آخر 10 مشاركات
استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          539 - سديم الصباح - ليندساي آرمسترونغ - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          560 - زاوية صغيرة في قلبي - كاترين سبنسر - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree500Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-22, 08:24 PM   #41

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي


اللهم ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق.
لا تلهيكم الرواية عن الصلاة وذكر الله.
لا إله إلا الله.




( الفصل الخامس )




____

الماضي..

قبل قرابة الخمسة عشرة سنة.
في طائرة متجهة من الشرق إلى الغرب، من بلاد عربية إلى أخرى أوروبية.. من قارة إلى أخرى.
تحمل بداخلها امرأتين كان الخوف والشديد والقلق هما من يسيطران عليهما.
توتر وارتباك وترقب مما قد يحصل ما إن تصلا إلى تلك الأرض الغريبة والبعيدة كل البعد عن بلدهما الأم.
لم تصدق أيّا منهما أو تتوقعا أبدا أنه سيأتي اليوم الذي تضطران فيها لترك كل شيء خلفهما والهروب أو الابتعاد لأجل الحياة والعيش!
نعم، ترك كل شيء.. سوى 3 مع كل منهما!
إلهام، طليقة لرجل ثري، وزوجة لرجل لا يملك شيئا.. سوى هؤلاء الفتيات اللاتي تحضنهن وتتغرب من أجلهن.
أما الأخرى، فكانت عزيزة.. أم لطفلين أوس وسما، وأيضا.. ( ترف )!

____

حطّت الطائرة على أرض ألمانيا، ونزل الجميع منها.
إلهام الأم، ابنتها ( ليان ) صاحبة الـ 15 سنة، ميرا 10 سنوات، لينا 8 سنوات.. تحمل في رحمها جنينا لا تعلم هل هو الآخر سيكون فتاة، أم ستُرزَق أخيرا بفتى!
انقبض قلبها بشدة وانحبست أنفاسها وهي تمسك بيد الصغرى، والأخريات تسحبن الحقائب متوسطة الحجم خلفهنّ.
ميرا كانت هادئة للغاية، لم تتفوه بشيء، ولم ترفع عيناها حتى تنظر إلى ذلك المكان الذي أتوا إليه.
ملامحها لم توحي بأي شيء، لا الفرح ولا الحزن.
أما لينا فكانت تنظر إلى الأرجاء بعينين متسعتين، قلبها يخفق من شدة الفرح.
لم تتمكن من اخفاء تلك الابتسامة الواسعة، وهي تظن أن حياتهم ستتغير أخيرا بتغيير البيئة التي كانوا يعيشون بها قبل أن يقرروا الانتقال إلى هنا.
أما لينا، فكانت لا تزال طفلة.. ولكنها نبيهة وذكية، كل ما كان يهمها رؤية والدها الذي سبقهم إلى هذه الدولة قبل شهرين تقريبا حين واتته فرصة العمل لإحدى الشركات الفرعية لتلك التي كان يعمل بها في بلاده الأم.
أرسلوه هو وبعض زملائه إلى فرعهم في تلك البلاد البعيدة، قائلين انهم من النخبة.. وأنهم سيساعدون في توسعة الشركة أكثر وتطويرها ليتمكنوا من فتح أفرع جديدة في شتى أنحاء العالم.
ربما لم يفهمن بناته المقصد من ذلك، لكن إلهام كانت تعلم بالفعل.
كيف يعتبرون زوجها من النخبة، وهو أسوأ موظف حتى في بلاده؟
ظلّ يعمل سنوات طويلة دون أن يتمكن من التقدم ولو قليلا، أو يحصل على ترقية، أو علاوة طوال تلك المدة.
دخله كان ولا زال محدودا للغاية، بالكاد يكفي حاجاتهم الأساسية!
لذا كيف يقولون انه من النخبة؟ ألم يقرروا التخلص منه حين أرسلوه إلى هنا؟
ولكن ماذا كان عليها أن تفعل سوى الرضا؟
فهي أيضا من عائلة ميسورة الحال، غير انها طليقة رجل ثري.. لم ينظر إليها أحد قبل أن يتقدم إليها حامد ابن جارتهم ويخطبها.
وهو الأمر الذي كان عظيما للغاية في أعين الناس، كونه شاب أعزب، لديه مظهر جيد.. ووظيفة ثابتة!
هي أيضا كانت سعيدة للغاية، ظنا منها بأنها حظيَت بالجائزة الكبرى وتمكنت من الهروب من أمها التي كانت توبخها ليل نهار، وكأنها اختارت مصيرها بنفسها وقررت أن تحصل على الطلاق بنفسها أيضا!
ما إن تزوجت به حتى حملت بإبنتها الكبرى، حينها كانت أمورهم متيسرة نوعا ما، وكانت سعيدة ومرتاحة بالفعل.
حامد شاب طيب، يخاف الله، يعيش باستقامة أكثر من غيره من الرجال بسنه.
كان عيبه الوحيد أنه لم يكن ذكيا أو محظوظا بما يكفي ليتمكن من تسلق السلم الوظيفي!
لاحقا وبعد 15 سنة، وأتاهم إشعار نقله إلى الفرع في ألمانيا.. تأصل في قلبها ذلك الظن، أنه رجل ذات ( حظ سيء )!
ربما لم تكن هي من زرعت تلك الفكرة في عقلها منذ البداية.
بل الناس من حولها، إذ رأوا ان انجابهما لثلاث فتيات على التوالي مع تأخر في الحمل، وعدم تبدّل حالهم إلى الأحسن، وزواج حامد بها وهي مطلقة.. كل تلك الأشياء تعبر عن سوء حظه ليس أكثر!

