آخر 10 مشاركات
سيدة القصر المظلم *مكتملة * (الكاتـب : CFA - )           »          236-واحة القلب -جيسيكا هارت -عبير مكتبة مدبولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          [تحميل]رواية قل متى ستحبني؟!!/ للكاتبة شيماءمحمد ShiMoOo، مصرية (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree1Likes
  • 1 Post By ملاك في خطر
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-23, 12:01 AM   #1

ملاك في خطر
 
الصورة الرمزية ملاك في خطر

? العضوٌ??? » 61963
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 765
?  نُقآطِيْ » ملاك في خطر is on a distinguished road
Icon26 رسالة العاصفة ( رواية من وحي الخيال )


أخذت إيما ترتجف ترقباً ظهور الفتيات رغم أنه قد بدا لها بأن أصواتهن قد ابتعدت عن هنا، لكن صرير الباب أعلمها بأنه لابد أنهن قد أتين إليها، ثم فتح الباب على مصراعيه فتجمدت نظراتها على منظر الشخص الذي دخل من الباب ، فلقد كان فتىً يرتدي قناعاً حول عينيه فيغطي نصف وجهه، وكان يحمل في يده اليمنى عصاً عريضة بدت لها كجذع شجرة مكسور على عجل.

ومن بين ضربات قلبها المتزايدة الوتيرة من شدة الصدمة سمعته يقول " أين تلك الغولة؟" فتراجعت زاحفة إلى الخلف مذعورة ولم تتمكن من إخراج أي صوت، فلقد علق لسانها في سقف حلقها.

حاولت تهدئة نفسها قليلاً وهي تفكر فيما عناه بقوله الغولة، هل يقصد ليزا أم ليلي أم جوليا ولكن ما أدراه بأنها تلقبهن بالغولات، فهذا سر بينها وبين صوفي،ثم أخيراًً تمكنت من النطق بتوتر وصوت مهتز " ممم من أنت؟ ووو وما الذي تفعله هنا؟ هذه دددد دار للفتيات فقط ".

تقدم حينها الفتى باندفاع نحوها قائلاً " ومن أنت بالذات؟ آه لابد بأنك إحدى الفتيات التعيسات اللآتي يعشن هنا " بعدها أخذ يجول بنظره محدقاً في أصابع يديها المتورمة، وثوبها المهترئ والمتسخ باحتقار، فأثار ازدراءه لها حنقها و بدد خوفها الذي كان قد اعتراها، فصرخت في وجهه " أيها المعتوه، مالجنون الذي أحضرك إلى هنا؟" ...




روايتنا تحكي قصة الفتاة إيما وحياتها التي تغيرت بين عشية وضحاها، بسبب رسالة العاصفة الغامضة ، حيث يدخلها فتى ويقلب كيانها رأساً على عقب ، بطلتنا اليتيمة التي لم تعرف سوى جدران الميتم ملاذاً تنطلق في مغامرة مصيرية لتعرف من هي ومن أين أتت ياترى ؟ ، بطلتنا التي لم تعرف الحب ولم تذقه قبلاً ، وإنما كانت تسمع به و تقرأ عنه في الكتب والروايات ، سيزهر الحب في قلبها ويتسلل إلى أعماق روحها شيئاً فشيئاً.


ملاك في خطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-23, 02:09 AM   #2

ملاك في خطر
 
الصورة الرمزية ملاك في خطر

? العضوٌ??? » 61963
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 765
?  نُقآطِيْ » ملاك في خطر is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأول ( رسالة العاصفة )




