آخر 10 مشاركات
[تحميل] أشباه الظلال للكاتبة / برد المشاعر ( ليبية فصحى) (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          1110. الدلال . شارلوت لامب - عبير د.ن - حصرياً (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : هوس الماضي - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قلوب خيالية( روايات ونوفيلات متعددة الفصول)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-09-22, 06:06 AM   #1

رومي ملك البحار

? العضوٌ??? » 485849
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » رومي ملك البحار is on a distinguished road
افتراضي رواية وحوش المدينة ** مكتملة **


رواية وحوش المدينة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... مرحبا بكم مرة أخرى
متابعي الأعزاء، اسمحوا لي أن أقدم لكم هذه الرواية المأساوية الحزينة.
أتمنى تحوز على إعجابكم


تنبيه: بسبب العنف الذي في الرواية.
لا يصلح لمن هم تحت ال 18 سنه









رومي ملك البحار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-22, 06:08 AM   #2

رومي ملك البحار

? العضوٌ??? » 485849
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » رومي ملك البحار is on a distinguished road
افتراضي Part 01

تبدأ روايتنا في تلك الدول التي يكثر فيها الرشوة والفساد في الشرطة والمحاكم والمسؤولين. من عنده المال الكثير يستطيع أن يفعل ما يشاء ولا أحد يستطيع إيقافه، فيظن أنه بماله أقوى من القانون. ويساعده في ذلك تلك النفوس الدنيئة التي لا تفكر إلا في المال. ولا يهم من أين يأتي حتى وإن كان على حساب أرواح الآخرين.

بهذه المقدمة البسيطة افتتح قصتنا اليوم بهذه العائلة السعيدة. تتكون من الأب "عثمان" وزوجته "خديجة" من العائلات المتوسطة ميسورة الحال تزوجا صغاراً، فأنجبا ابنتهما الرائعة "شيماء" التي تبلغ من العمر الآن اثنان وعشرين سنة وتدرس الجامعة خارج البلاد. وابنتهما الثانية "حياة" التي تبلغ من العمر السابعة عشر سنة. وتدرس في المرحلة الثانوية في مدرسة خاصة.

قام الأب بتربية ابنتيه أحسن تربية على الصدق والاحترام لأنفسهم وللغير. وكان دائما يوصيهم بالمحافظة على أنفسهم من الذئاب البشرية. فكان يأخذهم بنفسه للمدرسة ويعيدهم بنفسه، لا يأمن ابنتيه مع أحد مهما كان. ثم يعود إلى تجارته فكان يعمل في بيع الملابس النسائية الراقية.

وكانت الأم تقوم بواجبها بالاهتمام بالمنزل، واعداد الطعام، وتوفير الجو المناسب لبناتها ليركزوا على دراستهم ويكونوا من المتفوقين. ولما غادرت شيماء إلى الجامعة خارج البلاد. شعرت الأم بحزن كبير لمغادرة ابنتها، لم يصبِّرها على هذا الحزن إلا فرحها بحملها بالولد الذي طالما الأب انتظره.

أما شيماء فهي فتاة قوية وحكيمة وتحب والديها وأختها أكثر من أي شيء في الدنيا. تدرس الآن نظم الاتصالات في الخارج. فكانت هوايتها منذ الصغر. تلعب مع أختها بالهواتف السلكية واللاسلكية. ولما كبرت أحبت أن تدرس وتعمل في هذا المجال.

أما حياة فهي الفتاة الرقيقة، كانت متعلقة بأختها، ولما غادرت أختها إلى خارج البلاد، أصبحت المقربة والمدللة إلى والديها. فكانوا يخافون عليها كثيرا، رغم أنها وصلت لعمر السابعة عشر، إلا أنها ما تزال طفولية. لديها القليل من الصديقات في المدرسة الخاصة. فكانت متفوقة في الدراسة. تحب أن تساعد غيرها في المذاكرة والمراجعة.

أراد والدها ان يقفل على حياة أبواب المنزل بعد المدرسة. خصوصا لما كثر الشر والأشرار في المدينة التي يعيشون فيها. ولم تعد الشرطة تقوم بدورها في حماية الناس من هؤلاء الأشرار، فأصبحوا يقبضون عليهم ويدفع الأشرار الرشوة ثم يخرجون مرة أخرى. كثرت السرقة والاعتداء على الضعفاء وسيطر الأشرار
فرغم ذلك وأكثر، أراد الأب ان تعيش ابنته حياة طبيعية مثلها مثل باقي الفتيات في سنها.

تذهب حياة مع ابيها أحيانا إلى المعرض حيث يبيع الملابس. وتقضي معه أجمل الأوقات. وكل ليلة تقضي مع أختها شيماء ساعة على الهاتف. تحكي كل واحدة للأخرى ما يحصل معها طول اليوم. فكانت كل واحدة منهم تفتح قلبها للأخرى. وتنتظران بفارغ الصبر انتهاء السنة الدراسية ليلتقوا مرة أخرى.

اقتربت الاختبارات النهائية فأصبح تركيز حياة على المذاكرة. خلال تلك الأيام بدأ موسم الأمطار، وكانت الأمطار في تلك المدينة متقطعة فأحيانا قليلة وأحيانا أخرى تصبح غزيرة. صادف أيضا اقتراب موعد ولادة الأم، فكانت الأسابيع المتبقية لا تزيد تقريبا على ستة أسابيع. كان الجميع وخصوصا الأب ينتظرون هذا المولود بفارغ الصبر.

في صباح ثالث يوم للاختبارات كانت تنبؤات الطقس تشير إلى أمطار غزيرة. أخذ السيد عثمان ابنته حياة لتحضر الاختبارات المقررة في ذلك اليوم. وقال لها سأذهب إلى المعرض لأستقبل أحد العملاء المهمين وسأعود قبل أن تنتهي من الاختبار. فلما وصل إلى المعرض بدأت الأمطار بغزارة، وحينما انتهى من العميل، أراد أن يعود إلى ابنته، لكن ازدحمت الشوارع بالسيارات وتأخر بالوصول إليها. بدأت حياة تتصل على أبيها وتقول أين أنت يا أبي لقد خرج الجميع لم يبقى سواي أمام باب المدرسة. فقال لها: انتظريني يوجد ازدحام في الطريق بسبب الأمطار.

كان يتحرك في الطريق ببطيء بسبب الزحام. حاول أن يتصل على ابنته لكن لا ترد. ثم اتصل عليها مرة أخرى فوجد الهاتف المحمول مغلق. فقلق عليها. وبدأت دقات قلبه تخفق بقوة خوفا على ابنته. استمرت الزحمة لفترة بسبب إن المياه الجارية سدت الطريق بينه وبين ابنته. وبعد ثلاثة ساعات خف مستوى المياه وانطلق مسرعا إلى ابنته حياة. بحث حول المدرسة الخاصة فلم يجدها. انشغل باله فاتصل بالشرطة ولكن لأنه شخصٌ عادي لم يتفاعل أحد معه. ثم لم يعد أحد يرد على اتصاله.

كاد الأب يجنن من الخوف والقلق على ابنته الغالية، حتى وصله اتصال من زوجته خديجة تخبره بإن ابنته عادت الى المنزل. فاطمئن قلبه ثم عاد إلى المنزل. دخل المنزل وجد الأم تبكي بحرقة، قال ما الذي يجري. لم تستطيع الأم الرد عليه من شدة البكاء فأشارت إلى غرفة حياة. ذهب الأب يطرق الباب على ابنته فوجد الباب مغلق. طرق عليها معتذرا: سامحيني يا ابنتي لقد سد المطر الطريق فلم أستطيع الوصول إليك. سمع صوتها تبكي بحرقة ليس لها مثيل. فقال لها الأب أنا آسف يا حلوتي، أعدك بأن لا أتأخر عنك مرة أخرى.

لكن البنت ما تزال تصرخ بقوة وتبكي وتقول بابا أنا آسفة. قال لها ما لذي يجري يا ابنتي، قال لها افتحي الباب يا ابنتي، أرجوك قلبي لن يتحمل هذا.

فتحت حياة الباب ثم سقطت على ركبتها أمام أبيها تبكي. رأى الأب ابنته وملبسها كلها ملطخة بالطين والدم يقطر من ملابسها. قال ماذا حصل يا قرَّة عيني. قالت بصوت باكي. أنا آسفة يا بابا لم أستطيع أن أتخلص منهم. كانوا خمسة، كانوا خمسة. أخذوني وقيدوني واعتدوا عليّ واحد بعد الآخر. ثم رموني في مجرى مياه الأمطار.

عانق الأب ابنته بحرقة بكى الأب بكاء مراً نزل عليه الخبر كالصاعقة فتوقف قلبه وغادر الحياة. انهارت الأم والبنت على الأب. أغمي على حياة فأخذتها الأم إلى المستشفى. وعند باب المستشفى سقطة الأم من شدة الألم فأدخلوها إلى الطوارئ وأسقطت طفلها. أما حياة أخذوها إلى الطوارئ أيضا فوجدوا أنها منتهكة بشدة. جاءت الشرطة وانتشر الخبر في الإعلام. فكانوا ينتظرون أن تفيق الفتاة ليعرفوا ما حصل معها.

