آخر 10 مشاركات
أشعلي جمر الرماد (4) للكاتبة الرائعة: jemmy *مميزة & كاملهــ* (الكاتـب : حنين - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          هل تغفر لي - باربرا مكماهون (الكاتـب : سيرينا - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          المتمردة الصغيرة (25) للكاتبة: Violet Winspear *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree24679Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-07-22, 03:56 AM   #11

تغريد&

? العضوٌ??? » 458904
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » تغريد& is on a distinguished road
افتراضي


ي هلا ومرحبا وسهلا بالطش والرش وماي الورد بالقرش
💜💜💜💜💜💜💜
سعيدة جداً بعودتك لك طابعك الخاص ومذاقك المميز
في انتظارك😍


تغريد& غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-22, 10:33 AM   #12

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسيل الناصر مشاهدة المشاركة
منورة عودا حميدا رواية بتكون مثل معضله واحلى باذن الله
النور نوركم .. بدعمكم أن شاء الله

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تغريد& مشاهدة المشاركة
ي هلا ومرحبا وسهلا بالطش والرش وماي الورد بالقرش
💜💜💜💜💜💜💜
سعيدة جداً بعودتك لك طابعك الخاص ومذاقك المميز
في انتظارك😍
المهلي ما يولي .. عظيمة سعادتي برؤية اسمائكم رفقاء الرحلة الأولى
وأن شاء الله نبدأ و نختتم رحلتنا الثانية بخير


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-22, 09:58 PM   #13

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
مساء الخير على الجميع .. أن شاء الله أنكم بخير وصحة
نبدأ أول فصول روايتنا وطبعاً أول فصلين عبارة عن تعريف
بأحوال ابطالنا ولا مانع من بعض القنابل الصغيرة و بعض التلميحات ..
قراءة ممتعة للجميع ولا تحرموني من جمال تعليقاتكم .


شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين
**
الفصل الأول

( الجهل ، الثقة ، الحُب ، جميعهاً جرم تم الحكم علية )
.
.

قبل 25 عاماً

خرجت تمشي بهدوء تنزل كميها بعد أن توضأت .. تستغفر الله بصوت شبه مرتفع متجهة
نحو غرفة أبنتها الوحيدة .. طرقت الباب وعادت أدراجها : سماهر قومي لصلاة .
ولكن قدميها توقفت بأمر من دماغها .. لم تسمع أذناها ( صاحية يمه ) .. عادت للغرفة برعب
هل عادت حالة أبنتها للانتكاس من جديد ؟ فتحت الباب و أضاءت الأنوار لتقف مصدومة
ففراش أبنتها فارغ من جسمها بل و مرتب .. أسرعت للمجلس ربما ذهبت لتصلي هناك فهي
عودت أبنتها أن تغير مكان صلاتها وأن لا تصلي فرضين في نفس المكان .. تجاهلت
الأصوات المحذرة في عقلها و ركضت نحو المطبخ ربما ذهبت لتشرب الماء .. أخذت تركض
هنا وهناك تبحث عن أبنتها حتى عاد زوجها و أبنائها من صلاة الفجر فجثت على ركبتيها
وكل ذرة من تعقل قد غادرتها .. شحب وجهها و وشخص بصرها نحو رجل واحد .. همست
برعب وكأن عقلها يرفض ما ستنطق به شفتيها : سماهر مو هنا .
عقد حاجبية باستغراب فحال زوجته الغريب وجلوسها هكذا أشد غرابه .. تخطاها بعدم فهم او
أن صح القول عدم قبول ما يمليه عليه عقله : وين بتروح يعني ؟ تلقينها راحت لحوش الغنم
تضرم البهم .
توقف حين سمع شهقتها و أول بكاء لها بعد أن أدركت المصيبة .. عاد ليجلس أمامها بذعر
و يمسك كتفيها يحركها بقهر : وين البنت !
صرخت بقهر و عجز و ألم : راحت البنت يا لفاء .
وقبل أن تهوي كفه التي تنوي صفعها كانت قد سقطت بين يديه لحظة خروج زوجات أبنائه
راكضات .
.
.
يسير معها منذ ساعتين و نصف عاجز حتى عن الالتفات و النظر لها .. نعم يشعر بالخجل و
القهر الان فقط يفكر في حجم المصيبة التي جرها معه لها .. لم يتوقفا أبداً عن السير خشية أن
يداهمهم الوقت فيكتشف هروبهم و يمسكوا بهم قبل أن يصلوا لمنزل الشيخ منير ..
توقف بسرعة حين لمح الرجل المختبئ خلف الشجرة وحين تبين له تنهد براحة .. كنت أعلم
بأنك لن تتركني يا سلطان .. نظر للخلف حيث تقف تلك ممسكة بقطعة قماش قد جمعت فيها
ملابسها وكل ما تفكر فيه أن لا بأس ستقوم والدتي بكيها و ستصنع لي ثوب يليق بهذا القماش
الجميل .. همس لها : سماهر هذا سلطان جاء اسرعي بيت الشيخ قريب .
رفعت نظرها له ثم ابتسمت بهدوء ليقابل ابتسامتها بمثلها ثم يمضي و هي تتبعه وقد قلصت
المسافة بينها و بينه والسبب ذاك الشاب المدعو سلطان فهي لا تعرف عنه شيء سوا أنه صديق
مشعل وهو ابن الشيخ الثالث .. كانت تسمع سلامهم و احاديثهم و عقلها يطمئنها لا تخافي فأنت
سماهر لا يستطيع والدك أن يتخلى عنك .. سيرضى و سيأتي ليزوجك من مشعل .
ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن يا سماهر .. فها هم يقفون وأسلحتهم بين أيديهم و هو
يتوسطهم غاضباً : تدس الخاطف قليل الأصل و تقول تعوذ من الشيطان ! كم شيطان اتعوذ منه
هاه ؟ أنت ولا الرمة و لا ابوه ولا ولدك اللي يعاونهم .
مسح الشيخ منير على وجهه وهو من يعيش في معمعه منذ ساعتين حين دخل عليه ابنه الثالث
ليخبره أن هناك ضيف ينتظره .. لم يرتاح لملامح أبنه ولا حتى لنبرة صوته ولم يطول الأمر
فهي عشر خطوات خارج مجلسه كشفت له المصيبة .. جال بنظرة على الوجوه الغاضبة و على
رجاله المتحفزين ممسكين بأسلحتهم متجهزين .. هو لا يخشى أحد سوا ذاك الواقف يحمل
سلاحه و عيناه تلمع بشرار لم يراه يوماً سوا في عينية ..هو وحدة قادراً على أن يردي عشرين
فارساً قتيلاً دون أن يمس أحد شعرة منه ( العقيد هذال )..تعوذ من الشيطان بصوت مسموع وعاد ليقول
: يا أبو عبدالله اقلط يا أبن الحلال وخلنا نتفاهم .
لوح بيده : والله ما ادخل مجلسك الا لين تعطيني بنتي .
عقد حاجبيه بضيق وهذا الرجل يسد كل الطرق امامه .. لا مفر كان يعلم ذلك من البداية ولكنه
اتبع الأصول .. ليست أول قضية تأتيه بهذا الشكل ولكن طوال حكم شيخته الممتد منذ 15 عاماً
كانت هذه القضايا هي الأكثر الماً .. في كل مرة تقف فتاة هاربة أمامه يود لو يصرخ الا تتعلمن
من سابقاتكن .. الرجال يعيشون ولكن أنتن ماذا سيحل بكن .. حين أراد الحديث ارتفعت
أصوات العجلات قادمة .. وأخيراً اتى الطرف الأخر رباه أرجوك أن يكون متفهماً .. توقفت
سيارتان ليترجل كل من فيها حاملين أسلحتهم .. يتقدمهم أبو جابر ولكنه يحمل ورقة بدل السلاح
.. القى السلام بصوت جهوري ثم فتح الورقة ليقرأ ما فيها قاتلاً أخر أمل لشيخ منير و موجهاً
خنجر مسموم أصاب مشعل الذي تحميه أسوار المنزل .. شهق بألم ليجثي على ركبتيه .. هل
الحب ذنب لكي تطهروني منه بأبشع الطرق ..خنجرك قسم ظهري يا ابي.
(بسم الله الرحمن الرحيم .
باسمي أنا سيف بن جابرالصواع و نيابة عن زوجتي و ابنائي و بناتي أعلن لكم أنني
و في هذا اليوم .. الجمعة 5/4/1418اتبرأ من أبني مشعل .. فلا اصله ولا يصلني .. لا ارثة
ولا يرثني .. وكذلك حال جميع افراد أسرتي .. والله على ما أقول شهيد .)
صرخ لفاء بقهر : يا الجبان .. ايه عاجز لا تقف ورا سواد وجهه .
مد سيف الورقة لشيخ منير : اللي يطلع عن شوري ما هو ولدي ولا أعرفه .. عمموا كلامي
هذا على القبيلة كلها ( نظر للفاء ) و اشهدوا أن هالرجال حدهم على اقصاهم يوم انه تكبر
على عيال جماعته و لا رضى أن مشعل يأخذ بنت خالته .. أن كان فيه أحد بتلومونة تراه
هو .. اما اللي في بيتك يا شيخ ورعان جاهلين .. وأن كانك بتعطيه بنته تراك حكمت عليها
بالذبح .. والله أنها ما تدخل بيته .. بيطلع بها من هنا لقبرها .. اللهم بلغت اللهم فأشهد .
رفع لفاء سلاحه و الغضب قد اعمى عينية : اقطع يا الخسيس .
رصاصته قد استقرت في جدار السور خلف سيف بعد أن رفع هذال سلاح ابن خاله للأعلى .
فأنسحب سيف بهدوء و خلفه ابنه جابر و اقاربه وكأنه لم يزيد الأمر سوء .. ولا كانه يسمع
صرخات الاستهجان من خلفه على فعلة وعلى تهور لفاء الذي كان سيرفع المصيبة من هروب
فتاة مع شاب لقضية ثأر ..
ضرب بعصاة الأرض بقوة وقد تمكن الغضب منه : بس أنت وياه .
ركز نظره على لفاء الذي يكبله هذال أبن 22 عاماً : دامك تبغى تقتل وراك جايني هاه .
لفاء : طلع بنتي يا منير .
سحب نفس عميق : ماني مطلعها .. الرجال جوا ومعه أبو سالم بيعقد على البنت ادخل
أنت وليها .
افلت نفسه من ذراعي هذال ولم يكن ليفعلها لولا أن الأخير قد سمح له : ماني مزوجها .
لوح بعصاه : اشهدوا يا ريجيل أن لفاء عضل بنته .
ارتفعت الأصوات : شهدنا يا شيخ .
نظر لعبدالله أبنه الأكبر : زوج أختك يا عبدالله .
هز رأسه نافياً : ماني مزوجها .
نظر لعبدالرحمن : زوج أختك .
سار على نهج ابيه و أخيه : ماني مزوجها لرمة .
نظر لحزام : زوج أختك يا حزام .
اشاح بنظره : ماني مزوجها .
عاد ليرفع عصاه : اشهدوا يا عيال أن أخوانها عيو يزوجونها .
عادت الأصوات : شهدنا يا شيخ .
مرر نظرة على الجميع : من يصير ولي البنت و يزوجها .
صمت الجميع ليس رفضاً بل احتراما لقهر الرجل من هربت أبنته الوحيدة واحتراماً لشيخهم ..
هز رأسه بتفهم : ولد يا سطام .
تقدم أكبر أبنائه منه : سم يبه .
أشار للباب : روح لقسم الحريم وعلم البنت باللي صار وانشدها كانها ترضى بي ولي لها .
.
.
كانت تجلس على الأرض تشد على قماشها الفاخر و ما يضمه من ثياب و صيغة .. منذ سمعت
صوت العيار الناري و قلبها يوشك أن يقع بين قدميها .. وحتى أن نظرات زوجات الشيخ
الثلاث أصبحت أكثر حدة .. قالت لها أكبرهن وهي الزوجة الأولى : ما عليتس دامها طلقة
وحدة أكيد أن الشيخ اللي اطلقها كود أنهم يسكتون ويسمعونه .
كانت كذبة لم يصدقها سواها فالثلاث الجالسات برفقتها منذ الفجر يعلمن جيداً بان زوجهن
لا يطلق رصاصه الا وقد نوى بها القتل وحينها سيتبعها عدد لا يحصى من الطلقات..
لحظات مرت حتى سمعت صوت رجل ينادي : يمه تعالي .
نهضت الزوجة الأولى مسرعة حتى تعود بعد دقيقة و تنظر لها : هذا ولدي سطام مرسلة الشيخ
يكلمتس .
هزت رأسها بتفهم لتشير تلك لأبنها فيصلها صوته الجهور : وأنا أخوتس الريجيل تجمعوا
أبوتس و اخوانتس عيو يزوجونتس .. وأبو مشعل تبرا منه .
شهقت بصدمة وهي تسمع تمتماتهن المستغفرة .. أكمل بهدوء : أبوي يقول أن كانتس
ترضين فيه تراه وليتس بالزواج .
رفعت عينيها للواقفة قرب الباب ترتجي منها جواباً لتشير لها تلك أن اقبلي فهي تعلم بما
ان ذاك قد تبرأ من ابنه فلن تعود هذه الفتاة لمنزل والدها بل لقبرها او محبوسه في أحد
الأماكن المهجورة حتى تفارق الحياة عطشاً .. همست : طيب .
عاد ليقول : ارفعي صوتتس وأنا أخوتس أنتِ موافقه أن أبوي يصير وليتس .
سحبت نفس عميق و نبرة صوتها تعتريها بحة البكاء : موافقة .
سمعت خطواته تبتعد ثم لحظات ليرتفع صوت صراخ الرجال وهي تتعرف على صوت ابيها
و اخوتها .. طال العراك بالخارج حتى ظنت بأنه لن ينتهي .. ولكنه انتهى و غادر الجميع و
أصبحت هي زوجة مشعل .. لتدخل في فصل جديد من فصول حكايتها التي تحولت من الدلال
لشقاء و الألم ..
..
دخل لمنزلة ليجد بناته و زوجات ابناءه يحاولن تهدئة تلك الباكية من رفعت عينيها نحوه
وقالت بنحيب : ليه تركته .
تخطاهم نحو غرفته و كتفاه قد نزلا بضعف و قهر : فكيت عيالتس و بنيخيتس من نار لو شبت
ما يطفيها حتى الدم .
أغلق باب غرفته ليجلس على الأرض بنفس مكسورة .. اه يا مشعل كيف استطعت أن ترمي بنا
خلفك و تركض لها وكأن لا فتاة على هذه الأرض سواها ..
..
كانت تجمع الملابس بكفين مرتجفة وهي تسمع أسئلة أصغر أخوة زوجها .. نزال ابن الثمان
سنوات ببحة بكاء وصدمة: صدق سماهر ماتت .
ابتلعت غصتها لتصمته خشيه أن يسمعه والدة : تكفى يا نزال لا تقول أسمها .
نزال بعدم فهم : ليه ما أقول اسمها .
ارتجفت برعب حين خرج ذاك الغاضب و صرخ : أنت ليه للحين صاحي .
تراجع نزال بخوف من وجه والدة المظلم و صوته الغاضب منذ الصباح : انتم طشيتو فراشي
و سماهر ما جات تنومني .
صرخ وهو يسحبه من يده : فراشك الجديد عند أمك و سماهر راحت الله لا يردها .. أن عاد
سمعتك مطريها والله يا نزال لا أقص لسانك .
حين دفعة والدة خارج الغرفة التي كان ينام فيها مع أخته ركض لوالدته يحاول أن يسيطر على
دموعة فهذه أول مرة يرفع والدة صوته عليه .. دخل الغرفة ليجد والدته مستلقيه و العاتي عمة
والدة تجلس بجوارها تقرأ عليها الآيات التي تحفظها .. ميل شفتيه في محاولة لكتم دموعة
وسأل بخوف : وأمي بعد بتموت مثل سماهر .
نزلت دموع تلك العجوز و مدت كفها له : لا أن شاء الله .. تعال انسدح عند أمك كود يهدا
قلبها .
اقترب ليستلقي بجوار والدته يسمع آنينها وهي نائمة منذ الصباح مهما نادى عليها لا ترد .
نظر لزوجة ابنه حزام وسألها بغضب : وين نورية ما تعاونتس ؟
اشارت خلفه بتوتر : بنتها صحت و راحت تنومها .
حمل الكيس الممتلئ بملابسها و خرج صوته يملئ المكان : خليها تجي تعاونتس الله يلع*نها
و يلع*ن بنتها معها .
احتضنت طفلتها بعد أن سمعت صوته الغاضب و تمتمت : بقعا تصوعك .. محد قالك خربها
بالدلع .. اهب صدق بنته تهج وحنا اللي نأكلها .. الله لا يوفقتس يا سماهر كل هذا من حر مشعل
الله يحرمتس منه .
رمى ملابسها في النار التي اشعلها بخشب دولابها و سريرها .. عاد ليأخذ مجموعة أخرى
و يلقي بها : الله يحرقتس حية و ميته .
كانت دعواته تقشعر لها الابدان .. القى بأخر مجموعة ثم غادر تحت انظار أبنائه .. ركب
سيارته ليخرج من الحوش الواسع اثناء عبوره لوحت له امرأة بيدها طفل فتوقف غير قادر على
تجاهلها .. اشاح بنظرة : اقلطي عند الحريم .
دفعت الطفل بلطف نحوه : ما جيت عشان اقلط .. هاك ابناخيك وعظم الله أجرك في أخوك
و حرمته .
نظر لطفل الواقف يحمل كيس بلاستيكي به مجموعة من الحلوى .. همس بعدم تصديق : نزال
مات !؟
بان التأثر في صوت المرأة : ايه لهم ثلاث شهور .
عاد الغضب يشتعل في عينية : و توكم تهرجون يا ظلام .
احتضنت الطفل الذي تمسك بها خوفاً من صرخته : بعد الحادث سعود دخل غيبوبة شهرين و
يوم انه تعافى جبته لك .
أنزلت نظرها لطفل : روح لعمك وأنا خالتك .
عادت ترفع نظرها للفاء وهي تدفع سعود نحوه : هاك ابناخيك .. أنا حرمة محكومة بزوج و
عيال ولا والله ما أتركه لك .
رمت قنابلها و انسحبت و الطفل الذي امسكه يحاول الفرار باكياً يريد خالته .
أي يوم سيئ هذا الذي يمر به .. رفع نظرة لسماء السوداء يتمنى لو أن الشمس تشرق و ينتهي
هذا اليوم .. في لحظة ضعف عصفت بجسمه افلت الطفل ليركض نحو المكان الفارغ حيث
كانت تتوقف سيارة زوج خالته .. الرعب يعصف به وهو من ترك وحيداً مع رجل غريب في
مكان غريب ومن يعرفهم يرحلون أمامه ..
نظر له وهو يركض بعجز يسقط مرة فيتلطخ ثوبه الأبيض .. عمره لا يتجاوز الثلاث سنوات
هل هذا هو ما تركته لي يا نزال .. كنت ترحل هنا وهناك دون أن تخبرني بشيء ثم تعود
فجأة لتسرد لي قصصك و مغامراتك أخرها أن دخلت علي بامرأة وقلت هذه زوجتي .. والان
يعودون لي ليتركوا أبنك الباكي .. هل حقاً ضم الثرى روحك الحرة المغامرة من عجزت عن
كبح جماحها .. ثلاثة أشهر يا نزال ! كم مرة ضحكت فيها وأنت هناك في ظلمة القبر وحيداً ..
جثى على ركبتيه و صرخة تعاظمت في صدرة عجز عن اخراجها ترددت في داخلة حتى ظن
بأنها هي منيته .. ليتك رحلت دون أن تترك اثراً لك .. ليتك رحلت و بقت ذكرياتنا الصاخبة
بشجار لا ينتهي .. طفل ! ماذا أفعل به بالله عليك وأنا أبنتي التي لففتها بالحرير و دللتها حتى
غارت منها نساء كبيرات يحملن أطفالهن بين كفوفهن و فتيات صغيرات ابصرن ما تعيش به
فتمنين ربع ما لديها .. ابنتي يا أخي فظلت شقي جاهل علي فماذا سأعطي لأبنك وما سيقدمه لي .