في فجر أحد الأيام، وقفت فتاة على أطراف أصابع قدميها لكي تتمكن من معرفة سبب كل هذه الأصوات المرهبة والصادرة من خارج نافذة غرفتها التي تشاركها مع مجموعة من فتيات الميتم، فوجدت السماء غائمةً، والأشجار تتمايل بشدة تكاد تخلع من جذورها من شدة الرياح مما ينذر بقدوم عاصفة هوجاء .
لقد بدا وكأنه لا شمس ستشرق من بين هذه الغيوم، فقد إزداد الظلام بدلاً من أن ينحسر، ارتجف جسدها خوفاً حين التمع البرق شاقاً السماء، ففكرت لابد بأن صوت الرعد كان سبب استيقاظها في هذا الوقت المبكر جداً.
لحظات وانهمر بعدها المطر بغزارةٍ محت معالم كل شيء، فلم يعد يبدو من الأشجار في الخارج سوا ظلال خافتة كأنها أشباح محدقة، اقشعر جسد أيما لتخيلاتها، ثم تذكرت القط الرمادي الذي كانت قد تعلقت به مؤخراً، فركضت مسرعة إلى زاوية الغرفة حيث يقبع كرسي بجانب طاولة خشبية مهترئة، فحملته ثم وضعته بالقرب من الجدار تحت النافذة العالية حتى تتمكن من الرؤية بوضوح، صعدت بعدها على الكرسي الذي اصدر صريراً حاداً نظراً لقدمه،فأخذت تصارع لتوازن نفسها عليه، ثم دارت ببصرها بنظرات قلقة بحثاً عن صديقها القط برنس (أمير)، وكانت قد أطلقت عليه هذا الإسم لأنه يتحرك ويتصرف بخيلاء الأمراء.
لم تتمكن من رؤية شي لانعدام الرؤية بسبب العاصفة القوية خارجاً، فعدت ثلاثاً لتقوم بتهدئة روعها، ثم قامت بفتح النافذة وهي ترتعد خوفاً وقد عانت طوال سنوات عمرها السادسة عشر من فوبيا العواصف، هزت رأسها في محاولة للتخلص من الخوف الذي ألم بها، ثم أخذت تنادي على برنس عله يسمع صوتها، فيستدل به على الطريق إليها.

تطاير حينها شعرها الأسود المتموج بلفافات حريرية حول وجهها، وشعرت بقطرات المطر ترطب وجهها الشاحب قلقاً، وفجأةً لمحت خيال رجل يمتطي حصانه بسرعة جنونية هائلة، فحاولت أن تركز تحديقها به، ولكن ألماً وخزها في عينيها الزرقاوتين نتيجة دخول حبيبات من الاتربة المتناثرة بين هبات الرياح الغاضبة ، فأغلقت عينيها بشدة لتوقف الألم، ثم أغلقت النافذة بقوة غير مكترثة للصوت القوي الذي أصدرته ، ثم بحذر حاولت فتح عينيها لتتمكن من النزول من على الكرسي بسلام .

ما أن وضعت قدميها على الأرض حتى سمعت صوت إحدى الفتيات تهمس برهبة " مالذي تفعلينه يا إيما؟ مازال الوقت مبكرا على الاستيقاظ " ، التفت إيما لمصدر الصوت،وهي تقوم بفرك عينيها حتى تمكنت من فتحهما، فأبصرت صديقتها تجلس على سريرها،وقد بدا شعرها الاصهب مشعثاً بسبب نومها،فابتسمت لها وهمست " أنا آسفة إذ أيقظتك، ولكنني أردت الإطمئنان على القط "

لحظتها سمعت مواءً أقبل بعده القط من فتحة ضئيلة في الباب الذي لم يكن موصداً بإحكام، وهو يتبختر بكبرياء كعادته، ويبدو على خير ما يرام، ابتسمت إيما وركضت إليه فرحة برؤيته سالماً،لكنها تعثرت مصطدمة بحافة أحد الأسرة الموزعة في الغرفة الضيقة التي بالكاد تتسع لهذا العدد من الفتيات، رفعت رأسها عن الارض، وابعدت خصلات شعرها عن وجهها لتقع عينيها على مغلف خاص بالرسائل، كان ملقىً على الأرض حيث وقعت، مبتلاً ومتسخاً، حملته وجلست القرفصاء وأخذت تقلبه في يديها لمحاولة اكتشاف امره، وفكرت بأنه لابد قد طار إلى هنا حين قامت بفتح النافذة .
وصل إليها القط برنس واستقر في حضنها طالباً الدفء والإهتمام، ثم وصلت إليها صديقتها صوفي قلقة، فركعت على ركبتيها بجانبها، ثم همست " هل أنت بخير؟"، قامت بأخذ برنس عن رفيقتها إيما كي تريحها وداعبته مطمئنة إياه، فتمدد بدلال مستجيباً لها .

