آخر 10 مشاركات
آلام قلب (70) للكاتبة: كيم لورانس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان الشاعر - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قلباً خالي الوفاض (116) قلوب أحلام شرقية للكاتبة ايمان عبد الحفيظ *مميزة* ف 17* (الكاتـب : ايمان عبد الحفيظ - )           »          347 - الراقصة و الارستقراطي - عبير الجديدة - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : lola @ - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree80Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-12-22, 08:21 PM   #61

رماد قوس قزح

? العضوٌ??? » 484048
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » رماد قوس قزح is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل التاسع الليلة بإذن الرحمن الساعة 9 مساء بتوقيت القاهرة لاجل الا تتعارض مع الاعمال الاخري في الجدول
ونصف الفصل العاشر سيكون غدا الأربعاء أن شاءالله للتعويض عن التأخير
نلتقي علي خير


رماد قوس قزح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-22, 09:27 PM   #62

رماد قوس قزح

? العضوٌ??? » 484048
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » رماد قوس قزح is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بت الجوف مشاهدة المشاركة
تحياتي للجميع ولكي عزيزتي
طريقة سرد جاذبه ومشوقه بالرغم من غموض الأحداث ،أحببت الروايه ارجوك لا تطيلي الغياب .
شكرا لكلامك الجميل عزيزتي واتمني بقيت الرواية تنال اعجابك وان شاء الله لنا لقاء الليلة


رماد قوس قزح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-22, 09:29 PM   #63

رماد قوس قزح

? العضوٌ??? » 484048
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » رماد قوس قزح is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر مشاهدة المشاركة
الروايه مميزة لها نكتها الخاصه خصوصا اسماء الابطال والاسرة يخلينا نتعمق فيها ونركز
شكرا لذوقك أن شاء الله اتنال بقيت الاحداث اعجابك


رماد قوس قزح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-22, 09:58 PM   #64

رماد قوس قزح

? العضوٌ??? » 484048
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » رماد قوس قزح is on a distinguished road
افتراضي الفصل التاسع

