رواية ****أبعد من الشمس ***

[مريم نجمة]

تقديم
"عزيزي يا صاحِب الظّل الطّوِيل:
لماذا من بين آلافِ الوجوه التي تعبرنا لا نسقطُ إلا في حبِّ الوجْه الذي لا نملكُ رؤيته إلا بشقِّ الأنفُس؟
لماذا من بين كلّ الأكتافِ المُلاصقة لنَا لا يسقطُ رأسُنا إلا على الكتفِ الذي بينَنا و بينهُ مسَافة الأرضِ و العـَادات و المُجتمع؟"


الفصل الاول

الفصل الاول

تقول أمي دائما النهايات هي بدايات جديدة ، قد أفهم أن هذا هو المبدأ الذي تسير عليه ،فلا شيء في الحياة يوقفها أو يضعفها أو يعيقها ،دائما تجد لنفسها مخرجا ما ، وغالبا ما يكون المخرج الذي تجده شديد الإبهار ،حتى لكأنها واجهت وقتا عصيبا ،عندما انفصلت عن والدي وجدت لنفسها مباشرة رجلا آخر وبالطبع أفضل من والدي بمراحل ،عندما خسرت جائزة في عملها ألفت كتابها الشهير والوحيد ما دفع بالجامعة التي تعمل فيها إلى تكريمها ، أمي امرأة فذة حقا ، مختلفة عن كل الامهات في وضعي انا بعد طلاقي كانت الأم الطبيعية ستجلس مع ابنتها وتندب حظها ،لكن أمي قالت لي ببرود تام :

-لم أجده يوما زوجا مناسبا لك .

طبعا أمي لم يعجبها أن يتزوج ابنتها موظف حكومي متواضع المنشأ ،لكني اعجبت به الأمر الذي ازعجني ، لكن صديقتي منال احسنت تعزيتي الافضل أن يطلقني وأنا بلا أولاد على أن أطلق بعد أن انجب ولدا أو اثنين ،فالواضح الجلي أن مراد لم يكن يريد أن يكمل حياته معي ، اسأل منال
-فلماذا كان الزواج إذن ؟
ترد
-ربما لأن أحدا ضغط عليه .

فكرت انا هل كان يطمع في مركز ابي ، أو في مركز زوج أمي ، قلت
-ربما اكتشف أني البطة القبيحة في العائلة ،فلا أنا انتمي لعائلة أبي ولا انتمي لعائلة أمي .

منال لم ترد بشيء ،افترض أنها راعت مشاعري هنا ،ابي طبيب اخصائي في أمراض الجلد وزوجته طبيبة اختصاص عيون ولديه ثلاث أولاد منها بنتان تدرسان الطب وولد في مرحلة الثانوية ويخطو بثقة لكلية الطب ، في أحد المرات القليلة التي اجتمع بهم تهكمت علي اختي سلام قائلة
-لا تقلقي عندما يفتح والدنا المشفى الخاص سنعينك في الإدارة .
هل يجب أن افخر بعائلة متقدة الذكاء أو أن اخجل من وضعي وسطهم ،ربما مراد كان يعتقد أني مثلهم .

عدت للواقع بيد تربت على كتفي ، كانت اختي مرام ،كنت في انتظارها في المقهى ،اختى مرام تدرس في الجامعة علم الآثار رغم أنها تحصلت على مجموع يمكنها من دراسة الطب إلا أنها أحبت الآثار وآثرته عن كل الاختصاصات الرفيعة في الجامعة ،
قلت
-لقد تأخرت .
نظرت لساعتها وقالت وهي تجلس
-دقيقتين فقط بسبب زحمة السير.
تنهدت وقلت
-ماذا تطلبين ؟
-انت تعرفين
طبعا القهوة بلا سكر .
طلبت لها فنجان قهوه وطلبت لنفسي عصير برتقال
-من يطلب قهوة بلا سكر
ردت
-ربما الاذكياء.
قلت
-والعجائز
ضحكت مرام وقالت
-على كل حال اختصاصي له علاقة بالسن المتقدم أليس كذلك
-من يحب علم الآثار ؟!
-انا وبعض الناس .
جاء النادل بالطلبات وانصرف ،اخذت عصير البرتقال وقلت
-حسن فيما كان سبب هذا اللقاء
-أجل وجدت لك عملا
تحمست وقلت
-حقا تقولين
-طبعا .
-ماهو ؟
-انظري استاذ علم الآثار يحتاج لعاملة طباعة لتطبع محاضراته
حاب أملي عمل طباعة وفوق ذلك عمل مؤقت ،
-احتاج لعمل دائم
-اعلم ، سنذهب في رحلة ميدانية لزيارة آثار قديمة وسيكون الاستاذ مشغولا لن يكون لديه وقت طويل يقضيه في الطباعة ،ثم ستستمتعين معنا دون أن تدفعي فلسا وفوق هذا تتقاضين راتبا محترما.
-وماهي المدة التي ساعمل بها
-اسبوع ،الرحلة مدتها اسبوع
-هل وافق والدك وامي ؟
لدهشتي ردت
-بالطبع .
نظرت إليها باستغراب وانا اتذكر الليالي التي كنت اقضيها ابكي بسبب رفضهما السماح لي بالذهاب في رحلة مدرسية مدتها يوم واحد ،انتظرت ردي وهي ترمقني بنظرات شك
-لم ارفض عرضا كهذا ،كما تقولين رحلة بالمجان
-احستني .
ارتشفت رشفة من قهوتها وامسكت هاتفها واتصلت وقالت
-حلت المشكلة .
انتظرتها حتى أنهت المكالمة وقلت
-اي مشكلة
-لا عليك اختي العزيزة
قلت -هل يفوتني شيء هنا
-بالطبع لا .
ونهضت وقالت
-علي العودة الان
-لكننا اتفقنا أن نمضي اليوم معا
-اسفة لدي أمور أخرى علي المغادرة .
وبالفعل غادرت وتركت فنجان قهوتها السوداء المرة كأنه لم يمس .
اخرجت نقودا لتسديد ثمن ما شربته وما تركته خلفها مرام ،وغادرت أيضا المقهى


