آخر 10 مشاركات
روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          [تحميل] الزمن طبعه كذا ، لـ عاشقة ديرتها (الكاتـب : Topaz. - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل]غار الغرام ،"الرواية الثالثة" للكاتبة / نبض أفكاري "مميزة" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل]مأساتي حيث لا يوجد حل / للكاتبة /سماء صافيه/ فصحى(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          سيف باردليان - ميشال زيفاكو (الكاتـب : فرح - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          بعض العيون حقدها في نظرها....للكاتبه ضمنى بين الاهداب.. (الكاتـب : اسيرة الماضى - )           »          رواية/ و ان خان الزمن بقول وافي.. ماني بتركي ولا اظنك سعود ! (الكاتـب : غيـاهـب - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1501Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-22, 02:21 PM   #11

لينوسارة

? العضوٌ??? » 390438
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 635
?  نُقآطِيْ » لينوسارة is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارت رائع

متى البارت القادم


لينوسارة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-22, 11:51 PM   #12

آلنـور
 
الصورة الرمزية آلنـور

? العضوٌ??? » 488988
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 248
?  نُقآطِيْ » آلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond repute
افتراضي

الله ياغيم جيتينا برواية جديدة .. ححلووة أجوائها ولطيفة جدًا

بالتوفيق وإن شاء الله معك لـ النهاية ..

عبدالإله بيضمن كرهي من ألحين وصقر الميت له كل حبي وتقديري أحسه سايكو وأحب الناس اللي كذا شخصيتهم عاد إن شاء الله ما ضرب زوجته في يوم عشان لا أحقد عليه

حلو مازن وليال أهل . أتمنى ما يكون ثنائي معها ويكون مثل الأخ ويعوضها حب أخوها

رواء تحزززززن وهي تراقب أهلها ولا تقرب لهم

وأسرار .. أحس البنت لها أهل يمكن ضاعت عنهم أو شيء كذا بس أكيد أكيد لها أهل وبيظهروا بشكل أو بـ آخر .. عاد ما أتمنى تكون مقطوعة من شجرة ولقيطة

بانتظار بارتك القادم يا جميلة


آلنـور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-22, 12:13 AM   #13

اسيل الناصر

? العضوٌ??? » 430194
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 73
?  نُقآطِيْ » اسيل الناصر is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعه وسرد للرواية جميل

اسيل الناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-22, 02:09 AM   #14

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,156
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

انا تحمست مع عبد الله او بالاصح تحمست ضد عبد الله بارت حلو سالفه احتراق الميتم كان المديرة لها يد ومتقصده لذالك نقلت /هربت هل داداتهم الي في المستشفي تعرف امهات الفتايات احسها كانها تفهم مشاعرهم وقراراتهم مدري ليش انا تعاطفت مع الي جاي يوصل بنته اعتقد لم يعرف ان له بنت وانه لما سئل عنها لقاها ميته وطبعا ما يكتب انها توفيت بعد الولادة والطفل حي البطلات مشاعرهم الاسري سليم ربما كلن واسبابه لوجود سلمى دور قوي لان الي اعرفه هو الغيرة بين الاطفال تكون بشعة وتسبب العداوه

غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-22, 11:58 PM   #15

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لينوسارة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارت رائع

متى البارت القادم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
تسلمي لي ، نورتي ..
إن شاء الله الثلاثاء أو الأربعاء


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-22, 12:08 AM   #16

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلنـور مشاهدة المشاركة
الله ياغيم جيتينا برواية جديدة .. ححلووة أجوائها ولطيفة جدًا

بالتوفيق وإن شاء الله معك لـ النهاية ..

عبدالإله بيضمن كرهي من ألحين وصقر الميت له كل حبي وتقديري أحسه سايكو وأحب الناس اللي كذا شخصيتهم عاد إن شاء الله ما ضرب زوجته في يوم عشان لا أحقد عليه

حلو مازن وليال أهل . أتمنى ما يكون ثنائي معها ويكون مثل الأخ ويعوضها حب أخوها

رواء تحزززززن وهي تراقب أهلها ولا تقرب لهم

وأسرار .. أحس البنت لها أهل يمكن ضاعت عنهم أو شيء كذا بس أكيد أكيد لها أهل وبيظهروا بشكل أو بـ آخر .. عاد ما أتمنى تكون مقطوعة من شجرة ولقيطة

بانتظار بارتك القادم يا جميلة

أهلين فيك حبيبتي النور ، نورتي يا قلبي ..

الله يوفقنا جميعًا ..

صقر لطيف بس مشكلته حب التملك
لا مازن مش ثنائي مع ليال ..
جدًا رواء تحزن رغم قوتها اللي تتظاهر فيها إلا إنها ضعيفة
بالضبط أسرار لها أهل ، بس من هم ؟

حبيبتي النور ، نورتي وأسعدني وجودك ..
دمتي بخير


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-22, 12:17 AM   #17

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسيل الناصر مشاهدة المشاركة
رواية رائعه وسرد للرواية جميل
شكرًا يا حبيبتي من ذوقك ..

نورتي الرواية ، دمتي بخير


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-22, 12:26 AM   #18

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر مشاهدة المشاركة
انا تحمست مع عبد الله او بالاصح تحمست ضد عبد الله بارت حلو سالفه احتراق الميتم كان المديرة لها يد ومتقصده لذالك نقلت /هربت هل داداتهم الي في المستشفي تعرف امهات الفتايات احسها كانها تفهم مشاعرهم وقراراتهم مدري ليش انا تعاطفت مع الي جاي يوصل بنته اعتقد لم يعرف ان له بنت وانه لما سئل عنها لقاها ميته وطبعا ما يكتب انها توفيت بعد الولادة والطفل حي البطلات مشاعرهم الاسري سليم ربما كلن واسبابه لوجود سلمى دور قوي لان الي اعرفه هو الغيرة بين الاطفال تكون بشعة وتسبب العداوه
لا الميتم احترق بدون قصد ، مُقدر لهم .. آسيا تعرف قصة كل وحدة وتعرف كيف جات ، نفس ما هو موضح من البداية فقط .. يعني أهل ليال وأهل علا ماتوت ، هم أيتام .. بس رواء لها أب عايش بس ما يعرف عن وجودها، وأسرار لها عائلة محد يعرفها ..
فعلًا الأب اللي يوصل بنته اللي هو أبو رواء حنون جدًا وطيب ويستحق التعاطف ، بس تخلى عن بنته وانكرها .. أو تركها وما يعرف بوجودها ، بس بيعرف ..

مشاعرهم الأسرية سليمة بسبب تربية آسيا لهم ، خلتهم يحبوا بعض ويخافوا على بعض ، وترابطهم الأخوي وخوفهم على بعض بعد ..

نورتِ عزيزتي ، أسعدتني مشاركتك .. دمتي بخير


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-22, 01:26 AM   #19

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الثاني




” لا نشرب الخمر فـ نحن نسكُر من مشاكِلنـا “






روتين يومي ، نعيشه نحن الأربع .. فقط لا نعلم ما الذي سـ يواجهنا في يومنا ..
لم أخبر أخواتي بعد عن ماما آسيا وهي تنتظرهن ، كنا بـ الأمس مشغولات ..
في تهدئتي ، لبستُ معطفي الأبيض فوق لِباسي الرسمي ..
تنهدتُ وأنا أتذكر بـ أن محفظتي التي ابحثُ عنها منذ 10 دقائق قد سُرقت وهي الآن بـ حوزت مازن ..
أخذتُ حقيبتي ونظارتي الشمسية لـ أخرج
صادفتُ رواء وأسرار وعٌلا في المطبخ ، كانت أصواتهم تصلني ما أن خرجتُ من غرفتي ..
أحبُ سماع أصواتهن .. أحبُ إزعاجهن في منزلنا الصغير هذا ..
اقتربت مني عُلا وهي تمد لي كأسًا مليئًا بـ الحليب الساخن ..
نطقت بحنيتها التي تغطينا جميعًا ، عُلا : صباح الخير ليول ، اشربي الحليب دافئ .. بالعافية
نطقت بهدوئي ، ليال : صباح النور يا قلبي ، إن شاء الله .. والله يعافيك
سألتني رواء : لـ الساعة كم دوامك اليوم ؟
أجبتها : من 7 لـ 2:30
ابتسمت بسعادة ، رواء : حلو ، أنا أخلص 2 بمر لـ عُلا وبعدين أسرار ، وبعدين بنروح لـ *** نتغدى أنا عازمتكم .. مابي اعتراضات
أسرار : أنا موافقة مو كل يوم تعزمينا
ضحكت رواء : يا حمارة
عُلا : وأنا موافقة بس نتقاسم الفاتورة
لـ أقاطع رواء ، ليال : وهي الصادقة ، تم .. عيل برجع أخذ لي ملابس عشان أبدل هالمصخرة بالمستشفى
رواء : ههههههههههههههههه تمام ، يلا أنا بطلع .. يلا أسرارووه
مشت أسرار من خلفها : يلا
استوقفتها ، ليال : لحظة ، محاضراتك تبدأ متأخر اليوم !
أومأت أسرار بنعم لتبرر لي : عندي بروجكت جروب وورك ، اتفقت مع اللي معي نشتغل عليه قبل المحاضرات عشان بس تخلص محاضراتي أطلع
أومأتُ بـ نعم لـ أسألها ، ليال : حلو بالتوفيق ، عندك مصروف ؟
أسرار بمرحها : ايي يمه عندي الحمد لله تبين شيء ثاني ؟
ضربتها بخفة على كتفها ، ليال : ههههههههههههههههههه أبد الله يحفظك ..

ثم خرجن كلتاهما ، التفتُ لـ عُلا لأسألها : من وين لها فلوس ؟
ابتسمت لي عُلا : أنا اعطيتها لا تحاتي يلا خلصي عشان نروح ، لا نعلق في الزحمة وتتأخري
همستُ لها : دقائق وأجيك ..

دخلتُ لـ آخذ لي ملابسي وعبائتي ، وأنا أفكر في أسرار .. وشعورها بـ الذنب ..
هي والتي معها ..
أسرار ذات يوم قررت العمل والدراسة معًا لـ توفر لـ نفسها المال ولكني منعتها ..
فـ نحن في هذا المنزل نتقاسم شراء الأغراض المنزلية ، وكان صقر يتكفل بدفع الفواتير عوضًا عنّا ..
صقر غريب جدًا ، يجمع في داخله شخصيتان .. أحداهما سيئ ، والآخر فيه من الكمال ..
كان يعذب عُلا كثيرًا ، ولكنّه وفّر لها الراحة والاستقرار ولنا أيضًا ..
فـ هذا المنزل ، هو مُلكٌ خاصٌ بنا .. قام هو بشراءه لنا ..
بعدما خرجنا من شقتنا تلك ، تلك الشقة التي داهمنا هو بها لـ يأخذ عُلا ..
تنهدتُ وأنا أخرج بعدما سمعتُ صوتها تناديني لـ أخرج ..
خرجتُ وأنا اتنهد ، همستُ لها : سوري ، يلا خلينا نطلع .. متأكدة إن الغاز مسكر والفرن بعد ؟
عُلا وهي تشد على حجابها : أأييي ، يلا بس خلينا نطلع .. قفلي الباب وراك ..