الفصل التاسع


.
.
.
" الفنارة "
وقف عُقاب امام غرفة استبرق بعد ان طلبت منها الطبيبة الانتظار خارجا ، لا يفهم الكثير في علم النفس لكن حاله الهياج التي اصابت استبرق فجاه بعد رؤيته بالتأكيد لم تكن ابدا ردت فعل عادية لحالتها ...
صرخات استبرق التي استمرت لدقائق بعد خروجه انقطعت ، ثم خرجت الطبيبة بعد ذلك بلحظات من الغرفة متجهمة الوجه وقد ظهر عليها الاستياء مما حدث ، طلبت من عُقاب مرافقتها لمكتبها حيث حظر هاشم و وهب تاركين فرح برفقة إحدى الممرضات في الحديقة بعد أن طلبت الطبيبة الحديث معهم ...
تحدثت الطبيبة بعملية وهي تلاحظ الاجواء المشحونة بين الرجال الثلاثة الجالسين امامها
" السيدة استبرق تعرضت لحالة هياج عند الالتقاء بالسيد عُقاب ، وللأسف هذا امر لم احسب له حساب ، نتيجة لسوء تقديري لوضعها حدثت ردت فعل عكسية ولم انل الاستجابة الايجابية التي توقعتها ... غير ذلك ان هناك الكثير من الامور الخاصة بالحالة ليست واضحة بما فيه الكفاية بالنسبة لي "
تحدث وهب بثبات وهو يحلل حديث الطبيبة
" احتاج الي الاطلاع على العلاج الذي كانت تسير عليه حالة استبرق حتى الان ... ثم اريد إيقاف اي علاج تأخذه حتى يتم عرضها علي طبيب خاصه سوف يأتي من طرفي "
أومأت الطبيبة موافقة وردت بتهذيب
" لك ما تريد سيد وهب ... هناك ملف كامل عن حالة السيدة استبرق و علاجها منذ اللحظة الاولي لدخولها المكان سوف اسلمك نسخة منه ... وعلي كل حال سواء كانت السيدة استبرق ستكمل علاجها معي او مع غيري يجب ان تعلموا أن طريق العلاج لا يزال طويل أمامها ... حسب تقديري الاولي لحاله السيدة استبرق فالصدمة الناتجة عن الحادث الاخير ليست السبب الوحيد الذي أدى إلى وصولها لهذه الحالة من التخشب ... لهذا انا كنت بحاجة لبعض المعلومات المهمة عنها والتي لم استطع معرفتها عن طريق السيد هاشم لاستكمال علاجها والمساعدة في اخرجها من حالتها "
كان كل من هاشم و عُقاب يتابعان الحديث باهتمام ، ليسأل عُقاب الطبيبة
" ما نوع المعلومات التي انتِ بحاجتها لاستكمال العلاج "
تنحنحت الطبيبة ثم اجابت وهي تخفي ارتباكها من الحديث عن حالة استبرق في وجود ثلاثة رجال يضعون كامل تركيزهم علي حديثها
" أحتاج ان اعلم التاريخ المرضي الخاص بالسيدة استبرق وان كانت مرت بأي حالة مقاربة لحالتها الحالية في الماضي ، ويلزم ايضا معرفة بعض التفاصيل الخاصة عنها ... واذا كانت قد تعرضت للتعنيف المعنوي او الجسدي سابقا ، كما ان السيد هاشم ذكر لي انها قد كانت متزوجه سابقا لهذا احتاج لمعرفة بعض التفاصيل عن زواجها الاول و طبيعة العلاقة الزوجية مع زوجها السابق "
بقي عُقاب صامت دون اي رد بينما اومأ وهب وهو يشعر بالحرج لعدم امتلاكه لأي اجابة دقيقة علي سألت الطبيبة ...
تابع هاشم الحديث الذي يجري بعيون مهتمة وهو يراقب ردود فعل الاخوين علي كل كلمة تقولها الطبيبة ، في النهاية تدخل لينهي اللقاء الذي طال عن اللازم فهو لم يرد سوى ان تلتقي استبرق بابنتها لتساعد في تحسين حالتها الا ان هذا ايضا لم يحدث بل لقائها مع عقاب أثر عليها سلبا ...
خرج الجميع من مكتب الطبيبة بعد ان حدد معها وهب موعدا لحضوره مع طبيب مختص من طرفه ليعطي رأيه في حالة استبرق و سير علاجها ...
اتجه هاشم نحو سيارته وهو يشعر بخيبة امل لعدم قدرته علي إحراز اي تقدم فيما يخص استبرق ، وعلي الجانب الاخر تحرك وهب و عُقاب بالسيارة برفقة فرح نحو مزرعة عوف اولا حيث اوصلوا فرح التي نامت لفترة قصيرة في السيارة بعد ان استنفذت طاقتها باللعب في الحديقة ، تحدث عُقاب مع عوف قائلا انه يريده في امر مهم فيما بعد ، ثم انطلق مجددا مع وهب نحو المشفى الاستثماري وكان الصمت القاتم مرفقا لهما طوال الطريق ...
توقفت سيارة عُقاب امام المشفى الاستثماري ، كاد عقُاب يترجل من السيارة الا ان وهب تحدث يبلغه بقرار لم يتوقع عُقاب سماعه في تلك المرحلة
" لقد قررت العودة للعمل في إدارة المشفى الاستثماري "
.
.
.
" المشفى الاستثماري الحديث "
" غرفة وهران الضاهر "
بقي عالي برفقة وهران طوال النهار يتجادلا في مختلف الامور حتي حل المساء ، لكن ما أثار تعجب وهران غياب اخوته وعوف طوال اليوم ، فلم يأتي اي منهم لزيارته ولم يتصل به أحد منهم كذلك !
طرق علي باب الغرفة قطعت حديث عالي و وهران الذي سمح للطارق بالدخول ، تقدمت صفية داخل الغرفة وهي تحمل مجموعة الأدوية والحقن التي يتوجب عليها أن تعطيها لوهران ، سألت صفية وهران ان كان تناول طعامه لتستطيع أعطأه الأدوية ، أكد وهران تناوله لطعامه ، بدأت صفية بتنفيذ عملها ، اكمل عالي ووهران حديثهما الا ان عيني عالي كانت تتجهان الى صفيه كل بضع لحظات يراقب قيامها بعملها ...
فتح باب الغرفة ليدخل كل عُقاب يتبعه وهب الذي تخشب للحظه امام باب الغرفة عندما رأى صفية ثم دخل للغرفة ووقف بعيدا بملامح مبهمة بعد ان القي السلام عكس عُقاب الذي جلس ، ورغم انشغال وهران بالحديث مع عالي الا انه انتبه لعيني وهب التي تتابع تحركات صفية بتركيز كما لو ان الغرفة ليس فيها غيرهما ، لمعت عيني وهران بعبث وهو ينظر لصفيه التي اوشكت على الانتهاء من عملها وهو يمنع ابتسامه عابثه من الارتسام علي وجهه
