شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   عندما تجور الظروف *مكتملة* (https://www.rewity.com/forum/t487100.html)

فجر عبدالعزيز 15-06-22 01:19 PM

عندما تجور الظروف *مكتملة*
 
بسم الله الرحمن الرحيم

..

عزيزاتي واعزائي

بدأت بكتابة روايتي ، منذ ثلاثة اشهر ..وقد كنت انتوي ارفاقها هنا .. بعد ان تكتمل
لكن وجدتني أصاب بالفتور ..
واصبت بالخوف ..
بعد ان استنزفت مشاعري وافكاري وعشت بين اسطرها ليالي كثيره
ان يكون مصيرها الظلام ..

وبعد صراع داخلي .. قررت ان اشارككم الفصول
لاحظى بالدعم اللازم ..

اقدم لكم بكل تواضع روايتي الأولى


عندما تجور الظروف ..



ملاحظة: هذي الرواية من نسج الخيال ، ولا ترتبط بأي بيئة .. ولا أي اشخاص معينين .. ، وان تشابهت الأسماء فهي من محض الصدفة فقط ..







{الجزء الأول - جزء تجريبي - }





الساحرة

يسير بين الجموع بثقة لا يمتلكونها من هم في سنه ...
محدثا ربكةً في السوق الداخلي للمدينة ...
متجاهلا النظرات التي تتبعه .. وهمسات الاستنكار ...
والتنبؤات التي تحيط به بسبب قدومه ...
يتبعه اثنان من الجنود المسلحين ...

عندما وصل لوجهته لم يقف ولو حتى لثانيتين .. اقتحم الخيمة التي تقبع باخر السوق وحولها طوابير تنتظر ...

تجلس في وسط الخيمة امرأة متوسطة العمر ..
تفوح منها رائحة الخبث ..
ذو بشرة سمراء .. بشعر اسود ذو ضفائر عديده ..
بعينين حاقدة تنظر له بابتسامة غير متفاجئة ..
وكأنها على علم بقدومه ...

تعلقت نظراتهم لثانيتين لم يقطعها سوى شهقة خوف الامرأة التي تقبع امامها
ممسكة بعدة قطعٍ غريبه بالنسبة اليه ...

ابتسمت حينها وبانت اسنانها السوداء وبعضها مغلفة بالذهب ..
تحدثت بصوت كريه : أيعقل ان الأمير عساف متواجد بخيمتي ؟
رد رافعا رأسه ينظر لها من الأعلى ...
: نعم .. هذا صحيح .. انا هنا لرميك خلف القضبان ..
ضحكت بلا خوف فبانت اسنانها المخيفة مجددا ..
. امالت رأسها قليلا وبتساؤل : وما تهمتي !!
لم يبتسم بل شعر بالقذارة ..: لأنك امرأة دجاله !! وتقومين بما هو حرام ..
ضحكت بصوت اعلى: وبما انني دجاله لماذا توقعت قدومك!
أعاد بدهاء : ها أنتِ قلتها توقعتِ ، وكنتي تعلمين ان نهايتكِ قريبه ، فلا يفلح الساحر حيث اتى
أشار بيديه للجنديين الذي ينظرون لها بغرابه ..فهي حقا تمتلك هيئه مخيفه ومقززه معا
امسكوا بها من الجهتين وهم يمشون بها لخارج الخيمة ..
لم تكن تقاوم .. عندما اقتربت منه .. همست له بلؤم ..
: تحيط بك رياحٌ جنوبيه .. ستبتلعك أيها الأمير الصغير ..


استغفر الله بداخله .. من هذيان تلك الساحرة .. وهو يستدير عائدا للقصر بقدميه ..








-عشق


في ليلة ماطره .. فوق اعالي جبال جنوب البلاد ..

صوت الرعد .. يشاركها صرخات الالم .. التي تشق سكون الليل
تتوسط الغرفة التي رغم فسحها الا انها الان كانت تضيق بها وتخنقها ..
مستلقيه على مفارش متراصة صنعت بشكل خاص لأجل هذه اللحظة
كانت في هذا الموضع مرتين سابقه ..كان مؤلما ، لكن ليس كما هذه المرة ..

