آخر 10 مشاركات
مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree6Likes
  • 2 Post By ايميلي ايم
  • 1 Post By ايميلي ايم
  • 1 Post By عقل
  • 1 Post By ايميلي ايم
  • 1 Post By ايميلي ايم
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-02-24, 09:10 PM   #1

ايميلي ايم

? العضوٌ??? » 516432
?  التسِجيلٌ » Jan 2024
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » ايميلي ايم is on a distinguished road
افتراضي أهلككِ الحزن يا صاحبة القمر


مساء الخير...
إسمي إيميلي وحابه أشارك معكم أول أول عمل روائي لي ليس الأول بالضبط ولكنه الأول هنا ...
شاركت مُسبقاً بنوفيلا صغيره تُسمي (أسيل) وكانت بأسمي الحقيقي (روضة علاء) لم يكن لي توقيعاً أنذاك ولكن أتمني منكم تذكري وعدم نسياني بإسمي الحالي إيميلي والأهم من ذلك أتمني قبولي بينكم ... وأن أكون ذا خفه علي قلوبكم ... بقسم قلوب أحلام العزيز علي قلبي❤️
والأن حابه أجرب المشاركه في وحي الأعضاء الذي يضم عدد من السيدات الراقيات اللاتي أتمني أن أروق لهم وأرقي لمستوي مكانتهم الجميله يوماً????❤️????



مقدمة روايتي..
ياذات السِحر والسَّحر…ياشبيهة وجه القمر…
يا من كنتِ ضوءاً للكون كاشمساً مُشرقه…
ويامن كنتِ بحراً غريقاً… لا مفر منه ولا قدر..
يا من لا يحاول فهماكِ سواكِ… ويا ليت لنفسكِ كنتِ أهلاً لذاك..
مثل الورود أنتِ لا بل الفراشات.. لا يستطيع القرب منكِ إلا من كان أهلاً لروحك وجناحاك..
فكيف التعامل مع من كانت حمامة سلام…
أهلاً للقلوبِ كانت.. ومرهمً ومُسكنٍ للألام… وجراحها لم تكن يوماً سوي حِملاً علي الأكتاف.. وثُقلاً تمنوا يوماً لو ينزاح…

اااه منكِ ياصغيره لم تلقي يوماً سوي الهم والأحزان..
فكيف لثغر بإسم وعيون قمر وهاج..الإنطفاءة عمراً دون أن تلاقي عيناً تحرس مابها من هالات...

نبذه مختصره...
لا أعرف كيفية صياغة الإختصار أعتبره حرقاً للأحداث غير أن الأحداث لا تصلح للإختصار...فلا أعرف كيف أصيغها ..
أتمني من المنتدي التفهم لمقصدي ودعمي ولن أتأخر في نزول أول فصل فأتوق لنزوله قبل عضوات المنتدي الكرام❤️????.

Khadija_8 and عقل like this.


التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 21-02-24 الساعة 12:03 AM
ايميلي ايم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-24, 09:55 PM   #2

ايميلي ايم

? العضوٌ??? » 516432
?  التسِجيلٌ » Jan 2024
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » ايميلي ايم is on a distinguished road
افتراضي أهلككِ الحزن يا صاحبة القمر

الفصل الأول
إنه جرس اليوم الدراسي علي الأرجح أي يُعلن عن إنتهاء فترة ما لتبدأ فترة أخري… نعم إنه إسلوب الدراسه الذي يعرفه جميع الطلاب..
(يا إلهي.. ألن ننتهي لقد إكتفيت وبدأت أُرهق… إنها الإستراحه فقط أي مازال لدينا فترة أخري.. ألم تريي… اليوم الدراسي أطول يوم يمر في حياة البشر)
ضحكة صديقتها بقوه لتقول من بين ضحكاتها
(نعم صدقتِ.. إنها الإستراحه فقط وسنعاود مره أخري… مازلنا لم ننتهي) قالت الأخيره مشددة علي كل كلمه قاصدة إستفزاز صديقتها وهي تواصل ضحكاتها.. وبالفعل نجحت في إستفزازها حيث رمقتها الأخري بطرف عينيها بعصبيه لتأفف وهي تحاول جمع الكتب للفتره المنتهيه لتستعدا لما بعدها..


_____________
انه الوقت الفعلي لإقامة هذا الحفل الإسطوري… لمدللة وإبنة هذه العائله الوحيده..
علي الرغم من ضخامة الحفل الذي يليق بفخامة مكانه ألا وهو منزل العائله ذو الطابع الملكي… عائلة أرستقراطيه ذات ثراء متوارث وهذا ما يجعلها مدللة العائله بالتأكيد..
لم يجمع زفافها سوي بعض الأصدقاء المقربين من منزلهم والمحاوطين بهم.. وبالتأكيد باقي العائلتين..
إنه زفافي.. اليس من المفترض إنتظار صغيرتي للعوده وحضورها زفافنا معاً
حبيبتي هيا… لم تعد صغيره وهي ليست هنا بالفعل الزفاف قائماً…لاتفسدي هذه اللحظات بتلك الأفكار ولا تعكري الجو حولنا.. سيصبح كل شيء علي مايرام..
رفعت رأسها لتنظر له بنظرات حزينه مشوشه غير مقتنعه بما سمعته… لتهمس.. لكن…
أمسك ذقنها يرفعه له مربةً بخفة عليه وهو يجيبها قائلاً
ليس لكن… كفاكِ تفكيراً.. حاولي تصفية عقلك من تلك الأفكار… ولتسمتعي معي بتلك اللحظات.. فاالضيوف سيلاحظون حالتك بكل تأكيد
إبتسمت وهي تدير رأسها في نظرة خاطفة تحاول تباين نظرات ضيوفها إن كانوا يلاحظونها أم لا… لتطلق تنهيدة قويه مطرقة رأسها تحاول الحصول علي بعض الهدوء بتسليم يدها له يراقصها..لتدور وتدور علي تلك الأنغام الصادحه بين يديه ويشاركهم نفس الرقصه باقي مدعوي الحفل..

_____
كيف سمحت لنفسك
صرخت بهذه الجمله بقوه وهي تنظر له بغضب عارم.. عاقدة حاجبيها بقوه تنم عن غضب غير مُسيطر عليه وحزن علي وشك الإنفجار.. ليبادلها هو بأخري قويه.. ثابته.. غير مباليه
واقفاً بثبات ظهره ممشوقاً كعادته.. وهذا ما أكتسبه أكثر من خيوله الأصيله.. واضعاً يديه داخل جيبه.. يتنفس بثبات مسيطراً علي ما يعتمل بداخله بقوه عجيبه.. تستحق الإعجاب..
تقدم نحوها بخطوات هادئه ليقول بصوتٍ متزن وثابت :
ماذا سمحت له.. ومن سمحت له..
لم تتغير حالتها الغاضبه بل تكاد تنفجر بسبب هدوءه الذي يكاد يقتلها وهو لا يشعر.. أبي ترك نظراتها ينتظر ردها ويتأمل ملامحها التي تتغير بطريقه كانت لتهز أي مخلوق أخر… إلاه…
توسعت عيناها تود الصراخ به ولكن كان أكبر من طاقتها.. وكأنها زهدت هذا الحديث.. أو ربما كرهت الحديث إليه..
ظلت علي نفس وضعيتها تطالعه بإرهاق وصدمه وتعب… وحزن عميق يمزقها ببطء.. تحاول السيطره علي أنفاسها حتي وجدت صوتها أخيراً وسط إختناقها لتقول بنبره مختنقه خانقه.. أنت تعلم الحقيقه.. وتعلم ماذا يريد من تلك الزيجه ومن تلك التي سيدعوها زوجته.. كما فعل مع أمي…ساعدته للوصول لهذه العائله وإليها.. أليس كذلك
ولكن لماذا أحادثك وأنت إبنه.. تشبهه حد القرف.. تعلم ومع ذلك لم تحرك ساكناً.. بل ساعدته ساعدته ولم تمنعه… الم يكفي أذاه لواحده ليأذي أخري.. وأحذر ماذا؟…
لن يكتفي منا ومن أمي… سيدمر تلك التي يراقصها بين يديه مُهطلاً علي رأسها ألاف الكلمات من الغزل الدنئ.. لم أتوقع أن تكون الحامي لقذارته أنت أخي الوحيد… لم تكن نافعاً لأمي.. ولا تصلح لأن تكون شيئاً لي أنا الأخري… والأن تحميه وتهيأ له طرقه… كم أنت قذر… مثله..