" يا انسه "
نظرة صفية لوهران الذي تحدث معها وهي تنتظر ان يكمل حديثه الانه نظر لبطاقة التعريف الخاصة بها للحظه قبل يكمل حديثه بصوت تعمد ان يحمل قليل من البحة الرجولية التي تأثر بالنساء في العادة
" صفية ، الأ يمكن تغيير هذه الحقنة المسكنة ببعض الأقراص ؟ "
لم تكن صفية من اجاب علي سؤال وهران بل وهب الذي تحدث باستياء ظاهر من طريقة حديث وهران ، عينيه واجهت عيني وهران بتحذير
" نعم ، لا يمكن تغيير الحقن ثم ان هذا الامر من اختصاص الطبيب وليس من اختصاص الممرضة "
ارتفع حاجب وهران بسبب كلمات وهب الذي ظهر عليه الضيق و الاستياء على غير العادة ليوجه حديثه الي صفية بسخرية امتزجت بعبثه عندما لاحظ ان صفية نظرت له و لوهب بتعجب وعدم ارتياح
" لا يمكن لا ابدا لأخي ان ينسى انه طبيب يجب عليه التدخل في كل صغيره وكبيره يا انسه "
لم يصدر اي رد من صفية التي انتهت من عملها بسرعة وقد سيطر عليها التوتر وتحركت بخطوات سريعة لتخرج من الغرفة ، لكنها تعثرت بقدم احدي المقاعد وكادت تسقط علي الأرض ، ولكن عالي تحرك بسرعه ومد يده ليسندها ويمنع وقوعها ، لم يدم قرب صفية من عالي سوى لحظه قبل ان تنتفض مبتعدة عنه عدة خطوات وهي تهمس بكلمات غير مفهومة لعالي ثم خرجت من الغرفة بعجل ...
ساد الصمت في الغرفة للحظات بعد خروج صفية ، لكن عالي سرعان ما قطعه وقد قرر الرحيل والحضور في اليوم التالي وودع وهران الذي تحدث بعبث مع عالي بصوت مسموع تعمد ان يصل لوهب
" تعالي غدا لكن لا تتعشم في إكمال نشاطك الغزلي مع الممرضات ، فلا اعتقد أن اين منهم ستاتي مجددا للغرفة ، بالتأكيد كل ممرضات المشفى يعلمن الان ان هذه الغرفة ممتلئة بالشباب الذين يتعمدون مغازله الممرضات ولا واحده منهن ستخاطر بوظيفتها لأجل عينيك الساحرة "
ارتفع حاجب عالي ورد علي وهران بشتيمة لم يسمعها سوى وهران الذي اطلق ضحكه رائقة وهو يرى عالي يخرج من الغرفة لكن ما أثار تعجبه هو خروج أخيه وهب بعد عالي بلحظات دون أن يقول شيء ...
لم يعد بالغرفة احد سوى عُقاب و هران لكن ما أثار تعجب وهران هو عيني عُقاب التي تابعت تحرك وهب خارج الغرفة كما لو ان كلا الأخوين قد لاحظا اهتمام وهب بصفية وردت فعله الغير طبيعية نحوها !
" سأتحدث مع الطبيب لمعرفة متي سوف تتحسن حالتك ويسمح لك بالخروج لاستكمال علاجك في المزرعة "
تحدث عُقاب بعد ان استقام ينوي الخروج من الغرفة الا وهران استوقفه بعد ان عقد حاجبيه بتعجب وسأل
" اي مزرعة ؟! "
رد عُقاب بثبات
" مزرعة عوف ستبقى هناك حتي تتماثل للشفاء ثم تبدأ في العمل ، عوف سيكون مسؤول عن تدريبك وتجهيزك لتولي اعمالك الخاصة ... لقد ضيعت الكثير من الوقت في العبث واصبح تمردك يزداد يوما بعد يوم لن اصبر حتى اجدك يوما ما نسخة مكررة من ابن عمك الفاسد "
" إياك ان تقارني به !
لم ولن اكون ابدا مثله ... لست مثله ولا مثلك ، لا تحاول ان تفرض سيطرتك علي يا عُقاب ، ان كنت تريد أداء دور كبير العائلة فكان يجب عليك كسر رقبته منذ المرة الأولي التي تطاول فيها علي شرف بيتنا لكنك و مشيت على خطوات ابي وتغاضيت عن افعاله التي تمادت حتى اوصلتنا لهذا الحال "
إزداد تجهم ملامح عُقاب لكن رده جاء ثابت غير ابه بغضب وهران
" إذا كنت ترا نفسك مختلف عنه فعليك إثبات ذلك والابتعاد عن التصرفات الطائشة وتحمل مسؤولية نفسك "
خرج عُقاب من الغرفة بعد إنهاء حديثه دون أن يأبه بغضب المشتعل بداخل وهران ...
.
.
.
على الجهة الاخرى
تحركت صفية بسرعة بمجرد خروجها من غرفة وهران وهي تشعر بالتوتر مما حدث ، لم تكن تصرفات او حديث الشاب المريض طبيعة ابدا ، كانت نظرات مرافقه عند دخولها الغرفة غير مريحه الا انها قررت تجاهل الأمر كما تفعل عادة في هكذا مواقف وإنهاء عملها بسرعة ، لكن دخوله بقيه ابناء الظاهر للغرفة زاد من شعوبها التوتر وخاصه بعد ان بداء الشاب المريض في محاولات استدراجها لمحادثه لا معنى لها ، ولكن من حُسن حظها أن اخيه اوقفه ، وعندما اعتقدت ان ذاك الضغط الذي تعاني منه في تلك الغرفة انتهى وجدت نفسها واقعه بين يدي الشاب الذي كان يراقبها منذ البداية ...
موقف محرج تمنت بسببه لو كانت الارض قد انشقت و ابتلعتها ، توقفت عن السير عندما سمعت صوت ينادي عليها
" يا انسه ... انسه صفية "
استدارت صفية نحو المنادي الذي لم يكن سوى عالي !
" هل استطيع مساعدتك في شيء يا سيدي ؟! "
ردت صفية بتعجب ، لم يرد عالي بل استخرج من جيبه قلادة فضية رقيقة بها دلاية صغيرة علي شكل فراشه ، تعرفت صفية علي السلسلة فهي تعود لنجاة !
" لقد سقطت من الممرضة التي حضرت قبلك ، أعتقد ان اسمها نجاة ... هل يمكنك ان توصيلها لصاحبتها ؟ "
أومأت صفية وهي ترد بتهذيب
" طبعا سأقوم بإيصالها لها شكرا لك سيدي .. استأذن منك الان "
تحركت صفيه الى عملها بعد اخذ القلادة من عالي الذي تحرك نحو المصعد لكنه تعجب ان وهب كان يقف في بداية الممر ، وعند رؤيته تحرك في الجهة المعاكسة له بملامح متجهمة ...


