آخر 10 مشاركات
رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree401Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-22, 10:52 AM   #91

ابنة البادية

? العضوٌ??? » 501720
?  التسِجيلٌ » Apr 2022
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ابنة البادية is on a distinguished road
افتراضي


الفصل السادس


لقد قضى أيام طويلة، في تلك الصحراء، ثم في الصبخاء الكريهة والتي لا ينتهي دربها مهما سار فيها، جرداء من كل شيء من الحياة ومن الناس، وصل إلى الحدود الغربية... إلى الغرب الأقصى والتي تدخله إلى أراضي المملكة العربية السعودية، لقد قضى أيام طويلة... يبحث فيها عنهم... إلا أن القوم قد شدو الرحال من أرضهم المعتادة، أخبروه أنهم ربما هاجروا إلى الدوحة، أو ربما إلى الربع الخالي أو إلى الشرقية... هل كان يبحث عن سراب عندما جن جنونه، وذهب كل هذه المسافة، فزعًا من هروبهم بشيخة، لقد سرقوا الصغيرة... لقد ضاعت شيخة من بين يديهم.. لقد ضاع كل شيء من بين يديه... وهذا ما شعر به وهو يسقط من ظهر بعيره المجهد والذي سقط معهُ، ولكن ميتًا، عندما عاد إلى الجنوب وإلى البريمي تحديدًا... قرب السوق الذي اعتاد المكوث فيه في الربيع.. بعد سفرهما الطويل والذي استمر لأسابيع وربما لأشهر لم يحصِ عددها... ظل على الأرض ممدًا، بينما راح الندم ينخر عظامه، يدخله في دوامة جديدة من الفراغ، يرميه في مشاعر الغضب والحقد والكره.. لأنه لم يدفن والده ويصلي عليه، لقد تركه بين بيت الشعر والعريش مضجرًا بدمائه... ولا زال يتراءى لهُ، كلما أغمض عينيه ليلًا.. لون الدم، رائحته ولزُجته، ثم شيءٌ يجري وراءه، ومرة يلاحقه...... ليستيقظ مفزوعًا... وقد بات الأرق رفيقًا ملازمًا لهُ...لقد شفيت جروحه بنفسها، لقد عانى منها فترة أيام فقط بفضل بنيته الجسدية التي ساعدته على الشفاء، والآن ها هو ممد على التراب، خائر القوى يعاني من بعض الألآم المجهولة، مرضٌ أطاح به أخيرًا واستطاع التغلب عليه ورميه أرضًا... وأفقده كل شيء، أولًا أهله.. ثم بعيره ثم نفسه... هل هذه هي سكرات الموت أم أثار الجوع والشقاء... هل جاء إليه أخيرًا! رغم أنه عانى كثيرًا من قبل... إلا أنه ظل حيًا.. إلا أنه الآن بدأ يستسلم... لقد أخطأ عندما اعتمد على نفسه... لقد سمح لهم بالهروب بعيدًا... لقد أخذوها... ارتسمت شبح ابتسامة على وجهه عندما شعر أن بدأ يدخل في هلوسات الحمى... شعر بحركة حوله إلا أنه ظل نصف مغْمض لعينيه غير آبه لمَا حوله، لقد استسلم أخيرًا بعد نضال طويل... استسلم للقدر...
طوقته أربع رؤوس، صفع صبي أسود في العاشرة من عمره وجه سهيل، بصفعاتٍ خفيفة قائلاً لهُ لعله يستيقظ:
-أنت حي..
بينما وقفت ثلاث فتيات واحدة منهم ذات لون أسمر وشعر مجعد ذو خصلات شقراء وبنية، وأخرى أفتح عن أخيها بقليل في الرابعة عشرة، وقد بدا النضج عليها من طريقة نظراتها، أما الأخيرة فصبية تكبرهم ذات جدائل سوداء طويلة ناعمة وبشرة فاتحة متوردة الخدين من الركض والحر... وقفت خزينة فوق رأسه... وقد أذهلتها رؤيته بعد أن جاء حسن إليها يخبرها وهي تمشط شعرها عند العريش بلهجته المختلفة عنها، رغم أنها دأبت طوال السنتين الماضتين في تعليمه كيف يتكلم مثلها:
-خزون.. لقيت ريال.. عند الدكان... ممكن ميت.. أنتِ تعرفينه وعمي يعرفه... من معارف عمي..
انهت جديلتها بسرعة، وضعت شيلتها على رأسها انطلقت إلى أين أشار حسن مع اختيه اللاتين لا تفرقان خزينة، إنما أصبحت بينهما علاقة أخوة وطيدة... بعد أن تكفل والدها براعيتهم وتدرسيهم وكسوتهم وأعتبرهم كأبناء له...
وكانت دائمًا ما تتصرف من تلقاء نفسها تكتشف الأمر أولاً ثم تشيعه، لتكون أول من يعرفه ويتصرف بشأنه لكي تحوز على النصيب الأكبر من المعرفة ... لذا ذهبت لتقصي الأمر ومعرفة الرجل الذي ظن حسن أنهُ ميت... إلا أنها وعندما شاهدتهُ وقفت للحظات مترددة تنظر إلى حاله المزري في ذلك المكان المنزوي وقرب مزرعة ودكان، وإلى بعيره النافق، وقد افجعها ما حصل له... إنها تعرف بآخر الأخبار.. ما حدث لهم، وكان أمرًا ليس بالجديد، إنما شيءٌ لا يزال يحصل بين القبائل البدوية.. وأن العداوة الآن أشد بين القبيلتين... ولكن ما دخلهم هم بما فعل الأخرون... حتى لو كان عمها غير الشقيق هو الجاني.. بما أن عمها هاجر إلى مكان غير معلوم.. هو ومن كان معه من أبناء قبيلتها... أما عائلتها والتي تنقسم إلى ثلاث جهات، قبيلة جدتها، قبيلة والدتها وقبيلة والدها ظلت في مكان، إذ إنها لم تشارك في الجرم... وأيضًا لامتلاكهم دماء مختلطة من عدة قبائل... ظلوا محايدين.. غير راضين عن أفعال القوم.. وقد ارتاحت هي من هم الزواج في هذه الفترة... بما أن عمها ليس موجودًا ولا عائلته... وظنت أن الأمر منتهى...
تحدثت الفتاة الأكبر من الأخوة الثلاثة، وقد وضح الخوف على ملامح:
-أحسن لنا نروّح، عن حد يشوفنا، مالنا خص فيه، بيونه الريايل وبيطالعونه، أخاف نطيح في مشاكل..