في الخارج، اتصلت شيماء كثير بهواتفهم المحمولة ولكن لا أحد يجيب. ثم اتصلت على الأقارب فعرفت منهم ما جرى لعائلتها. صدمت شيماء بشدة من لما علمت أنها فقدت. الخبر فأصبحت تبكي وتبكي حتى جفت دموعها من البكاء. وبسبب زحمة الطائرات وجدت أقرب رحلة بعد ثلاثة أيام. فتقطع قلبها حرقة من الانتظار تريد أن تذهب لترى أختها وتهتم بأمها.

بعد يومين استطاعت الأم "خديجة" أن تحمل نفسها وتصل إلى غرفة ابنتها "حياة" ترى ابنتها بين الحياة والموت تقول لها أمها مات أبوك ومات أخوك أيضا، أرجوك لا تتركينا أنا وأختك بحاجة إليك. رفعت حياة جهاز التنفس من على فمها وقالت: اخرجي الهاتف المحمول. لم يكن مع الأم هاتف المحمول فطلبت من ابنة أختها التي أتت لتطمئن عليها أن تصور.

قالت حياة: كانوا خمسة في سيارة بي ام دبليو بيضاء رقم اللوحة مميز (6000). أحدهم اسمه "نصير" كنت واقفة عند باب المدرسة وأخذوا يذهبوا ويعودون مرة أخرى. أرادوا إن يوصلوني إلى المنزل فرفضت فذهبوا ثم عادوا مرة أخرى وخرج اثنان منهم وسحبوني بقوة إلى داخل السيارة. رأيت الناس ينظرون ولكن لم يستطيع أحد منهم أن يدافع عني، ولن يستطيع أحد ان يأخذ بحقنا منهم الآن، تسببوا في موت بابا قهرا وفي موت أخي وفي موتي. لم تستطيع حياة أن تكمل حديثها من الحرقة التي في قلبها ففارقت الحياة.

أصبحت الحياة مظلمة في عين الأم. بعد فقد ثلاثة من أفراد العائلة. ولما سمعت شيماء بوفاة أختها انهارت. وبكت كثيرا. بقيت تتذكر والدها وأختها وتتذكر لحظاتهم الجميلة والمواقف التي كانت تحدث بينهم.

وصلت الرسالة إلى شيماء. واتشرت في السوشال ميديا. ولكن لم يريد أحد المسؤولين أن يبقى أي أثر لتلك الرسالة، فمسحت بلمح البصر من السوشال ميديا.

وصلت الرسالة إلى شيماء وسمعتها عشرات المرات. وكل مرة تبكي على حال أختها. ولما أتى موعد الرحلة. عادت إلى البلاد، ولما التقت بأمها عانقا بعضهما في المطار وبكيا وأبكيا كل من حولهما.

دفنتا والدهما وأخوهما سويا. وبقيت أختها في المشرحة ليحللوا سبب الوفاة. ولكن بسبب أموال دفعت تحول سبب الوفاة إلى انزلاق بسبب الأمطار تسبب في نزيف داخلي أدى إلى وفاتها.

زادت حرقة الأم وشيماء لما رأوا ان الجميع يحاول أن يخفي القضية. فرغم تقرير المستشفى يقول إنها تم اغتصابها بعنف. جاء التقرير الشرعي ليخبر غير ذلك.


رومي ملك البحار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-22, 06:09 AM   #3

رومي ملك البحار

? العضوٌ??? » 485849
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » رومي ملك البحار is on a distinguished road
افتراضي Part 02


استعانت الأم بمحامي ليجمع الحقائق ويقدمها للمحكمة. جمع المحامي تقرير المستشفى الأولي وتسجيل "حياة" قبل وفاتها. وقدموا شكوى ضد مالك السيارة نوع "البي ام دبليو" رقم اللوحة 6000. اتضح أن السيارة المذكورة تخص ابن أحد كبار المسؤولين في المدينة، لكنهم أنكروا. ولما وصلت المعاملة للمحكمة.
لم يستطيعوا أن يخرجوا بشيء، فابتداء من المستشفى والطبيب الشرعي والشرطة والمحكمة والمسؤولين لم تستطيع الأم أن تأخذ حق ابنتها وابنها وزوجها.

أخذت الأم تسبهم وتلعنهم وتخبرهم بأنها لن تتوقف. سترفع الموضوع للجهات العليا، لتأخذ بحقها منهم. خاف الجميع من أن الأم ستفعل ذلك، فقرروا التخلص من بقية العائلة لكيلا يحاول أحد أن يفتح الموضوع مرةً أخرى. قال آباء الأبناء: كلنا مشتركين ومتهمين في إخفاء الحقيقة. فاتفقوا أن يشتركوا جميعا في التخلص منهما.

فتركوهما حتى أتى المساء، وفي ليلة ممطرة أخذوها هي وابنتها شيماء من منزلهما وأخرجوهما خارج المدينة، وحفروا لهما قبر في الأرض ثم طعنوا الأم بالسكين على حافة القبر ودفعوها فيها. ولما أرادوا أن يطعنوا شيماء كان صوت البرق مدويا، أصابهم بالرعب وسقطت السكين في القبر. خافوا وأرادوا ان يتخلصوا منهما بسرعة، ولم يريد أي واحد منهم أن يحضر السكين. فضربوا شيماء على رأسها وسقطت على أمها. ودفنوهما بسرعة وهربوا عائدين إلى المدينة.

كانت الأمطار غزيرة في تلك الليلة، فسالت الأودية، فأخرجت الأم وابنتها من القبر، وسحبتهما السيول إلى إحدى القرى القريبة.

في الصباح الباكر خرج أحد شباب القرية وأسمه "فريد" في السابعة والعشرين من عمره، وكان يسكن مع والدته في أطراف القرية، خرج بسيارته ليتفحص الأودية بعد السيول فوجد الأم وقد رمت السيول جثتها. حملها وبينما هو عائد وجد ابنتها وقد أوقفتهما احدى الصخور. حملهما على سيارته وأخذهما إلى منزله. كانت السيدة خديجة قد غادرت الحياة. أما شيماء فما تزال فيها الروح. عرف انها العائلة التي كانت حديث الناس في الآونة الأخيرة، احتار ماذا يفعل هل يتصل بالشرطة أو يأخذهما إلى المستشفى، أو يبلغ من في القرية. لكن في الأخير. قرر أن يدفن الأم ويعالج البنت.

بدأ يعالج البنت شيئا فشيئا حتى استعادت عافيتها. ولما فتحت عيناها قال لها وجدتك انت وأمك في مكان السيول. أما أمك فماتت ودفنتها. وأنت أحضرتك هنا ولم أبلغ الشرطة لأني اعرف أن الشرطة ليست في صفكم. فالخيار لك أخبريني بما تريدين وسأقف بجانبك.

تحاول شيماء أن تتكلم ولكن لم تستطيع أن تنطق بكلمة. أخبرها أن هذا بسبب الصدمة. سألها هل تريدين البقاء هنا؟ طلب منها أن تأشر برأسها. فهزت راسها نعم. قال لها انت في امان هنا في هذه المزرعة. ذهبت إمي إلى المدينة وستعود غداً مساءً. من الأفضل ألا تخرجي ولا تتواصلي مع أي شخص، لكيلا يعلم أحد بانك ما زلتِ على قيد الحياة، وإلا سيعودون ليكملوا جريمتهم.

بكت شيماء على فراق عائلتها كلهم. عرفت أنه لن يستطيع أحد أن يأخذ حقها في ظل النظام العقيم والرشوة والفساد.

في اليوم التالي عادت أم فريد السيدة "ساره" في المساء، وشرح لها فريد ما حصل فأخبرته أنه فعل الصواب. أصبحت الأم من تعتني بشيماء وتعالجها. بعد يومين بدأت شيماء تستعيد النطق. تحدثت معهم وشكرتهم على ما فعلوه لها.

بينما في المدينة احتفل القاتلون بالتخلص من الأم وابنتها. واقفال ملف القضية، وسرعان ما عاد الجميع إلى حياتهم الطبيعية. وكأنهم لم يفعلوا شيء.

بينما في المزرعة تماثلت شيماء للشفاء وأصبحت تتنقل في محيط المزرعة. وبدأت تشعر بالأمان. فبوجود السيدة "ساره" استعادت قوتها ونشاطها. فشعرت أنها قد تكون ثقيلة عليهم فطلبت منهم أن يسمحوا لها بالخروج. قالت السيدة "ساره": أين تذهبين يا بنتِ؟ هؤلاء وحوش المدينة، لو علموا أنك ما زلت قيد الحياة سيقتلونك. لم لا تبقين معنا فأنت بأمان بإذن الله معنا. وإن كنتِ لا تشعرين بالراحة بوجود فريد في المنزل. ففريد أصلا يقضي أكثر وقته في المدينة في النجارة ويبقى طول الأسبوع هناك. ولا يأتي إلى يوم الأحد.

