هدر قلبه بما يكنه من أسرار يعود و يكتم صوت صراخه فيرتدي ما يحجب عنها زجاج عينيه مخفيا ما يجول بهما من أسرار

♡♡♡

صاحب معجون الاسنان لا يرحم نفسه هو بالفعل لاااازق و مقرف مثل المعجون...x صدقت حبيبتي ألحان عندما أطلقت عليه الاسم فهو يناسبه بشدة هههههه
ها قد استأجر بيت بجوارها لما لا يسكن في الغرفة التي تجاور غرفتها بالمرة فهذا كا ينقص والله 😂
♡♡♡

مع كل بداية نهاية نقع تحت وطأ مشاعر غربية نشعر بالحنين و الحزن للفراق بعدما اعتدنا على خوض شيئا ما...x و فراس كان يفهم تفكيرها فنفاه عنها و احاطها بدفؤه لينسيها ما يكدر عليها حياتها

يا وعدي يا وعدي على هذا الجمال 💖
فصل في قمة الاشراق مكتوب بحروف مزخرفة و مشاعر تتراقص على مداد الكلمات
سلمت الأنامل حبيبتي ❤🙈




الله تعلمت اللهجة الطنجاوية يا فتاة حلوة "يا وعدي يا وعدي" منك.
ههه إشتقت لكلماتك الفاتنة حبيبتي و أنت تحيين الفصل من جديد بروعتك و جمال تعبيرك.
هههه و أنت تنظفين لكارهي صاحب دعاية معجون الأسنان تحت قيادة لحونة و تنسحبون تاركين شيزو الحبيبة وحدها. هي من تحب مشاكساته.


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 07:47 PM   #486

فاتن نبيه
 
الصورة الرمزية فاتن نبيه

? العضوٌ??? » 487008
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,418
?  نُقآطِيْ » فاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond reputeفاتن نبيه has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
الله تعلمت اللهجة الطنجاوية يا فتاة حلوة "يا وعدي يا وعدي" منك.
ههه إشتقت لكلماتك الفاتنة حبيبتي و أنت تحيين الفصل من جديد بروعتك و جمال تعبيرك.
هههه و أنت تنظفين لكارهي صاحب دعاية معجون الأسنان تحت قيادة لحونة و تنسحبون تاركين شيزو الحبيبة وحدها. هي من تحب مشاكساته.








هههههه شيزو فقط تشير باصبعها حبيبتي و تفعل ما تحب ♥🙈🤣🤣🤣🤣


فاتن نبيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-22, 07:41 PM   #487

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخيرات حبيباتي عساكم بألفخير
حالا سأقو بتنزيل الفصل


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-22, 07:43 PM   #488

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الرابع عشر




يا أيامي الحلوة تمهلي
ما بالك تمضين عني في عجالة
تهرولين جريا دون أن تتلفتين
و ما أعطيته لي تدوسينه فتتلفين
ما بالك في فن الفراق تبدعين و تتفننين
و لا يرجعك لنا شوق أو حنين
يا أيامي الجميلة تمهلي علي قليلا
لست أجد بعدك للسعادة سبيلا
و قد فقدت معها كل سبل الوصال
و عجزت أن أبادر لها بإتصال
قد كنت وقت كنا معا رحيمة حنون
فكيف كساك الفراق قسوة غمرتيها في الشجون
عودي لي فلا زلت أحيى على عهدك بوفاء
لازلت أقدس ذكراك و أحفظها مع نجوم السماء
عودي فلن تجدي عاشقا غيري يهواك فوق الهوى
عودي أما إشتقت لأيام الحب و ليالي النجوى
عودي فلازالت روحي لقلبك مأوى
عودي لن أجد من غيرك سلوى
يا عصفورة قلبي إذهبي إليها
و وشويشي سرا أمام أذنيها
أخبريها كم أنا مشتاق
أخبريها كم كان البعد مرير المذاق
أخبريها كيف أكتوي بالفراق
و أسري لها شيئا من قصص العشاق
هاك حبي إحمليه على جناحيك
و حين ترفرفين قربها أتركيه معها
علها تدري لوعة إشتياقي
فتكف عن قسوتها و تعتزل إرهاقي
ʚ1ɞ