إلا أن خزينة انخفضت، فلا أحدٌ يعلم ما تخبئهُ نفسها تجاهه، مهما مضى إلا أنها ظلت متمسكة بإعجابها الشديد نحوه، لا يمكن أن يموت، عليها إنقاذه... لمست يدها وجهه فنظرت الفتاتان إليها بمفاجأة... كيف لها أن تلمس رجلاً غريبًا بهذه الجراءة؟ ماذا لو علم والدها بالأمر، العم سالم... سوف يغضب إذا ما علم أنهم ذهبوا إلى هنا ماذا لو كان هذا الرجل سكيرًا، وامسكهم... إلا يجب أن يكونوا حذرين... فالعمة العجوز دائمًا ما ظلت تخبرهم، أنه لا يجب أن يتعاملوا مع الغرباء ويجب أن يحذروا من الرجال... فتلك النصيحة المرعبة ظلت محفورة في عقل الفتاتين...
إلا إن خزينة والتي أكملت السابعة عشرة لم تأبه لاحتجاج الاختين، إنما انخفضت إليه إلى أن قابلت وجهه لتضع أذنها على انفه ثم على صدره، بعد أن شعرت بحرارته العالية في يدها، وضعت يدها على صدرها وهي ترفع وجهها إليهم:
-حي، الحمدلله... أظنه مريض... فيه حمى... شوفوا كيف صدره يرتفع، لازم نأخذه للمداوي علشان يوسمه.. ويسقيه دواء..
عقدة الصغيرة الشقراء "يمنى" حاجبيها مرددةً بصوت عالي:
-يوسمه... ليش يوسمونه؟؟
فأسكتتها خزينة:
-أنْطبي عن يسمعنا حد.. أنتِ ما تعرفين شيء... لازم نوديه... يا ويلكم لو أبويه عرف... بنسير بين السكيك ولا حد بيعرف لين نوصل بيت بو سليّم بنوديه صوبه لأن أعمي وغبي... بس شاطر في التوسيم والعلاج...
احتجت الفتاة الكبيرة آمنة:
-لو عرف عمي بتضيق علينا...
أسكتتها خزينة مبررة:
-آمنه أنا بوديه ما تشوفين الريال مريض ويحتاج مداواه، عيل نخليه جذيه، فرضًا لو مات، نحن بنكون المسؤولين أنّا ما أنقذنا انسان والله بيسألنا يوم القيامة عن ها الشيء..
وها هي تأتي إليها بطريقة خبيثة تذكرها دينيًا، بضرورة مساعدة الغير، وهذا ما يتم تدريسه وتفْقههم به عند الكتاتيب، لقد أدخلهم والدها جميعًا إليه لكي يحفظوا القرآن ويدرسوه، وكانت آمنة متعلقة دنينًا، محبة للعبادة...وينتابها الخوف من الوقوع في المعصية... لذا هزت رأسها مستسلمة... واذعن أخويها معها، جلسوا حوله، يفكرون بطريقة في ايقاظه... هل كان مُغمًا عليه؟ لم يعلموا... بعد أن صفعه الصبي، امسكت خزينة يد حسن مزيحة، واخبرته بأن يأتي بالماء... عندما رشته بالماء، غمغم.. فتح عينيه حاول الجلوس ونظر إلى ما يحيط به، فواجهته أعين الأطفال، الولد المستغرب، أما الفتاتين فاظهرتا الحذر.. أما خزينة فاتسعت ابتسامتها، دنت منه هامسة:
-سهيل... أنته بخير؟
إلا أنه لم يعِ الفتاة، ولم يعِ ما حولها وما الذي يفعله هنا... ولماذا بعيره ملقًا على الأرض، وإلى أين وصل! هل كان على ظهر بعيره.. ثم سقط... هل وصل إلى البريمي أم لا؟!
أكملت همسها الرقيق، لم يكن صوتها رقيقًا، فمنذ لحظات كان غليظًا فظًا مع رفقائها، إلا أنها الآن بدلته بالكامل:
-أنته مريض، بنوديك عند المداوي يداويك...
التفتت إلى الصبي، طالعته بنظراتها النارية، حاجبيها المتعلقان في جبينها، كانت تأمره بإن ينفذ أمرها ويحملهُ معها، وقف حسن للحظات حائرًا.. إلا أنه سرعان ما استجاب لها، ذهب إلى يمينه وهي على يساره... عندما امسكت ذراعه، كان قد هم بالوقوف على تلك الأرضية الرملية اليابسة، إلا أنه سرعان ما عاد إلى جلوسه، ثم بحركة لم يقصدها، ضرب يدها وازاحها عنهُ، فتح عينيه الحمراوان ينظر إليها بحاجبين معقودين غاضبين، سقطت على الأرض بجواره وصاحت:
-أعوذ بالله...
وعندما تلاقت عيناها بعيناه ورأت نظرت الحقد فيها، قالت وهي تقوم من قعودها:
-قلت أنيه بوديك عند المداوي، لأنك مريض...تقوم اطالعني بها النظرات.. تراني مسويه فيك خير...والمفروض تحمد ربك اننا لقيناك ولا مت...
قالتها بصراحة مفتخرة أنها أخيرًا تعاملت معه وجهًا لوجه، وأنها تنقذه وهو بين الحياة والموت، لعله يرد صنيعها لاحقًا، ستجبره على ذلك، لن يفلت وقد وصل إليها بنفسه، من قبل صارحت أهلها برغبتها بالزواج منه، إذًا فعليها أن تكمل مشوار خطتها وتقبض عليه بيديها... هل عليها أن تلصق به تهمة أو تحدث فضيحة بينهما... لا.. إنها تعرف أهلها لن يوافقوا إلا إذا مرقت سمعتهم بالوحل... فعلاقات الحب والمقابلات في الخفاء... يرفضونها رفضًا قاطعًا ويفرقون بين العاشقين تنكيلاً بالاثنين.. لكي يتوبا عن ذنبهما.. وكأن الحب ذنب يجب دفع ثمنه...فوقاحتها أمام جدتها، جعلت الأخيرة تقسم أنها لن تتزوج إلا بابن عمها ولن تخرج عن عصمته وعصمة قبيلتها...مهما كان سوء خلق الأخير.. إذًا عليها أن تقنعه أن يهربها معه.. وعندما تهرب" تزبن" عند أحد الشيوخ... لكي يصلحوا بينها وبين أهلها ويزوجهما رغمًا عن أنف الجميع..
تموهت الرؤية أمامه، ليعود ألم رأسه إليه، وتتكالب عليه الأوجاع، ألمٌ في الصدر، وفي الرقبة والظهر، وعندما أدرك حالته الصحية، وأنه لا يقوى على الحراك، استسلم مرة أخرى للمرض، لم يأبه لها ولكلماتها، ولم يدقق في وجهها، إلا أنه لآخر مرة حاول المقاومة لكي تكف عن ازعاجه وأن يبتعد هؤلاء الأطفال عن اللعب حوله... استند على جدار العريش خلفه وقام... وقبل أن يسقط امسكته.. لقد وضعت ظهرها تحتهُ في حركة جعلت الفتاتان تشهقان خوفًا... إلا أنها صرخت بهم:
-ساعدوني.. خلونا نصلبه.. غصبن عنه بيروّح يتعالج.. وأنا بوديه...
عندما أحس بها، وأراد ابعادها عنه، ابعاد رأسها من تحت ذراعه... شعر بالألم في خصره... لقد قرصته الفتاة... وهمست بغضب وهي ترفع رأسها إلى الأعلى لتصله رائحة الحناء والزعفران منها:
-أسمع رمستيه، وخلنا نوديك تتعالج، ليش ما تقبل مساعدتنا... تريد تموت يعني؟