قالت شيماء: أخشى أن يكون وجودي يسبب لكم المشاكل. فلن استحمل أن أفقد عائلتي الأخرى. بصراحة في قلبي حقد على هؤلاء القتلة. ولن ينطفئ حتى انتقم منهم جميعاً. أريد ان أرتاح منهم ويرتاح منهم الجميع. وأما بالنسبة لفريد فلا يجب أن يقضي الوقت بعيد عن أمه بالعكس فنحن بحاجة إلى رجل ليحمينا.

قررت شيماء أن تبقى مع السيدة "ساره" وفريد. تخطط للنيل من تلك العصابة. اختفت في بيت أم فريد لعدة شهور لم تخرج إلا في حدود المزرعة. خلال تلك الفترة بدأت تألف فريد وبدأ هو أيضا يشعر أن منجذب إليها. وفي يوم من الأيام قرر أن يفتح معها الموضوع وأخبرها أنه يريد أن يتزوج منها.
فرحت شيماء بمشاعر فريد. ولكنها قالت: له لا اريدك ان تتعلق بي. فأنا لا أفكر في الزواج الآن حتى أنتقم من الذين قتلوا عائلتي.

أراد فريد أن يقنعها بأن لا تجري وراء الانتقام، فإن من تتعامل معهم وحوش المدينة التي تدوس على كل شيء. نظرت أليه وقالت اتركهم لي فعندي خطة سأحرق قلوبهم وأدمرهم واحد بعد الأخر. كل ما أريده منك أن تحضر لي المعلومات التي اريدها.

ابتداء من الشخص عماد الذي قام بتغيير تقرير المستشفى والطبيب الشرعي مصطفى الذي أخذ الرشوة والشرطي عمران الذي تأخر ولم يستجيب لأبي لما أستعان به. وفي المحكمة القاضي محمد والمسؤولين آباء الأولاد والأولاد الخمسة الذين هاجموا أختي.

بدأ فريد يتنقل من مكان إلى آخر يجمع لشيماء ما استطاع أن يعرفه. ثم سألها كيف تريدين ان تنتقمين منهم. فأخبرته أنها ستفكر أولا ثم ستخبره فيما بعد.

قالت شيماء: بما أنك تعمل في النجارة. سأكتب لك قائمة من المشتريات لتحضرها لكن من مدينة أخرى. وأريد الحصول على مزرعة كهذه. أخبرها أنه توجد مزرعة خلف الجبل مهجورة ومعروضة للبيع بسعر مناسب. فأخبرته أنها تريد أن تشتري تلك المزرعة.
قلق فريد وسألها هل ستتركين المنزل. قالت اطمئن فقط مكان لأعمل منه.
قال: نفسي أعرف ما في راسك.
قالت: انتظر لترى. أخبرته أين كان يخفي والدها المال فذهب وأحضره لها وكان مال كثير.

قال لها: بما أنني سأحضر الأغراض من مدينة أخرى لما لا تذهبين معي. ومنها تتأكدين من الحصول على كل ما تريدين.
قالت: فكرة جيدة. لكن لا أستطيع الخروج فذهب إلى مدينة أخرى وأحضر كاميرات مراقبة منزلية وأحضرت أسلاك وكمبيوتر وعشرة صناديق كبيرة وأنابيب. وشاشتا عرض، وسلاح. وحينما عاد من المدينة الأخرى. بدأت شيماء تشرح لفريد خطتها وكيف ستنتقم منهم. شعر فريد أن خطتها خطيرة فلم يوافقها فريد على الخطة. وحاول أن يقنعها بألا تسير في هذا الاتجاه لكنها كانت تعتقد ان هذه هي الطريقة التي يستحقها مثل هؤلاء المجرمين.

بعد ذلك النقاش قررت شيماء أن تترك منزل السيدة سارة وذهبت لتعيش في مزرعتها الجديدة. انتظرت شيماء حتى ذهب فريد إلى المدينة. فاعتذرت من السيدة سارة وقالت: إنها ستذهب لتعيش عند أقاربها في مدينة أخرى. حاولت السيدة سارة ان تقنعها بالبقاء لكن شيماء شكرتها على كل ما قدمته هي وابنها لها. ودعا بعضهما، ثم ذهبت شيماء إلى المزرعة التي خلف الجبل.

كانت المزرعة التي خلف الجبل متوسطة الحجم تحتوي على منزل صغير وحوله أشجار ونخيل وحديقة خضراء. أحضرت شيماء كلاب حراسة لترافقها في المزرعة. ثم بدأت تعمل على خطتها في إظهار الحقيقة من هؤلاء المجرمين ثم سترى ما العقوبة المناسبة لهم.

عاد فريد في المساء فعلم من أمه أن شيماء تركت المنزل. قال لأمه ستغيب فترة ثم ستعود إلينا. هي تعلم كم نحن نهتم بها. قالت الأم أتمنى أن تعود لقد تعودت عليها وكنت أشعر أنها مثل ابنتي. وكنت أتمنى أن تكون من نصيبك. قال وانا أتمنى يا أمي لكن شيماء ما تزال متأثرة وصعب تعود إلى طبيعتها بعد ما فقدت عائلتها.


رومي ملك البحار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-22, 06:11 AM   #4

رومي ملك البحار

? العضوٌ??? » 485849
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » رومي ملك البحار is on a distinguished road
افتراضي Part 03


تستيقظ "شيماء" كل صباح في مزرعتها وتبدأ تعمل على خطتها التي رسمتها في المزرعة. فخلال ثلاثة أسابيع استطاعت أن تحفر 10 مقابر خلف المنزل ووضعت كل صندوق في كل حفرة، كانت الصناديق تشبه التوابيت التي يستخدمها الغرب في دفن موتاهم. ووضعت في غطاء كل صندوق أنبوبين وكاميرا مراقبة ولمبة وشاشة وسماعات. وأوصلتها بشاشة بداخل المنزل وقامت بتوصيلها أيضا بجهاز كمبيوتر.

ثم جلست تراجع الخطة وقررت أن تبدأ أولاً بالشاب "نصير". 27 سنة جسم رياضي ابن أحد المسؤولين. غطت شعرها ووضعت نظارات ثم ذهبت إلى المدينة. وبدأت تراقب الشاب نصير متى يخرج ومتى يعود وبمن يلتقي حتى عرفت متى يبقى لوحده.

في اليوم الثالث خرج نصير من منزله الفاخر بسيارته "البي ام دبليو" التي كانت تتحدث عنها حياة فوجد تلك السيارة التي تسد المخرج. طلب منها أن تحرك السيارة لأنها تسد المدخل. قالت لا أعلم لماذا لا تتحرك. طلب منها أن تبتعد وصعد ليقود السيارة. جلست بجانبه. وكان معها مسدس أشهرته وقالت قود السيارة وأي حركة بطولية سأطلق النار. قال لها ماذا تفعلين ولماذا تفعلين ذلك. قالت ستعلم حينما نصل. قاد نصير السيارة إلى المزرعة. كان خائف ولا يعلم من هذه الفتاة ولا ماذا تريد منه. قالت خذ هذا الحبل واربط به أرجلك ثم قيدت يديه ورمته في إحدى القبور. كان يقاوم بشدة فاضطرت تضربه على رأسه حتى أغمي عليه. فأقفلت عليه الصندوق ودفنته بالتراب. وانتظرت حتى يستعيد وعيه.

جلست تراقب هذا الشاب على شاشة التلفزيون. شعرت بخوف وتردد في قلبها، لكن تذكرت كيف أنهم لم يرحموا عائلتها. فقالت لن أتردد أبدا. وسأحضر كل من له يد فيما حصل لعائلتي.
بعد ساعة استيقظ الشاب وفتح عينيه، وجد نفسه في داخل صندوق مظلم.

انتظرت شيماء ساعة قبل أن تضيء الصندوق، بدأ نصير يستوعب الوضع، الحرارة وضيق المكان سبب له ضيق في التنفس، نظر إلى سقف الصندوق وإذا يرى شاشة أمام وجهه وسماعة وأنبوبين. وبعد نصف ساعة اشتغلت الشاشة التي عنده وقالت مرحبا نصير. قال لها من انتِ وأين أنا وماذا تريدين مني.

شغَّلت له مقطع كيف أدخلته في الصندوق الذي في المقبرة ودفنته تحت التراب. ارتعب نصير وصرخ لماذا تفعلين هذا. قالت قبل أن أخبرك لماذا أفعل هذا يجب ان تعرف قوانين الحفرة التي انت فيها.

الضوء لترى، والكاميرا تصور كل شيء، والشاشة ستريك ما أريد أن أريك، والسماعة لتسمع صوتي، وأنبوبين واحد ليدخل إليك الأكسجين، والتالي سيدخل عليك الماء والطعام.

