14-10-22, 12:31 AM
| #41 | |||||
|  اقتباس:
تسلمي حبيبتي مبسوطة إنها عجبتك وأسعدني مشاركتك جدا | |||||
|  |
|
14-10-22, 12:34 AM
| #42 | ||||
| الفصل السادس: مر شهر كامل قضاه بالمشفى بين علاج وفحوصات وعلم من خلالها بعد هدوء نوبة غضبه حقيقة وضعه بعدما استحث الطبيب أن يخبره بكل شيء فأخبره بأن إصابته حساسة ولكن هناك أمل للشفاء ضعيف لكن محتمل وقد تترك الإصابة أثرها عليه بعد شفائه وقد يستجيب للعلاج ويأخذ فرصته كاملة.. فرصته التي تمثلت في طبيبٍ ماهر بالخارج يُجري هذه العمليات الدقيقة بمهارة فائقة. تقبل الأمر بشجاعة وقوة.. قوة جعلت منه سليم آخر غير هذا الذي كان قويًا من الخارج ولكنه يحمل لين العالم في قلبه.. قوة جعلته يقسو على أكثر مخلوقة أحبها بحياته ولم ولن يعشق سواها ولكن هذا هو الأفضل للجميع كما يرى.. لذلك منعها نهائيًا من زيارته بالمشفى بعد خروجها منه وذلك بعد لقائهما بأسبوع ومن يومها لم يرها.. فهو لا يريد أن يؤذيها أكثر فقد قررتأجيل سفره لأن ينتهي من بعض الأمور المعلقة هنا وتصفية عدة حسابات. أما هي فقد أصر جدها على أخذها معه للقصر حتى يحميها من بطش أبيها ولم تمانع لا تعلم لمَ.. فحتى إن قتلها أبوها فلم تعد تأبه لشيء فمن كانت تريد الحياة لأجله تخلى عنها .. سأم وتركها.. فلماذا تخاف على أثره بداخلها وتريد حمايته وقد قتل بها كل معنى للحياة بفراقه وإبعادها عنه سخرت من نفسها وهل تلومه حقًا بعدما حدث له بسببها.. وهل لامت أباها يومًا على سيطرته الكاملة على حياتها فهي لم تكن تستحق سليم لأنها دومًا كانت مفعولًا به في قصتهما مجرد تابع خانع لما يُقال له. رفض أبوها زواجهما فلم تعترض أو تدافع عن حبها له وتركت له مهمة الوقوف في وجهه وحده دون دعمها لأنها كانت أجبن من أن تقول لأبيها أريد شيئًا خلاف ما تريده أنت.. تخاف على تلك المكانة التي يضعها بها والمحبة التي يمنحها لها وبالمقابل يسيطر على كل نفس يدخل رئتيها.. تاركةً مهمة إقناعه لجدها وعمها وأمها وحتى سليم نفسه دخل معه العديد من المعارك وهادنه كثيرًا ولم يزده هذا إلا عنادًا .. تُرى لو رأى منها إعتراضًا أو تمسكًا بسليم هل كان سيصر على رفضه؟ حتى عندما أراد جدها عقد قرانهما لم تعترض أيضًا.. وعندما فعّل سليم زواجهما لم تُرد كسر خاطره رغم خوفها هي لم تعترض يومًا على رأي أحد في حياتها.. لم تقل لهم أنا هنا.. أنا أريد هذا أو لا أريده فكان عليها خسارة كل شيء إذًا. عادت برأسها للخلف تستند على وسادتها في الغرفة التي أعدها لها جدها جوار مكتبه والتي ناسبت وضع سليم الجديد حتى يتم تركيب مصعد داخلي في المنزل كي يستطيع الصعود والهبوط بحرية على مقعده المتحرك فسليم لن يحتمل مساعدة أحد له كما أن قاسم لم يعد يقوى على الصعود والهبوط كثيرًا. نظرت في ساعة الحائط يجب أن تُحضر نفسها الآن فهو سيخرج من المشفى اليوم ويريد أن يجتمع بالعائلة حتى أبيها الذي لم تره من ليلة الحادث. تُرى ماذا يريد منهم ولم يستطع الانتظار حتى يرتاح ولو قليلًا؟ وماذا سيحدث اليوم أيضًا؟ دعت الله أن يكون خيرًا فلم تعد تحتمل المزيد. ***************** | ||||