أجابت إيما على سؤال صوفي وهي تمد إليها مغلف الرسالة " أنا بخير تعلمين كيف أكون خرقاء آحياناً، ولكن لا يهم انظري ماذا أرسلت لنا العاصفة "، ابتسمت ونهضت تجر صوفي معها متجهة الى سريرها الخاص، فألقت بنفسها عليه بحماس وربتت أمامها مشيرة لصديقتها كي تجلس قبالها، ثم أشعلت المصباح الذي يقبع على منضدة بجانب السرير.

جلست صوفي مقابل إيما وهي تحمل أمير وهمست " لم أفهم ما تقصدين ؟ ماهذا المغلف ؟ ولما هو مبتل ومتسخ ؟" ثم تابعت وهي تتلفت حولها فزعة " اخفضي صوتك أرجوك، لا نريد أن نوقظ الجميع " .
هزت إيما كتفيها غير مكترثة وقالت " لقد طارت هذه الرسالة عبر النافذة حين قمت بفتحها سابقاً"، ثم رفعت نظراتها فاشتبكت بنظرات صوفي المتعجبة وأطردت بحماسة" ترى ما محتواها؟".
ردت عليها صوفي بصوت قلق " أليس الأجدر بأن تسألي عن من قام بإلقائها ومن يفترض أن يتلقاها أساساً" ، فكررت إيما هز كتفيها مجدداً وقالت " لا جدوى من البحث، لقد رأيت ما يشبه خيالاً يعدو بسرعة عالية وسط العاصفة، قد تكون سقطت منه ولكن لا يمكن معرفة من هو أو ما إذا كان حقاً صاحبها، تفقدت المغلف من الخلف فلم أجد أي اسم أو عنوان يدل على صاحبها أو متلقيها" ، فهزت صوفي رأسها وقالت ممتعضة " فاعتبرتها موجهة لك ها " ضحكت إيما ثم قالت " ومالعيب في ذلك فنحن لا نحصل على أي إثارة في هذا المكان الموحش" ثم أغمضت عينيها بقوة وارتعدت رعباً بسبب دوي الرعد والبرق ،وتابعت " كما أنني في حاجة لما يلهيني عن هذه العاصفة المخيفة" .

وضعت صوفي كفها على يد صديقتها العزيزة وقالت" إيما لا بأس عليك نحن بأمان هنا، حسناً لقد اقنعتني، فلنرى ما تحتويه هذه الرسالة ونشغل أنفسنا عن التفكير بالعاصفة في الخارج " .
فتحت إيما عينيها ببطء، ثم ابتسمت لوجه صوفي المليء بالنمش ممتنة لمواساتها لها وقالت" لنطعم برنس أولاً يبدو أنه لن يتركنا بسلام حتى نفعل ذلك" ضحكت صوفي من منظر القط الذي أخذ يحوم في حضنها و يموء مطالباً بالطعام والماء .

نهضت على عجل تحمله وهمست لإيما " ساخذه الى غرفة المؤنة لاجد له ما يسد جوعه، أما أنت فابقي هنا واستمتعي باكتشاف ما تحتويه الرسالة الغامضة " ، ثم ابتعدت قبل أن يتسنى لإيما الرد عليها ، لقد أرادت أن تحذرها من الغولات الاتي يقطن في الغرفة المجاورة ويقمن بالتنمر على الفتاتين الضعيفتين، أطلقت نفساً قلقاً وهمست لنفسها " أرجو أن يكن يغططن في نوم عميق" .

أما صوفي فكانت منشغلة بإسكات القط وهي تخرج من الغرفة تسير على رؤوس أصابعها محاولة أن لا تصدر أصواتاً على الأرضية الخشبية القديمة .