هل استسلم لإصرارها، عندما أجبرته هي والصبي على السير... ويدها التي امسكت ثوبه بشدة، رافضة تركه، يا لله حتى وهو في حالته السيئة لم يقدر على الفكاك من هذه التي ظهرت من العدم، وتقوده إلى مكان غير معلوم، لولا الحمى التي تنفض جسده نفضًا الآن لكان له رأيٌ آخر ولن يجعل هؤلاء الأطفال يتحكمون به.. ولكنه سار معهم مسيرًا لا مخيرًا... لأنه أراد التخلص مما يعتريه... أن يغمض عينيه في فراش ناعم، أن يبل ريقه الماء، لأن حلقه تقطع من شدة العطش والجفاف..
عندما وصلا إلى الباب، أمرت خزينة حسن:
-اركب وفج الحبال..
فذلك الاعمى سيأخذ وقتًا طويلاً لكي يصل إلى الباب، أو يصل خادمهُ إليهم، فالطريقة الاسهل هو التسلل من الجدار وفتحه من الداخل... ثم الصياح بأهل البيت... ترك الحمل على خزينة التي سبت الفتاتان اللتان ظلتا تتبعنهم فقط، وتنظران حولهما خوفًا من رؤية أحدًا ما لهم، حتى جاءت الصغيرة راكضة لتساعدها بعد أن فتح حسن الباب على وسعه، وقد أمنت على نفسها بعد أن اطمأنت للرجل وأنه مجرد شخص مريض تعرفه خزينة، أما الكبيرة فظلت حذرة، مندهشة من تصرف خزينة، وأنها فتاة بالغة، إلا أنها لمست الرجل دون خجل... وعندما دخلوا إلى الحوش... وجعلوه يجلس مستندًا إلى الجدار.. ثم انطلقت إلى داخل البيت وقد تعودت منذ زمن زيارة قريبهم العجوز الأعمى...لذا هي تعرف أين يمكن أن تجدهُ... لقد كان يأخذ قيلولة الظهر تحت ظل غافة، وقرب العريش والتراب المبلل... نادت عليه وهي فوق رأسه:
-يا الشيبه... قوم، قوم.. بسرعة، في حد مريض..
استيقظ العم بو سليّم مصروعٌ من قيلولته على صوتها العالي، ولم تمض إلا خمس دقائق على غفوته:
-أعوذ بالله من الشيطان، أنتِ شو يايبنج القايله، شو مهضلنج، شو تبين ما هنيتي عليه وعيّتنيه مثل الشيطان الرجيم...
ردت عليه:
-خل عنك، وقوم طالعه عن يموت علينا، طايح جنه خلْقه وينفاخ، يالله قدرنا نشله لين هنيه...
ردد اسمها:
-خزينه... يا بنت سالم، شو فيج، عيني من الله خير ما تشوفني كنت راقد..
ردت:
-كنت راقد، الحين أنته واعي، قوم وسمه.. أظني يبا وسم.. حالة طارئه، يعني المفروض تقوم من طولك وتنقذ حياته...
-لا حول ولا قوة إلا بالله... منو هذا؟
تراجعت عدة خطوات للوراء لتفسح له المجال للنهوض، ودون أن تستغرق في التفكير:
-واحد من الخدم عندنا... حالته صعبه... طاح علينا عدال بيتك ويوم شفناه ونحن سايرين عند عمتيه طماعه قلنا نوصله صوبكم عشان تعالجه..
أومأ مصدقًا كلماتها، لا يمكن كشف صدقها من كذبها، لأنها محترفة، أخذ عصاته لتقوده إلى عريشه وقال لها:
-خلي جحش أيبه صوبي...
عادت إلى حيث تركته، تحت غافة، قرب حائط خشبي، لتخبر حسن مشيرة:
-حسون روّح وازقر، جحش وشلوه...
لم يكن الكي آخر العلاج، إنما أوله، كان على العم بو سليّم أن يفحص جسده كاملًا وهو مستقلي أمامه وقد استعاد نصف وعيه، من بلعومه حتى بطنه بيديه... يلمسه بيده يحدد أماكن" العوق* المرض" لكي يصيب مكانه... إلا أن خزينة في كل مرة تسأله وهي عند رأسهما تراقب ما يحصل:
-ها تصابيت عليه ولا بعّدك؟
تذمر وتأفف من وقفوها في المكان نفسه معهم، وأمرها بحزم:
-شلي چشج1* وهويري2* صوب عمتج، وخلي الريال أنا بداويه...
"1*الأغراض بما فيه نفسها" "2* الذهاب وقت الظهر"
هل انصتت له، لا... ولكنها تراجعت إلى الخارج وجلست على صخرة بجانب الجدار واضعة قدميها في التراب بعد أن خلعت نعليها، لا يمكن أن تتركه، أنه مريضٌ جدًا ماذا لو حدث لهُ أمرٌ ما، ماذا لو كان مرضه سيئًا... ولكن أن تجلس عند الرجال، كان أمرًا غير محبب وقد تضايقت الفتاتان من مكوثهما الطويل خارجًا الذي يمكن أن يثير شكوك والديها.. لذا أخبرت حسن أن يعود:
-حسون سير قول حق أمايه أننا عند عمتيه طماعه وأننا بنتم عندها للمساء...
يجب عليه أن يخبرهم بهذا... لعله تقدر على متابعة حالته، وتراه حينما يستيقظ...على الأكيد أن العم أبو سليّم سوف يجد علته...
ببطء وبعد أن تم كيه في بطنه، وكسر ما دخل بلعومه بطريقة معينة، سعل معهُ دمًا، وتم سقيه ببعض الأعشاب المرة... زال شيءٌ بسيطٌ، وبدأت محاربة جسده على المرض تتغلب... واختفت الحمى... شعره أنه يستطيع أخيرًا النهوض... شكر الرجل الذي داواه... بحث عن شيءٍ في جيوبه، فوجدها فارغة... أطرق ينظر إلى الفراغ... إنه لا يملك شيئًا لنفسه إلا كندورته التي عليه والتي ظل يغسلها لعلها تبقيه في حال أفضل... حتى بعيره فقده... اعتذر باستحياء وهو يقوم من قعوده بعد أن اغتسل وتحمم:
-اسمح لي بكون دين عليه وان شاء الله بعد ما أحصل على شيء أرده لك...
هنا عرف العم أبو سليّم من لهجة الشاب، وبعد أن عاين جسده، ورأى أنه لم يكن من العبيد، ولا من أهل المنطقة، من ملامح وجهه، لتثبت لهجته الأمر... أنه من أهل الشمال... إلا أنه ردهُ رافضًا:
-ما عليك اعتبرها صدقه وفعل خير وواجب ما نريد عليه شيء...
إلا أن سهيل رفض أن يكون علاجه صدقة، أنه لا يتلقى الصدقات ولن يقبل بها، سيرجعها عاجلاً غير آجل... عندما ينهض بنفسه... وهل سوف ينهض بنفسه!...ما الذي ينتظره... كان من الخطأ رحيله...كل ما فعله كان خطأً ودون تخطيط... لقد زادهم اصرارًا على الهروب منهم... لقد خسر الكثير عندما قادته مشاعره إلى الانتقام وهو خالي الوفاض... الآن هو يتجرع الندم... يرثي والده وأهله، ويرثي أخته الرضيعة المفقودة...