توقفت في مكانها حين أبصرته، وفي عينيه لهفة وشوق عظيمين لبناته اللاتي ركضن نحوه بشوق أعظم.
ابتسمت وعيناها تلمعان من الدموع.
وقد تلاشت تلك الأفكار السلبية من عقلها حين رأت وجهه الطيب السموح.
نعم يكفيها ذلك، يكفيها أنها زوجة لرجل مثله.. يخاف الله أولا.. ثم يهتم بهم بشكل جيد للغاية، ولو طلبت إحداهن هي أو بناتها قلبه، لقدمه بكل حب.
التفتت إلى ميرا التي كانت تسير بجانبها ببطء:
- ليش ما رحتِ معاهم؟ ما اشتقتِ له؟
لطالما كانت ميرا هكذا، لا تحب إبداء مشاعرها مطلقا.
حين أجابتها بنبرة جادة:
- مو لازم أركض له عشان أبين إني مشتاقة له، إنتِ ما ركضتِ.
ضحكت إلهام وهي تربت على كتفها:
- أنا حرمة مو بنت مثلكم، روحي له بسرعة لا يزعل منك.
هزّت رأسها بصمت ثم اتجهت نحو والدها بخطوات شبه متسارعة، حتى وصلت أمامه وأبعد هو شقيقاتها عنه بلطف.. ليرفع ذراعيه ويعانقها بشدة كما لو أنه يرغب بإدخالها إلى داخل صدره.
بينما وجهه غارق مبتل بالدموع.
لتهزّ ليان رأسها تمثل الاستياء قائلة لوالدتها مازحة:
- كنا بنموت من لهفتنا عليه بالنهاية يعطي كل الحب لهذه الصخرة.
لينا كانت مستاءة بالفعل، حيث جلست على الأرض بغضب وهي ترمي حقيبتها الصغيرة وتتكتف.
ضحك والدهم بصوت عالي وانحنى ليحمل لينا ويقبلها بحنان، قبل أن يقترب من زوجته ويعانقها بحب.

____


في جهة أخرى..

كان حالها مختلفا تماما عن حال إلهام، حتى عدوها كان سيشفق عليها.
بعد أن خرجت من المطار ووقفت على الرصيف، بينما سيارات الأجرة تمر من أمامها بعد أن تقف للحظات دون أن تركبها.
وأبناءها ينظرون إلى الناس دون أن يتمكنوا من فهم شيء!
الآن بعد أن أصبحت كوابيسها وأفكارها العبثية حقيقة وواقع، تشعر بالحيرة.
بل تشعر بأنها تائهة وضائعة، وارتكبت خطأ عظيما وكبيرا للغاية.
ندمت، بعد فوات الأوان!