ظلت تتنفس بعنف صدرها يعلو ويهبط وكأنها إنتهت من سباق عنيفاً للتو… تصارع لتكتم شهقاتها إلا أن دموعها أبت الإنصياع وكأنها تشارك من يخذلها لتخذلها هي الأخري متحررة من عينيها في نقاط حاره… وكأنها حمم تذيب وجنتيها…
لم يبد عليه الإنفعال بل لم تتغير ملامحه… ظلت علي ثباتها وهدوئها… بينما هناك بركاناً يهدد الإنفجار غير قادر علي تحمل ما يعتمل بداخله من مشاعر نحوها ووالدته… ووالده وبالتأكيد لنفسه..
ظلا علي التواصل البصري فترة ليست بقليله… لتطلق تنهيده مُعذبه وقد إختارت الرحيل من أمامه فلم ولن تجد منه غير ما أظهر لهم جميعاً…
نظرت له نظره أخيره ولكنها لم تفشل في قتله… لتستدير عنه مولية ظهرها توشك علي مغادرة المكان إلا أن صوته الذي صدح بقوه وأخيراً وكأنه سئم التحكم بذاته إلا أن ماقاله لم يكن سوي قنبلة أخري إنفجرت بينهم:الحفل قائم بالفعل.. هنا… أسفلكِ بالضبط.. ماذا علي أن أفعل إنه من إختار هل أمنعه أنا وما أنا إلا إبناً له… أجيبني بالله عليك.. ماذا علي أن أفعل لك وله…

إستدارت له بعيون لاحياة فيها وكأن دموعها أخذت روحها لتتركها كا بيراً جافة لا حياة فيها… لتهمس قائلة بعذاب:وأمي….
تركت الغرفه دون إضافة المزيد… ليترك أنس للمشاعر التي بقت بداخله لفترة طويله الإذن للتحرر.. ظل يدور حول نفسه في الغرفه بعصبيه شديده ليطفح كيله… وفجأةً… ركل كرسيٍ ما بجانبه بقوه ليسقط علي الأرض تعلوه صوت الموسيقي الصاخبه بالأسفل فلم يصدر صوته… ورفع يده يمررها بخصلات شعره بعصبيه هامساً بغضب.. :يا إلهي…

_________
وقفت بجانب النافذه بعد أن أنتهت من تلك الرقصه التي راقصها إياها… لتطالع تلك الكرة المضيئه بالأبيض بالأعلي..لا تعلم هل السماء بالعاده جميلة هكذا أم تزيدها تلك النجوم جمالاً..
كعروساً يزيد فستانها جمالاً تلك الماسات اللامعه التي تزينها لتضفي عليها لمسة لامعة.. نعم أن المساء عروس اليوم… وهذه النجوم ماسات فستانها… والقمرهو تاج هذه العروس… إبتسمت داخلها لهذا التشبيه اللطيف… لم يسمعها عريسها مثل تلك الكلمات هذا المساء… ماذا لو وصفها بأنها هذه السماء… إبتسمت بخجل وسعاده اتخيلها مثل هذا التشبيه… حانت منها إلتفاته لضيوفها لتبتسم لكل من بادلها النظر… لتعود وتطالع السماء الجميله والعروس لهذه الليله وليس هي…
إلا أن تلك النظرات وقفتها عن الإستدار.. ماهذا… ماخطبها… ماتلك النظرات الميته… ماذا حدث ياروينا.. إلا أن الأخري ظلت تطالعها بنظرات غير مفهومه… وكأنها جثة متحركه لا روح ولا حياة فيها… تقدمت ملاك خطوتين ناحيتها لنتحدث إليها… إلا أن روينا إتخذت قرارها بالهرب قبل وصول ملاك إليها.. فكفاها نقاشات عقيمه.. ولن تتحمل وجه زوجة… ابيها…الجديده….بالتأكيد…

_______
انتهي اليوم الدراسي… أستطيع قول ذلك الأن… أخيراً…
نعم قولي انتهي اليوم الدراسي وكفي… يكفي إنتهاءه… هل نُعاقب بهذه الدراسه… حقاً سئمت الوضع بأكمله… أريد العودة لمنزلي.. ولأمي.. إشتقت إليهم… ألن يحن الوقت بعد

قالتها وهي ترسم ملامح حزن زائفه طفوليه.. لتتطوق بيديها حول نفسها في حضن كمشهد تمثيلي ما…
طالعتها صديقتها لتتقدم نحوها لتشاركها فراشها جالسة عليه وهي تربت علي كتفيها… في مواساة مصطنعه تتعمد السخريه قائله
نعم… أستطيع القول بقي القليل علي أجازتنا الحبيبه… والعوده لديارنا الغاليه… ونحن هنا كالمساجين..
ولكن أحذري ماذا… أصبحت الأن عاقله.. راشده..مسؤله عن أفعالك…أي مسؤله عن حياه أخري من المفترض بكِ بدأها…

قالت كلماتها الأخيره وهي تربت عدة مرات علي كتف صديقتها وتومئ برأسها بنوعاً من التمسكن الزائف… متعمده إستفزاز صديقتها ..
وقد نجحت.. نظرت لها دوروثيا بطرف عينها.. لتنفجر دفعة واحده ولكن ضاحكة وليس بعصبيه كما تتوقع صديقتها لتطالعها ببلاهه منتظره إنتهاء دوروثيا من ضحكاتها…
لكن ما لبثت أن سمعت صوتها من بين الضحكات يقول…
نعم… ونختار أيهم… إما العمل والزواج وإنجاب الأطفال وبهذا تبدأ هذه الحياه دون سابق إنذار ودون فرصه للتعافي من مراحلنا قُبلاً… أم تقضينها تفكرين وفقط ماذا سافعل وكيف أفعل ومن أين أبدأ.. وفي الحالتين أراهما.. أنهم الهلاك بعينه…
نظرت لها جوان لتطالعها وتتفحص ملامحها جيداً… وقد إنتهت الإثنتان من الضحك وقد تحول الوضع بينهما للجديه وأخذ الحوار منظوراً أقرب للضيق والهم المبكر…
لتضيف جوان قائله بتساءل:
لماذا؟ هل الزواج ضار لهذه الدرجه… أليست هذه هي الحياه… والطبيعه التي من المفترض السير عليها.. ندرس… نكبر…تتزوجين… هذا مايحدث غالباً…
خفت صوتها في العباره الأخيره وكأنها تعيد التفكير في ماتقول… تناقض داخلها وهي تعلم أنه ليس طبيعي… ولكن هذا مايحدث وتراه يحدث…
طالعتها دوروثيا لتري الحيرة والتخبط مرتسمه بوضوح علي وجه صديقتها.. لتبتسم بلطف حاني وهي تضيف قائلة بهدوء:
تعرفين ماذا… ها نحن ذا.. ندرس الأن… مازلنا طالبات… وعلينا الأن ماذا!... النوم… وإلا ستوبخنا مديرتنا العزيزه…. تعلمين كم الساعة الأن… إتركي أمر هذا الموضوع لاحقاً لما بعد… والأن علينا النجاة بأرواحنا…
ثم أمسكت يدها لتكمل قائلة.. ليس عليكِ الشعور بكم هذه المشاعر لمجرد أن هذا الأمر طبيعي أم لا… لالا تعرفين ماذا يحمل لنا الغد… لذا…ما تفعلينه الأن ليس إلا سوي إرهاق لعقلك ودراستك أولي به الأن من أي شئ أخر…
والأن هيا

قامت دوروثيا لتسحب صديقتها من يدها تُعدل من جلستها لتتخذ مكان نومها… لتدثرها بالغطاء جيداً هامسة لها بهدوء وقد إستمعت لها جوان وقد تغيرت حالها للأحسن بفعل كلمات صديقتها المقربه:
نامي الأن… والغد للغد.. تصبحين علي خير
إبتسمت جوان لها لترد لها الأخري الإبتسام وقد إتخذت وضعيتها إستعتاداً للنوم في فراشها بجانب فراش صديقتها هامسات بصوت هادئ مراعيات لصديقاتهن اللاتي يشاركهن نفس مكان النوم:
تصبحين على خير

___________

بأي طريقة يسير بها الأمر أو بأي إسلوبٍ يكون… ما يهم هو المصلحه وفقط… لايهم بأي ثمن او بأي أضاحي ستكون… فقط المصلحه.. وماذا…
ماذا الأن… وحيدة خارج منزلها… تجوب الأرجاء دون وجهة محدده… فقط كل ما أرادته الهرب دون وجهة محدده…لماذا إذاً شعور الوحده.. الحزن.. ربما الخذلان يمزقها إرباً..
نظرت فوقها لتطالع الكرة البيضاء الضوئيه… لتعتلي وجهها تلك الإبتسامه الموجعه المستهزأه… لديها رفيق وهي ليست وحيده… إنه يتبعها ولا يتركها… يسمعها ولا يسخر منها… على الاقل لن يتعمد قتلها ثم يسخر منها بعد حين…
شعرت بتلك النسمه اللطيفه التي لامستها وكأنها تحتضنها كنوعٍ من حبٍ أخر… إستسلمت أخيراً لتطلق العنان لأنهارها وتأذن لهم بالإنطلاق كشلالات تأبي التوقف… وكأنها كانت تنتظر فتح السد لتنطلق مُغرقة كل من يعترض طريقها…
رفعت يدها لتحاول إيقاف تلك الأنهار المتدفقه ولكن دون جدوي… تأبي عيناها الإنصياع لرغبتها… إلتفتت لتطالع المنزل مرة إخري وكأنها تريد لومه وكأنها ستجد من بعض الحجارة جدوي لم تجدها بالبشر… ولكن ذلك الشئ الأسود الذي قطع عليها الرؤيه جعلها تنتفض شاهقة بذعر.. وعيناها جاحظة بخوف ودموعاً لم تتوقف بعد… قلبها يضرب بقوه يكاد ينفجر من الذعر بداخلها كل مابها يؤلمها.. ليأتي هذا الهذا ويُكمل علي المتبقي منها بظهوره بهذا الشكل من العدم… وحين وجدت صوتها أخيراً افاقت من ذعرها لتقول بخوف ونبره مرتجفه مُتعبه مرتجفه.. من أنت؟!


