آخر 10 مشاركات
لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل] نار الغيرة تحرق رجل واطيها،للكاتبة/ black widow (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          `][جرحتني كلمتهاا][` (الكاتـب : بحر الندى - )           »          نار الغيرة تحرق رجل واطيها ....للكاتبة....black widow (الكاتـب : اسيرة الماضى - )           »          وصية الزوج (الكاتـب : Topaz. - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          آسف زوجتى ..أريد الزواج من أخرى *_* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          [تحميل] تائهون إلى أن يشاء الله ، للكاتبة/ رررمد " مميزة " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree689Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-07-22, 05:39 AM   #91

nmnooomh

? العضوٌ??? » 314998
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 481
?  نُقآطِيْ » nmnooomh is on a distinguished road
افتراضي


وصلت الى الحزء الخامس من روايتك انها ابداع فاق الخيال
صراحة اجدتي في واحسنتي في روايتك
رواية مميزة متميزة
في اسلوبها وفي سردها
اكملي المسيرة ونحن معاك على الخط حبيبتي


nmnooomh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-22, 11:38 AM   #92

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,818
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية جميلة بانتظار الجديد

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-22, 08:41 PM   #93

فجر عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 503949
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 145
?  نُقآطِيْ » فجر عبدالعزيز is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
مرحبا🥰

العفوو اختي ....دون مجاملة أنت تستحقين ...مبدعة ..استمري الى الأمام👍💖

========

في البداية اتضح القليل السبب بمعاملة مناف الجافة لترف في الماضي وقد اثار استغرابي انه حانق عليها لأنها السبب في نفور سحاب منه بغض النظر عن الاشياء الاخرى التي ذكرها كاحراجها له امام اخوته !!...سؤالي هل كان يحب سحاب في الماضي والآن ترف أم ماذا؟!....هنا الجزء غامض لم افهم تماما😅
وقد اشفقت على ترف في هذا المشهد 😥
........

هههههههه تعجبني ترف وثقتها بما تفعل غير آبهة لردود فعل أي احد وسررتُ من العلاقة التي نشأت بينها وعشق رغم اختلاف شخصياتهما...فعشق اراها تتوافق مع درة اكثر واتمنى ان يصبحن ثلاثتهن صديقات هههه ويتفقن ضد الرجال😂....اقصد ان اصبحت درة سلفة لهما فأخشى بسبب الفروق الطبقية يتم رفضها من العائلة إن ارادها سطامنا زوجة له🥲....وددتُ لو اظهرتِ كيف اصبحتا ترف وعشق صديقتين بسبب اختلاف طباعهما❤

.........

راقية جدا جدا العلاقة بين عساف وعشق💕
اعتقد سيأخذها الى الجنوب الى بلدها😎
ونفس السؤال يراودني يا عساف احقا عشق تصادق ترف ههههه🤭

..........

درة وسطام❤❤❤

الاحظ عند مشهد سطام ودرة يتغير اسلوب السرد من الغائب الى المتكلم والمخاطب....اهذا مقصود لشيء؟😊 مجرد فضول🙈

آااه من سطام الذي يبدو غرق في حب درة ولكنه يكابر ذلك المغرور😍😌

.........

علاقة ترف وعشق بدت كأنهما شقيقتان وجدتا بعضهما😍👍

.........

عشق انسانة قوية وصابرة وخلوقة ....تحمّلت على نفسها كي لا تفسد فرحتهم.....تربية ملوكية بحق...تظهرين لنا كم هي ابنة أكابر تجمع الرقيّ والتواضع👍

..........

تعجبني جدا مشاهد جابر مع اولاده او الاشقاء بين بعض❤

.........

مسكينة درة ههههه اضطرت للاستعانة بالمغرور وها هو اغتر زيادة وخصوصا أن قلبه يهفو لها😎

........

اتخيل ترف ذات الكبرياء وهي تتمخطر 😌يليق بها ابنة الزعامة هههه.....ترف خارجها دلع وغرور وجرأة لكن احس أن داخلها هشة وتعاني من نقص واحتياج رغم عدم تقصيرهم بها عائلة عمها.....لا عوض عن وجود الوالدين وخصوصا الأم 💔

.......

لماذا كذب سطام على شقيقه وقال عن الجوهرة من اخبرته😂...احقا حماية لدرة خوفا من الكلام عنها بالسوء ؟🤔

........

شككت ان عشق حامل واتمنى ان لا تجهض لتكتمل فرحتهم🥰🌷....عساف حنون ومخلص ومحب...رجل بمعنى الكلمة

......

جابر العم والأب العطوف لترف....احترمه كثيرااا ...شخصية رائعة😍
اتشوق للمشهد الذي سيجمع بين مناف وترف في غرفة واحدة والذي اكيد سيخلو من الرومانسية ههههه اتوقع قصف وضرب جبهات ههههه حرب شعواء 😂😂😂متحمسة لرؤية بماذا سيقذفان بعضهما وما هي التهم التي سيوجهها احدهما للآخر.....أم سيدخلان ببرود وكل منهما يكابر دون ان يتواجها عن الماضي؟😶....متأكدة أن ترف ستحرمه نفسها لأنها مجروحة ولنرى ماذا سيحصل😅💔

..........

لم افهم ...عشق اجهضت ام ما زال الأمل موجود باتمام الحمل💔

........



كالعادة لا اعرف كيف تأتي النهاية بهذه السرعة من الجمال😍😍
سلمت يداك على الفصل الرائع اختي فجر.....ننتظر القادم بشوق باذن الله🌷🌷🌷

جمعة مباركة🌴


اهلا وسهلا الحان ، شكرا لكِ حبيبتي ، اما من ناحية عشق ، نعم مع الاسف كان اجهاض ، لهذا السبب تقول والدته عوض الله جميل ،
وبالنسبة لترف وعلاقتها بمناف سيتضح لترف بالاجزاء القادمه هل هناك املاً لها بمناف ام انه ملك لسحاب كلياً ،
وسيتبين ايضا كيف نشئت صداقتهم وستحبين ذلك حتما

وسطام المتذبذب عندما اخبر مناف بأن يقول ان الجوهره اخبرته خاف ان يكشف فأخبر مناف ان يخرجه من ورطته وعلم مناف حينها ان احدى الخادمات التي يعبث معهن سطام بالعاده قد اخبرته ، لهذا استنكر .. لكن سطام توجع ان تكون دره في هذا الموضع ان يشار اليها بالعابثه ..
سررت حقا بتعقيبك الحان ❤❤


فجر عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-22, 08:04 PM   #94

فجر عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 503949
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 145
?  نُقآطِيْ » فجر عبدالعزيز is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nmnooomh مشاهدة المشاركة
وصلت الى الحزء الخامس من روايتك انها ابداع فاق الخيال
صراحة اجدتي في واحسنتي في روايتك
رواية مميزة متميزة
في اسلوبها وفي سردها
اكملي المسيرة ونحن معاك على الخط حبيبتي

شكرا لك عزيزتي ، يسرني بأنها نالت اعجابي وانك احد قرائي ❤


فجر عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-22, 08:05 PM   #95

فجر عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 503949
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 145
?  نُقآطِيْ » فجر عبدالعزيز is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة msamo مشاهدة المشاركة
رواية جميلة بانتظار الجديد

شكرا لك على مرورك عزيزتي ، بإذن الله ..


فجر عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-22, 05:51 AM   #96

فجر عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 503949
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 145
?  نُقآطِيْ » فجر عبدالعزيز is on a distinguished road
افتراضي

صباح الخير قرائي ..
كيف حالكم ؟
اتمنى ان تكونوا في صحة جيده ..
حقا انا محبطة منكن .. انتن لم تعقبن على الجزء السادس ..
هل اشتقتم لابطالكم ؟
هل تودون ارفاق الجزء السابع ؟
سأرفقه اليوم ان وعدتوني بأن لاتجعلوني اصاب بالاحباط والفتور مجدداً .. فأ انا على شفى حفرةٍ منه ...