.
.
.
.
.

أوصلُ أسرار ، وكـ عادتي اليومية التي أظن بـ أنني لن أتخلى عنها أبدًا ..
كنتُ كـ عادتي أنتظره هُناك في ذات المكان ولكنه اليوم لم يأتي ، نظرتُ لساعتي كانت تشيرُ لـ 7:25 دقيقة ، تنهدت .. بقي على بدأ دوامي 35 دقيقة ، الطريق يأخذ مني ربع ساعة .. وعلي لم يأتِ بعد ليوصل ابنته المدللة .. اجزم بـ أنها تصغرني عمرًا ..
ضحكتُ بسخرية ، من الطبيعي أنها تصغرني بـما أنها ما زالت طالبة في الجامعة ..
انتبهتُ لها تغادر أحد السيارات ، راقبتُ السيارة جيدًا ، لم يكن هو ..
لأن تلك المدللة نزلت بسرعة لم تتأخر كـ عادتها ..
لم تسترق قبلة على خدها ، أي أن من أوصلها ليس والدها ..
أخذتُ نفسًا عميقًا لـ أزفره بضيق ..
انتبهتُ لـ السيارة تتحرك ، كان شابًا ذو بشرة قمحية ..
يرتدي نظارة شمسية تغطي الكثير من ملامحة لم استطع تمييزه ..
ولكنّي حفظت رقم لوحته ، سيارته رياضية .. جميلة ..
تنهدت ، والد تلك المدللة من الطبقة المتوسطة ، ولكنه لا يبخل على أبناءه ..
فـ ابنته المدللة ، تأتي لـ الجامعة كل يوم بـ حقيبة يد وحذاء جديد مختلف عما سبقه ..
ويبدو أن الذي غادر قبل قليل هو ابنه ، ويمتلك تلك السيارة الرياضية ..
تنهدتُ بحزن وأنا أمنع تلك الحمقاء من النزول ..
أذكر نفسي كـ العادة بـ أنني موظفة لدي وظيفتي ..
استطيع شراء حذائي وحقيبتي بنفسي ..
وكذلك سيارتي ، وإن كنتُ أخذتها بالتقسيط ولكنني اشرتيها بـ مالي ..
تنهدت وأنا أغادر منطقة الجامعة ، متوجهه لـ عملي ..
ودمعتي قد تمردت بلا خجل ، حمقاء .. جرحت خدي كثيرًا ..
تركتها تفعل ما يحلو لها ، أشعر بـ أني مرهقة ، ولا أستطيع مجاهدة نفسي ..

وصلتُ لـ مقر عملي ، مسحت أثار دمعتي لـ ابتسم ابتسامتي المعهودة ..
ترجلتُ سيارتي لـ أدخل لـ مقر عملي ..
سمعتُ همسًا من جانبي ، التفتُ لـ أرى سلمى .. أحد الفتيات اللاتي يعملن معي ..
ولـ أكون صريحة جدًا ، لا أحب سلمى أبدًا .. لأنها تحب أحد العاملين هنا ، تتودد له كثيرًا ..
وكلاهما قذران .. كل واحد منهما لديه رباط مقدس ، أي متزوجان من آخرين ..

اقتربت من سلمى وأنا اتنهد ، نطقت : صباح الخير ، عسى ما شر سلمى ؟
سلمى ، صاحبة الـ 33 عام وأم لـ طفلين .. نطقت بحماس : صباح النور ، مدري من وين أبدأ لك
تنهدتُ لها ، رواء : اختصري تكفين ، أبد مو رايقة
سلمى : ومتى روقتي ، المهم .. تخيلي اليوم سعد أول ما جاء قال لي إنه عازمني على الغداء وعنده لي مُفاجئة ، وأبيك لو سمحتي كذا تزينيني له ..
ابتسمتُ لها بسخرية .. علمًا بـ أن سعد هو عشيقها .. صاحب الـ 34 عام ، وأب لـ طفل وطفلة ، وزوجته على حد علمي حامل بـ أشهرها الأولى ..
نطقت ، رواء : معليش مشغولة بروح آخذ أختي من الجامعة .. يلا سلام
سلمى بذات حماسها : لحظة لحظة ، عادي معذورة بشوف روضة ، اسمعي الخبر الثاني
تكتفت وأنا أنظر لها ، أجبتها بملل .. رواء : قولي
سلمى بـ ابتسامة غبية : تذكري لما قالوا بيجي شخص من الجامعة عشان يدرب الجدد ! جاء اليوم ، آآآههه يا رواء لو تشوفيه ، يجنن مرّة ، صاروخ أرض جو ، قلت جنب سعد إنه حلوو وجنتل مان ، ههههههههههههههههه وعصب يا حبيبي يغار
نظرتُ لها باستصغار ، نطقتُ بسخرية وأنا اتجاوزها : وله وجه يغار بعد ، أي زين الله يهنيكم
تركتها لـ أمشي متوجهه لمكتبي ، أريد أن افرغ غضبي وضيقة قلبي بـ عملي ..
سمعتُ بـ أحد الغرف ، صوت ذلك الشخص ، ظاهرًا ، يبدو أن صوته جهوريًا أو أنهم لم يغلقوا الباب ..
اقتربت لـ أتمنى لـ المتدربين حظًا موفقًا .. كنتُ أحبهم كثيرًا وأشعر بـ أني انتمي لهم ، لأنني ذات يوم .. كنتُ فـ ذات مقاعدهم ، ابتسمتُ وأنا أرى أحد زملائي يقف بالقرب ..
اقتربت لـ ابتسم له ، رواء : صباح الخير بسام
ابتسم لي بـ محبة أخوية : صباح النور رواء .. تعالي
وقفتُ إلى جانبه ، لينطق هو .. بسام : تركي بقاطعك ، هذه زميلتي بالعمل رواء .. المساعدة رقم 2
التفتُ لـ المدعو تركي ، ارتبكتُ قليلًا من ابتسامته .. نطق بـ جدية : أهلين بـ الأخت رواء
ابتسمتُ له بربكة ، لـ أجيبه بهدوء : أهلين فيك
نظر لي بسام ليشرح لي : رشحونا نكون المساعدين له ، ومشرفين على المتدربين
نظرتُ له بابتسامه رضا : تمام مو مشكله
بسام : بننضغط شوي بالعمل
رفعتُ كتفاي لـ أعلى ، رواء : عادي بسام ، مو جديد
همستُ له وأنا أميل برأسي : مو أول مرة ننضغط ، يا كثر ما سلمى وسعد طلعوا بمواعيد غرامية مقرفة واحنا أكلناها
ضحك بسام وهو ينطق : الشكوى لله
قلتُ له : الحمد لله على كل حال ، دامنا ما نسوي معصية ، راضيين بالمكتوب .. وسعد إن شاء الله ما يروح بعيد عن عقاب ربه


حقدي على سعد ، كان سببه بـ أنه يرمي كل الأعمال المُكلف بها علينا .. فـ سعد هو مشرفنا ، ولأنه يريدُ تفريغ نفسه لـ مواعيده الغرامية المقرفة ، يجعلني وبسام نعمل عملًا مضاعفًا .. وكان يهدد بـ اخراجنا ..
وأيضًا ، لديه ورقة رابحة تدين بسام وتستطيع إخراجه من العمل ، وقمتُ أنا بعمل إنساني وانقذتُ بسام من تلك الورطة ..
باختصار لأن بسام يعيش ظروفًا مقاربةً لي ، هو يُعيل والدته المريضة ، وأختين لـ التو خرجتا لـ الحياة .. أحداهما في سنتها الجامعية الأولى والأخرى تتخبطُ بين جدران الثانوي ..
عمومًا ، لـ سوء حظي وبسام .. انتبه سعد لـ ذلك الخطأ ، وأصبح يهددنا ..
نُنهي أعمالنا لـ وجه الله وليس من أجله ، ولكنّ الأحمق يتباهى دائمًا بـ عملنا الذي نلقى عليه المدح والثناء ..
فـ كلما أُعجبوا المدراء بـ الأعمال ، قال بـ أنه هو من يفعلها ويتباهى أمامهم ..
والحقيقة هي بـ أنه يعمل فقط بالخارج في المطاعم ذات الكبائن .. مع سلمى ..

تنهدت لـ التفت لـ بسام ، همستُ له : اسمع .. يمديني أطلع على 2 ؟ مواعدة أخواتي
التفت لي وهو يضع نظارته الطبية ، بسام : يمديك عادي ، نخلص شغلنا هنا 1:30 ترا .. وبعدين نرجع لشغلنا
نظرت له برجاء ، رواء : بس لا تنسى أن سعدوه بيطلع بعد
ابتسم لي ، بسام : وأنا متنازل عن بريك الغداء حقي ، روحي وارجعي وإن شاء الله الحق أخلص شيء كبير .. ولا تشكريني ، بكره بتشتغلي الضعف تمام
ابتسمت له برضى : تمام اتفقنا ، ثواني وأرجع بحط أغراضي بمكتبي
أومأ برأسه لـ يعود لـ العمل مع المدعو تركي ..

