شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام (https://www.rewity.com/forum/f19/)
-   -   زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (https://www.rewity.com/forum/t486820.html)

Hya ssin 07-06-22 06:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mini-2012 (المشاركة 15971332)
سأغوص في بنية الرواية
بداية العنوان ملف "زهر جبينها المكلل"و گأنها تخاطب القارئ بشخصية الغائب و طبعا "هي "البطلة التي تتحدث عنها الكاتبة فهو ملفت أكثر من مضمونها الذي سأتحدث عنه تالياً ،نعم يشعرك بالفضول فقد استعملت الكاتبة عضوا جسديا ألا وهو "الجبين" الذي ربطته بمصدر العرق ،التعب،الكد و ايضا السمعة فهو جزء من صفحة المكتوب و القدر الملازم الإنسان و هو الكناية التي بدت لي الكاتبة انها تشير له.. واتضح انه اوركيد كانت. تعمل في مزرعة عائلتها

نوعا ما كان الاسم للبطلة متعلق بالاحداث.. اما العنوان فكليا مرتبط فيها..
اسعدني مروررك

Hya ssin 07-06-22 06:11 PM

الفصل الثالث

في صباح اليوم التالي استيقظت أوركيد على السواد يحيط عينيها، والشلل يستحكم بأطرافها.. كانت جالسة على كرسي والحبال تربط ذراعيها وقدميها.. بقيت لوقت تجهل مدتها تشرد بالفراغ تجهل سبب اختطافها!
هل هو بهدف مساومة عائلتها لطلب فدية مالية مقابل العودة إلى أحضانهم؟ لأن مالا يعرفونه هؤلاء المختطفون الحمقى هو أنهم لن يحصلوا من عائلتها على أي سنتٍ!
فجأة شعرت بباب المكان الذي تتواجد فيه يُفتح، ثم رجل ينزع العصبة من على عينيها سامحا للنور أن ينفذ لحدقتيها.. رفرفت بجفنيها لتجد أمامه يقف رجل تتجلى على خطوط وجهه المتصلب كل شيء عدا الود واللين.. غادر الرجل من أمامها فتجولت ببصرها في المكان حولها لتجد نفسها بقبو لا تزيد مساحته على عشرين متر مربّعة، من الإسمنت المسلح ولم يكن يحتوي على أية نافذة، وكان كل أساسه سرير مثل الذي يستخدمونه في معسكرات الكشافة، ومغسلة ومرحاض..
استقر نظرها على باب القبو يُفتح مرة أخرى من قبل نفس الرجل الذي فتح عينيها وأخر بدا أنه رئيسه لا زميله.. وقف القائد أمامها فبدأ نظرها يمشط ملامح وجهه وما يحوي من قسمات محددة من فم رجولي صارم وفك قوي إلى حاجبين أسودين فوق عينين زرقاوين ضيقتين ناهيك عن شعره الفاتح الكثيف الطويل.. فيوحي بهذه الصفات الظاهرة بأنه رجل خشن صلب..
أخفضت بصرها إلى كتفاه العريضان ثم إلى جسده قوي البنية الذي يزيد طوله عن الأقدام الستة يكفي مِمَّا أشعرها بالخوف وأن أيامها المتبقية محدودة..
تصاعد شحوب وجهها وحادت بنظرها بعيدا عن عينيه المسلطتين عليها وتساءلت بصوت مرتعش متحاملة على ألم تشنج أطرافها