فجر عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-22, 06:06 AM   #97

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,255
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فجر عبدالعزيز مشاهدة المشاركة
صباح الخير قرائي ..
كيف حالكم ؟
اتمنى ان تكونوا في صحة جيده ..
حقا انا محبطة منكن .. انتن لم تعقبن على الجزء السادس ..
هل اشتقتم لابطالكم ؟
هل تودون ارفاق الجزء السابع ؟
سأرفقه اليوم ان وعدتوني بأن لاتجعلوني اصاب بالاحباط والفتور مجدداً .. فأ انا على شفى حفرةٍ منه ...
صباح النور فجرنا الجميلة🌺
الحمد لله بخير❤

اياك ان تحبطي....فقط اصبري وباذن الله ستصلين الى ما تتمنين🥰
اكيد اشتقنا الك ولابطالنا الحلوين😎اهم شي خليك قوية لأنه روايتك قوية وجميلة جدا وما تفكري ولا لحظة تتركيها.....استمري ونحن معك ان شاء الله👍🌷


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 22-07-22, 05:32 AM   #98

nmnooomh

? العضوٌ??? » 314998
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 481
?  نُقآطِيْ » nmnooomh is on a distinguished road
افتراضي

عزيزتي روايتك جميله جدا ولكن ينبغي الاستمرار في الكتابة حتى تحشرينا داخل اروقتها فنحن في البدايات يعني تونا طلينا عليك من الباب فقومي بدورك واحشرينا بين جنبات الروايةاللذيذة اللي اتخيل اصحابها من اللي يلبسون عمامة ولبس افلام صلاح الدين الايوبي وجماعته يعني الرواية عالم اخر ومختلف بسرده عن الروايات الاخرى بس يبيلنا نقرأ المزيد من الفصول
واعترف لك انه مع انه الرواية جديدة ولكني ابحث فيها يوميا عن فصل جديد راصاب بالاحباط لعدم نزول جرعة اسبوعية😁
واقترح عليك ان تنزلي جزئيات من الفصل على شكل الغاز مبهمة حتى تزيد التفاعل وتجذب الزوار😎
لكن انا لا اعرف ان اصفصف عبارات وتحليلات
لا اعرف الا ان اكتب سطرين تعليق وذلك ليس عيبا في الروايه ولكن لا يستهويني السرد النقدي🥴واعتذر منك على هذا الخلل الفني عند اختك القارئة الفقيرة لله
واصلي ي مبدهة فروايتك حقا ابدااااع


nmnooomh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-22, 08:54 AM   #99

فجر عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 503949
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 145
?  نُقآطِيْ » فجر عبدالعزيز is on a distinguished road
افتراضي

الجزء السابع ..



|

فتحت عينيها بقوة وهي تضع يديها على قلبها ..
تنفست بهلع .. جلست وهي تذكر الله مراراً بداخلها ..
نظر لها محمد الجالس امام أوراقه ..: هل انتِ بخير حبيبتي؟
رفعت عينيها لتلك الملامح الحانية .. : محمد .. رأيت مناماً غريباً..
رفع نظاراته للأعلى ..: خيرا ان شاء الله
ارجعت شعرها للخلف وهي تنظر للفراغ.. تستذكر الحلم..
تكلمت بشفتين راجفه هامسه ..: رأيتني اجتمع بأطفالي الميتين محمد ..
ترك القلم واستقام متجهاً اليها ..جلس مقابلا لها .. نظرت له بعينين حزينة ..: كما رأيتهم ..محمد ..عندما خرجوا .. ساكنين .. كانت انشد لهم تهويده .. ثم سمعت صوت بكاء .. نظرت لأطفالي .. كانوا ساكنين ..
خرجت اتبع الصوت .. فوجدت طفلا بالباب.. يبكي ..
تهدج صوتها بدموع ..: انحنيت والتقطته .. ذهبت به لأطفالي .. وما ان دخلت به حتى اصبح ساكن جداً مثلهم جميعاً ..
تساقطت دموعها وهي تنظر له ..: ارعبني الحلم محمد .. خفت جداً ..
احتضنها بحنان وهو يمسح دمعها ..: أضغاث أحلام عزيزتي .. استعيذي بالله من الشيطان
استعاذت بهمس .. وهي تغمض عينيها تنعم بأحضانه الدافئة ..
قال لها مهدئاً : سأتلو عليكِ آيات السكينة حاولي النوم حبيبتي مجددا الوقت متأخر...

|




[ ترف ]



اقفل الباب خلفها .. ابتسمت بسخريه .. وهي تستذكر ما قال عند انتهاء عقد القران " والان ماذا" .. لماذا لم تطرحه على نفسها حينه ..

وضعت الورد على طاولة الاستقبال الموجودة بجانب الباب و الموضوع بها طعام العشاء ..
: تبدين في غاية الجمال ..
ضحكت وهي تلتف له ..: هل تتملقني سيد مناف ؟
وضع يديه بداخل جيبيه .. وهو يتأملها بنظرته الغريبة والتي تمقتها جدا .. ابتسم
: انا لا اتملقكِ .. انا أقول الصراحة فقط ..
تكتفت بيديها ..: اذن لا تفعل ..
هز رأسه بالموافقة ولم تفارقه الابتسامة ..: سأفعل .. لكن سيظهرني هذا قاسيا قليلا ..
ضحكت باستخفاف : حقا ! ..
ذابت الابتسامة من على شفتيه واستعاد الجدية ..
نظرت له بعينين فارغه تعاكس امتلاء قلبها بالسموم ..: لنرسم الحدود ..مناف
هز رأسه برفض ..: لن اجعلك تملين علي ما تريدين ..
اكتست عينيها القسوة ورغبة عارمه في ايذائه .. : ارجوك لا تقل لي انك تتوقع امرأة خانعه اقصى طموحها إرضاء زوجها ؟
ابتسم مجددا : ماذا تتوقعين من رجلاً اجبرته علي الزواج منك ..؟
رفعت حاجبها بتهكم: لماذا لم ترفضني انت !
: ترف.. اعتقد بأننا خضنا هذا الحديث من قبل .. لا فائدة من تكراره كل حين ..
وللمرة الأخيرة ابي لم يكن سيضع قيمةً لرغبتي امامك ..
أشار بيديه نحوها ..وهو يرمقها من الأسفل للأعلى :وها انتِ الان زوجتي كما تريدين .. وكما رغبتي .. ماذا تتوقعين مني ؟
ابتسم ببرود مخيف : ان ارسم حدود بيني وبين زوجتي الجميلة للغاية والمثيرة .. والتي فرضت علي ان لا اتزوج امرأة أخرى سواها ؟
نظرت له بقهر .. أيعقل انها واقعةً بغرام هذا الرجل امامها ؟.. وان جرحها الى الان ندي .. ولم يجف ولم يشفى ؟احقا عاشت كل تلك المدة تتجاهل جرحاً خطيراً بهذا العمق ؟
لكم تود الان ان تجيب وتقول نعم ! ولن تتجرأ حتى على رفع صوتك ..
وتستحق ما اوقعتك به وهذا مقابل جرحك لي .. لكن .. جُبنت .. ليس منه ..
ولا من الحديث ...
جُبنت ان يخرج صوتها ضعيفا ومهزوزا فتفضح كل المشاعر المسجونة ..
أشار برأسه بتساؤل عندما اطالت صمتها ..
انزلت رأسها ليديها تحرك خاتمه يمنة ويسرى ..
حتى تسيطر على مشاعرها التي استفاقت بعد غيبوبة طويلة...
رفعت رأسها بكل تشفي وتلك الرغبة في الايذاء تتعاظم بداخلها ابتسمت بحقد.. بالغ ..
تكاد عينيها تنطق به قبل لسانها ..خرج صوتها قاسيا وهي تنظر لعينيه حتى ترى الألم بهما: انا افعل ما تهمتني به سابقاً ..
:انا انفر تلك منك .. واحرجك مع اخوتك ..

اقتربت باسمة بشماته ..: اتعلم ان املك بها الان بات مستحيلا بسببي ..
: واني تزوجتك جبريا وذلك سبب وجيه يجعلك تخجل من اخوتك ؟ ..