|
| |
|
14-10-22, 12:38 AM
| #43 | ||||
| في بهو القصر الواسع جلس سليم على كرسيه المتحرك وحوله عائلته .. أبوه وأمه وأخته يهنئونه بسلامته, وزياد الذي اصطحب أباها بالقوة.. عفوًا تقصد شبح أبيها فالجالس أمامها الآن لا يقوى على رفع رأسه والنظر لأحد لم يكن يشبه أباها الشامخ الفخور..لقد كان ينظر للمنضدة أمامه في وجوم دون حراك.. جدها يجلس مترقبًا صامتًا ينتظر مفاجأت حفيده التي يعلم جيدًا أنه يُحضر لها طيلة فترة مكوثه بالمشفى.. بينما انزوت هي في ركن جانبي منكمشة على نفسها تختلس النظرات المشتاقة اللائمة له ولكنه لم ينظر نحوها أبدًا.. لقد كان مختلفا تمامًا هو الآخر فما حدث قد غيره كثيرًا كما غير الجميع. أشار لمحاميه أن يبدأ الحديث فقال: -أيها السادة.. السيد سليم قد اتخذ بعض القرارات المهمة بشأن السيد رؤوف ويريدكم جميعًا أن تطلعوا عليها وتابع الرجل : -أولًا بموجب التوكيل العام من السيد قاسم والسيد راجح فقد ضم السيد سليم أسهمهما في الشركة إليه وبالتالي انتقل له وحده حق الإدارة بحكم نسبته التي تفوق نسبة السيد رؤوف والسيد زياد لذلك هو يعرض عليكم أحد أمرين.. الأول أن تبيعا إليه نصيبكما وتخرجا من الشركة بهدوء, وإما أن تنتظرا أرباحكما السنوية كل عام دون التدخل في الإدارة وإذا أراد أحدكما العمل في الشركة فلن يكون في أي من المناصب الإدارية بل كموظف عادي مقابل راتب شهري. -هكذا إذًا سنكون موظفين في شركتنا ؟!.. ملكنا ونعمل فيه تحت إمرة الأغراب.. هل حقًا تريد هذا يا سليم؟! قالها زياد ليشيح سليم بوجهه بعيدًا دون رد فالتفت لأبيه يقول: -وأنت ألن تقول شيئًا يا أبي؟ أشاح رؤوف هو الآخر بوجهه دون رد فتابع المحامي: -أرجوك لا تقاطعني سيد زياد فبعد أن انتهي تستطيع السؤال عمّا تريد صمت زياد على مضض فماذا سيقول وهذا ما جناه أبوه ويدفع ثمنه الجميع تابع المحامي: -ثانيا السيد رؤوف سيغادر هذا القصر حالًا ولن يعود إليه ثانية لأي سبب هو وأي شخص من طرفه عدا السيدة لوسيندا باعتبارها ما زالت زوجته فهذا القصر ملكه كما تعلمون. انتهى الحديث كما انتهى كل شيء والجميع على رؤوسهم الطير ولم يستطع أحد أن يتفوه بكلمة واحدة مع سليم الذي ترك الجميع ودخل إلى الغرفة التي أخبره أبوه أن جده أعدها له جوار غرفة مكتبه دون أن يعلم أن لوسيندا تقيم بها أيضًا وصفق بابها وراءه فانتفض رؤوف تاركًا المنزل بهدوء ودون كلمة واحدة على عكس عادته ولحقه زياد فبعد ما قاله سليم فقد تم طردهم من قصر جده ومن جنة رضوان وأصبحا الآن من المنبوذين الملعونين. ************** يتبع | ||||
|
| |
|
14-10-22, 12:41 AM
| #44 | ||||