ألقى عليها مرة أخرى نظرة من مرآة السيارة،x لا تزال جالسة بجانبه عابسة الوجه،متجهمة الملامح، تزم شفتيها بغيظx و هي تضم يديها إلى صدرها،x تتنهد كل لحظة بحنق و كأنها تتشاجر مع الهواء المحيط بها،و بين لحظات و أخرى تتمتم بكلمات غير مسموعة لم يكن له شك أنها شتائم، هي الأن كحقل ألغام تماما قابل للإنفجار في وجه أي أحد يقربه،x هذه حالتها منذ أن أعلن فؤاد رغبته بالزواج بالمدعوة سيلين، فقد طار صوابها و جن جنونها لكنها لم تقدر على الإعتراض بشيء و هي ترى حماس أخيها و لهفته لهذا الإرتباط، فإكتفت بإلقاء مباركة باردة جدا، ثم إعتذرت بعد بعض من الوقت للخروج من الغرفة متحججة بذهابها لتنويم الصبي،x هو أيضا كرجلx لم يرتح إلى تصرفاتها، و إغرائها المثير الذي لم يتوقف طوال اليوم،x لكنه يرى حنق سارة بسببها مبالغا فيه نوعا ما،x ففؤاد على كلx حالx إنسانx مسؤول عن نفسه و قرارته، هو شخص راشد يستطيع وحده تحمل تباعيات قراره. و يشك أن يدوم إنبهاره بسيلين طويلا. فمثلها يملك سحرا قويا مغويا، لكنه كالسراب سرعان ما يتلاشى بمجرد أن تقترب إليه.ربما أفضل لفؤاد أن يترك وحده ليعيش التجربة فيكتسب مناعة ضد مثل هذه الإغراءات العاطفية، فحين تعاش التجربة يكبر الوعي و يتسع الإدراك.
البارحة بعد العشاء حينما جلسوا في غرفة المعيشة يشربون الشاي الذي أعدته حسناء،x دخل كل من فؤاد و سيلينx متشابكي الأيادي إليهم.و في عيني كل منهما قصة، بدا العزم يشع من عيني فؤاد و كأنه يدرك في قرارة نفسه خطأ هذا الإرتباط و إن أهله لن يتقبلوه بسهولة، بينما فاحت نظرات سيلين بالإنتصار و شيء من الشماتة،x نظر محمود الذي أحبx نائل شخصيته كثيرا لإبنه بصمت دون أي تعبير و هو يكمل إرتشاف شايه بهدوء شديد يحسد عليه،x بينما فتح فم سارةx على مصرعيه حتى خاف أن يظل هكذا دائما، و إتسعت عينيها في إستنكار شديد،x أما حسناءx لم تبدوا مستغربة أبدا، و هي تنظر إليهما و كأن الأمر لا يعنيها، رغم أن شيئا عميقا زلزل في بحر عينيها، إلا أنها أجادت إخفاءه بمهارة شديدة و هي تشرب الشاي بعدم إهتمام لما يحدث و هي تستلذ بمذاق مشروبها الساخن.
جلس كل من فؤاد و سيلينx على نفس الأريكة،x ليستأنف فؤاد الحديث ملقيا ما في جعبته مرة واحدة، فبدى كمحارب فاشل دخل الحرب لكنه لا يجيد أبسط قوانينها
_أنا و سيلينx ننوي الإرتباط، كما تعلم يا أبي سيلين لا عائلة لديها لهذا أريد أنx نعجل في الزواج لتستقر معنا إلى الأبد.
إبتسم محمود،x تلك الإبتسامةx التي لا تدري على ماذا تعبر، إبتسامة شخص عميق يرى الأمور على نحو لا يراه غيره، و تجاربه في الحياة قد جعلته يفوق عمره سنا بكثير، لقد كان وقعx كلمة إلى الأبد غريبا علىx أذنيه،x فهو قد أدرك بخبرته في الحياة أن لا شيء يستمر إلى الأبد فلكل شيء نهاية. لحظات صمت سبقت جوابه و هو ينظر إلى بكره الذي كبر كثيرا فأتى اليوم يرغب في تكوين أسرة.و كان ليكون أسعد الناسx بهذا القرار لولا أنه يدرك جيدا أن إبنه لسوء الحظ أساء الإختيار. بهدوء وضع كأسه على المنضدة بجانبه، ثم عاد ليرسم إبتسامة حنونة على شفتيه و هو يرد على إبنه بصوته الرزين
_تعلم أننيx لم أربيك يا فؤاد على التحكم فيك، أنا ما علي إلا أن أتمنى لكما التوفيق. مبارك لك بني عساه خير لك
إبتسم فؤاد بإرتياح فما كان له شك أن والده سيرجع طلبا في وجهه يوما، فقد كان دوما متفهما حنونا معهم كشقيق ثالث لا كأب. إستقام من مكانه ليقترب من مجلس أبيه و هم ليمسك كفه بين يديه و ينحني مقبلا إياها بإحترام شديد و إمتنان! رفع محمودx يده الأخرى يربث بحنان على شعره الأسود القصير،x و نظرة شبه حزينةx في عينيه، و كأنهx يهمس له في نفسه"أخشى عليك يا بني من تجريب ألم كسر القلب فهو قاتل لكني ما كنت أبداx لأحرمك من شيء،x فقط أطلب من الله أن لا تكون فاجعتك كبيرة كفاجعتي"، و كأن محمود بحدسه قد شعر بعدم الإرتياح لما هو أت. بل هو كان متيقنا بأن هذا خطأ لا غبار عليه.لو أتى فؤاد لإستشارته ربما كان نصحه، لكن و هو يرى العزم في عينيه لم يشأ أن يخسر إبنه لأجل شيء لا يستهل أبدا فقرر مسايرته، عله يكتشف الحقيقة بنفسه.
كانت سارة تبدوا كتمثال من العصر الإغرقي،x يجسد صورة الصدمة الكبرى.x حتى أن لونها أوشك على التحول إلى الرمادي.x أما سيلينx بعد ذلك فقد أصبحت أكثر جرأة في التواصل و الضحك مع أفراد العائلة،x و كأنها بحديث فؤادx قد أصبحت فردا رسميا من العائلة. كانت تلقي الكلامx من حين لأخر لسارة،x التي كانت تكتفي بإجابات مقتضبة و هي تحرك رأسها دون معنى و قد جاهدت بأن لا تظهر شيئا على ملامحها إحتراما لأخيها، و لولاه يدرك جيدا أنها كانت لترتكب جريمة، فالمرأة بدأت تتعامل كأنها سيدة البيت بمجرد أن فؤاد قد صرح برغبته بالزواج منها.x رغم بعده عن مكان جلوس سارة إلا ان نائل إستطاع شم رائحةx الحريق المشتعل داخلها، خصوصا بعد تخطي سيلين للحدود و هي تعامل حسناء بالضبط كخادمة و هي تناديها بإستعلاء.
_أنت سخيني لي كوب الشاي فقد برد.
تغير وجه كل من كان جالسا هناك في إستنكار لفعلتها، خصوصا سارة التي كادت تهجم عليها و قد فاض بها الكيل، حتى فؤاد لم يرضى من فعلتها أبداً و قد إكتسى الحرج وجهه و هو يعاتبها قائلا.
_ماذا تقولين حبيبتي عيب أن تتحدثي مع حسناء بهذا الشكل فهي ضيفتنا.
لا تعلم حسناء لما ألمها جواب فؤاد أكثر رغم أنه دافع عنها. فقد منح هذه الدخيلة بكلامه صفة صاحبة القصر و ظلت هي ضيفتهم. ضيفة ثقيلة جدا غير مرغوب فيها.
أجابته و هي تصطنع الندم.
_اوه أنا آسفة فيبدوا أنني أسأت فهم العلقة بينكم و بين البنوتة هي تعمل ممرضة في مستشفى أختك، فظننتها تأتي إلى هنا لتساعدكم في أشغال البيت خصوصا أنني لم أرى هنا خادمة.
كم كان يلزمها من الصبر و هي تتلقى إهانات العقربة المبطنة، خصوصا و هي تتعمد عدم ذكر إسمها لتشعرها أنها نكرة، و نظراتها السوداء كانت تأكد مغزى حديثها خصوصا أنها كانت تضع يدها على كتف فؤاد و هي تقترب منه في تملك سافر. هذه النقطة بالذات أشعلت سارة التي همت بالوقوف في هذه اللحظة لتضرب كل شيء عرض الحائط و هي تنوي الوقوف لتري هذه السافلة المنحطة مكانها الحقيقي! لكن حسناء منعتها و هي تتوقف لإنهاء الصراع تمسك منها الكأس و هي تقول بإبتسامة جامدة.
_لا بأس الخطأ يقع رغم أني لا يضرني لو كنت خادمة حقا ما دمت شريفة النفس، فلا عيب في عمل أحله الله، و أنا أستمتع صراحة بإهتمامي في أمور البيت.
تلون وجه سيلين حين ذكرت حسناء الشرف و قد إسودت عينيها أكثر، لكنها أجادت إخفاء ذلك ببراعةx و هي ترد عليها بإبتسامة مناولة إياها الكأس.
_حسنا حبيبتي إن كان هكذا حضري لي كأسا أخر، يكون بسكر أقل، فشايك حلو جدا و الحلاوة مضرة، و إن أمكنك طبعا إغسيلي الكأس قبل أن تصب فيه الشاي الجديد أنا بسرعة أشمئز.
إكتفت حسناء برسم إبتسامة بسيطة على شفتيها لم تكن تعني شيئا، و خرجت من الغرفة التي ساد التوتر و الجو المشحون عليها. إستقامت سارة من مكانها و هي تناديها قائلة.
_إنتظري حسناء سآتي معك لأساعدك.
لم تنتظر رد أحد و هي تخرج مسرعة من الغرفة قبل أن ترتكب جريمة في هذه الحرباء، فحسناء بالضبط أختها الصغيرة ما كانت لتسمح لأحد بإهانتها بربع كلمة، لم تنسى أن ترمق الأخرى بنظرة مشمئزة، توصل لها بعينيها نفورها منها و ما كانت الأخرى لتهتم و قد إستلذت اللعب، فالعاشقة الصغيرة يجب أن تدرك جيدا مكانتها كي لا تتمادى.و حتى هذه السارة ستسعد جدا و هي تزيحها عن طريقها هي و طبيبها الوسيم، الذي لن يكون لها أبدا فريسة سهلة فربما كانت لتلهوا به قليلا، غير أنها الأن لا تملك وقتا للهو فقد بدأ الجد،x و مهمتها الأن في فترة حساسة تتطلب منها أن تكون أشد إنتباها كي لا تخسر كل شيء.
دخلت حسناء إلى المطبخ و قد إنتهى صبرها و خارت قواها تماما، لم تعد قادرة على التظاهر بالقوة و عدم الإهتمام في هذه اللحظة، إستندت على السطح الرخامي للمطبخ بكفيها و قد أخفضت رأسها للأرض، يرتجف جسدها في نشيج مرير و قد هربت منها بضع دموع لم تخضع لقيدها، أحست بيد سارة تحط على كتفها و هي تسألها بقلق.
_حسناء هل تبكين حبيبتي؟!
إستقامت حسناء في وقفتها، ترفع بديها لتمحو دموعها دون أن تنظر إلى سارة، ثم تشعل الموقد، لتضع عليه غلاية الشاي بعد أن ملأته بالماء.
إقتربت سارة منها توقفها عن ما تفعل و تديرها لتنظر إليها، هالها أن تجد بحرها الأزرق غارقا في الحمرة و بعض الدموع لازالت تغلفه تأبى النزول أو الإختفاء، إنقبض قلبها بألم شديد فهي لم ترى يوما حسناء إلا ضاحكة، و أن تبكي فهذا يعني أنها وصلت لأشد درجات الألم، لقد كانوا جميعاً يحاولون ما أمكنهم الحفاظ على مشاعر هذه اليتيمة الصغيرة فيتعاملون معها برفق و لين، حسناء رغم أنها لا تصغرها كثيرا، إلا أنها أحستها دوما إبنتها، كانت تحبها بشدة و تخشى عليها كثيرا، سرعان ما تحولت صدمتها لغضب شديد خصوصا و هي ترى إرتجاف شفتيها في محاولة واهية لمنع نفسها من البكاء، إندفعت بجنون خارج المطبخ و هي تغنغم بغضب ناري