رأته .. ذلك الألم الذي لطالما حلمت به يكتسي عينيه .. ويشد من قبضة يديه وينظر لها بيأس ..
سألت مجددا ..: اراهنك بأن هذا اسوء من زواجها بغيرك والانجاب ؟
اقترب منها خطوه ..وبصوت يفيض الماً : تحاسبينني يا ترف على ما مضى ؟
لم تحيد بعينيها المتشفية عن عينيه المتألمة ..: احقاً مضى مناف ؟
: مشاعري نحوها ام مشاعرك نحوي ؟
اقتربت بدورها .. التفت بها رائحته التي كانت ادمانها سابقاً ..شعرت بنفسها تغوص بها وتختنق ..
لكم ودت ان تمسك بثوبه بشده وتهزه حتى يستوعب ما ستقول .
.لكنها اشارت بسبابتها على نفسها وهي تؤكد على كل حرف ..: مناف .. انا اكرهك .. اكرهك بشده ..
اقسم لك انني ارغب في اذيتك اكثر مما تتخيل ..
انا لا ادعي هذا ..
تخيل انني قبلت ان أكون زوجة لا معنى لها تصحو كل يوم مع رجل تمقته ..
من اجل اذيتك ..
بأن تصحى كل صباح وتجد نفسك معي !! لا معها !!
مع تلك التي اقصيتها من حياتك لتكن برفقة الأخرى ؟
: كم انتِ عمياء البصر والبصيرة .. فلتصمت انا اكرهكِ ايضاً ..

دفعته بكلتا يديها ولم يتزحزح ..: لا تأمرني .. ربما لا تود وضع حدود لنفسك لكنني سأفعل..
ان اقتربت مني او حاولت .. او فكرت ... سأصرخ عاليا ..
ضحك بسخريه مرجعاً رأسه للخلف ..: ماذا ستقولين ؟
حرك يديه بتمثيل هستيري : انقذوني المجرم زوجي حاول لمسي ..
اجلى صوته وهو يرجع شعره الى الخلف ..وبسخرية ..: ستكون فضيحة كبيره بين الدول المجاورة ..
لا توقعيني بها ارجوكِ ..
رمقته باحتقار وهي تسير للداخل .. تاركةً إياه خلفها .. بمشاعر ثائره كما البركان .. اخمادها بات مستحيلاً ..

وجدت ملابسها نقلت الى الخزائن الداخلية بالغرفة ..
ووجدت أيضا هدايا كثيرة مغلفة وغير مغلفة يبدو انها من العائلة ..
بدلت ثيابها بصعوبة بالغة وهي ترتدي قميصا من اقمصتها السابقة ..لتثبت لنفسها انه لم يتغير شيء
رمادي اللون ..
من الساتان الناعم .. لديه حمالات سخيفة .. وفتحة ظهر واسعة ..
رمت بشعرها للخلف فغطى الفتحة بالكامل .. مسحت تبرجها ومزاجها السيئ في انحدار ..
وضعت يديها على مقبض الباب وهمت بالخروج.. عندها خطرت تساؤلات في داخلها..
هل حقا مناف سينظر لها في هذا القميص؟
هل هي جريئة الى تلك الدرجة !!؟
ام انها تحاول ان تثبت لنفسها انه ليس مهم وستمارس حياتها كما السابق ..؟
هل تتوق لرؤية الاعجاب بعينيه .. ؟
هل ستعجبه اصلاً؟
هل سيعتقد انها تحاول اغوائه؟
هل هي بالأساس تود اغوائه ؟
هل سيأتي يوماً ما يتخطون تلك العرقلة ..
حقا؟؟ منذ الساعة الأولى أصبحت تفكر بالتخطي؟
شعرت بالدوار بداخل هذه الدوامة ...
وضعت رأسها علي الباب وهي تغمض عينيها ..
حقاً عاودها ذلك السؤال " والان ماذا "
لا تعلم ..
حماقة ان ضنت انها ستذهب لنوم على ذلك السرير وكأن شيء لم يكن ..

ان يكون بجانبها تشاركه نفس الجناح والغرفة والسرير والغطاء دون أي مشاعر .. ماهي سوآ كذبة ..

ان تنظر لعينيه القاسية وطوله المهيب وصوته الرائع وشعره الأسود المموج دون أي مشاعر ماهي الا كذبة..
ان تتجاهل كل ذكرى مؤلمه جمعتهما وهو امامها دون ان تتأذى .. كذبه..
ان يرضخ مناف ان يكون زوجاً بالاسم فقط .. وان لا يتزوج عليها .. ماهي الا كذبة ..

وأن تنكر انها مازالت مغرمةً به لم تكن سوآ كذبة ...
كذبة موجعة ..

كانت مؤمنه من ان البعد يجعل الانسان يعتاد الغياب ..
ما الذي حصل الان !.. لماذا أصيبت بوعكة الشوق ..
وهو امامها .. قريب الى اقصى بعد ..
شعرت بسائل دافئ ينساب على خديها .. وبملوحته بشفتيها ..
مسحته بكلتا يديها بعنف ..
رفعت رأسها عاليا تستنشق اكبر قدر من الهواء ..
حركت مقبض الباب للأسفل وهي تخرج .. وجدته يجلس على السرير ينظر للفراغ بملامح لا تفسر ..
رفع عينيه ببطء عندما ظهرت باتجاهه ..
ابتسم بدفء وهو يرمقها بذلك القميص الضيق .. بلونه الذي يماثل مزاجها حالياً ..
وشعرها الأسود منساباً بنعومة متعدياً خصرها .. : هل ستصرخين حقا ان فكرت بلمسك ؟ .. لأن حقاً تراودني
أفكار ..واشعر بالخوف قليلا ..
توقفت امام التسريحة.. تنظر لها.. متجاهلة ما قال .. بوجه صامت دون تعابير..
ان كانت بارعة في امر ما .. فهو إخفاء كل ما تشعر به دون ان يظهر جلياً على وجهها ..
جميع حاجيتها رتبت هنا كما كانت في غرفتها .. كيف تمكنوا من ذلك .. شعرت بالغيض لتجرئهم ..
وضعت مرطباً على يديها ومن ثم اعادته بقسوة لمكانه .. كانت تشعر بنظراته تخترق ظهرها من الخلف ..
استدارت له .. فتوسعت ابتسامته ..
عقدت حاجبها بغيض : ما سر تلك السعادة ؟ ..
:تظنيني سعيد ؟
أسندت ظهرها على التسريحة من الخلف .. وكتفت ذراعيها وهي تنظر له باستخفاف ..: وحده الله علام الغيوب ..
تنهد وهي يرخي ظهره للخلف قليلاً ..: ترف .. تعتقدين بأن زواجنا نحساً ؟
: لم افهم ..
اغمض عينيه .. مستمتعا بالجلوس بعد ساعات الوقوف الكثيرة .. وبخفوت ..: في يوم زواجنا اصابت عشق الحمى ..
توسعت عينيها بصدمه .. واستقامت ببطء ..: ماذا !!
فتح عينيه بغرابة شديده عندما التمس الاهتمام بصوتها ..
اقتربت منه مما زاد تعجبه ..: هل عشق مصابة؟؟
هز رأسه دون استيعاب .. هل هناك امرا يثير اهتمامها حقاً ؟؟
لم تكن اثار الحزن باديه على وجهها .. ولا عينيها امتلت بالدموع .. لكن الاهتمام ينضح بصوتها ..
استدارت عائده لغرفة الملابس .. لبست فستانا اسود فوق قميصها ووضعت منديلها وخرجت مسرعة ..
تحت استنكار مناف الذي لحق بها وهو يسحبها من ذراعها : اجننتِ ؟
التف له وهي تسحب ذراعها من قبضته : لا تلمسني الا تفهم !!
نظر لعينها دون فهم : اين ستذهبين ..
: لعشق ..
ضحك باستغراب : عشق !! تودين الذهاب لعشق ؟ وفي ليلة زفافنا !! ولتصيبك العدوى ؟
تشعر بآثار قبضته علي ذراعها لم تزول ..رغم افلاته لها .. وكأنها خيوط لاذعه ممتدة من ذراعها لقلبها الذي تهاوى ..
همست وهي تنظر له رافعة رأسها بسبب طوله ..: انا لا اهتم بالعدوى .. وأريد ان اراها حالا ..
توسعت عينيه : هل تودين اقتحام غرفتها وهي برفقة زوجها ..
تنفست بغضب ..: اكرر لك حقا انا لا اهتم ..
كان ينظر لها بغرابة شديده واستنكار .. هل غيرتها الأيام .. ؟ هل أصبحت تهتم لغير نفسها ؟ ..
هل أصبحت طيبة القلب فجأة ؟ .. ام انها ستذهب للشماتة .. ؟
انزل رأسه لها : لماذا ؟ ..
ارتفع صوتها : لماذا .. ماذا ؟
: لماذا ستذهبين ؟
اكتسى ملامحها الاستهزاء ..: ولماذا سأذهب ؟؟ لأطمئن عليها .. والان اتركني اذهب..