التفكير في العمل في الطباعة لاستاذ اثار مملل جدا ، نظرت لساعتي كانت تتحرك ببطء وبدأ اليوم ثقيلا والوقت وكأنه متوقف ، هل اذهب لامي وزوجها أو لابي وزوجته ، كان الطريق المعبد أمامي خارج المقهي فارغا إلا من بعض الناس كان وقت داوم ولا يتجول في الشوارع في هذا الوقت إلا العاطلين مثلي ، خطوت بضع خطوات إلى موقف الحافلات ووقفت ،انا في الحقيقة لا أنتمي لأي من المنزلين لكل من أبي وأمي عائلته الخاصة ،أبدو وكأني غلطة دائما على الهامش ،أحضر جميع أعياد ميلاد اخوتي وانا لا عيد لي ،وكأن يوم مولدي هو يوم نحس ،حسن امي تقول
_يوم ميلادك هو 29 فيفري ولا يأتي إلا كل اربع سنوات
حجة أمي بدلا من أن. نحتفل كل 4 سنوات ،الافضل أن لا نحتفل ابدا ،هذه الحجة الوحيدة التي لا أراها منطقية لأمي ، لكن من جهة أنا محظوظة فعدد المرات التي احتفل بها مع اخوتي في العام الواحد كثيرة لدي ثلاث إخوة من أبي واخوين من امي فأنا احتفل معهم 5 مرات ،
من الافضل تحويل الأمور السلبية لأمور اجابية لابد أن نجد في كل أمر سلبي أمر إيجابي وان لم نجد فالعيب كل العيب فينا نحن ،
جاءت الحافلة وصعدت سريعا ،سأذهب لمنزل والدي اولا ،لابد أن ابشرهم بأمر العمل الذي وجدته ،هذا سيسكت سلام قليلا .
سارت الحافلة ببطء ،وكلما تسير قليلا تتوقف حتى امتلأت عن اخرها ،حتى الرواق بين الكراسي امتلأ ،شعرت بالضيق ففتحت النافذة ، قبل أن تعيد يد طويلة غلقها ،لأسمع صوت همهات خلفي ،ثم صوت رضيع يبكي ، تنهدت أستطيع تخيل صديقتي منال تقول "لو كنا نملك سيارة حتى وإن كانت صغيرة وقديمة "دوما أتنهد على كلامها ،من الرائع أن تكون للمرء أحلام جميلة ، لكن عليه دوما ان لا يسرح بها ،منال دائما تبالغ فيها ،وهي عندما تعود للواقع تنكسر كالذي يسقط من علو شاهق ،لذلك لست من أولئك الذين يحلمون لدي واقع علي أن أجعلة جميلا قدر الامكان لكن دون ان أستعمل في ذلك الخيالات التي تجعلني أكره واقعي أكثر .
وصلت لوجهتي أخيرا ،وكان علي أن اعتصر نفسي لأتمكن من الخروج .
منزل والدي كبير وفخم ،حسن إنه لا يقل فخامة عن منزل والدتي ،الرائع في الامر أني أملك غرفة فيهما معا ،مهما كان الأمر بالنسبة لهم ،فيجب أن أنظر انا إلى جانبي الاجابي ،يجب أن أنظر إلى الجانب المشرق الأصح يجب أن احبر نفسي على النظر إلى الجهة التى تسعدني قليلا ،والباقي لا يهم كثيرا ،دخلت المنزل بثقة ،فرأيت خلود تستعد للخروج قلت لها
-سلام
-اهلا
-الى الجامعة
-أجل
لكني عرفت انها لا تقصد الجامعة ،الملابس الجميلة الشعر المصفف الاظافر الملونة واحمر الشفاه ،ثم الاكثر وضوحا لا تحمل في يدها دفترا واحدا حتى ،قلت
-حظا سعيدا .
ردت بتهكم
-لا أحد هنا يؤمن بالحظ غيرك ، مجدك عليك أن تصنعيه بيديك وليس بالحظ السعيد .
-في هذه الحال تنفعك مساحيق التجميل .
ضحكت خلود وقالت
-ليست مهمة كثيرا بالنسبة لي على الاقل
بدأت تسير للباب فقلت
-حسب للارصاد هناك رياح قوية ستهب والطقس سيتغير .
التفتت الي وقالت
-شكرا لاهتمامك.