_و الله حتى أري هذه الحرباء قدرها ماذا تظن نفسها حتى تتجرأ و تهينك أنت؟!
جرت حسناء وراءها تمسك ذراعها تمنعها من الذهاب و هي تترجاها بتوسل.
_أرجوك سارة لا داعي لذلك لا أريد أن أبدوا أمامها كالطفلة الواشية.
توقفت سارة رغما عنها، خصوصا مع سماعها لنبرة حسناء المختلطة بالبكاء، حين وجدت تلك الدموع العنيدة قد كسرت آسرها لتنزلق على وجنتي حسناءx الناعمتين، إمتلأت عينيها هي الأخرى بالعبرات ترفع كفيها لتمحوا دموع الصغيرة الشقراء، و هي تقول لها بحنان.
_إياك أن تكوني قد إهتممت بكلام تلك الساحرة السوداء هي غارت منك و من براءتك التي لن تملكها يوما.
إبتسمت حسناء بسخرية و هي تقول هازئة
_تغار مني أنا؟ ماذا أملك حتى تغار مني بسببه! هي من تملك كل شيء، أما أنا لا مكان لي في هذا البيت و لا في أي بيت في الدنيا.
رفعت سارة رأسها بيديها تجبرها على النظر لعينيها بعد أن نكست رأسها أرضا.
_إياك أن تتلفظي بهذا الكلام التافه! حسناء أنت في بيتك معنا! كم مرة طلبنا منك الإنتقال للعيش هنا لكنك أنت من كنت ترفضين. و الله يا حسناء أنت جزء مهم من هذه العائلة، التي لن تصير هذه الحقيرة
ذرة منها و لو لعبت برأس فؤاد و جعلته يتزوجها! هي تغار منك لأنك تملكين روحا رائعة و محببة و صفاء نفس و براءة لا حدود لها، لأنك دون مكر أو خداع تمكنت من الوصول إلى قلوبنا جميعا. حبيبتي صدقيني هي تموت غيرة منك.
تبسمت حسناء بإمتنان من بين دموعها لتبتعد عن سارة قائلة
_حسنا دعيني الأن أحضر للسيدة خفاش كأسها الذي تريد.
إقتربت منها سارة باسمة و هي تسألها.
_ما رأيك أن نضيف لكأسها بعض الملح أو الفلفل الحار؟
إلتفتت إليها حسناء و هي تقوم بتحظير الشاي قائلة بمشاغبة و هي تغمز عليها.
_لي خطة أخرى أراها أفضل.
ضحكت سارة بإرتياح و عودة حسناء للمزاح أعادت لها بعض الطمئنينة. لتسألها مازحة.
_لا تقولي لي أنك ستضعين لها السم لنرتاح منها، مع أنها تستهل إلا أنها في الأخير تظل روحا.
أطفأت حسناء الموقد و سكبت محتوى الغلاية في كأس جديد، فتصاعد البخار الساخن منه. عقدت سارة حاجبيها قائلة
_إنه ساخن جدا ستأخذينه لها هكذا.
غمزت لها حسناء قائلة
_هذا ما نريد بالضبط.
ثم حملت الكأس الأخر الذي شربته سابقا و رمته في القمامة قائلة
_لا تشربوا أو تأكلو وراء الأفعى إرمو كل ما إستعملته حتى لا تتسمموا.
حملت الكأس في صينية صغيرة و هي تقول لسارة _تعالي قبل أن يفوتك المشهد.
لم تكن سارة لتغفل عن المرارة في صوتها، رغم أنها تحاول جاهدتا إخفاءه بالمزاح، حسناء جرحت جرحا شديدا، و جرح الطيب لا يشفى بسرعة، إكتفت بالإبتسام لها و هي تتبعها بينما غضبها الشديد من الأخرى يزيد أضعافا.
دخلت حسناء إلى غرفة المعيشة تحمل كأس الشاي في يديها و إبتسامتها لم تغادر شفتيها و كأنها ترفض أن تنصاع للحزن مهما كان ينهش بها. إقتربت من سيلين و هي تقول لها.
_تفضلي سيدتي، حاولت ما أمكن أن أصنعه لك كما تريدين، ذقيه و إن لم يعجبك أعيده.
إبتسمت سيلين بإنتصار و هي تشعر بالنشوة لإستعبادها هذه الصغيرة الشقراء.مدت يديها لأخذ الكأس منها، لكن قبل أن تمسكه كانت محتواه يسكب عليها كاملا لتنتفظ صارخة بسبب الحريق الذي تعرضت له.
_يا حيوانة يا ****. ألا ترين يا ****.
إحمرت أذني فؤاد بحرج شديد بسبب الألفاظ البذيئة التي تلفظت بها زوجته، و التي لم تدر يوما في أرجاء القصر و لا أحد منهم تجرأ التلفظ بها مهما بلغ غضبهم. تسمرت حسناء في مكانها فلم تتصور أبداً أن تسمع تلك الكلمات الحقيرة التي تلفظت بهم الأخرى، رغما عنها إمتلأت عينيها بالدموع لتفر هاربة من المكان، باحثتا عن أي بقعة فارغة تفرغ فيها دموعها.
جن جنون سيلين و هي ترى فؤاد يخرج وراء الصغيرة الحقيرة غير مهتم بها أو بحرقها. فكادت تجري وراءه بحالتها هذه، لكن سارة تطوعت و إقتربت منها قائلة بجمود.
_تعالي معي للحمام حتى نعالج الحروق قبل أن تزداد.
وجدت سيلين نفسها تنصاع لها خصوصا أن الألم لم يكن مستحملا أبداً. لتمضي معها و هي تتوعد في نفسها لتلك الشقراء الغبية.
وقفت حسناء في بوابة الحديقة تضم نفسها بألم تحاول منع نفسها من البكاء، فقد أهدرت منه كثيرا اليوم، ألم شديد كان يفتك بروحها فيخنق صدرها و يجعل تنفسها صعبا.
_حسناء.
إلتفتت إليه بصدمة. لم تتوقع أن يتبعها إلى هنا أو يشعر بوجودها في الأصل و هو مشغول بحرق حبيبته، لكنه خيب توقعاتها و هو يقف أمامها يناديها بصوته الحنون، أخفضت رأسها للأرض حتى تخفي عنه الدموع العالقة بين أهدابها و هي تقول بأسف.
_آسفة لأني....
منعها من الإسترسال في كلامها و هو يمد يديه ليمسك ذقنها بأصبعيه، ينظر إلى بحر عينيها الذي تكسوه الدموع و هو يقول لها بحنان.
_أنا من أعتذر منك يا صغيرة ما كنت لأترك أي أحد كان ليهينك. أنا آسف.
قال كلمته الأخيرة بحنان جارف.جعل دموعها العاصية تهرب منها رغما عنها، فحاولت مجددا خفض وجهها و هي تسدل أهدابها كي لا تنظر إليه. غير أن يده التي لم تترك ذقنها حتى الأن منعتها من خفض رأسها كما تريد. رفع يده يمسح دموعها و يجبرها للنظر إليه قائلا بحزم حنون
_لا تخفضي رأسك أبداً. لا تسمحي لأي أحد كان بكسرك. لا تجعلي كلاما تافها يؤثر بك. أعتذر منك نيابة عنها.
حركت رأسها بنفي و قربه نار تخدرها، رغما عنها أحست بالإرتياح يدغدغ روحها و بالنشوة تملأ قلبها، قالت له بهمس و دموعها لم تجف بعد.
_لا داعي للإعتذار أنت لم تفعل شيئا، لقد كان خطئي.
أكمل مسح دموعها و هو يقول
_لا تبكي يا شقرائي لا أحد أبداً يستهل دموعك الغالية، كانت تستهل ما فعلت بها.
رفعت رأسها إليه بصدمة و هي تسأله بعدم تصديق
_عرفت أنني تعمدت سكب الشاي عليها و لم تغضب مني؟
ضحك بصفاء فهذه الصغيرة كشفت نفسها للتو حتى لو لم يكن يعرف، إبتسم لها بحنان و هو يقول
_أجل عرفت و أحييك على شجاعتك ليست صغيرتي الجميلة من تترك أي أحد كان يقلل منها، شعرت بالإنزعاج لأنك لم تدافعي عن نفسك كما يجب في الأول.
أيعلم ما تفعله بها كلماتها؟ أيتصور ماذا يعنيها هذا الموقف؟ لم تقدر على فعل شيء، فقط نظرت له بإمتنان شديد و إبتسامة جميلة تزين ثغرها.
لا يعلم لما نظراتها له وترته لهذه الدرجة، لكن مشاعر مبهمة إجتاحته هذه اللحظة، مشاعر مختلفة تماما عن تلك التي تجمعه بسيلين. إستغفر الله من جموح مشاعرها و هو يظن أن ضغوط اليوم قد جعلته يهلوس، ليقول لها برقة.
_إن كنت حقا سامحتني فهيا لنعود معا إلى الداخل، و سأجبر سيلين على الإعتذار منك.
حركت رأسها بنفي و هي تقول بإبتسامة
_لا داعي لجعلها تعتذر مني لا أريد أن تتوتر علاقتنا مع بعض من الأول
تبسم لها بحنان قائلا
_كما تشائين يا صغيرة إذن هيا بنا دعينا ندخل إليهم.
وضع يده على كتفها فتبعته هي، بروح ليست كروحها السابقة، راضية بلحظة وهم، تعيش عليها أيامها المقبلة، و تكون زادها أوقات الألم، فهي عاشقة محرومة ترضى بفتاة المشاعر، و تبني قصورا من أحلام فقط من وراء إبتسامة عابرة، تلك الشؤون التي قد لا تعني له شيئا هي بالنسبة لها كل شيء، هذه اللحظة المسروقة من الزمان التي عاشها معا تحت ضوء القمر و جيوش النجوم، بين الأشجار الطويلة التي تصدر لحنا بسبب عبث الرياح بأوراقها كانت لها عمرا بأحزانه و ضحكاته، مبادرته هذه للإطمئنان عليها بدل البقاء مع حبيبته كانت لها بالدنيا و ما فيها. ستكتفي بموقفه هذا لتعود من جديد إلى حياتها تعالج روحها المكلومة بكلماته الحنونة التي تشع دفئا. و كيف لا تحبه؟ كيف يكون هكذا و لا تعشقه، مهما حصل تدري جيدا أن عشقه لن ينتهي من قلبها و لو إنتهى العمر.
تطلعت العيون إلى حسناء و فؤاد ما إن دخلا معا.كانت سارة قد عادت بعدما ساعدت تلك الحقيرة في تعقيم جروحها متطوعة لذلك دون نفس فقط كي لا يقوم بذلك نائل أو فؤاد فتستغل الموقف، تركتها لتغير ملابسها ثم عادت إلى مكانها تنفث الدخان، نهظت من مكانها متجهة لحسناء تسألها بلهفة.
_هل أنت بخير حبيبتي؟
أومأت حسناء برأسها و هي تقول بإبتسامة صافية
_أنا بخير تماما الأن، لا تقلقي فحسناء الخارقة هي التي أمامك.
تبسمت لها سارة هي الأخرى بينما تقول
_الحمد لله حبيبتي. هذا ما نريد.
كان محمود يتطلع إلى المشهد صامتا فمنذ دخلت حسناء مع فؤاد و قد أحيت الصورة ذكريات بعيدة في ذاكرته، حسناء الفتاة المرحة و الطيبة التي يدرك جيدا أي حزن و ألم تملك في قلبها، كان يتمناها دوما لفؤاد، و يراهما مع بعض في خياله.لكن صغيره أعمى البصيرةxx إستطاعت ساحرة سوداء أن تظلل عينيه.x و كأنه قدر له أن يعيش نفس مصير أبيه.
لم يكن في وسعه أن يفعل شيئا حيال ذلك، و لكنه يتمنى من قلبه أن يستيقظ من غفلته قبل فوات الأوان.
نادى على حسناء قبل ذهابها للجلوس في مكانها قائلا بحنان.
_تعالي إلي حسنائي الجميلة.
قالها و هو يربث على المكان بجانبه في الأريكة، إبتسمت حسناء و هي تقترب منه سائلة
_أتريد شيئا مني يا عمي؟