لم يمهل الرجل ليضيفه أو يصر عليه بالبقاء إلى أن يشفى بشكلٍ كامل، إنما خرج مغادرًا..
لقد عادت متأخرة... وقفت عند عريشه، لاهثة تنظر حولها، تبحث عن أثر لهُ... أثار اقدامه الحافيّة...ومكان جلسته، ثم وقفت أمام العم أبو سليّم في جزع:
-وين سهيل؟ هل هو بخير؟
عقد حاجبيه للحظة وهو متكأ في الدكة المرتفعة... لقد نطقت اسمه دون أن تكون حذرة، لقد كذبت عليه، والآن هي تثبت أن هناك علاقة بينهما... إنها تعرف هذا الرجل الغريب! سألها يريد إيقاعها في فخ أفعالها:
-أممم، اسمه سهيل...رواح من دقيقة، راد داره... ليش شو تبين منه؟
احتجت قلقة:
-لكن... كان مريض كيف بيروح وهو تعبان... يمكن يرد عليه المرض ما مرت ساعتين من لقيناه...
تكلم بجدية، مزيلًا علاقتهما الفارطة، والتي لم يكن بينها حدود لأنهما قريبين.. ولأنها ابنة ابن أخته، وقد بدا الغضب على وجهه والقسوة على أفعالها المنكرة، ألم تبلغ السابعة عشرة منذ فترة، ألم تصبح امرأة ومن في سنها متزوجات ولديهن أطفال، الكل يتهاون معها، والدها يتمسك بها، وجدتها يضيع كلامها وسط الفراغ، لهذه الفتاة تأثير سحري عليهم، كلهم بلا استثناء، وكيف وقد حملت رجلاً مع صبي صغير إلى هنا:
-انتِ كيف تعرفين ريال غريب وتبينه هنيه؟ أنتِ ناسيه أنتِ بنت منوه، ولا ما تعرفين تحشمين أهلج...
حاولت ارتداء رداء البراءة، التظاهر بإن افعالها أتيةٌ من نية طيبة، رغم ما يعتريها من قلق:
- هو مش غريب هذا واحد من قرايب أمايه، مش لازم أقولك من أي قبيلة، لأن الي بينا واضح ومكشوف... وكيف أخلي شخص مريض طايح عدال بيوتنا وهو بين الحياة والموت... بدون ما أنقذه... أنا صح جذبت بس هذا لمصلحتنا كلنا...
لم يكملا نقاشهما... لأن ما أشغل بالها أكبر بكثير، هل عليها ملاحقته، قبل أن يرحل! وهذا ما فعلته... انطلقت خارجة من بيت قريبها... الذي نطق بعد أن هزّ رأسه أسفًا على تصرفات الفتاة:
-يا خوفي من أفعالها إلي ما نعرف شو وراها..
كان ما حدث منذ دقائق معدودة، جعلهُ يستشيطُ غضبًا.. لم يكن يريد قطع العلاقات واجتززها من جذورها، التخلص منها ويرميها وكأنها لم تكن... وأن يعميه الغضب... أن يظل عطشان... يريد أن يرتوي إلا أن الارتواء صعبٌ ولن يحدث إلا بسفك الدم، والشرب منه... منذ دقائق استعاد خنجره وبندقية من عند البعير المرمي في تلك الخرابة... بين مزارع تلك القرية.. ولسوء حظهما تقابلا... في الطريق رغم أنه لم يفكر في الذهاب إليه، لقد نسيه، كان علاقتهما الحسنة شفيعة لهُ ولزوجته" العمة"، وكم ردد في نفسه، أن الرجل ليس له في أفعال أخيّه من شيء، إلا أن الضيق والغيظ يغزوه كلما تذكر ما تم فعله بهم، يكتم على صدره يدخله إلى دوامة جديدة من التفكير في المستقبل، وفي كيفية العيش بعد أن تم تشتيت أمان أسرته، بعد أن تم سفك دمائهم دون وجه حق ... وقفا مقابل بعضهما، تفاجأ والد خزينة" سالم" من رؤيته هنا، وفي تلك الحالة المزرية، بدا ملبسه غير مرتب، قديم ومهتري مشقوق في بعض الأماكن، لقد سقط في الفقر حتى هزل جسده، وتشققت يديه وقدميه، واغمق لونه، وغادرته الصحة، وجهه الذي كان مليئًا بالحيوية، فقد اشراقته، وطوته تكشيرة الغضب، لم يستطع سهيل وضع مشاعر طبيعية على وجهه، لم يستطع التساهل في أيَّ شيء حتى عندما بدأ الرجل الحديث وسألهُ عن حاله:
-شحالك ربك بخير؟
لم يرد، بجوابٍ إنما بسؤال:
-أخوك وين منخش" مختبأ"؟
لم يراعِ سن الأخير الذي يكبره أعوام عديدة، والذي ربطته علاقة قديمة به، هل كانت علاقة صداقة، أم قرابة، أم أخوة، لم يعد يذكرها! لم يذكر غير دم والده الناضح... داره التي ارتوت من دمائهم... ظهر اللون الأحمر أمام عينيه... طفقت الذكريات تتكالب عليه...حتى ضاع وسطها ووسط غضبه...وقبل أن يرد عليه، هاجت مشاعره فرفع يده وامسك بسالم من ياقة كندورته يهزهُ وذلك قبض يديه محاولاً ابعاده والدفاع عن نفسه، صرخ سهيل مغضبًا:
-تخشونه، أدارون على فعلته، غدر بأبويه، اعتدى على حرمة بيتنا...
-وين بوشنا؟" بوش=الأبل"...
وقد تراءت الأبل المتوارثة من أجداده في مرتعها، داره المعشبة والقاحلة، جبالها الشاهقة والرمال المتسلقة عليها، ذلك الكنز الغالي على قلبه وقلب والده، ثلاث ناقات، منهن ناقته شهله... التي تركها في ذلك اليوم مع أمهاتها... وأخذ البعير معه... ذلك البعير الذي لا يساويهن في شيء... لقد فقد كل شيء...ظل يضغط على أسنانه وعلى قبضته.. حاول سالم تهدئته محاولًا تفهم غضبه:
-أحسن الله عزاك... تراني والله ما عرفت عن سواته شيء إلا من فترة، ولا شاركته ولا شيء والله يسامحه طماع، والله ينتقم منه ويرد لكم حقكم...
ما هذه السخافات التي تفوه بها بكل سهولة أمامه!... يُرد حقه، وكيف يرد الأموات إلى الحياة؟ هل هناك حل سحري؟ تافه كتافهة الكلمات الذي أخرجها، نعم فالمصيبة واقعة عليه وليس على الذي أمامه... لذا هو لن يدركها...
لهث، وقد تحجرت الدموع في عينيه الحمراء وهو يصيح في وجهه:
-وين شيخة... الله يلعنكم... تأخذون ياهل... تسرقونها؟ وتقول لي الله يرد حقكم؟
تسللت يديه بشدة مجنونة لتطوق عنق الرجل رغم محاولة الآخر المستميتة في ضربه وابعاده عنه عندما شعر بإنه قد فقد سيطرته على نفسه:
-منو بيرد لي أختي بعد ها الشهور؟ أنته!