وغابت خلف الباب الكبير ،من يهتم بالطقس وهي تملك سيارة اخر طراز ،صعدت لغرفتي وأخذت بعض من الأشياء التى اعتقدت اني قد احتاجها في رحلتي المؤقتة هذه ،وقصدت غرفة سلام بالتأكيد ستكون في غرفتها بعد الظهر ،طرقت الباب ،فسمعت صوتا يقول
-تفضل .
دخلت وقلت
-كيف حالك سلام ؟
-اهلا بك
كانت خلف محمولها تدرس ،قلت
-لن ازعجك كثيرا ،جئت اخبرك اني سأبدأ عملا في الأيام المقبلة وبسببها ساغيب عن المنزل ،لذلك رجاء اخبري والدي بأني لن أزوره لبعض الوقت .
التفتت الي بحماس منطفىء وقالت
-حسن ساخبره ،ماهو هذا العمل يا ترى.
قلت وانا اغلق الباب هروبا من الإجابة
-عمل مناسب .
وغادرت المنزل سريعا كما دخلته سريعا ،عندما كنت أقف عند موقف الحافلات فتحت الفيس بوك خاصتي وجدت أن منال كانت على الخط ،بعثت لها رسالة
-علا مرحبا كيف حالك لدي اخبار جديده
ردت سريعا
-اهلا ،
بدا ردها باردا ،قلت
-مابك ؟
-لا يمكنك أن تتصوري ما حصل معي ،
وقفت الحافلة ،فركبت واتخذت مكانا وكتبت سريعا
-ماذا حصل ؟
-البطلة المسكينة لم ترسل الرسائل ،ولم تخرج من السجن
-عما تتكلمين ؟
-امضيت يوما وليلة في قراءة رواية بوليسية مرعبة ،ثم ...
-ثم ...؟
-البطلة المسكينة بريئة ولم تثبت براءتها وتعفنت في السجن والبطل الوسيم تبين أنه متزوج وله ولد ،يا الهي للان لازال اثر كلمات الرواية يرعبني ،اشعر اني من عاش في ذلك المنزل المرعب هيذربراي ،قلبي يرتجف خوفا ،ثم هل تعرفين من المجرم لايمكنك أن تتصوري.
-اه لا ،لا اريد شكرا ،ما بك أنها مجرد رواية من خيال شخص ما .
-طبعا لست مولعة بالكتب مثلي ،لا يمكنك أن تفهمي .
-مارايك أن نلتقي .
اردت أن التق بها ،لاني أردت أن احتفل مع شخص ما بمناسبة عملي المؤقت ،وان كان مثيرا للشفقة ،لكن أنه عمل على كل حال ويدر أجرا ،وكما اقول دوما يجب أن أنظر إلى الاجابيات دوما مهما طغت السلبيات .
ردت
-لابأس عندي اين انت الان ؟
-اقصد منزل امي .
كانت منال تسكن في منزل قريب من منزل امي ، وكانت جيرتها سبب تعارفنا ثم توطدت صداقتنا مع الوقت ،انها في الواقع صديقتي الوحيدة ،اتفقنا على اللقاء في حديقة الحي ،
الحديقة تتوسط الحي الذي نعيش فيه ،تم الاعتناء بها بشكل جيد ،كان مكانا جيدا للعب الاولاد ،ولتنزه كبار السن والمتقاعدين ،وللقاء جميل بين الأصدقاء ،كنت جالسة في مقعد خشبي في انتظارها تصفحت الفيس بوك ،لاشيء جديد منشورات تافهة ،اغلقته سريعا عندما رأيت منال قادمة ،سلمت عليها ،جلست إلى جانبي وهي تلهث
-كيف حالك علا
ابتسمت جيد أن تسأل على حالي
-بخير
كانت منال تملك عينين خضراوتين جميلتين وشعراء اسود ناعم وبشرة نقية بيضاء كانت بالفعل جميلة ،كل شيء فيها يبعث على الحياة رفقتها أسنها مزحاتها ،لكن العيب الوحيد فيها هو عقلها ،هي مختلفة تقول مرام "أنها صديقة مناسبة لك جدا"فكرت وانا اتذكر صديقاتي المترفعات المتكبرات ،انها بالتأكيد افضل من صديقاتها ،تابعت منال وهي تقول
-امر مروع كم يمكن للكلمات أن ترعب
_لا تبالغي
-لن تصدقيني اعرف ذلك ،لكن حتى وانا في غرفتي على سريري شعرت وكأني مكان البطلة في تلك الرواية .
تنهدت وقلت
-هذا لانك مولعة بالروايات
-مارايك أن تقرئيها ،انظري
وأخرجت رواية من حقيبتها وتابعت
-احضرتها معي
-ما الفائدة من قراءة رواية بوليسية اعرف نهايتها
- لاتعرفين إلا أن البطلة بريئة والبطل كاذب أما البقية فلا ،لا تعرفين من المقتول ومن القاتل ،ثم السرد السرد مروع .
اعرف طبيعتها أن نتشارك قراءة رواية أو مشاهدة فيلم للتعليق عليه ،وفكرت الاصدقاء يتشاركون متع بعضهم .
اخذتها وقلت -حسن اعدك ساقرؤها ،والان ركزي معي قليلا اريد أن اخبرك أمرا
-حقا ؟ماذا عريس .
تنهدت وقلت -لا بالطبع ليس حاليا على اي حال ،انما وجدت عملا .
شهقت منال وقالت -يا له من خبر رائع ،
وغيرت نبرة صوتها وقالت -بالطبع لو كان خبر عريس كان سيكون اروع ، مبارك لك .
رفعت يدي هذه هي منال دائما تعطي الأمور أكثر مما تستحق ،ولكن الم التق بها لهذا السبب .
قلت -عمل مؤقت
خاب بريق عينيها ،كشعلة انطفأت.
-ماذا يعني هذا عمل مؤقت ،انه أمر لا يناسبك
افهم ما قصدته مطلقة تعمل عملا مؤقتا ،هذا يفتح الباب للتأويل ،منال تعمل في مكتب البريد ،عمل مستقر دائم مريح ويدر مالا ،مع فرصها الكثيرة التى ترفضها للزواج ،انها في وضع رائع اجتماعيا ،اتساءل كثيرا لما صادقتني ،انا التي تبدو منبوذة في المجتمع مطلقة عاطلة عن العمل خريجة كلية علم الاجتماع ،لكنها صديقتي على اي حال وانا افخر بها .
-هل لديك بديل ،افضل أن أعمل عملا مؤقتا على أن أمد يدي لزوج أمي أو زوجة أبي .
-لديك ام واب
-صحيح لكن للاسف أمي يسيطر عليها زوجها وابي تسيطر عليه زوجته ،كنت اتمنى أن يكون العكس ،لكن ماذا نفعل هذا هو حظي .
تنهدت وقال
-باي حال ماهو هذا العمل
شرحت لها كل الأمر قالت
-وفوق هذا اختك مرام من وجده ،لست مرتاحة
ضحكت وقلت -لا ،لن يتحول الأمر لجريمة قتل
-ليس القصد ،لكن مرام.....لم أحبها يوما أنها استغلالية ،ولابد أن لها منفعة في جعلك تعملين ،او أن هدا العمل فيه شبهة .
-لا تكون واسعة الخيال ،كل هذا بسبب الروايات البوليسية التى تحبسين نفسك فيها.
-اه لا تذكريني ،لن اقرأ رواية أخرى لبعض الوقت .
ضحكت ووقفت وقلت
-فلنسر قليلا ،الارصاد قالت إن هناك عاصفة رياح قوية قادمة .
-صحيح قرأ تحديت الطقس ،لكن كل شيء يبدو هادئا
-طقس فصل الشتاء لا يمكن الثقة فيه .
-لا لفهم رحلة جامعية في فصل الشتاء .
-الا يبدو الأمر مثيرا ،لزيارة آثار قديمة
-ربما ،لكني لا أحب أن اغادر غرفتي في فصل الشتاء .
وارتعدت وقالت -علاوة على هذا لا احب النوم في الفنادق في أسرة نام عليها اناس لا اعرفهم أو أن استعمل حماما .....،ذلك مقزز .
-محقة في هدا الامر ،انا أيضا اكره هذا ،ساخذ وسادتي وغطائي وكل ما احتاجه حتى لا احتك باشياء الفندق ،
ودعتها وقصدت منزل امي ،هل قالت مرام متى موعد الرحلة ،عدت بذاكرتي لم تفعل ، لن اعاني من مشكلة في إقناع امي ،ستفرح لاني سأكون مع مرام ،سيسعدها أن يكون هناك من يراقب ابنتها الطائشة .