((ماذا تريد مني؟ كيف تتجرأ على خطفي!))
زمجر بها الرجل الأخر والذي يدعى دومينك لتصمت مما جعل أخر الألوان تنسحب من وجهها وتنكمش على نفسها بذعر، قبل ان يتطلع دومنيك لسيده متسائلا
((ما هي خطوتنا التالية مع عائلتها يا سيد إيستون؟))
جحظت عينيها بصدمة تملكتها.. عائلتها! إذن فعلا قاموا بخطفها ليظفروا بشيء من عائلتها، أو ربما للانتقام منها بجريرتهم إذا أن عائلتها تزخر بسجل حافل بإيذاء والاعتداء على الأشخاص من حولها..
وجدت ملامحها تنهار باكية لتهتف بهم بتوسل
((أنا في كل الأحوال هاربة من عائلتي، ولا دخل لي بهم أبدًا، أرجوكَ أفرج عني.. أرجوكَ))
رفع دومينك يديه نحوها يقاوم أصابعه التي تريد خنقها وعيناه تصوبان شرارات كهربية مهدده تجاهها لتصمت، ففعلت بذعر متفشي فيها! بأي حق وبأي ذنب يخطفونها هؤلاء الأوغاد الذي يبدو كل واحد منهم وكأنه يستنشق الطغيان والجبروت!
كان كاميرون إيستون لا زال يحدق بها بتركيز وملامحه غير المقروءة لا تنحسر عن وجهه، حتى شكت أوركيد بأنه يعرفها، وكانت تود سؤاله لكنه تقدم منها فجأة.. كتمت شهقة ذعر، بينما دموعها مستمرة بالجريان أنهارا عندما بدأ يحل الرباط حول إحدى ذراعيها ثم رفعها يمعن النظر في ندبة قديمة لها!
بقيت محبوسة الأنفاس حتى حرر ذراعها ثم استدار على عقبيه مغادرا المكان دون أن يتفوه بحرف واحد يبدد هالته الغامضة..
غادر الرجل الأخر وصفق الباب خلفها.. لقد تركاها مكانها حيث تمر الساعات ببطء شديد، ورعب أكبر يجتاح نفسها.. نعم حرراها من قيدها وتركا لها الطعام ولكنهما لم يخبرانها عن سبب خطفها أو ماذا يعتزمون على فعله بها..
فركت يديها ببعضهما بتوتر، حررت شعرها من ضفيرتها ثم عادت تجمع شعرها وتربطه كله بالمشبك، تريد أن تقتحم ذلك الباب المغلق لترى ما الذي يحصل خلفه؟
ولم يمضِ الكثير قبل أن يفتح الباب فعلا ويطل عليها رجل أخر لم تره سابقا ويقف أمامها بصمت، بملامح مبهمة تميل للسمرة.. فغرت شفتيها ما إن رأته يخرج سكينا ماضية من مغلفها بهدوء ثم يقترب منها.. شحب وجهها شحوبا يُحاكي الموت وانتفضت كل خلية فيها رعبا من هذا الغريب الذي يرنو منها، ولم يسعفها صوتها فأطلقت شهقة بلا صوت قبل أن تغمض جفنيها وترفع يديها لتحتمي بهما بمحاولة واهية من سكينه.. ثم مرت ثانية.. ثانية أخرى.. وأخرى.. حتى مرت دقيقة كاملة.. ولم يحدث شيء.. لم يجز عنقها ولم يطعنها بصدرها! لم يذبحها ايضا.. على الاقل بعد!
ببطء فتحت عينيها وبتردد رفعت نظرها للرجل الذي لا يزال واقفا بثبات واهن أمامها، ارتخت ملامحها ما إن رأت السكينة تنسل من أصابع يده لتتهاوى أرضا..