أعادت إيما نظراتها باتجاه المغلف في يدها، ثم قامت بفتحه حابسة أنفاسها ترقباً، وجالت بنظراتها قارئة بصمت، فجاء محتوى الرسالة كالآتي:
"إلى السيد م.ك

بدون مقدمات تافهه ، لقد قمت بإحضار الفتاة الخطأ، فالفتاة التي جلبتها لا تملك أي قوىً خاصة، ،حتى أنها صماء بكماء لا يمكنها الكلام ، لابد أن وجود القلادة معها كان بسبب قربها من الفتاة المراد خطفها، لكنها بالتأكيد ليست مرادنا، علينا أن نجد سليل عائلة الملوك مهما كلف الثمن،فهذه البكماء لا تنفع بشيء ، ما يقلقني هو أن الليلة المنشودة قد حانت ،ولابد بأن سليل عائلة الفرسان يبحث مستميتاً عن الفتاة المطلوبة ( سليلة عائلة الملوك )، علينا ايجادها قبله، وذلك بأن نقوم بتتبع تحركاته ثم مباغتته قبل أن يتمكن من تأمينها، الخطة لفعل ذلك مرسلة شفهياً مع رجلي الذي سيقوم بتسليمك هذه الرسالة، لا تنسى أن تقوم بإحراقها فور قراءتها ".

المرسل : أ. ر


أغلقت إيما الرسالة محبطة لعدم استيعابها حقيقة معانيها، واعتراها احساس بالبرودة والشؤم وهي تفكر بقلق كبير بالفتاة الصماء البكماء المخطوفة خطأً ،حينها اقشعر جسدها النحيل ورددت بصوت مخنوق " يال المسكينة أرجو من الله أن تكون بسلام " ، أضاء حينها البرق ظلام الغرفة حولها ودوى الرعد عالياً،فألقت بنفسها تحت غطاء سريرها ، ودعت الله أن تمر هذه العاصفة بسلام .

عادت صوفي إلى الغرفة تسير بحذر حتى وصلت بجانب سرير إيما فلمست بلطف كتفها كي لا تفزعها ، ولكن إيما فزعت رغم ذلك واخرجت رأسها مصدرة صوت صرخة مكتومة ، لكن الإرتياح سرعان ماكسى وجهها حين أدركت بأن من لمسها تكون صديقتها المفضلة، ابتسمت لحظتها بخيبة أمل ومدت الرسالة لصديقتها كي تقرأ محتواها .

حين أنهت صوفي القراءة رفعت رأسها محدقة بإيما وعلامات الخيبة والتعجب ظاهرة على محياها وقالت " ياللأسف كنت قد تحمست لها مثلك، لكنني لم أفهم شيئاً حقاً، كما أنها أصابتني بالرعب، من الأفضل أن نتخلص منها فهي مريبة حقاً" لكن إيما سحبتها من يدها بقوة وقالت " لا يمكن ذلك فحياة فتاة برئية قد تكون في خطر وهذه الرسالة دليل ذلك " فردت عليها صوفي خائفة " وما الذي يمكن فعله؟ لا نريد التورط بها أرجوك ياإيما "، فربتت إيما على كتف صديقتها مطمئنة وقالت " لا تقلقي لن يحدث شيء، ولكنني سأحتفظ بها فحسب " ثم أطردت وهي تعيد الرسالة بداخل المغلف ثم تضعها في جيب ثوبها الأبيض " حسناً أعتقد بأنني سأعود للنوم حتى يحين وقت الطعام، يستحسن بأن تفعلي مثلي عزيزتي " فوافقت صوفي صديقتها بهز رأسها ثم نهضت عن سرير إيما وتوجهت لسريرها الخاص ثم ألقت بنفسها عليه، وسرعان ما غطت في نوم عميق تاركة إيما لأفكارها التي حرمتها لذة النوم ، كان أخر ما فكرت فيه قبل أن تغمض جفنيها المرهقين بأنه لابد أن الرسالة تحمل لغزاً عظيماً.


.................................................. .....................................

duaa.jabar likes this.

