آخر 10 مشاركات
100- الإرث الأسر - آن ميثر - ع.ق - مكتبة زهران ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          18 - بين السكون والعاصفة - كاى ثورب - ع.ق ( نسخة اصلية ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree27Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-06-22, 12:19 AM   #1

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي ما بعد الضجيج ( 2 ) .. سلسلة الضجيج *مكتملة*


ما بعد الضجيج

الجزء الثاني من ضجيج الصمت

نور محمد

*****

الفصل الأول


"عرس ضخم، والجميع قد تمت دعوته لحضور حفل زفاف الابنة الوسطى لرامـي الراوي إلى الابن الأكبر لرامز الراوي، شمس وأدهم.
فبعد أن عاشا طفولة مليئة بالمشاجرات لأنها كانت تتركه لتلعب مع بقية أبناء عمها الخمسة، وبعد ظهور علامات الحب بكل صخبها وطيشها في مراهقتهما، تزينت فترة شبابهما الآن بالزواج.
وعلى الرغم من أن رامي كان يرى أنهما لا يزالان في سن مبكرة، إلا أن أدهم قد قضى أشهراً في الإلحاح بدعم من والده حتى وافق رامي أخيراً.
والآن، ها قد حان يوم الزفاف.
كان أدهم يسير ذهاباً وإياباً أمام باب غرفة شمس المخصصة لها في الفندق كي تستعد فيها، ومعه مازن، أصغر أبناء عمه، وزياد، أخُ أدهم الأصغر، والذي كان يسير معه ذهاباً وإياباً وقد أصابته عدوى التوتر الذي يشعر به أدهم، قال مازن وقد شعر بالدوار من حركتهما المستمرة"
- يابني أنت وهو خيلتوني

"ثم نظر إلى زياد وقال"
- طب هو العريس وحقه يتوتر خصوصاً إنه ماشافش الفستان لغاية دلوقتي والله أعلم شكله إيه، أنت قلقان ليه؟

"قال زياد في توتر"
- مش عارف... تفتكر الفستان شكله إيه؟ تخيل يطلع وحش!!

"نظر لهما أدهم في ضيق ليقول"
- ممكن تسكتوا أنتو الاتنين؟ وبعدين فستان إيه اللي بتتكلموا فيه؟

"قال زياد في قلق"
- أنت متأكد إن لونه أبيض؟ لا يطلع أخضر ونتفضح

"وضع أدهم كلتا يديه على وجهه وهو يقول بصبر نافذ"
- اللهم طولك يا روح!

"ثم قال وهو ينظر ناحية الباب"
- هما طولوا كده ليه؟
"قال مازن بابتسامة عريضة"
- تلاقي العروسة غيرت رأيها

"نظر له أدهم في صدمة وهو يقول"
- بتقول إيه يا مازن؟ تفتكر؟ هي قالتلك حاجة؟

"ضحك مازن قائلاً"
- في إيه يا أدهم؟ هتقولي إيه يعني؟ ما هي بقالها شهرين بتتنطط زي القرود من الفرحة، هتيجي يوم الفرح وتغير رأيها؟

"أخرج زياد من جيبه شيئاً ما ليفرغ قبضته في يد أدهم قائلاً"
- خد دي بس وهتهدى

"قال أدهم منفعلاً"
- أنت بتعمل إيه؟!!!

"ضحك زياد قائلاً"
- أنت دماغك راحت فين؟ دي M&Ms يا شقي!

"كاد أن يقذفها في وجهه قبل أن ينفتح الباب لتخرج رقية، تؤام أدهم، إليهم متسائلة"
- مالكم واقفين كده ليه؟

"قال زياد ساخراً"
- أبداً يا ستي! واقفين في حتة طراوة

"قال أدهم متوتراً"
- شمس جهزت؟

"اومأت رقية إيجاباً بابتسامة ثم قالت"
- ومستنياك

"دخل أدهم من الباب بسرعة وأغلقه خلفه، بينما التفتت رقية إلى مازن وزياد وهي تقول"
- طب هو العريس... أنتو واقفين هنا ليه؟

"رد مازن ساخراً هذه المرة"
- مش جايز العروسة تفكر تهرب فنقوم محلقين عليها فجأة؟!

"نظرت إليه رقية في دهشة لتقول وهي تنظر إليهما"
- ماتقعدوش مع بعض كتير بعد كده

"ثم حركتهما أمامها وهي تقول"
- يلا على تحت

****

"وفي الداخل، كان أدهم يتقدم بخطوات قلقة وقد أثرت عليه كلمات مازن وزياد منذ قليل، هل يعقل أن يكون ثوب العرس أخضراً؟ ستكون فضيحة حقاً.
فليكن أخضراً أو أسوداً حتى... هو لا يبالي، سيتم الزفاف حتى لو كانت ترتدي شِوال بطاطا... شِوال بطاطا؟ إنها فكرة جيدة على أي حال، هكذا فكر قبل أن يراها أخيراً.
تقدم ناحيتها بابتسامة هادئة أخيراً بعد أن زال القلق.
إنها لا ترتدي ثوباً أخضراً. "كف عن هذا الهراء!" هكذا أخبره عقله كي يجبره على رؤية الجمال الذي أمامه، أنه ثوب عرس أبيض يجعلها تبدو فيه كشمس حقاً، خاصة وملامح وجهها تشع نوراً من السعادة، وجد نفسه يقول"
- ماطلعش فستان أخضر

"نظرت له في دهشة وقد توقعت شيئاً أكثر رومانسية، ليغمض هو عينيه في ضيق قائلاً"
- أنا آسف، مازن وزياد وتروني بهزارهم
"ضحكت قائلة"
- ماطلعش أخضر، اتطمن

"قال متسائلاً"
- ولا فكرتي تغيري رأيك؟

"ازدادت دهشتها لتقول بابتسامة ضاحكة"
- بتقول إيه يا أدهم؟

"هز رأسه وهو ينفض عنه كلمات أولئك الأحمقين ليقول سريعاً"
- استني! هنعيد من الأول، تمام؟

"اومأت ضاحكة ليعاود النظر لها مجدداً ليقول بابتسامة"
- شكلك حلو أوي يا شمس!... زي الشمس

"اتسعت ابتسامتها قائلة"
- مش زي القمر يعني؟

"هز رأسه نفياً ليقول"
- لا، زي الشمس... منورالي حياتي كلها

"ثم ختم حديثه بقبلة على وجنتها لتنظر له بابتسامة وهي تقول"
- برافو عليك! كده أحسن

"ضحك منها ثم وضع في يدها شيئاً ما لتنظر فتجدها قطعة شوكولا، قالت ضاحكة"
- ايه دي كمان؟

"ضحك أدهم قائلاً"
- زياد ادهالي من شوية عشان أهدى، ممكن تاخديها

"ضحكت شمس ثم تناولتها فوراً فهي تعشقها، مد أدهم لها ذراعه وقال"
- يلا؟

"تعلقت بذراعه ثم قالت بابتسامة واسعة"
- يلا!

****

"وفي الأسفل، كان الجميع بانتظار العروسين وسط الأجواء الموسيقية حتى التفت الجميع وتوقفوا في أماكنهم عندما طل العروسين أخيراً وسط أجواء من التصفيق والصفير المنبعث بالطبع من زياد ومازن، وأوراق الورد التي راحت فرح وفريدة، أختيْ أدهم، تلقيانها ناحية العروسين حتى وصلا إلى ساحة الرقص ليبدآ رقصتهما الأولى كزوجين.
كانت شمس تراقبهما بعينين دامعتين حتى شعرت بذراع رامي التي أحاطت كتفها وهو يقول بابتسامة"
- شمس! أنتِ هتعيطي؟
"نظرت له وقالت محاولة السيطرة على دموعها"
- مش قادرة أصدق، شمس كبرت وبتتجوز؟ معقول؟

"ضحك رامي وهو يقول"
- السنين جريت بسرعة

"انتهت الرقصة الأولى لتبدأ رقصة ثنائيات الحفل، نظر لها بابتسامة ليقول"
- تعالي! هنرقص

"أما عن رامز وندى، فقد توجها أيضاً إلى ساحة الرقص كي يرقصا معاً على أنغام الموسيقى الهادئة، قالت ندى بينما تنظر تجاه شمس وأدهم"
- أدهم وشمس اتجوزوا، ازاي الزمن جري بسرعة كده؟ دول كانوا لسة امبارح بيتخانقوا عشان شمس بتلعب مع كريم وزيزو وسايباه

"ضحك رامز قائلاً"
- وبكرة هتشوفي أحفادهم كمان

"قالت في حزن"
- خلاص يعني؟ عجزت وهبقى جدة؟

"اقترب رامز منها وقال جوار أذنها"
- ما عاش ولا كان اللي يقول عليكي عجزتي، أنتِ أحلى من كل الموجودين هنا... حتى العروسة نفسها
"ضحكت قائلة"
- مش هتبطل تضحك عليا بالكلام ده؟

"نظر لها قائلاً في عبث لا يزال يرافقه حتى بعد أن تجاوز الستين"
- اضحك عليكي؟! ليكي عندي إثبات بالدليل القاطع بعد الفرح ما يخلص، استني عليا بس!

"اتسعت عيناها في حرج ليضحك أكثر غير مبالياً
بأي شيء، هكذا كان، وسيبقى دوماً."

****

- اييييييه! الأولاد كبرونا خالص يا مازن بيه!

"قالها زياد بعد تنهيدة طويلة وهو يتوقف إلى جوار مازن يراقبان العروسين، قال مازن"
- آه والله! شوف كانوا صغيرين ازاي؟! بقوا طولنا دلوقتي

- انتو واقفين جنب بعض كده ليه؟

"التفتا خلفهما في صدمة ليجدا كريم، الابن الثاني لرامز بعد أدهم ورقية، وتؤام فرح، اتبع قائلاً"
- ابعدوا عن بعض شوية، البنات هتفهمكم غلط

"قال زياد متهكماً"
- بنات إيه بقى؟ هو أنت مديلنا فرصة؟ ما لازم مايبقاليش حد في الآخر غير مازن

"نظر له مازن بارتياب قائلاً"
- أنت قصدك إيه؟

"تراقص حاجبا زياد وهو يقول"
- مالناش إلا بعض يا بطة!
"وكزه كريم في كتفه ليقول"
- بطلوا الهبل ده، وروحوا اتعرفوا على أي اتنين هنا، تعيسات الحظ كتير

"ثم تركهما وذهب، نظر مازن إلى زياد وقال"
- هو يقصد إيه؟ هو احنا واقعين كده؟

"هز زياد رأسه نفياً ثم قال"
- سيبك منه، أنا هثبتلك إننا مطمع دلوقتي حالاً، تعالى معايا!

"تقدما سوياً ناحية فتاتين تقفان بمفردهما أيضاً، ابتسم زياد قائلاً"
- أهلاً! تبع العريس ولا العروسة؟

"قالت إحدى الفتاتين"
- هما مش عيلة واحدة؟
"قال زياد مادحاً ذكاءها"
- برافو عليكي! ده كان فخ

"ثم مده مصافحاً ليقول"
- زياد!

"ابتسمت الفتاة قائلة"
- غادة

"مد مازن يده تجاه الفتاة الأخرى ليقول"
- مازن

"ابتسمت الفتاة الأخرى لتقول"
- رغدة

"لم يستطع مازن كبت مزحته فقال"
- رغدة؟! اسمك كابوس لواحد ألدغ في الراء

"نظرت له الفتاتان شذراً ثم تركتاهما لينظر له زياد في ضيق، قال مازن"
- كريم معاه حق، أنا واقع

"جاءت فرح وفريدة لهما لتقول فرح في ضيق"
- ايه اللي عملته ده يا مازن؟ كابوس لواحد ألدغ في الراء؟ بجد؟

"ابتسم مازن في سعادة قائلاً"
- بذمتك مش حلوة؟

"ضحكت فريدة رغماً عنها لتنظر لها فرح شذراً فتقول فريدة مدافعة"
- إيه؟ ما هي حلوة بجد

"نظر مازن إلى فريدة وقال"
- أنتِ اللي سانداني في العيلة دي يا فِري! تعالي نرقص
"ثم أخذها وذهب لتبقى فرح مع زياد، قالت فرح"
- لازم تتعلموا تمسكوا لسانكم مع البنات شوية، كده مافيش واحدة هتبصلكم

"قال زياد فجأة بابتسامة عريضة"
- إيه الحلاوة دي كلها بس!

"اختفى الضيق من وجه فرح في لحظة قبل أن تلف حول نفسها كراقصات الباليه، التي هي واحدة منهن، وتقول"
- بجد يا زيزو؟

"قال مؤكداً"
- قمر، أحلى باليرينا في الدنيا

"ثم مد لها ذراعه وقال"
- يلا نرقص

****

"وفي ركن من الأركان، كان آدم، الابن الأكبر لرامي وشمس، يتوقف مع إيميليا، ويدور بينهما هذا الحديث بالإنجليزية، ابتسم آدم قائلاً"
- ما رأيك؟ هل يعجبكِ الحفل؟

"ابتسمت قائلة"
- إنه رائع

"ثم صمتت للحظات قبل أن تقول"
- آدم! عليّ العودة إلى إنجلترا غداً

"رد آدم مستنكراً"
- ماذا؟ ولكنكِ قد قلتِ إنك ستظلين لآخر الأسبوع كي نعود معاً
"اومأت قائلة"
- أعلم، حبيبي! ولكن يتوجب عليّ العودة، إنه عملي

"ثم قالت وقد وضعت يديها على كتفيه لتقول"
- وسانتظرك بكل شوق في آخر الأسبوع

"ابتسم قائلاً"
- هل نرقص؟
"ابتسمت قائلة"
- بالطبع

****

"كانت رقية تقف بمفردها قبل أن تشعر بنقرة إصبع خفيفة على كتفها لتلتفت خلفها وتقول في سعادة"
- عمر!

"تعانقا لتقول في سعادة"
- مبسوطة أوي إنك قدرت تيجي

"ابتسم عمر قائلاً"
- عرفت اهرب من الشغل بمعجزة

"ثم قال مشيراً ناحية أدهم وشمس"
- شكلهم مبسوطين

"ضحكت قائلة"
- أنت بتقول فيها؟ أدهم كان هيجراله حاجة لو ماكانوش اتجوزوا السنة دي

"ضحك معها لتمسك هي بيده وتقول بابتسامة"
- تعالى نرقص!

"وأثناء الرقص، قالت"
- بكرة مش هروح الشركة، هنقضي اليوم سوى، تحب نعمل إيه؟

"نظر لها دون رد فقالت في حذر"
- مالك؟ اوعى يكون اللي في بالي

"اومأ برأسه قائلاً"
- غصب عني، قلتلك بالعافية قدرت اجي دلوقتي

"قالت رقية معاتبة"
- احنا بقالنا كتير ماشفناش بعض، أنا بقيت اشوفك بالصدفة

"قال محاولاً ترضيتها"
- ماتزعليش، الفترة دي تعدي بس وبعد كده هكون معاكي اكتر

"ظل وجهها حزيناً ليقول هو"
- احنا هنقضي الكام ساعة دول في زعل؟ مش هتقوليلي ايه الفستان الحلو ده؟!

"وكزته في كتفه بهدوء قائلة"
- أنت فاكرني زي فرح هتضحك عليا بكلمتين ولا ايه؟

"ضحك ثم قال"
- أنتِ النهاردة أحلى من فرح، ومن شمس، ومنهم كلهم

"ابتسمت قائلة"
- ماشي، هصدقك

"ثم سألته قائلة"
- جعان، صح؟

"قال فوراً"
- أوي

"ضحكت قليلاً ثم قالت"
- تعالى معايا البوفيه قبل ما يفتح، وتحكيلي آخر مغامراتك

****

"بعد أن انتهت فرح من رقصتها مع زياد، خرجت من القاعة كي تتحدث في الهاتف مع صديقتها التي أخبرتها بأنها تائهة ولا تستطيع إيجاد الفندق.
أخذت تصف لها الطريق ثم أنهت المكالمة لتعاود الدخول إلى القاعة قبل أن يوقفها أحدهم"
- لو سمحتي!

"التفتت إلى صاحب الصوت لتجد شاباً بدى في أواخر العشرينات يرتدي بذلة أنيقة، توقفت مكانها ليتقدم ناحيتها ويقول بابتسامة"
- مساء الخير! أنا اسمي علي... أنا مدير الشركة المسئولة عن تنظيم الفرح

"صافحته فرح بابتسامة قائلة"
- آه أهلاً وسهلاً! الفرح يجنن، وكل حاجة مظبوطة، برافو عليكم!

"ابتسم علي قائلاً"
- شكراً
"ثم اتبع متسائلاً"
- حضرتك تبقي أخت العروسة؟

"هزت رأسها نفياً لتقول بابتسامة"
- أنا أخت العريس وبنت عم العروسة

"ثم صمتت للحظة وقالت بعد تفكير"
- تقدر تقول اختها برضو

"ثم ضحكا قبل أن يقول علي بابتسامة لطيفة"
- في الحقيقة أنا كنت حابب اتعرف عليكي

"نظرت له فرح في دهشة ليتبع"
- طبعاً لو ماكنتيش مرتبطة

"ابتسمت فرح قائلة"
- بس أنت حتى ماتعرفش اسمي

"قال فوراً"
- فرح! سمعت اصحابك وهما بيندهولك من شوية

"هزت فرح رأسها بابتسامة خجلة دون رد، قال"
- إيه رأيك؟

"ظلت صامتة قبل أن تقول"
- ماشي، ممكن نتقابل آخر الأسبوع في النادي اللي جنب الفندق ده، عارفه؟

"اومأ قائلاً"
- أكيد

"ثم تبادلا أرقام الهواتف ليقول هو بابتسامة"
- هكلمك قريب

"هزت رأسها إيجاباً ثم قالت بابتسامة رقيقة"
- اتفقنا

"وعندما رحل، ظلت في مكانها قبل أن تنتفض مكانها عندما أمسك بها كريم فجأة قائلاً"
- سرحانة في إيه يا باليرينا؟

"قالت فرح وهي تضع يدها على قلبها"
- اخس عليك يا كوكي! خضتني
"ابتسم كريم في مكر قائلاً"
- مين القط اللي كان بيكلمك؟

"ضحكت فرح ثم قالت"
- القط؟ ده يبقى مدير الشركة المسئولة عن تنظيم الفرح

"ضم كريم حاجبيه قائلاً"
- قلتيله إن الرز ناقص ملح؟
"عادت لتضحك ليقول هو"
- كنتم بتتكلموا في ايه؟

"قالت فرح في خجل"
- كان عايز يتعرف عليا

"قال كريم في دهشة"
- ايه ده؟ ازاي يعمل كده؟

"قالت فرح متسائلة"
- وفيها إيه؟

"سألها كريم"
- وأنتِ قلتيله إيه؟

"ردت قائلة"
- هقابله آخر الأسبوع

"قال كريم فوراً"
- هاجي معاكم

"قالت فرح في دهشة"
- بتقول إيه يا كريم؟

"رفع كريم كتفيه قائلاً"
- مش جايز يطلع متحرش؟ لازم أكون موجود عشان اضربه
"ضحكت فرح ثانية لتقول"
- إيه الكلام ده بس؟! وبعدين أنا هقابله في النادي اللي بنروحه

"ثم قالت محذرة إياه"
- بس ماتقولش لحد، ماشي؟

"ابتسم كريم قائلاً"
- رايحة تقابليه في النادي اللي احنا وولاد عمك بنروحه ومش عايزة حد يعرف؟ أنتِ لو قاصدة تفضحي نفسك مش هتعملي كده

"قالت فرح في ضيق"
- فضيحة إيه؟! أنا مابعملش حاجة غلط، وبعدين هو لو ماكانش شكله محترم ماكنتش هقابله، ولو طلع مش كويس فأنا مش هشوفه تاني، تمام كده؟

"رد قائلاً"
- ماشي

"ثم اتبع قائلاً"
- بقولك إيه؟ صحبتك الحلوة أم شعر طويل أوي دي ماجتش ليه؟

"ابتسمت فرح قائلة"
- لارا؟ كانت بتكلمني من شوية عشان تايهة
"قال كريم في دهشة مصطنعة"
- يا خبر! لا ده أنا اجيبها بنفسي

"ضحكت قائلة"
- تحب اعرفك عليها؟

"قال كريم فوراً"
- آه جداً

"ابتسمت فرح قائلة"
- ماشي، اتفقنا

"مرت دقيقتان حتى وجدا صديقتها لارا قد حضرت أخيراً، تقدمت ناحية فرح وعانقتها في سعادة قائلة"
- فروحتي! ألف مبروك!

"قالت فرح بابتسامة كبيرة"
- الله يبارك فيكي يا لولو!
"كان كريم يتابعهما بابتسامة فضولية وقد أعجبته لارا كثيراً، وعندما انتهت الفتاتان من تبادل التحية، التفتت فرح إلى كريم وقالت بابتسامة"
- اعرفك يا لارا! كريم.. أخويا التؤام

"ثم نظرت إلى كريم وقالت"
- ودي لارا اللي أنا حكيتلك عنها يا كريم

"مد كريم يده مصافحاً وقال بابتسامة جذابة"
- فرصة سعيدة يا لارا!

"قالت لارا بابتسامة لطيفة"
- أنا أسعد

"وعندما دخلا إلى القاعة ثانيةً، دعاها كريم إلى الرقص فذهبت معه بكل سرور، وأثناء الرقص، سألها كريم بابتسامة"
- تعرفي؟ أنا كنت لسة بسأل فرح عليكي قبل ما تيجي

"قالت الفتاة بابتسامة مدهوشة"
- بجد؟ يعني تعرفني؟

"قال كريم في ثقة"
- طبعاً!! أنا بعرفك من شعرك الطويل جداً ده

"ضحكت الفتاة في سعادة ليقول متسائلاً"
- هو طبيعي ولا اكستينشن؟

****

"وبعد الزفاف، وصل أدهم وشمس إلى بيت الزوجية الخاص بهما، وهناك، وقبل أن يدخلا سوياً إلى غرفة النوم، والتي لم ترها شمس في آخر فترة لأنه قد أخبرها أنه قد أعد فيها مفاجأة لن تراها إلا في ليلة الزفاف، قال أدهم بابتسامة متحمسة"
- غمضي عينيكي يا شمس!

"أغمضت شمس عينيها ليمسك بيدها ويقودها ناحية الغرفة حتى فتح الباب ليدخلا ويغلقه خلفها، قال"
- فتّحي!

"فتحت شمس عينيها لتتسعا في ذهول وهي ترى الحائط المقابل للسرير وقد طُبِعت عليه جميع لوحاتها التي رسمتها بشكل أنيق ومبهر للغاية خاصة وقد سُلِّطت عليه إضاءة جانبية خفيفة أضافت له سحراً خاصاً.
وعلى الحائط الأيمن للسرير، تم تثبيت جميع الصور التي تجمعهما معاً منذ الصغر وحتى الكبر.
كانت شمس تشاهد كل هذا بعينين دامعتين من السعادة حتى التفتت له وعانقته بشدة قائلة"
- دي أحلى مفاجأة في الدنيا!

"ضمها إليه قائلاً في حنان"
- أنا بحبك يا شمس! ماتتخيليش أنا فرحان النهاردة قد إيه

"نظرت إليه وقالت بابتسامة"
- وأنا كمان بحبك يا أدهم!

****

"وفي صباح اليوم التالي، اجتمعت العائلة الكبيرة على طاولة السفرة لتناول الفطور.
كانت وجوه الصغار عابسة بعض الشيء، سألهم رامز وقد لاحظ ذلك"
- مالكم يا ولاد؟ مكشرين كده ليه؟

"قالت فرح في حزن"
- فرقتنا نقصت اتنين

"ابتسم رامز قائلاً"
- فعلاً؟

"قال زياد بدوره"
- مع الوقت هيفضلوا ينقصوا وأنا ومازن هنبقى لوحدنا

"قال كريم في خبث"
- حلو... مالكوش إلا بعض
"قال مازن مخاطباً زياد في ضيق"
- مبسوط؟ اهو هيفضل يقولها كل شوية

"نظر رامز إلى كريم وقال"
- عيب الكلام ده يا كريم!

"صمت كريم في إحراج بينما اتبع رامز قائلاً بابتسامة ماكرة"
- مش قبل ما يخلصوا جامعتهم
"ضحك الجميع بينما ظل وجها مازن وزياد عابسين، سألت فريدة"
- طيب احنا هنقدر نشوفهم تاني امتى؟

"قالت ندى بابتسامة"
- في أي وقت يا فريدة بعد ما يرجعوا من شهر العسل، هما مش ساكنين بعيد عننا ونقدر نشوف بعض على طول

"قال آدم في تردد"
- بمناسبة السفر، أنا هرجع لندن بكرة

"قالت شمس في دهشة"
- بكرة؟! أنت مش قلت آخر الأسبوع يا آدم؟

"اومأ قائلاً"
- أيوة يا ماما! بس إيميليا لازم ترجع بكرة ضروري، وكانت هتسافر النهاردة بس اتفقنا إنها تستنى ونسافر بكرة سوى

"قالت شمس في ضيق"
- طب ما ترجع لوحدها وأنت تحصلها، أنا مالحقتش اشوفك

"لم يدرِ أدم ماذا يقول، ولكنه قال بابتسامة"
- ماتقلقيش حضرتك! هاجي تاني قريب

"كادت شمس أن تتحدث قبل أن يمسك رامي بيدها ويشد عليها برفق، نظرت له ففهمت أنه سيتحدث معه لاحقاً وليس الآن.
وبعد الفطور، توجه رامي إلى المكتب ومعه آدم، وعندما جلسا، سأله رامي"
- أنت ناوي تستقر هناك يا آدم؟

"رد آدم قائلاً"
- لا، أنا هرجع مصر قريب

"ثم اتبع في تردد"
- أنا بس مستني اتكلم مع إيميليا

"سأله رامي"
- بخصوص إيه؟

"قال آدم في حيرة"
- مش عارف إذا كانت إيميليا هتوافق ترجع مصر معايا ولا لا

"قال رامي في دهشة"
- هتتجوزها؟

"قال آدم في هدوء"
- لسة مافاتحتهاش في الموضوع ده بس... ناوي اعمل كده بعد ما اسافر

"ثم سأل"
- حضرتك ماعندكش مانع؟

"ابتسم رامي قائلاً"
- أنا ماعنديش مانع في أي حاجة تسعدكم يا آدم

"ثم ضحك قائلاً"
- بس شمس أكيد عندها، أنت عارف إنها مابتحبش إيميليا

"ضحك آدم قليلاً ثم قال"
- ماما خايفة إنها تاخدني منكم، بس اعتقد موقفها هيتغير لما تعرف إني عايز اعيش هنا

"اومأ رامي برأسه قائلاً"
- ماتشيلش هم موافقة شمس، هي كمان مش عايزة غير سعادتك، المهم إيميليا توافق تعيش هنا

"ابتسم آدم قائلاً"
- أنا متأكد إنها هتوافق

****

"وبعد أن انتهيا من حديثهما، ذهب رامي إلى الشركة بينما بحث آدم عن والدته فوجدها تجلس في حديقة القصر.
اقترب ناحيتها ثم جلس جوارها، نظرت إليه فابتسم دون كلمة، تلك الابتسامة التي تعلم جيداً أنها ستجعلها تقبل بأي شيء يريده هو.
هو الأقرب إليها، هو نسخة صغيرها الراحل في طفولته، والأقرب لملامح أبيه في شبابه.
لم يكن قرار سفره للدراسة هيناً بالنسبة لها، ولكنها ارتضت ذلك لمصلحته، والآن ها هو يركض خلف شقراء إنجليزية ستأخذه بعيداً عنها إلى الأبد، قال هو"
- عارف إني همشي بدري عن الوقت اللي وعدتك به، بس أنا هرجع تاني قريب

"قالت شمس بنبرة عاتبة"
- من ساعة ما جيت وأنت معاها كل يوم، أنا ماشفتكش ساعة على بعضها

"ابتسم آدم قائلاً"
- إيميليا كانت متحمسة تشوف كل حاجة في مصر، وكان لازم أكون معاها عشان اوديها الأماكن اللي عايزة تشوفها

"ثم رفع حاجبه مشاكساً"
- وبعدين حضرتك كنتي مشغولة مع شمس كمان، صح ولا إيه؟

"ردت قائلة"
- وأهي شمس اتجوزت، والمفروض إن ادامنا اسبوع اشوفك فيه واعرف حكايتك معاها إيه

"صمت آدم للحظات ثم قال"
- أنا قررت اتجوزها

"اندهشت شمس قائلة"
- تتجوزها؟ يعني الموضوع بجد فعلاً؟
"ابتسم آدم قائلاً"
- أنا ماقلتش إني بتسلى معاها، أنا بحبها

"صمتت ثم قالت"
- ورامي رأيه إيه؟

"اومأ آدم قائلاً"
- موافق

"نظرت له في ضيق ثم قالت وقد أشاحت بوجهها"
- طيب كويس، مبروك

"سألها في هدوء"
- طيب ممكن افهم حضرتك معترضة عليها ليه؟

"عادت لتنظر له قائلة"
- مابرتحلهاش يا آدم! ماعرفش ليه... زمان كنت بتريق على تفكير الحموات ده بس دلوقتي غصب عني بحس كده، بحس إنك بتبعد عننا لما بتكون معاها، وبجوازكم أكيد هتفضل في لندن على طول ومش هتيجي

"ضحك آدم ضحكة خفيفة قائلاً"
- حضرتك عارفة كويس إن مافيش أي حاجة تبعدني عن هنا، وإيميليا مش عايزة تبعدني عنكم ولا حاجة، بالعكس هي حبيتكم أوي لما اتعرفت عليكم، وقالت إن حضرتك لطيفة جداً

"ابتسمت شمس ابتسامة مصطنعة ثم قالت"
- هي ألطف

"عاد آدم ليضحك ثم قال مطمئناً"
- أنا هعرض عليها إننا نعيش في مصر لما نتجوز، وأنا حاسس إنها هتوافق

"ظلت شمس صامتة فاتبع"
- بس أنا عايز اتطمن إن حضرتك موافقة عالقرار ده عشان أكون مبسوط بجد

"نظرت له قليلاً ثم قالت"
- وأنا من امتى عارضت حاجة بتسعدكم يا آدم؟ أنا عمري ما هقف قصاد حاجة تسعدك

"ابتسم في سعادة ثم قبّل وجنتها قائلاً"
- ربنا يخليكي ليا يا أحلى شمس في الدنيا
"قالت شمس في ضيق مصطنع"
- هو ده اللي بتعمله أنت ورامي، تضحكوا عليا بكلمتين وتعملوا اللي أنتو عايزينه في الآخر

"ضحك آدم ثم قبّل وجنتها قائلاً"
- أنا لازم اقوم دلوقتي عشان أروح اشوف إيميليا، باي!

"وعندما رحل، ظلت شمس جالسة في مكانها وهي لا تستطيع منع نفسها عن الشعور بالتذمر تجاه هذا القرار، فهذه الفتاة الشقراء تزعجها كثيراً.
لا يمكنها أن تنسى أول يوم رأتها فيه منذ أسبوع عندما جاء بها آدم قبل العُرس كي تتعرف على عائلته."

***

"كانوا جميعاً يجلسون في حديقة القصر في انتظار أدهم الذي ذهب إلى المطار كي يحضر آدم وصديقته الإنجليزية إيميليا، والتي أخبرهم بمجيئها معه مسبقاً، ليجدوه قد حضر أخيراً ومعه فتاة خارقة الجمال جعلت كريم يقول بابتسامة مذهولة"
- واااو! دي فظيعة

"قال رامز في حزم"
- كريم!! احترم نفسك

"سكت كريم بينما اقترب رامز من رامي هامساً"
- ابنك ذوقه حلو وهيعملنا مشاكل

"أما عن ندى وشمس، فقد كانتا متفاجئتين مما تريان، فالفتاة كانت جميلة بشكل مبالغ به.
وصل آدم إليهم ليعانقه رامي بابتسامة كبيرة قائلاً"
- حمد لله عالسلامة يا آدم!

"ابتسم آدم قائلاً"
- الله يسلمك يا بابا!

"التفت آدم إلى إيميليا وقال بابتسامة"
- أحب أعرفكم... إيميليا!

"ثم نظر إلى إيميليا وقال بابتسامة"
_ عزيزتي! أعرفك بوالدي... السيد رامي الراوي

"وكانت المفاجأة أن اقتربت إيميليا من رامي مقبَّلة وجنته لتقول بعدها بابتسامة جذابة تحت عيني شمس المتسعتين في ذهول"
- يسرني لقاؤك، سيد رامي! لقد حكى آدم لي عنك كثيراً، وأخيراً قد عرفت من أين ورث جاذبيته وعينيه الرماديتين الجميلتين.

"كانت شمس تراقبها وهي تحاول التحلي بمظهر السيدة المتحضرة، بينما كانت تجاهد نفسها حتى لا تنقض عليها، ابتسم رامي لها قائلاً"
- أشكركِ ايميليا!

"ولكن ايميليا لم تتوقف بل اتبعت"
- ولكنك تبدو أصغر من عمرك كثيراً، للحظة ظننت أنك أخُ آدم الكبير

"هنا تدخلت شمس عندما مدت يدها مصافحة لتقول بابتسامة كبيرة قائلة"
- شمس... زوجة أخُ آدم الكبير

"كبت الجميع ضحكاتهم بينما ابتسمت ايميليا قائلة"
- سررت بلقائكِ، سيدة شمس! لقد حكى لي آدم عنكِ أيضاً

"ضحكت شمس ضحكة خفيفة لتقول"
- متأكدة من أنه لم يحكِ عني بقدر ما حكى عن أخيه الكبير

"ثم اتبعت قائلة"
- أهلاً بكِ في منزلنا

"أكمل آدم تعريفه بالعائلة فعرفها برامز قائلاً"
- وهذا عمي... السيد رامز الراوي

"صافحته إيميليا قائلة"
- تشرفت بلقائك، سيد رامز!

"ثم ضحكت قائلة"
- من الواضح أن جميع أفراد هذه العائلة يتمتعون بأعين جذابة للغاية
"ابتسم رامز ابتسامته المغازلة قائلاً"
- بالتأكيد ليست بجاذبية عينيكِ، عزيزتي!

"ضحكت إيميليا في خجل، بينما رفعت ندى حاجبها في تحفز لتهمس لها شمس قائلة"
- بتوجع، صح؟

"أكمل آدم تعريفها بالجميع، ثم تقدموا إلى داخل القصر سوياً، بينما ظلت شمس وندى في الخلف، قالت ندى في ضيق"
- شفتي رد عليها قال إيه؟ بيعاكسوا بعض ادامي

"قالت شمس في غيظ"
- افتكرتك أخو آدم الكبير... مقصوفة الرقبة!

"وفي الداخل، أخذت شمس آدم بعيداً عنهم وقالت بابتسامة"
- آدم حبيبي! أنت عارف ماما بتحبك قد إيه، صح؟
"ابتسم آدم قائلاً"
- أكيد يا ماما!

"اتبعت شمس بنفس الابتسامة"
- وعشان أنا بحبك هستحمل جينيفر لورانس اللي أنت جاي بيها دي، بس إذا شفتها واقفة جنب أخوك الكبير هقتلها وهقتلك وهقتله هو كمان، اتفقنا؟

"ارتفع حاجبا آدم في دهشة ثم قال"
- ماما هي ماكانتش تقصد حاجة، دي مجاملة عادية

"ردت شمس قائلة"
- ممكن تجامل عمك رامز، هو مبسوط بيها عموماً بس جوزي لا معلش

"ثم احتضنته قائلة في حنان مفاجئ بعد ما صدمته به"
- حمد لله عالسلامة يا حبيبي!

***

"والآن، وقد حان وقت الرحيل، أحضر آدم إيميليا إلى المنزل كي تقوم بتوديع العائلة قبل السفر.
ودعت الجميع حتى وصلت إلى رامي وقالت بابتسامة"
- وداعاً، عمو!

"ابتسم رامي قائلاً"
- سررنا بزيارتكِ كثيراً، سننتظركِ مجدداً

"ابتسمت إيميليا قائلة"
- بالتأكيد

"ثم تعانقا للحظات وقبّلت وجنته تحت أنظار شمس التي كان وجهها لا ينبئ بخير إن استمرت فيما تفعله.
جاء دور رامز، الذي بالفعل قد رفع الألقاب وطلب منها مناداته "رامز" فقط وأصبح يناديها "إيمي."
كل ذلك دون معرفة ندى، التي لو علمت ذلك من قبل لجعلته ينام في غرفة أخرى لأسبوع كامل، كما أنه كان أكثر من أحبته في العائلة فقد كان ظريفاً للغاية معها، لذلك ابتسمت له في مرح قائلة"
- رامز!

"عانقها رامز قائلاً بابتسامة"
- سنشتاق لكِ كثيراً، إيمي!

"قالت إيميليا بلطف"
- وأنا أيضاً، رامز!

"ثم غمزت في مرح قائلة"
- خصوصاً الخبير المتخصص

"ضحكا سوياً بينما اتسعت عينا ندى في صدمة ولكنها استطاعت كبت غضبها لتفجره لاحقاً.
اقتربت شمس من آدم معانقة إياه لتهمس في أذنه قائلة"
- يا ريت تتجوزها هناك في لندن، لو جت تاني في ناس هتتطلق هنا... ماتشردش تسع عيال

"ثم قبّلت وجنته قائلة"
- توصلوا بالسلامة يا حبيبي!
"كالعادة، كان آدم مدهوشاً مما يحدث ولكنه ابتسم قائلاً"
- الله يسلمك يا ماما

"وعندما رحلا، نظرت كل من ندى وشمس إلى رامز ورامي في غضب ثم تركتاهما وتوجهتا إلى الداخل."

***

"في المساء، كان الجميع يجلسون سوياً ويتحدثون عن آدم وإيميليا عندما قال كريم متعمداً إشعال الأجواء"
- بس خسارة إننا مالحقناش نقعد مع إيميليا ونتعرف عليها أكتر

"قالت ندى في ضيق"
- وتتعرف عليها أكتر ليه؟ ما كفاية خطيبها يعرفها

"ثم نظرت إلى رامز شذراً وقالت"
- الله أعلم لو كانت قعدت أكتر من كده كان مين اللي خطبها

"سأل رامز في براءة مصطنعة"
- تقصدي مين يا ندى؟

"ضيقت ندى عينيها قائلة"
- والله؟ الخبير المتخصص مابقاش يفهم قصدي دلوقتي؟

"ألقى رامز الكرة في ملعب أخيه قائلاً"
- اشمعنا أنا؟ ما هي اتكلمت مع رامي كمان، ولا هو مش حماها؟

"هنا ردت شمس قائلة بنفس الضيق"
- بس ماتقولش حماها لا تكبره
"ثم نظرت إلى رامي واتبعت"
- يا أخو آدم الكبير

"قالت ندى متذمرة"
- دي بتقولك يا رامز حاف كده... ده أنا ماقولتهاش غير بعد تالت مرة نتقابل

"قال رامز في خبث"
- أنتِ اللي متأخرة
"كان الأولاد يراقبون ما يحدث ليسأل كريم"
- إيه موضوع الخبير المتخصص ده يا ندى؟

"ردت ندى في ضيق"
- ده موضوع طويل أوي يا حبيبي! بس اتطمن أنت بدأت فيه بنفسك

"ثم عادت تنظر لرامز قائلة"
- ولا احكيله؟
"ابتسم رامز في ثقة"
- وماله؟ قوليله برضو إن الخبير المتخصص ده هو اللي جاب رجلك

"قال فريدة في فضول"
- ازاي اتعرفتوا يا بابي؟

"قال رامز في غرور"
- اتقابلنا مرة ومن ساعتها وهي كانت بتجري ورايا في كل مكان لغاية ما وافقت اتجوزها

"اتسعت عينا ندى في صدمة لتقول شمس محاولة شد أزرها"
- بيحاول يستفزك ماتمشيش وراه

"ابتسم رامي قائلاً"
- انتو غيرانين من خطيبة ابني وابن اخو رامز؟ ده اسمه كلام؟

"قالت شمس في غيظ"
- وخطيبة ابنك وابن اخوك تتغزل في عينيكم ليه؟ هي مالها أساساً؟!

"قال زياد مدافعاً"
- هو في حد ماعلقش عالموضوع ده مع أي حد فينا؟ دي لو ماعلقتش تبقى مابتشوفش

"أشار رامز ناحية زياد مخاطباً شمس وندى"
- سمعتوا؟ طبيعي اهو

"قالت فرح بابتسامة"
- ماتزعليش يا مامي! كلنا عارفين مين اللي في القلب
"صمتت ندى ثم قالت بوجه عابس"
- هسأل سؤال أخير وبعدها مش هزعل

" ثم اتبعت"
- أنا أحلى ولا إيميليا؟

"هنا اتسعت أعين الصغار في ترقب وهم يدركون مدى صعوبة الموقف على والدهم الآن، ولكن الخبير المتخصص كان يعلم المخرج جيداً عندما قال بابتسامة ذات مغزى"
- خامس مشكلة للستات يا ندى!... بيسألوا أسئلة مالهاش أي هدف غير إنها تكبر المشكلة وبس، يعني لو الرد كان أنتِ، هتقولي كداب، ولو قلت هي هبقى مش مخلص، وفي الحالتين المشكلة هتكمل

"كان الضيق ظاهراً على وجه ندى التي كانت تنتظر انتهاء حديثه الفلسفي هذا الذي يجعلها تكره
حقيقة أنه يفهم طبيعتها ربما أكثر منها، ولأنه يفهمها حقاً، اتبع قائلاً"
- المقارنة أساساً ظالمة ليكم انتو الاتنين لأن لو هنتكلم عن الشكل فأنتو الاتنين حلوين، لكن لو هنتكلم عن الروح، فأنا شايف إن في حاجات كتير بتميزك عنها زي خفة الدم، طريقتك في التعبير عن الغيرة، أراهن لو إيميليا تعرف تعمل مشكلة ويفضل دمها خفيف زيك كده

"بدأ الخجل والتوتر يتسلل بين ملامح الضيق التي تكسو وجهها ليكمل هو حديثه قائلاً"
- غير إن جمال إيميليا يوجع العين... عامل دوشة كده

"ثم أنهى حديثه بغمزة ماكرة قائلاً"
- إنما أنتِ جمالك هادي... كل ما نبصله نلاقي حاجة جديدة ويعجبنا أكتر

"هنا انطلق صفير الأولاد عالياً وهم يصفقون بانبهار بينما ذاب كل الضيق وحل محله خجل وسعادة مفاجأة على وجه ندى، قال كريم بانبهار"
- أستاااااذ ورئيس قسم

"ابتسم رامز في ثقة"
- دي حاجة بسيطة يا كريم!

"قالت فرح في فضول"
- طب دي المشكلة الخامسة للستات، الأربعة التانيين إيه يا بابي؟

"رد رامز قائلاً"
- السؤال ده ليكم انتو، تفتكروا إيه أول أربع مشاكل للستات؟

"قال كريم فوراً"
- بيتعصبوا من اللي مش بيفهمهم بس لو فهمهم يبقى أكيد بتاع بنات

"قالت ندى بانبهار"
- برافو! دي واحدة من الإجابات النموذجية

"قال مازن من بعده"
- رغايين!!

"قالت فريدة ساخرة"
- اكتر منك؟ ماعتقدش

"ضحكوا جميعاً لتقول رقية"
- في بنات بتحب تعيط كتير

"عادت فريدة لتقول"
- آه زي فرح كده

"نظرت لها فرح في صدمة لتقول"
- يا سلام؟! وأنتِ يعني مش بتعيطي؟

"قالت فريدة في ثقة"
- أنا بفتكر كل حاجة مضايقاني عشان أعيط مرة واحدة

"قالت شمس وقد ذكرتها تلك الجملة بحوار قديم بينها وبين رامي"
- برافو! دي برضو واحدة من الإجابات النموذجية

"قال زياد بعد تفكير"
- لما بيتكلموا عن حد بيبصوله، مش عارف ليه بيحبوا يفضحوا نفسهم

"أشاد رامز بإجاباتهم قائلاً"
- برافو عليكم! كل ده صح، أنا كده اتطمنت إن خبرة حياتي هتستمر
"ولكن مازن عاد لبداية الحديث وسأل أباه، الذي كان صامتاً يراقب حديثهم ويبتسم دون كلمة"
- طيب ماعرفناش رأي بابا... ماما أحلى ولا إيميليا؟

"قالت شمس مخاطبة مازن"
- ده سؤال حلو... شكراً، ميزو!

"نظروا جميعاً إلى رامي الذي ابتسم قائلاً دون تردد"
- مافيش أجمل من شمس.

"عاد الصفير والتصفيق عالياً كالمرة الأولى، وابتسمت شمس دون كلمة وهي تصدقه تماماً، فهذا أحد الأشياء التي تعشقها به... أنه قليل الحديث، ولكن إن تحدث، صدق."

****

"وعندما حان وقت النوم، وأثناء ما كان رامي وشمس في غرفتهما، سألها رامي"
- لسة زعلانة يا شمس؟

"ضحكت شمس لتقول"
- هو بعد اللي قلته من شوية أقدر ازعل برضو؟

"ابتسم فاتبعت في عصبية مفاجئة"
- بس ده مايمنعش إنها لو حاولت تجاملك تاني فأنا هخنقها

"ضحك رامي قائلاً"
- ماتخافيش، هي فهمت ده كويس من أول زيارة

"ثم اتبع بابتسامة"
- أنا يمكن مش شاطر في الكلام أوي زي رامز... بس أنا عارف إنك فاهمة كل حاجة من غير ما اتكلم

"ابتسمت قائلة"
- فاهمة... ودي أكتر حاجة بحبها فيك

"ابتسم فاتبعت في تردد"
- بس يا رامي أنا مش مقتنعة بفكرة جواز آدم منها

"سألها قائلاً"
- بسبب طريقتها دي؟

"هزت رأسها في نفي قائلة"
- لا مش كده، بس يعني... كان نفسي إنه يتجوز واحدة شبه عيلتنا دي كده... واحدة نحس إنها منا... مهما كانت إيميليا ظريفة ولطيفة بس مش شبهنا يا رامي! يعني عارف؟ مش متخيلاها في قعدة زي اللي كنا قاعدينها من شوية مثلاً

"اومأ برأسه قائلاً"
- بس أنا حاسس إنهم مبسوطين مع بعض، ممكن ماتكونش شبهنا بس كفاية إن هو بيحبها ومبسوطين

"ابتسمت قائلة"
- أنت أب ديمقراطي زيادة

"قال متعجباً"
- بجد؟ أنا كنت فاكر إن رامز ديمقراطي أكتر

"ضحكت قائلة"
- رامز مش ديمقراطي... رامز لارچ

"ضحكا سوياً قبل أن يقول رامي"
- لازم نديلهم المساحة يا شمس! مش عايزين نعيد غلطات زمان

"ربتت على يده بابتسامة قائلة"
- عارفة، وعارفة كمان إنهم هيعرفوا يختاروا صح

***

انتهى الفصل



روابط الفصول

الفصل 1 .. اعلاه
الفصول 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9 .. بالأسفل

الفصول 10, 11, 12, 13, 14, نفس الصفحة
الفصل 15, 16 نفس الصفحة
الفصول 17, 18, 19, 20, 21, 22, 23, 24, 25 نفس الصفحة
الفصول 26, 27, 28, 29, 30, 31 ,32 الأخير نفس الصفحة










دانه عبد likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 30-09-22 الساعة 01:59 AM
روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-22, 02:06 AM   #2

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة.. مبارك افتتاح روايتك الجديدة ..

رجاءً ادخلي الرسائل الخاصة تم ارسال رسالة لك من كم يوم بانتظار ردك عليها

دانه عبد likes this.

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 17-06-22, 10:50 PM   #3

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي ما بعد الضجيج-نور محمد

الفصل الثاني

"في اليوم التالي، كان مازن في صالة الاسكواش يقوم بتمريناته المعتادة مع مدربه الخاص، فبعد أن فاز ببطولة العالم للاسكواش للمرة الثالثة على التوالي، ها هو يستعد للربح في المرة الرابعة.
كان يلعب في حماس وسعادة فالاسكواش هو هوايته المفضلة قبل أن تكون رياضة يحترفها.
إنه حتى لا يعتقد أن هناك شيء يمكنه أن ينجح فيه غير هذه الرياضة.
حتى عندما دخل كلية الهندسة مثل جده وأبيه وعمه وأخيه الأكبر وأبناء عمه، لم يخترها لأنه يرى نفسه مهندساً عظيماً في المستقبل مثل والده بل لأنه لم يكن يعلم تحديداً ما يريده.
لذا اختار قسم العمارة كي يقوم بعمل التصاميم فحسب، ومع ذلك، لم يكن يذهب إلى الكلية إلا نادراً، وفي كل عام، ينجح بمساعدة أبيه الذي كان يعرف الأساتذة.
انتهى التمرين ليثني عليه المدرب قائلاً"
- براڤو يا مازن! أنت كويس جداً النهاردة

"ثم اتبع قائلاً"
- أنا كنت فاكرك هتيجي مكسل بعد الفرح

"رد مازن قائلاً بحماس"
- حتى لو مكسل يا كابتن! أنا باجي هنا علشان افوق ويرجعلي نشاطي

"ابتسم المدرب قائلاً"
- طيب يا سيدي! اشوفك الأسبوع الجاي بقى بنفس الحماس ده

"رحل المدرب ليجمع مازن أغراضه ليرحل هو الآخر قبل أن تأتي إليه فتاة ما وتقول"
- مازن!

"التفت لها لتتبع بابتسامة مرتبكة"
- ازيك؟ أنا آسيا

"صافحها قائلاً بابتسامة مجاملة"
- أهلاً يا آسيا!

"ثم اتبع متسائلاً"
- هو احنا اتقابلنا قبل كده؟

"ردت قائلة"
- في الجامعة... أنا معاك في الجامعة بس في كلية تانية... computer science

"أومأ برأسه قبل أن يقول بابتسامة مرحة"
- أنا آسف بس أنا مش بروح الجامعة غير في المناسبات

"ضحكت ثم قالت"
- عارفة، أنا بشوفك في النادي اكتر فعلاً
"ثم اتبعت وهي تشير ناحية ملعب الاسكواش"
- على فكرة أنت بتلعب اسكواش حلو... شاطر يعني

"أومأ برأسه قائلاً بابتسامة"
- شكراً يا آسيا!

"ثم حمل حقيبته وقال مودعاً"
- بعد إذنك لازم امشي، باي!

"ثم رحل تاركاً إياها متوقفة في مكانها وقد ارتفعت يدها ملوحة هامسة"
- باي!

****

"في مكان آخر بالنادي، كان كريم يجلس مع لارا بعد أن اتفقا ليلة أمس أن يتقابلا في أول موعد لهما حتى يتعرفا على بعضهما البعض.
كانت لارا سعيدة للغاية لأنها حظيت باهتمامه خاصة وهي تعلم أنه محط أنظار فتيات كثيرات وأن حياته مليئة بهن.
لذا، كان من الرائع أن يعجب بها ويهتم بالتعرف عليها.
أما هو، فقد شعر بأنه مخطئ بشأنها من الموعد الأول.
كانت تتحدث بابتسامة واسعة لتقول"
- عارف؟ فرح بتحكي عنك على طول

"سألها قائلاً"
- وبتقول إيه بقى؟

"ابتسمت قائلة"
- بتقول إنك حد جميل ودمه خفيف أوي

"ابتسم قائلاً"
- وأنتِ شايفة إيه؟

"ألجم الخجل لسانها فقالت"
- أنا شايفة... إن... معاها حق

"اتسعت ابتسامته ليقول"
- جميلة أنتِ يا لارا!
"مر الوقت وهما يتحدثان حتى جاء موعد الرحيل لتقول لارا"
- هنتكلم ونتقابل تاني، صح؟

"ابتسم في هدوء قائلاً"
- اكيد

"وعندما رحلت، جاء مازن إليه ليقول"
- أنت هنا من بدري؟

"رد كريم قائلاً"
- يعني... مش أوي

"جلس مازن أمامه ليقول مشيراً برأسه ناحية لارا التي كانت قد ابتعدت بالفعل"
- إيه الحوار؟

"ابتسم كريم قائلاً"
- دي لارا صاحبة فرح، كانت عاجباني وكنت عايز اتعرف عليها، والمفروض إن ده أول date لينا وخلص

"سأله مازن قائلاً"
- طب وإيه؟

"أجابه قائلاً"
- للأسف... طلعت out

"سأل مازن متعجباً"
- ليه؟ دي حلوة أوي

"أومأ كريم برأسه مؤكداً ليقول"
- هي حلوة فعلاً، بس مملة... يعني جمالها مالوش لازمة

"عاد ليسأله"
- طب وهتقولها ازاي إنها مملة؟

"هز كريم كتفيه قائلاً"
- مش هقولها طبعاً... مش هكلمها أصلاً

"قال مازن في دهشة"
- بجد؟ عادي كده؟

"سأله كريم"
- هو أنت لو واحدة ماعجبتكش بتقولها أنتِ مش عاجباني وهسيبك؟

"صمت مازن يفكر قبل أن يقول"
- ماحصلش قبل كده لأني مارتبطتش أصلاً

"ارتفع حاجبا كريم في ذهول ليقول"
- نعم؟ أنت لغاية دلوقتي لسة مافيش واحدة في حياتك؟

"قال مازن بلا مبالاة"
- عادي يعني... ماحصلش، أنا أصلاً ماعنديش دماغ للحاجات دي، أنا حلو كده

"لم يجد كريم ما يرد به وساد الصمت قبل أن يسأله مازن فجأة"
- هو أنا هموت لوحدي؟
"قال كريم فوراً"
- لا أوعى تقول كده، أنت بس مستني الفرصة المناسبة... حقك

"ثم اتبع"
- أكيد لو جاتلك فرصة تكلم أي واحدة ممكن تدي لنفسك فرصة تتعرفوا

"صمت مازن للحظات قبل أن يقول"
- ما هو ده حصل من شوية، في بنت جاتلي وعرفتني بنفسها وكانت عايزة تكلمني

"قال كريم في حماس"
- اهو شفت... وعملت إيه؟

"قال مازن محبِطاً حماسه"
- قلتلها إني لازم امشي... ومشيت

"صمت كريم قليلاً قبل أن يقول"
- مشيت؟

"اومأ مازن قائلاً"
- مشيت

"ساد صمت مربك قبل أن يقول كريم بابتسامة مجاملة"
- مستقبلك العاطفي مشرق يا مازن... اتطمن!
***

"أما زياد، فقد قرر أن يذهب إلى الجامعة للمرة الأولى لهذا العام.
فبعد أن اختار أن يدخل كلية الهندسة منذ أربعة أعوام متأثراً بأغلب العائلة وبرغبته في الالتحاق بنفس الكلية التي اختارها مازن كي لا يفترقا، لم يعد كليهما يهتم كثيراً بالحضور أو حتى المذاكرة فنجاحهما في كل عام مرهون بعدة اتصالات من والديهما كي ينجحا وينتقلا إلى العام التالي دون أن تكون لديهما فكرة حتى عن أسماء الأساتذة الذين يقومون بالتدريس هناك.
بعد أن انتهت المحاضرة، وبمجرد أن مر زياد إلى جوار المحاضر، أوقفه قائلاً"
- أهلاً! ازيك يا زياد؟

"قال زياد بابتسامة"
- تمام يا دكتور!

"قال المحاضر متسائلاً"
- بقالك مدة ماجيتش، لعل المانع خير

"قال زياد مراوغاً"
- خير إن شاء الله، اخويا كان بيتجوز

"رفع المحاضر حاجبه غير مصدقاً ثم قال"
- أدهم؟ اللي أنا حضرت فرحه؟ بس ده من يومين، أنت بقالك ترم بحاله مابتجيش

"صمت زياد فجأة ولم يعرف ماذا يقول، قال المحاضر"
- عارف يا زياد؟ أنت لازم تحمد ربنا كل يوم على وجود بابا، عارف ليه؟

"أجابه زياد"
- عشان طيب؟

"هز المحاضر رأسه في نفي قائلاً"
- لا، عشان من غيره كان زمانك لسة في سنة أولى لغاية دلوقتي

"اومأ زياد قائلاً"
- صح... الحمد لله فعلاً

"سأله المحاضر قائلاً"
- هنشوفك بكرة إن شاء الله؟

"قال زياد مشاكساً"
- اخاف تزهقوا مني

"ابتسم المحاضر قائلاً"
- لا ماتخافش... هتنورنا

"اتبع زياد مشاكساً"
- خلاص هاجي اسلم كده

"صمت المحاضر للحظات ثم قال"
- امشي يا زياد

"لوح له زياد قائلاً وهو يغادر"
- من عينيا... باي باي!

***

"أما فريدة، فقد كانت في منطقة نائية في الصحراء مع اثنين من أصدقائها تقوم بالعمل على أحد مشاريعها السينمائية التابعة للمعهد العالي للسينما الملتحقة به.
فقد فاجأتهم جميعاً منذ عدة سنوات عندما أعلنت رغبتها في أن تصبح مخرجة سينمائية، وتريد الالتحاق بالمعهد، ومع حماسها وشغفها بالفكرة، ورغبة والديها في أن تفعل ما تحبه، وافقا على ذلك.
وبالفعل، أثبتت فريدة أن لديها موهبة في هذا المجال، فمشاريعها التي كانت عبارة عن أفلام قصيرة تقوم بإخراجها بل والتمثيل فيها في بعض الأحيان تنم عن موهبة حقيقية.
كانت تقوم بتصوير المشهد الأخير من فيلمها القصير وكانت تريد مساحة واسعة وخالية وجافة كي تعبر عما تشعره شخصية فيلمها.
مر الوقت حتى انتهت من عملها وانتهى التصوير بنجاح لتصفق في حماس قائلة"
- برافو يا جماعة! هايلين

"تقدمت صديقتها ناحيتها لتقول"
- هتقدري تسوقي لوحدك عالطريق يا فريدة؟ الشمس خلاص بتغيب

"ردت فريدة قائلة في حماس"
- هقدر طبعاً، دي السواقة بالليل متعة

"أخذوا يجمعون أغراضهم قبل أن تجد هي حسن، سائق القصر، وقد أتى إليها. تعجبت من وجوده وتقدمت ناحيته لتقول"
- حسن! أنت بتعمل إيه هنا؟

"أجابها حسن قائلاً"
- رامز بيه قالي آجي اخد حضرتك عشان ماترجعيش بالليل لوحدك المسافة دي كلها

"أشارت إلى سيارتها وقالت"
- طب وعربيتي؟ أكيد مش هسيبها هنا

"ثم اتبعت"
- بص! أنا هركب عربيتي ونرجع سوى ورا بعض، تمام؟

"أومأ حسن قائلاً"
- تحت أمرك يا فندم

"نظرت له فريدة بحاجب مرفوع في ضيق قبل أن تقول"
- حسن! أنا قلت قبل كده بلاش الطريقة دي، تقولي فريدة وبس، سامع؟

"كاد أن ينطق بنفس الرد السابق قبل أن يتوقف ويقول"
- حاضر

"ابتسمت ثم قالت مشيرة ناحية معدات التصوير"
- طيب حيث إنك هنا، ساعدني نشيل الحاجات دي نوديها العربية
"وضعا الأغراض في سيارتها ثم رحلا بعد أن ودّعت فريدة صديقيها اللذين ركبا سيارتهما أيضاً ليرحلا.
وفي الطريق، كانت فريدة مستمتعة للغاية بالقيادة خاصة وقد غابت الشمس بالفعل وحل الليل.
قامت بتشغيل بعض الأغاني المفضلة لها وقامت برفع الصوت ليزداد حماسها وتزيد من سرعتها.
شعر حسن بالقلق ثم زاد من سرعته أيضاً ليصل إليها ويقول من شباك السيارة"
- فريدة!!!

"انتبهت له فريدة فأخفضت صوت المشغل ليتبع"
- ماتزوديش السرعة كده، خلي بالك

"ابتسمت فريدة في تحدٍ قائلة"
- تحب نتسابق؟

"قال فوراً"
- لا طبعاً... كده خطر

"لمعت عيناها في حماس وشيطانية لتقول"
- يبقى أنت خايف اسبقك

"ثم أغلقت زجاج سيارتها وزادت من سرعتها فجأة لتبتعد فوراً فلم يجد بداً من أن يزيد سرعته هو الآخر كي يلحق بها وهو يدعو الله ألا يصيبها مكروه.
وفي خلال ساعة واحدة، كانت فريدة قد وصلت إلى بوابة القصر بينما كان لا يزال هو على بعد أمتار عديدة منها.
قامت بصفّ السيارة لتجده قد وصل أخيراً لتنزل من سيارتها ضاحكة"
- شكلك مابتعرفش تسوق كويس يا حسن!

"نزل من السيارة بعد أن صفّها ليقول وهو يلتقط أنفاسه"
- أنتِ وقعتي قلبي، عارفة كان ممكن يحصل إيه بسبب سرعتك دي؟

"ضحكت قائلة"
- أنت قلبك خفيف

"ثم اتبعت بابتسامة ماكرة"
- شكراً عالتوصيلة، أو أنت اللي المفروض تشكرني إني وصلتك

"ثم تركته كي تدخل القصر بينما ظل هو في مكانه وهو لا يزال لا يصدق ما حدث للتو.
كلما تقدم عمرها، ازدادت حماساً وتهوراً يجعلانه مضطراً لمجاراتها فقط كي يطمئن أنها ستكون بخير، وكان يعلم أنه رغم خوفه، سيظل يحب هذا التهور وهذا الجنون."
***
"وفي المساء، في لندن، كان آدم وإيميليا يجلسان في أحد المطاعم الراقية، ويتحدثان عن عائلته، قالت إيميليا بابتسامة"
- إن عائلتك لطيفة للغاية

"ابتسم آدم قائلاً"
- لطالما شعرت بأنني محظوظ كوني فرداً منهم

"قالت إيميليا في تردد"
- ولكن والدتك لم تحبني، صحيح؟

"سأل متعجباً"
- أمي؟ ما الذي أشعركِ بهذا؟

"أجابته قائلة"
- لا أدري، ولكنها كانت تتصرف بغرابة إن رأتني اتحدث مع والدك

"ضحك آدم ضحكة خفيفة ثم قال"
- إنها تغار فقط

"سألت إيميليا متعجبة"
- مني؟ حقاً؟

"قال آدم مفسراً"
- ما هو اعتيادياً هنا يبدو غريباً هناك، فليس طبيعياً أن تقومي باحتضان رجل ترينه للمرة الأولى وتجاملينه بتلك الطريقة... يمكن أن يتم فهمها على أنها محاولة لمغازلته

"قالت إيميليا في دهشة"
- ولكني لم أقصد ذلك أبداً، آدم!

"أمسك آدم بيدها وقال بابتسامة"
- أعلم، عزيزتي! وصدقيني لا توجد أي مشكلة، كل ما في الأمر أن أمي تحب أبي كثيراً ولهذا شعرت بالغيرة

"سألته قائلة"
- ولكن رامز لم يشعرني بأن تصرفاتي غريبة

"ضحك آدم قائلاً"
- إن رامز دائماً مختلف عن البقية، إنه صديق الصغير قبل الكبير

"ضحكت إيميليا ثم قالت"
- لقد أحببته كثيراً

"ثم اتبعت في مكر"
- ويبدو أن له تاريخ حافل

"ضحكا سوياً ليقول آدم"
- نعم، حياته كانت مليئة بالمغامرات، ولكنه يحب زوجته كثيراً، وهي أيضاً مثل والدتي... تغار جداً

"ابتسمت إيميليا ثم قالت"
- إنه عكس والدك في كل شيء تقريباً، لاحظت أن والدك لا يتحدث كثيراً، يبدو غامضاً

"اومأ برأسه ثم قال"
- هو كذلك، لقد أمضى ثلاثين عاماً من حياته وهو أصم

"قالت في دهشة"
- حقاً؟

"اتبع قائلاً"
- ولكن حتى بعد أن تعافى لا يتحدث كثيراً، طبيعته هادئة وغامضة

"ابتسمت إيميليا قائلة"
- إذاً أنت تشبهه، أنت أيضاً لا تتحدث كثيراً

"ضحك آدم ضحكة خفيفة ثم قال"
- نعم، والدتي دوماً تقول أنني اشبهه... هادئ وغامض

"أمسكت بيده ثم قالت مغازلة"
- وهذا ما يجعلك مثيراً للغاية

"مسح بأصابعه على جانب وجنتها فقالت بابتسامة"
- لما لا نذهب إلى منزلي الآن؟ سيكون أفضل من هنا وأكثر خصوصية

"قال آدم في هدوء"
- تعرفين رأيي في هذا الأمر، إيميليا!

"قالت في حزن"
- لمَ لا، آدم؟ أنا أحبك وأنت كذلك، ما الذي يمنعنا؟

"قال آدم بابتسامة"
- أنا أريد ما هو أكثر من ذلك، أريد أن نعيش سوياً

"قالت في سعادة"
- ستنتقل للعيش معي حقاً؟

"هز رأسه قائلاً"
- ليس بهذا الشكل

"سألت متعجبة"
- بأي شكل إذاً؟

"أخرج آدم من جيبه علبة صغيرة وفتحها تحت أنظارها لترى خاتماً ماسياً رائعاً، نظرت له فابتسم قائلاً في حنان"
- هل تتزوجينني، إيمي؟

"دمعت عيناها في تأثر قبل أن تقول فوراً"
- نعم... نعم، آدم!