..
بعد ثلاث سنوات
نجد
منزل طيني مكون من حوش يضم غرفة و مجلس و مطبخ و دورة مياه بجوار المطبخ
هنا حيث أصبحت تعيش بعد أن سافرت هي و مشعل هرباً ممن قد يبصرونه يوماً
فيردوه قتيلاً .. استيقظت لصلاة الفجر لتبتسم وهي ترى ابنتها ذات العامين تغط في نوم
عميق .. كان صوت مؤذن القريبة العجوز يصدح في المكان الهادئ .. شاق برودة الجو
بدفء روحانيته .. نظرت لزوجها النائم بعمق ونادت عليه : مشعل قوم الفجر اذن .
اقتربت منه بهدوء لتهز كتفه بلطف : مشعل لا تفوتك الصلاة .
اخذت تهزه و تناديه مذكره بالصلاة لعلة ينهض و صوتها يرتجف كما حال سائر جسدها
ولكن يا سماهر صلاة الفجر هذه لم تكتب له .. حتى صوت بكائك هذا الذي ارتفع في
المكان لن يعيده ابداً .. بكائك الذي تحول لذعر وعقلك يفكر ماذا سيحل بك الان وأنت لوحدك
دون أهل او عزوة .. بل أن هناك حمل ثقيل يشاركك الان البكاء مذعورة من صوت البكاء
الذي أحاط سكينتها و سحبها من نومها العميق .


----------------------------


..الحاضر ..

تجلس مع زوجة أخيها الغاضبة تستمع لحديثها بملل حتى أخيراً نفذ صبرها و صرخت بها :
بس خلاص .
نظرت لها تلك بذهول قبل أن تقول بقهر : ايه حوف الهرج مو في بنتتس .
لوحت بيدها غاضبة : اللي يهرج في بناتاخي كأنه هارج فيني وفي بناتي .. بعدين وش تبغيني
أسوي زود على اللي سويته هاه ؟ .. بنتتس بغت تجر علينا مصيبة .. بغت تفرق بين أخوي
و زوجي وكله من لسانتس الطويل .
شهقت بصدمة : مني أنا ! .
هزت رأسها مؤكدة قولها : أيه منتس ولا بنتتس من وين جابت هذا الكلام ؟ تصبحينها و
تمسينها بهروجتس اللي مالها سنع لين ضيعت نفسها .. أحمدي ربتس أخوي ما طلقتس
يومتس تنبشين بهروج راحت .
نهضت بغضب : أقول خلي عنتس .. محد هنا تمثلين عليه .. تراني ما تغيرت نفسها شيهانة
اللي تعرف بلاويتس .
نهضت هي بدورها : وش هي بلاوي ؟ هاتي اللي عندتس أبغى أشوفه .. ولا أقول روحي
لأخوي وقولي له .
حملت حقيبتها و تخطتها تمشي بثقه : أن صدقتس ترا عار علي أمشي و أفتخر بابوي .. وعار
علي أجلس فالمجالس و أقول أنا أم العقيد سهاج .
و قبل ان تخرج من المنزل دخل أخيها ليبتسم ما أن شاهدها : حي الله نورية .
نورية بابتسامه : الله يبقيك .. وشلونك .
مسح على رأسها بعد أن قبلت جبينه : بخير وصحة
كان سيتحدث لذلك سبقته : امنتك ما تحلف علي .. أبو عيالي ينتظرني اسوي له الغداء .
أخرج هاتفه : أجل ادق عليه و تغدون عندي .
نورية : خلها مرة ثانية ما نقدر نترك خلود لحالها .
أعاد هاتفه بعد أن تذكر أبنة أخته النفاس و شد على كفها : أجل والله لتغدين عندي المرة الجايه.
رفعت كفه لتقبلها : غالي و الطلب رخيص ومن غير حلفان بعد .
خرجت من المنزل تمشي بثقة رغم أن المسافة الفاصلة بين منزل أخيها و منزل زوجها بعيدة
نوعا ما ولكنها تفضل أن تقطعها مشياً .. تنهدت رغم أنها غاضبة من شيهانة ولكنها تشفق على
ابنة أخيها من تطلقت بعد الملكة بشهرين وليت طلاقها كان هين .. لا فقد خرجت بمشكلة جعلت
العلاقة تتوتر قليلاً بين العائلتين وحتى بعد أن عادت المياه لمجاريها فشيهانة ما زالت تريد أن
تعود أبنتها لخطيبها السابق او أن تزوجها هي من أبنها سهاج .. شخرت بسخرية : الله من
الغباء اللي ذابحتس يا شيهانة أجل أزوج ولدي طليقة عمة .
وصلت اخيراً لأراضي أبو زوجها شيخ الجماعة .. يحيط هذا الجزء من الأراضي سور كبير
يضم المنازل الفخمة بداخلة .. دخلت من البوابة الذهبية العملاقة و وجهتها منزلها .. القت
نظرة سريعة نحو المجلس الكبير فهي لمحت سيارات خارج السور ليست لهم .. هذا
المنظر غير مستغرب فمجلس الشيخ لا يفرغ من الضيوف ابداً .. فكل صباح يعد الإفطار
و القهوة و الشاي لضيوفه سواً من داخل قرية المنابر او من خارجها .. هذا بالإضافة لعزائم
الغداء و العشاء الكثيرة بعضها إكراماً لضيوفه و أخرى صدقة عن والدية و أخيه و ابنة.. دخلت
المنزل لتصعد لغرفتها تبدل ملابسها و تعود للمطبخ .. توقفت في منتصف الصالة حين فتح
الباب و دخل زوجها لتستقبله بترحاب : حي الله نور عيني و بيتي .
ابتسم وهو يمد ذراعه ليحتضن كتفيها و ينظر للمنزل الفارغ : وراه البيت فاضي .
مسحت على كتفه : ابد زينة في مدرستها و خلود توها نامت بنيتها مسهرتها ليلها كلة
و سهاج عاد أنت ادرى بمكانة .
عقد حاجبيه بضيق : علامها بنت خلود .
ميلت شفتيها وهي تجلسه على الكنب في الصالة و تدلك رأسه : بهذلها الامساك .
اغمض عينيه و ارتخت عضلات جسمه المتعب : ضعيفة .. لا صحت انشديها كان تبغانا
نوديها المستشفى .
نورية : أبشر .
عادت للمطبخ بعد أن نهض قاصداً غرفتهم ليستريح فبعد الغداء لديه مشوار مهم ..
و في عز انشغالها فتح باب المنزل لتدخل تلك الشقية المدللة : يمه تكفين قولي الغداء خالص .
كانت المسافة بين المطبخ و باب المنزل بعيدة قليلاً ولكن صوتها وصلها واضحاً .. دخلت
لترمي بحقيبتها على الجزيرة في منتصف المطبخ : لا يمه تكفين .
نظرت لها بغضب و تلك تحك فروة شعرها منزعجة : طسي بدلي ملابستس و والله أن حذفتي
أغراضتس مرة ثانية لا أعطيتس لين تساوين التراب .
ضربت الأرض بقدمها : يمه بموت من الجوع .
لوحت بالمغرفة : عاني الثلاجة قدامتس اطفحي لين تشبعين .. بعدين أبوتس معطيتس عشرين
ريال و أخذه من سهاج عشرة وين راحت هاه .
فتحت الثلاجة لتأخذ لها تفاحة : يمه عينتس على وش أخذ من أبوي و أخوي .. بعدين مو لازم
أشتري فيها كلها .
تقدمت لتضربها على كتفها : وليه احط عيني على اللي تأخذينه .. بعدين وش عندتس مغر تحتكين .
زينة وهي تبعثر شعرها : مدري من البارح و رأسي يحكني تهقين القشرة رجعت لي .
تأملت نورية طريقة حكها لشعرها قبل أن تشهق بقهر : حسبي الله على ابليستس .
لم تستوعب زينة سبب هذه الشهقة او الدعاء فوالدتها سحبتها و بدأت تعبث بشعرها ..
في النهاية دفعتها نحو الباب : مافيه نوم بعد الغداء تتروشين و تجيني هنا للمطبخ أكد شعرتس .
قضمت من التفاحة بقهر : لا تقولينه يمه تكفين .
دفعت حقيبتها نحوها : الا بقولة القمل لاعب في شعرتس هذا اللي استفدته من دراستس .