_______

Moon roro likes this.

ايميلي ايم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-24, 11:15 PM   #3

ايميلي ايم

? العضوٌ??? » 516432
?  التسِجيلٌ » Jan 2024
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » ايميلي ايم is on a distinguished road
افتراضي إستطلاع رأي لروايتي

رأيكن في الفصل الأول لي...
أتمني الدعم وإبداء رأيكن إتجاه عملي❤️
أول مشاركه لي بوحي الأعضاء وكنت شغوفه لتوقعي الدعم الأجمل علي الإطلاق ولكن لا أخفي عليكن..فقد أصابني الإحباط لا شعورياً..


ايميلي ايم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-24, 12:20 AM   #4

عقل

? العضوٌ??? » 495093
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 117
?  نُقآطِيْ » عقل is on a distinguished road
افتراضي

حياك الله ايميلي
العنوان ملفت ‏ويحمس وكمان المقدمه جميله
لي عوده بعض القراءه


عقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-24, 12:40 AM   #5

ايميلي ايم

? العضوٌ??? » 516432
?  التسِجيلٌ » Jan 2024
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » ايميلي ايم is on a distinguished road
افتراضي عقل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقل مشاهدة المشاركة
حياك الله ايميلي
العنوان ملفت ‏ويحمس وكمان المقدمه جميله
لي عوده بعض القراءه
ممتنه لتعليقك الجميل جميلتي ورأيك علي رأسي وفرق معي كثيراً... شكراً لكِ


ايميلي ايم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-24, 02:53 PM   #6

ايميلي ايم

? العضوٌ??? » 516432
?  التسِجيلٌ » Jan 2024
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » ايميلي ايم is on a distinguished road
افتراضي أهلككِ الحزن يا صاحبة القمر

الفصل الثاني


ظلت علي حالتها تطالع هذا الظل الأسود في ذاك الظلام الحالك الذي ساعد في تشكيل هيئته لأخري مخيفة.. عيناها علي نفس حالتها الجاحظة من الرعب وصدرها يعلو ويهبط بقوة وأنفاسها اللاهثة في تزايد…رجعت خطوة للخلف لتحاول تباين ملامحه جيداً… (هل أعرفك ياهذا… هل أنت من مدعوي الحفل)
رد عليها ذلك الصوت العميق واثق النبرات والذي يحمل في طياته عبث غير محبب…:ألا تخشين التواجد وحدك في مثل هذا المكان وفي هذا الوقت المتأخر من الليل..
عقدت حاجبيها بشدة.. وظهر النفور وعدم تقبل إسلوبه علي ملامحها بوضوح… حاولت رسم الثبات والقوه…وإتخذت الهدوء موضعاً علي ملامحها القمريه لتنطق بهدوء… هدوء شديد أقرب لنصل حاد ولكنه ناعم… شديد النعومة..:من أنت إذاً لتعلمني ماذا أفعل وما لا أفعل… وإن كنت وحيدة هنا فأمثالك هم من المفترض بنا الحذر منهم… أنظر لحالك تتحدث لفتاه لا تعرفها بمثل هذا الإسلوب المقزز
إرتفع حاجبه إعجاباً وشيئاً أخر رفض إظهاره لنفسه حتي… ملامحه الغير المقروةه ونبرته العبثيه كانت تثير داخلها رغبة قوية في قتله علي الأقل ولكنها إختارت الحفاظ علي ثباتها فكفاها ما نالها منذ قليل… ظل يطالعها بنفس ثباته لم يحرك ساكناً ولم تتغير أي ذرة علي ملامحه القوية… فقط نظراته ظلت محاصرة لها وما ساعده هو الظلام الحالك من حوله… كستار أخفاه عنها ليتفحص ملامحها بتفاصيله بإستباحة مسيطرة دون ذرة خجل.. إرتبكت من هذا الجو الصامت حولهما لا يقطعه سوي صوت الظلام وبعض حشرات الليل التي تشاركهم اللحظه وتخبرها انها ليست وحيده… وأنفاسها الناعمه ذات الضربات العنيفه إثر ما مرت وتحملت اليوم… تستحق عليها الإعجاب لثباتها حتي هذه اللحظة دون أي ضعف وإنهيار حتي… ولكم تتمني الإستسلام والإنتهاء من كل هذا…
وكأنها لا تستحق أي مجهودٍ يُذكر إستطاع إلتقاط توترها وإرتجافها فتعمد إطالة الصمت بينهما أكثر حتي يتسني له العبث بأعصابها كما يحلو له… وأخيراً تنازل عن سكونه المريب والمستفز ليتحرك خطوه ناحيتها لتهدر الأخري بسرعه وهي تشير بإصبعها محذرة بعصبية ورعب مخفي:إياك حتي والتفكير…
إنتفضت فجأة من صوت ضحكاته التي صدحت لتغطي علي هذا الهدوء ليصبح صوته مصدر رعب لها وسط هذا الهدوء القاتل والظلام حولهما… نفذ صبرها من قوة المشاعر التي تكاد تفتك بها دون رحمة… همست بداخلها ومازال هو مستمراً بإستفزازه لها وإرعابها أكثر(يا إلهي هذا اليوم كابوساً لي… أتمني أن يكون كابوساً حقاً لقد إنتهيت ولن أستطيع أكثر… ياإلهي يا إلهي)
وبعد فتره ليست بقليله قرر التنازل أخيراً وإنهاء هذا الصخب المستفز…لتعود ملامحه للجدية والتسلية…وينطق بعد فتره بنفس النبره العبثية الهادئة بمكر …. :لا أحاول ماذا؟

بدا بتلك النبره والملامح المسيطر عليها بمهاره كذئبٍ مفترس علي وشك الفتك بفريسته… بداخله شعوراً بزهو غير مفسر وغير محدد مصدره… إلا أنه لن يُنكر أن هذه المشاعر أعجبته ولن يحاول ….بل يحاول إطالة الوقت حتي يُعطيه الوقت أكثر مما يريد… بل وضاعف من عبثتيه ليري ذلك الفخر الذي يشعر به وكأنه ربح كنزاً ما… وكأنه مغيب ليتصرف بدناءة وحوش علي وشك الغدر بأحدٍ ظنه نظيفاً…أو هذا مايبدو عليه… وما هو إلا شخص دنئ… مسيطر عليه منوم لحالة قذرة ما…

سيطرعليها النفور جلياً وشعورها بالقرف نحوه يكاد يمزق معدتها… لم تحاول الرد ولن تحاول إضافة أكثر من ذلك ولن تتيح له المجال للتمادي أكثر… وبالفعل كانت قد إتخذت قرارها بالرجوع لمنزلها وغرفتها لاعنة هذا الحظ علي رمي مثل تلك المصيبة أمامها في مثل هذا الوقت وكأن كل شئ متأمر عليها… تشك أحياناً أنها ماهي إلا مغناطيساً للوحوش البشريه وأصحاب القلوب المريضه… ماذا فعلت ليكون حظها مثل هذا الحظ مع البشر… رحلت أمها لتتركها لهؤلاء الأناس المرضي ليتها لم ترحل… أو ليتها كانت هي…

وصلت لغرفتها لتدلفها وتغلق الباب خلفها مطلقة تلك التنهيدة الحارة القوية المليئة بكم المشاعر الغير محتملة.. لترتمي علي فراشها وتغرق في سبات عميق هاربة من واقعها لعالم أخر يحملها من هنا وهناك علها تجد ضالتها في الهرب للنوم ولكن هيهات… وسط ثباتها العميق وكأنها غير حية… كجثة هامدة لا حركه منها تدل علي الحياة الأدمية…إلا من ذلك السيل الذي تدفق من عينيها وسط نومها وكأن عيناها وقلبها يأبيان الهرب… والإنصياع لرغبتها في النوم.. فكان البكاء قرارهما… فهل من مفر… أيها البشر المنكسر المنوم…
رحلت في سباتها لعالمها الأمن علي الأقل من المرضي حولها… ولم تري ذلك الذي لم يغادر مكانه بعد… بل ظل علي نفس وقفته بعد أن تركته… ولم تري ذلك التغير علي ملامحه التي تحولت من العبث لشئ أخر… شيئاً ربما نزيهاً.. وكأنه آفاق من شيطانه المسيطر عليه….أو ما يدعيه غالباً… يتحول لشئٍ به نفحةً من بعض المشاعر الإنسانيه… ويا لتها مبكراً…