.
.
.
" مكتب الطبيب المسؤول عن حالة وهران "
" كما اخبرتك سيد عُقاب ثلاثة أيام أخري ويستطيع اخيك الخروج من المشفى واستكمال علاجه في المنزل مع المحافظة على الراحة و العلاج ، الإصابة كانت سطحية لهذا لم تكن المضاعفات خطيرة وهذا كان من حسن حظه "
تحدث الطبيب المسؤول عن حالة وهران مع عُقاب
" جيد اذا سوف أحرص علي ان يكون محل اقامته مناسب لفترة النقاهة بعد الإصابة ، وسأتمم إجراءات خروجه لكن الا يجب أن يكون هناك مختص مرافق معه للإشراف علي سير علاجه و الأدوية وما الي ذلك "
رد الطبيب بموافقة رغم تعجبه من طلب عُقاب
" ان كنت ترغب أن يكون له مرافقه من المشفى فهناك طاقم من الممرضين شديدين الكفاءة "
لمعت عيني عُقاب ببريق غريب أثر حديث الطبيب ورد بنبرة غريبة
" اجل هو بحاجة ممرض مرافق "

.
.
.
" بعد عدة ايام "
تفقد وهران أغراضه الموجودة في الحقيبة استعدادا لخروجه من المشفى والذهاب الى مزرعة عوف لاستكمال علاجه هناك ، ورغم استيائه وعدم موافقته علي قرار عُقاب الا أنه فضل الابتعاد و المهانده مؤقتا لكي لا يزداد الامر سوءا و ايضا وجوده في مزرعة عوف سيمنحه حرية أكبر في التحرك بعيدا عن مراقبة عُقاب له ليستطيع العثور علي كريم ...
ترك وهران حقيبته عند سماع صوت هاتفه يعلن عن وصول اتصال ، ولم يكن المتصل سوى نيرة التي كان يتهرب من الإجابة على اتصالاتها منذ دخل المشفى واكتفي ببعض الرسائل القصيرة علي تطبيقات التواصل ، زفر بإرهاق ثم اجاب علي الإتصال وهو يزيف العبث و السخرية في حديثه ليظهر البهجة التي لا يشعر بها
" انار الهاتف بالإتصال يا منير ، ما أحوالك يا إبنة عبد الكريم ؟ "
ردت نيرة بصوت قلق يظهر فيه الكآبة و التعب دون اعطاء عبث وهران اهتمام
" هل صحيح انك تعرضت لحادث و تقيم في المشفى منذ عدة ايام ؟ "
قطب وهران حاجباه وقد علم ان خبر إصابته انتشر اخيرا ، رد بجدية امتزجت بالحنان ليطمئن نيرة
" نعم لكن لا داعي للقلق دفع الله ما كان أعظم "
هتفت نيرة بعد ان انفجر غضبها ممتزجا بدموعها و شهقاتها
" إذا الامر صحيح ، لهذا كنت تتجنب الرد على كل اتصالاتي ، بماذا كنت تفكر بالله عليك عند اخفاء هذا الامر ... حتي متي كنت تعتقد ان امر كهذا يمكن ان يتم اخفاءه في مدينة كمدينتنا ؟ كيف طاوعك قلبك علي إخفاء الامر عني ؟ ... لم أصدق الأمر عند سماعه تمنيت لو كانت مجرد شائعة ، كاد قلبي يتوقف من شدة خوفي وانا ابتعد عن الانظار لكي استطيع الحديث معك ، اردت سماع صوتك وانت تكذب الامر ساخرا من أحاديث النساء الفارغة ، لكن لا أصدق تلك النساء اعلم بحال اخي مني ، كنت دائما الاخ الوحيد الذي عرفته يا وهران ، سندي الوحيد من يحمل همومي عني و كان ضني اني كذلك اختك و حاملة سرك لكن مقامي عندك كان من مقام الغريب الذي يسمع اخبارك صدفة في القيل و القال "
عند إنتهاء نيرة من حديثها الغاضب اغلقت الإتصال ليشعر وهران ان حمل جديد وضع فوق كتفيه بسبب كلمات نيرة الغاضبة و اليأسة ...
يعلم أن الحياة غير منصفه مع نيرة ، هي كعصفور زينة مسجون في قفص ذهبي ، لا هي قادرة علي العيش فيه ولا قادرة علي التمرد والخروج منه ، لأنها تمتلك جناحين ضعيفان غير قادرين علي حملها في مواجهة التيارات و عواصف الحياة خارج سجنها ...
دخل عالي الغرفة ليقطع تفكير وهران
" كفارة يا ازعر ، لعل الله يجعل هذا اكبر ابتلاء و تتعقل بعد ان كانت روحك ستعود لخالقها "
رد وهران بسخرية شبيهة لسخرية عالي
" يموت الزمار واصابعه تلعب "
حرك عالي رأسه بمعني لا فائدة ثم سأل وهران
" هل انتهي أخيك من إجراءات خروجك "
اومأ وهران و اجاب
" نعم ، لكنه قال انا لديه يجب ان ينتهي منه ثم سننطلق "
.
.
.
" مكتب بسمله النعمان '
راقبت بسمله انتهاء وهب من توقيع عقد العمل بابتسامتها الدبلوماسية المعتادة ، لا تستطيع إنكار حقيقة ان موافقة وهب على العمل معها ازال بعض من أحمال الخوف والقلق اللذان كان يسيطران عليها ، وهب الضاهر سيكون داعم قوي لها في المشفى و معه سوف تستطيع التغلب علي الكثير من العقبات الموجودة في طريقها ، تحدثت بلباقة عندما سلمها وهب العقد
" مبارك لنا بداية العمل معا ( دكتور ) وهب "
رد وهب على مباركتها باقتضاب
" لديك الكثير لشرحه لهذا جهزي نفسك ، سأذهب الان لمرافقة اخي و سأعود غدا ويجب أن تكوني قد اوفيتِ بجانبك من الإتفاق "
.
.
.
" مزرعة عوف الضاهر "
ترجل وهران و وهب من السيارة وهب يتبعهم عالي بسيارته ليجدوا عوف في استقبالهم امام بيته ، دخلوا الي مجلس الرجال حيث جهز عوف وليمة الغداء علي شرف خروج وهران بالسلامة ، فقد اشرف عوف علي ذبح خمس ذبائح و توزيع لحمها صدقه لخروج وهران من المشفى بالسلامة ، عند انتهاء الغداء رافق عوف وهران وعالي لجناح الضيوف المنفصل الذي سيقيم به وهران ، كان الجناح يبعد عن بيت عوف دقائق قليلة سيرا علي الأقدام مكون من طابق واحد به غرفة نوم متوسطة مع حمام وغرفة استقبال واسعة ومطبخ علي الطراز الأمريكي ، الجناح كان مريح و الاثاث فيه كلاسيكي والألوان الجناح كانت مشتقه من درجات البني الهادئة ، خرج عوف من الجناح بعد أن اطلع وهران علي الأغراض التي ارسلت له من منزله ...
" كم ستستمر مدة الحجز التأديبية هنا ؟ "
سأل عالي بسخرية وهو ينظر للمزرعة الخضراء التي يطل عليها جناح وهران ، رد وهران بلا مبالاة
" لا يهم ، هناك أشياء أخري علينا الأنتهاء منها "
.
.
.
" بيت عوف الضاهر "
عاد عوف لمجلس الرجال حيث ينتظره وهب الذي استقام عند رؤيته
" لقد اوصلته لجناحه كنت انوي الحديث معه اليوم لكن سوف اتركه يرتاح و يلتقط انفاسه بعد خروجه من المشفى "
تحدث عوف باسترخاء ليرد وهب بجدية
" وهران عنيد و متمرد و بقائه عندك سيكون امر متعب وحمل ثقيل "
قطع عوف حديث وهب وهو يهتف باستنكار
" هذه الكلام لا يتناسب معنا يا ابن العم نحن جذور لذات الشجرة مزروعة في الارض لذا لا داعي لمثل هذه الأحاديث يا ( دكتور ) ، وهران لا يزال شاب صغير و عرقه طائش لكن معدنه أصيل يحتاج فقط لبعض التقويم و هذه اتركها علي ، وايضا عُقاب يولي علاجه اهميه خاصه حتى ان الممرضة المرافقة له قد وصلت منذ قليل "
سأل وهب بتعجب
" اي ممرضة ؟ ! "
اجاب عوف بتعجب مماثل
" الممرضة التي ستتابع علاج وهران مؤقتا حتي يتوفر ممرض بدلا منها ، الامر غريب لكن من يدري ماذا يمكن أن يكون في عقل عُقاب "
تحدث وهب والخيوط تتشابك في عقله لتظهر بعض معالم الصورة
" ما اسم الممرضة ؟ "
وكانت اجابه عوف كما توقعها
" صفية ، صفية صابر "
.
.
.
يتبع