عدتُ بعد دقائق ، لـ أرى ما هي الأعمال التي سيكلفني بها تركي ..
كان يحادثني ، نظرتُ له .. تذكرتُ مديح سلمى المغفلة .. ابتسمتُ داخليًا دون أن أوضح ..
بالفعل تركي يملك جمالًا لا بأس به ، ملامحه مُريحه لـ النظر ..
لا أقصد الغزل فـ الذكور لا يروقون لي .. ولكن تلك حقيقة ..
تنهدتُ بعدما انهى كلماته لأنطق بـ هدوء : تمام مفهوم آآ...
نطق لي بابتسامة هادئة ، تركي : ناديني تركي بدون كلافة ، في النهاية احنا زُملاء عمل لـ فترة بسيطة
ابتسمتُ له ، ليسأله بسام : أنت مُعيد بالجامعة ؟
ضحك بخفة لينطق ، تركي : لا
عقد بسام حاجبية .. ليبرر هو ، تركي : أنا أشتغل في *** وأروح الجامعة بين فترات عشان أعطيهم محاضرات وأرجع لـ شغلي يعني كأن بارت تايم ، فهمت !
رفع بسام حاجباه بتعجب ، وأنا كذلك .. يبدو أن المدعو تركي .. من الأشخاص المجتهدين الذين يتعبون على أنفسهم ، لذلك يتلقى عروضًا كـ هذه ..
سمعتُ بسام يقول له بنبرته المازحة : أنا ورواء هذه الساعة نسميها ساعة الفطور ، يعني نجيب فطورنا من المقهى تحت ونجلس نأكله بالمكتب ، تحب تشاركنا ؟
ضحكتُ بخفة ، ليبتسم تركي وهو يلتفت لي ثم عاد لينظر لـ بسام ، تركي : الظاهر إنكم قريبين من بعض كثير
ابتسم بسام .. لأنطق ، رواء : بسام يشتغل هنا من 4 سنوات ، وأنا جيت من سنتين .. وهو علمني واجد على شغل بعد ما تدربت وكذا تقاربنا ، ومكتبنا فيه أكثر من موظف طبعًا .. بس اندمجنا مع بعض أكثر
ليأتي صوت من خلفنا ، كانت تلك روضة تستنجد بي : رواء لو سمحتي ، ممكن أقاطعكم ؟
التفت تركي لينطق لها : طبعًا ممكن
التفتت لي لتهمس ، روضة : تعالي بليز
خرجت لها وأنا أغلق ذلك الباب ، سألتها : نعم روضة ؟
نطقت بنبرة باكية ، روضة : بليييييز فكيني من سلمى
ضحكتُ كثيرًا ، رواء : أمانة روضة ، ودي أبوس رأس الشخص اللي رماني هالرمية الحلوة اللي بتخليني مشغولة بالمتدربين
غمزت لي ، روضة : الظاهر المدرب عاجبك
ضربتها بخفة لأنطق بغضبٍ طفيف ، رواء : آخر همي الشباب
روضة : تمام قلبي لا تعصبي ، المهم أتوقع إذا عرفتي من اللي وهقك بتتفلي في وجهه ولا راح تبوسي رأسه
ضحكتُ لـ أقول بنبرتي الضاحكة : الظاهر إنه سعد
أومأت بنعم لتردف ، روضة : أ. زاهر رشح سلمى ، وهو يقال غار لأنه حلو وسلمى تغزلت فيه قال بسام ورواء
تنهدتُ لأقول لها : يعنني يغار ! ما أقدر أفهم كل واحد متزوج ومكون أسرة وهذه فعايلهم ، يع مقززين
تنهدت روضه لـ تكمل معي بقرف : اسكتي والله مدري كيف مستمتعين بحياتهم ؟ وأنا كل ما شفتهم ارفع ايديني وأقول يا رب لا يجيني يوم واسوي في ناصر (زوجها) فعايل سلمى في زوجها
نطقتُ ممازحة : ادعي بعد إن ناصر ما يسوي فعايل سعد
ضربتني على كتفي لتنطق بسرعة ، روضة : أعوذ بالله يا رب لا مستحيل ، بسم الله عليه ناصر رجل ديّن ويعرف ربه ..
ضحكتُ لها وبنبرة صادقة قلتُ ، رواء : الله يسخركم لبعض ، وإن شاء الله عينه ما تشوف غيرك يا روضة .. والله يزيد بحبه لك وحبك له
ابتسمت لي بحب وهي تضع يدها على قلبي ، روضة : آمين ، ويريح لك هذا ويلينه لك
ابتسمت لها وأنا ابعد يدها عن صدري ، لأعود .. لم تناقشني روضة بما تريد أعلم ..
وأعلم بـ أنها علمت بـ أن هناك خطبٌ بي لذلك لم تنطق وحاولت أن تستبدل مزاجي ..

كانت تلك روضة ، ذات الـ 30 ربيعًا ، وروضة أيضًا أم لـ ألطف طفل رأيته بعيني ، وأيضًا ونعم الزوجة لـ رجلٍ استحق لفظ رجل بكل جدارة ..

تنهدتُ وأنا أعود لـ عملي ، ابتسمتُ لـ بسام وتركي ، لـ أجلس بمكاني وأنا أشرح لـ المتدربين ما عليهم فعله بعد قليل .. فـ هناك الكثير مما سيكلفهم به تركي ..

.
.
.
.
.

2:40


كانت قهقهاتنا تملئ المكان الذي نجلس فيه ، حجزت رواء طاولة منعزلة حتى نأخذ راحتنا ..
أكملت عُلا حديثها : والله يا بنات ما أدري من وين جائتني القوة عشان أرد عليه ، أحس إنها ردة فعل لـ خوفي
لتقول لها ليال : والله إني فخورة فيك
لتبتسم رواء لتنطق بهدوء : وأنا بعد أضم صوتي لـ ليول
همستُ لها ، أسرار : رورو فيك شيء اليوم مو طبيعي
نظرت لي وهي مبتسمة ، رواء : يتهيأ لك
أسرار : اكذبي على غيري ، أنا أسرار أعرفك زين ..
التفتُ لـ ليال وعُلا المشغولات ، ثم عدتُ لـ رواء ..
سألتها بحذر : شفتي أبوك اليوم ؟ صار شيء ؟
مسحت بيدها على ذراعي وهي تنطق بتعب ، رواء : لا والله ما شفته والحمد لله إني ما شفته ، بس ضغط شغل لا تحاتي
اخترتُ عدم الضغط عليها لأقول ، أسرار : ما راح أضغطك الحين بس إذا رجعنا البيت لنا كلام ثاني
ابتسمت لي وبهدوء : طيب ..

ثم سألتني بصوتٍ واضح ليلتفتن ليال وعُلا ، رواء : ما قلتي وش أخبار وجه السحلية صار ماله حس ؟
ضحكنا جميعنا ، لتنطق ليال : وأنتِ ما رقيتيه ولو شوي باقي وجه سحلية ؟
رواء بعدم اهتمام : كل الذكور وجوه سحالي وبقر وحمير ، ما علينا .. (ثم التفتت لي لتعيد سؤالها ) ما قلتي لي ، وش أخباره وش آخر التطورات اللي صايره معاه بعد ما جاه بلوك ؟
ضحكت كثيرًا على تعابير وجهها ، لأخبرها : مثل ما أنتوا عارفين .. اشتغل حاليًا على مشروع مع واحد اسمه يزيد ، وهو محتر مرّة
سألتني عُلا : هو تخصصه غير عنك صح ؟
التفتُ لعُلا ، أسرار : أيوا بس تقريبًا كل تحركاتي يعرفها قبلي بدقيقتين .. يشوف هو ويعرف المهم ، عصب علي قبل يومين عشاني أكلم يزيد وأقضي وقتي كثير معه بس هاليومين صاير عادي مدري عاد ، بكيفه ما بهتم ..
ضحكن جميعهن معًا ، لتقول عُلا : ألحين بكيفه ما بهتم وبعدين أنقذوني منه
ليال : هههههههههههههههههههههه ، لو سوا لك شيء قولي
قلت وأنا لا انتبه لما أقول ، أسرار : ما أتوقع إنه يقدر يضرني مثل ما يسوي صقر ، يعني صار له 4 سنوات وكله من بعيد لبعيد ما يسوي شيء .. ما قد خوفني إلا لما جاء وقال لي ليش تكلمي يزيد وأنا تكرشيني ، بس
ضربتني رواء من اسفل الطاولة بخفة نظرت لها ، أشارت لي بعينيها على عُلا .. راجعتُ كلماتي في عقلي لـ أتذكر ذلك الاسم الذي نطقته .. آآآهههه ما أغباني ..
التفتُ لها ، نطقتُ بـ أسف : سوري عُلا والله ...
قاطعتني لـ تنطق ، عُلا : قلبي أنتِ ما قلتي شيء غلط عنه ..
لتسأل ليال : بس ..!
تنهدت عُلا ، لتضع يدها على صدرها .. نطقت بنبرة صادقة جدًا : تصدقوا ، رغم كل شيء سواه لي .. عذبني وخوفني من كل شيء حولي فوق خوفي السابق ، إلا إني ما زلت أحبه .. ما أعرف كيف حبيته بس أنا أحب صقر ، وأحبه بشكل جنوني يعني مدري ، ومو قادرة أصدق فكرة إنه شخص ميت .. مدري عقلي ما يبي يصدق الشيء هذا
نظرتُ لها بخوف ، لأنظر لـ ليال التي كانت ترسل نظرات قلقة لـ رواء .. ورواء اخفضت رأسها ..
علمتُ وقتها بـ أن عُلا ليست بخير ، وعاشت أيامها هذه وهو تتظاهر ..
اقتربتُ منها لـ احتضنها بشدة ، ما أن وضعت رأسها على كتفي حتى سمعنا جميعنا شهقاتها ..
هُنا علمنا جميعًا بـ أن عُلا ليست بخير .. أبدًا ..

.
.
.
.
.

أغلقتُ باب غرفتي ، بعدما أخبرتهن بـ أن كل تلك تراكمات الـ ثلاثة أيام ..
وما هي إلا تراكمات الـ أربع سنين ، ترافقني منذ اليوم الأول الذي التقيتُ به بـ صقر ..
ذلك اليوم الذي عندما رأيتُ صقر قلتُ في داخلي ، هل هذا من الأنس أم ملاك نزل على الأرض ؟
ولكنّه كان ملاكًا شيطانيًا .. أحبني صقر ، بجنونٍ وتملك ..
كان صقر ، مريضًا نفسيًا .. بـ حق .. لا أبالغ ولا أكذب ..
يحب أن يمتلك ما تشتهيه نفسه ، ويا لسوء حظي ..
أحب صقر امتلاكي ، وكثيرًا ..
كان كلما اهتممتُ بـ أخوتي وركضتُ لهن ، عذبني .. ضربني ..
وكلما رفضتُ قربه ، اعتدى علي ..
لم أكن استطيع أن اتخلى عنه أو ارفع دعوى طلاق أو أي شيء ..
لأنه يمسكني من اليد التي تؤلمني ..
كان صقر يهددني بـ أخواتي ..
أن يجعلهن مشردات بعدما آواهن بـ ذلك المنزل ..
في يومها ، علمتُ بـ أنه خطط جيدًا اقتحام تلك الشقة المتهالكة التي كنا نسكن بها ..
وما سكنّا بها إلا بسببه ، أي هو من آوانا ..
آواني وأخواتي مرتين ..
تنهدتُ وأنا أخرج صورته من تحت وسادتي ..
نظرتُ لملامحه ، كانت ملامحه مريحه لـ النظر جدًا ، وتأسر قلبي ..
لم يكن صقر يملك عينين حادتين أو أنفًا مسلولًا شامخًا ..
كانت عيناه جاحظة نوعًا ما ، وبها براءة لا مثيل لها ..
كـ عيني طفلتي التي لم تعرف بـ أن هذا الجميل يكون أباها ..
يعتلي عين صقر جرحًا صغيرًا واضحًا .. يخبرني ذلك الجرح بـ أن صقر قضى طفوله مُشاغبة جدًا
فـ جرحه ذاك ما كان إلا بسبب ضربه لـ أحدهم ، دفاعًا عن أخيه الذي يصغره بـ عامين ..