___________

إنتهي حفل الزفاف الإسطوري… أو كما أطلقت عليه مدللة عائلتها الأنسه ملاك… نعم لابد وأن يليق بعائلتها المصون ومركزهم الإجتماعي…

إنتهت من توديع ضيوفهم ذو المعارف والأقارب فقط من إهتموا بحضور هذا الحفل…ووقف زوجها هادي بجانبها يشاركها قبول التهاني من المدعويين وتودعيهم..بعد الإنتهاء أصبح العروسان بمنزلهم بمفردهم..أخيراً..
إلتفتت ملاك لهادي بإبتسامة رقيقة سعيده …ليبادلها الأخر بنفس الإبتسامة ..مقترباً منها تلك الخطوات الفاصلة القليلة بينهم يجذبها بأحضانه بعد هذا اليوم الطويل من التعب والتفكير…
ليعود المنزل لسابق عهده من الهدوء…والفراغ القاتل…مع اتساع حجمه لطالما شعرت ملاك أنه كالسجن يطبق عليها أكثر وأكثر حتي بات هذا الأتساع كالكابوس المرير…بعد إنتقال أفراده واحداً تلو الأخر لتبقي هي وإبنتها لهذا السجن الكبير…والأن أين إبنتها..لقد كبر العصفور وحان وقته ليبحث عن عشُه وحياته ويسعي لها..لتبقي هي وحيدة ..يتأكلها الخوف والتفكير
..
لا تعلم إذا كان الزواج أمراً سليماً أم لا …لكنها إتخذت قرارها ولن تتراجع…ألا يكفيها أنه يريدها لن تعاود سجن التفكير مجدداً…تباً للعقل ولكثرة عرقلاته وإرهاقه لها …

عاد كل شخص لحياته كسابق عهده قبل التنظيم لهذا الحفل الذي أخذ من العاملين شهراً للتحضير له كما نفس المده ليعود المنزل لطبيعته الأصليه…صعد العروسان لجناحهم من هذا المنزل والذي هو كان جناحها الخاص قبل زواجها الأول…
والذي لن يقل فخامة عن أرجاء باقي البيت…بل فخامة برقي ولمسات ناعمه كملاك….
كانت هي من تنشد الراحه من مكانها وكأنها تريد الاستسلام والإنخراط في نوم عميق لا قرارة له…وصلا لباب غرفتهما فأوقفها هادي ليحملها بدون مقدمات لتشهق ملاك عالياً وتتوالي ضحكاتها الخجولة وهي تهتف بإرتباك وخوف من أن تسقطهيا ياهادي كفاك..لم نعد صغاراً لهذا..أنزلني الأن)
ضحك هادي علي ضحكاتها ليجاوبها هو الأخر وهو يتقدم للغرفة بعد أن فتحها قبل أن يحمل عروسه ليستدير داخلها ويغلق الباب بقدمه ناظراً لها بهيام إذاً لنصبح صغيرين اليوم فقط ..ألسنا عروسان..)
إبتسمت ملاك بخجل وأسبلت جفنيها بعيداً عن عينيه المتفحصة لها والتي تأبي التخلي عنها…تقدم نحو الفراش ليُجسلها عليه برفق..ثم دار حوله ليجلس بجانبها مبتسماً ثم مد يده ليسحب يدها من حجرها يحتضن كفاها بدفءٕ وحنان… طالعته ملاك برقة مصحوبة بخجل لطيف ....يجعلها كلوحة لملاك ناعم يزينها تلك الحمرة الجميلة…

لطالما كن بنات هذه العائله هن المثال الدائم والحقيقي للجمال الناعم والدافئ الذي لا ولن يمل أحد من النظر إليه …بل والسُكر حد الغفله للأبد…

التعويذات الجُمال…صاحبات القمر…


أراد هادي فصل هذا الجو الصامت وحاجز إرتباكها وتوترها فأضاف قائلاً بنبره حانية هادئه…أعددت لكِ مفاجأه..أتوق لرؤية ردة فعلك عليها..)
إبتسمت ملاك بحماس وسعادة كبيرة إرتسمت علي ملامحها لتقول بحماس طفولي رائعحقاً..ومتي سأري تلك المفاجأه التي سعيت لها من أجلي..أريد أن أري لأي مدي تعرفني…)
إبتسم هادي إبتسامة واسعه ليقول بثقه وهو يهز رأسه إيجاباً (قريباً سأريكي إياها…أما الأن…)
أقترب منها لتبعتد ملاك فجأة وهي تضع يدها علي صدره تبعده عنها وهي تقول متسائلة بقلق (الأن ماذا)
(الأن……الأن)قالها وعلي وجهه إبتسامة عابثة ليمحو أي مجال منها للتحدث مرة أخري…ليعم الهدوء في غرفتها لكن ليس من صوت الطبيعه الخارجيه …وضوء القمر الهادئ…و بعض الحب الخاص بهم…



____________

أمسك بقوسه بين يديه ليلتقط السهم بعده ثم أخذ الإثنان علي بعضهما ليثبت موضعه ..إستدار للهدف الموضوع أمامه علي الشجرة ليحاول التركيز عليها جيداً دون السماح لأي مشتت من حوله أخذ هذه اللحظة منه ثم رفع سهمه أمام عينه ليثبت يده جيداً… ثم سحب أوتار سهمه ناحيته بقوة وتركيز وثبات عاليٍ…لبعد فترة من الوقت ودون مقدمات أُطلق سهمه عالياً ليصيب نقطته بمهارة دون ذرة أخطاء مُصيباً الطيور من حوله بالذعر لتنطلق صادحة في الأرجاء كصيادٕ ماهر إغتنم فرصته فأتي بفريسته وسط قطيعها فأصابهم رعباً والنصر حليفه…

إبتسم بزهو وثقة لسهمه ثم إلتفت للمنضدة ليضع قوسه عليه…واتخذ قنينة الماء يرتشف منها القليل يروي به ظمأه…ليسمع ذلك الصوت اللطيف خلفه فإبتسم لمعرفته صاحبة ذلك الصوت الذي يميزه بسهوله ليستدير لها بكليته وعلي وجهه ما زالت تلك الإبتسامه المحببه والمحبه…لتبادله هي الإبتسامه بحب وتشجيع منبهر كعادتها عندما تراه يمارس رياضته المفضله لتقول بهدوء ودبلوماسية مدروسهلا تفشل دائماً في إبهاري في كل مره ترمي فيها قوسك أو تصيب فيها حماماتك أري قناصاً بارعاً…أكاد أجزم أن الرمايه خُلقت لك..أو أن الإقتناص من نصيب عينيك)
إبتسم إلياس لكلام أخته الذي أعتاد سماعه كلما أراد قضاء الوقت مع رمايته …لم تسمح له دائماً ماتخترق وقته هذا مشجعة إياه رغماً عنه …حتي في مراقبته سراً كانت تفشل في كتم إعجباها وتنطلق عبارات تشجيعها بإنبهار فاضحة وقوفها خلفه …

علي الرغم من أنه وقته الخاص به،… إلا أن إختراقه من قبلها وحبها لرويته…وتشجيعه دائماً ما أحب ذلك…ويحاول رده ببثها القليل من الحب الذي لا يعرف كيف يظهره …يحاول إضعاف قلبه ناحيتها بتذكيره بأمه التي حُرمت هي من رؤياها لوقتٕ أطول والتمتمع بحبها…يعترف أنه فاشل في إظهار الحنان والرأفة بها ..ويعترف بأنه حقها في الشعور بالضيق من إسلوب العنف المفرط ليس فقط معها إنه فظ في الكثير من الأوقات مع الكثر من البشر…
إلا أنه علي الأقل حاول التعويض بإظهار القليل من الحب…ولم تتوقف هي الأخري عن دورها في الحب والإهتمام والدعم المتطلب له…ولم ينكر دورها ناحيته لذلك لايدخر جهداً في الحب والإعتراف بدورها بل والإمتنان داخلياً…

جلس إلياس وهو يضع القنينه جانبه بينما إقتربت همس تجلس بجانبه تطالع الطبيعه من حولها وهي تتنهد مبتسمه…لتقول بعد فترة وقد وجهت أنظارها إليه(أراك مختلف عندما تفعل شيئاً تحبه بشغف…وكأن الروح تعود إليك لتتركك في كل مره تنتهي فيها من فعلٕ تحبه)
أومأ لها إلياس بشرود وتجاوب مع كلامها لينظر لها بعد فتره من الصمت بملامح خاليه من التعبير فقط تلك الإبتسامه الهادئه الصادقهوأنتِ هل تشعرين أنني معكِ كذلك أيضاً أم بدون روح؟)
طالعته همس بملامح خالية التعبير لأول مره دون رد لفترة طويله من الصمت والتوتر الداخلي..لتجيب بعد فترة وقد قامت من مكانها لتعود للداخل(نعم..معي ومع أبي…أنت حقيقي)

لتدلف للداخل دون إضافة المزيد أو إنتظار المزيد منه..