-------------------------------


أعاد ترتيب عصابة رأسه ثم انحنى ليحمل سلته المليئة بعناقيد العنب فهو منذ الصباح يحصد
ما زرعوه .. وضع سلته في حوض السيارة و اغلق بابه ليضرب عليه كإشارة لسائق لينطلق
تحركت السيارة مبتعدة وجهتها مكان قريب حيث سيوزع المحصول في الصناديق التي تحمل
شعار مزارعهم ثم تذهب بعدها لسوق .. نادى بصوت مرتفع : ادريس .
ليأتيه صوت من بعيد : جاي يا عمي .
انتظر لنصف دقيقة قبل أن يظهر أمامه الرجل الطويل صاحب البشرة السمراء و العضلات
القوية .. أشار للخلف : خلصوا الشغل قبل تغيب الشمس و أنا بروح لعمتي .. خلك نبيه لا
يتلفون المحصول بعجلتهم .
اكتفى ادريس بهز رأسه إيجاباً ثم انصرف .. كان ادريس يده اليمنى في العمل و خارج العمل
منذ أن اتى والده هارباً من دولته يحمل ابنه بين يديه متخفياً بين جموع الحجاج ليسكن هذه
الأرض و يعمل فيها مع أبنه هرباً من ثأر يلاحقه ويمتد لسلالته .. لفت نظر جدة قوة والد
ادريس و اخلاصه في العمل ليرقيه ويصبح مسؤول عن العمال و يخلف ادريس اباه بعد وفاته .
اتجه لسيارته بالدفع الرباعي لتتناسب مع طبيعة أرضهم .. قادها متجهاً لمنزل عمته و عمة
والدة العاتي قاطعاً الطريق بين الأراضي الزراعية و حقول العنب و الرمان و التين و النخيل
كل هذه المحاصيل تمتد أمامه .. سابقاً لم تكن جميع هذه الأراضي ملك لهم فبعضها كان لرجال
من جماعتهم وافتهم المنية و أبنائهم كلن له اهتمام بعيد عن الزراعة لذلك باعوها عليهم و بعض
هذه الأراضي أصحابها تعبوا من زراعتها و قرروا أن يبيعوها و يستثمرون أموالهم في تجارة
أخرى مريحة لهم و مضمونة أكثر في نظرهم .. فالمحصول الذي يتعبوا في زراعته طوال
العام ربما تهطل أمطار الشتاء الغزيرة و تتلف البذور التي زرعت .. ولا تتحملها البراعم
الصغيرة و ربما تكون أمطار الصيف هي القاضية فتدمر المحصول و يصبح أغلبه غير مناسب
للبيع في الأسواق .. خرج من الأراضي المخصصة لزراعة وحيث يسكن أغلب العمال هناك
ليستمر في القيادة لدقائق قبل أن يدخل في طريق وعر قليلاً وهنا تبدأ حدود الأراضي السكنية
لأهل قرية المنابر و ليست الأرض الوعرة هي الدليل الوحيد و لكن المنبر الكبير المنحوت
من صخرة هو الدليل الأكثر وضوحاً .. أن تأمل شكله جيداً فهو لا يشبه منابر المساجد لا
بالصنع ولا الزخرفة .. ولكن شكله يوحي للجميع بأن هنا كان يقف شخصاً ليحدث الناس
لذلك سمي منبر و كانت قريتهم تضم ثلاثة منابر ومن هنا أشتق الاسم لهذه الأرض الغريبة
التي تجمع بين الأراضي الخصبة و الجبال الخضراء .. مزيج جميل يليق بأرض الطائف
.. أوقف سيارته أمام منزل عمته العجوز و نزل ليطرق الباب ثم يعود ليحمل صناديق الفواكه
التي حصد أول حقل منها اليوم .. حين عاد سمع صوت الفتاة الهادئ : جدتي مو هنا يا سهاج .
أنزل ما في يده : زين أنا جبت الفاكهة .. بتركها عند الباب .
غادر عائداً لسيارته ثم أنطلق مبتعداً لتفتح تلك الباب و تسحب ما وضعه لداخل ثم تغلقه ..
أنزلت طرحتها على كتفيها ثم لفتها من تحت ذراعيها قبل أن تربطها خلف ظهرها و تميل
لتحمل الصناديق لداخل .. خرجت من المطبخ الذي يطل على الحوش كسائر غرف هذا المنزل
الذي يحوي ثلاث غرف نوم و مطبخ وحمام و مجلس .. رفعت نظرها لسماء تنظر لسحب التي
تغير لونها لشيء من الاحمرار بسبب اقتراب الشمس من المغيب .. خرجت جدتها بعد صلاة
العصر ولم تأتي بعد .. ليست من عادة جدتها الإطالة بالزيارة فهي لا تجلس في منزل أحد
سوا لنصف ساعة ثم تعود .. سمعت صوت محاولتها لفتح الباب فأسرعت لتفتحه هي فنظر
جدتها لا يساعدها وكما أن الرجفة في يدها أصبحت قوية جداً وكم من وعاء و كأس سقط من
يدها خلال هذا الأسبوع .. فتحت الباب و وقفت خلفه حتى لا تكشف على المنازل المقابلة ..
دخلت جدتها تتكئ على عصاها الخشبية : بنت يا ليلى .
أغلقت الباب و أمسكت بكفها : هلا .
مشت ببطئ : من اللي جاء ؟
نظرت للخلف بالطبع جدتها تفقدت الأرض أمام المنزل ولاحظت أثر عجلات سيارته و أثار
أقدامه : سهاج مر وجاب معه فواكه .
ابتسمت بمحبه : الله يجزاه خير ما قصر ولد عبدالله .. اغسلي منها وهاتي خلينا نأكل .
همست : أبشري .
أدخلت جدتها للمجلس بعد أن ساعدتها على خلع حذائها ثم عادت للمطبخ .. تأملت الفاكهة
أمامها .. لم تعد تستغرب من دعاء جدتها الدائم له .. فهي تدعو له لأنه اتى بهذه الثمار وليس
كأنهم شركاء في تلك الأراضي ولهن حق في كل شيء .. غسلت بعض عناقيد العنب الأحمر
و الأخضر و ثلاث حبات من المشمش المفضل بالنسبة لها .. دخلت المجلس لتضع الصحن
قريب من جدتها : جده اللي جابه واجد تبغين أوزع على الجيران .
مدت يدها لتأخذ حبة عنب : ما شاء الله .. شكل محصولهم هالسنه طيب .
هزت رأسها موافقة : ايه اشوى المطر ما ضر الأرض ولا الزرع .
لم تدرك خطأها حتى ضربتها جدتها على ركبتها بعصاها : اهب .. المطر متى ضر الناس
و لا الأرض .. هذا رحمة من الله .. استغفري لا تخسف فينا الأرض .
تمتمت مستغفره : جدة علامتس .. كل سنه لا كان المطر قوي تتلف المحاصيل .
اشاحت بوجهها تقشر العنب و تخرج بذوره فأسنانها الضعيفة لا تساعدها جيداً على المضغ
: المطر رحمة دمر المحصول ولا تركة .. هذي أرزاق من الله أن شاء تركها لكم و أن شاء
أخذها .. أحمدوا الله ترا النعمة زواله .
صمتت فلن تخوض في نقاش مع جدتها وهي تعلم بأن لتلك معتقدات و أسس لا تحيد عنها ابداً ..
انشغلت بتناول الفاكهة حتى ارتفع اذان المغرب فنهضت لتساعد جدتها بالذهاب للحمام لتجدد
وضوؤها ثم تلبسها ثوب الصلاة الذي بهت لونه من كثر الغسيل فجدتها ترتديه منذ أن قدمت
هي للحياة ومهما شرت لها شرشف صلاة جديد كانت تضعه في أحد رفوف خزانتها مكتفية
بهذا الشرشف البالي وعذرها أنه هدية هذال ولا تبدله بكنوز الدنيا .. لاحقاً علمت بأن مقصد
جدتها أمر أخر فهذه العجوز الرحوم ترتديه في كل صلاة بنية أن يشمل الأجر أبنها ايضاً ..
غادرت هي ايضاً لتصلي وبعد أن فرغت من الصلاة كانت تهم بالذهاب للمطبخ حين أرتفع
رنين هاتفها فعادت للغرفة لتبصر اسم ام عبدالله على الشاشة اجابتها : هلا خاله .
عائشة : المهلي ما يولي يا بنت هذال .. علومتس وعلوم جدتس .
ليلى : كلنا بخير الحمدالله .. أنتِ كيفتس .
عائشة : بخير من فضل ربي .. اسمعي يا بنية علمي جدتس عشاكم الليلة عندنا .. لفاء ذابح
صدقة عن موتاه .
هزت رأسها بتفهم : زين بعلم جدتي .
عائشة : زين حاتم بيمركم .
أغلقت الاتصال و تنهدت تكره الذهاب لهناك والجلوس داخل ذلك السور الفسيح .. الذي يشعرها
وكأنها سجينة مهما كانت مساحته و عدد البيوت التي يضمها بداخلة .. نعم ذلك السور ما هو الا
دليل أخر على غطرسه الشيخ لفاء .. خرجت لتبلغ جدتها التي بدأت بالدعاء لأخيها الراحل
و زوجاته و أبنه نزال و عبدالرحمن ابن لفاء..