"ابتسم آدم في سعادة ثم قام من مكانه واقترب محتضناً إياها وحملها في سعادة وسط تصفيق بقية الجالسين في المطعم."
****
"في مكان آخر، تحديداً بالجزر الفريزية بهولندا، كان أدهم وشمس يجلسان على الشاطئ يراقبان الغروب ليقول أدهم"
- تصدقي إنها كانت فكرة حلوة فعلاً نيجي هنا في شهر العسل؟ لا وجديدة... يعني الناس الطبيعية بتروح روما أو باريس أو برشلونة، إنما احنا لازم نروح حتة ماوردتش في بال حد قبل كده

"نظرت له قائلة"
- أنت بتتريق؟

"رد قائلاً"
- لا أنا بمدح ذوقك المختلف

"قالت متذمرة"
- على فكرة ناس كتير أوي بتيجي هنا لشهر العسل، بص حواليك وهتعرف

"نظر حوله ليجد الفراغ. التفت لها ليقول"
- شمس أنا خايف... مافيش غيرنا هنا

"نظرت حولها لتجد الفراغ أيضاً، قالت متعجبة"
- غريبة! كان في كابل غيرنا من شوية... أكيد طلعوا اوضتهم

"قال غامزاً"
- طب ما نطلع احنا كمان أوضتنا

"هزت رأسها في نفي قائلة"
- لا أنا عايزة اشوف الغروب الأول

"ثم اتبعت"
- وبعدين احنا اتفقنا إننا هنتعشى في أقرب مدينة لهنا

"قال في تعب"
- أنتِ عارفة احنا عملنا كام حاجة النهاردة؟ ماتعبتيش؟

"نظرت له قبل أن تقول"
- أنت هتبدأ بالكسل؟ على فكرة احنا لسة فيها ممكن ارجع مصر عادي

"قال في وجوم"
- وأنتِ هتبدأي بالخناق؟ أنا برضو لسة فيها وممكن اسيبك في الجزيرة دي واهرب عادي

"طالعته قليلاً لتقول"
- بقى كده؟ تهرب؟
"اومأ برأسه مؤكداً دون اهتمام لتقوم هي من مكانها فجأة وتقول"
- وأنا هجري ناحية البحر ده وأغرق، وابقى قولهم قتلتها وجيت

"ثم ركضت ناحية البحر بالفعل ليقفز هو من مكانه ويلحق بها قائلاً بينما يحاول الإمساك بها"
- أنتِ بتعملي إيه يا مجنونة

"توقفا في البحر ليقول محاولاً إرضاءها"
- طيب خلاص هنروح نتعشى برة زي ما أنتِ عايزة

"لتبتسم في خبث قائلة"
- شاطر! لازم تشوف الوش التاني يعني؟

"رفع حاجبه قائلاً"
- وش تاني كمان؟ طيب أنتِ اللي جبتيه لنفسك

"ثم حملها بطريقة جعلت رأسها للأسفل لتصرخ قائلة"
- خلاص يا أدهم عشان خاطري نزلني
"لتجد نفسها تسقط فجأة في الماء عندما فقد هو السيطرة على حملها بعد أن قام قنديل بحري بلسعه في قدمه مما جعله يصرخ في ألم قائلاً"
- أنا اتلسعت، في حاجة لسعتني في رجلي

"لينظر أسفل قدمه ليجد قنديلاً بالفعل، أما هي فقد استطاعت النهوض أخيراً بعد أن تم إلقائها في الماء ككرة بلاستيكية دون اكتراث لتقول في ضيق"
- تستاهل! في حد يرمي مراته في الماية كده؟ أمال بعد سنة جواز هتعمل إيه؟ هترميني من البلكونة؟
"قال متأوهاً وهو يمسك قدمه"
- اتخانقي معايا بعدين، لازم نرجع الفندق دلوقتي عشان اعالجها

"خرجا من الماء أخيراً وعادا إلى الفندق ليتوجها إلى الاستقبال ليخبرهم أدهم قائلاً"
- كيف لا تخبرون النزلاء عن وجود القناديل البحرية في هذا الشاطئ؟ لقد قام قنديل أحمق بلسعي في قدمي

"قالت الموظفة في إحراج"
- ولكن توجد لافتة تحذيرية بالفعل، سيدي!

"سألها قائلاً"
- أين؟

"أشارت الموظفة بيدها إلى اللافتة الموجودة خارج الفندق على بعد أمتار قليلة من الشاطئ لتقول"
- اللافتة الحمراء هناك

"نظر لها أدهم ثم عاد ليلتفت إلى الموظفة ليقول بينما يتألم"
- هل سأتلقى العلاج أم ستقطعون قدمي الآن؟

"قالت الموظفة مطمئنة"
- لا تقلق، سيدي! تفضل معي من هذه الجهة

"ثم تحركت الموظفة وتبعها أدهم وشمس، التي كانت تكتم ضحكتها بصعوبة، حتى نظر لها وقال متذمراً"
- ممكن اعرف إيه الكوميديا في اللي حصلي؟ أنتِ مسلطة القنديل ده عليا؟

"ابتسمت قائلة"
- لا مش مسلطاه، بس ده عقابك عشان ماكنتش عايز تخرجني

"ابتسم ابتسامة سمجة ليقول"
- انبسطي، ادينا مش هنخرج خالص لا النهاردة ولا بعده
"ذهبا إلى العيادة الخاصة بالفندق، وهناك، قام الأخصائي بمعالجة اللسعة ليعودا بعدها إلى الغرفة ويبدلا ثيابهما.
تمدد أدهم على السرير وهو يفرد الساق المصابة أمامه لينظر إلى شمس في خوف قائلاً"
- هو أنا مش هعرف امشي تاني كده؟

"قالت متذمرة"
- يا أدهم ماتكبرش الموضوع، دي لسعة قنديل يعني. وبعدين ما أنت طلعت من الريسيبشن لغاية هنا مشي، يبقى مابتعرفش تمشي ازاي؟

"قال في ضيق"
- طبعاً، ما هو لو أنتِ اللي اتلسعتي ماكنتيش هتقولي كده، وكنتي هتقولي عليا مفتري لما أقولك كلمتين زي دول

"جلست جوار ساقه ثم قالت وكأنها تخاطب طفلاً صغيراً"
- خلاص ماتزعلش يا بطتي، القنديل وحش

"ثم طبعت قبلة على يدها ووضعتها على اللسعة لتتبع"
- وآدي بوسة عشان الواوا تمشي

"ثم نظرت له وقالت"
- حلو كده؟

"أدار وجهه في الجهة الأخرى ليقول بلا مبالاة مصطنعة"
- خلاص

"ضحكت ثم تمددت جواره لتقول"
- عشان ظروفك الصحية، هتنازل ونطلب العشا هنا وخلاص، إيه رأيك؟

"نظر لها ثم قال"
- ظروفي الصحية؟ هو أنا عامل الزايدة يا شمس؟!

"ثم اتبع"
- وبعدين خلاص أنا اتقفلت، مش عايز آكل

"قالت محاولة أن تغريه بالطلب"
- هطلب Chicken Madras ... الأكلة اللي بتحبها

"صمت للحظات قبل أن يقول"
- لا مش عايز... مش جعان

"تنهدت قائلة"
- براحتك

"ثم توجهت ناحية الهاتف واتصلت بمطعم الفندق لتقوم بالطلب ليقاطعها هو أثناء الحديث قائلاً"
- شمس! أنا هاكل

"ثم اتبع"
- بس عايز بطاطس محمرة كتير

"قالت متعجبة"
- مش بييجوا مع بعض دول

"قال غير مبالياً"
- مش مهم، أنا عايز بطاطس... أنا رجلي بتوجعني ومن حقي أطلب اللي أنا عايزه

"قالت ساخرة"
- مش كنت مش جعان من شوية؟

"رد قائلاً"
- البطاطس مالهاش علاقة بالجوع

"قامت بطلب البطاطا المقلية ثم أغلقت الخط وعادت لتجلس جواره بعد أن شغلت التلفاز.
مرت دقائق قبل أن يلتفت لها ويقول"
- شمس! هتفضلي تحبيني وأنا رجلي ملسوعة؟

"نظرت له للحظات قبل أن تقول بابتسامة متكلفة"
- شكلنا هننبسط أوي في حياتنا سوى
***
"جاء آخر الأسبوع لتذهب فرح إلى النادي كما اتفقت
مع علي، وبالفعل كان هو قد حضر مسبقاً لينتظرها، وعندما وجدت طاولته، تقدمت ناحيته لينهض لاستقبالها بابتسامة لطيفة قائلاً"
- نورتي المكان يا فرح!

"ابتسمت في رقة قائلة"
- شكراً

"أمسك بباقة الورود الحمراء ثم قدمها لها قائلاً"
- اتفضلي! اتمنى تعجبك

"أمسكت فرح بباقة الورد في سعادة قائلة"
- الله يا علي! دي حلوة اوي

"ابتسم قائلاً"
- أنا حسيت إن ممكن تكوني بتحبي الورد عشان كده قلت هيكون مناسب

"ضحكت قائلة"
- أنا بحبه جداً

"ابتسم في راحة ثم قال مشيراً لها كي تجلس"
- اتفضلي!

"جلست ليقوم هو باستدعاء النادل ليطلبا مشروبين، وعندما رحل النادل، التفت إلى فرح وقال بلطف"
- ماتتخيليش أنا مبسوط إنك وافقتي على ميعادنا ده قد ايه

"سألته في خجل"
- بجد؟

"اومأ برأسه ثم قال"
- بجد، أنا من أول ما شفتك لما كنتي بتيجي مع أدهم وشمس وأنا كنت حابب اتعرف عليكي جداً

"ابتسمت في خجل ليتبع"
- خلينا نبدأ بإني اعرفك على نفسي الأول، وباقي الكلام كله ليكي، اتفقنا؟
"اومأت برأسها بابتسامة ليقول"
- أنا اسمي علي صبري، عندي ٢٩ سنة، صاحب شركة تنظيم حفلات و Events، قبل كده كنت بشتغل في مجال السياحة بس غيرت النشاط ومع الوقت نجحت في شغلي لغاية ما بقى عندي شركة، يعني تقدري تقولي بنيت نفسي من الصفر

"اومأت برأسها دون كلمة ليتبع"
- أنا من أسرة متوسطة، والدي متوفي وعايش مع والدتي، وماليش أخوات، كان ليّ تجربة خطوبة قبل كده بس ماحصلش نصيب لأننا ماتفقناش، وانفصالنا كان في هدوء من غير أي مشاكل

"ثم ابتسم قائلاً"
- بالنسبة للحاجات اللي بحبها فأنا بحب شغلي اكتر حاجة، وساعات بلعب كورة وبسمع مزيكا

"عادت لتومئ برأسها في إنصات لينقل هو دفة الحديث لها قائلاً"
- دورك
"تنهدت بابتسامة ثم قالت"
- أنا فرح، عندي ٢٣ سنة، درست Français في كلية الآداب، ودرست الباليه في Royal Academy في إنجلترا، وحالياً بحترف الباليه وهو اكتر حاجة أنا بحبها في حياتي

"ثم اتسعت ابتسامتها وهي تقول"
- بالنسبة لعيلتي فأنا عندي أحلى عيلة في الدنيا، احنا ست اخوات، تلات بنات وتلات ولاد، ليّ أخ تؤام اسمه كريم وهو أقرب حد ليّ في اخواتي، وفي كمان ولاد عمي، ولدين وبنت
"ثم اتبعت متحدثة عن هواياتها"
- وهواياتي هي رقص الباليه، والمزيكا، والقراءة، واليوجا

"كان يستمع لها في إنصات محاولاً أن يتعرف على شخصيتها من خلال ما ترويه، وعلى حد ما فهم أنها فتاة رقيقة، مدللة، لطيفة، وجميلة للغاية، وعندما صمتت سألها"
- وارتبطتي قبل كده؟

"هزت رأسها في نفي قائلة"
- لا

"مر الوقت وهما يتحدثان كثيراً، وكانت فرح سعيدة بالحديث معه ولم تستطع إنكار شعورها بالإعجاب نحوه من أول جلسة، وعندما حان وقت الذهاب، قال علي بابتسامة"
- أنا حقيقي انبسطت جداً بكلامنا النهاردة يا فرح!

"ابتسمت فرح في رقة قائلة"
- أنا اكتر

"سألها قائلاً"
- يعني... اقدر اشوفك تاني؟

"اومأت قائلة"
- أكيد

"ابتسم في راحة قائلاً"
- هايل، هتصل بيكي قريب، مع السلامة!

"ليرحل ويتركها في مكانها بابتسامة سعيدة قبل أن..."
- فرح!!!

"انتفضت في مكانها في فزع ليضحك كريم قائلاً"
- تلات مرات في نفس الأسبوع ولسة بتجيب نتيجة

"قالت فرح في حزن"
- اخس عليك يا كوكي! وقعتلي قلبي

"ضحك ثانية ثم جلس أمامها على الطاولة ليسألها بنبرة ذات مغزى"
- ايه الأخبار؟

"ابتسمت فرح قائلة"
- تمام، اتفقنا نتكلم تاني، هو إنسان لطيف

"صمت قليلاً ثم قال"
- أنا شايف إنك تكوني حريصة يا فرح

"سألته قائلة"
- بخصوص إيه؟

"أجابها قائلاً"
- بخصوص علي، يعني... ماتنبهريش أوي بالبدايات

"ردت قائلة"
- ايوة بس أنا ماحسيتش أبداً بحاجة وحشة

"اومأ قائلاً"
- تمام، بس الرجالة بيتعمدوا يكونوا لطاف في البداية لغاية ما يضمنوا البنت اللي معاهم

"سألته في حذر"
- وبيحصل إيه بعد كده؟

"هز كتفيه قائلاً"
- الحقيقة بتبان، يا بيكونوا كويسين ولطاف بجد...

"ليتبع بابتسامة شريرة"
- يا يطلعوا اوغاد

"سألته في حيرة"
- طب أنا هعرف ازاي؟

"رد قائلاً"
- بالتجربة، لو حاسة إنك حابة تكملي كملي... بس خليكي حريصة مش اكتر

"اومأت برأسها موافقة ليرن هاتفها فتجد المتصل صديقتها لارا"
- الو!

"وصلها صوت لارا الحزين قائلاً"
- ازيك يا فرح؟

"قالت فرح في قلق"
- أنا كويسة... بس مال صوتك؟

"سألتها لارا"
- كريم مش بيرد على مكالماتي ليه؟ أنا زعلته في حاجة؟

"نظرت فرح إليه وقالت في ضيق"
- كريم؟!

"نظر لها دون فهم فقالت"
- أنتِ حظك حلو يا لارا! كريم قاعد معايا دلوقتي، تكلميه؟

"هز كريم رأسه في نفي سريعاً قبل أن تعطيه هي الهاتف على أي حال بعد أن وافقت لارا.
أمسك بالهاتف في غيظ ثم وضعه على أذنه وقال بابتسامة عريضة مصطنعة"
- أهلاً يا سارة!

"قالت فرح في ضيق بصوت خافت"
- لارا!!!

"قال مصححاً بنفس الابتسامة"
- أهلاً يا لارا! اخبارك ايه؟

"قالت لارا معاتبة"
- ليه مش بترد على مكالماتي يا كريم؟ مش اتفقنا إننا هنتكلم؟

"كانت فرح قد قامت من مكانها وجلست جواره لتلصق أذنها في الهاتف من الجهة الأخرى كي تسمع، قال كريم"
- آه طبعاً اتفقنا، كل الحكاية إني مشغول بس الفترة دي

"سألته لارا"
- مشغول في ايه؟

"صمت كريم ولم يدرِ بأي شيء يتحجج، فهو متفرغ بشكل مثير للغضب، ولكنه قال في ثقة"
- في الشغل... أصل أنا بدأت شغل في الشركة مع بابا وأدهم

"همست فرح قائلة"
- يا كداب!
"وكزها كريم كي تبتعد عنه ولكنها عادت لتلتصق، قالت لارا"
- بس أنت قاعد مع فرح دلوقتي مش في الشغل

"عاد كريم ليصمت ثم قال سريعاً"
- آه... ما هي فرح كانت محتاجاني في موضوع مهم، وأنا أصلاً كنت قايم دلوقتي عشان ارجع الشركة

"صمتت لارا ثم قالت"
- يعني هتكلمني تاني؟
"قال سريعاً"
- طبعاً يا سارة!

"وكزته فرح هامسة"
- لارا!!

"ليصحح هو كالعادة سريعاً"
- طبعاً يا لارا! أنا آسف دماغي مش فيّ الفترة دي... الشغل واكل دماغي

"ثم اتبع مغازلاً"
- بس أنا مانساش شعرك الحلو الطويل ده أبداً

"ضحكت لارا في خجل ليقول"
- ماتزعليش مني... ماشي؟

"قالت بابتسامة"
- طيب... مش زعلانة

"قال في راحة"
- الحمد لله، أنا مضطر امشي دلوقتي، مع السلامة!

"أخذت فرح الهاتف لتتحدث قليلاً مع صديقتها ثم أغلقت الخط لتنظر له في غيظ دون كلمة ليقول بابتسامة خبيثة"
- نسيت أقولك إني من الأوغاد

***

"ذهب زياد مع أصدقائه لحضور تلك المسرحية الغنائية لأول مرة، وهناك... كان منبهراً بكل شيء حوله... المسرح، العرض، الأداء، وخاصة التمثيل الغنائي، شعر بأنه يود أن يظل هنا لفترة طويلة... طويلة جداً.
ظهرت على المسرح إحدى ممثلات العرض لتؤدي شخصيتها بأداء غنائي راقص ببراعة جذبت انتباه الحضور خاصة هو، كان يشعر بسعادة كبيرة ظهرت في الابتسامة الواسعة الموجودة على وجهه وهو يشاهدها.
انتهى العرض بسرعة، أو هو الذي انغمس فيه بكامل كيانه ولم يشعر بالوقت، لينتبه على صوت تصفيق الجمهور ليصفق معهم في سعادة.
نظر صديقه معتز له قائلاً"
- واضح إنك انبسطت

"التفت له زياد وقال بابتسامة كبيرة"
- جداً، أنا مش هفوت عرض للفرقة دي

"ضحك معتز قائلاً"
- تحب تيجي معايا نسلم عليهم؟

"قال زياد فوراً"
- آه يلا بينا

"وهناك، كان يوجد عشرات المعجبين الذين يودون لقاء الفرقة المسرحية، فضّل زياد أن ينتظر حتى يرحلوا جميعاً ثم تقدم مع معتز ناحيتهم.
صافح معتز أصدقائه ومدح عرضهم الرائع قبل أن يلتفت إلى زياد ويقول بابتسامة"
- أحب اعرفكم، زياد صاحبي... أول مرة يحضر عرض ليكم

"صافحهم زياد بابتسامة قائلاً"
- العرض كان حلو اوي، برافو عليكم!

"قال معتز وهو يشير ناحية بطلة العرض"
- اعرفك ببطلتنا الحلوة... حلا

"ثم التفت إلى حلا وقال في مرح"
- ايه الجمال ده كله يا حلا! دي الناس كانت مسحورة

"ضحكت حلا قائلة في ثقة"
- دي أقل حاجة عندي

"ضحك معتز ثم التفت إلى زياد قائلاً"
- زياد كان متاخد في العرض طول الوقت، ده ماكانش بيلتفت عن المسرح لحظة

"ضحك زياد ضحكة خفيفة ثم قال"
- معاه حق، كنتي هايلة بجد

"ابتسمت حلا قائلة"
- شكراً، يبقى اقدر أقول إن دي مش هتكون آخر مرة تحضرلنا، صح؟

"ابتسم زياد قائلاً"
- أكيد، هاجي دايماً

"أردف معتز قائلاً"
- على فكرة، زياد صوته حلو جداً وكان دايماً يقول إن نفسه يبقى مغني

"نظرت حلا إلى زياد متسائلة"
- ومابقيتش ليه؟

"قال زياد ساخراً"
- مستني روتانا تفضالي

"ضحكت حلا بشدة ثم قالت"
- لذيذ... شكلنا هنبقى أصحاب

"مرت مدة وهم يتحدثون سوياً، وعندما حان وقت الرحيل، قالت حلا"
- زياد! ممكن رقمك؟

"قال زياد مرحباً"
- أكيد

"تبادلا أرقام الهواتف ليقول زياد بابتسامة"
- اشوفك قريب، سلام!

"ابتسمت حلا قائلة"
- أكيد، باي!

***

- هي اللي طلبت رقمك؟

"قالها كريم في دهشة بعد أن روى له زياد ما حدث بعد عودته إلى القصر مباشرة، قال زياد"
- أنا استغربت برضو... بس انبسطت، أنا أصلاً كنت عايز اخد رقمها بس اتكسفت

"قال كريم ببديهية"
- يابني وتتكسف ليه؟ الطبيعي إن أنت اللي تطلبه أصلاً

"ثم قال فجأة وقد خطر له شيء ما"
- أنت قلتلها أنت تبقى مين؟

"سأل زياد مستفهماً"
- عيلتي وكده؟ لا

"ثم اتبع وقد أدرك قصده"
- قصدك إن حركة زي دي تتعمل لو عرفت إن أنا غني؟ لا حلا مش كده

"قال كريم ساخراً"
- وأنت تعرف حلا منين؟ يابني ده أنت عارفها من ربع ساعة

"رد زياد مجادلاً"
- عارف إن المدة مش كبيرة، بس لو شفتها هتفهم، هي من النوع الجريء الواثق من نفسه مش اكتر، يعني مثلاً ماكانتش مكسوفة من كل المدح اللي سمعته من الناس... بالعكس كانت سعيدة وحاسة إنه طبيعي

"رفع كريم حاجبه قائلاً"
- قصدك مغرورة؟

"هز زياد رأسه نفياً ليقول"
- مش مغرورة، بقولك واثقة في نفسها، لو شفتها هتفهم

"قال كريم بابتسامة خبيثة"
- حلوة صح؟

"قال زياد بامتعاض"
- مالكش دعوة

"اتسعت ابتسامة كريم ليقول"
- يبقى حلوة
"صمت زياد للحظات ثم قال"
- آه بصراحة

"ضحك كريم ثم قرص وجنته قائلاً"
- كبرتي وبتحبي يا بطة!

"قال زياد مستنكراً"
- حب ايه يابني أنت؟! أنا لسة شايفها

"ابتسم كريم في مكر"
- طب أنا عايز اشوفها

"قال زياد فوراً"
- لا طبعاً

"نظر له كريم دون كلمة وابتسامته الماكرة لا تزال موجودة ليقوم زياد من مكانه هاتفاً في غيظ"
- أنا بكلمك ليه أصلاً؟! أنا رايح أنام

***
"وفي اليوم التالي، وأثناء ما كان زياد يجلس مع كريم ومازن، رن هاتف زياد، لم يرد فقال كريم"
- ما ترد!

"رد زياد قائلاً"
- بعدين

"ابتسم كريم ابتسامة ذات مغزى قائلاً"
- هي ولا ايه؟

"تدخل مازن متسائلاً"
- هي مين؟

"قال كريم بدهشة خبيثة"
- ايه ده هو ماقالكش؟

"سأل مازن"
- قال ايه؟ أنا مش فاهم حاجة

"عاد الهاتف ليرن مجدداً فرد زياد سريعاً"
- ألو!

"جاءه صوتها قائلاً"
- ازيك يا زياد؟

"ابتسم زياد قائلاً"
- أنا كويس يا حلا! ازيك أنتِ؟

"أجابت قائلة"
- الحمد لله تمام
"ثم اتبعت في إحراج"
- أنا معطلاك عن حاجة؟

"قال نافياً"
- لا أبداً، أنا آسف إني ماردتش أول مرة... ماكنتش جنب الموبايل

"صمتت للحظات ثم قالت"
- طيب فاضي نخرج؟

"ابتسم زياد في سعادة ثم قال"
- أكيد، فين؟

"قالت حلا بعد تفكير"
- قابلني عند المسرح وبعدين هوديك مكان هيعجبك

"رد زياد قائلاً"
- ماشي

"وعندما أغلق الخط، قال مازن"
- مين حلا دي؟

"ابتسم زياد قائلاً"
- بتشتغل ممثلة ومغنية في فرقة مسرحية، اتعرفت عليها في عرض ليهم

"اتبع مازن متسائلاً"
- ماقلتليش يعني كل ده قبل كده

"كان كريم يستمع لهما وابتسامة مستفزة على وجهه ليقول ساخراً"
- يا خاين يا غشاش

"ثم ضحك هو وزياد ليقول مازن"
- انتو بتضحكوا على ايه؟ يابني احنا مش صحاب وبتقولي كل حاجة؟

"قال زياد في براءة"
- ما أنا لما رجعت امبارح لقيتك نايم وكريم كان موجود فحكيتله هو

"سأل مازن"
- طب وايه حكايتكم يعني؟ مرتبطين؟

"قال زياد موضحاً"
- مرتبطين ايه يابني ده أنا لسة عارفها امبارح

"سأل كريم"
- طب وانتو رايحين فين دلوقتي؟

"أجابه زياد"
- ماعرفش، قالتلي قابلني عند المسرح وهتوديني مكان حلو

"قال كريم ساخراً"
- أنت مش ملاحظ إنها صاحبة الخطوة الأولى؟ هي اللي طالبة رقمك وهي اللي هتخرجك، ايه... هي اللي هتتقدملك؟
"نظر له زياد في ضيق ليقول مازن"
- شفت؟ لو كنت حكيتلي أنا ماكنتش هتريق عليك

"قال زياد متأففاً"
- أنا ماعرفش انتو سابقين الأحداث كده ليه، احنا يا دوب لسة بنتعرف، ومش شرط خالص إننا نرتبط والجو ده

"ثم التفت إلى كريم وقال"
- طب أنت شايف ايه؟ اروح معاها المكان اللي هي عايزاه؟

"صمت كريم يفكر ثم قال"
- لا، وديها أنت مكان على ذوقك، وقولها المرة الجاية توديك هي المكان بتاعها

***

"ذهب زياد إلى المسرح حيث تنتظره حلا، لم يشأ أن يذهب بسيارته حتى لا تشعر بأنه بالفعل من عائلة غنية، فقد خشي أن يكون ظن كريم صادقاً ويصبح سبب اقترابها منه هو عائلته وليس شخصه هو.
وجدها تنتظره هناك بالفعل فتقدم ناحيتها حتى وصل إليها وقال بابتسامة"
- ازيك؟ اتأخرت عليكي؟

"ابتسمت حلا قائلة"
- أنا تمام الحمد لله.... أبداً ماتأخرتش
"ثم اتبعت"
- تعالى أوديك المكان اللي قلتلك عليه

"قال زياد سريعاً"
- لا لا، أنا عندي فكرة أحسن

"نظرت له متسائلة فاتبع"
- في مكان حلو هاخدك له النهاردة، والمرة الجاية توديني مكانك، اتفقنا؟

"اومأت قائلة"
- اتفقنا

"أخذها إلى أحد المقاهي المميزة، ولكن هذا كان أكثرهم تميزاً نظراً لفكرته الغريبة، فالمقهى كان في إحدى العمائر السكنية، وهو عبارة عن معرض للوحات والتحف الفنية القديمة التي تعبر عن الزمن الماضي، يوجد ركن موسيقي حيث يمكن لأي أحد أن يعزف أو يغني، كما أن الزبائن هم من يعدون المشروبات لأنفسهم.
عندما دخلت حلا إلى هناك، أعجبت به كثيراً، نظرت إلى زياد وقالت"
- إيه المكان الحلو ده؟!

"ابتسم زياد قائلاً"
- ده مكاني المفضل، اكتشفته بالصدفة ومن ساعتها وأنا باجي هنا كتير

"جلسا في ركن قريب من ركن الموسيقى بعد أن أعدا مشروبيهما، قالت حلا وهي تشير ناحية الآلات الموسيقية"
- بتعرف تعزف؟

"رد قائلاً"
- بعرف... جيتار وكمان وبيانو

"ابتسمت حلا في إعجاب قائلة"
- أنت شكلك حدوتة
"ابتسم زياد قائلاً"
- يعني... مش أوي

"ردت حلا قائلة"
- طيب احكيلي كده الحدوتة دي ونشوف هي أوي ولا مش أوي

"بدأ الحديث قائلاً"
- أنا زياد... عندي 21 سنة... في كلية هندسة... مابحبهاش ولا هي بتحبني والعلاقة بيننا صالونات اوي
"ضحكت حلا قائلة"
- ودخلتها ليه؟

"قال زياد في سأم من هذا السؤال"
- السؤال ده بيعصبني، أنا فعلاً ماعرفش دخلتها ليه، عيلتنا أغلبها دخل هندسة من قديم الأزل.... جدو وبابا وعمي وشوية من ولادهم فقلت لنفسي أكيد أنا كمان هدخل هندسة خصوصاً إني ماكنتش عارف أنا بحب إيه، وفاضلي سنة أهو ومش فاهم ايه اللي بيحصل

"اومأت برأسها بابتسامة فاتبع متحدثاً عن نفسه"
- بس حالياً عارف أنا بحب إيه، بحب المزيكا والغنا... جداً، بحب الكورة، بحب الملاكمة

"ارتفع حاجباها قائلة في دهشة"
- ملاكمة؟! عنيف أوي

"ضحك ضحكة خفيفة ثم قال"
- لا أنا مش عنيف، بس بابا خلاني اتعلمها زمان لأنها مهمة عشان ادافع عن نفسي وعشان هتخلي جسمي رياضي وقوي... كان عنده حق

"سألت قائلة"
- العيال كانت بتضربك في المدرسة؟

"ضحك قائلاً"
- كانوا بيحاولوا... أصل وأنا صغير كنت رفيع وضعيف خالص، بس ماكانوش بيلحقوا يعملوا حاجة لأن اخواتي وولاد عمي كانوا معايا في نفس المدرسة وكانوا بيضربوهم، ساعتها بابا شاف إن ماينفعش استنى حد يدافع عني ولازم ادافع عن نفسي، فاتعلمت الملاكمة، وبعدها اتخانقت لأول مرة لوحدي مع العيال اللي كانت بتغلس عليا... ومن ساعتها وماحدش فيهم بقى يجي جنبي

"صفقت حلا قائلة"
- برافو!!

"ضحك فاتبعت"
- طيب احكيلي عن عيلتك بقى

"ابتسم قائلاً"
- عيلتي دي حدوتة، احنا ست اخوات، توأمين وبنت وبعدين ولد... اللي هو أنا

"قالت حلا متعجبة"
- ستة؟!

"اومأ قائلاً"
- أنتِ مش أول واحدة تستغرب صدقيني

"ضحكت فاتبع"
- وفي ولاد عمي كمان، تلاتة... ولدين وبنت... أصغر واحد يبقى أخويا في الرضاعة يعني نعتبر سبعة

"قالت حلا بابتسامة"
- شكلكم عيلة مترابطة

"ضحك زياد قائلاً"
- مترابطة لدرجة إننا عايشين في بيت واحد

"ارتفع حاجباها في دهشة لتقول"
- بجد؟

"اومأ مؤكداً فقالت"
- نادراً لما تلاقي عيلة عايشين سوى في بيت واحد ومبسوطين

"ابتسم زياد قائلاً"
- معاكي حق... بس احنا وضعنا مختلف شوية، يعني فعلاً كلنا مرتبطين ببعض بطريقة معينة، يعني بابا وعمي قريبين من بعض أوي مش مجرد أخوات وخلاص، وماما وماما شمس كانوا اصحاب من وهما صغيرين وكانت من أحلام طفولتهم إنهم يعيشوا سوى، وأنا واخواتي وولاد عمي اتربينا مع بعض يوم بيوم من ساعة ما اتولدنا لدرجة إننا كنا فاكرين إننا تسع اخوات فعلاً مش تلاتة وستة، وعلاقتنا بأهلنا كمان مختلفة، هما زي أصحابنا بالظبط فمافيش حد فينا حاسس بغربة في البيت

"ابتسمت حلا في سعادة لما تسمع"
- حاجة حلوة اوي

"ثم تنهدت قائلة"
- أنا كان نفسي يبقى عندي اخوات... أصلي وحيدة، بابا وماما ماتوا من عشر سنين وجدتي هي اللي ربتني وعايشة معاها لغاية دلوقتي

"شعر بالحزن لأجلها، ولكنه قال"
- أكيد المسرح مالي حياتك
"ابتسمت قائلة"
- أنا بحبه أوي وفعلاً شايفة نفسي محظوظة به، من وأنا صغيرة وأنا بحب الغنا والاستعراض، وحالياً في آخر سنة في معهد الموسيقى، وحياتي ماشية كده... بين المعهد والمسرح وتيتة

"ابتسم لها دون رد فقالت"
- بقولك ايه...

"نظرت ناحية ركن الموسيقى وقالت"
- تيجي نقوم نغني؟

"نظر هو أيضاً ناحية الآلات والميكروفون ثم نظر لها وقال"
- يلا بينا!

"قاما سوياً ثم جلسا على الكرسيين أمام الميكروفون فبدأ الزبائن الجالسون في المكان ينتبهون لهما، وبدأت حلا في الغناء وزياد يعزف على الجيتار، وكان صوتها جميلاً أسعد الحضور كثيراً وأخذوا يغنون معها.
كان هذا قبل أن يأتي دور زياد لتنبهر حلا بصوته كثيراً، فقد كان رائعاً حقاً، واستطاعت أن ترى الانبهار في أعين الحضور أيضاً.
يبدو أن لديه موهبة حقيقية بالفعل مما جعل فكرة جيدة للغاية تخطر ببالها.
بعد أن انتهيا من الغناء، صفق الحضور في حماس، ثم عاد زياد وحلا إلى مقعديهما لتقول حلا في انبهار"
- صوتك حلو أوي يا زياد! ازاي ساكت عالموهبة دي كده؟

"ابتسم زياد قائلاً في مرح"
- قلتلك روتانا مش فاضيالي

"ضحكت حلا ثم قالت"
- لا بجد أنت لازم تستغل موهبتك دي

"ثم اتبعت قائلة"
- إيه رأيك تغني معانا في الفرقة؟

"قال زياد متعجباً"
- في الفرقة؟ بجد؟

"اومأت إيجاباً فقال"
- أنا مابعرفش أمثل

"ردت حلا قائلة"
- مش هتمثل، أنت هتكون مغني الفرقة، وكمان المسرح اللي بنمثل عليه بيقدم حفلات غنائية للمواهب الجديدة وأنت صوت قوي جداً وأنا متأكدة إنهم لو سمعوا صوتك مش هيسيبوك
"صمت زياد دون رد وهو لا يدري ماذا يقرر، لا يدري كيف سيكون رأي والديه لو علما بأمر كذلك، أفاق من تفكيره على صوت حلا"
- قلت إيه؟

"صمت زياد قليلاً ثم قال"
- مش عارف يا حلا! الموضوع ماجاش في بالي قبل كده

"قالت محاولة إقناعه"
- صدقني هتنجح جداً، وكمان أنا متأكدة إنك هتنبسط معانا

"عاد ليصمت وهو لا يستطيع أن يصل إلى قرار في الوقت الحالي ليقول"
- اديني فرصة أفكر في الموضوع شوية وأرد عليكي

"قالت بابتسامة"
- تمام
***
"عاد زياد إلى القصر في نهاية اليوم وهو شارد الذهن، يشعر بالحماس والقلق في نفس الوقت.
لم يجد أحداً مستيقظاً في القصر فصعد إلى غرفته ودخل في الظلام وجلس على السرير في شرود..."
- عملت معاها إيه؟!!

"انتفض زياد من مكانه وسقط على الأرض ليشغل مازن ضوء المصباح جواره وهو يضحك عالياً ليقول زياد في ضيق"
- ليه؟ ليه في إنسان ممكن يعمل كده؟

"ضحك مازن أكثر ثم قال"
- ما أنت على طول بتعملها في الكل وماحدش اشتكى

"ثم اتبع قائلاً"
- ماتغيرش الموضوع، عملت إيه مع حلا؟

"جلس زياد على السرير ملتقطاً أنفاسه بعد ذلك الفزع ثم قال"
- انبسطت... جداً
"سأله مازن"
- رحتوا فين؟

"رد زياد قائلاً"
- اخدتها مكان بحبه كده في الزمالك، اتكلمنا كتير... وغنينا، أول مرة أغني واعزف ادام الناس

"ثم اتبع بابتسامة"
- الناس كانت مبسوطة بيّ، وحلا كانت مبهورة، وأنا كمان كنت مبسوط اوي، حسيت إني بعمل حاجة بحبها وعايزها

"كان مازن سعيداً لسعادته هذه قبل أن يقول زياد في تردد"
- بس عرضت عليا عرض مش عارف اخد فيه قرار نهائي

"سأل مازن"
- عرض إيه؟

"نظر له زياد قائلاً"
- عرضت عليا أغني معاها في الفرقة اللي بتشتغل فيها

"قال مازن متعجباً"
- وإيه المشكلة؟ صوتك وحش؟

"ضحك زياد ضحكة مصطنعة ثم قال"
- يابني أنت بقولك هغني في فرقة مسرح، تفتكر بابا هيبقى رأيه إيه لما يعرف؟

"ابتسم مازن قائلاً"
- رأي بابا؟ اللي هو عمو رامز؟ أنت خايف منه؟

"تنهد زياد قائلاً"
- مش خايف منه... بس الموضوع غريب، والناس لما تعرف إني ابنه هيفضلوا يتكلموا أكيد... مش عارف يعني حاسس إني هعمل صداع لنفسي وللعيلة وخلاص
"رد مازن قائلاً"
- أنا شايف إنك بتبالغ، الموضوع بسيط، وعمو مش هيبقى عنده مشكلة في أي حاجة تسعدكم، زي ما أنت شايف يعني... فرح بترقص باليه وفريدة في معهد سينما، فهو لو كان عنده مشكلة في الموضوع ده ماكانش سمحلهم بكل ده

"شعر زياد بأنه محق ثم قال"
- أنا قلتلها إني هفكر وأبقى أرد عليها، المهم بس إن ماحدش يعرف حاجة عن موضوع الغنا ده، يعني لغاية ما أشوف هعمل إيه، تمام؟

"اومأ مازن مطمئناً ثم قال"
- ماتقلقش!

***

- وعملت معاها ايه بقى؟
"قالها كريم مخاطباً زياد، الذي كان يهرول على آلة الركض، بينما هو إلى جواره في صالة الألعاب الرياضية. رد زياد قائلاً"
- كان وقت لطيف... اتكلمنا واتعرفنا على بعض وغنينا سوى في الكافيه

"اتبع كريم متسائلاً"
- وقالتلك إيه عن نفسها؟

"أجابه قائلاً"
- ماقالتش حاجات كتير... هي في آخر سنة في معهد الموسيقى... باباها ومامتها ماتوا من زمان وعايشة مع جدتها لوحدهم... ماعندهاش حاجة غير المسرح

"لم يكن كريم يستمع إلى ما يقوله زياد حيث لفت انتباهه وجود فتاة جميلة للغاية على بعد أمتار قليلة منه.
كان مستنداً على الآلة التي يركض عليها زياد فضغط بأصابعه على زر زيادة السرعة دون قصد وهو يتبادل حوار صامت بالنظرات مع الفتاة التي انتبهت له وأعطته ابتسامة لطيفة.
وجد زياد نفسه يركض فجأة بعد أن كان يهرول فقط ليقول في دهشة"
- يابني أنت بتعمل ايه؟!

"لم ينتبه كريم لما قال ليتوجه ناحية الفتاة ويتركه خلفه وقد انزلق عن الآلة بمجرد أن رفع يده عن المقبض كي يضغط على زر تقليل السرعة.
وعندما عاد كريم وزياد ومازن إلى المنزل، كان زياد يتأوه باستمرار من ألم السقوط لينظر له كريم في سأم"
- على فكرة أنت وقعت من عالتريدميل ماتخبطتش بعربية... اهدى بقى!

"وعندما وصلوا إلى الداخل، كانت ندى تجلس في غرفة المعيشة عندما سمعت أصواتهم لتلمح زياد، الذي كان يتألم، وتتقدم ناحيتهم وتقول في قلق"
- مالك يا زيزو؟ بتتوجع ليه؟

"قال زياد في ألم"
- كريم وقعني من عالتريدميل
"نظرت ندى في صدمة إلى كريم لتقول"
- ايه اللي بيقوله ده يا كريم؟ ازاي تعمل كده؟

"قال كريم مدافعاً"
- يا ماما ماكانش قصدي وبعدين دي وقعة خفيفة أساساً

"قال زياد متألماً"
- هو أنت مش حاسس باللي عملته يابني؟ في حد يزود السرعة بالطريقة دي؟ أنت كنت هتكسر دراعي
"قال كريم موضحاً للمرة الألف"
- قلتلك ماكانش قصدي... كنت سرحان

"قال مازن بابتسامة خبيثة"
- سرحان في البنت اللي كانت هناك

"نظرت ندى لكريم في ضيق لتقول"
- بنت؟ يعني كمان عشان واحدة؟ هقولك إيه ما هي أصلها جينات

"قال كريم مجادلاً"
- يعني لو ماكانش وقع عشان واحدة كان هيبقى عادي؟

"ثم اتبع بخيبة أمل"
- وبعدين دي طلعت مرتبطة أصلاً

"بينما قال زياد مستنكراً"
- بجد؟ يعني أنت كنت هتكسر دراعي النهاردة عشان واحدة حلوة وخلاص؟ وكمان طلعت مرتبطة؟

"رد كريم متعجباً"
- أنا مش فاهم أنتم مشكلتكم الوقعة ولا البنت؟

"ثم اتبع وهو ينظر له شذراً ليقول"
- وبعدين أنت دراما كوين أوي... ما أنت زي القرد اهو

"ليتبعه مازن قائلاً"
- استنى! أنت قصدك الحتة الزرقا دي؟

"ثم ضغط على الكدمة الزرقاء في ذراعه ليصرخ زياد في ألم ويركض كل من مازن وكريم من أمامه فوراً صاعدين إلى غرفتيهما، بينما ظلت ندى في مكانها وهي تشعر بالدهشة والتعجب.
هذا الكريم هو حالة ميؤوس منها تماماً؛ على الرغم من المجهود الذي بذلته في جعل جميع أبنائها أولاداً منضبطين، واطمئنانها أنها قد نجحت عندما كبر أدهم ليصبح رجلاً مسئولاً، تفرض الجينات نفسها في كريم بطريقة استفزازية للغاية."

***

انتهى الفصل

دانه عبد likes this.

روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-22, 09:58 PM   #4

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي ما بعد الضجيج-نور محمد

الفصل الثالث


"وأثناء ما كان آدم وإيميليا يجلسان سوياً في منزلها بعد أن دعته لتناول العشاء، ابتسم آدم قائلاً"
- إيمي! هناك شيء أريد أن أريكِ إياه.

"قالت في فضول"
- ما هو؟

"رد قائلاً"
- لقد قمت بتجميع عدة صور لبعض البيوت كي نقوم باختيار البيت المناسب من بينها

"قالت في حماس"
- حقاً؟! هيا أرني

"قام بعرض الصور واحدة تلو الأخرى لتشاهدها هي في سعادة وهي تشعر بأنها لا تستطيع الاختيار من بينهم.
سألها آدم بابتسامة بعد أن انتهى من عرض الصور"
- ما رأيك، عزيزتي؟ أي البيوت أعجبكِ؟

"نظرت له إيميليا وقالت في سعادة وحيرة"
- جميعهم رائع بشكل يصعب عليّ الاختيار من بينهم

"اتسعت ابتسامته ليقول"
- حسناً إذن... ما رأيك في هذا؟ لقد أعجبني

"ثم عرض عليها الصور الخاصة بالبيت لتقول مؤيدة"
- نعم، إنه رائع وقد أعجبني أيضاً

"ثم سألته"
- ولكن في أي حي يقع؟

"أجابها آدم قائلاً"
- إنه قريب نوعاً ما من قصر عائلتي في القاهرة

"نظرت له محاولة أن تستوعب ما قال لتقول"
- هل تقصد أن هذا البيت هو الذي سنسكنه متى ما ذهبنا في زيارة؟ ولكن ماذا عن بيت الزوجية؟

"رد قائلاً"
- هذا هو بيت الزوجية، إيمي!
"نظرت له قليلاً لتقول"
- متى قررت أننا سننتقل للعيش بالقاهرة؟

"تعجب قليلاً ولكنه قال"
- ألم تعجبكِ المدينة هناك والحي الذي يقع فيه قصر عائلتي؟

"ابتسمت قائلة"
- نعم، عزيزي! أعجبتني المدينة وأعجبني الحي، ولكنني لم أقل أنني أريد العيش هناك

"صمت تماماً وهو يشعر بخلاف كبير على وشك أن يحدث ليسألها بهدوء"
- ولكن... لمَ لا، إيمي؟

"أجابت قائلة في ثقة"
- لأن حياتي بأكملها هنا... وطني... عملي... عائلتي... أصدقائي، ماذا يمكنني أن أفعل هناك؟

"رد قائلاً"
- وأنا مثلكِ تماماً، حياتي بأكملها هناك لا هنا. لقد جئت هنا للدراسة فقط ولم أقل أنني أنوي الاستقرار هنا قط
"قالت محاولة إيجاد حل وسط"
- حسناً... ما رأيك لو قمت ببدء عملك الخاص هنا؟ ويمكننا أن نذهب إلى مصر في زيارة سنوية دوماً

"رد قائلاً"
- ولمَ لا تفكري أنتِ بذات الحل؟

"صمتت دون رد ليتبع"
- عائلتي بحاجتي، لا يمكنني الابتعاد

"ثم اتبع"
- الأمر ليس متعلق بالوطن بقدر ما هو متعلق بعائلتي... لقد عشت هنا عزلة كبيرة بعيداً عنهم حتى أحببتكِ!

"ابتسمت ليكمل"
- كما أنكِ أحببتِ عائلتي، وأخبرتِني أنكِ لم تشعري بينهم بأي صدام حضاري أو ثقافي... ما المشكلة إذن؟

"أجابته قائلة"
- الحياة ليست عائلتك فحسب. حسناً، عائلتك رائعة ولكنني سأتزوجك أنت، آدم! ومصر بلد رائعة ولكنني لا اتخيلها أكثر من مجرد دولة مناسبة لزيارة سياحية فقط وأنت تدرك هذا جيداً... تدرك أن هذا الصدام الحضاري الذي نتحدث عنه سيحدث لا محالة مهما كانت حياتي في وسط راقٍ، وأنا لا يمكنني أن اتغير كي الائم المكان الذي أعيش فيه

"ساد الصمت بينهما ليشعر آدم بأنه لا يوجد لديه رد.
أغلق حاسوبه ثم قام من مكانه ليرحل قائلاً"
- طابت ليلتكِ، إيمي! وداعاً

"أوقفته عندما أمسكت بذراعه لتقول في هدوء"
- عزيزي! لمَ لا تفهمني؟
"ثم اتبعت في حنان"
- أنا أحبك كثيراً، أحبك بشكل أعجز عن تفسيره، ولكن ما تقوله يصعب عليّ استيعابه

"نظر لها للحظات قبل أن يقول"
- هل تظنين أن هذا الحب ما كان يجب أن يحدث؟

"نظرت له في صدمة دون رد ليتبع"
- كان علينا أن نفكر في المستقبل أكثر، صحيح؟

"سألته في حذر"
- هل أنت نادم لأنك أحببتني، آدم؟

"ابتسم قائلاً"
- أنا لا أندم على أي شيء، أنا أحبكِ كثيراً لدرجة أنستني التفكير فيما بعد هذا الحب... لم يحدث أن اندفعت في شيء بقدر حبكِ

"عانقته دون كلمة ليضمها إليه قبل أن يقول"
- اعتقد أننا بحاجة إلى قضاء بعض الوقت بعيداً عن بعضنا البعض كي نفكر

"نظرت له في صدمة لتسأل"
- ماذا تقصد؟

"رد قائلاً"
- في كل شيء... في قرار الانتقال للعيش خارجاً... وفي علاقتنا بأكملها

"قالت في صدمة"
- هل تخيّرني بين الانتقال والانفصال؟

"رد قائلاً"
- لستِ وحدكِ في هذا الموقف الصعب، إيمي! أنا أيضاً عليّ أن أفكر وأحسم قراري

"سألته في حذر"
- هل يمكن أن تتركني حقاً؟

"قال في هدوء"
- ثقي تماماً بأنني لن أقوم بإجباركِ على أي شيء، ولن أكون سعيداً إن تخليتِ عن راحتكِ لأجلي... حتى لو كان المقابل أن ننفصل

"ثم اتبع"
- ما أطلبه من كلينا هو أن نفكر جيداً... ربما وجد أحدنا أن الانتقال ليس فكرة سيئة لهذه الدرجة

"ثم ختم حديثه قائلاً بابتسامة"
- وأنا أحبكِ أياً يكن قراركِ، اتفقنا؟

"عادت لتعانقه من جديد قائلة"
- وأنا أعشقك كثيراً... صدقني!

"قبّلها ليقول"
- أعلم، إيمي!

"ثم اتبع مودعاً"
- يجب أن أذهب... وداعاً!

***

"وخلال الفترة التي أخذها كليهما كي يفكرا في الأمر دون أن يتواصلا أبداً، قررت إيميليا السفر إلى القاهرة دون أن يعلم.
كانت تشعر بأنها تريد التحدث مع شخص آخر... طرف محايد يمكنه أن يساعدها في اتخاذ القرار.
وهناك، في مطعم الفندق الذي نزلت به، التقت برامز بعد أن اتصلت به وطلبت رؤيته لأجل أمر هام دون أن يخبر أحداً."
- كيف حالكِ، إيميليا؟ مرت فترة منذ أن غادرتِ ولم نسمع عنكِ شيئاً. ظننت أنكِ ستتصلين بي على الأقل بعد أن أصبحنا صديقين.

"قالها رامز بابتسامة مرحة لتضحك إيميليا قائلة"
- أنا بخير حال. لا تقلق، رامز! ها أنا جئت وطلبت رؤيتك ولم اكتفِ بمجرد اتصال، جيد؟

"ابتسم قائلاً"
- من الجيد رؤيتكِ، عزيزتي! ولكنني لا أشعر بأن هذه مجرد زيارة ودية. هل أنا محق؟

"نظرت له قبل أن تقول في هدوء"
- نعم، معك حق. لقد جئت كي استشيرك في أمر هام للغاية. أشعر بأن لا أحد سيستطيع مساعدتي سواك

"سأل في ترقب"
- ما الأمر، إيمي؟

"روت له إيميليا كل شيء عن حديثها الأخير مع آدم، وكان القلق والحيرة ظاهران في ملامحها ونبرة صوتها وهي تخبره باحتمالية أن يتركا بعضهما البعض إن لم يغير أحدهما رأيه، وكان رامز يستمع لها دون أن يعلق.
ختمت حديثها في حيرة وحزن"
- ماذا أفعل، رامز؟ لا استطيع أن اتخذ قراراً.

"صمت رامز للحظات قبل أن يقول"
- إنه موقف صعب حقاً، ولكن... إن آدم هو بمثابة ابن لي، ولا يمكنني أن اتدخل في أمر يمكن أن يتسبب في نهاية علاقتكما. كيف يمكنني أن أساعدكِ في أمر حساس كهذا؟
"قالت في رجاء"
- أنا اتفهم هذا جيداً، كل ما أريده منك هو أن تخبرني إن كان من الممكن أن أندم على قراري إن وافقت على العيش هنا في مصر أم لا

"ثم اتبعت"
- عندما قمت بزيارتكم، شعرت بانزعاج السيدة شمس والسيدة ندى فقط لأنني كنت اتصرف بعفوية وعانقتك أنت ووالد آدم. شعرت بأن ذلك إحدى نقاط الصدام الحضاري الذي سيحدث إن قمت بالعيش هنا، ولا يمكنني أن أعيش في مكان يجبرني على التفكير دائماً في تصرفات عفوية وطبيعية بالنسبة لي بينما هي منحلة في نظر الآخرين. إن استطعت العيش هكذا لأيام قليلة فلا يمكنني احتماله لبقية حياتي. هل تفهمني؟

"ابتسم قائلاً"
- أفهمكِ تماماً، إيمي!

"ثم اتبع"
- ولكن هناك بعض الأمور الغير واضحة بالنسبة لكِ. مثلاً، لم تنزعج شمس وندى منكِ لأن تصرفاتكِ كانت منحلة بالنسبة لهن بل لأنهن تغارا، وهناك فرق كبير بين الغيرة وبين الحكم على الآخر من مجرد تصرفات عفوية. هل يمكنكِ أن تكوني متفهمة إن جاءت إحداهن وعانقت آدم فجأة وأخذت تجامله بكلمات ودودة أمام ناظريكِ؟ هل ستسمينها عفوية أم ستتصرفين بحماقة لأنكِ تريدين حماية ما يخصكِ؟

"صمتت للحظات قبل أن تقول"
- للأسف، ساتصرف بحماقة

"عاد ليبتسم قائلاً"
- إنها طبيعة المحبين بغض النظر عن اختلاف الثقافات والعادات.

"سألته قائلة"
- وإن نحينا الغيرة والحب جانباً؟

"رد قائلاً"
- حينها سيعود رد الفعل لكل شخص دون الآخر. مثلاً، في عائلتي الخاصة... ربيت أبنائي بطريقة مختلفة تماماً عن هذا المجتمع... طريقة شبيهة إلى حد كبير بالمجتمعات الغربية... فأنا لا اتحكم في حياة أبنائي ولا اتخذ القرارات عنهم. ابنتي فرح تحترف رقص الباليه الذي هو أحد الأشياء الغير محببة لهذا المجتمع. نشأ أبنائي وأبناء أخي معاّ في نفس البيت، وهم أيضاً يعانقون بعضهم البعض دون مشكلة. حتى أنا... لم أعش حياتي مطلقاً وفق قواعد هذا المجتمع بل كنت أفعل دوماً ما يحلو لي، ومن ينظر لحياتي فيما مضى لن يقول سوى أنني رجل منحل، بينما أنا لا أرى سوى أنني رجل حر، وقبل أن اتزوج من ندى، لم أكن اتصرف معها وفق القواعد بل كنت آخذها واذهب معها إلى أي مكان نحبه فجأة ودون تخطيط. لم أكن أفكر في شيء سوى أنني أحب. ما الذي يهم بعد؟

"ابتسمت إيميليا ليتبع"
- هل تظنين أننا لا نسمع أية انتقادات؟ بلى، عزيزتي! ولكنني لا اهتم، وعلمت أبنائي ألا يهتمون أيضاً. إنها حياتنا نحن وليست حياة الآخرين

"صمتت قبل أن تقول"
- ولكن لمَ لا يفكر آدم بنفس الطريقة ويستقر معي في إنجلترا؟ لمَ عليّ أنا أن أضحي؟

"سألها قائلاً"
- هل حاول إجباركِ على الاستقرار هنا؟
"هزت رأسها نفياً لتقول في ثقة"
- على العكس تماماً. لقد أخبرني أنه لن يجبرني على شيء ولن يكون سعيداً إن تخليت عن راحتي لأجله، ولكن في نفس الوقت سيكون المقابل أن ننفصل

"ثم وضعت رأسها بين يديها لتهتف في حيرة شديدة"
- أشعر بأنني سأجن. أنا أحبه كثيراّ، رامز! ولكن لا يمكنني أن اتخيلني أعيش في مكان آخر غير إنجلترا. حتى قبل أن اتعرف على آدم، لم يسبق وأردت العيش في مكان آخر

"ثم نظرت له لتقول في حزن"
- هل أنا أنانية؟

"ابتسم رامز قائلاً"
- أنا لا أرى هذا. لو كنتِ كذلك لما قطعتِ كل هذه المسافة لأجله

"دمعت عيناها قائلة"
- أنا أخشى أن يتركني

"صمت رامز للحظات قبل أن يقول"
- سأخبركِ شيئاً اتبعته طوال حياتي... عندما أريد أن أفعل شيئاً ما، انظر في داخلي وأحاول أن أعرف ما الذي يدفعني لفعله... هل هو الحب أم الخوف؟ إن كان الحب، أقدم على الفعل دون تفكير، وإن كان الخوف، اعدل عنه.

"ثم نظر لها واتبع قائلاً"
- الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يساعدكِ في اتخاذ القرار ليس أنا وليس آدم بل إيميليا. انظري داخلها وحاولي أن تنصتي لما تخبركِ به، وتأكدي أن أياً يكن قراركِ فهو بعيد عن الأنانية، اتفقنا؟

"انزلقت عدة دمعات من عينيها وهي تستمع إليه قبل أن تومئ برأسها لتقول"
- إن عانقتك الآن، هل سأتسبب في مشكلة؟ هل سيرى الناس أني منحلة؟

"قال بابتسامة مشاكسة"
- فليذهبوا هم ومنطقهم المنحل إلى الجحيم. تعاليّ!

"ضحكت ثم قامت من مكانها وجلست جواره وعانقته لتقول بابتسامة"
- أشكرك، رامز! كنت محقة عندما فكرت في التحدث إليك
"ابتسم رامز قائلاً"
- في خدمتكِ دوماً، عزيزتي!

***

"حان موعد اللقاء الثاني بين زياد وحلا ليقابلها هو عند المسرح كالمرة الأولى لتقول"
- المرة اللي فاتت سبتك توديني المكان اللي أنت تختاره، المرة دي دوري أنا

"قال في فضول"
- هنروح فين؟

"ابتسمت قائلة"
- مكان اعتقد إنك مارحتوش قبل كده

"ذهبا سوياً إلى أحد الأحياء الشعبية، التي بالفعل لم يذهب لها زياد يوماً، وسارا عبر شارع جانبي ضيق.
كان زياد يلاحظ المكان من حوله دون أن يلفت النظر، ولكن حلا ابتسمت قائلة"
- ده أنت شكلك أول مرة تيجي هنا فعلاً

"رد قائلاً"
- يعني... حاجة زي كده

"نظرت له قائلة بابتسامة ذات مغزى"
- أنت شكلك وراك حدوتة كبيرة غير اللي حكيتهالي أول مرة

"صمت ولم يعلق حتى وصلا إلى إحدى المقاهي الشعبية وجلسا سوياً ليتلفت زياد حوله وهو يقول"
- قهوة بلدي؟!

"اومأت ضاحكة"
- آه، في مشكلة؟

"هز رأسه في نفي ليقول"
- لا، بس...

"ثم قال فجأة"
- ولا حاجة

"ضحكت منه ثم قالت"
- تشرب شاي بالنعناع؟

"رد قائلاً"
- ماشي

"طلبت حلا كوبين من شاي النعناع وطلبت لعبة الطاولة، ثم عادت لتسأله"
- هنلعب طاولة كمان، ماتقلقش... هعلمك

"سألها قائلاً"
- إيه اللي عرفك إني مالعبتهاش قبل كده؟
"قالت بطريقة من يخاطب طفلاً صغيراً"
- أنت شكلك ماخرجتش برة الزمالك وضواحيها خالص يا جميل! أراهن إنك تعرف أي لعبة تانية غير البلاي ستيشن

"قال فجأة"
- أعرف مونوبولي

"ضحكت منه ثم قالت"
- هنبقى نلعبها مرة تانية

"ثم غمزت في شقاوة قائلة"
- لما نروح الزمالك تاني

"جاء الشاب بكوبي الشاي ولعبة الطاولة ليمر الوقت وهما يلعبان وقد فهم زياد قواعد اللعبة تماماً حتى قلبها لصالحه فأخذ يهزمها في آخر ثلاثة أدوار بينهما حتى قالت باعتراض"
- ازاي كده؟ أنت لسة مبتدئ، ازاي تغلبني بسرعة كده؟

"ابتسم في ثقة قائلاً"
- عشان تعرفي إني شاطر في حاجات تانية غير البلاي ستيشن

"ضحكت منه ثم قالت"
- يعني حبيت المكان؟

"اومأ قائلاً"
- جداً، أحب آجي هنا كتير بعد كده

"قالت قبل أن تحمل حقيبتها وتنهض"
- هيحصل، بس دلوقتي لازم أروح عشان الوقت اتأخر

"قام زياد بتوصيلها إلى حيث يوجد منزلها لتنظر له قائلة"
- أنا انبسطت النهاردة، هنعيدها تاني، تمام؟

"اومأ قائلاً بابتسامة"
- أكيد، تصبحي على خير

"لوحت له قائلة"
- وأنت من أهله، باي!

***

"خلال تلك الفترة، كثرت مقابلات زياد وحلا وتوطدت علاقتهما أكثر مما أشعر زياد بمشاعر الإعجاب تجاهها، وكان يفكر كيف يمكنه أن يجعلها تعجب به هي الأخرى، وفكر أن الفرصة قد أتته عندما كانا سوياً واتصلت جدتها بها لتمر لحظات قبل أن تغلق حلا الخط وهي تنظر له قائلة في قلق طفيف"
- أنا آسفة يا زياد! بس ممكن نقوم؟

"اومأ قائلاً"
- أكيد طبعاً

"ثم اتبع متسائلاً"
- بس في إيه؟ في حاجة وحشة حصلت؟

"هزت حلا رأسها نفياً قائلة"
- لا أبداً بس جدتي تعبانة شوية وعايزاني اجيلها

"قام زياد معها ثم قال"
- خلينا نروح نتطمن عليها

***
"وصلا إلى البناية التي تسكن فيها وصعدا حتى وصلا إلى الطابق الخاص بها، فتحت حلا الباب ثم التفتت له وابتسمت قائلة"
- اتفضل!

"دخل من الباب وهو يتلفت حوله، كانت شقة بحجم متوسط، ليست ضيقة وليست واسعة، وأثاثها حديث بعض الشيء، ولكنه أنيق، وتوجد الكثير من الصور على الحائط.
كاد أن يتقدم ليشاهد بقية الصور قبل أن توقفه حلا قائلة"
- زياد! الصالون على اليمين، أنا بس هدخل اشوف تيتة واجيلك حالاً، تشرب ايه؟
"قال بابتسامة"
- شاي بالنعناع

"ابتسمت قائلة"
- حاضر، عن إذنك

"ذهبت إلى الداخل حيث غرفة جدتها بينما لم يدخل هو إلى غرفة الصالون بل ظل أمام الصور يشاهدها واحدة تلو الأخرى.
كانت الصور تشمل والدها ووالدتها، وصور لوالدها في زيه العسكري في الماضي، وصور لها هي نفسها في طفولتها.
كانت لطيفة للغاية، ومن الواضح أنها كانت شقية أيضاً، يتبين له ذلك بوضوح في صورتها وثيابها ملطخة بالكثير من الشوكولاتة، وعلى الرغم من أن والدتها كانت تظهر في الصورة وهي غاضبة إلا أن حلا كانت تضحك غير مكترثة"
- أنت مين؟

"التفت خلفه ليجد سيدة عجوز على كرسي متحرك، كان شعرها أبيضاً ومصففاً بعناية، وترتدي نظارة بعدسات كبيرة للنظر.
لم يدرِ ماذا يقول وبمَ يعرف نفسه فقال ببلاهة وكأنها ستعرفه"
- أنا زياد

"وجدها تضيق عينيها بتركيز قبل أن تقول"
- تعالى هنا!

"تقدم ناحيتها حتى وقف أمامها فقالت"
- انزل يا واد أنت

"وجد نفسه يركع على ركبتيه دون كلمة، اقتربت منه قليلاً كي تراه بوضوح ثم قالت"
- قلتلي أنت مين؟
"كرر قائلاً"
- زياد... اسمي زياد

"قالت بحاجب مرفوع"
- عارفة إنك زياد، تعرف حلا منين؟

"قال وقد كان مدهوشاً منها ولا يدري ما السبب"
- اعرفها من المسرح اللي بتشتغل فيه

"صمتت الجدة قليلاً قبل أن تقول"
- وأنت بقى بتغني معاها هناك؟

"هز رأسه نفياً قائلاً"
- لا، أنا بروح اشوف العروض بس

"باغتته الجدة عندما أمسكت بأذنه وهي تقول"
- ماحدش علمك إن عيب تتمشى في الشقة وتتفرج على صور الناس؟ حلا قالتلي إنك قاعد في الصالون، بتعمل إيه أدام الصور؟

"قال زياد سريعاً وهو يشعر بالألم"
- أنا مادخلتش الصالون عشان اخرج منه، أنا فضلت واقف ادام الصور عشان حلوين وعايز اشوفهم

"ثم قال متوسلاً"
- ممكن حضرتك تسيبي ودني؟

"قالت الجدة وهي لا تزال ممسكة بها"
- اسيبها ليه؟

"قال ببديهية"
- عشان وجعاني
"سألته قائلة"
- ماحدش كان بيمسكها وأنت صغير؟ ماعندكش تيتة ولا ايه؟

"قال زياد سريعاً"
- لا عندي بس ماكانتش بتعمل كده

"قالت الجدة دون أن تتركه"
- أمال لما بتغلط بيعاقبوك ازاي؟

"قال زياد وهو يحمد الله في داخله أن جدته رقية لم تفعلها يوماً"
- ماكنتش بتعاقب، أنا كنت طفل هادي

"قالت الجدة متهكمة"
- طفل هادي، أنت عيلتك من الناس اللي بتقول التربية الإيجابية والكلام الفاضي ده؟

"قال زياد سريعاً"
- والله ما اتقالت في بيتنا يا نانا

"قالت الجدة وقد استوقفتها كلمته"
- نانا؟! أنت مش بتقول تيتة ليه؟

"قال زياد متألماً"
- سيبي ودني عشان اقولك

"تركت أذنه أخيراً ليضع يده عليها مدلكاً مكان أصابعها حتى يزيح الألم، قالت الجدة"
- قول

"جلس زياد أمامها ليقول"
- أنا لقيتهم بيقولوا نانا فقلت زيهم، اشمعنا أنا اللي هقول تيتة؟!