تسترجع كل الذكريات المُرّة والسيئة التي عاشتها وجعلتها تقدم على هذه الفعلة التي ستؤدي بها إلى الهلاك.
البداية، كانت البداية رائعة جدا.
تزوجت شابا من عائلة سمعتها طيبة للغاية، تعيش بشكل جيد جدا، حتى ان الجميع يظنون أنهم أثرياء، بينما حالتهم المادية لم تكن بتلك الروعة.
إلا انها كانت تسمح لهم بالعيش بشيء من الرفاهية، الأب رغم كبر سنه لم يتوقف عن العمل، حتى بعد أن كبر أبناؤه وأصبحوا بعمر يسمح لهم بالعمل.. منعهم من ذلك.
جعلهم يمضون سنوات أكثر في الدراسة، ما جعله المعيل الوحيد لهم.. وجعل في أبناءه شيء من الدلال أو ربما ( الكسل ) غير جادين في العمل لسنوات طويلة.
والدهم الذي أفنى عمره لأجلهم منحهم تلك الحياة التي لا ينقصهم فيها شيء، ويصبحون في مرحلة متوسطة بين الثراء والحاجة.
أولئك الأبناء ما إن انتهوا من دراستهم، استقلّ كل واحد منهم بعمله.. واستمر والدهم بالعمل حتى ساعد 3 منهم على الزواج والاستقرار، منهم زوجها ( الإبن الثالث ) لتلك العائلة الطيبة.
كان رجلا رائعا، عاشت برفقته حياة جيدة.. لا تنكر أنه جعلها يعاني في الشهور الأولى بسبب بعض المشاكل التي ساعده أهله في حلّها.
إلا إنه خلال فترة قصيرة تغير كثيرا من أجلها، حياتها كانت وردية بكل ما تحمله تلك الكلمة من معاني.
لم تطلب منه شيئا إلا وجلبه لها فورا، أغدق عليها هي وابنهما ( أوس ) وابنتهما ( سما ) بالحب والحنان.
حلّـت البركة على حياتهما، وتمكنا من شراء منزل بجوار منزل والده خلال سنوات قليلة.
كانت سعيدة للغاية، لدرجة انها لم تتخيل يوما أو تتوقع أنه قد يأتيهم يوما يشعرون فيه حتى بالقليل من الضيق أو الحزن!

حتى أتى ذلك اليوم الذي خالف جميع توقعاتها، وأشعرها أنها لم تعِش يوما واحد دون أي منغصات!
كان زوجها يملك 3 شقيقات، احداهن توفّت بعد زواجها بعدة أشهر.. كان ذلك قبل زواجها هي، والصغرى.. انتحرت، في ظروف غامضة.
منذ ذلك اليوم، تغير هو تماما.. أصبح شخصا آخر، لا يشبه زوجها على الإطلاق.
كانت تلك الحادثة مثابة الصاعقة للجميع، جُنّ جنونهم.. لكن زوجها كان أكثرهم جنونا.
كان يغيب عن المنزل أياما وليالي، يعود وهو منهك ومتعب.. ينام دون أن يتحدث إليها أو حتى ينظر إلى أطفاله.
صبرت عليه، وتفهمت حاله..
تلك الشقيقة الصغيرة كانت كل شيء بالنسبة لاخوانها الأشقاء، بل كل العائلة.
حتى هي كانت تحبها وتعاملها كما لو أنها شقيقتها، ولم تتمكن من تصديق ما حصل.
لذا قررت أن تصبر عليه وتمنحه كل الوقت الذي يحتاجه ليتمكن من تجاوز الأمر.

ما لم تتوقعه عزيزة ولم يخطر على بالها قط، ما حصل بعد مرور سنتين على انتحار شقيقته وعدم تحسن وضعه، أنه قد يدخل بها يوما.. وهو يمسك بيد طفلة، أو ربما فتاة في بداية المراهقة.
تلك الفتاة الصغيرة ما إن رأتها تركت يد زوجها واختبأت خلفها وهي تبكي.. وجهها الغارق بالدموع، والواضح عليه آثار التعب والخوف والرعب.. ثم... ملابسها السفلية الملطخة بالدم!
حين اختبأت خلفها أمسكت ثوبها بقوة، وكأنها تطلب منها الأمان!
سألت عزيزة زوجها بلسان ثقيل:
- مين هذي؟ إيش فيها!
تكلم زوجها بحقد وغلّ، وغضب كان قد اعماه حرفيا:
- ما قدرت أخلي عائلة الحقير هشام يتهنون بعد اللي سووه بأختي، انتقمت لها.
أبعدها عن طريقه بعد ما قاله ودخل إلى حجرته، وهي بسبب الأفكار السوداء التي عصفت بذهنها كانت تقف في مكانها كالصنم، حتى خرج زوجها من الحجرة يسحب خلفه حقيبة كبيرة، وجواز سفره!
حينها استوعبت ما يحصل لتلحق به إلى الباب وهي تصرخ:
- وين رايح! إيش سويت في البنت؟ وإيش قصدك باللي قلته!
أبعدها بعنف وعيناه تلمعان:
- أظن إني تركت لكم اللي يكفيكم لسنين قدام، لا تنتظروني.
اتسعت عيناها بصدمة وذهول مما قال، ولم يترك لها هو فرصة لترد عليه أو تستوعب ما نطقه بسرعة وهو يخرج من المنزل:
- مو من صالحك تبلغين عليّ، عشان عيالك يعيشون بسلام ولا يلحقهم ذنب اللي سويته.