كما توقعت كان امي مرحبة للأمر ،ووحدتها على علم مسبق ،هل استعملي مرام كوسيلة لإقناع امها بالرحلة ،تذكرت كلام منال لابد أن لها فائدة ، على كل حال انا ايضا ساستفيد ، قالت امي وهي تكتب على حاسوبها الشخصي
-مرام قالت إن الانطلاق غدا ،هل جهزت كل شيء
-غدا ؟ لم تخبرني!
نظرت امي لساعة الحاسوب وقالت
-لا تتوتري لديك متسع من الوقت لتجهيز نفسك ،
ونظرت من تحت نظارتها
-ارى أنك قد بدأت بالفعل ،أحضرت اشياءك من المنزل الآخر .
تسمي امي منزل والدي بالمنزل الآخر ،ويسمي والدي منزل امي بالمنزل الآخر ،هناك أمور كثيرة يتشاركانها ويتشابهان فيها ، لذلك دوما اسال نفسي فيما كان الطلاق بينهما ، كانت تقصد بالأشياء حقيبة بنية أنيقة صغيرة ،كانت هدية زوجة والدي ،كثيرا ما تهديني هدايا بسبب وبغير سبب واعرف أن ذلك ليس لتملقي او لأنها تحبني بقدر ما هو لازعاج أمي واغاضتها ،وكنت احب هذا الصراع بينهما ،
قلت -طبعا أحضرت ما احتاجه ،وساكمل ما تبقى .
قلت هذا وغادرتها وصعدت إلى غرفتي ،لم يكن لدي الكثير لأقوم بجمعه فرشاة الأسنان والمعجون الشاحن مناديل معقمة ومناديل ورقية اقلام دفتر صغير غطاء وسادة لاني لا استطيع أخذ الوسادة معي ،غطاء سريري ولحاف ،ماذا أيضا ،طبعا رواية منال بعض الملابس الداخلية جوارب وملابس الخروج منشفة صابون مشط ،هذا كل شيء حتى الآن ،اجبرت الحقيبة الثانية الأكبر حجما على استقبال كل الاغراض ،ساحتاح لما ارديته في قدمي لن ابق بالحذاء في الفندق مع حذاء رياضي في حال خرجت معهم ، هذا كل شيء .
كنت سعيدة وانا اغلق على الحقيبة في حقيبة اليد وضعت بعض مساحيق التجميل مراة صغيرة والعطر ، وكنت بذلك جاهزة ليوم الغد .

[ارجوان]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايه موفقه ننتظر المزيد اول شي لفت انتباهي ان علا ماعندها سياره وامها وابوها اثرياء واولادهم عندهم سيارات شي مقزز لمى الاباء يتعاملون مع احد ابنائهم بعنجهيه وكأنه متسول دخل بيتهم صدفه وتلقاه يقط فلوسه على الي يسوى والي مايسوى وعنده ولد او بنت من دمه ولحمه ساحب عليه

[مريم نجمة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارجوان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايه موفقه ننتظر المزيد اول شي لفت انتباهي ان علا ماعندها سياره وامها وابوها اثرياء واولادهم عندهم سيارات شي مقزز لمى الاباء يتعاملون مع احد ابنائهم بعنجهيه وكأنه متسول دخل بيتهم صدفه وتلقاه يقط فلوسه على الي يسوى والي مايسوى وعنده ولد او بنت من دمه ولحمه ساحب عليه

شكرا جزيلا على الرد والتعليق الجميل ، الحقيقة في هذا شيء من الواقع اتمنى أن تبقي وفية للرواية .

[مريم نجمة]