.
.
.
" الفنارة "
وقف عُقاب امام غرفة استبرق بعد ان طلبت منها الطبيبة الانتظار خارجا ، لا يفهم الكثير في علم النفس لكن حاله الهياج التي اصابت استبرق فجاه بعد رؤيته بالتأكيد لم تكن ابدا ردت فعل عادية لحالتها ...
صرخات استبرق التي استمرت لدقائق بعد خروجه انقطعت ، ثم خرجت الطبيبة بعد ذلك بلحظات من الغرفة متجهمة الوجه وقد ظهر عليها الاستياء مما حدث ، طلبت من عُقاب مرافقتها لمكتبها حيث حظر هاشم و وهب تاركين فرح برفقة إحدى الممرضات في الحديقة بعد أن طلبت الطبيبة الحديث معهم ...
تحدثت الطبيبة بعملية وهي تلاحظ الاجواء المشحونة بين الرجال الثلاثة الجالسين امامها
" السيدة استبرق تعرضت لحالة هياج عند الالتقاء بالسيد عُقاب ، وللأسف هذا امر لم احسب له حساب ، نتيجة لسوء تقديري لوضعها حدثت ردت فعل عكسية ولم انل الاستجابة الايجابية التي توقعتها ... غير ذلك ان هناك الكثير من الامور الخاصة بالحالة ليست واضحة بما فيه الكفاية بالنسبة لي "
تحدث وهب بثبات وهو يحلل حديث الطبيبة
" احتاج الي الاطلاع على العلاج الذي كانت تسير عليه حالة استبرق حتى الان ... ثم اريد إيقاف اي علاج تأخذه حتى يتم عرضها علي طبيب خاصه سوف يأتي من طرفي "
أومأت الطبيبة موافقة وردت بتهذيب
" لك ما تريد سيد وهب ... هناك ملف كامل عن حالة السيدة استبرق و علاجها منذ اللحظة الاولي لدخولها المكان سوف اسلمك نسخة منه ... وعلي كل حال سواء كانت السيدة استبرق ستكمل علاجها معي او مع غيري يجب ان تعلموا أن طريق العلاج لا يزال طويل أمامها ... حسب تقديري الاولي لحاله السيدة استبرق فالصدمة الناتجة عن الحادث الاخير ليست السبب الوحيد الذي أدى إلى وصولها لهذه الحالة من التخشب ... لهذا انا كنت بحاجة لبعض المعلومات المهمة عنها والتي لم استطع معرفتها عن طريق السيد هاشم لاستكمال علاجها والمساعدة في اخرجها من حالتها "
كان كل من هاشم و عُقاب يتابعان الحديث باهتمام ، ليسأل عُقاب الطبيبة
" ما نوع المعلومات التي انتِ بحاجتها لاستكمال العلاج "
تنحنحت الطبيبة ثم اجابت وهي تخفي ارتباكها من الحديث عن حالة استبرق في وجود ثلاثة رجال يضعون كامل تركيزهم علي حديثها
" أحتاج ان اعلم التاريخ المرضي الخاص بالسيدة استبرق وان كانت مرت بأي حالة مقاربة لحالتها الحالية في الماضي ، ويلزم ايضا معرفة بعض التفاصيل الخاصة عنها ... واذا كانت قد تعرضت للتعنيف المعنوي او الجسدي سابقا ، كما ان السيد هاشم ذكر لي انها قد كانت متزوجه سابقا لهذا احتاج لمعرفة بعض التفاصيل عن زواجها الاول و طبيعة العلاقة الزوجية مع زوجها السابق "
بقي عُقاب صامت دون اي رد بينما اومأ وهب وهو يشعر بالحرج لعدم امتلاكه لأي اجابة دقيقة علي سألت الطبيبة ...
تابع هاشم الحديث الذي يجري بعيون مهتمة وهو يراقب ردود فعل الاخوين علي كل كلمة تقولها الطبيبة ، في النهاية تدخل لينهي اللقاء الذي طال عن اللازم فهو لم يرد سوى ان تلتقي استبرق بابنتها لتساعد في تحسين حالتها الا ان هذا ايضا لم يحدث بل لقائها مع عقاب أثر عليها سلبا ...
خرج الجميع من مكتب الطبيبة بعد ان حدد معها وهب موعدا لحضوره مع طبيب مختص من طرفه ليعطي رأيه في حالة استبرق و سير علاجها ...
اتجه هاشم نحو سيارته وهو يشعر بخيبة امل لعدم قدرته علي إحراز اي تقدم فيما يخص استبرق ، وعلي الجانب الاخر تحرك وهب و عُقاب بالسيارة برفقة فرح نحو مزرعة عوف اولا حيث اوصلوا فرح التي نامت لفترة قصيرة في السيارة بعد ان استنفذت طاقتها باللعب في الحديقة ، تحدث عُقاب مع عوف قائلا انه يريده في امر مهم فيما بعد ، ثم انطلق مجددا مع وهب نحو المشفى الاستثماري وكان الصمت القاتم مرفقا لهما طوال الطريق ...
توقفت سيارة عُقاب امام المشفى الاستثماري ، كاد عقُاب يترجل من السيارة الا ان وهب تحدث يبلغه بقرار لم يتوقع عُقاب سماعه في تلك المرحلة
" لقد قررت العودة للعمل في إدارة المشفى الاستثماري "
.
.
.
" المشفى الاستثماري الحديث "
" غرفة وهران الضاهر "
بقي عالي برفقة وهران طوال النهار يتجادلا في مختلف الامور حتي حل المساء ، لكن ما أثار تعجب وهران غياب اخوته وعوف طوال اليوم ، فلم يأتي اي منهم لزيارته ولم يتصل به أحد منهم كذلك !
طرق علي باب الغرفة قطعت حديث عالي و وهران الذي سمح للطارق بالدخول ، تقدمت صفية داخل الغرفة وهي تحمل مجموعة الأدوية والحقن التي يتوجب عليها أن تعطيها لوهران ، سألت صفية وهران ان كان تناول طعامه لتستطيع أعطأه الأدوية ، أكد وهران تناوله لطعامه ، بدأت صفية بتنفيذ عملها ، اكمل عالي ووهران حديثهما الا ان عيني عالي كانت تتجهان الى صفيه كل بضع لحظات يراقب قيامها بعملها ...
فتح باب الغرفة ليدخل كل عُقاب يتبعه وهب الذي تخشب للحظه امام باب الغرفة عندما رأى صفية ثم دخل للغرفة ووقف بعيدا بملامح مبهمة بعد ان القي السلام عكس عُقاب الذي جلس ، ورغم انشغال وهران بالحديث مع عالي الا انه انتبه لعيني وهب التي تتابع تحركات صفية بتركيز كما لو ان الغرفة ليس فيها غيرهما ، لمعت عيني وهران بعبث وهو ينظر لصفيه التي اوشكت على الانتهاء من عملها وهو يمنع ابتسامه عابثه من الارتسام علي وجهه
