آخر 10 مشاركات
13 - الهاربة من القدر - آن هامبسون - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          21 - ربما هو الحب - ليندسي ارمسترونغ - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          24 - خياط السيدات - اليزابيث آشتون - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          محاربة الزمان - فيوليت وينسبير - روايات ديانا*إعادة تنزيل (الكاتـب : angel08 - )           »          الحل الواضح - فلورا كيد - روايات ديانا** إعادة تنزيل (الكاتـب : angel08 - )           »          الجار الجشع - مارغريت باغيتر - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          الحب أقوى - غريس ريد - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          الطائرة - سوزانا فيرث - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          الكذبة البيضاء - جيسيكا ستيل - روايات ديانا** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          باب السعادة - ريت كليمانس - روايات ديانا - (حصرياً)** (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree2486Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-22, 02:00 PM   #351

يسمينة مسعود

? العضوٌ??? » 492275
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 463
?  نُقآطِيْ » يسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى عبدو مشاهدة المشاركة
الفصل روعه تسلم ايديك
يا قمر وبالتوفيق ان شاء الله يا حبيبتي
🧡🧡🧡🧡🧡🧡
عيووونك الحلوة يا قمر نوووورت يا طيبة 🥺🥺🥺


يسمينة مسعود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-22, 06:30 PM   #352

هالة الذكرى
 
الصورة الرمزية هالة الذكرى

? العضوٌ??? » 439522
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » هالة الذكرى is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يسمينة مسعود مشاهدة المشاركة
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

أهلا يا جميلة 🥺💜
هههههه رعد مسكين مو فاهم شي معها مو قادر يتجاهل استفزازها وكمان مو قادر يتصرف معها ومو عارف اصلا كيف يتصرف معها 😂😂😂
نعم رعد وسحر مزيج متناعم مثل مشروب الكاكاو البارد أو كيكة الكراميل الحارة 😂😂وسحر اساسا مثل النهكة المنعشة بحياة رعد 😏😏
وسحر رغمراستفزازها لرعد الا انها هي اساس بقرارة نفسها عارفة انها تبالغ بتصرفاتها معه بس ما تقدر تتحكم بلسانها معه لهيك هي تهجم ولما تحس انو الوضع رح يسبب ضرر لرعد او انو ممكن تسيئ علاقته بجوليا او عصام ، هون هي تنسحب وتقلب الموقف لصالحه لانو ما تحب تأذي رعد او تسبب سوء تفاهم بينهم ☹️

زياد وشهد دول حلاوة الرواية 😂😂
عصام مخابرات الرواية 😒😒
الشرير ممممم خال رعد 🤔🤔🤔سنرى ما تكشفه لنا الاحداث 😏😌
شكرااااا يا جميلة عنجد حبيت مداخلتك الحلوة 🥺😍😍
فعلا سحر مشاكسة بحق
بالنسبة لرعد.. عرفنا بأنه من جهة الوالد ابن عائلة سلطان ولم يذكر شئ عن عائلة والدته
لذا ظننته من طرفها
بإنتظار الأحداث 🌺


هالة الذكرى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-22, 01:50 PM   #353

شمس الصحراء

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شمس الصحراء

? العضوٌ??? » 88586
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » شمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond repute
افتراضي

سالوني سالوني ما سر التالق والابداع الذي نراه امامنا قلنا كاتبه عظيمه تحب الكتابه بكل جوارحها واحاسيسها تمتلك من الابداع يبهر القاريء ويدهشه يجعله في حاله من الراحه والتمتع الذي يتمناه بهذا الزمن سالوني سالوني ما سر هذا التميز الذي نقره بين السطور قلنا كاتبه تهوى ان تسعد الاخرين بموهبة التي وهبها الرب الها لتجعلنا نعيش احلى واجمل اللحظات معها سالوني سالوني ما سر هذا الادمان الذي ادمناه قلنا سحرتنا باسلوبها الراقي وحضورها الطاغي وروعة احساسها ومشاعرها سالوني سالوني ماذا تمتلك لتبرهنا قلت تمتلك من رونق الحروف بحر غزير نبحر في اعماقه لنصل الى النفيس وتمتلك من الكلمات معاني تذهلنا وتبهرنا لكي نغوص بها لنتعلم منها الجميل والمفيد تمتلك من اسلوب احداث تجعلنا متحفزين متاهبين لكل شيء لا نتوقعه تلعب بالكلمات تتغلغل بين حنايا قلوبنا فنتاثر بها تلعب على اوتار مشاعرنا لتجعلنا ندرك ونتعلم حب القراءة والمتابعه لذلك فهي تمتلك اشياء نحن نفتقدها فتعرضنا بها فهي موهبه ليس لكل يمتلكها فربنا يبارك لها بكل شيء جدا استمتعت بالتحف الفنيه التي تصوريها وبالابداع والتميز الذي لا نستطيع ان نوفيه حقه لك منك كل احترام وتقدير وعرفان ونرفع القبه لقلمك الساطع الذي يلمع في سماء منتدانا الغالي شكرا لك واسفه ع عدم الرد قبل ذلك بسبب مرض الوالده كانت صعبه بس الحمدالله ربنا لطف بينا وشكرا مره اخرى

شمس الصحراء غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-11-22, 09:47 PM   #354

Dina Mohmed

? العضوٌ??? » 457730
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 118
?  نُقآطِيْ » Dina Mohmed is on a distinguished road
افتراضي

يسلمؤؤؤؤ كتيييير كتييير
..


Dina Mohmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-22, 10:54 PM   #355

يسمينة مسعود

? العضوٌ??? » 492275
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 463
?  نُقآطِيْ » يسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس الصحراء مشاهدة المشاركة
سالوني سالوني ما سر التالق والابداع الذي نراه امامنا قلنا كاتبه عظيمه تحب الكتابه بكل جوارحها واحاسيسها تمتلك من الابداع يبهر القاريء ويدهشه يجعله في حاله من الراحه والتمتع الذي يتمناه بهذا الزمن سالوني سالوني ما سر هذا التميز الذي نقره بين السطور قلنا كاتبه تهوى ان تسعد الاخرين بموهبة التي وهبها الرب الها لتجعلنا نعيش احلى واجمل اللحظات معها سالوني سالوني ما سر هذا الادمان الذي ادمناه قلنا سحرتنا باسلوبها الراقي وحضورها الطاغي وروعة احساسها ومشاعرها سالوني سالوني ماذا تمتلك لتبرهنا قلت تمتلك من رونق الحروف بحر غزير نبحر في اعماقه لنصل الى النفيس وتمتلك من الكلمات معاني تذهلنا وتبهرنا لكي نغوص بها لنتعلم منها الجميل والمفيد تمتلك من اسلوب احداث تجعلنا متحفزين متاهبين لكل شيء لا نتوقعه تلعب بالكلمات تتغلغل بين حنايا قلوبنا فنتاثر بها تلعب على اوتار مشاعرنا لتجعلنا ندرك ونتعلم حب القراءة والمتابعه لذلك فهي تمتلك اشياء نحن نفتقدها فتعرضنا بها فهي موهبه ليس لكل يمتلكها فربنا يبارك لها بكل شيء جدا استمتعت بالتحف الفنيه التي تصوريها وبالابداع والتميز الذي لا نستطيع ان نوفيه حقه لك منك كل احترام وتقدير وعرفان ونرفع القبه لقلمك الساطع الذي يلمع في سماء منتدانا الغالي شكرا لك واسفه ع عدم الرد قبل ذلك بسبب مرض الوالده كانت صعبه بس الحمدالله ربنا لطف بينا وشكرا مره اخرى

💜💜💜💜💜

يسلموووو يا قمر نوووورت والله كلامك يسبب غرور بالنفس يا بنت الحلال 😍🥺

الله يشفي والدتك ويعافيها ويبعدها عنها كل سوء يااارب طهورا ان شاء الله وعساها تضل تاج فوق راسكم وانا ابدا مو مزعوجة مادام لاسباب طارئة ومهمة هيك طمني 🥺🥺🥺 رغم حبي لنوركم الي يشع بروايتي الا ان ظروفكم اكيد تمنع احيانا فلا تهتمي يااطيبة وربنا يسعدك ويجبر بخاطرك جبرا يتعجب له اهل اهل الارض وسماء يااارب 😍🥺💜


يسمينة مسعود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-22, 10:55 PM   #356

يسمينة مسعود

? العضوٌ??? » 492275
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 463
?  نُقآطِيْ » يسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dina mohmed مشاهدة المشاركة
يسلمؤؤؤؤ كتيييير كتييير
..
💙💙💙💙💙

الله يسلمك ويسعدك يااطيبة نووورت 🥺🙈


يسمينة مسعود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-22, 11:02 PM   #357

يسمينة مسعود

? العضوٌ??? » 492275
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 463
?  نُقآطِيْ » يسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond reputeيسمينة مسعود has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 لِتَسكُنَ إِلَي

~ الفصل الرابع عشر ~

🍂 ملاحظة 👇

الفصل غير مدقق لهذا عذرا على أي خطأ موجود وأكرر الرواية لحد الآن غير مدققة بتاتا 🥺✋

:
•♡•
:

تواسيني هذه الجملة: "أتصبرين ولكِ الجنة"!

-إي والله ، كُل صعبٍ إلى الجنّة يهون

وكُل شيء مِن أجل لِقاء الله هيّن.💛

:
•♡•
:

قهقهت منى برقة مرددةً: ذلك الممل لقد قام بحظري


وجهت شهد بصرها لها مستفهمةً: من؟ !


أجابت الأخرى بملل: من غير رأس الفجل ذاك..زياد طبعًا


عقدت الأخرى حاجبيها متسائلةً بفضول: لماذا حظرك أصلاً !؟


ضحكت منى بخفة مصرحةً: كنت أرسل له تلك الوجوه الصفراء التي تعبر عن الضجر


تبسمت شهد بحلاوة مغمغمةً: توقفي عن إزعاج المسكين


تغضنت ملامح شريكة جلستها مرددةً بتهكم: زياد ومسكين أيضًا !! صدقيني هذه الصفة لا تناسب أبدًا ذلك المستفز


هزت شهد رأسها عليها مردفةً: أنتِ تزعجينه هو فقط لكن لا تتعاملين مع أدهم ورعد إطلاقاً


ضحكت الأخرى مجيبةً بتوضيح: أدهم علاقتي به أخوية رسمية يعني نتحدث فقط حسب الموضوع لا غير، أما رعد فنادرًا ما أتحدث معه أو بالأحرى أتجنب الكلام معه إنه يربكني خاصة نظراته الحادة تلك


ضحكت شهد مرددةً من بين أنفاسها: وأنا مثلك يخيفني كذلك


تبسمت منى مستفهمةً بإستغراب: لحد الآن لا أفهم كيف تتعامل معه سحر بكل أريحية بل تقوم بإستفزازه أيضًا


هزت شهد كتفيها معقبة على كلام الأخرى: سحر أختي طبيعتها هكذا لا تبالي ولا تقيم إعتباراً لأي أحد


رددت منى مغيرة الموضوع: بالمناسبة هل سوف تحضر تلك الأستاذة لمَادتنا التالية


تلاعبت شهد بهاتفها مجيبةً بهدوء: نعم فلقد رأيتها قبل قليل


زفرت منى بضجر هاتفةً: متى ستلد فقط وتغيب عن المحاضرات


قهقهت شهد مغمغمةً من بين أنفاسها: باللّه عليكِ يا منى هي بالشهور الأولى فقط

عبست الأخيرة متحدثةً بسخرية: وأين الإشكال ؟ فلتنجب بالشهر الخامس عادي، أساساً أكيد أنّ الجنين قد إختنق من بطنها ذاك


تابعت شهد قهقهتها تهز رأسها على حديثها الغريب، فقاطع خلوتهما وقوف بنتين أمامهما لتهمس إحداهما ببسمة رقيقة: مرحبًا، آسفتين على المقاطعة


رمشت منى عدة مرات مجيبةً بهدوء: لا بأس تفضلي


تحدثت الأخرى قائلةً: أنا حياة وهذه صديقتي رغد جئنا كي نسلم على شهد وبالتالي نعطيها هذه العلبة من الشوكولاطة إنّها مستوردة


تبسمت المعنية بلطف آخذة العلبة منهما مرددةً بخجل: شكراً حقًا..لكن أنا لا أعرفكما؟


رفعت منى حاجبها محولةً بصرها من شهد للبنتين بإستغراب جلي، لتجيب رغد بلين: صحيح لم نتقابل من قبل لكن الكل بالجامعة هنا يعلم بالفتاة التي إنظمت لعائلة آل سلطان وأصبحت فردًا منهم، لهذا فكرنا أن نرحب بكِ بجامعتنا أيضًا وأن نتصادق إن لم تمانعي طبعًا


نفت شهد برقة مجيبة: سوف أتشرف بكما


بادلتها حياة نفس البسمة قائلة: أنتِ لطيفة حقا...إسمعي قريباً حفلة عيد ميلادي ما رأيكِ أن تشاركينا يا شهد


تغضنت تقاسيم منى هاتفة بضيق: ماشاء الله منذ متى وأنتن تقمن بدعوة الغريبات عن مجموعتكن يا حياة ؟


زفرت رغد موضحةً: منذ فترة ونحن نرغب بالتعرف على شهد، لكن ترددنا وخفنا أن تكره صداقتنا لهذا كنا نجبن من الحديث معها فقط، لكن بالأخير قلنا فلنحاول وإن أحبت سيكون رائعاً


تبسمت شهد بتورد مجيبةً: بالعكس سوف أتشرف بكن


رفعت منى حاجبها قائلة بإستنكار: سحر لن يعجبها هذا تصرف يا شهد


تمتمت حياة بإستفهام فضولي: من سحر هذه؟


أجابت منى ببرود: إنها إبنة عمي وأخت شهد الكبرى أكيد علمتم بعودتها بعد إختطافها لسنوات عديدة، فقد إنتشر الخبر بأرجاء الوطن