استدارت ذاهبه للأجنحة الشرقية من القصر .. تاركةً اياه خلفها للمرة الثانية بمشاعر مختلفة تماماً ..
عن المرة الأولى ..





.
.
.

طرقت الباب بخفوت وهي تحاول ان تهيئ نفسها للأسوء.. طرقت الباب مجدداً ..
رفعت يديها لتعاود الطرق ..
لكن فتح الباب حينها عساف بحاجبين معقودين .. زاد انعقادها عندما رآها ..
شملت وجهه بنظره تقيميه ومن ثم رفعت فستانها للولوج للداخل متعديةً إياه ..
وقف قليلاً مصدوما من هذا الاقتحام الغير مسبق .. ومن تلك الجرأة الغير مسبقه ايضاً ..
..
تباطأت خطواتها عندما وجدتها مغمضة العينين بوجه شاحب ويديها ممتدة بجانبها..
يخترق مرفقها انبوب المغذي المعلق بالأعلى ..
انحنت على ركبتها ارضاً .. وامسكت بكفيها وهي تهمس ..: عشق ..
شدت على كفها .. بقلب يفتك به الألم ..
همست بألم بأذنها وهي تبعد خصلات عشرها الحمراء بيديها الأخرى
: عشق لا تتدللي .. لا قلب لي يقوى برؤيتك هكذا ..
قربت كفها الممسكة بكف عشق الحارة لقلبها وهي تكمل ..
: ستتخطين هذا اعدكِ .. كوني قوية من اجلي ..

:ترف..

التفت ترف له دون ان تفلت كفها..
وبصوت مهزوز حاولت قدر الإمكان ان لا يظهر البكاء به : هل تقدمت بالمرض؟
عقد حاجبيه عساف من سؤالها ..: لم افهم!
اعادت ترف وهي تنظر لعينه ..: ماذا قال الطبيب لك !
تكتف عساف باستياء .. في كل مره يشرح الامر يشعر وكأنه للتو تلقى الامر ..: يقول بأنها كانت في بداية الحمل و ..
حاول اجلاء صوته للإكمال .. : قال بأنه ..
فتحت شفتيها قليلاً بصدمة وهي تعاود الالتفات لها ..
اغمضت عينيها وهي تحاول جاهده التماسك ..
ارجعت يدين عشق بجانبها ....
نظرت لها مطولاً ..
لم تستطع إيجاد الكلمات الشافية.. ..
ربما الخسارة لا شفاء منها ..
استقامت ..
بقت واقف امام عشق قليلاً قبل ان تستدير لعساف ..
همست له دون ان تنظر اليه ..: لا تبتعد عنها .. هي في حاجة لك الان اكثر من الجميع ..

ثم تعدته للخروج ..
.
.
.
.




في صباح اليوم التالي ..


[عشق]
.
استفاقت بشعور كما الوخز اسفل بطنها .. وجفاف شديد ..
أصاب عينيها الضوء عندما فتحت عينها ..
اغلقتها سريعاً .. وهي تأن بألم ..
اقترب عساف بخوف ..: عزيزتي ..
فتحت عينها ببطء ..وبصوت متقطع بسبب الجفاف ..: عساف..
كانت تحاول الجلوس ..
امسك بكتفيها وهو يساعدها ..: على مهلكِ ..
همست بتعب ..: اريد الماء ..
ربت على كتفيها ..: سأجلبه لكِ حبيبتي .. لا تحاولي الوقوف ..
رفعت يديها تبعد شعرها .. فانتبهت للإبرة الموصولة ..لمستها بيديها وهي
تعقد حاجبيها من الصداع الذي يفتك برأسها ومحاولة استذكار ما حاصل ..
اه .. الألم الذي داهمها فجأة بعد الحرارة..
الدم الذي رأته ..
صراخ عساف بالطبيب ..
غطت وجهها بكفيها .. وهي تهمس بداخلها .. يا ألهي .. يا ألهي
: تفضلي حبيبتي ..
استقعد بجانبها .. سحبت يديها من وجهها وهي تنظر له بتساؤل تنتظر
الإجابة ..
قرب الماء من شفتيها ..: فلتشربِ ..
أبعدت الماء بيديها وهي تسأل ..: هل.. ذهب ؟
تنهد وهو يرجع شعرها للخلف : عزيزتي .. فلتشربي اولاً سنتحدث لاحقاً

امسكت بيديه ..: لا داعي لكل هذا .. فقط اخبرني مباشرة ..هل ذهب ..
اومئ برأسه بأسى بالغ ..
انحنت شفتيها للأسفل ..
امتدت ذراعه خلف عنقها وجذبها نحوه ..
شهقت ببكاء وهو يشعر بدفء دمعها على عنقها ..
همس لها وهو يربت على ظهرها ..: اهدئي ..اهدئي ..
رفع يديه لشعرها وهو يهمس ..: عشق .. لا تبكي ..مكتوبٌ ومقدر علينا ..سيعوضنا الله
شهقت مجدداً ..: انا اسفه..
جذبها من حضنه وبعينين حانية تخبئ الألم ..هامساً: على ماذا يا عيني حبيبك ؟
: أأنتِ اسفة على امر قدره الله علينا ؟ امر الله كله خير .. وعوضه اجمل .. طمئني قلبكِ ..عشقي ..
مسحت الدموع من خديها وهي تنظر له ..ببكاء..: اشعر بأنني ملامه عساف ..
أحاط وجهه بكفيها ..: بل كما اخبرتكِ .. قدر الله
انزلت عينيها للأسفل .. شعرت بحاجة ماسه لوالديها ..
أي الم شعرت به والدتها وهي تعيش هذه التجربة مرات عديده ..
بل الأسوء تصل الى المخاض وتراهم أطفالا كاملين .. متوفيين ..
غطت وجهها بكفيها مجدداً وبكت بألم ..
شد من احتضانها بحنان بالغ ..
لم يستطيع المواساة .. لابد ان تخرج ما بداخله سيفيدها ذلك عوضاً عن سجنه....
حرك يديه على ظهرها ذهابا واياباً
همست بصوت مخنوق : اريد الذهاب لوالدتي ..
: حسنا ..حبيبتي .. فقط استرخي ..الان ..




[درة]

تطوي المناشف النظيفة فوق بعضها وهي تنظر لروعة .. تنتظر ان تنتهي من حديثها مع العاملة الأخرى
نظرت للساعة المعلقة في الأعلى .. ستبدأ جولة التنظيف قريباً ..
نادت بهدوء: روعة ..
رفعت رأسها روعة وهي تلتف لها ..: نعم !
ابتسمت درة ابتسامة زائفه .. تكره تلك الروعة ..: اود محادثتك بأمر ما .. هل اقتربتِ ..
اقتربت روعة بفضول وهي تتكتف امامها .. : ما هو ..
حاولت درة ان لا تظهر الامر كما يبدو وان تبدو ملامحها غير مهتمة ..
: اود تبادل الغرف معك اليوم ..
رفعت روعة حاجبا وهي تهز قدميها..
رغم رغبتها العارمة في استلام منطقة سطام الوسيم لدرجة الموت بالنسبة لها ..
: ولماذا ؟
درة في محاولة إخفاء التوتر ..: لقد وعدت السيدة الجوهرة في إعادة ترتيب خزانتها ..
واشعر ان الامر سيطول ..
لا اود التأخر في العودة...
روعة وهي تبتسم : حسناً .. حتى ان وددتِ ان استلمها عنكِ دوماً

دره بفرح : حقا؟ .. سأكون ممتنة لكِ ..

كذبت وهي تجاري تفكير روعة ..: لا اعلم غرف الرجال لا تستهويني .. احب رؤية الفساتين والمجوهرات..

روعة بفرح ..: حقاً .. من اليوم سأستلم انا الاجنحة الشرقية ..
سوى جناح السيدة الجوهرة .. وجناح السدة عشق..
هزت رأسها درة بفرح ..: حسناً ...
حملت السلة التي وضعت بها المناشف .. : هيا الى اللقاء سأتأخر ...