_________

دلف يعقوب لمنزله بعد فترة ليست بقليله …عيناه تدور في الأرجاء تتحقق من زوايا وأركان البيت…مازال علي حاله كما تركه قبل فترة غيابه الطويله…هادئ جداً علي عكس المعتاد…يمكن لأن الصغار أصبحوا الأن أصحاب مسؤوليه ولم يعد الصغار صغاراً…
وهو منهم..
ظل يطوف المكان بعينيه وهو يتقدم خطوات داخل المنزل حتي إستقرت قدماه أمام ذلك اللوح الضخم الكبير الذي يتوسط حائط بقدرٕ ليس بقليل…ظل يطالع هؤلاء البشر داخل ذلك الإطار مجرد لوح …مجرد أناساً ليس لهم وجود أو حياه…مجرد أقلام نحتت وجوههم ليبقوا بنفس المكانه والمكان لم يفارقوه…
طال تأمله لهم وكأن الذكريات معهم أخذته من مكانه لتجرفه من شاطئٕ إلي أخر ومن حلم لأخر …كلما أراد الرجوع إليهم والجلوس معهم وإعادة أحاديثهم مرة أخري كان ذلك الجدار هو مكانهم.. توقف أمام ذلك اللوح الضخم الذي يحتضن صورتهم مجمعة بهم بداية من الأصول حتي الفروع وهم الأحفاد وقد أخذوها قبل وفاة الأجداد بفترة قصيره…وكأنه لا يكفي أن يكون مكان مجلسهم في حياتهم مُحدد ..ليصبح بعد وفاتهم مكان تواجدهم واحداً لاغير…وها هو يحادثهم الأن…

لم يشعر بنفسه وقد إرتسمت علي ملامحه إبتسامة مشتاقه وتتهيده مُعذبه خرجت منه وكأنها تأبي الصمود فتخرج لتنادي عليهم …ها نحن مشتاقين مجدداً..
أفاق من شروده ليلتفت خلفه موجهاً نظره لمكان معين وبالفعل رأي ما أراد وجوده …مكان جده وجدته المفضلين والذي من قوانين مكانه لا ولن يجرؤ أحد علي الجلوس مكانهم ..أبداً..وكأنه تحول لمزار سياحي يُحرم قربه..
إتجه لمكانهم الكرسيان المذهبان أمام المدفئه الضخمه يعلوها صورة لمنظر طبيعي خلاب رسمها فناناً مشهور …وسط هذان الكرسيان طاولة صغيره عليها عدد لا بأس به من الكتب ومزهريه مزخرفه باللون الفستقي..إلا أن كرسي الجد إمبراطور العائله …كان أكثر علواً وهيبة وضخامة من كرسي الجده الذي تواضع في حجمه ليليق بلطفها وبساطتها وتواضعها كما كان حالها مع الجميع…

لم تعرف هذه العائله العريقة بالفطره مكاناً للتعالي أو الغرور وهذا ما تربي عليه يعقوب وملاك ودورهما حان لتوريث ذلك لأبناءهم القادمون..
عندما يكون الرقي والأرستقراطيه فطره وليست إكتساب…هذا حال الجده التي لم تعرف يوماً تعالي أو كِبر..كانت مثالاً للتواضع المهذب…
واللطف الرقيق…كانت كاوردة سعي زوجها في توفير أبهي وأندر البساتين لتستقر به زوجته الجميل…

كان يبذل كل ما في وسعه لإسعادها…ولم يدخر جهداً في فعل ذلك …كانت هي أكثر من مجرد زوجة له ولم يبخل يوماً في قول ذلك لها…

سيبقي ممتناً حتي الممات لما أهدته له الحياة من نعيم مُقدم..

وستبقى هي مهما فعل ومهما قال يبقي وجهه هو سعادتها …كما قال ..نوراً للبستان…

لم يشعر بنفسه وقد جلس علي كرسي جده يريح نفسه من عناء الطريق وقد أخذته ذكرياته ليرتاح هنا…طالع كرسي الجده ليضيق عيناه بتساءل …ليفق بعد فتره بإستيعاب خطير ليصدح صوته بعد فتره بقوه مخيفه ينادي الخادمات في المنزل…اللاتي لم يتأخرن في تلبية الرد وهرولاً مسرعات يتملكهن الفزع من تلك الصيحه المباغته .. متقدمات إليه في صف واحد منحنيات الرأس لا يعرفن حتي ما الخطأ الذي أرتكب ..
(ماذا حدث ياسيد يعقوب هل حدث خطأ ما..)
طالعهن بنظره محدجه وغضب يندلع بداخله وذلك الشعور الداخلي بأن أوامره لم تُحترم … صدح صوته غاضباً يكاد يشق الجدران: أين عصا الجده..ألم أنبه علي هذا الأمر مئات المرات…لا شئ يُنقل من مكانه مما يخص الجدان..

تناقلت الخادمات النظرات فيما بينهن بتعجب وتساءل وخوف من أن يصيبهن بطشه إن أخطأن خطأ صغير إذا أقدمن علي رد لم يرق له..غير أن واحده منهن واتتها الشجاعة لتردف بخوف تطالعه بنظرات زائغه:لم يتحرك شيئاً من مكانه سيد يعقوب…نقسم أنه حتي ما إن ننتهي من التنظيف يُعاد كل شيئاً إلي مكانه حيث كان..
طالعها يعقوب بنظرات تنطق بالشر والتوعد وهو يحاول التحكم بالغضب الكامن بداخله ورسم الهدوء علي ملامحه..ولكن هدوء ماقبل العاصفه…لينطق يغضب وهو علي وشك الفتك بأحدهم:إذاً ..تحركت من تلقاء نفسها

أتاه هذا الصوت الجهوري المُزعج النبرات والذي يحمل في طياته إستفتزاز غير محبب وطبيعي من خلف الخادمات …لينقذ ويرحم هؤلاء المسكينات من ما كان سيحل بهم ليقول وهو يمد جسده في تمطع كالقطط: ما هذا الصراخ مجدداً وتلك الجلبه في الصباح الباكر…ألسنا في منزل ومن المفترض إحترام من به أم أنه سوق وأنا لا أعرف..

طالعن الخادمات بعضهن البعض بخوفٕ أكبر …ها هي ستبدأ عاصفة أكبر وستقتلعهن من جذورهن الأن إن لم يجدوا أنفاسهم من براثين هؤلاء الإثنان…
وبالفعل لم ينتظرا الأمر فلقد هرولاً هروباً من أمامهن يحتمين داخل المطهي الخاص بالبيت ويعلمن أن الأصوات التي ستصل إليهن كافيله لإشعال قنبلة لا تُخمد..

بينما في الخارج وقف الإثنان كثيران في حلبة تنازع علي وشك الهجوم علي بعضهم ومن ينفد منهم فسينجو بعمره…
كانت النظرات كفيله لإشعال حرباً لا تتوقف وخصوصاً من قبل يعقوب…الذي شعر بخيانة قامت للتو…أليس المنزل منزله أم ظنوا عدم عودته ليفعلوا لهم ما يشاءون وهاهو مصيبة أيضاً تقف أمامه تطالعه بمنتهي الصلف والتعجرف والتمطع كقطٕ كسول مستفز …
طالعه يعقوب ينظراتٕ غامضه لاتنم عن ما يدور بداخله …وثقة عاليه واضعاً يديه بجيبه بهيمنة وسطوة وهيبة ملئة المكان وكأنه أستعاد سيطرته علي زمام الأمور لينشر وجوده داخل بيته وعلي نفسه فلم يحتج سوي ثانيتين …وكان الأمر برمته كبركانٕ تم إخماده ونجح في إخفاء أثره..
تحدث بتلك النبره المسيطره المدروسه جيداً وحاملة هدوء مهيب يصعب الوقوف أمامه:ومن أنت إذاً…وكيف دخلت لهنا ومن أين أتيت ومن سمح لك بالدخول…وهل هذا منظر شخصٕ متحضر يتحدث لأخر في منزله…بالله عليك هل قمت بغسل وجهك حتي؟

إبتسم هادي إبتسامة مستفزة مقتصدة....وهو مازال واقفاً أمامه أعلي السلم يطالع الأخر من أعلي وكأنه بهذا يشعر بنفسه مهيمناً علي من أمامه…ليماطل في صمته متعمداً إثارة غضب يعقوب وإستفزازه ثم وضع يده في جيب سترة منامته الحريريه لينزل درجات السلم ببطء شديد وعيناه لا تحيدان عن خصمه أمامه …وبادله يعقوب النظرات بقوه وثقه وثبات عالٕ يثير إعجاب أعتق الرجال…منتظراً بهدوء أعصاب وتحكم في الذات حتي ينتهي من أمامه من مشهد تمثيله المضني ويتسني له التحدث كرجل واعي…

إستقر هادي أمام يعقوب ليرفع أنظاره يواجهه عن قرب وارتسمت تلك الإبتسامه الجانبيه المتشفيه علي ثغره ليقول بصوتٕ أقرب لفحيح الأفاعي: زوج أختك المصون..