تبسمت رغد مرددة بهدوء: نعم سمعنا وبالمناسبة مبااارك لكم عودتها


همست منى بإختصار: شكراً


فتنحنحت حياة مصرحة: نحن الآن سوف نذهب، وتشرفنا بكِ جداً يا شهد نلتقي قريباً


أومئت لها الأخيرة ببسمة لطيفة مجيبة: شكراً لكما ..وداعًا


غادرت البنتان فجزت منى على أسنانها: لا أطيقهما صدقًا


رمشت شهد بحيرة مستفهمةً: لماذا ..تبدوان لطيفتان؟


نفت منى مجيبةً بتوضيح: هم مجموعة بنات غريبة يا شهد، صحيح لم أرى سوءًا ظاهراً منهنّ لكن هنّ هكذا شلة فتيات جريئات وسمعتهن أيضًا سبقتهن بالجامعة، وكذلك أنا طوال خمس سنوات لم يحتككن بي وفجأة أتوا لكِ كي يرحبنّ بكِ ماهذا التناقض الغريب


زمت شهد شفتيها مغمغمةً: لا تبالغي يا منى، ربما أردن فتح صداقات جديدة فقط


لوت الأخيرة شفتيها هامسة: لا أثق بهنّ أبدًا، وأيضاً لا أظن أنّ سحر ستوافق لذهابكِ لحفلة أصاحبها غرباء عنكِ


زفرت شهد بخفوت مرددةً بضيق: لماذا سترفض، سأحاول إقناعها فلم أذهب منذ مدة طويلة لأي حفلات عيد ميلاد


هزت منى كتفيها تجول ببصرها بالمكان مصرحةً: إن رفضت فأنا حقًا أوافقها هنا


:
•♡•
:


جلس هاني على كرسيه هامسًا: صباح الخير


تمتم والداه بالرد، في حين سكب الأخير القهوة له مرتشفًا منها بهدوء ليخترق مسمعه صوت أباه المتسائل: ليس من عادتك الإستيقاظ متأخراً ، ما الخطب؟


هز المعني كتفيه مجيبًا بهدوء: لاشيئ مهم يا أبي، فقط سهرت مع زياد لا غير


وضعت ضحى كأسها على الطاولة متسائلة: ألم يسافر هو وأدهم للعمل كما طلب منهما والدهما أو عارضا عصام هذه المرة ؟


صرح هاني مجيبا: لقد أرسلا مندوباً عنهما


هزت ضحى رأسها مغمغمة بسخط: لن يتعلموا أبدًا


تنهد هاني بخفوت مستفهمًا منها: لماذا لا تتدخلين يا أمي وتساعدينهما في العودة للقصر؟


رفع والده حاجبه وقد مسح ثغره بمنديله متسائلاً هو الآخر: بأي صفة قد تتدخل أمك إن شاء الله؟


قلب هاني مقلتيه بضجر موضحًا: أولًا لاداعي لغيرتك يا وائل يا عاشق...فطبعًا لن تحدث عصام بشخصه بل أقصد أن تكلم خالتي جوليا وهي بالتالي تقنع زوجها وهكذا يتم شمل العائلة ويعودون للقصر وبالتالي نهاية سعيدة ويعيشون في سبات ونبات ويخلفون صبيان وبنات


قهقهت ضحى تهز رأسها مرددةً: صحيح أنّ زياد وأدهم غاليان على قلبي جدًا وهما إبناي بالرضاعة لكن يستحقا ذلك، قرصة الأذن مفيدة جدًا لكم أنتم الشباب كي تتداركوا هفواتكم تلك


إستقام وائل من كرسيه متمتمًا: حمدا لله (لينحني على زوجته لاثما جبينها معقبا) علي أن أتحرك نحو العمل الآن عزيزتي


ربتت الأخرى على كفه هامسة بحب: رعاك الله يا حبيبي


تغضنت تقاسيم وجه هاني مردفا بضيق: هيا لا داعي لكل هذه التراجيديا وكأنك يا أبي ستذهب لتحرير البلدان المحتلة من العدو


تجاهله والده مرتديا سترته فعقب هاني بإستفزاز : تبا، أذهب لخالتي عطاء أجدها مع زوجها في وصلة عشق، خالتي جوليا وعصام أيضًا لهما رومانسية متخمة، وأنتما كذلك صدعتم قلبي حقًا


فتحرك أباه بصمت لتنادي ضحى عليه قائلة: حبيبي لا تنسى الموضوع الذي تحدثنا به


أومئ لها زوجها قائلاً: لا تقلقي سأفكر فيه عزيزتي


ليغادر بعدها البيت مغلقًا الباب خلفه، حيث وضع هاني فنجانه على الطاولة وقد قطب جبينه بحيرة مستفهمًا: أي موضوع هذا ؟


إستقامت والدته مجيبةً بهدوء: يخص أخويك مؤنس ويزن


ضيق الأخير عينيه مرددًا بتسائل: ما خطبهما أخواي، هل حدث لهما شيئ ما ؟


نفت والدته حاملة الكؤوس موضحة أكثر: لا أبدًا، فقط كنت أفكر أن نخطب سهام لأحد أخويك


بصق هاني قهوته من فمه مختنقا بها محاولاً السيطرة على أنفاسه، فهرعت والدته له مقدمة له كأس الماء كي يرتشف منه ضاربة ظهره بخفة كي يهدأ قليلاً هامسة بقلق: تنفس ببطئ يا بني


أخذ الأخير شهيق زفير محاولاً فهم الأحجية التي أخبرته بها والدته، كأنّها طلاسم مبعثرة عليه فكها وترتيبها كي يفهم مغزاها الأخير قائلاً بهدوء مختلق: أعيدي ما قلت؟


أعادت الأخيرة حمل الكؤوس والصحون مكررة حديثها السابق: قلت لك سنخطب سهام لأحد أخويك


لتتحرك بعدها نحو المطبخ تاركة هاني وقد تخشب جسده فجأة وشحب محياه بغتة متمتمًا بإنشداه حقيقي: تخطبهما ...و لأحـدهما !!


فإبتلع ريقه مستقيمًا من مجلسه متجهًا للمطبخ متوغلاً فيه حيث والدته مرددًا بصوت مرتبك: لـكنها مطلقة يا أمي ...؟!


إستدارت الأخيرة وقد إمتقع وجهها غضبًا مجيبةً: وإن كانت مطلقة أين الإشكال يا هاني ؟


تهرب الأخير ببصره يجول بأرجاء المطبخ والبركان بجوفه يزداد إتقادًا مصرحًا: لا أظنّ أنّ مؤنس ويزن قد يوافقا


رفعت ضحى حاجبها هاتفة بتهكم صريح: يوافقا !؟ هما أصلاً ليسا أهلاً لها وإن وافقت هي على أحدهما فيجب أن يشكرا اللّه ألف عام ...قال لن يوافقا قال مستواها أعلى منهما أساساً


لتغادر بعدها المطبخ تاركة هاني مصدوم من جوابها فتحرك خلفها مرددًا بإستغراب: صدقًا أنتِ الأم الوحيدة التي ترى الغير أفضل من أبناءها...خمنت أنكِ ستقولين ولا واحدة تستحق شرف الزواج من أحد أبنائي وليس العكس


حملت ضحى صحن الفاكهة عائدة به للمطبخ، فساعدها هاني بحمل بعض الأواني لتجيب الأخرى: أجل معك حق، لكن إن تعلق الأمر بسهام أو بأحد أبناء جوليا فطبعًا سوف أرى أنّهم أفضل، ليس إنتقاصًا من أبنائي لكن نحن هكذا، هذا هو مبدأنا


وضع هاني ما يحمله على الرخام مردفًا بحيرة: ترون أنّ أولاد الأخت الأخرى أفضل من أبنائكم، مبدأ غريب طبعاً


أغلقت والدته الثلاجة معقبة: لهذا كلمة مطلقة تلك ومثل هذه الخزعبلات أتركها خارج المنزل لأنني لا أهتم بها فإبنة أختي أنا الأولى بأن أظمها لعائلتي فهي فتاة لا تعوض


طحن هاني ضروسه مرددًا بحدة: مؤنس ويزن يعتبرانها كأخت فقط يا أمي... وأيضاً هي تراهم كذلك


هزت ضحى كتفيها فاتحة الصنبور منظفة الأواني مجيبةً: قد أستطيع إقناع أحدهما


تشنج فك هاني يشعر بالدماء تغلي بشرايينه قائلاً: لماذا هي بالضبط يا أمي ..هناك عشرات الفتيات ..لا أرى أي إنسجام بينهم؟


جففت والدته الصحن بالمنديل واضعة إياه مع بقية الصحون المعلقة موضحةً: أجل فكرت بذلك ...هناك سحر وشهد ومنى لكن أغلبهن هناك ما يعيق الزيجة


فغر هاني فاهه بصدمة مستفهمًا: هل حقا تفكرين فيهن لنا ؟!


حدقت فيه والدته شذرا مرددةً: وهل من حسن حظكم أن تفوزوا بإحدى بنات آل سلطان...فالكل الآن يرغب بشق الأنفس بالظفر بإحداهنّ، لكن منى لا أظن أنّ خالد والدها سيوافق فهو لديه حب مفرط لإبنته لأنها وحيدته، وسحر هي أخت لك وليزن وبخصوص مؤنس يفضل فتاة تقاربه بالعمر، أما شهد فلا أظنّ أنّ عصام سيوافق على زواجها فهو يولي عناية خاصة بها


علت تقطيبة خفيفة جبين هاني مستفهمًا بعدم فهم: وهل ستضل تلك الفتاة دون زواج وهي تحت جناحه؟


هزت والدته كتفيها مصرحة: ليس هذا المعنى، لكنه لن يوافق أبدًا بهذا الوقت بالذات كما تقول جوليا يرى أنّ لا أحد يستحق إحدى بناته


إزدر هاني لعابه متسائلاً بعدم مبالاة إصطنعها: لهذا إخترت سهام لأحد إبنيكِ؟


أومئت له والدته مجففة كفيها مغمغمة: أجل لو رأيت أنك تريدها لكنت خطبتها لك، لكنك طوال الوقت تتنمر بمطلقة مطلقة لهذا أقصيتك كي أخطبها لأحد أخويك أفضل عسى أحدهما يوافق


تصلب جسده فارًا من تلك الفكرة السخيفة التي تجرح رجولته مهمهمًا بصوت هارب: لماذا ...هي؟


تضجرت والدته متحدثة: بالله عليك يا هاني لقد أخبرتك لن أدعها تخطب لغريب.. أنا خالتها أولى بها ...فما عانته بزواجها الأول لن نسمح له أن يتكرر أبدًا وسهام لن تغادر أسرتنا إما عائلتي أو عائلة أختي جوليا


تمتم بخفوت مستغرب: ما علاقة خالتي جوليا؟


غادرت والدته المطبخ فتبعها الأخير بهدوء مفتعل فوصله جوابها: تخطبها جوليا لأدهم أو زياد


رفع هاني حاجبه مرددًا بضيق حقيقي: زياد يراها كأخت يا أمي والكل يدرك ذلك وأدهم أظنه لا يراها من ذلك المنظور أصلاً فلو كان يريد ذلك لتقدم بسهولة


حملت ضحى الشرشف من على الطاولة قائلة: أدهم صامت أغلب الوقت وقد يكون يفكر فيها لكنه لم يجد الفرصة المناسبة فقط ...أو رعد ربما


توسعت عيني هاني مصرحًا بعدم تصديق: نعاااام رعد ذاك ، اللوح الجليدي


ناظرته والدته بسخرية مجيبةً بحدة: لو كانت لدي بنت لعرضتها على رعد ذاك الذي تتهكم عليه، هو رجل حقيقي والكل يركض ليعرض عليه إبنته ليس إنتقاصًا من بناتنا لكن لشخصية رعد المثالية فالكل يشهد له بالخلق والخصال الحميدة وهذا هو الأهم ...ماشاء الله هو حقا فرصة لا تعوض لأي فتاة


جز هاني على أسنانه مغمغمًا بسخرية: ماشاء الله الموشحات المعتادة عن سليل آل سلطان ذاك ذقنا ذرعًا بها حقًا


رفعت ضحى حاجبها مردفة: دقيقة فقط، أساساً أنت ما دخلك بالموضوع بأكمله، هذا الأمر يخص أخويك فقط أنت إبقى جانباً


إبتلع هاني ماء حلقه مرددًا بإرتباك: هما أخواي ومن حقي المشاركة في إبداء رأيي


تطلعت فيه والدته بإمتعاض قائلة: شكراً لك لكن أترك رأيك لك أفضل


زفر الأخير بضيق صدقًا يشعر بالإختناق كلما ظنّ أنه تخلص من تلك المخلوقة تظهر فجأة كالقدر المستعجل تومض له بمناداة مصرحةً بـ"أنا هنا" فقال: على كل لا أظنّ أنّ مؤنس ويزن سيفكران بها كزوجة، فأنا أعلم جيداً ذوقهما بالنساء


مطت والدته شفتيها معيدة وضع الشرشف على الطاولة بعد أن نفضته هاتفة: سأحاول إقناعهما بدلاً من أن يبتلياني بفتاة غربية لا نعرف أصلها ولا فصلها


جز هاني على أسنانه وقد تقبض بجانبه لماذا والدته مصرة هكذا على هذا الموضوع، ألا يكفيه حرقة فؤاده بسبب خداع تلك الأخيرة حتى يبتلى بما هو أسوء، فهمس: أمري لله فقط ...