تنهدتُ وأنا أضع الصورة مكانها .. رن هاتفي بـ رسالة ..
رفعته لـ أقرأها .. كانت من رقمٍ مجهول ..
محتواها (لا توقعي على أي ورقة تجيك من عبدالإله) ..
عقدتُ حاجبيّ ولا أخفي بـ أن دقات قلبي تسارعت قليلًا ..
وضعتُ هاتفي جانبًا بعدما تركته على وضعية الـ صامت ..
توجهتُ لـ دورة المياه – أكرمكم الله – استحممتُ ثم توضأت ..
خرجت لـ أقضي صلاة العصر ، قرأتُ وردي ثم توجهتُ لـ سريري ..
أغمضتُ عيني حتى راودتني تلك الرسالة مجددًا ..
تنهدتُ وأنا التي لم استطع تهدئةُ قلبي ..
رفعتُ هاتفي مرة أخرى ، لم تصلني رسالة أخرى من ذلك الرقم ..
حفظتُ ذلك الرقم في هاتفي باسم (مجهول) حتى اتفرغ له لاحقًا ..
عبثتُ بـ هاتفي قليلًا ، حتى بدأ صوت أحد القراء يملأ الغرفة وهو يتلو على مسامعي آياتٍ من سورة الملك ..
ما أن أكمل الأيات العشر الأولى ، حتى غفوتُ بعمقٍ ..

.
.
.
.
.

أرسلت لي أريج ، تريدني أن أغطي مكانها واستلم ورديتها .. خرجتُ بعدما أرتديتُ
كانت أسرار في غرفة المعيشة ، اقتربتُ لأضع يدي على كتفها واحادثها
ليال : أسرار ، أنا بداوم بدال صديقة لي ، وبرجع متأخر شوي يمكن على 9 أو 10 .. قولي لعلا ورواء
ابتسمت لي أسرار وهي تغلق بكفيها على كفي : إن شاء الله ، والله يحفظك
قبلتُ خدها لـ أخرج بعدها ..
لم التقي بـ مازن اليوم ، لذلك وافقتُ على أن أغطي مكان أريج .. لـ عليّ أراه ..
لم استطع أن أطمأن ما زلتُ أريد صورة والداي وأخي ..

وصلتُ لمكان عملي في ذات الوقت الذي وصل مازن ..
ابتسم في وجهي وهو يقول ، مازن : السلام عليكم ، خبري فيك مناوبتك الصباح !
ابتسمتُ له ، ليال : بغطي مكان أريج ، قالت صار لها ظرف وما راح تقدر تجي
أومأ رأسه ليعود لسيارته ثم لي ، مد يده ليقول : الأمانة
أخذتُ محفظتي بلهفة ، أدخلتُ يدي إلى حيث الصورة متجاهلة وجود مازن ..
أخذتها بفرح وأنا احتضنها بـ عينين مغمضتين ..
رفعتها لـ أتأملها وأنا أقبل الصورة ، همست براحة : أشوه الحمد لله ما صار عليها شيء
سمعت صوته ، رفعتُ عيني له .. كانت نظرته غريبة وهو يسألني ، مازن : أهلك ؟
أجبته بعين دامعه ، ليال : ايه ، أمي وأبوي وأخوي
نظر لي مطولًا ، ثم ابتسم وهو ينطق لي ويتعداني : الله يرحمهم ويغفر لهم .. يلا تعالي ترا بـ تبدأ مناوباتنا بعد 3 دقائق
نطقت بـ بحة ، ليال : يلا جايه وراك ..

مسحتُ دمعاتي ، وأنا أدعو لهم بالرحمة والمغفرة .. وضعتها في حقيبتي ودخلت خلف مازن ..
لـ أباشر عملي .. تذكرتُ لـ وهله ماما آسيا .. سرّعت خطواتي لـ أصل لـ مازن ..
سألته ، ليال : مازن .. وش أخبار آسيا محمد الـ *** ؟ متى بيخرجوها ؟
مزن : هي بخير الحمد لله ، وقيمها ممتازة .. أتوقع د. نادر بيخرجها بعد يومين .. وش تقرب لك ؟ كنتي منهارة لما جات
تنهدتُ لـ أشرح له : كانت المشرفة حقنـا بالميتم ، وربتنا أغلبنـا .. الله يشافيها وتقوم بالسلامة ..
مازن : آمين ، يلا أنا أخليك ألحين .. ترفقي بعمرك ، مع السلامة ..
غادر مازن ، كنتُ وأريج قد اعتدنا نبرته الحانية معنا .. ولكن نبرته اليوم كانت مخصصة لي ، وكانت حنيته كبيرة وغريبة بشكلٍ أقلق قلبي ..

تنهدتُ وأنا أبدأُ عملي ، ما أن وضعتُ حقيبتي حتى رنّ جهازي ..
توجهت لـ الطوارئ وأنا أحاول تجاهل كل شيء قد يربك عقلي ، وأركز على عملي فقط ..


.
.
.
.
.


بعد مرور أسبوع ..

التفتُ لـ تلك التي تفتح الباب دون أن أسمح لها ، وأعرف بـ أنها رواء ، سمعتها تقول : مساء الخير أخت عُلا .. أنا جايه بدون ما أسمع كلامك وجالسة على رأسك
ضحكتُ لها وأنا ما زلتُ أوليها ظهري وأرتب ملابسي في دولابي .. جلست على السرير ..
أخذت هاتفي لـ تسألني ، رواء : من هذا اللي اسمه مجهول وكل يوم يرسل لك ؟
أجبتها وأنا ما زلتُ أرتب ملابسي ، عُلا : ما أعرف ، هذا شخص .. مدري ذكر أو أنثى .. أرسل لي إن ما أوقع أي ورقة يجيبها لي عبدالإله عشان أوقعها
سألتني ، رواء : أول شيء .. عبدالإله هذا أخو صقر العفريت ؟
التفتُ لها ، عُلا : من العفريت ؟
رواء وهي عينيها على الهاتف ولم تنتبه لـ نظرتي : عبدالإله
عدتُ لـ أعدل ملابسي وأنا أقول ، عُلا : أها عبالي ، أيوا هو و
قاطعتني بـ نبرة ضاحكة ، رواء : يعني ألحين لو قلت إن صقر العفريت وش بتسوي لي ؟
اقتربتُ منها وأنا أشد خصلتها الذهبية المصبوغة ، صرخت بـ نبرة درامية ..
رواء : أمانة إلا الشمس حقي اتركي خلاص آسفة صقر تاج رأسك
ضحكتُ وأنا أضرب رأسها بخفة .. أكملتُ كلامي ، عُلا : المهم .. بعدها صار يطرش لي إن لا تخافي ، وما راح يقدر يسوي لك عبدالإله شيء وما عليك من تهديداته ولا ترضخي له ومن الكلام هذا .. اللي يخوف ويقلق إنه يرسل لي بعد ما يجي عبدالإله بالضبط
تنهدت رواء لتجيب : يمكن هو الزبالة يسوي الشيء هذا
أومأتُ بـ لا .. لتقول : طيب وش رأيك نستفسر عن صاحب الرقم وترتاحي ؟
قلتُ لها وأنا ابتعد عنها واقترب من خزانتي ، عُلا : سألت ورفضوا يقولوا لي
رواء : الظاهر إنك سألتي بـ أسلوب غبي ، عطيني الرقم بكلم بسام
عُلا : ثواني لحظة ، اتصلي وبعطيك الرقم يلا والله ودي أعرف مين
رفعت هاتفها وهي تطلب رقم بسام ، سمعتها تعتذر منه بتهذيب .. ابتسمت لـ رسميتها في علاقاتها ..
رفعت عينيها لي وهي تطلبني الرقم بهمس ، أمليتها .. سمعتها تقول له ، رواء : طيب انتظرك ، شكرًا بسام ما تقصر ، واعتذر على الإزعاج .. هههههههه طيب مع السلامة ..
أغلقت لـ انظر لها بـ ابتسامة .. نظرت لي بملل وهي تلعب بخصلات شعرها ، رواء : نعم ؟
جلستُ بقربها بعدما أغلقتُ دولابي ، سألتها : وش أخبار مراقبتك لـ أبوك ؟
رواء بانفعال بسيط : أولًا مو أبوي ، ثانيًا اختفى صار ما يوصل بنته .. يوصلها أخوها مدري عمها ، أو خالها أو أي زفت مو مهم
ابتسمت ، لأقول بهدوء : خبري ما عندكم عم
نطقت وهي تضغط على أسنانها بقهر ، رواء : لا تجمعيني معهم عُلا تكفين
جذبتها نحوي لتسقط بين ذراعيّ ، مسحتُ على خصلاتها الذهبية وأنا أهمس لها بحنية ، عُلا : قلبي لا تكابري شعورك
تنهدت هي لـ تهمس ، رواء : وش رأيك بالصبغة ما قلتي لي
عُلا : قلت لك إن اللون لايق عليك مرة
ابتسمت لي وهي تبتعد عن حضني ، رواء : وش رأيك تصبغي أنتِ بعد
عُلا : لا شكرًا ما أبغى .. ما علينا ، خلينا نكمل كلامنا اللي تتهربي منه
تنهدت لتنطق ، رواء : بليز عُلا ، مابي أتكلم ألحين .. أنتِ قولي لي
عُلا : عن ايش ؟
رواء : كيف صرتي ؟
تنهدتُ لـ أضع قدم فوق الأخرى ، عُلا : مدري أحس إني ضايعة وتايهه ، ومشتاقة له مرّة .. ما توقعت إن آخر يوم أشوفه فيه كان ذاك اليوم رواء .. صدقيني ما كنت كابرت شعوري ولا زعلت ، كنت حضنته وقلت له إني أحبه كنت على الأقل ريحته ووضحت له مشاعري ..
سحبتني لـ أكون بين ذراعيها ، احتضنتني بشدة .. أعلم بـ أنها تحقد كثيرًا على صقر .. ولكنها تحترم مشاعري اتجاهه كثيرًا .. والغريب أنها تدعمني ، لم تصرخ في وجهي يومًا وتقول لي انسيه وليس مناسبًا لك ، كانت كل يوم تستمع لي وتواسي قلبي ..
سمعتها تهمس لي وهي تمسح على ظهري وتضع رأسها على رأسي ، رواء : ابكي وريحي قلبك علوو .. ارتاحي وريحي قلبك ، هم الرجال كذا .. يتخلوا في النهاية ، وش دراك إن روحته ذي كانت روحته لـ الهلاك .. سايكوباث ما تقدري تفهمي وش يفكر فيه ، استغفر الله كأني انجنيت اسب ميت واشمت فيه .. الله يسامحني ويغفر له
رفعت جسدي عن حضنها وأنا اكتم ضحكتي ، ولكنني ضحكت فورًا بعدما ضحكت هي ..
مسحتُ دمعتي العالقة ، لتضع هي يدها على خدي .. قالت بشقاوة ، رواء : أمانة عُلا ، بكره الخميس خلينا بعد الدوام نروح لـ الصالون .. نسوي لك نيو لوك تكفييين
قلتُ أجاريها ، عُلا : وش بتسوي لي ؟
ثنت قدميها بحماس ، بدأت تعدد وهي تشير باصابعها ، رواء : بصبغ لك .. آآمممم خليه بني كذا فاتح مرّة يطلع يجنن عليك مع لونك الأبيض .. تطلعين واو .. وبدي كير وهيدرافيشل .. و آآممممممم بنشوف بعدين وش عندهم بعد بس أمانة اصبغي شوي شعرك
ضحكت لحماسها ، قلتُ بلا تفكير : خلاص تم مري لي بكره ونروح ..
نطت بحماس ، رواء : يييييييسسسسسسسس ، ونأخذ سريره معانا
عقدتُ حاجباي وأنا أسألها : من سريره ؟
ضحكت بقوة لتنطق : أسرار
شهقتُ لأقول : خافي الله سريره .. يا ويلك منها
استمرت في الضحك ، وأنا أنظر لـ وجهها الضاحك وعينيها التي تحمل نظرة حزينة ..