الفصل الثاني

جلسنا إلى طاولة العشاء ،كان الطعام هو ارز باللحم ،مع سلطة وفاكهة البرتقال ، انشغلت بالأكل بينما كنت اسمع مرام تحدث امي عن الرحلة المدرسية ،حماس مرام كان ملفتا لنا جميعا ،لم تتوقف عن الكلام بينما لم يكن يصغي إليها أحد بتمعن ،كانوا يستمعون إليها سمع إدراك ، كمن يسمعون سماعا لا ينتفعون به ،يرفعون رؤوسهم قليلا ثم يعودون لاطباقهم دون تعليق ،يومؤون برؤوسهم وكأنهم يوافقون كلامها ، إلى أن قالت اخيرا :
-أبي هل يمكن أن تمتد لأكثر من أسبوع ؟
نظر إليها بينما كنت اتابع المشهد وكأني في قاعة سينما وكأني متفرجة على فيلم بطيء سيء الاخراج ،قال لها :
- لا يمكن طبعا ،الرحلة محددة المدة وكذلك التأمين .
-التأمين ؟!
-طبعا التأمين على حياتكم ،هي أمور إدارية محضة ،لكن ما يهمك انت أن الرحلة لن تتخطى الاسبوع بأي حال .
نظرت إليه وقالت
-اتمنى أن تطول أكثر .
ونظرت إلي وقالت
-أنت أيضا علا سيكون من حظك أن تطول مدة عملك .
همهمت وأنا اتذكر كلام خلود عن الحظ ،أردت أن اكرره على مسمعها ،لكني في الحقيقة كنت أتمنى أن تطول المدة أيضا ،لذلك قلت بدلا من ذلك
-أنا أيضا آمل ذلك .
غادر زوج أمي الطاولة أولا ،قال خليل
- من الأفضل لو ذهب معكم أحد من العائلة انا مثلا .
ضحكت بينما كشرت مرام وقالت
-ولماذا ؟
-من أجل حمايتكم ،قد يصيبكما خطر ما .
اخي خليل طالب في كلية الهندسة ،يعشق كل ما له علاقة بالتكنولوجيا ،لكن أن يهتم برحلة للماضي السحيق هذا بدأ أمرا غريبا ، قلت وانا أقف
-لن يحدث شيء ،والملل كل الملل هو ما ستجده .
تركتهم وصعدت لغرفتي ،ارتديت ملابس النوم واستلقيت على سريري وفي يدي رواية منال التى حملت عنوان "خلف هذه الأبواب " ،بدأت بقراءتها كانت مسلية أكثر منها مرعبة ، بعد ذلك تركتها وخصت في نوم عميق .
استيقظت على طرق في باب غرفتي ،كانت مرام لم تنتظر وفتحت الباب ،فتحت عيني بصعوبة وقلت
-مابك
-الوقت لقد تأخرنا مابك
نظرت لساعة هاتفي كانت تشير إلى الخامسة وثلاثون دقيقة ، اتخذت جلسة في سريري وقلت وانا افرك عيني وارتب شعري بيدي ،
-هل سننطلق الان ؟
-علينا الوصول إلى مقر اللقاء في الجامعة على الساعة السابعة
-تبالغين لديك سيارة أليس كذلك ،سنصل في نصف ساعة فقط ،
لكن مرام لم تتحرك من غرفتي حتى نهضت على مضض ، جهزت الافطار بينما اخذت مرام الحقائب إلى السيارة ،افطرنا على عجل وغادرنا المنزل ،فكرت وانا انظر الى مرام وهي تقود بحماس وتطلق النكات من هنا ومن هناك أن هناك شيئا ما ولابد ،مرام تبدو وكأنها على موعد مع السعادة مع انها رحلة عادية جدا وقد ذهبت لرحلات عدة حتى الآن ، نظرت إلى الخارج والى السماء المتقلبة ، يمكن للاحمق أن يدرك أن هذا الفصل ليس مناسبا للرحلات ، بينما كانت اختي تطير بسيارتها في الطريق كان الطريق خاليا إلا من بعض المارة ،نظرت إلى ساعتي كانت تشير إلى السادسة والنصف ، قلت لمرام
-كيف هو استاذك ؟
نظرت إلي وعادت تنظر للطريق وقالت
-استاذ جامعي عادي
قلت -تقصدين استاذ ممل ،لاشك أنه يضع نظارات ولا يهتم كثيرا بمظره يركض دوما بحقيبة في يدك .
ضحكت مرام وقالت
-على العكس ،تلك الصورة النمطية انزعيها من مخيلتك سيعيجك بالتأكيد .
سيعحبني فكرت في كلامها وانا افتح الفيسبوك ،لاتلقى وابلا من الرسائل من منال
صباح الخير
كيف وجدت الرواية
مثيرة أليس كذلك .
الى اين وصلت في قراءتها .
تنهدت وقلت
-صباح النور
أجل قرأتها ،بدت في البداية عادية ،لكن اسلوب الكاتبة يبعث في النفس الخوف ،صحيح أنها مخيفة ،لكن هل صدقت حقا بوجود اشباح ؟
يمكن ان تكون رواية خيالية تتحدث عن الميثافيزيقا في هذه الحالة فقط يمكن التصديق بوجود اشباح في المنزل ، باي حال سأتابع القراءة ،لم تعجبني كثيرا تلك الطفلة هي من تخيفني في الحقيقة.
بينما كنت اكتب بدأت مرام بالكلام
-حسن لقد وصلنا .
أوقفت السيارة بينما كنت اكتب رسالة وداعية لمنال.
وخرجت من السيارة لتستقبلني هبة ريح قوية باردة ،رتبت شعري بصعوبة بينما كان تتقدم إلى أشخاص كانوا واقفين مع سيارة سوداء رباعية الدفع ،اقتربت منهم كان هناك ثلاث رجال وفتاتين ،نظرت إليهم لم يكن أحد منهم يضع نظرات قالت مرام وهي تقدمني إليهم
-هذه اختي الكبيرة علا .
مرام هؤلاء هم
-الاستاد عمار ،وهؤلاء الطلبة كريمة نضال ندير عمران وأمين ،نظرت اليهم واحدا بعد الآخر وتسمرت عينيا أمام امين ،لم ار اوسم منه في حياتي طويل القامة عريض الكتفين بشرة بيضاء صافية شعر اسود فاحم السواد وعينين بلون العسل ارتبكت قليلا وانزلت عيني بسرعة وقلت
-تشرفت بمعرفتكم
قال أحدهم واظنه عمران
-أنت لا تشبهين مرام ابدا
نطقت مرام
-هذا لأنها اختي من امي فقط .
ابتسم امين ورأيت أسنانه المتناسقة البيضاء وقال
-اليس رائعا أن يكون المرء عدة إخوة
نطقت مرام بحماس
-انت محق امين .
عندما نظرت لمرام التى كانت تنظر إلى امين فهمت لماذا كل هذا الحماس من أجل الرحلة ،انها مولعة بامين ،لا أنها مغرمة به ، عدت للاستاذ وهو يقول
-لقد اكتملت المجموعة هل ننطلق ؟
قالت مرام -سأذهب انا بالسيارة مع اختي ،هل تنظمان لنا نضال وكريمة ،ابدت الفتاتان قبولا وترحيبا بالفكرة ، وركبنا جميعا وانطلقنا السيارة الرباعية الدفع تقل الذكور وسيارة مرام تقل الإناث ، قالت نضال
-احسنت مرام ،الركوب مع رجال في السيارة أمر يثير شبهة
-طبعا فكرت في كل شيء لا تقلقن
نظرت إلا المرأة الأمامية التى عكست وجوه نضال وكريمة كانتا حميلتنا وحلوتان ،فكرت أن سبب دعوتهما ليس لكرم اخلاقها وانما الغيرة هي السبب ،ادا كان وجودها في هذه الرحلة من الأساس هو بسبب امين ،ان المنافسة على كل حال قوية ،فهو اوسم الشبان وكريمة ونضال لا تقلان جمالا عن مرام ، فكرت بأني ساستمتع كثيرا بمشاهدة الصراع بين الفتيات الثلاث ،اتساءل ادا كان في قلبه واحدة ،

[مريم نجمة]