فتحرك مغادرًا البيت بخطوات حانقة تدب الأرض غضبًا، حيث شيعته والدته بعيون مبهمة متمتمةً بخفوت: بل أنا التي أمري لله فقط يا عنيد


:
•♡•
:


ترجلت سحر مع والدها من سيارته فأحاطها الأخير من كتفها بحنو مردفًا: ها قد وصلنا يا صغيرتي

رفعت المعنية رأسها للأعلى بإنبهار شديد قائلة: ماشاء الله الشركة ضخمة جداً يا أبي لم أتوقعها هكذا، كم طابقاً بها ؟


تبسم عصام مجيبًا بفخر حقيقي: تحتوي على ستين طابقاً وهي أكبر شركة بالوطن وهذه هي الرئيسية بمدينتنا هنا أما الأفرع فهي منتشرة بأرجاء البلاد


تمتمت سحر بإنشداه حقيقي: جميل حقًا


دفعها والدها بلطف كي تتحرك معه فحياه الحارس ليومئ له عصام بإحترام، ليَلجا للشركة حيث وقف الموظفين له مرددين التحية فغمغم عصام ببسمة رجولية مهيبة يرد تحيتهم، جالت عيني سحر بأرجاء المكان منبهرةً بالديكور الراقي والمكاتب العديدة المنتشرة فهمست: يبدو أنّ الموظفين يحبونك جداً يا أبي


ولجا عصام معها للمصعد ضاغطًا على رقم الطابق متحدثًا بهدوء: نعم هم يحترمونني


عقدت الأخيرة ذراعها بذراع والدها مصرحةً: بل يحبونك يا أبي، ألم ترى تلك اللمعة بأعينهم، نظرة تنم عن حب كبير لشخصك وكأنهم يعتبرونك الأب الحاني بدلاً من المسؤول عن عملهم


علت تقطيبة خفيفة جبينه مستفهمًا: حقًا ؟!


أومئت له سحر موضحةً بزهو: أكيد فلقد أعلمتني أمي أنك رحيم بهم ومتفهم لكل ما يصدر منهم، وتساعد من يحتاج من الموظفين وترفع الرواتب كل حين، فطبعًا سيحبونك ويحترمونك بصدق لأنك أهل لذلك حقًا


رقت تقاسيم عصام منحنيًا عليها قليلاً مقبلاً أعلى رأسها هامسًا: رعاك الله يا صغيرتي


قبلت الأخيرة عضده بحب ليمسح والدها بحنو على ذراعها مرددًا: بخصوص ما تحدثنا به بنيتي بعد أن نعود من السفر سوف نقوم ما إتفقنا عليه...حسنًا


برمت سحر شفتيها بتذمر قائلة: أبي لكن أظنّ أنني لست بحاجة لذلك


رفع عصام كفها لثغره لاثمًا باطنه بحب أبوي دغدغ نبض الأخيرة، هامسًا بحزم لا يقبل النقاش: صغيرتي نفذي دون جدال


عبست سحر مغمغمةً بإعتراض بدى طفولي: أبي أنا لا أجادلك لكن لا أشعر أنني بحاجة لذلك فقط


رفع والدها ذقنها له ماسحا على وجنتها الوردية بدفئ مرددًا بصرامة لم تغب نغمة الحنان عن صوته: لو رأيت أنكِ لست بحاجة لهذا الأمر لما أقدمت على إقتراح ذلك أساسًا...لهذا ستذهبين للطبيبة النفسية وتخضعين لتلك الجلسات معها يا سحر وسوف نغلق الأمر دون نقاش آخر يا قلب أبيك


زمت المعنية شفتيها هامسةً بخضوع: حاضر


قهقه عصام بخفة مقبلاً جانب رأسها ليفتح باب المصعد مرددًا بحنو: تفضلي صغيرتي


تحركت الأخيرة معه فتجلى لها رواق واسع يضم عدة مكاتب على الجانبين فتمتمت بإعجاب: جميل


مد عصام كفه مشيرًا لها بالتقدم أكثر موضحًا: هذا الطابق هو الرئيسي لأنه يحتوي على مكاتب رؤساء الشركة وأهم الموظفين


خطت سحر بمحاذاته تجول ببصرها بالمكان متأملةً رقيه، فغمغم عصام بعد أن رد تحية الموظفين: لو كنتِ درست بالجامعة تخصصًا يفي بالغرض هنا لكنت وظفتكِ فورًا صغيرتي


نفت سحر مجيبةً بحبور: أبدًا يا عصومي ..فلست مولعة بمثل هذه الأعمال مثل الإدارة والحسابات وغيرها، صدقني ليس ميولي بتاتًا، وحاليًا يكفيني أنني أقضي وقتي مع والدتي بجمعيتها أجد ذاتي حين نزرع البسمة على فم المحتاجين ورفع الكرب عنهم(لتعقب بعدها ببسمة رقيقة) يكفي أنّ شهد ستوظف هنا وتحقق ذاتها


أومئ لها عصام مؤيدًا: نعم أختكِ شهد عليها أن تنخرط أكثر بمختلف الناس كي يقل إنكماشها ذاك يا إبنتي


أومئت له سحر متابعةً تأملها بالمكان قائلة: معك حق أبي، لهذا أنت ترسل لي رسائل مشفرة على الدوام وكأنني أحبسها بقبو القصر


إنفجر عصام ضحكًا يهز رأسه على مكرها ذاك موضحًا من بين أنفاسه: تعجبني فطنتكِ الدائمة يا صغيرتي


تبسمت الأخيرة بلطف دون أن تعقب، فإسترسل أباها حديثه: فقط دعيها تحلق بعيدًا عن أرضكِ، يجب أن تجد ذاتها وتصقل دواخلها، لهذا خففي حدة خوفكِ عنها فقط


زفرت سحر بخفوت مجيبةً: لا أستطيع يا أبي ..صدقني الأمر فوق طاقتي كأنك تقول لي إقتلعي قلبكِ من بين أضلعكِ ..شهد قطعة من روحي مهما حاولت أن لا أخاف عليها وأترك لها الحرية فورًا أجد روحي تهفو للإطمئنان عليها وحمايتها ..لهذا رجاءًا لا تكلفونني فوق طاقتي


تنهد عصام بهدوء ماسحًا على ظهرها بحنو موثرًا الصمت الآن فقلب دفة الحديث مرددًا: المكاتب بآخر الرواق تخص أخويكِ ورعد أما مكتبي أنا وأعمامكٓ فهي بالرواق الآخر


- سيد عصام هلا تفضلت معنا لمناقشة موضوع ما؟


إلتف الإثنان للمنادي إذ به أحد الموظفين فأومئ له عصام بهدوء: نعم سيد عمر


رمق الأخير سحر بنظرة سريعة موجهاً بصره لعصام قائلاً: بما أنك ستغيب الفترة القادمة نحتاج منك إعلامنا ببعض التفاصيل بخصوص مشروعنا الأخير


تنهد عصام مومئا بإيجاب مردفًا: لابئس إسبقني لقاعة الإجتماعات وسوف أوافيك


تمتم الأخير بحسنًا متحركًا حيث ما طُلب منه، تاركاً عصام الذي إلتفتت لسحر مبتسماً بحنو: هل رأيتِ يا إبنتي العمل لا يتركني نهائيًا


قهقهت الأخيرة برقة رافعة أناملها حيث لحيته المشذبة مرددةً: لا بأس يا قلب إبنتك إذهب وزَاول دورك وأنا سأنتظرك هنا لا تقلق


قبل جبينها بحب مغمغمًا: دقائق وسوف أعود لا تذهبي لأي مكان بخلاف تلك القاعة التي بنهاية الرواق من الجهة اليسرى، إذهبي لها وإنتظريني هناك


أومئت له الأخيرة برقة فتحرك هو حيث مقصده، لتجول سحر ببصرها بالمكان تخطو ببطئ تتأمل المكان بإعجاب حقيقي فدنت من إحدى المكاتب الذي كان جدارها زجاجي، فتجلى لها مكتبين مقابلين لبعضهما وهناك سيدتين محجبتين تزاولان عملهما، فدنت أكثر تحوم بنظرها بالمكان، لتتقابل مقلتاها مع إحدى السيدتين التي تبسمت لها بلطف قائلة: تفضلي يا آنسة


بادلتها سحر بسمتها مجيبة: أهلاً


رفعت زميلة مكتبها رأسها فلمحت سحر الواقفة قرب الباب الزجاجي بعبائتها الشبابية الفخمة ذات اللون الرمادي الفاتح المرصع بالكريستال ووشاح ماثله اللون بدت في غاية الجمال والبراءة حقًا، لتستقيم مستفهمةً بعملية: هل تحتاجين شيئًا؟


قهقهت سحر نافية برأسها مجيبةً: لا بأس تابعَا عملكما وعذرًا إن كنت سببت لكما أي إزعاج


دنت منها الأخيرة وقد إرتخت تقاسيمها مرددةً: لا تهتمي، وجهكِ جديد بالشركة هل أنتِ موظفة حديثة هنا؟


نفت سحر مغمغمةً ببسمة دافئة: لا جئت مع أبي فقط كي يريني الشركة


قطبت الأخرى جبينها مستفهمةً بفضول: من والدك بالضبط ؟


تحدث سحر موضحة: عصام آل سلطان


فغرت الأخرى فاهها ليشرق محياها بحبور جلي مرددةً: أنتِ إبنته العائدة سحر أليس كذلك؟


أومئت لها الأخيرة بهدوء، لتستقيم الموظفة الثانية متقدمةً منها بفضول واضح هي الأخرى هاتفة بضحكة خفيفة: أهلاً بكِ آنسة سحر، صدقًا كلنا كنا نشتعل فضولاً كي نرى إبنته، لكن للأسف ترقبنا ضاع سدى فقد منع السيد عصام من نشر أي صور لكِ(فتأملتها ملأ عينها معقبة) ماشاء الله أنتِ في غاية الجمال حقًا


ضربتها زميلتها مردفةً ببسمة ماكرة: السيدة جوليا هي فاتنة الجمال والسيد عصام شديد الوسامة فكيف ستكون النتيجة إذًا ؟


رمشت سحر بأهدابها محولة بصرها للموظفة الأخرى التي عقبت: بخلاف السيد أدهم كتلة وسامة لا تقاوم...أما السيد زياد فهو حكاية أخرى


لتوجه سحر بصرها للأخرى التي تابعت بحالمية: أما السيد رعد فهو يشبه تلك التماثيل الإغريقية ...رجل لا يقاوم حقًا


إتكئت سحر على الباب مرددة بتهكم صريح: لا بأس ..تابعَا تابعَا وصلة الغزل هذه...وجدي كيف يبدو لكما أيضًا؟


بلعت الموظفتان لسانهما بعد أن أدركتا غباء قولهما، لتضحك سحر برقة تهز رأسها عليها فشاركتها المرأتان الضحك فهمست إحداهما من بين أنفاسها: عذرا لقد نسينا الوضع تماماً


لتشاركها الزميلة الأخرى مردفة: رجاءًا لا تخبري السيد عصام بالأمر سوف نطرد بسبب تحرشنا بأسياد العمل


تنهدت سحر مسترجعة أنفاسها مجيبةً ببسمة لطيفة: لا بأس سركما في بئر عميق جداً


أردفت إحداهما قائلة: نشكر لكِ عودتكِ فقد رفع لنا السيد الراتب وأسعدنا كثيرًا

قهقهت صديقتها مغمغمة: نعم خبر عودتكِ كان مفرحًا جداًا لكل الموظفين، فالجميع هنا يحب السيد عصام كثيرًا ويكنون له كل الإحترام


أومئت لهما بلطف قائلة بمشاكسة: إن كنتما تريدان أن أختطف مجددًا وأعود كي يرفع الراتب مرة أخرى فلابأس


ضحكت الموظفان بشدة لتعقب إحداهما مصرحة: يا إلهي أنتِ ظريفة حقًا


تقدم أحد الموظفين منهم محيي إياهم: مرحبًا


ردت الموظفان بلطف، فوجه الأخيرة بصره لسحر هامسًا: أهلاً


أومئت له سحر بهدوء ليستفهم هو بفضول ذكوري: هل أنتِ موظفة جديدة هنا ؟


أسرعت إحداهما بالقول: إنها سحر إبنة السيدة عصام العائدة


رفع الآخر حاجبيه مردفًا بإرتباك جلي : أهلاً...أنا لدي بعض الأعمال كي أنهيها ... وداعًا


ليغادر بسرعة لتطبق الموظفان على شفتيهما كاتمان بسمتها بصعوبة، في حين علت تقطيبة على جبين سحر مستفهمة: لماذا يبدو وكأنه نغز فجأة !!


إنفجرت الموظفان ضحكًا فقالت إحداهما من بين أنفاسها الضاحكة: هذا لأنه ممنوع منعًا باتًا التحدث مع أي من نساء أسرتكم وأي موظف يغازل أو يحاول التحدث من أي فتاة من عائلة آل سلطان فإنه يطرد فورًا ...إلا إذا كان الأمر مهمًا طبعًا


تنهدت سحر تهز كتفيها مصرحة: هكذا أفضل


وافقتها إحداهما معقبة بهدوء: طبعا ..فالكل هنا يشيح ببصره فورًا عند قدوم أحد نساء الأسرة


زفرت سحر قائلة بلين: يبدو أنني عطلتكما عن عملكما عذرًا ...سوف أتجول بالمكان وشكرًا على الوقت اللطيف التي قضيته معكما


تبسمتا الفتانان فقالت إحداهما: أهلاً بكِ دوما آنسة سحر


أومئت لها الأخيرة بهدوء لتتحرك بخفة بالرواق تتأمل المكاتب المنتشرة وحركة الموظفين النشطة


فحياها أحد الموظفين كان قد خرج من أحد المكاتب: مرحبًا يا آنسة ...هل تبحثين عن شيئ ما ؟


إلتفتت سحر له مجيبةً بوقار: لا شكراً


فضيق الآخر عينيه متسائلاً بفضول هو الآخر: هل تعملين هنا ؟ لأنني لم أركِ قبلاً


في حين غادر رعد مكتبه متأملاً الورق الذي بيده ليرفع بصره لوهلة للأمام ليعيدة لما بين يديه، فتوقف بغتة مغمضًا عينيه بقوة متمتمًا بحنق بسره: ليست هي...ليست هي ...ذلك الكابوس أكيد لن يتبعني حتى للشركة


فأعاد بصره للأمام علّه يتأكد مما رآه...فتجلت له إبنة عمه تلك ..كابوس حياته الجديد مع موظف ما ...فطحن ضروسه مغلقًا الملف بقوة متقدماً منهما وقد بدأت الشياطين تتراقص أمامه حقًا


- ماذا يحدث هنا ؟


وجه الإثنان بصره لرعد المتحفز والذي توشح محياه بالغضب الأسود فقبض الموظف من تلابيبه هادرًا به: ما الذي جعلك تقترب منها ...ألم ننبهكم أنه ممنوع النظر لمحارمنا