قالها مستهزئاً، ثم عبس بشدة:
-طلعها، ردها لنا، الحين... يا الحرامية... تف عليكم وعلى من يابكم يا أقذر خلق الله...
أخيرًا استعمل سالم كل قوته ليبعد يدي سهيل عنه، ويبعده عنه بشدة، تراجع سهيل عدة خطوات إلى الخلف، لاهثًا... ولا زال وجهه محتفظًا بتكشيرته... إلا أنه لم ينظر إلى سالم... ظل ينظر إلى الأمام محاولاً تنظيم تنفسه، خانقًا شعوره بالذل والضياع... وصله صوت الرجل:
-تماسك يا سهيل واستغفر ربك، واللي استوى مكتوب ومقدر وإن شاء الله نقدر نوصل للبنت ونردها...
لم يحمل له حقدًا، كانت ردة فعله عنيفة، يمكن أن يتفهم وضعه وحالته وأن يعذره، لأنه لم يفعل شيئًا بعد معرفة أمر أخيه وأفعاله المشينة، كان انتقام أخيه شخصيًا، عداوة قديمة بينه وبين والد سهيل، يعرف ذلك الجيد، من قبل كان بسبب أنه لم يزوجه المرأة التي أرادها، تم التسفيه به، ورفضه بعد أن قابلها وكتب فيها شعرًا، لذا غضب أهلها، واقسم والد سهيل ألا يزوجه أخته...فخلق ذلك عداوة بين الاثنين وبين العائلتين... ولم يقتصر الأمر على هذا... كانت المحرك الأساسي الحروب بين القبلتين وأنهم كانوا يرمون بالرصاص من يدخل إلى أراضيهم البرية ويردونه صريعًا، حارسة وتشدقا بأنفسهم.. ولكيلا يقدر أحدٌ على الاقتراب منها ولكي يروعُ اللصوص والخصوم... ولكن أخيه خلق مشكلة لن تبرأ إلا بسفك الدم...
إلا أن الأخير زادته كلماته حقدًا فوق حقده... قام مستقيمًا، رافعًا أنفه بتعنت، مشمئزًا من كثرة الكلام الفارغ... وأنه لا يؤدي إلى أيَّ طريق، وأنه ذل نفسه، فهو لن يأخذ انتقامه إلا بيديه... ولن يجد لهُ مرسى إلا بعد أن يشفي غليله... بسفك دماءهم والتخلص من سلالتهم...لذا أكمل طريقه... إلى الشمال... عائدًا من حيث أتى... إلى بن هويد... لكي يبدأ بداية جديدة معه... في حارسة المنطقة والبحث عن الهارب وايجاده وإيجاد اخته حتى تطلب منه الأمر الذهاب إلى أقاصي الأرض... فبن هويد هو من سوف يمده بالقوة بعد الله...من بعيد سمع أصوات تنادي عليه... ألتفت عاقدًا حاجبيه والرياح الحارة تصفع صفحة وجهه وهو يمشي في تلك الفلاة القاحلة... والتي تظهر كثبانها العالية مترامية على مد البصر، واسعة لا نهاية لها.... بينما لاح الشفق في أفق السماء... يخبره بانتهاء هذا اليوم الطويل... وصل عنده الرجل الذي كان يقود بعيره... فعرفه... كان صديقٌ له لم يرهُ منذ فترة طويلة:
-بترد الشمال...
لاح الأفق الشمالي وهو يعيد بصره إليه... ويهتف بحزم:
-نعم..
قال صاحبه مادًا يده لهُ:
-عيل سرينا...
أما هي ... فوصلت متأخرة كثيرًا... لا هي وجدته، ولا عرفها وعرف أنها منقذته... بعد أن تتبعت الأثر لعله يكون وسيلتها الأخيرة لإيجاده إلا أنه اختلط بأثار الركب، وانمحى... ولم تعرف إلى أين ذهب... إلا أنها اتجهت شمالًا خلف بيت والدها... ركضت على الرمال.. ثم سقطت في مكانها فوق كثيب منخفض متمتمه بحسرة:
-فشلت خطتي قبل ما تبدأ... كيف قدر يروّح بدون ما يشكر الي أنقذه... كيف قدر يلمس بنت بدون أي احساس... كنت ناويه أدفعه الثمن...
***
كان على الحياة أن تطوي صفحاتها بالنسيان، وأن تبقى الشحيح من الذكريات، وأن تبقى هي متمسكة بالصبر مع والدتها، لتشد من أزرها، أن تكون سندها وقد فقدتا السند... بعد أن فقدوا حلالهم... تبرع الجيران وكل واحد منهم اعطى عنزة أو شيء من الضان... لتستمر الحياة مثلما كانت بينهم... ويقف رجال الجيران كيد واحدة يصرفون على الارملتين كما يصرفون على بيوتهم، كرمًا وتجليلًا لفقيدهم، هي لم يعد زوجها بعد هذه السنين لذا اعتبر ميتًا، أما والدها فلم تبرد دماءه حتى الآن في نفسها، إنما ظلت حارة في قلبها... لا زال طيفه يسكن البيت، لا زالت رائحته موجودة... لا زال يتراءى لها في أحلامها... وها هي تمشي بعصاتها، ترعى نصبيهم من الماشية مع ماشية عمتها، على كثبان مليحة منتظرة أن يعود الغائبون، أن لا يختفي سهيل من حياتها أيضًا...أرادت أن تلومه.. تخبره أنه ترك الحمل عليها، وأنه أصبح ثقيلاً دونه.. وأن والدتها ليست على ما يرام...
وصلها صوت بكاء، تراءت لها طفلة، عليها خرقة بالية، موضوعة فوق التراب، فجأة من العدم، لم تكن شيخة، لم تكن تلك الرضيعة هي شيخة إنما طفلة من زمن غابر... مرمية على التراب... صوتها الهزيل لا زال يزورها في أحلامها في الفترة الماضية... فتحت عينيها في الظلام... استيقظت مفزوعة... جلست مستعيذة من الشيطان الرجيم... غارقة في العرق، صدرها يرتفع وينخفض في رعب...هل يتكرر الأمر ثانية... أجهشت في البكاء... فاستيقظت مريم النائمة بجانبها عندما وصلها صوت والدتها المنتحب، فهتفت بها وهي تضمها:
-أميّ.. بسم الله الرحمن الرحيم شو فيج؟
اجابتها والدتها بشفافية وكأنها تفرغ ما بداخلها:
-عشبه... أحلامي كلها عنها هذي الفترة... كان لازم أنقذها.. ليش ما خافت الله في طفلة... ليش خلوها تموت... ماتت يوعانه... ماتت من اليوع...
قصت عليها قصة قديمة طويت بين طبقات الذاكرة، شيءٌ يثير في نفسها الخوف والرهبة، العذاب والألم، والحنين إلى شيء مفقود:
-ماتت أمي بعد الولادة...