كادت أن تتنفس الصعداء لكن عاد الذعر يفترسها مجددا عندما رأته ينتشل شيئا من جيبه!
ولدهشتها أخرج فقط مشطا.. مشطا صغيرا، لطيفا بشكل لا يناسب خشونة مظهره!
جفلت عندما مال الرجل نحوها واحتمت مجددا بيديها خوفا منه لكن شعرت بما يشبه التيار الكهربائي يسري في جسدها ما إن مرر المشط على شعرها عدة مرات ثم أدار جسده مغادرا ببساطة تاركا إياه مسروقة الأنفاس ومنهارة لا تعي شيئا من حولها..
==========================
سلم الرجل الذي كان يدعى إيان باركر المشط بما فيه من شعيرات لدومينك أمرا إياه أن يضع الشعيرات في ظرف ويسلمه له.. ثم كتم توتره الرهيب وأظهر واجهة صلبة أبيّه أمام كاميرون إيستون الذي يقابله بملامح متعجرفة ملاحظا احتقان وجهه وثورته الكامنة، فقال الأخر بلذة الشماتة الشيطانية لمساعده
((وأنت خذ جزءً من عينات الشعر يا دومينك لنجري الفحص أيضًا، ونستغل عثورنا عليها أولًا في استرداد ثمن ماشيتنا والخراب الذي تم الحاقه بنا من قبل شقيقها))
طحن إيان أسنانه يكتم بشق الأنفس غضبه وغيظه تجاه ابتسامة كاميرون التي تزدادا التواء وعجرفة، إنه لا يزال مصرا على اتهامه هو بإرسال من إحراق أجزاء من مزارع هذه المنطقة وإلحاق الدمار بها وسرقة الماشية رغم تبرئته التامة بعد انتهاء التحقيق!
ارتجفت يده خفية بدقات قلب عنيفة عندما تابع كاميرون بسيطرة متهكمة
((سأحتاج شيئا يعود لك لنجري الفحص يا سيد باركر ونقف على ثبوت النسب من عدمه بتلك الفتاة))
أعطاهم إيان عينة من شعره هو الأخر ونظرة أخيرة محذرة من أن يتم إيذاء الفتاة قبل أن تصدر النتيجة.. ثم خرج من المكان بملامح واجمة خاسرة والغيظ الشرس ينشب مخالبه فيه.. لم يتوقع أن كاميرون.. عدوه اللدود سيكون بهذا القدر من التجبر.. لقد أخبره صباح اليوم أنه وجد شقيقته الضائعة منذ ما يزيد عن عقدين ونصف رافضا أن يعلن كيف اهتدى إلى هذه الحقيقة سوى بوجود تلك الندبة عليها كما تم الإعلان أثناء فقدانها آنذاك.. وهو لم يطل كثيرا قبل أن يأتيه لعقر داره أعزلا كما طلب منه ويدخل ليأخذ عينة منها تعينه على إجراء فحص الحمض النووي ليتأكد من صحة ادعاء كاميرون!
لتظهر النتيجة وبعدها سيكون لكل حادث حديث، لكنه متأكد من أن كاميرون لن يسلمه شقيقته إلا لو أعطاه ثمن كل المواشي التي فقدها خلال السنوات الماضية وثمن ترميم الدمار والحرائق التي حلت بمنشآت مزرعته على الأقل، دون أن يهتم بالتأكد من أنه الجاني، وحتى ذلك فلا يعرف حقا كيف سيتدبر له ثمن ذلك لو اتضح أن الفتاة في الداخل هي أخته حقا..
==========================