رغم الثلوج المتساقطة .. الا ان حرارة ما تشعر به سيحرقها ..
ستموت ..
حقا ما تقايسه الان هو الم الموت .. صرخت بقوه ليخرج ولو القليل من الالم مع تلك الصرخة…

تريده ...

ان كانت ستموت هو اخر من تود ان تراه ..
تشبثت بوالدتها التي تكفكف دمعها وهي تنظر بترجي للقابلات الذي بدى التوتر يغزى ملامحهم
..
اريده .. اجلبوه لي ..:
صرخت بجنون ..: محمد …محمد …
هزتها والدتها باستنكار .. ..: ما الذي تفعلينه .. هل ستجلبينه هنا !! ويراك هكذا … سيكرهك للابد ..

استقامت القابلة .. وهي تنظر لوالدتها بخوف ..: سيدتي هل اذهب؟

صرخت مجددا ..بالقابلات : اللعنة عليكم جميعا .. اتعصون امري يا ساقطات !! قلت لكن اجلبوه حالا ..

توسعت عيني والدتها بصدمه وخجل ..اعتادت على تهذيب طفلتها التي يبدو انها افتقدته بلحظات الالم ..: اذهبي يا خيريه

انطلقت خيريه منصاعة وهي تمسك بأطراف ثوبها…

داهمها الم الطلق مجددا ..صرخت بإسمه وهي تمسك بفخذيها .. منحنية للأسفل تحت اعتراض القابلات ..صرخت ببكاء والام يمزقها .. : امي أرجوك افعلي شيئا .. سأموت ..
بكت والدتها وهي ترجعها للخلف .. حتى لا يختنق الجنين .. احتضنتها بحزن ظهر على ملامحها ..: سيزول صغيرتي .. لحظات بسيطة وسيزول اعدكِ .. فقط تنفسي .. أنتِ تصعبين الامر ..
رفعت رأسها للأعلى وهي تندب ..: ما فائدة صبري على الالم لأراه يموت امامي كأخوته ..

هزت والدتها رأسها بألم .. وهي تحاول بث الامل التي لا تشعر به لطفلتها الصغيرة ..: قولي خيرا .. ستنعمين به صغيرتي ..

اقتحم المكان بهلع وعينيه تبحث عنها .. كانت تتوسط الحجرة والقابلات يحيطون بها
..
وجهها مائلا للزرقة ..يتصبب منه العرق .. و شعرها الاحمر الذي اعتاده منسابا بتموج ..مشعثا و مرفوعا للأعلى بإهمال .. وعينيها المنطفئه تنظر اليه بألم وهي تبكي بصوت مرتفع.... ورجليها التي تمسك بها احدى القابلات ترجف دون السيطرة عليها .. تباطأت نبضات قلبه بخوف .. والافكار السيئة تحاصره ..
اجتاحه الذنب من جميع الجهات ..
فهو المتسبب بموضعها هذا .. انصاع لها وهو يعلم بضعف بنيتها وصغر سنها .. ان كانت تتألم مره فهو الان يتألم الف مره…
قدماه لاتقوده .. اقترب ببطئ تحت استنكار القابلات اللاتي استقاموا باحترام منكسين رؤوسهم.. لم يعتدن حضور الرجال لمثل هذه المواقف .. بل يعد منقودا في اعرافهم
.. فكيف لو كان * حاكم الجنوب *

رددت اسمه وهي ترجف .. اقترب من جهة رأسها .. راكعا على ركبتيه ..ابتعدت والدتها وهي تبكي بخوف .. احاط بكفيه وجهها .. رفعت كفيها ايضا تمسك بكفيه الكبيرة .. وعينيه تلمع بالدموع ..: انا هنا .. انا معكِ .. لن اتركك .. كوني قويه من اجلي ارجوك ..
رمت رأسها على موضع قلبه .. وهي تصرخ ..: لا استطيع .. لا استطيع .. انا اتألم بقوه .. افعل شيئا محمد ..
شد من رأسها وهو يشعر بدمعها يبلل ثوبه .. وهو يجاهد دمعه …
وبخوف يحاول اخفائه حتى يستطيع دعمها …لا إخافتها ..: مهره .. ارجوكِ