" يا انسه "
نظرة صفية لوهران الذي تحدث معها وهي تنتظر ان يكمل حديثه الانه نظر لبطاقة التعريف الخاصة بها للحظه قبل يكمل حديثه بصوت تعمد ان يحمل قليل من البحة الرجولية التي تأثر بالنساء في العادة
" صفية ، الأ يمكن تغيير هذه الحقنة المسكنة ببعض الأقراص ؟ "
لم تكن صفية من اجاب علي سؤال وهران بل وهب الذي تحدث باستياء ظاهر من طريقة حديث وهران ، عينيه واجهت عيني وهران بتحذير
" نعم ، لا يمكن تغيير الحقن ثم ان هذا الامر من اختصاص الطبيب وليس من اختصاص الممرضة "
ارتفع حاجب وهران بسبب كلمات وهب الذي ظهر عليه الضيق و الاستياء على غير العادة ليوجه حديثه الي صفية بسخرية امتزجت بعبثه عندما لاحظ ان صفية نظرت له و لوهب بتعجب وعدم ارتياح
" لا يمكن لا ابدا لأخي ان ينسى انه طبيب يجب عليه التدخل في كل صغيره وكبيره يا انسه "
لم يصدر اي رد من صفية التي انتهت من عملها بسرعة وقد سيطر عليها التوتر وتحركت بخطوات سريعة لتخرج من الغرفة ، لكنها تعثرت بقدم احدي المقاعد وكادت تسقط علي الأرض ، ولكن عالي تحرك بسرعه ومد يده ليسندها ويمنع وقوعها ، لم يدم قرب صفية من عالي سوى لحظه قبل ان تنتفض مبتعدة عنه عدة خطوات وهي تهمس بكلمات غير مفهومة لعالي ثم خرجت من الغرفة بعجل ...
ساد الصمت في الغرفة للحظات بعد خروج صفية ، لكن عالي سرعان ما قطعه وقد قرر الرحيل والحضور في اليوم التالي وودع وهران الذي تحدث بعبث مع عالي بصوت مسموع تعمد ان يصل لوهب
" تعالي غدا لكن لا تتعشم في إكمال نشاطك الغزلي مع الممرضات ، فلا اعتقد أن اين منهم ستاتي مجددا للغرفة ، بالتأكيد كل ممرضات المشفى يعلمن الان ان هذه الغرفة ممتلئة بالشباب الذين يتعمدون مغازله الممرضات ولا واحده منهن ستخاطر بوظيفتها لأجل عينيك الساحرة "
ارتفع حاجب عالي ورد علي وهران بشتيمة لم يسمعها سوى وهران الذي اطلق ضحكه رائقة وهو يرى عالي يخرج من الغرفة لكن ما أثار تعجبه هو خروج أخيه وهب بعد عالي بلحظات دون أن يقول شيء ...
لم يعد بالغرفة احد سوى عُقاب و هران لكن ما أثار تعجب وهران هو عيني عُقاب التي تابعت تحرك وهب خارج الغرفة كما لو ان كلا الأخوين قد لاحظا اهتمام وهب بصفية وردت فعله الغير طبيعية نحوها !
" سأتحدث مع الطبيب لمعرفة متي سوف تتحسن حالتك ويسمح لك بالخروج لاستكمال علاجك في المزرعة "
تحدث عُقاب بعد ان استقام ينوي الخروج من الغرفة الا وهران استوقفه بعد ان عقد حاجبيه بتعجب وسأل
" اي مزرعة ؟! "
رد عُقاب بثبات
" مزرعة عوف ستبقى هناك حتي تتماثل للشفاء ثم تبدأ في العمل ، عوف سيكون مسؤول عن تدريبك وتجهيزك لتولي اعمالك الخاصة ... لقد ضيعت الكثير من الوقت في العبث واصبح تمردك يزداد يوما بعد يوم لن اصبر حتى اجدك يوما ما نسخة مكررة من ابن عمك الفاسد "
" إياك ان تقارني به !
لم ولن اكون ابدا مثله ... لست مثله ولا مثلك ، لا تحاول ان تفرض سيطرتك علي يا عُقاب ، ان كنت تريد أداء دور كبير العائلة فكان يجب عليك كسر رقبته منذ المرة الأولي التي تطاول فيها علي شرف بيتنا لكنك و مشيت على خطوات ابي وتغاضيت عن افعاله التي تمادت حتى اوصلتنا لهذا الحال "
إزداد تجهم ملامح عُقاب لكن رده جاء ثابت غير ابه بغضب وهران
" إذا كنت ترا نفسك مختلف عنه فعليك إثبات ذلك والابتعاد عن التصرفات الطائشة وتحمل مسؤولية نفسك "
خرج عُقاب من الغرفة بعد إنهاء حديثه دون أن يأبه بغضب المشتعل بداخل وهران ...
.
.
.
على الجهة الاخرى
تحركت صفية بسرعة بمجرد خروجها من غرفة وهران وهي تشعر بالتوتر مما حدث ، لم تكن تصرفات او حديث الشاب المريض طبيعة ابدا ، كانت نظرات مرافقه عند دخولها الغرفة غير مريحه الا انها قررت تجاهل الأمر كما تفعل عادة في هكذا مواقف وإنهاء عملها بسرعة ، لكن دخوله بقيه ابناء الظاهر للغرفة زاد من شعوبها التوتر وخاصه بعد ان بداء الشاب المريض في محاولات استدراجها لمحادثه لا معنى لها ، ولكن من حُسن حظها أن اخيه اوقفه ، وعندما اعتقدت ان ذاك الضغط الذي تعاني منه في تلك الغرفة انتهى وجدت نفسها واقعه بين يدي الشاب الذي كان يراقبها منذ البداية ...
موقف محرج تمنت بسببه لو كانت الارض قد انشقت و ابتلعتها ، توقفت عن السير عندما سمعت صوت ينادي عليها
" يا انسه ... انسه صفية "
استدارت صفية نحو المنادي الذي لم يكن سوى عالي !
" هل استطيع مساعدتك في شيء يا سيدي ؟! "
ردت صفية بتعجب ، لم يرد عالي بل استخرج من جيبه قلادة فضية رقيقة بها دلاية صغيرة علي شكل فراشه ، تعرفت صفية علي السلسلة فهي تعود لنجاة !
" لقد سقطت من الممرضة التي حضرت قبلك ، أعتقد ان اسمها نجاة ... هل يمكنك ان توصيلها لصاحبتها ؟ "
أومأت صفية وهي ترد بتهذيب
" طبعا سأقوم بإيصالها لها شكرا لك سيدي .. استأذن منك الان "
تحركت صفيه الى عملها بعد اخذ القلادة من عالي الذي تحرك نحو المصعد لكنه تعجب ان وهب كان يقف في بداية الممر ، وعند رؤيته تحرك في الجهة المعاكسة له بملامح متجهمة ...