"سألته الجدة"
- وأنت عيلتك مين بقى؟

"أجابها زياد قائلاً"
- عيلة الراوي، تعرفيها؟

"صمتت الجدة قليلاً قبل أن تقول"
- الراوي... الراوي... أنت جدك الكبير اسمه فريد الراوي وكان عايش في الفيوم؟

"قال زياد في دهشة"
- تعرفي جدو الكبير؟

"ضحكت الجدة قائلة"
- كان صاحب أبويا يا واد

"قال زياد في ذهول"
- يا محاسن الصدف
"سألته الجدة قائلة"
- وجدك سليم لسة عايش؟

"هز زياد رأسه نفياً قائلاً"
- لا، مات وأنا عندي عشر سنين

"صمتت قليلاً ثم قالت في حزن"
- الله يرحمه

"ثم اتبعت متسائلة"
- وجدتك؟

"قال في هدوء"
- ماتت من خمس سنين

"عادت لتكرر"
- الله يرحمها

"ثم نظرت له قائلة بصوت خافت"
- اقولك على سر؟
"اقترب منها زياد قائلاً"
- قولي

"ضحكت الجدة في خجل ثم قالت"
- أنا كنت معجبة بجدك زمان وأنا صغيرة

"نظر لها زياد للحظات قبل أن يضحك قائلاً"
- بجد؟

"اومأت إيجاباً ثم اتبعت"
- آه، هو في واحدة في الفيوم ماكنتش معجبة به؟!

"ثم تنهدت قائلة"
- بس هو اتجوز بدري بقى... اتخطف

"قال زياد متأملاً تلك الصدفة القدرية"
- يعني كان زمانك جدتي دلوقتي

"عادت الجدة لتقترب منه قائلة"
- وجدتك كانت لسة حلوة بعد ما كبرت يا واد؟
"قال زياد بابتسامة عريضة"
- قمر!

"أمسكت الجدة بأذنه مجدداً ليتأوه وهي تقول"
- أنت بتغيظني يا واد أنت؟ أنت أصلك ماشفتنيش في شبابي، أمال أنت فاكر حلا طالعة حلوة لمين؟

"قال زياد متألماً من جديد"
- يا نان... يا تيتة مش قصدي، حضرتك قمر برضو والله

"قالت الجدة وقد شددت من ضغطها"
- أنت شكلك حلنجي، عارف لو ضحكت على حفيدتي؟ هشيل ودنك دي من مكانها

"لم يجد زياد بداً من أن يستدعي حلا"
- يا حلا! الحقيني

"جاءت حلا من المطبخ وفي يدها صينية عليها ثلاثة أكواب من شاي النعناع وهي تضحك قائلة"
- أنت وقعت في إيد تيتة؟ ماحدش هيخلصك، صدقني

"تركت الجدة أذنه من جديد ليقوم زياد من جوارها بسرعة قبل أن تمسك به مجدداً، قالت حلا ضاحكة"
- كنتم بتتكلموا في ايه؟

"قالت الجدة متوعدة"
- جايبالي حفيد سليم الراوي لغاية هنا يا حلا؟ حسابك معايا بعدين

"نظرت حلا إلى زياد وقالت"
- أنا مش فاهمة حاجة

"قال زياد ساخراً"
- جدي يا ستي يبقى الحب الأول لتيتة سحر

"تحركت الجدة بالكرسي لتتوجه ناحية زياد وهي تقول"
- تعالى هنا يا واد أنت

"اختبأ زياد خلف حلا وهو يقول"
- خلاص يا تيتة أنا آسف والله

"كان ذلك يحدث بينما كانت حلا تضحك بشدة حتى قالت"
- مش قادرة اقولكم أنا مبسوطة باللي بيحصل ده قد ايه

"وبعد أن انتهت الزيارة، نزلت حلا مع زياد إلى مدخل البناية لتقول بابتسامة"
- شكراً يا زياد على مجيتك معايا هنا

"ابتسم قائلاً"
- مافيش حاجة تستاهل الشكر، وبعدين أنا انبسطت إني اتعرفت على تيتة سحر

"ثم تحسس أذنه وهو يقول"
- ست بتسيب علامة في اللي يقابلها

"ضحكت حلا ثم قالت"
- واضح إنها حبتك، هي مابتعملش كده مع أي حد

"ثم اتبعت هامسة"
- قبل كده شبه طردت حد من صحابي عشان ماحبيتهوش

"ارتفع حاجباه في دهشة ليقول"
- ده أنا شكلي عديت من امتحان صعب بقى
"ابتسمت حلا في تقدير قائلة"
- أمال إيه! خليك فخور بنفسك

"ثم اتبعت"
- بس ماقلتليش يعني إنك من عيلة الراوي قبل كده

"رد قائلاً"
- عادي يعني، ماحسيتش إنها حاجة مهمة أوي

"ابتسمت في خبث قائلة"
- مش حاجة مهمة؟ ده احنا كان زماننا ولاد عم ولا حتى أخوات

"رد قائلاً بابتسامة"
- نقدر نعتبرها قرابة معنوية عشان تيتة سحر ماتزعلش

"ثم ضحكا قبل أن يودعها قائلاً"
- تصبحي على خير يا حلا!

"ابتسمت قائلة"
- وأنت من أهل الخير!
***
"مرت فترة لم يتقابلا فيها أبداً كي يتثنى لكليهما التفكير في الأمر، وعلى الرغم من أن القرار كان محسوماً بالنسبة لآدم، إلا أنه أعاد التفكير ثانية لأجلها.
لم يكن قرار انفصالهما سهلاً بالنسبة له، لذا فعل ما بوسعه كي يكون القرار في صالحهما، ولكنه لم يستطع.
وفي أحد الأيام، وجد إيميليا تتصل به"
- مرحباً، إيمي!

"ردت قائلة"
- مرحباً، آدم! كيف حالك؟
"رد في هدوء قائلاً"
- بخير، وأنتِ؟

"صمتت للحظات قبل أن تقول"
- بخير... كنت أفكر أن نلتقي مساء اليوم في منزلي في السابعة، ما رأيك؟

"رد موافقاً"
- حسناً، لن اتأخر

"وعندما حان الموعد، ذهب آدم إلى منزل إيميليا وطرق الباب ليفتح ويجدها في استقباله وهي بكامل أناقتها. ابتسم قائلاً"
- مرحباً، إيمي!

"عانقته قائلة"
- مرحباً، حبيبي! اشتقت إليك كثيراً

"ثم أمسكت بيده وقادته إلى الداخل لتقول"
- انظر ماذا أعددت لك... الطعام الذي تحب

"كانت الأضواء خافتة وطاولة العشاء عليها الأطباق المفضلة لديه، ومن حول الأطباق، كان هناك بعض أوراق الورد الأحمر مبعثرة على الطاولة بالإضافة إلى أضواء الشموع العطرة.
ابتسم آدم قائلاً بهدوء"
- يبدو أنكِ أعددتِ كل شيء

"اقتربت منه لتقول"
- أليس حبيبي هنا؟ يجب أن يكون كل شيء رومانسياً

"ابتسم لتتبع"
- هيا لنأكل

"مر الوقت وهما يتناولان الطعام ويتحدثان عن أشياء كثيرة حتى انتهيا لتقوم من مكانها وتقول بابتسامة"
- هيا لنرقص!

"قام معها ليرقصا على الموسيقى الهادئة لتقول إيميليا بصوت ناعم"
- لقد كانت فترة صعبة تلك التي قضيتها بعيداً عنك، عزيزي!

"نظر في عينيها قائلاً"
- أنا أيضاً اشتقتكِ كثيراً

"عادت لتقترب منه لتهمس جوار أذنه"
- هذه الليلة ستكون مميزة جداً

"ثم عادت لتنظر في عينيه لتقول بابتسامة"
- لو تعلم كم تبدو عينيك رائعة عندما أنظر إليها بهذا القرب

"ابتسم قائلاً"
- تبدين مختلفة هذه الليلة
"اتسعت ابتسامتها لتقول في دلال"
- نعم، كل شيء مختلف الليلة. أنا أريد أن أجعل هذه الليلة مميزة للغاية

"ثم قبّلته للحظات ليشعر هو بأن هناك شيء مختلف.
لم تكن هذه المرة الأولى، ولكنه كان يشعر بأنها تريد شيء آخر فابتعد عنها ليقول"
- لقد حسمتِ قراركِ، إيمي!

"كانت عبارته بعيدة عن التساؤل وكأنه يعلم.
لم تستطع الرد فاتبع"
- لهذا تحاولين استمالتي الليلة، صحيح؟

"قالت محاولة الحديث"
- آدم! أنا... لن أستطيع...

"رد قائلاً بابتسامة"
- أنا أيضاً لن أستطيع

"نظرت له متسائلة في حذر"
- والآن... ماذا؟
"نظر لها للحظات قبل أن يقول"
- يجب أن نفترق

"قالت بعينين دامعتين في رجاء"
- أرجوك... فكر بالأمر... يمكننا أن نجد حلاً سوياً

"قال في ثقة"
- لقد أمضيت طوال الأيام الفائتة وأنا أفكر، لا يمكنني أن أترك كل شيء واستقر هنا... عائلتي بحاجتي... وأنا بحاجتهم أيضاً... لا يوجد حل وسط... إما مصر وإما إنجلترا... وأنا لا استطيع أن اختار إنجلترا
"قالت في حزن"
- وماذا عني؟ ألم تقل أنك تحبني؟

"قال في حنان"
- لقد أحببتكِ، إيمي! تعلمين هذا جيداً، ولكنني لن أكون سعيداً إن اخترت البقاء هنا تماماً كما لن تكوني أنتِ سعيدة إن ذهبتِ معي فقط لأنكِ أحببتني

"ثم اتبع في أسف"
- ربما كان هذا خطأي أنني لم أكن واضحاً بما يكفي بشأن هذا الأمر من البداية... اعتذر منكِ، إيمي!
"ثم تعانقا ليقول هو في هدوء"
- لقد كانت أياماً سعيدة تلك التي عشتها معكِ

"قالت بصوت باكٍ"
- لن أجد من هو مثلك أبداً

"نظر لها ثم ابتسم قائلاً"
- ربما هذا أمر جيد حتى لا يتكرر الخلاف مجدداً... أنا أثق أنكِ ستجدين الأفضل

"اقتربت مقبلة إياه لتمر لحظات قبل أن يقول هو مودعاً"
- وداعاً، إيمي!

***

"في آخر الأسبوع، كانت العائلة بأكملها تتواجد في دار الأوبرا من أجل حضور أحد عروض الباليه الخاصة بفرح، والتي تقوم فيها بدور البطولة.
كان العرض رائعاً للغاية وكانت هي منطلقة على المسرح ترقص كفراشة جميلة تخطف الأنظار.
إن الباليه يمثل لها السعادة، فهي تشعر بأنها حية عندما تصعد على المسرح وترقص، ولكن في تلك الليلة، كانت سعيدة أكثر من أي وقت مضى بعد أن وقعت عيناها على الجمهور لتجده بينهم يراقبها بابتسامة ملوحاً لها بيديه عندما وقعت عيناها عليه لتتسع ابتسامتها وأكملت العرض بحماس أكثر حتى النهاية.
صفق الجمهور في سعادة لتختفي مع فرقتها لدقائق حتى قامت بتبديل ثيابها وخرجت لعائلتها وهي تقول متسائلة في سعادة"
- إيه رأيكم؟ العرض كان حلو؟

"ضمها رامز إليه قائلاً بفخر"
- كان يجنن يا فرح! كنتي هايلة
"أخذوا يهنئونها واحداً تلو الآخر بينما هي تطالع علي الذي كان يتوقف بعيداً حتى تقدمت ناحيته بعد أن بدأ الآخرين بالخروج استعداداً للذهاب.
سألته بحماس طفلة صغيرة"
- إيه رأيك يا علي؟ العرض كان حلو؟

"ابتسم ابتسامة عريضة قائلاً"
- تحفة، كنتي تخطفي

"قفزت في سعادة وعانقته ليهمس لها قائلاً"
- أنا بحبك يا فرح!
"نظرت له في ذهول وهي تسمعها منه لأول مرة فاتبع بابتسامة"
- أنتِ أحلى حاجة شافتها عيني في الدنيا دي

"ابتسمت في سعادة ثم دمعت عيناها في تأثر ليقول"
- فرح! أنتِ هتعيطي؟

"مسحت طرف عينيها لتقول بصوت متأثر"
- لا لا، أنا بس... مبسوطة

"ثم نظرت له وقالت بابتسامة جميلة"
- أنا كمان بحبك يا علي!

"ثم اتبعت في سعادة"
- ده أسعد يوم في حياتي

***

"مر الشهر سريعاً، وعاد أدهم وشمس إلى مصر أخيراً، وأول ما فعلاه في اليوم التالي هو الذهاب إلى قصر العائلة لقضاء اليوم معهم.
وأثناء ما كانت شمس تجلس مع بنات عمها، سألتها فرح في حماس"
- احكيلنا كل حاجة يا شمس! المكان كان رومانسي؟

"ابتسمت شمس في سعادة قائلة"
- كان رومانسي أوي، مافيش غير الشجر والبحر والغروب والشروق، مافيش دوشة المدينة خالص، كان حلو أوي

"ثم التفتت إلى رقية وقالت"
- على فكرة هتنبسطي هناك أوي أنتِ وعمر يا روكا! فكروا فيه وأنتو بتخططوا للـ honeymoon بتاعكم.
"ردت رقية قائلة بابتسامة"
- هقترحه عليه، مع إن الأماكن الهادية دي بتخليه يتخيل كمية الجرايم اللي ممكن تحصل هناك

"ضحكن معاً قبل أن تسألها فريدة قائلة"
- والجواز حلو بقى ولا إيه؟

"صمتت شمس قليلاً تفكر في رد قبل أن تقول"
- بصي هو واحنا هناك في قنديل قرص أدهم، قعدت واسيته يومها وتاني يوم نزلت اتفسح وسبته لوحده، احسبيها أنتِ بقى
"وهناك، في تجمع الذكور، سأل كريم نفس السؤال ليجيبه أدهم قائلاً"
- بيبقى في offers حلوة للمتجوزين استفدنا منها كلها

***

"في صباح يوم رحيله، استيقظ آدم من نومه لينظر جواره ويجد إيميليا لا تزال نائمة، لم يشأ أن يوقظها فقام من مكانه وتوجه إلى الحمام ليغتسل.
مر بعض الوقت ليخرج فيجدها قد استيقظت، اقترب ناحيتها ثم جلس جوارها ليقول بابتسامة هادئة"
- صباح الخير، إيمي!

"قبّلت وجنته لترد قائلة"
- صباح الخير، حبيبي!

"اتبع قائلاً"
- اذهبي وخذي حماماً دافئاً ريثما أعد الفطور، حسناً؟

"نظرت له للحظات قبل أن تهز رأسها إيجاباً وهي تشعر أنها إن نطقت الآن فستبكي. قامت من مكانها ثم دخلت الحمام لتجلس على حوض الاستحمام وتبكي دون صوت. لا يمكنها أن تصدق أن بعد ما عاشاه سوياً ليلة أمس أنه سيرحل اليوم حقاً.
لا يمكنها أن تطلب منه البقاء. هي تعلم جيداً أنه حتى إن وافق فلن يكون سعيداً هنا، كما أنها هي من قالت إنها جاءت ليلة أمس كي تودعه.
ما كانت لتتركه يرحل وتنتهي قصتهما هكذا دون وداع لائق، وكانت تعلم أنه استسلم لها فقط كي يودعها لا ليعطيها أملاً بفرصة أخرى لهما معاً.
مر بعض الوقت لتخرج من الحمام وترتدي ثيابها وتخرج من الغرفة لتجده قد انتهى من إعداد الفطور.
ابتسم لها قائلاً"
- لقد قمت بإعداد الفطائر كما تحبينها تماماً

"لفّت ذراعيها حول خصره وضمت نفسها إليه وهي تقول في ألم"
- أنت تصعّب الأمور عليّ أكثر. كأنك تريد أن تشعرني أي رجل رائع سأخسر اليوم.

"أحاطها بذراعيه قبل أن يقول"
- لا يوجد خسارة، إيمي! انظري! لقد تمكنتِ من جعلي استسلم لما كنت اتحفظ عليه منذ أن أحببتكِ. أليس هذا ربحاً؟
"نظرت له لتقول"
- هل تمزح؟ أنا بالكاد أمنع نفسي كي لا أطلب منك التفكير مجدداً، ما يمنعني أنني أخبرتك بالأمس أن ذلك هو وداع فقط.

"قال في هدوء"
- ذلك هو الأفضل لكلينا

"ثم اتبع بابتسامة"
- اسمعي! فلنؤجل كلمات الوداع الحزينة هذه للمطار، حسناً؟ فلنستمتع الآن بتناول الفطائر معاً.
"مر بعض الوقت حتى انتهيا من تناول الفطور ليستعد آدم بعدها للرحيل وتوصله إيميليا إلى المطار.
وهناك، وأثناء ما كانا يتودعان، قالت"
- يجب أن تعلم أنني أحبك كثيراً، وحتى بعد أن ترحل الآن، سيظل جزءًا مني متعلق بك مهما حدث.

"ثم اتبعت بعينين دامعتين"
- ليلة أمس عنت لي الكثير، آدم! لن أنساها طيلة حياتي

"ثم ختمت حديثها قائلة بعد أن نزلت دموعها"
- اعتذر منك لأنني لم أستطع أن أريد ما أردته أنت.
"ضمها إليه بقوة ليقول"
- ليس هناك ما تعتذري عنه، إيمي! ما كنت لأقبل احتمالكِ لشيء لا تريدينه بنفسك. أنا أريدكِ سعيدة حتى لو لم نتفق، هل تفهمين؟

"ثم نظر لها ومسح دموعها وهو يقول"
- أنا أيضاً أحببتكِ كثيراً، وستبقى لكِ مكانة عزيزي لدي.

"ثم اتبع بابتسامة"
- كنتِ محقة، ما كان يليق بنا وداعاً غير ليلة أمس

"ثم ختم حديثه قائلاً بعد أن قبّلها للحظات"
- وداعاً، عزيزتي!

***

"وصل آدم إلى القاهرة دون أن يخبر أحداً من عائلته فقد فضّل أن تكون مفاجأة. وأثناء ما كان الصغار يجلسون في الحديقة، رآه زياد من بعيد ليقول متعجباً"
- هو ده آدم ولا أنا بقيت بشوف هلاوس؟

"نظر الجميع في الاتجاه الذي ينظر إليه لتتسع أعينهم في دهشة قبل أن يقوموا من أماكنهم ويتقدموا ناحيته وأولهم مازن الذي عانقه بقوة قائلاً"
- حمد لله عالسلامة يا آدم! ليه ماقلتش لحد إنك جاي النهاردة؟

"ابتسم آدم قائلاً"
- حبيت أعملها مفاجأة

"رحب به الصغار واحداً تلو الآخر ليدخلوا جميعاً إلى داخل القصر قبل أن يطلق مازن تصفيرة عالية من الأسفل قائلاً بصوت عالٍ"
- يا بابا!! يا شمس!! آدم هناااا

"خرج الكبار جميعاً من غرفتيهما لتراه شمس وتنزل إلى الأسفل بسرعة حتى وصلت إليه لتعانقه بقوة قائلة"
- حبيبي! حمد لله عالسلامة يا آدم! وحشتني أوي أوي

"عانقها هو الآخر وهو يشعر براحة كبيرة متأكداً الآن فقط أنه اتخذ قراراً صحيحاً بعودته إلى هنا. قال"
- الله يسلمك يا ماما! حضرتك كمان وحشتيني أوي

"وبعدها، عانقه رامي مرحبّاً ليقول بابتسامة سعيدة"
- حمد لله عالسلامة يا آدم!

"رد آدم قائلاً بابتسامة"
- الله يسلمك يا بابا!

"قام رامز وندى بالترحيب به أيضاً قبل أن يسأله رامز قائلاً"
- ليه ماقلتش إنك جاي النهاردة عشان نستناك في المطار يا آدم؟ معقول تيجي لوحدك كده؟
"قال آدم بابتسامة"
- كنت حابب اعملهالكم مفاجأة وعشان كده ماقلتش

"قالت شمس بابتسامة سعيدة"
- أنا حالاً هبلغهم يعملوا كل الأكل اللي بتحبه عالعشا، أكيد جاي تعبان من السفر، وهتصل بشمس وأدهم عشان يجوا كمان، دول هيفرحوا أوي لما يعرفوا

"مرت نصف ساعة بالضبط حتى وصل أدهم وشمس لتدخل هي راكضة في حماس وسعادة قائلة"
- دومي فين؟
"كان آدم قد خرج من غرفته بعد أن بدّل ثيابه واستراح قليلاً لتراه شمس وتصعد إليه السلالم بسرعة وتعانقه بقوة قائلة"
- وحشتني أوي يا دومي!

"ضمها إليه في سعادة ليقول"
- وأنتِ كمان يا شمس! وحشتيني جداً

"نظرت له قائلة"
- قولّي إنك مش هتمشي تاني

"قال بصوت خافت دون أن يسمعهما أحد"
- ماتخافيش، قاعدلك

"تم تحضير العشاء واجتمعت العائلة بأكملها تتناوله في سعادة، وأكثرهم سعادة كانت والدته شمس، رغم أنها تشعر بأن هناك شيء ما جعله يعود بعد هذه المدة القصيرة، ولكن أكثر ما كان يعنيها أنه هنا الآن دون تلك الشقراء الإنجليزية التي تسبب لها ارتفاع ضغط الدم.
بعد العشاء، جلس الجميع ليتسامروا سوياً كعادتهم ليسأله مازن"
- وإيميليا عاملة إيه يا آدم؟ ليه ماجتش معاك؟
"صمت آدم قبل أن يقول"
- أنا وإيميليا سيبنا بعض

"ظهرت الدهشة على ملامح الجميع ليتبع آدم قائلاً بابتسامة"
- ماتقلقوش، مافيش حاجة وحشة. هو مجرد اختلاف في وجهات النظر وكان الأحسن نسيب بعض

"وبعد أن انتهت الجلسة العائلية، دخل رامي وشمس وآدم إلى غرفة المكتب كي يتحدثوا. سأله رامي"
- ايه اللي حصل يا آدم؟ سبتوا بعض ليه؟

"رد آدم قائلاً"
- بعد ما رجعت مع إيميليا إنجلترا طلبت منها نتجوز ووافقت، بس بعد كده اختلفنا على المكان اللي هنعيش فيه. هي كانت عايزانا نعيش في إنجلترا وأنا كنت عايز ارجع مصر... ماقدرناش نوصل لحل فاتفقنا عالانفصال.

"رد رامي قائلاً"
- أيوة يا آدم بس لو كنت حبيت تستقر في إنجلترا ماحدش كان هيعترض

"قال آدم في هدوء"
- أنا عايز افضل هنا يا بابا، مكاني هنا... وجودي في إنجلترا كان مؤقت وبس... المشكلة كانت فيّ لأني ماكنتش واضح كفاية معاها في رغبتي إني ارجع مصر

"قالت شمس في راحة"
- بصراحة يا آدم أنا مبسوطة إنك رجعت، ماكانتش هتبقى سهلة عليا لو قلتلي إنك هتستقر هناك على طول

"ثم اتبعت"
- بس في نفس الوقت مش عايزة ده يبقى على حساب سعادتك يا حبيبي!

"قال آدم بابتسامة"
-ماتقلقيش يا ماما! أنا كويس، الموضوع هياخد وقته وهينتهي بالنسبة لي... المهم إني رجعت وبس

"ثم عاد ليلتفت إلى والده ليقول"
- وكمان أنا عايز أرجع لشغلي في الشركة من بكرة

"وافق رامي قائلاً بابتسامة
- زي ما تحب، بس أنا شايف إنك تستنى لأول الشهر أحسن... يعني على ما تكون ارتحت شوية بعد التجربة اللي مريت بيها وتبقى أحسن

"هز آدم رأسه موافقاً ليقول بابتسامة"
- كويس جداً

***

"كان زياد يجلس في الحديقة بصحبة فريدة وفرح، وكعادة فرح، كانت تجلس بطبق من الفشار وهي تستمع إلى أحاديث زياد التي تسليها أكثر من الأفلام، وكان يحدثهم عن حلا ليقول في حيرة"
- دلوقتي بما إنكم بنات وتعرفوا البنات اللي زيكم، أنا أعمل ايه عشان اخليها تحبني أو على الأقل تعجب بيّ؟

"قالت فرح فجأة"
- هاتلها ورد

"هز رأسه نفياً قائلاً"
- مالهاش فيه

"ثم قال متذكراً"
- بس هي بتحب النعناع أوي... اجيبلها نعناع؟

"قالت فريدة ضاحكة"
- ده عملاّ بمبدأ "مالقيتش ورد جبتلك جرجير"؟

"ضحكت فرح بشدة لتضحك فريدة على مزحتها هي الأخرى، بينما زياد ينظر لهما شذراً، قال"
- لطيفة أنتِ كده؟ وأنا اللي جاي استشيركم

"حاولت فريدة أن تتوقف عن الضحك ثم قالت"
- يابني ما هو مافيش حاجة اسمها البنات بتحب ايه، أنت عارف العالم ده كله في كام بنت؟ كل واحدة ليها شخصية مختلفة تماماً

"هز رأسه موافقاً ثم قال"
- آه زيك أنتِ ورقية وفرح كده

"قال مدركاً شيئاً هاماً"
- كان لازم اسأل كريم في الموضوع ده

"قالت فرح بدورها"
- هي شبه مين فينا اكتر؟ أنا ولا فريدة ولا رقية؟

"رد زياد قائلاً"
- رقية وفريدة مضروبين في الخلاط

"ضحكت فريدة قائلة"
- "طلعتي أنتِ يا جواهر!"

"قالت فرح متسائلة"
- يعني ايه يا زيزو؟
"قال زياد مفسراً"
- يعني شخصيتها قوية كده ومعتمدة على نفسها، دمها خفيف، وبتحب المغامرة، ودايسة في أي حاجة كده زي واحد صاحبي

"قالت فرح في هدوء مريب"
- وأنا مش كده؟

"صمت زياد فجأة وهو يشعر بأنه سقط في فخ ليسمع فريدة تقول بصوت خافت"
- البس!
"نظر زياد إلى فرح وقال بابتسامة لطيفة"
- أنتِ كده طبعاً يا فرح، كل الحكاية بس إن...

"قالت فرح بوجه عابس"
- إن إيه؟

"حاول زياد إيجاد الكلمة المناسبة حتى قال فجأة"
- بسكوتة... أنتِ بسكوتة يا فرح

"ازداد عبوس فرح وهي تقول"
- يعني ايه؟ ضعيفة؟

"قالت فريدة فجأة"
- طرية يا فرح! يقصد إنك طرية

"نظر لها زياد في صدمة ثم نظر إلى فرح التي دمعت عيناها، قال سريعاً محاولاً إصلاح الموقف"
- لا أنا ماقصدش كده، أنا...

"وفجأة أخذت تبكي، وليزداد الموقف صعوبة، كان رامز قد عاد من الشركة ليلمحهم في الحديقة ويتقدم ناحيتهم، عندما رآه زياد التفت إلى فرح وقال"
- أنا آسف يا فرح! بس بطلّي عياط، بابا جاي ولو شافك كده هيبهدلني

"كان رامز قد وصل إليهم بالفعل لترحب فريدة به بابتسامة"
- حمد لله عالسلامة يا بابي!

"ابتسم رامز قائلاً"
- الله يسلمك يا فريدة!
"وضع يديه على كتفي فرح وقبّل رأسها قائلاً"
- فرح! مش هتسلمي على بابي؟

"التفتت له فرح ليرى وجهها الباكي وهي تقول في حزن"
- زياد بيقول عليا بسكوتة

"ارتفع حاجبا زياد في صدمة بينما فريدة تراقب ما يحدث باستمتاع وقد التقطت طبق الفشار الذي كانت تحمله فرح لتأكل وهي تشاهد.
جلس رامز جوار فرح لتقترب منه فيحتضنها كي تهدأ، قال زياد مدافعاً"
- أنا ماقصدتش اللي فهمته، كل اللي قصدته إنها...

"عاد ليصمت وهو يفكر في كلمات مناسبة لتعاود فريدة حصره في الزاوية وتقول"
- طرية.. يقصد إنها طرية

"ازداد بكاء فرح ليقول زياد في ضيق"
- ما تسمعينا صمتك يا أستاذة فريدة شوية!

"نظرت فرح إلى رامز وقالت"
- أنا بسكوتة يا بابي؟

"صمت رامز للحظات ثم قال"
- الحقيقة يا فرح... آه أنتِ بسكوتة

"عادت لتبكي مجدداً ليضمها إليه بابتسامة قائلاً"
- بس مش لأنك طرية زي ما فريدة بتقول، لأنك رقيقة وحلوة أوي، أنتِ أكتر واحدة تشبه نانا روكا وهي صغيرة، وأكتر واحدة دلعتها في اخواتك، وأحلى حاجة فيكي هي رقتك دي

"هدأت فرح قليلاً ليتبع هو قائلاً"
- وبعدين أنتِ هتصدقي كلام واحد بيتخض لما الدنيا تمطر ويسمع صوت رعد؟ وكمان بياكل سيريلاك؟

"ضحكت فريدة وهي تشير ناحية زياد الذي قال بلا مبالاة مصطنعة"
- طعمه حلو أصلاً

"اتبع رامز قائلاً"
- ولا واحدة بتعض شعرها لما بتتوتر، بجد يا فريدة بتعملي كده ليه؟

"نظرت له فريدة في صدمة لتسمع زياد يهمس قائلاً"
- أحسن أحسن

"ابتسم رامز قائلاً"
- يجوا إيه دول جنب فرح حبيبة بابي؟

"هدأت تماماً وعادت لتبتسم من جديد ثم التفتت إلى زياد وفريدة وأخرجت لهما لسانها وهي تقول"
- أنا حلوة

***
"وأثناء ما كان علي يجلس مع صديقه يحيى في إحدى المقاهي، سأله صديقه قائلاً"
- مين بقى البنت اللي أنت تعرفها الفترة دي؟

"رد علي قائلاً"
- اسمها فرح، نعرف بعض بقالنا ست شهور

"قال يحيى في دهشة"
- ست شهور؟ ست شهور وأنا ماعرفش؟

"قال علي ساخراً"
- واقولك ليه يابني؟ أنت أمي ولا إيه؟

"عاد يحيى ليسأله"
- طب وإيه؟ الموضوع بجد؟

"هز علي رأسه قائلاً"
- شكله كده بجد فعلاً... أنا بقالي كام يوم بفكر اتقدملها

"هتف يحيى قائلاً"
- أوبا!! علي بيقع

"ضحك علي ليتبع يحيى أسئلته"
- طب ما تحكيلي عنها كده، بتشتغل ولا لا، وعيلتها عاملة ازاي؟ قابلت حد من أهلها أصلاً ولا لا؟

"رد علي قائلاً"
- هي بتشتغل باليرينا، بتقدم عروض في مصر وبرة مصر

"ارتفع حاجبي يحيى ليقول"
- باليرينا؟ رقص باليه يعني؟ وأنت عادي كده؟

"اومأ علي قائلاً"
- آه... تمام

"اتبع يحيى متسائلاً"
- طب وإيه تاني؟

"رد علي قائلاً"
- ماقابلتش حد من عيلتها بشكل شخصي لسة، بس شفتهم مرة لما حضرتلها عرض في الأوبرا

"أومأ يحيى قائلاً"
- من عيلة مين بقى؟

"أجابه علي قائلاً"
- عيلة الراوي

"نظر له يحيى في صدمة قبل أن يقول"
- الراوي مين؟ قصدك الراوي اللي هما أغنى عيلة في البلد دي؟

"ابتسم علي قائلاً"
- آه... هي
"اتبع يحيى في ذهول"
- البنت اللي أبوها كان مترشح يبقى وزير الإسكان السنة اللي فاتت ورفض المنصب، وهو وأخوه في إيدهم معظم مشاريع الاستثمار الxxxxي والمقاولات في البلد دي؟

"عاد علي ليومئ قائلاً"
- أيوة

"ظل يحيى يطالعه في صدمة ليضحك علي قائلاً"
- مالك يابني؟ تنحت كده ليه؟

"سأله يحيى غير مصدقاً"
- أنت عايز تناسب العيلة دي بجد؟

"هز علي رأسه مؤكداً ليقول"
- آه، إيه المشكلة؟

"قال يحيى مجادلاً"
- أنت كمان مش واخد بالك؟ يابني أنت مش قد الناس دي خالص، ده أنت كل اللي حيلتك فكة بالنسبة لهم

"قال علي مستنكراً"
- في إيه يا يحيى؟ هو البني آدم قيمته في فلوسه ولا إيه؟

"هز يحيى رأسه نفياً قائلاً"
- لا يا حبيبي مش القصد، بس دول مش فلوس وبس، دول كل حاجة. أنت شكلك مش فاهم هتدخل على إيه، هتقول إيه لأبوها أصلاً؟ أنت فاهم لو عملت أي حركة مش تمام معاهم هيحصلك إيه؟

"سأله علي قائلاً"
- ليه بتقول كده؟

"أجابه يحيى قائلاً"
- بقولك كده عشان تخلي بالك وماتكررش اللي حصل في خطوبتك اللي فاتت، لو الفرق اللي كان بينك وبين نهى قيراط... فالفرق بينك وبين البنت دي أربعة وعشرين

"نظر له علي دون رد فقال يحيى"
- شكلك فهمتني

"قال علي أخيراً"
- أنا بحب فرح، وهي بتحبني جداً أصلاً، ومن كلامها يعني أبوها مابيرفضلهاش طلب، يعني هيوافق على جوازنا
"حاول يحيى الحديث قبل أن يقاطعه علي قائلاً"
- يحيى! موضوع نهى خلص خلاص، بقولك فرح كلام تاني... أنا مبسوط معاها.

"ظل يحيى صامتاً قبل أن يقول"
- هقولك إيه يعني... مبروك مقدماً.

***

"وفي المساء، اتصلت حلا بزياد وبدأ الحوار التالي"
- زيزو! ازيك؟
"ابتسم وهو يقول"
- أنا كويس يا حلا! أخبارك إيه؟

"ردت قائلة"
- أنا تمام جداً

"ثم اتبعت قائلة"
- بص أنا بكلمك عشان أطلب طلب سخيف بصراحة، ممكن ترفض لو عايز

"ضحك قائلاً"
- مش لما أعرف هو إيه الأول؟

"قالت بدورها"
- أنا دلوقتي عندي بروفا مهمة في المسرح، وتيتة تعبانة شوية ولو سبتها ورحت المسرح هيفضل بالي مشغول عليها. ممكن تيجي تقعد معاها؟ هما ساعتين بس والله

"قال فوراً"
- أكيد هاجي يا حلا! نص ساعة وأكون هناك

"قالت في امتنان"
- شكراً جداً، بص أنت هتلاقي المفتاح جوة الزرعة اللي متعلقة جنب الباب، وأنا هتصل بيها دلوقتي وأقولها إنك جاي

"تعجب زياد من مكان المفتاح، ولكنه قال"
- ماشي

***

"وصل زياد إلى الشقة وبحث عن المفتاح ليجده داخل أصيص الزرع بالفعل ليفتح الباب ويدخل فيجد الجدة تخرج إليه، قالت"
- أنت تاني يا واد أنت؟ هي حلا ماتعرفش بنات ولا ايه؟

"قال زياد بحاجب مرفوع"
- امشي يعني؟

"تنهدت في يأس ثم قالت"
- لا خلاص تعالى، اهو اللي موجود

"قال زياد ساخراً"
- ده على أساس إني طبق الجبنة اللي بيتاكل لما الواحد يجوع بالليل ومايلاقيش أكل؟

"ضحكت الجدة رغماً عنها قائلة"
- دمك خفيف يا زيزو

"ضحك زياد ثم تقدم ناحيتها وقال"
- تحبي نعمل إيه دلوقتي؟

"قالت الجدة بعد تفكير"
- تعالى اقرالي الجرنان

"مر بعض الوقت وهو يقرأ لها الجريدة حتى قالت"
- واد يا زيزو! هو أنت مالكش اخوات؟

"ضحك قائلاً"
- احنا ستة يا تيتة

"رفعت الجدة حاجبيها في دهشة"
- ستة؟!
"ثم تمتمت قائلة"
- ما شاء الله! أبوك كان فاضي باين

"ضحك زياد لتتبع متسائلة"
- وليك أعمام، عمات، خلان، خالات؟

"قال زياد بابتسامة"
- عندي خالة واحدة عايشة في هولندا، وبالنسبة للأعمام، فأنا ماليش غير عم واحد بس وعنده ولدين وبنت

"هزت الجدة رأسها مستوعبة ثم قالت"
- وأنت الصغير؟

"هز رأسه إيجاباً ثم قال"
- آه، وفي مازن ابن عمي كمان، بيني وبينه عشر ساعات بس

"ثم خطرت بباله فكرة ليقول"
- تحبي أكلمه يجي يقعد معانا؟

"أمسكت بأذنه فجأة لتقول"
- أنت هتعمل حفلة في بيتي يا واد؟!
"قال زياد متألماً"
- العفو يا تيتة! أنا بس قلت جايز حابة تتعرفي عليه ولا حاجة، واهو يسلينا احنا الاتنين

"صمتت قليلاً ثم قالت"
- وده دمه خفيف وحلنجي زيك؟

"قال زياد مؤكداً"
- مايتخيرش عني خالص

"تركت الجدة أذنه ثم قالت"
- ماشي، كلمه

"قام من جوارها وهو يتمتم"
- ودني هتكون وقعت على آخر اليوم أكيد

"أمسك بهاتفه ثم اتصل بمازن الذي كان في غرفته يستعد للخروج"
- ألو؟!

"سأله زياد قائلاً"
- أنت فين؟
"رد مازن قائلاً"
- في البيت وخارج كمان شوية

"قال زياد سريعاً"
- لا ماتروحش في أي حتة، هات الجيتار بتاعي وتعالى عالعنوان اللي هبعتهولك دلوقتي

"قال مازن متسائلاً"
- عنوان إيه؟ أنت فين أساساً؟

"أجابه زياد قائلاً"
- أنا عند تيتة سحر

"قال مازن متعجباً"
- مين تيتة سحر دي؟

"قال زياد باختصار"
جدة حلا، لما تيجي هحكيلك

"قال مازن متأففاً"
- طيب طيب، ابعت العنوان
"ثم سمع صوتاً ما يأتي من جهة زياد قبل أن يصله رد زياد قائلاً"
- بقولك ايه... تيتة سحر بتقولك هات لب أبيض

"رفع مازن حاجبيه مدهوشاً ليقول"
- لب أبيض؟! طب اجيب بيجامتي معايا كمان ولا لا؟

"قال زياد ضاحكاً"
- لا تيتة سحر عاملة حسابنا، ماتخافش

"أنهى مازن المكالمة ليخرج من غرفته متوجهاً إلى غرفة زياد ليلتقط الجيتار الخاص به ويخرج ليجد والدته أمامه، قالت شمس متسائلة"
- أنت بتعمل ايه في أوضة زياد؟

"أجابها مازن قائلاً"
- كنت بجيب الجيتار، هو قالي اجيبهوله وهروح اشوفه دلوقتي

"اومأت برأسها متفهمة قبل أن تتبع"
- وهتتقابلوا فين؟
"قال مازن بصراحة"
- عند تيتة سحر

"قالت شمس متعجبة"
- تيتة سحر مين؟

"قال مازن سريعاً"
- ده موضوع عايز قعدة وأنا لازم اروح اجيب لب أبيض دلوقتي، سلام!

"ثم رحل تحت أنظارها المندهشة وهي تقول"
- لب أبيض لتيتة سحر؟! ده عمره ما جابهولي أنا

***

"وصل مازن إلى حيث العنوان ليدق الباب فيفتح له زياد، قال زياد في غيظ"
- اتأخرت ليه؟!

"قال مازن مبرراً"
- كنت بجيب اللب اللي طالبينه

"ثم أخذ يتأمل الشقة في فضول ثم سأل"
- هي فين؟

"قال زياد بعد أن أخذ منه الجيتار واللب"
- في الأوضة اللي عاليمين بتتفرج عالتليفزيون، تعالى معايا

"وقبل أن يتحرك زياد، أوقفه مازن قائلاً"
- تعالى بس، أنت بتعمل ايه هنا؟

"قال زياد سريعاً"
- حلا وراها بروفا دلوقتي، وجدتها تعبانة ومافيش حد يقعد معاها فقالتلي آجي

"قال مازن متسائلاً"
- وأنا وضعي إيه في رحلة العلاج دي؟

"قال زياد بصوت منخفض"
- جاي تسلينا، ارتحت؟

"كاد مازن أن يرد قبل أن يسمعا صوت الجدة وهي تقول"
- مين يا زيزو؟
"ضحك مازن قائلاً"
- زيزو؟! دي جدتك أنت كمان باين، أنت نسيت نانا روكا خلاص؟

"قال زياد مسكتاً إياه"
- ماتجيبش سيرة روكا جوة، فاهم؟

"سأل مازن متعجباً"
- ليه؟

"قال زياد ببديهية وكأنه يعلم"
- تيتة سحر بتغير

"ثم أخذه إلى الداخل حيث توجد الجدة، قال زياد بابتسامة"
- مازن جه يا تيتة!

"نظرت الجدة ناحية مازن الذي كان يطالعها بفضول أيضاً لتقول هي"
- جبت اللب؟

"قال مازن في جدية مصطنعة"
- حصل

"أشارت ناحية الأرض لتقول"
- طب اقعدوا أنتم الاتنين جنبي هنا على ما المسلسل يخلص، ماحدش يتكلم

"جلسا إلى جوار كرسيها ليشاهدوا المسلسل معاً وهم يتناولون اللب، وكانت الجدة منهمكة في الأحداث بينما الاثنين لا يفهمان أي شيء، ولكن مع الوقت، بدأ زياد ينسجم مع الأحداث بالفعل ليقول فجأة"
- ازاي يعمل كده؟ كان لازم يعرّف عايدة كل حاجة قبل ما يتصرف من دماغه كده

"ردت الجدة سحر وهي تتناول حبة اللب"
- ربنا يستر بس ويقولها من نفسه قبل ما سلوى تعرف وتوقع بينهم

"رد زياد قائلاً وهو يتناول حبة لب أخرى"
- يا رب!

"كان هذا قبل أن يمسك مازن بقميصه من الجانب كي يلتفت له ويقول بصوت خافت"
- أنت جايبني اتفرج على مسلسل؟ ده أنا ماعملتهاش في بيتنا

"قال زياد بصوت خافت أيضاً"
- أمال أنت فاكر إنك جاي ديزني لاند؟ وبعدين ما أنت بتاكل لب اهو

"ثم اتبع قائلاً"
- استنى بقى أما نشوف عايدة هتتصرف ازاي

"كاد مازن أن يرد قبل أن يتأوها سوياً عندما أمسكت الجدة بأذن كل منهما، قال مازن متألماً"
- آآآه إيه المفاجأة دي!!

"قالت الجدة في ضيق"
- أنا مش قلت ماحدش يتكلم؟! كلامي مابيتسمعش ليه؟

"قال مازن مغمضاً عينيه بشدة"
- أنا آسف، مش هعيدها

"كان المسلسل قد انتهى لتترك أذنيهما أخيراً وتطفئ التلفاز وتعاود الالتفات لمازن الذي كان يفرك أذنه في ألم، قالت"
- أنت كمان ماحدش شد ودنك وأنت صغير؟

"هز رأسه نفياً قائلاً"
- لا وهيشدوها ليه؟

"قالت في حزم"
- عشان نتربى

"ثم اتبعت متسائلة"
- وأنت بقى بتعمل ايه في حياتك؟

"أجابها مازن قائلاً"
- بلعب اسكواش

"قالت الجدة متعجبة"
- ده ايه البتاع ده؟

"قال مازن شارحاً الأمر"
- دي لعبة أنا بيكون معايا فيها مضرب وكورة واضرب الكورة في الحيطة تقوم ترجع للاعب اللي معايا، ولو ماعرفش يردها يخسر

"هزت رأسها متفهمة ثم قالت"
- وأنت بقى بتعرف تردها؟

"قال مازن في فخر"
- أنا بطل العالم تلات سنين ورا بعض يا تيتة

"التفتت الجدة إلى زياد ثم قالت"
- وأنت بقى بتلاعب الحيطة زيه ولا بتعملك حاجة مفيدة؟

"رفع مازن حاجبيه في صدمة ليضحك زياد قائلاً"
- أنا بغني

"قالت الجدة في سعادة"
- حلو، غنيلي

"أمسك زياد بالجيتار وأخذ يغني لبعض الوقت بينما كانت الجدة تستمع بابتسامة، وعندما انتهى، قالت"
- صوتك حلو يا واد!
"ابتسم زياد في سعادة بينما التفتت هي إلى مازن وقالت"
- شايف؟! اتعلم!

"نظر مازن لها في يأس ثم قال"
- حاضر

"قالت الجدة في حزن"
- أنت زعلت؟! طب استنى

"أخرجت من جيب ثوبها قطعة من الشوكولاتة وأعطتها له قائلة بابتسامة"
- دي عشان بطل العالم تلات سنين ورا بعض

"أمسك مازن بالشوكولاتة في سعادة كالأطفال وهو يقول"
- شكراً يا تيتة

"نظرت لكليهما وقالت"
- عارفين؟! أنا هعملكم حاجة حلوة

"قال زياد بسرعة"
- كيكة؟
"هزت الجدة رأسها نفياً ثم قالت"
- هحكيلكم حدوتة

"ثم أشارت إلى ساقيها وقالت"
- بس حطوا راسكم هنا

"قال مازن في حذر"
- هتشدي وداننا؟

"قالت الجدة في سأم"
- يا واد اسمع الكلام ماتوجعش قلبي

"فعلا كما طلبت لتضع كل يد من يداها الاثنتين على رأسيهما وتحركها بين خصلاتهما بينما هي تقوم بسرد الحكاية، ولم تمر دقيقتان حتى تسببت تلك الحركة السحرية في نوم الاثنين فوراً.
مر بعض الوقت حتى شعر زياد بصوت ما ليقول فجأة"
- ماما!

"ضحكت حلا بصوت منخفض وهي تهمس"
- ماما ايه بس؟! أنتو نايمين ليه؟
"حاول أن يفيق من نومته ليقول"
- تيتة كانت بتحكي حدوتة وبعدين نمنا منها

"عادت حلا لتضحك بصوت خافت حتى لا توقظ جدتها، التي نامت في مكانها أيضاً، بينما قام زياد بإيقاظ مازن الذي استيقظ قائلاً"
- أنا فين؟

"قال زياد بصوت خافت"
- قوم عشان نروح

"نظر مازن ناحية الجدة وقال في إدراك"
- تيتة سحر

"ثم اتبع"
- هي الحدوتة خلصت على إيه؟

"ضحكت حلا بينما سحبه زياد كي ينهض ويخرجوا جميعاً من الغرفة، وعند الباب، قالت حلا باعتذار"
- أنا آسفة إني اتأخرت ساعة زيادة، البروفا طولت غصب عنا

"رد زياد بابتسامة"
- ولا يهمك، احنا انبسطنا عموماً

"ثم التفت إلى مازن ليقول"
- مش كده ولا إيه يا مازن؟

"قال مازن وهو يحاول أن يفتح عينيه مجدداً"
- كانت تحفة، هنجيلكم كل يوم

"ضحكت حلا لتقول في امتنان"
- بجد شكراً على وجودكم النهاردة

"رد زياد قائلاً"
- احنا ماعملناش حاجة

"ثم اتبع قائلاً"
- يلا روحي ارتاحي، تصبحي على خير!

"ابتسمت حلا قائلة"
- وأنت من أهله
***
"عادا إلى القصر وصعد مازن إلى غرفته وهو يشعر بأن قصة الجدة سحر كانت كالمخدر أصابته بنعاس شديد، وبمجرد أن دخل السرير وبدأ يغلق عينيه كي ينام، شعر بأحد يجلس جواره قبل أن يصله صوت والدته التي قالت"
- ميزو! كنت فين؟

"رد مازن بصوت ناعس"
- عند تيتة سحر

"سألته قائلة"
- أيوة مين تيتة سحر دي؟

"رد قائلاً"
- أنا عايز أنام يا ماما! بكرة هحكيلك

"ثم كاد أن ينام قبل أن يستفيق مجدداً على صوتها وهي تقول"
- طب هتجيبلي لب أبيض زيها ولا لا؟

"رد مازن قائلاً"
- هجيبلك مقلة، سيبيني أنام
"قالت شمس في غيظ"
- نام، قال يعني مش كنت لسة صاحي من كام ساعة بس

***

"أما زياد، فعندما دخل غرفته، أمسك هاتفه واتصل بحلا"
- ألو!

"سألها قائلاً"
- صاحية؟
"ابتسمت قائلة"
- صاحية

"سألها قائلاً"
- عرض إني اشتغل في الفرقة معاكم لسة موجود ولا لغيتي الفكرة؟

"قال دون تردد"
- موجود طبعاً

"ثم اتبعت متسائلة"
- قررت؟

"صمت للحظات قبل أن يقول"
- أنا موافق

****

انتهى الفصل

دانه عبد likes this.

روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-22, 10:11 PM   #5

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي ما بعد الضجيج-نور محمد

الفصل الرابع

"استغل أدهم وشمس أسبوع الراحة الذي يمكثه آدم في المنزل ليقوما بدعوته على الغداء.
وهناك، بعد انتهوا جميعاً من الغداء، جلسوا في حديقة المنزل لتسأله شمس"
- هو إيه اللي حصل مع إيميليا يا آدم؟

"أجابها قائلاً"
- ما أنا حكيتلكم المشكلة
"ردت شمس قائلة بابتسامة ودودة"
- أيوة بس أكيد هتقولنا احنا تفاصيل زيادة شوية، أختك الوحيدة وابن عمك وصاحبك المقرب

"ابتسم آدم قائلاً"
- يعني انتو جايبيني هنا عشان تستجوبوني؟

"قال أدهم بدوره"
- مش استجواب يا آدم! بس أنت قلتلي إنك كنت بتحبها ومبسوط معاها، هتنسى كل ده عادي؟
"رد آدم قائلاً"
- المفروض اعمل إيه؟ مافيش حل غير إن واحد فينا يجي على نفسه عشان خاطر التاني، وده صعب. أنا مش هقبل إنها تبقى عايشة في مكان مش حباه عشان ترضيني وبس، وأنا حياتي هناك مش هتبقى مريحة ليّ.

"قالت شمس بدورها"
- بس أنتو ممكن تيجوا هنا في الإجازات يعني أنت مش هتسيب مصر نهائياً

"رد آدم قائلاً"
- بس حياتي الأساسية هتبقى هناك، شغلي هيبقى هناك والعيلة اللي هعملها معاها أساسها هيبقى هناك، لو جيت هنا مش هقعد أكتر من أيام

"ثم اتبع"
- أنتِ بنفسك أول حاجة قلتيها لما شفتيني إني مامشيش تاني، دلوقتي بتقنعيني اسيب هنا؟

"قالت شمس في هدوء"
- أنا عايزاك مبسوط يا آدم!
"اومأ آدم ليقول مطمئناً"
- أنا فعلاً مبسوط هنا، لما رجعت وشفتكم كلكم حسيت إني اخدت قرار صح.

"ثم اتبع"
- صدقوني أنا حاولت أفكر كتير قبل ما آخد أي قرار. حسبتها من كل ناحية وحاولت أوصل لحاجة ترضي الكل بس ماقدرتش. يمكن دي تكون أنانية بس في النهاية مش أنا لوحدي اللي اخترت الحاجة اللي تريحني، هي كمان عملت كده.

"سأله أدهم قائلاً"
- يعني أنت دلوقتي متضايق منها؟

"هز آدم رأسه في نفي قائلاً"
- خالص، ماقدرش ألومها على حاجة أنا كمان عملتها. احنا سيبنا بعض وكل واحد بيتمنى للتاني السعادة في حياته، ولو شفنا بعض تاني مش هيكون فيه غير كل ود وبس، وأي مشاعر موجودة دلوقتي هتخلص مع الوقت.

"ساد الصمت وكلاهما لا يستطيع أن يجد رداً حتى قال أدهم"
- بصراحة، أنا مبسوط إنك رجعت يعني

"ثم اتبع قائلاً"
- أنا ورقية شايلين حاجات كتير فعلاً، وزي ما أنت عارف، كريم مش في دماغه خالص، عدى على تخرجه قد كده ولسة مش عايز يشتغل

"ابتسم آدم قائلاً"
- ماتقلقش أنا هساعدكم، أنا أصلاً مستني الأسبوع ده يخلص عشان ابدأ شغل
"قالت شمس بدورها"
- آه ساعدهم، عشان في واحد كان واعدني بإجازة عشان نتفسح ومانفذش كلامه

"نظر لها أدهم ليقول"
- بدأتي شكوى خلاص؟ أنا مش فسحتك امبارح؟

"قالت شمس ساخرة"
- امتى؟ لما رحنا نشتري حاجات الرسم بتاعتي؟ عملتها فسحة؟
"ضحك آدم من حديثهما ثم قال"
- فوتي الأسبوع الجاي يا شمس لغاية ما أدهم يفهمني الوضع عامل إيه هناك، والأسبوع اللي بعده أنا هكون مكانه عشان تتفسحوا سوى

"نظرت شمس إلى أدهم وقالت"
- سامع؟ هحضر شنطتي الجمعة الجاية، لو ماخدتش إجازة هسافر أنا واسيبك

"قال بابتسامة مصطنعة"
- من كتر ما بتقوليلي هعمل أي حاجة واسيبك، بقيت أحس إنك في مرة هتهربي ومش هترجعي تاني

"هزت رأسها قائلة"
- يخلص بس المعرض الجاي بتاعي وأقرر

"أمسك أدهم بالوسادة التي كانت جواره وألقاها ناحيتها في غيظ ليقوم آدم من مكانه ويقول"
- طيب شكل وصلة الجنان بتاعتكم بدأت، أنا همشي بقى، مع السلامة!
***
"كان مازن يجلس جوار والدته على الأريكة وهو يضع رأسه على ساقها وهي تمسح بيدها على رأسه بينما يروي لها ما حدث عند الجدة سحر. قالت شمس"
- يعني تيتة سحر كانت إحدى معجبات جدك سليم؟

"هز رأسه إيجاباً ليقول"
- ايوة ومابتحبش تيتة روكا عشان اتجوزته وخطفته بدري

"قالت شمس معلقة"
- تيتة روكا؟ اسمها نانا روكا

"رد مازن قائلاً"
- ما هي تيتة سحر زعلت لما زياد قالها تيتة فبقيت اقول زيه لا تشد وداني تاني

"قالت شمس في ذهول"
- شدت ودانك؟

"قال مؤكداً"
- ايوة، واتفاجأت إن ماحدش شد وداني وأنا صغير قبل كده، ومن ساعتها ووداني بتوجعني

"مسحت على أذنه وقالت في حنان"
- سلامتك يا حبيبي

"ثم اتبعت"
- وهتشوفوها تاني؟

"أجابها قائلاً"
- مش عارف بس تقريباً آه لأنها حبتني أنا وزياد وقالت إننا سليناها

"ثم قال وقد تذكر شيئاً"
- دي حتى اديتني شوكولاتة لما قلتلها إني بطل العالم في الاسكواش
"قالت شمس متسائلة"
- بس يعني أنت رحتلها واخدتلها لب أبيض واتفرجت معاها عالمسلسل وعملت فيها حفيدها المجهول، مابتعملش معايا كده ليه؟ هو أنا مش مامتك؟

"قال مازن سريعاً"
- ازاي تقولي كده يا ماما؟ ده أنتِ أحلى ماما في العالم

"قالت وقد أمسكت بأذنه فجأة"
- واللي عنده أحلي ماما في العالم مش بيجيبلها لب أبيض زي تيتة سحر ليه؟

"قال متأوهاً"
- يا ماما وأنا اعرف منين إنك بتحبيه؟

"قالت في ضيق"
- مش عارف عشان مش مهتم، شاطر تجري على تيتة سحر وتجيبلها اللي هي عايزاه

"رد مازن وهو يحاول تخليص نفسه من يدها"
- ما هو حضرتك ماطلبتيش قبل كده ورفضت، هشم على ضهر ايدي مثلاً؟

"تركت شمس أذنه ثم أخذت تضربه على ذراعه لتقول"
- تشم على ضهر إيدك؟ أنا ماعرفتش أربي فعلاً، ما أنا لو كنت شديت ودنك من زمان كان زمانك جايبلي لب أبيض من غير ما اقول، بس أنا دلعتك واخدتك عليا

"قال متوسلاً"
- أنا آسف... هجيبلك كل اللي نفسك فيه

"تركته شمس أخيراً لتقول"
- ماشي... هسامحك

"تأوه مازن في ألم ليقول"
- أول مرة اشوف الوش التاني بتاعك يا ماما
"ردت شمس قائلة"
- أنت اللي استفزتني، المفروض أنا أولى من تيتة سحر، أنت عمرك قعدت معايا أدام مسلسل؟

"قال مازن في دهشة"
- حضرتك مش بتشوفي مسلسلات أصلاً، كلها افلام رعب، وحضرتك عارفة إني بخاف منها

"صمتت شمس للحظات ثم قالت"
- معاك حق

"قال مازن مؤنباً"
- شفتي بتظلميني ازاي؟ وبعدين ما أنا قاعد معاكي اهو، بدل ما تستغلي الفرصة دي بتضربيني؟ خلاص مافيش رحمة؟

"عادت لتضربه على ذراعه قائلة"
- خلاص قلت معاك حق ماتعملش فيها ضحية العنف المنزلي

"ثم فتحت ذراعيها لأجله قائلة"
- هات حضن عشان نتصالح

"اقترب منها لتحتضنه حتى قالت"
- مازن!

"قال دون أن يرفع رأسه"
- نعم؟

"قالت شمس هامسة"
- في عفريت وراك

"انتفض مازن من مكانه ليسقط أرضاً بينما كانت شمس تضحك بشدة ليقول"
- في أم تعمل كده في ولادها؟

"ضحكت شمس لتقول"
- آه فيه... أنا
***
"مرت فترة، بدأ فيها زياد العمل مع الفرقة، فقد كان يغني في المسرحيات الغنائية التي يؤدونها، وكان يقوم بالغناء بين كل عرض وآخر، وقد استطاع لفت الأنظار إليه وبدأ البعض في طلبه من أجل حفلات غنائية في مسارح أخرى، وكانت جميعها ناجحة بشكل فاجأه هو نفسه.
لم يكن يتوقع أبداً أن يُعجب الجمهور بصوته إلى درجة أن تصل إحدى الحفلات التي قام بها إلى العدد الكامل، وكان لا يزال هناك من يريد الحضور.
كان ذلك النجاح ملفتاً للصحافة الفنية والنقاد الفنيين أيضاً.
وفي إحدى المرات، بعد أن أنهى رامز إحدى الاجتماعات، دخلت له السكرتيرة كي يملي عليها بعض الأشياء، وقبل أن ترحل، قالت بابتسامة"
- رامز بيه! على فكرة زياد صوته حلو أوي... موهبة هايلة

"قال رامز متعجباً"
- زياد؟ سمعتي صوته فين؟

"قالت السكرتيرة في دهشة"
- حضرتك ماتعرفش إنه بيغني في فرقة مسرحية؟

"اندهش رامز هذه المرة ليقول"
- زياد ابني؟ فرقة مسرحية؟ ازاي؟

"أجابته السكرتيرة قائلة"
- ده كل المواقع بتتكلم عنه بعد ما عرفوا إنه ابن حضرتك، وناس كتير مدحت صوته وموهبته، أنا حتى حضرتله حفلة من يومين وكانت حلوة أوي

"ثم بحثت في هاتفها وفتحت أحد المواقع الإخبارية المحلية وأعطته الهاتف قائلة"
- شوف حضرتك كاتبين عنه إيه
"أمسك رامز بالهاتف وأخذ يقرأ كلمات المدح والثناء على صوت ابنه الجميل والمميز، والمفاجأة كونه ابن رامز الراوي، أحد أهم رجال الأعمال في مصر، وحديث بعض النقاد الموسيقيين عنه وتوقعاتهم المتفائلة لمستقبله الفني.
متى فعل كل هذا؟ ولمَ لم يخبره؟ سمع صوت السكرتيرة تسأل"
- حضرتك ماكنتش تعرف فعلاً؟

"نظر لها رامز ثم قال"
- الحقيقة ماعرفتش غير منك دلوقتي يا سمر

"قالت سمر بابتسامة"
- يمكن كان خايف حضرتك تضايق لو عرفت، لازم حضرتك تحضرله مرة... هتنبهر

"ضحك رامز وهو لا يزال لا يستوعب لماذا أخفى عنه ذلك، سأل"
- وامتى الحفلة الجاية عشان أحضر؟

"أجابته سمر قائلة"
- الخميس الجاي الساعة 7 في ساقية الصاوي
***
"جاء يوم الخميس، وذهب رامز في ميعاد الحفل، وكان حريصاً ألا يراه زياد أبداً فجلس في آخر صف.
حان ميعاد الحفل واستقر الحضور في أماكنهم، وبعد دقائق، ظهر صغيره الموهوب ومعه حلا ليرتفع تصفيق الجمهور ترحيباً بظهورهما.
بدأ الحفل... بدأت حلا بالغناء مع عزف زياد على الجيتار، وبعد مدة، بدأ زياد في الغناء.
على الرغم من أن رامز قد استمع لغنائه من قبل وأعجب به أيضاً إلا أن هذه المرة كان يشعر أنه يسمعه للمرة الأولى... إن هذه المرة ليست مجرد جلسة عائلية، ولا حفل عيد ميلاد أحد الصغار بل إنه حفل موسيقي وهو المغني الرئيسي به، إنه الآن يستمع إلى مغنٍ محترف وموهوب حقاً... لقد كان يشعر بالسعادة والفخر.
كان زياد سعيداً كعادته وهو يقوم بالعزف والغناء على المسرح وقد بدأ يشعر بأنه ينتمي إلى هنا حقاً.
لم يكن يسعى لإعجاب الجمهور ولا يزال غير مهتم، هو يشعر بأنه يقوم بالغناء لنفسه فقط، فالموسيقى تشعره بأنه مكتمل.
أثناء العزف، وقعت عيناه على آخر صف ليجد والده هناك، اتسعت عيناه في صدمة ليبتسم له رامز في هدوء، حاول زياد التركيز ثم عاد إلى الغناء حتى انتهى الحفل ليصفق الجمهور في سعادة كبيرة.
عاد ينظر ناحية والده فوجده يصفق له بابتسامة فخورة وقد قام من مكانه، ابتسم زياد بفرحة عارمة وقد انحنى محييًا.
وعندما نزل عن المسرح، تقدم ناحية والده حتى وصل إليه، بدأ رامز الحديث قائلاً"
- يعني أنا عندي مطرب مشهور في البيت وأنا مش حاسس؟

"قال زياد في ندم"
- أنا آسف... الموضوع ملخبط شوية

"ابتسم رامز قائلاً"
- يبقى هتحكيلي لما نمشي

"ثم نظر خلفه وقال"
- بس دلوقتي تعرفني على الفنانة الحلوة اللي معاك

"التفت زياد خلفه ليجد حلا، ابتسم قائلاً"
- أحب أعرفك يا حلا... بابا... رامز الراوي

"ثم نظر إلى والده واتبع بابتسامة"
- حلا... شريكتي في المشوار الفني

"ابتسمت حلا مصافحة إياه"
- فرصة سعيدة يا رامز بيه!

"قال رامز مستنكراً"
- عمو أحسن يا حلا!

"ثم اتبع بابتسامة"
- وأنا سعيد إني قابلت السبب ورا الفنان اللي شفته ادامي من شوية
"ابتسمت حلا قائلة"
- أنا ماعملتش حاجة خالص... زياد صوته حلو ويستاهل

"ثم اتبعت"
- على فكرة هو حكالي عن حضرتك كتير قبل كده وكان نفسي اقابل حضرتك من زمان

"نظر رامز إلى زياد ثم قال"
- ينفع كده ماتخلينيش اقابل القمر ده من زمان؟

"ضحكت حلا في خجل فاتبع رامز قائلاً"
- أنا مضطر استأذنك عشان هاخد الفنان شوية، في كلام مهم لازم يتقال

"هزت حلا رأسها متفهمة فمد يده مصافحاً إياها بابتسامة قائلاً"
- فرصة سعيدة يا آنسة حلا!

"ابتسمت حلا مصافحة إياه قائلة"
- أنا أسعد يا عمو!