أمسكها من يديها يجلسها بجانبه قائلا بحنان.
_أجل أريدك بجانبي مدللتي. فأنت أصغر أطفالي.
ثم إنحنى إلى أذنها هامسا.
_و أنت شقرائي المفضلة، لا تهتمي فيوما ما سيحس المغفل و يعلم ما خسر و ضيع.
إحمرت وجنتيها بشدة و هي تنظر له بصدمة، ليبتسم لها بحنان و هو يربث على كتفها قائلا.
_هذا بيتك و سيظل بيتك دوما لا تهتمي بكلام الدخلاء هي فقط الغيرة التي تحركهم.
إمتلأت عينيها بالدموع و قد أحست براحة غريبة لكلام هذا الرجل الطيب، إبتسمت له بإمتنان قائلة
_شكرا جزيلا لك يا عمي أحبك كثيرا.
تبسم لها بحنان أبوي فلم يكن أبداً ليترك هذه اليتيمة تخرج مجروحة من قصره، أسعده كثيرا مبادرة فؤاد باللحاق بها، فإبنه لم يخيب ظنه به، فرغم أن العقربة أعمت بصره، إلا أنها لم تمحو إنسانيته و أخلاقه التي رباه عليها. و هو أيضا كان يجب أن يتأكد بأن الصغيرة لم تعد تحمل في نفسها شيئا يعكر عليها. قبل جبينها و هو يقول لها برقة.
_أنت في بيتك هنا صغيرتي و هذا الباب سيظل مفتوحا لك كما شئت. و في أي وقت أردت أنت مرحب بك. لا تنسي أبداً أنا والدك هنا.
دخلت سيلين في هذه اللحظة و قد أحست بغيظ شديد و هي ترى تلك الشقراء الصغيرة قد أخذت منها دور البطولة، في يوم خاص بها هي! لم تتعود أبداً غير أن تكون هي نجمة كل مكان تذهب إليه و هي وحدها من تسرق الأنظار. لم تستطع منع نفسها من الحديث إليها بإستعلاء و هي تنظر إليها نظرة محتقرة
_مرة أخرى كوني حذرة أكثر لقد كدت تشوهينني تماما.
عاد الغضب ليملأ نفس حسناء و هي تراها واقفة أمامها بتعالي، لتتبخر تلك الغيمة الوهمية التي كانت تحلق عليها.و قبل أن تسقط أرضا بقسوة، شدها محمود إليها و هو يقول بحزم.
_مرة أخرى أنت كوني حذرة من فضلك بما تتلفضين به، تلك الكلمات لا أريد سماعها في بيتي مجددا. و حسناء إبنتي تعلمي كيف تتكلمين معها بإحترام.
إمتقع وجه سيلين تماما، و قد أحست بإهانة شديدة، لكن ما كان بيدها إلا أن تخفض رأسها و هي تعتذر منه بتلعثم
_أ..أنا آسفة لم أقصد شيئا عمي.
أومأ محمود برأسه و هو يقول
_لا بأس بما أنها المرة الأولى، فأنت لا تعرفين مبادئ هذا القصر يمكنك العودة إلى مكانك.
أومأت برأسها و هي تبتعد منه لتتجه حيث يجلس فؤاد، و الذي بدوره نظر إليها نظرة قاسية، و قد أحس بالإحراج مما فعلته له. ظل الجو مشحونا بعد ذلكx و رغم محاولتهم للخوض في بعض الأحاديث الجانبية إلا أن ذاك ما كان ليخفف من حدة التوتر بالجو.x إستأذنت سارةx للذهابx من أجل أن تنيم الطفل،x الذي كان باديا عليه علامات التعب، و إتخذتها حجة للهروب من هذا المجمع المسموم و الذي نفثت الأفعى فيه من روحها، x وقف نائل يستأذن أيضا للذهاب بسبب تأخر الوقت، لتقوم حسناءx أيضا و تطلب منه إيصالها في طريقه نظرا لتأخر الوقت. لكن محمود منعها من ذلك و طلب منها أن تبيت الليلة معهم. عاد من تفكيره على صوت تنهد سارة الحانق الذي كان كافيا ليجعل السيارة تطير بهما بسبب الطاقة المشحونة فيه. إبتسم لها متحدثا و هو يركز نظره على الطريق بعد أن القى نظرة سريعة على وجهها الحانق
_ستنفجرين يا سارة. صدقيني الأمر لا يستحقx كل هذا الغضب.
نظرت إليه بإستنكار و هي تكرر
_لا يستحق؟! انت لا تدرك خطورة الامر تلك الحرباء ستصبح جزءا من عائلتنا اتفهم؟ إن كنت ترى الامر بسيطا فأنا لا!x أنا لن أستطيعx تحمل هذا الوضع! الجو في حضرتها يصبح ملوثا! الهواء لا يعود قابلا للإستنشاق!
سألها بهدوء عكس إنفعالها هي بالحديث
_لماذا حكمت عليها من يوم واحد؟x انت لم تتعرفي عليها حتى؟ ربما تكونين قد ظلمتها،x ليس ما نراه دوما أول مرة هو الحقيقية.
نظرت له بصدمة و هي تقول بإنزعاج
_هل تراني ألقي أراءا جائرةx هكذا و حسب؟! أتظنني فقط لم أستلطفها هكذا فقط؟!x لا دخان بلا نار و أنا لم أرتح لها ابدا! أبداً!
إبتسم نائل و قد أحب مشاكستها و هو يقول
_أتعلمين كم مرة كررت لفظ لم أرتح لهاx أبدا،x احس أنك عجوز روحانية.
عضت على شفتيها بغيظ لتدير وجهها للجهة الأخرى و هي تتمتم قائلة
_إسخر مني كما شئت،x لكن هذا لا يغير حقيقة أننيx لم و لن أحبها ابدا.
ضحك نائل و هو يقول لها غامزا
_يبدوا انك ستمثلين صورة أخت الزوج التقليدية،x التي تكره زوجة أخيها و كأنها ضرتها هكذا لله.
عضت سارة على شفتيها و هي ترد عليه بحنق
_حسنا نائل عبر كما تشاء و ترضى لن احدثك أنا.
لم تشعر به حين أوقف السيارة لينحني إليها هامسا في أذنها.
_أنا عكسك ممنون جدا لتلك الفتاة.
رفعت عينيه إليها بصدمة و قد تطاير الشرر من عينيها فبدت و كأنها ستتحول في هذه اللحظة لمصاص دماء ينهي حياته، ليبتسم قائلا لها بمهادنة و هو يغمز لها.
_أنا ممنون لها جدا لأنها كشفت غيرة جميلة علي. و كم كان يعنيني هذا الإكتشاف.
إحمرت وجنتيها بشدة لتبتعد عنه ملتصقتا في باب السيارة دون أن تجيبه هذه المرة، بينما تبسم هو بحنان، ليعيد تحريك السيارة مكملا السير.
_______________
ربما كان يشعر بالفرح أو الإرتياح و هوx يدخلx الشركةx متأبطا يد سلين،x معلنا للجميع إرتباطهما،x رغم إصراره عليها ان تبقى في البيت لترتاح قليلا من بعد مرضها،x إلا أنها أبت ذلك.x و أصرت على المجيء معه اليوم،x مخبرتا إياه،x انها بعد معرفتها لحبه قد تماثلت للشفاء تماما. كانت تجيد اللعب به، و هي تلهو كما تشاء بنقاط ضعفه، رجولته التي تجعله يرغب في إحتواء كل من يحتاجه، و حنانه الذي لا حدود له. و قد كانت بارعة في التمثيل و الخداع. و هو مادة خام في يديها تشكلها كما شاءت و مع كل ذلك إلا أنه لا يستطيع تفادي شعوره الخانق بشيء يجثم على صدره و كأنه يوشك على قبض روحهx فهو يحس بوجود جانب مظلم لا يدري ما هو لكنه يحاول دفنه و تفاديه.x فلما سينغص حياته بأوهام و قد إتخذ قراره و هو الأن مع من يحب.
رمشت هدى مرة أخرىx محاولة تصديق ما ترى،x حسنا فعلا هي سهرت ليلة البارحةx لوقت متاخر مع حاتم،x لكن ليس لدرجة أن تهلوس الأن،x لكن الصورة التي رأتها ما كانت تصدق على أي حال،x فإرجاع الخلل لتركيزها أكثر منطقية من تصديقها. فأكيد ليس هذا فؤاد الذي يدخل عليها الأن، محتضنا يد العقربة السوداء. إقترب منها و كانت الصورة لاتزال أمامها كما هي و لم يتغير الخطأ الفادح الذي بها، إبتسم لها كعادته و هو يلقي عليها تحية الصباح بإنشراح
_صباح الخير ياx هدى كيف حالك؟
لم تجبه هدى و هي تركز نظرها على يديه المتاشبكة بيد سيلين. إبتسم فؤاد و هو يلحظ صدمتها ليفسر لها بهدوء
_أنا و سيلين خطبنا،x و سنقيم زفافا عن ما قريب. بالطبع أنت و حاتم ستكونان أول المدعوين.
خطبة؟! زفاف قريب؟! حسناx لقد أحست بنوايا تلك المدعوة سيلين،x لكنها لم تتوقع انها ستحققها بهذه السرعة.xلم تظن أن مديرها بهذا القدر من الغباء حتى تنطال عليه حيل هذه الساحرة المغوية، يبدوا أنها أجادت لعبها بشدةx أبعدت تلك الأفكار عن رأسها لتبتسم بمجاملة إبتسامة وراء قلبها و هي تقول
_مبارك لكما.
أومأ برأسه يرد عليها بنفس الإبتسامة و هو لحد الأن لم يترك يد الأخرى
_شكرا لك هدى،x نتركك الأن سنذهب للمكتب. بليغي سلامي لحاتم.
أومأت برأسها دون أن ترد و هي تتبعهما بعينيها حتى دخلا المكتب، لتعود للجلوس على كرسيها بعد أن وقفت من عليه في وقت ما لا تدريه إثر الصدمة. غمغمت في نفسها و هي تكمل كتابتها على لوحة مفاتيح الحاسوب ببعض العنف الناتج عن حنقها.
_صمت دهرا يا فؤاد لتفطر على السم الزعاف و كأن النساء إنقرضو!
أغلق عليهما باب المكتب، ليلتفت إلى سيلينx التي إرتمت على كرسيه مغمضتا عينيها و قد إرتسمت إبتسامة إسترخاء على شفتيها. و هي تقول بنبرتها الرنانة التي كانت مرتاحة تماما في هذه اللحظة
_اوه فؤاد مقعدك مريح جدا.
_المقعد و صاحبه لك جميلتي.
قالها و هوx يجلس أمامها في حافة المكتب.x فتحت عينيها لتنظر له بإبتسامة. و قد بادلها هو بأخرى،x لكنها سرعان ما لملمت إبتسامتها و هي تخفض عينيها أرضا قائلة بنبرة أجادت إلباسها ثوب الألم.
_أرأيت كيف كان الكل ينظر إلينا؟ ربما كانوا يستنكرون إرتباطنا،x فكيف يرتبط شخصx مثلك،x بفتاة فقيرة و غير متعلمة مثلي. مقطوعة من شجرة.
إحتوى وجهها بين كفيه بحنان و هو يقول.
_أنت حبيبتي و سيدتيx فلا تقللي من نفسك أبدا،x و إن كان العمل هنا كساعية يزعجك فلتتوقفي عليه،x في إمكانك إجراء تدريب هنا للإشتغال في منصب ما،x فالشهادة ليست كل شيء على أي حال.x ثم إن كل جديدx يبدوا غريبا في أول الأمر،x و سيعتاد الناس على ذلك مع الوقت.x فقط الشيء الذي لا تنسيه ابدا،x لا قيمة لأي شي في هذهx الدنيا أمام الحب الحقيقي، فلا تفكري في شيء أخر.
إبتسمت لم مقبلتا باطن يده التي على خذها و هيx تقول بنبرة تذيب الحجر، تميل بوجهها قليلا لتنظر إليه بعينين ناعستين مليئتين بالإغواء
_احبك فؤاد.x أحبك كثيرا حبيبي.
لم يحاول إسترجاع يده منها و قد كانت تحتويه بيديها الذهبيتين، تمرر أصبعها على ظهره بخطوات مدروسة، همس لها بصوت مبحوح و نظره مركز على عينيها
_و انا أعشقك جميلتي.