أكملت شيماء كلامها قائلة: اللعبة بسيطة سأسأل وأنت تجيب وبكل صراحة. كل إجابة صحيحة ستسمح لك بجرعة من المياه كل ما عليك أن تقرب رأسك من الأنبوب وتسحب الماء، إذا لم تعجبني إجابتك، أو شعرت أنك تراوغ سأقطع عنك الماء والهواء. وتأكد في هذا المكان لا يستطيع أحد أن ينقذك ولا حتى والديك.

بدايةً، سأريك مقطع ومن ثم سأتركك مع نفسك خمسة دقائق ومن ثم سأسألك. شغلت له مقطع أختها قبل أن تموت.
" قالت حياة كانوا خمسة في سيارة بي ام دبليو بيضاء رقم اللوحة مميز (6000). أحدهم اسمه "نصير" كنت واقفة عند باب المدرسة وأخذوا يذهبوا ويعودون مرة أخرى. أرادوا إن يوصلوني إلى المنزل فرفضت فذهبوا ثم عادوا مرة أخرى وخرج اثنان منهم وسحبوني بقوة إلى داخل السيارة. رأيت الناس ينظرون ولكن لم يستطيع أحد منهم أن يدافع عني، ولن يستطيع أحد ان يأخذ بحقنا منهم الآن، تسببوا في موت بابا قهرا وفي موت أخي وفي موتي."

شاهد نصير المقطع وبدأت ملامح وجهه تتغير لما شاهد "حياة". قالت: له هل ظننتم أن دم الفتاة سيذهب سدى.
سألها من انت؟ وما دخلك في هذا العائلة؟ كلهم ماتوا. هل تريدين المال؟ سنجعلك من أثرياء العالم.
قالت: مرحبا بك في المحاكمة الحقيقية. هنا ليس لديك أحد لتعتمد عليه ولن تنفعك ثروتك.
قال لها: أخرجيني من هنا وسأخبرك كل شيء.
قالت: لن أخرجك حتى تخبرني بالحقيقة كاملة.
السؤال الأول: من كان معك في ذلك اليوم.
قال: لن أخبرك بأي أسم.
قالت: إذا لن أستفيد منك بشيء. أطفأت النور وأطفأت الشاشة وأغلقت الهواء والماء، تحولت الكاميرا إلى الوضع الليلي فأصبحت ترى الشاب وهو يختنق.
قالت: هل تظن أن صعب علي إيجادهم. لحسن الحظ هاتفك المحمول ليس به الكثير من الأسماء. بدأت تتنقل بين الأسماء فوجدت رسائل الحب بينه وبين خطيبته.
قالت ما رأيك أحضرها في المقبرة التي بجانبك. أتضنني أمزح. إذا لم تتكلم سأحضرها. بقي نصير صامت ولا يتكلم. قالت سأرسل لها العنوان وأخبرها بأن تاتي لوحدها. أنا متأكدة بأنها لن تخبر أحد. بدأت تكتب لها الرسالة. وقبل أن ترسلها، تكلم نصير وقال حسناً توقفي. وبدأ يذكر رفاقه واحد بعد الآخر مع عنوان المنزل وكيف تستطيع أن تحضرهم.

قالت تستحق الآن قليل من الماء والأكسجين. قال لها أرجوك أريد ان أذهب إلى الحمام. قالت من الأفضل ألا تشرب كثير لكيلا تحتاج. من سوء حظك أنك الأول انتظر حتى نجمع باقي الفريق.
في المدينة انشغل بال المسؤول على ابنه حينما لم يجده. فبدا يتصل بأصحابه واحد بعد التالي ولكن لا أحد يعلم أين مكانه.

أرادت شيماء أن تقبض على رفاق نصير الأربعة مرة واحدة. فعادت إلى المدينة وبدأت تراقبهم حتى عرفت أنهم سيلتقون في إحدى الكافيهات. فذهبت لتصطادهم في تلك الليلة. فجلست في الطاولة التي بقربهم. سمعتهم يتحدثون عن نصير. فقالت أنتم إذا أصدقاء نصير وبدأت تشير إليهم واحد واحد أنت عامر وانت رائد وانت ريان. ومحمود حدثني نصير عنكم. سألوها هل تعرفين نصير قالت إنه نائم عندي في المزرعة. التقيت به بالأمس أمام منزله. فترك سيارته وقرر أن يقضي الليلة عندي.

أخبرني أنكم تجتمعون هنا كل إثنين. طلب مني أن أحضركم لتشاركونا في حفلة عيد ميلادي الليلة. قال أحدهم أن يجب أن نتصل على والده لنخبرهم فهم قلقين عليه. قالت من الأفضل ألا تخبرهم إلا بعد الحفلة. قال الآخرون نعم دعنا نستمتع هذه الليلة ونعود به بعد الحفلة.

أخبرتهم من الأفضل أن نذهب إلى المزرعة قبل الظلام. صعدت معهم السيارة وبدأت تتحدث معهم بكل طلاقة وتحكي لهم عن دراستها والمواقف التي كانت تقابلها. تريد ان تشغلهم عن التفكير في الاتصال. بينما هم في الخلف يتهامسون على جمالها ورقتها.

لما وصلوا إلى المزرعة. كان كل شيء معد كما خططت. نزلوا واتجهوا إلى المنزل. أعدت لهم الشراب ووضعت فيه منوم وقالت سأذهب لأوقظ نصير. كانوا عطشانين من الطريق فشربوا الشراب. وبدأوا يتساقطون من النعاس. أخذت كل واحد منهم ووضعته في صندوق ودفنتهم في الأرض. ذهبت فتحت الشاشة وكانت مقسمة لتراقبهم كلهم في نفس الوقت.

أخذت سيارتهم وأعادتها إلى المدينة ووضعتها عند أحد الفنادق. ثم عادت بسيارتها إلى المزرعة. وفي طريق العودة التقت بفؤاد. سألها لماذا تركت المنزل. قالت أنا ليس لدي ما أخسر. فقط أريد ان تكون أنت ووالدتك بعيد عن المشاكل. قال أريد ان أقف معك لكن أمي ليس لديها أحد غيري. قالت أعلم يا فؤاد. فقال لها أنا سأراقبك وأتأكد من سلامتك وإذا احتجتِ إلى شيء، تستطيعين أن تتصلين في أي وقت.

عادت شيماء إلى المزرعة. وفتحت الشاشة وجدت الشباب ما يزالون تحت تأثير المنوم. التفتت إلى نصير وقالت وصل رفاقك. إنهم ينامون في الصناديق التي بجانبك. قال لها من أنت وماذا تريدين منّا. قالت انتظر حتى يستيقظ رفاقك ثم سنتحدث.

ذهبت وأعدت العشاء لنفسها. ثم جلست تأكل وهي تنظر إليهم بحقد تريد أن تقطع عنهم الهواء وتتخلص منهم مرة واحدة، لكن أرادت أن تعرف إذا هنالك أطراف أخرى في القضية.

انتهت من العشاء وبدأت توقظهم. ولم تفتح النور عليهم. كانت تراقبهم عن طريق "نظام الرؤية الليلي" للكاميرات فتحوا أعينهم وبدأ كل واحد منه يحاول أن يستوعب المكان الذي هو متواجد فيه الآن. فرأت الخوف في أعينهم وهم في ذلك المكان الضيق لا يعلمون هل هم في الدنيا أو في الآخرة. تركتهم لحظات يصرخون ويبكون ويستنجدون بوالديهم لكن لا أحد يسمع لهم. كاد يرق قلبها. لكنها قالت إن قلوبهم لم ترق لأختي وهي تستنجد وتصارع من أجل أن تحافظ على نفسها وشرفها.

أخذت نفس عميق ومسحت دموعها ثم أضاءت الصندوق وشغلت الشاشة أمامهم ثم بدأت تتكلم وهم ما يزالون يصرخون قالت إن لم تصمتوا سأطفئ الأنوار وأترككم حتى الصباح. اضطروا أن يسكتوا ثم بدأت تتكلم. سأقول لكم القواعد مرة واحدة ولن أكررها.

- لم تخبرهم بهويتها فقالت: أنتم قتلتم عائلة تهمني وبما أنكم عائلات ذات نفوذ تستطيعون أن تخرج من أي مازق بفلوسكم. فأنا هنا سأعيد التحقيق معكم، نعم أنتم في محاكمة.

- أرتهم شاشة التلفزيون فشاهدوا الشاشة مقسمة إلى ستة أقسام في كل قسم يرون أحد أصدقاءهم. قالت أنتم الآن في مقبرة تحت الأرض لديكم انبوبان واحد للهواء والآخر للماء. تسمعوني وأسمعك وتشاهدونني وأشاهدكم أمامي. لكن لن تشاهدون بعضك بعد الآن.

- قامة بتشغيل فيديو أختها مرة أخرى. وقالت لعلكم الآن فهمتم عما ستكون المحاكمة ومن العائلة التي قمتم بتدميرها وقتلتم كل أفرادها. لكيلا يبقى أحد يفتح القضية.