***
"وهناك، في إحدى المقاهي، جلس زياد ورامز سوياً كي يتحدثا، بدأ رامز الحديث قائلاً"
- إيه بقى موضوع الحفلات ده؟ وليه أنا ماعرفتش عنه قبل كده؟

"سأله زياد في حيرة"
- هو حضرتك عرفت منين؟

"ابتسم رامز قائلاً"
- من سمر السكرتيرة بتاعتي... طلعت من أشد المعجبين بحضرتك
"ابتسم زياد في سعادة فقال رامز"
- يلا احكيلي إيه الموضوع

"بدأ زياد الحديث قائلاً"
- الموضوع بدأ لما قابلت حلا من كام شهر لما رحت احضر مسرحية غنائية مع واحد صاحبي، اتعرفنا بعدها وخرجنا سوى، لما سمعت صوتي عرضت عليا اشتغل كمغني في الفرقة دي وأغني في الحفلات اللي بيقدمها المسرح، في البداية قلت اجرب ولما عجبني الوضع استمريت، ورأي الناس شجعني

"سأله رامز"
- وأنا ماعرفتش ليه؟

"قال زياد في تردد"
- بصراحة كنت قلقان، ماكنتش متأكد رد فعل حضرتك ممكن يبقى ازاي... يعني... فرقة ومسرحيات، وفي نفس الوقت ماكنتش متأكد إني هكمل أصلاً، وكنت ناوي أقول لحضرتك النهاردة بس سمر سبقتني

"ابتسم رامز قائلاً"
- حلو... أنا كنت فاكر إنكم مابتخافوش مني... بس أنا مافتكرش إني أخوف أوي كده

"قال زياد في أسف"
- أنا آسف... ماقصدتش كده، بس يعني... اللي حصل

"ثم اتبع متسائلاً"
- بس حضرتك مش ممانع، صح؟ أنا حسيت إن حضرتك انبسطت من الحفلة

"اتسعت ابتسامة رامز ليقول"
- أكيد مش ممانع يا زياد! همانع ليه يعني؟

"ابتسم زياد في سعادة فاتبع رامز متسائلاً"
- وبتكسب بقى من الحفلات دي؟

"هز زياد رأسه قائلاً"
- يعني... حلو كبداية

"قال رامز في مكر"
- يعني ابطل اديلك مصروف؟
"ارتفع حاجبا زياد في دهشة ليقول"
- بجد؟

"قال رامز بمنطقية"
- طبعاً، أنت المفروض دلوقتي بتشتغل يبقى متكفل بمصاريفك ومش محتاجني، رقية وأدهم بدأوا شغل من الكلية واعتمدوا على نفسهم بسرعة

"شعر زياد بأنه محق فقال"
- تمام، أنا موافق

"ثم تصافحا علامة على الاتفاق فاتبع رامز قائلاً"
- وبالنسبة لحلا، إيه موضوعك معاها؟

"ارتبك زياد قليلاً ثم قال"
- عادي يعني... مافيش حاجة

"رفع رامز حاجبه في مكر قائلاً"
- عليا أنا الكلام ده؟

"نظر له زياد في تردد ثم قال"
- أنا معجب بيها

"ثم اتبع"
- وحاسس من ناحيتها حاجة... بس هي مابتقولش... مش قادر أحدد حاجة بصراحة

"ثم نظر له متسائلاً"
- حضرتك عديت بالتجربة دي قبل كده؟

"هز رامز رأسه نفياً قائلاً"
- مافيش واحدة اتعرفت عليا ومأعجبتش بيّ على طول
"ثم اتبع بابتسامة ماكرة"
- بما فيهم ندى

"ضحك زياد قائلاً"
- أنا محتاج اتعلم فعلاً

"ابتسم رامز قائلاً"
- أنا شايف إن التجربة أحسن من أي نصيحة، لو فضلت اقولك تعمل إيه مش هيكون في متعة، عيش التجربة بطريقتك أنت

"رد زياد قائلاً"
- اشمعنا كريم عارف يتصرف ازاي في المواقف دي؟

"ضحك رامز قائلاً"
- دي جينات يا زيزو! كريم أخد الكنز لوحده

"ثم ضحكا سوياً ليقول زياد بعدها"
- أنا مبسوط إني اتكلمت مع حضرتك... آسف إني ماجيتش قبل كده وقلت من نفسي

"ابتسم رامز قائلاً"
- أنا موجود دايماً، ماتخافش تقولي أي حاجة، أنتو بتحسسوني إني بعيش شبابي مرتين

"قال زياد متملقاً"
- طول عمرك شباب يا Boss

"قال رامز ببديهية"
- أكيد، أنا بس بحاول أكون أب حكيم

"ضحك زياد وهو يشعر بأنه محظوظ حقاً، إن لديه أب رائع وصديق حقيقي، وشعر بأنه كان ساذجاً عندما تردد في إخباره بأمر الغناء، فنظرة الفخر التي رآها في عينيه عنت له الكثير جداً."

***

"كان كريم يجلس منتظراً أصدقائه في النادي الليلي قبل أن تأتيه نهلة لتقول بابتسامة سعيدة"
- كريم!!

"نظر لها ضاحكاً ليقول"
- يا شيخة أنتِ ابتسامتك أحلى حاجة فيكي والله
"وضعت يدها على قلبها في صدمة مصطنعة لتقول"
- أي!! جه في قلبي الكلام الحلو ده

"ضحك منها لتتبع"
- أنت لوحدك؟

"هز رأسه في نفي قائلاً"
- مستني أصحابي

"سألته في فضول قائلة"
- بنات؟

"رفع حاجبه في سخرية قائلاً"
- لا يا ماما ولاد بس والله

"ضحكت لتتبع بعد ذلك غامزة"
- طب ما تيجي اسليك على ما يجوا؟

"رد قائلاً"
- يا نهلة قلتلك ١٠٠ مرة أنا مش كده

"ضحكت لتقول"
- امال بتيجي هنا تعمل ايه؟ بتذاكر مع اصحابك؟

"قال متعجباً"
- وهو أنا لازم اعمل اللي في بالك عشان اقدر آجي؟

"ثم أشار ناحية ساحة الرقص ليقول"
- شايفة الناس اللي هناك دول؟ بيرقصوا... أنا باجي اعمل زيهم

"جلست على الكرسي المجاور له لتقول"
- معلش... مصيرك في يوم تقع

"هز رأسه في يأس ليقول"
- يا نهلة أنا مش بفكر فيكي كده
"قالت بامتعاض"
- اوعى تقول زي أختك والرخص ده

"قال مستنكراً"
- اختي ايه بس... أنا بشوفك صحبتي

"اقتربت منه قائلة بابتسامة مغرية"
- طب ما أنا عايزة نتصاحب

"هز رأسه في نفي قائلاً بابتسامة عابثة"
- مش قصدي كده يا ضايعة

"ثم اتبع قائلاً"
- أنا قصدي اصحاب يعني اقعد ارغي معاكي كده وأنا مش فاهم أنا بكلمك ليه أصلاً

"قالت ببساطة"
- عشان بتحبني... معروفة

"قال في دهشة"
- بحبك؟!

"قالت هي هذه المرة بابتسامة عابثة"
- زي صحبتك... أنت فهمت ايه؟
"ضحك عالياً هذه المرة ليقول"
- أهو ذكاءك ده تاني أحلى حاجة بعد ضحكتك

"ابتسمت قائلة"
- حلو... واحدة واحدة هتشوفني كلي حلوة

"ضحك قبل أن يقول"
- بقولك ايه يا نهلة... ما تفكك من الجو اللي أنتِ فيه ده وتشتغلي شغلانة تانية

"سألت متعجبة"
- اشتغل ايه؟
"سألها قائلاً"
- أنتِ خريجة ايه؟

"تراقص حاجباها في سخرية لتقول"
- آداب

"ضحك عالياً مرة أخرى ليومئ قائلاً"
- صح... ماكانش ينفع اسأل سؤال زي ده

"ثم اتبع"
- آداب إيه بقى؟

"أجابته قائلة"
- علم نفس

"ضحك قائلاً"
- قد إيه ملائمة لشغلك دلوقتي

"ثم اتبع وقد خطرت بباله فكرة"
- بقولك ايه... ما تشتغلي مدرسة

"قالت في دهشة"
- نعم؟! مدرسة؟

"ضحك قائلاً"
- طب والله هيبقى بلوت تويست عالمي... نهلة تبقى مدرسة... الفكرة لوحدها تستحق التأمل

"ضحكت معه لتقول"
- ايوة بس شغل التدريس ده عيال

"ثم قرصت وجنته بخفة لتقول"
- وأنا عايزة كبار... مش جايز اتجوز؟!

"قال ساخراً"
- تتجوزي إيه باللي بتقوليه ده؟! ده أنتِ رايحة تشقطي مش تشتغلي

"ثم اتبع"
- بس عندك فرصة برضو... أصل في أبهات كتير دلوقتي مطلقين

"ليربت على كتفها قائلاً"
- ماتيأسيش

"ردت قائلة"
- لا يا عم أنا ماليش في الجو ده

"ثم اتبعت بابتسامة واسعة"
- أنا مبسوطة كده

"رفع حاجبيه في دهشة قائلاً"
- ايه ده بجد؟

"هزت رأسها إيجاباً ليتبع"
- أنا كنت فاكر إنك هتمسكي في الفرصة وتقوليلي عايزة اطلع من هنا والدراما دي

"ضحكت قائلة"
- ايه الجو ده؟ أنت فاكر إني لو عايزة امشي حد هيمنعني؟ أنا بس قاعدة عشان أنا بعمل ما أحب وأحب ما أعمل

"ضحك منها لتتبع بابتسامة"
- وبعدين لو ماكنتش بشتغل هنا ماكنتش هشوفك ونبقى أصحاب، صح؟

"اومأ بابتسامة لتقول مغازلة"
- يبقى عايزني اسيب الضحكة الحلوة والعيون الخضرا دول لمين؟ ده أنا بستناهم من يوم للتاني

"عاد ليضحك قبل أن يقول"
- أنتِ تحفة
"وضعت يدها أسفل ذقنها باهتمام لتسأله"
- أنا على بعضي ولا شوية مني؟

"غمز قائلاً"
- لا على بعضك

"ضحكت قبل أن تنتبه لمدير النادي يشير لها كي تأتي فنزلت عن الكرسي العالي لتقول"
- طيب استأذن أنا بقى عشان عاوزيني

"ثم قبلّت وجنته فجأة قبل أن ترحل قائلة"
- سلام يا قمر!
***
"عاد آدم إلى العمل، وبدأ في الاستقرار من جديد في حياته هنا في مصر.
كلما مر الوقت، كان يشعر بأنه اتخذ قراراً صحيحاً، ولكنه لم يكن يتوقع أن تتلاشى مشاعره تجاه إيميليا تدريجياً بهذا الشكل السريع.
مع الوقت، لم يعد يشعر بأي حنين تجاهها بل أصبحت ذكرى جميلة مرت في حياته وذهبت في هدوء.
في أحد الأيام صباحاً، كان آدم يجلس في حديقة القصر يقرأ كتاباً ما عندما وجد فرح تأتي إليه.
جلست جواره وقالت بابتسامتها المشرقة"
- صباح الخير!

"ابتسم آدم لقدومها ثم رد قائلاً"
- صباح النور يا فرح!

"سألته بنبرة ذات مغزى"
- هو مش المفروض الصحاب يسألوا على بعض ولا إيه؟ من ساعة ما رجعت من السفر وماقعدناش سوى خالص

"ابتسم في أسف قائلاً"
- معاكي حق، أنا آسف

"ثم اتبع قائلاً"
- بس احنا ممكن نعوضها النهاردة، النهاردة ماعنديش حاجات كتير في الشركة، هروح أخلصها وارجع بدري. تحبي نخرج بعدها؟

"أخذت تفكر وهي تقول"
- تفتكر المفروض أوافق على طول ولا أعاقبك واختار يوم يكون مليان شغل عشان نخرج فيه؟

"ضحك ثم قال"
- أنا موافق اتعاقب برضو

"ضحكت هي الأخرى ثم قالت"
- لا خلاص مافيش عقاب، هنخرج النهاردة، أنا كمان هروح المعهد دلوقتي، وهستناك تجيلي هناك

"ثم أشارت له وقالت"
- بس هتيجي معايا وأنا بشتري حاجات مهمة للعرض بتاعي

"اومأ برأسه بابتسامة ليقول"
- موافق

***

"عندما انتهى من عمله بالشركة، ذهب آدم إلى المعهد كي يراها كما اتفقا، سأل عنها فأخبروه بمكانها، تقدم ناحية القاعة التي أخبروه بها حتى رآها بالداخل وهي تتمرن على أداء رقصة ما بينما تستمع إلى مقطوعة موسيقية.
شيء لا إرادي دفعه لأن يختبئ حتى تتثنى له مشاهدتها كما يريد، كانت ترقص باندماج كبير مع الألحان وعلى وجهها ابتسامة هادئة تعبر عن حبها لما تفعل… كما أخبرته من قبل، عندما ترقص… تشعر بأنها حية.
كان مأخوذاً بالكامل بمشاهدتها، يراقب كل حركة، خاصة هذا الشريط الحريري الذي يتطاير من حولها، لقد بدت كفراشة ناعمة وجميلة للغاية.
راوده شعور غريب تجاهها للمرة الأولى لم يفهمه، شعور دفعه لأن يتقدم إلى الداخل عندما لمح بيانو في زاوية القاعة مستغلاً أنها مغمضة عينيها، جلس إليه ووضع أصابعه على المفاتيح.
بمجرد أن بدأ بالعزف، شعرت فرح بالنغمة المختلفة رغم ارتفاع صوت مشغل الموسيقى ففتحت عينيها لتجد آدم أمامها، اتسعت عيناها في دهشة قائلة"
- آدم؟! أنت هنا من امتى؟

"ابتسم قائلاً بينما هو مستمر بالعزف"
- كملي اللي بتعمليه

"ابتسمت ضاحكة ثم عادت لترقص بالفعل، وعندما انتهى من العزف وتوقفت هي عن الرقص، نظرت له ضاحكة"
- تحفة!

"ضحك معها فسألته قائلة"
- إيه رأيك؟ المفروض إن دي البروفا النهائية تقريباً بالنسبة لي قبل العرض. حلوة؟

"ابتسم قائلاً"
- حلوة جداً، أنا عارف إنك هتنجحي زي كل مرة

"ابتسمت في سعادة ثم اتبعت"
- طب يلا بسرعة خلينا نمشي عشان ألحق أجيب الحاجة اللي كنت عايزاها
"وبالفعل، ذهبا سوياً وأحضرا الشيء الذي كانت تريده ثم أكملا جولة سيرهما في المجمع التجاري قبل أن تتوقف فرح فجأة أمام إحدى متاجر الكتب لتقول في حماس"
- خلينا نشتري كتب

"شعر آدم بالحماس لهذه الفكرة أيضاً، حماس لم يدرِ ما سببه الآن، ولكنه دخل معها وراحا يتنقلا بين أرفف الكتب حتى وصلا إلى قسم الروايات لتلتقط فرح عدة روايات فقال آدم"
- كل الروايات رومانسية؟

"ابتسمت قائلة"
- أنا أصلي بحبها أوي

"ابتسم ثم قال"
- طيب أنا هجيبلك كتاب على ذوقي من باب التغيير

"ثم أخذ يتنقل بعينيه بين الأرفف حتى وجد ما يريد، التقط الكتاب ثم أعطاها إليه لتقرأ العنوان"
- فن العيش الحكيم... آرثر شوبنهاور

"ثم نظرت له قائلة"
- فلسفة وكده

"ابتسم قائلاً"
- الفلسفة حلوة

"ابتسمت هي الأخرى لتقول"
- هقراه

"ثم اتبعت"
- بس أنا كمان هجيبلك كتاب تقراه

"ثم بحثت قليلاً حتى التقطت إحدى الكتب ليقرأ العنوان قائلاً"
- Weird Things Customers Say in Bookstores.
"ضحكت قائلة"
- بيضحك أوي، هيعجبك جداً

"ابتسم في سعادة قائلاً"
- هقراه

"وبعد أن خرجا من متجر الكتب، جلسا سوياً في إحدى المقاهي ليسألها آدم قائلاً"
- إيه بقى؟ عملتي إيه وأنا مسافر؟

"ضحكت قائلة"
- حاجات كتير

"ثم اتبعت هامسة وكأنها توشي له بسرٍ ما"
- أنا مرتبطة دلوقتي

"أصابته جملتها بصدمة لينظر لها في دهشة ليقول"
- امتى؟ ازاي ماعرفتش قبل كده؟

"ردت قائلة"
- لا هو لسة مافيش حاجة رسمي يعني حتى بابي ومامي لسة ماعرفوش

"اومأ برأسه ثم قال"
- طب ومين هو بقى؟ حد من أصحابنا؟

"هزت رأسها في نفي قائلة"
- لا، هو كان صاحب الشركة اللي نظمت فرح أدهم وشمس... اسمه علي صبري

"رد قائلاً"
- يعني بقالكم كام شهر بس

"هزت رأسها إيجاباً ثم قالت بابتسامة واسعة"
- أيوة، بس أنا مبسوطة أوي يا آدم!

"ابتسم في هدوء قائلاً"
- حلو، وأنا مبسوط عشانك

"ابتسمت ثم قالت"
- وأنت؟ سبت إيميليا ليه؟

"تنهد قائلاً"
- ماقدرناش نتفق على شكل حياتنا بعد الجواز،
كان لازم نختار مكان نعيش فيه.. يا إنجلترا يا مصر. أنا اخترت مصر وهي اختارت إنجلترا، وسبنا بعض.

"قالت متسائلة"
- لسة بتحبها؟

"ابتسم قائلاً"
- إيميليا بقت ذكرى حلوة مش اكتر.

"عادت لتسأله"
- طب وفي حد جديد؟

"هز رأسه في نفي قائلاً"
- لا

"ثم اتبع بابتسامة"
- أنا دلوقتي زي ما تقولي كده بستريح
"ضحكت ثم قالت"
- أنا متأكدة إن استراحتك مش هتطول، في بنات كتير هتجري وراك

"ابتسم في مكر قائلاً"
- ماتقوليش كده ادام كريم لا ينتحر

"عادت لتضحك ثم قالت"
- صح، المنافسة شرسة

"وأثناء ما كانا يتحدثان، لمحت فرح علي يتوقف بعيداً مع أحد أصدقائه. التفتت إلى آدم ثم قالت"
- علي هناك أهو

"نظر إلى حيث تشير لتتبع هي قائلة"
- تحب اندهله وأعرفكم على بعض؟

"اومأ قائلاً"
- اندهيله

"قامت فرح من مكانها ثم توجهت ناحيته حتى أصبحت خلفه لتوكزه في كتفه فيلتفت.
ابتسم في سعادة لرؤيتها ثم عانقها قائلاً"
- فرح! إيه المفاجأة الحلوة دي؟!

"ابتسمت فرح ضاحكة"
- بتعمل إيه هنا؟ اعترف!

"أجابها قائلاً"
- كنت بقابل واحد صاحبي ولسة ماشي، وأنتِ؟
"ردت قائلة"
- كنت بشتري حاجة للعرض الجاي بتاعي، ومعايا آدم كمان. تعالى أعرفك عليه

"ذهب معها إلى حيث يوجد آدم حتى وصلا إليه، عرفتهما فرح على بعضهما البعض ليمد علي يده مصافحاً آدم وهو يقول"
- فرصة سعيدة يا آدم!

"صافحه آدم قائلاً بابتسامة خفيفة"
- أنا أسعد

"جلسوا جميعاً ليبدأ علي الحديث قائلاً"
- فرح حكيتلي عنك قبل كده كتير، وقالتلي إنك أقرب حد ليها في العيلة

"اومأ آدم قائلاً بابتسامة"
- احنا أصحاب فعلاً مش قرايب بس

"قال علي بدوره"
- بس غريب إننا ماتقابلناش قبل كده يعني

"ردت فرح قائلة"
- آدم كان في إنجلترا يا علي! لسة راجع من فترة قصيرة

"سأله علي قائلاً"
- كنت بتشتغل هناك؟

"هز آدم رأسه نفياً قائلاً"
- لا، كنت بحضر ماجيستير
"ابتسم علي قائلاً"
- هايل، هندسة مش كده؟

"اومأ آدم قائلاً"
- آه، معمارية

"مر الوقت وهم يتحدثون سوياً، ولكن لم يشعر أي من آدم وعلي بالراحة تجاه بعضهما البعض.
بالنسبة إلى علي، كان آدم شخصاً بارداً بإجابات قصيرة، وضايقه أيضاً شعوره بأن فرح قريبة منه حقاً.
أما آدم، فقد شعر بأنهما لا يليقان ببعضهما أبداً. شعر بأن علي هذا من الرجال الذين يحبون التباهي ويثبتون سيطرتهم في كل حركة وكلمة حتى ولو في إطار رومانسي يجعل فرح لا تفطن تماماً لما خلف هذا الإطار جميل الشكل، ولكنه لم يشأ أن يعتمد هذا الانطباع الأول فقد يكون ظالماً.
بعد ذلك، عادت فرح مع آدم إلى القصر، وقبل أن ينزلا من السيارة، التفتت فرح له وقالت في فضول"
- آدم! إيه رأيك في علي؟

"رد قائلاً"
- رأيك أنتِ الأهم، طالما أنتِ مبسوطة يبقى تمام
"قالت بدورها"
- ازاي بقى؟ رأيك مهم جداً عندي. لو أنت حسيت إنه كويس يبقى كده أقدر اتطمن إن بابي كمان هيرتحله لو قابله

"صمت قبل أن يقول"
- صعب أحكم عليه من أول مقابلة، بس... هو كويس. متهيألي لو ماكانش كويس ماكنتيش حبيتيه

"ابتسمت قائلة"
- أنت ماحبيتهوش

"ظل صامتاً لتكمل"
- علي مختلف شوية عننا، بس هو إنسان كويس جداً ومجتهد في شغله وبيعمل كل حاجة عشان يسعدني. زي ما أنت قلت، دي أول مقابلة بس. أنا متأكدة إنكم لو شفتوا بعض تاني رأيك هيتغير.

"قال في هدوء"
- أنا آسف يا فرح! ماكنتش عايز يوصلك الإحساس ده
"هزت رأسها في نفي لتقول بابتسامة"
- أنا مش زعلانة أبداً

"ابتسم فاتبعت"
- لينا خروجة تانية سوى بعد ما أكون خلصت كتابك المعقد ده

"ضحك ثم قال"
- هستناكي
***
"صعد آدم إلى غرفته ثم جلس على السرير وهو يشعر بأشياء غريبة لم يفهمها أبداً. لا يزال لا يدري ما الذي شعر به عندما رآها وهي ترقص في قاعة الباليه. هذه لم تكن المرة الأولى التي يراها فيها، ولكن هذه المرة كان هناك شيء مختلف.
من ناحية أخرى، لقد صدمته حقيقة أنها أصبحت الآن مرتبطة، وفي الوقت الذي كان لا يزال فيه يستوعب، جعلته يجلس مع الرجل الذي تحبه، ولم تدع له فرصة حتى كي يخبئ مشاعره تجاهه وفهمت فوراً أنه لم يرتح له. ما الذي يحدث الآن؟ أمسك بالكتاب الذي أهدته إياه وفتحه وقرأ منه الصفحة الأولى ليضحك. تمدد على السرير واستمر في القراءة صفحة تلو أخرى حتى نام سريعاً.
أما هي، فكانت تشعر بالحزن بعض الشيء، كانت تتمنى لو يخبرها آدم بانطباع جيد عن علي، ورغم أنه حاول مجاملتها إلا أنها استطاعت أن تفهم الحقيقة.
لطالما كان رأي آدم يعنيها منذ الصغر، وشعرت بالقلق من أن يكون انطباع والدها إن رأى علي سيئاً أيضاً.
رن هاتفها فجأة باسم علي لترد"
- ألو!

"وصلها صوته قائلاً"
- وحشتيني!

"ضحكت ضحكة صغيرة لتقول"
- احنا كنا لسة سوى

"رد قائلاً"
- لا طبعاً ماتتحسبش، احنا ماكناش لوحدنا

"ثم اتبع قائلاً"
- عشان كده أنا عازمك على العشا النهاردة في مكان حلو أوي

"ابتسمت في سعادة ثم قالت"
- بجد؟

"ابتسم قائلاً"
- طبعاً، هبعتلك عنوان المطعم وهكون مستنيكي هناك الساعة 8. اوعي تتأخري.

***

"وفي المساء، ذهبت فرح إلى حيث يوجد المطعم الذي أخبرها عنه لتجده ينتظرها هناك.
عندما وجدها قد أتت، قام من مكانه واستقبلها بابتسامة رقيقة حتى وصلت إليه. أمسك بيدها ثم قبّلها في رقة ليبتسم لها قائلاً"
- نورتي يا فرح!

"ابتسمت في سعادة ليمسك بباقة التوليب التي كانت موجودة على الطاولة ويقدمها لها قائلاً"
- مانسيتش الورد اللي بتحبيه

"أمسكت بالباقة في سعادة لتقول بصوتها الناعم"
- حلو أوي

"جلسا سوياً وأشار علي للنادل ليأتي ويملي عليه الطلب. عندما رحل، التفت علي إليها ليجد عينيها دامعتين. قال في قلق"
- أنتِ كويسة يا فرح؟

"اومأت برأسها قبل أن تأخذ نفساً عميقاً وتقول بابتسامة"
- أنا كويسة، أنا بس... لما بكون متأثرة شوية عينية بتدمع

"ابتسم قائلاً"
- قوليلي حاجة واحدة فيكي مش حلوة زيك

"ضحكت فرح لتقول"
- كفاية لأحسن هعيط بجد وشكلنا هيبقى وحش

"ضحك معها قبل أن يأتي النادل بما طلبه. بعد أن رحل، قال علي بابتسامة"
- قوليلي يا فرح! احنا نعرف بعض بقالنا قد إيه؟

"ابتسمت قائلة"
- ست شهور وأسبوعين

"اتبع قائلاً"
- كانوا أحلى ست شهور وأسبوعين عدوا في حياتي

"اتسعت ابتسامتها ليكمل"
- بجد... أنا مبسوط معاكي أوي

"قالت هي الأخرى"
- أنا كمان مبسوطة أوي

"صمت للحظات قبل أن يقول"
- بصي! اللي هقوله ده ممكن يكون غريب وسريع وحاجات كتير بس ده اللي أنا عايزه دلوقتي

"سألته قائلة"
- إيه هو؟

"نظر في عينيها قبل أن يقول"
- تتجوزيني يا فرح؟

"نظرت له في ذهول دون كلمة ليقول"
- قلتلك إني عارف إن الموضوع مفاجئ وسريع بس بجد أنا عايز أكمل بقية حياتي معاكي

"ظلت صامتة ليعاود سؤالها"
- تتجوزيني؟

"امتلأت عيناها بالدموع قبل أن تجيب قائلة"
- موافقة.

****
انتهى الفصل

دانه عبد likes this.

روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-22, 12:20 AM   #6

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي ما بعد الضجيج-نور محمد

الفصل الخامس


"في اليوم التالي صباحاً، كان مازن يجلس مع أصدقائه في قاعة المحاضرات بالكلية بعد أن قرر الذهاب لأول مرة في هذا العام الدراسي.
قال مازن وهو يتأمل القاعة الواسعة"
- لا بس جديدة القاعة دي... حلوة

"قال حسام صديقه"
- المبنى كله على بعضه جديد، ما هي دي التوسعات الجديدة اللي عملوها في الجامعة
"نظر له مازن متعجباً ليقول"
- فعلاً؟ هما عملوا توسعات؟ ده أنا بقالي كتير ماجيتش بقى

"قال أيمن، صديقه الآخر"
- يابني ما شركتكم اللي كانت مسئولة عن التوسعات دي

"قال مازن بنفس التعجب"
- ايه ده بجد؟ كويس والله

"وأثناء ما كانوا يتحدثون، دخل الدكتور المحاضر فجأة ليصمت الجميع.
كان مازن يراقب هيئته الواجمة وعمره المتقدم ليهمس إلى صديقيه قائلاً"
- مين الدكتور ده؟ أول مرة أشوفه

"قال حسام في سأم"
- ده دكتور مصطفى أبو المجد... لسة جاي جديد السنة دي بس حاجة ايه... قمة الغلاسة

"سأل مازن قائلاً"
- يعني إيه؟ بيعمل ايه؟

"رد أيمن قائلاً"
- اللي سمعته إنه شديد ومايعرفش أبوه في مادته، يا تذاكرله يا تسقط

"كاد مازن أن يتحدث قبل أن يقول المحاضر فجأة"
- أنت ياللي بتتكلم هناك

"نظر له مازن في صدمة ليتبع المحاضر قائلاً"
- قوم أقف

"توقف مازن في مكانه وهو يشعر بالقلق، سأله المحاضر قائلاً بوجوم"
- أنت اسمك إيه؟
"ابتلع مازن ريقه في خوف ليقول بنبرة شبه ثابتة"
- مازن الراوي

"صمت المحاضر قليلاً لينظر إلى قائمة الأسماء أمامه ليجد اسمه، عاود النظر إليه قبل أن يشير ناحية الباب ليقول"
- اتفضل برة!

"شعر مازن بالصدمة والإحراج وهو يتم طرده هكذا أمام الجميع لأول مرة منذ أن دخل الجامعة، ولكنه تحرك خارجاً بالفعل قبل أن يوقفه المحاضر ليقول"
- بعد المحاضرة عايزك في مكتبي

"اومأ مازن له دون رد ليخرج وهو يشعر بالضيق مما حدث.
مر وقت المحاضرة ليذهب مازن إلى مكتب المحاضر ويدخل إليه، أشار المحاضر له كي يجلس فجلس.
طالعه الرجل للحظات قبل أن يقول"
- طبعاً أنت عارف إن اللي حصل في محاضرتي ده اسمه قلة احترام

"ظل مازن صامتاً وهو يشعر بالإحراج قبل أن يتفوه قائلاً"
- أنا آسف يا دكتور!

"نظر له المحاضر قبل أن يقول"
- أنت المفروض إنك في سنة تالتة، وطول السنين اللي فاتت كنت بتنجح بالواسطة والمعارف، السنة دي الكلام ده هيتغير

"نظر له مازن متسائلاً ليتبع الرجل قائلاً"
- أنا في شغلي ماعرفش وسايط

"ثم اتبع بنبرة ذات مغزى"
- ولو سألت باباك عني هيقولك نفس الكلام... هو يعرفني كويس اوي

"ليقول بعدها"
- عشان كده في مشاريع لازم تتسلم... لو ماتسلمتش في المواعيد يا مازن اعتبر نفسك ساقط في مادتي ومش هتنجح أبداً، مفهوم؟

"نظر له مازن قبل أن يومأ برأسه قائلاً"
- مفهوم

"ختم المحاضر حديثه قائلاً بابتسامة غير مريحة"
- سلملي على بابا... اتفضل!
***

"وفي المساء، روى مازن ما حدث لوالده ووالدته، وسأل والده"
- دلوقتي أنا المفروض اتصرف ازاي مع الراجل ده؟ ده زي ما يكون مستقصدني

"ابتسم رامي قائلاً"
- هو فعلاً مستقصدك يا مازن!

"ثم اتبع قائلاً"
- مصطفى أبو المجد ده كان زميلي في الجامعة في أمريكا، وماكناش بنطيق بعض، واتخانقنا قبل كده وضربنا بعض

"قال مازن في صدمة"
- ليه كده؟

"رد رامي قائلاً"
- أسباب كتير... طبيعتي كانت مختلفة عن باقي الطلبة وقتها وده كان مستفز لبعض الناس، ومصطفى منهم... عشان كده كان في بيننا توتر دايماً، بس المشكلة الكبيرة حصلت لما مصطفى كان حريص اوي إنه يذاكر في آخر سنة عشان ياخد منحة الماجيستير من نفس الجامعة هناك، واللي حصل إن تقديراتي أنا كانت أعلى واخدت المنحة... افتكر إني قاصد اعمل فيه كده فاتخانقنا، ومع إنه قدر يكمل الماجيستير بعد كده لكن كان شايف إن حياته كانت هتبقى أسهل لو ماكانش شافني

"ثم اتبع قائلاً"
- ده غير إنه كان زمان بيشتغل في شركة كده والشركة دي كانت ضعيفة لدرجة إنها أعلنت إفلاسها وسرحت الموظفين بعد ما شركتنا أخدت مشروع كبير كان ممكن ينقذها

"كان مازن يستمع له في صدمة وخوف ليقول"
- طب وأنا ذنبي إيه دلوقتي؟

"قالت شمس وقد تذكرت هذا الاسم"
- أنا عارفة الراجل ده... ده كان مدرس مساعد عندي أيام الكلية، وكان أغلس واحد فيهم كلهم

"ثم ربتت على كتف مازن لتقول"
- معلش يا حبيبي... نصيبك

"قال في خوف"
- يعني مافيش أي حاجة تخليه يطلعني من دماغه ويعديني؟

"ثم نظر إلى والده وقال في رجاء"
- ماينفعش حضرتك تكلمه وتفضوا سوء التفاهم ده؟

"رد رامي قائلاً"
- الراجل اللي لسة فاكر حاجات زي دي ومصغر دماغه لدرجة إنه يستقصدك ماعتقدش إن مشكلته هتتحل بمكالمة وخلاص

"سأل مازن في حذر"
- يعني إيه بقى؟

"قالت شمس بدورها"
- هتضطر تذاكر

"قال مازن في صدمة"
- اذاكر؟ ازاي؟ والتمرين؟ والبطولات؟
"ردت شمس قائلة"
- أنت عارف كويس إنك بتضيّع وقت كبير مابتعملش فيه حاجة يعني الحجة دي ماتنفعش

"ثم اتبعت بابتسامة"
- وبعدين لو عايز حد يساعدك فأنت عايش في نقابة المهندسين وماحدش هيتأخر يعني

"نظر مازن إلى والده ليبتسم رامي قائلاً"
- شمس عندها حق
***

"في اليوم التالي، استطاعت فرح أن تجد وقتاً مناسباً كي تتحدث مع والديها بشأن طلب علي الزواج منها، وأثناء ما كانت تجلس معهما، سألتها ندى قائلة"
- إيه الموضوع اللي عايزة تقوليه يا فرح؟

"صمتت فرح وهي لا تدري من أين تبدأ، ولكنها قالت"
- وقت فرح أدهم وشمس، اتعرفت على صاحب الشركة اللي كانت مسئولة عن تنظيم الفرح، اسمه علي صبري.

"ثم اتبعت متحدثة عنه"
- هو عنده 29 سنة، وكان بيشتغل في السياحة قبل ما يدخل مجال تنظيم الأفراح والمناسبات

"ظل كل من رامز وندى صامتين لتأخذ فرح نفساً عميقاً قبل أن تقول"
- احنا بقالنا ست شهور مرتبطين، وامبارح علي عرض عليا الجواز... وأنا وافقت.

"ثم اتبعت موضحة"
- أنا ماحبيتش أتكلم في الموضوع قبل كده لغاية ما اتأكد إن في حاجة بجد، عشان كده قررت اتكلم دلوقتي لأن علي عايز يجي عشان يتقدم

"ثم صمتت منتظرة ردهما. نظرت ندى إلى رامز الذي ظل صامتاً لتنظر له فرح متسائلة في حذر"
- إيه رأي حضرتك يا بابي؟

"استمر صمته قبل أن يقول"
- عرفتي ازاي إنه بيحبك بقى؟ هما الست شهور دول بيلحق حد يعمل فيهم حاجة؟
"أجابت فرح بابتسامة قائلة"
- علي إنسان كويس جداً يا بابي! أنا عارفة إن المدة قصيرة بس أنا متأكدة إن لو حضرتك قابلته هتتأكد بنفسك

"صمت رامز للحظات قبل أن يقول"
- أنا مش موافق عالموضوع ده يا فرح!

"ثم اتبع قائلاً"
- الموضوع سريع فعلاً، غير إن دي أول مرة ليكي وحماسك مصورلك إن كل حاجة كويسة، وده مش دايماً بيكون صح

"ثم ختم حديثه قائلاً"
- الحاجات دي محتاجة وقت كافي، لما الوقت يكون مناسب نبقى نتكلم

"ثم قام من مكانه وذهب، بينما ظلت فرح صامتة في حزن لتقول ندى"
- ماتزعليش يا فرح! أنتِ عارفة إن بابي مش هيقول كده غير لو معاه حق

"قالت فرح مجادلة"
- بس أنتو لسة ماشفتوش علي. لو شفتوه هتفهموا قصدي. علي لو ماكانش كويس، أنا ماكنتش هوافق

"ثم اتبعت في رجاء"
- ممكن تتكلمي مع بابي تاني وتقنعيه؟

"ظلت ندى صامتة لتقول فرح في إلحاح"
- عشان خاطري، مش عايزة أكتر من فرصة

"استمر صمت ندى قبل أن تتنهد قائلة"
- طيب هتكلم معاه

***

"وبعد أن تركت فرح، صعدت ندى إلى الغرفة لتجد رامز يجلس في الشرفة.
تقدمت ناحيته ثم جلست جواره، ساد الصمت قليلاً قبل أن تقول"
- هو رأيك في موضوع فرح وعلي ده أخير؟ ولا ده رأي مبدأي وهتفكر فيه؟

"رد رامز قائلاً"
- مبدأي ازاي؟ دول متعرفين أول امبارح وعايزين يتجوزوا النهاردة، ده تهريج

"قالت ندى بنبرة ذات مغزى"
- متهيألي يعني مش هما بس اللي كل حاجة بينهم حصلت بسرعة، ولا إيه؟

"فهم إلام تشير فقال"
- احنا حصلنا حاجات كتير أوي بتبين إذا كنا ننفع لبعض ولا لا، وحتى ده ماحصلش من أول مرة وأنتِ فاهمة ده كويس

"فهمت ندى إشارته لطلاقهما في الماضي، ولكنها قالت"
- طيب بلاش احنا. شوف شمس ورامي. هما مافشلوش في أول مرة. ليه فرح وعلي مايكونوش زيهم؟
"عاد رامز ليقول"
- حتى شمس ورامي عدوا بحاجات كتير عشان يوصلوا للي هما فيه، إنما وضع فرح مختلف.

"قالت ندى متسائلة"
- مختلف ازاي؟

"تنهد رامز قبل أن يقول"
- فرح رومانسية زيادة، كلمتين حلوين سهل جداً يوقعوها في حب أي حد. ده حتى اخواتها لما بيحبوا يتوهوها عن أي حاجة مش بياخدوا اكتر من ثانية يقولولها فيها كلمة حلوة عشان تنسى أصلاً الموضوع على إيه.

"صمتت ندى وهي تعرف أنه محق ليكمل"
- أنا متأكد إن اللي اسمه علي ده ماعملش أي مجهود عشان يخليها توافق عالجواز في المدة القصيرة دي. ده تلاقيه أخد الموافقة بشوية ورد أصلاً.

"ثم ختم حديثه ليقول"
- فرح عندي حاجة تانية غير الكل، وأنا مش هقدر أوافق على حاجة زي دي عشان الاقي قلبها اتكسر في الآخر.
"قالت ندى بابتسامة آسفة"
- بس هي في بداية إن قلبها يتكسر فعلاً بسبب رفضك ده، وطبعاً لو قلتلها الكلام اللي أنت لسة قايلهولي ده هتزعل أكتر.

"صمت رامز للحظات قبل أن يقول"
- يعني المفروض إني أوافق عشان تنبسط دلوقتي وتزعل بعدين؟

"هزت ندى رأسها في نفي لتقول"
- لا، احنا هنوافق بس على المقابلة. هنشوفه وهيبان. أنا متأكدة إن حكمك هيبقى أحسن لما تقابله. عالأقل لو طلع رأيك صح، ماتقولش إنك ماديتلوش فرصة واتكلمت معاه.

"عاد ليصمت قليلاً وهو يفكر حتى زفر في حنق قائلاً"
- طيب... خلينا نشوفه آخر الأسبوع.

***

"جاء آخر الأسبوع، ووصل علي إلى القصر لتستقبله مديرة المنزل وتخبره بأن السيد رامز والسيدة ندى سيكونان في استقباله حالاً.
بعد أن رحلت، وجد فرح تأتي إليه وتستقبله بابتسامتها الرائعة قائلة"
- ازيك يا علي؟

"قال في توتر"
- قلقان بصراحة

"ضحكت قائلة"
- ماتقلقش أبداً، أنا متأكدة إن كل حاجة هتمشي كويس

"مر بعض الوقت وهما يجلسان سوياً حتى جاء رامز وندى ليقوما من مكانهما. مد رامز يده مصافحاً بابتسامة خفيفة"
- أهلاً وسهلاً يا علي!

"صافحه علي قائلاً بابتسامة"
- مقابلة حضرتك شرف ليّ فعلاً يا رامز بيه!

"رد رامز قائلاً"
- الشرف لينا! اتفضل
"جلسوا جميعاً ليبدأ علي الحديث مباشرة ويقول"
- أكيد فرح اتكلمت مع حضرتك بخصوص مقابلة النهاردة، عشان كده أنا هدخل في الموضوع على طول

"اومأ رامز دون كلمة ليتبع علي قائلاً"
- أنا جاي النهاردة عشان أطلب إيد فرح من حضرتك

"صمت رامز للحظات قبل أن يقول"
- مش شايف إن القرار ده متسرع شوية؟ فرح قالتلي إنكم تعرفوا بعض بقالكم ست شهور بس

"اومأ علي موافقاً ليقول"
- هي فعلاً فترة قليلة، لكن صدقني حضرتك خلال المدة دي قدرت أعرف قد إيه فرح إنسانة جميلة ورقيقة، وقدرت أقرر إن هي دي الإنسانة اللي عايز أكمل حياتي معاها

"ابتسمت فرح في سعادة، بينما لم يعلق رامز على ما قال، ولكنه سأل"
- ممكن أعرف أنت جاي لوحدك ليه؟ فين والدك ووالدتك؟

"أجاب علي قائلاً"
- والدي متوفي، ووالدتي كبيرة في السن وكان صعب إنها تيجي النهاردة، لكن إذا حصل نصيب إن شاء الله هتتعرفوا عليها في حفلة الخطوبة

"هز رأسه متفهماً ليقول"
- مفهوم، وإيه اللي ممكن تقدمه لبنتي يا علي؟

"رد علي في ثقة قائلاً"
- أنا وضعي المادي مستقر الحمد لله. زي ما حضرتك عارف، أنا عندي شركة لتنظيم الحفلات والأفراح، ودخلها كويس جداً. بالنسبة للسكن فأنا للأسف مش هقدر أجيب ڤيلا، لكن أنا عندي شقة كبيرة في الزمالك ممكن فرح تنقي فيها كل اللي هي عايزاه على ذوقها.

"صمت رامز قبل أن يقول"
- دي الماديات، غير الماديات بقى، هتقدملها إيه؟

"عاد ليجيب في ثقة قائلاً"
- أنا بحب فرح جداً، ومستعد أعيش عمري كله بسعدها.

"اتبع رامز أسئلته ليقول"
- وبخصوص والدتك؟

"نظر له علي متسائلاً ليوضح رامز قائلاً"
- الوضع هيكون عامل ازاي؟ هتسيبها لوحدها؟

"أجابه علي قائلاً"
- الشقة اللي عندي قريبة من شقة والدتي عشان أقدر ازورها دايماً وماتكونش لوحدها، وطبعاً هيكون في حد معاها بيهتم بصحتها.

"ظل رامز صامتاً ليتبع علي سريعاً"
- فرح مش ملزمة بأي حاجة، ماتقلقش حضرتك.

***

"وأثناء ما كان رامز وندى وفرح يجلسون مع علي ويتحدثون جميعاً في أمر الزواج، كانت شمس تراقب ما يحدث من الأعلى قبل أن يخرج مازن من غرفته، وقد استيقظ للتو، ويتعجب من وقوفها هكذا.
اقترب ناحيتها ثم توقف جوارها وأخذ يراقب ما يحدث معها حتى همس لوالدته ممازحاً"
- شمس! واقفة هنا كده ليه؟ متعاقبة؟
"ردت شمس قائلة"
- بتفرج

"اتبع متسائلاً"
- على إيه بقى؟ ومين اللي تحت ده؟

"أجابته قائلة"
- ده عريس متقدم لفرح

"أخذ يطالعه قليلاً قبل أن يقول"
- حاسس إني شفته قبل كده

"عادت لتهمس له قائلة"
- ما هو ده يبقى صاحب الشركة اللي ظبطت فرح شمس وأدهم

"قال مازن متعجباً"
- طب وهو كان بيظبط الفرح ولا بيظبط فرح؟

"ضحكت شمس دون صوت قبل أن تقول"
- بس عمك مش طايقه خالص، من أول القعدة ماهزرش معاه ولا مرة.

"كاد أن يرد قبل أن يأتي رامي إليهما ويقول بصوت خافت حتى لا يسمعهم أحد"
- أنتو بتعملوا إيه هنا؟

"أشار مازن إلى والدته وقال"
- ماما اللي كانت بتراقب مش أنا

"وكزته بقبضتها في ذراعه ليتألم دون صوت قبل أن تقول بدورها"
- ندى حكتلي عالعريس ده، وبتقول رامز مش مقتنع به خالص، فقلت أشوفه من فوق كده عشان أعرف شكله إيه... بصة سريعة يعني

"قال مازن ساخراً"
- بصة سريعة إيه؟ بقالنا ربع ساعة واقفين هنا

"قال رامي مستنكراً"
- مايصحش الوقفة دي كده، لو حد لمحكم شكلنا هيبقى وحش

"قالت شمس بابتسامة ضاحكة"
- لما تشوف الحاجة مباشر بتبقى أحلى

"ثم جذبته قليلاً ليرى ما يحدث بالأسفل وهي تقول"
- شايف القعدة باردة ازاي؟ رامز ماضحكش ولا مرة.
"نظر رامي قليلاً قبل أن يضم حاجبيه في تعجب وهو يقول"
- ده شكله هيترفض

"اقتربت جواره وهمست قائلة"
- إيه رأيك فيه؟

"طالعه رامي قليلاً قبل أن يقول"
- هو مش ده صاحب الشركة المسئولة عن فرح شمس وأدهم؟

"أومأت قائلة"
- أيوة
"وقال مازن بدوره"
- الرز اللي كان ناقص ملح وماعجبش حضرتك.

"تذكر رامي ثم قال مستنكراً"
- ده واحد ماخدش باله إن الرز كان ناقص ملح في البوفيه، هيخلي باله من فرح ازاي؟ هيترفض طبعاً. كلنا عارفين رامز بيحب الرز قد إيه.

"انطلقت ضحكة لم تستطع شمس كبحها فوضعت يدها على فمها وابتعدت عن سور الدرج ليبتعد هو الآخر ويقول بابتسامة"
- هنتفضح كده
"ثم اتبع قائلاً"
- كل واحد يدخل اوضته دلوقتي، ولما يترفض نبقى نعرف التفاصيل.

***

"ساد صمت قاتل لتنظر فرح إلى أبيها في قلق وهي بالفعل تلاحظ أنه لم يبتسم منذ بداية الحديث.
أما علي، فقلقه كان يزداد مع كل لحظة تمر دون أن يسمع فيها رده لينهي رامز هذا الانتظار وهذه الجلسة الفاشلة بالنسبة له قائلاً"
- أنا مش موافق عالجوازة دي يا علي!

"نظرت له فرح في صدمة شاركها فيها علي قبل أن يسأله في ثبات"
- أقدر أعرف السبب؟

"قال رامز ببساطة"
-بنتي مش هتكون سعيدة معاك

"قال علي محاولاً إقناعه"
- رامز بيه! أنا بحبها و...
"قاطعه رامز قائلاً"
- مفهوم مفهوم. أي حد ممكن يقول الكلمتين دول وأحسن منهم كمان، بس أنا مش هجوز بنتي بكلام.

"صمت علي دون أن يجد رداً"
- شرفت يا علي!

***

"بعد أن رحل علي، صعدت فرح إلى غرفتها وهي تشعر بحزن شديد، لماذا رفضه والدها؟ إنها تحبه كثيراً وتعلم أنه يحبها، كما أنه لا يوجد فارق مادي كبير بينهما، وحتى لو كان... هي تعلم أن والدها لا يفكر بهذه الطريقة. إذن ما المشكلة؟
كادت أن تبكي قبل أن تنتبه لطرقة على الباب، أخذت نفساً عميقاً ثم قالت"
- اتفضل!

"فتح الباب لتجد والدها يدخل إليها، أغلق الباب خلفه ثم توجه ناحيتها وجلس جوارها، ساد الصمت وهي لا تنظر إليه بل إلى الأسفل في حزن.
ظلت هكذا حتى أمسك رامز بذقنها ليرفع وجهها إليه في هدوء ثم قال"
- دي أول مرة تكوني زعلانة مني يا فرح!

"نظرت له في حزن ثم قالت"
- ودي أول مرة حضرتك تزعلني

"قال رامز في ثقة"
- أنا بحميكي من تجربة فاشلة مش هتقدملك حاجة غير الأذى

"قالت مجادلة"
- ليه حضرتك متأكد إن علي هيأذيني؟

"رد رامز قائلاً"
- مش مرتاحله ومش حاسس إني هكون متطمن عليكي معاه، أنتم مش مناسبين لبعض

"قالت في عناد"
- علي بيحبني، وأنا كمان بحبه، ده مش كفاية؟

"نظر لها للحظات ثم قال"
- للأسف، الحب مهم لكن مش كفاية إنكم تنجحوا

"قالت في ضيق رغماً عنها"
- اشمعنا رقية وعمر؟ حضرتك عارف إن عمر ظروف شغله ملخبطة ومش مناسب لحياة رقية، ليه وافقت عليه هو؟

"قال رامز في ثقة"
- أنا أعرف عمر من ساعة ما اتولد، وأهله أصحابنا ونعرفهم كويس، غير إن رقية فاهمة طبيعة حياة عمر وموافقة عليها وهتقدر توفق بين حياتها وحياته، لكن...

"قاطعته فرح قائلة"
- لكن أنا مش هقدر، صح؟

"نظر لها رامز متسائلاً فاتبعت"
- رقية قوية وتقدر تستحمل أي حاجة لكن أنا ضعيفة وساذجة وعمري ما هتحمل أي ضغط، مش كده؟

"رد رامز قائلاً"
- لا مش ده اللي قصدته، انتو الاتنين بناتي وهخاف عليكم مهما كنتو اقويا وتقدروا، لكن الفرق بين عمر وبين علي إن عمر كان باين عليه إنه بيحبها وهيحافظ عليها فعلاً، لكن الواد ده بيستغلك يا فرح!

"كادت أن تتحدث ولكنه قاطعها عندما قال"
- الفرق بينك وبين رقية مش إنها قوية وأنتِ ضعيفة... لا، الفرق إن رقية اتعلمت حاجات كتير بدري تخليها تعرف تختار صح، لكن أنتِ لسة ماشفتيش في الحياة غير جمالها، ودلع وحب كل اللي في البيت ده ليكي، أنتِ مش ضعيفة، بس أنتِ رقيقة وطيبة كفاية لإن الواد ده يستغلك ويستغل حبك لأبسط حاجة ممكن يعملها عشان يوقعك في حبه ويخليكي متخيلة إن رفضي ده حرب على قصة حب عظيمة أكبر حاجة قدمهالك فيها هي إنه جابلك ورد واتقدملك بعد فترة قصيرة من معرفتكم ببعض

"دمعت عيناها دون كلمة ليضمها إليه، قال في نبرة حنونة"
- أنا اكتر واحد عايز يشوفك سعيدة يا فرح! أنا عايزك تعيشي حياة ماتقلش أبداً عن اللي أنتِ عايشاها هنا، واوعدك لما تقابلي حد يحبك بجد ويعرف قيمتك، أنا هكون أول واحد في صفك.
***
"وبعد مرور أيام قليلة، كان رامز جالساً في مكتبه عندما دخلت إليه السكرتيرة وأخبرته بأن علي يود مقابلته، تعجب من وجوده هنا ولكنه أذن له بالدخول، وعندما دخل إليه، رحب به رامز وأذن له بالجلوس ليسأله بعدها"
- خير يا علي! إيه سبب الزيارة دي يا ترى؟

"قال علي في ثقة"
- في الحقيقة أنا هنا عشان اعرف سبب رفض حضرتك لجوازي من فرح

"ابتسم رامز قائلاً"
- اعتقد إني قلت السبب قبل كده... أنتم مش مناسبين لبعض

"اومأ علي برأسه قائلاً"
- هو ده بالظبط اللي عايز افهمه، ليه حضرتك شايف إني مش مناسب لفرح؟

"سأله رامز"
- والشركة مكان مناسب للكلام في موضوع زي ده؟

"أجابه علي قائلاً"
- الحقيقة أنا ماحسيتش إنها هتبقى فكرة كويسة لو رحت البيت مرة تانية قبل ما أكون متأكد من موافقة حضرتك

"صمت رامز للحظات ثم قال"
- أنا مش شايف إنك هتقدر تسعد فرح

"رد علي في ثقة"
- بس أنا بحبها بجد، ومش طالب اكتر من فرصة، وإذا ماكنتش قد الثقة دي يبقى...

"قاطعه رامز قائلاً"
- صدقني مش من مصلحتك تخون الثقة اللي بتتكلم عنها دي، وعشان كده بالظبط أنا مش موافق اديهالك من البداية

"قال علي مدافعاً"
- أنا ماقصدش إني ممكن أأذي فرح، أنا اقصد إننا ناخد فرصة وإذا ماتفقناش أنا فعلاً هبعد لو كانت دي رغبة فرح

"ظل رامز صامتاً ليتبع علي قائلاً"
- رامز بيه! أنا مقدر قلق حضرتك ويمكن لو كنت مكانك كنت هتصرف بنفس الطريقة، بس في نفس الوقت... أنا عارف كويس حضرتك بتحب فرح قد إيه، وقد إيه هي غالية عند حضرتك، وعشان غالية يبقى تستحق تكون مبسوطة.

"استمر صمت رامز قليلاً قبل أن يقول اخيراً"
- ماقدرش اديلك رد دلوقتي... لازم أفكر كويس

"ابتسم علي في أمل ليقول"
- أكيد طبعاً. هستنى رد حضرتك في أقرب فرصة

***

"عاد رامز من الشركة وقد قضى اليوم وهو يفكر في أمر زواج فرح من علي.
لقد فاجأه أن يحاول التحدث معه مجدداً بعد أن رفضه منذ أيام، ولكنه لا يزال يشعر بالقلق ولا يدري ما السبب.
وصل إلى القصر ودخل ليجد ندى بالداخل. عندما رأته، توجهت ناحيته واستقبلته بابتسامة قائلة"
- حمد لله عالسلامة يا حبيبي!

"ابتسم قائلاً"
- الله يسلمك

"ثم اتبع قائلاً"
- خلينا نطلع فوق، في موضوع مهم عايز اكلمك فيه

"وعندما صعدا إلى غرفتهما وجلسا، بدأ رامز الحديث قائلاً"
- علي جالي الشركة النهاردة

"قالت في دهشة"
- بجد؟ وحصل إيه؟

"رد قائلاً"
- كان عايز يفهم أنا رافضه ليه، ويحاول يقنعني اديله فرصة

"سألته في حذر"
- وأنت قلت إيه؟

"صمت للحظات قبل أن يقول"
- قلتله هفكر وأرد عليك

"ثم اتبع قائلاً"
- بس... أنا مش عارف أعمل إيه

"نظرت له متسائلة ليكمل"
- من ناحية، في حاجة جوايا مش مرتاحاله ماعرفش هي إيه، ومن ناحية تانية، خايف فرح تكرهني أو تشوفني ظالم وتبعد عني

"قالت ندى في هدوء"
- مهما حصل، فرح عمرها ما هتكرهك يا رامز!

"هز رأسه في نفي ليقول"
- حتى لو ماكرهتنيش، في حاجة بتتكسر جوة الولاد مع المواقف اللي شبه دي، حتى لو مابينوش، بتفضل موجودة. أنا مش عايز أعيش الحاجات دي مع ولادي.

"أمسكت ندى بيده وشدت عليها برفق لتقول"
- مش هيحصل، ماتخافش

"ثم اتبعت"
- أنت ممكن تديله الفرصة دي عشان نبقى عملنا اللي علينا، وفترة الخطوبة هتبين كتير. الموضوع مش محتاج أكتر من غلطة واحدة بس عشان كل حاجة تخلص، وصدقني فرح ساعتها هي اللي هتنهي كل حاجة قبل ما احنا نتحرك.

"نظر لها قبل أن يحسم أمره قائلاً"
- موافق

"ثم خرج من الغرفة متوجهاً إلى غرفة فرح. طرق الباب قبل أن يسمع إذنها بالدخول ليدخل إليها قائلاً بابتسامة"
- فاضية شوية؟

"اومأت بابتسامة ليتقدم إلى الداخل ويجلس جوارها على السرير ليقول"
- عرفتي اللي حصل النهاردة؟

"هزت رأسها في نفي لتقول"
- لا يا بابي! حصل إيه؟

"أجابها قائلاً"
- واضح إن علي ماقالكيش

"ثم اتبع"
- علي كان عندي النهاردة في الشركة

"نظرت له فرح في دهشة وقالت"
- بجد؟ طيب قال لحضرتك إيه؟

"أجابها قائلاً"
- قالي إنه عايزني أديله فرصة يثبتلي إنه يستاهلك
"سألته في حذر"
- وحضرتك قلت إيه؟

"صمت رامز للحظات قبل أن يقول"
- في حاجة مهم تعرفيها يا فرح! أنا لو هوافق فمش هيكون عشان أنا مقتنع، لكن عشانك أنتِ بس. عشان ماتشوفيش إني متسلط وإن سعادتك ماتهمنيش. عشان كده أنا هديله الفرصة دي وأوافق عالخطوبة

"نظرت له في سعادة ليكمل"
- لكن لو شفت منه غلطة واحدة بس، الموضوع ده هيتقفل ومش هيتفتح تاني مهما حصل، فاهمة؟

"قامت من مكانها وعانقته في سعادة لتقول"
- فاهمة. علي عمره ما هيزعلني

***

"وبعد أن خرج والدها من الغرفة، أمسكت فرح بالهاتف واتصلت بعلي حتى رد لتقول في سعادة فجأة"
- بابي وافق يا علي!

"قال علي في ذهول"
- بجد؟ بسرعة كده؟

"قالت فرح ضاحكة"
- أيوة، أنا مبسوطة جداً

"ثم اتبعت متسائلة"
- بس أنت ليه ماقلتليش إنك هتروح الشركة وتقابله؟
"أجابها قائلاً"
- بصراحة كنت خايف يصمم على رفضه ويبقى شكلي وحش ادامك

"قالت فوراً"
- أوعى تقول كده يا علي! أنا بحبك وفخورة بيك

"ابتسم قائلاً"
- أنا كمان بحبك أوي

"ثم اتبع متسائلاً"
- عرفتي أقدر آجي امتى تاني عشان نتكلم في تفاصيل الخطوبة؟

"ردت قائلة"
- لا لسة، بس ماتقلقش أنا هعرف كل حاجة على طول وأقولك

"ثم اتبعت في حماس"
- المهم أنا عايزة أشوفك النهاردة
"ضحك قائلاً"
- وأنا كمان، نتقابل في مكاننا بالليل الساعة 8

"أغلقت الخط معه ثم خرجت من الغرفة لتقابل آدم في الطريق وقد خرج من غرفته أيضاً.
تقدمت ناحيته في سعادة ليبتسم لها قائلاً"
- خير يا فرح؟ شكلك مبسوط

"قالت في سعادة عادت إليها بعد الحزن الذي كانت تعيش فيه منذ أيام"
- مبسوطة أوي، بابي وافق على خطوبتي من علي أخيراً

"صمت آدم تماماً وقد شعر بخيبة أمل لم يدرِ مصدرها ليقول"
- فعلاً؟ إيه اللي حصل؟

"أجابته قائلة"
- علي راح لبابي الشركة النهاردة وحاول يقنعه تاني، وبابي وافق

"ثم قفزت في حماس لتقول"
- أنا مبسوطة أوي

"ابتسم لها قائلاً"
- مبروك يا فرح!... ربنا يسعدكم

"قالت بابتسامة عريضة"
- الله يبارك فيك يا آدم!

"ثم اتبعت"
- على فكرة، أنا خلصت الكتاب اللي جبتهولي، وعجبني أوي

"قال بابتسامة متعجبة"
- بجد؟ أنا كنت فاكرك نسيتيه

"هزت رأسها نفياً بابتسامة لتقول"
- بالعكس، أنا كنت بقرأه كل يوم بس صفحات قليلة عشان أكون مركزة

"ثم اتبعت"
- وشكلك هتخليني أحب الفلسفة وأقرأ فيها أكتر

"ضحك ضحكة خفيفة ليقول"
- صدقيني مش هتندمي

"ثم اتبع"
- أنا كمان خلصت الكتاب اللي جبتيهولي، وعجبني أوي

"ضحكت قائلة"
- بجد؟ يعني أقدر اجيبلك حاجات شبهه بعد كده؟

"اومأ بابتسامة ليقول"
- أكيد

"قالت قبل أن تتركه وترحل"
- أنا رايحة قاعة الباليه، جوايا طاقة حلوة وعايزة أخرجها في الرقص، باي!

"ثم ركضت من أمامه في نشاط ليظل هو في مكانه قبل أن يذهب هو الآخر إلى النادي كي يقوم بجولة سيره اليومية."

****

"مرت أيام قليلة، وجاء معه عيد ميلاد لينا، الأخت الصغرى لعمر، وككل عام، تقيم نسمة حفلة كبيرة لأجلها، وكانت عائلة الراوي أول المدعوين، وخصوصاً كريم الذي يعتبر الصديق الأقرب للينا منذ الطفولة. لذا، أحضر كريم هدية مميزة كعادته في كل عام.
وصلوا جميعاً إلى المنزل حيث يقام الحفل لتستقبلهم نسمة استقبالاً حافلاً كعادتها. أما لينا، فقد حيّت الجميع واستقبلت تهنئتهم وهداياهم حتى وصلت إلى كريم ليتبادلا ابتسامة ذات مغزى قبل أن تسأله"
- جايبلي إيه المرة دي؟

"أعطاها كريم علبة الهدايا التي كان يحملها لتفتحها في حماس لتجد بداخلها عشر أزواج من الجوارب الملونة بألوان متعددة وعليها الكثير من الرسومات المجنونة من أشكال البط والشخصيات الكرتونية المفضلة لها.
أخذت تمسك بهم واحد تلو الآخر لتجد أسفلهم هدية جعلتها تصرخ في سعادة.
كان هناك كتاب تلوين عن Ryan Gosling، الممثل المفضل بالنسبة لها.
عانقته في سعادة قائلة"
- أنت أحلى حد بيجيبلي هدايا في الحياة يا كريم! أنا بحبك أوي!

"ابتسم ضاحكاً ليقول"
- كل سنة وأنتِ طيبة يا لينا!

"ردت قائلة"
- وأنت طيب يا كوكي!

"ثم اتبعت غامزة"
- مش شايفة معاك حد كده ولا كده يعني

"قال في إحباط"
- مافيش... أنا single الفترة دي

"قالت في حماس"
- هايل، في واحدة عايزة أعرفك عليها

"قال في حماس هو الآخر"
- يلا بسرعة

"وفي مكان آخر، وأثناء ما كانت رقية تجلس مع إخوتها، جاء صوت جوار أذنها يقول"
- وحشتيني يا روكا!

"نظرت خلفها لتجد عمر أمامها. قامت من مكانها وعانقته في سعادة قائلة"
- عمر! وحشتني أوي

"ثم اتبعت معاتبة"
- ليه ماقلتليش إنك هتكون موجود النهاردة؟

"ابتسم قائلاً"
- ده عيد ميلاد لينا، ازاي مش هكون موجود؟

"ثم اتبع"
- أنا بس قلتلك إني مشغول عشان اعملك مفاجأة

"ابتسمت قائلة"
- هفضل أشوفك مفاجآت بس لغاية امتى؟

"أمسك بيدها ثم قال"
- تعالي معايا بعيد عن هنا بس ونشوف الموضوع ده
***

- سلمى! أحب أعرفك على كريم، أكتر حد صاحبي في الدنيا. كريم! دي سلمى اللي حكيتلك عنها

"هكذا بدأت لينا التعارف بين كريم وسلمى ثم قالت منسحبة"
- هسيبكم تتعرفوا على بعض أكتر..

"ثم رحلت وهو يهمس لها قائلاً"
- صالونات أوي

"ثم التفت إلى سلمى ليقول بابتسامة"
- ازيك؟
"ابتسمت سلمى قائلة"
- تمام، وأنت؟

"اومأ قائلاً"
- كويس

"ثم اتبع"
- تعرفي لينا من زمان؟

"أجابته قائلة"
- آه، من واحنا في الجامعة

"ثم أعادت عليه السؤال لتقول"
- وأنت تعرفها من امتى؟

"ضحك قائلاً"
- من ساعة ما اتولدنا

"ثم اتبع قائلاً"
- أهالينا أصحاب، غير إن أخوها يبقى خطيب أختي، صلتنا قوية يعني

"ثم سألها قائلاً"
- وأنتِ بتشتغلي إيه يا سلمى؟
"ردت قائلة"
- Graphic Designer

"اومأ قائلاً"
- nice

"ثم سألها ذلك السؤال الذي يحدد به مصير أي علاقة جديدة"
- سلمى أنتِ بتسمعي فيروز؟

"فاجأها سؤاله الغريب، ولكنها ردت قائلة ببساطة"
- لا، مش بحبها
"قال محاولاً أن يتأكد مما سمعه"
- مش بتحبي فيروز؟

"اومأت برأسها لتقول"
- آه، بتنيمني كده... مملة يعني

"صافحها قائلاً وهو يقوم من مكانه"
- فرصة سعيدة يا آنسة سلمى!