انتهى.. خرج دون أن يلتفت مجددا، هل تلبسه جن؟ هل سحره أحدهم؟ هل فقد عقله؟
كيف تجرأ وفعل ذلك؟ كيف تركها وطفليها وهذه الطفلة المسكينة ويذهب هكذا؟
بل تجرأ وأخبرها بأنه ليس من صالحها أن تبلغ عنه! يهددها بأطفالها ومستقبلهم؟
يعرفها جيدا، يعرف أنها عاطفية للغاية.. حمقاء لا تملك ذرة عقل لتفكر بشكل منطقي، كان يعرف أن تلك الجملة ستجعلها تتصرف كما يرغب، ولا تبلغ عنه!
لم تبلغ بالفعل، مرّت عدة أيام وزوجها لم يعد، كانت تنتظره بفارغ الصبر.

تنتظر عودته واعتذاره، وعده بأنه سيمنحهم حياة أفضل.. أنه سيعود كما كان.
وأن كل ما حصل مجرد كابوس.
لم تخبر حتى عائلة زوجها بما حصل، بالرغم من ان الجميع علِم عن جريمة القتل التي ارتُكِبت في المزرعة القريبة والقاتل شخص مجهول، كانت هي لوحدها تعلم هويته.
أحوال عائلة زوجها لم تكن جيدة، لم تجرؤ على اخبارهم.. لم تجرؤ على كسر قلب حماتها الطيبة.
ولم يشعر أحد بغياب زوجها، لطالما فعل ذلك.
تمكنت من إخفاء ترف جيدا حتى اتخذت قرارها بشأن الهروب.
القرار الذي اتخذته بناء على عاطفتها، لا على المنطق!
فكرت بأهل زوجها، بأطفالها.. بعائلتها هي، والديها كيف ستكون ردة فعلهم إن علموا ان زوج ابنتهم الطيب قتل امرأة ما وخطف طفلة، ربما.. اغتصبها أيضا!
كانت تلك الحقيقة المبهمة أكثر ما تخيفها، وصمت ترف منعها من التأكد.
لم تفكر بما قد يحصل مع الجميع إن علموا انها هربت بأطفالها وهم لا يعلمون السبب، ولم تفكر بعائلة ترف التي قد تنهار هي الأخرى ويجن جنونهم وهم يبحثون عن طفلتهم!
نعم كان في قرارها بعض الأنانية، مستقبل أطفالها كل ما كان يهمها.