تكلمت القابله ..: هيا حان الوقت .. ادفعي مجددا صغيرتي ..هيا ..
هزت رأسها برفض .. وقد بدأت تفقد الوعي ..: لم تعد لدي القدرة .. تعبت …. تعبت …لماذا لا تشعرون ..
احاط برأسها وهو ينتشلها من حضنه .. هزها بلطف ودمعه يتساقط غير مباليا بما سيقال خارج هذه الغرفة وبما سيحاك .. ..: هذه المرة من اجلي .. مهره .. وعدتني ان تفعلي اي شيء من اجلي .. هيا ادفعي ستكون تلك اخر مره اعدكِ .. هيا حبيبتي اتوسل اليك ان تفعلي

امسكت بيديه وهي تحاول استجماع نفسها .. وهي ميقنه انها ستكون محاوله فاشله ..
سحبت النفس بصعوبة .. كتمته وهي تدفع بقوه … تزامنا مع الم الطلق الذي اجتاحها مجددا ..على صراخ القابلات بتشجيع ..
شعرت بروحها تنتزع بقوه .. صرخت بقوه ..ويأس .. وهي ترمي ظهرها في حضن زوجها مجددا ..ليخترق المكان صرخات الجنين الذي خرج مقلوبا .. قدميه قبل رأسه ..
احاطها بذراعيه بفرح ودمعه مختلط بدمعها ..
على صوت والدتها المليء بعبرات الفرح : انها فتاه ..لقد انجبتِ فتاه …
مدت يديها بوهن وصوت ابح ..: اين هي ؟ اروني ايها … اريدها
وضعتها والدتها على صدرها …كانت دافئة .. امتصت جميع الالم والتعب بجلدها المجعد والناعم .. تصرخ بصوت حاد …احتضنتها بخوف من أن تسقط .. كانت صغيره الحجم وضئيلة جدا .... وبعينين زرقاء كعينيها .. وبلا شعر وحاجبين .. التفت لزوجها .. الذي يمسح على شعرها بحنان بالغ ..: اليست جميله ؟؟
تكلم بصوت يكاد يخرج مما مر به ..: بلى .. رائعة الجمال .. عينيها كعينيك ..
اقتربت والدتها وهي تلتقط الصغيرة ..: هيا عزيزتي لنظفك ولترتاحي قليلا ..
استرخت مجددا بأعماق حضنه .. همست : فعلتها من اجلك
تنهد بتعب..: كنتي قويه .. انا فخور بك صغيرتي
ضحكت بمجامله ..فالتعب والارهاق والالم قد اخذو ما يكفيهم منها: لم اعد صغيرتك الان ..
دفن رأسه بشعرها .. : ستضلين دوما صغيرتي
:

.. ماذا سنسميها !؟
ابتسم وهو يستنشق رائحة الورد في شعرها : اطلقي عليها ما تشائين فأنتي من انجبها ..
:ما رأيك ب عشق؟
كرر ما قالت بغرابة : عشق !!
اجابت وهي تغمض عينيها : نعم .. فهو اسم يجسد ما اشعر به تجاهك

ابتسم بحب :إذن ستكون عشق …


-
-
-





ـ سقوط بتارة

اجراس الإنذار تدق بأرجاء المدينة .. والنيران تحيط بها من كل جانب
وجنود القصر بدأوا بالتساقط واحدا تلو الاخر مدافعين بكل وفاء وتفاني

ارتدى ثياب الحرب واضحى مستعدا .. فهو لن يبقى بالقصر كالنساء ..

سيقاتل مع جيشه .. وان مات مدافعا عن وطنه سيموت مفتخرا

..فبتارة تستحق


نظر لها وهي تنظر له من اخر الغرفة وعينيها تصرخ بالرفض والتوسل ..

: ستذهبين ..

صرخت به وهي تقترب بصعوبة وتتشبث به .. وعينيها تفيض بالدمع .: لن تفعلها ..
امسك بكتفيها وهو ينظر لعينيها ..: سأعود لك ..

سقطت دموعها وعينيها تلاحق ملامحه تبحث عن اي تعاطف او تراجع ..وبصوت باكي لا يستوعب ما يحدث ..: رماح ارجوك ..فلترأف بحالي .. انا اموت رعبا لا تتركني ..