"وبعد أن تركها، ذهب إلى لينا وقال متذمراً"
- ابقي نقي البنات اللي بتعرفيني عليهم

"قالت في دهشة"
- حصل إيه؟ اوعى تقول دمها تقيل. سلمى دي عسل

"قال بامتعاض"
- عسل؟! دي مابتحبش فيروز وبتقول عليها مملة. دي مجنونة. بتعرفيني على واحدة مجنونة؟

"ضحكت ثم قالت"
- عايز تفهمني إن كل اللي عرفتهم بيحبوا فيروز؟

"قال ببديهية"
- طبعاً. ده الطبيعي بتاع البشر أصلاً
"كان هذا قبل أن يأتي شادي لتقول في سعادة"
- شادي جه يا كريم!

"ثم ركضت ناحيته لتعانقه قائلة بابتسامة كبيرة"
- حبيبي! وحشتني أوي

"ضمها إليه قائلاً بابتسامة"
- أنتِ كمان وحشتيني يا لينا!

"جذبته من يده لتعود معه إلى كريم الذي صافحه قائلاً"
- ازيك يا شادي؟

"رد شادي بنبرة عادية"
- تمام

"قالت لينا ضاحكة"
- عارف كريم جابلي هدية إيه؟ جابلي كتاب تلوين لريان جوسلينج. أحلى هدية جاتلي

"ابتسم شادي قائلاً"
- حلو أوي

"ثم التفت إلى كريم وقال"
- شكراً يا كريم!
"شعر كريم بأن هناك شيء غريب في طريقته، وتأكد حدسه عندما جاءت إحدى صديقات لينا تخبرها شيئاً ما لتلتفت لهما قائلة"
- عن إذنكم، خمس دقايق وآجي

"وعندما تركتهما، التفت شادي إلى كريم وقال"
- كريم! كان في موضوع عايز اتكلم معاك فيه

"اومأ كريم موافقاً ليبتعدا سوياً بعيداً عن ضجيج الحفل حتى توقفا ليقول شادي صراحةً"
- كريم! أنا مش مرتاح لوجودك في حياة لينا بالطريقة دي

"قال كريم في تعجب"
- طريقة إيه؟

"قال شادي موضحاً"
- أنتم قريبين لبعض جداً لدرجة بتحسسني إن أنا اللي دخيل عليكم. حاسس إن أنا ولينا مش في العلاقة دي لوحدنا، أنت كمان موجود، ودي حاجة أنا مش قادر أقبلها أو اتعامل معاها

"اندهش كريم مما يقول ليرد"
- بس أنا ولينا مافيش بيننا حاجة يا شادي! احنا أصحاب بس. أنت المفروض تكون متأكد من حاجة زي دي
"اومأ شادي برأسه قائلاً"
- عارف، بس ده فوق استيعابي، واعتقد مش أنا اللي المفروض انسحب

"قال كريم محاولاً أن يتأكد مما فهمه"
- أنت عايزني أنا انسحب من حياة لينا؟

"رد شادي مؤكداً"
- أيوة

"ثم اتبع"
- أنا مارضيتش اتكلم مع لينا في الموضوع ده لأنها مش هتفهمني وهتزعل، لكن أنا بكلمك أنت كراجل يا كريم! أنا متأكد إنك لو مكاني مش هتقبل اللي حاصل ده

"ظل كريم صامتاً وهو لا يدري بمَ يجيب وماذا يفعل، ولكن لينا أنقذته من الرد عندما أتت إليهما وهي تقول في تعجب"
- أنتو واقفين بعيد عن الناس كده ليه؟ يلا هنطفي الشمع

"انسحب كريم في هدوء تاركاً إياهما، وعندما اجتمع الجميع حول الطاولة الكبيرة لإطفاء شموع عيد الميلاد، توقف كريم بعيداً عنهما وقد قرر أن يصنع مسافة بالفعل، ليس لأجل ما قاله شادي فهو لا يشاركه الرأي أبداً بل لأجلها هي."
***
"وبعد أن انتهى الحفل، كان كريم في طريقه مع عائلته للرحيل قبل أن توقفه لينا قائلة"
- كريم! مش هتسلم عليا قبل ما تمشي ولا إيه؟

"ابتسم كريم قائلاً"
- شفتك واقفة مع شادي وماحبيتش اضايقكم

"قالت مستنكرة"
- إيه الكلام الفارغ ده؟ أنا كنت هتضايق فعلاً لو مشيت كده

"ثم عانقته قائلة في امتنان"
- شكراً عالهدية الحلوة يا كوكي!

"ثم اتبعت غامزة"
- نردهالك في عيدك

"ضحك ضحكة خفيفة ليقول"
- أكيد، هستناها

"ثم اتبع مودعاً"
- تصبحي على خير يا لينا!

"ثم رحل تحت أنظارها المندهشة من طريقته التي تغيرت تماماً عن أول الحفل.
جاء شادي إليها ليقول بابتسامة"
- تحبي نخرج سوى دلوقتي؟

"نظرت له وقالت"
- هو أنت وكريم اتكلمتوا في إيه؟

"صمت قبل أن يقول محاولاً إخفاء الحقيقة"
- ولا حاجة يا حبيبتي! كلام عادي

"ثم اتبع قائلاً"
- يلا خلينا نخرج شوية سوى واوصلك تاني هنا

"قالت بابتسامة معتذرة"
- معلش يا شادي! خليها بكرة، عمر واحشني وعايزة أقعد معاه

"ثم قبّلت وجنته لتقول"
- أشوفك بكرة، تصبح على خير!

***

"في اليوم التالي صباحاً، كانت رقية تجلس مع عمر في أحد المطاعم المطلة على النيل لتقول بعد أن تنهدت في راحة"
- أخيراً!

"ابتسم ابتسامة كبيرة ليقول هو الآخر في راحة"
- آه... أخيراً!

"ضحكا سوياً قبل أن تقول هي"
- حاسة إن تليفونك هيرن فجأة وتطلع تجري

"ضحك كثيراً قبل أن يقول مطمئناً"
- لا ماتخافيش، أنا قافله
"عادت لتقول في راحة"
- الحمد لله

"ابتسم قائلاً"
- عاملة إيه؟

"ابتسمت هي الأخرى قائلة"
- بفكر فيك... كتير

"أومأ برأسه قائلاً"
- وأنا كمان.

"ثم اتبع قائلاً"
- أنا حتى كنت عايز أقولك يلا نبدأ نفرش بيتنا

"قالت رقية في حماس"
- بجد؟

"أومأ مؤكداً ليقول"
- آه، مالوش لزوم نستنى... خايف تنسي شكلي

"أومأت موافقة لتقول"
- ده حقيقي

"قال في دهشة"
- إيه ده بجد؟

"قالت مطمئنة"
- لا طبعاً، حاطة صورتك جنبي على طول عشان افتكر

"ربت على يدها قائلاً"
- أصيلة

"ضحكت ثم قالت متسائلة"
- بجد هنبدأ التجهيزات يا عمر؟ يعني هنحدد ميعاد الفرح وأشوف الفستان؟
"اومأ برأسه ليقول"
- أيوة، وآخر الأسبوع هاجي البيت عشان نتكلم مع عمو وطنط في كل التفاصيل والمواعيد

"كادت أن تتحمس قبل أن تقول في إحباط وقد تذكرت"
- إيه ده مش هينفع الفترة دي

"قال متسائلاً"
- اشمعنا؟

"أجابته قائلة"
- هما دلوقتي مشغولين في خطوبة فرح
"قال في دهشة"
- إيه؟ فرح هتتخطب؟

"ابتسمت ممازحة لتقول"
- آه، كويس إنك فضيت قبل سبوع عيالها

"ضحك بشدة ثم عاود سؤالها"
- وهتتخطب لمين؟

"ردت قائلة"
- هتتخطب لعلي صبري، منظم الفرح بتاع شمس وأدهم

"رد قائلاً"
- ماعرفوش... بس الرز كان وحش

"قالت في ملل"
- في حد لسة ماعلقش على موضوع الرز ده؟ أبقى فكرني نلغي الرز من البوفيه خالص

"ضحك منها ثم قال"
- بس دي فترة قصيرة أوي، مالحقوش يعني عشان يتجوزوا

"قالت بدورها"
- أيوة، ده نفس رأي بابا وماما برضو. أصلاً بابا رفضه في الأول بس وافق عشان فرح ماتزعلش. نتمنى بس يكون كويس فعلاً

"قال في جدية"
- تحبي اتحرى عنه؟

"ردت قائلة"
- احنا قلقانين بس مش لدرجة إنه يطلع مسجل خطر يعني. هو بيعدي في اللجان عادي على فكرة

"ابتسم ضاحكاً ليقول"
- أنا ممكن أعرف أخلاقه عادي. يعني مثلاً بتاع بنات... مدمن... علاقاته السابقة... انتهت ازاي... كده يعني

"قالت في فضول"
- هو أنت تقدر تعرف تفاصيل علاقاته السابقة كمان؟

"قال في ثقة"
- آه طبعاً... كل حاجة ممكنة

"قالت مشيدة بما تسمع"
- Interesting

"عاود سؤالها من جديد"
- ها؟ أدور؟

"هزت رأسها نفياً لتقول"
- لا طبعاً يا عمر! هو أساساً بابا مستنيله غلطة صغيرة عشان يلغي الموضوع. خليه ماشي عالحبل بقى لما نشوف اخرتها

"ابتسم قائلاً"
- واضح إنك قعدتي مع كريم وزياد كتير الفترة اللي فاتت

"قالت بنبرة ذات مغزى"
- اعمل ايه؟ خطيبي مشغول
"أمسك بيدها ليقول بنبرة عابثة"
- فضيتلك خلاص يا قمر!

"ابتسمت في سعادة قبل أن تقول"
- صحيح، شمس قالتلي إن المكان اللي راحوه في شهر العسل كان حلو أوي، خلينا نروحه احنا كمان

"سألها قائلاً"
- فين؟

"ردت قائلة"
- Frisian Islands في هولندا
"ثم اتبعت قائلة"
- مكان هادي خالص، بحر ورملة وشمس ومافيش ناس كتير، رومانسي يعني

"رد متسائلاً"
- وده يكون أمان؟ معدل الجريمة هناك قد إيه؟

"نظرت له للحظات قبل أن تقول"
- أنا شكلي داخلة على فيلم زوجة رجل مهم

***
"بعد أيام من تحمل ردوده القصيرة، عدم اتصاله، وتهربه المستمر من رؤيتها، قررت لينا انتظار كريم خارج صالة الألعاب الرياضية الموجودة في النادي حتى تتحدث معه وجهاً لوجه.
عندما خرج، وجدها أمامه لتبتسم هي قائلة"
- ازيك؟

"نظر لها للحظات قبل أن يقول في هدوء"
- كويس!

"سألته قائلة"
- فاضي نتكلم شوية؟
"نظر لها وهو لا يدري كيف يهرب هذه المرة. لذا ذهبا سوياً إلى مطعم النادي كي يتحدثا هناك. بدأت هي الحديث قائلة"
- أنت عارف إني متضايقة منك؟

"نظر لها دون رد لتكمل"
- أنت بترد على تليفوناتي بالعافية، وإجاباتك بقت قصيرة بشكل مستفز، وكل ما بقولك نخرج بتفضل تتحجج بحاجات غريبة. في إيه؟

"قال في هدوء"
- مافيش يا لينا! بتصادف إني بكون مشغول مش اكتر

"سألته قائلة"
- أنت بدأت شغل في الشركة؟

"صمت للحظات قبل أن يقول"
- لا

"لتقول هي مباشرة في ضيق"
- يبقى ماتكدبش

"نظر لها دون رد لتتبع"
- أنا عايزة اعرف مالك

"صمت قبل أن يقول"
- بصي... أنا شايف إن كده أحسن

"قالت في حيرة"
- إيه هو اللي أحسن؟

"رد قائلاً"
- إننا مانكونش قريبين يعني

"عادت لتسأله"
- ليه؟

"حاول أن يشرح لها دون أن يحدث مشكلة فقال"
- عشان... أنتِ مثلاً مافكرتيش إن الوضع ده ممكن يضايق شادي؟

"ردت قائلة"
- وشادي هيتضايق ليه؟

"قال محاولاً أن يفسر"
- يعني...

"قالت هي بدورها"
- كريم! شادي كلمك في حاجة يوم عيد ميلادي؟
"عاد لينظر لها دون رد ليتأكد حدسها فقالت"
- قال إيه؟

"صمت للحظات قبل أن يقول"
- قال إن صداقتنا مش مريحاه، وإنه حاسس إننا تلاتة في العلاقة دي

"نظرت لها دون كلمة فاتبع"
- أنا صحيح مش مقتنع بكلامه يعني، بس في نفس الوقت أنا مش عايز أكون سبب في أي مشكلة. أنا عارف انتو بتحبوا بعض قد إيه، عشان كده هيبقى أحسن لو انسحبت

"قالت في هدوء"
- بس أنا مش عايزاك تمشي

"ثم اتبعت"
- أنت صاحبي يا كريم! أقرب حد ليّ وأكتر حد بيفهمني. أنت شايف إن اللي بيننا ده أكبر من صداقة؟

"هز رأسه في نفي قائلاً"
- دي أحلى حاجة في علاقتنا إننا أصحاب وبس

"أومأت موافقة لتقول"
- بالظبط. يبقى تبعد ليه؟
"قال مكرراً"
- قلتلك إني مش عايز اسببلك مشكلة

"قالت في ثقة"
- المشكلة كده كده موجودة، دي مش أول مرة شادي يعلق على نظام حياتي. لكن أنا مش هقبل إني اخسر صاحب عمري عشان أوهام في دماغه.

"قال مجادلاً"
- شادي بيحبك

"أومأت بابتسامة حزينة"
- عارفة... بس مش كفاية لإنه يقبلني زي ما أنا.

***

"وفي المساء، وأثناء ما كانت لينا تجلس مع شادي، قررت أن تتحدث معه بشأن ما حدث مع كريم فقالت"
- شادي! في موضوع مهم محتاجين نتكلم فيه

"أومأ برأسه قائلاً"
- موضوع إيه؟
"نظرت له قبل أن تقول"
- ليه بتحاول تغير في حياتي يا شادي؟

"قال متعجباً"
- اغير في حياتك؟ ازاي؟ أنا عملت إيه؟

"قالت بوضوح"
- ليه عايز تبعد عني أصحابي؟

"صمت قليلاً وقد فهم ما يجري ليقول"
- قصدك كريم؟ هو حكالك؟

"هزت رأسها نفياً لتقول"
- لا ماحكاش. أنا اللي خليته يحكي لأنه من ساعة عيد ميلادي وهو بيتجنبني عشان مايعملش بيني وبينك مشكلة

"أومأ برأسه قائلاً"
- كويس، إيه الغلط في كده؟

"قالت في ضيق"
- الغلط إن كريم صاحب عمري، وأنا مش هخسره عشان غيرة مالهاش لازمة

"قال مستنكراً"
- غيرة مالهاش لازمة؟ أنتِ شايفة إن اللي انتو فيه ده عادي؟

"سألته متعجبة"
- إيه هو اللي احنا فيه ده؟

"رد قائلاً"
- أنتِ بتتعاملي معاه زي ما بتتعاملي معايا. ده طبيعي؟

"ظلت صامتة ليتبع"
- مافيش مرة بنقعد نتكلم من غير ما تجيبي سيرته. أي حدث مهم في حياتك بتبقي حريصة جداً إن كريم يكون موجود. ده أنتِ مابتتكلميش عن عمر قد ما بتتكلمي عنه. ده اسمه إيه؟

"ردت بمنطقية قائلة"
- ولو أنا عندي ناحيته مشاعر يبقى ليه مارتبطناش لغاية دلوقتي؟ ليه أصلاً حبيتك أنت؟

"نظر لها دون رد قليلاً قبل أن يقول"
- ماعرفش يا لينا! اللي أعرفه إني مش مرتاح، الرجالة اللي زي كريم إزعاج لأي راجل عايز يبقى هو الوحيد في حياة البنت اللي معاه، وأنتِ لو مكاني مش هتاخدي الأمور ببساطة خالص.

"نظرت له بارتياب لتقول"
- يعني إيه؟

"صمت للحظات قبل أن يقول"
- الأحسن نسيب بعض.

"نظرت له في صدمة لتبتسم في ألم قائلة"
- عادي كده؟

"هز رأسه نفياً ليقول"
- لا مش عادي، بس نظام حياتك مش مناسب ليا مهما كنت بحبك. أنا آسف.

"ظلت صامتة لا تقدر على النطق ليقول مودعاً إياها"
- بتمنالك السعادة من قلبي. مع السلامة!

"ثم رحل تاركاً إياها لتظل في مكانها تطالع مكانه الفارغ قبل أن تدمع عيناها فجأة. أمسكت بهاتفها واتصلت بكريم"
- ألو!

"قالت بصوت باكٍ"
- كريم! تعالى خدني من هنا
***

"وصل كريم إلى المطعم الذي أخبرته به ليجدها تجلس في مكانها باكية، تقدم ناحيتها ثم أخذها في سيارته وأوصلها إلى المنزل، ولم تكن نسمة قد وصلت بعد.
دخلا سوياً ثم جلسا على الاريكة الموجودة في غرفة المعيشة وهي لا تزال تبكي. قال في قلق"
- إيه اللي حصل يا لينا؟ في إيه؟

"قالت بصوت باكٍ"
- سابني يا كريم! سابني... عادي كده

"صمت قبل أن يسألها"
- بسببي؟

"ردت في نفي قائلة"
- لا يا كريم مش بسببك، بسبب غيرته الغبية وقلة ثقته في نفسه

"ظل صامتاً لتنظر له قائلة"
- تخيل بيقولي إني ممكن أكون بحبك وأنا ماعرفش؟

"قال في صدمة"
- نعم؟

"ابتسمت في ألم لتتبع"
- آه... مش قادر يفهم إن صداقتنا دي أهم من أي مشاعر غبية وصلته إنه يقولي الكلام ده.

"صمت لتتبع مكررة كلماته"
- وقال إن الرجالة اللي زيك قلق في حياة اللي زيه. إيه الكلام الغريب ده؟!

"ثم اتبعت في غضب"
- حتى حياتي مش مناسبة له ومش مريحاه. طب ليه كمل؟ ليه خلاني أحبه من البداية؟ ليه ماراحش لواحدة شبهه وخلاص؟

"قال في هدوء صادق"
- أنا آسف

"نظرت له في حزن ثم قالت"
- وأنا كمان
"ثم تعانقا لدقائق حتى شعر أنها قد هدأت ليقول"
- لفي جوة بطانية واقعدي ادام التليفزيون على ما اعملك ساندويتش حلو وعصير وأنتِ بتتفرجي عالمسلسل اللي بتحبيه

"ابتعدت عنه كي تقوم وهي تمسح دموعها قائلة"
- حاضر

***

"لاحقاً في تلك الليلة، وعندما أصبحت لينا بحال أفضل، سألت كريم قائلة"
- كوكي! هو احنا بقينا اصحاب ازاي؟

"رد قائلاً"
- دي حكاية شيقة جداً

"ابتسمت قائلة"
- احكيهالي

"بدأ في الحديث قائلة"
- بصي، الموضوع بدأ من kg1، كنت قاعد عادي في الفصل جنب فرح وفجأة لقيتها بتعيط. سألتها بتعيط ليه؟ قالتلي عشان لينا بتعيط وقامت مشاورة عليكي فلقيتك قاعدة الناحية التانية ودموعك نازلة شلالات

"قطبت حاجبيها في حيرة قائلة"
- ايه ده كنت بعيط ليه؟

"أجابها قائلاً"
- كنتي ماسكة قلم ألوان أبيض وبتحاولي تلوني به صفحة بيضا، وطبعاً اللون مابانش فافتكرتيه بايظ

"أسندت وجنتها إلى قبضة يدها وقالت"
- وبعدين؟

"أكمل قائلاً"
- كان لازم أسكّت فرح، وعشان ده يحصل كان لازم اسكتك أنتِ الأول. رحت قعدت جنبك ومسكت قلم ألوان أسود ولونت جزء من الصفحة وبعدين رحت ماسك اللون الأبيض ولونت فوقيه فاللون ظهر، وبطلتي عياط

"عادت لتسأله"
- وفرح؟

"قال في يأس"
- كانت لسة بتعيط

"قالت في حيرة"
- ليه بقى؟

"رد قائلاً"
- في ولد تاني قعد مكاني فهي زعلت عشان كده مكاني ضاع، وهي حاولت تقومه ومارضيش

"قالت في دهشة وقد اندمجت بالفعل، وكأنها ليست طرفاً في هذه الحكاية"
- وعملت إيه؟

"هز كتفيه قائلاً"
- ولا حاجة، لقيتك قمتي من مكانك ورحتي للولد ده وشدتيه من عالكرسي عشان أنا أقعد كنوع من رد الجميل

"سألته قائلة"
- والولد سكت؟

"هز رأسه في نفي قائلاً"
- لا طبعاً، كان هيضربك
"قالت في صدمة"
- وحصل إيه؟

"أجابها قائلاً"
- شمس مسكته من قفاه وقعدته في كرسي تاني، وقعدنا احنا الأربعة جنب بعض

"ضحكت لينا بشدة ثم قالت"
- أنا مش فاكرة الحدوتة دي خالص

"ابتسم قائلاً"
- أمال فاكرة إيه؟

"ردت قائلة"
- فاكرة إنك كنت عايزنا نرتبط في إعدادي

"هز رأسه إيجاباً ليقول"
- آه، كانت أول وآخر مرة اتحط في الفريند زون

"ضحكا سوياً قبل أن تسأله قائلة"
- كريم! تفتكر لو كنا ارتبطتنا فعلاً زي ما الناس بتقول، كنا هنبقى عاملين ازاي؟

"فكر قليلاً ثم قال"
- مش عارف... اعتقد كنا هنبقى مبسوطين، أصل احنا الاتنين نفس الفصيلة

"فكرت هي الأخرى ثم قالت"
- اعتقد كان هيحصل مشكلة بما إني مش عايزة أخلف

"هز رأسه موافقاً ليقول"
- صح

"سألته قائلة"
- أنت عاوز أطفال؟

"قال ببديهية"
- أمال اودي الوسامة دي كلها فين؟ عايزة جيناتي الذهبية تموت معايا عادي كده؟

"ضحكت ثم قالت"
- هموت وأشوف اللي هترتبط بيها في الآخر

"رد قائلاً"
- أنا شايفها في دماغي دلوقتي

"ابتسمت متسائلة"
- حلوة؟

"صفَّر قائلاً"
- حلوة لدرجة العياط

"قالت بابتسامة ضاحكة"
- مش متخيلاك وأنت متجوز وعندك عيال عمالين يتنططوا حواليك. متخيلاك بتلف العالم في يخت كبير كله بنات

"رد قائلاً"
- دي خططي لما أعدي الأربعين... أنا هبقى sugar daddy ماحصلش

"عادت لتضحك منه كثيراً قبل أن تقول"
- هستنى أربعيناتك بفارغ الصبر

***

انتهى الفصل


روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-22, 10:51 PM   #7

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي ما بعد الضجيج-نور محمد

الفصل السادس

"في نهاية الليلة، هم كريم بالرحيل ليجد عمر أمامه بمجرد أن فتح الباب، قال عمر متعجباً"
- كريم؟ بتعمل إيه هنا؟

"رد كريم قائلاً"
- مافيش، كنت قاعد مع لينا

"ثم اتبع قائلاً"
- هتدخل تلاقي بطانية كبيرة مرمية عالكنبة، لو دورت جواها هتلاقي لينا، شيلها طلعها فوق بقى... سلام!

"ثم رحل تحت أنظاره المتعجبة ليدخل إلى حيث غرفة المعيشة ليجد ما قال كريم تماماً، بطانية كبيرة ملقاة على الأريكة ليبحث بداخلها عن أخته حتى وصل لوجهها أخيراً ويقول"
- لينا! أنتِ نايمة هنا ليه؟

"ردت لينا قائلة"
- ده نوم الزعل
"قال متعجباً"
- زعل من إيه؟ كريم ضايقك؟ ماقلتيش ليه كنت كعبلته قبل ما يمشي

"حاولت أن تجلس قبل أن تقول بصوت منخنق"
- مش كريم... شادي

"ضم حاجبيه قائلاً"
- عمل إيه؟

"روت له ما حدث وهو يستمع في صمت حتى انتهت تماماً لتسأله"
- إيه رأيك بقى؟

"صمت عمر قليلاً قبل أن يقول"
- مش عارف لو هتفهمي كلامي ولا لأ بس... أنا لو مكانه كنت هتضايق برضو

"ارتفع حاجباها في صدمة ليقول مهدئاً"
- اسمعيني بس

"ثم اتبع قائلاً"
- علاقتك بكريم غريبة، أنا نفسي ماكنتش فاهمها في الأول وكنت فاكر إنكم بتحبوا بعض بس بتستهبلوا، وماشلتش الفكرة من دماغي غير لما شفت كل واحد فيكم مرتبط، صداقتكم نادرة جداً لدرجة إن صعب أي حد يستوعبها، يمكن عشان كده أنا فاهم شادي

"قالت بعينين دامعتين"
- لا يا عمر! مهما كان ماينفعش يفكر في حاجة زي دي، المفروض يكون واثق فيّ، هو أنا لو كنت بحب كريم فعلاً هرتبط به ليه أساساً؟
"اومأ متفهماً ليقول"
- عارف، هو غِلِط في تفكيره بالطريقة دي، أنا مش بدافع عنه

"ثم اتبع قائلاً"
- بس لو في فرصة إنكم تتفاهموا فماتضيعوهاش

"ردت قائلة"
- حاولت، بس هو مارضيش يفهم، هو اللي سابني
النهاردة ومشي، قالي إن نظام حياتي كله مش مناسب له، تخيل؟
"صمت عمر وقد ضايقه أن تتعرض أخته لموقف كذلك ثم قال"
- وأنتِ إيه رأيك في نظام حياتك؟ مبسوطة؟

"نظرت له في حيرة قائلة"
- قصدك إيه؟

"رد قائلاً"
- قصدي إنك لو راضية عنه ومبسوطة بحياتك يبقى مايهمكيش مين عاجبه ومين لا، متهيألي أنتِ دايماً بتقولي كده
"اومأت دون رد ليقول"
- يبقى مش محتاجة تغيري فيها أي حاجة يا لينا!

"عادت لتومئ برأسها وهي تمسح دموعها لينظر هو في ساعته قائلاً"
- وآدي ساعة طارت كان ممكن أنامها، كان المفروض
أنام خمس ساعات، آخرة مشاكل المرتبطين

"ابتسمت قائلة"
- قال يعني مابتتخانقش أنت وروكا

"رد قائلاً"
- هو أنا بشوفها عشان اتخانق معاها؟ طب دي أحلى حاجة في الخطوبة دي والله

"ضحكت دون كلمة ليقبّل رأسها قائلاً"
- تصبحي على خير يا لولو!

***

"مرت فترة، ذهب فيها علي مرة أخرى إلى القصر وتعرف
على العائلة بالكامل، وبدأت التجهيزات الخاصة بحفل الخِطبة.
كان آدم يشعر بضيق داخله كلما اقترب موعد تلك الخطبة. لا يزال لا يشعر بالارتياح تجاه هذا العلي أبداً، ولا يزال يتساءل عن الشيء الذي تراه فيه فرح ولا يراه هو إطلاقاً.
في آخر الأسبوع، وأثناء ما كان آدم في الصالة الرياضية بصحبة أدهم، لاحظ أدهم أن هناك شيء ما فسأله"
- مالك يا آدم؟ في حاجة مضايقاك؟

"نظر له ثم قال"
- حاجة إيه؟ مافيش
"صمت أدهم وهو يتابع تمريناته لتمر لحظات قبل أن يسأله آدم"
- هو أنت إيه رأيك في علي؟

"توقف أدهم عن التمرين ثم جلس على الآلة ليقول في ضيق"
- مش طايقه

"عاد ليسأله"
- اشمعنا؟ شفت منه حاجة وحشة؟
"هز أدهم رأسه نفياً ثم قال"
- لا، بس مش مرتاحله... في ناس كده بتشوفها تتقفل. ده اللي حصلي لما شفته

"ثم اتبع"
- ومش فاهم بابا وافق عليه ازاي بصراحة بعد ما رفضه. أنا بصدق انطباع بابا عن كل الناس... مافيش مرة قال حاجة إلا وطلعت صح. يقبله ازاي تاني بقى؟ ماعرفش

"صمت آدم قبل أن يقول"
- فرح عرفتني عليه قبل ما يتقدملها بفترة

"اومأ أدهم ثم قال"
- وبعدين؟ حسيت إيه؟

"هز آدم رأسه قائلاً"
- ماعرفش... يمكن لأني مش اجتماعي أوي فماقدرتش آخد عليه

"ابتسم أدهم ساخراً ليقول"
- لا مالهاش علاقة، هو فعلاً غلس

"عاد آدم ليصمت ولكنه لم يستطع منع نفسه عن السؤال قائلاً"
- ماحاولتش تتكلم مع فرح؟

"رد قائلاً"
- اتكلم معاها في إيه بس؟! فرح مبسوطة أوي، وأي حد هيقول أي حاجة غير إنه مبسوط عشانها هتزعل. أكيد شفت كانت عاملة ازاي لما بابا رفضه في الأول.
"هز آدم رأسه إيجاباً ليقول أدهم أخيراً"
- اتمنى يطلع رأينا غلط ويكون فعلاً كويس... ماحدش يكره يعني

"نظر له آدم للحظات قبل أن يقول في هدوء"
- صح

***

"ذهب زياد إلى المسرح ليجد حلا في حالة من التوتر، توجه ناحيتها قائلاً"
- ازيك يا حلا؟

"أجابته قائلة بنفس التوتر"
- أنا مش تمام خالص

"سألها في قلق"
- ليه؟ ايه اللي حصل؟

"ردت قائلة"
- محتاجين حد يغني موشح أندلسي بالفصحى، وبعد ما اتفقنا مع واحد شاطر بيعرف يغني فصحى يقوم يعمل حادثة النهاردة ومايقدرش يجي، ايه الحظ ده؟

"سألها قائلاً"
- طب وهو كويس؟

"قالت بنفس التوتر"
- هو كويس بس أنا اللي مش كويسة، أنا اللي قلتلهم هتصرف واعتمدوا عليا... اديني لبست

"ابتسم قائلاً"
- مالبستيش ولا حاجة، أنا موجود وممكن أغني
"ردت قائلة"
- زياد! الناس دي عايزة شغل فنادق، فاهمني؟ يعني ماينفعش يجيلهم واحد لمجرد إن صوته حلو وهو مش هيعرف ينطق فصحى

"قال في دهشة"
- هو أنا ألدغ يا حلا؟ ما أنا بنطق كويس اهو

"قالت مجادلة"
- نطق الفصحى حاجة تانية خالص

"قال في ثقة"
- هاتي الموشح ونجرب

"قالت بابتسامة متوترة"
- أنت مش هتغني ادامي أنا، أنت هتغني ادامهم، لو كسفتني شكلي هيبقى وحش

"قال في سأم"
- حلا!! صدقيني هسيبك وامشي، هاتي الموشح وخلاص

"تنهدت باستسلام ثم أخذته إلى بقية الفرقة، وبعد أن أخبرتهم بما حدث للمغني السابق وبرغبة زياد في المشاركة، نظر له شريف باستهزاء وقال"
- وأنت بقى هتعرف تغني فصحى زي ما بتغني الانجليزي كده؟

"أدرك زياد نبرة الاستهزاء في كلامه فقال في سخرية"
- اهو بستهجى يعني

"كبت أعضاء الفرقة ضحكاتهم ليلتفت زياد إلى حلا ثانية ويقول"
- فين الموشح؟

"أعطته حلا ورقة بكلمات الموشح الأندلسي "جادك الغيث" للسان الدين بن الخطيب، قرأها زياد جيداً ثم نظر لها وقال"
- تمام... أنا عارف الموشح ده، يلا نجرب دلوقتي

"ذهبوا جميعاً إلى المسرح ليجلسوا هم على الكراسي بينما صعد زياد على المسرح وجلس أمام الميكروفون وبدأ بالغناء لينبهروا جميعاً بما سمعوا، فرغم صعوبة كلمات الموشح إلا أنه غناه بطريقة متقنة مما أثار حيرتهم بقدر إعجابهم، فلم تتصور حلا أن يستطيع شاب مثله، ربما لم يدرس اللغة العربية في حياته بقدر ما درس اللغات الأجنبية، أن يستطيع الغناء بهذه الطريقة، وجوارها، كان شريف يشتعل غيظاً وهو يراه يبهرها مرة بعد مرة بهذا الشكل.
وعندما انتهى زياد، نظر لهم منتظراً رأيهم ليصفقوا جميعاً في حماس معبرين عن موافقتهم كي يغني في العرض القادم.
نزل عن المسرح وتقدم ناحية حلا ليقول بابتسامة"
- إيه رأيك؟

"قالت بانبهار"
- هايل يا زياد! ازاي عرفت تغنيها كده؟

"قال بابتسامة واثقة"
- دي أقل حاجة عندي

"قالت بابتسامة"
- بصراحة أنا ماكنتش متخيلة إنك هتقدر تغنيها، أنت صوتك حلو أكيد بس الفصحى دي نادراً لما تلاقي حد بيعرف ينطقها صح ومايتلخبطش، وتخيلت يعني إنك أكيد ماتعلمتش العربي زي أي لغة تانية، عملتها ازاي دي؟

"ضحك قائلاً"
- دي قصة حلوة اوي محتاجة قعدة

"ابتسمت قائلة"
- يبقى تعالى نخرج وتحكيهالي

***
- يلا احكيلي بقى ازاي وصلت للمستوى ده

"قالتها حلا بفضول بينما كانا يجلسان في إحدى المقاهي، قال زياد بابتسامة"
- وأنا في ثانوي جالنا مدرس عربي أزهري، وكان راجل دقيق جداً وبيركز في تفاصيل اللغة، وكانت مدرستنا مستفزة بالنسبة له لأننا بنتعلم تلات لغات كويس جداً وفي العربي مابنعرفش نتكلم صح، وكان اكتر طالب مستفز بالنسبة له أنا

"قالت متعجبة"
- اشمعنا أنت؟

"أجابها قائلاً"
- عشان كنت شاطر في اللغات التانية وكنت بنجح في العربي بالعافية، وكمان لأني كنت بغني في المدرسة، كان شايف إن خسارة أكون بغني بكل اللغات دي ومش عارف اتكلم فصحى كويس... عشان كده خلاني سقطت في العربي في تانية ثانوي ومارضيش ينجحني

"ارتفع حاجباها في دهشة ليتبع"
- ورغم محاولات المدرسة في إنه ينجحني ورغم محاولات بابا نفسه إنه يخليه ينجحني، المدرس كان رافض جداً... فماكانش في غير حل واحد... إنه يديني دروس خصوصية في الصيف عشان انجح
"رفعت حاجبها في شك لتقول"
- كل ده عشان ياخد فلوس؟

"هز رأسه نفياً ليضحك قائلاً"
- لا، كان عايز يعلمني حاجات تانية غير المنهج وماكانش في طريقة يجيبني بيها غير كده، المنهج بالنسبة له ماكانش عربي أصلاً، وقضيت معاه فترة الصيف بيدرسلي نحو وتجويد، وكان بيخليني أحياناً أعرب سور من القرآن

"كانت تسمعه في دهشة ليتبع"
- وكان شرطه عشان أنجح إني أحفظ القصيدة الجزرية للإمام بن الجزري، قعدت شهر تقريباً بحفظ فيها، كنت بعاني طبعاً بس كنت عايز أكمل، حسيت إنه عايز يعلمني حاجة وأنا عايز اتعلم

"سألته في فضول"
- وحفظتها؟

"رفع رأسه بفخر قائلاً"
- وسمعتها من غير ولا غلطة

"قالت وقد أرادت قراءة القصيدة"
- وريني القصيدة دي كده

"أمسك بهاتفه ثم بحث عن القصيدة حتى وجدها ليعطي لها الهاتف، مرت دقائق وحلا تحاول قراءتها قبل أن تصفق فجأة بحماس فالتفت الموجودون بالمكان ناحيتهما ليضحك زياد قائلاً"
- خلاص هتلمي الناس علينا

"قالت في انبهار"
- يابني كلهم لازم يصقفولك، ده أنت بطل، ده أنا لو حد قالي احفظها هيجيلي انهيار عصبي، ده حتى الموشح كان غريب بالنسبة لي

"ضحك بشدة فقالت"
- اللي مايعرفش كده يفكر إن مالكش في الكلام ده خالص، يعني نحو وتجويد وقصيدة تشل الدماغ وإعراب سور، غريب جداً يعني

"ابتسم قائلاً"
- اديني نفعتكم النهاردة، تعليمي ماكانش عالفاضي

"ضحكت قائلة"
- مخبي عليا مفاجآت إيه تاني؟

"قال في مكر"
- لو قلتلك مش هتبقى مفاجأة... خلي كل حاجة صدفة زي النهاردة.

***

"جاء يوم الخِطبة، وقد أقيم الحفل في إحدى فنادق القاهرة الضخمة، وكانت فرح في ذلك اليوم على وشك أن تطير من السعادة وقد بدت كفراشة جميلة في ثوبها الوردي الحالم، وعلى الرغم من أن عائلتها لم تكن مقتنعة بما يحدث، إلا أنهم كانوا سعداء لأجلها.
أما علي، فقد كان سعيداً جداً خاصة وهو يرى نفسه قد حقق ما ظن صديقه أنه لن يقدر عليه، وفي غضون أشهر قليلة سيكون صهر عائلة الراوي.
وأثناء ما كانت فرح منشغلة بالكامل مع علي وابتسامة سعيدة تملأ وجهها وهما يرقصان، كان آدم يراقب الموقف وضيق كبير يتملكه.
شيء ما بداخله يخبره أن علي لا يستحقها أبداً، وأنه هو من كان يجب أن يكون مكانه الآن. لم يعد يستطيع أن ينكر حقيقة ما يشعره أكثر.
انقطع شروده على صوت والده القائل"
- مالك يا آدم؟
"نظر إلى والده ليقول محاولاً أن يخفي مشاعره"
- ولا حاجة

"ابتسم رامي قائلاً"
- لا في حاجة... أنت مش طبيعي وشكلك متضايق، اللي يشوفك يقول بتحب العروسة

"نظر له آدم دون رد ليقول رامي متشككاً"
- كلامي صح؟

"تنهد آدم قائلاً"
- أيوة... صح

"قال رامي في دهشة"
- مش معقول... فرح؟! من امتى؟

"رد آدم قائلاً"
- من ساعة ما رجعت من إنجلترا وأنا حاسس بحاجة ناحيتها، ماكنتش فاهم أو متأكد بس كان في حاجة... ودلوقتي وأنا شايفها مع حد تاني حاسس إني مخنوق

"ظل رامي صامتاً ليتبع آدم قائلاً"
- علي مايستحقهاش... مش مناسبين لبعض خالص

"رد رامي قائلاً"
- هما فعلاً مش مناسبين لبعض

"سأله آدم"
- طيب ازاي عمو رامز يوافق على حاجة زي دي؟ ليه؟

"أجاب رامي قائلاً"
- عشان دي فرح يا آدم! من امتى بيرفضلها طلب؟

"قال آدم مجادلاً"
- بس مش في الموضوع ده، مش يمكن تبقى تعيسة معاه؟

"ابتسم رامي قائلاً"
- غريبة... امتى لحقت تحس كل ده؟

"قال آدم في حزن"
- ماعرفش... اللي اعرفه إني مش قادر اشوف اللي بيحصل ده

"صمت رامي قبل أن يقول"
- لازم تقدر... هي دلوقتي مخطوبة، ماينفعش حد تاني يحس بالموضوع ده، فاهمني؟

"اومأ آدم برأسه في عجز وهو يعلم أن ليس باستطاعته أي شيء سوى أن يظل بعيداً... من يدري؟ ربما ينتهي هذا الشعور بداخله سريعاً مثلما بدأ."

***

"أما عن مازن، فقد كان جالساً جوار والدته يشاهدان علي وفرح وهما يرقصان معاً. قالت شمس بابتسامة حنونة وهي تطالع فرح"
- فرح طالعة زي القمر النهاردة يا ميزو!

"ثم نظرت له وقالت بامتعاض"
- خسارة في الواد ده والله

"قال مازن مؤيداً"
- أيوة، وطلع دمه تقيل فعلاً... هيعمل إيه وسطنا ده مش عارف

"ثم سأل وقد تذكر"
- صحيح، هو اللي عامل تنظيم الحفلة دي برضو؟

"هزت شمس رأسها نفياً فقال"
- عشان كده الرز طلع حلو

"جاءت شمس الصغيرة وسحبت كرسيها لتضعه في المنتصف بينهما وقالت في فضول"
- بتتكلموا على مين؟

"رد مازن قائلاً"
- علي، إيه رأيك فيه؟

"هزت شمس رأسها قائلة"
- عادي يعني... شغال

"قال مازن متعجباً"
- شغال ازاي يعني؟

"قالت شمس موضحة"
- اقصد عادي... مافيش تعليق معين

"قالت والدتها بدورها"
- يعني شايفاه ينفع يبقى جوز فرح؟
"قالت شمس في صدمة"
- هما هيتجوزوا؟

"قال مازن ساخراً"
- أمال احنا قاعدين في تصوير مسلسل؟ ما دي خطوبتهم يا شمس

"ردت شمس قائلة"
- أيوة خطوبة بس مش لدرجة إنها تكمل يعني، لا أنا مش متخيلة إن علي هيفضل معانا سنين
"استكمل مازن وشمس الحديث بينما التفتت شمس الكبيرة إلى ندى التي كانت شاردة في ابنتها لتضع يدها على كتفها وتقول بابتسامة"
- سرحانة في إيه؟

"ردت ندى قائلة بصوت منخنق"
- مش قادرة أصدق إني في خطوبة فرح بجد... هتتجوز وتسيبنا فعلاً؟

"اتسعت ابتسامة شمس بمرح وهي تقول"
- لما أنتِ تقولي كده أمال رامز يعمل إيه؟

"نظرت لها ندى لتقول في حيرة"
- أنا مستغربة فعلاً إن مافيش أي رد فعل من اللي تخيلتهم عليه. أنا كنت متخيلة إنه أصلاً مش هيخلي فرح تتجوز أي حد عشان ماتسيبوش... بغض النظر عن رأيه في علي، لكن زي ما أنتِ شايفة كده... شكله عادي خالص

"رفعت شمس حاجبها في مكر لتقول"
- تفتكري هيقتل علي بعد الحفلة دي؟
"ضحكت ندى رغماً عنها وهي تقول"
- أنتِ بتهزري؟

"ثم نظرت لها وسألتها في حذر"
- تفتكري هتكون مبسوطة معاه بجد؟

"ربتت شمس على كتفها مطمئنة لتقول"
- فرح تستاهل كل السعادة اللي في الدنيا. أنا متأكدة إنها مش هتاخد ومش هتقبل بأقل من اللي تستحقه

"وفي ناحية أخرى، توقف رامي إلى جوار رامز، الذي كان صامتاً ولا يبدي الكثير من السعادة على عكس ما هو متوقع بل كان يكتفي بابتسامة كبيرة يمنحها لابنته كلما نظرت ناحيته، وقال"
- ماكنتش متخيل إنك هتبقى عامل كده في خطوبة فرح

"رد رامز قائلاً"
- أنا مش عارف أنا وافقت ازاي

"ابتسم رامي قائلاً"
- قلبك خفيف

"ضحك رامز ضحكة خفيفة ليقول مؤيداً"
- شكلي كده فعلاً

"ليقول رامي بعدها"
- عارف الموضوع ده كان عايز مين؟ سليم الراوي. علي ماكانش هيقدر يلمح فرح تاني مش يخطبها حتى.

"ازدادت ضحكة رامز ليقول مؤيداً للمرة الثانية على التوالي"
- معاك حق، عالأقل ماتبقاش جت مني أنا

"ثم نظر له واتبع"
- أنا ماقدرتش ازعلها، وفي نفس الوقت خايف أندم على قراري ده

"قال رامي مطمئناً"
- ماتقلقش، الوقت هيبين كل حاجة... جايز يطلع رأينا غلط، وتكون أخدت القرار الصح
***
"وأما كريم، فقد كان واقفاً مع لينا يعلقان على المهزلة التي تحدث من وجهة نظرهما. قالت لينا"
- ازاي يابني توافق عاللي بيحصل ده؟ مش تؤامك دي ولا لقيتها وأنت مروح؟

"قال كريم في ضيق بسبب عجزه عن فعل شيء"
- أقول إيه بس؟ فرح لو كان حد قالها نص كلمة في الموضوع ده كانت هتعيط وتزعل. يا بنتي ده بابا لما رفضه فضلت بعيدة عنه لغاية ما وافق. تقنعي مين وتفهمي مين بس؟!

"قالت لينا في خيبة أمل"
- أيوة بس أنا كنت دايماً متخيلة إن فرح يوم ما هتتجوز، هتتجوز حاجة كده شبه الأفلام، فاهمني؟ أو هتتجوز حد أجنبي. فرح كانت حاجة تانية كده في خيالي. مش لايقين على بعض يا كريم! مش لايقين على بعض يا ناس! وبعدين الرجالة بتغير من البنت اللي بتكون أحلى منهم، وأنت شايف يعني إن مافيش مقارنة أصلاً.

"نظر لها مستنكراً ليقول"
- مين قال بنغير؟ أنا مابغيرش

"قالت لينا متملقة"
- وأنت يعني في حد هيعرف يعلي عليك؟

"ابتسم في خيلاء لتبتسم هي الأخرى قائلة"
- أنت زي فرح على فكرة، بيتضحك عليك بكلمتين... تؤام تؤام يعني

"عاد ليقول مستنكراً"
- يعني ده مش من قلبك؟

"قالت مطمئنة"
- لا ماتخافش، من قلبي خلاص

***

"أما عن زياد، فقد كان يجلس جوار مازن يتناول الطعام في صمت ليسأله مازن قائلاً"
- ماعندكش أي تعليق على أي حاجة؟

"نظر له زياد ليقول"
- هقول إيه؟ ألف مبروك!

"قال مازن متعجباً"
- هو أنت من قرايب العريس ولا إيه؟ ما تقول أي حاجة، ما أنت شايف إن كله بيتكلم

"ثم اتبع مشيراً ناحية عمه"
- حتى عمو مش مبسوط زي ما كنا متخيلينه في يوم زي ده، ده مش لافت نظرك خالص؟

"قال زياد ببساطة"
- عادي... أنا عارف بابا مش مبسوط ليه

"سأله مازن قائلاً"
- ليه؟

"ترك زياد الطعام ثم التفت له وقال"
- لما يبقى عندك عيل صغير شبطان في لعبة وهاري نفسه عياط، تعمله إيه؟

"أجاب مازن قائلاً"
- بجيبهاله؟

"هز زياد رأسه إيجاباً ليقول"
- بالظبط، بعد كده هيقعد يلعب بيها شوية لغاية ما يزهق ويسيبها. ده اللي بابا عمله... وافق عشان مايزعّلش فرح، لكن في نفس الوقت هو عارف كويس إن هييجي يوم وفرح نفسها هتفركش الموضوع ده

"قال مازن متعجباً"
- وأنت واثق كده ليه؟

"رد زياد قائلاً"
- مش محتاجة ثقة... هي باينة... مش لايقين على بعض خالص... عارف لما تحضر جوازة صالونات لاتنين مش لايقين على بعض بس عاملين فيها مبسوطين، وتلاقيهم بعد كام شهر انفصلوا؟ كليشيه متوقع يعني

"قال مازن في دهشة"
- أنت اتغيرت أوي يا زياد!

"عاد زياد ليمسك بملعقته ويكمل طعامه بعد أن قال"
- خبرة الحياة

"ظل مازن يطالعه دون كلمة قبل أن يقول زياد مشيراً إلى طبقه"
- كُل أنت بس مالكش دعوة

***


"أما عن رقية وعمر، فقد كانا خارج هذه القاعة في مكان هادئ يرقصان على أنغام أغنية على الهاتف، وكانت كلماتها تقول:
We at a party we don't wanna be at
Tryna talk, but we can't hear ourselves
Read your lips, I'd rather kiss 'em right back
With all these people all around
I'm crippled with anxiety
But I'm told it's where I'm supposed to be
You know what? It's kinda crazy 'cause I really don't mind
And you make it better like that
كانا يضحكان أثناء الرقص لتقول رقية"
- أنا متأكدة إننا مبسوطين أكتر من كل الناس اللي جوة دول

"ابتسم عمر قائلاً"
- هقولك على حاجة تخليكي مبسوطة أكتر

"سألته في فضول قائلة"
- إيه هي؟

"رد قائلاً"
- أنا كلمت عمو رامز من يومين وقلتله إننا عاوزين نبدأ نجهز للفرح، ووافق.

"قالت رقية في ذهول"
- بجد؟

"اومأ برأسه ضاحكاً ليقول"
- أيوة... يعني دلوقتي نقدر نحدد ميعاد الفرح ونبدأ نجهز البيت
"قفزت رقية في سعادة ثم عانقته بقوة لتقول"
- أخيراً يا عمر!

"ثم نظرت له قائلة فجأة"
- الفرح هيبقى بعد شهرين

"قال متعجباً"
- بس؟ أنا قلت هتحتاجي أكتر

"ردت قائلة"
- صدقني أنا مزودة شهر عشان ماتقولش مدلوقة مش أكتر

"ابتسم عمر في مكر ليقول"
- طب ما نتجوز دلوقتي أحسن، إيه رأيك؟

"عادت لترد قائلة"
- أنا صحيح مستعجلة بس مش لدرجة نجيبلهم العار النهاردة يعني، كفاية صدمتهم في علي

"ضحك منها ثم ضمها إليه ليقول"
- أنا بحبك يا روكا!

***

"في اليوم التالي، كان كريم يجلس في النادي الليلي وقد ذهب إليه بعد غياب أيام لتأتي إليه نهلة قائلة"
- ازيك يا عم الحلو؟

"ابتسم لرؤيتها قائلاً"
- ازيك يا نهلة؟
"ردت قائلة"
- أنا كويسة، بس زعلانة منك، كنت مختفي فين كل ده؟

"أجابها قائلاً"
- أختي كانت بتتخطب

"قالت في فضول"
- مين فيهم؟ تؤامك ولا عادي؟

"ضحك قائلاً"
- تؤامي

"أومأت قائلة"
- مبروك يا كوكو!

"ابتسم قائلاً"
- مش هتقوليلي عقبالك؟

"قالت مستنكرة"
- بعد الشر

"ضحك منها لتتبع"
- واللي اتخطبتله بقى من عيلة مين؟ أكيد حد ملياردير

"هز رأسه في نفي قائلاً"
- لا خالص، عادي يعني

"أومأت قائلة"
- يبقى مليونير فقير

"عاد ليضحك منها قائلاً"
- يعني... حاجة زي كده

"طالعت ملامحه قبل أن تقول"
- شكلك مش مبسوط ليه؟ زعلان إنها اتخطبت؟

"رد قائلاً"
- مش زعلان إنها اتخطبت، بس... زي ما تقولي كده كان نفسي تختار حد أحسن

"وكزته ضاحكة لتقول"
- أحسن ولا أغنى؟

"هز رأسه في نفي قائلاً"
- أغنى إيه بس يا نهلة؟ إيه قيمة الفلوس أصلاً؟ أنا بس... مش حاسس إنهم لايقين على بعض. هي تستاهل أحسن من كده

"ثم اتبع قائلاً"
- بس بتحبه، هنعمل إيه يعني؟

"اومأت برأسها لترد قائلة"
- مراية الحب عميا

"بعد ذلك، ذهبا سوياً إلى حيث مكانهما الهادئ ليجلسا فيه بعيداً عن الضجيج، وهناك، سألته نهلة قائلة"
- ايه أغنيتك المفضلة؟

"ابتسم قائلاً"
- كرمالك لفيروز

"قالت في دهشة"
- بجد؟!

"ثم اتبعت وقد رفعت حاجبها مشاكسة"
- قديم اوي

"ضحك قائلاً"
- ماعرفش بس أنا بحبها اوي... بتهدّيني كده... ماعرفش بتعمل فيّ ايه

"صمتت للحظات قبل أن تبتسم"
- ماشي... طلعت إنسان حساس... أنا كنت فاكراك فالت

"عاد ليضحك قبل أن يغمز قائلاً"
- ما أنا فالت... كل واحد له وشين

"ضحكت قبل أن تقول"
- لا أنت مش فالت... اسمع مني أنا خبرة سنين في البشر

"ابتسم دون رد لتتبع"
- بتضحك كده ليه؟ أنت فاكر إني ماعرفش في حياتي غير الشغلانة دي؟ أنا شفت كتير غيرها في حياتي برضو
"خرجت آخر كلماتها في همس وقد شردت بعدها دون إضافة لينظر لها قليلاً قبل أن يربت على يدها قائلاً"
- أنتِ كمان طلع عندك مشاعر... كنت فاكرك شايلة قلبك وحاطة جزمة كعب عالي

"ساد الصمت قبل أن تضحك نهلة بشدة، ضحكة مختلفة تماماً، وصادقة.
ابتسم في سعادة وهو يراها أخيراً بصورتها البعيدة عن تلك الفتاة التي لطالما عرفها. مع ذلك لم يستطع أن يمنع نفسه عن سؤالها"
- حبيتي قبل كده يا نهلة؟

"نظرت له دون رد قليلاً ثم قالت"
- والله مكسوفة أقولك آه

"سألها قائلاً"
- ليه؟

"قالت ببساطة"
- أصله أقل من إني أقول إني بحبه... بس زمان... كنت بحبه آه

"تردد قليلاً قبل أن يسألها ولكنه لم يستطع منع نفسه أيضاً"
- وحصل إيه؟

"ابتسمت قائلة"
- جابني هنا

"نظر لها دون رد قبل أن تقوم من مكانها وتقبّل وجنته كالعادة قبل أن ترحل لتقول"
- اشوفك المرة الجاية يا حلو! باي!
***

"مرت فترة حتى جاء يوم عيد ميلاد التؤام الأثير لوالديهما، وكانت فرح أول من استيقظ في نشاط وحماس لهذا اليوم المميز من كل عام فاليوم قد أكملت عامها الرابع والعشرين، وهي تنتظر هذا اليوم من كل عام كي ترى المفاجأة الجديدة التي يحضرها والدها لأجلها، والتي لا تفشل أبداً في إبهارها.
كانت أول المفاجآت تلك الهدية الصغيرة التي وجدتها جوارها على السرير عندما استيقظت لتتسع عيناها في ذهول وتهم بفتحها قبل أن تتوقف عند اللحظة الأخيرة وتقرر الانتظار حتى تفتحها مع هدية كريم.
عندما استعدت، ذهبت إلى غرفته وطرقت الباب، ولكنها لم تسمع رداً ففتحت الباب ببطء لتجده لا يزال نائماً.
دخلت الغرفة وتقدمت ناحية السرير وحاولت إيقاظه قائلة"
- كوكي! اصحى يا كوكي!

"لم يرد فاتبعت"
- يا كوكي هو في حد ينام يوم عيد ميلاده؟!

"قال كريم دون أن يفتح عينيه"
- أنا لسة ٢٣ سنة ماكبرتش

"نظرت إلى الساعة ثم قالت"
- هتبقى ٢٤ كمان خمس دقايق بالظبط
"نعم... فلقد سبقت فرح وصول كريم إلى هذا العالم بخمس دقائق فقط.
وضع كريم الوسادة على رأسه كي لا يسمع حتى صوت دقات الساعة لتنتظر فرح مرور الدقائق على أحر من الجمر وتتوجه ناحية مشغل الموسيقى وتقوم بتشغيل أغنيته المفضلة: "كرمالك" لفيروز حتى دقت الساعة الثامنة صباحاً لترفع الوسادة عن رأسه وتهتف في سعادة"
- Joyeux anniversaire, cher jumeau!

"جلس كريم في مكانه ليقول في عبوس"
- Toi aussi, chère!

"وكزته فرح قائلة"
- كفاية تكشير يا كوكي!

"ثم قالت في حماس"
- يلا هات هديتك عشان نفتحها سوى، أنا مافتحتش هديتي ومستنياك

"سأل متعجباً"
- هدية ايه؟ أنا ماوصلنيش حاجة

"رفعت هديتها أمامه لتقول"
- ازاي؟ أنا لقيت هديتي جنبي أول ما صحيت
"ثم اتبعت وهي تنظر حولهما"
- أكيد هديتك هنا كمان

"ثم قامت من مكانها ودارت حول السرير لتجد الهدية ملقاة على الأرض من الجانب الآخر لتقول مستنكرة"
- حد يوقع هديته كده؟

"التقطتها ثم أعطته إياها وجلست جواره لتقول"
- يلا نفتحها

"ثم قالت فجأة"
- لا استنى! اتمنى أمنية الأول
"صمت يفكر قبل أن يقول"
- عايز اتجوز أحلى واحدة في الكوكب

"ارتفع حاجباها في تعجب لتقول ساخرة"
- بس كده؟ أنا تخيلت هتقول حاجة أصعب

"قال في ثقة"
- دي مش صعبة... أنا مش أي حد

"ضحكت ليسألها"
- وأنتِ؟

"أغمضت عينيها ثم قالت فوراً"
- عايزة أبقى راقصة باليه عالمية

"ثم قالت في حماس"
- يلا نفتح الهدايا

"فتحت فرح هديتها لتجد طقماً كاملاً من المجوهرات المصممة بطريقة عصرية وشبابية تلائم الاستخدام اليومي، والتي كانت مناسبة لذوقها تماماً خاصة مع أشكال الملائكة والنجوم الصغيرة التي زينت كل قطع الطقم.
اتسعت عيناها في ذهول وهي ترى هذه التحفة الفنية أمامها، بينما لم يكن حال كريم مختلفاً فقد فتح هديته ليجدها تحتوي على العطر الأحدث من الماركة المفضلة لديه Dior، وساعة ذكية رآها منذ فترة وكان مهووساً بالحديث عنها طوال المدة الماضية.
نظرا إلى الهدايا ثم إلى بعضهما البعض ليقول كريم في حماس"
- It's our birthday, baby!

***

"وعندما نزلا إلى الأسفل، كان الجميع ينتظرهما على الفطور واستقبلوهما بحفاوة مهنئين إياهما حتى تقدما ناحية والدهما وعانقاه في سعادة لتقول فرح بابتسامة عريضة"
- الهدايا تجنن يا بابي! ميرسي جداً

"قال كريم في حماس"
- أنا مش مصدق إن معايا الساعة اللي قالبة الدنيا من ساعة ما نزلت من شهر

"ابتسم رامز قائلاً"
- كل سنة وانتو طيبين يا حبايبي!

"ثم اتبع"
- دي أول دفعة بس
"قالا بأعين متسعة"
- في تاني؟

"ابتسم قائلاً"
- هنشوف... لسة اليوم في أوله

"جلس الجميع كلٌ في مكانه لتلاحظ فرح أن الأطباق الموضوعة على الطاولة كلها من المفضلات لديهما. قالت في سعادة"
- الأكل اللي بنحبه كله موجود

"قال كريم وهو يحرك الأطباق ناحيته قائلاً"
- أنتِ مش هتاكلي كل ده عشان ماتتخنيش، هاتي أنا هاكل عنك

"قالت ندى بابتسامة ماكرة"
- فاكر يا كريم لما كان وزنك أربعة كيلو لما اتولدت؟

"شعر كريم بصدمة بينما ضحك الجميع لتكمل ندى قائلة"
- كنت اتخن طفل اتولد في عيلتنا والعائلات المجاورة، وفرح كانت شبه العصفورة جنبك

"قال كريم مدافعاً"
- أنا غلطان إني كنت باكل كويس يعني؟
"قالت فرح في حزن"
- بتاكل ومش بتسيبلي حاجة، أمال أنا بقيت باليرينا ازاي؟ ماكنتش باكل

"قدم ناحيتها الأطباق ليقول"
- كل ده عشان تاكلي لوحدك؟ اتفضلي

"ضحكوا لتتبع ندى قائلة"
- اليوم اللي اتولدتوا فيه كان وشه حلو علينا. بابا وقتها كسب مناقصة كبيرة جداً، كلكم كان وشكم حلو علينا

"لتقول فريدة في خبث"
- آه ما عدا زياد اللي اسطبل الخيول في المزرعة اتحرق يوم ولادته

"نظر لها زياد ليقول بابتسامة مشمئزة"
- شكراً يا فريدة! نردهالك في الأفراح

"ثم اتبع وهو يشير ناحية مازن"
- على فكرة مازن اتولد في نفس اليوم يعني

"نظر مازن إلى والدته ليقول"
- أنا وشي وحش يا ماما؟

"قالت شمس سريعاً"
- أنت قمر يا حبيبي!

"ابتسم في ثقة لتتبع"
- مش معنى إن الشجرة وقعت في حمام السباحة بسبب العاصفة اللي قامت فجأة يومها إن وشك وحش لا... دي قدريات

"ضحكوا جميعاً لينظر مازن إلى زياد في يأس ويقول"
- في كل عيلة الصغيرين بيكونوا اكتر ناس محبوبة... إلا هنا.
***

"وبعد الفطور، ترك رامز القصر متوجهاً بسيارته إلى حيث مقابر عائلة الراوي حتى وصل هناك، ترجل من السيارة ثم توجه إلى الداخل وتوقف أمام قبر صغيره الأكبر بين أبنائه، قرأ الفاتحة ثم جلس وبدأ في الحديث قائلاً"
- كل سنة وأنت طيب يا رامز! النهاردة عيد ميلادك التلاتين. السنين عدت أوام، والغريب إني ماتخيلتش إن حد من أخواتك ممكن يتولد في نفس اليوم اللي اتولدت فيه. النهاردة عيد ميلاد فرح وكريم. أنا عارف إني قلتلك المعلومة دي قبل كده بس السنة دي تحديداً كان ممكن يحصل مشكلة. لو كنت موجود كنت هعملك احتفال مخصوص وهدية خاصة ليك لوحدك... التلاتين سن مميز ويستحق الاحتفال، وده كان هيخلي اخواتك يغيروا منك. أنا الحقيقة دلعتهم اكتر من الباقي، بس أنت حاجة تانية، حاجة كان نفسي تكمل، ومهما عدت سنين، مش هنسى ولا هبطل اجيلك هنا يوم عيد ميلادك واقضي معاك شوية وقت قبل ما اخواتك ياخدوا بقية اليوم ليهم.

"ثم اتبع بابتسامة"
- على فكرة، في حاجة ماحدش يعرفها عايز اقولهالك. ساعات لما ببص في وش كريم بفتكرك. هو اكتر واحد شبهي في اخواتك، وساعات كنت بقول لنفسي إنك لو كنت موجود، كنتم هتبقوا شبه بعض جداً. دي حاجة من الحاجات اللي مخلياه واخد وضعه زيادة عندي ومسكتاني على عمايله. نقدر نعتبر إنك بتحاميله من غير ما يعرف.
"ثم تنهد قائلاً قبل أن يرحل"
- أنا لازم امشي دلوقتي. زي ما أنت عارف، النهاردة اليوم مليان. ميعادنا السنة الجاية زي النهاردة. مع السلامة يا رامز!

***

"ذهب زياد إلى المسرح من أجل البروفات الخاصة بالعرض الجديد، ومر الوقت سريعاً لينتبه أنه سيتأخر على حفل عيد الميلاد.
قبل أن يرحل، بحث عن حلا كي يخبرها أولاً، وعندما وجدها، كانت تتوقف مع شريف. تقدم ناحيتها ثم قال"
- أنا لازم امشي دلوقتي يا حلا!

"التفتت إلى شريف وقالت"
- عن إذنك يا شريف!

"ثم تحركت مع زياد قليلاً لتقول متعجبة"
- بسرعة كده؟ احنا لسة ادامنا شوية كمان

"اجابها قائلاً"
- النهاردة يوم مهم في البيت وماينفعش اتأخر
"سألته قائلة"
- اشمعنا؟

"ابتسم قائلاً"
- النهاردة عيد ميلاد كريم وفرح، وبابا عامل حفلة كبيرة في البيت عشانهم

"ثم اتبع وقد خطرت بباله فكرة"
- تيجي معايا؟

"قالت في دهشة"
- بجد؟ بس أنا مش جاهزة، هدخل من غير هدايا كده؟
"قال مطمئناً"
- ماتقلقيش، فرح بتحب الإكسسوارات وبتفرح بأقل هدية، وكريم بيقبل أي هدية طالما بنت اللي جايباها... أنا هساعدك

"ضحكت ثم قالت"
- بس لازم اروح البيت اجهز

"قال سريعاً"
- طيب خلينا نمشي بسرعة عشان مانتأخرش

"استعدت حلا سريعاً وذهبت معه لشراء الهدايا أولاً ثم توجها سوياً إلى القصر. عندما وصلا هناك، اتسعت عيناها في ذهول لرؤية القصر من الخارج.
نظر لها زياد ضاحكاً"
- مالك يا حلا؟

"قالت بابتسامة مذهولة"
- ده بيتك بجد؟ ده أحلى من قصر البارون

"عاد ليضحك قائلاً"
- أنتِ بتغلطي في التاريخ كده

"ردت قائلة"
- لا بجد تحفة فنية جداً يعني

"ابتسم قائلاً"
- مستنية ايه من عيلة كلها مهندسين؟ دي أقل حاجة تطلع

"دخلا سوياً من البوابة الكبيرة ليتوجها ناحية الحديقة الواسعة وقد اتضح جزءًا أكبر من القصر أمام ناظريها ليزداد انبهارها، قال"
- القصر ده ماكانش واسع كده زمان بس بعد وفاة جدو، بابا وعمو نقلوا هنا عشان نعيش كلنا مع نانا روكا، وفي فترة طفولتنا عملوا تجديد للبيت كله وتوسيعات أكبر وبنوا دور إضافي عشان يزودوا عدد الأوض عشان لما نكبر يكون كل
واحد له أوضة لوحده... حمام السباحة بقى له صالة مغطاة بعد ما كان مفتوح في الجنينة، واتعملت صالة اسكواش صغيرة عشان مازن يتدرب فيها، وقاعة صغيرة عشان تمرينات الباليه بتاعة فرح، وفي كمان مرسم لشمس بنت عمي.