يتبع.........


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-22, 07:45 PM   #489

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي




꧁2꧂






الأيام تمر بسرعة،x بسرعة لا يمكن مجارتها أبدا مهما حاولنا،x فبرغم أننا في زمن السرعة، حيث هناك العديد من الوسائل لإختصار الوقت،x و التي تقلص المجهود الزمني، إلا أننا لم نصل للسرعة المطلوبة أبدا.x بل و كأن الزمن بفعلنا هذا قد أصبح أكثر سرعة،x و كأنه في سباق معنا لن يكون هو الخاسر فيه أبدا،x و كأنه يحب أن يخبرنا دوما أن لا نحاول،x فلا يمكن اللحاق به مهما كان،x طريقة الحياة الحالية قد إختلفت تماما عن الماضي،x وسائل النقل التي أصبحت تمكنك من تجاوز عشرات الكيلومترات في الساعة،x و الألات التي وفرت علينا كثيرا من الطاقة، وسائل التواصل التي قلصت الكثير منx المسافات التي ما كان يمكن قطعها إلا بأيام عديدة، و ربما لا نصل بعدها، كل هذا لم يفلح أبدا في جعل الوقت يتمهل و لو قليلا،x و كأنه أشعل ناره لحرق الزمن أكثر،x كأن الوقت خصم عنيد لا يحب المنافسة أبدا. فإنقلب السحر على الساحر، فحين كنا نريد إختصار الوقت، إختصر الزمن أيامنا و سرقها منا في غفلة عنا.
ها قد حل فصل الربيع،x الفصل المفضل لأمها،x لكن أين أمها الأن لتراه؟x لم يعد لها وجود،x لقد رحلت للأبد،x في الوقت الذي كان الجو فيها غاضبا جدا،x حيث لم يقف الرعد عن الزمجرة،x و الرياح عن العويل،x حيث أحرق البرق صدر السماء، و أغرق المطر كل الأرجاء،xرحلت في هدوء وسط غضب الطبيعة و قد كانت دوما تعشق السكينة و تكره صخب الحياة. مضت في وقت لا يشبهها، رغم أنها كانت تعشق الشتاء إلا أن قلبها دوما كان دافئا مزهرا كربيع. ماتت في أحضان عاشقها. الذي لم يدخر عليها دموعا بللت تربة قبرها و ربما جعلت ورودا تكبر في حديقة التوليب.
هذا الربيع الذي كان فصلهن المنتظر كل عام، لن يكون كأي ربيع مر يوماx لن يذهبن سوية فيه هذه السنة للتنزه وزرع الأزهار، لن يجتمعا في مكانهما السري الذي أصبح الأن يشعر بالوحدة،xو قد أضحى شبه مهجورx لولا زياراتها المتفرقة له لسقي الزهور التي زرعتهم أماني قبل إختفائها،xو لولا ذلك لكان مات تماما، ككل شيء جميل، و هو يفقد عطف التوليب عليه، التي جعلته قطعة صغيرة من الجنة.بعد أن سقته بحبها و عطائها القادرين على جعل كل شيء يشع جمالا، فقد كانت إمرأة خلقت من جمال.x تذكرت أنها لم تزره منذ مدة،x لهذا قررت الذهاب إليه اليومx بعد العمل،xفرائحة الربيع منه تكون أكثر إنعاشا للروح، و كأن المكان قد حاز على حب الفصل الذي أغرقه بصفاته و زاده دفئا على دفئه.
تتعاقب الفصول و تعاد كل سنة، لكنها لا تتشابه، كم حصل تغيير جذري بين الربيع الماضي و الربيع الحالي، لم يبقى أي شيء كما كان حتى هي!x فالفتاة الحيوية المدللة،x لم يعد لها وجود أبدا،x هي حتى لا تعرف أمنية هذه التي أصبحتها بعد وفاة أمها. كانت غارقة في التفكير تماما و الربيع قد كان له على نفسها تأثير مختلف عن تأثيره عليها وكل عام حين كانت تصحو نشيطة تحلق كالفراشة بحيوية و إسترخاء و هي تنشر ضحكاتها في كل مكان كما تنشر الفراشة الرحيق على الزهور، هذا الربيع حرقت جناحي الفراشة بلهيب الحياة فلم تقوى على الطيران أو الإبتسام لتتقوقع في نفسها كاليرقة، تضم أحزانها و أمالها على الجنية الصغيرة تأتي لتنشر عليها رحيقا سحريا.
كانت غارقة في أفكارها المتألمة و قد أنقطعت عن العالم حتى أنها لم تسمع رائد الذي دخل إلى المكتب بعد أن طرق الباب و لم تجبه،x نظر لها بحزن و تعب و منظرها يؤلم قلبه بشدة، يحس بإرهاق نفسي و هو يراها زهرة تنكمش مصفرة الأوراق قبل أن تتفتح، كيف يستطيع إخراجها من الحزن الذي أصبحت غارقة فيه تماما؟ كيف سينقذها من ألمها و تقوقعها هذا؟ كلما ظن أنه نجح أخيرا يجد نفسه يعود إلى نقطة الصفر من جديد. شاهدها تحمل هاتفها المنطفئ تتأمله قليلا،x لترفع رأسها إليهx و كأنها أحست بوجوده فجأة.x إبتسمت بحزن و هي تقلب هاتفها،x لتتحدث و كأنها تقرأ كأسا تمرر إصبعها الرقيق على صفحة الهاتف السوداء.
_أتعلم أنني أكره هاتفي؟x لأنه يذكرني دوما أن لا أحد يتذكرني.x أدعه دوما على الوضعx الصامت،x كي أقنع نفسي أنني ربما إن حملته سأجد مكالمة فائتة،x أو رسالة لم أقرأها،x لكنني أصدم دوما بالفراغ.x
إبتسمت بسخرية و هي تتابع
_ لكن كثر الله خيرx الإعلانات،x فهيx لا تترك هاتفي فارغا تؤنسه من حين إلى حين. كل ما إشتعلت شاشته معلنتا عن قدوم رسالة أمسكه بلهفة.فيخيب رجائي و تخمذ لهفتي و أنا أجده مجرد إعلان جديد يخدم صالح شركات معينةx أقنعت نفسي أني أحبx الوحدة لا أنها فرضت علي.x لكن سرعان ما تمحو أول قطرة مطر ذلك الطلاء الزائف الذي أزين به الحقيقة. كنت دوما أخشى الوحدة و أمقتها لكنها كانت بعيدة عني جدا فلم أتصور أنني يوما سأكون فريسة سهلة لها.
إقترب منها ليجلس على حافة المكتب أمامها قائلا بإبتسامة مرحة و هو يمد يديه ليمسح بحنان على وجنتها و هو يسألها برقة
_أ هذه هي المشكلة؟ من الأن فصاعدا سأجعل هاتفك ينفجر من الرسائل،x و سأتصل بك في كل ساعات الليل و النهار،x حتى تتعبين منها.
إبتسمت له إبتسامة لا تخلو من الحزن لكنها مع ذلك كانت تحمل نوعا من الفرح.x إحتوى وجهها بيديه الإثنين و هو يعبث بشعرها الذهبي بأصابعه، بينما عينيه قد وجدتا مرفأ أمانها على رمال عينيها الدافئة، تحدث معها بهمس حنون جمع بعض الجد و قد كانت لهجته خافثة جدا و كأنها نجوى العشاق.
_و إياك أن تفكري مجرد التفكير أن لا أحد يهتم بك أو يحبك!x أنت محظوظة جدا يا أمنية،x محظوظة بحبx الناس التي من حولك لك،x بحب أختك أماني،x بحب الخالة نارين و بيلسان و السيد أدم،x و أنا أيضا حبيبتي أعشقك بكل جوارحي،x أحبك يا أمنية،x حيث لم أتعلم هذا الشعور إلا معك، أنا الذي حرمت من حنان الأم في وقت مبكر جدا،x أمي التي كان سعيها الوحيد إرضاء والدي،x تركتنيx بقسوة،x عند إصرارها على الحمل رغم أنه كان خطيرا جدا على صحتها،x إلا أنها في سبيل الحفاظ على أبي وإرضاء المجتمع،x قد قامت به،x و كانت النتيجة موتها و الجنين، كل هذا للحفاظ على زوجها الذي لم يحبها يوما و إختار الزواج بإمرأة صغيرة لا تثقلها أمراض أو علل، ظنت بذلك أنها تستعيده، لكنها بفعلها أخلت الطريق لغريمتها و تركتني أنا وحدي،x فعشت تحت ذلك السقف الجديد كل أنواع الظلم في كنف زوجة أب لا ترحم،x لم يكن أبي يهتم أبدا بما تفعله بي زوجته الصغيرة و الجميلة،x لم يحتظني يوما،x لم يقف بجانبي يوما،x ورماني خارج بيته في أقرب فرصة سمحت له بذالك،x لم أكن إلا مراهقا، قد قست عليه الحياة كثيرا،x فحاول التخفيف عن نفسه بطرق مختلفة،x السهرات الصاخبة،x علاقات كثيرة تبتدأ لتنتهي،x لكنني كنت دوما أحفظ حدودي التي رسمتها لنفسي،x و قد كنت أستمتع كثيرا بنبذ المجتمع لي و إحتقاره لتصرفاتي،x فأنا كنت أكره دوما أنx أكون نسخة عن أمي،x التي في سبيل إرضاء المجتمع،x قد تركت طفلها في الجحيم كانت سعادتي في التمرد،x التمرد على كل شيء.
نظرت له أمنية بصدمة و هي ترى دموعه التي نزلت من عينيه دون إرادته، يا إلهي! كم كان الأمر صعبا جدا بالنسبة إليها،x رائد يبكي،x أسدها يبكي،x الشخص الذي كانت تراه دائما قويا لا يهدمه شيء يبكي أمامها في ضعف. أيبكي الرجال حقا؟ ألهم دموع أيضا؟x هي الأن تستطيع أن تلمح ضعفه بكل سهولة،x مهلا لقد كانت فعلا تلمح هذا الضعف فيما مضى،x كانت تستطيع تمييز حزنه الخفي حينما كانت بعيدة عنه،x ذلك الحزن الذي جعلها تدرك إنسانيته،x تدرك الشخص الطيب و الحنون المختبئ خلف قناع الشاب اللعوب،x يا إلهي!x لقد كانت أقرب منه بكثير حينما كانت بعيدة،x كيف حولها موت أمها إلى إنسانة أنانية كهذه؟ كم كانت في الماضي تتوق لمعرفة قصته لمعرفة كل تفاصيل حياته،x لكنها منذ أن أصبح قريبا منها أخذته كشيء مسلم به في حياتها فلم تهتم بمعرفة المزيد عنه،xو إكتفت برثاء حالها.ليكون هو مسكن جروحها. يا الله كم كرهت نفسها في هذه اللحظة،x لقد كانت تدرك في الماضي أن رائد مجروح جدا،x و كانت تعلم أنه بحاجة إليها،x لكنها الأن قد إهتمت بكل أنانية بالأخذ منه فقط،x الاخذ الأخذ دون أي عطاء ،x لم تهتم إلا بحزنها هي و ألمها هي،x و إعتبرت أنها الشخص الوحيدx الذي يحس. لم تستطعxالتحكم في نفسها،x و هي تبكي بمرارة بينما تمسح له دموعه هامستا بألم. و هي تنظر إلى وجهه
_آسفة حبيبي.xآسفة جدا. ساميحني أرجوك
مسح دموعها بيديه و هو يقول بإستنكار
_يا الله لما تبكين الأن؟ كلما حاولت التخفيف عنك تفاجئينني بفشلي المبهر؟!
حاولت التوقف عن البكاء و هي تنحني إليه تمر بشفتيها على أثر دموعه، تنثر على وجنتيه قبلا متفرقة و هي تهمس بلوعة و أصابعها الرقيقة قد إنغرست في خصلات شعره البندقية.
_أنا لا أبكي الأن على نفسي،x بل عليك.x أبكيx لأنني أرى كم كنت أنانية،x حتى نسيت الإحتياج الذي كنت أراه دائما في عينيك فيما مضى.x كنت أرى حاجتك للحب للحنان للدفئ،x كنت أراه بوضوح و حبي يزداد لك يوما بعد يوم و أنا اراك من بعيد، لكنني تجاهلته بكل أنانية الأن،x و انا لا أرى إلا حزني أنا.x رائد حبيبي أن حقا آسفة.x آسفة.
ضمها إليه و قد أوشك على سحق ضلوعها،x بينما كانت دموعه قد تركت العنان لنفسها لتنزل بحرية،x و هو يهمس لها بحب قرب أذنيها بصوت متحشرج قليلا من بكائه الرجولي.
_اه يا أمنية. كم إنتظرت هذا اليوم.x كم إنتظرته يا حبيبتي، و أنت الأن تعتذرين مني؟ لما تعتذرين و قد كنت من فهمتني كما لم يفهمني أحد من قبل؟ لما تعتذرين و قد كنت من أعاد إنسانيتي،x و علمني قواعد الحب؟
إبتسمت و هي تحشر رأسها في صدرهx أكثر و أكثر تتمرغ وسط ثنايا حضنه كقطة مدللة و هي تقول.
_إنسانيتك يا رائد كانت موجودة دائما أنا فقط ساعدتك على رؤيتها.
أبعدها عنه قليلا،x لينظر إليها بعينيه الدامعتين،x و التي كانتا تفيضان حبا في هذه اللحظة،x ليرفع يديه ليمسح دموعها بإبتسامة،x و قد فعلت هي المثل و مسحت دموعه بحنان،x كانت لمسات يدها على بشرته كرفرفة الفراشات.x اه كم أحببها و تمنى أن تستمر للأبد.x توقفت عن مداعبة وجهه،x لترتفع بجسدها قليلا،x و تطبع قبلة رقيقة على وجنته. إبتسمت لهx قائلتاx بعشق.
_أحبك.x
إنحنى هو أيضا ليطبع قبلة طويلة على وجنتيها،x قائلا.
_و أنا أعشقك.x أعشقك أكثر مما تتصورين مدللتي
إبتسم لها بحب و هو يمتع عينيه بالنظر إليها قبل أن يسألها بدفئ.
_أتسمحين لي بإقتطاف قبلة الربيع من أجمل زهرة نبتت فيه؟
قالها و يمرر إبهامه بدفئ على شفتيها، أخفضت رأسها أرضا و قد توردت وجنتيها بخجل، لكنها أومأت له إيماءة صغيرة تكاد لا ترى، غير لعينيه المراقبتين لكل حركاتها و سكناتها.
رفع وجهها بيديه، لينحني بوجهه معانقا شفتيها برقة شديدة و كأنه يخشى جرحهما، رقته كانت مليئة بالحب و العطف و الحنان. كانت لقلبها حياة و ليس مجرد قبلة، أكل قبله هكذا؟ فيهم سر خفي لا تعلمه لكنه يدغدغ روحها و يسنوا بها إلى عالم غريب عنها تكون فيه هي و هو وحدهما.
إبتعد عنها ببطئ و كأنه لم يشبع من قربها هذا، إحتوى وجهها بين كفيه و طبع قبلة طويلة ممتة على جبينها، كان ينظر إليها بحب و إمتنان.كأنه يشكرها على وجودهما معا، و كأنه لحد الأن غير مصدق أنها أصبحت زوجته هي. داعب خصلات شعرها برقة وx هو يقول.
_شكرا لأنك معي حبيبتي.
أمسكت يده لتقبل باطن كفه بحب شديد و هي تهمس له بحب شديد
_الشكر لك أنت يا حبيبي، لأنك في حياتي و لأنك...زوجي.
قالت كلمتها الأخيرة برقة شديدة و هي تداعب بيديها لحيته الخفيفة، تمر بعينيها على وجهه الحبيب و كأنه تعلن و تؤكد كلمتها. كلماتها التي جعلته يتأوه من ثقل المشاعر التي هجمته. أمسك معصم كفيها اللتان تداعبان وجهه، ليطبع قبلا طويبة على باطن كليهما و هو يقول يهمس لها بعشق جارف.
_أحبك..يا إلهي كم أعشقك أمنيتي.
تبسمت له بحنان و هي تراه جالسا أمامها بهذا القرب، لم يكن قريبا فقط من مجلسها، بل كأن أقرب من ذلك بكثير من روحها و قلبها،x هي الأخرى لا تستطيع أن تصدق أنه أصبح زوجها بهذه السرعة، لكنها تعلم أن هذا هو أفضل ما حدث لها وقت خسرت كل شيء فربحته هو، و كان ربحها الكبير في الحياة.
لقد ظنت يوما أنها ستكون هي دواؤه الذي سيزيل عن قلبه العلل، لكنها لم تتوقع أبداً و هي مريضة عليلة أن شفائها سيكون فيه هو.
كيف تبادلا الأدوار في وقت قياسي كهذا، كيف إنقلبت عندهما الموازين و صار هو من يلعب الدور الذي رسمته لنفسها و لطالما حلمت بتنفيده.
كانا يتبادلان نظرات العيون و كأنهما يحكيان أسرار قصة غامضة، قصة كانت مجهولة المعالم خطها الشوق و الحنين و الأمنيات الجميلة،x و إذا بها بشمس حبهما تشرق عليها فجأة، فتكشف بأشعتها الصافية سرا وراء السر، ببطئ شديد تمضي شمسهما،x تنثر الدفئ على روحيهما و تمنحهما السلام.
إبتعدت عنه و هي تعتدل في جلستها على الكرسي و قد تلونت وجنتيها بحمرة الخجل و كأنها توا أدركت وضعهما، إبتسم لها بحنان و هو يراقب بإستمتاع خجلها منه و هي تدفع كرسيها ذي العجلات للوراء، لتوسع أكثر المسافة بينهما. حاولت التكلم بجدية لكن صوتها خرج متوترا بطريقة مأساوية.جعلته يكتم ضحكاته بشق الأنفس كي لا يحرجها.
_أنا..لدي عمل. يجب أن أقوم بالعمل.
رفع كفيه ببراءة و هو لايزال محافظا على مكانه فوق مكتبها، جالسا عليه بإسترخاء شديد.
_إعملي حبيبتي من منعك؟
عقدت حاجبيها و هي تنهره بغيظ
_و كيف سأعمل يا ذكي و أنت فوق مكتبي.هل ستقوم بدور الحاسوب مثلا؟!
إنحنى إليها قائلا بهمس رقيق.
_و أقوم بدور أي شيء على الكرة الأرضية كي أبقى قريبا منك، حتى دور صابونتك التي تستحمين بها و يكون لها شرف لمس بشرتك الجميلة.
إحمرت وجنتيها بشدة و قد أوشكت الدماء على الإنفجار منهما و هي تنهره بخجل شديد.
_رائد!
إستقام من جلسته و هو يقف قائلا بإستسلام.
_حسنا سيدتي كما تريدين، سنقبل طردك لنا بقلب مؤمن و نفس خاشعة.
إبتعد عنها خطوةx لكنه رجعها و هو يضرب على جبينه و قدx تذكر شيئا فجأة.
_اووه.x هل رأيت.x ها قد أنسيتني في الأمر المهم و الجميل الذي أتيت إلى هنا خصيصا من أجله.
إبتسمت له قائلتا بدلال و يبدوا أنها نسيت خجلها الأن و نفس الطفلة الفضولية تملأها
_هل تحضر لي مفاجأة،x أنا أحب المفاجآت كثيرا
لم تعارض هذه المرة و هوx يعود للجلوس علىx مكانه الذي نهظ منه توا، مد يديهx ليداعب وجنتيهاx برقة و هو يقول بحنان
_لم تطلبي إلا الموجود. سأغرقك مفاجآت أميرتي.
نظرت له بعيونها المشاكسة التي تجعله يحس أنها طفلته الصغيرة، و هي تتطلع له هكذا بنفسها التي تشع براءة، سألته بدلال فطري و قد رفعت يديها تتلاعب بربطة عنه.
_إذن ما هو الأمر الذي أتيت من أجله حبيبي؟
إبتسم بعشق و هو يفكر كم صغيرته البريئة هذه تجيد الدلال، و كم يليق عليها دلالها. أجابها برقةx
_ستعرفين بعد إنتهاء العمل سنذهب أنا و أنت إلى مكان أنا متأكد انه سيعجبك.
عقدت حاجبيها بإستفسار و هي تسأله
_ماهو؟
_مفاجأة.
قالها غامزا لها و هو يستقيم من كانه مبتعدا عنها بعد أن طبع قبلة سريعة على كفها، ليتوجه لباب المكتب خارجا منه، نادته بإستنكار
_رائد ليس عدلا لا تذهب ارجوك يجب أن تخبرني أولا.
إتكأ على حافة الباب و هو يقول لها بمشاكسة
_لا مزاح في العمل يا صغيرتي.x لقد كنت مشغولة كثيرا حسب ما ذكرتي سابقا و أنا أيضا لدي عمل علي إتمامه لنستطيع الخروج معا حلوتي
_رائد!
نادته بترجي لكنه كان قد إختفى و أغلق الباب وراءه،x زفرت بيأسx و هي تقرب كرسيها من المكتب تنوي العودة لإتمام عملها.لفت نظرها ورقة ملاحظات صفراء قد وضعت على الملف الذي كانت تعمل عليه، حملتها. لتتسع إبتسامتها و هي ترى حروفا تدرك اليد التي خطتها بكل هذه الأناقة و الجمال.
"بيني و بينك ايه؟
يا ريت تقولي عليه
شغالتي بالي ليه؟
بيني و بينك إيه؟
أحبك أمنيتي"
قبلت الورقة و هي تقول بعشق
_و أنا أهيم في عشقك يا "أبو عيون جريئة".
ثم فتحت حقيبها اليدوية لتخبئ ورقتها الأثيرة في ركن أمن، تحتفظ بأول رسالة عشق تحصل عليها من حبيبها.