Hya ssin 07-06-22 06:12 PM

طالعت أوركيد من نافذة القبو ما يتبين لها من المكان، بدا بأن منزل المزرعة المؤلف من طابقين مبني من جذوع الشجر والحجارة كما هو منتصب إلى جانب مباني المزرعة وكأنه برج مراقبة مرتفع عن الجميع في مشهد يبعث للدفء للرائي، بالطبع إن لم يكن يعيش في نفس ظروفها..
أغمضت جفنيها وأخذت نفسا مرتجفا.. كان قلبها يخفق بشدة.. والإحساس المفعم بالسقم والأسى يتفاقم.. إذ مضت أيام وكل شيء على حاله وهي مسجونة في هذا القبو..
جفلت على فتح بابه بعنف واندفاع كاميرون داخله بعصبية بالغة.. وقف أمامها لاهثا بغضب أعمى حتى أنه أخافها.. لقد أخبره إيان بأن نتيجة فحص الحمض النووي صدرت وكانت أن هذه الأوركيد ليست شقيقته الضائعة.. إذن تلك العجوز الجشعة ما هي إلا كاذبة كبيرة.. لقد أخبرته بأنها وقبل سنوات عديدة تزيد عن العقدين ونصف خطفت شقيقة إيان الرضيعة في نفس يوم ولادتها مقابل طلب فدية قبل أن تخشى كشف أمرها وتلقيها في حاوية للنفايات وتراقبها من بعيد، لتكتشف لاحقا بأمر خطفها مجددا من قبل امرأة مريضة تدعى أنجيلا والتي قامت نسبها لعائلة أخيها.. وقتها أخبرته المرأة العجوز بأنها ستعلمه هوية شقيقة إيان الضائعة مقابل أن يعطيها نصف المبلغ الذي تحتاجه، والنصف الأخر يكمله لها بعد أن يتأكد من صحة كلامها، إلا أنها هربت بنصف المبلغ واختفى أثرها قبل حتى أن تصدر نتيجة التقرير..
لحق دومينك كاميرون يعطيه ظرف النتيجة التي طلب من أن يجروه بمختبر أخر حتى يتأكد من صحة كلام إيان بأن أوركيد ليست أخته، ولا يتلاعب به..
فتح كاميرون الظرف وسرعان ما أضحت ملامحه أكثر قسوة بينما يتبين صدق كلام إيان، عينتها لا تطابق مع عينته وبالتالي هو لا يتلاعب بهم وأوركيد ليست شقيقته الضائعة..
دفع كاميرون مقعد قريب منه بقدمه بغضب مستعر، لقد أضاع فرصة ابتزاز إيان وإرغامه على دفع ثمن إيذائه له بعد أن اتضح أن كلام تلك المرأة كاذبا والفتاة التي خطفها لا تقرب لإيان بشيء..
بدأ صدره يرتفع وينخفض بعنف بينما يتقدم بخطوات بطيئة مستفزة للأعصاب من أوركيد التي كادت أن تموت جزعا منه.. ليباغته دومينك متسائلا
((سيدي ماذا سنفعل بالفتاة الآن؟ ماذا لو أطلقنا سراحها وذهبت لتشتكي علينا وقد عرفت هويتك؟))
تطلع كاميرون لدومينك ينفجر به غضبا
((لم أكن لأكشف لها شيئا لولا ثقتي الخرقاء بتلك العجوز))
كان ظنها قبل أن يتكلم كاميرون للمرة الأولى أمامها أن صوته سيكون منخفضا عميقا وأجشا كأنه لم يتكلم بشكل هادئ لكن جاء صوته مرتفعا في حالة من الغضب يرعد بشكل مغاير لظنونها..
أسدل كاميرون جفنيه للحظات يحاول تهدئة أنفاسه واستعادة رباطة جأشه قبل أن يقول أخذا بالاعتبار الصورة الواضعة التي يملكها عن علاقة أوركيد الغير طيبة بعائلتها
((دومينك، أبقيها هنا في المزرعة، وراقب عائلتها عن كثب، إن لم تسأل عنها ستبقى هنا حتى أخر يوم في عمرها، أما لو قدمت عائلتها أي شكوى عن اختفائها للشرطة فسنقتفي أثر خطة أخرى..))
كاد أن يستدير كاميرون مغادرا عندما اندفعت أوركيد نحوه متوسلة وعذاب يطفح على ملامحها