إرتبك المعني مجيبًا بحيرة: عذراً سيد رعد ..فكرتها موظفة جديدة فقط


قلبت سحر مقلتيها هاتفةً بهدوء: لم يكن يعلم أنني من الأسرة لهذا لا داعي للشجار


رمقها رعد بحدة في حين رفعت هي حاجبها عليه، ليترك الموظف على مضض مرددًا بعصبية: إذهب لعملك


تحرك الأخير بسرعة فارًا من تيارات غضب الآخر، تاركاً رعد الذي دنى من سحر هامسًا بخفوت غاضب: ما الذي أتى بكِ لهنا ؟


رفرفت سحر برمشها مجيبةً بإستهبال: جئت كي أتأكد أنك تعمل جيداً ولا تتهاون


تشنج فكه مردفًا بهسيس كاره: أجيبي لعنتي على قدر السؤال


تنهدت سحر رافعةً كفها مرددةً بهدوء: حسنًا حسنًا لا داعي لكل هذا الغضب (فعقبت بتهكم مبطن)لقد أتيت فقط كي أتأكد أنّ الموظفين يعاملون بإنسانية، فأنا أشك أنك تحبسهم بمكاتبهم وتقيدهم بسلاسل معدنية وتجلدهم أيضًا ... عذراً لكنني لا أثق بك أبدًا


زفر رعد بضيق فهذه المخلوقة تجعل هرمون القتل عنده بتزايد مستمر فردد بفحيح: إن كنتِ قد تأكدتِ فغادري فورًا


هزت المعنية كتفيها مجيبةً بإستفزاز أكبر: لم أتأكد تماماً ..علي أن أمر على المكاتب كلها وأحرص على عدم وجود أي قتلى أو ضحايا


دنى منها أكثر يتطلع بلازورد مقلتيها تلك مهمهمًا بخفوت شرس: يا لعنة حياتي غادري قبل أن أرتكب جرمًا فيكِ الآن


تصنعت سحر البراءة مصرحةً بلطف: باللّه عليك يا إبن عمي لماذا أنت قليل صبر هكذا ...دعني أتأكد بأنك لا تنهب أموال العائلة أيضًا وبعدها سوف أغادر لا تقلق


رفع حاجبه مستفهمًا بإنشداه: أنهب أموال العائلة !!


أومئت له سحر وقد تلاعبت بسمة شقية على ثغرها ذاك موضحةً: طبعًا ستفعلها، وبما أنّه لدي أسهم في هذه الشركة فعلي أن أحرص على سلامة أموالي


تشنج فك الأخير وقد ذاق ذرعًا بإستفزازها ذاك فهم بالتحدث إلا أنّ قدوم عمه حال دون ذلك


- سحر صغيرتي يبدو أننا لن نقوم بما خططنا له للأسف


تقدم عصام بهدوء وقد علت الخيبة محياه لتستدير له المعنية مستفهمةً بحنو: لماذا يا أبي؟


زفر الأخير بضيق موضحًا: موقع المشروع بحاجة لإعادة دراسة ميدانية لهذا يجب أن أشرف عليه بنفسي بما أنه تابع لي، يجدر بي أن أتأكد أنّ كل شيئ بخير ما يرام قبل السفر


مسحت الأخيرة بدفئ على صدره مرددةً: لا بأس يا أبي قم بما يتوجب ولا تبالي بي


إرتخت تقاسيم الأخير رابتًا على وجنتها بحب: سلمت صغيرتي، سوف أتصل بالسائق كي يعيدكِ للقصر


تمتمت الأخيرة بحسنًا، فوجه عصام بصره لرعد مردفًا بهدوء: رعد إن كنت متفرغًا فأوصلها أنت أفضل


تخشب الأخير بصدمة في حين همست سحر بسرها متهكمة: هذا ما كان ينقصني الآن


فتنحنح رعد مجيبًا على مضض: لابأس ليس لدي أي شيئ مهم الآن


تنهد عصام براحة مقبلاً جبين إبنته متحركًا حيث القاعة تاركاً رعد الذي تقدم حيث المصعد هامسًا بحدة: تقدمي


فقلبت الأخيرة مقلتيها متمتمةً بتهكم: ها قد بدأنا


:
•♡•
:


- ها هو هاني قد أتى


نطق بها أحد الشباب الذين إلتفوا حول الطاولة بالنادي الشبابي، فإتخذ المعني مجلسه مصافحًا إياهم ببسمة رجولية جذابة مرددًا: أهلاً يا شباب كيف هو الحال ؟


أرجع أحد أصدقائه ظهره للخلف مجيبًا: كما هو.. العمل والملل فقط


فقلب هاني عينيه معقبًا بسخرية جلية: لماذا هل كنت تريد الصعود للفضاء مثلاً !؟


إنفجر الشباب ضحكًا فتسائل أحد الجالسين بفضول: أين زياد يا هاني، لم أره منذ أيام عديدة ؟


فشاركه آخر نفس الإستفهام بإستغراب: صحيح فهو إجتماعي كثيرًا والمجلس لا يحلو إلا به


فغمز أحدهم مصرحًا بضحكة خفيفة: يبدو أنه مشغول بأخته الصغرى تلك العائدة.. يعوض سنوات البعد


ناظره هاني بحدة هادرًا به بسخط أعمى: تلك التي تتحدث عنها هي إبنة خالتي وأختي لهذا أغلق فمك قبل أن أقلب الطاولة على رأسك


رفع المعني كفيه مهدئًا إياه بهدوء: على رسلك يا هاني لم أقصد أي سوء، إهدأ فقط


زفر هاني مخرجًا حرقته مع كل زفرة مجيبًا بغضب: قلناها مليون مرة، ممنوع ذكر مثل هذه المواضيع التي تخص محارمنا


ربت أحدهم عليه مشيرًا للآخر بالصمت نهائياً فبلع المعني لسانه على مضض، في حين قلب أحدهم دفة الحديث قائلاً: المهم هل من أخبار جديدة.. بالطبع لا تدعو للشجار يا جماعة ؟


تجاهل هاني حديثهم الدائر بينهم، متنهدًا بتعب، يشعر بأنّ دماغه سينفجر من شدة الغليان فمنذ الصباح والإختناق حليفه، إن وافق أحد أخويه على خطبة سهام تلك ستكون الكارثة قد حلت به، فكيف سيتحمل رؤية تلك المخادعة أمامه طوال الوقت.. لا ومع أخيه أيضًا !! ..فمسح وجهه بعصبيه يحوم ببصره بالمكان لتقع عيناه عليها هي جالسة بإحدى الطاولات، فضيق عينيه كي يتأكد أنه لا يهلوس بفعل غضبه ذاك، لتتضح الصورة تمامًا بأنّها هي سهام فعلاً...بشحمها ولحمها ...لكن ماذا تفعل هنا ؟ هل عادت للنادي كما السابق ؟ لكنها قد غابت عنه أكثر من سنتين ما الذي دعاها تعود الآن؟ فتشنج فكه وبدأت دمائه تغلي.. هل عليها أن تظهر بحياته على الدوام..متى سوف يتخلص منها ..متى فقط؟ !


فأبعد عيناه عنها على مضض مختلسًا النظر لها بين الحين والآخر ...وبعد لحظات عديدة ترائى له سعد قادماً من بعيد ليرفع هاني حاجبه ببطئ متأملاً قدومه بكل هنجهية فوقف عند طاولة المعنية و التي واضح أنها إرتبكت فجأة.. تهم بالوقوف غير أنّ الحقير ذاك حال دون ذلك


فطحن هاني ضروسه وإتقدت عيناه شررًا مستقيمًا من مجلسه متجاهلاً أصدقائه الذين سألوه إلى أين؟ متخذًا خطواتٍ غاضبة حيث طاولة الأخيرة ...فقبض على ياقة سعد هادرًا به بجنون: أنت لن تتربى أبدًا أيها الحثالة


ليعاجله بلكمة تلو الأخرى ترديه أرضاً في حين كتمت سهام صرختها مستقيمةً بوجل، ليبعده سعد عنه بقوة مما جعل هاني يتقهقر للخلف قليلاً فهدر به الآخر بغضب: لماذا أنت همجي هكذا ...زوجتي وأحدثها كيفما أشاء.. ما دخلك؟


هدرت به سهام هي الأخرى: لست زوجتك إفهم


تقدم منه هاني بشراسة وقد بدأت الأنظار تحوم حولهما مردفًا بهسيس: سمعتها يا تافه ...لم تعد كذلك لهذا إبتعد عن دربها أحسن لك


ناظره الأخير بقرف مجيبًا بإستفزاز أكبر: ألم أخبركم أنها تزورني بالمنزل كل حين


شقهت سهام واضعةً كفها على ثغرها ملتفتة لمن حولها خوفًا من أن يسمعوه، فباغته هاني بركلة أعادته أرضاً لينقض عليه يبطش به وقد فاض كأس صبره من حقارة هذا الحثالة


تدخل أصدقائه يبعدونه عنه، فهدر به أحدهم: دعه يا هاني ستبتلي نفسك به


صرخ الأخير بجنون و سحب الغضب تغشي رؤيته: دعني هذا الحقير لا يستحق سوى القتل


تسارعت أنفاس سهام بإرتباك تدعو اللّه أن لا يسوء الموقف أكثر ، حيث تدخل باقي أصدقائه يلجمونه مقيدين حركته، فربت أحدهم على كتفه عساه يهدأ حنق الأخير قائلاً: إعقل يا هاني ليس هكذا ...صدقني سوف تكون الخاسر في نهاية المطاف


مسح سعد الدم من وجهه بازقًا الدم على الأرض من فمه فساعده أحدهم بالوقوف مرددًا بحزم: غادر دون مشاكل أفضل، فلن نستطيع تقيد هاني لوقت طويل


ناظره الأخير بإشمئزاز قائلاً بشماتة: سوف نرى يا هاني ...سوف نرى


أراد الأخير الهجوم عليه مجددًا إلا أنّ قيد رفاقه حال دون حصول ذلك، مما جعل أحدهم يدفع سعد مجبراً إياه على المغادرة، فإنصاع الأخير على مضض ململمًا كرامته المراقة


أبعد هاني أصدقائه عنه محررًا نفسه من قيدهم، موجهًا بصره لسهام المرتابة وقد أردف بهسيس: تقدمي أمامي


همت بالإعتراض إلا أنه زجرها بنظره حادة جعلتها تبتلع ريقها بتوتر.. فتحركت معه بصمتٍ داعيةً اللّه بسرها بأن لا ينفلت تحكمها بنفسها فتنفجر باكية


إتخذت سهام مجلساً بالكرسي الأمامي مشدودة الأعصاب قابضة بقوة على حقيبتها كي لا تنهار أعصابها جراء الموقف ذاك، فشغل هاني سيارته منطلقاً بها مغادرًا النادي


بعد لحظات صمت سادت المكان أردف هاني بغضب: كان عليك أن تضلي ببيتكم بدلاً من أن تجولي وحدك هكذا فتجلبين لك الذباب


غمغمت سهام بنبرة مفعمة بالمرارة: لم أطلب رأيك


ناظرها الأخير بإستهجان معيدًا بصره للأمام قائلاً بتهكم صريح: ماشاء اللّه.. رحم الّله أيامًا كنتِ تبتلعين فيه لسانكِ كقطة خائفة


لملمت الأخيرة أعصابها هامسةً بوجع: رجاءًا يا هاني أوصلني للبيت وأنت صامت


ضرب الأخير المقود بقوة هادرًا بها: لا تنطقي إسمي على لسانكِ القذر ذاك ... نهائياً


فزعت سهام فإنكمشت بوجل بكرسيها و قد تحشرجت أنفاسها موثرة الصمت، فلم يعد للحديث جدوى له الآن ...ليمسح هاني وجهه بعصبية شاتمًا نفسه على فقدانه لأعصابه، فأردف بصبر حاول إختلاقه: طليقكِ اللعين ذاك متربص بكِ وهو يستغل أي فرصة لإلقاء التهم عليكِ جزافاً ..لهذا يفضل أن تبقي ببيتكم حتى نجد حلاً له


إزدرت لعابها مهمهمة بخفوت: لا يهمني


إتقدت عيني الأخير شررًا هادرًا بها بغضب أهوج: إذا فلتهتمي بوالديكِ ..أساسًا كل تفكيري اللعين بخالتي عطاء هي لاغير.. فخالتي لا تستحق أن تقهريها هكذا


أغمضت سهام عينيها بقوة مشددةً قبضتها أكثر على حقيبتها مغمغمةً بتعب نفسي: لقد قلتها هما والداي أنا وليس أنت ..لهذا للمرة الألف أعلمك أنه لا دخل لك بشأني


تشنج فك الأخير فبدلاً من أن تشكره على مساعدته لها هاهي تتواقح....فأردف بهسيس كاره: معك حق فالواضح أنّ الوضع يروق لكِ جدًا


أشاحت المعنية ببصرها عنه موثرةً الصمت على مضض، مبتلعة غصتها تلك التي تنهش دواخلها بكل عنف مدمي


ركن سيارته قرب منزلها فهمت الأخيرة بفتح بابها والنزول إلا أنّها توقفت ...يجب أن تفعل ذلك ...عليه أن يتخطاها ويمضي بحياته دون أي إلتفات للخلف...لتبتلع ريقها متقبضةً بقوة تخفي رعشتها ملتفتة له بوجه علاه البرود التام هامسة بجمود: أتعلم أمرا ؟!