شدت من قبضتها التي تمسك بثوبه ..ودموعها تسقط على رئتيه مباشره ..
صرخت:وماذا عنك!! هل جننت ! تريد مني تركك والهرب !
كانت يتأملها مودعا .. ومجبرا على اتخاذ اسوء القرارات ..
فالجنود على الضفة الأخرى في مهمة عسكريه .. وهناك خائن اوشى بهم
وتم الاغارة عليهم وحصارهم .. فهم هالكون لا محاله
و لن يتركها بالقصر حتى يدخلون ..
فما ان يعلمون بأنها زوجة الحاكم سينتقمون منها اشر انتقام
وهي ترفض الذهاب من دونه ..
وهو لن يهرب من وطن لطالما احتواه ..واغدق عليه ..
من وطن عشقه منذ ولادته ..
سيكون خائن حينها ..وجاحد

ودفعها للتسلل والخروج من الانفاق الداخلية للقصر التي تؤدي لخارج المدينة. يميته قبل اوانه
حثها على ركوب الخيل وتعريضها وجنينها للخطر يمزقه ..
لكن بقائها اكثر خطرا .. سيعذبونها .. وسينتهكونها ..

أعاد شعرها خلف اذنيها بكلتا يديه وبعينين مودعه تعاكس ما سينطق به
ولأول مره يطلق وعدا لن يتمكن من الإيفاء به : تمارا ..اعدك بأنني سأعود ..
وبشفتين مرتجفة وعينين كالحميم ..: ارجوك رماح .. ارجوك لاتتركني .. سأموت من دونك ..

هي تعلم بأنه لن يعود
وهو يعلم أيضا

لكنها كذبة يصدقونها لعلها تضيئ عتمة ما يحيط بهما
لتبعث املا لن يطول


كانت تزيد من تشبثها وهي تنظر لعينيه ..التي تبادلها باحاديث كثيره
احتضنته ببكاء
امتدت يديه لاحتضانها أيضا .. ولم ترى تلك الدموع التي سقطت على شعرها الذي طالما توسده

همس : احبكِ اكثر من أي شيء
انفجرت ببكاء مرير وهي تردد مرارا ..: وانا احبك .. وانا احبك كثيرا

امسك بكتفيها وابعدها ..: هيا تمارا .. لتخبري اخي ان لا يتأخر ..


ابتعدت خطوتين مترددة للخلف ومازالت عينيها تنظر لعينيه ..
وهي تشعر بالموت يتسلل لها من جميع الجهات ..

رفعت منديلها وتلثمت بطرفه ومازالت تلك الدموع تنهمر بغزاره ..

: هيا ستجدين شجاع هناك

استدارت بصعوبة ووحده الله يعلم ان تلك الاستدارة قد كلفتها عمراً

: تمارا
التفت اليه بوهن

: " انتِ أمانتي فأرجوك ان تصلي بأمان "

نظرت اليه بنظره هوت به الى القاع .. لن تستطيع ان تطلق وعدا لن تفي به كما فعل






















تعدو بشجاع والرعب يتملكها .. وهي تلتفت للخلف بين الحين والاخر .. والتفكير يعصف بها . ..
والالم !! و آه من الألم
.. كان الألم ينهشها ويدمر حصونها .. كان ينخر عظامها .. مع كل ارتفاع لجسدها وهبوطه مع عداء الخيل ..
... اسوء ما في الامر انه لا يوجد بصيص من امل تحقن المها به ..
و الم قلبٍ.. طغى وتجبر على الم الجسد
كانت تشعر بدفء الدم المنساب على قدميها
مؤكدا لها انها فقدت طفلها أيضا مع رجلها الذي طالما عشقته ..




كيف ظن بأنها تستطيع تركه خلفها والمضي !!
تركته خلفها للموت لتركض هيا ايضا له .
.لم تتوقع يوما ان تكون هذه النهاية .. وبهذه البشاعة ..
اين ذهب ذاك الحلم .. بأن يشيبون معا واحفادهم يعبثون حولهما …

الم يكن يعلم بأنه كل ما تملك!


كان الطريق موحشا وطويل
...طويلا جدا
وظلال الأشجار العملاقة والمرعبة ..تزيد الأمر سوءً واصوات يهيئ لها انها تسمعها
.. فتلتفت خوفا من ان هناك من يتبعها .. كان اسوء ما مرت به خلال سنواتها العشرون ...