تنفست بهم .. وهي تتجه لجناح السيدة عشق بقلب مثقل ..
التفكير به مهلك .. عزمت قرارها .. لن تراه مجدداً ولن تحدثه ..
وان حاول مجدداً .. ستترك القصر بأكمله ..
لن ترمي نفسها في النار ..
لا تعلم ..
حقا لا تعلم .. لماذا يفعل ذلك ..
لماذا يلاحقها .. ويثير مشاعرها ..
لماذا يحاول الإيقاع بها ..
وغمرها في الألم..
ما الفائدة المرجوة من ذلك ..

هو يعلم ومتيقن انها لا طريق لها في هذا الدرب ..
ولو قدم لها كل ما يملك .. لن تتنازل له ..
هو يعلم ان السبب الوحيد والأوحد في عملها هنا الحاجة ..

هل يستغل حاجتها ؟

اختلطت الأمور جميعها عليها .. وباتت تخشى الحقيقة المرة ..

لابد من اجهاض مشاعرها نحوه ..
لابد ان تصبح عقيمة المشاعر ..

توقفت امام الباب الطويل لجناح السيدة عشق ..
طرقته بهدوء ..
لم يطول الامر حتى فتح عساف الباب ..
انزلت نظرها للأسف وهي تبتعد خطوتين للوراء ..: مرحبا سيدي ..هل .. هل ..
همست بخجل شديد : استطيع العودة لاحقاً ان وددت ..
ابتعد من الباب وهو يقول بخفوت ..: نحن نحتاجك هنا .. تفضلي ..
لم تدخل حتى ابتعد تماما ..

جالت بنظرها حول الغرفة المرتبة ..

: اود منكِ تغيير المفارش للسرير .. ورمي الثياب المتسخة بالسلة ..خارجا ..
رفعت عينيها بغرابة ..
كرر : لا غسلها .. بل تخلصي منها
هزت رأسها بالإيجاب ..وهي تقوم بعملها .. جمعت الملابس المتسخة
لتفعل بها ما امر ..

عندما انتهت اخذت المفارش الجديدة من الخزائن واتجهت للغرفة الداخلية ..
عندما دخلت همست بالسلام دون ان ترفع عينيها ..
لم يرد احد السلام عندها رفعت بصرها لتتأكد من خلو الغرفة ..
لم تكن خاليه كما اعتقدت .. فالسيدة عشق واقفةً امام النافذة بالروب
المنزلي القطني الثقيل بوجه شاحب ..
والسيد عساف يحاول اقناعها بهمس لا يصلها ان تجلس المقعد المقابل ..

لكن تبدو كمن فقد السمع تنظر للفراغ ..
شعرت بعدوى الحزن ..

اقتربت من السرير وغيرت المفارش ..
التفت حينها عشق بشراسه ..
لكن سرعان ما تبدلت عندما رأت انها درة ..
هزت رأسها درة وهي تهمس : حمداً لله على سلامتكِ سيدتي ..
هزت رأسها الأخرى في امتنان دون الإجابة ..



..
..
.

[سطام]

انزل قدمه من فوق الأخرى ببطء عندما رأى تلك الخادمة المسماة روعة .. والتي وبخها سابقاً ..
سأل بتوجس : ما الذي تفعلينه هنا ؟
رطبت شفتيها وهوي تحاول التمساك فهو مثير جداً بخصلات شعره
الرطبة والمبعثرة ..
ونظرات عينيه الجريئة وحاجبيه المعقودين ..
تلعثمت وهي ترقق صوتها ..: سأنظف سيدي ..
اضافت الاثارة على صوتها ..: سأكون المسؤولة عن جناحك وحاجياتك
سيدي منذ اليوم ..
اعتلت وجهه الصدمة .. هل ذهبت درة !! .. هل تركت العمل !؟ ..
اشاح بوجهه حتي لا ترى الصدمة بعينيه..
كانت صدمتين ..
الأولى من تخلي درة عن العمل لديه...
والثانية عندما تيقن من مشاعره نحوها ..
استقام بغضب للداخل .. سحب معطفه الطويل ..
هم بالذهاب للخارج لكن توقف قليلا عند الباب ..
: اين العاملة الأخرى؟؟
امسكت بخصلها من خارج المنديل وهي تتمايل..: اتقصد درة سيدي ؟
: لا اعلم ما اسمها .. لكن لماذا لم تأتي ..
ابتسمت بغباء ..: سلمتني عملها سيدي .. لتأخذ هي مهامي ..
همست وهي في حالة هيام من حديثه معها : تبادلنا العمل سيدي ..
رمقها باستحقار ومن ثم خرج كالعاصفة ..

.
.
اعتلى الخيل بقوة دون ان يرتدي لباسة الخاص .. ضربه بقدمية ..
: هيا الرعد .. هيا
امسك باللجام وهو ينظر للحواجز امامه .. وفكرة خوفه من غيابها تتعاظم
بداخلة ..
ومقهوراً من محاولتها الابتعاد عنة .. لم يسبق وقاسى الرفض ..
بل لطالما عوتب من اجله ..
وها هي الان تتخذ موقفه المعتاد.. والذي طالما تفنن به ..
وتحاول تركة في دوامة مشاعره وحده ..
شد على فكة وهو يصطدم بالهواء بسبب سرعة الرعد التي ازدادت ..
اللعنة .. أي مصيبة أوقع نفسه بها ..
ربما كانت اعقل منه واتخذت قراراً صائباً
لا .. ليس صواباً تركة ..
ليس صواباً ان تتركه وحده معذباً في تلك المشاعر ..
ليس عدلاً ..
تخطى الحاجز الأول .. ومن ثم الثاني .. والثالث
لكنه لم يتخطى رسالتها في البعد ..
.
.
.
.
وقف منتظراً خروجها من البوابات الخارجية ..
لم يعد احد يخرج سواها ..
العاملات الأخريات أصبحت اقامتهم بالقصر دائمة بسبب الأوضاع الأمنية
..
لا يعلم سبب خروجها .. ولا يعلم اين تعيش ..ولا يعلم كيف اقنعت والدته
....
رآها اتيه من البعيد .. ورآها تتوقف أيضا عندما رأته .. اقترب منها .. لكنها استدارت هاربة ..
صرخ بها : توقفِ
استدارت بهلع من صوته ان تفضح ..: ارجوك لا تصرخ ..
اقترب تماما وهو يتنفس بغضب ..: لماذا لم تأتين ؟
نظرت له بقسوة ..: وهل يجب علي ذلك ..
رد بصوت غاضب زاده لثامها اشتعالاً : لماذا لم تخبريني على الأقل ..

اعادت بغضب مماثل : لست مجبرة .. ما بالك معي .. اجننت؟
: اجننت انتِ تخاطبينني هكذا؟
تجمعت الدموع بعينيها ..: ماذا تريد مني ..؟

لم يجيبها .. ينظر لها بعجز عن الإجابة .. حقاً هو لا يعلم..
فقط لا تذهبي .. هذا ما كان يردده عليه عقلة ..

همست له بعينين حمراء : تعلم انني لست فتاة سيئة .. انا اعول والدتي ..
انا لا اود العمل هنا .. لكنني جئت..
لأنه يفترض به المكان الامن الوحيد لمن هي مثلي .. ؟

همست بدموع متساقطه ..: فلماذا تصعب الامر علي؟
مسحت دمعها الذي يعاود الهطول في كل مره ..
: ارجوك .. ارجوك ..لا تعذبني ..لماذا تفعل هذا بي ..
انا لم اؤذيك يوماً ..

: وانا لم اؤذيكِ
همست بصوت ابح ..: بل تفعل .. وتجيد ذلك ..