تابع الفصل الثاني

فكرت والسيارة تمضي بنا بالكثير من الأمور أمضيت بعض الوقت اقرأ رواية منال ، بدأت افهم حقيقة ما يجري في هذا المنزل الحديث ، تركتها وتصفحت الانثرنت لم ترد منال على الرسائل ، من يدري ماذا تفعل الان ،لكن حتى وانا احاول شغل نفسي لم استطع طرد الملل ،لم تتحدث أي واحدة منهن كان الصمت هو السائد ،قررت فتح موضوع ما قلت
-ارى كم بقي لنا من السير .
تكلمت مرام
-ساعتان بعد .
قلت
-الا يوجد وقت للراحة .
-نرتاح عندما نصل للفندق ،ستبقين انت فيه بينما نحن سنذهب .
-ماهي الاثار التي ستقصدونها
-مدينة سيفار .
سيفار فكرت قليلا ثم قلت
-الموجودة في الصحراء الكبرى ، لكني اعتقدت أن دخولها ممنوع .
تكلمت نضال
-ولذلك انا هنا
قالت مرام وهي تقود
-نضال ابنة موظف سامي في الدفاع هو من تحصل لنا على ترخيص .
دخلت للانثرنت وبدأت بتصفح ما يقال عن سيفار ،قلت لهن
-يفال أن من يدخلها لا يستطيع الخروج
قالت كريمة -ترهات لإبعاد السياح ، هل تصدقين ذلك حقا .
فكرت وقلت ربما كنت محقة ،لكني أتساءل هذه المدينة مثيرة وغامضة تعتبر كنزا سياحيا لماذا لم تستغلها الدولة كما يجب ،الاهرامات في مصر عبارة عن دخل حيوي للعملة الصعبة .
قالت نضال
-يقول أبي أن هذا أفضل بكثير .
فكرت ماتزال المدينة بعيدة ،نحتاج لوقت للراحة ولابد ،قلت
-في هذه الحالة نحتاج لوقت للراحة .
قالت كريمة
-نحن نسير منذ ساعتين ، ربما كان من الأفضل أن نرتاح قليلا .
قالت مرام - الافضل أن نصل إلى وحهتنا في أقرب وقت ،تعلمون أن مدة الرحلة هي اسبوع فقط أي سبعة أيام مع احتساب هذا اليوم ،والترخيص مدته سبعة أيام فقط لقد خسرنا هذا اليوم وان استرحنا كانت خسارتنا مضاعفة .
قالت نضال بفخر
-ليس الجميع لديه القدرة على الحصول على ترخيص ، يقول أبي أن الإماكن المرخص بها للسياح في المنطقة محدودة أما نحن فحصلنا على الضوء الاخضر .
قلت
-هل سيكتب الاستاذ عن المنطقة .
قالت كريمة
-ممنوع ذلك ، مهمتنا الاستطلاع والاكتشاف وليس النشر ،المعلومات وكل ما سنراه سنحتفظ به لأنفسنا فقط ،لقد أخذنا تعهدا بذلك .
قلت -هل هذا يعني اني لن ادخل المدينة معكم .
قالت مرام
-مهتمتك كتابة المحاضرات فقط ،الترخيص هو لسبعة أشخاص فقط.
لعنت حظي في السر وقلت
-ربما كان هذا من حسن حظي .
وضحكت مع اني اعلم أن لا أحد يحصل على فرصة دخول المدينة كاملة وهذه فرصة لا تعوض ، لكني فكرت لن أعدم الوسيلة سادخل بأي طريقة إليها .
تحمست فحأة للرحلة ولاكتشاف المدينة الغامضة سيفار ، اخذت هاتفي وكتبت لمنال اقول
-تعلمين الوجهة إنها مدينة سيفار انا متحمسة جدا ،يقولون أنها مدينة الجن وهناك من يقول أنها مركز للفضائين ،طبعا انا لا اصدق النظرية الثانية ،لكن النظرية الاولى تبعث في قلبي خوفا لذيذا ،اعتقد أنها ستكون رحلة لاتنسى .
وخرجت من الفيس بوك وعدت لتصفح ما يقال عن مدينة سيفار ،قلت وانا اقرا ما يكتب
-يقولون أنها برمودا البر .
قالت كريمة -هذا ما يجعل الرحلة مثيرة .
وافقتها قائلة -صحيح ، فهمت الان سبب حماس مرام ،من حقها أن تتحمس ،
سالتها -والدك يعلم الوجهة ؟
-بالتأكيد ،وخليل أيضا .
فكرت لذلك كان يريد المرافقة ، نظرت للمرآة الأمامية للسيارة وقلت لنضال
-من الرائع أن يكون للمرء صديق له خيوط مع أصحاب القرار .
ضحكت نضال وابتسمت كريمة .
تابعت الطريق المفتوح أمامنا بصمت ،كان الحديث مثيرا جدا ، بدأت أفكر كيف سأدخل المدينة معهم ،من المحزن أن أصل إليها ولا أدخلها ،سيكون هذا ظلم واجحاف كبير ، ربما التحدث من الاستاذ سيساعد ،فكرت في حظي انا وقلت لنفسي مع اني اعرف تماما أن أكثر الأمور روعة تفوتني للأسف .
*********
********
وصلنا بعد ساعتين من السير ،كنت قد غفوت ،والواضح أن كريمة ونضال أخذتا أيضا قسطا من النوم ، عندما أيقظتنا مرام كانت قد ركنت السيارة وخرجت تمشي قليلا ثم عادت الينا ، لاحظت انها بدأت تتعب قلت وانا أخرج من السيارة
-لعل الحماس للرحلة اذهب عنك النوم ليلة الأمس .
ابتسمت بوهن وقالت
-هذا صحيح .
لم أزد على ما قلته لاني أعرف أنها سترفض أي فكرة بأخذ قسط من الراحة قبل الانطلاق لسيفار ، وقفت وبدأت تحرك الدم في قدمي سرت قليلا قبل أن ابدأ بمعاينة المكان ، كنا أمام فندق صغير بسيط الشكل ، الباب الامامي قديم الطراز ، ولم يتم الاهتمام بالدرج ،ركنت السيارتان بالقرب من الباب رأيت الشبان مع الاستاذ يخرجون حقائبهم ،سرت للسيارة وأخرجت حقيبتي أيضا وحقيبة مرام ، وسرت مع نضال وكريمة اللتين أخذتا حقائبهما من السيارة الرباعية ، تاركة خلفي مرام تغلق السيارة ،ولحقت بنا بينما كنا عند بهو الاستقبال ،كان البهو متواضعا ، وموضف شاب اسمر يقف في الاستقبال ،تولى الاستاذ عمار كل الإجراءات وحصل على أربعة مفاتيح قدم اثنيتن لنضال وأخذ الآخرين وقال
-سنقيم في أربع غرف منفصلة لكن متجاورة في حال حدوث أي طارئ أو أمر ما .
قالت مرام - بالطبع استاذ . انا ساقيم بالطبع مع اختي ،ونضال وكريمة معا
-ضعوا حقائبكم لديكم وقت للراحة والأكل وستنطلق بعد الواحدة ظهرا .
قال الموظف
-انتم الوحيدون في الفندق ،كل الغرف خالية ، تفضلوا
وسار أمامنا ليقودنا إلى الغرف ، تركنا بعد ذلك ،كانت الغرف تحوي على أسرة نظيفة وباردة ،قلت لمرام التى كانت معي
-ستكون رحلة مميزة أليس كذلك .
-طبعا لكن للاسف انت ستبقين هنا .
فكرت بأني يالتأكيد سأجد حلا ما لدخول المدينة .
وبقيت بمفردي وانا اتابع السيارتين وهما تنطلقان بعد أن ترك لي الاستاذ عدة محاضرات مكتوبة باليد وحاسوبه الشخصي لاعيد كتابتها في الحاسوب ،
بعد أن رتبت كل الحقائب ونظمت الأمور وفرشت السريرين باغطيتنا الخاصة وغلفت الوسائد بالاغلفة التى احضرناها معنا واعدت تنظيف الحمام ،وفتحت النافذة قررت أن لا أضيع الوقت أيضا وبدأت بالكتابة في الحاسوب .

****
يتبع .

[ارجوان]

مساء الخير

الروايه بدايتها جميله ومشوقه يعاب عليها فقط قصر الفصول انا امس قررت ماعاد ارجع للروايه بعد ماقريت البارت وشفت وش كثر قصير لكن الصدق بس شفت مشاركه جديده تحمست ورجعت قلت يمكن امس انشغلت ولا قدرت تكمل تنزيل البارت وللاسف لقيت جزء بنفس طول الي امس الصراحه طول الفصل محبط وينفر لاني بمجرد ما ادخل جو البارت القى نفسي خارجه

[مريم نجمة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارجوان

مساء الخير

الروايه بدايتها جميله ومشوقه يعاب عليها فقط قصر الفصول انا امس قررت ماعاد ارجع للروايه بعد ماقريت البارت وشفت وش كثر قصير لكن الصدق بس شفت مشاركه جديده تحمست ورجعت قلت يمكن امس انشغلت ولا قدرت تكمل تنزيل البارت وللاسف لقيت جزء بنفس طول الي امس الصراحه طول الفصل محبط وينفر لاني بمجرد ما ادخل جو البارت القى نفسي خارجه

اشكر لك صراحتك المريحة ، السبب أني اكتب في الهاتف النقال ،لذلك اتعب ، سأحاول أن أطيل الفصول أكثر من هذا.