كانت مريم تعرف ذلك جيدًا أن والدتها فقدت أمها في سن صغيرة، لقد تزوجت والدتها أيضًا في سن صغيرة... الحادية عشرة أو الثانية عشرة، قبل بلوغها... ووجدت زوجة أب شريرة... أرادت التخلص منها، لذا تخلصت منها عبر تزوجيها لرجل عجوز... ثم طلقها بعد أن جعلها خادمة لديه، وعذبها، لتتزوج آخر بنفس عمره... ثم والدها... ما الذي جمعهما وكيف اجتماعا لم تعلم كيف! ولكنها تعلم أن والدتها قاست أشد أنواع الويل في حياتها، منذ طفولتها على يدي زوجة والدها... ولكنه تقدير الله أن تصل والدتها إلى بر الأمان وإلى والدها الرجل الطيب... وتنجبهم.. وتمنحهم من فيضان حنانها وحبها الكبيران...
ولكن ما الذي لا تعرفه ذكرى تلك الطفلة التي نطقت والدتها باسمها:
-كنت طفلة مثلها، ما تجاوز عمري الخمسة سنوات، وهي ما كملت الأربعين يوم، ولكن لين الحين أذكرها، يابوا لها لبن بقر خربان، وكانوا يسقونها بالخاشوقه... ما قدروا أنهم يتمنحون عنز أو ناقة وترضع البنت منها إذا ما شيء مرضعة... إلا أنهم ما سوا من هذا شيء...خلوها على زاوية العريش لين ماتت من اليوع... مثل أمها...
لِمَ يجب على الانسان أن يصل إلى هذه المرحلة من قسوة القلب... ويحاول التخلص من الأطفال... إنه وئد البنات.. قتلهم دون وجه حق فقط للتخلص من عبأ الفقر...ليس لأنها فتاة، إنما لأنها تنتمي لامرأة كان زوجها متزوج منها، طفلة لم يرد أحدٌ منهم الاعتناء بها... ولا كسب أجرها...
لقد استيقظت في الصباح الباكر وقبل الفجر وتركت والدتها نائمة... أرادت أن تمشي في الخلاء بعد أن فكت رباط الماشية، أرادت أن تترك لساقيها الحرية للصعود إلى الجبل... وتسلق الرمال المتسلقة عليه... والجلوس بين الزهور والعشب المتبقي رغم حلول الصيف، إذ إن أمطار "الروايح" أبقت الحياة في ذلك الصيف... وجعلت من الحرارة محتملة، كانت حرارة الصيف شيءٌ لا مفر منه، شيءٌ منهم وفيهم تعلمهم الصبر والشدة والتحمل... وكان العريش مكيفهم في أيام الصيف شديدة الحرارة والجفاف، كان المبرد لهم عندما يرش ترابه بالماء... كانت الصلاة في ذلك الخلاء ملاذها في هذه الأيام الشديدة... عادت بعد شروق الشمس... لم تسمع صوتًا، كان المكان هادئًا... على ضوء الصباح استرقت النظر إلى داخل العريش... وقد انقبض قلبها فجأة وتفاجأت بشدة... لم ترَ والدتها يومًا حتى في أوقات مرضها نائمة في الصباح... ولا مرة في حياتها، حتى بعد وفاة والدها... لذا ايقنت من أمر ما... هل مرضها شديد... هل ما تشعر به هو ما حدث... كان التفاؤل وسيلتها لعلها تنجو من مخاوفها...وكم كان مفزعًا لها لمسها وقد ايقنت الأمر وعرفته... لقد تسلل الضوء عبر عصي العريش، وحركت الهبوب الدافئة سعف النخيل اليابس، تسللت رائحة الخرس، ورائحة الرطوبة، وهي تجثي على ركبتيها بقربها مجهشه في البكاء... بعد أن وجدت علامات الهدوء والراحة على وجه والدتها الذي سلمت روحها إلى باريها بعد حياة الشقاء...
مضت الأيام بطيئة عليها... بعد انتقالها إلى بيت عمتها مع ناقتها... وبعد أن ودعت ديارها وسافرت معها بعيدًا بعد دفن والدتها... وبعد ذلك بأيام وعندما كانت نائمة شعرت بحركة... فاستيقظت من نومها ولم تجد عمتها بجوارها.. إنما وجدت شخصًا عند باب العريش... رغم الظلام إلا أنها قدرت على تميّز شكله... لا يمكن أن تخطئه... عندما جلس بقربها مدت يديها إليه واحتضنته وهي تضربه على ظهره مؤنبة:
-وين كنت؟ ليش خليتنا وروحت... ليش سويت جذيه...ما أقدر أسامحك...أنا زعلانه منك..
طبطب سهيل على ظهرها وركبتاه تضغطان على فراشها:
-كان عندي شغل..
رفعت رأسها عن كتفه ودموعها تنهمر على خديها:
-هل الشغل أهم منا علشان تخلينا..
أرادت أن تُأنبه، لترك والديها يدفنا دونه، كيف له أن يرتكب مثل هذا الفعل، إلا أنها لم تستطع ذلك... لم ترد أن تزيد الجروح قيحًا... فما فيهما يكفي، خرج صوته قويًا ومهتزًا ليخبرها بألم حاول اخفاءهُ:
-كنت أدور شيخة..
وكأنه ضربها في مقتل، انقبض صدرها، لقد تجاهلت التفكير في الأمر، حاولت العيش على أمل ايجادها، وأنها لم تذهب بعيدًا، وأنه لم يحدث لها أمرٌ سيئٌ، فعيناها لم تجفا دموعهما بعد، رثاءً لعائلتها المغدورة... لقد اجلته لكي ترعى والدتها المريضة، ولكنها ذهبت رأسًا إلى زوج عمتها متوسلة... جلست على ركبتيها غارقة في النحيب عند قدميه:
-عمي... أرجوك.. شيء أخبار عن شيخة... بنتي شيخة دورها لي، ردها لي، لأني حاسه أني بموت بدونها... لا تخليهم ياخذونها... كيف قدروا يفعلون هذا بطفلة... نحن ما سوينا بهم شيء...
كان ما شعرت به، شيءٌ لم تقاسيه من قبل، حتى فقدها لابنها لم يكن بهذه القسوة، قسوة رؤية والدها مقتول، وأخذ شيخة من بين أحضان والدتها، شيخة البريئة والطفلة المسكينة، ماذا لم تم بيعها بعيدًا... ولم يتم ايجادها... ما الذي عليهم فعله؟ كيف سوف تعيش حياتها... من ينقذها من هذا المصير القاسي... أن تفقد كل شيء مرة واحدة.. ولا تجد أملًا تتعلق به...
رد زوج عمتها عليها، مهمومًا على حال الفتاة محاولاً مساعدتها والرفق بها:
-ان شاء الله بتني... ان شاء الله بنلقاها...
والآن وبعد وفاة والدتها، ومواجهة سهيل انهارت مرة أخرى... وسألته بصوت مبحوحٌ من البكاء وهي لا تزال تمسكه بشدة من كندورته في ذلك الصباح الباكر:
-زرت أمي..