- الآن اللعبة كالآتي سيشرح كل واحد منكم دوره في هذه المأساة بصدق ثم دور الآخرين. صدقوني سأعرف إذا كنت تتكلم صدق أم تكذب. وإن لم تخبر بشيء رفاقك سيخبرون كل شيء.

- وإذا رفضت التحدث ستقطع عنك الماء والهواء. سيبدأ يقل الهواء في الكفن وستبدأ جسمك يبحث عن الهواء فتختنق وتموت. وكما تعرفون لا أحد يعرف اين أنتم ولم تتصلوا لتخبروهم. ولن يتوقع أحد أنكم تحت الأرض لأني أخفيت أي دليل لوجودكم.

- تنتهي المحاكمة لما تكون أمامي الحقيقة كاملة بتفاصيلها. ثم سأقرر أنا ما الحكم المناسب.


رومي ملك البحار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-22, 06:13 AM   #5

رومي ملك البحار

? العضوٌ??? » 485849
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » رومي ملك البحار is on a distinguished road
افتراضي Part 04

سألتهم من منكم سيبدأ الكلام أولاً وبصدق. قال عامر بصوت حزين، أنا سأبدأ الكلام. قطعت شيماء الصوت عن الآخرين وبدأت تسأل عامر. قالت يجب أن تعرف أن كل هذا مسجل وكل شيء محسوب عليك وإذا كان فيه تناقض في كلامك مع الآخرين تعلم ما هي العقوبة.

قال اسمي عامر وأسم أبي جلال يعمل في منصب "رئيس شرطة المدينة"، عمري 28 سنه متزوج منذ ثلاثة شهور. وذكر عنوان السكن.
سألته: لماذا أردت أن تتحدث أولاً.

قال ضميري يؤنبني لم أعرف طعم للراحة منذ أن ماتت "حياة". أردت أن أعترف بكل شيء لكن أعرف أنه لن يصدقني أحد وسيتحدون علي وأكون أنا الجاني الوحيد بينهم.

سألته ولماذا فعلتم ذلك كانت فتاة بريئة ومتفوقه تحب عائلتها وتحبها عائلتها. عندكم المال تستطيعون أن تتزوجون وتعيشون حياة سعيدة.

قال كل ما تقولينه صحيح لكن المال أعمى قلوبنا ومن كثرة كنا نشعر أن المدينة ملك لنا بشرطتها ومحاكمها ومؤسساتها ورجالها ونساءها. كنّا كالوحوش في المدينة الكل يخافنا ويهابنا. وما جعلنا أقويا إلا ضعف أهلها وتفرقهم.

رأينا "حياة" في ذلك اليوم فتاة بريئة. تتساقط الأمطار عليها. وكانت تضع حقيبتها فوق رأسها تنتظر والدها. في المرة الأولى عرضنا عليها المساعدة لننقلها إلى منزل أبيها. لكن رفضت بابتسامة وبطفولية. ليتها لم تتكلم وأشارت بأن اذهبوا في سبيلكم. تركناها وذهبنا. ولكن بقيت تلك الابتسامة تعيد نفسها أمامنا مرات ومرات عدنا ومررنا من أمامها مرة أخرى لكن أشرت لنا بأنها تنتظر أبيها. ذهبنا ولكن الشيطان لم يتركنا في حالنا. كان الطريق شبه فاضي والسيارات قليلة ومن كانوا يمرون من هنالك نعلم أنهم لن يتدخلون امام وحوش المدينة. قال نصير لابد أن والدها عالق في زحمة الطرقات. لنأخذها ونتسلى بها قليلا.

رفضنا أنا ومحمود وقلنا اتركوها ما تزال فتاة بريئة. قال نصير وكان هو من يقود السيارة إذا لم تريدوا فاخرجوا من السيارة. نظرت إلى محمود وقال كيف سنخرج في هذا المطر الغزير. قال نصير إذا أردتم أن تبقون فأنتم من سيدخلونها في السيارة. سنكون كلنا شركاء في الجريمة لكيلا يخوننا أي واحد منّا.

تستمع إليه شيماء وقلبها يتألم لكن لا تريده أن يشعر بآلامها. ثم قالت ثم ماذا حصل؟ قال عامر: عدنا إليها وكانت ما زالت تتكلم ببراءة ولم تعلم أننا الوحوش التي أتت لتفترسها. نزل محمود وقال لها لما لا تصعدين وسننتظر والدك في السيارة. هنا بدأت حياة ترتاب وتخاف فأرادت أن تهرب فلحقنا بها وأمسكناها، استنجدت بالناس في الشارع لكن لم يتجرأ أحد ليوقفنا. كانت تصرخ وتقاوم. أمسكنا بها وأدخلناها بالقوة إلى السيارة، كانت مبللة وتبكي وتقاوم ونحن نحاول أن نسيطر عليها.

يكمل عامر والدموع تغرق عينيه. أخذناها إلى منزل كنا دائما نجتمع فيه لما يكون عندنا مصيبة. كانت رغم أنها صغيرة تقاوم بقوة وتصرخ فضربها ريان ضربة أغمي عليها فحملناها إلى الغرفة ووضعناها وصار الي صار. أصرت شيماء أن تسأله بالتفصيل ما حصل في تلك الغرفة. فأخبرها بكل شيء. قال كنت أنا آخرهم. وجدت دمائها وقد أغرقت السرير. لم افعل شيء أعدت ملابسها عليها ثم خرجت. بقينا ندخن ونفكر كيف نتخلص منها. أشار علينا رائد بأن نلقيها في مجرى السيول. فأخذناها وألقيناها هناك.

عدنا إلى منازلنا واتفقنا ألا نفتح الموضوع بيننا أبدا. كانت تلك الليلة مثل فلم الرعب. كنت أراها في كل مكان فشعرت بتأنيب ضمير وكرهت نفسي منذ تلك اللحظة. وخصوصا لما علمت بموت الأب ثم الجنين ثم الفتاة.

سألته من الذي كان يتحكم في القضية ويمحوا كل أثر. قال كل ما أعرف أن عائلاتنا تتحكم في كل شيء في المدينة. فأبي رئيس الشرطة في المدينة وأبو نصير رئيس المحاكم وأبو رائد مرشح للوزارة وأبو محمود رئيسا للبلدية وأبو ريان أكبر تاجر في المدينة. هؤلاء هم وحوش المدينة. وحينما يكونون أصدقاء الشر فلن يستطيع أحد أن يقف في طريقهم.

شعرت شيماء برهبة لما عرفت أن آبائهم هم من يسيطرون على كل شيء. لكنها قررت أن تنتهي من التحقيق مع الأولاد أولا ثم تفكر ماذا تفعل.

اختارت محمود لترى هل كلامه مطابق لكلام عامر. فقالت أولا عرف بنفسك. قال لها أرجوك أخرجيني أمي عندها مرض في القلب وزوجتي على وشك الولادة. قالت يعني تنتظرون طفلة! ياترى ولد ولا بنت. قال ولد. قالت هل كنت تعلم أن "حياة" كانت تنتظر أخ أيضا وأبوها كان يعد الساعات لكي يأتي هذا الطفل ويملأ عليهم المنزل. والأم تعبت ثمانية شهور تحمله وتخاف عليه وتحرم نفسها من كل شيء حتى يخرج سليماً معافا. لماذا تضنون أن اطفالكم أهم من أطفال الناس وأخواتكم هن العفيفات الطاهرات، ثم تدنسون بنات الناس. قال لها يكفي. لم نكن نريد ان نفعل بالفتاة كانت نيتنا سليمة في البداية. قالت انتظر وعرف بنفسك ثم أكمل.

اسمي محمود وأسم أبي عمران يعمل أبي في منصب "رئيس البلدية" 29 سنة متزوج وانتظر طفلي الأول. قالت الآن أخبرنا القصة.
قال: رأيت حياة ومن النظرة الأولى دخلت قلبي أردتها لأخي الأوسط. طريقتها في الكلام ونعومتها واحترامها لنفسها وبراءتها. مين ما يتمنى فتاة مثلها. لكن كانت في المكان غير المناسب وفي الوقت أيضا غير المناسب، وأنا كنت مع الصحبة غير المناسبة.

كان قلبي يتقطع ونحن ندخلها للسيارة. لكن كنتُ جبان بمعنى الكلمة لأدافع عن شرف فتاة مسكينه كل ذنبها أن أبوها تأخر عنها. كانت تنظر ألي وتقول بعيونها الباكيتين اتركني الله يخلي لك أختك. وأخذت تترجاني وأنا أعلم ان هؤلاء لن يتركوها في حالها ولن يتركوني أيضا لأني يجب أن أشاركهم لكيلا أبلغ عنهم. أجبروني ريان ونصير ورائد أن أفعل مثل ما فعلوا فلم أستطيع أن أكمل لأني شعرت بالغثيان وهربت إلى الحمام. انتهينا منها حملناها لنلقي في مجرى مياه الأمطار استيقظت وهي بين يدي تقول وتدعي علينا"الله ينتقم منكم" وبدأت ترددها. ثم ألقيناها في المجرى.