.
.
.
.
.

منزلًـا ندخله لـ أول مرة ..

كان نائمًا على قدم والدته وهي تمسح على خصلاته ، يتبادلان أطراف الحديث ..
دخل وهو ينظر لـ أخاه ، نطق بـ استنكار : كم صار عمرك يا الطيب ؟
التفت لـ والدته ليضحك بخفه ، نطق بصوتٍ هامس : قلت لك بيجي ولدك الدلوع ، وبيقول يا شايب ومن الكلام هذا
ضحكت الوالدة ، لتنطق : كلكم عيالي ، وكلكم أحبكم .. وكلكم بدلعكم .. تعال قرب حبيبي
أشار لأخاه وهو يقبل رأس والدته : وشايبك اللي اسمه يبدأ بحرف العين وين نحطه ؟
رفع جسده عن قدم والدته ليجلس بجانبها ، ضرب أخاه بالوسادة وهو ينطق : احترم يا قليل الأدب أنا أخوك الكبير ، مو اللي اسمه بحرف العين ، إنما عبدالرحمن .. وبعدين يا أخ يزيد ما قلت لنا وين طاس لـ تسعة بالليل
ضحك مطولًا ، ليجيب أخاه ببرود : والله يا أخ عبدالرحمن ، عمري عدّا الـ عشرين فعادي لو رجعت 12 بعد منتصف الليل .. روقنا
نظر عبدالرحمن لـ والدته وهو يشير لأخاه : تشوفين ولدك ؟ وبعد تقولي لي اتصل واسأل عنه ؟
ولدك وقح يمه
ضحك يزيد ليقترب من أخاه ويقبل رأسه .. دفّه بخفه ليصبح هو بقرب والدته .. وضع رأسه على صدر والدته وهو يسحب يدا والدته ويدعها تحتضنه
نطق عبدالرحمن وهو يبتعد عنهم : جحش معدي العشرين ، ويتدلع
يزيد : توك طايح بحضن أمي وأنت معدي الثلاثين
عبدالرحمن : أنا كيفي مالك دخل أنت ، اخلص وين تهايت أنت ؟
تنهد يزيد : في واحد من أصحابي صار عليه حادث ورحنا نشوفه ، جلست معه شوي وخذتنا السوالف
أم عبدالرحمن بقلق : عساه بخير يمه ؟
يزيد : الحمد لله حبيبتي ما فيه إلا الخير ، شوي رضوض ، ورجله انكسرت
أم عبدالرحمن : الحمد لله ، الله يريحه يمه .. ويقوي قلب أمه
عبدالرحمن بضحكة : وش دخل أمه
أم عبدالرحمن : وش يعني وش دخل أمه ؟ ما تستحي أنت
ضحكا معًا لتبعد أم عبدالرحمن يزيد عن حضنها وترمي به بقرب أخاه ليلتقف جسده ويكمل الضحك
عبدالرحمن بضحكة : هيونه ، في عشا ؟
التفتت له بغضب ، أم عبدالرحمن : السم الهاري ..
لتستغفر بسرعة ثم تنطق بتهديد ، أم عبدالرحمن : الله يسامحكم طلعتوني من طوري ، 10 دقائق وتعالوا .. يلا
ضحكا بقوة ، ليلتفت عبدالرحمن ليزيد بعدما غادرت والدتهما ..
همس له ، عبدالرحمن : وش سويت ؟
تنهد يزيد : أتوقع إننا وصلنا ..
اعتدل عبدالرحمن في جلسته لينطق باهتمام : شلون يعني ؟ أشرح يزيد وضح لي
عقد يزيد يداه ببعضهما البعض ليبدأ الحديث مع أخاه : أنا بدأت أتقرب منها ، هي متحفظة جدًا ما تشرح شيء عن حياتها الخاصة بس صديقتها ثرثارة مرة .. عرفت إنها وحدة من بين 4 بنات خرجوا في نفس الليلة اللي احترق فيها الميتم .. و أربعتهم دخلوا الميتم وأسمائهم عليهم يعني ما سموهم في الميتم .. وهي الوحيدة من بين الأربع بنات اللي أصغر مننا
عبدالرحمن : الباقيات ؟
مسح يزيد على أسفل لحيته لينطق : والله ما أعرف ، بس هي دائمًا تقول يجوني أخواتي .. أتوقع وحدة منهم ممرضة أو دكتورة أو مدري وش بس تكون في الطاقم الطبي ، ووحدة معلمة لأن سمعتها تكلم وتقول فلانة عندها حصص آخر شيء .. شيء كذا ما أقدر أتجسس عبدالرحمن
التفت له عبدالرحمن : يزيييييد ، لا تقول لي ما أقدر دامنا وصلنا وأحنا نحاول من سنين .. بنكمل ، ما في ما أقدر بالموضوع ولا في تردد ولا في شيء
تنهد يزيد وهو يمسح على وجهه ، نطق بضيق : حاول تتأكد أول عبدالرحمن ، تأكد أكثر
نظر له وبنبرة جادة ، عبدالرحمن : متأكد ، متأكد 100% بس عشان أثبت لك ، باقي شيء واحد بسويه وبتعرف وبتتأكد إن معاي حق .. بس أنت لا تتردد يا يزيد ..
كان يزيد سيجيب ولكنّ صوت والدتهم قاطع حديثهم وهي تنطق بطرف أنفها ، أم عبدالرحمن : تعالوا العشا
ضحكا معًا بصخب وهم يتوجهان لـ غرفة الطعام ..

أم عبدالرحمن : 54 عام
أبو عبدالرحمن : متوفي
عبدالرحمن : 31 عام
يزيد : 25 عام


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-22, 01:27 AM   #20

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي


.
.
.
.
.

وقف هناك كـ عادته منذُ أسبوع .. يتأمل تلك النافذة كانت الانارة مفتوحة ..
وتلك التي تتحرك هُناك كان يستطيعُ أن يراها هناك بوضوح ..
كانت ترفع شعرها بالطريقة التي يحبها هو ..
ما زال واقفًا بين الشجيرات القريبة من غرفتها ، انتبه لـ الستارة تفتح ..
بدأت عيناه تلمع بشوقٍ كبير ، اختبأ جيدًا خلف أحد الشجرات الكبيرة ..
حتى لا تستطيع تمييز ذلك الإنسان الموجود هناك ، خرجت لـ الخارج لـ تستنشق هواءً نظيفًا ..
كان هو يتأملها بكل حب ، لا يستطيع أن يظهر أمامها ..
كان يرى كيف تقف هناك ، بشموخ كما رآها عادةً ..
فردت شعرها ، وهي تمسح عليه ثم خللت خصلاتها بـ أصابعها ..
انتبه لـ طول شعرها ، ازداد طوله فقد كان يصل لـ عنقها والآن وكأنه يراه يقترب لـ نهاية ظهرها ..
انتبه لها تلتفت لـ الخلف .. كان يتمنى بـ ألا يقاطعه أحد رحلة التأمل تلك ..
ولكنّه يبدو أن أحدًا سـ يسلبه تلك المتعة ..
انتبه لها ترفع شعرها بالطريقة السابقة ، لتتمرد أحد خصلاتها وتضرب وجهها ..
سمعها تنطق : يلا جايه لا تزعجيني ..
ضحك ، تلك جملتها المعتادة عندما يقاطع أحدهم تفكيرها أو تأملاتها ..
أي أنها كانت تفكر في شيءٍ بعمق لأن ذلك كان واضحًا من نظرتها ..
لو كانت تتأمل الخارج لكانت عينيها لـ الأعلى ..
تنهد وهو يمسح على وجهه ، التفت جانبًا ليجلس على تلك الصخرة ..
رفع كيس طعامه ليبدأ الأكل ، بالطبع لن يغادر حتى ينطفأ النور من غرفتها ..

.
.
.
.
.

أمّـا الآخر ، فـ كان يتأمل سقف غرفته ويده تحت رأسه .. الظلام يحاوطه ..
وضع يده الأخرى على وجهه وهو ينطق بـ انزعاج : يمه تكفين طفي النور طلبتك
اقتربت لـ تجلس بجانب ابنها .. مسحت على شعره وهي تنطق بحب : ذيبان قوم أبيك شوي
ذياب بتعب : يمه الساعة 10:30 وش تبين ؟ وراك ما تنامي ؟
ضحكت بخفة : من قال لك إني عجيز مثلك أنام بدري ؟ الساعة 11 بيطلع مسلسلي بجلس أشوفه
ذياب : اااخخخخسسس الوالدة مو هينه ، أمريني يا نور عيني وش تبين ؟
أم سالم بحنية وهي تمسح على شعره : أبيك تجي حولي تونسني .. لين يجي وقت مسلسلي
ذياب : أونسك ! هذه نيتك يعني ؟ وش قالوا لك أنا ؟ بعدين يمه بكره وراي دوام خليني أنام
نظرت له مطولًا نطقت لتضغط عليه أكثر ، أم سالم : بتزعلني منك يعني ؟
تنهد ذياب ، ليرفع جسده من السرير .. مسح على خصلاته لينطق : وين يا أم سالم هذاني جاي وراك حبيبتي
ابتسمت بسعادة وهي تخرج ليخرج خلفها ، تمسكت به وهي تخرجه من غرفته ..
كانت تخبره عن أحداث يومها التي يعتبرها هو ليست مهمه ، ولكنه يستمع لها ليسعدها فقط ..