"كان يتجول معها في أنحاء القصر وهو يشرح لها كل شيء وهي في حالة انبهار مما تسمعه وتراه. كان هناك العديد من العاملين في حديقة القصر، والذين جاءوا من أجل تجهيز الحديقة لحفل المساء.
في طريقهم، قابلوا فرح، التي كانت ترتدي "طرطوراً" وتضع حول رقبتها زينة عيد الميلاد، وتشرف على تعليق بقية الزينة بنفسها، وتقفز في سعادة وحماس بين حين وآخر.
أشار زياد ناحيتها وقال"
- ودي فرح، المفروض إنها تمت ٢٤ سنة النهاردة بس عملياً هي تمت ١٤ سنة بس

"ثم اتبع"
- الحفلة دي كلها معمولة عشان خاطرها هي، كريم اتولد معاها بالصدفة في نفس اليوم مش اكتر

"ضحكت حلا ليهتف زياد منادياً فرح التي انتبهت لهما وتقدمت ناحيتهما لتقول في سعادة"
- زيزو! إيه رأيك في الزينة؟ كله تحت إشرافي أنا

"ابتسم زياد في سعادة قائلاً"
- تجنن

"ثم اتبع متسائلاً"
- بس هو ايه كمية البلالين السودا دي؟

"تنهدت في يأس لتقول"
- دول بتوع كريم، ماعرفش مين يحط بلالين سودا في عيد ميلاد يعني
"كانت حلا تستمع لهما بابتسامة قبل أن يلتفت زياد إليها ليقول"
- فرح! اقدملك حلا

"قالت فرح في حماس"
- ايه ده!! حلا البنت اللي أنت بـــــ...

"ليقول زياد فجأة"
- البنت اللي بغني معاها في الفرقة، برافو عليكي!

"فهمت فرح قصده بينما ابتسمت حلا قائلة"
- كل سنة وأنتِ طيبة يا فرح!
"ثم قدمت لها هديتها لتقول"
- أنا آسفة مالحقتش اجيب هدية أحلى من كده، زياد ماقاليش قبلها عشان استعد... اتمنى تعجبك

"قالت فرح في سعادة"
- وأنتِ طيبة يا حلا!

"ثم أمسكت بالهدية وفتحتها لتجد خاتم وقرطين من الاكسسوارات أنيقين للغاية وكما تحب تماماً لتقول في حماس"
- الله! دول يجننوا

"ثم عانقتها لتقول"
- حلوين اوي، شكراً يا حلا!

"وأثناء ما كانوا يتحدثون، جاء كريم ليقول"
- البلالين السودا اتعلقت كلها؟

"أجابته فرح قائلة"
- كلهم يا كريم! بس اتحطوا في جنب لوحدهم عشان مايبوظوش منظر بقية البلالين بتاعتي

"ثم اتبعت مشيرة ناحية حلا"
- بس مش تسلم الأول يا كوكي؟
"انتبه كريم لوجود الضيفة ليقول بابتسامة"
- أنا آسف! البلالين اخدتني ونسيت الحلويات

"وكزه زياد في ظهره دون أن تراه ليقول بنبرة ذات مغزى"
- اقدملك حلا يا كريم. عارف حلا، صح؟

"صافحها قائلاً"
- فرصة سعيدة يا آنسة حلا!

"ابتسمت حلا قائلة"
- أنا أسعد، كل سنة وانت طيب

"ثم قدمت له هديته لتقول"
- دي هدية بسيطة عشان عيد الميلاد

"أمسك بالهدية قائلاً"
- وأنتِ طيبة، شكراً جداً

"ثم فتحها ليجد قلادة جلدية أنيقة، قال في دهشة"
- واااو!! عرفتي منين إني بحب السلاسل الجلد؟

"ثم اتبع بابتسامة عابثة"
- قد كده مهتمة؟!

"عاد زياد ليوكزه قائلاً"
- أنا اللي اخترتها يا كريم، عجبتك؟

"نظر له رافعاً حاجبه باستفزاز ليقول"
- جميلة يا حبيبي!

"ثم عاد ليلتفت إلى حلا قائلاً بتهذيب أخيراً"
- عجبتني جداً يا حلا! شكراً

"ثم التفت إلى فرح وقال"
- يلا يا فرح عشان نجهز! الناس قربت تيجي

"ثم رحل هو وفرح ليلتفت زياد إلى حلا ويقول"
- اخواتي!

"ضحكت حلا قائلة"
- أخوك ظريف جداً

"رد زياد قائلاً"
- مرتبط على فكرة

"عادت لتضحك ثم قالت"
- وأنت كمان بيتعملك حفلة عيد ميلاد؟

"هز رأسه قائلاً"
- يعني... مش بتبقى كبيرة زي دي كده، ماحدش فينا بيتعمله حفلة قد حفلة كريم وفرح

"ابتسمت في تعجب لتقول"
- اشمعنا؟

"ابتسم قائلاً"
- كريم وفرح في حتة تانية لوحدهم، كان وشهم حلو على بابا من أول ما اتولدوا. فرح طول عمرها بسكوتة العيلة واكتر واحدة تشبه نانا روكا فبابا مديلها كل الدلع اللي في الحياة، وكريم برضو واخد حتة كبيرة في قلب ماما لوحده عشان كده ليهم امتيازات كتير

"ضحكت قائلة"
- طب وأنت وفريدة ورقية وأدهم؟

"هز كتفيه قائلاً"
- رقية وأدهم بطلوا يعملوا حفلات من ساعة ما كملوا 21 سنة، وبيكتفوا بالهدايا بس، لكن برضو ليهم وضعهم لأنهم بيشتغلوا مع بابا في الشركة من أيام الجامعة، لكن أنا وفريدة بندور على الجامع اللي لقونا ادامه لغاية دلوقتي

"ضحكا سوياً قبل أن تقول"
- طيب إيه رأيك لو غنينا في حفلة النهاردة؟

"اومأ موافقاً ليقول بابتسامة"
- دي فكرة حلوة

"وأثناء ما كانا يتحدثان، وجد زياد والده وقد حضر وتقدم ناحيتهما ليقول بابتسامة"
- ازيك يا زيزو؟ شكل معاك ضيوف

"مدت حلا يدها مصافحة بابتسامة لتقول"
- ازي حضرتك يا عمو؟
"صافحها رامز بابتسامة ليقول"
- أنا كويس جداً بعد ما شفت الوش الحلو ده

"ابتسمت حلا في خجل قبل أن يتبع متسائلاً"
- زياد فرجك عالبيت ولا لسة؟

"اومأت قائلة"
- آه شفناه من شوية، حلو جداً بجد

"ابتسم قائلاً"
- ده عشان عينيكي حلوين بس

"ثم اتبع مخاطباً زياد"
- زياد! تعالى

"تحرك معه زياد عدة خطوات لينظر له رامز قائلاً"
- انتو واقفين جنب العمال تعملوا إيه؟ خدها واقعدوا عند حمام السباحة واشربوا حاجة على ما الحفلة تبدأ

"ثم اتبع متسائلاً"
- قلتلها إن شكلها حلو النهاردة؟

"هز زياد رأسه نفياً ليقول"
- لا، هو أنا لازم أقول؟

"رد رامز في يأس قائلاً"
- أنت مش ناوي تتعلم حاجة مني أو من أخوك خالص؟

"ثم اتبع"
- قولها إن شكلها حلو... شعرها جميل... فستانها شيك. ماتعاملهاش معاملة واحد صاحبك كده

"اومأ زياد برأسه ثم قال"
- حاضر، هعمل كده

"تركه رامز ليعود زياد إلى حلا ليقول"
- تحبي نقعد عند حمام السباحة شوية على ما الحفلة تبدأ؟

"اومأت موافقة ليذهبا سوياً إلى حيث يوجد حمام السباحة ليحضر هو مشروبين لهما ويجلس جوارها. مرت لحظات حتى نظر لها قائلاً"
- شكلك حلو النهاردة

"ابتسمت قائلة في خجل"
- شكراً

"صمت للحظات قبل أن يقول"
- وشعرك جميل
"ضحكت رغماً عنها ثم قالت"
- شكراً

"عاد ليصمت ثانية قبل أن يقول"
- فستانك شيك كمان

"سألته ضاحكة"
- في إيه يا زياد؟

"رد قائلاً"
- مش البنات بيحبوا يسمعوا كلام حلو؟

"اومأت برأسها ثم ابتسمت قائلة"
- آه بس أنت شكلك أول مرة تقول الكلام ده لواحدة، كأن حد محفظهولك

"قال سريعاً"
- لا لا ده من عندي

"ضحكت دون رد ثم قالت"
- على فكرة، باباك لطيف جداً. شكله شخصية ناجحة وعصامية

"رد قائلاً"
- ناجحة طبعاً بس عصامية دي فيها كلام

"نظرت له متسائلة لتقول"
- يعني إيه؟ مابناش نفسه من الصفر؟

"أجابها قائلاً"
- الحقيقة لا... جدو كمان كان رجل أعمال غني جداً

"هزت رأسها قائلة"
- يبقى أكيد جدك بنى نفسه من الصفر

"ظل زياد صامتاً دون كلمة لتنظر له حلا أيضاً منتظرة إجابة ليقول هو"
- يعني بصي...

"قالت متسائلة"
- إيه؟

"قال زياد بصراحة"
- جدو الكبير كان إقطاعي

***

"كان آدم يسير في المجمع التجاري وهو لا يدري تحديداً ماذا يمكن أن يشتري لأجلها. الاختيارات كثيرة وكلما استقر على هدية ما، يخبره عقله أنه ربما سيحضرها شخص آخر لها.
كان يمشي شارداً حتى انتبه لنباح كلب فالتفت جواره ليجد كلباً صغيراً يتنوع لونه بين الأبيض والبني يقفز في مكانه ويهز ذيله في مرح داخل متجر الحيوانات الأليفة. ابتسم آدم وقد استقر أخيراً على هديته.
قام بشرائه سريعاً وخرج به من المجمع ووضعه جواره في السيارة وهو لا يتوقف عن تخيل ردة فعلها عندما تراه.
انطلق بالسيارة عائداً إلى المنزل ليجد الحفل قد بدأ وقد حضر معظم المدعوين. أخذ يبحث عنها حتى وجدها تجلس مع علي فشعر بنفس الضيق الذي يصيبه كلما رآه، ولكن تفكيره انصرف عن كل شيء عندما رأته هي وقامت من مكانها وتقدمت نحوه لتقول معاتبة"
- كل ده تأخير يا آدم؟ ولا مش مهتم بحفلتي؟

"ابتسم قائلاً"
- لا طبعاً مهتم، وجبتلك هدية حلوة كمان، واتأخرت على ما لقيتها

"ثم رفع الهدية أمامها لتجدها صندوقاً، وعندما دققت النظر، وجدت كلباً صغيراً بالداخل.
فتحت باب الصندوق ثم أخرجت الكلب الذي نبح فجأة بصوته الصغير فصرخت في سعادة وحماس وهي تقول"
- الله!!! يجنن، ده جميل أوي أوي

"ثم عانقته ليضحك في سعادة لأجلها قائلاً"
- كل سنة وأنتِ طيبة يا فرح!

"نظرت له في سعادة قائلة"
- وأنت طيب يا آدم! شكراً عالهدية التحفة دي

"كان علي يراقب ما يحدث في ضيق ليقوم من مكانه ويتقدم ناحيتهما ليسأل فرح في هدوء مخالف لما يشعر"
- خير يا فرح؟ شكلك مبسوطة

"نظرت له في سعادة ثم رفعت أمامه الكلب الصغير لتقول"
- شفت يا علي آدم جابلي ايه؟ شايف عسول ازاي؟
"ابتسم قائلاً"
- حلو اوي، هتسميه ايه؟

"قالت ضاحكة"
- هسميه أوريو عشان لونه بني في أبيض زي الأوريو بالظبط

"نظر علي إلى آدم وقال بابتسامة باردة"
- شكراً يا آدم!

"بادله آدم بابتسامة مماثلة ليقول"
- العفو
***
"حضر أدهم وشمس إلى الحفل وذهبا إلى حيث كريم وفرح كي يهنئانهما فاستقبلاهما في سعادة لتعانق شمس فرح قائلة"
- كل سنة وأنتِ طيبة يا فروحة!

"قالت فرح في سعادة"
- وأنتِ طيبة يا شمس!

"ثم التفتت ناحية أدهم الذي احتضنها مهنئاً"
- كل سنة وأنتِ طيبة يا بسكوتة!

"ضحكت فرح قائلة"
- وأنت طيب يا أدهم!

"ثم جاء دور كريم الذي رحب بشمس بابتسامة سعيدة ليقول مغازلاً"
- إيه الحلاوة دي يا شمس؟! وأنا أقول الدنيا نورت ليه واحنا بالليل؟!

"ضحكت شمس لتقول"
- كل سنة وأنت طيب يا كوكي!

"رد تهنئتها ثم التفت إلى أدهم الذي كان يبتسم ابتسامة مصطنعة ليقول"
- تحب تاخد بوكس يا كريم؟

"قال كريم في سعادة"
- بوكس هدايا؟! أحب جداً

"عانقه أدهم قائلاً"
- كل سنة وأنت طيب يا حبيبي!

"ثم همس له قائلاً"
- احترم نفسك يا عسل!

"ابتسم كريم بشيطانية مستفزة ليرد تهنئته قائلاً"
- وأنت طيب يا قمر!

"جاء المزيد من أصدقاء كريم وفرح ليذهبا في استقبالهم لينظر أدهم إلى شمس التي كانت تكبت ضحكتها ليقول بعصبية ساخرة"
- ها ها ها!!! لطيف أوي؟!

"انطلقت ضحكتها لتقول بعدها"
- فيها إيه لما يجاملني؟ ما أنا منورة فعلاً

"ثم أشارت إلى حقيبتها الذهبية لتقول"
- مش شايف الشنطة بتلمع ازاي؟

"قال متذمراً"
- مالك أصلاً حلوة كده ليه النهاردة؟

"نظرت له في تعجب لتقول"
- اعمل ايه طيب؟ البس شوال بطاطس وانكش شعري؟

"قال بنفس التذمر"
- لا مش للدرجة دي... شوال البطاطس هيبقى حلو عليكي برضو

"ضحكت دون رد لينظر إلى كتف ثوبها المكشوف ليمسك بعدة خصلات من شعرها الذي كان منسدلاً خلف ظهرها ويضعهم على كتفها ليقول"
- خلي دول كده!

"أعادت خصلاتها إلى الوراء كما كانت لتقول بابتسامة مشاكسة واستفزازية"
- حاسب لا تبوظ الستايل بتاعي

"ثم تركته وذهبت تبحث عن والديها بينما تبعها هو وهو يتلفت حولهما ليرى ما إذا كان أحد آخر قد لاحظ أنها أنارت الحفل غير أخيه."
***
"وأثناء ما كانت فرح تجلس مع علي، وجدت رقية تتوجه ناحيتها وقد أحضرت معها عمر. قامت فرح كي تستقبله وصافحته قائلة في سعادة"
- عمر! ازيك؟

"رد قائلاً بابتسامة كبيرة"
- أنا كويس جداً بعد ما شفت بسكوتتنا الحلوة

"ثم اتبع قائلاً وقد قدم لها هديتها"
- كل سنة وأنتِ طيبة يا فرح!

"أمسكت فرح بالهدية وهي تقول في سعادة"
- وأنت طيب يا عمر! ميرسي بجد

"ثم التفتت إلى علي، الذي كان يشعر بالغيظ والضيق مع كل شخص يأتي إليها ويتودد لها بهذه الطريقة، وقالت"
- علي! عمر يبقى خطيب رقية. أنتو اتقابلتوا في حفلة الخطوبة بس مالحقتوش تتعرفوا...

"لتكمل رقية عنها قائلة"
- وده لأن عمر بييجي مرة في السنة بس.

"نظر لها عمر بنصف عين ليقول"
- خلاص بقينا بنشتكي علني كده؟

"ردت قائلة بابتسامة"
- لا خلاص مش هشتكي، أنا بقيت بشوفك كتير الفترة دي فعلاً

"ضحكوا جميعاً قبل أن يسأله علي"
- أنت بتشتغل إيه يا عمر؟

"أجابه عمر قائلاً"
- ظابط شرطة

"اومأ علي قائلاً"
- شغلكم صعب... ليك حق تختفي

"ردت رقية قائلة"
- إيه ده لا أنا مش عايزة حد يدافع عنه خالص
"عادوا ليضحكوا ليمر بعض الوقت وثلاثتهم يتحدثون قبل أن تقول رقية"
- عن إذنكم بقى، هنروح نشوف كريم بيه فين

"وبعد أن رحلا، عاد علي وفرح ليجلسا ويقول هو"
- أختك وخطيبها لذاذ أوي

"ضحكت فرح قائلة"
- جداً... عمر إنسان ظريف أوي، في الأول تفتكره جد وناشف كده، لكن بعدين بتعرف إنه غير كده خالص مع القريبين

"ابتسم قائلاً"
- شكلكم واخدين على بعض أوي

"ردت قائلة"
- عيلة عمر وعيلتنا أصحاب من زمان أوي، وعمر ولينا أخته كانوا معانا على طول من واحنا صغيرين يعني كبرنا سوى
"صمت علي للحظات قبل أن يقول"
- الأول آدم وبعد كده عمر، في حد تاني يا ترى؟

"ابتسمت قائلة"
- غيرة دي يا علي؟

"سألها قائلاً"
- أنتِ إيه رأيك؟

"ردت قائلة بابتسامة"
- رأيي إن مافيش حاجة تستدعي الغيرة خالص، كلنا أصحاب سوى، وأنا متأكدة إنك لما تعرفهم كويس هتحبهم وهتبقوا أصحاب كمان

"قال بابتسامة خفيفة"
- اتمنى

"أمسكت بيده ثم قالت بابتسامة ناعمة"
- تعالى خلينا نرقص شوية
***
"مر بعض الوقت حتى جاء وقت إطفاء الشموع، وبعدها بدأ الناس في الرحيل تدريجياً حتى لم يتبقَ أحد. عندها، التفت رامز إلى كريم وفرح ليقول"
- جاهزين تشوفوا الهدية التانية بتاعتكم؟

"التمعت عيناهما في حماس ليقولا سوياً"
- طبعاً

"ثم ذهبوا جميعاً إلى حيث الجراج ليجدا سيارتين جديدتين فتتسع عيناهما في ذهول. قالت فرح"
- بس يا بابي احنا لسة مغيرين عربياتنا في أول السنة

"ابتسم رامز قائلاً"
- وتغيروها تاني في آخر السنة، إيه يعني؟

"كان كريم قد تقدم تجاه سيارته الفيراري الرياضية وهو يشعر بأنه على وشك أن يبكي من السعادة ليتوجه رامز ناحيته ويسأله بابتسامة"
- إيه رأيك؟ عجبتك؟

"عانقه كريم فجأة ليقول في امتنان"
- عجبتني إيه بس ده أنا هنام فيها النهاردة

"ثم اتبع"
- أنا كنت متأكد إنك بتحبني أكتر واحد فيهم

"قال رامز بصوت منخفض"
- وطي صوتك لا حد منهم يسمعك ويعرف السر

"بينما اقترب زياد ناحية السيارة ووضع يده عليها ليقول"
- لازم تسلفهالي في مرة يا كريم!

"وبعد أن رحل الجميع، لم يتبقَ سوى كريم وزياد ومازن، الذي قال في انبهار"
- شكلها وهم، دي هتلوح دماغ الناس في الشارع

"أما زياد، فقد وضع يده فوق السيارة وهو يقول"
- أنت لازم تخرجنا بيها مرة

"أشار كريم إلى يده قائلاً"
- شيل إيدك بسرعة

"ثم اتبع قائلاً وهو يمسح بصمات يده من على سقف السيارة بحرص"
- ماحدش هيلمس العربية دي غيري، دي عايزة معاملة خاصة

"قال زياد ساخراً"
- لا والله، ويا ترى هتمشي بيها عالاسفلت ولا هتطير؟

"ليرد مازن قائلاً"
- ده سؤال؟ هيطير طبعاً

"نظر كريم إلى مازن وقال"
- فعلاً؟ إيه رأيك آخد الـ Race بتاعك لفة؟

"نظر مازن إلى زياد ليقول مستنكراً"
- في إيه يا زياد؟ عربيته وحقه يخاف عليها يا أخي

"وفي داخل القصر، وأثناء ما كان رامز وندى في غرفتهما، قالت ندى"
- بس مش كتير شوية عربيتين في سنة واحدة يا رامز؟ يعني زي ما فرح قالت، دول كانوا لسة مغيرين العربيات في أول السنة

"رد رامز قائلاً"
- إيه المشكلة؟ هو أنا بشتغل عشان مين؟ كله عشانهم في الآخر

"قالت ندى بمنطقية"
- عارفة يا حبيبي! بس أنا قلقانة شوية من الدلع الزايد ده، من ناحية... كريم كبر على الهدايا الكتير دي كلها، ومن ناحية تانية.. ماعرفش علي خطيب فرح ممكن يفكر ازاي.. احنا لسة مانعرفش طريقة تعامله مع الحاجات اللي زي دي

"ثم اتبعت بابتسامة"
- غير طبعاً بقية الولاد... مش عايزين نحسسهم إن كريم وفرح واخدين وضعهم زيادة عنهم

"رد رامز قائلاً"
- مافيش حد من ولادي مش واخد وضعه عندي، كل واحد فيهم له مكان لوحده عندي وبعامله باللي يحسسه بالمكان ده. هما نفسهم عارفين ده كويس.

"ثم اتبع قائلاً"
- بالنسبة لكريم، فأنا هعرف ازاي اخليه يبدأ شغل ويتحمل المسئولية زي اخواته، لكن ده مالوش علاقة بإني أهاديه باللي بيحبه... ده عيد ميلاده. أما فرح، لا علي ولا غيره يفرقوا معايا... دي بنتي وهجيبلها الدنيا كلها في إيدها لو عايزة، وبعدين خليه يعترض أو يبين حاجة غريبة عشان نعرف تفكيره بجد... مش جايز نفركش الموضوع كله؟

"ابتسمت ندى قائلة"
- أنت كل شوية هتجيب سيرة الفركشة دي؟

"اومأ برأسه إيجاباً ليقول"
- لأني ماشفتش منه حاجة تطمني لسة، وحتى الباقيين... ماحدش لغاية دلوقتي حاسس إنه قريب منه... لسة بيعاملوه إنه غريب

"قالت ندى في هدوء"
- أنا بتمنى يكون كويس يا رامز! مش عايزة فرح تزعل أبداً

"قال مغيراً الموضوع"
- كفاية كلام عن الولاد شوية... كلميني عنك

"ابتسمت قائلة"
- أقولك إيه؟

"اقترب منها قائلاً بابتسامة"
- قوليلي ازاي كنتي حلوة النهاردة كده؟

***

"وبعد أن نام الجميع، كان مازن يجلس في غرفة المعيشة ناسياً الباب مفتوحاً ممدداً على الأريكة واضعاً سماعة أذنيه يستمع إلى الأغاني ويغني مع كل واحدة بصوت عالٍ ومزعج حتى أتت أغنيته المفضلة ليعلو صوته أكثر وهو يغني مغمض العينين في اندماج"
I'll be there when you need me most
I'll be there if you're ever alone
Together, we can grow old
I can't leave you
I can't leave you, no

"لينتفض من مكانه فجأة عندما أمسك رامي بالجريدة وضرب رأسه بها، قال رامي وهو يشير إلى الأعلى"
- I need you to be في اوضتك مش هنا

"قال مازن فوراً وهو يلتقط هاتفه وسماعته من الأرض"
- حاضر!

"اتبع رامي قائلاً"
- ولو سمعتك كده تاني هنيمك برة في الجنينة مش فوق

"رد مازن قائلاً وهو يرحل"
- حاضر

"أمسك به رامي قائلاً"
- خد المج بتاعك من هنا

"عاد مازن ليلتقطه مكرراً"
- حاضر

"ليتبع رامي قائلاً"
- وتنام.. مش عايز اسمع صوت فوق

"قال مازن في سأم"
- كفاية يا بابا

"أمسك به رامي ثانية ليقول"
- كفاية يا بابا؟ هو أنا ماعرفتش اربي يا مازن؟

"قال مازن سريعاً"
- لا يا بابا مش قصدي أنا آسف

"قال رامي في صرامة"
- ماتتكررش تاني

"رد مازن فوراً"
- حاضر

"اتبع رامي في جدية قائلاً"
- ماتقولش حاضر... امشي من ادامي

"كاد أن يتفوه بـ "حاضر" إضافية قبل أن يركض للأعلى ناحية غرفته، وعندما اطمئن رامي لذلك، صعد إلى غرفته لتقول شمس"
- مين اللي عامل الدوشة دي؟
"ابتسم رامي قائلاً"
- هو في غيره؟ مازن طبعاً

"ضحكت شمس ثم قالت"
- عارف؟ النوم طار من عيني

"ثم اتبعت بنظرة طفولية متحمسة"
- تيجي ننزل نلعب بلاي ستيشن شوية؟

"ضحك رامي قائلاً"
- حلو... يلا!

***
انتهى الفصل

دانه عبد likes this.

روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-22, 02:37 AM   #8

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي ما بعد الضجيج-نور محمد

الفصل السابع


"مرت أيام قليلة حتى اتفق علي وفرح أن يتناولان الفطور سوياً خارج المنزل. كان علي ينتظرها في المقهى ليجدها تطل عليه أخيراً ليبتسم في سعادة لرؤيتها قبل أن يلاحظ ما ترتدي.
كانت ترتدي ثوباً وردياً منقوشاً بالورود يصل إلى ركبتيها بحمالتين رفيعتين، كان ناعماً ورقيقاً للغاية، ولكنه شعر بالضيق لرؤيته.
وصلت إليه فقبّل وجنتها مرحباً بها ليقول"
- وحشتيني!
"ابتسمت قائلة"
- أنت كمان وحشتني

"جلسا سوياً ليقول بابتسامة"
- شكلك حلو

"عادت لتبتسم في سعادة قائلة"
- ميرسي!

"صمت للحظات قبل أن يقول"
- هو باباكي وأخواتك كانوا في البيت لما خرجتي؟

"نظرت له متعجبة لتقول"
- آه، اشمعنا؟

"قال متسائلاً"
- يعني... ماعلقوش عالفستان ده؟

"ضحكت متعجبة لتقول"
- ويعلقوا ليه؟

"قال مفسراً"
- يعني بالنسبة لإنه مش مناسب شوية... قصير ومكشوف

"عادت لتضحك قائلة"
- مكشوف؟!

"ثم اتبعت في سعادة"
- أنا حبيت الفستان ده جداً، وبعدين هو حلو أوي لخروجات النهار. عارف؟ مامي جابتلي الفستان ده في عيد ميلادي اللي فات

"أومأ برأسه متفهماً قبل أن يقول"
- أيوة يا فرح بس يعني أنا اخدت بالي إن معظم لبسك كده، أنتِ بتلبسي زي كده في البيت كمان؟ مش المفروض إن ولاد عمك عايشين معاكم في البيت؟
"سألت متعجبة"
- آه عايشين سوى... بس إيه العلاقة يعني؟

"رد قائلاً"
- إن ماينفعش حد غريب عنك يشوفك كده يا فرح!

"صمتت دون رد ليتبع"
- على فكرة أنتِ لبسك يجنن وبتكوني حلوة في أي حاجة تلبسيها، بس أنا بغير عليكي وفكرة إن الناس وقبلهم ولاد عمك اللي عايشين معاكي في نفس البيت يشوفوكي كده بتضايقني

"ثم اتبع قائلاً"
- وبصراحة مش فاهم ازاي باباكي أو اخواتك ماعلقوش على حاجة زي دي

"قالت في ثقة"
- ماعلقوش عشان دي حاجة تخصني، ماحدش بيختار لحد يلبس إيه، وكمان ولاد عمي مش منحرفين عشان اقلق منهم، كلنا اتربينا سوى طول عمرنا ومافيش حاجة اسمها حد غريب بيننا

"ثم اتبعت قائلة"
- وبعدين ده مجرد فستان يعني
"صمت للحظات قبل أن يبتسم قائلاً"
- معاكي حق... شكلي بالغت شوية... زي ما قلت قبل كده... أنتِ حلوة في أي حاجة تلبسيها

"عادت لتبتسم قائلة"
- طيب نسيبنا من الفستان ونتكلم في حاجة تانية. أنا هيكون عندي عرض يوم الخميس الجاي في الأوبرا، هتيجي؟

"قال في حيرة"
- مش عارف يا فرح... مش متأكد

"قالت في رجاء"
- عشان خاطري، ده عرض مهم وأنا متأكدة إنه هيعجبك... أنت ماحضرتليش غير مرة واحدة بس

"ابتسم قائلاً"
- حاضر هحاول

***

- مكشوف؟!!

"قالتها فريدة لتضحك بعدها بشدة ثم تتبع"
- علي ده غريب جداً

"قالت فرح مفسرة"
- مش غريب... هو بس مختلف شوية... اتربى في بيئة مختلفة عننا عادي يعني

"ابتسمت فريدة قائلة"
- وهيقولك البسي حاجات طويلة وواسعة امتى؟

"قالت فرح باستنكار"
- أنتِ بتقولي ايه؟! هو عشان علق على فستان يبقى خلاص هيتحكم في لبسي؟
"اومأت فريدة برأسها إيجاباً قائلة"
- أيوة طبعاً، كلمة باباكي ماعلقش دي ماحسستكيش بأي حاجة؟ هو شايف إنك محتاجة حد يقولك تلبسي إيه وتعملي إيه في حياتك، و ده شيء يستحق التعجب بصراحة.

"صمتت فرح قبل أن تقول"
- أنا مش عايزة أكبر الأمور اكتر من اللازم، هو أكيد مايقصدش يعني

"ثم اتبعت بابتسامة واسعة"
- وبعدين ده قالي إن شكلي حلو في أي حاجة ألبسها

"اومأت فريدة برأسها قبل أن تقول"
- أهم حاجة ماتروحوش مصيف مع بعض لا تفركشوا

"ثم ضحكت قائلة"
- قال ماعلقوش قال... ده لو عرف إن مامي بتلبس المايوه لغاية دلوقتي هيموت

"قالت فرح في تردد"
- هو ماتكلمش علينا احنا بس...

"نظرت لها فريدة متسائلة"
- اتكلم على آدم ومازن برضو، قال إنهم ماينفعش يشوفوني كده واحنا عايشين سوى

"ابتسمت فريدة قائلة"
- جاوبيني بصراحة... هيحبسك في بيتكم امتى؟

"قالت فرح متذمرة"
- يا فريدة من فضلك بلاش الطريقة دي، أنا غلطانة إني بحكيلك يعني؟

"هزت فريدة رأسها نفياً لتقول"
- لا مش غلطانة، بس اللي بيحصل ده بيقول حاجات ماينفعش تتجاهليها
"صمتت فرح في حيرة قبل أن تقول"
- أنا مش عايزة اتسرع... أنا بحبه... وهديله وأدي لنفسي فرصة عشان نفهم بعض كويس

"أومأت فريدة برأسها متفهمة لتتبع فرح قائلة"
- بس بلاش حد غيرنا يعرف اللي قلتهولك، ماشي؟

"ابتسمت فريدة قائلة"
- ماتقلقيش

"ثم اتبعت ساخرة"
- ولا اندهلك يا علي عشان ماحدش يعرف اسمك؟
"ألقت فرح الوسادة في وجهها وخرجت من الغرفة تاركة إياها وهي تضحك بشدة."

***

"وفي النادي، كان مازن ورامي في صالة الاسكواش يتنافسان على الفوز، فعلى الرغم من أن مازن استطاع الفوز بلقب بطل العالم أكثر من مرة، إلا أنه لا يزال يعجز عن هزيمة والده.
بعد أن أحرز رامي نقطة إضافية متقدماً عليه، قال مازن متذمراً"
- أنا نفسي مرة واحدة بس اكسب في أي ماتش بنلعبه

"ضحك رامي قائلاً بينما كان يضرب الكرة باتجاه الحائط"
- مش عارف بقيت بطل العالم تلات مرات ورا بعض ازاي

"قال مازن في يأس وهو يرد الكرة"
- بطل عالم إيه بقى؟ حضرتك لما بتلعب معايا بكتشف إني مركز تاني أساساً... وبالرأفة كمان

"أوقف رامي الكرة وهو يضحك بينما اتبع مازن قائلاً"
- تفتكر أنا هكسب البطولة الجاية؟ دي أهم بطولة هدخلها

"ابتسم رامي قائلاً"
- هتكسب، أنت عندك إصرار قوي... هيساعدك تكسب

"رد مازن قائلاً"
- أمال الإصرار ده مانفعنيش النهاردة ليه وأنا بتغلب؟

"عاد رامي ليضحك ثم قال في ثقة"
- ده عشان تفضل فاكر مين اللي عرفك عاللعبة دي من الأول

"ثم اتبع متسائلاً"
- صحيح، دكتور مصطفى عامل معاك إيه؟

"رد مازن قائلاً"
- في مشروع طالبه مننا والمفروض نسلمه قريب

"عاد رامي ليسأله قائلاً"
- وعملته؟

"هز مازن رأسه في نفي قائلاً"
- لا، مش مهتم بصراحة

"قال رامي في جدية"
- لازم تهتم يا مازن! ده مستقبلك، وبعدين أكيد أنت مش عايز تثبتله إنك ماتقدرش تنجح بمجهودك فعلاً

"اومأ مازن إيجاباً ليقول"
- حاضر، هذاكر للمشروع ده

"عادا ليستكملا اللعب بعدها لبعض الوقت قبل أن يتركه رامي ويغادر ليجد مازن فتاة ما تتقدم ناحيته، قالت بابتسامة"
- ازيك يا مازن؟

"نظر لها ثم ابتسم قائلاً"
- أهلاً... أنا كويس

"نظرت له قليلاً قبل أن تقول"
- أنت مش فاكرني؟

"نظر لها متسائلاً لتشير إلى نفسها قائلة"
- أنا آسيا

"رد قائلاً وقد تذكرها"
- آسيا... آه افتكرتك

"ثم اتبع بابتسامة"
- ازيك؟ عاملة إيه؟

"ابتسمت هي الأخرى لتقول"
- بخير الحمد لله

"ثم اتبعت"
- أنا كنت بتفرج على الماتش اللي كنت بتلعبه مع باباك

"نظر ناحية الصالة ثم عاد لينظر لها قائلاً"
- بجد؟ شفتيني وأنا بتغلب مرتين؟

"ضحكت ضحكة صغيرة ثم قالت"
- بس أنت بتلعب كويس جداً برضو

"ابتسم لها قائلاً"
- شكراً يا آسيا!

"ثم ساد الصمت ليجدها مرتبكة وتريد الحديث، ولكنها لا تدري ماذا تفعل. قال"
- تحبي نشرب حاجة برة؟
"شعرت بسعادة كبيرة ولكنها استطاعت التحكم في ردة فعلها لتقول باتزان"
- أوكيه

***

"وفي مطعم النادي، جلس مازن وآسيا لأول مرة كي يتحدثا سوياً ويتناولان مشروباً مثلما تمنت هي دوماً. سألها قائلاً"
- تشربي إيه؟

"ردت قائلة"
- كركديه

"اومأ قائلاً"
- حلو أوي، أنا كمان هطلب زيك

"ثم استدعى النادل وطلب منه المشروب ثم عاد ليلتفت لها ويسألها"
- أنا مش بشوفك خالص في الجامعة يا آسيا!

"ابتسمت قائلة"
- ده لأنك بتروح مرة في السنة

"اومأ مدركاً"
- صح

"ثم اتبع"
- بس ده معناه إن أنا رحت أربع مرات لغاية دلوقتي وماشفتكيش

"ردت قائلة"
- كليتي بعيد شوية عن كليتك، بس أنا عندي أصحاب في هندسة وساعات باجي اقعد معاهم جنب كليتكم. أنا شفتك اكتر من مرة هناك

"سألها متعجباً"
- طب وليه ماكنتيش بتيجي تتكلمي معايا؟

"ترددت قبل أن تقول"
- مش عارفة... بصراحة كنت قلقانة تحرجني

"سألها في دهشة"
- أحرجك؟ ليه؟

"ردت مفسرة"
- أصل أنا لما حاولت اكلمك المرة اللي قبل دي، ماديتنيش وش خالص، وكنت خايفة المرة دي كمان تكسفني

"هز رأسه نفياً قائلاً في أسف"
- لا لا أنا مش كده خالص بجد، ماكانش قصدي فعلاً... أنا آسف
"اومأت قائلة بابتسامة"
- ولا يهمك... ادينا قاعدين سوى اهو وبنشرب كركديه

"ابتسم لها ثم اتبع متسائلاً"
- أنتِ بتعرفي تلعبي اسكواش؟

"هزت رأسها في نفي قائلة"
- لا

"عاد ليسألها"
- بتحبي تتفرجي وبس يعني؟

"أجابته قائلة"
- مش على كل حاجة... في الحقيقة أنا بتفرج عالماتشات اللي أنت بتلعبها بس

"سألها متعجباً"
- بجد؟ اشمعنا أنا؟

"صمتت للحظات قبل أن تقول"
- أول مرة شفتك في الكلية أصحابي قالولي إنك بطل العالم في الاسكواش، ووقتها أنا ماكنتش أعرف كتير عن اللعبة دي، دورت عنها ولقيت الماتشات اللي أنت لعبتها وقعدت اتفرج عليها لغاية ما فهمت اللعبة... أنت ليك أسلوب حلو وذكي في اللعب

"ابتسم ضاحكاً ليقول"
- أنا؟ أنتِ شكلك ماشفتيش بابا وهو بيغلبني من شوية

"ضحكا سوياً قبل أن تقول هي"
- لا شفت، وعلى فكرة اسلوبكم في اللعب واحد تقريباً... عشان كده سهل إنه يتوقعك... اعتقد لو عايز تكسبه يبقى لازم حركاتك تبقى عكس المتوقع

"شعر بأنها محقة قبل أن يقول"
- هعمل كده فعلاً

"ابتسمت دون رد ليكمل أسئلته"
- وأنتِ... عيلتك كمان بتيجي النادي هنا؟

"هزت رأسها نفياً لتقول"
- لا، نادراً يعني. أنا بس اللي باجي

"اومأ متفهماً ثم قال"
- عندك أخوات؟

"اومأت إيجاباً لتقول"
- عندي أخت واحدة أكبر مني

"مر وقت في الحديث بينهما قبل أن يحين وقت الرحيل لتودعه قائلة"
- أنا لازم امشي دلوقتي

"ثم اتبعت بابتسامة"
- شكراً يا مازن! انبسطت بالكلام معاك

"ابتسم قائلاً"
- وأنا كمان يا آسيا بجد

"ثم اتبع قائلاً"
- نكررها تاني؟

"ردت قائلة"
- أكيد

"ودعته ثم رحلت وهي تشعر بسعادة كبيرة لهذا التقدم الغير متوقع أبداً، وتأكدت توقعاتها عنه بأنه شخص لطيف ومرح، وتمنت أن يتكرر هذا اللقاء مرة أخرى بل مرات."
***
"ترك مازن النادي ليذهب إلى منزل شمس وأدهم بعد أن تمت دعوته على الغداء هو وزياد وكريم فقط. هناك، بادر هو بالسؤال قائلاً"
- هو اشمعنا عزمتونا أنا وزياد وكريم بس؟

"ردت شمس قائلة"
- لأن آدم مش فاضي، ورقية مشغولة بتجهيز بيتها، وفريدة بتصور فيلم، وفرح في المعهد

"ثم اتبعت بابتسامة ودودة بشكل مثير للشك"
- وبعدين هو احنا عندنا كام كوكي وزيزو وميزو؟

"ابتسم كريم ابتسامة مشابهة ليقول"
- مش برتاحلك لما بتضحكي كده

"قال أدهم موضحاً سر العزيمة"
- في الحقيقة شمس كانت محتاجة مساعدتكم في شوية حاجات كده تخص المعرض الجديد... حاجات بسيطة يعني

"سأل زياد في حذر"
- حاجات إيه بالظبط؟

"ردت شمس قائلة"
- هتحضروا معايا الدعوات، وهتحطوا اللوحات في البراويز الخاصة بيها وهتنقلوها من المرسم هنا للعربية اللي هتيجي توديها الجاليري عشان تتعلق هناك... بس كده

"سأل مازن في تردد من هول ما سيسمع من رقم"
- وهما كام لوحة بقى؟

"أجابته قائلة"
- قليلين... أربعين لوحة

"نظر ثلاثتهم لها في صدمة ليتوقف كريم قائلاً"
- طيب أنا كان نفسي أساعدكم بس افتكرت حاجة مهمة لازم...

"قاطعته شمس قائلة بابتسامة هادئة"
- ماحدش هيمشي من هنا النهاردة غير لما أخلص اللي ورايا كله، اتفضل أقعد يا كريم!

"جلس كريم باستسلام حتى تم تحضير الغداء ليتناولوه جميعاً حتى انتهوا ليأتي بعد ذلك دور العمل الشاق الذي كان في انتظارهم من البداية.
جلس مازن مع شمس كي يقوما بتجهيز الدعوات بينما ذهب كريم وزياد مع أدهم إلى المرسم كي يضعوا اللوحات في الإطارات الخاصة بها.
مع اللوحة العاشرة كانوا قد بدأوا يشعرون بالإرهاق ليقول كريم متذمراً"
- كان لازم يعني تتجوز رسامة؟ مالها بنت خالتك صوفيا يعني؟

"رد أدهم قائلاً"
- مابعرفش اتكلم هولندي

"قال زياد بعد أن انتهى من اللوحة التي في يده"
- أنا تعبت، خلونا نرتاح شوية

"ثم نظر إلى بقية اللوحات التي عليهم تحضيرها ليجد أن بعضها عبارة عن رسومات شخصية له ورسومات تجمعهما معاً. نظر له ساخراً"
- هو المعرض ده معمول عشانك ولا إيه؟

"ابتسم أدهم قائلاً"
- شمس بتحب تعرض لوحات شخصية في كل جاليري ومش بتكون متاحة للبيع

"قال كريم بدوره"
- أصلاً مين هيشتري صور بتاعة ناس تانية يعني؟ غريبة أوي

"رد أدهم قائلاً"
- ده على أساس لوحات Frida Kahlo اللي أنت بتحبها دي صور مين؟ ما في منها صور عيلتها

"قام زياد من مكانه وجلس أمام اللوحة المعلقة على الحامل، وكانت غير مكتملة، ليقول"
- واللوحة دي بقى هتبقى عبارة عن إيه؟
"هز أدهم رأسه قائلاً"
- ماعرفش، شمس مش بتدخلني المرسم طول ما في لوحة جديدة بتترسم

"أمسك كريم بإحدى اللوحات المستندة على الحائط وقال"
- أنا عايز اشتري دي

"قال أدهم سريعاً"
- سيب اللوحة دي، دي مش من ضمن الحاجات اللي هتروح الجاليري
"أما زياد، فقد أمسك بالفرشاة وقال"
- أنا هجرب أكمل اللوحة دي بما إنها لسة في الأول

"قال أدهم فوراً"
- تكمل إيه؟ شمس هتقتلك لو شافتك دلوقتي

"وفجأة، فتحت شمس باب المرسم لتجد الفوضى تعم المكان. قالت في حزم"
- والله؟! هو ده الشغل اللي قلتلكم اشتغلوه؟

"ثم نظرت إلى أدهم وقالت"
- وأنا موقفاك معاهم ليه يا أدهم؟ مش عشان تخلي بالك من كل حاجة؟

"وقبل أن يقول أدهم أي شيء، قالت في صرامة مخاطبة زياد"
- انزل من أدام اللوحة دي يا زياد

"ثم التفتت إلى كريم وقالت"
- وأنت سيب اللوحات دي مكانها، لو بوظت أي حاجة هتدفع تمنها

"ثم أشارت إلى اللوحات التي من المفترض أن تنتهي الآن وقالت"
- عايزة آجي تاني ألاقي اللوحات دي كلها خلصت، مفهوم؟

"هز الثلاثة رأسهم في طاعة بتلقائية فأغلقت الباب ورحلت لينظر كريم إليهما ويقول"
- فاكرين لما كنا صغيرين ومرة فضلنا سهرانين ادام التليفزيون وعملنا دوشة وبعدين عمو رامي نزل واتكلم بنفس الطريقة دي ومشي، ومن ساعتها ماكررناهاش تاني؟

"هز أدهم وكريم رأسيهما إيجاباً ليقول زياد مخاطباً أدهم"
- أنت اتجوزتها ليه يابني؟ مابنتعلمش من الماضي أبداً؟

"أمسك أدهم بأحد الإطارات وقد عاد للعمل قائلاً"
- اللي حصل حصل خلاص، خلينا نشتغل قبل ما تيجي تاني وتعاقبنا بقية اليوم
***
"جاء آخر الأسبوع، وجاء معه موعد العرض الخاص بفرح، وذهبت العائلة كلها كعادتها كي تشاهدها، بينما كانت هي تفكر فيما إذا كان علي سيتمكن من الحضور أم لا.
تعلم جيداً أنه لم يكن مهتماً بهذا النوع من الفن قبل أن يعرفها، ولكنها كانت تأمل أن يهتم بالحضور لأجلها هي على الأقل كونه يعرف تماماً كم تعشق فن الباليه.
بدأ العرض وشعرت بالحزن لأنه لم يأتِ ولم يتصل بها حتى قبل العرض ليعتذر، ولكن وقعت عيناها أثناء الرقص على آدم، الذي كان جالساً وابتسامة هادئة تعلو وجهه وهو يشاهد العرض.
لطالما كان آدم مهتماً بهذا الفن بل وكان من أكثر المشجعين لها في البداية عندما قررت أن تحترفه، ولم يفوّت عرضاً واحداً لها إلا عندما كان في إنجلترا.
التقت عيناهما ليبتسم لها مشجعاً لتقرر هي تجاهل عدم حضور علي ولو مؤقتاً. عائلتها معها وتهتم لأمرها، وهذا يكفيها، ولكن سؤالاً واحداً خطر ببالها لوهلة... لماذا علي ليس مثل آدم؟
انتهى العرض أخيراً لتذهب بعده إلى عائلتها وتسمع رأيهم كالعادة حتى وصلت إلى آدم لتسأله بابتسامة قائلة"
- إيه رأيك في العرض؟

"ابتسم لها قائلاً"
- هايلة يا فرح! مابقيتيش محتاجة رأي حد صدقيني

"قالت في هدوء"
- لا، رأيك مهم

"ثم اتبعت في حزن"
- أنت اهتميت كفاية إنك تيجي

"فهم ما ترمي إليه ليقول"
- ماتزعليش، أكيد علي كان عايز يجي وماقدرش

"اومأت برأسها ثم قالت بابتسامة"
- خلينا نروح أحسن

***

"مرت أيام حتى أتى يوم مميز للغاية في حياة الكبار، وأثناء ما كان الصغار جالسين في حديقة القصر، جاء لهم رامز ثم قال"
- في حاجة مهمة عايز اقولهالكم
"نظروا له في اهتمام ثم اتبع"
- أنا عايزكم تروحوا على بيت المزرعة من دلوقتي لغاية بكرة

"سألته فريدة"
- ليه يا بابي؟

"أجابها رامز قائلاً"
- عشان النهاردة عيد جوازنا أنا وندى وعيد جواز رامي وشمس، فالمفروض إننا هنحتفل

"قال كريم بابتسامة ماكرة"
- لازم نخلي الجو
"نظر له رامز وقال مؤيداً"
- بالظبط

"قال زياد مقترحاً"
- طب ما نفضل احنا هنا وانتو تروحوا المزرعة؟ ده حتى الجو هناك لايق اكتر

"واتبعت فرح بعده قائلة في حماس"
- أو تسافروا الساحل يا بابي! الجو هناك رومانسي اوي الفترة دي

"نظر لهما رامز ثم قال"
- ده على أساس إن أنا مابقيتش اعرف ازاي احتفل بعيد جوازي؟ انتو فاهمين انتو بتكلموا مين؟

"ثم أشار ناحية مازن وقال مادحاً"
- ما تخليكم زي مازن ابن عمكم، ساكت ومابيقاوحش

"صمت مازن للحظات قبل أن يقول"
- أنا مش هقدر اروح بيت المزرعة النهاردة، متفق مع صحابي يجولي عشان نذاكر مع بعض... عندنا امتحان

"واتبع زياد قائلاً"
- وأنا في نفس الكلية مع مازن، عندي نفس الامتحان
"رد رامز قائلاً"
- الكلية اللي ماروحتوهاش من ساعة ما كتبتوها في التنسيق؟

"ثم نظر إلى فريدة التي اتبعت من بعدهم قائلة"
- وأنا عندي مشروع لازم اشتغل عليه النهاردة عشان الكلية وهحتاج أكون هنا

"واتبع كريم قائلاً بابتسامة خبيثة"
- وأنا ماعنديش حاجة بس عاجبني اللي بيحصل... فأنا كمان قاعد

"نظر رامز إلى فرح فقالت"
- مش هروح المزرعة لو كوكي مش رايح

"اومأ رامز متفهماً ثم قال"
- آه... مفهوم

"ثم توجه ناحية خرطوم المياه الذي كان يستخدمه الحارس ليسقي الزرع وعاد إليهم وقد وجهه ناحيتهم والمياه تندفع منه بقوة لينتفضوا من أماكنهم راكضين ليهتف هو في صرامة"
- نص ساعة وتختفوا من البيت ده، مفهوم؟

"مر مازن من أمامه قائلاً"
- هقول لبابا على فكرة

"وجه رامز الخرطوم ناحيته ليتلقى الماء دفعة واحدة قائلاً"
- امشي ياض من ادامي

"لحق مازن بالبقية راكضاً، ومرت نصف ساعة حتى أصبحوا كلهم جاهزين للرحيل، وعندما انتبهت كل من شمس وندى لخروجهم بحقائبهم، قالت ندى"
- هو في إيه؟ انتو رايحين فين؟

"قالت فرح بابتسامة سعيدة"
- هنقضي النهاردة في المزرعة
"ردت شمس بدورها"
- المزرعة؟! بس الجو النهاردة مش مناسب ليوم هناك

"رد زياد قائلاً بنبرة ماكرة"
- لا ما هو الجو هيبقى حلو كمان شوية

"ثم ودعوا كل منهن واحداً تلو الآخر ثم نزلوا إلى الأسفل وودعوا رامي ورامز حتى جاء دور كريم ليغمز قبل أن يرحل"
- ادينا ماشيين، انبسطوا!

"دفعه رامز إلى الخارج حتى رحلوا جميعاً، وبعدها، قالت شمس متعجبة"
- هما مشيوا ليه كده؟

"أجابها رامي قائلاً"
- كانوا حابين يغيروا جو فقالوا يروحوا هناك

"ثم نظر إلى رامز واتبع"
- خلينا نمشي احنا كمان، اتأخرنا عالشركة

"اومأ رامز متفقاً قبل أن يرحلا سوياً تحت أنظار ندى وشمس المتعجبة، قالت ندى في غيظ"
- دول مش فاكرين بجد، هو رامي قالك حاجة؟

"هزت شمس رأسها نفياً في ضيق ثم قالت"
- ده حتى شمس طلبت مني آجي اساعدها في شوية حاجات في معرضها الجديد، ولما قلتله ماقاليش حتى بلاش النهاردة

"ردت ندى قائلة"
- رقية كمان عايزاني معاها عشان هتروح تشوف فستان الفرح، وبرضو رامز ماعترضش، ولا حتى حد من الولاد قالنا كل سنة وانتو طيبين، ازاي ينسونا كده؟

"نظرت لها شمس ثم قالت"
- ولا يهمك، عارفة؟ احنا هنبسط نفسنا، هنتقابل بعد ما نخلص مشاويرنا ونروح الكوافير ندلع نفسنا حبة، احنا اللي هنعمل المفاجأة

"اومأت ندى برأسها موافقة لتقول"
- صح، يلا بينا!

***

"وفي المعرض، كانت شمس تقوم بتعليق بعض اللوحات، وتشرف على بعض الأمور الفنية داخل المعرض عندما وجدت والدتها قد أتت. تقدمت ناحيتها ثم عانقتها بابتسامة قائلة"
- مامي! وحشتيني

"ضمتها والدتها إليها قائلة"
- وأنتِ كمان يا حبيبتي! عاملة إيه؟

"قالت شمس في توتر وقلق"
- متوترة وقلقانة وخايفة، المعرض كمان أسبوع وحاسة إني مش عارفة أخلص حاجة

"قالت والدتها مطمئنة"
- ماتقلقيش، هنخلص كل حاجة سوى النهاردة

"بدأتا في العمل معاً حتى سألتها شمس قائلة"
- دومي وميزو عاملين إيه؟

"اومأت والدتها قائلة"
- كويسين... ميزو عامل زيك كده قلقان عالبطولة الجاية وبيتمرن اكتر من المفروض عشان ياخد اللقب السنة دي كمان

"عادت شمس لتسألها"
- وبابي؟

"تنهدت والدتها في غيظ لتقول"
- كويس

"نظرت لها شمس متعجبة لتقول بابتسامة"
- في حاجة ولا إيه؟

"ردت والدتها بينما كانت تعلق إحدى اللوحات"
- هيكون في إيه يعني... هو بس الظاهر إنه بقى بينسى كتير الفترة دي

"ضحكت شمس رغماً عنها لتقول"
- بينسى؟ بابي؟ دي ماتتصدقش خالص

"نظرت لها والدتها في غيظ لتقول"
- أمال نسي عيد جوازنا ازاي؟ فهميني!

"قالت شمس متعجبة"
- عيد جوازكم؟

"ثم صمتت للحظات قبل أن تقول"
- ده النهاردة فعلاً

"ثم اتبعت متسائلة"
- ازاي بابي هينسى حاجة زي دي؟

"قالت والدتها في ضيق"
- ماعرفش، النهاردة من ساعة ما صحينا وأنا مستنياه يقولي أي حاجة لكن مافيش...

"ثم اتبعت"
- لا وفجأة الفرقة كلها قرروا يسيبوا البيت ويقضوا اليوم في المزرعة، ورامي ورامز راحوا الشغل عادي جداً، وسابوني أنا وندى شايطين من الغيظ

"صمتت شمس قليلاً وهي تدرك من رحيل الفرقة أن خطة ما تُحاك بالفعل. ابتسمت قائلة"
- ماتزعليش يا مامي! حضرتك عارفة بابي بيحبك قد إيه
"ابتسمت والدتها ابتسامة مصطنعة لتقول"
- آه ما أنا واخدة بالي

"ضحكت شمس ثم سألتها"
- طب وطنط ندى راحت فين؟

"أجابتها والدتها قائلة"
- هتروح كمان شوية تشوف فستان رقية

"قالت شمس في حماس"
- بجد؟ أنا كمان عايزة أشوفه، خلينا نروح سوى

***

"وأثناء ما كانت شمس وندى وشمس الصغيرة يجلسن في دار الأزياء ينتظرن رقية أن تخرج لهن بعد أن ترتدي ثوب العرس، خرجت من غرفة القياس لتتسع عيونهن في انبهار وذهول لروعة مظهرها.
كان الثوب رائعاً للغاية مما جعل عيني ندى تدمع وهي تقول"
- إيه الجمال ده يا روكا!

"دمعت عينا رقية أيضاً لتعانقها بينما قالت شمس بابتسامة حنونة"
- تجنني يا روكا! زي القمر يا حبيبتي!

"ابتسمت رقية في سعادة قائلة"
- ميرسي يا طنط!

"أما شمس الصغيرة، فكانت تبكي بالفعل فاقتربت رقية ناحيتها لتقول"
- ليه العياط يا شمس؟

"قالت شمس بينما كانت تجفف دموعها لتقول"
- شكلك حلو أوي

"ابتسمت رقية لتكمل شمس قائلة وقد عادت عيناها لتدمع"
- فستانك أحلى من فستاني

"ضحكت رقية ثم عانقتها وهي تقول"
- بس أنتِ فرحك أحلى من فرحي

"ردت شمس قائلة"
- خالصين

"ثم ضحكتا معاً حتى قالت رقية"
- أنا عايزة اتصور عشان ابعت الصورة لعمر

"لتتسع أعين الثلاثة في صدمة ويقلن معاً"
- أنتِ بتقولي إيه؟!!!

"نظرت لهن رقية متعجبة لتقول"
- إيه المشكلة؟ هو كان عايز يشوفه

"ردت ندى قائلة"
- ما هو الفرح معمول عشان يشوفه، قبل كده ماينفعش، ولا أنتِ عايزة الفرح يبوظ؟
"لتقول شمس الصغيرة بدورها"
- أدهم مالمحش فستاني حتى غير قبل ما ننزل قاعة الفرح بس

"قالت رقية في سأم"
- يا جماعة أنا مش بصدق في الكلام ده، أنا كنت واعداه يشوفه

"ردت شمس الكبيرة قائلة"
- اكسري الوعد عادي

"ثم اتبعت هامسة"
- بكرة ينسى عيد جوازكم ويمشي عادي برضو

"قالت ندى بدورها"
- خلاص يا شمس ماتفكرنيش عشان خاطري

"تبادلت رقية وشمس الصغيرة النظرات بابتسامة خفية على وجهيهما لتقول رقية بابتسامة"
- كل سنة وانتو طيبين... النهاردة عيد جوازكم

"ردت ندى في إباء"
- مش المفروض تيجي منكم بس وأنتِ طيبة

"جاءت صاحبة الدار بابتسامة لتقول"
- إيه رأيكم في الفستان؟ في أي تعديلات تحبوا تعملوها؟

"ابتسمت رقية قائلة"
- أبداً... الفستان يجنن يا مدام هايدي!

"ثم عادت إلى غرفة القياس كي تخلعه وترتدي ثيابها، وبعد أن خرجت ونهضن جميعاً للذهاب، سألت رقية"
- هتقضوا بقية يومكم ازاي؟

"ردت ندى قائلة"
- أنا وشمس هنروح الكوافير
"لتقول شمس الكبيرة بابتسامة مصطنعة"
- آه... هنتزوق... لنفسنا

"كتمت شمس الصغيرة ورقية ضحكتيهما لتتفوه الأولى قائلة"
- طيب، أنا هاخد رقية ونخرج سوى

"وعندما خرجن جميعاً من الدار، ذهبت شمس وندى إلى مركز التجميل، بينما ظلت شمس ورقية سوياً لتنظر شمس لها ضاحكة وهي تقول"
- شفتي شكلهم؟ ماما متغاظة أوي

"ضحكت رقية لتتبع شمس متسائلة"
- هما بجد ناسيين ولا إيه؟

"ردت رقية قائلة"
- ناسيين إيه؟ ده بابا أول ما شافني في الشركة، قالي ماترجعيش البيت النهاردة... حسيت إنه اتبرا مني فجأة

"سألتها شمس قائلة"
- طب هتروحوا فين؟ المزرعة؟

"هزت رقية رأسها إيجاباً لتقول"
- كلهم هناك دلوقتي، وأنا وآدم هنحصلهم كمان شوية
"ثم اتبعت وقد خطرت لها فكرة"
- ما تجيبي أدهم وتيجي أنتِ كمان

"قالت شمس في حماس"
- فكرة... هكلمه دلوقتي وأقوله

"ثم أمسكت بالهاتف واتصلت به ليرد فوراً قائلاً"
- قلبي بيتصل

"ضحكت شمس لتقول"
- عامل إيه؟

"رد قائلاً"
- أنا كويس جداً

"سألته قائلة"
- كنت بكلمك عشان اسألك ايه رأيك نروح المزرعة النهاردة

"قال أدهم بنبرة عابثة"
- ده تغيير للروتين ولا إيه؟

"فهمت شمس أنه لم يعلم بعد أن الفرقة بأكملها هناك لتلوح برأسها فكرة ما لتقول بنبرة رقيقة"
- يعني... حاجة زي كده، إيه رأيك؟
"قال فوراً"
- موافق طبعاً

"ردت شمس قائلة"
- خلاص، هسبقك على هناك... عشان احضر الجو

"لتسمعه يقول فجأة"
- شمس! يلا نروح دلوقتي

"ضحكت قائلة"
- لا بلاش الاندفاع ده، استنى لما تخلص شغل... عشان المفاجأة تبقى حلوة... يلا باي باي!
"ثم أغلقت الخط لتنظر إلى رقية التي كانت تكتم ضحكتها لتقول"
- حرام عليكي! بتعشميه ليه بس، ده هيتصدم لما يروح

"ابتسمت شمس في مكر قائلة"
- خلينا نلعب شوية... بقالي كتير ماعملتش فيه مقلب

***

"كانوا يجلسون جميعاً أمام المدفأة في بيت المزرعة بعد أن تم نفيهم من القصر لمدة يوم وليلة.
كان مازن وفريدة يركبان صورة من البازل، وكريم يلعب لعبة ما على الهاتف، أما فرح فقد كانت مستلقية على الأريكة تقرأ رواية ما، بينما كان زياد يلعب بأوتار الجيتار في ملل بين حين وآخر في شرود حتى قال فجأة"
- أنا زهقت!!

"نظروا له ثم قالوا في سأم"
- واحنا كمان

"صمت للحظات قبل أن يقول بابتسامة خبيثة"
- تيجوا نطب عليهم في البيت دلوقتي؟
"قال مازن سريعاً"
- آه يا ريت

"قالت فريدة بدورها"
- انتو بتقولوا إيه؟ كده هنبوظلهم حفلتهم

قال مازن متذمراً"
- يعني هما يحتفلوا واحنا نقعد هنا والزهق يقتلنا؟

"قطع حديثهم دخول آدم ورقية وشمس من الباب ليجدوا وجوه إخوتهم تنظر لهم في عبوس وملل لتلقي رقية التحية بابتسامة متعجبة من منظرهم"
- ازيكم؟

"ردوا واحداً تلو الآخر بحروف شبه واضحة وكل واحد يستكمل ما كان يفعله"
- كويسين

"قال آدم متسائلاً"
- مالكم؟
"رد كريم قائلاً"
- مبسوطين... هنموت من السعادة والتسلية

"سألتهم فريدة في فضول"
- هو انتو رحتوا البيت قبل ما تيجوا هنا؟

"ردت رقية قائلة"
- لا، بابا وعمو قالولنا نيجي هنا النهاردة

"ثم اتبعت شمس ساخرة وهي تنظر لحالتهم"
- بس شكلنا هنقضي وقت لطيف اوي بوشوشكم دي

"قالت فرح في ملل"
- مافيش أي حاجة تتعمل هنا، احنا جربنا كل حاجة ولسة زهقانين

"رد آدم قائلاً"
- متهيألي الجو مناسب إننا نقعد برة... الدنيا ضلمة والسما شكلها حلو النهاردة

"سأل مازن"
- هنقعد برة نعمل إيه؟

"ابتسم آدم قائلاً"
- هتعرفوا كمان شوية

"ثم نظر إلى شمس ورقية وقال"
- تعالوا معايا نظبطلهم قعدة حلوة

"ثم خرجوا لينظر مازن للبقية متسائلاً"
- هما هيعملوا إيه؟
"قال زياد في ملل"
- يعملوا أي حاجة المهم الزهق ده يختفي

"مر بعض الوقت حتى أتت شمس لتقول بابتسامة متحمسة"
- يلا تعالوا!

"خرجوا جميعاً إلى الحديقة الواسعة ليجدوا حطباً مشتعلاً في المنتصف ومن حوله عدة وسادات للجلوس. جلسوا جميعاً حول النار لتقول فريدة"
- حلو اوي جو السفاري ده، هنعمل ايه بقى؟
"قال زياد سريعاً"
- ممكن نلعب لعبة الأسئلة

"وافق الجميع ليضع صاحب الفكرة زجاجة ما على الأرض ويقوم بلفّها حتى توقفت الزجاجة بين كريم وشمس لتسأله هي قائلة بابتسامة ذات مغزى"
- كوكي! هتتجوز امتى؟

"رد قائلاً باستنكار"
- أولاً قولي بعد الشر عليك في أول سؤال زي ده...
"ضحكوا جميعاً ليكمل"
- ثانياً، أنا اتمنيت في عيد ميلادي الأخير إني اتجوز أحلى واحدة في العالم. لما ألاقيها هبقى ابعتلكم دعوة الفرح.