استمرت كلماتها تتردد في اذني فتركتهم وعدت إليها وبحثت عنها في نفس المكان لكن سحبتها المياه فسرت مشيا مع مجرى المياه حتى وجدتها تتشبث بالبقاء في جنبات المجرى قفزت إليها وأمسكت بها فلما رأتني خافت مني وأخذت تدفعني تظن أني أتيت لأتأكد انها فارقت الحياة. استطعت أن أسيطر عليها وأخبرتها بأني أريد أن أعيدها إلى منزلها، فحملتها وقلت لها أين تسكنين فذكرت لي العنوان فأخذتها وحاولت أن أعتذر منها لكنها كانت تأن بصمت ولم تتكلم طول الطريق. حتى لما وصلت إلى منزلها. حاولت أن أعتذر منها مرة أخرى لكنها بسقت في وجهي وقالت لن تنجون بفعلتكم. فتركتها عند الباب وهربتُ مثل الجبناء.

قالت شيماء يعني رئيس العصابة ذلك اليوم نصير. ثم سألته هل علم والدك بالموضوع.
قال بعد أن انتشر فيديو حياة وكان اسم نصير وسيارته في المقطع. أتي ألي والدي وسألني هل كنت من الخمسة؟ ولم أستطيع أن أخفى عنه شيء.
قالت وطبعا خفتم من نصير ووالده.
قال لها حتى عالم الوحوش هنالك وحوش أقوى من وحوش أخرى.

خرجت شيماء إلى الحديقة لتشم الهواء واخذت تبكي وتبكي على أختها.
قالت سامحيني يا أختي، وأنا شريكة لهم تركتكِ في العمر الذي المفروض ما ابتعد عنك، لكن أعدك بأنهم كلهم سيدفعون الثمن.

عادت واستعادت أنفاسها. ثم قالت جاء دورك يا نصير. بدأ يضحك وقال: والدها كان السبب. أنا لو لدي ابنة مثلها لما تركتها لوحدها للحظة.
الذئب عادة لا يفترس القطيع لكن إذا بقيت أحداهن لوحدها سهل اصطيادها. فنحن كنا شباب مثل الذئاب الجائعة، رأينا الفريسة فسال لعابنا وأكلناها. إذا جاءت سكرة الشهوة لا يكاد يرى المفترس إلا الفريسة، وعندما يشبع غريزته عندها يفيق من سكرته، ووقتها لا يندم. فيحاول أن يصحح الخطأ ولكن بخطأ أكبر منه. لا ينفعنا الآن الأسف لأن الجريمة قد حصلت فأن مستسلم للعقاب وجاهز. هيا اقطعي عني الهواء والماء. لارتاح من عذاب الضمير.
بدأت تصفق شيماء وقالت لن أجعلك تموت بسرعة فهنالك مهمة لك قبل أن تموت.

قامت شيماء بلقاء مع ريان 28 سنه ورائد 30 سنه وقالا مثل ما قال نصير.

واعترف رائد أن أبيه كان المحرك الرئيسي للقضية لكيلا يخسر مكانه في الوزارة.

في المدينة بحث الكل عن نصير فلم يجدوه وفجأة وجدوا أن الأربعة الآخرين مفقودين. فكان الجميع يتوقع أنها أعمال إرهابيين. فاهتمت الصحافة والإعلام والسوشيال ميديا بهذه القضية.

تحركت كل مرافق المدينة لتبحث عن المفقودين الخمسة. وأثار اهتمام الجميع أنهم أبناء "وحوش المدينة"

تتابع شيماء تلك الأخبار. لتحاول أن تجد ثغرات لتقبض على "وحوش المدينة". لاحظت أن كل واحد منهم سخر جميع الطاقات والإمكانيات التي لديه للبحث عن المفقودين. فخشيت أن يمتد البحث إلى حيث تتواجد. فقامت بأخذ جوالاتهم وذهبت بها إلى منزلها حيث كانت تسكن مع عائلتها وقامت بتشغيلها، وتركت رسالة مطبوعة على ورقة.

قامت الشرطة بتتبع هواتف الشباب المفقودين. فوجدوا إشارات الهواتف المحمولة تأخذهم إلى هذا العنوان. اجتمع وحوش المدينة وذهبوا إلى العنوان فوجدوا أنه عنوان العائلة التي قُتلت.

كان الإعلام يتابع القضية. وحينما وصلوا إلى منزل العائلة. تذكر الجميع قصة العائلة التي قُتلت. وتذكر البعض ممن ما زالوا يحتفظون بمقطع الفتاة حينما قالت:" كانوا خمسة في سيارة "بي ام دبليو" بيضاء رقم اللوحة مميز (6000). أحدهم اسمه "نصير" " فبدأ القلق يدخل قلوب عائلات الشباب لا يعلمون لماذا تجتمع هواتف أبناءهم في هذا المنزل، فكانوا بين الخوف أن يجدوا ابناءهم وقد فارقوا الحياة في ذلك المنزل. وبين الإحراج من أن تفتح القضية مرة أخرى ولا يستطيعون إقفالها.

دخلت الشرطة إلى المنزل وبعد أن وجدوا المنزل آمن دخل وحوش المدينة ليجدوا الهواتف على طاولة وتحتها رسالة مطبوعة على ورق مكتوب عليها: "لا تتعبوا أنفسكم في البحث فأبناءكم في القبور جزاء ما فعلوا بهذه العائلة، واختتمتها بكلمة: انتهت محاكمتهم"

قرأوا الرسالة وصدم الجميع بما فيها. وحاول كل واحد منهم أن يتمالك نفسه. لكن الأمر كان صعباً عليهم. وحينما رفعوا الورقة. وجدوا "جهاز تسجيل صوتي" قاموا بتشغيل التسجيل فسمعوا اعتراف لأولادهم. كيف دمروا تلك العائلة وكيف بواسطة السلطة التي أعطيت لآبائهم خرجوا من القضية.

بدأ بعضهم يلوم بعضا، ويتخاصمون، ويفضح بعضهم بعضاً، اشتعل المكان بصياحهم فكل واحد منهم أخذ ينفس عن غضبه في فراق ابنه، بمقاتلة الآخرين حتى لما تعبوا من الصياح وكادت أن تنتهي تلك الشراكة، امتصوا غضبهم واتفقوا ألا يعلم أحد بقصة الرسالة والتسجيل. وقالوا ربما ما يزال الأولاد على قيد الحياة وإلا لما أرسل الشخص تلك الرسالة.

خرجوا من هنالك ولم يعلموا أن شيماء وضعت لهم كاميرات في المنزل وقامت بتصوير ما دار بينهم بكاميرات لا سلكية موصولة بهاتفها المحمول. خرجوا من هنالك وتحدثوا للإعلام قائلين: لم نجد أي شيء. كانت إشارات الهاتف المحمول خاطئة. ثم عادوا إلى منازلهم.

كانت تلك الصدمة للآباء المفقودين بعثرت أوراقهم. وأصابتهم في قلوبهم. فلم يعلمون كل واحد منهم ما يفعل. فاتفقوا أن يجتمعوا بعيدا عن العائلة. فقاد كل واحد منهم سيارته. وذهبوا إلى بستان السيد ريان وقالوا لنبقى فيه حتى الصباح. ونرى كيف سنبحث عمن فعل ذلك بأولادنا.


رومي ملك البحار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-22, 06:14 AM   #6

رومي ملك البحار

? العضوٌ??? » 485849
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » رومي ملك البحار is on a distinguished road
افتراضي Part 05


كانت شيماء تلحق بهم وتراقبهم من بعيد زادها رعبا لما رأتهم يتجهون إلى القرية حيث دفنت المفقودين. ولكنهم لم يتجهوا إلى مزرعتها. بل ذهبوا إلى بستان في آخر القرية. ولم يكن معهم أحد سوى عامل البستان.
رأت شيماء أنها فرصة سانحة لتقبض عليهم كلهم. استمرت تراقب البستان من بعيد حتى تأكدت ألا يوجد من يحرسهم. وليس هنالك من سيأتي إليهم.

وبينما هم جالسين مساءً في البستان. وجدت ثغرة في أحد جنبات البستان فصعدت ودخلت تراقبهم. اتجهت إلى المطبخ. رأت العامل يعد لهم الطعام. انتظرت حتى خرج من المطبخ وعن طريق النافذة قامت بوضع المخدر في الأكل والشراب المعد لهم. وانتظرت حتى أكل الجميع وبدأ مفعول المخدر. قامت بنقلهم كلهم إلى مزرعتها وقامت بإخفاء أي أثر لها في ذلك المكان. ما عدى الحارس تركته كما هو.