ازدرى لعابه من رؤيتها هكذا .. : بماذا آذيتك ..
شهقت وهي تنظر له بأسى ..: انت تحاول استمالتي .. ولا اعلم ما الفائدة المرجوة من ذلك..
همس لها ..: وهل اذيتكِ بهذا ..
نظرت حولها محاولة شرح الامر المعقد .. والذي يحاول تبسيطه ..
نطقت اسمه لأول مرة محدثتاً خللاً في نبضات قلبه
..: سطام .. لا تجبرني على قول الامر ..
: بل اود سماعة ..
ارتجفت شفتيها ويديها ..انزلت رأسها بخزي ..:
لماذا تحاول دفعي نحو الألم ؟ ..
انت تحاول استمالتي ..
تهدج صوتها مكملة ..: وفعلت .. ولا اعلم كيف ..
رفعت رأسها ..: لكنه امر غير صائب .. ان فعلت ذلك بنية خبيثة ..
فأنا لا طريق لي في هذا الدرب
بكت بحرقه .. .: وان كانت نيتك سليمة ..
فأي مستقبل يجمع خادمة بأمير ؟
مسحت دموعها بكلتا يديها وبصوت موجوع ..: فلماذا تحاول دفعي للألم
الذي أحاول تجنبه؟
نظر لها بقلة حيله ..وهو يومئ بالرفض ..
لم يستطع الإجابة .. هل يقول لها انه يشعر بعدم العدل بأن يكون وحده منغمس بالألم ..
وانه مرتعب من مشاعره .. مرتعب لدرجة جفاء النوم منه ..
وانه يحتضن طيفها ليلاً ..
رفعت السلة القماشية على كتفها عندما طال صمته ..
بعينين حمراء و رموش ملتصقه من اثار البكاء ..
: لاتقف امامي مجدداً.. ..
تعدته للخروج .. ودموعها تعاود الانهمار والهطول ..
لم تعد تبالي بمسحها ..
تمشي الطريق وهي تكرر بداخلها ..
ليس عدلاً ..

.
.
.

[بعد مضي أسبوع]

[ترف]
استيقظت صباحا بمزاج مرعب .. بسبب نومها المتقطع ليلاً..
نظرت للسرير المرتب .. لم ينم هنا بالأمس ..ولا قبله .. ولا قبل أسبوع كامل ..
ولم تواجه من حين الزفاف .. ذهب باليوم التالي في جولة مع والده .. حول القرى التابعة لبتاره .. وحل بعض الأمور


استقامت وهي تلقي بالمفرش الخفيف جانبا ..
غيرت لباسها وصلت فرضها .. ومن ثم اتجهت للأسفل..
وما ان رأتها خالتها حتي طلبت معاودة الزغاريد مجدداً من فاطمه

صرخت بفاطمة بغضب ..: كفى .. كفى ..
وسعت عينيها بتهديد الجم فاطمة ..: اقسم لكِ ان عاودتِ ذلك مجدداً لا
اقتلع لسانكِ من فمكِ .. ماذا ؟ الا تسأمين ؟؟؟ ..

ذهبت فاطمة بعجله وهي تنظر خلفها من الخوف ..
استنكرت السيدة جميله وهي تضع يديها على قلبها ..: ترف .. اجننتِ ؟

اقتربت من خالتها تقبل جبينها بابتسامة مزيفة : صباح الخير لخالتي
الاجمل على الاطلاق ..
ابتسمت السيدة جميله : صباح الخير ابنتي .. كيف حالك حبيبتي ..
كيف حال مناف..
أرسلت الفطور لكما..
هل افطرتِ ابنتي؟

اذن عاد من الجولة التي ذهبها هرباً منها ..

ترف : في افضل حال خالتي .. كيف عشق ..؟
تبدلت ملامح السيدة جميلة بأسى ..: ترفض الخروج ..
هزت رأسها ترف : ترفض اذن ..

نادت على احد العاملات ..: اذهبي للإسطبلات وأمريهم بتجهيز سكاب ..
واطلبي منهم اخلاء المكان بأمري
التفتت لها السدة جميله بهلع وهي تضع يديها على قلبها: أستعاودين ركوب
الخيل ؟
اعترى الغرابة ترف وهي تسأل : ولما لا ؟

اجابت السيدة جميلة سريعا : لم يعد ذلك خياراً متاحاً لكِ ..
الهي لربما تكونين حامل ..

حاولت تهدئة نفسها وتذكيرها.. بأن التي امامها خالتها ..سألت بابتسامة غاضبه وهي تشد على اسنانها: حقا ؟ حقا خالتي ؟ منذ الاسبوع الأول ؟؟

السيدة جميله : نعم هذا يحصل ..
ابتسمت مجدداً بسخريه قبل ان تتركها للذهاب للأعلى : لكن ليس معي ..
تنهدت السيده جميلة من عنادها المتزايد ..جلست حيث كانت وهي تفكر ..
ستحدث مناف بالأمر ..
رفعت عينها عندما تذكرت.. : ستأتي خالتكِ اليوم عصراً .. وستبيت لدينا
يومين .. زوجها سيذهب برفقة عمكِ
ابتسمت بسخريه .. : هذا ما كان ينقصني ..
امالت برأسها خالتها ..: لم اسمعكِ حبيبتي؟
: لأشيء خالتي .. هل ستأتي ابنتها وحفيدتها معها ؟
ابتسمت السيدة جميله بحب ..: نعم .. ستأتي سحاب وابنتها .. كم اشتقت لتلك الشقية ..
ترف بفضاضه : يا لقلة الذوق ..

بالأذن ..خالتي ..



اعتلت السلالم وهي تشتم بداخلها .. هذا ما كان ينقصها ..
وصلت لوجهتها وطرقت الباب بفضاضه ..
فتح الباب عساف بغضب ..
لكنها لم توليه الفرصة وهي تصرخ ..: ماذا أليست لديك حياة ..؟
اغمض عينيه عساف وفتحها يقاوم صفعها : الستِ عروس ؟
رمقته بسخريه : نادِ عشق ..
تكتف وهو يميل الباب : نائمه .. اذهبي من هنا ..
كانت ستلقي عليه كلمتين او ربما ثلاث ومن ثم تذهب ..
لكن ردت عليها عشق من الخلف قبل ان تظهر امامها : ترف .. أهذا انتِ؟
ابتعد من الباب عساف وهو يرمقها بقهر ..
ترف : غيري ملابسك هيا سآخذكِ في رحلة ..
رد عساف بدلاً منها : لن تذهب لأي مكان فهي تعبة ..
ترف : الم تلحظ بأنني اكلمها؟
عساف رافعا حاجبيه : الم تلحظِ بأنك لم تحييها حتى ؟ بل جئت تأمري زوجتي ..

عشق بصدمة ..: يا الهي .. !!
ترف بابتسامة مستفزه ..: عشق انا انتظرك في الأسفل وسأكون متشفقةً
حينها ان أقول لك حمدا لله على سلامتك من رفقة عساف الغثيثة ..
والتي لا تطاق ..

استدارت عائدة دون ان تلقي بالاً للكلمات التي يصرخ بها عساف خلفها ..

.
.
.
.
تبعت ترف بصمت .. وهم يسيرون نحو الاسطبلات البعيدة نوعاً ما من باب القصر الامامي ...
همست ترف ..: كيف حالكِ ..؟
عشق وهي تتكتف من البرد : افضل من امس بكثير ..
هزت رأسها ترف ..
سألتها عشق : وانتِ؟
التفتت لها ترف : اسوء من امس بكثير..
تنهدت عشق وهي تتابع السير معها
.
.
.
-
رفعت جسدها بيديها لتجلس فوق السياج الخشبي وهي تأرجح قدميها
…نظرت لترف الغاضبة ..
: هل جلبتني الى هنا لتصب جام غضبكِ علي !!
نظرت لها الاخرى باستهزاء : انتِ لم تشاهدي غضبي اذن .. ان كنتِ
تدعين هذا بغضب ..
: بالمناسبة ستأتي خالتي اليوم ..

عشق بملل ..: يا لكِ من فتاة مملة ..
لم ترد الاخرى وهي تسند بذراعيها للسياج وكفيها تحيط بوجهها بملل
..وتنظر لحلبة الترويض الفارغة : الا تستطيعين الصمت لبضع ثوانٍ

رفعت عشق وجهها للسماء وهي تستمتع ببعض الدف ..: ترف لما لا نخرج
!
وبملل ..: اين تريدين الخروج
: لنذهب للسوق الداخلي ..

ضحكت ترف باستهزاء ..دون الرد مما اثار غضب عشق فهي تكره قوانين هذا القصر ..
: اسمعي يا ترف
قاطعتها الاخرى ..: لا تأمريني ..
نزلت الاخرى من فوق السياج وهي تلف ترف من ذراعها ..: فلتسمعي ..
لنخرج من الباب الخلفي .. نتظاهر بأننا من الخدم وانهينا العمل ..
لنمرح قليلا
نظرت اليها ترف وهي تتأملها ، من يظن ان خلف تلك المرأة ،
واحدة اخرى جامحه .. لا تلقي بالاً للأحكام والقوانين ..

عقدت حاجبيها وهي ترد باستخفاف..: وماذا ان افتقدونا !