[مريم نجمة]

الفصل الثالث
أمضيت ساعتين وانا اكتب محاضرات الاستاذ عمار ،محاضرات مملة تتكلم عن تاريخ لإحدى الحضرات البائدة ، آلمني كتفي فركته قليلا وقفت أنظر الى النافذة كانت الاراضي الشاسعة القاحلة تمتد على مدى البصر الهواء كان لطيفا ،لكني كنت وحيدة في غرفة فندق متواضع أكتب محاضرات تقطر مللا ، ولم اتفق بعد مع الاستاذ على الأجر ، شعرت برغبة لشرب كأس حليب بالشكلاطة ، قررت اخذ فترة استراحة ونزلت لكفيتريا الفندق ، مادام كل التكاليف مدفوعة ساهتم بمعدتي كثيرا ،
اخترت أفضل ما وجدته من مرطبات مع كأس حليب بالشكلاطة ، وجلست إلى طاولة تطل على ساحة الفندق الفارغ ، من البشر ومن الشجر ،فقط الحجر هنا يكتسح المكان ، لطالما أكلت بمفردي في الجامعة في المنزل في الكفتريات لكني اليوم لم أحب هذا الشعور ،الشعور بالوحدة فكرت في كلمة كنت قد كتبتها بفخر على صفحتي في الفيسبوك "الوقت الذي تشعر به بأنك وحيد ، هو ذلك الوقت الذي تحتاجه لتكون مع نفسك، هذه أقسى مفارقات الحياة" ،انا دائما مع نفسي تساعدني قليلا منال في تخطي وحدتي لكني لا اخرج منها اعرف كيف اكون وحيدا لذلك أعرف كم من المريح وجود انسان معك يمكن أن يكون قريبا ، انا بطبعي ‏لا أميلُ ابداً إلى الكَثْـرة ؛ شخص واحد ؛ مكان واحد ؛ شعور واحد ، يكفيني عن كل شيء فالتعداد يرخص الذات قبل كل شيء ، لكن اليوم بدأ طويلا جدا ورتيبا وقاتلا لكل بهجة ، نظرت الى قطعة الكعك المغلف بالشكلاطة بدت شهية بدأت بالتهامها ببطأ وبكثير من التلذذ ،رغم أنه يمكنني دوما ان أجد شيئا جيدا وسط كل الاشياء السيئة التى تحيط بي ،الاستمتاع بالاكل بطعام مجاني واقامة مجانية مع راتب مجهول مقداره حتى الآن ثم تلك الرواية التى اعطتني إياها منال ،يمكنني ان اخرج كل هذا البؤس من قلبي ، لاجعلها بداية جديدة قرأت مرة أنه لا توجد بدايات حقيقية انما نهايات مستمرة و ماذا تقول أمي انها تقول النهايات هي بدايات جديدة ، بالنسبة لي سأفكر أن هذه الرحلة قد تغير داخلي شيئا أو قد تقودني لشيء ،سأحب أن افكر أن الله تعالى يخبأ لي أمرا جميلا ، التفكير هكذا يجعلني أشعر بالشوق ، اخرجت دفترا صغيرا من جيبي وبدأت أكتب خاطرة مرت بخاطري قبل أن تذهب بلا رجعة ، عندما رأيت أمين يدخل الفندق ،تساءلت بيني وبين نفسي عن سبب عودته وحيدا لكني لم اتحرك من مقعدي ، بعد لحظات وبينما كنت غارقة في الخاطرة كان يقف أمامي بجسمه العريض وسحنته اللافتة ،ابتسم لي وقال
_انت هنا .
رددت وانا أقفل الدفتر
_انا هنا .
جلس الى الكرسي المقابل للطاولة وقال
_تكتبين ....
_خاطرة ، الكتابة علاج جيد البؤس .
_هل البؤس هو ما يدفعك للكتابة.
_اعالج نفسي بها .
همهم وقال _فماذا كتبت ؟
فكرت هل أخبره ثم قلت _لا بأس
وبدأت بالقراءة
" روحي المعذبة ،تنتظر النور
أنا التي بحاجة للارتماء وكل ما يحدث يتطلب الوقوف
أصمت وفي صمتي رؤيا تتسع وتكبر وكلماتي تضيق
بين اضلعي قلب .....
سكت ولم اتابع ،ابتسم امين كمن خمن التكملة وقال
_كلمات ذات معنى عميق ،
وغير الموضوع قائلا
_جئت لأن الاستاذ ارسلني لأحضر البوصلة .
قلت باستغراب _بوصلة وماذا عن تطبيق تحديد الموقع
_لا توجد تغطية هناك ،والاستاذ عمار نسي الأمر .
قلت وانا أقف بعد ان انهيت الكعك وشربت الحليب :
_هل هذا يعني انكم وصلتم للموقع ؟
وقف أيضا فبان فارق الطول بيننا كنت بحاجة لرفع رأسي لأراه ، قال
_لا ،لكنهم واصلو الطريق وعدت بسيارة اختك .
_والبوصلة ؟
_لذلك جئتك هنا ،مرام تقول أنها احضرت معها بوصلة .
علي البحث عنها اذن .
قلت _انتظرني هنا ،لما لا تأكل شيئا بما أنك هنا .
قال وهو يضحك _انك مثل أمي .
ابتسمت وقلت _أنا اكبر منك سنا لذلك لا بأس ان اكون اختك الكبرى ،لكني ارفض ان اكون أمك
وتابعت في عقلي _هل تظنني عجوزا ؟
لكني تحركت سريعا قبل أن اسمع رده ، بحثت في اغراض مرام ووجدت البوصلة سريعا ،اختي فتاة منظمة ، وهذه ميزة جيدة فيها ، نزلت بعد ذلك فوجدت امين في الكافتيريا يأكل ،ابتسمت وقلت
_رائع انك تستمع للنصائح .
مسح فمه وقال _يمكنك الاطمئنان من هذه الناحية .
سلمته البوصلة ،اخذها وغادر سريعا ، وعدت انا لغرفتي .