.
.
.
" مكتب الطبيب المسؤول عن حالة وهران "
" كما اخبرتك سيد عُقاب ثلاثة أيام أخري ويستطيع اخيك الخروج من المشفى واستكمال علاجه في المنزل مع المحافظة على الراحة و العلاج ، الإصابة كانت سطحية لهذا لم تكن المضاعفات خطيرة وهذا كان من حسن حظه "
تحدث الطبيب المسؤول عن حالة وهران مع عُقاب
" جيد اذا سوف أحرص علي ان يكون محل اقامته مناسب لفترة النقاهة بعد الإصابة ، وسأتمم إجراءات خروجه لكن الا يجب أن يكون هناك مختص مرافق معه للإشراف علي سير علاجه و الأدوية وما الي ذلك "
رد الطبيب بموافقة رغم تعجبه من طلب عُقاب
" ان كنت ترغب أن يكون له مرافقه من المشفى فهناك طاقم من الممرضين شديدين الكفاءة "
لمعت عيني عُقاب ببريق غريب أثر حديث الطبيب ورد بنبرة غريبة
" اجل هو بحاجة ممرض مرافق "

.
.
.
" بعد عدة ايام "
تفقد وهران أغراضه الموجودة في الحقيبة استعدادا لخروجه من المشفى والذهاب الى مزرعة عوف لاستكمال علاجه هناك ، ورغم استيائه وعدم موافقته علي قرار عُقاب الا أنه فضل الابتعاد و المهانده مؤقتا لكي لا يزداد الامر سوءا و ايضا وجوده في مزرعة عوف سيمنحه حرية أكبر في التحرك بعيدا عن مراقبة عُقاب له ليستطيع العثور علي كريم ...
ترك وهران حقيبته عند سماع صوت هاتفه يعلن عن وصول اتصال ، ولم يكن المتصل سوى نيرة التي كان يتهرب من الإجابة على اتصالاتها منذ دخل المشفى واكتفي ببعض الرسائل القصيرة علي تطبيقات التواصل ، زفر بإرهاق ثم اجاب علي الإتصال وهو يزيف العبث و السخرية في حديثه ليظهر البهجة التي لا يشعر بها
" انار الهاتف بالإتصال يا منير ، ما أحوالك يا إبنة عبد الكريم ؟ "
ردت نيرة بصوت قلق يظهر فيه الكآبة و التعب دون اعطاء عبث وهران اهتمام
" هل صحيح انك تعرضت لحادث و تقيم في المشفى منذ عدة ايام ؟ "
قطب وهران حاجباه وقد علم ان خبر إصابته انتشر اخيرا ، رد بجدية امتزجت بالحنان ليطمئن نيرة
" نعم لكن لا داعي للقلق دفع الله ما كان أعظم "
هتفت نيرة بعد ان انفجر غضبها ممتزجا بدموعها و شهقاتها
" إذا الامر صحيح ، لهذا كنت تتجنب الرد على كل اتصالاتي ، بماذا كنت تفكر بالله عليك عند اخفاء هذا الامر ... حتي متي كنت تعتقد ان امر كهذا يمكن ان يتم اخفاءه في مدينة كمدينتنا ؟ كيف طاوعك قلبك علي إخفاء الامر عني ؟ ... لم أصدق الأمر عند سماعه تمنيت لو كانت مجرد شائعة ، كاد قلبي يتوقف من شدة خوفي وانا ابتعد عن الانظار لكي استطيع الحديث معك ، اردت سماع صوتك وانت تكذب الامر ساخرا من أحاديث النساء الفارغة ، لكن لا أصدق تلك النساء اعلم بحال اخي مني ، كنت دائما الاخ الوحيد الذي عرفته يا وهران ، سندي الوحيد من يحمل همومي عني و كان ضني اني كذلك اختك و حاملة سرك لكن مقامي عندك كان من مقام الغريب الذي يسمع اخبارك صدفة في القيل و القال "
عند إنتهاء نيرة من حديثها الغاضب اغلقت الإتصال ليشعر وهران ان حمل جديد وضع فوق كتفيه بسبب كلمات نيرة الغاضبة و اليأسة ...
يعلم أن الحياة غير منصفه مع نيرة ، هي كعصفور زينة مسجون في قفص ذهبي ، لا هي قادرة علي العيش فيه ولا قادرة علي التمرد والخروج منه ، لأنها تمتلك جناحين ضعيفان غير قادرين علي حملها في مواجهة التيارات و عواصف الحياة خارج سجنها ...
دخل عالي الغرفة ليقطع تفكير وهران
" كفارة يا ازعر ، لعل الله يجعل هذا اكبر ابتلاء و تتعقل بعد ان كانت روحك ستعود لخالقها "
رد وهران بسخرية شبيهة لسخرية عالي
" يموت الزمار واصابعه تلعب "
حرك عالي رأسه بمعني لا فائدة ثم سأل وهران
" هل انتهي أخيك من إجراءات خروجك "
اومأ وهران و اجاب
" نعم ، لكنه قال انا لديه يجب ان ينتهي منه ثم سننطلق "
.
.
.
" مكتب بسمله النعمان '
راقبت بسمله انتهاء وهب من توقيع عقد العمل بابتسامتها الدبلوماسية المعتادة ، لا تستطيع إنكار حقيقة ان موافقة وهب على العمل معها ازال بعض من أحمال الخوف والقلق اللذان كان يسيطران عليها ، وهب الضاهر سيكون داعم قوي لها في المشفى و معه سوف تستطيع التغلب علي الكثير من العقبات الموجودة في طريقها ، تحدثت بلباقة عندما سلمها وهب العقد
" مبارك لنا بداية العمل معا ( دكتور ) وهب "
رد وهب على مباركتها باقتضاب
" لديك الكثير لشرحه لهذا جهزي نفسك ، سأذهب الان لمرافقة اخي و سأعود غدا ويجب أن تكوني قد اوفيتِ بجانبك من الإتفاق "
.
.
.
" مزرعة عوف الضاهر "
ترجل وهران و وهب من السيارة وهب يتبعهم عالي بسيارته ليجدوا عوف في استقبالهم امام بيته ، دخلوا الي مجلس الرجال حيث جهز عوف وليمة الغداء علي شرف خروج وهران بالسلامة ، فقد اشرف عوف علي ذبح خمس ذبائح و توزيع لحمها صدقه لخروج وهران من المشفى بالسلامة ، عند انتهاء الغداء رافق عوف وهران وعالي لجناح الضيوف المنفصل الذي سيقيم به وهران ، كان الجناح يبعد عن بيت عوف دقائق قليلة سيرا علي الأقدام مكون من طابق واحد به غرفة نوم متوسطة مع حمام وغرفة استقبال واسعة ومطبخ علي الطراز الأمريكي ، الجناح كان مريح و الاثاث فيه كلاسيكي والألوان الجناح كانت مشتقه من درجات البني الهادئة ، خرج عوف من الجناح بعد أن اطلع وهران علي الأغراض التي ارسلت له من منزله ...
" كم ستستمر مدة الحجز التأديبية هنا ؟ "
سأل عالي بسخرية وهو ينظر للمزرعة الخضراء التي يطل عليها جناح وهران ، رد وهران بلا مبالاة
" لا يهم ، هناك أشياء أخري علينا الأنتهاء منها "
.
.
.
" بيت عوف الضاهر "
عاد عوف لمجلس الرجال حيث ينتظره وهب الذي استقام عند رؤيته
" لقد اوصلته لجناحه كنت انوي الحديث معه اليوم لكن سوف اتركه يرتاح و يلتقط انفاسه بعد خروجه من المشفى "
تحدث عوف باسترخاء ليرد وهب بجدية
" وهران عنيد و متمرد و بقائه عندك سيكون امر متعب وحمل ثقيل "
قطع عوف حديث وهب وهو يهتف باستنكار
" هذه الكلام لا يتناسب معنا يا ابن العم نحن جذور لذات الشجرة مزروعة في الارض لذا لا داعي لمثل هذه الأحاديث يا ( دكتور ) ، وهران لا يزال شاب صغير و عرقه طائش لكن معدنه أصيل يحتاج فقط لبعض التقويم و هذه اتركها علي ، وايضا عُقاب يولي علاجه اهميه خاصه حتى ان الممرضة المرافقة له قد وصلت منذ قليل "
سأل وهب بتعجب
" اي ممرضة ؟ ! "
اجاب عوف بتعجب مماثل
" الممرضة التي ستتابع علاج وهران مؤقتا حتي يتوفر ممرض بدلا منها ، الامر غريب لكن من يدري ماذا يمكن أن يكون في عقل عُقاب "
تحدث وهب والخيوط تتشابك في عقله لتظهر بعض معالم الصورة
" ما اسم الممرضة ؟ "
وكانت اجابه عوف كما توقعها
" صفية ، صفية صابر "
.
.
.
يتبع