لتسأل ترف بعد عدة أيام من اختفاء زوجها:
- إنتِ متأكدة انك فاقدة ذاكرتك؟
اكتفت ترف بالصمت ولم تصدر أي صوت.
كانت تحاول جاهدة في الأيام الماضية أن تعرف من ترف تفاصيل ما حدث قبل أن يأتي بها زوجها إلى منزلهم، ربما تتمكن من التصرف بطريقة أخرى!
إلا ان ترف كانت صامتة تماما، لم تتجاوب معها على الإطلاق لم تنطق بشيء.
حتى سألتها هذا السؤال وهي تصارع نفسها:
- زوجي، الشخص اللي جابك هنا، سوى فيك شيء؟
وقتها نطقت أخيرا عبارة قصيرة:
- ما أتذكر شيء.
وقفت بإحباط وصارت تمشي يمنة ويسرة بخوف، قبل أن تقف أمامها وتسأل مجددا وهي تتمنى لو ان ترف تنكر:
- طيب إيش اللي تتذكريه بالضبط؟ في شيء معين في بالك! أرجوك تكلمي قولي أي شيء بنجن!
أجابتها ترف، وليتها لم تُجِب!
- قتل جدتي.
إجابتها القصيرة ساعدتها على تأكيدها في اتخاذ القرار النهائي بعد تفكير مطول.
لم تتمكن من التوقف عن التفكير بعائلة الطفلة التي تعلم أنهم يبحثون عنها، هذا شيء طبيعي جدا.
لكنها أيضا أم لأطفال، لا تستطيع تعريضهم للخطر بسبب طفلة غريبة ولا يمكنها تخريب مستقبلهم.
الموضوع صار أكبر من ان تتمكن من التحكم فيه! فيه اعتداء وقتل!
إن أعادت الطفلة لأهلها ستتدمر حياتها هي وأطفالها!
غير ان ترف نفسها منذ أن دخلت بيتها لم تبكِ ولم تطلب أهلها، أو حتى فعلت أي شيء يدلّ على انها ترغب بالعودة إليهم.
تعلم أنها كانت تفكر بشكل غبي، لكنها كانت بحاجة إلى إقناع نفسها قبل أن ترتكب تلك الجريمة.
سألتها بعد تردد كبير:
- تجين معي؟ أنا وعيالي؟
لم تسألها ترف عن وجهتهم، ولم تستفسر عن شيء، كل ما فعلته انها هزّت راسها بإيجاب.
الإشارة التي كانت تنتظرها عزيزة، حتى تهرب من البلاد.. بأوراق مزورة!
أصدرها بعض الأشخاص الغير قانونيين والذي يقبضون أجورا مرتفعة حتى تبدو وكأنها أوراق رسمية.
نصف المبلغ الذي أمنه زوجها وهو يخبرها أنه سيكفيهم لسنوات عديدة، أعطتهم لأولئك المخالفين وتسلمت الجوازات وباقي الأوراق!
وهربت، معها أطفالها، والطفلة التي ضرها زوجها.. قررت حمايتها بطريقتها.
الآن وقد وصلت إلى أرض الغربة، لم تعرف ماذا عليها أن تفعل، وكيف ستحمي تلك الطفلة! بل كيف ستحمي نفسها وأطفالها أولا؟

____

هكذا بدأت حياتهم في ألمانيا قبل 15 سنة.
الهجرة التي جعلتهم يعيشون كعائلة واحدة، تعتبرهم هي اخوتها الصغار.. يعتبرونها هي أختهم الكبرى.
وأمهم أمها أيضا.
عصفت بهم الحياة وجرَت الكثير من الأمور، كبروا.. وأصبحت هانا ( ترف ) زوجة لمارك في ظروف يتمنى لو يتمكن من نسيانها إلى الأبد.
هائم هو على وجهه في حبه المحرم وعشقه الممنوع، تتلذذ هي بتعذيبه وضربه بسوط الحرمان.

الآن..
تصدمه بحقيقة أخرى، تفجعه بل تجعله يرتعد بشدة.
بعد أن سألها إن كانت تتذكر طفولتها، وما هي الحقيقة خلف الجثث التي ذكرتها فجأة؟
لتبتسم ببراء وتقف أمامه ليتضح فارق الطول بينهما، بالرغم من انها تكبره بسنوات كثيرة.. إلا ان حجمها ضئيلا للغاية أمامه هو ذات الطول الفارع.
ترفع رأسها إليه قائلة:
- إيش قصدك أوس؟ متى قلت إني فاقدة ذاكرتي؟
- هاااه؟
فقط هذا ما خرج منه..
ذلك الحرفين فقط وهو ينظر إليها مشدوها.
توقف عقله عن العمل وهو ينظر إليها غير مصدقا حين أكملت وهي تبتسم:
- قد قلت لكم إني فاقدة ذكراتي؟ لا.. هذا كان مجرد افتراض من أمك، وصدقتوه بإرادتكم.

هل سبق وأن توقفت الأرض عن الدوران يوما؟ كما يحصل الآن؟
هل سبق وأن سقط أحدهم من قمة مبنى شاهق إلى أعماق قاعِ سحيق وهو واقف وثابت في مكانه؟ كما هو الآن؟
هل سبق وأن ضربت أحدهم صاعقة مدمّرة، فبقي ظاهره كما هو، بينما ما بداخله تحطم تماما؟ مثله هو؟
هل سبق وأن شعر أحدهم بالخيانة من شخص تربطه علاقة غير مفهومة أو واضحة مع شخص غريب ( قريب ) مثلما شعر هو؟