-----------------------


صرخت وهي تقفز متفادية كاسه الشاي التي رمتها تلك وعلامات الذعر قد تملكت ملامحها ..
جيداء وهي تنظر للكاسه التي تناثر حطامها على الأرض : يا مجنونه بغيتي تذبحيني .
مرام بقهر : الله اعلم من كان بيذبح الثاني .. جيداء وش ذا السخافة بغى يوقف قلبي من الراعه.
جيداء وهي ترفع طرف فستانها الصيفي و تمشي بحذر تتفادى قطع الزجاج : أنتِ خوافة .
مرام وهي تعود لتراقب الأبريق و القهوة تغلي بداخلة : و يوم أنتس تعرفين أني خوافة ليه
النجاسة هذي .
جمعت قطع الزجاج بحذر مستخدمه المكنسة اليدوية : قلت بغير الجو ما توقعتتس تنوين الذبح .
كشرت بضيق : خالتي تحب هذا الطقم .
نظرت جيداء لبقايا الكاسه قبل أن ترميه في القمامة : عادي أنتِ اهم عندها منه .
تأملتها مرام : وش عندتس راجعه بدري .
جيداء وهي منشغلة بإعداد الشاي : خلصت أخر عروسة اليوم بدري .. عرايسي صايرات
متعاونات .
مرام وهي تعود لتنظر للقهوة : هذي فائدة شهرة السناب شات .
فتحت الدولاب تتأمل الصينيات أمامها : روحي قولي الكلام هذا لأمي .
زلت القهوة : ليه ؟
جيداء : البارح تحاول تقنعني اقفل حسابي .
شهقت مرام بصدمة : اما .. ليه !! السناب الحين يدخل ذهب .
رتبت الفناجيل و الكاسات : أكيد سامعة كلام عشان كذا قالت لي اقفله .. يا تف عليهن صدق
مدري متى يعتقني من لسانهن المروحات .
ارتفع صوت ضحكة مرام الشقية : حبيبتي أنتِ وجبة دسمة كيف يتركنتس .
جيداء بابتسامه ساخرة : أنا أعرف من اللي قالت و أعرف ليه بعد .
اتكأت على طرف الجزيرة بوسط المطبخ : من هي ؟
جيداء : ام مبارك قبل يومين مرسلة لي تبغاني اسوي بنتها في ملكتها و يوم حشرتها في جدولي
قامت قالت سويها بالمجان حنا جيران و الفلوس ماهي بيننا .
اتسعت عيناها : أحلفي .
جيداء : والله .. و يوم قلت لها مقدر اسويها مجان عصبت ولا خلت ولا بقت السلقة .. تخيلي
تقول ما فيني خير .
هزت رأسها بيأس : سبحان الله حتى رزق الواحد يتدخلون فيه .
جيداء : هذا الحسد يا حلوة .. لا وتقول فلوس ولد الشيخ ما كفتس يوم تدورين غيرها .
اعتدلت بصدمه : هذي والله البجاحه .
حركت السكر في قاع الثلاجة ليذوب : قلت لها أنا عايشة بخير أمي و عمي سلطان ولحد له منه
علي وخلي الشحاذة عنتس وعزي نفستس .
: و وراتس ما علمتيني ؟
توقفن عن الحديث و علامات التورط قد بانت على ملامحهن وهن ينظرن للواقفة أمام باب
المطبخ تنظر لأبنتها بحزم ..
اعادت نظرها لثلاجة تتشاغل بإعداد الشاي : ما لقيت وقت عشان أقولها .
مرام بابتسامة تحاول أن تغير الموضوع .. اقتربت واحتضنت خصر تلك الغاضبة : خالة
تكفين سامحيني .
نظرت لها سماهر بعدم فهم : على ويش ؟
مرام : جيداء الوسخة دخلت علي وانا مركزة بالقهوة وخوفتني وحذفتها بكاسة الشاهي بس ماش
طب .. الكاسه تعدتها وتكسرت .
ذهب نظر سماهر لمجموعة الكاسات الموضوعة بجوار الفرن وابتسمت : تفداتس كلها كسريها
مير المرة الثانية صوبي زين .
جيداء بصدمة : يمة .
مرام ترفع حاجبيها لتغيضها : ابشري غالي و الطلب رخيص بس بروح لمنير يدربني عشان
انيشن صح و افلقها .
شخرت بسخرية : اجل انتِ يمديتس تنيشنين .. الراعه لاعبه فيتس لعب .. جالون عصفر
ما ينفع معتس .
فرقعت سماهر اصابعها : بس خلاص .. اعجلن هاتن القهوة برا .
حملت مرام الصينية بسرعة : أبشري .. جيداء أنتِ هاتي الحلى و الفطائر .
تبعتهن غير مصدقة : وش حلى و فطائر؟ .. و العشاء !.
سماهر وهي تلف كتفيها بشال خريفي فالجو يصبح بارداً فالليل : اليوم متغدين عند الشيخ
سطام كثر الله خيرة .
نزلت كتفيها بعدم تصديق : وانا من اليوم اتخيل العشاء .
سماهر تتخطاها : اطلبي لتس عشاء ولا شغلي يدتس بشيء غير المكياج و اطبخي .
عبست ملامحها فهي لا تملك الطاقة لإعداد الطعام .. عادت للمطبخ بعد أن خرجت والدتها
من المنزل للحديقة الخلفية .. فتحت الثلاجة لتخرج القوالب الورقية حيث جهزت والدتها الحلى
.. ثم وضعت صحن الفطائر في المايكرويف : اطلب وش وراي .. اصلاً كل عمال المطاعم
عرفوا رقمي و عنواني .
اسرعت لهن فبما أن الشيخ سطام دعاهم لطعام الغداء فبتأكيد حصلت هناك العديد من المواقف
وقد صاب توقعها وهي تسمع صديقة أمها وجارتها منذ أن اتين لهنا وحيدات بعد وفاة والدها
فكما كان عمها سلطان صديق وفي لوالدها الراحل أصبحت زوجته أخت لوالدتها لم تأثر فيها
تلك الزوبعات التي حاولن بعض النسوة اثارتها .. مدت الفنجال على ام منير : أجل جوكم ناس
واجد .
حسناء : ايه امتلأ مجلس الحريم الوسطاني .
نظرت لوالدتها بنظرة لها مغزى ولكن سماهر قابلت نظرتها ببرود واخذت الفنجال الذي مدته
عليها ..
مرام : بالله كلموا العيال خلونا نطلع للمزرعة يوم الجمعة انفقعت كبدي لي أسبوعين لا رحت
ولا جيت .
حسناء بصدمة : يا الظالمة !! واللي ما تركت مطعم ما أكلت فيه من هي بالله ؟
رشفت من فنجالها بتأني : كم مرة علمتكم المطاعم ماهي تمشية .
جيداء مؤيدة صديقتها : أنا استسلمت وانا أشرح لهم .. المطعم احطه بقائمة الترفيه اذا أنا
مسافرة برا الدولة .
سماهر : والله مو منتسن من الدلع اللي لعب فيتسن لين تبطرتن .
حسناء : والله أن الكشتة تحت السرحة زمان تكفينا سنه قدام .
سماهر : عاد أن رحنا للشفاء الصبح و رجعنا الليل ما نشوف تمشية الناس شيء .. وكلن
يحسدنا .
مرام ملوحة بكفها : قلتنها زماااان .. الحين ودونا المزرعة لا يرتفع سقف طموحاتي .
حسناء : كلمي أبوتس أنا مالي دخل .
سماهر وهي تنظر للفتاتان ساخرة : أنا مدري ليه يعنن أنفسهن و يكلمنا .
جيداء : حاطات لتسن قدر ولا حنا نعرف أن الرأس الكبير هو المهم و لا يرد لنا طلب .
مرام ضاحكة : أي والله .. الله لا يحرمنا منه .
مدت قدمها لتضرب قدم مرام من اسفل الطاولة بعد ان لاحظت انشغال والدتها و حسناء
بالحديث عن أمر حدث منذ يومين : تجين معي بكرة .
مرام وهي تسترق النظر لأمها : اص لا تسمعتس امي .
جيداء : ليه حظر التجول للحين قائم .
مرام : بقول لأبوي واشك انه يوافق أخر مرة شفتيه كيف عصب علينا .
جيداء : هو ما عصب بس تضايق شوي .
ميلت شفتيها بسخرية : ما طحت مغر انبطحت .. خليتس من أمي و أبوي منير ترا للحين كبدة
شابة نار .
تأففت : اصلاً كله من منير الملقوف .. الحين ما عرف يحط لسانة بلهاته .
مرام : والله ما خبرت رجال تحرشوا بأخته و سكت .
جيداء : خلاص ضربهم وانتهت السالفة ليه يروح يعلم عمي للحين منفقعة كبدي منه حطني
في موقف بايخ .. طلعني قدام عمي ماني بقد المسؤولية .
مرام : اصبري شهر بالكثير و ينسون .
تأففت و رفعت رأسها تنظر لسماء : اخ يا ربي .
مرام : خلي عنتس التأفف .. قومي أولى جاتتس ثلاث بوكسات ابغى اشوف وش فيها .
نظرت لها بنصف عين : اللي فيها شاريته انتِ أول ما نزل .
هزت رأسها بعدم رضى : لا أكيد فيه شيء جديد .
اعتدلت بسرعة وهي تتذكر أمر ما : تهقين أرسلوا البلاشر الجديد .
مرام بحماس : من هم ؟
نهضت تركض مسرعة : يا رب يطلع بلاشر و أضاءه بنفس الوقت .
صعدت للأعلى لتجد ثلاث صناديق قد وضعت على الطاولة الصغيرة بجانب شباكها ..
فتحت الأول فكان مجموعة للعناية بالبشرة من أحد الشركات التي تعتمد منتجاتها .. اما الثاني
فكان علبة شوكولا فاخرة ومعه كرت تهنئة بوصول عدد متابعاتها على الانستقرام ل 2
مليون و النصف .. اما الثالث فظهر عليه شعار العلامة التجارية لأحد أشهر مصنعي مساحيق
التجميل .. التقطت هاتفها لتبدأ بتصوير و تشكر كل من أرسل منتجه .. مررت اصبعها على
البلاشر ثم مسحت به على كفها لتظهر لمتابعاتها تناسق اللون ولمعته الجميلة الخفيفة .. همست
منبهرة : بنات اللون دمااار .. أنا خلاص أنهرت عنده واحس راح يكون من مفضلاتي لهذا
الصيف .. مو أحس الا أكيد .. شوفوا اللمعة كيف ناعمة .. يلا قولوا لي متى تبغون نسوي لوك
بهذا المنتج البطل .. ولا تدرون شلون أصبروا فيه باليت لشادو طلبته الوانه شيء خرافي
بس يوصل راح اسوي لكم لوك دمار بهذي المنتجات البطلة .. الأفكار بدأت تنط برأسي أن شاء
الله اسيطر على حماسي و ما اسوي أكثر من لوك .
انزلت هاتفها لتخوض نقاش مع مرام بينما رسائل الخاص انهالت على حسابها .. البعض منبهر
من المنتجات و الأخر يعطي أفكار لاستخدامها .. واخريات يمتدحن المنتجات الاتي استخدمنها.


-------------------------


الإضاءات الموزعة بالأعلى بشيء يشبه العقود ولكن أكثر أناقة وفخامة .. الهواء البارد
الذي ينعش الجو في هذه الليلة الصيفية .. أصوات الزبائن و ضحكاتهم و رائحة القهوة
العربية التي اختلطت برائحة قهوة البُن الكولومبي و الأثيوبي جميعها لم تحسن مزاجه
المتعكر .. أشعل سجارته بعيداً عن أعين الجميع و أخذ يسحب النفس منها تلو الأخر لعل
احتضارها البطيء يحسن مزاجه قليلاً .. ولكن هيهات فالرجل الذي خرج من مزرعة
النحل القابعة أمام مقهاهم الجبلي زاد تعكر مزاجه ليحطم بقايا سجارته بقدمه ..
ابن قاتل ابيه كما يدعوه .. منذ ثلاثة أشهر جعل من أرضه هنا المليئة بالمناحل مزرعة
لتزورها العوائل و تشاهد النحل و كيف يصفى العسل من الشمع وايضاً جعل فيها
دكان لبيع العسل و الشمع .. ذاك المتعجرف الم يجد مكان أخر .. بالتأكيد فعل ذلك
ليغيظه بعد أخر شجار بينهما حيث أقسم بأنه سيصبح له كالكابوس ..
سمع خطوات حاتم يقترب منه : عياش يا زفت .
نظر له بكسل : والله ما الزفت الا أنت .
لوح بيده غاضباً : اقسم بالله أن دخنت هنا ثاني مرة لا أعلم عليك أبوي .. الحين نمنع الزبائن
من الدخان ولا نجيب الشيشة وانت تجي تشوه سمعة المكان .
زفر بملل : حاتم طس لشغلك ترا الأخلاق قافلة .
رفع حاجبة بسخرية : وش الجديد !! طول عمرها أخلاقك قافلة ولا اظنك بتلقى مفتاحها .
تخطاه عائداً لداخل فحاتم صاحب مزاج جيد على الدوام ويجده لقمة سائغة لسخرية و رفع
الضغط بمزاجه السيء ..
ولكن حاتم لم يتركه وتبعه رافعاً صوته قليلاً ليسمعه بعض الزبائن من يجلسوا في الجلسات
الداخلية : استح على وجهك تعطيني ظهرك وانا أكلمك .. عمك أنا ماني اصغر عيالك .
ارتفعت ضحكات بعض الشباب بينما تخطاه حاتم لداخل يمشي بثقة ..
بئس العم أنت يا معجزة جدتي كما يدعوك جدي .. دخل للمكتب الخاص بالإدارة فهو وحاتم من
يديروا هذا المقهى الجبلي .. تمدد على الكنب الطويل و هو ينظر لحاتم الذي يجمع أشيائه
: على وين .
وضع هاتفه في جيبة وحمل حقيبة جهاز الاب توب الصغير : بروح الحق العشاء أبوي
متصدق عن موتاه .
رفع هاتفه يتصفحه : عساه بس شمل أبوي معهم .
نظر له بغضب : لا بيترك ولده .. تسنع لا والله أن علومك هذي توصل لأبوي .
ضم شفتيه دون أن يرد فهو يعلم جيداً بان حاتم لن يخبر جدة بأي شيء .. فأخر العنقود
هذا يهمه أن يكون والديه بمزاج جيد على الدوام ..
القى بهاتفه ما أن غادر حاتم ليزفر بملل متأملاً السقف .. لا يجد سبب معين لمزاجه الغريب
.. ربما هي بضعة أمور أوصلته لهذا الحال .. وجود ذلك الجار الكريه .. طبعة الحاد ..
حديثة البارحة مع عمه نزال الذي حطم جميع أحلامه .. و صباحة الذي بدأ برؤيتها فظن
بأنه سيكون جيد ولكنها ما أن رأته حتى أشاحت بوجهها بعد أن اهدته نظرة احتقار وكأنه نكره
.. نهض ليلقي بشماغه على كتفه و يضع طاقيته على رأسه ثم عقاله .. لما يبقى هنا وحيداً
فل يذهب ليتناول العشاء و يعكر صفو مزاج من يستطيع .. من الظلم أن تمر هذه الليلة الكئيبة
عليه وحدة يجب أن يكون هناك شركاء .. يتمنى أن يكون العشاء عائلي حتى يستطيع أن يحظى
بالفريسة الكبيرة .. جدة الشيخ لفاء .
مر بالموظفين ونبههم بحزم و اعطاهم قائمة من الأوامر قبل أن يغادر .. نعم هو المدير
البغيض .. ويجب أن يكون هكذا لأن حاتم أسرف في دلاله لهم .. قاد سيارته متجهاً للقرية
يدندن لحناً قديم و يال العجب فمزاجه بدأ يتحسن بسبب فكرة التنكيد على البعض .. بعد نصف
ساعة أوقف سيارته في المواقف الخارجية و نزل يلعب في سبحته .. فتح له الحارس الباب
و دخل .. مر بالمجلس الكبير الذي لا يغلق بابه ابداً ولم يجد احداً .. ابتسم بسعادة اذاً حدث
ما يتمناه و العشاء مقتصر على عدد معين .. مشى بكسل نحو المجالس الداخلية ودخل ملقياً
السلام ليردوا عليه .. جلس بجوار عمه نزال المشغول بتصفح التويتر كم أن عمه مهوس بهذا
التطبيق .. اخذ فنجال القهوة من حاتم و رشف منه بهدوء .. الجميع لا يبدون في مزاج حسن
ما هذه الليلة !! وجده يجلس عاقداً حاجبيه بينما سهاج يجلس بجواره و يبدو أنه يحاول أن
يحسن من مزاج جدهم .. احسنت صنعاً أيها الحفيد المدلل المفضل .. ولكن عقده حاجب جده
زادت و لمعت عيناه بغضب حين دخل عمه حزام .. كان يجب أن يتوقع أن لا أحد يستطيع
منافسته على التنكيد سوا عمه حزام .. و لأحقاق الحق فعمه يتقدم عليه بمسافات كثيرة لدرجة
أنه أحيان يقف مبهوراً من أي طينة عجن هذا الرجل ..
جلس حزام و أشار على حاتم : هات شاهي مبغى قهوة .
انزل حاتم الدلة و حمل ثلاجة الشاهي .. اشعل حزام سجارته : وراكم ساكتين .
أبو سهاج : ما عندنا علوم .
اخذ الشاي ليكشر بضيق فلونه لم يعجبه فهو يفضل الشاي الثقيل كثير السكر : هذا غسيل
شاهي من يشربه .
أخذ رشفه منه بينما تحدث لفاء أخيراً : وراك شربته بعد ما عيبت عليه .
تأمل ملامح والدة : ماني براده بعد ما انصب لي .
اشاح لفاء بنظره يحاول أن يتمالك اعصابه ولكن جملة حزام التي نطقها الان أخرجته من
أخر حدود صبرة .. حزام وهو يرمي بكت الدخان الفارغ : نزال ما عند سلف بشري لي
دخان .
لفاء بغضب : والفلوس اللي تسلفتها من مفلح وين وديتها .
بانت الصدمة على ملامح حزام الذي لم يتوقع بأن الأمر وصل لوالدة وشريكة في الصدمة هو
عياش الذي وصل متأخراً ولم يسمع بالخبر من حينه ..
لفاء الذي لم يجد جواب من ثالث ابناءه و جالب المصائب و الفضائح في نظرة : أنا أنشدك
جاوب .. وين اللي تسلفته من مفلح .
حزام ببرود : مغر الف ريال قضيت فيها لمطبخي .
عذر اقبح من ذنب في نظر الجميع ..
هز رأسه ثم نظر لهم : محد يسلفه لين يرد فلوس مفلح .. ( عاد بنظرة لحزام ) والله ما تأخذ
منهم هللة وحدة و أنت ما رديت فلوسه يا سويد الوجه .. النهار اللي تشوف فيه وجيهنا طايحه
من الفشيله عندك عيد .
حزام بغضب : أنا جيتك وقلت عطني و عييت .. تحدني اتسلف من الناس ثم تجي تشره .
لفاء بقهر : و الألفين اللي معطيكيها دونه يومين وش سويت فيها .
حزام : أنا عندي بنيات اصرف عليهن .
لفاء : الله لا يخلي لك الوحدة منهن .
رمى كاسة الشاهي على الأرض بغضب : وراك تدعي عليهن .
لفاء : مزاج وش عندك .
حزام و الغضب اعمى عينية فوالدة منذ فترة اصبح شديد ولا يقبل بأن يعطيه المال الذي يريده
: الا الله يخليهن لي يومهن بارات فيني ولا عمرهن سودن وجهي .
وقف لفاء بدور ملوح بعصاه : اطلع من مجلسي يا المروح .. سود الله وجهك .
عبدالله بمحاولة لتهدئة الوضع : حزام عود لبيتك .. يبه تعوذ من الشيطان .
لفاء : الشيطان توه طلع من مجلسي .. هذا فضحني بين الناس الله لا يوفقه .
شد سهاج على كف جدة : يا جدي اجلس و مفلح انا رديت له فلوسه .
لفاء بصدمة : متى ؟ وليه تردها هو اللي أخذ خله يردها .
سهاج : رديتها له قبل شوي .. مفلح رجال على قد حاله ما هو بصابر على عمي لين يرد فلوسه.
مسح على لحيته بقهر : انا علمتكم والله اللي يعطيه ريال واحد ليشوف اللي ما يرضيه .
عبدالله : محد معطيه يبه .. مير بنياته الضعيفات وش ذنبهن تدعي عليهن .
لفاء باقتناع : ذنبهن البومة اللي ذبحت أخوانها وعطبت رحم أمها لين معد جابت الا بنات مثلها
ولا بنت زايد ما كانت تجيب الا العيال .. والله أن محد مبتلي غيرها الزوج مندمر والعيال
راحوا وثلاث بنات ناشبات لها و البومة ماهي مخليتهن يتوفقن .
تنهد عبدالله مستغفراً فلا يمكن أن يتغير تفكير والدة .. جميع البنات شؤم و هم و ابنة حزام
الكبرى تأتي في المرتبة الثانية لقائمة والدة السوداء .
..
خرج من مجلس والدة متجهاً لسيارته بموديلها القديم نوعاً ما فمهما اشترى له والدة و أخيه
سيارات جديدة كان يبيعها و يقبض ثمنها ليتبخر هذا المال في مدة أقصاها أسبوع واحد ..
فتح الدرج و أخرج علبة دخان ليشعل سجارته و يدخنها .. لا يعلم كيف علم والدة بأمر السلف
ما يعلمه الان انه اصبح في موقف صعب فلن يسلفه احد كما أمر والده و راتب التقاعد متبقي
عليه أكثر من أسبوعين .. حتى الألف التي تسلفها ذهبت بين الدخان و بعض الطعام و المواد
التي يتعاطاها .. أخرج هاتفه بشاشته المتكسرة ليتصل بزوجته .. حين اجابته بادر قائلاً : هاتي
لي عشاء معتس .
سمية : ليه أنت ما رحت لهم .
صرخ : رحت و رجعت .. أجل أنتم ناس ينقعد معكم .
اغلق الهاتف ليتصل بأبنته الكبرى رشا : ساعة لين تردين .
رشا بهدوء : جوالي بعيد عني .
حزام : تعالي سوي لي شاهي .. و شوي هاتي لي عشاء معتس .
اغلق الخط و عاد لمنزله ليشاهد التلفاز ..