" انتِ أمانتي فأرجوك ان تصلي بأمان "

صرخت بأعلى صوت تمتلكه صرخة تنضح قهراً والما ..
صرخت بأعلى وأعلى ودمعها ينهمر بحراره .. تصرخ فقدا لن يعوضه مالا ولن يعوضه ولداً…
صرخة غدر وخيانة ..
انحنت للأمام وهي تشهق .. وتحاول جاهده التنفس بصعوبة بسبب الهواء الذي يلتطم بوجهها

تحاول التشبث بلجام الخيل الذي يلتف على كفيها مخلفا اثاره بيديها ..
وشعرها الاسود الكثيف يضرب ظهرها مع كل خطوه من خطوات الخيل حيث ان الوقت لم يسعفها عندما سقط منها الخمار للعودة اليه
… وحركة جنينها الغير طبيعية معترضا على ما يتعرض له .. او ربما مودعا !

الالم يتعاظم بقلبها وقلبها لا يتسع لحجمه ..
ا يعقل ان تفقد وطنا .. وزوجا .. وطفلا في آن واحد ؟
ابتدأت اسوار المدينة بالظهور ... كانت لا تمتلك القوه ولا الطاقة في ايقاف الخيل ..
صرخت للجنود الواقفين بأن يفتحوا البوابة .. فهي لا تستطيع ايقاف الخيل ..
فمجهودها استنزف تماما ..
عندما رأوها الجنود امرأه والتي تبدو كهاربه ..اسرعوا لفتح الباب الجانبي والذي لا يسمح بدخول اكثر من ثلاثة افراد …
واغلقوه سريعا .. دخلته وهي تتجه للقصر .. تحت انظار الجنود المذهولة وهم يبدئون باللحاق بها
.. حتى يتيقنوا من امرها …
عندما وصلت اسوار القصر المفتوحة .. دخلت وهي تقاوم الموت حتى تبلغهم بالأمر …
تجاهلت جنود القصر الذين بدأوا برفع الأسلحة ..
استوقفهم صرخة الاعتراض من صاحب القصر .. الذي عرف هوية الراكبة من خلال الخيل..
توجه اليها بهلع وهو يحاول امساك لجام الخيل الهائج محاولا ايقافه .. والمنظر المؤسف يشرح بلا حديث ..
منظراً يرثى له يبلغه ما وقع ..
قفزت اليه وهي تبكي والكلمات تتزاحم بفمها وتخرج بلا منطقيه
التقفها بيدين ترجف ..وهو يهمس ..: اهدأي .. اهدأي كي افهم ما حصل .. ..
خرج صوتها متقطعا ..وهي تحاول جاهده اخراج صوتها : … اذهبوا اليه .. اتوسل اليك اذهبوا

اعتصر الالم فؤاده واحس بنصل حاد اخترق ظهره ..
سقطت احدى اركانه ..
سقط شقيقه ..
سقط عضيده ..

وكأنه كبر مائة عام فجأة واصيب بالعجز …
وكأن الارض خلت من اهلها …

اشار بيديه لحارسه الشخصي .. وبوهن حقيقي ..: ابلغ اخوتي الحضور عاجلا



ادخلتها شقيقتها التي بدأت بالصراخ بجنون من حالها الذي تراه .. بمساعدة الخادمات

وضعتها بأقرب غرفه وهي تصرخ ..: فلتأتوا بزهراء عاجلا ..

كانت زهراء الأقرب لسكان القصر .. فهي خبيرة بأمور النساء ..


-
-

هل سبق وشعرت بدنو اجلك ؟
هل سلكت دربا بيوم وانت متيقن بأنه لا عودة منه ؟

لم تصرخ .. ولا حتى بدت على وجهها اثار الالام ..
فقد تكفل كل من بتلك الغرفة بالنحيب بالنيابة عنها ..
فقط الدموع هي من تتحدث.. .
. لكن ليس كما يظنون..
كانت روحاً تنساب عبر تلك الدموع ..
فقط .. تنتظر انهاء المهمة ..
ثم الذهاب للارتياح .. لمكان يجمعها به ..
لم تخفف صرخات ذاك الطفل أي من الألم ..
ولم تبث شغفا ..
ولم تستأصل ورم الحزن ...
اغمضت عينيها ثم غرقت بظلام لم تعهد مثله .. كان داكن اكثر من المعتاد ...
وجميع الالام بدأت بالذوبان تدريجيا ....