أكملت المحاضرة الأولى وحفظتها كما يجب ،نظرت للساعة كانت تشير الى الرابعة والنصف ، قررت ان أقوم بجولة حول الفندق ، رتبت نفسي ونزلت ،كنت أفكر متى سيرجعون الوقت بدأ يتأخر لم أكن قلقة ، لكنها كانت فرصة لتقدير هل ذهابي معهم يساعدني ام أنه قد يسبب شيئا من القلق ،سرت قليلا في طريق محجرة غير معبدة ، الطبيعة العذراء هنا التى لم تندس بعد بأيدي البشر تبعث في النفس الطمأنينة ، ربما التفكير بأنك في عزلة عن كل البشر في اتحاد مع الطبيعة وأنس بالله وحده ،ليس بهذا السوء ، أعرف أكثر من أي شخص آخر معنى القرب من الله ،قد يخونك البشر لكن ان كنت مع رب البشر فلن يضرك منهم شيء ، أعرف معنى أن تبكي في خلوة وحدك مع الله وان تلجأ إليه ،أعرف كيف يهديك لتقرأ كتابه وتعي أنه معك أن تستشعر أنه سمع كلامك وأنه رد عليه بكتابه ،القران الكريم الزاخر بكل ما يعين الإنسان في حياته على حياته ،الكلمات التى لا تتغير والتي يتغير دوما تأثيرها فيك كلما قرأتها التي تبعث فيك في كل مرة شعورا مختلفا ، ودفعا للأمام حتى آخر لحظة ،التي تجعلك تدرك ماهي هذه الحياة حقا وما انت فيها وماعليك ان تقوم به وكيف تواجه كل ما يحدث لك فيها ، سرت بغير هدى حتى شعرت أن قدماي بدأتا تحتجان علي ،لم أصادف انسان هنا ،وكأننا في بقعة خارج العالم ، كانت الشمس المحمرة تختفي تدريجيا خلف الجبال الصخرية العارية الخالية من الحياة ، معلنة انتهاء يوم اخر ، عدت أدراجي الى الفندق الفارغ ،وقد بدأت أشعر بالقلق ، هل كان علي الموافقة على هذا العمل السخيف بدأت أفكر بجدية في الأمر ،لكن التفكير الآن لن يفيد في شيء ،صعدت الادراج ودخلت الغرفة واحكمت اغلاق الباب ، دخلت لفراشي وامسكت الرواية بدأت القراءة ، وأقفلتها سريعا إن هذا لا ينقصني حقا ، بدات افهم خوف منال ،اصوات تسمع اضواء تطفأ منزل مخيف ،رعب حقيقي بدل ذلك فتحت الفيسبوك لم اجد منال على الخط وهكذا بدأ الخوف الحقيقي يتغلل الى قلبي وحدي في فندق بعيد عن أي معالم للحياة مع موظف واحد ووحيد رأيته منذ جئنا موظف الاستقبال ،وجهه لا يوحي بالشر أو المكر ، لكن لم أكن مطمئنة غادرت السرير ورميت هاتفي عليه ونظرت من النافذة ،بدأ الظلام يحل ولم يعد الفريق هل هذا التأخر ضروري ، لديهم ستة ايام أخرى لما هذا الجنون ، خفقات قلبي كان بأمكاني سماعها ، عدت مجددا للسرير وامسكت الهاتف فتحت غوغل وكتبت كل شيء عن سيفار ، خرجت عدة نتائج قرأت مقالا عن الساحر الذي زار سيفار ثم الاسم الذي اطلق عليها مدينة الجن "مدينة سيفار الضائعة و الغامضة كانت مسكونة من طرف الجن -والبن وهم بقوم كانوا يسكنون الأرض قبل البشر و تحدث عنهم الفقيه ابن كثير في كتابه “البداية و النهاية”- ثم الجن، وكان الشخص الوحيد الذي دخل إلى هذه المدينة اللغز هو الساحر أليستر كراولي وقد تحدث هذا الساحر بعد زيارة سيفار و قال أن عرش الشيطان موجود هناك ".
لم أحب ما كنت أقرؤه ،ولم تعجبني فكرة انها مدينة الجن ، ان كان الامر يمكن ارجاعه للاشاعات بهدف جذب السياح فزيارة الساحر امر وقع ولا يمكن أن يكون اشاعة ، اتصلت باختي رغم أني كنت اعلم بؤس محاولتي ،التغطية غير موجودة هناك ،لكن المحاولة المثيرة للشفقة كان لابد منها ، هل أصابهم مكروه هل دخلوا المدينة ، استلقيت على سريري مستسلمة لهواجسي ونمت بدون ان أشعر .
مر وقت لم اعرف مقداره قبل أن استيقظ على صوت محركات السيارة ، انتفضت في مكاني لقد عادوا ، اسرعت الى النافذة أين كان بإمكاني رؤية السيارتين ، حمدت الله وانا اعد اجسادهم ،عادوا جميعا ،عدت لسريري انتظر وصول اختي ،التي لم تتأخر دخلت الغرفة كانت سحنتها غريبة ،كانت متعبة شعرها غير مرتب ،قلت لها
-كيف كان اليوم الأول ؟
جلست الى سريرها ونزعت حذاءها وارتمت على السرير ،قلت لما لم ترد
-عليك غسل وجهك وقدميك واسنانك وتسريح شعرك على الأقل مرام .
-لا تتكلمي رجاء ،دعيني انام.
وذهبت في نوم عميق ،تساءلت ماذا حدث حتى عادت بهذا الشكل ، غادرت سريري وخرجت من الغرفة سرت قليلا التقيت امين ،كان وجه يوحي بالتعب لكن ليس لدرجة مرام قلت
-تبدون متعبين
رد - سرنا لمدة ساعة كاملة دون ان ندخل المدينة سيفار حتى.
-وصلتم إليها ولم تدخلوها .
-تأخر الوقت وحل الظلام ،المكوث هناك ليلا إنتحار .
تنهدت وقلت _فهمت .
ابتسم لي وقال -الم تشعري بالملل هنا ؟
بالاحرى شعرت بالخوف و القلق قلت -كثيرا اود ان ارافقكم .
-المكوث هنا بمفدرك فكرة سيئة انت محقة .
-ماذا لو اقترحت على الاستاذ ان ارافقكم .
فكر قليلا وقال -لا أستطيع آسف .
تفهمت الامر وعدت لغرفتي ،لابد ان أجد طريقة أخرى لأرافقهم ، لن أعدم الوسيلة.

[الزمرد الاحمر]

بتوفيق مريم رواية جميلة استمري

[مريم نجمة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزمرد الاحمر

بتوفيق مريم رواية جميلة استمري

شكرا على التشجيع ،سأنزل اليوم ان شاء الله