------------------------


انعزلن في المقلط يشاهدن مسلسلاً كوري في ايباد زينة ..
رهف : والله لتسلخ سديم جلدي .
زينة وعيناها لا تبتعد عن المشهد : خليها تصب القهوة مو هي اللي تكبرت على جلستنا .. خلي
العجايز ينفعنها .
رهف بسخرية : اصبري بس شوي و شوفي وش بتسوي .
زينة بعدم اهتمام : طز ما علي .
اكملن مشاهدة مسلسلهن حتى فتح باب المقلط و تخصرت سديم ساخطه : قولي والله أنتِ وهي .
تأففت رهف بينما قالت زينه : خير وش عندتس .
سديم بقهر : لي ساعه أصب القهوة قومن جاء دورتسن .
رهف برجاء : ما ابغى تكفين .. كل سوالفهن تجيب لي النوم .
زينة : أنا ماني قايمة .
سديم : طيب براحتسن .. هالحين اروح للمجلس وأقول قدام جدتي وعمتي العاتي أنتسن تفرجن
بمسلسل أبو عيون متمسسة .
قفزت زينة بسرعة فهي تعلم لو أخبرت سديم ستعاقبها والدتها فهي من ستتلقى التوبيخ لتركها
ابنتها تشاهد هذه المسلسلات : أنتِ وش عندتس ليه تحبين تنكدين .
وضعت اصبعها على صدغها : مزاج .. لعانة .. وش عندتس هاه .. قدامي أنتِ وياها وحدة
تصب القهوة و وحدة تغسل الفناجيل .
قفزت رهف بسرعة لتركض : انا الفناجيل .
ابتسمت سديم برضى فأختها الذكية ستأخذ الفناجيل للخادمات .. نظرت لزينة : قدامي يلا .
عادت للمجلس حيث يتجمعن النسوة لتتفاجأ بذهاب أختها رشا .. اذاً ستجلس لوحدها مع هذه
الفتاة الصامتة .. جلست على الكنب حيث كانت تجلس اختها ولكن ابتعدت قليلاً تاركة مساحه
كافيه لتجلس فيه رشا حين تعود .. أخرجت هاتفها من جيب تنورتها رغم كرهها الشديد لتنانير
ولكن لا تستطيع أن ترتدي شيء غيرها فلو شاهدتها جدتها ترتدي بنطال لجن جنونها .. رغم أن
جدتها تعتبر متفهمه بالنسبة لنساء الاتي في نفس عمرها الا أن هناك امران لا تقبل بهما
البنطلون و المسلسلات التركية و والكورية .. اختلست النظر لهاتف الفتاة بجوارها فكان احدث
موديل تضعه بجوارها ولا ترفعه ابداً طالما هي في مجلس نساء أكبر منها .. لا تعلم أن
كانت تحسدها على العز و المال الكثير الذي تملكه ام تشفق عليها لعيشها وحيدة تخدم عجوز
مسنه بتفكير قديم .. أي غباء تفكرين به يا سديم .. بالطبع أنتِ تحسدينها .. فهذه العجوز
المسنة تدللها ولا تبخل عليها بشيء .. لطالما كانت هي أكثر بنات القرية أناقة و افضلهن
ملبس و مأكل .. ليس لديها جد معقد يكره الفتيات ولا جده ضعيفة شخصيه ولا والد يحب
نفسة أكثر من أي شيء ثم يأتي حبه للمال بعد حبه لنفسة .. وايضاً ذو سمعة سيئة
و والدة لا تتقن سوا أخبارها بأن تصبر و تحتسب .. هذه الفتاة تحمل بطاقة بنكية لا تمتلك
أي واحدة هنا مثلها .. بينما هي حسابها لا يعرف سوا المكافئة الشهرية من الجامعة وبعض
من الأموال التي تأتيها من اعمامها بين الحين و الأخر وليس
كأنها حفيدة مالك الأبل الذي بحوزته مئات الملايين ان لم يصل حسابه للمليارات وهذا
ما تشك هي به .. رفعت نظرها لرشا التي عادت لتو وجلست بجوارها .. مالت لتهمس لها
: وين رحتي .
رشا تجاريها بالهمس : ابوي دق علي يبغاني اسوي له شاهي .
ميلت شفتيها : اكيد متهاوش مع جدي .
رشا : مدري .. لكن انتبهي تراه طلبني فلوس وقلت ما عندي .
نظرت لها بعدم تصديق : قبل يومين أخذ من جدي الفين .
رشا : يقول بيسدد رجال يطلبه .
سديم بخوف : كم يطلبه ؟
رشا : 1500 .
تنهدت براحه : اشوا ما يمديه يطلب مني .
نظرت لها بسخريه : حبيبتي والله لو يدري ان معتس ريال ليقول هاتيه ينفعني ( تنهدت ) الله
يهديه و يخليه لنا .
سديم : تصدقين على أنه مطلع عيوننا بس ما مخوفني الا انه يموت والشايب حي والله ليبهذلنا .
بان الضيق في ملامحها فرغم أختلاف الشخصيات الواضح بينها وبين اخواتها الا ان هذه
الفكرة هي احد الأشياء التي يتفقن عليها .. فوالدهن رغم انه لا ينفعهن بشيء ابداً بل يجلب لهن
المشاكل على الدوام الا انه يعتبر درع حماية لهن فالمشاكل بينه وبين جدهن تجدها مريحة لهن
فبسببها استطعن ان يدرسن الجامعة وأن يخرجن بين الحين و الأخر .
نظرت لليلى التي همست : العشاء مطول ؟ جدتي ما تقدر تسهر أكثر من كذا وبعطيها أبره
السكر .
رشا : لا خلاص بيغرفونه هالحين .
في المطبخ
لفحت نورية شرشفها الأسود الذي يغطي جسمها من الأكتاف حتى الركب وهو ما يرتدينه
داخل حدود القصر او اذا كُن في زيارة لأهلهن حيث ان الجميع هناك أقارب لهن .. اخذت
تغرف الزر في الصحون بينما سميه تملئ حافظة لزوجها .. أشارت لها : والله لو منتس ما
امد عليه حبة رز .. مدري كيف انتِ صابرة عليه .
سميه : ماني مشتته بناتي .
صمتت فتلك محقة على الأقل هنا لهن منزل يخصهن اما ان ذهبت بهن فسيعشن في منازل
الناس و أن استلطفهن واحد تضايق عشرة غيرة ..
اقتربت لتساعد نورية بحمل المفطح و وضعها على الرز حين همست تلك لها : اسمعي
هذاك اليوم سمعت وحدة مستضيفينها قناة السعودية الظاهر انها محامية .. تقول تقدرين
ترفعين قضية على زوجتس انه ما ينفق وانتِ في بيته وعلى ذمته .
شخرت بسخرية : اجل هو بيتركني على ذمته ولا ابوه بيخليني أوصل للمحكمة والله ليفجر
راسي وانا ما اخذت المفرق اللي عند المحطة .
هزت رأسها باقتناع : الله يفكتس منهم الاثنين .
تمتمت مستغفره : الله يخليه لبناته .. دقي على العيال يجون يأخذون العشاء .
وقفت على باب الطبخ لتشير للعاملات : وحده تنادي لي رهف .
نهضت احداهن بملل لتذهب للمجلس و تنادي رهف التي جاءت تلف طرحتها : هاه يمه .
مدت عليها الحافظة : ودي عشاء أبوتس و عطيه ابره السكر قبل يأكل .. وان عيا ادخلي
وعلمي جدتس لا بكرة يحطها برأسنا ويقول ما اعطني ابرتي .
لبست نقابها و حملت الحافظة لتخرج من الباب الثاني للمطابخ .. سمعت صوت ساخر
: اخس متى تغطت هالنتفة .
التفتت للخلف لتجد عمها نزال وحاتم وأبناء اعمامها سهاج و عياش و بالطبع من تحدث ذلك
البغيض عياش .. شخرت بسخريه : والله كنت بنتظرك لين تصير رجال بس عرفت انك مطول
و انا الستر واجب علي يوم ان المرجلة مو لكل واحد .
اتسعت عيناه بصدمه بينما ارتفع صوت ضحكة حاتم و نزال .. اما سهاج فلم يهتم ودخل
للمطبخ .
أكملت طريقها بين المنازل الفخمة قاصدة منزلهم .. فتحت الباب و اتجهت للمجلس لتستقبلها
رائحة الدخان التي ثبتت في الأثاث فمهما حاولت والدتها ان تنظف و تبخر الا ان رائحة
الدخان ثابته .. وضعت الحافظه امامه وهو منشغل باللعب في هاتفه ثم عادت للمطبخ لتخرج
سفرة و تأخذ ابرته من الثلاجة .. فرشت السفرة امامه لتضع الطعام و حركت الابره لتحدد
كمية الانسولين قبل أن تمسح على عضده بمسحه طبيه و تحقنه بالابره ليصرخ : هذا ويش .
رهف بعد اهتمام : ابرتك .
فتح الحافظه بعنف و بدأ يتناول عشاءه وهو يعيب على كل شيء .. وقبل ان تخرج سمعته
ينادي : وين الببسي .
عادت للمطبخ ستعطيه الذي اشترته هذا الصباح وستأخذ من ثلاجة جدها ثلاثة غيرة ..
تركته بجواره وعادت لتجد الجميع قد اخذ مكانه على السفرة .. جلست و بدأت تتناول
الطعام .