وجه المعني بصره له مرددًا بتهكم: خيرًا


إسترسلت الأخرى حديثها تناظره بصلابة رغم رجفتها الداخلية: عليك المضي قدماً يا هاني ونسيان أمري ..فالواضح جداً أنك حاقد علي ...ولأكون صادقة معك أنا لم أحبك يوماً ولم أكن لأحبك أصلاً (فرفع حاجبه عليها لتعقب هي موجهة آخر قذيفة بوجهه) أنت فقط كنت مجرد لعبة تسليت بها لا غير ..هل فهمت الآن


قبض هاني على وشاحها من الخلف بقوة مقرباً إياها بعنف مهسهسًا بغضبٍ مجنون: أيتها اللعينة هل بعد مرور سنتين لعينتين إعترفت بذنبك الآن فقط...؟


قبضت الأخرى على كفه محاولة إبعاد هيمنته عنها مصرحةً بكلمات زادت من مقتله: أجل هل إرتحت الآن ...إبتعد عن دربي يا هاني فلقد مللت من اللعب بك


أومئ لها ببطئ شديد ومقلتاه الفيروزيتين بدأت تتقدان بكل معاني الشر منحنيًا عليها هامسًا بخفوت حاد شرس: حسنا يا إبنة الخالة حسنًا ...لكن تذكري فقط أنكِ أنتِ من بدأتِ اللعبة وأنا فقط من سينهيها


ليبعدها عنه بعنف صارخاً بها: غادري الآن


ترجلت الأخرى بسرعة تاركة هاني يضرب المقود بقوة يشتم أيامه ويسبها هي مرة بعد أخرى


في حين أسندت سهام نفسها على باب بيتهم تبكي بصمت ...وقد غامت مقلتيها تسبحان بالدموع ...مدمع قهرها وقلة حيلتها ...فيض وجعها هي وإنكساره هو، فرفعت كفها المرتعش حيث فؤادها هامسة بنشيج: سامحني يا وجع العمر سامحني فقط


:
•♡•
:


أخرج رعد سيارته محولاً نظره لسحر التي كانت واقفة تنتظره بجراج السيارات الخاص بالشركة، فأشار لها ببرود بالركوب ، فزفرت الأخيرة فاتحة الباب الخلفي كي تصعد إلا أنّ رعد أردف بهسيس: لست سائقكِ الخاص كي تصعدي بالمقاعد الخلفية


عَلت تقطيبة خفيفة جبين المعنية مستفهمةً بملل: إن لم تكن سائق فأنت ماذا إذًا ؟


طحن ضروسه يريد ضربها ...صدقني سيضربها يومًا ما فهسهس بخفوت: إصعدي للأمام


تأففت الأخيرة مغلقة الباب بقوة فرج صوته بالمكان مما أوقد غضب الآخر أكثر..متجهةً للباب فاتحة إياه مضجعة بالكرسي الأمامي، فإنطلق بسيارته مرددًا بصبر: ضعي حزام الأمان


قلبت سحر مقلتيها مجيبة: معك حقك.. يجب أن أضعه فواضح أنك ستسبب حادث ما لنا


لتغلق الحزام حولها تاركة رعد يصبر نفسه بسره: لا تقلب بها السيارة ..لا تقلبها بها


رن هاتف الأخيرة فأخرجته من حقيبتها الصغيرة بلونها الرمادي فتهللت أساريرها مجيبةً برقة: أجل حبيبي


رفع رعد إحدى حاجبيه قابضًا على الموقد بقوة مصبرًا نفسه بأنه أكيد أحد أخويها...


بالجانب الآخر قهقه زياد برجولية مردفًا: إشتقت لصوتكِ على الهاتف يا قلب أخيكِ أنتِ


تلاعبت الأخيرة بسحاب حقيبتها مجيبةً: وأنا إشتقت لك أنت


كبح رعد جماح ضيقه مؤكدًا لنفسه بأن يترك نيته سليمة ولا يشك بالمخلوقة التي بقربه فأكيد لن تتجرأ على دوس على كرامتهم بإتصالات مريبة...فتحدث زياد ببسمة حانية: يا قلب أخيكِ أنتِ ..حسنا هل فكرت بما إقترحته عليكِ؟


قهقهت الأخيرة برقة متأملة البنايات التي تبدو وكأنها تركض من فرط سرعة السيارة قائلة: طبعاً..وهي فكرة جيدة جدًا ..سوف أختلس بضع لحظات كي أشبع شوقي منكما


هز زياد رأسه متكئًا على شرفته بالبيت الجبلي متأملاً أخاه الذي كان كالعادة يغوص بأوراقه، على الأقل أنّه قد خفت تلك الحرقة التي كانت تنغص عليه يومه، فهتف: حسنًا إذًا سنسير وفق الخطة يا سنفورتي، بالمناسبة أين أنتِ الآن؟


تنهدت سحر مصرحةً: كنت اليوم مع أبي بالشركة فقد وعدني أنه سيأخذني لها مستقبلاً ..ولقد طرأ عليه عمل مستعجل فذهب لإتمامه وهَا أنا ذا عائدة للقصر


قطب زياد جبينه متسائلاً: لو كنت أعلمتني لأتيت لإصطحباكِ بدلاً من السائق


تلاعبت بسمة شقية على ثغر الأخيرة مختلسة النظر لرعد مجيبةً بإستفزاز: لا تقلق يا حبيبي .. حالياً أنا مع سائق الخاص


تشنج فك رعد على حركاتها، فواضح أنّها لن تستكين إلا بعد أن يرميها من السيارة هامسًا لنفسه بالصبر فقط، في حين غمغم زياد بضحكة خفيفة: لا أعرف لماذا أحس أنّ هناك معنى مبطن من هذه الكلمات


قهقهت سحر برقة واضعة كفها أمام فمها معقبة: بالله عليك لماذا تسيئ الظن.. ألا يكفيني بعض الناس التي بلاني الله بهم بحياتي كي تزيد أنت الوضع سوءًا


دق رعد بسبابته على مقود السيارة ململمًا أعصابه بشدة كي لا تنفلت مركزاً على الدرب أمامه، فضيق زياد عينيه قائلاً: هنا تأكدت أكثر ... أنتِ مع من بالسيارة ؟


كبحت سحر ضحكتها مجيبةً بهدوء مختلق: هيا يا أخي ..قلت لك إنه سائقي الخاص فقط لا تزعج نفسك


هز زياد رأسه مرددًا بتهكم: أجل أجل واضح يا شقية


وجهت سحر بصرها فتجلى لها القصر فأسرعت بإنهاء المحادثة: حسنًا حبيبي سوف أغلق الآن وبعدها نتحدث


أومئ لها زياد بهدوء مجيبًا: لابأس صغيرتي في حفظ الله


تمتمت الأخيرة بالوداع مغلقة المكالمة معيدة الهاتف لحقيبتها، بعد لحظات صف رعد سيارته بمكانها المعتاد نازعًا حزام الأمان ففعلت سحر المثل مرددةً بلطف مختلق: هل تريد أن أدفع لك الآن أو في آخر الشهر أفضل؟


ناظرها الأخير ببرود مجيبًا بجمود: لابأس دعيها لآخر شهر أحسن


هزت سحر كتفيها مردفة بإستفزاز: حسنا كما تريد


لتضلم عيناه مردفًا بهسيس: أتعلمين منذ أن أتيت للقصر ماذا إكتشفت؟


همت سحر بالنزول إلا أنّ كلماته أوقفتها فإلتفتت له مجيبةً على تسائله بإستهبال: إكتشفت أنك تنتمي للجنس البشري مثلاً


نفى الأخير برأسه متجاهلاً تهكمها ذاك هامسًا بفحيح: بل عرفت أنني ماشاء الله أتمتع بصبر عظيم فاجئني شخصياً


هزت سحر رأسها مضيقةً عينيها قائلة بإستخفاف: ماشاء الله إكتشاف مبهر ...إذًا هل علي أن أشتري لك هدية الآن أو ماذا بالضبط ؟


أردف الأخير ببرودة كالصقيع: أغربي عن وجهي فقط


ناظرته الأخيرة بإستخفاف فاتحة الباب مترجلة من السيارة لتغلق بعدها الباب بقوة جاعلة رعد يشتمها للمرة التي لم يستطع عدها


فإنحنت على نافذة السيارة معقبة بسخرية جلية: بالمناسبة سياقتك مملة مثلك تماماً


لتستقيم تاركة الآخر يزفر بحنق متسائلاً بسره إلى متى سيتحمل حركاتها تلك


صعدت سحر الدرج متمتمةً بضيق: أجمع بعض الحسنات فيأتي ذلك المتبجح يجعلنا أنفقها عليه وعلى سلالته كلها


:
•♡•
:


غادرت منى وشهد الجامعة فرددت الأخيرة بسعادة: الحرية وأخيراً



قهقهت منى مؤيدة حديثها: نعم كنصرٍ ساحقٍ بعد حرب ضروس


ضربتها شهد بكوعها مغمغمةً: لا تبالغي يا منى من الجيد أننا سنعود مع بعض بعد غياب ذلك الأستاذ


أومئت لها الأخيرة معقبة: حسنًا تعالي فلنشتري ما خططنا له


مرت بجانبهما بعض الفتيات اللواتي يقهقهن برقة فهمست إحداهنّ: أنظري كم هو وسيم.. يا إلهي يشجع على التحديق حقًا


قطبت الفتاتان حاجبيهما فحولت منى بصرها لحيث يتطلعن إذ به زياد متكئًا على سيارته برجولية فرفع كفه محييهن ببسمة خلابة، فهمست منى بضجر: ذلك المستفز ما الذي أحضره لهنا


حولت شهد بصره للمعني فإبتسمت تلقائيًا مجيبةً بلطف: أكيد أتى كي يصطحبنا للقصر، هيا فلنذهب له


تحركتا الفتاتان نحوه فرددت منى بتململ: هل جئت كي تصطاد عروس من الجامعة يا رأس الفجل؟


قهقه زياد بعد أن نزع ناظرته السوداء مجيبًا إياها: أجل كذلك، هلَا ساعدتني بالمهمة


رفعت الأخيرة حاجبها مصرحةً بتهكم جلي: الحمد لله لن أبتلي بنات العالم بك


قلب زياد مقلتيه موجها بصره حيث شهد الصامتة مرددًا بحنو: كيف حالكِ يا صغيرة ؟


توردت المعنية مجيبةً برقة: الحمد لله بخير


ناظرها الأخير ملأ عينيه مستفهمًا بمسكنة: ما رأيكِ أن تشرفي سيارتي الصغيرة البريئة بالصعود لها كي توصلكِ لقصركِ يا أميرة


قهقهت شهد برقة تهز كتفيها فضيق عينيه متسائلاً: هل يعني نعم أو لا يا بنت الحلال ؟


وضعت المعنية قبضتها أمام فمها تضحك بشقاوة، فبرم زياد شفتيه بتذمر مرددًا: إستخدمي الكلمات يا شهد لا بأس


فإزداد وقع ضحكتها الرقيقة مشيحةً بمرآها عنه، في حين حولت منى بصرها بإستغراب تجلى على محياها بينهما مستفسرة بتأفف: أنا هنا أيضاً لا بأس لو سألتني يا ممل


أجابها زياد دون النظر لها: أنتِ لستِ مهمة لهذا سوف أترككِ هنا


تململت الأخيرة هاتفة بإستخفاف: ظريف ما شاء الله


رمقها زياد بنظرة سريعة مجيبًا بتهكم صريح: مثلكِ تمامًا يا بومة (ليعيد بصره لشهد مردفا) والآن يا شهد هل سوف تستقلين السيارة أو ستتركينها المسكينة تبكي هكذا


حولت المعنية نظرها للسيارة كابحة ضحكتها الحلوة، فتأمل زياد بسمتها تلك التي تشبه نسمة الربيع الدافئة فتنحنح قائلاً: أنظري لها المسكينة إنها تبكي وتنادي هيا يا شهد تعالي تعالي


قلبت منى عينيها في حين إزداد إيقاع ضحكات شهد الرقيقة والتي بدت كسمفونية بهية تطرب الآذان مومئة بنعم


فتنهد زياد براحة مردفًا بعد أن فتح لها الباب: تفضلي يا صغيرة


إتخذت شهد مجلسها بالكرسي الأمامي فأغلق زياد الباب بعدها ، ليفتح الباب الخلفي لمنى مصرحًا: تفضلي يا بومة


ضربت الأخيرة كتفه بضجر مجيبة: شكراً يا ممل


إتخذ الأخير مجلسة قرب المقود مشغلاً سيارته منطلقًا بها فإستفهمت منى منه: كيف علمت موعد مغادرتنا ؟


أجابها الأخير بهدوء دون أن يزيح بصره عن الطريق أمامه: صباحًا أنتِ أخبرتني بموعد مغادرتكم بعد غياب أحد الأستاذة لهذا إتصلت بالسائق كي لا يأتي وجئت بنفسي


لوت منى شفتيها مرددةً بضجر: كنا سوف نذهب لشراء بعض الحلويات لكنك أفسدت خطتنا


رفع زياد بصره للمرآة الأمامية مجيبا بإستفزاز: جيد موتي بغيظك الآن


قلبت المعنية مقلتيها متمتمةً بالمستفز، ليحول الأخير بصره نحو شهد مستفهمًا بلين: وأنتِ يا صغيرة كيف حال محاضراتكِ؟


تبسمت شهد بتورد مجيبةً: الحمد لله


تدخلت منى متسائلة: هل ستذهب للقصر؟


ردد زياد بسخرية جلية: لا بل سأذهب للمحيط الهندي


قهقهت شهد برقة، في حين مطت منى شفتيها مردفة بتأفف: ظريف والله، بل أقصد هل سمح لكما عمي عصام بالعودة يا ذكي؟


تنهد المعني مجيبًا بجدية مختصرة: لا


رفرفت شهد برمشها محدقةً بجانب وجهه الوسيم هامسة بطمئنة: أبي عصام سيسامحكم بالنهاية لا تقلق


حول المعني بصره لها متأملاً عيون الغزال تلك فبدأ يغرق بين نظراتها الدافئة التي تبث كل شرارات الراحة ليبتسم برجولية جذابة مرددًا بحنو: حقا سيفعل؟ !