________________

منتظره أرائكم ...وبعتذر عن خطأ لغوي صدر عني دون قصد..❤️

Moon roro likes this.

ايميلي ايم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-24, 03:27 PM   #7

ايميلي ايم

? العضوٌ??? » 516432
?  التسِجيلٌ » Jan 2024
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » ايميلي ايم is on a distinguished road
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل الثالث قريب إن شاء الله أتمني دعمكم لتشجيعي علي المزيد❤️????
نزول الفصول كل يوم ويوم حتي تنتهي بإذن الله قبل رمضان❤️

Moon roro likes this.

ايميلي ايم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-24, 05:48 PM   #8

ايميلي ايم

? العضوٌ??? » 516432
?  التسِجيلٌ » Jan 2024
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » ايميلي ايم is on a distinguished road
افتراضي أهلككِ الحزن يا صاحبة القمر

الفصل الثالث

ظننتُ الحزن مجرد شعور عابراً ويرحل…ولكن لماذا إذاً يدوم طويلاً…وربما كثيراً…أشكو لأحداً كي أريح حالي…ولكن أعود بحمل حزن أخر علي أحزاني..أليس من حق المرء أن يزُاح عنه ولو قليلاً…كأني كُتب علي أن أكون أهلاً للأحمال والأحزان الطويله…

ظلت تخطو وتخطو ما في جعبتها من أقوال وهي ممسكة بدفترها وقلمها الصدوق الذي إخترته كاتماً لأسرارها بعد تجارب لا بأس بها أفقدتها شعور الأمان والثقة …لتقتنع أخيراً بوجود اشياء أخري أولي بسماعها…وربما يخففن عنها ويحملن ما في قلبها دون البوح به…أو دون دفع ثمناً للبوح به…

حين يكون صوت الألم هي الروح …فهل للروح صوت..
لو كان لها صوت…ألن يكون من المريح تحدثها بدلاً من الموت هدوءاً مع نزف أخر قطرة دماً …داخلياً…
ولكن هاهو ورقي يشاركني حزني الذي رفض أحداً الايمان به…

أغلقت دفترها وقد أنهت حلقة حديثها اليوم …لترفع رأسها وهي تستند على حافة النافذه شاردة في ذلك الظلام الساحر…إن السماء بصفاءٕ ودت لو حصلت عليه يوماً…لا يشارك هذا الصفاء إلا ذلك القمر الوهاج …طال شرودها وعيناها معلقتان بالسماء تترك العنان لشعور الراحه والتخدر الذي يسري لها من منظر السماء الذي ساعدها في الحصول علي بعض الهدوء والراحه بالتسلل إليها بل وإنتشالها عنوة من أفكارها التي لا تتوقف…
مع هذا الهدوء من حولها وقد بدأ شعور النعاس يُثقل عيناها وبدأت أجفناها تُسبل عنوة هدرت تلك الصيحات المفاجأه وإنتشلتها من هدوءها بغتة لتهب فزعة من مكانها متجهة لباب غرفتها …لتسمع تلك الأصوات بالأسفل …
إتجهت للدرج لتجد والدها مع أحدهم وهذه ليست محادثة بالمره…بل هذا ليس منظر إثنان ينتقاشان بأمراً ما…وضعت يدها علي فمها بتعجب وخوف وعيناها متسعتان …أرادت إنهاء هذا الأمر بأي طريقة كانت…لكن ليس به…سينتهي والدها دون أدني شك…وبالتأكيد لن تريد موت والدها…
ماذا تفعل..
أتاها هذا الصوت الهامس الأقرب لفحيح الأفاعي يقول بتشفي…
…. زوج أختك المصون…
نظر له يعقوب وملامحه بفراغ تام وكأنه لم يسمع ماقيل الأن من من يقف أمامه…واضعاً يديه في جيب بنطاله يطالع هادي بنظرات ثاقبة كانت لتوديه قتيلاً وكانت نظراته الوحيده المتكلمه…لم يرد تعكير نفسه أكثر من ذلك ولا يريد التهور في رداً يمكنه التصرف فيه بعقل ويندم بعدها…لذلك إتخذ الصمت حلاً لهذا الموقف حتي إشعاراً أخر…بينما نظر له الأخر بتساءل غبي وكأن ردة الفعل هذه لم يريدها…بل أراد وتوقع صراخ…مناقشات عنيفة تهز البيت بمن فيه…أو ربما عراك أفضي لنزيف أو بعض الإصابات…
لكن هذا الصمت لم يحبه أو يفضله هادي حتي…أصبحت ملامح هادي خاليه من العبث والتسلية وربما إن لم يكن يعقوب مُخطئاً فقد تسلل بعض الخوف إلي ملامحه…بينما الأخر ظل محافظاً علي ثباته وثقته ووقفته الممشوقه كسهمٕ مُحدد الهدف ولن يحيد عنه…


نزلت روينا تلك الأدراج الفاصله بينها وبينهم بالأسفل وإستيقظت ملاك الأخري وبالفعل واقفة عند سياج الطابق الثاني متمسكة به لا تقوي علي التدخل …لم تتوقع رجوع أخاها مبكراً علي الأقل لم يمضي شهراً علي زواجها ها هي لم تبدأ وستبدأ مشاكل أخري إن لم يُصر أخاها علي إنتهاء الزواج قبل بدايته….
وصلت روينا إليهم مشبكة يديها بتوتر وقلق وإبتلعت ريقها بتلعثم بينما عينياها زائغتان وتدور من حولهم غير مستقرة علي شئ أو أحد معين…لتبدو كطيراً لطيف ناعم وهادئ ولكنه أخطأ ولم يعرف جُرمه المسكين بعد…
أردفت روينا وقد سيطرت علي بعض التوتر والخوف المسيطر عليها بنبرة مهتزه أقرب للهمس…
(مرحباً بعودتك سيد يعقوب…هل وصلت للتو؟ لم نعرف بخبر عودتك لكنا إستعددنا لإستقبالك والترحيب بك)
رمق هادي نظرة أخيرة سوداء قبل أن يلتفت برأسه في إتجاه روينا ليرسم إبتسامة لا تنم عن شئ فقط إبتسامة ترحيب صادقة…
(أشكرك يا روينا علي كرمٕ لم يأتي من أناساً أكبر منك…وعلي كلاً هاهو إستقبالك وأنا يكفيني إياه)
أومأت روينا برأسها وهي تبتسم وقد إنزاح عنها الخوف إلا أن القلق مازال بأعماق قلبها لكن الثبات علي ملامحها كان أكبر لتردف بلطف وترحيب أكبر…(إذاً أري أنك مازلت بملابسك حتي …هل تصعد وتحصل علي بعض الراحة ريثما يتم تحضير الطعام…فلاشك أن السفر بالتأكيد قد أنهكك وأنت جائع) ثم أكملت وهي ترفع إصبعاً محذرة بمزاح لطيف…(وإياك وقول لستُ جائع أنت جائع ومُنهك ويكاد التعب يتحدث علي ملامحك..)
إزدادت إبتسامته إتساعاً وهو يُجيبها وقد تحرك خطوتين ليقف أمامها بينما وقف هادي بملامح لا تنم عن شئ سوي الغضب والرغبة في لكمه..طالعها يعقوب وهو يجيبها بنظراتٕ دافئة ونبرة حانية..(ألم تريي عمري بعد…وألم تريي نقاشي مع والدك منذ قليل…لتأتي أنتِ يا نصف شبر وتعطيني أوامرك وأنا يجب علي التنفيذ وإلا …توقف وقد وضعه إصبعاً علي وجهه علامة علي التفكير وهو بذلك يشاركها المزاح …لتنطق روينا بحذر وهي تهز رأسها يميناً ويساراً …وإلا حُرمت من الطعام…

كان يعقوب يـطالع سقف المنزل ولمحت عيناه تلك الواقفة بالأعلي ولم تجرؤ علي تبادل النظر فأسبلت جفنيها فور مطالعتها له …بينما سمع يعقوب صوتها المُنطلق بمزاح فأنزل عيناه يطالعه وإرتفع حاجباً واحداً بتعجب ليضيف بتساءل ممازح…(إذاً لابد أن أنفذ أمرك وإلا لن أحصل علي طعامي لليوم…فلا وجود لأخري غيرك تهتم ببيتنا إذاً حرصاً علي مستقبلي سأصعد لغرفتي..)
إبتسمت روينا وهي تومأ له بإيجاب وقد تحرك يعقوب بالفعل إتجاه الدرج يصعده واحداً تلو الأخر دون أن يرمق هادي بنظرة واحدة حتي…صعد لأعلي وما إن وصل للجناح المقابل للدرج حتي فتحه ودلف داخله ليوصد الباب خلفه بهدوء…بينما بقي الثلاثه في الخارج يطالعون بعضهم ما بين رعب وغضب وضيق…وأخري قلقه من ما ستحمله الأيام….