"ثم فكر قليلاً قبل أن يعدل إجابته الأخيرة قائلاً"
- أو هتجوزها لوحدي كده وبعدين أبقى أعرفكم عشان تجيبولنا هدايا

"ثم حرك الزجاجة لتتوقف بين فرح وآدم لتسأله هي قائلة"
- عندك فوبيا؟
"رد قائلاً"
- أيوة... القطط

"نظرت له بقية الفتيات في دهشة ليقلن"
- القطط؟؟

"هز زياد رأسه في أسف ليقول"
- إجابة خاطئة في قعدة فيها بنات

"قال آدم مفسراً"
- هما حلوين... بس... مابثقش فيهم... المرة الوحيدة اللي جربت ألعب فيها مع قطة وأنا صغير خربشتني في إيدي واتعورت وبقيت بكرهها

"قالت شمس مستنكرة"
- تكرهها؟ حد يكره القطط؟

"أمسك آدم بالزجاجة وهو يقول"
- خلينا نعدي السؤال ده عشان المشاكل

"ثم حرّك الزجاجة لتتوقف بين مازن وفريدة ليسألها هو قائلاً"
- ليه فريدة مارتبطتش لغاية دلوقتي؟

"قالت فريدة ببساطة"
- ماشفتش حد زي اللي في خيالي

"عاد ليسألها"
- يعني المعهد كله مافيهوش حد مناسب؟

"هزت فريدة رأسها في نفي قائلة"
- كلهم يا إما فرافير، يا إما ذكوريين وبيكرهوا الستات

"رد كريم مستنكراً"
- بيكرهوا الستات؟ الإنسان كائن جاحد والله

"مر بعض الوقت في اللعب والحديث حتى بدأوا يشعرون بالبرد فدخلوا ليكملوا جلستهم أمام المدفأة لتمر دقائق حتى وجدوا الباب يُفتح ويدخل منه أدهم، الذي أتى وفي يده زجاجة من المشروب وحقيبة هدايا صغيرة في يده.
عندما رآهم أمامه، تسمّر في مكانه وساد صمت مريب قبل أن ينظر له كريم بابتسامة خبيثة وهو يقول"
- خير يا أدهم؟ هما قالولك احنا قاعدين هنا بنعمل إيه؟

"نظر أدهم إلى شمس التي كانت تكبت ضحكتها بصعوبة وهي تراه في هذا الموقف المحرج ليقول بنبرة ذات مغزى"
- والله هما قالولي إنكم مش هنا أصلاً

"قامت شمس من مكانها لتقول مغيرة الموضوع"
- أنا جعت، خلينا نتعشى سوى ونكمل سهرتنا
"قام الجميع كي يساعدوا في إعداد الطعام بينما تقدم أدهم ناحية شمس لينظر لها هامساً في غيظ"
- ممكن أفهم إيه اللي حصل ده؟

"نظرت له شمس بابتسامة ضاحكة لتقول"
- كنت عايزة ألعب معاك شوية

"أومأ برأسه قائلاً"
- ماشي يا شمس! استني عليا لما القعدة دي تخلص
***
"عندما عادت كل من شمس وندى إلى القصر، كانت العاملات بانتظارهن كي يخبرنهن أن تصعد كل منهن إلى غرفتها وترتدي الثوب الذي ستجده على السرير، وبعد ذلك، تتوجه السيدة ندى إلى الصالة المغطاة الخاصة بحمام السباحة، وتتوجه السيدة شمس إلى ركن هادئ في الحديقة الخلفية للقصر.
وبالفعل، صعدت شمس إلى غرفتها لتجد ثوباً باللون الأسود ينتظرها لتبتسم في سعادة قائلة"
- مانسيش!

"أما ندى، فعندما دخلت الغرفة، وجدت ثوباً بنفسجياً يشبه ذلك الذي ارتدته منذ سنوات بعيدة في تلك الليلة التي اعترف لها فيها بحبه، وبأكمام طويلة وفتحة صدر مثلثة. أمسكت بالثوب في سعادة قائلة"
- كنت عارفة

"ثم شرعت فوراً في تبديل ثيابها حتى لا تتأخر أكثر، وهي تعلم تماماً أن هذه الليلة ستكون مميزة كسابقتها في العام الماضي وما سبقهما من أعوام."

***

"نزلت شمس إلى الحديقة الخلفية للقصر لتجدها مزينة بالكامل بالورود والشموع التي تحبها، وطاولة عشاء مع كرسيين، وهناك، كان هو يتوقف إلى جوارها منتظراً إياها بابتسامته الخاصة بها والتي لطالما كانت تحكي ما هو أكثر من الكلمات.
وصلت إليه بابتسامة وعينين دامعتين في تأثر، أمسك بيدها وقبّلها ثم قال بابتسامة"
- كل سنة وأنتِ معايا يا شمس!

"حاولت أن تبتلع غصة البكاء التي انتابتها لتقول بعدها وهي توكزه في كتفه بإصبعها في هدوء"
- عارف كنت هعمل إيه لو كان اليوم خلص وطلعت ناسي بجد؟ كنت هسيب البيت ومش هتعرفلي طريق تاني
"سألها بابتسامة"
- أهون عليكي تسيبيني؟

"ردت في تذمر قائلة"
- ما أنت نسيت... يبقى تستاهل

"ضحك في هدوء ليقول"
- أنا عمري ما نسيت يا شمس! ومش هنسى أبداً

"ابتسمت ليتبع"
- بس لو جبتي سيرة إنك تسيبي البيت ده تاني مش هطلعك من اوضتك، مفهوم؟
"ارتفع حاجباها في دهشة قبل أن تقول"
- هو ده الكلام الرومانسي اللي محضرهولي؟

"هز رأسه في نفي قائلاً"
- دي مش رومانسية، ده توضيح بس

"تنهدت قائلة"
- طيب في رومانسية بعد التوضيح ده؟

"اومأ قائلاً"
- أيوة

"ثم تركها وتوجه ناحية مشغل الموسيقى الذي كان موجوداً بالجوار، وقام بتشغيل أغنيتهما المفضلة، تلك التي اختارتها هي لرقصة عرسهما.
ابتسمت في سعادة عندما استمعت لها قبل أن يعود إليها ويرقصا سوياً على أنغامها. قال"
- الأغنية دي بتقول كل حاجة ممكن نقولها لبعض

"ثم اتبع متسائلاً"
- رومانسية، صح؟

"ضحكت في هدوء لتقول وهي تعانقه أكثر"
- رومانسية جداً
***

"وفي الجانب الآخر، وصلت ندى إلى الصالة المغطاة الخاصة بحمام السباحة لتجد طاولة عشاء أنيقة بانتظارها مع كثير من الشموع والورود، ولكن دون أحد بانتظارها.
تلفتت أمامها قبل أن تفاجأ به وقد أتاها من الخلف محيطاً إياها بذراعيه فجأة. شهقت في صدمة قبل أن تستوعب ما حدث لتلتقط أنفاسها وهي تضحك قائلة"
- مش هتبطلها أبداً؟!

"قبّل وجنتها ثم قال"
- دي من أهم علاماتنا، لو بطلتها نبقى فقدنا الـ touch

"عادت لتضحك ليقول بابتسامة"
- كل سنة وأنا بخضّك على طول

"استمرت في ضحكاتها لتقول"
- وأنت طيب يا حبيبي!

"ثم اتبعت"
- كنت خايفة تكون نسيت، كنت هزعل أوي

"رد قائلاً"
- ماقدرش، وبعدين هو أنا عمري زعلتك قبل كده؟

"نظرت له نظرة ذات مغزى بابتسامة ليقول مستدركاً"
- أنا عمري زعلتك السنة دي؟

"ضحكت مرة أخرى ليتبع قائلاً بابتسامة"
- ماقدرش أنسى، ده جوازنا ده أحلى حاجة حصلت في حياتي كلها

"سألته قائلة"
- والفرقة؟

"قال مغازلاً"
- الفرقة اتوزعت الليلة دي عشان خاطرك يا جميل

"ابتسمت قائلة"
- حلو، بقالنا كتير ماقعدناش سوى في الهدوء ده

"استدار ليتوقف أمامها مباشرة قبل أن يقترب منها قائلاً بابتسامة"
- النهاردة في كل حاجة نفسك فيها يا روحي!
***

"بعد أن تناولوا العشاء، عاد الصغار ليجلسوا أمام المدفأة بعد أن أنهوا سهرتهم بالخارج. ظل الصمت سائداً قليلاً قبل أن تقول فريدة"
- يا ترى بابي ومامي بيحتفلوا ازاي دلوقتي؟

"قالت فرح بابتسامة سعيدة"
- أكيد بابي عامل مفاجأة حلوة اوي

"سأل مازن قائلاً"
- هو ده عيد الجواز الكام؟

"ردت فريدة قائلة"
- التلاتين

"هز مازن رأسه قائلاً"
- ياااه ده من قبل ما احنا نتولد

"طالعه الجميع دون رد قبل أن يتفوه زياد قائلاً"
- لماح أنت يا مازن! ربنا يحميك

"قالت رقية بدورها"
- أنا حاسة إنهم مبسوطين خصوصاً إن النهاردة الصبح ماما وطنط شمس كانوا زعلانين أوي عشان كانوا فاكرينهم نسيوا

"سألت فريدة قائلة"
- تفتكروا احنا ممكن نستمر في جوازاتنا لمدة ٣٠ سنة برضو؟

"رد كريم أولاً ليقول"
- أنا بالنسبة لي لو كملت خمسة يبقى تمام أوي... تلاتين إيه بس

"رد أدهم قائلاً"
- ما أنت هتتجوز واحدة بتحبها

"أجاب كريم"
- ما أنا لو قعدت معاها خمس سنين هتبقى كده حب العمر يعني... أنا بزهق بسرعة أصلاً

"نظرت فريدة إلى آدم الذي جاء دوره باعتباره أول الجالسين جوار كريم وقالت"
- وأنت يا آدم؟ عندك استعداد تقعد ٣٠ سنة؟

"هز آدم رأسه إيجاباً قائلاً"
- لو بحبها يبقى آه طبعاً

"نظر له كريم قائلاً"
- وتخلفوا عيال كتير ودوشة وكده؟
"ضحك آدم ثم قال"
- لا هما اتنين كفاية

"جاء الدور على أدهم وشمس لتسألهما فريدة قائلة"
- أدهم وشمس! مستعدين تكملوا؟

"كادت شمس أن ترد قبل أن يسبقها أدهم فوراً قائلاً"
- أيوة طبعاً، وأكتر من تلاتين سنة كمان

"نظرت له شمس قليلاً قبل أن تقول"
- قد إيه الحياة حلوة مع ديكتاتور

"قال مستنكراً"
- نعم؟ ليكي رأي تاني ولا إيه؟

"ردت قائلة"
- لا ماليش... ما لو كملنا ٣٠ سنة بالطريقة دي يبقى أنت خاطفني مش برضايا خالص

"ضحك الجميع قبل أن يأتي الدور على رقية لتجيب"
- موافقة، أنا بالنسبة لي الـ٣٠ سنة هتعدي كأنها ١٥، أنا بشوف عمر بالصدفة فمش هنحس بالوقت

"عادوا ليضحكوا قبل أن تنظر فريدة إلى فرح وتقول"
- فرح!

"ردت فرح بابتسامة"
- لو هنكون بعد ٣٠ سنة زي بابي ومامي فأنا موافقة جداً

"استلم كريم دفة الأسئلة ليبادر بسؤال فريدة قائلاً"
- وأنتِ يا فريدة؟

"صمتت فريدة تفكر قبل أن تقول"
- هو السؤال مش هعيش معاه ٣٠ سنة ولا لا، السؤال هو هل بعد ٣٠ سنة هكون لقيته أصلاً ولا لا

"ساد صمت مربك قبل أن يرد كريم قائلاً"
- ربنا يعترك فيه

"ثم التفت جوارها إلى زياد قائلاً"
- زياد!

"ليقول مازن فجأة"
- ايه ده أنت فوّتني... أنا اللي جنب فريدة على طول

"رد كريم قائلاً"
- ما هو يا مازن أنت ماقلتش صباح الخير لواحدة حتى، هتخطط لـ ٣٠ سنة ازاي؟
"ضحك الجميع من الرد لينظر مازن إلى آدم وشمس قائلاً"
- بيتريقوا على أخوكم على فكرة

"ردت شمس ضاحكة"
- ما هو معاه حق يا ميزو!

"نظر لها مازن في دهشة قبل أن يعاود كريم سؤال زياد"
- يلا يا زياد! هتقعد ٣٠ سنة؟

"أجاب زياد قائلاً"
- أنا همشيها نظام تعاقد

"ليسأله أدهم قائلاً"
- عرفي ولا ايه؟

"ضحك زياد قائلاً"
- لا.. تعاقد يعني هنبدأ بخمس سنين، وبعدين نشوف لو مبسوطين نجدد خمسة كمان، لو لا يبقى نلغي، وهكذا لغاية ما نشوف هنقدر نوصل ٣٠ سنة ولا لا

"عاد الصمت المربك ليسود عقب تلك الإجابة الاستثنائية ليقطعه كريم قائلاً"
- وجهة نظر والله، أنا هعتمدها في علاقاتي بعد كده

"قرر أدهم أن يأخذ شمس وينسحب من الجلسة ليقول"
- طيب يا كتاكيت، أنا وشمس هنسيبكم بقى، تصبحوا على خير

"غمز له كريم قائلاً بنبرة ذات مغزى"
- وأنت من أهله يا حبي!

"أمسك أدهم بالوسادة التي جواره وألقاها باتجاهه قبل أن يصعد هو وشمس إلى غرفتهما، أما البقية فقد أخذوا ينسحبوا واحداً تلو الآخر لينام الجميع."
***
"وفي غرفتهما، دخلت شمس وجلست على السرير بينما أغلق أدهم الباب ثم التفت لها وقال"
- بقى حضرتك عاملة فيّ مقلب، مش كده؟

"ضحكت شمس رغماً عنها لتقول"
- بصراحة كان بقالي كتير ماعملتش فيك مقلب فقلت فرصة

"اومأ قائلاً"
- طيب... بس أنا جيت هنا عشان اكسر الروتين...
"ليتبع غامزاً"
- يبقى هكسره

"قالت شمس في حذر"
- ايه ده؟ احنا مش لوحدنا على فكرة

"ابتسم قائلاً"
- كان لازم تحسبيها قبل ما تعملي حركة زي دي

"وفي الصباح الباكر، استيقظا على ضوء الشمس القادم من الخارج وأصوات العصافير المتوقفة على سور الشرفة. نظر لها أدهم فوجدها مستيقظة ليقبّلها قائلاً"
- صباح الخير يا شمس حياتي!

"ابتسمت قائلة"
- صباح النور يا حبيبي!

"سألها غامزاً"
- إيه رأيك؟ كسرناه؟

"ضحكت قائلة"
- جداً

"نظر لها قائلاً
- شمس! كان في حاجة عايز أعرف رأيك فيها

"نظرت له متسائلة"
- حاجة إيه؟

"قال في هدوء"
- إيه رأيك نخلف؟

"ارتفع حاجباها في تعجب لتقول"
- بجد؟

"اومأ قائلاً"
- أيوة... مالوش لزوم التأجيل، مش كان نفسك نخلف ولد وبنت؟

"اومأت قائلة بابتسامة"
- أيوة

"اومأ لها هو الآخر قائلاً"
- يبقى نحاول، تمام؟

"اومأت بابتسامة كبيرة لتقول"
- تمام

***

انتهى الفصل

دانه عبد likes this.

روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-22, 11:46 PM   #9

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي ما بعد الضجيج-نور محمد

الفصل الثامن

"مرت فترة قام فيها مازن بتسليم المشروع الخاص بالتصميم الذي طلبه الدكتور مصطفى وانتظر يوم إعلان النتيجة بمنتهى التوتر مخافة أن يرسب.
من ناحية، كان يريد أن ينجح ليترك هذه الكلية التي لا يعلم إلى الآن لمَ اختارها، ومن ناحية أخرى، كان يشعر بأن هذا المحاضر سينتظر له الخطأ كي يشمت به وبوالده، وهو لا يريد لهذا أن يحدث.
جاء ميعاد المحاضرة، وتجمع الطلاب في القاعة منتظرين المحاضر حتى أتى.
مر الوقت في شرح المقرر حتى جاء موعد إعلان النتائج، كان مازن يسمعه بتركيز شديد وكلما سمع كلمة "راسب" كان قلبه يرتجف في خوف وكأنها نتيجته هو حتى جاء اسمه أخيراً فانصت السمع ليتلقى صدمة أنه... "راسب."
اتسعت عيناه في صدمة، وانتظر حتى انتهت المحاضرة وذهب المحاضر إلى مكتبه ليذهب إليه، طرق الباب فسمع إذنه بالدخول، دخل ليستقبله الآخر بابتسامة وكأنه كان ينتظر قدومه قائلاً"
- أهلاً يا مازن! اتفضل

"أشار له كي يجلس فجلس مازن ثم سأله"
- أنا كنت جاي عشان أعرف المشاكل اللي كانت في التصميم
"ابتسم المحاضر قائلاً"
- إنه مش تصميم

"سأله مازن قائلاً"
- يعني إيه؟

"رد قائلاً"
- أنت مش مصمِّم لوحة، أنت راسم رسمة شكلها حلو، عارف الفرق بينهم؟

"ظل مازن صامتاً ليكمل هو قائلاً"
- أنا طلبت تصميم مستشفى، وأقل حاجة تعملها كطالب باقيله سنة ويتخرج إنك تعرف تصممها، لكن اللي شفته ده تصميم مايطلعش حتى من طالب سنة أولى

"ثم ابتسم قائلاً بنبرة ذات مغزى"
- ما بالك بواحد زيك بقى أبوه كان فنان في التصاميم

"لم يستطع مازن أن يمنع نفسه ليقول"
- هو أنا سقطت عشان بابا؟

"نظر له الدكتور مصطفى دون رد فاتبع مازن قائلاً دون أن يعبأ بأي نتائج"
- أنا حاسس من كلام حضرتك عنه إنكم تعرفوا بعض كويس وإنكم مش متفقين، لكن أنا إيه علاقتي بحاجة زي دي؟ يعني أياً كان الخلاف فاعتقد إنه مش من العدل إني ادفع تمنه

"ظل المحاضر صامتاً قبل أن يقول"
- أنت عارف اللي قلته ده يعمل فيك ايه؟

"نظر له مازن قائلاً في ثقة"
- أنا ماقصدتش أي إهانات، أنا مش عايز اتعامل غير على أساس إني مازن وبس مش ابن رامي الراوي

"ابتسم المحاضر في سخرية قائلاً"
- غريبة... أمال مين اللي كان بينجح السنين اللي فاتت من غير ما يحضر؟ مازن بس؟

"صمت مازن قبل أن يقول"
- مش هنكر حاجة زي دي... لكن اللي بيحضر دلوقتي وبيذاكر وبيتعب في تصميم المشاريع هو مازن بس، يبقى استحق إن حضرتك تشوفني على إني أنا مش حد تاني

"ابتسم المحاضر قبل أن يقول"
- أنت عارف إن بقالي تلاتين سنة في المنصب ده وماحدش قدر يتكلم معايا بالجراءة دي غيرك؟

"قال مازن في ثقة"
- آسف لو كلامي ضايق حضرتك بس ده اللي كنت حاسه ولازم أقوله

"رفع المحاضر حاجبه بابتسامة ليقول"
- طيب يا "مازن بس"... تصميمك هيتعاد عشان الأسباب اللي قلتهالك في الأول

"ثم اتبع قائلاً"
- وعشان الكلمتين اللي قلتهم دلوقتي فأنا هعملك استثناء

"نظر له مازن متسائلاً فاتبع"
- أنا هستنى التصميم ده بعد ما يتعدّل الأسبوع الجاي بعد المحاضرة، لو طلع مظبوط هنجحك، حلو كده؟

"ابتسم مازن في سعادة ليقول"
- حلو جداً، شكراً يا دكتور!

***

"وفي المساء، عندما كان مازن يجلس مع والديه وآدم، أخبرهم بكل شيء وبكل ما قاله للمحاضر وهم يستمعون له في دهشة ليختم حديثه قائلاً"
- بس... وقرر يديني مهلة أسبوع عشان أعدّل التصميم

"قالت شمس في تعجب وإعجاب معاً"
- مش مصدقة إنك قلتله كده وماخفتش، بس برافو عليك يا ميزو!

"بينما قال آدم متسائلاً"
- وهتعمل إيه في التصميم بقى؟ هتظبطه ازاي؟

"قال مازن بمنتهى الثقة"
- ماعنديش أي فكرة

"قال آدم في دهشة"
- أمال عملت فيها شهيد الثورة ليه وقلتله الكلمتين دول؟

"رد مازن قائلاً"
- عشان يبطل يحسسني إنه بينتقم فيّ كده، وبعدين أنا عايز أنجح وارتاح

"ثم نظر إلى والده وقال"
- حضرتك شايف إيه يا بابا؟ مش كان معايا حق أقوله كده ولا غلطان؟

"ابتسم رامي قائلاً"
- هي جراءة فعلاً... خصوصاً بالنسبة لواحد لولا وجود الدكتور ده كان زمانه لسة بينجح بتليفون مني

"كبت آدم وشمس ضحكتهما بينما ارتفع حاجبا مازن في صدمة لينظر إلى آدم ويقول"
- تصدق بتوجع فعلاً؟

"ليتبع رامي قائلاً"
- على فكرة أنا كنت ناوي اكلم دكتور مصطفى عشان اخليه يخف عليك شوية

"ليبتهج مازن قبل أن يتبع رامي قائلاً"
- لكن بما إنك بقيت بتتعامل على أساس إنك "مازن بس" فاعتقد الأحسن اسيبكم لبعض، أنت مايتخافش عليك دلوقتي

"عادت الصدمة لتسود ملامحه لتقول شمس بابتسامة ضاحكة"
- معلش يا ميزو! البطولة ليها تمن

"ثم قامت هي ورامي وتركا الأخوين بمفردهما لينظر مازن إلى آدم ويقول بابتسامة متوددة"
- أخويا الكبير!

"نظر له آدم متشككاً ليتبع"
- أنت عارف إن الأخ الكبير بيبقى أب تاني في العيلة؟

"ابتسم آدم قائلاً"
- أنا ماعنديش عيال

"قال مازن في رجاء"
- ساعدني في التصميم ده

"سأله قائلاً"
- اعمل إيه؟

"قال مازن فوراً"
- ارسمهولي

"قال آدم في صدمة"
- غشاش!

"قال مازن مجادلاً"
- ده مش غش دي مساعدة، وبعدين ما أنا لو عارف هظبطه ازاي ماكنتش رسمته كده من الأول

"قال آدم مؤنباً"
- واتسحبت من لسانك ليه وقلتله كلمتين زي اللي قلتهم دول؟

"قال مازن في ندم"
- طيش شباب ما أنت عارفني

"ثم اتبع في رجاء"
- ها! هتساعدني؟

"رد آدم قائلاً"
- يابني أنا ماينفعش اعمله، هيبان إن الشغل محترف وهيكشفك من أول بصة عالتصميم

"قال مازن بدوره"
- ماتعملوش محترف، اعمل اللي يخليه يقبله وبس

"ظل صامتاً قبل أن يقول"
- طيب

"تنفس مازن في ارتياح قبل أن يسمع التالي"
- هتدفع كام؟

"نظر له في صدمة ليقول"
- أنت عايز مقابل؟

"قال آدم ببديهية"
- أكيد، هو أنا مش هسيب شغلي واخصصلك وقتي عشان ارسملك اللي أنت عايزه؟ وكمان ده غش يعني تنازل عن مبدأ يبقى عالأقل استفيد

"قال مازن بنفس الصدمة"
- هتاخد فلوس من أخوك؟

"ابتسم آدم قائلاً"
- أنا باخد فلوس من أبويا، مش هاخد منك؟ أنت بتكلم واحد محترف مش زميلك في الجامعة

"ظل مازن صامتاً يفكر قبل أن يقول"
- طيب... عايز كام؟

"ضحك آدم قائلاً"
- ده أنت هتدفع بجد

"قال مازن متسائلاً"
- أمال أنت عايز ايه؟

"رد آدم قائلاً"
- يا مازن ماينفعش حد غيرك يعمله، أنت عارف أنت هتستفيد ازاي من حاجة زي دي؟ هتكسب ثقة الدكتور اللي فعلاً شايف فيك حاجة كويسة وإلا كان زمانه فصلك من الجامعة عاللي قلته، وهتثبتله هو والكل إنك معتمد على نفسك مش على أي حد

"كان مازن يستمع إليه وهو يشعر بأنه محق ليختم آدم حديثه قائلاً"
- وبعدين اهو تبقى حللت السنين اللي قضيتها في الجامعة عالفاضي دي، مش جايز تطلع شاطر وأنت مش واخد بالك؟

"قال مازن في إحباط"
- شاطر إيه بقى... ما أنا ماعرفتش اعمله
"رد آدم قائلاً"
- خلينا نطلع دلوقتي نبص عاللي أنت عملته ونشوف إيه المشاكل اللي فيه، أنا مش هعمل حاجة غير إني أشرحلك التفاصيل اللي تساعدك وأنت هترسم عالأساس ده، تمام؟

"نظر له مازن متشككاً"
- هتشرح ببلاش؟

"ابتسم آدم قائلاً"
- هاخد منك الـ Race بتاعك في آخر الأسبوع

"نظر له مازن بعينين ضيقتين ليقول"
- استغلالي!!

"قام آدم من مكانه ليتركه قائلاً"
- أبقى عيد السنة يا مازن!

"قام مازن من مكانه ليلحقه"
- ماتبقاش حمقي كده هعملك اللي أنت عايزه يا أخي!

"صعدا سوياً إلى غرفة مازن ليرى آدم التصميم، وعندما فتح اللوحة، ظل صامتاً دون كلمة لينظر له مازن متسائلاً في حذر"
- إيه المشكلة؟

"نظر له آدم قائلاً"
- المشكلة إنك مالونتهاش، ازاي لوحة زي دي ماتتلونش وتتعلق فوق سريرك؟

"قال مازن في سأم"
- خلصت تريقة؟

"رد آدم قائلاً"
- تريقة إيه! أنت المفروض تشكر الدكتور ده إنه صبر عليك في فرصة كمان. أنا لو مكانه ماكنتش عديتك خالص

"ثم أشار إلى الكرسي ليجلس وهو يقول"
- اتفضل اقعد عشان نشوف هنصلح الجريمة دي ازاي

"مرت أكثر من ساعة وآدم يشرح له التفاصيل التي يحتاجها من أجل تصميم جيد حتى فهم مازن كل شيء وانتهيا ليقول"
- أنت مابتدرِّسش عندنا في الجامعة ليه؟ أنا فهمت منك أكتر ما فهمت من الدكاترة
"رد آدم قائلاً"
- أنت كنت بتحضر للدكاترة أصلاً عشان تعرف هما بيشرحوا حلو ولا وحش؟

"ثم اتبع قائلاً"
- وبعدين أنا المفروض اشتغل في الجامعة فعلاً خصوصاً بعد ما خلصت الماجيستير

"قال مازن فوراً"
- طب ومستني إيه؟ اشتغل هناك
"هز آدم رأسه نفياً ليقول"
- مابحبش التدريس، أنا عايز أفضل في الشركة بس

"ثم اتبع بنبرة ذات مغزى"
- وبعدين في ناس كتير هتسقط لو أنا اشتغلت هناك، خليني بعيد أحسن

"ربت مازن على كتفه وقد فهم مقصده ليقول"
- معاك حق، حلوة الشركة برضو
***
"وفي اليوم التالي، كانت فرح تجلس مع علي وتروي له ما حدث في المزرعة ليقول"
- ليه ماقلتليش إنكم هتروحوا هناك؟

"نظرت له فرح قائلة بابتسامة"
- ما أنا بقولك أهو

"رد قائلاً"
- بعد ما رجعتي، لكن افرضي أنا ماكنتش عايزك تروحي؟

"نظرت له في تعجب لتقول"
- ومش عايزني أروح ليه؟

"صمت للحظات قبل أن يقول"
- زي ما قلتلك قبل كده... أنتِ وآدم و...

"قاطعته فرح قائلة"
- تاني ولاد عمي يا علي؟

"قال علي في هدوء"
- أنا بغير عليكي منهم، وخصوصاً آدم

"سألته قائلة"
- اشمعنا؟

"أشاح بنظره عنها قبل أن يقول"
- بصي... مش عارف أنتِ هتفهميني ولا لا بس... أنتو قريبين لبعض زيادة

"ظلت صامتة ليتبع"
- مثلاً... ليه رقية مش قريبة منه كده؟ أكيد فاهمة إن عمر بيتضايق من حاجة زي دي

"ابتسمت فرح قائلة"
- رقية مش بعيدة عن حد، وعمر مابيغيرش عليها من آدم... ماحدش بيفكر بالطريقة دي

"نظر لها قبل أن يقول"
- طيب ممكن يبقى في مسافة أكتر من كده؟ احتراماً لوجودي في حياتك يا فرح!
"قالت فرح دون فهم"
- أنا مش فاهمة أنا عملت إيه يقلل من احترامك، دول عيلتي، ازاي تتخيل إن ممكن يبقى في حاجة غلط؟

"قال مصححاً"
- أنا ماقلتش في حاجة غلط

"حاولت أن تتحدث قبل أن يتبع هو قائلاً"
- من فضلك يا فرح! ريحيني معلش

"صمتت للحظات قبل أن تقول"
- ماشي

"ساد الصمت قليلاً قبل أن يقوم هو من مكانه ويختفي لبعض الوقت قبل أن يعود لها ومعه باقة ورود بيضاء ويقدمها لها قائلاً بابتسامة"
- دي عشان أحلى وردة في حياتي

"نسيت حزنها فجأة لتقول في سعادة"
- الله يا علي! جميلة أوي
"أمسك بيدها ليقبّل ظهرها قائلاً"
- أنا بحبك

"ردت هي الأخرى بابتسامة كبيرة لتقول"
- أنا كمان بحبك

"ثم اتبعت فجأة وقد تذكرت"
- صحيح، مامي قالتلي أقولك إنك معزوم عندنا على الغدا بكرة. مناسب؟

"اومأ برأسه قائلاً"
- مناسب طبعاً

***

"في اليوم التالي، اجتمعت العائلة بالكامل في القصر لأجل عزيمة الغداء، وبعد أن انتهوا من تناول الطعام، جلس الصغار سوياً ليتحدثوا معاً، وتوجه علي بالسؤال لمازن قائلاً"
- وأنت بتدرس إيه يا مازن؟

"رد مازن قائلاً"
- هندسة معمارية

"قال علي متعجباً"
- برضو؟ كل العيلة مهندسين تقريباً

"اومأ مازن قائلاً"
- آه... الهندسة عندنا داخلة في الجينات وبتتورث

"ضحك علي ثم قال"
- بس أنا ملاحظ إن وقتك كله للاسكواش مش للهندسة. أنت بتروح الجامعة أصلاً؟

"اومأ مازن قائلاً"
- آه... ساعات

"قال علي ناصحاً دون أن يسأله أحد النصيحة"
- أنا شايف إنك أولى تركز في دراستك، يعني بحكم إن هي اللي هتبقى مجال شغلك. الاسكواش في الآخر هواية مش هتكسب منها فلوس
"صمت مازن للحظات قبل أن يقول بهدوء"
- آه... طبعاً

"التفت علي إلى فرح وانشغل بالحديث معها قليلاً ليلتفت مازن إلى زياد ويقول في ضيق"
- ممكن أعرف مين هو عشان يكلمني في مستقبلي؟ ده أنا بتكسف أكلم نفسي فيه

"قال زياد مواسياً"
- ولا يهمك، لسة مسمعني نفس الكلمتين التافهين دول لما عرف إني بغني ومطنش الهندسة

"كان كريم يتابع حديثهما لينظر له مازن متسائلاً"
- علق عليك يا كريم؟

"قال كريم فوراً"
- يعلق على مين؟ إذا كان بابا نفسه مابيعلقش، هننسى نفسنا خلاص؟

"استمر الحديث، وكانت رقية تتحدث مع علي وترد على أسئلته ليكتشف كم أنها ذات شخصية قوية وناجحة فعلت أشياء كثيرة في سن صغيرة ليقول مشيداً في إعجاب"
- هايل يا رقية! حقيقي حاجة تستحق الإعجاب إنك تكوني عملتي الحاجات دي كلها في السن الصغير ده

"ابتسمت رقية قائلة"
- شكراً يا علي!

"اتبع علي قائلاً"
- لا بجد... قليل أوي لما الواحد يلاقي بنات ناجحين ويقدروا ينافسوا في مجال صعب زي الهندسة المدنية، وكمان إدارة شركات، مش بيجيلك وقت تحسي إن الموضوع متعب وإن أحسن لو كنتي بتعملي حاجات تانية أخف؟

"ردت رقية قائلة"
- الموضوع مش متعب بالنسبة لي لأني بحب شغلي، فأي صعوبات بتواجهني فيه مابتبقاش مستحيلة يعني

"ابتسم علي قائلاً"
- يا ريت البنات كلها زيك والله

"كان عمر جالساً وهو يسأل نفسه عن كم الجرأة، أو الوقاحة، التي تمكنه من الحديث بتلك الطريقة وفي حضوره هو وحضور فرح أيضاً. قال بابتسامة صفراء خادعة"
- فاتك العرض الأخير بتاع فرح يا علي! كانت هايلة

"ابتسم علي قائلاً"
- للأسف كان عندي شغل ضروري منعني إني أحضر

"ثم اتبع"
- بس أنا متأكد إنها كانت هايلة طبعاً

"ظل عمر محتفظاً بابتسامته ليقول"
- فرح كمان مافيش منها كتير، أنت محظوظ بيها جداً

"أمسك علي بيد فرح ثم عاد ليبتسم قائلاً"
- أكيد

"ابتسمت فرح له، بينما شعرت رقية من طريقة عمر أنه يقصد شيئاً ما خلف كلماته، ولكنها لم تعلق أو تسأله.
بعدها قام عمر مع آدم وأدهم كي يتحدثوا سوياً وحدهم، ولاحظ عمر أن علي يتحدث كثيراً مع رقية ربما أكثر حتى من فرح.
ظل ينظر ناحيتهما حتى انتبه لآدم وهو يقول"
- عمر! سرحت في إيه؟

"نظر عمر له ثم قال"
- هو أنتو إيه رأيكم في علي؟

"نظرا له متسائلين ليتبع"
- أنا عارف إن كلكم معترضين عليه من البداية، بس... انطباعكم عنه اتغير دلوقتي؟

"رد أدهم قائلاً"
- بالنسبة لي أنا لا... مش متخيل إنه بجد ممكن يتجوز فرح ويبقى واحد مننا. مش متخيله حتى في وقفة زي دي

"نظر عمر إلى آدم الذي قال"
- زي ما قلت لأدهم قبل كده، أنا ماقدرتش اندمج معاه في البداية... ودلوقتي برضو مش حاسس إني قادر أعمل ده

"عاد عمر ليلتفت ناحية رقية ليجد علي لا يزال يتحدث معها ليتقدم ناحيتهما حتى وصل إليهما ليقول مخاطباً رقية بابتسامة"
- روكا! تعالي معايا ثواني

"قامت من مكانها ثم ابتعدت عنه لتقول"
- نعم؟
"ابتسم قائلاً"
- ولا حاجة، وحشتيني

"ضحكت ثم قالت"
- يا سلام! إيه اللي حصل؟

"رد عمر قائلاً"
- مافيش... حسيت إنك زهقتي من رغي علي فقلت أنقذك

"ضحكت دون رد ليتبع"
- بقولك إيه... أنا هرجع اختفي تاني كام يوم، تحبي نخرج دلوقتي قبل ما ترجعي تشوفيني في الصور بس؟

"اومأت قائلة في يأس"
- ماشي... بس هنتصور كام صورة جداد عشان أنوع

"ضحك منها ثم قال"
- هعملك ألبوم صور مخصوص

***
- إيه المكان اللي جايبني فيه ده يا عمر؟

"قالتها رقية متعجبة ليرد عمر قائلاً"
- نادي الرماية

"لتقول هي بدورها"
- ما أنا عارفة إنه نادي الرماية، هي دي الفسحة؟ دي جنينة القصر مسلية عنها

"قال بينما كان يصوب سلاحه ناحية اللوحة"
- أنا قلت نيجي هنا واضرب ٣ عصافير بحجر
"قالت متعجبة"
- ٣ عصافير؟

"اومأ قائلاً"
- آه، من ناحية أشوفك، ومن ناحية مافوتش التدريب بتاعي

"سألته قائلة"
- والناحية التالتة؟

"أطلق النار ليصيب الهدف تماماً قبل أن يقول"
- نبعد عن أستاذ علي شوية
"عادت لتتعجب قائلة"
- علي؟ ماله علي؟

"رد بفتور قائلاً"
- مالوش

"سألته قائلة"
- أنت مابتحبوش؟

"عاد ليطلق النار ثانية قبل أن يقول"
- لو قلتلك إني شايفه مكان اللوحة اللي بضرب نار عليها هتقولي إيه؟

"ردت قائلة"
- لا هقول مابتحبوش طبعاً

"اومأ قائلاً"
- براڤو

"قالت بدورها"
- أيوة بس ليه؟

"رد في ضيق"
- عشان بجح

"صمتت في دهشة ليتبع"
- عمال بيمدح فيكي ولا كأن خطيبته جنبه وولا كأني أنا نفسي موجود، أمال لو ماكنتش قاعد؟

"قالت مدافعة"
- بس هو مايقصدش حاجة

"عاد ليومئ قائلاً"
- تمام... هنشوف

"ساد الصمت قبل أن يعاود إطلاق النار لتقول وقد بدأت تتوتر من الصوت"
- هو ينفع نقعد ونتكلم زي الناس بدل توتر الأعصاب اللي مقعدني جنبه ده؟

"رد قائلاً"
- لسة الساعة بتاعتي ماخلصتش

"ابتسمت قائلة"
- الساعة لسة ماخلصتش ولا لسة شايف علي مكان اللوحة؟

"صمت قليلاً قبل أن يقول"
- لسة شايفه

"اتسعت ابتسامتها بمرح لتقول"
-طب خليني أنا أضرب عليه المرة دي، إيه رأيك؟

"قال وقد أعجبته الفكرة"
- حلو ده... تعالي

"أمسكت بالسلاح وصوبت قبل أن تطلق النار لتخطئ الهدف، قال"
- لأ يا روكا! كده جت في دراعه، عايزينها تيجي في نص دماغه عشان يموت

"ضحكت قائلة"
- ده أنت شايل منه أوي

"قال في ضيق"
- بيفكرني بواحد زميلي كده... سمج

"ليأتي صوت يعرفه جيداً من خلفهما قائلاً"
-عمر!! ازيك؟

"همس عمر لها قائلاً"
- جبنا سيرة القط...
"ثم التفت لصاحب الصوت قائلاً"
-ازيك يا طارق؟

"رد طارق قائلاً"
- أنا كويس... صيتك مسمع اليومين دول بعد آخر مأمورية

"ابتسم عمر مجاملاً"
- مانجيش حاجة جنبك

"ليبتسم طارق أيضاً قائلاً بنبرة ذات مغزى"
- ازاي بقى؟ ده أنت مناسب عيلة تعرف الوزير شخصياً، يعني الترقية قربت كمان....

"ثم التفت إلى رقية واتبع"
- ولا إيه يا آنسة رقية؟

"شعرت رقية بتوتر الأجواء ولكنها قالت بابتسامة واثقة"
- عمر ظابط شاطر ولو هيترقى فأكيد ده بسبب مجهوده مش علاقاته الشخصية

"ابتسم عمر لما قالت بينما قال طارق"
- معاكي حق...

"ثم اتبع مودعاً قبل أن يرحل"
- أنا مش هطول عليكم، عن إذنكم

"ساد الصمت بينهما عقب رحيله ليقول عمر وهو يعاود الإمساك بسلاحه"
- كل واحد فينا هيمسك لوحة، أنتِ تضربي ناحية علي، وأنا هضرب ناحية طارق، اتفقنا؟

"ضحكت منه ثم قالت"
- اتفقنا

***

"مرت عدة أيام حسم فيها زياد أمراً هاماً يخص مستقبله الدراسي بل والعملي أيضاً، وقرر أن يتحدث مع والده بذلك الشأن.
طرق باب المكتب فسمع إذنه بالدخول، أخذ نفساً عميقاً قبل أن يفتح الباب ويدخل، أغلق الباب خلفه ثم تقدم ناحية المكتب وجلس، قال بابتسامة متوترة"
- أنا معطل حضرتك؟

"ابتسم رامز قائلاً"
- لا مش معطلني يا زيزو!

"هز زياد رأسه قائلاً"
- الحمد لله...

"ثم اتبع قائلاً"
- كان في موضوع عايز اتكلم فيه مع حضرتك
"سأله رامز"
- موضوع إيه؟

"صمت زياد للحظات ثم قال"
- أنا عايز اسيب الكلية

"قال رامز متعجباً"
- تسيبها؟ ده أنت باقيلك سنة

"رد زياد قائلاً"
- أنا مابحبش الكلية دي، أنا حتى مش بنجح فيها بمجهودي، أنا بس كنت مكمل عشان مافيش حاجة تانية حاسس إني عايز ادخلها، بس دلوقتي في

"نظر له رامز متسائلاً فاتبع زياد قائلاً"
- أنا عايز ادخل معهد الموسيقى

"كرر رامز قائلاً"
- معهد الموسيقى

"ثم اتبع"
- حلا هي اللي اقترحت عليك الفكرة دي؟

"هز زياد رأسه نفياً قائلاً"
- لا، كل اللي حلا عملته إنها خلتني اكتشف حاجة أنا بحبها بقالي كتير ومش واخد بالي، أنا كنت متخيل إن المزيكا مجرد هواية وخلاص، بس بعد ما اشتغلت وسمعت رأي ناس كتير فيّ، حاسس إني عايز أكمل في المجال ده وعايز ادرسه عشان ابدأ صح

"ثم نظر إلى والده متسائلاً"
- حضرتك ماعندكش مانع، صح؟
"ابتسم رامز قائلاً"
- لا يا زياد ماعنديش

"ابتسم زياد في سعادة فاتبع رامز قائلاً"
- بس خلي بالك... المرة دي هتنجح بمجهودك، أنا ماعرفش دكاترة هناك

"ضحك زياد ثم قال"
- ماتقلقش حضرتك، أنا حاسس إني هنجح بجد المرة دي

"ثم سأله قبل أن يرحل"
- طب حضرتك هتحضر حفلة آخر الأسبوع؟ دي حفلة مهمة أوي وهيحضرها ملحنين كبار

"ابتسم رامز قائلاً"
- هحضر

"توجه زياد ناحيته وعانقه فجأة قائلاً"
- أنت أحسن أب في المجرة

"قال رامز ببديهة"
- ده حقيقي

"ثم اتبع"
- يلا أخرج ورايا شغل

"كاد أن يرحل زياد قبل أن يتوقف ويقول"
- طب سؤال أخير... هو أنا ممكن اجيب لحضرتك أرقام الدكاترة هناك وتعرفهم من باب الاحتياط يعني؟

"أشار رامز ناحية الباب ثم قال بعد أن عاد لينظر في الورق أمامه"
- امشي يا زياد!

"خرج زياد من المكتب وهو يشعر بسعادة كبيرة، رأته فرح وفريدة فتقدمتا ناحيته، سألته فرح في فضول"
- مالك يا زيزو؟ شكلك مبسوط

"قال زياد في سعادة"
- أنا هسيب الكلية

"قالت فريدة ضاحكة"
- وهتفتح سايبر؟

"ضحك زياد ضحكة مصطنعة ثم قال"
- لا يا ظريفة هدخل معهد الموسيقى

"قالت فريدة في دهشة"
- بجد؟

"اومأ زياد برأسه إيجاباً ثم قال في حماس"
- أخيراً لقيت حاجة بحبها
"قالت فرح متسائلة"
- وبابي رأيه إيه؟

"ابتسم زياد في سعادة قائلاً"
- موافق، وكمان هيحضر حفلة آخر الأسبوع، كلكم لازم تيجوا، دي حفلة مهمة أوي

"قفزت كل من فريدة وفرح في سعادة لأجله ثم تعانقوا جميعاً لتقول فريدة في سعادة"
- الحمد لله، واحدة بترقص وواحد بيغني وواحدة بتمثل... كده بقينا فرقة فعلاً
***
"صعد زياد إلى غرفته ثم اتصل بحلا ليخبرها بما جد معه، وبمجرد أن ردت، قال في سعادة"
- حلا! أنا فرحان أوي

"ضحكت قائلة"
- يا رب دايماً بس حصل إيه؟

"قال زياد في حماس"
- كان بقالي فترة بفكر أسيب موضوع الهندسة ده بعد ما اتأكدت إني مابحبهاش، بس ماكنتش عارف ادخل إيه مكانها، لكن خلاص عرفت... أنا قررت أدخل معهد الموسيقى

"قالت في دهشة"
- بجد؟

"قال مؤكداً"
- أيوة، أنا قررت إن الغنا والمزيكا يبقوا المجال اللي هكمل فيه بقية حياتي، وعشان أنجح لازم أدرسه صح وأفهمه كويس

"سألته حلا قائلة"
- طب وباباك موافق؟

"عاد ليقول في حماس"
- أيوة... أنا كنت خايف مايبقاش مبسوط أو يعترض بس ماحصلش أبداً، وكمان هيحضر حفلة آخر الأسبوع
"قالت حلا في توتر وقد تذكرت أمر الحفلة لتقول"
- الحفلة... أنا حاسة إني هيغمى عليا من التوتر بسبب الحفلة دي

"ثم سألته"
- أنت اتدربت عالأغنية كويس؟ مخارج الألفاظ يا زيزو!

"ضحك قائلاً"
- احنا هنعيده تاني ولا إيه؟ قلتلك ماتقلقيش، أنا متأكد إن كل حاجة هتمشي كويس
"قالت حلا بابتسامة"
- عارف كمية الأسماء الكبيرة اللي هتكون موجودة؟ لو عجبت حد فيهم هتعدي وهتبقى فنان مشهور

"رد زياد قائلاً"
- تفتكري هقدر أعمل دويتو مع نانسي عجرم؟

"ضحكت حلا قائلة"
- آه يا زيزو! شد حيلك بقى

"اومأ قائلاً وقد سافر بخياله بعيداً"
- إن شاء الله هاخد الـ music award قريب

***

"جاء آخر الأسبوع، وجاء معه موعد الحفل الذي ينتظره زياد لينظر من خلف الستار فيجد المسرح ممتلئاً بالكامل، التفت إلى حلا ليقول"
- الصالة كومبليت

"ثم اتبع في توتر"
- أنا خايف

"ابتلعت حلا ريقها في توتر قبل أن تقول مطمئنة نفسها قبله"
- ماتخافش، كله هيبقى كويس إن شاء الله

"فُتِح الستار وظهرت حلا أولاً وبدأت الغناء، كان زياد يستمع لها وهو يراقب التعبيرات الظاهرة على وجه الجمهور ليجدهم سعداء بأدائها مما زاده ثقة أن هذا الحفل سيمر على أكمل وجه.
انتهت فقرتها لتختفي خلف الستار ويأتي دوره هو، نظر لها قائلاً بابتسامة سعيدة"
- كنتي هايلة يا حلا!

"عانقته ثم نظرت له قائلة"
- وأنت هتبقى أحسن كمان، ماتخافش!

"انفتح الستار مجدداً ليظهر هو أمام الجميع فيصفق الجمهور ومن بينهم عائلته وخصوصاً أدهم وكريم ومازن بأصوات صفيرهم التي ملأت المسرح ليضحك هو في وقد قرر أن يتخيل نفسه يغني في حديقة المنزل.
نعم... هو الآن ليس في حفل كبير بل في حديقة المنزل يغني لعائلته فقط.
بدأت الموسيقى وبدأ هو في الغناء لينبهر الحضور، وخاصة كبار الملحنين، بموهبته وطريقته الخاصة في الغناء، فلم يعمد إلى تقليد أحد المطربين الكبار الذين قد غنوا هذا الموشح من قبل بل فضّل أن يغنيها على طريقته هو.
أما عائلته فقد كانت سعيدة وفخورة للغاية حتى أن ندى همست إلى رامز قائلة في ذهول"
- مش مصدقة يا رامز! ده زيزو؟ ده كأنه واحد تاني

"ابتسم رامز قائلاً"
- أول مرة سمعته عالمسرح اتفاجئت برضو بس انبسطت... فعلاً مبسوط باللي بيعمله

"ابتسمت قائلة"
- هيبقى عمرو دياب جديد؟

"ربت على يدها قائلاً"
- هنشجعه بس مش هنضحك عليه يا ندى!

"ضحكت ثم عادت لتكمل سماع صوت صغيرها باستمتاع حتى انتهى ليصفق الحضور بقوة في سعادة لينظر زياد ناحية الملحنين المدعوين ليجدهم سعداء أيضاً ليشعر بارتياح أخيراً وقد اختفى توتره خاصة عندما وجد إخوته يصفقون بقوة ويهتفون باسمه.
اختفى خلف الستار وعاد إلى الكواليس ليجد حلا بانتظاره لتقول في حماس"
- كنت تجنن يا زياد! مش متخيل الناس مبسوطة ازاي

"ابتسم في سعادة وهو لا يزال متفاجئاً ليقول"
- أنا بصيت ناحية الملحنين وحسيت إنهم كانوا مبسوطين

"ضحكت حلا في ثقة لتقول"
- مبسوطين بس؟ في حد قالي إن سمع واحد فيهم بيمدح فيك أوي والظاهر كده إنه هيتصل بيك قريب

"نظر لها زياد في صدمة لتقول ضاحكة"
- مالك يابني مصدوم كده ليه؟

"رد قائلاً"
- كل ده من أغنية واحدة؟

"عادت لتضحك ثم قالت"
- أنت مستقل بنفسك ولا إيه؟ أنت فنان

"ثم عادت لتعانقه مجدداً ليعانقها هو الآخر في سعادة وقد فكر بأن التوقيت المناسب لكي يصارحها بما يشعر قد حان، فلتأتي اللحظات السعيدة دفعة واحدة."

***

"وفي اليوم التالي للحفل، وأثناء ما كان الصغار يجلسون سوياً في حديقة القصر، قالت فريدة"
- الحفلة كانت حلوة اوي يا زيزو! والأغنية حلوة اوي

"ضحك زياد قائلاً"
- الموشح يا فريدة! اسمه موشح

"قالت فريدة متعجبة"
- ايه الموشح ده؟

"أجابها زياد قائلاً"
- الموشح ده نوع من الشعر مختلف عن القصائد اللي الناس تعرفها

"ردت في سأم"
- أنا كنت بنام في حصة الأدب عموماً

"قال مازن بدوره"
- بس كان جميل، صحيح مافهمتش منه كلمة بس أنت كان باين إنك فاهم يعني، برافو عليك

"التفتت فرح إلى كريم وسألته"
- أنت فهمت معنى المشوح ده يا كوكي؟

"قال كريم في ثقة من يدري كل شيء"
- اسمه موشح يا فرح! طبعاً فهمته... ده بسيط خالص

"سألته قائلة"
- وبيقول ايه بقى؟

"حاول كريم الإجابة قائلاً"
- بيقول إنه... يعني...
"ثم أشار إلى زياد وقال"
- زياد هيقولنا دلوقتي... أنا ساقط عربي أصلاً

"ضحك زياد ثم قال"
- الشاعر كان بيخاطب محبوبته البعيدة عنه وهو حزين على فراقها

"رد كريم قائلاً"
- وده يفرق عن أغاني عمرو دياب في ايه بقى؟ ولا عشان بيقول محبوبته؟

"ضحكوا جميعاً ليقول زياد"
- يابني ده فن راقي، الموشحات الأندلسية دي عظيمة

"رد مازن قائلاً في دهشة"
- أعظم من عمرو دياب؟

"نظر له زياد في دهشة لتقول فريدة"
- ماتحاولش، اللي قاعدين ادامك دول آخر معرفتهم بالشعر كان قطتي صغيرة

"قالت فرح في سعادة"
- الله! أنا كنت بحبها اوي

"أشارت فريدة ناحيتها بينما كانت تخاطب زياد"
- مش قلتلك؟ ضايعين.

***

"جاء اليوم المحدد كي يقوم مازن بتسليم مشروعه حسبما اتفق مع الدكتور مصطفى. كان يعمل بجدٍ طوال المدة الماضية وهو يعيد رسم التصميم من البداية وقد وضع في اعتباره كل المعلومات التي أخبره بها آدم.
كان مصِّراً على أن ينجح هذه المرة حتى لا يرى أي ملمح للسخرية على وجه ذلك الرجل.
عندما انتهت المحاضرة، توجه مازن ناحية المكتب الخاص به وطرق الباب، وعندما سمع الإذن بالدخول، دخل وأغلق الباب خلفه ليبتسم الدكتور مصطفى له قائلاً"
- أهلاً يا مازن! اتفضل

"جلس مازن ثم قدم له اللوحة قائلاً"
- أنا خلصت التصميم... رسمته من أول وجديد

"أمسك الدكتور باللوحة ثم فتحها وطالعها لبعض الوقت دون أن يقول شيئاً، ومع كل دقيقة صمت تمر كانت أعصاب مازن تحترق بالتدريج حتى لم يستطع الاحتمال ليقول في حذر"
- في حاجة غلط؟

"ظل الدكتور صامتاً قليلاً قبل أن يترك اللوحة وينظر له قائلاً"
- أنت ماكنتش بتذاكر من الأول ليه يا مازن؟
"لم يعرف بمَ يرد ليكمل الرجل قائلاً"
- اللي يعمل التصميم ده وهو لسة بيجرب لأول مرة كان ممكن يعمل حاجة أحسن بكتير أوي لو كان بيذاكر كويس من البداية

"لم يستوعب مازن ما قاله تماماً فقال"
- يعني أول مرة دي كويسة؟

"ابتسم الدكتور مصطفى لأول مرة دون سخرية ليقول"
- أنت دلوقتي تستاهل اندهلك باشمهندس

"ابتسم مازن في سعادة ليكمل قائلاً"
- بس أنا مضطر اديلك جيد عالتصميم ده

"قال مازن في إحباط"
- ليه كده بس؟

"رد قائلاً"
- لأنك ماسلمتوش من أول مرة، ولأن في شوية ملاحظات لو ذاكرت كويس هتعرف تظبطها في التصميم الجاي... فأنا هحط جيد عشان أشجعك تجيب الامتياز بعدين
"هز مازن رأسه باقتناع ليقول"
- حلو... أحسن من السقوط

"ابتسم المحاضر ليقول"
- لما نشوف هتعمل إيه في الامتحانات اللي قربت، اتفضل يا باشمهندس!

"قال مازن ممازحاً"
- أنا هنجح عشان خاطر باشمهندس دي بس... ده بابا هيفرح أوي أما يعرف

"سأله الدكتور قائلاً"
- أنت حكيتله؟

"اومأ مازن مؤكداً"
- طبعاً، ده بيحب حضرتك جداً

"رفع الرجل حاجبه ساخراً ليقول"
- لا والله؟

"عاد ليؤكد له قائلاً"
- آه طبعاً، وبيسلم على حضرتك كمان

"اومأ رأسه قائلاً"
- الله يسلمه... اتفضل اخرج

"خرج مازن من المكتب ليجد آسيا تتوقف مع أصدقائها في آخر الممر، وعندما رأته هي، اعتذرت من أصدقائها ثم تركتهم وتقدمت ناحيته حتى وصلت له لتقول بابتسامة"
- ازيك يا مازن؟

"ابتسم قائلاً"
- أنا كويس جداً

"اتسعت ابتسامتها لتقول"
- في أخبار حلوة؟

"اومأ إيجاباً ليقول"
- آه، نجحت في تصميم كنت سقطت فيه قبل كده

"قالت في تعجب"
- هو الواحد ممكن يعدّل درجته عندكم؟

"هز رأسه في نفي ضاحكاً ليقول"
- لا، هو الدكتور عملي استثناء بس عشان يعرفني

"سألته في فضول"
- يعرفك ازاي؟

"رد قائلاً"
- طب تعالي نقعد في حتة ونشرب كركديه واحكيلك
***
"مرت فترة قررت فيها العائلة أن تقضي عدة أيام في بيت المصيف بالساحل الشمالي. تحمس الجميع للفكرة ووجدتها رقية فرصة رائعة كي تقضي بعض الوقت الهادئ بصحبة عمر هناك.
وأثناء ما كانا يجلسان معاً في أحد المطاعم، قالت في مرح "
- أنت عارف أنا بشوفك قد ايه في الأسبوع يا عمر؟ مرة واحدة بس... ومرتين لما تبقى خلاص الجريمة خلصت من البلد الأسبوع ده

"ضحك لتتبع"
- تقدر تقولي بما إن فرحنا قرّب، هنتجوز ازاي كده واحنا بنتقابل بالصدفة؟

"قال في عبث"
- لما يجي يوم الفرح هقولك ازاي

"احمر وجهها خجلاً ليضحك هو قائلاً"
- ماتتصوريش قد ايه بنبسط اما اشوفك مكسوفة كده

"ضحكت قبل أن تقول"
- بجد يا عمر... معقول لما نتجوز مش هشوفك زي دلوقتي كده؟

"ربت على يدها مطمئناً"
- ماتخافيش... أنا هظبط كل حاجة

"ثم اتبع قائلاً"
- قوليلي بقى، ايه أخبار عائلة الراوي؟

"أجابت قائلة"
- مافيش جديد، امبارح علي كان معزوم عالغدا عندنا تاني

"ثم ضحكت عندما تذكرت لتقول"
- امبارح مازن كان هيتخانق معاه عشان اتريق تاني على لعبة الاسكواش، وعاد كلامه عن إنه غريب واحد يبقى شغلته إنه بيلعب رياضة وإن دراسته أهم عشان هتكون مجال شغله بعدين... كلمتين كده ماسمعناهمش من أهالينا نفسهم عشان علي يجي يقولهم

"قال عمر في ضيق"
- أنا مابرتاحش للي اسمه علي ده خالص

"قالت بابتسامة"
- هو ساعات بيكون سخيف بس فرح بتحبه، هنعمل ايه؟

"صمت عمر للحظات قبل أن يقول"
- بس أنا مش شايف إنه مركز مع فرح أصلاً

"نظرت له متسائلة"
- قصدك ايه؟

"نظر لها قبل أن يقول"
- أنا بحس إنه مركز معاكي أنتِ

"نظرت له في صدمة ليتبع"
- احنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده، وماعرفش ازاي أنتِ شايفاني ببالغ

"ردت قائلة"
- عشان إحساسك غلط يا عمر، مش معنى إنه مدحني في حاجة إنه معجب بيّ. ما أنت بتحب العروض اللي بتقدمها فرح والمشاريع الفنية اللي فريدة بتشتغل عليها في الكلية، ده معناه إنك معجب بيهم؟

"نظر لها قائلاً بنبرة ذات مغزى"
- أنتِ مش ساذجة وأكيد فاهمة قصدي، أنا غيره... أنا بمدح اخواتي واصحابي إنما هو مابيمدحش فرح قد ما بيمدحك أنتِ، وأنتِ بنفسك قلتي إنه حتى مابيحضرش العروض بتاعة فرح

"صمتت دون رد في حيرة ليتبع"
- عموماً دي فرصة كويسة عشان أقولك إني مش حابب وجودكم سوى في أي مكان، وإني مانع نفسي بالعافية عشان ماعملش مشكلة

"قالت رقية في حكمة"
- بس اللي بتقوله ده يعمل مشكلة فعلاً ومشكلة كبيرة كمان... عشان كده أنا مش عايزة نقنع نفسنا بحاجة وارد تكون غلط، وكمان...

"ثم صمتت لينظر لها قائلاً"
- كمان ايه؟

"أكملت قائلة"
- ماعتقدش إن موضوعهم هيكمل فخلينا بعيد وكل حاجة هتخلص لوحدها

"سألها قائلاً"
- ومش هيكمل ليه؟

"هزت كتفيها قائلة"
- فرح مابتتكلمش بس... باين إنها مش بنفس السعادة اللي كانت في الأول... كلنا تقريباً متوقعين إن الموضوع ده ينتهي قريب

"قال في ثقة"
- عموماً لو انتهى هيكون أحسن كتير لينا كلنا

"ابتسمت قائلة"
- هو احنا هنفضل نتكلم عن علي وفرح؟ أنت نسيت إن بيتنا لسة ماخلصش ولا ايه؟ مش كنا متفقين هنختار ديكور اوضتنا مع بعض؟
"رد قائلاً"
- أيوة، اخترتي لونها؟

"قالت فوراً"
- أسود

"ارتفع حاجباه في دهشة ليقول"
- أسود؟ متأكدة؟

"قالت في ثقة"
- طبعاً، ده لون شيك جداً، مش بس الحيطان... لا كمان الفرش هيكون أسود، متخيل الشياكة؟

"رد ساخراً"
- متخيل السواد، ده فال وحش

"ضحكت لتمسك بهاتفها وتريه بعض الصور لغرف نوم جاهزة مفروشة بالأسود فقط لتقول"
- شايف شكلهم حلو وشيك ازاي؟ وبعدين ممكن نكسر السواد بشوية انتيكات لونها أبيض، هتبقى حلوة اوي
"طالع الصور قبل أن ينظر لها قائلاً"
- حلوين... موافق

"ابتسمت في سعادة قبل أن تقول فجأة وقد تذكرت"
- صحيح، العيلة كلها مسافرة تقضي يومين في بيت الساحل، وطبعاً حضرتك معزوم

"سألها قائلاً"
- علي هييجي؟

"اومأت برأسها إيجاباً فقال"
- يبقى مش هاجي

"عادت لتقول بحكمة"
- ماينفعش يا عمر! أنت نسيت اللي قلته من شوية ولا إيه؟

"ثم اتبعت"
- وبعدين هو مش الوحيد هناك، أدهم وآدم اللي هما اصحابك هيكونوا موجودين، يعني مش مضطر تتعامل معاه أساساً

"ظل صامتاً في ضيق لتقول بابتسامة لطيفة"
- عشان خاطري

"زفر باستسلام ليقول"
- طيب

***

"وبالفعل، ذهبت العائلة بأكملها لقضاء عدة أيام في منزلهم بالساحل الشمالي ليصلوا في المساء، وفي الصباح الباكر، كان كريم يجلس على الشاطئ وقد خرج لتوه من البحر بعد ساعتين كاملتين من السباحة.
كان الشاطئ خالياً تماماً حتى وجد فتاة رائعة أتت وجلست على بعد أمتار قليلة منه، تجاهلها في البداية وأخذ يجفف نفسه حتى انتبه لها وهي تنظر ناحيته.
ابتسم لها فبادلته الابتسامة قبل أن تقوم من مكانها وتقترب ناحيته حتى جلست جواره لتقول"
- كارلا

"رد قائلاً"
- كريم
"ابتسمت قائلة"
- وصاحي من بدري كده ليه يا كريم؟

"رد قائلاً في عبث"
- عشان حظي حلو

"ضحكت ليتبع قائلاً"
- هو أنتِ منين؟ شكلك مش مصرية

"قالت في دهشة"
- عرفت ازاي؟

"ضحك قائلاً"
- من لهجتك... مختلفة

"ثم اتبع"
- وشكلك كمان مختلف

"ضحكت هي الأخرى لتقول"
- صح... أنا نص لبنانية ونص أمريكية
"قال ممازحاً"
- اجدع ناس

"ضحكت ليتبع"
- واشمعنا جاية تصيفي في مصر بقى؟

"ابتسمت هي هذه المرة في عبث لتقول"
- عشان حظي حلو

"ضحك منها لتقول"
- ايه رأيك اعزمك عالفطار عندي في الشاليه؟

"صمت يفكر حتى قال"
- موافق

"مرت ساعتان قضياها سوياً في منزلها ليَهِم بالرحيل قائلاً"
- أنا لازم امشي بقى

"سألته قائلة"
- هشوفك تاني؟
"ابتسم قائلاً"
- هيحصل... بس لو اتقابلنا صدفة تاني

"ابتسمت قائلة"
- دي أحلى إجازة قضيتها في حياتي

"قال ببساطة وثقة"
- ده أكيد

"ضحكت ليقبّل وجنتها قبل أن يرحل"
- باي

"ثم خرج من منزلها عائداً إلى منزل عائلته ليستقبله زياد متسائلاً"
- أنت كنت فين يابني؟ كلهم كانوا بيسألوا عليك

"ابتسم كريم قائلاً"
- هكون فين يعني؟ في البحر

"نظر له زياد في ريبة ليقول"
- بقالك أربع ساعات بتعوم؟
"قطع حديثهم قدوم ندى لتقول"
- كنت فين كل ده يا كريم؟

"قال كريم بابتسامة واسعة"
- صباح الخير يا ندى!

"ثم اتبع قائلاً"
- كنت في البحر

"نظرت ناحية رقبته لتقول متسائلة"
- ايه اللي في رقبتك ده؟

"وضع يده على مكان تلك العلامة ليقول فجأة"
- ده قنديل، في قنديل مسك في رقبتي وكان هيموتني

"قالت مستهزئة"
- قنديل؟ والله؟

"ثم اتبعت قائلة"
- عارف؟ أنت الوحيد اللي فلت من تربيتي
"أخفض رأسه ليقول بصوت خفيض"
- يعني مافلتش من دادا سميرة؟!