يتبع.........


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-22, 07:49 PM   #490

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي




꧁3꧂





3
_صباح الخير وائل.
قالتها أماني بإبتسامة رقيقة، لوائل الذي كان يبدوا منهمكا في بعض الملافات أمامه. رفع رأسه ليبتسم حين رأها مرحبا بها و ينهظ من مكانه مد يده لمصافحتها و هو يقول
_اوه. أماني. صباح النور تفضلي إجلسي لا تظلي واقفة.
جلست أماني على الكرسيّ أمامه. بعد أن صافحته بينما عاد هو الأخر للجلوس في مكانه.
_هل احضر لك كأسا من القهوة؟
حركت رأسها بنفي و هي تجيبه بإبتسامة
_لا شكرا يا وائل أتيت فقط لأبارك لك.
إبتسم وائل هو الأخر و قد لمعت نظرة جميلة في عينيه، ليرد عليها
_لقد أخبرك السيد فراس، كنت أنوي إعطأك الدعوة بيدي قبل عطلة نهاية الأسبوع، لكنني إظطررت الخروج مبكرا لإتمام بعض مستلزمات الزفاف.فتركتها معه، خوفا أن لا أتمكن من العودة قبل الزفاف.
حركت رأسها و هي تقول برقة
_لا عليك الدعوة وصلتني، و كأنك أنت الذي أعطيتني إياها، و أنا سعيدة جدا لك. رؤى فتاة لطيفة و جميلة، أنتما تليقان ببضعكما كثيرا.
ظهر بعض الخجل على وجهه و هو يقول لها بإبتسامة
_هذا من ذوقك. العقبى لك أنت أيضا.
نهظت من مكانها و هي ترد عليه
_شكرا لك. أتركك الأن بالتوفيق.
أومأ برأسه يأذن لها بالذهاب و هو يقول
_نورتي، إياك أن لا تأتي.سننتظرك.
أجابته بإبتسامة
_بالتأكيد سأتي. إلى اللقاء الأن.
إبتسم لها هو الأخر رادا تحيتها
_إلى اللقاء.
تركته أماني لتصعد الدرج متجهة إلى مكتبها، لكن قبل أن تصل إليه وجدت فراس أمامها ينزل الدرج حتى كادت تصطدم به، لكنها تراجعت في الوقت المناسب. سألها بقلق و هو ينظر لها
_أماني. أين كنت؟ لقد كنت أبحث عنك.
إبتسمت له برقة و هي تجيبه
_علمت أن وائل هنا اليوم،x فذهبت لأبارك له. هل تحتاجني في شيء؟
أومأ برأسه مجيبا بجدية
_أجل،x في الحقيقة كنت سأستشيرك في بعض الأمور المالية للشركة.
هزت رأسها قائلة
_حسنا إذن دعنا نذهب للمكتب لنرى. هل الملف معك؟
رفع الملف أمامها قائلا بإبتسامة
_أجل ها هو في يدي سيدتي.
إبتسمت هي الأخرى و هي تقول بهمس
_جيد إذن. فلنذهب.
قالتها لتسبقه بخطواتها متجهة لمكتبها كي تفتحهx لتدعوه للدخول. قائلة بإبتسامة.
_تفضل معي.
دخلا هما الإثنين للمكتب. لكنها لم تجلس في مقعد مكتبها، بل في الذي أمامه، لتدعو فراس أيضا للجلوس، في المقعد الاخر الذي بجانب المكتب و هي تقول بإبتسامة بشوشة.
_تفضل إجلس حتى نرى ما تحتاجه سيدي
عقد حاجبيه بتساؤل بعد أن إتخذ مجلسه على الكرسي بجانبها
_لما لم تجلسي في مكتبك؟
أجابت دون تفكير
_لأكون قريبة منك.
كان جوابها عفويا تماما، لكنه أشعل نارا من العاطفة بداخله، ظل ينظر إليها بتمعن، و كأنه يريد حفظ تفاصيلها للأبد، و كأنه يخشى أن يفوته أي تفصيل منها مهما كان بالغ الصغر، كانت هي مشغولة بالنظر
إلى الملف فلم تفطن لما قالت، و لم تعلم أثر كلماتها عليه، رفعت رأسها إليه حين لم تجد جوابا منه لتصدم بنظراته المسلطة عليها، مما جعلها تتوتر كثيرا،دوما مان قربه يوثرها من ثقل ما يحمله من مشاعر لم تذقها يوما، أو تعلم أن لها وجودا، لكن نظراته هذه بالضبط تجعلها منتشية بالسعادة و كأن عينيه تهمسان لها في لغة سرية ترنيمات عشق خاص، خلق من من هوى قلبيهما، كان كونه الشاسع يسر لها خفية عن العيون المتلصصة، و في منأى عن الأذان المتجسسة، أنها هي كل شيء بالنسبة إليه، و أنها الأجمل دوما، يشعرها بنظراته أنه يقف أمام أجمل منظر إبتدعه خالق الكون ، و هيx تقف أمامه مسحورة لا تدري ما تفعل أو تقول، بينما دقات قلبها العاشق ترتفع بشدة تعلن ولاءها له، و كأنها تتوجه ملكا على أراضيها، فتحتفل به بأهاجيز خاصة. جعلتها خائفة من أن يكون قد سمع نداءات قلبها المجنون التي تحته بالإقتراب أرجعتx إحدى خصلاتها وراء أذنها بأصابعها الرقيقة و هي تعود لتطرق رأسها أرضا في محاولة فاشلة بأن تلتهي بأي شيء، و هو تصرف إعتادت فعله كلما توترت. إبتسم هو لها بحب، وقد كان يعشق حركتها تلك و هي ترجع خصلاتها الذهبية وراء أذنها، إنه يعشق كل تصرفاتها، حركاتها، سكناتها، صوتها و صمتها، إبتسمتها و ضحكاتها، كان يفكر في إبتسامتها، حينx رفعت وجههاx إليه و إبتسمت هي له و كأنها قرأت أفكاره. ما جعل إبتسامته تتسع أكثر و أكثر، و قد حل صمت لا يقطعه إلا نظراتهما، لم يبدوا على أحدهما أنه قادر على الحديث و قطع الجو الروحاني بينهما. تلك المشاعر التي تجمعهما لا تتوقف عن التضخم و النمو يوما بعد يوم، حتى أضحى يخاف من أن ينفجر يوما من كثرة الحب.
تذكر الأغنية التي سمعها تنطلق يوما من شباك بيتها فأدمن الإستماع لها و تكريرها و كأنها كتبت خصيصا له.
"يا رب قلبي لم يعد كافيا
لأن من أحبها تعادل الدنيا
فضع بصدري واحدا غيره
يكون في مساحة الدنيا"
كان ذلك كثيرا عليها. نظراته العاشقة التي لم تعد خفية عليها أبداً، وعوده الكثيرة و الغامضة التي يرسلها لها مع كل نظراته و سكناته كانت أكبر بكثير من إستعابها، هذا الحب الذي إجتاحها من حيث لم تحتسب يوما، فهتك كل حصونها العتيقة.و بنى جنات على أراضي قلبها، فما كان لها أمام هذا الإجتياح إلا أن تسلم و تنحني راضخة، بل ترحب بها بكل حب و فرح، فكيف لإستعمار أن يكون حياة؟
"قولو لو قولو لو الحقيقة
قولو لو بحبو بحبو من أول دقيقة
قولو لو بحبو و متوهني حبو فبحوره العميقة
أبو عيون جريئة أبو عيون جريئة"
كانت تدندن بكلمات الأغنية في سرها و عينيه الحبيبتين اللتان تجتحان روحها بجرأة محببة، تجعلها مكشوفة أمامه، أخفضت عينيها الضعيفتين دوما أما سلطة عينيه لتعيد إمساك الملف بيديها. تحاول تنظيم أنفاسها، قبل أن تسأله بصوت خرج رغما عنها ضعيف النبرات.
_إذن في ماذا تريد أن تسألني.
قالتها و هي تتعمد عدم النظر إليه، بينما ترجع تلك الخصلة مرة اخرى وراء أذنها. في حركة تكشف توترها الشديدة، لم يعترض هو أيضا و قد كان يريد التركيز فعلا. و أميرته الغالية تحول دوما عائقا في ذلك. كم كان يحب طريقتها في الشرح و الإشتغال، تتحدث بصوتها الرقيق الذي يشبه موسيقى عذبة، بينما أصابعها الرقيقة الشبيهة بأصابع عازفة بيانو، تتحركان برشاقة و كأنهما أيضا يعزفان سنفونية رائعة، تأسر نبضات قلبه الذي يطرب بكل ما يسمعه منها، يبدوا أنه عليه أن يؤلف كتابا بعنوان، "ما أحبه في أماني"، أي كتاب؟! هل في الدنيا كتاب سيتسع لخط كل الأحاسيس التي تجذبه إلى أميرته؟! لن يكون كتابا بل مجموعة من الكتب، سيشيخ و يتعدى المئة سنة دونأ ن يتمكن أبدا من إتمامهم. ستحدث أزمة في نقص الأوراق على الكوكب، و سيجف مداد العالم.x كان يبتسم بحب و هو يرى إنهماكها في العمل الذي أمامها، ترفع رأسها بين لحظة و أخرى لتسأله عاقدة حاجبيها الرقيقتين بطريقة محببة.عن شيء ما، فيعافر حتى يركز معها و يجيبها.
_سنخرج اليوم بعد العمل. و في المساء سنذهب لتلقي دروس الرقص.
قالها فراس فجأة، بينما أماني منهمكة في الإشتغالx على الملف. لترفع رأسها إليه. و تبتسم عاقدتا حاجبيها بإستغراب و هي تسأله بعدم تصديق.
_نخرج. و لكن إلى أين؟ ألم تتعب البارحة؟ثم إني ظننتك تمزح في مسألة تعليم الرقص!
إبتسم برقة و هو يعود من جديد ليشملها بنظراته التي تشع حبا و حنانا. ثم إنحنى قليلا بجسده يتكئ على الطاولة الصغيرة الفاصلة بينهما و هو يجيبها بصوته الرجولي القوي و الدافئ معا.
_حسنا بأي الأسئلة سأبدأ لأجيب عليك.من الأفضل أن أبدأ حيث توقفت. بالطبع أنا جاد في مسألة تعلم الرقص و متى كنت أقول أشياءا لن أفعلها؟ تلك مسألة لم يعد يمكن التراجع عليها خصوصا أن لي مخططات ضرورية لن تكتمل من دونها ثم إنني أفكر في أن نسجل في معهد موسيقى أيضا أظنك ستصبحين عازفة بيانو محترفة و أنا سأتعلم الغناء
لم تستطع أماني أن تمنع نفسها من الإنفجار ضحكا حتى أدمعت عينيها و هي ترجع رأسها للوراء، بينما كان هو ينظر إليها و قد إتسعت إبتسامتهx العاشقة على شفتيه، توقفت عن الضحك بصعوبة لترفع يديها تمحو الدموع عن عينيها و هي تسأله
_ الموسيقى أيضا؟! هل تجيد الغناء حقا؟ و ما رأيك في التسجيل في معهد الدرما و السينيما كذلك؟x ما سر كل هذه الحيوية و الطاقة؟
تبسم لها بدفئ و هو يسألها
_تسخرين يا أماني أليس كذالك. و طبعا لما لا نتسجل فيه، و نتعلم المسرح أيضا سيكون الأمر ممتعا صدقني. و أجل أنا أغني. لجمال عينيك أغني.
إحمرت وجنتيهاx بخجل من جملته الأخيرة التي نطقها بهمس أذاب قلبها و مشاغرها. لكنها حاولت أن تداري توترها و هي تضحك بخفة بينما تسأله.
_و الشركة يا سيدي من سيديرها؟ هل ستجعلها مكتب إنتاج؟
إبتسم لها بحنان قائلا
_ من أجلك أترك الدنيا و ما فيها دون أن أهتم.
توترت كثيرا و قد أصبحت كلماته أكثر جرأة و وضوحا، لا تحتمل الشك في تفسير معانيها. و كأن حبهما أصبح مسلمة لا يمكن الشك فيها. علم أنه بالغ في إظهار مشاعره لها. فهو بذلك يخرب المخططات التي وضعها قبل أن يطلب يدها رسميا، لكن ما كان بيده حيلة حبها أقوى منه و من إحتماله.
أكمل بإبتسامة مرحة و هو يحاول تخفيف التوتر الذي ساد الجو بينهما.
_ عموما سيدتي أنا أمزح حتى الشركة سنمنحوها بعضا من وقتنا فلن نجد ما نأكل من دونها الحيلة كلها في تقسيم الوقت و تنظيمه.
رفعت كتفيها و هي تقول مبتسمة برقة
_إذن وفقك الله يا سيدي. أنا لا أملك الطاقة و الجهد لكل هذا.
عقد فراس حاجبيه برفض و هو يقول
_لكنني لن أفعل ذلك وحدي.
ردت عليه بمرح
_إذن لا تفعل و إذهب لحصص يوغا أفضل.
ضيق عينيه و كأن الفكرة أعجبته ليقول مبتسما و هو يرفع حاجبيه
_ حتى هذه فكرة جميلة. حسنا سأضيف أيضا اليوغا إلى قائمة ما نريد أن نفعل.
ضحكت و هي تحرك رأسها قائلة بيأس
_لا أمل فيك أبدا، لكنك لم تجبني بعد إلى أين سنذهب بعد أن ننهي العمل.
غمز لها و هو ينهظ خارجا من المكتب.
_ستعرفين حين نخرج. فتلك مفاجأة.
إبتسمت له بتوجس و هي تعقد حاجبيها قائلة
_صرت أخاف من مفاجآتك. لا تقولي أنك تنوي الذهاب حقا لمدرسة تعلم الموسيقى، ستغلق المدرسةx إن ذهبنا إليها فأنا صوتي في الغناء كارثي!
إبتسم لها قائلا برقة
_لا داعي للتفكير صديقتي فكالمرة السابقة لن تفلحي في الأمر فكري حاليا بالعمل فقط.
رفع يده يلوح لها، قبل أن يخرج من المكتب مغلقا الباب وراءه. إبتسمت براحة شاملة كل جسدها و أحساسيسها لتعود للعمل على الاوراق أمامها، بينما ذهبت للجلوس على كرسي مكتبها و هي تفكر. أنها تجده أحيانا كأبيها الذي لم تراه يوما. و أحيانا أخرى تحسه طفلا صغير، يسعى لإقتناص أي وقت كي يستمتع و لا يظل وحيدا، كانت تقرأ في عينيه رعبه من الوحدة و حاجته الشديدة لقربها و لو لم يصرح بذلك.