ابتسمت عشق بمكر ..: لن نذهب اليوم .. سنذهب في الغد .. ستقولين كما
كل مرة .. بأنك اشتقتِ سكاب وانا اود مرافقتك ولنذهب ..


: عشق ! لو علم عساف بأمر خروجك لقطع يديك وارجلك من خلاف ..
وليصلبك .. عند بوابة القصر لتكونِ عبرة لمن لا يعتبر…

أكملت بتعقل : خارج اسوار هذا القصر حاقدون وكارهون ! ولو شك احدهم بأمرنا فلن يرحمنا ..

عشق بلا ذرة خوف ..: ها انتِ قلتها … لو .. ولو تجلب عمل الشيطان ..
لا تقوليها مجددا فلتكونِ امرأة مقدامة ..

ضحكت ترف ..: كيف تمكنت من خداع عساف و خالتي بوجهك اللطيف ..

ابتسمت عشق ..: ربما خالتكِ فقط … لكن ابن عمكِ انا اعنفه كل يوم ..

تعالت ضحكت ترف ..: كم انتِ امرأة خبيثة ..

رفعت عشق منديلها لرأسها وهي تنتبه لخطوات الخادمة درة التي تذهب
في الاتجاه المعاكس لهم ..
عشق ..: ما امر تلك الفتاه أليست صغيرةً على العمل..

ترف وهي تتأملها من بعيد ..: والدتها كانت تعمل قبلها بالقصر .. فلما كبرت ووهنت .. طلبت من خالتي ان تستبدلها بابنتها ..

اسندت ظهرها على السياج وهي تراقب حركتها بعينيها…وتبتسم..: يعجبني انها لا تتظاهر بمحبتنا ..

..: ومن يحبكِ ترف .. صدقيني لا احد..

.
.
.
[سطام]
.
.
منذ أسبوع وهو مصاب بحمى شوق مميته ..
وخوف يفتك به ..
خوف من سيره في هذا المصير المجهول ..
خوفه من الأيام التي تزيده رغبةً بها وهياماً دون نقصان ..
لم تكن نزوة كما اعتقد..
كان أسبوع الجحيم ..
..
يقتله التفكير والهوس ..
لابد من رؤيتها ..
لا علم لديه بما سيقول او ما سيفعل ..
لكن يجب ان يخفف من وطأة الشوق قبل ان ترديه
اصبح يكره النظر لوجه والده ووالدته..
يهيئ له الاتهام في اعينهم ..
يرتعب عندما يطلبه والده وحده ..
،
دخل المنزل بوجه مرهق .. زاد عندما رأى خالته تجلس بجانب والدته ..
القى السلام وهو يود تجاهل خالته لكن ارعبته نظرة التهديد في عيني والدته..
فاقترب منهما ..
استقامت خالته وهي فاتحة ذراعيها : حبيبي بني .. اهلا بك .. اهلا بك
احتضنته بقوه وهو يحاول التملص ...
ابتسمت وهي تشير لابنتها ..: سحاب .. سلمي على ابن خالتكِ هيا ..
شد على اسنانه وهو يدعي الله انها زيارة يوم واحد ..
ابتسم بصعوبة وهو يلتف للسلام على سحاب ..
التي استقامت بجسمها الممشوق ..
و تعتلي وجهها حمرة دائمه بسبب بشرتها الفاتحة جداً
والتي تفسر دوما بأنها خجولة ..

ابتسمت بكره مقابل ..: اهلا سطام..
سحب يده بفضاضه دون ان تلحظ والدته وخالته .. ولم يرد..
تراجع للخلف وهو يقول : لدي عمل .. وددت مشاركتكم الجلسة اللطيفة هذي .. لكن كما قلت ... أشار بيديه بقلة حيله ..: عمل ..

: اه سطام انت هنا .. عمي يقول انك معفي من جميع اعمالك ..
التفت بحقد لترف المبتسمة وبجانبها عشق بحاجبين معقودين مما سمعت ..
اقتربت ترف وهي تمد يديها للسلام على خالتها : خالتي اهلاً بكِ
مدت خالتها يديها بفتور يعاكس سلامها بسطام ..
ومن ثم صافحت سحاب التي ما ان سحبت يديها قالت : سأذهب لجلب طفلتي من الخارج .. بالأذن ..
اقتربت عشق هامسة : مرحبا بك سيدة سلمى ..

وما ان رأتها حتى تغضن وجهها : حبيبتي عشق .. سمعت بما اصابكِ عوضك الله ..
ابتسمت عشق مجاملة وهي تنظر لترف التي تبتسم في وجه سطام المنفعل بهمس غاضب ..


سألت السيدة سلمى : اين الجوهرة حبيبتي ؟
رد سطام سريعاً محاولا التملص ..: سآتي بها .. بالأذن ..

طرق باب الجوهرة .. ثم دلف للداخل .. وجدها تلبس اقراطها منحنية امام المرآه ..
: الجوهرة .. هيا تظاهري بالحمى .. خالتكِ بالأسفل تسأل عنكِ
ضحكت الجوهرة وهي تنظر لجانب وجهها ..: ليس الى تلك الدرجة ..
توسعت عينيه باستنكار ..: الهي لم تري وابل الأسئلة التي امطرت بها على تلك العشق ..
رفعت رأسها الجوهرة تضحك بصوت عالِ ..: انت تمزح ..
ابتسم ..: وكأنكِ لا تعرفيها ..
اقتربت منه بابتسامة خبيثة ..: هل أتت معها سحاب؟
ثم غمزت له ..
ابتسم وهو يستقيم : جوهرة .. لا تلعبي بالنار .. لا تضعي افكاراً داخل رأس أمي ..
امسكت بيديه وهي تشدها ..: هيا سطام أليست جميله ؟
صرخ بها مستنكرا : بالطبع لا !! يا ألهي .. جوهرة اياك ثم اياك معاودة ذلك ..
ضحكت مجددا وهي تقبل خده ..: حسناً.. حسناً لا تبتأس ..
انحنت تلبس الحذاء .. : هيا حبيبي لننزل سوياً
: في احلامِ الوردية عزيزتي ..اذهبي انتِ

ما ان خرجت الجوهرة حتى دلفت درة التي صعقت ما ان وجدته امامها !
احتضنت الفستان الذي بين يديها والتي أرسلته جوهرة للكي ..
كانت ستتراجع لولا سرعته في اغلاق الباب خلفها ..
استدارت له بخوف ..وبعينين ذابلة ..

شدت من قبضتها على الفستان محاولةً الاعتراض على فعله ..
لكنها لم تفلح في النطق .. جميع الاحرف تكومت في حنجرتها ..
ارتجفت شفتيها وهي تنظر لمستوى صدره ..
حسم الامر وانتهى ..
درة الغبية وقعت بداخل الألم وانتهت..
وسيكون انتشالها منه.. مهيناً.. مميتاً ....

: درة..
رفعت عينيها الفائضه بالدموع ..وهي تسارع بالرد ..هامسه: لا تفعل ..

نظر لعينها .. : عودي الي ..

اعادت : دعني اخرج .. ما تفعله لا يليق ..

اومأ بالرفض ..: دعينا نتحدث ..

همست بترجي : ستدمر سمعتي تماما لو رانا احد هنا .. ارجوك ابتعد ..

فتح الباب خلفه ثم خرج ..
وضعت الفستان السرير..

ثم اقتربت من الباب خارجه .. كان يقف بالخارج ينظر لها

ما ان تعتده حتى همس لها : افتقدتكِ .. افتقدتكِ بشدة ..
.
.
التفت اليه ..

اسرع مما ينبغي ..
احببتك اسرع مما ينبغي ..
كنت اقف امامك مذعورة .. اكاد اسمع صوت حطام قلبي .. كانت لحظة الاستيقاظ المريرة
من حلم جميل لطالما آمنت به ..
عقلي يأمر اقدامي بالهرب بعيدا ومن ثم يبدأ عزائي ..
لكن جوارحي لها رأي اخر فهي ترفض الانصياع ..

ولأولِ مرةٍ عقلي اصبح تحت حكم قلبي ..


خطواتك تقترب ..

كنت واقفةً امامك.... وكأن الزمن توقف للحظات .. كانت صورة .. غير منطقيه ..
صورةٌ مشوهه ..
التضاد يكاد ينطق ..
وكأنها صورة تجمع اسدٌ مفترس بحملٍ وديع ..
.... .. و أي أمل كاذب يتشبث به هذا الحمل الغبي

كيف كنت انانيةً بحق نفسي لهذه الدرجة ..!!
كيف كنت احقن نفسي بحب مسمم !!
.. اي بشاعة اقترفتها بحقي !!