ملاك في خطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-24, 09:45 AM   #3

ملاك في خطر
 
الصورة الرمزية ملاك في خطر

? العضوٌ??? » 61963
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 765
?  نُقآطِيْ » ملاك في خطر is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثاني ( الفتى المقنع )

استيقظت إيما مرة أخرى على صوت المربية الرخيم المتعب " انهضن هيا واتركن الكسل، عليكن أن تساعدن في إعداد الطعام، ستصل المعلمات قبل أن تتمكن من تناول الطعام إذا ما تأخرتم أكثر من ذلك، هيا هيا تعلمن بأنني لا أضيق اعداه وحدي " و كأنما لتثبت صحة كلامها أخذ جسدها يهتز بسبب السعال الشديد.

تلفتت إيما حولها لترى الفتيات ينهضن بسرعة ويركضون خوفاً من العقاب إن تأخرن في تلبية الاوامر، فارتجف جسدها رهبة، عليها أن تتحرك بسرعة لأنها لو بقيت الأخيرة ستوكل إليها المربية أمر مسح أرض الدار كلها كعقاب، فهذا هو القانون هنا، لكنها ت،قفت فجأة حين رأت صديقتها صوفي تتعثر بجانب سريرها، إذ قامت إحدى الغولات الشريرات بدفعها عمداً، رفعت إيما نظرها فلم تجد غيرهما في الغرفة والمربية تنظر إليهما بعينين ذابلتين وتهز رأسها حسرة عليهما، تجاهلت إيما المربية و نظراتها وركضت حيث تقبع صوفي متألمة في ركبتها اليمنى من أثر السقوط، ساعدتها لتنهض وقالت " لنلحق بالفتيات هيا هل يمكنك الركض " فردت صوفي بصوت مختنق" أجل " فردت عليها إيما " إذاً هيا بنا
وما أن ركضت صوفي معها حتى أبطأت إيما من سرعتها متعمدةً لكي تتمكن صديقتها من أن تسبقها، وبهذا يقع العقاب عليها هيا بدلاً من صوفي العزيزة.

التفت لها صوفي بعد أن خرجت من الباب وقد فهمت ما فعلت صديقتها من أجلها وصاحت " إيما لماذا ؟ " وسقطت دمعة حزينة وقالت " سأعوضك أعدك بذلك" فكان رد إيما ابتسامة مبهجة وقالت " أجل ولما يكون الأصدقاء " ثم أرسلت قبلة لصوفي، ثم أكملت سيرها متجهة لباب الغرفة .

تلقت ضربة خفيفة على ظهرها وهيا تخرج من الباب الذي كانت المربية تقف بجانبه والتي قامت بمعاتبتها قائلةً " التضحية في هذا العالم الذي نعيشه تعني الموت، لا تكرري ذلك أيتها الساذجة، عليكن أن تتعلمن القسوة و إلا سينتهي بكن الأمر مثلي، تدفنكم الحياة هنا " ثم أردفت بصعوبة من بين سعلاتها " لا وجبة غداء لك اليوم، ولا يمكنك الذهاب إلى الصف حتى تنتهي من تنظيف الأرض، سأقسو عليك حتى تتعلمي أن تنجي بنفسك ثانية دون التفكير بغيرك".

رفعت إيما نظرات مذعورة باتجاه المربية روبرتا، فهي تتضور جوعاً، فالسبب الوحيد الذي من أجله يسمح لهن بالنوم لهذه الساعة هو أنه لا توجد وجبة إفطار، بل مجرد غداء بسيط ثم عشاء أبسط، ومن تفوت وجبة تدفع الثمن غالياً، كما أن الآنسة روبرتا تكره أن تستيقظ باكراً، ولا تريد أن يزعج أحد نومها، فهي مريضة وكبيرة في السن، ولا معاون لها إطلاقاً.

قالت الآنسة روبرتا بصوت يملؤه تأنيب الضمير بعد أن فهمت نظرات إيما الجزعة " لا تحدقي بي هكذا، فلا مجال للرحمة في هذا العالم القاسي، هذا ما علمتني إياه الحياة، وها أنا أعطيك درساً فيها" ثم أخذت تجر ساقيها وهيا تضرب على صدرها بقوة في محاولة بائسة لالتقاط أنفاس كافية.