..

تم ابلاغ الجهات بالتأهب والانطلاق لمدينة *بتاره* التابعة لهم وتم الحصار ايام عديده اثمر بتحريرها وضمها مجددا ..
لكن لم يشعر بالفرح والانتصار
بل الخيبة والانكسار ..

عادت بالدم والفقد ..
مخلفةً جنود شهداء اضحو بدمهم من اجل وطن آمن..
وامهات مكلومات شهدوا بأعينهم ابنائهم يتساقطون ..
واطفال ضعفاء غفو بأحضان والديهم واستيقظوا ايتاماً
وعمارٌ استنزف الاموال والطاقة بات دمارً وخراب

-



ـ الترف ..
تحضن الطفلة وتربت على ظهرها وتتحرك يمينا وشمالا ،
والخادمات يحيطون بها و يسيرون لاحقين بها دون حاجه فاقدين للتركيز
كانت تبكي منحنيه حزنا لحال الطفلة التي لم تتوقف عن البكاء منذ اسبوع بلا مبالغة ،
وفقدا لشقيقتها ،
وهلعا من هول الفاجعة التي نزلت بهم ،
ومن تعب الحمل فهي في شهورها الأخيرة
والتوتر من صراخ الطفلة وقلة النوم …
نظرت لزوجها الذي يجلس نهاية السرير منحنيا يحتضن رأسه بيديه
،ناظرا للأرض بانكسار ، ويهز قدمه بتوتر
الحزن يخيم على الجميع ، حالهم يرثى لهم
واطفالها يقفون بالباب بقلة حيله ،ينظرون بتعب وحزن
مفتقدين لوالدتهم …التي انشغلت بهذه الطفلة الدخيلة
جلست بجانب زوجها بقلة حيله فالطفلة ستموت ان بقت هكذا
امتدت يديه لها بيأس فهذي المحاولة السادسة له في تهدئة الطفلة التي فقدت والديها من قبل ان تراهم
احتضنها وهو يستنشق رائحتها بحزن سيمزقه
والتي يبدو انها مصره على اللحاق بهم
وقف امامه طفله الثاني الذي لم يتجاوز السادسة من عمره : ابي ، اريد ان احملها
لم يرفع رأسه من عنقها : اخاف ان تسقطها مناف فهي صغيرة جدا
اصر بعناد طفولي لا يناسب الموقف : اريد ان احملها فهي تبكي بكل الاحوال ..
لا يود ان يصرخ به ويكسره : فلتجلس بجانبي
جلس بجانب ابيه وهو يمد يديه باتجاه الطفلة ..: هاتها ابي لن اسقطها فأنا رجل قوي
لم يقوى على الابتسام .والتربيت عليه ...مدها اليه ليشبع فضوله لكي يذهب
و حتى لا يفرغ الغضب الكامن بداخله على طفله الصغير
التقفها بيدين صغيره .. ثم شدها اليه بقوة حتى لا تسقط فيخيب ظن والده به ..
.. همس في اذنها : فلتصمتِ ايتها البشعة
فأنتِ لست جائعه .. ماكل هذا الضجيج الذي يصدر من فمك الصغير هذا
!!

حل الصمت في ارجاء الغرفة مفاجئا الجميع …
التفت والديه اليه بوجوهٍ تكسوه الصدمة

ناظرين للطفلة التي هدأت وغرقت بالنوم بسرعة عجيبة
..
رفع رأسه بفخر : كانت فقط تحتاج للتوبيخ
بكت والدته وهي تبتسم ..: انتَ رجلي بالفعل
مسح والده على ظهره دون الكلام ..


-
-
-


تنظر بفرح لارجاء المنزل الذي امتلكوه .. عبارة عن حجرتين فقط .. لكن لعينيها نظرة أخرى فهي تراه قصراً متكاملا وسينهي معاناة التنقل من مدينة لأخرى
وسيرتاح والدها من شقاء الخيم التي يشدها في اطراف المدينة ...