______________༺༽༼༻______________
دخل إلى مكتبته الحبيبة و التي يفوح منها عطر عتيق، مزيج من رائحة ألواح الأرفف الطبيعية، والأوراق الصفراء للكتب. الإثنين يربطهما أصل واحد، و هو الشجرة، لكن الزمن قد حولهما لشيئين مختلفين تماما، و بعد أن فرقتهما الأقدر إجتمعا مرة أخرى، بشكل جديد، لقد إختلف المظهر لكن القلب واحد. هل كان غرضه من هذا التشبيه، تخيل لقاء مختلف بملاكه؟ لقاء بعيد عن كل الحدود، لقاء في زمن مختلف، و مكان أخر. لقاء لا يتبعه فراق، تمنى لو أن الأقدار تقلص بينهما كل المسافات و تلغي الحدود ليجتمعا معا من جديد، سنين طويلة مضت و ظل الحب كما كان راسيا على أرففها، يتحدى كل عواصف الزمان، يقف شامخا أمام طوفان الأزمان يرفض التزحزح. هنا على أراضي قلبه جلست ملكة صيغت من أحلام و أماني قلبه، و نثرت بألوان الربيع، إستعارت من الشمس أشعتها،x و تلحفت بأمواج البحر، سلبت رقة الزهور و فتنتها و بريق النجوم و تلألؤها، لتجمع كل جمال الطبيعة داخل روحها، فيحتل الكون قلبه، فعجبا للكون كيف إتسع في قلبه. و عجبا نيران الشوق المستعرة كيف لم تتمكن من إطفاء أي منها.
إقترب من مذياعه العتيق الموضوع على منضدة صغيرة بجانبها مزهرية رست عليها زهور توليب حمراء، و قرب المذياع نافدة طويلة تطل على الأشجار الكثيفة لحديقته الملتصقة بالغابة، كانت إحدى ضفاف النافدة مفتوحة مما جعل نسيم الربيع يدخل على إستحياء ليداعب الستائر البيضاء الشفافة، فيجعلها تتراقص بطرب.
توقف للحظة أمام النسيم العليل، يأخذ نفسا عميقا من روح الربيع المحملة بالحياة الجميلة، كانت رائحة الربيع تشبه عطر حبيبته، تبدوا كروحها المشعة.
أغمض عينيه ليحس بمداعبة الهواء و كأنها لمسات رقيقة من حبيبته، دغدغة النسيم لكل جزء من قلبه كان أشبه بقبلات حبيبته الغائبة، و كأنها هي تجسدت أمامه متمثلة في الربيع. همس بلوعة و صورتها مشرقة تترأى لعينيه المنغلقتين.
_توليب.
و كأن إسمها تعويذة سحرية، بمجرد أن نطقها حلت السكينة على قلبه، و إبتسم الكون في وجهه. إرتفعت شفتيه في إبتسامة مرتاحة و هو يشعر أنه في عناق حقيقي مع حبيبته. فتح عينيه ببطئ شديدة و هو يتمنى أن تقع المعجزة أمامه، لكن أمانيه طارت عنه كسرب حمام محلقة بعيدا، ليجد نفسه وحيدا مع الهواء المحمل بعشقه. تنهد بتعب شديد يطفوا اليأس على سطه مرتاحا، إبتسم برقة و هو يرى عصفورا صغيراx يحط جانب النافدة،x يحمل بمنقره بعض الفتاة يأكل منه و هوx يرفع رأسه من حين لأخر لينظر إليه و كأنه يأخذ منه الأمان أو ربما يواسيه. حلق العصفور بعيدا بعد أن أكمل طعامه، ليرفع محمود رأسه للسماء يشاهد إبتعاد العصفور الصغير و هوx يحلق في الفضاء، ،سأله بترجي و تلك الإبتسامة الصغيرة لم تغادر شفتيه بعد.
_يا عصفور هلا أخذت سلامي لحبيبتي. إن شهدت توليب أخبرها كم أنا أعشقها.
فتح الضفة الأخرى من النافدة، ليتخلى الهواء عن خجله و يدخل قويا مجتاحا سكون المكتبة، و رفرفرت الستائر بسعادة و كأنها إلتقت مع حبيبها بعد طول فراق. إلتفت محمود للمذياع الذي إقترب خصيصا من أجله، ليدير زره، فإذا بصوت العندليب يصدح قويا بشجونه.
"إشتقت إليك فعلمني ألا اشتاق
علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق
علمني كيف يموت الحب و تنتحر الأشواق"
إبتعد عن المذياع متجها إلى مكتبه فلاحقته كلمات الأغنية و كأنها تعزيه في ألامه، و كأنها تعلمه أنه ليس العاشق الوحيد الذي يحترق بحبه
"يا من صورت لي الدنيا كقصيدة شعر
و زرعت جراحك في صدري و أخذت الصبر
إن كنت أعز عليك فخذ بيدي
فأنا مغروم من رأسي حتى قدمي"
إتجه إلى مكتبه الموجود هناك، و الذي قضي ساعات طويلة من شبابه بعد إفتراقه عن توليب قلبه يعمل به لساعات و ساعات متجنبا لوعة الألم، جلس على الكرسي الوثير، و أخرج مفتاحا، لفتح أحد أدراج المكتب، ما إن جر الدرج حتى تراءت له صورة حبيبته بإبتسامتها المشعة، و كأنها تنافس الشمس في إشراقها، حملها ليمرر يديه عليها و قد هربت دموعه رغما عنه، و إبتسامة عاشقة متألمة خطت شفتيه، لكنه تذكرx بقهر كيف هو قتل هذه الإبتسامة بيديه، كيف دمر حبيبته بنفسه. صورتهاx أخر مرة رأها و هي تترجاه بعدم تركها، بينما تلك الدموع التي وعدها أن يكرس حياته في مسحها و منعها من النزول، قد نزلت دما من عينيها، لقد كان هو من أبكى و دمر حبيبته بيديه، يا الله! كيف له أن يعيش مع كل هذا الألم؟ و صورتها لا تفارق تفكيره أبدا. لقد ندم حقا بعد تصرفه، و عاد ليعتذر منها و يبرر لها تصرفه، الذي يعلم جيدا أنه لا يبرر، فكيف له أن يضع رأسه في رأس أختها التي تصغرها بسنوات قليلة تلك السيدة التي لم يستلطفها أبدا، كانت نسخة معاكستا تماما لتوليب، حتى أنه شك كيف لهذين الفتاتين اللتان لا تتشبهان في أي شيء، لا من الخارج و لا من الداخل، أن يجمعهما نفس الرحم، يبدوان كشيء يستحيل أن يجتمع مع بعضه في مكان واحد. كالليل و النهار، لا مكان إلا لأحدهما، فكيف إستطتعت تلك الأفعى وضع يدها بيد والديه حتى يقضيان عليه للأبد؟
تذكر شقيقة توليب قد أخذ باله مباشرة إلى تلك الفتاة المدعوة سيلين، و التي قامx فؤاد بخطبتها، لم يستطع إستلطافها أبدا و تخيلها زوجة لإبنه، هل القدر ينتقم منه و يحضر له فتاة شبيهة بالمرأة التي دمرت حياته، لتكون زوجة أبنه؟ هل هذا ذنب توليب الذي برقبته، يرفض أن يتركه يرتاح أبدا؟! لقد عاد، عاد للبحث عنها، لكنه لم يجدها أبداً، لقد إختفت مرة واحدة، و إختفى كل أثرها، ظل المنزل الذي جمعهما يوما مهجورا للأبد دون أن يقوى على زيارته أو بيعه. يعلم أنه يستحق كل ما يحدث اه،x لكنه أحبها، أحبها و يحبها من أعماق قلبه، لقد فكر في لحظة جنون، بعد وسوست الافعى، و بعد أن شاهد صغيرته تخطف بعيدا عنه، أن مصلحتها قد تكونx في الإبتعاد عنه،و الإبتتعاد عن كل النفوس الشريرة التي ما كانت بترتاح إلا و قد دمرتهما تماما، إبتعد مجبرا مرغما.
دون أن يعلم أنه بذالك قد حكمx عليها و على نفسه بالإعدام. لم يسمح له الوقت بتصحيح خطئه أبداً. و كأنه يعاتبه قائلا "الفرصة لا تعطى إلا مرة واحدة، و أنت ضيعت فرصتكx بيديك، تحمل أخطأك، لم يجبرك أحد على شيء، هي و أي أحد ما كان له السلطة عن نفسك،سدد الثمن بحياتك". حمل صورة أخرى لهما معا، كانت ترتدي فستانا أحمر اللون، بينما تضع وردة توليب حمراء وراء أذنها. في حين ينسدل شعرها الذهبي على كتفيها، كأشعة الشمس، كانت تحب اللون الأحمر كثيرا، و قد كان لونهما المفضل، فراش غرفتهما كان بالأحمر، و وردهما المفضل كان توليبا أحمر، أثاث البيت كان دوما يحتوي على الاحمر، ملابسهما المفضلة كانت بنفس اللون. إعتبرا الأحمر دوما لون الحب، و لون حبهما بالخصوص، و قد أغفلوا أن الأحمر لون الدم أيضا. دم كنزيف قلبهما. دم كقدرهما الدموي القاسي. قلب صورة ليجد خط يديها منقوشا بعناية على ظهر الورقة، و قد كان خطها يشبهها في رقتها و جمالها، و عذوبة إنسيابه، قرأ الكلمات بعينيها و هو يتخيل صوتها الحنون هو الراوي
"الحياة بكبرها قد لا تكون إلا شخصا واحد، الحب كاملا قد لا يوجد إلا من أجل محبوب أوحد، الروح قد لا تتوحد إلا مع روح وحيدة. سنين العمر بثوانيها و دقائقهما، هي حروف من حبي لك.
x x x x x x x x x x x xأحبك بطلي دمت دوما كل x x x x x x x x x x xحبي كل حياتي دمت دوما x x x أنت وأنا واحدx"
رفع كلمتها لشفتيه ليقبلها بعمق بأعين مغمضة و دموع منحدرة. اه يا صغيرتي كم كنت قاسيا معك. اه يا حبيبة ط لو كنت أستطيع تغيير القدر، و إرجاع الماضي. لكن كلها تظل أماني، أماني مكانها السماء، ليتني! ليتني اعرف و لو خبرا صغيرا عنك. مسح دمعته ليعيد الصور إلى الدرج، و يغلق على كنزه الثمين الذي تبقى معه،من طيفx ماض قد كان يوما سعيد. مسح أثر دموعه، ليخرج من المكتبة دون أن يحمل أي كتاب منها، و يتجه إلى غرفة المعيشة، حيث كان الطفل يشاهد رسومه المتحركة.
_______________༺༽༼༻_____________