وأخيرا .. استدرت بصعوبة .. للذهاب ..
خارج القصر بأكملة ..
ومن حياتك ..
منغمسةً في الألم بالكامل ..

.
.



..

استقامت ترف مما جعلهم ينظرون لها ..
بررت : سأستنشق الهواء خارجاً ..
.
.
كان الجو بارداَ جدا في الخارج .. والغيوم تنذر بليلاً ماطر ..
نظرت للطفلة الشقراء التي تشابه والدتها وهي تلعب بشغب ..
كانت فاطمه تلاحقها بوجه محترق من فرط الحركة ..
ابتسمت وهي تميل لعامود الرخام ..
أسبوع .. سبعة أيام بالكامل لم تراه ..
ومن حديث خالتها انه متواجد ..
لابد ان الحدود ناسبته ..
امسكت بخصلها وهي تبتسم بألم ..
لم يطول تساؤلها عنه..
حتى رأته يخرج من المجالس الملحقة بالقصر ..
يرتدي ثوباً شتويا باللون الأسود ..
تلونت عينها بالشوق وهي تتابع خطواته ..

لكن سرعان ما تبدل عندما رأت تلك تخرج من خلفه ..

كان معها في الداخل ..

تراجعت للوراء وهي تدخل القصر ..

صعدت للأعلى وهي تحاول التماسك .. ذهبت لجناحهما ..

.
.
اغمضت عيني فشعرت بدموعي تحرق خدي ..
لأشيء مؤلم كدموع القهر ..
معك يا مناف .. جربت جميع أنواع البكاء
بكيتك حباً
وبكيتك شوقاً
وبكيتك فقداً
وها انا يا حبيبي
ابكيك قهراً

لن اسامحك ما حييت .. ستحمل ذنبي في حياتك .. وبين يدي ربك ..
كنت سبباً في تشوه اعماقي .. وفقدان ملامحها ..

..


وقفت عندما سمعت اغلاق الباب .. مسحت دموعها بكلتا يديها وهي تتجه لشرب الماء

ابتسم عندما وجدها ..: مساء الخير عروسي ..

لم تلتفت له ..
كرر بهمس وهو يميل باطار الباب : ترفه ..

شدت على اسنانها عندما دعاها " ترفه"
الاسم الذي لطالما دللها به ..

التفت ..بغضب يمر على كل خلية كرامه بداخلها ويقتلها .. : اصمت .. انت .. انت ..
اشارت بيديها الاثنتين ..وهي تهز رأسها برفض ..:الهي ..لا كلمة تصف مدى حقارتك
اقترب منها بغضب مماثل .. جعلها تتراجع حتى اصطدم ظهرها ..
في التسريحة الخشب خلفها..
وهو يحاول اذيتها والاستمتاع برؤية الألم في عينيها .. سئِمها ..
وسئم محاولاته في كل مره بالمراعاة .. وسئم التحمل ...: هل انا حقير ؟ وانتِ ماذا ؟
امرأة فارغه .. عديمة المشاعر ..
قبلتِ برجل لا يرغب بك حتى تستمتعي بأذيته ..
احقا انا من يتصف بالحقارة ؟
كان يتحدث بلؤم ولم تفارق عينيه عينها .. غافلاً عن يديها التي امتدت لمقص الشعر ..
وما ان انتهى حتى غرزته فوق ذلك القلب الخائن وعينها لم تفارق عينيه
.. وهي تهمس ..: انت فقط .. من يتسمى بها ومن تليق به ..

نظر للمقص والذي بدأ يخلف بقعة حمراء تتوسع ببطء تعاكس انتشار الألم ...
ومن ثم نظر لعينها التي بدأ الخوف والندم يعتليها..

المته رغبتها في قتله والتي ظهرت جليا في عينيها اكثر من المه الجسدي
..همس لها : لهذه الدرجة ترف ؟ ..
رجفت يديها وعينها تنظر للمقص العالق في جسده ..

تنفست بسرعه ..واثار الهلع بدئت في الظهور : مناف لا تتحرك ..
سأطلب المساعدة ..يا إلهي
امتدت يديه للمقص .. والذي لن يقتله لكنه سيخلف ندبة لن تمحو .. تذكره
بمدى كرهها له .. انتزعه بقوه ..

صرخت برعب عندما سحبه ...
تساقطت قطرات الدم ارضاً وضعت يديها الراجفة سريعاً مكان الجرح حتى لا يزيد النزيف ..
وهي تنظر له بصدمه كيف آل الحال بهما الى تلك الدرجة ..: مناف .. يا إلهي .. انا ..
امسك بكتفيها بشده وهو يهمس لها : انظري الي ..
لم تستطع ان تحيد بنظرها عن الجرح العميق ..
صرخ بها ..وهو يضغط على كتفيها .
.صارخاً: قلت لكِ انظري الي..
نظرت له وهي تضغط بيديها التي امتلت بالدم ومقدمة فستانها الأبيض ..

شد على فكه وهو يهمس لها ..: اقسم لك انني سأؤلمك كما فعلتِ بي ..
ولن ارحمكِ هذه المرة ..
سحبت يديها ببطء ..وخوفها عليه يطغى على خوفها منه ..

انسحبت من بين يديه .. متجهه للباب بسرعه
: سأطلب مساعدة سطام ..
وضع كفيه على التسريحة ومن ثم امال بجسده ..

وهو ينظر لقطرات الدم تتساقط ارضا .. على الرغم ثوبه الشتوي السميك ..
اغمض عينيه بألم نفسي وجسدي .. شد من قبضته .. ورغبة بداخله
بالصراخ عاليا ..
والسباب والشتم ..

أي حياة تلك .. لو طال الامر اكثر سيقعون جميعاً ضحايا..

ضحايا ثأر كبرياء وكرامة ..
اهو الوحيد الملام في هذه الحرب المهلكة ..

حرب خاسرة .. وجميع الأطراف مقتنعون بهذا ..
لكن وجدو انفسهم مجبرين على خوضها..

لم يمضي الوقت طويلا حتى دخل سطام الخائف الجناح وهو يدور به
باحثا عن أخيه ..
مناف بصوت متعب ..: انا هنا ..
اتبع سطام الصوت فاتجه له سريعا ..
امسك بكتفيه من الخلف وعينيه تدور على جسمه يبحث عن مصدر
النزيف : ما الذي حصل ..

همس مناف وهو يرمي نفسه متكأ بجسده على سطام .. : نقاش حضاري
..كما ترى..
سحب مناف يدين سطام ووضعها على الجرح ..: لا تقلق .. يحتاج
للتقطيب فقط ..

اسنده سطام ..بوجه واجم ..: سآخذك للطبيب .. اعتقد انك في حاجة
لتعويض الدم الذي فقدته ..

تبعه مناف وهو ممتن لصمته .. فلا قدرة له في البوح .. ولا للتبرير ..



.
.
.

النهاية .


فجر عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-22, 01:39 PM   #100

فتاة الحزن

? العضوٌ??? » 434096
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » فتاة الحزن is on a distinguished road
افتراضي

بارت مشوق لكن لازال يتخلله بعض الغموض في شخصية مناف
درة يالها من مسكينة احبته رغم خوفها من الخوض في الحب لكن اتمنى ان سطام لن يخذلها او يستغلها
عساف و عشق احبتت انك في هذا البارت اريتنااا بعض من شخصيتها و لكن الى الان اشعر ان بالرغم من كونهم ثنائي جميل لكن علاقتهم ليست بذاك الدفىء ، و احساس الام لايخيب خاصة عندما تعلم باجهاض ابنتها
مناف و ترف هذا الثنائي العصيب كل منهما يثار لكرامته و لكن مناف ملك الغموض لم يوضح مشاعره اتجاه ترف .. وددت لو انكي تكلمتي على جزئية ملاقاة مناف لسحاب و عن ماذا تكلموا لربما تكون ترف معمية البصيرة و ان سحاب هي من تلتصق بمناف

حبذا لو تنزلي بارتان في الاسبوع لانها في البداية لريثما نتعمق في الرواية و يصبح بارت واحد اسبوعيا ، تحياتي لك


فتاة الحزن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:54 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.