توردت الأخيرة تهرب من نظراته العميقة تلك مجيبةً بإختصار: نعم


فتنحنح محاولًا إستعادة تركيزه بعيدا عن تلك العيون الواسعة والرموش الكثيفة، صدقًا بدأ يجن، فتنهد يصف سيارته قرب أحد المحلات مترجلاً منها ليعود بعد عدة دقائق حاملاً كيس معه مقدمًا إياه لشهد مردفا: تقاسما ما به


تحمست منى مستفهمة بفضول أنثوي : ماهذا؟


حرك الأخير سيارته مجدداً مجيبا بهدوء: ألم تصدعي رأسي بأنكِ كنتِ تريدين شراء بعض الحلويات هَاهي ذي ، هناك شوكولاطة بالبندق لكِ يا شهد فأنتِ تفضلينه


فتحت المعنية الكيس وقد علت تقطيبة خفيفة جبينها مستفهمة بسرها كيف علم أنها تفضل البندق، فأخذت ما أرادت مقدمة الكيس لمنى التي باشرت فتح بعضها وتناولها


لتحول شهد نظرها لزياد هامسة بتسائل مرتبك: كيف علمت؟


ضيق المعني عينيه مستفهما ببسمة خفيفة: كيف علمت ماذا ؟


تلاعبت الأخيرة بالحلوى التي بين يديها مجيبةً برقة: أنني أحب البندق؟


رمقها الأخير بنظره جانبية غامزًا لها بمناغشة أربكت دواخل الأخرى فجأة مجيبًا: هذا سر يا صغيرة لا يجوز قوله


توردت شهد بحياء متسائلة مجددًا: صدقا كيف علمت؟


‏قهقه زياد بخفة مختلسًا نظرة سريعة لها متسائلاً: لماذا تريدين المعرفة يا بنت الحلال


هزت شهد كتفيها مردفة برقة: فضول فقط


علت بسمة عذبة شفاه الأخير مصرحًا بمشاكسة: لقد أخبرتكِ سابقًا هناك موقع يخص السنافر يضع معلومات عنكم


برمت الأخيرة شفتيها بتذمر لينفجر زياد ضحكًا على منظرها ذاك يهز رأسه على حركاتها الظريفة تلك متسائلاً بسره لماذا هي حلوة هكذا صدقا تبدو كالقشدة القابلة للأكل ؟


فإنتقلت عدوى الضحك لها فقهقهت برقة كأنها تغرد بعد أن تورد محياها خجلاً لمشاكسته تلك التي تناقش الروح بجمالها


:
•♡•
:


•~ بعد يومين ~•


فتح عصام الباب مرددًا: تفضلوا


ولجت كل من جوليا وسحر وشهد للجناح بالمنتجع الذي سافورا له بعد عدة ساعات بالسيارة، فتنهدت جوليا مردفة بتعب : أظنه علينا النوم قليلاً


أغلق عصام الباب خلفه بعد أن أدخل كل الحقائب مجيبًا: هذا الباب على الجانب الأيمن يفصل بين الجناحين فقد خصصت الجناح الثاني لكِ يا سحر ولأختكِ كي تكونا على راحتكما


أغلقت سحر هاتفها مجيبةً بلطف: شكرًا يا أبي


تجولت شهد بالجناح منبهرة بفخامته في حين قال عصام بحزم: بالمناسبة منذ أن غادرنا القصر وأنتِ لم ترفعي عينيكِ عن هاتفكِ وهذا لم يرق لي بتاتًا


إبتلعت سحر ريقها موجهة بصرها لوالدها الذي كان يرمقها بعيون مبهمة، هي متأكدة أنّ أباها قد كشف خطتها لتجيب بمراوغة: عذراً يا أبي لم أقصد


أومئ لها الأخير ببطئ مشيرًا بكفه للباب المقابل مصرحًا: خذا حقائبكما وإرتاحا قليلاً بجناحكما


أومئت سحر بموافقة متقدمةً مع شهد تحملان ما أحضرا متجهتين لمكانهما المخصص، فزفر عصام بخفوت مردفا بعدها: صغيرتنا تلك تخطط لشيئ ما؟


قهقهت جوليا برقة رابتة عضده مجيبة: لابأس يا عصام دعها على راحتها وكفاك مراقبة لحركاتها


ناظرها الأخير بعتاب معقبا: عليها أن تتعلم أن لا تخالفني يا جوليا، سحر بالذات يجب أن أقَوم تصرفاتها


تنهدت جوليا ماسحة على لحيته بدفئ مصرحة: ألست أنت يا حبيبي من قال يجب أن لا نضغط عليها وندعها تراجع نفسها بنفسها كي تصل للمسار الصحيح


أومئ لها الأخير إيجابا موضحًا: طبعا، فقط أتمنى أن تمنح لنا الفرصة كاملة أيضًا كي نمارس دورنا كوالدين معها


فتحرك عصام نحو غرفتهما والجًا لها واضعا الحقيبة على السرير ، فقامت جوليا بفتحهما وإخراج بعض الثياب منها متسائلة: هل حدثتك بشأن أخويها ؟


نزع عصام سترته واضعا إياها على الأريكة مجيبا بهدوء: لا ...لكنني ألمح كلاما كثيراً يطوف بمقلتيها تريد البوح به


هزت جوليا رأسها متابعة إخراج الثياب مردفة ببسمة رقيقة: تلك الشقية ونحن اللذان كنا متخوفان من أن تسوء العلاقة بينهم فتحقد عليهم، وفي الأخير تسللوا لها بجنح الليل وتصالحوا بسهولة ..يا إلهي الحمد لله أراحوا قلبي


قهقه عصام برجولية معقبا: وإبنتك الذكية ألصقت التهمة برعد ...وإشترى لها دمى أيضًا ...سبحان الله


شاركته جوليا ضحكته مستفهمة بعتاب : عصام متى ستسمح للولدان بالعودة بالله عليك لقد مضى وقت طويل وأنا جدا مشتاقة لهما


رفع عصام حاجبه وقد نزع ساعة واضعا إياها على المنضدة مرددًا بتهكم: وكأنهما لا يتصلان بك يومياً ولا يزورانك بمقر الجمعية كل يوم يا جوليا ..كفاكِ دراما


إنفجرت الأخيرة ضحكا واضعة كفها على صدرها من شدة الضحك متسائلة من بين أنفاسها: بالله عليك كعادتك كما يقول زياد جهاز مخابرات


فدنت منه برقة تراقصت معها نبضات قلب العاشق لها، ماسحة بحنو صدره متسائلة بخفوت مشاكس: هل تراقبني يا عصامي؟


أحاط المعني خصرها بذراعيه مجيبا بمناغشة مماثلة: شيئ من هذا القبيل يا زوجتي ...الأمر بسيط لا يحتاج لمراقبة، فأولاً أنتِ عاطفية جدًا وحساسة لن تصبري على بعد أطفالكِ لساعة فما بالك للأيام متتالية، وصمتك طوال الوقت أكد لي أنك تغذين أمومتك بطريقة ما .. وأيضاً إبناكِ مدللان ومتعلقان بكِ جدّا فأكيد لن يصبرا دون الحديث معكِ أو رؤيتكِ لهذا خمنت أنكم تمارسون الخطط خلف ظهري


ضحكت جوليا مجددًا محيطة رقبته ممشطة شعره ذاك وقد قالت: حسنا سامحهم يا حبيبي فقط


قبل عصام أنفها برقة مرسلاً ذبذات لذيذة لكافة جسدها مجيبًا: وهل نسيتي أنهما خالفا أمري بعدم ذهابهم لإنجاز تلك الصفقة أيتها الأم الحنون


عبست جوليا مصرحة علها تنال عطفه: حبيبي طبعًا لن يذهبا ويتركا أختهما بهذا الوضع، سحر أساسًا كانت ستحزن فعلاً حتى ولو كان بأمرك أنت


غمغم الأخير موضحًا: سحر ستحترم قراري بنهاية المطاف يا جوليا لا تبالغي


رفعت الأخيرة نفسها على رؤوس أصابعها لاثمة شفتيه بحب هامسة بعشقها المعتاد: هيا يا قلب جوليا عهدناك طيباً حنونًا


تبسم الأخير وقد تلألأت مقلتاه بهيام فاضح منحنيا على وجهها يبثها قبلات عديدة متفرقة مصرحًا: فداكِ أنتِ فقط


:
•♡•
:


غادرت سهام المطبخ بعد أن تهادى لها صوت فتح الباب لتدلف والدتها التي تحركت بخطى متثاقلة جالسة على أقرب أريكة هامسة بأرهاق : بنيتي هلاَ أحضرت لي كأس ماء


أومئت لها المعنية بصمت منفذة مطلبها سريعاً محضرة الماء لها لترتشف منه الأخيرة بضع رشفات تبل ريقها الذي جف شاردة بسجاد الأرضية،x لتتخذ سهام مجلساً قرب والدتها تتأمل محياها الشاحب مستفهمة بقلق: أمي هل أنت بخير ؟


وضعت المعنية الكأس على المنضدة مستفهمة بتعب: هل قررت بشأن الخاطب الذي تقدم لكِ يا سهام ؟


قطبت المعنية جبينها مجيبةً برفض قاطع: تعلمين رأيي مسبقا يا أمي، لا أفكر بالزواج مجددًا


ناظرتها والدتها بحزم هاتفة: إلى متى يا سهام يا إبنتي نحن لن ندوم لك، فكري بعقلك هداك الله


إبتلعت الأخيرة غصتها مردفة بحشرجة: لقد وعدتماني أنتِ وأبي بأنكما لن تضغطا علي يا أمي ما الذي جد الآن؟


وضعت والدتها رأسها بين كفيها مجيبةً بوجع: الذي جَد أنّ طليقك الحقير ينشر شائعاتٍ عنك يا سهام، قبل قليل قابلت إحدى الجارات تستفهمني إن كنتِ عدت له حقا لهذا تتقابلان بمنزله


شحب وجه المعنية نافية برأسها مرددةً بوجل: هذا كذب ...كذب


أغمضت والدتها عينيها بقوة مصرحة: أعلم يا إبنتي أعلم ...أنا أثق بك وأعرف ما ربيت


إرتعشت مقلتي الأخرى وقد بدأ القهر ينخر فؤادها ببطئ شديد لا تستطيع أن تداريه، فعقبت والدتها بوهن: أباك لن يتحمل مثل هذه الضربة، سيذهب لسعد ويقتله فورًا، هو لن يطيق أن يمسكم سوء


إغرورت عيني سهام بالدموع تشعر بنفسها مقيدة.. عاجزة ..ضعيفة ..مكسورة فقبضت أمها على كفيها تبثها شرارات الأمان مرددةً بحنو: بنيتي فكري في عرض العريس ..لا أجبرك على شيئ لكن على الأقل فلنقابله وتحدثي معه وبعدها قرري


إزدرت المعنية ريقها هامسة بألم: هل سأهرب من واقعي لجحيم آخر يا أمي ؟


كوبت عطاء وجنة إبنتها بحنان مصرحة: يا ضنايا هذا لمصلحتك فقط ..تعلمين جيدا مقامكم عندنا أنتم قطعة من فؤادي يا سهام ..طليقك ذاك لن يهدأ أبدا فإما تعودي له وهذا لن يحدث مطلقا أو يطلق الإشاعات عليك كل مرة كي يقسم ظهرنا ونتنازل راضخين لمطلبه ..أو سوف تحدث جريمة ..فلن يصمت أحد عليه لا والدك ولا حتى أبناء خالتيك


عقدت المعنية حاجبيها مستفهمة بقلق ألم بقلبها: ما علاقة أبناء خالتي؟


تغضنت تقاسيم وجه عطاء مجيبة: كيف ما علاقتهم يا سهام؟x طبعًا لن يصمتوا على أي تجاوز بحقكِ من قبل ذلك الحقير سعد، هل تعتقدين أنّ مؤنس ويزن وهاني وأدهم وزياد سيصمتون وعرضك أصبح مادة بأفواه الناس، حتى رعد بحد ذاته لن يصمت نهائياً بما أنّ جوليا خالتكِ


إهتزت مقلتي الأخيرة وقد إنحسرت أنفاسها هامسة بلوعة يشوبها القهر والعجز: حسنا سأفكر بعرض العريس ذاك..لكن إن رفضت وهذا الأغلب لا تضغطوا علي بعدها يا أمي رجاءًا


تهللت أسارير والدتها بفرحة جلية فاتحة ذراعيها لها لتندس الأخيرة بحضنها متشربة منها زوابع روحها المهتاجة التي تأن ألمًا ووجعًا، فقبلت عطاء أعلى رأسها هامسة بخفوت: عسى الله أن يعوضكِ بالخير يا صغيرتي


:
•♡•
:


فتحت سحر الباب بخفة لتطل برأسها على الرواق الفاصل بين جناحها وجناح والديها كي تتأكد أنه خالي


- سحر أريد سؤالك ؟


إستدارت الأخيرة لأختها رافعة سبابتها أمام ثغرها هامسة: شششش ما الأمر الآن ؟


قطبت شهد حاجبيها بحيرة متسائلة: فقط أردت أن أسئلكِ هل وافقت ميس على ذلك العريس؟


إبتسمت سحر بسعادة مجيبةً: طبعًا.. صحيح سببت لنا بعض الصداع بسبب ذلك العناد اليابس بدماغها لكنها واقفت بالأخير وقامت بالرؤية الشرعية وبعد أيام خطبتهاx


إستقامت شهد بحيوية مرددةً بشقاوتها المعتادة: هل خطيبها ذاك وسيم؟ !