| ذهب زياد مع والده للشركة لجمع متعلقاتهما قبل أن يأمر سليم برميها خارجًا ويسلمها الأمن لهما.. جلس رؤوف خلف مكتبه ينظر لأوراقه بشرود ونظرات زياد اللائمة تلاحقه وهو يجمع كل شئ لهما معًا فوالده في حالته تلك لن يفعل شيء فهو يشك أنه معه هنا أصلًا. دخل عادل معتذرًا: -أسف لدخولي هكذا ولكن المساعدة ليست بالخارج رد زياد بوجوم: -لقد بعثتها لجلب شيء لي من مكتبي -يبدو أنكم تنتقلون إلى مكتب آخر.. هل سيستلم السيد رؤوف مهام سليم؟ قالها عادل بحماسٍ ظاهر ولكنه عاد متراجعًا بأسفٍ مصطنع عندما لم يرد أحد عليه: -أنا أسف لتدخلي ولكني أريد الاطمئنان على عملنا معا وأسف أيضًا لما حدث للسيد سليم فقد كنت مسافرًا الفترة الماضية ولم أعد سوى من أيام قليلة. -لا عليك همس بها زياد فعاد عادل ينظر لرؤوف الذي لم ينطق إلى الآن: -ماذا سيد رؤوف ألن نجتمع معًا ونتحدث بشأن عملنا المشترك لقد مر الكثير من الوقت ونريد أن نرتب أمورنا خاصةً بعد غياب سليم. نظر له رؤوف أخيرًا بحقدٍ دفين واحتقار وردد: -أنت من زرع الشك بداخلي .. كنت تعلم كل شيء وكنت تراوغني.. رميت الطعم وأنا التقطته بغباء واندفعت وراء غضبي وفعلت ما فعلته.. ربما لو استمعت لأبي بهدوء بعيدًا عمّا كان يدور برأسي لما حدث كل هذا. نظر له عادل بعدم فهم رغم أنه كان يعلم كل شيء ولديه من يبعث له بالتفاصيل طوال الوقت ولكنه قال: -لا أعلم عمّا تتحدث بالضبط سيد رؤوف ولكن يبدو أن هناك أمرًا سيئًا حدث معك وتريد تحميلي مسؤوليته ولا أعلم لمَ ؟.. ولكني سأقدر حالتك وحزنك على ابن أخيك وسأتغاضى عن ذلك. جمع زياد خيوط الكلام بسرعة من حديثهما الآن وبعض مما كان يتفوه به أبوه في الأيام الماضية وما حدث ليلة الحادث ولم يشعر بنفسه إلا وهو يلكم عادل بقوة لكمة جعلته يرتد للخلف من هول المفاجأة ونزفت أنفه بغزارة وصرخ به: -هل جننت أيها الغبي؟ هتف زياد بغل: -لم ترى غباءً بعد سأريك المزيد الآن. واشتبك معه زياد بعدة لكمات ردها عادل في بعض الأحيان ولكن كانت لزياد الغلبة لأنه كان مدفوعًا بقوة كل الضغوط التي تعرض لها على مدار الشهر الماضي بأكمله وجلبت أصوات عراكهما بعض الموظفين فحاولوا فض الاشتباك بينهما وخرج عادل متوعدا لهم وهو يسب زياد متعثرًا بخطواته بينما رؤوف راقب بهدوء ما يحدث وكأن كل هذا لا يعنيه في شيء بل الدنيا بأكملها لم تعد تعنيه.. تراها الصدمة أم ما بعدها؟ فجأة انهارعالمه أمامه وخسر كل شيء بعدما ظن أنه يملك خيوط اللعبة وظن أن عادل سيكون وسيلته لطرد سليم من الشركة والقصر وكل شيء وبالنهاية يقهره أكثر بتزويج لوسيندا لعادل وحرمانه منها فكان أن وقع في نفس الحفرة التي حفرها لابن أخيه بيده ويجلس الآن منتصرًا عليه كعادته ولكنه لا يشعر بشيء تجاه خسارته هذه المرة وكأنها لا تعنيه أو كأنه انفصل عن ذاته وأصبح شخصًا آخر لا يعرفه يقف يراقب من بعيد ما يحدث حوله دون مبالاة. ************ يتبع | ||||
|
| |
|
14-10-22, 12:45 AM
| #45 | ||||