___________

ذهبت دوروثيا لمديرتها كما قالت لها إحدي معلماتها أنها تريدها ….واقفة خارج مبني المديرة مشبكة كفيها ببعضهما والرواق طويلٕ وخالٕ …فظلت تحرك رأسها يمنياً ويساراً من حين لأخر…كحال أي مدرسة للراهبات.. إرتادت هذه المدرسة كحال أي بسيدة راقية في عائلتهن…فلابد أن يكتمل الرقي بالأدب والنظام…ومجتمع مهذب للفتيات فقط…لذلك ارتدن جميعهن هذه المدرسة…ولكن واحدة منهم إختيار اللغات التي تحب أن تتقنها..ولكن الأدب والموسيقي كان فرضاً عليهن تعلمه بمعلمين داخل منزلهن خارج تلك المدرسة…
فكانت ملاك من إختارت الفرنسية والإنجليزية…بينما دوروثيا مازالت في رحلة التعلم الفرنسية والإسبانية…
صدح ذلك الجرس النحاسي القديم في أرجاء المدرسة عندما قامت إحدي المعلمات بجذب حبله عدة مرات…
لتخرج معلمة ما تنادي دوروثيا للدخول …دلفت دوروثيا للتقدم حتي وصلت لمكتب المديرة ووقفت أمامها بتهذب تنتظر أن تراها وتحدثها…وبالفعل رفعت المديرة أنظارها لدوروثيا وعلي وجهها إبتسامة عملية ولكن تحمل حنانً ودفء غالب…أردفت وهي تُزيح تلك النظارات الطبية عن عينيها…(مرحباً بكِ يا عزيزتي…وصلني من إحدي معلماتك أنكِ أردت الإستمرار معنا هنا حتي عند تخرجك …أليس كذلك؟)
أومأت دوروثيا برأسها ومازالت يداها مشبكتان ورأسها متدلي كغصنٕ جميل ولكن أنظارها علي المديرة وهي تجيب بأدب(نعم…هذا ما أريد)
أومأت المديرة بتفهم وهي تقول دبلوماسية(إذاً…لابد من مواقفة عائلتك علي ذلك…التواجد بيننا كحالك وأنتِ طالبة ستزداد فترة أبتعادك عنهم إذا وافقوا علي ذلك فلابد من إرسال موافقتهم لنا لنقبلك بيننا)
رفعت دوروثيا رأسها وقد إنعقد ما بين حاجبيها مابين رفض وحيرة ….تريد الجواب ولكن لابد من الهدوء حتي لا تخسر نفسها …لذلك أخذت نفساً قوياً لتطلقه في حلقات وهدوء حتي تحصل على السلام مرة أخري لتجيب بأدبٕ قرر وأوشك علي النفاذ(لكن سيدتي …أنتِ تعلمين أن عائلتي لم تسأل عني حتي حين كنت طالبة هنا بينكن…أنا من أقرر وأنا من أريد…أنا أريد البقاء بينكن لماذا لابد من موافقتهم أرجوك سيدتي لن يتفهموا موقفي وسيتحكمون لأنهم يريدون ذلك ….لا لأجل مصلحتي)
أجابت عليها المديرة وقد شعرت ببعض التعاطف إتجاهها…بالنهاية دوروثيا ليست مجرد طالبة وفقط…بل فتاة كنزاً لهم ومثال للفتاة المثالية التي ستعلو بشأن مدرستهم للقمة بالتأكيد….فهي مثالاً يُحتذي به في الأدب والكمال…وواجهة مثالية لجمال راقيٕ نقي ملائكي…إذاً لا ينقصها سوي هذه التعليمات…
(دوروثيا عزيزتي…أتفهمك ….وأتفهم موقفك إتجاه مدرستك والذي لا يقل شيئاً عنا إتجاهك عزيزتنا…ولكن أرجوك أنتِ لا تصعبي الموضوع علي الدخول مع عائلتك في أمراً كهذا ليس لمصلحتي ….أنتِ من تصلح لإقناعهم حبيبتي)
نظرت لها دوروثيا بملامح شاب عليها اليأس وعينان ذبلت وإرتسم عليها الحزن ….وصراع داخلي لتكتم تلك الدموع التي تتشاجر مع عيناها لتنطلق للعلن…
لذلك أحنت رأسها ولكن بحزن وفقدان أمل هذه المرة وهي تقول بصوتٕ أقرب للهمس الحزين(حسناً….هل أستطيع الرجوع لفصلي مرة أخري؟)
أومأت لها المديرة بتعاطف وحزنٕ علي حال طالبتها النبيلة وهي تردف قائلة بحنان ونبرة إحتضنتها بسرعة(نعم…بالتأكيد يا دوروثيا)

إلتفتت دوروثيا سريعاً للباب لتسرع متجهة إليه وتركض مهرولة وما إن وصلت لخارج المكتب حتي إتخذت خطواتها في الركوض سريعاً حتي وصلت للمرحاض…وما إن دلفت وأغلقت الباب خلفها حتي إنطلقت عيناها تفيض بالدموع الحبيسة ولكن دون بكاء…إتجهت للحوض وفتحت صنبور الماء للتتدفق المياه من خلاله…فأحنت دوروثيا وجهها وقامت بغسله عدة مرات ثم أغلقت الصنبور مرة أخري لتعدل من وقفتها وهي تأخذ نفس عميق تحاول السيطرة علي نفسها وقامت بمحاولة هندام شعرها وزيها المدرسي وهي تعيد خصلات شعرها عدت مرات خلف أذنها بتوتر وعدم تركيز لتتجه للباب وتفتحه وتذهب خارج المرحاض لتعود أدراجها لفصلها تُكمل يومها الدراسي ….


________________
حديقتها هي حديقة ريعت بالحب ….والحنان المفرط…
كما يقولون دائماً
كيف لورود التواجد بمكان غير البساتين المليئة بكل ما يخطف الأنظار…
هذه كانت هي همس….لابد وأن يكون مكان تواجدها بستاناً رائعاً يليق بها وبفرط رقتها وجمالها…
أعطت الكثير من الحب لتلك الحديقة حتي أصبحت أية في الجمال…مليئة بكل أنواع الزهور الرائعة وبعضها النادر الوجود…كما لم تغفل عن زهرتها المفضلة التوليب لتكمل بها كمال حديقتها…وبعض الأشجار الأخري كأغصان الزيتون…وقفصا عصافير عند مدخل حدقتها لتكتمل الطبيعة من حولها….لتتوسط الحديقة تلك النافورة عالية البهاء والتي هي صممت علي شعلة يتوسطها شلال ماء ليقطر جمالاً من كل النواحي…وزينتها همس ببعض الورود البيضاء والوردية لتعطي حياة لحياة أخري بها…

ظلت تبتسم بينما هي تنجز هنا وهناك تنظف هذا وتقلم ذاك….وقامت بجمع عدد لا بأس بها من أزهارها لمزهرية جافة بالمنزل تحتاج للإنعاش…
في ظل إنشغالها ودندتها الناعمة….لم تلحظ ذاك الذي يطالعها بحب وهيام ….ذاك الذي ينظر إليها وكأنه يتشرب تفاصيلها لتحفر داخلها كوشامٕ أبدي…..
شعرت بتلك النظرات التي تخترق ظهرها وكأن سهم أطلق عليها من اللامكان لتلتفت وتطالع ذلك الواقف خلف سياج منزلهم الفاصل بينهم وبين المنزليين…
عقدت حاجبيها ….ثم إتسعت عيناها…. وانفرجت شفتاها بصدمة أقرب للدهشة…لتتقدم إليه في خطواتٕ متعثرة وهي تهز رأسها يميناً ويساراً كأنها تريد نفي ماتراه…وبالفعل وصلت إلي الحاجز الحديدي الفاصل بينهم لترفع يدها وتتلمسه وكأنه تريد التأكد من الواقف أمامها هنا….يراها…وينظر إليها…ولم تحلم…لا لا تحلم….هو هنا….
تحولت ملامحها للقتامة وشعور أخر أسود لكنه أرادت كتمانه وإنكاره والسيطرة عليه…لذا إكتفت بذلك الشعور الذي أرتسم علي ملامحها…بينما طالعها يعقوب بنظرات ضائعة وكأنه لا يعرفها أو لا يعرف كيف ومتي أتي إليها…شعر بالرغبة في العودة لروحه وكيانه أراد بعض الراحة ولينشد بعض السلام…ليري نفسه الأن واقفاً أمامها ….يعلم تمام العلم في قرارة نفسه أنه لم يكن مستعداً لمثل تلك المواجهة ….ربما قدماه الملامة لجره لهنا….