وضعت شيماء كل واحد منهم في صندوق ودفنتهم خلف المزرعة. ولم تترك أي أثر لكيلا يجدها أحدهم أو يعرفوا مكانهم. ثم أخذت هواتفهم النقالة ووضعتها في أيضا في منزلها حيث كانت تسكن مع عائلتها وتركت رسالة. ثم عادت إلى المنزل وكانت مرهقة جدا ونامت.

استيقظت شيماء بعد أن حصلت على كفايتها من النوم. قامت بفتح الشاشة التالية حيث تجمع الآباء مع بعضهم. وبينما تنتظر أن يستيقظوا من التخدير. بدأت تفكر، ما ستفعل وكيف ستعاقب وحوش المدينة، فقررت أن عقوبتهم ستكون عبرة لغيرهم.

اتصلت شيماء بإحدى القنوات المحلية الشهيرة وأخبرتهم بأنها تحتفظ بالأولاد المخطوفين. وأرسلت لهم صور ومقاطع لتؤكد لهم انها صادقة. وطلبت منهم أن يضعوها على الهواء.

سألوها من انتِ؟ فقالت لا يهم الاسم. وأخبرتهم أنها تريد فقط إظهار الحقيقة منهم أو يعترفوا بما فعلوا ويقبلوا أن يتحاكموا مثلهم مثل بقية الشعب.

تأخروا بالرد عليها. فقالت لهم إذا مترددين غيركم قنوات أخرى تتمنى هذا السبق. قالوا لها فقط ننتظر حتى نحصل على الموافقة. وبعد لحظات قالوا حسنا تستطيعين أن تعرضي ما تريدين عرضه. لكن لنا الحق أن نقطع في أي وقت نرى أن الحدث غير مناسب للنقل. رفضت وقالت: ستعرضون كل شيء إلى نهايته.
اضطرت القناة أن تسمح لها أن تعرض المحاكمة على الهواء مهما تكون النتيجة.

غطت شيماء شعرها ولبست نظارات سوداء تغطي وجهها وتخفي هويتها. ثم بدأ العرض على الهواء.
بدأ المذيع يتحدث ويخبر المشاهدين بأنهم سينتقلون للقاء فتاة لم ترد ان تذكر اسمها. قالت: بأنها تحتفظ بالشباب الخمسة المفقودين.

تتحول الصورة على شيماء وعن طريق الاتصال عبر الإنترنت حيث تجلس في الصالة وتقول: مرحبا بكم. قد يتساءل الجميع عن هويتي وما علاقتي بالشباب المفقودين؟ ولماذا أفعل ذلك؟
أما عن هويتي يكفي أن تعرفوا الآن بأنني "المنتقمة" أنا هنا لآخذ الحق لعائلة ظُلمت من "وحوش المدينة" وأقصد بوحوش المدينة، أولئك الأشخاص المسؤولين اللذين لديهم الصلاحيات لظلم الناس ولإخفاء الحقائق وقلب الموازين.

التفتت شيماء للمشاهدين قائلة: قبل سنة من الآن شاهدنا أحداث وفاة الفتاة البريئة "حياة" التي سجلت مقطع قبل وفاتها، طبعا أكثركم لم يشاهده لأنه بفضل هؤلاء الوحوش سُحب من الإنترنت بسرعة البرق. والسبب! لأنها ذكرت فيه قصة خمسة شباب اختطفوها وذهبوا بها في منزل أحدهم ثم تناوبوا على اغتصابها ولم يكتفوا بذلك، بل ورموها في مجرى مياه الأمطار. ثم لما سجلت المقطع وذكرت ما فعله بها الشباب الخمسة وذكرت اسم واحد منهم ورقم سيارته. علموا أنه ابن أحد وحوش المدينة، تستروا على القضية. وتحولت أنها سقطت في مجرى مياه الأمطار مما سبب لها الجروح. ثم لأجل يخفوا القضية كاملة قاموا بالتخلص من بقية العائلة فقتلوا ألأم والبنت الكبرى في ليلة واحدة لكيلا يفتح أحد القضية. لمالا وهم وحوش المدينة الذين لا يستطيع أن يقضي عليهم أحد.

واليوم لن نتوقف حتى نعرف الحقيقة. فابقوا معنا لتتابعوا بأعينكم.
ما ستشاهدونه بعد قليل غير صالح لمن هم تحت سن الثامنة عشر.
سنبدأ الآن بالمقطع الذي تم حذفه من الإنترنت. ثم سنتابع المحاكمة.

شاهد المتابعين مقطع فيديو وفاة "حياة" حيث أخبرتهم بما فعلوا بها.
ثم أخبرت شيماء المشاهدين تحتفظ بالشباب الخمسة في المكان الذي المفروض أن يكونوا فيه منذ شهور. ولن تتوقف حتى تحصل على جميع المتواطئين في القضية.

دعونا نسمع إلى اعتراف واحد منهم. سيذكر اسمه وسيذكر لنا القصة بالتفصيل. شغلت شيماء الفيديو فشاهد المتابعون وسمعوا اعتراف "عامر" ثم استمعوا إلى نفس القصة بصوت بقية الشباب.

أكملت شيماء قائلة: مات الأب في المنزل، ثم مات الجنين في المستشفى، ثم ماتت حياة متأثرة بجراحها في المستشفى، ولم يكتفوا بذلك فقتلوا الأم والبنت الكبرى، لكيلا يفتح أحد القضية.

استطاعوا ذلك لأنهم أبناء "وحوش المدينة" المسؤولين الذين نعرفهم جميعا فلهم القدرة على إخفاء القضية وتبديل الحقائق.

اليوم سأفتح القضية مرة أخرى وربما سأعطي نفسي جميع الصلاحيات لأحاكم المجرمين وسأنفذ الحكم على الهواء فأبقوا معنا.

يسألها المذيع كيف تعطين نفسك الصلاحية لمثل هذا. ألا يجب أن يقوم بهذا من ...
أوقفته شيماء وقالت تقصد الشرطة، أم المحاكم، أم المسؤولين أو من هم أعلى منهم في المناصب. أخبرني أين هم من القضية هؤلاء المجرمين دمروا عائلة كاملة وتسببوا في موتهم أجمعين. تلاعبوا بالأدلة وأخفوا الحقيقة عن العالم.

لم نعد نثق بالنظام، أصبح وحوش المدينة فوق النظام وأقوى من القانون. وليس هنالك من يردعهم.
قالت شيماء للمذيع لما لا نكتشف الحقيقة سويا. سأريكم أين هم الشباب المفقودين ولنرى هل آباءهم على استعداد أن يعترفوا ويقولوا الحقيقة ويتحملوا النتيجة. وهل من هم أعلى منهم مناصب قادرون على أخذ الحق للعائلة المقتولة.
المذيع مستغربا وأين هم الشباب المفقودين؟
فتحت شيماء الشاشة وأرتهم قائلة. إنهم في قبور تحت الأرض في مكان لا يستطيع أن يصل إليه أحد. قامت شيماء بتشغيل الصوت. فشاهدهم العالم وسمعهم يبكون ويتألمون ويعانون من ذلك المكان الضيق.

شعر المذيع بالخوف وقال من انتِ ولما تفعلين هذا بهم.
قالت أرى أنك ذُعِرت لما شاهدت هذه الصور. لكن لم تتحرك مشاعرك لم شاهدت الفتاة وهي تتألم مقهورة بسبب هؤلاء المجرمين.
قالت أعلم أن هذا المنظر سيثير الفزع لدى عائلات الشباب وزوجاتهم وأبناءهم. لكن لينظروا في الاتجاه الآخر ما فعلوه بتلك الفتاة المسكينة وعائلتها.

بعد وقت قصير بدأ الآباء يستيقظون. نقلت شيماء الكاميرا على الشاشة. شاهد الجميع الآباء يستيقظون في صناديق أخرى، يريد أن يستوعب كل واحد منهم، أين هو يلتفتون يمين وشمال ويلامس كل واحد منهم جنبات الصندوق.

تركتهم للحظات وقامت بتشغيل نقاشهم الحاد وصراخهم حينما وجدوا الهواتف المحمولة في منزل عائلتها. وقالت هؤلاء من يقودون المدينة، سلمتهم الدولة ووثقت فيهم. فاستغلوا مناصبهم من أجل شهواتهم ورغباتهم وعاثوا في المدينة الفساد. فبدل الأمن انتشر الخوف. وبدل الرخاء انتشر الفقر. سأريكم الليلة حقيقتهم. وسأجعلهم يعترفون.

تشتغل الشاشات أمام الوحوش كل واحد في قبره. قالت هل تعلمون أين انتم؟ انتم وأبنائكم في نفس المكان، فتحت شيماء الكاميرا لدى الأبناء ليشاهدوا آباءهم أيضا في قبور مثلهم. ثم قالت للآباء على الهواء: نعم أنتم الآن أيضا في صناديق مدفونة بضعة أمتار تحت الأرض. بدأوا يصرخون ويقولون بتكبر، هل تعلمين مع من تتكلمين. قالت: نعم أعلم جيدا مع من أتكلم لأجل ذلك أنتم الآن تحت الأرض.