ناظرتها سحر بضجر مجيبة: لم أقابله بعد


دنت منها شهد متمسكة بذراعها هامسة: هل سنذهب لخطبتها يا سحر؟


غمزت لها الأخرى مرددةً: طبعا لن أترك صديقتي لوحدها بسعادتها، لكن سأترك لها الأمر مفاجئة


تقافزت شهد حولها بحلاوة هامسة: وأخيرًا إحداكن سوف تتزوج


قبضت سحر على رسغها موقفة جنونها الشقي ذاك مرددة بحزم: شششش يا شهد سوف أخرج الآن ولا أريد لأبي أن يكتشف ذلك


رمشت الأخيرة بأهدابها عدة مرات محتارة لتتسائل: لماذا وإلى أين أنتِ ذاهبة؟


قهقهت سحر برقة مجيبةً إياها: سوف تعلمين بعد قليل يا قلبي..فقط أنتِ لا تغادري جناحنا إلا متسترة يا شهد إنتبهي جيدًا


أومئت لها الأخيرة بموافقة، فخرجت سحر خلسة بخفة فراشة مغادرة الجناح بأكمله، مسرعة بالمشي بالرواق الخارجي فوقفت أمام أحد الأبواب تدق عليه برقة، بعد لحظات فتح الباب فدلفت بسرعة مرددةً بحلاوة: مرحبًا يا وسيم


أغلق زياد الباب محتويًا إياها بين ذراعيه يدور بها مقهقها بشدة مردفًا: سنفورتي الجنية


أحاطت سحر رقبته بذراعيها مقبلة وجنته بحب هامسة: زيادي يا عامود الإنارة


وضعها أرضًا قارصًا خدها بخفة قائلاً: رغم إستفزازكِ لكن إشتقت لعامود الإنارة هذا منكِ أنتِ فقط


قبلت الأخيرة جانب صدره متحدثة: يبدو أنك قد تقبلت واقعك معي


ضحك الآخر برجولية محيطًا كتفها بذراعه متقدماً بها للجناح مناديا على أخيه: أدهم أخي تعال وإستقبل ضيفتنا


قهقهت سحر بحلاوة متقدمة مع زياد حيث غرفة أخيها هذا الأخير الذي خرج من غرفته يغلق أزرار قميصه الكحلي فتبسم بحنان هامسًا: صغيرتي


دنت منه سحر بسرعة ترمي نفسها بصدره ليحيطها أدهم بقوة يدسها بين جنبات أضلعه هامسًا دفئ: يا قلب أخيكِ أنتِ


غمغمت الأخيرة برقة: إشتقت لك كثيرًا


تقدم زياد منها مستفهمًا بفضول: هل أحَس أبي بشيئٍ ما يا سحر؟


هزت الأخرى كتفيها مجيبةً بهدوء: ليس تمامًا، لكنني أعلم بأنه يشك بي فنظراته مبهمة


زفر زياد بملل هامسًا: يا إلهي نخطط ونتسلل خلفكم وكأننا مَطلبون من الأنتربول الدولي


قهقهت سحر بخفة مقتربة منه مجيبة: لا تقلقا سوف يعفو عنكما بإذن الله، فقط إنزلا للعشاء معنا مساءاً


زفر أدهم مغلقا زر كميه هاتفًا بضيق: لا أعرف كيف طاوعت جنونكما هذا


عبست سحر قائلة: وأين الإشكال بقدومكما خلفنا يا أدهم؟


تنهد الأخير موضحًا بهدوء: لا أحب كسر كلمة أبي يا سحر ولا تخييب ظنه وأنا الكبير هنا كان يجدر بي إيقاف جنونكما هذا


قلب زياد مقلتيه مرددًا بتهكم: يا إلهي ليس وقت مثاليتك يا أدهم ألا يكفينا مثالية رعد تلك


زفر أخاه بضجر فدنت منه سحر بشقاوة مقبلة خده بمحبة خالصة: أدهومي هيا كنا متعاونًا مع أختك الصغرى


تنهد الأخير راضخًا لدلالها الحلو ذاك يضمها مرة أخرى لصدره هامسًا: تتدلل صغيرتي



•~ بعد ساعات ~•



إتخذ الجميع مجلسة حول طاولة العشاء بمطعم الفندق فأشار عصام للنادل بإحضار مطلبهم ، فغمغمت جوليا مستفهمة من شهد: هل أعجبكِ الجو هنا بنيتي ؟


تبسمت المعنية بحبور مجيبةً بحماس: أجل رائع جدًا


وجهت سحر بصرها للجدار الزجاجي بقربها متأملة البحر مرددةً: متى سنذهب لليخت يا أبي؟


وضع عصام كأس الماء مغمغمًا بهدوء: في أي وقت تريدين صغيرتي سوف أتصل بهم كي يجهزوه، ما رأيكم بغدًا صباحًا نقضي اليوم بطوله عليه؟

أومئت شهد بسرعة مرددةً: أجل أبي عصام صدقًا متشوقة كثيرًا للصعود عليه، فهذه أول مرة بحياتنا سوف نستقله، سابقاً كنا نرى كل شيئ من التلفاز والأنترنت فقطx


إرتخت تقاسيم عصام مجيبًا بحنو: حسنا صغيرتي تأمرين أمرًا، أي شيئ تريدينه فقط أعلميني إياه ولا تترددي أبدًا رجاءًا


توردت شهد مومئة إيجابًا، فحولت بصرها بأرجاء المطعم الفاخر ليقع بصرها على أدهم و زياد فتوسعت عيناها بغتة فأشار لها الأخير بالصمت، لتطبق على شفتيها مشيحةً ببصرها عنه كي لا يكتشف عصام وجودهما


تنحنحت سحر هامسة: أبي أريد أن أطلب منك شيئ صغير


إستند عصام على الطاولة بذراعيه قائلاً: طبعًا صغيرتي، فواضح هناك كلام بعينيك


تشجعت الأخيرة مرددةً بلطف: هلاَ سامحت أخوي أرجوك عصومي


كتمت جوليا بسمتها في حين رفع عصام حاجبيه ممثلاً عدم المعرفة قائلاً بحزم: هل هذا إعتراض منك يا سحر ؟


نفت الأخيرة بسرعة موضحة بإستجداء عاطفي: أبدًا يا قلب سحر، لكنني إشتقت لهما كثيرًا يا أبي وأساسًا هما عرفا خطئهما وندمَا جدًا


ضيق عصام عينيه مستفسرًا بذكاء: وكيف علمت أنهما قد ندما ؟


إزدرت المعنية ريقها مجيبة بمراوغة: الأمر لا يحتاج لذكاء يا أبي، طبعًا سيندما بعدما حدث فهما طيبان جداً ويحبانني كثيرًا


نفى عصام بهدوء موضحًا: سحر أخواكِ لقد سببا ضرراً لكِ وأدخلاك للمشفى بسبب الضغط الذي تعرضت له، لا وأيضاً تجاوزا كلمتي لمرتين وثانيهما عندما لم يسافرا للعمل الموكل لهما


عبست شهد بحزن على زياد وأدهم فحولت بصرها للطاولة التي بالخلف ليشير لها زياد رافعًا هاتفه، فقطبت جبينها بعدم فهم، فرفع سبابته حيث هاتفه فتفطنت لمقصده، منزلة هاتفها بحجرها أسفل الطاولة لتجد رسالة مبعوثة منه يقول "بماذا تتحدث سحر مع أبي ؟"


لتكتب بسرعة " بموضوع عودتكما "


فكتب "ماذا قال هرقل ذاك ؟"


كتمت شهد ضحكتها مجيبةً بسرعة " إنه يعارض"


زمت سحر شفتيها مجيبة: يا أبي لم يقصدا هذا والمرء لا يلام على شيئ لم يقصد فعله، وكلنا ندرك جيداً أنّ أخواي لن يفكرا أبدًا في عصيانك، وما فعلاه كان بفعل رغبتهما في البقاء حتى يطمئنا علي فقط، أنا أختها فطبعًا لن يفضلاً عملاً غبي علي


أومئ لها عصام ببطئ مستفهما بعدها بحزم: إذا توافيقنهما في عدم سماعهما لكلمتي؟


إرتخت تقاسيم وجه سحر مجيبةً بصدق: أبدًا يا أبي نحن نقبل قدميك صباح مساء ولن نوفيك ربع حقك يا حبيبي، ماذا هل ستحرمنا من الدلال عليك يا عصومي؟


قهقهت جوليا على مكر إبنتها في حين زم عصام شفتيه بإمتعاض فهَا هي بدأت تقلب الطاولة عليه بفرعنتها تلك، فبرمت شهد شفتيها بتذمر مرددةً هي الأخرى: أبي عصام هيا رجاءًا لطالما كنت لطيفاً عطوفًا علينا


أصدرت جوليا صوتا مستلطفًا مغمغمة: حبيبي أنظر لكتلك الحلاوة تلك كيف سترفض رجاءها الآن


توردت شهد بحياء فعقبت سحر قائلة: أساساً الطبيبة قالت لي يجب أن يكون أخواكِ بقربكِ كي تشفي تمامًا


كتمت شهد ضحكتها في حين رفع عصام حاجبه بإنشداه مستفهمًا بعدها: الطبيبة قالت هكذا !!


أسرعت سحر متابعة كلامهما اللامنطقي ذاك مسترسلة: أجل قالت هكذا


وضعت جوليا كفها على ثغرها مانعة ضحكتها، فتغضنت ملامح عصام هاتفا: ماشاء الله لم أكن أعلم أنّ أدهم وزياد يعتبران دواءًا فعالاً


قهقهت سحر برقة معقبة بشقاوة: ها قد علمت يا أبي، لهذا يجب أن آخذ جرعتي من حنان أخواي، إلا إن كنت تريد أن يسوء حالي طبعًا


رفع الآخر حاجبه على تلاعبها ذاك، فأيدتها شهد هي الأخرى مردفة بلين: هيا أبي عصام لأجلي


إرتخت تقاسيم الأخير مجيبًا بحنو: حسنا يا صغيرتي لأجلكِ فقط يا شهد


ضحكت الأخيرة برقة هامسة بإمتنان حقيقي: لا حرمنا الله منك


فتبسمت سحر مستقيمة متحركة حيث أباها مقبلة خده عدة قبلاتٍ رقيقة كنسمة بهية تخالج الوجدان مردفة: شكراً شكراً كثيرًا يا عصومي يا حبيبي


مسحت جوليا على عضده مقبلة كتفه بحب تجلى بفيروزتيهما اللامعتين، فرفعت سحر كفها لأخويها كإشارة إتفقا عليها بما معناه تم العفو عليكما، ليستقيما من طاولتهما مقتربين من طاولتهم، فهتف زياد بحيوية: مرحبًا يا جماعة


عضت شهد شفتيها كي لا تنفجر ضحكًا في حين همس عصام بصدمة: مستحيل !!


تبسم أدهم برجولية قائلاً بهدوء: السلام عليكم، كيف حالك يا أبي؟


وجه عصام بصره لسحر بما معناه أنتِ متفقة معهم صحيح ؟x فهزت الأخيرة كتفيها ممثلة وجه القطة الوديعة كي تنال عطفه، فهز رأسه عليهم حيث أحاط زياد رقبة والده بذراعه مستفهمًا منه بإستفزاز: سمعنا أنك إشتقت لنا يا هرقل هل هذا صحيح؟x


أبعد عصام ذراعه عنه مرددًا بصرامة: عفوت عنكما لهذا عودا للقصر فورًا ولا تبقيا هنا


جلس زياد بقربه بما أنّ الطاولة تتسع لمزيد من الأشخاص فأردف بتلاعب: نذهب !! غريب ألست أنت الذي كنت تتصل بنا كل دقيقة وترجيتنا كي نقضي الرحلة معكم ؟ !


إتخذ أدهم مجلسه بالجهة الأخرى قرب والدته مؤيداً قول أخيه مغمغمًا: أشهد على ذلك


كتمت الفتيات الضحك بصعوبة في حين قد أغمض عصام عينيه بقوة على سخافة ولديه هامسًا بحدة: ماذا قلت أنا الآن ؟


أشار زياد لسحر بالتدخل فأسرعت هي بالقول: أبي أنسيت قول الطبيبة ؟


لوي الأخير شفتيه مجيبًا بضجر: بنيتي لا داعي لكل هذه الدراجيديا.. حسنًا


قهقهت جوليا ماسحة بحنو على عضده هامسة: عصام حبيبي دعهما لابأس


زفر الأخير موثرًا الصمت فغمز زياد لوالدته معقبًا بشقاوة: كالعادة جوليا تحكم السيطرة بسحرها ذاك


هزت الأخيرة كتفيها بزهو، في حين تنهد أدهم مرددًا بجدية: أبي أنت لست غاضب منا أليس كذلك؟


مط عصام شفتيه مجيبًا بحزم أبوي: وفيما سيفيد ذلك الآن؟


أخذ زياد كف والده لاثمًا إياه بندم مصرحًا: حقك علينا يا أبي ..إعذرنا فقط


فأيده أدهم معقبًا على حديث أخيه بملامح حزينة: أبي أنت تدرك جيداً مقامك العظيم عندنا ..ما فائدة مسامحتك لنا إن كانت هناك غصة بقلبك تجاهنا


تنهد عصام مرددًا بهدوء: حصل خير ..لا تهتما لقد تجاوزت الأمر ..فقط أتمنى أن لا يتكرر ذلك مجدداً


زفر الأخوان براحة تغلغلت بثنايا قلبهما، فهتف أدهم بإمتنان: بوركت يا أبي


ليغمز زياد لأبيه متحدثًا بإستفزاز: حنون كعادتك يا هرقل


فقهقه الجميع بخفة وبعد هنيهاتٍ حضر الطعام، فصفت الأطباق أمامهم ليباشروا الأكل ولم تخلو جلستهم من الضحك والقهقهة المرحة



:
•♡•
:


- إهدأ يا رعد ما خطبك؟


كلمات متضايقة نبس بها أدهم بالهاتف ليصله رد الأخير بحدة: لا تفقدني صوابي.. كيف تتساهل بهكذا أمر؟


فتح أدهم الملف أمامه مجيبًا هو الآخر بحزم: قلت لك لم أكن أعلم أنّ أبي سيوافق على بقائنا لهذا ظننت أنني سأعود وأنهي العمل لكن لحسن الحظ عفى عنا وتركنا لقضاء العطلة معه


سحب رعد نفسًا من سجارته ومج دخانه بعدها مجيبًا بغضب: والله ليست مشكلتي يا أدهم، هذه الصفقة لن تضيع من يدي هل فهمت إبحث عن الورقة وإرسلها لي فورًا


جلس أدهم على الأريكة فاتحًا مكبر الصوت واضعًا هاتفة على المنضدة بقربه مردفًا بتهكم: كم الثروة التي ستدرها عليك هذه الصفقة يا ترى كي تتحمس لها هكذا ؟


راقب الأخير الأبنية المتناطحة عبر الجدار الزجاجي بقربه مجيبًا بسخرية مماثلة: على أساس أنّ تلك الثروة لا أقسمها بينكم بالعدل يا ذكي