"لتضربه ندى على ذراعه فجأة فيتألم وهي تقول"
- احترم نفسك أحسن لك، ماتخلينيش اروح افضحك ادامهم دلوقتي

"قال كريم في دهشة مصطنعة"
- هتفضحي ابنك يا ندى؟

"عادت لتضربه على ذراعه لتقول"
- حالاً تطلع تغير هدومك وتداري اللي أنا شايفاه ده قبل ما حد غيري يشوفه، مش عايزة حد يقول على ابني صايع، فاهم؟

"عاد ليقول بصوت خفيض"
- هما لسة هيقولوا؟!

"ثم ركض من أمامها سريعاً قبل أن تعاود ضربه ليصعد مع زياد من باب خلفي ناحية الغرف ليدخل غرفته ويستحم ويبدل ثيابه ليسأل بعد ذلك"
- هداريه بإيه بقى؟
"صمت زياد يفكر قبل أن يقول فجأة"
- الميكب... هنحتاج كام حاجة من اوضة فرح

"خرجا من غرفته ليتقدما ناحية غرفة فرح ويطرق كريم الباب، وعندما لم يسمع صوتاً، فتح الباب ليجد الغرفة فارغة.
دخل هو وزياد وأغلقا الباب ثم تقدما ناحية طاولة التزيين وأخذا يبحثا في محتويات التجميل الخاصة بها حتى وجدا ضالتهما.
بدأ زياد بالعمل على موضع العلامة في رقبة كريم حتى اختفى تماماً ليقول زياد"
- باقي نحط باودر

"نظر له كريم ليقول"
- ليه؟

"رد زياد قائلاً"
- افرض ساح مع الوقت؟ لازم يتثبت

"نظر له كريم قبل أن يقول"
- أنت بقيت خبير تجميل من ساعة ما اشتغلت في المسرح
"أخذ يبحث عن العلبة الخاصة بالمسحوق المثبت حتى وجدها وأخذ يضع منها حتى أصبح كل شيء على ما يرام لينظر كريم في المرآة متسائلاً"
- شايف ايه؟ راحت؟

"رد زياد قائلاً"
- آه كده تمام

"وجدا الباب يُفتح فجأة لتدخل منه فرح التي اتسعت عيناها في دهشة لرؤيتهما، قالت"
- انتو بتعملوا ايه هنا؟
"ابتسم كريم قائلاً"
- بظبط الميكب بتاعي قبل ما انزل تحت

"ضحكت فرح لتقول قبل أن تأخذ ربطة شعرها"
- طيب بسرعة عشان بيسألوا عنكم تحت، الكل هيروح يلعب طايرة عند الشط دلوقتي

"اومأ زياد ليقول بدوره"
- حاضر، هنحط روچ بس

"أغلقت فرح الباب وهي تضحك لينظر زياد إلى كريم ليقول"
- يلا ننزل بقى عشان حاسس إني بضفاير

***

"خرج زياد إلى الشرفة ليجد مازن متوقفاً خلف السور وفي يده بندقية الصيد مصوباً إياها ناحية الشاطئ، تحديداً... حيث يقف علي وفرح. قال زياد متعجباً"
- أنت بتعمل إيه يا مازن؟

"رد مازن قائلاً بينما كان مغمضاً إحدى عينيه محاولاً ألا يخطئ هدفه"
- سيبني بس يا زياد دلوقتي، هقتله واجيلك

"قال زياد في صدمة"
- تقتل مين؟

"رد مازن قائلاً في ضيق"
- هيكون مين غير علي؟ اكتر إنسان مُبالغ في سماجته شفته في حياتي

"حاول زياد أن يأخذ منه البندقية قائلاً"
- هات يا مازن بلاش هزار

"نظر له قائلاً في غيظ"
- أنا مش بهزر، أنا فعلاً مش طايقه... هاتلي حد هنا بيحبه غير فرح

"وأثناء ما كانا يتحدثان، دخل عمر إليهما ليقول"
- بتعملوا إيه؟

"قال مازن وقد عاد ليصوب البندقية ناحية علي"
- جريمة قتل سريعة كده وهجيلك اسلم نفسي

"قال عمر متسائلاً"
- هتقتل مين؟

"قال زياد بدوره"
- عايز يقتل علي عشان مش طايقه

"قال عمر مستنكراً"
- أنت اتجننت يا مازن؟!
"رد زياد قائلاً"
- قوله

"كان هذا قبل أن يمسك عمر بالبندقية ليقول"
- أنت ماسك السلاح غلط يابني

"ثم عدل وضعيتها في يده ليكمل"
- لما تعوز تعمل حاجة غلط، اعملها صح

"قال زياد في دهشة"
- أنت بتقوله يقتله ازاي؟

"رد عمر قائلاً"
- أنت مش فاهم، لو قتله يبقى خدمنا كلنا

"عاد مازن ليصوب ناحيته قبل أن تدخل والدته عليهم قائلة"
- بتعملوا ايه يا ولاد؟

"قال زياد مستنجداً بها"
- الحقي يا ماما شمس! مازن هيقتل علي
"قالت شمس في استنكار"
- إيه الجنان ده؟

"قال مازن في ضيق"
- مش طايقه، شفتي كان بيتريق عليا ازاي عالغدا؟

"صمتت شمس للحظات قبل أن تقول"
- عموماً لو هتقتلوه فعلاً ماتجيبوش الجثة هنا، سنية لسة ماسحة الأرض من شوية

"ثم اتبعت قبل أن ترحل تاركة إياهم"
- أنا طالعة أنام، ماتضربش طلق كتير عشان الدوشة

"وعندما رحلت، ساد الصمت قبل أن يرحل زياد وهو يغمغم قائلاً"
- إيه العيلة دي؟!

***

"وفي المساء، كان عمر ورقية يجلسان سوياً على رمال الشاطئ قبل أن يرن هاتفه ليجدها مكالمة تخص العمل.
ابتعد بالهاتف، بينما ظلت رقية في مكانها تنتظره لتمر لحظات حتى وجدت علي يأتي إليها قائلاً بابتسامة"
- قاعدة لوحدك ليه؟

"ابتسمت مجاملة لتقول"
- لا مش لوحدي، عمر معاه مكالمة شغل وراجع

"أومأ برأسه ثم اتبع متسائلاً"
- هو انتو مخطوبين بقالكم قد ايه؟

"أجابته قائلة"
- سنة وشوية

"قال متعجباً"
- سنة؟ كتير اعتقد

"ابتسمت رقية قائلة"
- لا مش كتير ولا حاجة... احنا حددنا ميعاد الفرح خلاص

"رد علي قائلاً"
- بس مش غريب شوية إنكم تكونوا سوى؟
"نظرت له متسائلة ليتبع"
- يعني... أنتِ عارفة حياة الظباط بتبقى ملخبطة وكل يوم في مكان شكل ومأموريات دايماً، وأنتِ حياتك مستقرة اكتر بكتير... ازاي هتقدروا تظبطوا حياتكم سوى؟

"صمتت رقية وقد أغضبتها طريقته لتقول"
- احنا الاتنين متفاهمين من الناحية دي، وهنقدر نظبط كل حاجة سوى... ماتقلقش يا علي!

"قال علي بابتسامة"
- الحقيقة عمر محظوظ بيكي... البنات اللي زيك قليلين، الواحد يلاقي فين واحدة ناجحة في حياتها ومتفهمة ظروف شغل شريك حياتها ومهتمة وواثقة في نفسها كده

"قالت رقية بنبرة ذات مغزى"
- لا هما موجودين... فرح واحدة منهم أكيد

"رد قائلاً"
- طبعاً

"ثم اتبع"
- بس أنتِ...

- خير يا علي؟ في حاجة ولا ايه؟

"انقطع حديثهم على جملة عمر الذي جاء وقد بدى على وجهه الغضب لرؤيته يجلس جوارها، قامت رقية من مكانها ومعها علي الذي التفت له ليقول"
- أبداً يا عمر! كنت بدردش مع رقية شوية

"رد عمر قائلاً"
- آه... في إيه بقى؟

"شعرت رقية بأن شجاراً على وشك أن يحدث فسألته بهدوء"
- خلصت مكالمة الشغل يا عمر؟ خلينا نتمشى سوى

"رد قائلاً بينما كان لا يزال ينظر إلى علي"
- هنتمشى... بس لما أعرف استاذ علي كان سايب خطيبته وقاعد هنا ليه

"قال علي في ضيق"
- في ايه يا عمر؟ إيه الاسلوب ده؟

"ابتسم عمر في تحفز قائلاً"
- اسلوب؟! لا أنت ماشفتش أسلوب لسة

"ثم اتبع محذراً"
- لو شفتك حوالين رقية تاني هوريك الأسلوب اللي بجد

"قالت رقية مهدئة"
- عمر! ماحصلش حاجة
"بينما رد علي قائلاً باستهزاء"
- آه... عمر باشا بيهددني بقى؟

"اومأ عمر ليقول"
- زي ما تسميها يا حبيبي، فاهم؟

"نظر له علي للحظات قبل أن يتركهما ويرحل. نظرت رقية إلى عمر وقالت"
- ليه كده بس؟ لو راح حكى لفرح دلوقتي هتفهم غلط

"قال في ضيق"
- أنا قلت قبل كده إني مش عايز اشوفكم سوى في أي مكان، تقومي تسيبيه يقعد جنبك وتتكلموا؟

"ردت رقية قائلة"
- ده خطيب أختي، ماقدرش اتعامل معاه وكأنه بيحاول يتقربلي

"قال وقد ازداد ضيقه"
- بس هو بيحاول فعلاً، وأنتِ مش ساذجة عشان ماتفهميش حاجة زي دي فبلاش تحسسيني إني شكاك ومجنون عشان اتعاملت معاه كده
"ثم كاد أن يرحل ويتركها قبل أن تمسك بذراعه لتقول"
- ماتزعلش عشان خاطري، خلاص مش هقعد معاه لوحدنا تاني، تمام؟

"ظل صامتاً ولا يزال وجهه عابساً لتتبع بابتسامة"
- خلاص عرفنا إنك مخيف، ماتطولش في التكشيرة كده

"وجدا فرح تأتي ناحيتهما لتقول موجهة حديثها إلى عمر"
- علي مشي ليه يا عمر؟
"سألتها رقية"
- هو مشي بجد؟

"اومأت فرح برأسها لتقول"
- آه مشي، ولما سألته عن السبب قالي إنه مش عايز يقعد اكتر من كده، وكان شكله متضايق

"ثم عادت لتسأل عمر"
- قلتله إيه يا عمر؟ أنا شفتكم بتتكلموا بس كان باين إنكم متضايقين

"ظل صامتاً وهو يحاول أن يجد رداً مناسباً قبل أن يفضحه أمامها ليقول في سخرية"
- ولا حاجة، أستاذ علي بس تلاقيه حساس شوية، وأنا وهو مالناش في بعض أوي

"ثم تركهما وذهب لتنظر رقية إلى فرح وتقول مطمئنة إياها"
- ماتقلقيش يا فرح! ساعات الرجالة هزارهم بيبقى تقيل، وعمر وعلي مش واخدين على بعض اوي يعني

"ثم اتبعت متسائلة"
- ليه ماقلتيلوش يستنى؟

"ردت فرح في هدوء"
- مالحقتش... سابني ومشي بسرعة

"ثم تركتها وذهبت دون إضافة لتظل رقية في مكانها وهي تشعر بالتوتر يفسد هذه الإجازة التي من المفترض أنها من أجل الراحة.
في قرارة نفسها تعلم أن تصرفات علي ليست مريحة إطلاقاً، وما فعله للتو مع أختها يثبت أنه يتجاهلها حقاً، وما يثير تعجبها أن فرح لا تتحدث أو تعلق كثيراً.
هل حقاً لا تستطيع أن ترى ما يراه عمر وما تشعره هي نفسها؟"

***
انتهى الفصل


روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-22, 12:28 AM   #10

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي ما بعد الضجيج-نور محمد

الفصل التاسع

"أخذت فرح تمشي حتى وصلت إلى لسان خشبي يمتد إلى داخل البحر بعدة أمتار. أخذت تسير حتى وصلت إلى آخره وجلست قرب الحافة وحاولت أن تهدأ قليلاً فأخذت تلتقط أنفاسها بعمق حتى تبعد الأفكار السلبية عن رأسها.
كانت محاولة تنجح وأخرى تفشل حتى وجدت نفسها تبكي فجأة بألم لم تعرفه من قبل.
يوجد شيء قد تغير فيه لا تستطيع تحديده تماماً، ولكنها تعلم أنه ليس علي الذي عرفته في البداية. لم يكن ليتجاهلها بهذه الطريقة من قبل، ولماذا يفعلها من الأساس؟ ما الذي فعلته؟ أرادت أن تتصل به ولكن حدسها أخبرها ألا تفعل لأنه سيتجاهل اتصالها.
انتابها شعور بأن والدها كان محقاً، وأنه ربما ليس كما ظنت، ولكن كيف يمكنها أن تخبر أياً ممن حولها بما يحدث؟ ومن تخبر؟ رقية التي تشعر بأنها تخفي عنها شيئاً ما؟ أم كريم الذي إن علم سيحدث شجاراً لن ينتهي إلا بانفصالهما؟ أم أدهم الذي سيفعل المثل حتماً؟ أم والدتها؟ أم والدها؟ الشخص الوحيد الذي تريد أن تركض إليه الآن وتخبره بكل ما تشعر، ولكنها لا تستطيع.
لا يمكنها أن تظهر بصورة الفتاة الساذجة التي تخبر أسرتها بكل شيء وتدعهم يتصرفون عنها. لقد شعرت أكثر من مرة بأن علي يراها فتاة مدللة لم تحمل هم شيء في هذه الحياة، وللأسف هي تشعر بأن حتى عائلتها يرونها بهذه الصورة، وإلا لماذا أطلق عليها زياد لقب "البسكوتة"؟ لا بد أنه يراها قابلة للكسر بسهولة.
ازداد بكاؤها في ألم قبل أن تسمع صوت خطوات باتجاهها فجففت دموعها بسرعة لتنظر خلفها فتجد آدم، وصل ناحيتها ليبتسم قائلاً"
- قاعدة لوحدك ليه؟

"ابتسمت في هدوء قائلة"
- بعمل Meditation

"جلس جوارها ثم قال وهو يتأمل منظر البحر أمامهما"
- هو مكان مناسب فعلاً... مريح للأعصاب

"ثم عاد لينظر لها قائلاً"
- بس أنتِ شكلك زعلانة، ايه الحكاية؟

"هزت رأسها في نفي قائلة"
- مش زعلانة يا آدم!

"قال في هدوء"
- أنا عرفت إن علي مشي، زعلانة عشانه؟

"ابتسمت قائلة"
- المفروض كنا نقضي الإجازة سوى بس هو وعدني يعوضهالي فأنا مش زعلانة

"أومأ برأسه دون كلمة وهو يعلم أنها تخفي عنه رحيله المفاجئ بالنسبة لها قبل الجميع ليسود الصمت قبل أن يقول بابتسامة"
- إيه رأيك لو خرجنا نتمشى شوية في السوق؟

"نظرت له دون رد ليتبع بابتسامة"
- ونعمل shopping لو عايزة

"قالت فجأة في حماس"
- يلا بينا!

"قاما سوياً وذهبا معاً إلى السوق دون أن يخبرا أحداً، وهناك، كانت فرح سعيدة للغاية، فقد انشرح صدرها لرؤية المحلات المختلفة والأشياء الفلكلورية التي تُباع هناك بكثرة، وراحا يشتريان بعض الأشياء حتى لمح آدم عقداً مصنع يدوياً أعجبه للغاية فاشتراه فوراً والتفت إلى فرح ليقدمه لها قائلاً بابتسامة"
- دي هدية مني ليكي

"أمسكت فرح بالعقد في سعادة لتقول في طفولية"
- الله!! يجنن، ميرسي!

"ثم ذهبا ليجلسا عند إحدى المقاهي ليسألها آدم"
- تلعبي طاولة؟

"قالت في حماس"
- موافقة جداً

"ولكنها اتبعت قائلة في إحباط"
- بس أنا مش بعرف العب

"ضحك منها ليقول"
- هعلمك

"مر الوقت وهو يعلمها ويفوز عليها في كل دور دون أن تثمر جهوده عن نصر واحد لها، وهذا لأن فرح كانت تضع الأبيض مع الأسود حسبما يليق بغض النظر عن قواعد اللعبة ليصحح لها آدم كل حركة قائلاً"
- يا فرح! كل واحد فينا لون، أنتِ بتحركي اللونين سوى وده غلط وبتخسري في الآخر

"ردت قائلة"
- ما هي لعبة صعبة ومعقدة

"ثم اتبعت وهي ترص قطعة بيضاء تتبعها قطعة سوداء محاولة تكوين هرم"
- بص احنا ممكن نستعملهم في إننا نعمل هرم

"ابتسم قائلاً"
- ولما حد يعدي ويشوفنا بنعمل كده يقول ايه؟

"قالت بلا مبالاة"
- كل واحد حر في طاولته، أنا عايزة اعمل بيها هرم، ليهم عندنا حاجة؟

"ضحك قائلاً"
- لا مالهمش

"مر الوقت دون أن يشعرا ليعودان سوياً فيجدا الجميع في انتظارهما. بدأت والدتها بالسؤال قائلة"
- انتو كنتو فين يا ولاد؟ قلقتونا عليكم؟

"ابتسمت فرح قائلة"
- مافيش حاجة تقلق يا مامي! احنا كنا بنتمشى في السوق والوقت سرقنا بس

"ثم قالت فجأة في حماس جعل البقية يتعجبون وقد توقعوا العكس تماماً بعد رحيل علي"
- أنا جعانة أوي، يلا نتعشى سوى

"قام البعض من أماكنهم ليساعدوا في تحضير العشاء بينما تقدم عمر ناحية آدم وقال"
- خلينا نتكلم سوى شوية يا آدم!

"خرج آدم معه وجلسا قرب الشاطئ لينظر له عمر قائلاً"
- إيه الحوار؟

"سأله آدم"
- حوار إيه؟

"ابتسم عمر قائلاً"
- مالك ومال فرح؟

"رد آدم ببساطة"
- مالنا؟ كانت متضايقة فقلتلها نخرج نتمشى شوية

"ابتسم عمر ضاحكاً وقد بدى غير مصدقاً ليسأله آدم"
- ماتعرفش علي مشي ليه؟

"رد عمر قائلاً"
- حاطط عينه على رقية

"نظر له آدم في صدمة ليتبع عمر قائلاً"
- اكتر من مرة الاقيه بيمدح فيها زيادة وبيستغل أي فرصة عشان يكلمها، والنهاردة هددته إذا مابعدش عنها، وطبعاً الكرامة قتلته فقام ماشي

"سأله آدم"
- وفرح عارفة الكلام ده؟

"أجابه قائلاً"
- أكيد لا، رقية أصلاً شايفة إني مكبر الموضوع وأنا مايهمنيش غير إنه يكون بعيد عنها، أي حاجة تاني فهي بينه وبين فرح
"قال آدم سريعاً"
- لازم تعرف، ده حقها

"ابتسم عمر في مكر قائلاً"
- عشان الخطوبة تفركش وتتفتحلك سكة، مش كده؟

"نظر له آدم دون رد ليتبع عمر قائلاً"
- مش ملاحظ إنك بتعمل زيه؟ حاطط عينك على خطيبة غيرك؟

"قال آدم في ثقة"
- أنا مش زيه، أنا وفرح عشنا واتربينا في بيت واحد طول عمرنا، وكلكم عارفين إننا دايماً كنا قريبين لبعض فماعتقدش إن تصرفاتي غريبة

"صمت عمر للحظات قبل أن يقول"
- وأنا كمان اعرفك من يوم ما اتولدت يا آدم! وعارف كويس إن اللي بتعمله مع فرح مش مجرد ود قرايب... أنت بتحبها

"نظر له آدم دون رد قبل أن يقول"
- حتى لو... أنا عارف حدودي

"ثم اتبع وقد أشاح ببصره عنه"
- أنا بس بحس إنه...
"ثم صمت لينتظر عمر البقية ليتبع"
- إنه مايستاهلهاش، لو كانت فارقة معاه فعلاً ماكانش بص لغيرها أو عالأقل ماكانش مشي فجأة كده من غير ما يقولها حاجة... يمكن لو كنت شايفها مبسوطة معاه كنت حاولت اتجاهل اللي أنا حاسه بس... غصب عني

"ظل عمر صامتاً لينظر له آدم قائلاً"
- ومع ذلك برضو أنا عارف حدودي كويس ومش هعمل أي حاجة تخليهم يسيبوا بعض

"سأله عمر قائلاً"
- يابني ما هي كانت ادامك من سنين، ايه اللي حصل
دلوقتي؟
"هز آدم رأسه في حيرة قائلاً"
- ماعرفش... بس اللي اعرفه إني بحبها بجد، وإنها لو فعلاً اتجوزته هو أو غيره، أنا مش هقدر اقابلها كل يوم كده وكأن كل حاجة طبيعية

"سأله عمر متعجباً"
- يعني إيه؟ هترجع لندن؟

"رد آدم قائلاً"
- ماعرفش... بس مش هقدر أكون قريب زي دلوقتي

"ساد الصمت قبل أن يتفوه عمر قائلاً"
- أنت لايق عليها اكتر منه عموماً

"ثم اتبع متسائلاً"
- في حد غيرنا عارف اللي أنت قلته ده؟

"اومأ آدم قائلاً"
- بابا

"عاد ليسأله"
- وعلي؟ تفتكر مش واخد باله؟

"نظر له آدم متعجباً ليقول"
- ازاي؟

"هز عمر كتفيه قائلاً"
- ماعرفش بس أكيد حاسس نفس الحاجة اللي أنا حسيتها لما شفته بيتكلم مع رقية كتير، وعشان كده مش بيرتاحلك زي ما أنت كمان مش بترتاحله

"ظل آدم صامتاً ليتبع عمر قائلاً"
- خلي بالك، مهما كان فهو خطيبها ولازم تحترم حاجة زي دي

"اومأ آدم برأسه إيجاباً دون كلمة وهو يشعر بالعجز والضيق مجدداً وهو يجد نفسه مضطراً لاحترام وجود شخص لا يحترم فرح من الأساس، ومع ذلك، لا يمكنه أن يتحرك أو يفعل أي شيء ليكشفه أمامها."

***

"وبعد أن انتهى الجميع من تناول العشاء، قام كريم من مكانه قائلاً"
- أنا رايح لعمو عزيز

"سأله رامز قائلاً"
- عزيز؟! هو عنده حفلة النهاردة كمان؟

"قال كريم في سعادة"
- عمو عزيز كل يوم عنده حفلة

"ثم نظر إلى البقية وقال"
- تيجوا معايا؟

"قام رامز من مكانه قائلاً"
- أنا رايح
"ليؤيده رامي قائلاً هو الآخر"
- أنا كمان جاي

"نظر الصغار إلى كل من ندى وشمس ليسألهما كريم"
- جايين؟

"صمتت كل منهما قليلاً لتسأله شمس قائلة"
- الحفلة دي فيها بنات كتير؟

"ضحك كريم قائلاً"
- ده عمو عزيز يا طنط! تلات جوازات كل سنة، وكلهم في العشرينات

"فقالت كل من ندى وشمس في نفس الوقت"
- يبقى احنا كمان جايين

"وبالفعل، ذهب الجميع إلى حيث منزل السيد عزيز ليجدوا حفلاً كبيراً وموسيقى صاخبة وأناس كثيرين بالداخل. توجهوا إلى الحديقة ليلمحهم عزيز ويستقبلهم بسعادة كبيرة قائلاً"
- العيلة المفضلة بالنسبة لي، يا أهلاً وسهلاً!

"عانقه رامز قائلاً بابتسامة"
- ازيك يا عزيز؟ واحشني

"ربت عزيز على ظهره قائلاً"
- أنت اكتر يا رامز والله

"ثم نظر إلى ندى التي كانت جواره ليبتسم مغازلاً وهو يقول"
- ازيك يا ندى؟ مش هنبطل نحلو ولا إيه؟

"ضحكت ندى بينما قال رامز"
- إيه يا عزيز؟ عايز تتخانق زي أول مرة ولا إيه؟

"ضحك عزيز بينما يرفع يديه مستسلماً ليقول"
- لا يا عم! كفاية أول مرة... أنا مش قدك

"وبعد أن صافح البقية، توجهوا جميعاً إلى حيث الحفل وجلسوا. أما كريم، فقد ذهب مع السيد عزيز ليتحدثا كالعادة، فعلى الرغم من فرق السن الكبير بينهما، إلا أن عزيز كان يعتبر كريم صديقاً له، بينما يعتبره كريم العم الثاني الذي لم تنجبه جدته، فقد كان أحد العوامل التي ساهمت في فساده منذ سن المراهقة، ولطالما كان يرى أنه شاب ذكي ولو عمل بالشركة مع والده فسيحقق نجاحاً سريعاً.
وأثناء ما كانا يجلسان سوياً، سأله عزيز بابتسامة ذات مغزى"
- احكيلي! إيه أخبارك؟ في حاجة جديدة؟

"ابتسم كريم في مكر قائلاً"
- طبعاً، أنا كل يوم عندي حاجة جديدة، آخرهم النهاردة الصبح

"سأله عزيز"
- مين؟ أنا عارف كل اللي موجودين هنا

"أجابه قائلاً"
- واحدة اسمها كارلا، لبنانية أمريكية

"قال عزيز في ذهول"
- كارلا؟ يخرب عقلك، ده أنا كنت ناوي اتعرف عليها

"ضحك كريم قائلاً"
- معلش، ضاعت منك المرة دي

"ضحك عزيز ثم قال"
- طب وإيه؟ مافيش واحدة جابت رجلك خالص؟ مش ناوي تيجي تقولي أنا وقعت زي الأهبل وحبيت؟

"هز كريم رأسه في نفي قائلاً"
- مافيش خالص، مش عارف في إيه، كل اللي قابلتهم ماينفعوش

"قال عزيز مطمئناً"
- ماتستعجلش على نفسك، بكرة تقع زي ما كلنا وقعنا

"قال كريم بينما كان يطالع الموجودات بالحفل"
- طب ما تنقيلي واحدة على ذوقك دلوقتي

"أخذ عزيز يطالع الفتيات الموجودات حتى قال"
- شايف البنت اللي جنب الشجرة اللي ادامنا على طول دي؟ اللي لابسة فستان أصفر، دي حلوة.. روح كلمها

"قام من مكانه وذهب كي يتعرف عليها، بينما عاد عزيز ليجلس مع رامز ورامي. سألهما"
- وأخبار القاهرة إيه؟ لسة زحمة وتخنق برضو؟

"أجابه رامي قائلاً"
- لسة زحمة، أنت مش ناوي تيجي زيارة خالص؟

"رد عزيز قائلاً"
- مستحيل، أنا كفاية عليا آجي في المناسبات، والحقيقة مافيش حد بهتم إني آجي القاهرة عشانه غيركم، فلو عايزين تشوفوني افضلوا اعملوا أفراح وحفلات كتير

"ضحك رامز قائلاً"
- حلو، يبقى هنشوفك في فرح رقية، هتتجوز كمان شهر ونص

"هنأه عزيز قائلاً"
- ألف مبروك يا رامز!
"ثم اتبع قائلاً"
- خلاص كده، يبقى هتشوفوني في القاهرة كمان شهر ونص

"سأله رامي قائلاً"
- والشغل يا عزيز؟ أنت بجد مش راجع الشغل تاني؟

"هز عزيز رأسه في نفي قائلاً"
- لا أنا كفاية عليا التلاتين سنة اللي فاتوا، أنا دلوقتي في معاش مبكر، مية وهوا ووجه حسن، هعوز إيه أكتر من كده؟

"ثم اتبع قائلاً"
- وبعدين أنا لو رجعت هيبقى قصادكم منافس ماتقدروش عليه، خليكم في الأمان أحسن

"ضحكوا سوياً لينظر عزيز إلى رامز ويقول"
- على سيرة الشغل، عارف أنا لو هرجع إيه أول حاجة هعملها؟ هعين كريم عندي
"نظر له رامز في دهشة ليكمل عزيز قائلاً"
- أنا مش عارف أنت ازاي ساكت عليه كل ده؟ معقول مش واخد بالك إنه لو بدأ شغل هينقل شركتكم دي نقلة تانية؟

"قال رامز في يأس"
- أنا حاولت كتير، بس زي ما أنت شايف... مش في دماغه أصلاً، وأنا مش عايز اغصبه على حاجة

"قال عزيز في جدية"
- ده أنت لازم تبقى ديكتاتور معاه في الحتة دي بالذات، مافيش مرة قعدت أتكلم معاه إلا وقلت الواد ده دماغه سم وماحدش يعرف يسلك معاه. هو أنا اللي هقولك يا رامز؟ ده مافيش حاجة ماخدهاش منك. أنت محتاج حد زيه في الشركة، وهتشوف هيعمل إيه

"اومأ رامز وهو يعلم تماماً أنه محق ليقول"
- هحاول معاه تاني

***

"وفي اليوم التالي صباحا، كانت كل من فرح وفريدة تجلسان على الشاطئ تقومان ببناء قلعة من الرمل عندما جاء صبي يركض بسرعة كبيرة فقام بهدم القلعة لتتحول إلى كومة رمال مجدداً دخل بعض منها في عيني فرح التي صرخت في ألم لتقوم فريدة من مكانها بسرعة وتركض خلف هذا الصبي المعتوه وتلقنه درساً.
انتبه لها فتوجه مسرعاً ناحية منزله لتتبعه فريدة في اللحظة الأخيرة عندما أغلق باب المدخل الحديدي في وجهها لتزداد غضباً وتطرق الباب بكلتا يديها قائلة"
- افتح الباب احسنلك، أنت فاكر إنك هتستخبى مني؟

"مرت لحظات وهي تطرق بقوة قبل أن تجد الباب يُفتح ويطل منه رجل بدى أنه في أوائل الأربعينات، نظرت له
فريدة قبل أن تقول"
- هو البيت ده مسحور يعني؟

"ابتسم الرجل وهو يراها بتلك الحالة الفوضوية، فثيابها كانت متأثرة برمال الشاطئ وشعرها المجعد الذي كان مربوطاً منذ لحظات قد انزلقت منه ربطته لكثرة الركض. سألها"
- أنتِ مين؟

"قالت في ضيق"
- أنا واحدة كانت قاعدة عالشط مع أختها بتبني قلعة رمل لغاية ما ابنك جه هدها وجري

"ثم أخذت تحاول الرؤية من خلفه لتقول في غضب"
- هو فين؟ أنا هشوف شغلي معاه

"ضحك الرجل ليقول"
- هتضربي عيل صغير؟ وادام أبوه كمان؟ إيه الجراءة دي؟

"نظرت له للحظات قبل أن تكتف ذراعيها أمامها وتقول"
- مش هضربه... بس لازم يعتذر، ماحدش يعمل كده أبداً

"ابتسم الرجل قائلاً"
- أنا آسف يا آنسة...

"اتبعت قائلة"
- فريدة

"عاد الرجل ليكرر قائلاً"
- أنا آسف يا آنسة فريدة، وعشان أضمن إنك مش زعلانة فأنا هعزمك على عصير مانجا هنا في الجنينة، إيه رأيك؟

"قالت فريدة في تذمر"
- أنا كنت عايزاه هو اللي يعتذر، عموماً خلاص مش مشكلة، عن إذنك

"ولكنه أوقفها ليقول"
- أنا هخليه يعتذر، هو مستخبي في اوضته، حضرتك ممكن تتفضلي جوة وتشربي العصير وأنا هندهله حالاً

"بدت مترددة ليتبع في تهذيب"
- من فضلك يا آنسة فريدة

"ظلت في مكانها قبل أن تومأ برأسها دون كلمة وتدخل، أحضر الرجل لها العصير لتشربه، ومرت دقائق قليلة قبل أن تجده يأتي ومعه الصغير لتقوم من مكانها في تحفز لينكمش الصبي في خوف. ابتسم الرجل قائلاً"
- أنا جبت إياد عشان يعتذرلك يا آنسة فريدة

"نظرت إلى الصبي فقال"
- أنا آسف... ماكانش قصدي

"أشارت فريدة له بسبابتها قائلة في حزم"
- بعد كده تجري بعيد عن الناس اللي بتبني في الرمل، مفهوم؟

"اومأ الصبي برأسه في طاعة ليركض من أمامها بينما ضحك الأب قائلاً"
- راضية كده؟

"هزت فريدة رأسها لتقول"
- تمام، حصل خير

"ابتسم الرجل قائلاً"
- أنا ماعرفتكيش بنفسي، أنا رؤوف... رؤوف صبحي

"ابتسمت فريدة قائلة"
- تشرفنا

"سألها قائلاً"
- أنتِ جارتنا من زمان؟ دي أول مرة اشوفك فيها

"ردت فريدة قائلة"
- بيتنا بقاله سنين كتير... من قبل ما أنا اتولد

"ثم أشارت في اتجاه بيتها لتقول"
- هو بعد سبع بيوت من ناحية اليمين

"سألها قائلاً"
- فعلاً؟ عيلة مين؟

"أجابته قائلة"
- الراوي

"اتبع سؤاله بسؤال آخر"
- وأنتِ بنت مين في عيلة الراوي؟

"ردت قائلة"
- رامز الراوي

"ابتسم قائلاً"
- تشرفنا يا آنسة فريدة!
***

"أما عن فرح، فعندما تلقت تلك الدفعة من الرمال في وجهها، لم ترَ فريدة عندما ركضت خلف الصبي فأخذت تنادي وهي تبكي"
- فريدة الحقيني!

"وعندما لم تسمع رداً صرخت"
- فريدة!!!

"كانت ندى قد استمعت إلى صوتها ورأتها بتلك الحالة فتقدمت ناحيتها في قلق لتقول"
- إيه اللي حصل يا فرح؟

"قالت فرح باكية بينما كانت مغمضة عينيها بشدة"
- الولد هد القلعة بتاعتي والرملة دخلت في عيني مش شايفة... هتعمي يا مامي!!

"أمسكت ندى بيدها كي تقوم معها وقادتها ناحية المنزل ليراها الجميع بهذه الحالة. تقدم والدها ناحيتها ليسأل"
- ايه اللي حصل؟

"ردت ندى قائلة"
- في رملة دخلت في عينيها

"قالت فرح باكية"
- أنا هتعمي، صح؟

"قال مطمئناً"
- ماتخافيش يا فرح! اغسلي وشك وهنروح المستشفى

"ذهبت فرح مع والدتها كي تغسل وجهها ولكن عينيها كانت لا تزال تؤلمها فأخذها والدها ووالدتها إلى المشفى وعادت بضمادة على عينيها، والتي قال الطبيب أنها ستظل هكذا لأيام قليلة حتى تشفى من الالتهاب.
وأثناء ما كانت فرح تجلس في غرفتها في حزن، كان رامز وزياد وكريم يجلسون إلى جوارها ليقبّل رامز جبينها قائلاً"
- ألف سلامة عليكي يا روح بابي!
"قالت فرح في حزن"
- الله يسلمك يا بابي!

"ثم اتبعت في ضيق"
- أنا عمري ما هلعب في الرمل تاني، هفضل جوة البيت على طول

"قال زياد فجأة"
- فرح!!

"أجابت في حزن"
- نعم؟
"وضع إصبعين أمام وجهها ليقول"
- دول كام؟

"أخذت فرح تلوح بيديها في اتجاهات متعددة وهي لا تدري أين يجلس لتقول"
- قوم من جنبي مش عايزاك

"ربت كريم على كتفها ليقول"
- معلش يا فرح، ألف سلامة عليكي

"عادت لتقول في حزن"
- الله يسلمك يا كوكي!
"اتبع كريم متسائلاً"
- ما تشوفيلنا الساعة كام دلوقتي كده

"عادت لتلوح بيديها في اتجاهات مختلفة حتى استطاعت أن توكزه في كتفه ليقول رامز مستنكراً"
- احترم نفسك أنت وهو

"ثم اتبع قائلاً"
- دي طريقة تعاملوا بيها حد أعمى؟

"ضحك الاثنان بينما قالت فرح في صدمة"
- هو أنا خلاص اتعميت يا بابي؟
"قال مهدئاً"
- يا حبيبة بابي أنا بقول افرضوا، الدكتور قال في أمل تشوفي تاني

"وضعت يديها على وجهها باكية ليمسك رامز بيديها وينزلهما قائلاً"
- يا فرح أنا بهزر، ده مجرد التهاب وهيروح، وبعدين أنتِ عيطتي عياط يغرقلنا البيت مش يغسل عينك بس، الدكتور حط الشاش ده لغاية ما عينك تروق وهنشيله

"سألته وقد هدأت"
- يعني عيني هترجع زي الأول؟
"ربت على يديها قائلاً"
- أيوة

"قال زياد بدوره"
- طب بما إنك كويسة، قوليلي دول كام بقى؟

***

- يلا بقى يا أدهم! عايزين نلعب طايرة عالشط

"قالتها شمس بينما كان أدهم يلعب أمام آدم ومازن مباراة على طاولة كرة القدم، رد أدهم بينما كان يتابع حركة الكرة الصغيرة كي يصدها في تركيز شديد"
- ثواني وهخلص

"قالت في تذمر"
- بقالك عشر دقايق بتقولي ثواني، أنت الثانية عندك بكام بالظبط؟

"ثم اتبعت"
- خليني أنا ألعب عشان نخلص

"قال مازن فجأة"
- أوعى تسيبلها مكانك، دي أول ما بتمسك الدراع بتكسب

"سألت شمس قائلة"
- أنتو كام كام؟

"رد آدم بينما كان يحاول أن يحرز هدف الفوز"
- 2-2

"اومأت في هدوء قبل أن تمسك أحد الأذرع الموجودة في جانب أدهم لتلفها ضاربة الكرة تجاه فتحة المرمى بقوة محققة هدف الفوز لتبتسم بعدها في ثقة قائلة"
- كده خلصنا

"زفر آدم ومازن في ضيق ليقول مازن"
- عشان كده مش بنخليها تلعب معانا

"بينما عانقها أدهم في سعادة ليقول"
- أنا ماتجوزتكيش من فراغ

"بعدها، خرج الجميع للعب على الشاطئ، ومر بعض الوقت حتى خرجت فرح من غرفتها وكانت تحاول النزول على السلم وهي تتمسك في السور جيداً حتى لا تسقط حتى انتبهت إلى صوت ما يقول"
- عاملة إيه دلوقتي يا فرح؟

"ضمت حاجبيها قائلة"
- مين؟
"ضحك قائلاً"
- أنا آدم

"ثم اتبع قائلاً"
- تحبي اساعدك تنزلي السلم؟

"قالت رافضة"
- أنا بعرف انزل لوحدي

"ثم حركت قدمها في خوف حتى لمست الدرجة لتنزل ثم عادت لتحرك قدمها الأخرى ناحية الدرجة التالية لتشعر به وقد أمسك بيدها ليساعدها قائلاً"
- خليني اساعدك، هما سلمتين كمان وخلاص

"قالت في خوف وهي تسير معه"
- في سلمة تانية؟

"ضحك قائلاً"
- أنتِ أول مرة تيجي هنا يا فرح؟

"قالت متذمرة"
- ما هي دي أول مرة اتعمي، هعرف منين؟!

"قال مستنكراً"
- تتعمي إيه؟ ده التهاب بسيط

"ثم اتبع قائلاً"
- وبعدين الكلام ده اللي بيخليهم يضحكوا عليكي

"قالت متسائلة"
- هو أنا مش سامعة صوتهم ليه؟

"قال في مكر وهو يعلم أنها ستصدقه"
- ما هم حوالينا اهو؟! ازاي مش سامعاهم؟

"قالت في ذعر"
- فين صوتهم؟ أنا مش سامعة حاجة، كمان بقيت مابسمعش؟ هو الرمل يعمل كل ده؟

"وكادت أن تبكي مجدداً قبل أن تجده يضحك عالياً ليقول"
- ما أنتِ سامعاني وبتردي اهو، ازاي مابقيتيش تسمعي؟

"قالت في ضيق"
- حتى أنت بتشتغلني؟ مش هنسالكم الحركات دي أبداً

"عاد ليضحك قبل أن يقول"
- طيب أنا آسف، خلينا نخرج برة

"قالت في خوف"
- لا مش عايزة رمل

"ثم اتبعت"
- أنا عايزة اقعد في البلكونة

"ثم مدت يديها إلى الأمام كي تتحسس خطاها إلى الشرفة ليضحك منها قبل أن يمسك بيدها مجدداً ويقودها ناحية الشرفة أخيراً، وعندما جلسا هناك، سألته"
- هما فين بقى؟

"أجابها قائلاً"
- كلهم بيلعبوا طايرة عالشط

"كتفت ذراعيها في تذمر لتقول"
- كلهم سابوني لوحدي

"ابتسم قائلاً"
- ما أنا قاعد معاكي اهو، ولا امشي؟

"قالت في هدوء"
- لا خليك

"ثم اتبعت"
- في مجلات هنا؟

"أومأ برأسه قائلاً وهو يقلّب في المجلات"
- آه موجودين

"ثم اتبع"
- ده في مجلد ميكي بتاع مازن كمان

"قالت في سعادة"
- حلو ده، اقرأهولي

"مر بعض الوقت وهو يقرأ لها من المجلد قبل أن تستوقفه قائلة"
- بتحب مين في شخصيات ميكي؟

"صمت يفكر قبل أن يقول"
- بطوط

"سألته قائلة"
- ليه؟

"أجاب قائلاً"
- عشان طيب وبيحب يساعد الناس، وبياخد باله من ولاد أخوه توتو وسوسو ولولو... صحيح بيبقى عبيط أحياناً بس هو طيب

"ضحكت ليتبع متسائلاً"
- وأنتِ؟

"أجابت قائلة"
- بحب زيزي

"سألها قائلاً"
- ليه؟

"قالت بابتسامة عريضة"
- عشان شبهي، بتهتم بالموضة والشوبينج وانفعالية وبتحب بطوط أوي وعلى طول واقفة جنبه

"مر الوقت وهما يتحدثان قبل أن تقول"
- خلينا نروحلهم بقى

"ابتسم قائلاً"
- مش خايفة من الرمل؟

"صمتت للحظات ثم قالت"
- لا أنا هغطي وشي

"ثم وضعت يديها على عينيها المغطاة من الأساس ليأخذها إلى الخارج ضاحكاً."

***

"عادت العائلة من عطلتهم الصيفية ومرت أيام قليلة حتى جاء يوم نزع الضمادة عن عيني فرح فتجمعت العائلة في غرفتها كي يعرفوا النتيجة بعد أن نجحت فرح في إشعارهم بالخوف من أنها قد تفقد بصرها بفعل ما حدث. جلست والدتها أمامها وفكت الضمادة عن عينيها في حذر لتجد فرح مغلقة عينيها بشدة خائفة مما يمكن أن يحدث لو فتحتهما. قالت ندى مطمئنة"
- افتحي عينك يا فرح! ماتخافيش

"مرت لحظات وهي مغمضة عينيها في خوف قبل أن تفتحهما ببطء وحذر حتى قالت في سعادة"
- أنا شايفة! عيني ماتأثرتش خالص

"التقط الجميع أنفاسهم في راحة أخيراً ثم أخذوا يهنئونها على الشفاء واحداً تلو الآخر ليجلس زياد أمامها ويقول"
- حمد لله عالسلامة يا بسكوتة!

"ابتسمت فرح في سعادة لتقول"
- الله يسلمك يا زيزو!

"ثم اتبعت"
- حلو التيشيرت الأحمر اللي أنت لابسه ده

"نظر لما يرتدي ثم نظر لها وقال بارتياب"
- أحمر؟! التيشيرت أبيض يا فرح

"رفعت حاجبها في هزل لتقول"
- فاكر أنت بس اللي بتعرف تشتغلني ولا ايه

"ثم ضحكا سوياً وتعانقا لتنظر فرح إلى فريدة التي كانت تقف خلفه لتقول هامسة"
- هو مش أحمر بجد؟

"شعرت فريدة بالدهشة ولكنها قالت"
- مش فارقة يا فرح! ما لو حطيناه مع الألوان هيحمر لوحده

***

"طوال تلك المدة، لم تتصل فرح بعلي أبداً، ولم يحاول هو الاتصال بها أيضاً حتى وجدته يتصل مساء يوم نزع الضمادة"
- ألو!

"قال علي متسائلاً"
- ازيك يا فرح؟ رجعتي من الساحل؟

"اومأت قائلة بنبرة عادية"
- أيوة رجعت

"صمت قبل أن يسألها قائلاً"
- مالك يا فرح؟ في إيه؟
"تنهدت ثم قالت"
- ولا حاجة

"ثم اتبعت"
- أنت تمام؟

"شعر أن هناك خطب ما فقال"
- أنا عايز اشوفك

"ثم اتبع قائلاً بنبرة حانية"
- وحشتيني أوي

"صمتت وقد تأثرت رغماً عنها لتقول"
- ماشي

"وفي المساء، استعدت وذهبت كي تقابله لتجده ينتظرها كالعادة مع باقة ورد كبيرة. كانت تتساءل إن كان يستخدم باقة الورد في كل مرة عمداً كمؤثر فعال عليها أم لا.
عندما وصلت له، قام من مكانه وعانقها قائلاً"
- وحشتيني
"ظلت صامتة حتى جلسا لينظر لها متسائلاً"
- مالك؟ في حاجة مضايقاكي، أنا متأكد

"سألته في هدوء"
- ماكلمتنيش ليه طول المدة دي؟

"ولأن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، قال"
- وأنتِ يعني اللي كلمتيني؟

"ردت قائلة"
- كنت هترد عليا؟
"قال ببساطة"
- آه، إيه اللي يخليني ماردش؟

"ردت قائلة"
- ماكنتش هتقولي أنت مشيت ليه

"قال بلا مبالاة"
- مش مهم، بس عالأقل أعرف إنك مهتمة

"قالت بنفس الهدوء المريب"
- أنا فاكرة كويس إني فضلت اجري وراك من الـ beach لغاية عربيتك عشان افهم حصل إيه، وأنت ماوقفتش لحظة بس تفهمني. ماكانش اهتمام ده؟ كان المفروض اجري وراك لغاية القاهرة؟

"صمت وهو يشعر بأنها غاضبة بالفعل ليستدرك نفسه قائلاً"
- أنا آسف يا فرح!

"ظلت صامتة ليتبع"
- كل الحكاية إن عمر خطيب رقية ده إنسان سخيف وشايف نفسه

"عادت لتسأله"
- وعمر هيكون سخيف معاك ليه؟ إيه اللي حصل؟

"قال ببساطة مرة أخرى"
- شافني بتكلم مع رقية... ليه وليه بقى

"لم تعلق على ما قال، ولكنها سألته"
- مش هتسألني عينيّ مالها؟

"سأل دون فهم"
- مالها؟

"صمتت للحظات قبل أن تقول"
- أنا قضيت الإجازة كلها بشاش حوالين عينيّ لأن دخل فيها رمل كتير والتهبت، لسة شايلة الشاش النهاردة

"هز رأسه قائلاً"
- الميكب مش مبين حاجة فمالاحظتش... آسف

"أومأت قائلة"
- بس أنا مش حاطة ميكب يا علي!

"نظر لها ولم يجد رداً لتقول بابتسامة هادئة"
- عموماً ولا يهمك، الموضوع بسيط يعني ومش مستاهل

"قال محاولاً إرضاءها"
- لا ازاي؟ أكيد مستاهل... ألف سلامة عليكي، المهم إنك كويسة دلوقتي

"أومأت قائلة بابتسامة أيضاً"
- الله يسلمك

"ساد الصمت بينهما قليلاً لتمسك هي بحقيبتها قائلة"
- أنا محتاجة ارجع البيت عشان اريح عينيّ شوية وأنام... على فكرة، كمان أسبوع هيكون في عرض ليّ... لو حابب تحضر يعني

"قال فوراً"
- أكيد هاجي

"أومأت دون كلمة ثم قامت من مكانها لترحل قبل أن يوقفها قائلاً"
- استني أنا هوصلك عشان ماتسوقيش بالحالة دي

"وفي الطريق، توقف أمام متجر للهدايا ثم نزل من السيارة ودخل المتجر لتمر دقائق قبل أن يعود إلى السيارة بحقيبة هدايا قدمها لها بابتسامة قائلاً"
- اتفضلي!

"قالت متسائلة"
- إيه ده؟

"أشار إلى الحقيبة قائلاً"
- شوفيها

"فتحت الحقيبة ورأت محتوياتها التي كانت عبارة عن عدة أشياء تحبها، ولكنها لم تفرح بل على العكس، دمعت عيناها رغماً عنها. سألها قائلاً"
- ايه رأيك؟؟ حلوين؟؟

"أدارت وجهها في الجهة الأخرى لتحاول مسح دمعاتها دون
أن يرى ليدرك هو كم الحزن الذي تشعر به، وشيء ما بداخله شعر بالإشفاق عليها والذنب لأنه قد تمادى معها هذه المرة. قال في هدوء"
- فرح!

"نظرت له دون كلمة ليقربها هو منه محتضناً إياها قائلاً بصدق"
- أنا آسف

"وجدت نفسها تسأله في حذر"
- أنت بتحبني؟

"قال فوراً"
- أنتِ بتسألي؟ أكيد بحبك

"أومأت برأسها دون كلمة ليكرر اعتذاره قائلاً"
- بجد آسف على اللي عملته ومش هيتكرر تاني، مش عايزك تروحي النهاردة وأنتِ زعلانة مني، قوليلي نفسك في ايه وأنا اعملهولك، نفسك في هدية تانية؟

"نظرت له قليلاً وقد شعرت بأنه حقاً لا يفهمها بل لا يعرفها لتقول"
- أنا مش عايزة هدايا يا علي!... عايزة أحس إنك بتحبني وبس

"قال في حنان"
- بحبك، وبموت فيكي كمان... بجد

"ظلت صامتة ليبتسم قائلاً"
- اضحكي عشان خاطري... مش متخيلة شكلك بيبقى حلو ازاي لما بتضحكي... أحلى بنت في الدنيا يا ناس!

"ارتسمت على وجهها ابتسامة ليمسح هو دموعها قبل أن يطالع وجهها متأملاً قبل أن يقول بصدق"
- عينيكي حلوين أوي يا فرح!... أنتِ جميلة جداً

"صدرت منها ضحكة صغيرة ليبتسم قائلاً"
- ايه؟

"قالت بابتسامة"
- دي أول مرة تقولهالي وأحس إنك قاصدها بجد

"أومأ برأسه مؤكداً"
- بجد يا فرح!

"ثم اتبع متسائلاً"
- مش زعلانة؟

"هزت رأسها في نفي قائلة بابتسامة"
- مش زعلانة

***

"عادت فرح إلى القصر لتقابل آدم في الحديقة. عندما رآها، ابتسم لها قائلاً"
- فرح! ازيك؟

"ابتسمت هي الأخرى في هدوء قائلة"
- كويسة

"عاد ليسألها قائلاً"
- عينيكي عاملة إيه دلوقتي؟ لسة بتوجعك؟

"هزت رأسها في نفي قائلة"
- دلوقتي أحسن الحمد لله

"أومأ في رضا ثم اتبع مشيراً إلى الداخل"
- أنا وزيزو هنلعب ماتش بلاي ستيشن. تحبي تيجي تتفرجي عليا وأنا بغلبه؟

"ضحكت ثم ردت قائلة"
- أكيد... بس الأول هطلع ارتاح شوية وانزلكم

"عاد ليسألها قائلاً"
- أنتِ كويسة بجد؟

"اومأت برأسها لتقول"
- ماتقلقش عليا

"صعدت فرح إلى غرفتها وبدلت ثيابها لتتمدد على سريرها وتغمض عينيها قليلاً كي ترتاح، ورغماً عنها ذهب تفكيرها إلى آدم.
إن آدم هو النقيض لكل شيء تراه في علي، لقد ظل مصاحباً لها طوال فترة الرحلة حتى لا تشعر بالوحدة أو الانعزال بسبب حالة عينيها، بينما علي لم يتصل حتى ولو مرة واحدة.
لم يحاول آدم من قبل أن يغيّر منها بأي طريقة، رغم علمه أنها تثق برأيه وتستمع إليه، بل كان دوماً داعماً لها، بينما علي يشعرها دوماً أن هناك شيء ما لو تغير فيها لأصبحت أفضل في نظره.
لقد كان مدحه المستمر لأي شيء تفعله رقية سبباً في أن تشك في نفسها وتشعر بأنها ليست كما ينبغي أن تكون... ليست مثل رقية.
لم يهتم علي يوماً بما تحب هي عدا الورود فقط كي يرضيها بعد كل كلمة سامة يلقيها، بينما كان آدم دوماً جوارها. عندما كانت أصغر، كان هو من يوصلها إلى معهد الباليه في كل يوم ويظل معها حتى تنتهي ومن ثم يعودا سوياً.
الآن، أصبحت ترى ولو جزءاً بسيطاً مما تراه عائلتها ولم تلاحظه هي من قبل. تذكرت ما أخبرها به علي منذ قليل عن أنها جميلة حقاً لتعاود التأثر من جديد. لقد كان يعنيها هذه المرة... لم يقلها فقط كي يرضيها أو يفرحها فحسب.
ظل رأسها يدور في تلك الأفكار حتى غفت لتستيقظ وتجد أنه ليس الصباح بعد، نظرت في ساعتها لتجد أنها الثانية عشر صباحاً.
قامت من مكانها ثم خرجت من الغرفة ونزلت إلى الأسفل لتجد آدم وزياد لا يزالان يلعبان معاً.
جلست على الأريكة خلفها تراقبهما، ومر بعض الوقت حتى شعرت بأنها تريد اللعب فجلست بينهما لتقول مخاطبة زياد"
- زيزو حبيبي!

"أجاب زياد قائلاً"
- نعم؟

"قالت بابتسامة طفولية"
- عايزة ألعب معاكم
"أجابها بينما كان منهمكاً للغاية في المباراة"
- لما الماتش يخلص يا فرح! وبعدين أنتِ مابتعرفيش تلعبي

"قالت في حزن"
- اخس عليك يا زيزو! ما أنت هتعملني

"قال زياد بينما كان يضغط على الذراع بشدة كي يسدد"
- لما أخلص طيب

"التفتت إلى آدم وقالت"
- آدم! عايزة ألعب

"ابتسم لها قائلاً"
- تعالي

"جلست جواره فقال زياد في تحدٍ"
- هتخسر يا حلو!

"ابتسم آدم قائلاً في ثقة"
- متهيألك

"أمسكت فرح بالذراع ليقول آدم"
- أنتِ هتكسبي، اعملي اللي هقولك عليه بس

"اومأت فرح برأسها وقد ضمت حاجبيها وعبست في تركيز ليبتسم آدم من منظرها قبل أن يملي عليها ما يجب أن تفعل وأي زر تضغط حتى استطاعت أخيراً تسديد هدف الفوز، هنا هتفت في سعادة قائلة"
- Yes!!! أنا اللي دخلت الجول

"قال زياد في صدمة"
- مش ممكن... ماينفعش

"ضحكت فرح في سعادة بينما قال آدم"
- كده بقينا ٢/٣ يا زيزو!

"قال زياد معترضاً"
- مش عدل... في تدخل خارجي

"رد آدم قائلاً"
- تدخل خارجي ايه يابني! أنا اللي قلتلها تجيب الجول ازاي

"قالت فرح مغيظة زياد"
- لو كنت خليتني ألعب معاك كان زمانك كسبان

"قال زياد في غيظ بعد أن قام من مكانه"
- ماشي... متعوضة

"ابتسم آدم في ثقة قائلاً"
- هستناك

"وعندما رحل، نظرت فرح إلى آدم وقالت بابتسامة"
- شكراً يا آدم!

"ابتسم آدم قائلاً"
- ده أنا اللي المفروض اشكرك... خليتيني أكسب

"ابتسمت دون رد فاتبع"
- ليكي هدية... قوليلي عايزة ايه؟

"صمتت تفكر قبل أن تقول"
- عايزة ايس كريم دلوقتي حالاً

"قال متعجباً"
- بجد؟ بس الساعة عدت 12

"رفعت كتفيها قائلة"
- ايه يعني؟

"صمت للحظات قبل أن يقول"
- صح... قومي معايا هنجيبه

"قالت في دهشة"
- بجد؟

"قال في مرح"
- طبعاً، البسكوتة تؤمر

"لتضحك فرح في سعادة قبل أن تقوم معه ويخرجا سوياً لتناول الآيس كريم."

***

"في اليوم التالي، وأثناء ما كان أدهم جالساً في مكتبه، فُتِح الباب ليطل منه كريم ويقول مقلداً صوت السكرتيرة الناعم وحركة رموشها المستمرة"
- صباح الخير يا أدهم بيه!

"ابتسم أدهم قائلاً"
- صباح النور يا مي!

"أغلق كريم الباب ضاحكاً ثم تقدم إلى الداخل وجلس على الكرسي الموجود أمام مكتبه ليقول"
- فظيعة سكرتيرتك دي، بتبذل مجهود في إنها تبان
كيوت أكتر من شغلها

"هز أدهم رأسه موافقاً ليقول"
- ده حقيقي

"ثم اتبع متسائلاً"
- إيه اللي جايبك هنا؟ مش عوايدك

"أخرج كريم تذكرتين من جيبه ليقول معاتباً"
- وأنا اللي كنت جايبلك تذاكر الحفلة اللي أنت دايخ عليها، أنا شكلي هاخدها وامشي

"اختطفها أدهم من يده ليراها ويقول في دهشة"
- جبتهم منين؟ الموقع كاتب إن التذاكر خلصت

"ابتسم كريم مختالاً ليقول"
- خلصت للناس العادية، إنما أنا لا

"قال أدهم بامتنان"
- شمس هتفرح جداً

"ثم اتبع قائلاً"
- في اجتماع كمان شوية للمديرين، ما تيجي تحضر جايز تحب الشغل

"قام كريم من مكانه وقال"
- طيب سلام عشان عربيتي مركونة صف تاني

"قال أدهم في يأس"
- مافيش فايدة... سلام!

***

"خرج من المكتب وتوقف أمام المصعد الموجود في الطابق ليجده قد تأخر فقرر أن ينزل على السلم. وصل إلى الطابق الأسفل ليلمح فتاة تقف أمام المصعد خطفت أنظاره تماماً بقامتها الممشوقة وثيابها الأنيقة وشعرها الأحمر.
اتسعت عيناه بانبهار ليتوجه ناحيتها حتى أصبح جوارها، تظاهر بأنه ينتظر المصعد مثلها حتى التفت لها ليقول"
- صباح الخير!

"نظرت له الفتاة ثم قالت بابتسامة لطيفة"
- صباح النور!

"صمت قليلاً قبل أن يسأل محاولاً فتح حديث"
- أنتِ جديدة هنا في الشركة؟

"قالت بابتسامة"
- يعني... بقالي ست شهور بس

"رفع حاجبيه في دهشة ثم قال مشاكساً"
- ازاي ماشفتكيش قبل كده؟!

"ضحكت ضحكة خفيفة لتقول"
- أنا كمان ماشفتكش قبل كده، أنت بتشتغل فين؟

"كاد أن يخبرها بأنه ابن صاحب هذه الشركة، ولكنه تراجع خشية أن تهرب منه فقال"
- أنا مهندس جديد، لسة متدرب

"هزت رأسها متفهمة ليتبع"
- أنتِ مهندسة؟

"هزت رأسها نفياً قائلة"
- أنا في قسم المحاسبة

"أومأ برأسه ثم قال"
- وأنتِ اسمك ايه بقى؟

"ابتسمت قائلة"
- نانسي

"قال بابتسامة شقية"
- ايه الاسم المدندش ده بس؟!

"ضحكت ثم قالت"
- وأنت اسمك ايه؟

"ابتسم قائلاً"
- كريم

"رفعت حاجبها وقالت مشاكسة أيضاً"
- اسمك عادي

"رفع حاجبيه قائلاً"
- بجد؟ ده أنا كنت فاكره cool

" عادت لتضحك ثانية ليشعر بسعادة بالغة لقدرته على إضحاك حبة الفراولة التي أمامه هذه، كاد أن يتحدث بشيء آخر قبل أن يُفتح باب المصعد فجأة ليجد عمه أمامه، شعر بصدمة خاصة عندما قال رامي"
- كريم؟! أنت بتعمل إيه هنا؟

"ارتبك كريم قبل أن يقول"
- كنت... كنت جاي أقدم على طلب إجازة، وخلاص اتقبل

"ثم اتبع سريعاً منهياً الحديث"
- بعد إذن حضرتك

"ثم رحل سريعاً تحت أنظار رامي المتشككة، ونانسي التي لا تستطيع فهم أي شيء مما حدث للتو، طالعها رامي قبل أن يقول"
- أنتِ مين؟

"شعرت بارتباك مفاجئ فهي لم تتعامل مع أصحاب الشركة من قبل، قالت"
- أنا... أنا اسمي نانسي، بشتغل في قسم الحسابات في الشركة

"نظر لها رامي دون رد قبل أن يتركها ويرحل. أما كريم، فقد وصل إلى سيارته أخيراً ليجلس داخلها وهو يشعر بالغيظ. لو لم يظهر عمه أمامه الآن لكان استطاع أخذ رقم هاتفها على الأقل.
إنها رائعة جداً... لا يمكنه أن يضيّع فرصة التعرف عليها، ولكن عليه أن يجد طريقة ليراها بعيداً عن الشركة وعن أي صدفة يمكن أن تكشفه أمامها مثلما حدث منذ دقائق."

***

"وفي المساء، وأثناء ما كان علي يجلس مع صديقه في المقهى يروي له آخر مستجداته، حكى له ما حدث آخر مرة مع فرح، وكان صديقه يستمع له دون كلمة لينظر له علي متسائلاً"
- ساكت ليه؟ مش هتقول حاجة؟

"ظل يحيى صامتاً قبل أن يقول"
- أنت ماتستاهلش البنت دي يا علي!

"قال علي في ضيق"
- أنت بتقول إيه؟!

"رد يحيى قائلاً"
- قبل بس ما تتحمق، أنت فعلاً مش شايف نفسك غلطان؟

"قال علي مجادلاً"
- غلطان في إيه يابني؟ وبعدين حتى لو، ما أنا جبتلها هدية وصالحتها وخلاص

"ابتسم يحيى قائلاً"
- جبتلها هدية؟ ده على أساس إنها ناقصة هدايا يعني؟ ولا حضرتك بتزغلل عينها بالفلوس مثلاً عشان تعدي عمايلك؟

"زفر علي في ضيق ثم قال"
- أنا مش فاهم أنت عايز إيه، وليه كل شوية بترمي على حوار إنها أغنى مني ده؟

"قال يحيى ببساطة"
- مش أنا اللي برمي يا علي! أنت اللي حاسس إنك قليل

"كاد أن يتحدث ليقاطعه صديقه قائلاً"
- أنت ماحبيتش فرح! في الحقيقة أنت اللي زغللت عينك الفلوس... الفلوس والنفوذ وكل حاجة... واحد هيناسب عيلة الراوي، مين مانفسوش في كده؟ أنت عجبتك الهالة اللي حواليهم مش أكتر، ومع ذلك حظك كان حلو، اخترت بنت زي الفل... بتحبك وعايزاك وبتعديلك بدل المرة عشرة مع إنك سخيف وماحدش يستحملك ربع ساعة غيري

"ظل علي صامتاً ليكمل يحيى قائلاً"
- تسكت أنت بقى وتحمد ربنا؟ لا، أهملتها وبصيت لأختها لغاية ما بقيت مفضوح وخطيبها لولا إنه عامل اعتبار لفرح كان علّم عليك، وبعد كل ده مستغرب هي ليه أخدت منك موقف لمرة واحدة بس؟

"قال علي في حنق"
- لا موقف ولا حاجة، أنا عرفت ازاي أصالحها ومابقيتش زعلانة مني

"اومأ صديقه قائلاً"
- عشان لسة باقية عليك... بس خدها مني... صبرها مش هيطول

"قال علي في غيظ"
- أنت بتدافع عنها كده ليه؟ على فكرة بقى هي بتعمل حاجات تغيظ برضو، كفاية ابن عمها اللي مابيفارقهاش ده

"قال يحيى متسائلاً"
- ابن عمها؟
"رد علي موضحاً"
- آه... قريبين من بعض زيادة عن اللزوم، مابرتاحلوش أبداً... مابحسش إنه بيتعامل معاها على أساس إنها بنت عمه وخلاص، وكل ما أقولها بلاش تبقي قريبة منه للدرجة دي، تفضل تقولي عيلتي ومش عيلتي

"قال يحيى بعقلانية"
- طب ما جايز الموضوع عادي فعلاً

"هز علي رأسه في نفي قائلاً"
- لا مش عادي، لو شفته هتعرف

"سأله يحيى قائلاً"
- وأنت بقى غيران عليها فعلاً ولا خايف الفرصة تضيع من إيدك؟

"قال علي منفعلاً"
- هو في إيه يا يحيى؟

"صمت يحيى للحظات قبل أن يقول"
- الموضوع ده مش نافع، الأحسن ليك وليها إنكم تسيبوا بعض

"هز علي رأسه في نفي ليقول"
- مش هسيبها، هي بتحبني

"رد يحيى قائلاً"
- وأنت بتحبها؟

"قال علي فوراً"
- طبعاً

"أومأ يحيى برأسه قائلاً"
- لما نشوف آخرتها إيه

***

انتهى الفصل

دانه عبد likes this.

روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.