-----------------------


بعد العشاء ذهب لفاء لنوم وعبدالله غادر لمنزلة بينما الشباب اجتمعوا في التكه الخارجية
بجلستها الشعبية .. نظر عياش لسهاج وقال ساخراً : يوم انك سددت مفلح وراك ما قلتها
من بدري عشان ما يزعل جدي .
سهاج : شوفة عينك زعل لأني سددته عشان كذا ما بغيت أقول .. وعمي ماهو مسدده
ولا انا بتارك الرجال ينتظر فلوسه .
حاتم بتفكير : اللي فاك مخي وين ودا الفلوس .. طير ثلاث الاف في اربع أيام .
اتجهت الأنظار لنزال المنشغل بهاتفه فحاتم لا يعلم بأن أخيه حزام مدمن على المخدرات ..
أنزل الهاتف : يعني ما تعرف حزام ! اخذ من ابوي الفلوس حطها بدخان يأمن نفسه والباقي
راح على المطاعم .. أخوك سرفه الفلوس ما تقعد في جيبه دقائق .. الفطور من المطعم الفلاني
و الغداء من المطعم العلاني لين يصفر ثم جاء يشحذ وحجته مطبخي فاضي .
عاد ليكمل مراسلته بذهن شارد .. حاتم اصبح شاباً و أن صدق كذبته اليوم لن يفعل بالغد وجل
ما يخشاه أن ينجر لذلك الطريق الذي ذهب له حزام منذ سنوات طويلة .. خرج من تطبيق
الواتس ليذهب لتويتر ليمر على رسائل الخاص يرد على اغلب الرسائل و ينتهي الحال به
لدخول لتلك المحادثة و يرسل نقطه فقط ثم يخرج من التطبيق وهذا حاله منذ ثلاثة أشهر ..
نظر لعياش الذي عاد للحديث مع سهاج محاولاً اغاضته ولكن الأخير لا يهتم له .. مسكين
يا عياش لقد اخترت الشخص الخطأ .
نهض بكسل فالساعة الان 12 بعد منتصف الليل ولقد فات موعد نومه بساعة .. يكره أن يذهب
لدوام دون ان يأخذ كفايته من النوم .. ولا يرى في السهر معهم أي متعه فبعد قليل سيغادرعياش
غاضباً و حاتم سيبدأ بالتذمر من الجامعة اما سهاج فسيبقى يتأمل السماء وكأنه يبصر اهم شيء
في حياته ..
دخل للمنزل الكبير الذي يضمه و والديه مع حاتم وعياش .. لا يراه سوا منزل كئيب لا شيء
فيه يدعوا للبهجة سوا صوت والدته التي تفرش الان سجادتها في غرفة صغيرة اتخذت منها
مصلى .. تدعو بالكثير حتى بدأ يشك بأن الليل ينقضي دون ان يغمض لها جفن .. لم يرغب
بأن يقاطع خلوتها بربها فصعد لجناحه .. يعلم بأنها ستشمله بالدعاء كما تدعو لعبدالله وحزام
و حاتم و لفقيدهم عبدالرحمن .. وبالطبع لتلك التي حرم عليهم نطق اسمها .. يجدها تزور فكرة
كثيراً منذ يومين ولا يعلم ما السبب .. مرت سنوات وهي بعيدة عن باله اجباراً ولحقت بها
سنوات نسي فيها ان له أخت .. يقسم لو مرت من امامه صدفتاً لن يتعرف عليها .. فخمسة
وعشرون عاماً كفيلة بأن تنسيه حتى ملامح وجهها .. صدقاً لم يعد يتذكر ملامحها و صوتها
.. رغم انه في السنوات الأولى حاول جاهداً بأن يحافظ على ذكرياته ولكن ذاكرة الأنسان لها
طاقتها وقدرتها .. كما أن مشاعراً هاجمته مع تقدمه في العمر و أفكار بدأت تأخذ حيزها في
معتقداته جعلت صورتها تتلاشى .. لا يعلم حقاً لما عادت لأفكاره ولكنه متأكد بأنه كاره لهذه
العودة ..
اغمض عينيه يتمتم بأذكاره فغرق بالنوم قبل أن يتيم ما يقرأه فالتعب اخذ نصيب السبع
من جسمه و عقلة .
..
في الأسفل لم يفوتها صوت خطوات نزال الثقيلة ولا حتى خطوات حاتم الذي تبعه بساعة
وهو يصعد مستعجلاً لعله يدرك ساعات من النوم قبل ان يستيقظ في ال8 صباحاً من اجل
الذهاب لجامعته .. طوت سجادتها و انزلت شرشف الصلاة بعد أن بثت حزنها و شكواها
لله .. وقفت بصعوبة فركبتاها لم تعد تحملانها كما في السابق أصبحت اكثر ضعفاً و هواناً
عدلت طرحتها القطنية على رأسها وهي تطلب المصعد لتذهب لجناحها .. دخلت بهدوء
حتى لا تقلق نوم زوجها و اخذت مكانها بحذر أصبحت تتقنه .. اغمضت عينيها راجية
النوم ولكن يبدو أن النوم بعيد كل البعد عن عينيها .. منذ سنوات باتت تخوض حرباً
ضروس مع النوم .. كانت هي المهزومة فيها ولا تظن بأن النصر سيكون حليفها يوماً ما ..
سمعت من البعض بأن الشخص اذا تقدم بالعمر يتعسر نومه ولا تعلم أن كان هذا صحصح
ام أن الهموم التي اثقلت روحها طردت كل سبل الراحة عن جسمها وعقلها ..منذ يومين
رأت ابنها عبدالرحمن في المنام و اخبرها بأنه بحاجه لصدقة ففزت من نومها فجراً ولم
ترتاح حتى اعدت الفطور لضيوف و ذبحت الذبائح و وزعتها .. كل ما فعلته رخيص
يا عبدالرحمن .. نعم رخيص في عينيها فأنت هو الغالي .. لم تهتم لوجع جسمها وهي
تعد الخبز ولا وهي تقلب قطع اللحم لتوزع الإفطار .. لا فائدة من صحة وعافية أن لم
تبذلها من أجلك يا وجع قلبها و روحها .. كل هذا لا يساوي شيء في نظرها امامك يا فقيد
أمومتها .. عشرون عاماً كل يوم يمر فيها تصبر و تحتسب ولكن لا سلطة لها على أمومتها
.. تلك الأمومة جزعت وهي تودعك ملتفاً بالبياض مطيباً بالكافور ..
ولكن لم تكن تلك أول مرة تجزع فيها أمومتها .. كان ذلك قبل رحيلك حين أخذت تجوب المنزل
بحثاً عن أبنتها الوحيدة .. كتب على أمومتك يا عائشة أن تتذوق المر تباعاً فأن غيب الموت
احدهم و ضمة الثرى فأنت تعلمين أنه بجوار الرحمن الرحيم .. ولكن تلك التي تعيش بين
البشر ماذا حل بها .. لا الناس ناسها ولا المكان لها .. كم شخص هناك يحبها وكم شخص
يكرهها .. كم لسان مدحها وكم لسان ذمها وتحدث بالسوء عنها .. هي بين مئات القلوب التي لا
تعلم ماذا تضمر بداخلها .. كل هذا كثير على أمومتك يا عائشة فصبراً .. ليس بيد ضعيف
الحيلة سوا الصبر و السكوت .


--------------------------------


دخلت للمجلس تحمل الشاي متذمرة : يا فضحي في عمي نزال .
رشا بملل : تستاهلين وش لقفتس تردين على الرجال وعمانتس واقفين .
رهف بقهر : انا خلقه ما ادانيه وهو ملقوف بعدين انا لي ثلاث سنوات متغطيه توه يلاحظ مثلاً .
سديم : اجل هو فاضي لتس يراقبتس تغطيتي ولا لا !! اخ بس لو ما رديتي كان يمدي عمي
نزال مأدبة .
رهف : تهقين كان بيضربه .
سديم : لا مو ضاربه مير بيقصفه بيخليه ما يحط عينه بعين احد سنه قدام .
نزلا كتفيها باحباط : والله لا أنا اللي سكتت ولا أنا اللي رديت مثل الناس .
ارتفع صوت ضحكة سديم : بالله ذكريني وش قلتي له .
رهف : ماني بقايله .. بعدين في رأسي كان الرد وش قوة لكن يوم قلته لهو وش طوله تقول
جريدة على غير سنع .
اشاحت بنظرها تعود لمتابعه ما يعرض على التلفاز بملل .. الحياة هنا أصبحت لا تطاق
تنتظر اللحظة التي تتخرج فيها من الجامعة و تتوظف حينها لن تبقى هنا دقيقة واحدة .. وستأخذ
والدتها و اخواتها من هذا الجحيم المدعو منزل ومن الشياطين التي تحيط بهم وتدعى عائلة .
أغلقت التلفاز بعد أن شربت كاسه الشاي كامله : خلاص قومن ورانا بكرة دوام .
نهضت سديم : أي والله طولنا بالسهر .
كشرت رهف : انا بقعد سهرانه و بغيب .
ركلتها سديم بخفه : أقول قومي ترا امي متحلفة فيتس .
رهف بهقر : ايه وش عليتسن أنتن بتروحن للجامعة و تفلنها وانا بقعد مقابلة بنات الجماعة
وهوشة زينة و أفنان بنت راشد .
رشا بتحذير : يا ويلتس تهاوشين معها مالتس دخل في بنت الناس بكرة تقلب السالفة عليتس .
سديم : صادقه لا تشوفين زينة معتس تسولف و تضحك ترا بكرة تقلب السالفة عليتس بنت
نورية و تطلع هي منها .. انا ترا ملاحظة انها هي الوحيدة اللي حركاتها مثل أمها ولا الباقين
طالعين على عمي .
صعدت لغرفتها بعد ان انهالت عليها نصائح سديم التي لا تنتهي .. ليس وكأنها لا تعلم ما هي
حقيقة زينة .. هي تعلم جيداً بأنها تتبع مصلحتها فقط وترا نفسها اهم من الجميع و يجب أن
يضحي الجميع من أجلها .. منذ نعومة اظافرها وهن معن تعلم أي فتاة هي زينة ولكنها لا تملك
صديقة سواها فعلاقتهن مع جميع الفتيات تدمرت تماماً بسبب غرورهن الذي أصرت زينة
على أن يتبعنه فهن حفيدات الشيخ .. كن يتنمرن على الطالبات و يتطاولن عليهن حتى غادرهن
الجميع .. عكس أفنان ابنه راشد المحبوبة من جميع الطالبات و المعلمات و حتى الخالات ..
المدرسة بالنسبة لها جحيم .. اما أن تدرس او تتحدث مع زينة .
أغلقت باب غرفتها لتقف ثواني تتأمل الأثاث القديم .. ربما مر عليه أكثر من ست سنوات
.. ما زال لون غرفتها باللون الزهري الذي أصبحت تكرهه وعما قريب سيتخطى طولها طول
سريرها .. وحين اتخذهن والدهن عذر ليطلب من جدهن المال قال ( وليه مخلي لكل وحدة
غرفة حطهن بغرفة و اشتر لهن فرش و واجد عليهن )
لا تعلم من تلوم حقاً .. هل والدها ام والدتها ام جدها ام حتى تلك العمة التي هربت لسعادة و
المال كما تقول سديم دوماً و تركت لهن جهنم ليحترقن فيها دون أي ذنب .
..
فتحت تطبيق السناب و اتجهت للحساب الذي أصبحت تتابعه منذ سنه تقريباً وقعت عليه
بالصدفة حين سمعت بعض الفتيات في الجامعة يتحدثن عنه .. لتكتشف حقيقة الحياة التي
تعيشها العمة الهاربة و أبنتها .. تأملت لون البلاشر ولمعته على كفها وصوت تلك المدللة
وهي تمدحه و تعد متابعاتها بتطبيق له .. هل يجب ان تحسدها على هذا البلاشر الجديد
الذي بطبع هي تملك الكثير من نفس ماركته وماركات أخرى بنفس الجودة و الشهرة و السعر
المرتفع .. ام تحسدها على كفها الذي لا يخرج سواه وقد بان فيه الاهتمام .. ام تتأمل مفرش
السرير الحريري من كانت تتحدث دوماً عن أهميته بالنسبة لها وأنها منذ سنوات لا تنام
سوا على مخدات الحرير لإنها الأفضل لبشرتها وشعرها .. ختمت سناباتها بصور لطعام
الذي طلبته وهي تتذمر بأن معدتها ستؤلمها بسبب الوجبات السريعة .
رمت بالهاتف ما زالت لا تصدق بأن هذه هي حياة فتاة هربت والدتها مع رجل لتتزوجه
.. هذه فتاة لرجل و امرأة حكم عليهم أن من يدخل الطائف دمه هدر ولولا انها بجوار شيخ
القبيلة لكانت قتلت منذ زمن بعيد ولحقت بزوجها الذي التهم الدود جسمه ..
استلقت تتأمل سقف غرفتها لتتذكر بأن تلك صورت ايضاً سقف غرفتها قبل شهر وهي محتارة
في امرها .. ويال الحيرة السخيفة لا تعلم أي ثريا تضع وتكاد تجن لإنها وقعت بغرام الاثنتين
فأنتهى بها الأمر تضع واحدة في غرفتها و الأخرى في غرفة ملابسها و مكياجها ..
كم انها فتاة ساذجة بلا هموم .. تتخيل فقط لو انها تأتي هنا لتجرب أسبوع من حياتهن .. ربما
حينها تخرج بدون عقل او حتى يصل صراخها لحدود الفضاء وهي تحرم من سيارتها و
صالونها و ذهابها للأسواق و المطاعم كل حين .. و تحرم من السفر هنا وهناك ..
تنهدت وهي تسحب الفراش لتغطي كامل جسمها لما تعاقب نفسها بالنظر لحياة تلك يكفي
انها ستذهب في الغد للجامعة و تشاهد كيف يلبسن الفتيات وهي لا تملك سوا خمس قطع
خصصتها للجامعة وكل من سألها مستغرباً وضعها وهي حفيدة لفاء مالك الأبل نظرت لهن
بتعالي وقالت ( وليه اصرف فلوسي على هالتفهات ؟ لازم اجي كل يوم بلبس عشان اعلم
الناس ان الله منعم علي )
لتسمع حينها كم أن عقلية الأغنياء مختلفة وأن المظاهر أخر همهم .. بينما هي ابتسامتها
الساخرة لا تفارق شفتيها ساخرة من نفسها وهي ترمي الكذبة تلو الأخرى حتى أصبحت
تنسى كذباتها ..