yasser20 and Moon roro like this.

رماد قوس قزح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-22, 05:04 AM   #65

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,155
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

متحمسه اعرف ايش بيصير هل بيشوف المصاب الي انقذها ويتعرفون علي بعض من الي جعل صفيه جابر تحضر للمزرعة
قصتك كانها احداث نشوفها في الواقع خصوصا لما الشباب اجتمعو وكانت صفيه الملاحظه والشك والكاعه والله من كثر التخبيص بين الشباب وتغطيتهم علي بعض صارو ما يظنون شي بريء ويفسرونه علاقه او شي ثاني


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-23, 06:04 PM   #66

رماد قوس قزح

? العضوٌ??? » 484048
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » رماد قوس قزح is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأ رواية الوجه الاخر للعدالة " مُغتصبها أخي "
انتظروا اعلان مهم يخص عودة الرواية الليلة أن شاءالله
نتلقى علي خير 💙


رماد قوس قزح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-23, 02:34 AM   #67

رماد قوس قزح

? العضوٌ??? » 484048
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » رماد قوس قزح is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته متابعين رواية الوجه الاخر للعداله اعتذر عن طول انقطاع تنزيل فصول الرواية بسبب ظروف الدراسه والامتحانات لكن سنعود مع فصول جديده ابتداء من السبت 11 مارس وسيتم تنزيل فصلين اسبوعيا للتعويض عن التأخير وأبتدأ من السبت القادم 4 مارس وخلال الاسبوع القادم سيتم تنزيل الفصول السابقة من الرواية بعد تعديل الأخطاء الإملائية وبعض التفاصيل الخاصه بالمشاهد دون اي تعديل في الاحداث
نلتقي علي خير ان شاء الله


رماد قوس قزح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-23, 06:55 AM   #68

بت الجوف

? العضوٌ??? » 381739
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 619
?  نُقآطِيْ » بت الجوف is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله، بسأل من باقي الفصول وهل تم تنزيل الجزء الثاني من الفصل العاشر، آخر الفصول ظهرت مكرره لدي ، وشكرا لما خطته يداك .

بت الجوف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-23, 09:43 PM   #69

رماد قوس قزح

? العضوٌ??? » 484048
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » رماد قوس قزح is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بت الجوف مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمه الله، بسأل من باقي الفصول وهل تم تنزيل الجزء الثاني من الفصل العاشر، آخر الفصول ظهرت مكرره لدي ، وشكرا لما خطته يداك .
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عودة الرواية مع باقي الفصول قريبه جدا أن شاءالله شكرا لتعليقك


رماد قوس قزح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:45 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.