قبل أن يجد أي إجابة شافية على كل ما دار بعقله من أفكار وخواطر مؤلمة، اقتحم أحدهم مركز الشرطة بقوة وهو يبحث عن هانا بلهفة:
- أين هانا؟
حين وجدها تقف أمام أوس اقترب منها بخطوات سريعة، وفي لحظة خاطفة كان يعتصرها بذراعيها يضمها إلى صدره بقوة.
يمسح على طول ظهرها بكفه العملاقة ويهمس لها بشيء ما، فتجيبه بصوتها الرقيق وتخبره أنها بخير ولم يلحق بها أي ضرر!
كان من الأفضل له لو مات أو تمّ سحقه بأي شيء ولا يمرّ بكل ما مرّ به للتو.
أبعدها مارك عن حضنه مسافة صغيرة للغاية لا تكاد تُذكر، وهو يقبّل جبينها براحة ثم يمرر يده على وجهها الصغير للمزيد من الاطمئنان.
في اللحظة التي شعر بها أوس بكف صغير تمسك بيده وتجذبه، تقول بهدوء:
- هيا أوس، دعنا نعد إلى العمل الآن، زوجها معها ستكون بخير، ليس لدينا ما نفعله هنا بعد الآن.

كانت مارثا تراقبه وتتأمل تعابير وجهه بألم شديد.
تدرك كل ما يشعر به، وأنه في هذه اللحظة يموت من شدة الغيرة والغيظ، ويرغب باختطاف هانا من بين يدي زوجها يهرب بها بعيدا.
لكنه يفكر في شيء مستحيل، وهو لا يجوز أساسا.
أخطأ منذ البداية، حين وضع عينه على فتاة تكبره سنا، بل أخطأ حين وقع في حبّ فتاة عائلته وخاصة والده.. عدوها، ثم ارتكب الجرم الأكبر والخطيئة العظمى.. حين استمرّ في حب تلك الساحرة، بل أصبح يعشقها وهي امرأة متزوجة!
وماذا أيضا؟ تلك زوجة كفيله وربّ عمله!
الشخص الذي وثق به تمام الثقة، وأمّنه على بيته.


_______



يتبع …


MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-22, 08:45 PM   #42

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-22, 11:22 PM   #43

سارا لونا

? العضوٌ??? » 488566
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 98
?  نُقآطِيْ » سارا لونا is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله الحمدلله الله اكبر

سارا لونا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-22, 12:59 AM   #44

ام علي اياد

نجم روايتي وفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية ام علي اياد

? العضوٌ??? » 296963
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,743
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » ام علي اياد has a reputation beyond reputeام علي اياد has a reputation beyond reputeام علي اياد has a reputation beyond reputeام علي اياد has a reputation beyond reputeام علي اياد has a reputation beyond reputeام علي اياد has a reputation beyond reputeام علي اياد has a reputation beyond reputeام علي اياد has a reputation beyond reputeام علي اياد has a reputation beyond reputeام علي اياد has a reputation beyond reputeام علي اياد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
افتراضي

حلوة القصة
كيف شابكتيهم ببعض
يعني اوس و مارثا ولاد اخوه ل ثائر
و سافروا مع طليقة فايز
صاحب ابوهم عثمان
طيب الهام و عزيزة بيعرفو بعض ولا صدفة التقوا
ناطرين الجديد


ام علي اياد غير متواجد حالياً  
التوقيع

شكرا عزيزتي كاردينيا 73

اكيد انا اول متابعة معك باذن الله بامبولينا



رد مع اقتباس
قديم 11-08-22, 01:31 AM   #45

نوارة الفؤاد

? العضوٌ??? » 488887
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 17
?  نُقآطِيْ » نوارة الفؤاد is on a distinguished road
افتراضي

رواية مشوقة ...ننتظر التكملة بشوق

نوارة الفؤاد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-22, 03:14 PM   #46

ابو محمد&&

? العضوٌ??? » 385694
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 239
?  نُقآطِيْ » ابو محمد&& is on a distinguished road
افتراضي

شكككككككرررررراااااااا

ابو محمد&& متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-22, 06:02 PM   #47

Laila1405

? العضوٌ??? » 408125
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » Laila1405 is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله وبحمده

Laila1405 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-22, 06:13 PM   #48

zohorat

? العضوٌ??? » 459093
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » zohorat is on a distinguished road
افتراضي

رواية شيقة بها غموض...

zohorat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-22, 05:37 AM   #49

كرومه

? العضوٌ??? » 404831
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,143
?  نُقآطِيْ » كرومه is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لك مني اجمل تحيه

كرومه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-22, 06:47 AM   #50

المسك الطيب

? العضوٌ??? » 481234
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 47
?  نُقآطِيْ » المسك الطيب is on a distinguished road
افتراضي

لا اله الا الله وحدة لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

المسك الطيب متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.