((أطلق سراحي واعدك بأني لن أشي لاحد عن خطفك لي، أنا لا اعرف شيئا عنك، بل حتى نسيت اسمك))
صرخ كاميرون بها بقسوة
((اصمتي، ستبقين هنا..))
توقفت مكانها تصرخ بوجه محتقن متحدية إياه
((لن اسمح لك بإبقائي هنا، بل سأخرج حالا))
تحفز كاميرون وضيق عينيه بوعيد قبل أن يأمر رَجُله
((انظر يا دومينك لثورتها، لا يمكن أن نجعلها تختلط بالماكثين في هذه المزرعة، لا تخرجها من هذا القبو أبدًا))
خرج كاميرون ومن بعده دومينك صافقا الباب خلفهم بإحكام غير ابهين لصراخها واستنجادها المنهار..
==========================
بعد مرور أيام أخبر فيها دومينك سيده بأن أوركيد لا تتوقف عن الصراخ مطالبة بالخروج من القبو وإطلاق سراحها، بل وتضرب عن الطعام رافضة إدخال شيء في جوفها، وجد نفسه مضطرا أن يمر عليها.. فتح باب القبو وتوغل للداخل لترفع أوركيد عينيها له فتراه يطالع وجهها الباهت والمرهق والفاقد لكل أشكال الحياة، فسارعت تخاطبه متوسلة بصعوبة من حبال صوتيه أرهقها البكاء
((سيد إيستون، أرجوكَ أطلق سراحي فأنا لن أخبر أحد عن خطفك لي..))
اضطربت ملامح كاميرون شاتما نفسه ألف مرة ومرة! ما هذه الورطة التي أوقع نفسه بها!
تطلع لدومينك يأمره على مضض وقد أخذته الشفقة عليها
((دعها تساعد مدبرة المنزل، على الأقل حتى أعرف كيف أتخلص منها مع ضمان أنها لن تسبب أي مشكلة لنا))
وغادر المكان على الفور ليجد دومينك نفسه يزمجر فيها بقوة
((من الآن وصاعدا ستصبحين خادمة وتساعدين مدبرة المنزل، وعليك السمع والطاعة، ستعملين عند السيدة إيستون، إنها امرأة صعبة المراس وانتقائية فإياك ثم إياك أن تثيري غضبها))
ثم لوح بإبهامه منبها إياها
((تذكري، أن سلوكك هو الذي سيحدد مسألة إطلاق سراحك من عدمه))
ورغم عدم استساغتها لعملها هنا كعاملة منزلية إلا أنها كانت أفضل الخيارات مؤقتا، حتى تشحن قوتها وطاقتها وتهرب ناجية بروحها..
خرجت أوركيد من القبو لتقف في منتصف المزرعة حيث لم يكن ثمة أي سقف فوقها أو جدران من حولها.. رباه.. لقد شعرت في الأسبوعين اللذان أمضتهما في القبو وكأنها سنوات حتى أنها نسيت بإحساس الريح على وجهها والحصى والغبار تحت قدميها والسماء اللامتناهية فوق رأسها..
حثها دومينك أن تلحقه فدخلت أوركيد بمظهر يرثى لها إلى منزل المزرعة من باب الشرفة المسقوفة مع دومينك الذي قدمها لمدبرة المنزل طالبا منها أن تعطيها غرفة بالملحق وملابس لتستخدمها فهي العاملة الجديدة هنا التي وظفت خصيصا للسيدة ماتيلدا ايستون..
بعدما انتهت أوركيد من الاستحمام وملئ معدتها بطعام يبقيها على قيد الحياة، طلبت من مدبرة أن تقتادها إلى حيث يقبع هاتف في هذا المنزل، إلا أن مدبرة الهاتف رمتها بنظرة صارمة كأنها طلبت منها موادا ممنوعة أمرة إياها ألا تكرر مثل هكذا طلب.. لكن سرعان ما تلاشى استهجان أوركيد من ردة فعل مدبرة المنزل العدوانية لطلبها عندما عرفت بأنه يُمنع استخدام الهواتف في مزرعة كاميرون إيستون من قبل أي أحد، بل أن هناك هاتف واحد يجهل أي أحد مكانه!