اجلسته لتنطق برجاء ، أم سالم : حبيبي بكره أخوانك وحريمهم وأخواتك جايين .. لا تطلع لمكان
صمت لوقتٍ طويل ، ثم تنهد لينطق بهدوء ، ذياب : ابشري حبيبتي لك اللي تبي .. أرجع من شغلي وأقعد هنا مقابلك .. لو تبيني أسوي العشا لهم سويته ، وش تبين بعد يا قلبي ؟
ضحكت له ، لتمسح على كفه .. أم سالم : بس أبيك تجيب لي صحن حلو من اللي جبته ذاك اليوم ..
ذياب : افففف يا عيارتك يا أم سالم .. من عيوني الثنتين ، بجيب لك

التفتت هي لـ التلفاز لتندمج فيه ، وهو ابتسم لحماسها وضحك بخفوت ..
تنهد بعدها ليضع قدمًا فوق الأخرى .. ثم مسح على وجهه ، لينغمس بتفكيره ..
غاص هناك بعيدًا .. حيث تلك الذكرى التي تدمره وتعصر قلبه ..
تنهد بـ ألم ، وهو يذكر تفاصيل تلك الليلة ..
اغمض عينيه وهو يرسل رأسه لـ الخلف حتى استند على مسند الكنب ..
غاص بذكرياته حتى شعر بـ يد والدته تمسح دمعته السائلة على خده ..
فتح عينه ، نطق ببحة : يمه ..!
نظرت له بانكسار ، أم سالم : ما عاشت اللي تنزل دمعه من عيونك وأنا عايشه يمه
ضحك بـ حزن ، وهو يمسح على عينيه .. كانت تلك الحركة قد آلمت قلب أم سالم ..
وهي تراه يحاول جاهدًا منع دمعاته ولكنها مستمرة ..
سحبته لحضنها لتحتضنه بشدة ، وهي تهمس بكلمات لم يكن يستطيع ذياب تمييزها ..
ولكنه علم بـ أنها دعوات من قلب أم مكسور ومتقطع على ابنها
نطق بهمس ، ذياب : حبيبتي لا تدعين على أحد مو زين .. خلي الناس لـ ربها حبيبتي ، تكفين وقفي يا نور عيني
تنهدت أم سالم وبنبرة باكية أجابته : أبشر بوقف حبيبي ، بس بشرط .. تهدأ أنت وتنسى كل شيء وتكمل حياتك عادي ولا كأن صار شيء
ابتعد عن حضنها وهو يمسح على لحيته ، ذياب : شلون يمه تبيني أنسى وكأن شيء ما حصل !
أم سالم : هذا شرطي وأبشر ، والله يا عيون أمك إني كرست عمري من ذيك الليلة ليومك هذا .. وأنا ما غير أدعي عليهم هم الاثنين اللي دمروا حياتك وخلوك بذا الحال يمه
ابتسم لوالدته ، ذياب : وش بها حالتي يمه ؟ الظاهر مو عاجبك وجهي !
ضربته بخفه ، لتمسح على وجهه وهي تبتسم ، أم سالم : ذا الوجه ، والله إني أحبه وأحب صاحبه يا بعد عيني أنت
سحبت وجهه لـ قرب فمها ، قبّلت خده بحب لتمسح على رأسه ..
نطقت أم سالم : الله يريح قلبك يا قلب أمك أنت ..

مسح على يدها ، قبّل رأسها لينطق بمزح : خلص مسلسلك يمه يلا قومي روحي لفراشك وخليني أنام ، وراي دوام بكره تكفين .. بروح لهم بنص عين ويطردوني
أم سالم : يخسون والله ، حاصل لهم حبيب قلبي ذيبان يشتغل لهم ويقبضوه الباب ..
ضحك وهو يقف ويسند والدته ، أوصلها لـ غرفتها .. غطاها ثم قبل جبينها ..
خرج متوجهًا لـ غرفته ، رمى بجسده على السرير بـ تنهيده ..
رفع يده وهو يضعها على طرفه الأيسر ، همس : يا رب ريح لي هالقلب ، يا رب ..
.
.
الجدة (أم سالم) أرمله ، لها 3 بنات أحداهن أم تركي (حنان) ، الأخريات (غادة و سعاد) ..
و4 أولاد (سالم ، يحيى ومحمد)
ذياب : 33 عام ..

.
.
.
.
.

الخميس المنتظر بـ النسبة لي .. خرجت بـ فرحة وأنا أطرق باب عُلا ..
خرجت وهي ما زالت بنعاسها ، همستُ لها بسرعة : ليييييييييييل عوعو للحين نايمة ؟
رفعت عُلا خصلات شعرها عن وجهها ، بصوتٍ ناعس أجابت : رواء أمانة شايفه الساعة ؟
قلتُ لها بحماسي ، رواء : بيبي .. الساعة 6:30 وقدامك ساعة بس عشان تكوني بمدرستك ولا انخصم من رابتك .. 2:15 بكون قدام المدرسة وتطلعي لي يلا تشاووو رايحه أنا .. (صرخت وأنا متوجهه لـ المطبخ) سوسو وينك ؟

سمعتُ شهقت عُلا لـ أضحك عليها ودخلت المطبخ ، جهزتُ الفطور لـ ثلاثتنا .. ليال في إجازة هذا اليوم ..
عدتُ لقرب غرفة عُلا لـ أصرخ ، رواء : علايه ، من بيوصلك لـ الدوام ؟
أجابتني ، عُلا : بروح مع زميلتي روحوا قلبي
قلتُ لها : لا تنسي تفطري ، وأنا بجيك هاااااا مو تسحبين علي تشاووو ..
جريتُ لـ المطبخ مجددًا وأنا اسمع ضحكاتها .. رأيتُ أسرار تجلس هناك وهي تسند رأسها ..
اقتربتُ وأنا احتضنها من الخلف .. قبلتُ خدها : صباحووو يا حلووو
أسرار بتعب : صباح النور
وضعت يدي أسفل ذقنها وأنا ألف رأسها نحوي ، رواء : بيب ، عسى ما شر وش فيك ؟
أسرار : رأسي بينفجر خلاص ، من أمس وأنا أشتغل على شيء .. شديت حيلي وقلت ليزيد إني بخلصه أفا عليك ، وجلست عليه لين قريب 2 .. وألحين أحس خلاص بنفجر
ضحكتُ وانا أتوجه لـ صندوق الأدوية الموجود في المطبخ ، أخرجت منه دواءً واعطيتها
رواء : خذي حبه بعد ما تفطري ، بترتاحي
نطقت بسخافة : معليش ما اتعاطى
نظرتُ لها بحده لأنطق بملل : يا ربي أسرار ما تخلي سخافتك ، اخلصي عليّ يلا بوصلك
ضحكت أسرار لـ تسرع في فطورها ثم أخذت تلك الحبة وبلعتها ، همست لي : يلا نخرج
مشيتُ بجانبها وأنا ألاحظ اصفرار بشرتها ، قلتُ لها بجدية : أسرار إذا مرة تعبانة لا تداومي ، وسلمي اللي اشتغلتي عليه بالايميل
أسرار باعتراض : لا لا رواء لازم أروح أسلمه هذول وأخلص شغلي ، معليش بكلم ليال لو ما تحملت وتعبت أكثر ، اليوم ليول إجازة ما عندها شفتات
قلتُ لها بـ قلق عليها ، رواء : طيب على هواك بس تكلمي ليال أكيد مو تكذبي !
ابتسمت لي وهي تجيب : ولا يهمك

خرجنا وكعادتي ، وقفت أنتظر عليًّا وابنته لعليّ المحه .. غاب عن احضار ابنته لمدة أسبوع وأكثر ..
تنهدتُ وأنا أرى ذات السيارة الرياضية ، لم يكن يعجبني الوضع لأغادر بغضبٍ طفيف ، قبل حتى أن يغادر ..
وصلت لمقر عملي وأنا أفكر .. ما الذي يجبر علي ويجعله يتخلف عن إيصال ابنته المدللة !!
أخذت أفكر لفترة طويلة حتى وأنا أشرح لـ المتدربين عن عملهم ..
جلست على طاولتي ، ليخبرني عقلي بـ أنني أطلت التفكير بـ علي .. ليجيب عقلي الباطن
(إنه والدك وأنتِ قلقة عليه ، تريدين الاطمئنان) ..
نفضتُ رأسي بغضب وأنا أرفض فكرة أنه والدي وأنني أخاف عليه ..
تنهدتُ لـ يخبرني عقلي عن معلومة أخرى ..
" من الطبيعي أن أخاف عليه فذلك بديهي ، وأقلق خشية أن لا يبقى لي أحد من عائلتي فوالدي الآن هو كل عائلتي ، والدتي توفيت .. "
ضربتُ طاولتي بقهر .. لا يستحق ، لا يستحق أبدًا أن أحبه كل هذا الحب ..
هو تخلى عني ، لم يعرني أي اهتمام كما يهتم بـ ابنته تلك وابنه الذي استقبله بكل حب من المطار ..
وابنه الآخر الذي يقلّ ابنته يوميًا لـ الجامعة بـ سيارته الرياضية ..
تنهدتُ وأنا اشعر بـ أن تلك التنهيدة تجرح قلبي ..
سألني بسام بهمس : وش فيك رواء عسى ما شر ؟
التفتُ له لـ ابتسم : ما شر بسام ، إلا وين تركي ما جاء اليوم ؟
بسام : كلمني قال بيتأخر عنده ظرف
ابتسمت له ، رواء : طيب ، الله يستر عليه .. خلينا نخلص شغلنا
ابتسم لي ، بسام : أي خلصي عاد اليوم الخميس كلنا نبغى نطلع بدري
ضحكتُ له لأكمل عملي .. سألته : سعدوه موجود ؟
بسام : أيوا
ابتسمت بسخرية وأنا أهمس همسًا بيني وبين نفسي : غريبة

أكملتُ عملي ، وصراع عقلي الباطن مستمر .. شعرتُ بصداعٍ يغزو رأسي ، تذكرتُ أختي ..
أرسلتُ لها لـ اطمئن عليها ، وضعت هاتفي بعدما رسلتُ لها ..
تذكرتُ شيئًا لـ اسأل بسام .. رواء : بسام ، ما قلت لي عرفت من صاحب الرقم !
التفت لي ، بسام : أيوا عرفت ، زين ذكرتيني ، شخص اسمه رعد صالح الـ ***
رفعتُ حاجباي لـ أعلى ، هل أخ صقر ! له ذات الاسم والقبيلة .. هل تشابه أسماء أم أن أخويّ صقر يتصارعان ، أحدهما يريدُ إرث صقر والآخر لا يريدُ هضم حق عُلا ..
قلتُ لـ بسام : شكرًا بسام ما قصرت ..
سألني بتردد : تعرفيه ؟
أجبته باختصار : لا بس بحاول أعرفه ، شكرًا ..