| دخل الغرفة وخلال تفقده لها علم من أغراضها المنتشرة بها أنها تقيم بها أيضًا ويبدو أن هذه أوامر جده فلو عاد الأمر لأمه لطردتها من حياته كلها.. تحرك بكرسيه تجاه النافذة يريد استنشاق بعض الهواء غير المعبق برائحتها التي تملأ الغرفة.. نظر للحديقة أمامه بشرود وهو يتذكر كلام محاميه فقد أمره بإعلان خبر زواجهما للصحف وكان عنوان الخبر كالتالي" أنه تم عقد قرانه على ابنة عمه المصون قبل الحادث بقليل ولكن حال الحادث الغامض الذي أجاد جده إخفاء أثاره جيدًا فتكهن البعض أنه حادث سيارة أسفر عن كونه أصبح عاجزًا مشلولًا يتحرك على كرسي متحرك وأصرت العروس على إتمام الزواج دون حفل زفاف حتى لا تترك عريسها وحده في أزمته الصحية " ابتسم ساخرًا لم يتخيل في أشد كوابيسه أن ينتهي به الحال هكذا.. لو أخبره أحد أنه من سيطلب منها يومًا الفراق لأتهمه بالجنون.. ولكن هكذا أفضل له ولها .. يريد أن يسافر بأسرع وقت فلو بقى هنا أكثر حتمًا سيؤذيها فالحادث وأثره لم يكونا السبب في حالته وحقده هذا فقط كانا القشة التي قصمت ظهر جواده وبعثرت كل احتماله السنوات الماضية جانبًا. دخلت الغرفة لتجده على حالته الشاردة تلك فانتبه لغلق الباب خلفها فقال وهو يعاود النظر للحديقة: -تستطيعين البقاء في أي غرفة أخرى من القصر.. سيكون أفضل. اتجهت لخزانة الملابس وهي تقول بجفاء: -لا.. سأقيم هنا.. فبالنهاية ما زلت زوجتك. -حتى أجل مسمى فقط. -نعم وإلى أن يأتي هذا الأجل سأظل معك في غرفة واحدة ربما تحتاجني. -سيقوم الخدم باللازم وسأطلب منهم ما أريد. -اعتبرني إحداهن. التقت نظراتهما أخيرًا بعد سجال الكلمات وكأن كلا منهما أشبه بإنسانٍ آلي دون مشاعر أو هكذا يريد أن يبدو ويخفي وجع قلبه بهذا الجمود أكملت تعيد كلامه: -إذا كنت تريد لهذه التمثيلية أن تكتمل ولا يشك أحد في أمر زواجنا يجب ألا نثير الشكوك حولنا فأنت لا تعلم بما يمكن أن يثرثر الخدم خارج المنزل.. وأنت لن تكون هنا حتى تُخرس ألسنة من يثير فضيحة حولي. ابتعد بكرسيه في غضب واتجه للفراش فاقتربت كي تساعده بالانتقال إليه فرفع كفه في وجهها قائلًا: -أستطيع تدبر أمري وحدي فقد تدربت على هذا كثيرًا بالمشفى حتى أتقنته كما أن الكرسي مصمم لمساعدتي في هذا .. لذلك لا تحاولي فعل هذا مرة أخرى هل تفهمين.. أنا لا أريد مساعدة ولا شفقة من أحد وفري جهودك رغم جرحه لها بكلامه ولكنها تألمت أكثر لأجله هو .. هي أرادت الاقتراب منه برغم كل ما حدث بينهما ورفضه المتكرر لها كانت تود فقط أن تقترب منه.. تعود رائحته لغزو قلبها قبل أنفها.. تلفح أنفاسه وجنتها وشعرها.. تشعر به حولها ما زال على قيد الحياة حتى وإن كان بعيدًا عن أحضانها, ولكنه عاد لكسرها بصلابته فهو يعتبرها الآن من حزب أعداءه وبرغم كل ما بها هي الأخرى يجب أن تتحمله .. وهل تستطيع ألا تفعل.. فهو سليم..... سليم وكفى. ************** يتبع | ||||
|
| |
|
14-10-22, 12:56 AM
| #46 | ||||
| بعد يومين كانت هناك مشكلة في مكيف الهواء في غرفتهما فهاتف أبوه الشركة المسؤولة وبعثت مهندس للصيانة.. كان يجلس في مكتب جده يقضي به أغلب وقته كعادته قبل الحادث وزاد الأمر الآن .. فلم يذهب إلى الشركة أبدًا وتابع كل أعماله من المنزل وكان تحت يده فريق كامل من أكفأ العاملين لديه كلهم رهن إشارته وينفذون ما يطلبه خاصة بعد طرده لعمه وزياد من الشركة. أما هي فكانت قادمة من الحديقة التي أصبحت تقضي بها