اعتراها الإحباط، فلا يبدو بأن أمر هربها من هذا الجحيم سيكون يسيرا! جفلت على صوت مدبرة المنزل تأمرها بفظاظة مجددا
((اذهبي ووضبي غرفة السيدة ايستون..))
أطاعتها أوركيد، ومضت نحو غرفة ماتيلدا.. التي لم تحتاج لأكثر من عدة لقاءات معها لتعرف أنها أكثر امرأة متعجرفة ومغرورة قابلتها بحياتها.. إنها لا تطاق وصعبة المراس، مدللة، وأنانية لا تحب إلا نفسها، تتعمد التحقير من كل من حولها وإهانتهم مهما بذلوا جهدا في تنفيذ طلباتها إلى حد المثالية، بمن فيهم زوجها كاميرون، بل هو بالذات لا تتردد بتمريغ كرامته في تراب الإهانة والذل حتى أمام العاملين عنده، حتى أنها استغربت ماذا فيها هذه المتعجرفة ليحبها وتهون عليه كرامته لأجلها! هزت رأسها تبدد هذه الأفكار الفارغة عن رأسها وتركز على هدفها الوحيد في الهروب من هذا المكان الذي احتجزت فيه دون جريرة منها!
وبينما هي توضب الغرفة دخلت لدورة المياه الملحقة بها.. تطلعت لجمال هذا الحوض الكبير فيها، حتى أنها سهت قليلا عن صوت ماتيلدا تدخل المكان وتهتف بها بعصبية أن تبارحه، ففعلت متجنبة غضبها..
==========================
اتكأت أوركيد على إحدى النوافذ الواسعة المطلة على ساحة المنزل وأسوارها العالية لتفكر بذهن متيقظ بحالها.. العاملين في المزرعة يملؤون المكان ويجعلون امر الهرب أصعب مِمَّا كانت تظن حتى لو لم يعرفوا بأنها مختطفة، وعائلتها لا تعرف بمكانها ولو عرفت فلا تظن بأن هناك شيئا سيتغير.. ماذا عليها أن تفعل؟ تجمدت الدموع في مقلتيها وراحت تنظر خلال التلال البعيدة التي لا يفصل بينها أي معلم أو حدود.. لم يكن هناك أثر لسكن بشري ولا حتى لجواد أو رأس ماشية واحد.. بينما تنغمس في النظر للفضاء الواسع والهواء النقي عمت السكينة أرجاءها مما جعلها تنسى التعب الذي يلازمها.. مؤقتا.. فلا زال ذلك الكاميرون المغرور بثقة مفرطة يخترق تفكيرها.. لابد ان سبب بطشه يعود لكونه إنسان إقطاعي يمتلك مزرعة.. لقد كانت عائلتها ايضا تمتلك مزرعة حتى لو لم تكن بحجم هذه المزرعة!
==========================
انتهى الفصل.

كرم حسان 08-06-22 10:11 AM

تسلم الايادي مشكووورين 😍😍😘😘😘

كرم حسان 08-06-22 10:14 AM

هياسين أنتي مبدعة تسلميلي مشكوووورة

Mini-2012 09-06-22 05:21 AM

مشكورة. 😻😻😻😻😻😻😻😻

Hya ssin 14-06-22 08:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كرم حسان (المشاركة 15972731)
تسلم الايادي مشكووورين 😍😍😘😘😘

😍♥️ شكرا للمرور..

Hya ssin 14-06-22 08:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mini-2012 (المشاركة 15973615)
مشكورة. 😻😻😻😻😻😻😻😻

حبيبتي ❤️❤️❤️❤️....

Hya ssin 14-06-22 08:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كرم حسان (المشاركة 15972734)
هياسين أنتي مبدعة تسلميلي مشكوووورة

شكرا للطف كلامك♥️♥️♥️

Hya ssin 14-06-22 08:27 PM

هينزل الفصل حالا..


الساعة الآن 04:02 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.