تابع أدهم بحثه ليقهقه بخفة مدركاً صحة قول الآخر، فكثير من الصفقات الناجحة التي تولاها رعد بشخصة إلا أنّ أرباح كل أعماله الخاصة به فقط كان يعطي لهم حصتهم بالعدل حتى بعد إنضمام شهد لهم كغريبة لم يقصيها بتاتاً بل ضمها أيضًا معهم، صدقا كل يوم يزداد إحترامًا لشخصه، فغمغم بضيق حقيقي: بحثت بكل الملفات و لم أجدها


هتف رعد بحدة دون مجال للمناقشة: لا يهمني جدها يا أدهم أخبرتكم ألف مرة لا تحملوا الملفات معكم لكنكم تعارضونني كل مرة..أحتاجها الليلة


زفر أدهم مردفًا : حسنًا حسنًا.. سوف أبحث بين ملفات زياد فربما هي هناك


صمت رعد على مضض منتظراً إيجاد إبن عمه ذاك لما يريده، فأغلق أدهم الملف ماسحًا على وجهه بعصبية محاولاً التذكر أين وضعها فتهادى له صوت طرق الباب ليرد بهدوء: تفضل


فتح الباب ليتجلى له وجه سحر ببسمتها الجميلة تلك قائلة: أدهومي ألن تأتي معنا ؟


إستقام الأخير من مجلسه مجيبًا بهدوء: دقائق فقط صغيرتي علي أن أجد ورقة يحتاجها رعد ضروري


ليتجه لغرفة زياد كي يبحث عنها تاركاً سحر التي حامت ببصرها بأرجاء المكان تتأمل تلك الفوضى المنتشرة التي إفتعلها أخاها بحثًا عن ما يريد فأردفت بتهكم: رعد ذاك لا هَم له في الحياة إلا إفساد متعة الغير


بالطرف الآخر رفع رعد حاجبه على صوتها ذاك المتذمر.. فهناك فتاة وحيدة تصفه بأبشع الصفات وواضح أنها هي فقط ..إبنة عمه تلك وكابوس حياته الجديد.. متابعًا تدخين سجارته بصمت تام


إنحنت الأخيرة تحمل الملفات المبعثرة من المنضدة مرتبة إياها مسترسلة بسخريتها: تبًا أحيانا أفكر بقتله والتنكيل بجثته هكذا تنخلص منه ... بدلاً من أن يترك أخي أدهم يستمتع برفقتنا لا طبعاً يجب أن يتصل به وينغص عليه السفر بحجة العمل ...


رتبت الملفات فوق بعضها البعض متابعةً حديثها: أكيد فهو لا يستطيع حشر سلبيته بداخله ...لهذا يجب أن يرسلها لنا هنا على بعد ألاف الأميال ..يا إلهي متبجح مغرور صدقا هو جبل جليدي يا يطاق


"جبل جليدي " تمتم رعد بسره متسائلاً هل هكذا تسميه تلك الوقحة، ليهز رأسه عليها فهي إما تشتمه بوجهه أو خلف ظهره، أساسًا هو يراهن أنها إن دفنت بقبرها سوف تشتمه أيضًا هناك تلك اللعينة المتمردة


وضعت سحر كفيها على خصرها متأملة الملفات المرتبة فتنهدت براحة معقبة بتهكم: بدلاً من أن نفرح علينا فقط إرضاء سيادته ذلك الديناصور المغرور


مج رعد دخان سجارته بالهواء متمتما بسره بإنشداه "ديناصور مغرور" هذه فتاة كم لقبًا أطلقت علي ؟


جلست سحر على الأريكة تنتظر خروج أدهم من غرفة زياد واضعة خدها على مرفقها قائلة بضجر: رعد..رعد..رعد أتمنى أن تنهار عليك الشركة


"تنهار الشركة" همس بسره بسخرية شديدة


فوجهت سحر بصرها للنافذة المطلة على البحر معقبة بملل: حسنا لا ذنب للموظفين المساكين كي يموتوا بسببه، لابأس بأن تنهار به الشركة يوم العطلة عندما تكون شاغرة من العمال ويكون هو هناك لوحده


قطب رعد جبينه مستغرباً لماذا قد يذهب بيوم العطلة للشركة وهي خالية من الموظفين؟


نادت سحر على أخيها: أدهم هيا فلنذهب


ليصلها صوت الأخر مجيبًا: دقيقة فقط


لوت شفتيها مرددة بتذمر: العمل..العمل متى سينتهي هذا العمل الممل...لك الله يا رعد آل سلطان أتمنى أن أراك ترقص فوق صفيح ساخن


"صفيح ساخن" تسائل رعد بسره لماذا قد يرقص عليه أساسًا...أصلاً لماذا هي سفاحة هكذا ؟


وضعت سحر رأسها على ذراع الأريكة مغمغمة: سوف نحول العطلة للعمل الآن ...كله بسببه عليه أن يعكر مزاجنا ذلك القنفد البري


"قنفد بري " تمتم رعد بسره ..ما كل هذه الأوصاف الغريبة !!


تأملت سحر السقف متابعة التهكم دون أن تدري أن صوتها مسموع للطرف الآخر عبر الهاتف: حسنا ليس قنفد بري ...أساسًا هو يشبه الشامبانزي تمامًا


توسعت عيني رعد مكررًا الكلمة "شامبانزي" أنا أشبهه !!


زفرت سحر بخفوت قائلة: هيا يا أدهومي..أستغرب أصلاً كيف يتفق أخي أدهم مع ذلك البارد ...أراهن أنه يبتزه بشيئ ما حتى يكون صديقه ... طبعًا فرعد ذاك حتى ملابسه لا تطيقه فكيف يطيقه البشر؟ !


بالطرف الآخر طحن المعني ضروسه هذه الوقحة كم مرة ستضل تشتمه هكذا فهتف بحدة: هل أنهيتِ أو تريدين متابعة الشتم؟


توسعت عيني سحر معدلة جلستها كأنها تبحث عن الصوت مرددةً: أنت هنا !!

فوصلها صوت الأخير بتهكم: لا هناك


ضيقت المعنية عينيها موجهة بصرها حيث هاتف أخيها الموضوع على المنضدة حاملة إياها هامسة: هل كنت تسمعني؟


زفر الآخر دخان سجارته وقد أضلمت عيناه مجيبًا ببرودة مناقضة لنيرانه المشتعلة بداخله: للأسف


هزت سحر كتفيها مرددةً بلامبالاة: جيد إذًا هَا قد علمت مقامك عندي


تشنج فك الأخير مردفًا بهسيس: جيد إذًا ..لأنكِ غدًا سوف تأتيني و تترجينني كي أعطيِك قلادتكِ تلك


علت تقطيبة خفيفة جبينها مستفهمة بحيرة: أي قلادة هذه؟


إبتسم رعد ببرود كالصقيح مجيبًا: إسألي نفسكِ يا إبنة العم


عقدت سحر حاجبيها بعدم فهم فرفعت كفها حيث رقبتها تتلمسها فتوسعت عيناها لأنها لم تجد قلادتها تلك، فهدرت بسخط: أيها السارق ..أعد قلادتي


قلب رعد مقلتيه متحدثًا بسخرية صريحة: الناس تسرق البنوك وأشياء قيمة وليس سلسلال فضي غبي كصاحبته


فغرت الأخيرة فاهها هامسة بشراسة: أووه يا رعد آل سلطان صدقني سوف أعود للقصر وسأجعل كرامتك الغبية تلك ككرة في ملعبي كالعادة


رفع حاجبه هامسًا بتفاجئ: حقا !! إذا كرامتي كالكرة في ملعبكِ يا إبنة العم؟


همست سحر بتمردها المعتاد: هذا إن كانت لك كرامة أساسًا أيها المتبجح المغرور ...لهذا إحتفظ بالقلادة وإياك أن تضيع لأنها غالية علي جداً


زفر الدخان من ثغره مجدداً وقد ساد الضلام عيناه محاولاً تلجيم الوحش بداخله مرددًا ببحة رجولية: عودي أولاً وبعدها سنرى من سيلعب بكرامة من أيتها القطة الشرسة


همت سحر بالرد إلا أنّ قدوم أخيها أدهم حال دون ذلك ليعقد الأخير حاجبيه بعد أن لمح هاتفه بيدها فإستفهم بريبة: ما الأمر؟


تبسمت سحر بسمة مصطنعة مجيبةً بلطف: فقط كنت أطلب من رعد أن يسلم على جدي


هز المعني رأسه على تلاعبها ذاك صدقًا كل مرة يكتشف أنها ليست بسهلة بتاتًا، في حين ضيق أدهم عينيه بشك ليتسائل مجدداً: لماذا لا تتصلين به أفضل؟


وضعت سحر الهاتف على المنضدة مستقيمةً من مجلسها قائلة: الآن غالبا سيكون نائما لهذا لم أشأ إزعاجه


تنهد الأخير بهدوء مقتربًا من المنضدة حاملاً هاتفه موجهاً حديثه لرعد: لقد وجدتها يا رعد الحمد لله كانت بين ملفات زياد، يبدو أنني وضعتها هناك عندما كنت أسرع بحمل الحقائب لهذا سوف أصورها وأرسلها لك عبر البريد


أجاب الأخير بإختصار: بإنتظارك



:
•♡•
:



تقبض هاني بشدة حتى إبيضت مفاصله وقد عادت كلماتها السامة تلك التي قذفتها به الحقيرة تحرق قلبه وتنخر كيانه "أنت كنت فقط لعبة بيدي " مطلقاً سبة للمرة المليون...ليستند على حاجز نافذته وشياطينه تكافح كي تخرج عساها تبطش بتلك الأفعى ..كيف له أن يكون غبيًا هكذا ...كيف فقط؟


فأومئ ببطئ شديد وفيروزيتيه إتقدتا شررًا هامسًا بخفوت حاد وشرس: البداية بيدكِ كانت لكن قسمًا باللّه سأخط النهاية بأناملي فقط


فتحرك مغادرًا غرفته تلك بخطوات تدب الأرض دبًا نازلاً عتبات الدرج بمشاعر زاخرة تجوب بصدره أشدها الغضب والجنون والجرح الدامي لفؤاده ..ليحول بصره بالطابق الأرضي فتجلت له والدته جالسةً على الأريكة و بحضنها صحن تقطع الفاكهة


فدنى منها مستفهمًا بهدوء مختلق: أين أبي يا أمي ؟


هزت الأخيرة كتفيها مجيبةً دون النظر له: ذهب مع أحد الجيران لتعزية أحدهم بموت والدته حسب ما علمت


زفر هاني متخذًا مجلسًا بقربها هاتفًا ببرود: أمي أريدك بموضوع مهم


أجابت والدته دون أن تحيد ببصرها عن التلفاز: تفضل


إزدر الأخير ريقه بإرتباك قائلاً بعد أن إتخذ نفسًا عميقا: أريد أن أخطب سهام



:
•♡•
:

🍂 إنتهى 🍂

☘️Yasmina Messaoud☘️



ملاحظة مهمة 👇

للأمانة العلمية ذكرت سابقا مرض نفسي يسمى "الذاكرة السوداء " وتنبيه فقط هذا المرض لا وجود له هو فقط من إختراعي لا غير حسب سير الحبكة، وأيضا قد أوظف بعض الأفكار حسب الخيال أحيانا وليس شرط أن تكون موجودة طبيا وعلميا 💙


يسمينة مسعود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-22, 07:23 AM   #358

هالة الذكرى
 
الصورة الرمزية هالة الذكرى

? العضوٌ??? » 439522
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » هالة الذكرى is on a distinguished road
افتراضي

يسمينة.. بارك الله فيك
الفصل لطيف مضحك
والدة هاني تعرف بمعاناته
سهام قوية لدرجة ما لكنها ستذوق عقاب هاني كما أرى هل سيطلقها مثلا بعد أن يعذبها نفسيا.. خيار مستبعد هو لن يخسر خالته بسببها أتشوق لمعرفة كيف سيقنعها بالزواج منه.
سحر ورعد
هاقد علمت ياعزيزي بكل الشتائم اللتي ترميك بها
فعلا.. صبرك فاجأني شخصيا
شهد ضحية الحماية الزائدة..
أتمنى أن تستطيع منى إنقاذها.
سلمت🌺


هالة الذكرى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-22, 12:33 PM   #359

هالة الذكرى
 
الصورة الرمزية هالة الذكرى

? العضوٌ??? » 439522
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » هالة الذكرى is on a distinguished road
افتراضي

بالمناسبة لملاحظتك..
رجاءا.. ذكرينا بهكذا أمور بعد كل فصل. ☺️


هالة الذكرى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-22, 09:19 PM   #360

شمس الصحراء

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شمس الصحراء

? العضوٌ??? » 88586
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » شمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond repute
افتراضي

يا عشاقة الحروف واميرة الكلمات وسيدة الاحساس بلا منازع يا من تعرفين الليل خبايا وأسرار قاريء ماذا يحبون وماذا يعشقون … يا ساحرة العقل كيف تاخذينها الى عوالم من الخيال الذي لا نستطيع ان نصفه لا بل كلمات ولا بالحروف …دائما تشكلين حروفك وتستوطنين كلماتك بكل اريحيه وسلاسه تجعلنا نتعمق في عشقها وهواها اميرتي مشرقه هي حروفك مشعه بالبهاء اسلوبك مذهله في التعبير بحواراتك تقدمين وجبة ساحره مليئه بالحب والتفنن بالاذهان فسحر مفرداتك سيدتي لها مذاق مختلف عن كل شيء وكأنك ترسمي لوحه هنا لها الوان باهره زاهي ظاهره وكاننا نغرق في حبكه حقيقيه نعيش بها اجمل تفاصيل الحياة فكم اتمنى ان لا ينتهي الفصل حتى تشرب من هذا الابداع الذي ليس له نظير فبجد دائما متميزه بكل شيء فشخصيه رعد شخصيه مركبه فيها نشعر باننا امام رجل شرقي بحق اما سحر ياويلي ع جمال روحها وخصوصا مع حواراتها مع رعد بعشقها بقراءها مره مرتين ثلاث من غير ملل اما باقي الشخصيات كل واحده احلى واروع من الاخرى بجد استمتعت اجمل استماع واحلى فصول دائما تقدميها لنا سلمت يديك وناطرين ع نار

شمس الصحراء غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.