رأي تلك الشفتان الجميلتان تتحركان ….ثم تسكتان…لتنطبقا مرة أخري وكأنها مازالت غير مصدقة أو ربما تمثال حجري جميل نُحت بهذا المنظر لتبقي علي حالتها المشدوهة والمتعجبة ….الممتزجة بالألم والشفتان المنفرجتان بهذا الشكل البهي….
عندما طال هذا الصمت القاتم تكلم يعقوب ليمحوا هذا الظلام الحالك حولهما….(كيف حالكِ يا مُهجة القلب …..)
هزت رأسها مرة أخري تريد نفي هذا….ولكن ماذا تنفي…لقد تحدث….هو هنا ويحدثها بالفعل…اغرورقت عيناها بالدموع وقد إرتسمت إبتسامتها المعتادة التي تُعيد الحياة لقلبه وهي تحمل بعض الألم المرير …وقد وجدت حروفها الطريق لفمها أخيراً لتقول بهمس يشبهها….(كيف حالك….ألا تعرف كيف حالي….كفاك أنت وأخبرني كيف حالك أنت….هل تعلم كم مر من الأيام والأشهر والسنوات علي غيابك….أمسكت بالسياج بقوة وهي تهزه بعنف وقد سئمت التحكم بأعصابها…وكأنها تخاطبه تريد لكمه بقوة عله يعرف كيف حالها….(أخبرني بالله عليك….أليس لك عائلة تهتم بشئونها كم عليك دون السؤال عنهم حتي…كيف لك فعل ذلك….وأعرف أنك لم تنفك عن جعلهم هم المخطئون….تركت السياج بأسي وقد إنهارت قواها وتعبت لتكمل حديثها ويداها متدليتان كما رأسها من التعب والإرهاق من هول المفاجأة التي لم تفقد منها بعد….(عرفت الأن كيف حالي….أنت كيف حالك)

ظلت رأسها محنية كزهرة غاية في الجمال ذبلت بسبب إهمال من يرعاها….لم تري تلك الدموع التي ملئت مقلتاه لها وكم العذاب الذي يكاد بفتك به إلا أنه إختار الثبات وعدم السماح لتلك المشاعر بالتحكم به….
جاء دوره الأن ليضع يديه علي السياج وكأنه يلمس وجهها القمري الجميل وهو يحادثها بصوتٕ كاد يمزق قلبها ولكن هيهات….كيف تشعر به وقلبها متألم لحالها المسكين…حالها الذي لم يهتم به سواها وقلبها الذي هلك من كثرة التحمل…..
(أردت رؤياك فقط يا قمري…أمهليني فقط بعض الوقت لأشرح لكِ ماحدث لي….همس)
نطق إسمها وكأنها يرجوها بكل حاسة به ومعهم أخر قطرة أمل ممكنة….أغلقت عنياها بقوة وكأنها ترغم نفسها علي عدم النطق بما تندم عليه لاحقاً ومازالت رأسها علي حاله المحني للأسفل….
لم يري منها أي ردة فعل سوي إهتزازها الذي أخبره ببكاؤها بصمت ….إقترب أكثر من السياج وهو يهتف بقوة وألم وخوف لها وعليها….(همس حبيبتي هيا أنظري إلي…أنا هنا يعقوب….هيا يا همس إرفعي وجهك حبيبتي)
حاولت تهدئة نفسها بالقوة العجيبة التي تهدد بالإنسحاب في أية لحظة….ورفعت وجهها إليه ليهاله ذلك المنظر وعيناها التي تتحدث وكأنها كفيلة ….بالطبع عيناها قالت الكثير الكثير….فكيف بها إذا تحدثت هيا….رأي الهدوء وقد إرتسم علي ملامحها بصرف النظر عن عيناها التي مازالت علي حالها والذي يصعب وصفه….

حاول النظر إليها وعدم السماح لعينها بالإبتعاد عنه وكأنه يريد لعيناها التحدث لعينيه وفقط…ليردف بعد فترة حاول فيها السيطرة علي ما يهدد بالخروج والإنفجار في أية لحظة بنبرة أودعها فيها حنانه ودفءه جله وحبه العنيف لها وحدها…..(أنظري إلي….هل تذكرين ما كنا نفعله قبل ذهابي….مكاننا العتاد في الخلف عند ضوء القمر….لا ترفضي يا همس…أحتاج إليك وأحتاج للتحدث معكِ بشدة أرجوك حبيبتي أرجوكِ ….)
ظلت تطالعه بتلك العيون القاتلة الذبيحة….لم تصدر أي ردة فعل سوي تلك الكلمة التي خرجت بصدق وألم ومشاعر أخري دفينة يسيطر علي ذلك الوجع …(سأحاول…)
إبتسم لها يعقوب ولم يفوتها ذلك الخوف والقلق الذي إكتسي ملامحه مع تلك الإبتسامة التي ظل محافظاً عليها…ودعته همس لتعاود أدراجها بينما مازال هو واقفاً حتي دخولها لبيتها ليلتفت يعاود طريقه هو الأخر…ريثما يحل المساء….

____________

حل قمر المساء الوضاء بحبٕ ليجمع كل عاشقين تحت أنواره الخافتة الحالمة…
يضفي من الجمال ما يجعل الخيال حياة….
يساعد الحب علي الخروج للنور…فلا يبقي حبيس القلوب وقهراً للنفوس…
ذهبت همس لحيث المكان المعهود بينهم ….تتلفت خلفها خشية أن يراها أخاها وما إن لبثت ووصلت لوجهتها حتي وجدته هنا…يجلس مستنداً بيديه علي ركبتيه محني الرأس …ألمها قلبها لرؤيته بهذا الشكل لأول مرة ….ماذا حدث في هذه السفرة ليعود بمثل تلك الحالة ….أم أنه كان كذلك ولم تلحظ قُبلاً….
وصلت إليه وهي تكاد تطير من خفة خطواتها لا تريد أن تُفزعه ….رأت الرأس المحني يرتفع إليها فور أن شعر بوجود نسيمها يحاوطه ويكاد يحتضنه …هاله تلك العيون التي ازدادت قهراً وقتامة عن الصباح….
وضعت يدها علي فمها تبتلع تلك الغصة المريرة وكانت قد إستقرت مكانها تأبي قدماها التقدم يخطي واحدة أخري…نظر لها يعقوب وهي يومأ لها بعينه وبيتسم بحنان ودعم لها وهو يربت علي المكان الخالي بجانبه يحثها علي التقدم والجلوس بجانبه…نظرت همس ليده المربتة بجانبه وحثتها نفسها علي التقدم وبالفعل تقدمت حتي وصلت إليه وجلست بجانبه ببطء ومازالت علي حالتها المتألمة ….تشعر بتخبط يكاد أن يبتلعها….رفعت رأسها لتنظر لضوء القمر بمصت…بينما ينظر لها يعقوب يتأملها…يتشرب ملامحها….يحفرها بقلبها ويوسمه بها…ظل الصمت ضيفاً حاللاً بينهم وكأنهما وجدا راحتهما في هذا الضوء تراقب القمر في السماء….وهو يراقب سماءه بجانبه…

إلتفت برأسه عنها ينظر لموضع قدمه يتأمل الحشائش أسفلها وهو يعقد جبينه يحاول تجميع حروفه في جملة سوية لتنطلق …بينما أنفاسه غير منتظمه التي إنطلقت في تنهيدة قوية عنيفة كبركان إنفجر وأطلق حممه…
أنزلت همس عيناها لتطالعه وتري مشاعره المرتسمة علي ملامحه ….يتخبط مثلها تماماً حتي لايعرف ماذا يقول أو كيف يبدأ…
عندما رأته للمرة الأولي وهو يحادث أخاها وصديقه الوحيد أُعجبت بذلك العقل المتحدث…وطريقته الهادئة العاقلة …كيف يجمع مابين الشخصية المتزنة والعقل الكبير الهادئ والحنان بكلماته…..وصلابة وقوة ملامحه….كان كأمير هارب من فيلماً ما…أو ربما بطل إحدي رواياتها يتسلي بلعبه بها ليخبرها بعد ذلك أنه بطل ما…أعجبت به في رواية ما….ليتشكل أمامها الأن…
وبعد أن عرفته أكثر ذلك يخترق قلبها دون إذن حتي…بل لم يغفل عن إظهار الأكثر والأكثر…كأنه يخبرها أن ما أعجبك ليس إلا القليل…أصبحت أمانه وحافظة سره…أصبحت ضعفه وقوته….أصبحت حبيبته ووالدته وأخته….وصديقته….
لم يدعي أمامه أي شئ …كان نفسه…وأحبت ذلك…بل لم تتواني في بثه الكثير من الحب الذي يعطيه القوة التي يريد يأتيها بهمه وإرهاقه وتعبه لتحمل عنه ويعود كما كان وأفضل وكانت تعشق هذا الدور الذي أعطاها وحدها إياه …ولم تبخل معه كما حالها مع أخاها ووالدها…

وبدوره لم يؤلمها يوماً قط …أو يفعل لها ما يسئ إليها…وعندما حدث كان خارج عن إرادته ويده…
كيف له إيلام روحه…
طال صمتهما كثيراً حتي أصبحت أنفاسهما واضحة بينهم…
وحينما شعر يعقوب أن الصمت طال وقد أصبح يتبق عليهما ويزيد الخناق…تكلم أخيراً بصوتٕ أجش حزين مشتاق ومتألم….(أشتقتِ إليكِ كثيراً يا حبيبة القلب…)
______________
رأيكم بالفصل؟❤️


ايميلي ايم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:09 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.