-----------------------------------


ارتفع صوت منبه ساعتها حين دقت الساعة السادسة وربع لتمد كفها و تطفئه و تبعد اللحاف
عن جسمها و تنهض قاصدة حمام غرفتها لتستحم سريعاً و تخرج ملتفه بروبها الصيفي
بلونه الرمادي الغامق .. تركت شعرها القصير ينام في أحضان منشفتها بينما هي بدأت ترطب
بشرتها وتضع مكياجها البسيط بخطوات معينه معتمدة على ابراز جمال عيناها و شفتيها
الممتلئة بشكل ملفت حتى اصبح الجميع ينظر لها وكأنها نتيجة لحقنة فيلر بينما هي الشيء
الوحيد الذي ورثته من والدها و أن كانت شفتيها اكثر امتلأ بسبب تكوينها الأنثوي ..
حررت شعرها لتمشطه وهذا كافي .. فهذا الشعر الحريري بصورة مبالغ فيها كان أكثر
ما تكره فمهما سرحته و رشت عليه من مستحضرات التثبيت لا يجدي معه .. كان اشدهم
بأساً و ضراوة من صمد لساعتين فقط قبل ان تنزل خصلاتها متحرره .. لبست أحد أطقمها
الرسمية بلونه الأحمر الباهت وحين اتى دور حذاءها تنهدت بحيره .. حسناً أن اختارت
شيء لتغيره بنفسها لن يكون شعرها بل طولها الفارع .. لطالما غبطت قصيرات القامة فهن
يتمتعن بشكل انثوي أكثر .. وقع اختيارها على حذاء بأحد درجات النود الباهتة ليكون
ختام مظهرها لهذا اليوم .. حملت حقيبتها الصغيرة لتثبتها على كتفها و اتجهت لمكتبها
لتأخذ حقيبة جهازها المحمول و تغادر قاصدة الصالة مع نزولها سمعت الخطوات السريعة
لتبتسم قبل ان تتوقف في مكانها و تتلقى قبله الصباح على جبينها من أخيها لتنظر للمسافة
بينهما وهي درجة واحده و تقول : ما شاء الله متى طولت .
عمر وهو يعدل ازره ثوبه : بدري توتس تلاحظين ! لي شهر المح لتس انها صارت درجه
وحدة بس ماش الأرسال ما يوصلتس بسرعة .
مسحت على كتفه : اعذر طولي .
ضحك وهو يتخطاها للأسفل مسرعاً : حالف أن محد يحب رأس فطوم قبلي .
تبعته تمشي بهدوء وحين وصلت له كان منحني يقبل رأس جدتهم فاطمة وهي تحتضن
وجهه بين كفيها : أجل صوم تراني سلمت عليها بعد صلاة الفجر .
نظر لجدته بعدم تصديق : جدة .. فاطمه سلمت عليتس قبلي .
ابتسمت الجدة فاطمة وهي تنظر لسميتها : ما عليه تسبقها بكره .
جلس بجوارها وهو يسحب كم ثوبه يهم بتناول إفطاره : بكره بكره .. امر الله شق القربة .
سكبت لنفسها كاسه من الحليب الدافئ : امي وينها ؟
الجدة فاطمة : طلعت لأفنان الله يصلحها مدري وش جايها من البارح حالفه ما تداوم .
عمر بابتسامه : فاتتس فعاليتنا البارح .
عقدت حاجبها باستغراب بينما جدتهم نهرته : بس يا ولد تراني سكتت عنك البارح مير اليوم
والله اني لأضربك ان هرجتها .
نظرت لعمر باستغراب : وش صاير .
انفجر ضاحكاً : البارح السهرة عنوانها أفنان وقملاتها .
شهقت : يا ويلي .. امانه صدق .
هز رأسه مؤكداً : أي والله ليلها كله تحتك و يوم امي كدتها لقت فيها قملتين كل وحده أكبر من
الثانية .
كشرت بتقزز : أكيد جايبتها من المدرسة .
عمر : اكيد .. وعانيها من البارح تحالف انها ما تداوم .
اشارت له : وانت اكيد ما قصرت فيها .
حرك حاجبيه باستمتاع : من زمان ما نمت مرتاح مثل البارح .
: يا حبك لشماته بس .
اتجهت الأنظار لوالدتهم التي نزلت الدرج والضيق بادي على ملامحها .. لينهض عمر
و يستقبل والدته مقبلاً رأسها وكفيها : أخ يمه والله بعمري ما شميت ريحة زينه مثل
ريحة شعرتس .
ضحكت : الله أكبر عليك .
عاد لمكانه : والله العظيم .. بعدين يا هي تنفع فالكبد .
اخذت مكانها على السفرة تدهن قطعة من التوست : مغر عشاني أمك .
نظرت لدرج و نادت : سيف تعال افطر ترا الباص بيفوتك .
نزل ذاك المراهق بوجه عابس ليستلقي واضعاً رأسه في حجر والدته : الله يقلع المدرسة .
نادية : يالله صباح خير .. قم صبح على المسلمين .
فتح نصف عينيه : صبحتم بالخير .. احد عنده قمله سلف عشان اغيب .
عاد صوت عمر الضاحك ليرتفع في المنزل بينما وضعت ناديه قطعه التوست المحمص
في فم سيف : والله ان عاد قلتم لها شيء لتشوفون شيء ما يعجبكم .
مضغ سيف لقمته ببطئ : ليتني أفنان وكلن يداريني .
فاطمة بهدوء : محد مدلع كثر افنان الا انت .
عمر : أي والله محد أكلها في هالبيت غيرنا يا وخيه .
شخرت بسخريه : لا تسوي خوي وقوم يالله انا بتأخر على دوامي .
نادية بحزم : اليوم تحجز موعد عشان الرخصة رجال طول بعرض وللحين ما سقت .. أختك
مو فاضيه لك .
لوح لهم : اذا رجعت نتفاهم .
أخذت مكانها خلف المقود و نظرت لعمر ببرود ليمد يده بضيق و يضع حزام الأمان : ذليتينا
أنتِ و قوانينتس .
فاطمة : هذا لسلامتك يا الدلخ .
نظر للمحطة الكبيرة عند بداية الدخول للقرية حيث يرتادها المسافرين ومن أتوا لسياحه هنا
و زيارة قريتهم التي تكتسب شهره كل سنة أكثر من السنة التي تسبقها : ذكريني أشتري
لأفنان ايس كريم .
رفعت حاجبها : أجل مثقل العيار عليها .
رفع كتفيه : لا مير هي بكايه .. المراهقين مشكله كل يوم بمزاج .
فاطمه : احب أقول لك انك للحين مراهق .
عمر : مراهق جامعي احسن من مراهق توه بالثانوية .
ركزت على الطريق فالقيادة هنا في الطائف لها قانون مختلف ابتدعوه الرجال فيه من التهور
و الاحتراف مالا يستطيع غيرهم التعامل معه حتى أصبحت قيادتهم مضرب مثل فالبعض
معجب و الأخر كاره لهذا التهور .. وهي تقل أخيها كل يوم في الذهاب و العودة و تخشى
عليه أن يصاب بأذى و تكون هي السبب .. مشاعرها نحو اخوتها تميل للأمومة أكثر من
الأخوة .. فهي ترا تعاملهم مع بعضهم بمزيج غريب بين الأخوة و الصداقة و المزاح و الشجار
.. مزيج لم تجد أحد لتعيشه معه بسبب فارق السن بينها وبينهم فهي في الثامنة و العشرون
من عمرها و عمر الذي اتى بعدها يبلغ من العمر تسعة عشر ربيعاً .. تسع سنوات هي
الفارق بينها وبين اخيها .. اما أفنان فبينهما 12 عاماً عانت كثيراً مع علاقتهما حتى اخيراً
توصلت لحل بأن تكون صديقة أكثر من كونها أخت .. اما سيف فيبنها وبينه 14 عاماً أي
نفس عمره بالضبط ولا تجد له سوا مشاعر الأمومة فهي كانت تبدل له ملابسه و تحممه احياناً
هي من حفظته السور ومن حلت معه واجباته وهي من كانت تصرف مكافئتها الجامعية في
شراء الألعاب له .
اصدر عمر شخيراً فابتسمت لا تعلم كيف سيقود هذا سيارة وهو يغرق في النوم ما أن تتحرك
عجلاتها و تأخذ مسارها في الطريق .. المسافة بين قريتهم و الحوية ليست ببعيدة ولا قريبة
ولكن ما يقلقها هو زحمة الشوارع أمام الجامعة .. واليوم كانت الزحمة لا تطاق كما أن الجميع
يحاول أن يتجاوزها ظن منهم بأنها غشيمة و ستسمح لهم .. نعم ما زال الجميع يستخف بقيادة
الفتاة و أن كانت تعلم بأن الكثير من الفتيات لديهن أغلاط في بداياتهن ثبتت هذه الصورة في
ذهن الكثير .. توقفت امام جامعة الأولاد لينزل عمر مسرعاً بينما هي ذهبت لمباني جامعة
البنات و أوقفت سيارتها في المواقف لتنزل وهي تعلم أي منظر سيكون في انتظارها .. تنهدت
وهي ترا التزاحم امام بوابة الدخول نعم أنها بوابة 16 يا سادة ومن حسن حظها أنها
قدمت قبل الساعة 9 وقتها سيكون الازدحام اشد .. اشهرت بطاقتها حين وصلت اخيراً للأمن
لتدخل تمشي بثقه مبتسمه ترد تحية الصباح على الطالبات الاتي القينها اتجهت نحو مبنى
11 حيث مكتبها لتجد زميلتها في المكتب قد وضعت كوب القهوة على طاولتها و الأبخرة
تتصاعد منه : صباح الخير .
رفعت زميلتها نظرها لها : صباح النور .. ما شاء الله على الوقت بالضبط .
صافحتها ثم انزلت عبايتها : ماهو بس أنا اللي على الوقت .
نظرت زميلتها لكوب القهوة مبتسمة : يستاهله دماغك الفنان .
ضحكت وهي تأخذ مكانها خلف مكتبها وترفع الكوب لتستنشق رائحة السائل اللذيذ بداخلة
: ما قصرتي يا قلبي .. دماغي الفنان يشكرتس على الشحن الحلو هذا .
رفعت هاتفها تنظر لرسائل التي وردتها وكان من ضمنها دعوة لحضور ملتقى لريادة الأعمال
نظرت لزميلتها ماجدة : جاتتس دعوى اليوم .
هزت رأسها بالإيجاب : ايوه حق ريادة الأعمال .
تنهدت : توقعت انهم بيخلونه مشترك .
ماجدة : مو كبير مره عشان كذا قسم العيال نظموه .
انزلت هاتفها : حاطينه بيوم الأوف حقي .
ضحكت : خلي الدلع و تعالي اكيد بيكون حلو .
ميلت شفتيها : كنت بجهز طلبات المشاريع لطالبات بس بشوف وقتي أن ما قدرت ما راح اجي .


-----------------------------


سحب نفس عميق بعد أن أغلق أخر ازرار بدلته العسكرية .. التقط عطره و نثره على اكتافه
.. رائحة خفيفة و باردة مناسبة لصباح صيفي .. اخذ مفاتيحه و ادخل محفظته في احد جيوبه
وكذلك هاتفيه .. اليوم سيمر بدوامه لينهي بعض الإجراءات البسيطة ثم سيذهب للمستشفى
لإجراء بعض التحاليل المطلوبة .. مر بالصالة ولم يجد احد وكذلك غرفة الجلوس .. اذاً
هم بالخارج بالتأكيد .. خرج لهم ليجد ابيه و امه وأبناء خلود منشغلين باللعب .. اقترب
منهم ليقبل كل منهم بعنف كما يكرهون وسط صرخاتهم المعترضة ابتعد مبتسم
: ايه ماني فيصل ولا يمديكم معارظيني تبغون حبتي .
عبدالله بعدم رضى : اوجعتهم .
جلس بجوار والده على الجلسة الشعبية فوق الدكه المرتفعة نسبياً : صبحتو بالخير .
عبدالله و نوريه : صبحت بالنور .
مدت له والدته فنجال القهوة : وش عندك لابس .
اخذه ليستنشق رائحته : بروح للمستشفى طالبين تحاليل ويمكن ما اجيكم على الغداء .
نورية بضيق : وهو مافيه غيرك يحللون دمه كل شوي .
ابتسم بسخريه : التحليل على المفرزة كلها طالبين بصمه وراثيه و أشياء واجد .
عقدت حاجبيها بعدم فهم : وش بصمته .
نظر لها : عشان لا لقوني محترق و متفحم يعرفون من انا بسهولة .
قفز متفاديً حذائها الذي رمته به غاضبه : حسبي الله على العدو يا ولد أنت ما تعرف تهرج ؟
امحق عقيد حارق دم امه .
عاد لمكانه ليكمل فنجاله : قلت لكم ماني بعقيد احد .. عقيدكم عانوه فالهدا .
اشاحت بنظرها بينما هو سأل : وين خلود .
عبدالله بانزعاج : عيت امك تخليها تطلع .
نورية : الهواء قوي عليها منتم نافعينها لمرضت .
عبدالله : وليه ما انفعها ! ابذل لها الغالي و النفيس لو تطلب .. اعتقي البنت بتمرضينها .
نظرت له بضيق وهو يغادر و تمتمت : حوفكم ما تعرفون وش يسوي الهواء بالنفاس .
هز فنجاله : توصين على شيء .
نظرت لعينيه : ايه وصاتي وحده و تعرفها .. لو تشوف بني عمك يحترقون قدامك ولا الريجيل
يتوطون ببطنهم لا تلتفت لهم مالك دخل بأحد .
ميل شفتيه بامتعاض و نهض مغادراً هذه وصيتها ومع ذلك تدعوه بالعقيد .. خرج من حديقة
منزل والده ليمشي بالمساحات الخضراء قاصداً مجلس جده دخل ليسم عليه وعلى من كان
متواجد من ضيوف و تناول الفطور معهم قبل أن يغادر .. وقف امام سياراته الثلاث يتأكد
من كفر كل واحده وفي النهاية ركب المرسيدس ليخرج بعد أن يفتح الباب الخاص بدخول
سيارات أصحاب المكان .. رفع هاتفه ليتصل بإدريس يوصيه على المحاصيل فالسماء
تنذر بأمطار قوية كما لاح في وجه السحاب المتراكم و كما بشرت الرياح التي تهب
منذ الصباح .. عقد حاجبيه بضيق وهو يعود ادراجه بعد أن ذكره إدريس بصناديق الفاكهة
التي تركها أمانه لديه بالأمس .. أوقف سيارته بمنتصف الطريق فلا يستطيع أن يكمل
قيادته بسبب الطين .. انتظر لدقائق حتى قدم إدريس بسيارته الدفع الرباعي و وضع الصناديق
ثم غادر .. حسناً لقد تأخر بما يكفي سيوصل أمانته ما أن ينتهي من أعماله المتراكمة ..
كان أفضل له لو ذهب لتحليل بالأمس ولكنه فضل أن يقضي اليوم بين الحقول يقطف محصوله
الذي زرعه و رعاه طوال الشهور المنصرمة .. توقف عند المحطة ليزود سيارته بالوقود
قبل أن ينطلق مسرعاً يسابق الوقت حتى لا يتأخر ..
لم يخلوا مشواره من الاتصالات التي لا تتوقف حتى اعتاد عليها .. ان مرت ساعتين دون
أي اتصال يشعر بأن هناك خطأ او أن هناك شيء حدث ولا يريدوا منه معرفته .. على كثر
مكالماته كان الاتصال الوحيد الذي بدر منه طوال الطريق من نصيب شخص واحد ومع ذلك
لم يجيب الطرف الاخر لان هاتفه مغلق انزل هاتفه وهو يوقف سيارته في المواقف الخاصه
بالعمل .. لنرى كم سيطول سفرك هذه المرة يا سعود ..
ترجل حاملاً أوراقه التي اتى من أجلها .. ثبت بطاقته العسكرية على ذراعه فهذا امر
من العميد الجديد وكأنه ترك كل الأمور المهمة ليلتصق بالشكليات او ربما هو يبدأ بالشكليات
ليتعمق لاحقاً .. لم تسمح له الفرصة بأن يراه حتى الان فذاك حين اتى لم يكن يوم دوامه ..
اتجه لقسم المكاتب ليطرق الباب و يتقدم واضعاً أوراقه على المكتب : وقولوا ناقصه .
كشر من يجلس خلف المكتب : سلم على الأقل .
وضع كفيه في جيوب بنطاله : انت تعرف ان مالك سلام من بعد سواياك .
رفع حاجبه ليقول بشيء من الجدية : لا تطلع نبغاك في موضوع .. ولا تروح للحمامات ترى
الماء منقطع و اخذ لك قارورتين مويه و اشربها .
ميل شفتيه ساخراً : قول فيه تحليل للممنوعات وخلصنا .
اتجه لطاولة الموضوعة خارج المكتب و قد رص عليها عدة كراتين للماء .. اخذ له قنينة
واحدة ليشربها على مهل وهو ينظر لساعه على معصمه .. القى القنية في سلة المهملات
بهدوء قبل ان يسمع نداء التجمع .. سار حيث امر بالتوجه وقف ينتظر دوره حين مر به احد
الضباط ومد عليه قنينة أخرى : هاك اغسل جسمك .
اخذها بصمت ليفتحها و يشربها .. ان تصبر على الاستفزاز هو ابسط المهارات المطلوب
منك تعلمها كونك عسكري .. وهذه مهارة هينه جداً فهو بارد الدم كما يدعوه عياش ..
حين اتى دوره اكتشف بأن المطلوب ليس تحليل البول فقط بل ايضاً الُعاب .. يكره ان يفتح
فمه امام احد .. سحب نفس عميق قبل ان يفتح فمه ليأخذ من امامه العينة ويقول : اخيراً
واحد أسنانه نظيفة .
اخذ العلبة الفارغة التي مدت عليه بصمت فماذا يرتجي هذا الشاب من رجال انتشر بينهم
التدخين حتى اصبح امر طبيعي بين أوساط الرجال .. بالطبع ستكون اسنانهم في حال يرثى
لها اما الرائحة فلن يفكر فيها حتى .. عاد له ليضع العلبة ثم يغادر .. بدأ يشك بأنهم طلبوا
الأوراق في هذا اليوم متعمدين .. فهو شاهد مجموعة كبيره من العساكر الذي يشكون في
امر تعاطيهم .. من قراءته للوجيه تبين له بأن هناك عدد لا بأس به سيبيتون في الحبس
لعشرة أيام و البعض سيتعرض للإيقاف المؤقت .. ولا يستغرب لو سمع أنه فلان قد
انتهت خدمته .. كما انه متأكد بأن هناك عينات للبول سيتم تبديلها وكذلك عينات الُعاب .