…………………………………………� �……………………..


شعرت إيما بألم شديد في ركبتيها من كثرة الضغط عليها لمسح الأرض، وخدر في أصابع يدها المتورمة، وألم أشد في معدتها بسبب الجوع الشديد التي ألم بها.
لقد أوشكت المساء أن يحل وهيا لم تنهي بعد تنظيف الأرضية كلها، فالدار كبيرة و عتيقة .

تساقطت دموعها مبللة الخرقة البالية التي كانت تمسح بها الأرض، فتوقفت لحظات لتريح نفسها بقليل من البكاء، ثم أخرجت الرسالة من جيبها حيث كانت قد وضعتها ثم بدأت في قراءتها من جديد، فتحسرت بألم " ياترى من يكون سليل عائلة الفرسان المذكور هنا، ليته ينقذ الفتاة المسكينة في الرسالة وينقذني معها " وابتسمت لنفسها بحزن من سذاجة تفكيرها.

بعدها أخذت تغرق في أفكارها أكثر وأكثر، فعادت بذاكرتها لوجوه ضبابية بلا ملامح تصرخ فزعاً و برق ورعد يعصفان بقوة، وسفينة تهتز بركابها في عرض بحر هائج، و غيوم متشحة بالسواد تنذر بالشؤم وترعد الدمار، حينها كانت والدتها قد تركتها في حجرة السفينة ثم أغلقت الباب واندفعت تبحث عن والد إيما، وهنا تنتهي ذكرياتها لانها فقدت وعيها من شدة هيجان البحر ومن شدة الاعياء والدوار أو هذا ما أخبرها به من قام بإيجادها، وهو شاب مذعور كان يركضن باحثاً بجنون عن عائلته فوجدها داخل الحجرة واقعة على الأرض، فحملها معه إلى قارب النجاة، وعلى ما يبدو أن بقية أفراد أسرتها لم يكن لهم الحظ نفسه.

حينها لم تكن تبلغ من العمر سوا ستة أعوام، لذلك فإن ذاكرتها تتزايد في الأختفاء كلما تقدم بها العمر وكأنها تتلاشى شيئاً فشيئاً، ولكنها تذكر هذه اللحظات أكثر من غيرها، وهذا ما يسبب لها كوابيس مستمرة طوال العشرة سنوات التي تلت ذلك، وها هي تخاف العواصف ويرعبها البحر الذي ابتلع عائلتها وأبقاها وحيدة ويتيمة.

تفكيرها هذا قادها إلى الغرق في بكاء مرير لم يوقفه سوا وكرة على كتفيها أفزعتها، فالتفتت خائفة، ولكنها تنفست الصعداء حين التقت نظراتها بعيني صديقتها صوفي.
كانت عيني صوفي غارقة في الدموع مثلها تماماً، وهمست بعد أن احتضت إيما" خذي تناولي هذه، لقد أبقيت لك شيئاً من غدائي، لكنني لم أتمكن من تسريبه لك قبل الآن" .

أخذت إيما قصعة القماش التي كانت تمدها لها صوفي، والتهمت ما فيها من طعام قليل بنهم شديد، ثم قالت بفم ملئ بالخبز " شكراً جزيلاً يا صوفي ، لكن لا يمكن أن تكوني قد أشبعت معدتك فهذا تقريباً كل غداءك، ماذا تناولت انت؟ "
ابتسمت لها صوفي من بين دموعها واجابت مرددةً كلمات صديقتها العزيزة " ولما يكون الأصدقاء " .

سالت دموع إيما ثانية وأخذت الفتاتان تحتضنان بعضهما، وفجأة سمعتا صوت خطوات تقترب تتبعها ضحكات الفتيات التي كن يطلقن عليهن لقب الغولات، وكانت صوفي دائماً ما تقع ضحية لتنمرهن ، وإيما تحميها بكل ما تستطيع، ولأنها أقوى شخصية ً من صوفي كن يتجنبن الاشتباك معها هيا.