رفعها والدها وهي يلاعبها.. أشار على الحجرة الأصغر : تعلمين لمن ستكون هذه الحجرة ؟

ضحكت وهي تعرف الاجابه مسبقا : لمن ؟

شد من رأسها لحضنه وهو يضحك ..: ستكون للدر المكنون ...



درة



النهاية

روابط الفصول

الفصل 1 .. اعلاه
الفصل 2
الفصل 3
الفصل 4
الفصل 5
الفصل 6
الفصل 7 ج1
الفصل 7 ج2
الفصل 8
الفصل 9
الفصل 10
الفصل 11 ج1
الفصل 11 ج2
الفصل الأخير





ألحان الربيع 15-06-22 02:14 PM

السلام عليكم...


اهلا بكِ اخت فجر..

ما شاء الله عنك...بداية مشووقة جدا...صراحها قرأتها ومشاعر مختلطة عشتها ...ابتسامة...حزن ...توتر...انفعال...حب.....اسلووو ب جميل جدا جداا جذبني من اول كلمة ولم اتركه حتى انهيته....رائعة 😍👍...اتمنى لك التوفيق والاستمرار في نشرها حتى النهاية ومتاكدة ان القادم اجمل واجمل باذن الله ..❤

حبييت وسأنتظر معك فجر جديد اذا شاء الله🌹🌹🌹

نهارك سعيد😊

منـال مختار 15-06-22 03:05 PM

ماشاء الله بداية جميله استمري حبيبتي فجر♥♥.

صل على النبي محمد 15-06-22 03:22 PM

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

ward77 15-06-22 04:56 PM

بداية جميلة.. في انتظار المزيد👍🏻

أَسْماء 15-06-22 05:23 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
دخلتها بالصدفة وكانت صدفة رائعة... لأنني في الحقيقة أبحث دائمًا في الروايات عن رواية تجذبني من الكلمة الأولى... وها أنا أجد الكلمات تقرأ من ناحيتي باستمتاع، إذ أن مشاعرها واضحة وأحداثها سلسة لا تمل، متميزة بفكرتها... لغتها رشيقة مختارة العبارات... مع أنني تهت قليلاً... كيف ماتت أم عشق، على ما أظن والدها مات في الحرب، من التي ركبت الخيل وذهبت إلى الرجل هل هي أم عشق لأنها كانت حاملاً اناذاك؟ تساؤلات كثيرة أطرحها اتمنى أن تجيبي عليها في الفصول القادمة... لأننا متشوقين لمعرفة باقي الحكاية لأن بدايتها مبشرة جدًا بكاتبة واعدة ومتميزة...


اقتباس:

.. همس في اذنها : فلتصمتِ ايتها البشعة
فأنتِ لست جائعه .. ماكل هذا الضجيج الذي يصدر من فمك الصغير هذا
!!
:304872356: اضحكني هنا...

نور المحبوب 15-06-22 06:16 PM

بداية موفقه لي عودة حين إكتمالها بمشيئة الله

قصص من وحي الاعضاء 15-06-22 07:50 PM




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790






نرجو الالتزام بحجم الفصل المطلوب ضمن القوانين

15صفحة ورد بحجم خط 18





واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء


فجر عبدالعزيز 16-06-22 11:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع (المشاركة 15980301)
السلام عليكم...


اهلا بكِ اخت فجر..

ما شاء الله عنك...بداية مشووقة جدا...صراحها قرأتها ومشاعر مختلطة عشتها ...ابتسامة...حزن ...توتر...انفعال...حب.....اسلووو ب جميل جدا جداا جذبني من اول كلمة ولم اتركه حتى انهيته....رائعة 😍👍...اتمنى لك التوفيق والاستمرار في نشرها حتى النهاية ومتاكدة ان القادم اجمل واجمل باذن الله ..❤

حبييت وسأنتظر معك فجر جديد اذا شاء الله🌹🌹🌹

نهارك سعيد😊




اهلا بكِ ، شكرا جزيلا لك ، حقا سعدت بقراءة تعليقك ، ويشرفني ان تتابعي معي

فجر عبدالعزيز 16-06-22 11:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منـال مختار (المشاركة 15980352)
ماشاء الله بداية جميله استمري حبيبتي فجر♥♥.



كل الود والشكر لك اختي منال ، باذن الله سأستمر.


الساعة الآن 01:46 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.