بعدها صمتنا ، ونحن نكمل عملنا ومن حولنا المتدربين ..

.
.
.
.
.

رفعتُ رأسي من بين كومة الأوراق التي حولي ..
كانت تقف هُناك ويديها خلف ظهرها ، أجبتها بعدما نادتني بهمس ، عُلا : نعم أميرة تفضلي
اقتربت من مكتبي لـ تقول : أستاذة عُلا ينفع أكلمك بموضوع ؟
ابتسمتُ لها بتوتر ، فأميرة ليست سوى ابنة عبدالإله .. ولكنني أجبتها بـ : أكيد حبيبتي تفضلي أجلسي وكلميني
التفتت لـ الخلف لتهمس ، أميرة : ما راح تجي أستاذة سعاد ؟
عُلا : يمديك لين تجي ، مشغولة هي ، تفضلي
رأيتها تشبك أصابعها بـ بعضهما البعض .. حركتها تلك تذكرني بـ صقر بعدما يجرم فيّ ثم يأتي ليعتذر عن فعلته وأنه فعل ذلك بغير وعي ويحلف ويقسم بـ أنه يحبني ولا يتمنى أن يأذيني ..
تنهدتُ وأنا أنظر لعينيها ، وتوتري بدأ يتزايد .. سألتها وأنا أحاول إخفاء توتري ..
عُلا : أميرة حبيبتي في مشكلة ؟
نطقت وأخيرًا وبهمس : أمس سمعت أبوي يتكلم بصوت عالي ما كنت أقصد اتجسس عليه ويقول كلام كثير من بينه قال ، هي تدرس بنتي وتميزها وما أدري وش ، ولما سألته أمي من تكون قال معملتها اللي تدرسها انجليزي .. يعني يقصدك أنتِ
التفتت لـ الخلف لتكمل بهمسها ، أميرة : أنتِ تكوني زوجة عمي صقر صدق !
نظرت لي وهي تنتظر مني إجابة ، كنتُ وكأن أحدهم الصق كفّه على خدي ، كنتُ أشعر بـ تلك الحرارة بخدّي .. رفعتُ كلا كفيّ وأنا اضعهما على خداي بحركة لا إرادية ..
سألتها بانفعال طفيف وأنفاسي تخنقني ، عُلا : وش تقولي أنتِ ؟ مستوعبة اللي تقوليه لي ! انتبهي لكلامك
أميرة بهمس : مِس والله مو قصدي شيء بس سألتك ، مِس إذا كنتِ أنتِ صدق زوجة عمي صقر انتبهي لنفسك تكفين انتبهي لنفسك ..
وقفت لتغادر مسرعة ، لا أعلم ما الذي تقصده تلك الصغيرة .. لا ليست بـ صغيرة فهي ابنة الـ 15 عام .. الأطفال في هذا العمر ، يفهمون كل شيء ..
مسحتُ على وجهي ، رفعتُ هاتفي أريدُ الاتصال بها .. ولكنها اتصلت هي ..
اجبتُ بسرعة لأنطق ، عُلا : رواء الحقي عليّ
لتقول هي ، رواء : أيي تلحقي على نفسكك لأن اللي يطرش لك الرسائل ما هو إلا رعد ولد صالح الـ ***
شهقتُ لأقول بصدمة ، عُلا : هذا أخو صقر ، أخو صقر اللي أصغر منه على طول
تنهدت هي لتقول بهدوء : شكيت ، من تشابه الأسماء .. بس ليش يسوي كذا ؟
اخبرتها وأنا عقلي مشوش ، اخبرتها عما قالته لي أميرة ..
سمعتها تنطق بصدمة : ايييييييش ؟ في بنت تجي تقول لوحدة انتبهي على نفسك من أبوي ؟ وش هذا عصابة ولا مافيا ولا وش ! ابش بيسوي يعني ؟ سايبه هي !
تنهدتُ وأنا أشعر بضيقٍ كبير ، يضغطُ على قلبي .. خرجتُ من مكتبي .. أريدُ استنشاق الهواء .. رأيتها تقف مع أحد صديقاتها ، عيناها لا تفارقني كانت تنظر لي بقلق ..
اقتربتُ من كلاهما ، ابتسمتُ في وجه بشرى .. تلك زميلة أميرة في الصف ..
قلتُ لها ، عُلا : أميرة تعالي شوي ، ابغاك في موضوع
كانت تريدُ أن تتهرب ولكن بشرى تركتها ..
نظرتُ لعينيها وأنا أكتفُ يداي ، عُلا : وش الكلام اللي قلتيه لي قبل شوي ؟
مسحت على جبينها بتوتر ، أميرة : مِس ما أقدر أقول لك أكثر من كذا ما يصير ، بس إذا أنتِ صدق صدق زوجة عمي صقر مثل ما فهمت أنا ، بليز انتبهي على نفسك ، بليز مِس ..
نظرت لعيناي ، ووضعت يديها على يداي وهي تكرر كلماتها وفي عينيها خوفٌ واضح .. كانت عينيها تخبرني عن مدى الخطر الذي قد يهدد حياتي ، ولكنها لا تستطيع أن تنطق ..
رنّ الجرس معلنًا عن دخول وقت الحصة ، بلعت هي ريقها لتهمس لي ، أميرة : مِس أنتِ إنسانة مرّة طيبة ، ومرّة كويسة .. لا تسمحي لأحد يسوي لك شيء .. إذا أبوي جاب لك أوراق ، وجبرك توقعيها .. اختاري الموت ، بس لا توقعيها أبدًا ..
رحلت مسرعة ، هنا تزايدت نبضاتي .. أميرة هي الشخص الآخر الذي يحذرها من عدم توقيع تلك الأوراق ..
الأول رعد ، ذلك الأخ المُقرب والمُحبب لـ قلب صقر والآن أميرة ..!
تنهدتُ مطولًا .. رفعتُ هاتفي وأنا أطلب رقم رعد ..
أُريد المواجهه ، أريدُ معرفة ما سبب كل ذلك التحذير ..!
رن هاتفه مطولًا ، بعد 3 محاولات فاشلة ..
يأستُ وتركت محادثة رعد ، شعرتُ بـ أني مزعجة ..
رفعتُ هاتفي مجددًا لـ أترك له رسالة ..
محتواها (رعد أنا عارفة مين أنت ، لو سمحت كلمني بس تفضى .. تكفى لا تتجاهلني) ..
اغلقتُ هاتفي وأنا أحاول العودة لـ أوراقي وأنهيها ..

.
.
.
.
.

التفت لـ والدته وهو يسألها ، مازن : ها يمه مو ناقصك شيء ؟
أم مازن : لا يا عيون أمك كل شيء أخذته
مازن : تأكدي قبل لا يجي أبوي ويستعجلك
التفتت حولها .. لتعود للنظر في عينيه ، أم مازن : لا حبيبي خلاص كل شيء حطيته لي .. أنت متأكد إنك بتجي بعدين ؟
ابتسم لها مازن : متأكد يا عيون مازن ، اخلص مناوبتي وعلى طول أجي
أم مازن : زين الله يحفظك يا قلبي ..
سمعت صوت زوجها يناديها ، خرجت ليخرج مازن من خلفها ..
سمع والده يحادثه ، أبو مازن : مازن ترفق بعمرك بالطريق يبه
مازن : إن شاء الله يبه ، أنت لا تحاتي .. روحوا والله معاكم ، وأنا بلحقكم إن شاء الله بس اخلص مناوبتي
تنهد والده لينطق ، أبو مازن : يا ريتك يا مازن بدلتها مع شخص ثاني
ابتسم لوالده ، مازن : هم 3 اللي أمون عليهم .. وحدة بتستلم يوم كامل ، والثاني ما يقدر يبدل شفته لأنه ماسك بالليل ، والثالثة حرام أمس استلمت يوم كامل ما أقدر أخليها تداوم بدالي اليوم بعد ..
التفت أبو مازن لـ زوجته لينطق مازحًا : الظاهر إنها حبيبته ما هانت عليه
ضحكت أم مازن ، لينطق بسرعة : ههههههههههههههه لا يبه وش دعوه ، لا لا طلع الموضوع من بالك ، ولا تحطه بعقل أمي أعرفك عدل أنا
ضحك والده ليضع يده على ظهر مازن وهو يمشي معه ، قبّل رأس والده ثم والدته .. ودعهم ليتوجه لـ المشفى ..