_صباح الخير. كيف حالك اليوم؟
إلتفتت آمال إلى سارة التي دخلت إليها بمأزرها الطبي و إبتسامتها البشوشة. حاولت أن تعتدل قليلا في جلستها بعدما كانت مسطحة على الفراش، لكن سارة منعتها قائلتا.
_كلا ظلي مرتاحة فيx مكانك.
إبتسمت آمال بخجل و هي تنصاع لها بطاعة كطفلة صغيرة، لازالت سارة غير مدركة كيف لهذه الفتاة التي تبدوا و كأنها طفلة لم ترى في الدنيا شيئا، أن تعيش كل هذا الظلم في حياتها، كيف صبرت على زوج مدمن حقير، و إستطاعت أن تربي طفلا كجودx رغم الفقر و الظروف الصعبة، هي بذاتها تبدوا طفلة بحاجة إلى العناية. بل كانت طفلة حقا! جسدها هش صغيرx جداx و شديد النحول.
جلست سارة بجانبها،x و مسحت على شعرها الأسود الكثيف الذي يغطيها برقة منسابا كستار عليها، تحدثت معها بحنان أمومي سائلة إياها.
_كيف حالك اليوم،x هل إرتحت قليلا؟
إبتسمت لها بإمتنان و هي تجيبها بخجل تخفض نظرها أرضا دون تقوى على النظر إليها.
_الحمدلله دكتورة،x أحس أنني بحال أفضل رغم شعوري بالتعب.
كانت سارة تتأمل جمالها الدافئ رغم شحوبها الشديد، و كأنه صورة تكمل هشاشتها الطبيعية، أجابتها بلطف و هي تحاول أن تستدرجها لها
_هذا التعب الذي تحسين به طبيعي، فقد فقدت الكثير من دمك و تعرضتي لعملية خطيرة، أنت ستحتاجين فترة نقاهة طويلة،x و هنا سيعتني بك الممرضات قبل أن تبدئي العمل.
إبتسمت آمال قبل أن تسألها و هي تلعب بأصابعها بتوتر، غير قادرة لحد الأن رفع عينيها للنظر إلى سارة،x يبدوا أنها من النوع المنعزل كثيرا و الذي يجد صعوبة في التأقلم في البداية مع الأخرين، لكنه مع الوقت يتعلق بشخص بقوة و يحبه بكل وفاء. سارة ذاتها مرت بهذه المرحلة في الوقت التي تركهما أبوها عند جدتهما،x لقد كانت طفلة ربما تحملت فراق أمها التي كانت غائبة دوما في الأصل،x لكن والدها كان كل شيء بالنسبة إليها،x و لم تصبر على بعده أبدا،x حتى دخلت في حالة إكتئابx زادت عليه حادثة خطفها فتدهورت حالتها تماما حتى فقدت النطق.x صحيح أنها تحسنت بعد عودة أبيها، لكن بعض التأثيرات قد ظلت لسنوات طويلة حتى مراحل دراستها الاخيرة للطب.
_ك... كيف حال جود.
قالتها آمال بصوت خافت جداx لكن سارة سمعته فأجابتها مبتسمة
_جود بألف خير،x إنه يسأل عنك دائما،x إن أردت سأحضره لك غدا لتريه.
تهللت أسارير آمال قائلتا بسعادة و هي تحتضن يدي سارة. و لأول مرة ترفع عينيها لها
_حقا؟! حقا ستحضرينه لي؟
إبتسمت لها سارة بحنان و هي تحس أنها حقا تعامل طفلة صغيرة من شدة براءتها.
_بالتأكيد.x هو الأن أمانة لدي ريثما تصحين و تعود عافيتك حينها ستنتقلان للعيش معا،x في البيت المرفق بالعمل،x حسنا هو ليس بيتا كبيرا،x فقط حجرة نوم و مطبخ و حمام و حجرة صغير ة للجلوس.
إبتسمت آمال و هي تقول.
_حتى لو كان غرفة بمترين و حمام مشترك،x ستكون كالقصر بالنسبة إلي،x حين أعيش فيها مع إبني،x لقد كان حلمي أن أتخلص من طلال.
سألتها سارة بإسفسار
_طلال زوجك؟!
إمتلأت عينيها بالدموع و هي تهز رأسها بموافقة
_______________༺༽༼༻_____________
x دخل الغرفة المغلقة، و هو يسمع طرقا خافتا قادما منها، قلبه تعلق بالأمل و قد زادت نبضاته بشدة و هو يتخيل أن يجدها مستيقضة، عادت إليه من غيبوبتها القاهرة، لكن ذلك لم يحدث فقد وجدها نائمة كماx تركها على السرير الأبيض، خصلاتها الذهبية تفترش الوسادة تحت رأسها فتبدوا كأشعة الشمس، لقد إزدادت طولا في هذه المدة و كأنها تؤكد أن الروح لم تغادر بعد هذا الجسد، وجهها الأبيض لازال يحتفض بحمرته الجميلة.لقد كان جمالها يزداد يوما بعد يوم و كأنها تستعيد في غيبوبتها هذه ما سرقته منها السنين. قبل أن يقترب منها إرتفع الطرق مجددا، ليعقد حاجبيه بإستغراب، لكنه سرعان ما تبسم و هو يرى عصفورا صغيرا يطرق بمنقاره على نافدة الغرفة.
إقترب نائل من منضدة كانت على جانب من الغرفة يضع فيها حبوب للطيور، و قد إشتراها تخليدا لذكرى حبيبته النائمة التي إعتادت دوما على إطعام الطيور.
حمل حفنة من الطعام بيده، ليتجه إلى النافدة يفتحها و هو يسأل العصفور.
_لا بد أنك جائع يا صغير لهذا لم تكف عن الطرق.
حين فتح النافدة، دخل منها نسيم قوي جعل الستائر الشفافة تطير عاليا، حتى حركت شعر النائمة و أبعدت الملاءة البيضاء عن جزء من جسدها. صدم نائل و هو يرى العصفور يدخل إلى الغرفة، يتجه إلى مكان الحسناء النائمة، يرفرف فوق رأسها للحظات و هوx يغرد بصوت شجي قبل أن يعود للخروج بسرعة غير مهتم بفنة الحبوب التي وضعها له على حافة النافدة.لا يعلم لما أحس بشعور غريب جدا، و كأن طاقة من نوع عجيب قد إجتاحت المكان، إقترب من النائمة بهدوء، و قد تخيل للحظة أنه رأى طيف إبتسامة على وجهها!
مما جعل نبضاته تزداد بشدة و ترقب، عدل الغطاء على جسدها و هو يحمل كفها إلى شفتيه يقبل باطنها برقة و هو يسألها بلوعة
_حبيبتي هل تسمعينني؟!
لكنه لم يتلقى منها أي جواب، و السكون يعم الغرفة إلا من صوت الهواء الذي يداعب الجو.
x x x x x x x x



إنتهى غاليتي اافصل الرابع عشر من ذكرى التوليب كل حبي لكن.


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:44 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.