----------------------------


ربطت حزام الأمان وهي تسمع تذمر والدتها : الحين ليه ما سويتي الدورة بالطائف .
جيداء : التغيير حلو .. بعدين حرام وش كثرهن البنات اللي طلبن دورة في جدة وانا وعدتهن .
اشاحت نظرها بعيداً بعدم رضى .. التعامل مع والدتها صعب جداً .. خصوصاً اخر سنتين
أصبحت تضيق عليها الخناق و تمنع ما كان مسموحاً .. حين لاحظت ان حسابها انتشر بقوة
بين الفتيات اخبرتها بأن خرج شيء سوا كفها ستقفل حسابها .. وليس لان الكف استثناء لا ولكن
عملها يعتمد على هذه الكف لذلك سمحت لها بأن تبان .. وحين شاهدت كثير من تعليقات
السناب و الانستقرام تطري على صوتها الناعم أخبرتها بأن لا تتحدث كثيراً .. وتكتفي
بالكتابة ولم تتنازل عن رأيها حتى شاهدت بنفسها صعوبة شرح خطوات المكياج بالكتابة
و أن التحدث اسهل بكثير .. وحين بدأت بعمل الدورات التدريبية كونها ميك اب ارتست
اخبرتها بأن أي دورة خارج الطائف ستكون هي رفيقتها فيها .. كما أن عمها سلطان
يرسل أحد أبنائه خلفهم .. فهي الان تشاهد من المرآة سيارة منير الذي يتبعهم وسيقيم
معهم في جدة لمدة ثلاث أيام .. تكره كونها محاطه بهذا الحرص الخانق و السبب احقاد
قديمة لا احد يخاف منها سوا والدتها .. لا تتخيل بأن احد يستطيع ان يؤذيها بعد كل هذه
القوانين التي تسنها الدولة .. ولكن والدتها صرحت يوماً في وجهها بأن الدولة شيء
و القبيلة شيء اخر ولو امر شيخ القبيلة أبنائها بشيء سينفذ في ثواني ولو أن والدها
اخبر احد بأن يذهب و يقتلها لكانت قتلت هي و والدتها منذ زمن ولكن ذاك المحسوب
على أمها اباً لا يريد كما تزعم أمها .. فهو أعطاها إشارة واضحة بأنها لم تعد شيء مهم
بعد أن رفضت ان تعود له و تسلم ابنتها لجدها و اعمامها و فضلت ان تعيش في حما الشيخ
طوال عمرها .. ولكن هي متأكدة بأن هناك شيء اعظم و اكبر من ذلك ولا لما حرصت
والدتها كل هذا الحرص .. ذلك العجوز الحقود لم ينتهي عنده الأمر ابدأ هي متأكدة من ذلك .
توقفت لطلب القهوة و نظرت لوالدتها : يمه وش تبغين .
نظرت لها بطرف عينها : رايقه .
ضحكت : اكيد بروق .. رايحه لجدة و انتِ خويتي و الحارس الأمين وراي ليه ما أروق ..
هاه وش تبغين الرجال ينتظر .
سماهر : موكا و سبانش لاتيه والسكر وسط لثنتين .
ابتسمت : ليتني منير و تحفظين القهوة اللي احبها .
تنهدت سماهر : أي والله ليتتس منير كان يمديني مرتاحة من العناد و الدلع .
ضربت على المقود بأطراف اصابعها تدندن لحناً : ما راح تخربين مزاجي لا تحاولين .
اشارت لها ببطاقة الصراف: الطلب جاء هاتيه .
اخذت البطاقة نعم الشيخ منير لين يقبل بقهوة منها ولكن قد يتنازل ويقبل القهوة اذا دفعت
والدتها وهذا ما حدث فحين اشارت له والدتها وضح ضيقة ولكنها مدتها عليه قائلة
: هاك يا ولد .. فالح تناديني يا عمه وانت ما تعنيها .
ابتسم : افا بس .
حين اخذ الكوب قالت : وانا متأكدة أن محد يعرف انك تحب السبانش لاتيه بسكر وسط
غيري انا .
وضع الكوب في مكانه : الحمدالله على محبة الشيخة سماهر .
حين عادت السيارة لطريق السريع نظرت لأمها : شوفي يمه من الحين نتفق مو أي شيء
اشتريه تصيحين من كميته.. ترا عندي عرايس بجهزهن وفيه هدايا لبنات الدورة .
رفعت كوب الموكا الساخن : ما علي من فلوستس لو احرقتيها .. ركزي على الخط ..
الله يكفينا شره .
انشغلت جيداء بالتركيز على القيادة بينما سماهر كانت تنظر لطريق وتتأمل كل ما تمر به
سيارة ابنتها .. وكل تفكيرها مشغول بالجالسة جوارها من تقبل على الحياة بطموح
عالي وتظن انها قادرة على العيش بمفردها دون الحاجة لأحد .. كانت قد ظنت بأنها
وضعتها على الطريق الصحيح وأن أبنتها ستسير نحو الاستقرار اخيراً واذا بها منذ خمس
سنوات تثور وترفض كل شيء .. ثم تخرج بفكره الصالون ثم الشهرة وتراها كل يوم
تقلص دائرة معارفها أكثر من اليوم الذي يسبقه .. حتى أصبحت اليوم لا تختلط سوا
بعائلة عمها سلطان .. اما بقية العائلة أصبحت علاقتها بهم شبه رسمية .
يبدو أن مشواري مع الخوف عليك يا صغيرتي سيطول واخشى من يوم لا أكون فيه
بجوارك و تكوني وحيدة في مواجهة عالم ترفضينه بكل ما فيك .
.
.
ليت الأماني كل ما جت على البال
يضحك لها الحظ الجميل و تحقق
.
انتهى الفصل


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-22, 01:48 AM   #14

~sẳrẳh

إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ~sẳrẳh

? العضوٌ??? » 1678
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 15,447
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حكاية غريبة وتفاصيل كثيرة علينا ان تاتي دفعه واحدة ..

تحتاج ان نقرائها مرتين بل اكثر ..

الشخصيات تركيبتها مختلفه كل شخصية تختلف عن الاخرى


بداية القصة هروب سماهر ومشعل

لتولد الابنة جيداء اليتيمة المترفه المدللة
ابنه العمة الهاربة ابنه الشيخ لفاء الذي اهدر دمها ..


بنات حزام
رشا رهف سديم

يحسدن ابنة العمة .. ممايعشنه من حقد الجد لفاء .. ينتقم منهن ..

سوال من ليلى وجدتها ؟!
هل جدتها اخت ل سماهر لان سهاج قال ساذهب لبيت عمتي ؟
ام ان ل سماهر اخت توفت وليلى ابنتها وتعيش مع جدتها ؟!


سهاج شخصية ملفته ..
وهو ابن عبدالله عم بنات حزام التعيسات ..
وابن عبدالله خال جيداء ايضا

عياش شخصية نتنه ماادري ليه شفت وحدة من بنات حزام تناسبة ..


من هي ايضا فاطمة الاخت التي تكبر اخوتها بسنوات ؟!



احب ان اجد اجابة الاسئلة في الفصول القادمة



سارة



التعديل الأخير تم بواسطة ~sẳrẳh ; 31-07-22 الساعة 04:16 AM
~sẳrẳh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-22, 02:29 AM   #15

بياض النور

? العضوٌ??? » 493999
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » بياض النور is on a distinguished road
افتراضي

وعليكم السلام
بداية موفقة كاتبتنا العظيمة
واضح موعدين برواية عظيمة🤍🤍
حبيتها بداية روايه حلوه وواقعية
يعطيك العافيه
فيه توقع واحد ان شاء الله يكون صح😂😂
(سهاج و جيداء)
الله يعطيك العافية وتسلم يدينك ع الفصل ♥♥


بياض النور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-22, 03:55 AM   #16

Roouh119

? العضوٌ??? » 327726
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 753
?  نُقآطِيْ » Roouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond repute
افتراضي

يا هلا با الحامل والمحمول... أسفرت وانورت...... اهلا وسهلا فيك... فرحت جدا... بعودتك توقعاتي للك قلم مميز وابداع لا ينضب... با اذن الله...... 💞💞💞💞💞💛💛💛💛

Roouh119 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-22, 06:25 AM   #17

BNO1957
 
الصورة الرمزية BNO1957

? العضوٌ??? » 456128
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 231
?  نُقآطِيْ » BNO1957 is on a distinguished road
افتراضي

بداية رائعه وموفقة يعطيك العافيه

- سماهر ومشعل : بالنسبه لي اي علاقه " زواج " تتكون من غير رضا الوالدين ف هي راح تكون علاقه غير مريحه للزوجين وراح تكون فيها مطبات كثيره و ماحد راح يتضرر بهالشي الا جيداء بتحمل ذنب امها وابوها ف الله يصبرها من الان.

- حزام اكرهه الشخصيات من هالنوع اللي كل همه الفلوس بس حسنته الوحيده كانت دفاعه عن بناته

- الجد لفاء واضح ب انه راح نكرهه كثير وراح ندعي عليه لانه واضح تعقد من اللي سوته سماهر وبيحط الحره على حفيداته

- الجده حزنتي الفقد مر وهي فاقده اثنين واحد تحت التراب وحده فوق التراب بس ماتدري عنها

- جيداء احس حبيت شخصيتها بس احس سفرتها لجده ماراح تمر مرور الكرام

- عايش شخصيته مستفزه بس ابي اعرف شصار ل ابوه من قتله وليش !

- نزال متحمسه اعرف من اللي يراسلها بتويتر

- ليلى اللي فهمته انها بنت هذال !بس وين هذال عنها؟ واضح شخصيتها كتومه واحس انها بتكون اقرب الشخصيات لي


BNO1957 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-22, 09:44 PM   #18

تغريد&

? العضوٌ??? » 458904
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » تغريد& is on a distinguished road
افتراضي

أنا مغرمه ❤❤❤❤
بداية قوية وأحداث متلاحقة وشخوص واقعية كل شي من الآخر
ما قصرتي جيتي وجبتي معك الغنايم
الله يقدرك ونكملها سوا💕


تغريد& غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-22, 10:46 PM   #19

إشتياق
 
الصورة الرمزية إشتياق

? العضوٌ??? » 250460
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » إشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond repute
افتراضي

سماهر هربت وتزوجت غصب عن اهلها وتركت الجد حاقد على كل النساء في العائلة ابنه عاق يذكره بهروب ابنته نحتاج فصل ثاني نفهم اكثر العلاقة بينهم فيه كثير لسى اتعرف عليهم

إشتياق غير متواجد حالياً  
التوقيع
عِشْ في هذا العالم كأنك وحدك، فأنت كذلك
Live in this world as you’re alone, because you’re
رد مع اقتباس
قديم 01-08-22, 04:58 PM   #20

بوح الخاطر

? العضوٌ??? » 477633
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » بوح الخاطر is on a distinguished road
افتراضي

حيا الله ظل السحاب
البداية قوية وحلوة وماشاء الله الشخصيات كثيرة
سماهر وبنتها في الطايف والا برا الطايف


بوح الخاطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.