وصل ، وهو ينفذ خطته .. مسح على وجهه وهو يدخل لـ المختبر ..
رفع كلا الكيسين .. تنهد وهو يهمس : سامحيني يمه ، وسامحيني يا ليال ..
أحد الأكياس به شعره من شعر رأس والدته ، والآخر كأس قد شربت منه ليال ..
وضعهما بـ الجهاز ، وأخذ ينتظر التحليل ..
انتبه لـ أحد يفتح الباب ، تسارعت نبضاته إن كشفه أحد سـ يتورط ..
سمع صوت أحدهم ينطق بهمس : مازن ما خلصت ؟
تنهد براحة ، مازن : عمار ، بغى يوقف قلبي ، إلا باقي وقت .. تعال تصرف تكفى ، سرعة سوي أي شيء ..
عمار : أموت وأعرف وش هالتحليل وليش تبغيه ؟
نظر لعمار ، مازن : عمار قلت لك لا تسأل عن شيء أبد ، شيء خاص مرة مرة .. بليز لا تسأل ..
تنهد عمار : طيب طيب..
سأله وهو يقف جانبًا ينتظر نتائج التحليل ، مازن : اللي معاك ما راح يجون ألحين ؟
عمار : لا ، على أساس المختبر مسكر ألحين لـ الساعة 4 ، شوف أغلبهم حاطين التحاليل هنا
أنتبه مازن لـ حيثُ يشير عمار .. سمعا صوتًا تصدره الآلة ..
نطق عمار : جهز التحليل ، شوف الجهاز هناك
ركض مسرعًا وهو يشير لعمار ألا يأتي .. فتح الملف ليرى ..
كان يقرأ أشياءً لم يفهمها جيدًا ..
التفت لـ عمار: تعال
اقترب عمار ، ليخبره : Dna ؟ بس لازم أكتب تقرير
مازن : اكتبه طيب ، بس النسبة كم ؟
عمار : 94%
تنهد مازن ، ذلك يعني بـ أن ليال ابنة خاله .. والدته عمتها .. عض على شفتيه ..
لماذا ليست معهم ؟ لماذا ليال لا تعيش بينهم ؟ لماذا تربت في دار أيتام ؟
لما الكل سيجتمع اليوم في مزرعة جده وهي ليست هناك ؟
ستقام الليلة حفلة ملكة ابنة خاله وابن خاله .. وليال ليست موجودة ..
وهي التي تكون ابنة عم العروس وابنة عم العريس ..
انتبه لـ عمار الذي ينبهه ، التفت مازن : نعم ؟
عمار : الأسماء يا مازن .. أنت حطيت حروف بس ..
مازن : خلي الحروف نفس ما هي ، a و l .. بدون أسماء
تنهد عمار وهو يهمس لـ مازن : الله يهديك مازن ، إذا بتثبت شيء لازم اسم
مازن بحزم : مو لازم عمار اخلص لا تخليني أندم
ضحك عمار وهو ينهي كل شيء له ، بعدما طبع الورقة وأخذها مازن .. انتبه لـ الجهاز وبحركة سريعة حذف كل شيء ، وأفسد العينات
رفع عمار حاجبه ، لينطق مازن : ما أبغى أحد يعرف عن أي شيء .. شكرًا عمار ، مع السلامة ..
خرج كما دخل ، هو اليوم في إجازة بعدما غطّى البارحة مكان أحد زملائه حتى السابعة صباحًا ..

عاد لـ المنزل ليستحم ويستعد لـ الذهاب ، وعقله معلق بـ ليال ..
لقد عاش مع ليال الكثير ، كان يرى الانكسار بـ عينيها ..
رغم أن ليال قوية وتستطيع الدفاع عن نفسها ، وتستطيع أن تثبت نفسها ..
تقف شامخه جدًا ولكنه يستطيع أن يرى كل شيء في عينيها ..
كل شيء واضح ، ذلك الانكسار ، ذلك الحزن ، تلك الدمعة العالقة التي لا تريدُ السقوط ..
كان دائمًا يشبهُ دمعة ليال بها ، شامخة ..

التفت لنفسه ، ابتسم برضى على وسامته ، التقط صورة لنفسه وهو يرسلها لـ والدته ..
ليكتب بعدها (قالوا روح لأمك مو قادرة تقعد بدونك) ..
لتتصل له والدته في الدقيقة التالية وهي تضحك ، حادثته قليلًا لتغلق منه وهي تستودعه الله ..

وصل لـ عائلته ، بعد ما يُقارب الساعة ، جلس بينهم .. بقرب والدته ..
كانت عائلته منفتحه بشكلٍ مفرط .. يجلسون جميعًا في ذات المكان ..
ولا يهم إن كانت الفتاة بلباسٍ محتشم أو لا ..
كان ذلك لا يعجب عذاري أبدًا ، وكانت تهزأ ابنها إن وضع عينيه على احداهن ..

اقتربت الخالة الصغرى لـ مازن لتجلس بجانبه ..
التفت لها ، مازن : هلا هلا بالشبنة
التفتت لـ أختها : عذاري تسمعين ولدك ؟
ضحكت عذاري ، لتنطق الخالة : مازنوه أعقل عني لا أجيب بنتي تلعب في وجهك
مازن : تخسي بنتك ، إلا شروقوه كم صار عمرها بنتك ؟ بخطبها لي
شروق بفزع : بسم الله على بنتي
لتضحك عذاري ويضحك مازن بعدها ، نطقت عذاري : إلا بسم الله على ولدي من بنتك ، آخر عمري اربي فيه واتعب عليه وأجي أزوجه بنتك الخبلة
شروق : أفا يا عذاري أفا ، ايش فيها بنتي ؟ وش زينها اسم على مسمى ، زينة
مازن بضحكة : والله يا شروق يا ريتها خذت من اسمها .. هي يمين والزين يسار
ضربته على كتفه ، شروق : يا الشييييييييين
انتبهت لـ ابنتها ابنة الـ 4 سنوات تركض ناحيتها ليلتقفها مازن ، رمى بها لـ الأعلى ليمسكها مرة أخرى ..
وزينة كـ أي طفل ، كانت تضحك بمرح معه ، قبّل مازن خدها وهو ينطق : يا زينك يا زينة
شروق بسخرية : توك تقول ما خذت من اسمها ؟
ضحك مازن : حازة في خاطرها ، يمه راضيها
عذراي : ما عليك منها ، إلا يا مازن يا حبيبي ما أكلت لك شيء ؟
شروق : ما أقول إلا الله يعين اللي بتأخذك يا مازن بتتعب على ذا الدلع اللي يجيك من عذاري
ضحك مازن لتنطق عذاري : وحيدي إن ما دلعته أدلع مين ؟ أنتِ ؟
مازن : لقطي وجهك
شروق : لا أنت قالب أختي عليّ اليوم
مازن : ههههههههههههههههه ، أخذي بنتك .. بجي بعد شوي
عذاري : لما تجمع الكل رحت ! تعال وين بتروح ؟
مازن : هنا قريب يمه السيارة وجاي ..

عاد خلال دقائق ، كان الجميع متواجد عدا العريس والعروس .. وذلك كان لا يهم مازن ..
جلس بالقرب ، نطق بصوتٍ يريد أن ينتبه له الجميع ..
سأل أكبر أخواله ، مازن : خالي يعقوب
التفت له خاله ليردف مازن : أنا لي خال اسمه سلمان ؟
نظر له خاله بصدمه ، لتنطق عذاري بصدمة أيضًا : مازن !
التفت مازن لوالدته ، كانت تشير له بعينيها ألا ينطق بشيء .. ولكنّه تجاهل رجاء والدته وهو لا يرى سوى انكسار ليال ..
التفت لخاله ليسأله مرة أخرى ، مازن : ما جاوبتني خالي ، لي ولا !
نطق خاله الآخر بهدوء : أيوا لك
سأل مازن : طيب وينه ؟
نطقت الجدة بغضب : عذاري بتسكتين ولدك ولا ؟
كانت عذاري ستنطق إلا أن مازن قاطعها : أعذريني يمه ما راح أسكت ..
التفت لـ خاله يعقوب ، سأله : وش ترتيبه بينكم خالي ؟
الجدة بغضب : مازن ! عادل تعال أخذ ولدك من هنا
همس عادل لـ مازن : مازن اسكت ، عشان أمك يبه
مازن بصوتٍ واضح : مو ساكت .. (التفت لخاله) قول لي ، هو من بعد خالي أسعد صح
وقف جدة وهي تضرب بعصاها : مازن
وقف مقابل جدته وهو فهم بـ أن الجميع لا يعرف عن سلمان بسببها ..
وقف أمامها وبذات جبروتها نطق ، مازن : ليش تخليتوا عنه ؟ وعن عائلته
الجدة : مات وماتت عائلته وانقبر وانطوى وراح مع النسيان
مازن : ما ماتت عائلته
ضربت مرة أخرى على الأرض بعصاها ، الجدة : مات وماتوا كل أهله معاه
مازن بقهر : ما ماتوا ، ما ماتوا كلهم ، ما ماتوا كلهم وأنتِ تدرين
نظر لعينيها بقهر ، قال ذلك وهو ليس بمتأكد ، رأى في عيني جدته الارتباك ..
أكمل بذات قهره : كنتِ تدري ، كنتِ عارفه إن باقي أحد صح ! كنتِ عارفة أن في ...
قاطعه أسعد لينطق باستغراب : من بقى ؟ ماتوا كلهم دفناهم كلهم
مازن : ليش كم كانوا يا خالي ؟
أسعد : سلمان وزوجته وولده
ضحك مازن وهو يمسح على وجهه ، نظر لعيني جدته التي تنظر له وكأنها ستذبحه ..
التفت لـ أخواله لينطق ، مازن : لا خالي غلطان ، كانوا هو وزوجته وولده ، وبنتهم .. بنتهم اللي كانت بالمستشفى لشهرين كاملين ، ومحد استلمها وحطوها بدار الأيتام
نظرا له يعقوب وأسعد بصدمة .. لينظر لهم مازن بابتسامة مقهورة وهو يشعر بـ أنه سيجعلهم يشعرون بـ الأسف والرحمة على صديقته ولكنه سيفعل ، من أجلها
أكمل بقهر : عاشت هناك 18 سنة وبعدها تخبطت لين كملت دراستها ووقفت على رجلينها وبعد 10 سنين ، صارت من أهم ممرضات الإسعاف .. ليال زميلة لي بـ الإسعاف خالي
نظر لجدته بقهر ، مازن : بنت خالي جنبي نتنافس أنا وياها وأشوفها تتخبط وأحاول أساعدها بدافع إنساني وترفض ، أشوف معاناتها وأشوف كل شيء يصير لها واضطر أسكت لأنها ما ترضى أحد يساعدها .. فجأة أعرف إنها بنت خالي ، عايشة بـ فقر وتحسب حساب لبكره وهي وريثه لـ سلمان بن أحمد الـ *** ، ورثها اللي بيخليها تعيش في جنة ونعيم انحرمت منه وخلاها تعيش بحال ما يعلم به إلا ربنا ، والله أعلم وش شافت ووش عاشت .. بسبتك أنتِ ، الله العالم وش عذرك بس تراك مو معذورة جدتي ..
بلع غصته ليكمل : تدرين جدتي لو تروح تطالب بحقها وتعرف إنك حارمتها منه ، بتروحين في ستين ألف داهيه
الجدة بقهر وهي ترفع عصاها على صدر مازن : انتبه لكلامك يا ولد عادل
مازن بقهر : منتبه لكلامي يا جدة ، والحمد لله إني ولد عادل مو ولد وحده ظالمة مثلك
ابعد عصى جدته لـ يغادر المكان ، تحت صدمة الجميع من وقع الكلام الذي رماه على جدته ..
ولكن مازن كان يُعرف بـ قوة شخصيته وجبروته الذي يشابه جبروت الجدة .. ولم يكن يهتم لـ شيء إن كان هو على حق ..


الجدة أم يعقوب ، لها من الأبناء 3 والبنات 2
يعقوب : 67 عام ..
أسعد : 64 عام ..
سلمان : متوفي ..
عذاري ..
شروق : 40 عام





انتهـى ~



غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.