لمع الدمع في عينيه إلا أنه شدد من أسره، وابتلع المرارة التي شعر بها في حلقه، لكيلا يراوده ذلك الشعور المفزع بالفقدان، يعترف أنه جاء متأخرًا عن كل شيء... منذ ساعات وعندما وصل علم عن وفاة والدته التي مضت عليها أيام عديدة... سار إلى المقبرة في الظلمة مترنحًا... شاعرًا بانهياره نفسيًا... ويساءل نفسه لماذا فعل ذلك؟ لماذا حدث كل هذا؟ وسرعان ما استغفر ربه وهو يجثي على ركبتيه بجانب قبرها والصخرة التي وضعت فوقه... ويضع رأسه في التراب يمرغه هناك في التراب وينتحب... وبعد أن فرغ ما يشعر به عاد إلى مريم... التي يشعر ناحيتها بالخجل والخزي لأنها تركها تصارع وحدها لكي تعيش..
وها هو الآن أيضًا قرر... الرحيل عنها، مجبورًا لا خيار لهُ غير ذلك... أخبرها بالأمر وهو يشد على كتفيها:
-كوني بخير، عيشي ويا عمتي... وعيشي حياتج وإن شاء الله بعد عمر طويل نتشاوف بعد ما يروى إلي في داخلي.. وأحصل على إلي أبغيه..
وتركها في العريش على جلستها وسط الظلام ورحل كما أتى، فقط بعد قوله لتلك الكلمات القليلة والتي لم تروِ ظمئها... إنما زادتها جفافًا... وجعلت ما داخلها قاحلاً... فاقدًا لكل شيء...
لم تركض وراءه... لم تظهر مشاعر الخوف التي تعتريها، والفراغ الذي يحاصرها، فقط تركته ليرحل كما اختار... لتختار هي طريقها...
***
بعد مرور سنتين... سنة الحدث في أول فصلين من الرواية...لمن يريد مراجعة أول فصلين قبل البدء من هنا...
كان ليقام لها أفضل عرس، تبجيلًا لمقامها، وارضاءً لها ولوالدها بعد الليالي السابقة والاحتفالات لمدة أسبوع... ركبت هودجها بثوب العرس الأبيض المزري، ليقوم البعير من قعوده... ويحملها والرياح تحرك غطاء الهودج لتدخل لها نسمات الهواء الباردة في آواخر أيام الخريف... مع تحرك البعير... اهتزت طاسة الذهب الموضوعة فوق رأسها وتدلت العقود الصغيرة محيطة بشعرها، بينما برزت واحدة كبيرة في منتصف شعرها المفروق من المنتصف... بينما زينة نحرها مرية من الذهب باهظة الثمن... واسوار تغطي معصميها... وشيلة شفافة سوداء تغطي خصلات شعرها المنسدلة على كتفيها... كان الشيء الوحيدة المسرورة من أجله في هذا العرس الشقي والمجبورة عليه اجبارًا قاطعًا... هو أكوام الذهب التي تغطت بها... إذ إنها رأت نفسها في أزهى حلة بثوبها الحريري وقماش الشيفون اللامع الذي يغطيه ... لتبدو عروسًا أجمل من فتيات القرية أجمع... هذا ما اقرت به عندما رأت نظراتهم إليها وسيل المديح... إلا أنها بدت في الوقت نفسه أتعس عروس وتزف إلى قبرها... لذا قبلت بالأمر لأنه لا مفر منه... ستتزوج وتجرب كيف هو الزواج... وبعد ذلك تقرر... بعد أن عاد عمها من فترة قصيرة إلى دياره وقد هدأت الأوضاع ونسي الأمر... وطلب التسريع في زوجهما من جدتها لكي يرى أحفاده، امتعضت جدتها في البداية ثم قبلت لأنها قطعت وعدًا وعليها الإيفاء به مهما حصل، وليس للبنت إلا ابن عمها، فهو من سوف يصونها... تلك العبارة المقيتة التي لا صحة لها في عقل خزينة التي طلت أمامها ديار عمها وقد حل الظلام... وملت من طول المسير...
***
ظهر من الخيمة... وسط النار المندلعة... وجرحه الناضح الذي سرعان ما قطع له قطعة من ملابسه وربطه لعل ما يشعر به يخف ويتوقف النزيف الذي تسببت به تلك المرأة الحقيرة... ووراءه ابن قاتل والده مضجرًا بدمائه... مقتولاً حقنًا لدماء والده... لأنهم لم يجدوا الأب بعد تلك الليلة الحافلة باحتفالات العرس... لقد ترك ابنه لكي يدفع ثمن اخطاءه، كان ذلك صائبًا، يجب أن يذوق الأب ألم الفقد.. كما ذاقوه هم... عليه أن يتجرع الندم والحزن ويشعر بحرقة وحرارة الرغبة في الانتقام... لقد عاش حياة شاقة لكي يصل إلى هذا... لقد كتم كل ما يشعر به، لكي يجبر خصمه على العودة إلى الديار... لقد أمن ذلك الرجل أنه لن يقدر عليه أحد بفعلته... وأنه يمكن أن ينسى فعله... ولكن انقلبت الأمور... وأصبحوا هم الغالبون...عقد حاجبيه وهناك نار تشتعل في جوفه... لماذا لم يرتوِ بعد؟ ... لماذا لم يشفَ غليله؟ أيجب عليه أن يقتل المزيد.. أن يمحيهم عن بكرة أبيهم... عقد حاجبيه لرؤيتها وسط تلك النيران.. وعند طرف الخيمة، تلاقت عيناهما للحظة وضبابية في عينيه والألم يزداد نضخًا... لِمَ تراءى لهُ مشهد قديم... كان في وقت مرضه... لِمَ بدت له شخصًا يعرفه... إلا أنها فجأة اختفت من أمامه... ولكن عينه غير المصابة التقطتها وهي تركض مبتعدة ثم تختفي... لا يزال خنجره الدامي في يده... لا تزال لديه نشوة الانتقام... عدم الرضا والاتواء... لذا تحرك خلفها.. يتبع خط سيرها إلى أين اختفت... سمع أنفاسها رغم الضجيج والنيران... فاخذ يرفس الجثث.. ويبعدهم بقدمه ويده وهو ينحني... ثم في قبضة شديدة القسوة أمسكها من ذراعها... سمع شهقتها العالية، ثم صرختها العالية وقد أدركت أن لا مفر لها إلا الصياح لعل قومها يسمعونها ويأتون لنجدتها... إلا أنه رفعها بقبضة واحدة ومهما قاومت لم تستطع التخلص منها، تقابلا وجهاً لوجه وقد ظهر وجهها لهُ وأدرك حقيقتها، وأنها!، اهتزت عيناه فجأة إلا أنها عادت إلى البرودة مرة أخرى... هي بين يديه، يمسكها من ذراعيها يثبتها أمامه، ترتجف بشدة وقد أدركت أنه يمكن أن يكون مصيرها كمصير زوجها، وأنه قد يطعنها حالًا في بطنها ويبقره كما فعل بزوجها... ومن في المنطقة... إنه وحش متعطش للدماء لا يرى أمامه شيئًا... ويريد أن يرتوي من دمها الآن...