أغلب وقتها هي الأخرى هاربةً من نظرات وهمزات زوجة عمها التي أصبحت تكرهها بشدة ولا تفوت موقفًا إلا وعبرت لها بصراحة عن هذا. دخلت غرفتها فوجدت أن المهندس ما زال هناك ويقف معه أحد الخدم.. كانت ستتراجع لولا أنها تفاجأت بشخصية هذا المهندس لقد كان رفيق شقيق صديقتها نيرمين .. رفيقة دراستها وزميلتها في العمل سابقًا ابتسم لها هو الآخر فور رؤيتها وصاح مرحبًا: -لوسيندا.. أين أنتِ يا فتاة لم أركِ منذ زمن؟ اقتربت وقد انتقلت ابتسامته إليها وقالت: -مرحبًا رفيق.. كيف حالك وحال نيرمين مر وقت طويل على أخر لقاء لنا أجاب بود وبشاشة: -أنا بخير ونيرمين أيضًا بخير لا جديد إلى الآن.. فقط أفكر في الزواج ولكن بعد زيارتي اليوم أعتقد أنني سأفعل قريبًا. -لا فائدة منك دائمًا تمزح هكذا ظلت معه يتبادلان الحديث ومزاح رفيق يهون عليها قليلًا مما تمر به حاليًا.. وعندما انتهى رافقته إلى الباب الخارجي كي تودعه وتشكره على حضوره.. رأها سليم من نافذة المكتب تقف مع أحدهم تثرثر بحرية وتضحك بطلاقة لم يرها منذ زمن.. وكأنها تعرفه منذ وقت طويل هاتف المطبخ وطلب كوب ماء من الخدم فجاء به أحدهم فأشار له ناحية لوسيندا وسأله بوجوم: -من هذا الذي يقف مع السيدة لوسيندا؟ أجاب الخادم بأدب: -إنه مهندس الصيانة الذي جاء لتفقد مكيفات الهواء في المنزل.. ويبدو أنه صديق قديم للسيدة لقد ظلا يتحدثان طوال الوقت. قطب سليم جبينه وأشار له أن يذهب وظل محدقًا أمامه بغضب مكورًا قبضة يده بقوة حتى أدماها وهو يريد أن يذهب الآن ويقتلع رأس هذا المتحذلق وينزع هذه الابتسامة البلهاء من وجهها الجميل.. تلك الغبية.. سيريها ما إن تقع يده عليها. ************** يتبع | ||||
|
| |
|
14-10-22, 01:01 AM
| #47 | ||||
| جلس الجميع على الغداء بأمر من الجد كالعادة.. ما دام الجميع بالبيت لا يقبل بأي أعذار عن تناول الطعام ..كانت لوسيندا مبتسمة على غير عادتها عند جلوسها على طعام مع زوجة عمها.. بينما كان يرمقها هو خِلسة وفسر ابتسامتها النادرة بمهندس الصيانة ولم يزده هذا إلا غضبًا فوق غضبه.. أما والداه فكانا يتناولان الطعام بصمت.. جاءت شهد بصخبها المعتاد وقبلت جدها مما رسم البسمة على وجهه بعدما كان حزينًا دائمًا منذ حادث سليم وقالت: -أخبرني ماذا تفعل كي تزداد وسامة كل يوم هكذا لقد امتلئ دفتر الرسم الذي خصصته لك .. سأخصص واحدًا جديدًا إذًا. قالت ذلك وهي تضم شفتيها بطفولية محببة ليرد جدها ضاحكًا: -اجلسي أيتها المشاغبة سيبرد الطعام خاطبها والدها مبتسمًا: -كل هذا الدلال لجدكِ فقط آنسة شهد قبلته هو الآخر وجلست بجواره قائلة: -ولك أيضًا أبي ولكن تعلم أن لجدي قطعة صغيرة زائدة عنكم. واستطردت قائلة: -أووه رائحة الطعام شهية.. وأنا جائعة للغاية لقد نمت فور عودتي من الجامعة ولم أستيقظ سوى الآن. سمعا جميعًا صوت ارتطام شوكة سليم بالأرض فانحنت لوسيندا تحضرها ووضعتها بجوار طبقه ولكنه لم يشكرها أو ينظر إليها حتى وتابع تناول طعامه في صمتٍ ووجوم مما جعلها تشعر بالحرج وعادت تتلاعب بشوكتها في طبقها بصمت هي الأخرى قطعه جدها قائلًا بابتسامة حنون: -لمَ لا تأكلين لوسيندا .. ألم يعجبكِ الطعام؟ نظرت نحوه وهي تقول برقة تداري حرجها: -لا بالعكس إنه رائع جدي ولكنني لست جائعة فقد أكلت منذ قليل. -اعتني بنفسكِ يا ابنتي فقد نقص وزنكِ كثيرًا ووجهكِ شاحب ومرهق للغاية. -ومن منا لم يتأثر بتلك المصيبة التي حلت فوق رؤوسنا؟. التفت الجميع نحو زوجة عمها التي حدجها الجد بنظرة لائمة لم تعرها اهتمامًا ونظر لابنه قائلًا: -هل هاتفت شركة الصيانة كما طلبت منك يا راجح؟ رد راجح بهدوء يحاول تخفيف التوتر الذي أحدثته زوجته: -نعم يا أبي لقد جاء المهندس اليوم وأنت تستريح في غرفتك وأجرى صيانة لجميع أجهزة المنزل. ابتسمت لوسيندا لجدها قائلة: -هل تعلم يا جدي من هو مهندس الصيانة هذا؟ انتقلت نظرات الجميع لها وخاصة سليم الذي لم يرقه حماسها وسعادتها في الحديث عن رجل آخر فتابعت: -لقد تفاجئت به اليوم إنه رفيق شقيق صديقتي نيرمين هل تتذكرها كنا أصدقاء منذ الصغر وتخرجن ا وعملنا معًا في شركة الطيران. ضحك جدها قائلًا: -نعم نعم أتذكرها تلك السمراء ذات الشعر المموج. -نعم هي والتي كانت تغازلك دائمًا وأنت تضحك وتعطيها الحلوى التي تحبها. تلكأت قليلًا قبل أن تتابع: -إنه يريد مقابلتك أنت وعمي راجح هذا إن وافقتم على طلبه. زوى راجح ما بين حاجبيه مستفهمًا بينما قال الجد: -وماذا يريد يا ابنتي؟! فركت يديها بتوتر وتابعت: -هو سيخبرك عندما يأتي ولكن من باب الأمانة أردت أن أخبركم كما أراد هو.. إنه يريد التقدم لخطبة شهد. تنهد سليم براحة سرعان ما تبدلت عندما صرخت والدته: -مستحيل.. على جثتي.. لا شأن لكِ بابنتي يكفي ما فعلته بابني إلى الآن.. نحن لا نريد شيئًا من ناحيتك أنتِ أو أبيك أبدًا.. أبدًا أتفهمين. صمتت لوسيندا وهي ترى هذا الجانب الحقود من زوجة عمها التي ربتها كما أمها إلى أن انتقلوا من المنزل بينما صرخ جدها بها: -اصمتي صفاء.. إياكِ والتحدث إلي حفيدتي هكذا مرة أخرى -إلى متى عمي.. لقد كاد ابني وحيدي أن يموت بسببها وبسبب جنون والدها. - هذا قضاء الله أولًا وأخيرًا..وما حدث كان خطأ الجميع وابنك أيضًا شارك به لم يجبره أحد على ما فعله صرخت ثانية: -ولماذا وافقته ربة الصون والعفاف؟.. ذات التربية العالية ولكن ماذا ننتظر ممن تعمل في مهنتها وتغيب لأيام عن منزلها لا يعلم أحد ماذا تفعل خلالها؟ شهقت لوسيندا بصدمة وأغرورقت عيناها بالدموع في نفس الوقت الذي احتج فيه سليم ناهرًا أمه: -أمي.. كفى أرجوكِ.. ولا تنسي أن من تتحدثين عنها هكذا تكون زوجتي. نهضت لوسيندا وانسحبت تاركةً المكان بسرعة لا تريد لأحد أن يرى دموعها يكفيها إذلالًا إلى الآن. *************** يتبع | ||||
|
| |
|
14-10-22, 01:09 AM
| #49 | |||||
| اقتباس:
أمممم أكيد هنعرف إن شاء الله استمري بس يا بنتي اللي فات حمادة واللي جاي حمادة تاني خالص وده تنبيه واجب ولازم أقولهولك ههههههه | |||||
|
| |
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
263Likes
العرض العادي