لا يعلم أحد بمكانكم، ولم يفتقدونكم بعد، إلى ذلك الوقت الذي سيفتقدونكم ويبدؤون بالبحث عنكم، أكون انتهيت منكم، ليس لدي ما أخسر أكثر مما خسرت بسببكم وبسبب جشع كل واحد منكم، وفسادكم الذي أفقد الناس الأمان.

قالوا انتِ التي أرسلتِ الرسالة. قالت نعم وأبناءكم الآن في القبور بجانبكم. فتحت لهم الكاميرا ليشاهدوا أبناءهم. بكى الجميع آباء وأبناء. ثم سألوها ماذا تريدين؟

أخبرتهم أنتم هنا للحساب والعقاب. بدأ الشباب يشعرون بالتعب والجوع. قالت: أعرف كم أنتم جائعين. وتعانون من آلام بالجسم والظهر ورهبة المكان الذي تعيشون فيه. كنتم أحرار تفعلون ما تريدون وتأكلون ما تريدون. تملؤون جيوبك بأموال الفقراء والمحتاجين. بنيتم القصور. ووضعتم القوانين على هواكم. لن تخرجوا من هنا إلى أن أتأكد أن هنالك من سيحاكمكم محاكمة عادلة. ويأخذ بحق المظلومين منكم.

قالت شيماء للمتابعين إنهم لا يعلمون أنهم على الهواء. سمعنا ما قال الأبناء وسنبدأ الآن سماع أقوال الآباء. قامت بإيقاف الصوت عن الأبناء وقالت للآباء من منكم مستعد أن يتحدث ويخبرني الحقيقة. أنا متأكدة أن أحدكم سيخبر الحقيقة، ومن لا يريد التحدث ليس عليه أن يتحدث.

أشار عمران رئيس البلدية أنه سيتحدث أولا، قال: كل تفكيري عندما حصلت على المنصب أن أخدم بلدي. ورغم انتشار الرشوة التي كان ممكن تجعلني من أغنى الأغنياء، إلا أنني أرى أن عندي ما يكفيني، لكن سرعان ما تتغير الأفكار عندما تلتقي بإدارات أخرى. يأتون إليك ويمدون إليك يد المساعدة وينتظرون أن ترد لهم الجميل. وإن لم تفعل ذلك ستتغير المعاملة ويبدأوا بمضايقتك. فتتأخر معاملاتك وتبدأ تنظر إليك الإدارة العليا بأنك لست أهل لذلك المكان. ويشتكي منك الشعب. فتضطر أن تجاريهم. وتفعل ما يريدونه منك حتى وإن كان عكس طبيعتك. ومع الوقت يتبلد لديك الإحساس. ثم يبدأ الطمع والجشع.

لما شاهدت مقطع حياة. بكى قلبي لها. وعلمت أن ابني أصبح صورة من أبيه. لا يستطيع أن يرفض أو يخرج نفسه من المأزق الذي وقع فيه. حاول أن ينصحهم، ولكن لم يستمعوا له. بل وضغطوا عليه ليشاركهم. ولكن قلبه الطيب لم يسمح له بان يقتل نفس بريئة. عاد بعد ذلك وأنقذها وقام بإيصالها إلى منزل والديها.

سألته: من قتل الأم والأخت. أجابها. تتابعت الأحداث وتعمقنا في الجريمة وكما فعل الأبناء لأبني فعل الآباء أيضا ذلك. أرادوا أن نشترك جميعا في الجريمة. كان قائد الجريمة السيد شاكر رئيس المحاكم والد نصير فقد جنَّ جنونه لما شاهد اعتراف الفتاة وذكر اسم ابنه نصير في التسجيل.

استدرجنا الأم وبنتها وأخذناهما إلى خارج المدينة وقمنا بالتناوب على حفر قبر ليجمعهما سويا. كان المكان مظلم وبدأت الأمطار تنزل بغزارة. وصوت الرعد يهز المكان. فكانت الأم تقاوم بشدة. وابنتها مرعوبة تبكي وتقول أرجوكم اتركونا في حالنا لا نريد منكم شيء. لكننا لم نثق بكلامهما. فطعن السيد عدنان الأم ورموا بها في الحفرة. ثم أعطوني السكين لأقتل الفتاة ولكني كنت أرتجف بخوف فسقطت السكين في الحفرة، وبدأ البرق والرعد يضرب بشدة شعرنا وقتها بالرعب. فأردنا ان ننتهي من هنالك بسرعة. فضرب السيد حسين الفتاة بأدوات الحفر فسقطت على ظهر أمها في الحفرة. ثم دفناهما وهربنا من المكان.

قالت شيماء يعني دفنتم الأم وابنتها أحياء. ألم تفكر أن تعود إليهما كما فعل ابنك وتخرجهما من ذلك المكان. بدأ عمران يبكي ويقول المكان كان مظلما. حتى وإن أردت أن أعود لن أعرف مكان الدفن.

قالت: عدتم إلى حياتكم وعائلاتكم وكأن شيئا لم يحصل. ما أقسى قلوبكم. دفنتم البنت وأمها ولم تتأكدوا هل مازالوا أحياء. إذا "الجزاء من جنس العمل". تستحقون أن تعاقبوا بهذه العقوبة. أخبرني ماذا تشعر.
عمران: أشعر أني مذنب وأستحق أن أكون في هذا المكان.

في المدينة تسلم الجيش القضية، فبدأوا يبحثون عن الرؤساء الخمسة وأبنائهم. أخذتهم إشارة الهواتف المحمولة مرة أخرى إلى منزل العائلة.

تراقب شيماء الجنود وهم يدخلون المنزل ليجدوا الهواتف المحمولة على طاولة في المنزل وتحتها رسالة تقول: لن أترك أي شخص ساهم فيما حصل لهذه العائلة. إذا لم يعترفوا للعالم بما فعلوا فسأحضرهم وسأدفنهم قريبا.

شاهد كل شخص على الهواء هذه الرسالة.

كانت تلك الرسالة كافية لتنزل الرعب في الكثير ممن ساهموا في إخفاء حقيقة ما جرى للعائلة. فما كان من عماد الذي قام بتغيير تقرير المستشفى والعاملين على فحص الأدلة الجنائية. والطبيب الشرعي مصطفى الذي أخذ الرشوة والشرطي عمران الذي تأخر ولم يستجيب لاتصال "حياة" لما استنجدت به. وفي المحكمة القاضي محمد ومن عمل بشكل مباشر أو غير مباشر، بالاعتراف بما قاموا به.

كشفت تلك القضية عن فساد في الكثير من الإدارات الحكومية. جلست شيماء تبكي بكاء مراً. لا تعلم ماذا ستفعل هل تقطع عنهم الهواء أو تتركهم عبرة لغيرهم. قال لها المذيع: إن ما عملته سيدتي كبير. لدينا اتصال من مسؤول كبير في الدولة يريد أن يحادثك.
المسؤول: ابنتي نحن لا نعرف من انتِ ولا يهمنا هويتك. كما ترين أن بعضهم قد يستحق العقوبة أكثر من الآخر. إن قتلهم في ذلك المكان قد أراه ويراه الكثير. أقل عقوبة ممكن يستحقها هؤلاء الوحوش.

لكن ما يزال الخير في البلاد. لدينا الشرفاء في الشرطة والمحاكم والدوائر الحكومية من تحترق قلوبهم لأجل مأساة العائلة. كل ما أريده منك أن تعطينا العنوان وتختفي. وقريبا جدا سنأخذ بحق هذه العائلة.

قالت شيماء سآخذ بكلامك وسأختفي. ولكن أحذرك أمام العالم، إذا لم يأخذ بحق هذه العائلة. الحفرة القادمة ستكون من أجلك.

ابتسم المسؤول وقال من الجيد أن يكون لدينا فتاة شجاعة تحترق للحق مثلك.

أعطت شيماء الموقع للمذيع. الذي أثنى على شجاعتها ووقوفها لوحدها في وجوه وحوش المدينة.

ذهبت شيماء إلى فريد ووالدته، واعتذرت منهم وقالت أنها ستعود لتكمل دراستها، وستستمر تتواصل معهم. ثم توجهت مباشرة إلى المطار وخرجت من البلاد لتكمل دراستها.

بينما أرسل الجيش فريقاً. لإخراج المذنبين من القبور إلى السجون ليتم محاكمتهم محاكمة شرعية. وأعيد تشكيل الإدارة في تلك المدينة. فأصبحت أفضل مدينة من ناحية الأمان والعدل والرخاء.

بعد شهور قليلة تسمع شيماء اخبار تنفيذ احكام الإعدام والسجن لكل من تسببوا في إيذاء عائلتها.

عادت شيماء بعد انتهاء الدراسة، وتزوجت من "فريد" وعاشت معه ومع والدته في سعادة وهناء

انتهت هذه الرواية التي أتمنى أن تكون حازت على إعجابكم
وانتظرونا في روايات أخرى






رومي ملك البحار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:09 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.