ابنة البادية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-22, 05:34 PM   #92

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,152
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

ماودي ينقتل سالم المسالم ان شاء الله ان سهيل ماقتلهم رغم ان احتمال سالم اتيمع ابنته لزفها لابن اخيه سهيل من ينتظر اعتقد انه ينتظر جماعته ابن هويدي لتطبقعلي القبيلة

غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-22, 12:14 AM   #93

لطيفة.م
 
الصورة الرمزية لطيفة.م

? العضوٌ??? » 491554
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 366
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » لطيفة.م is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخـير 🌷
كالعادة كاتبتنا تبدعي في السرد والتفاصيل 👏🏻👏🏻

جزء كبير من الماضي وضح لنـا واكتملت الصورة … برأي أكثر شخص عانـى هو مريم أولاً من فقدها لزوجها وابنها ورعايتها لوالدتها بعد وفاة والدها … بالاضافة الى معاناتها من الفقر … كانت تحتاج للسند بعد كل الأحداث السلبية … سهيل سعى للانتقام لأنه ما قدر يحمي عائلته …

في انتظار الفصل القادم 🌷


لطيفة.م غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-22, 07:14 AM   #94

ابنة البادية

? العضوٌ??? » 501720
?  التسِجيلٌ » Apr 2022
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ابنة البادية is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر مشاهدة المشاركة
ماودي ينقتل سالم المسالم ان شاء الله ان سهيل ماقتلهم رغم ان احتمال سالم اتيمع ابنته لزفها لابن اخيه سهيل من ينتظر اعتقد انه ينتظر جماعته ابن هويدي لتطبقعلي القبيلة
ان شاء الله الفصل القادم بكون هناك توضيح أكثر لباقي الشخصيات وكيف مصيرهم لأن في باقي كذا جزئيه أريد أوضحها وشكرًا لكِ


ابنة البادية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-22, 04:12 PM   #95

Riham**
 
الصورة الرمزية Riham**

? العضوٌ??? » 306482
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,177
?  نُقآطِيْ » Riham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل كشف لينا حاجات كتير
خزينة يا مسكينة فعلا بتحب سهل وانا بستغرب اي منطق يخللي ناس يفرقوا بين اتنين باي حجة خصوصا اذا طلبوا الحلال .
سهل صراحة مخه أحادي يعني علشان الثأر ساب امه واخته وهما ستات وحيدات 🙄
مريم اكتر واحدة خسرت هنا الابن والزوج والاخت والاخ والام والاب ومازالت متماسكة 💔
موضوع الطب الشعبي ده بيستهويني صراحة وأنه الراجل عرف نسب سهل من ملامحه ده كمان بيشبه علم الانساب الحديث وكمان موضوع مثير


Riham** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-22, 04:36 PM   #96

Riham**
 
الصورة الرمزية Riham**

? العضوٌ??? » 306482
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,177
?  نُقآطِيْ » Riham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل كشف لينا حاجات كتير
خزينة يا مسكينة فعلا بتحب سهل وانا بستغرب اي منطق يخللي ناس يفرقوا بين اتنين باي حجة خصوصا اذا طلبوا الحلال .
سهل صراحة مخه أحادي يعني علشان الثأر ساب امه واخته وهما ستات وحيدات 🙄
مريم اكتر واحدة خسرت هنا الابن والزوج والاخت والاخ والام والاب ومازالت متماسكة 💔
موضوع الطب الشعبي ده بيستهويني صراحة وأنه الراجل عرف نسب سهل من ملامحه ده كمان بيشبه علم الانساب الحديث وكمان موضوع مثير


Riham** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 09:55 PM   #97

ابنة البادية

? العضوٌ??? » 501720
?  التسِجيلٌ » Apr 2022
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ابنة البادية is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة.م مشاهدة المشاركة
مساء الخـير 🌷
كالعادة كاتبتنا تبدعي في السرد والتفاصيل 👏🏻👏🏻

جزء كبير من الماضي وضح لنـا واكتملت الصورة … برأي أكثر شخص عانـى هو مريم أولاً من فقدها لزوجها وابنها ورعايتها لوالدتها بعد وفاة والدها … بالاضافة الى معاناتها من الفقر … كانت تحتاج للسند بعد كل الأحداث السلبية … سهيل سعى للانتقام لأنه ما قدر يحمي عائلته …

في انتظار الفصل القادم 🌷
مساء النور والسرور

نعم كما قلتِ مريم التي عانت أكثر من اي شخص آخر، ولكن ما بعد الصبر إلا الفرج بإذن الله، ولكن يبدو في قصتي أن قصة مريم طويلة إلى تجد استقرارها وحياتها، وكانت هي الهام من عدة نساء عرفتهن وسمعت عنهن في حياتي هي وخصيبة ... شكرًا لكِ سعيدة بردودكِ الدائمة عليّ...


ابنة البادية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-22, 12:05 AM   #98

ريحانة اليمن

? العضوٌ??? » 491868
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » ريحانة اليمن has a reputation beyond reputeريحانة اليمن has a reputation beyond reputeريحانة اليمن has a reputation beyond reputeريحانة اليمن has a reputation beyond reputeريحانة اليمن has a reputation beyond reputeريحانة اليمن has a reputation beyond reputeريحانة اليمن has a reputation beyond reputeريحانة اليمن has a reputation beyond reputeريحانة اليمن has a reputation beyond reputeريحانة اليمن has a reputation beyond reputeريحانة اليمن has a reputation beyond repute
افتراضي

كيف حالك يا حبيبة.. اولا بصراحة اقولها لو كانت روايتك مطبوعة لكنت اول من اشتريها، روايتك حية تتنفس، الوصف واه من الوصف الاسلوب الرهيب وعبق الماضي، هذه روايات اعشقها وتعيش معي ويظل تاثيرها علي حاضرا
لكنني لن اخفي عليك انني لم اتمكن من قراءة الفصول الاولى كاملة، وهذا عيب هذه الروايات حينما تكتب على الانترنت بالنسبة لي، غالبا حينما اقرأ روايات على الهاتف فانا ابحث عن رواية سلسة احداثها سريعة وايقاعها سريع اما رواية كروايتك فانا لا يمكنني قراءتها الا مطبوعة، لاتعمق مع تفاصيلها واحياهاروايتك من النوع الذي يجعلني اقرأ صفحة ثم اتوقف اسافر معها وافكر في كل ماحدث ثم اعاود لاقرأ مجددا ، ومع الاسف كونها ليست مطبوعة فهذا صعب لدي، ولكني رغم هذا ما زلت اعود كل يوم لروايتك اقسم الفصل الواحد على ايام واقرأ القليل مما اقدرعليه، لان تاثيرها علي كبير، اتصدقين انني حينما اقرأ اسمع صوت رثاء حزين في الخلفبة، من اول فصولها حينما ذكرت المناطق عرفت انها واقعية وعرفت انها تمسك بشكل كبير فانسان يصف بهذا العمق هو شخص يعيش هذه التفاصيل بل يعشقها وتستوليه، خمنت انك من الامارات ربما بسبب ذكرك للغوص؟ وشدني هذا فانا اعشق الامارات القديمة ورغم علمي بفقرهم حينها وصعب حياتهم الا انني اجد شجنا فيها، لكني لا اخفي عليك ان اللهجة المحلية صعبة جدا علي احيانا اضطر لاعادة الحوار واقراه بتركيز لكي افهم واحيانا كثيرة لا افهم! ولكنني في الوقت نفسه ادرك ان كتابتك الحوار بالفصحى سينقص جمال الرواية كونها واقعية، ربما لاحقا اسالك عن معنى بعض ما اشكل علي ومع تقدمي في الرواية متاكدة سافهم بشكل اسرع

نهاية سجليني من متابعيك ولكني متابعةمتاخرة سترينني اعلق عن فصول قديمة اولا باول ، لانني ساقرأ بوتيرتي الخاصة


ريحانة اليمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-22, 05:38 AM   #99

مصطفى محمد حمدان

? العضوٌ??? » 489399
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 264
?  نُقآطِيْ » مصطفى محمد حمدان is on a distinguished road
افتراضي

شكرا على الروايه ،،،،،،،،مختلفةوجميلة

مصطفى محمد حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-22, 04:12 PM   #100

لينوسارة

? العضوٌ??? » 390438
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » لينوسارة is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية موفقة

شكرا لك مني اجمل تحية


لينوسارة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:32 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.