همست إيما لصديقتها المذعورة منهن " اخرجي من هذه النافذة، ثم تسلقي شرفة غرفة الدرس، فهي قريبة جداً من الأرض، هيا أسرعي، وأنا سأقوم بمواجهتهن، فبعد أن تناولت شيئاً أصبحت لدي طاقة على القتال " وضحكت لتخفف من خوف صوفي ودفعتها لتركض حيث النافذة ، ودعتها صوفي ملوحة بيدها وقفزت هاربة .

… يتبع


ملاك في خطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-24, 08:36 AM   #4

ملاك في خطر
 
الصورة الرمزية ملاك في خطر

? العضوٌ??? » 61963
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 765
?  نُقآطِيْ » ملاك في خطر is on a distinguished road
افتراضي

أخذت إيما ترتجف مترقبةً ظهور الفتيات، رغم انه قد بدا لها بأن أصواتهن قد ابتعدت عن هنا، لقد كذبت حين قالت لصوفي بأنه قد أصبح لديها طاقة للقتال، فكل ما تشعر به هو الوهن والاعياء، وفكرة مواجهة الغولات تقلقها كثيراً، بعدها بلحظات سمعت صرير الباب الذي أعلمها بأنه لابد أنهن قد أتين إليها فعلاً، ثم فجأة فتح الباب على مصراعيه وتجمدت نظراتها من منظر الشخص الذي دخل من الباب، ولصدمتها لم يكن من دخل عليها الغولات المزعجات بل كان فتىً يرتدي قناعاً حول عينيه ويغطي نصف وجهه، وكان يحمل في يده اليمنى عصا عريضة بدت لها كجذع شجرة، نظر ناحيتها بحدة وقال " أين تلك الغولة ؟ " فتراجعت إيما زاحفة الى الخلف من شدة رعبها ، ولم تتمكن من التفوه بكلمة، فلقد علق لسانها في سقف حلقها فزعاً، و رددت كلماته في عقلها وهي تجد صعوبة بالغة في التركيز بما يحصل أمامها "الغولة ترا من يقصد ؟ ليديا ام جوليا ام كاثي ؟؟" ولكن ماادراه بانها تسميهن الغولات فهذا سر بينها وبين صوفي، بعدها وأخيراً تمكنت من النطق بتوتر ملحوظ " ممم من أنت ؟ ووو ماذا تريد ؟ " فتقدم نحوها وهوا يقول " ومن أنت ؟ آوه لابد أنك إحدى الفتيات التعيسات الآتي يعشن هنا " ثم صمت لحظة و أخذ يحدق باشمئزاز واضح رغم ارتدائه قناعه السخيف في أصابع يديها المتورمة وثوبها القذر، فقالت له حانقة من تحديقه المستفز، وقد بدد احتقاره كل الخوف الذي كان قد اعتارها " لي اسم هو إيما والان أخبرني ما الجنون الذي احضرك الى هنا ؟" رفعت رأسها بكبريا تبادله نظراته بأقوى منها ، فرد عليها بعد أن قام بزم فكه فاحتكت أسنانه وكأنه ممتعض مما قالت أو مما سيقوله " أنا أبحث عن شخص ما ويبدو لي أنني قد وجدته " وشدد نظراته الحادة عليها يقيمها ثم ورفع كفه حيث ياقته فبدا وكانه يحارب شيئا يحاول أن يخنقه ورأته يبتلع ريقه وكانه يجد صعوبة في لفظ الكلمات ثم عاد يقول بمرراة " احم احم قلت لي أن اسمك إيما، احم وماذا يتبع ذالك " فلم تفهم ما يقصده إيما فسألته " مالذي تقصده " فسمر نظراته عليها ثم قال بنبرة متمللة " لقبك؟ اسم عائلتك ؟ تعرفين ...؟ لا يهم فبحثي قد قادني إليك " ثم تكورت إحدى يديه في قبضة أخذت تهتز من شدة غيضه وقال " لما يجب علي فعل ذالك الان بينما أنا أصارع لأجد اختي ..." وضرب قبضته بكفه بقوة تعجبت لها إيما وأخذت تمعن في كلماته التي خرجت من فمه من شدة امتعاضه ، ثم تمتمت بصوت بالكاد كان يسمع " أخفض صوتك والا ستجد نفسك في ورطة مع حارس الدار، ليس مسموحا لأحد التسلسل الى هنا خارج أوقات الزيارد المحددة، خصوصاً الفتيان الحانقين الذين يرتدون أقنعة سخيفه " وابتسمت لقدرتها على المزاح في موقف كهذا، لكن ردة فعله أوضحت لها أنها وحدها من أعجبته النكتة، تجاهلته و التفتت حيث الباب وقالت متعجبة من نفسها لرغبتها في مساعدته " اسمعني لم افهم كلمة مما قلته ولكن عليك الخروج الان وسأتغاظى عنك ولن أخبر أحداً إطلاقاً " .

فحدق بإيما بغضب وقال " اوووه نعم سأخرج حالا وستأتين معي " ثم تقدم نحوها بخطوات غاضبة، فتراجعت إيما وقد عاودها خوفها منه، لكنه امسك بيدها أولاً ثم قام بسحب كمها لحد مرفقها كاشفاً عن علامة ولادة تسميها إيما بالفراشه السوداء وقال " تماما كما ظننت " ثم أخذ يجرها كي تقف ثم أدار ظهره لها وأمسك بكفها ساحباً إياها خلفه، فأخذت تصارع لكي تبعد يده عن كفها كي توقفه ثم صرخت به " دعني، اترك يدي أنت تؤلمني" فالتفت بإتجاهها مباغةً فاصطدمت به ثم ترك يدها ليحيطها باليد التي تحمل العصا من خلف ظهرها مثبتاً إياها
و يده الأخرى ارتفعت لتسد فمها تمنعها من الكلام او الصراخ ، ثم قال متمتماً وعيناه تقدحان شرراً " اصمتي سوف تجمعين كل من في الدار وتصعبين الامر علي اكثر، عليك المجي معي وحسب، صدقيني كل ما ارغب به الان هو الإبتعاد عنك بقدر ما أمكن لكن، آخ ماباليد حيلة "

بعدها ترك ببط يده التي تسد فمها تنزلق فالتقطت أنفاسها بحدة وحاولت أن تصرخ ثانية لكنه أعاد يده بسرعه لفمها يمنعها من ذالك وقال " تباً لك أنظري " وألقى العصا التي بيده الأخرى ثم رفعها ليزيح قبه قميصه ثم قام بفتح إزرارين كاشفاً عن رقبته و الجزء العلوي من صدره فاتسعت عينا إيما صدمةً مما رأت، ماهذه الجروح و كيف أصيب بها، إنها تبدو حديثة ومؤلمة بحق، أعادت نظرات متسائلة لوجهه فعاد للتحدث إليها " إن لم تأتي معي فستواجه أختي مصيراً أسوء بكثير ، هذا لا شيء مما قد يحدث لها، ولي ولك أنت أيضاً إن تمكنوا من إيجادك ... " ثم صمت و تسمر مكانه حين شعر بدمعتها تسيل على كفه، فأغمض عيناه وأدار وجهه عنها ثم سحب نفساً عميقاً وأزاح يده بحذر عن فمها، ثم عاد ينظر إليها وقد اظهر رقة خفيفة في صوته " لن أؤذيك، أعدك، فقط لا تصرخي وسأشرح كل شيء ما أن نخرج من هذا المكان، حسناً ؟... موافقة؟ " فهزت رأسها موافقةً وقد تصاعد الخوف الى قمه رأسها و مع ذلك تركته يقودها معه وهيا تفكر بالجروح القبيحة أسفل رقبته، و ماقاله بأنها إن لم تذهب معه فإن أخته قد تواجه مصيراً أسوأ مما قد حصل معه .

.................................................. ........


ملاك في خطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.