آخر 10 مشاركات
في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          443 - سر الأميرة - كارا كولتر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree263Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-22, 11:07 PM   #61

سار@

? العضوٌ??? » 506764
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » سار@ is on a distinguished road
افتراضي


بعد خمسة أشهر أخرى:

تعالى صراخ الرضيع الذي جاء للدنيا لتوه ثائرًا معبرًا عن نفسه بقوة كوالده .. لقد ولد اليوم قاسم

سليم الشيخ.

تنفس الجميع الصعداء بعدما خرجت الممرضة من غرفة العمليات تطمئنهم أن لوسيندا بخير

وتعطيهم الصغير الذي تلقفه الجد قاسم الذي أذن في أذنه وأقام في الأخرى كما فعل مع أبيه

وجميع أحفاده.

بكت والدة لوسيندا تأثرًا بولادة أول حفيد لها خاصةً وقد كانت شاهدة كم تعذبت أمه في حملها

إلى أن وضعته.

تبادل زياد وشهد النظرات المشتاقة والتي تأملت كثيرًا بغدٍ أفضل بولادة قاسم.

بعد قليل تم نقلها لغرفة عادية والتف الجميع حولها مهنئين , بينما انتزع راجح أخيرًا الصغير من بين

ذراعي والده وهو لا يصدق نفسه إلى الآن أنه يحمل حفيده.. ابن ابنه .. كم يشبه والده وهو

صغير .. فرحته اليوم كبيرة ولولا عهده مع والده لأخبر زوجته وسليم فورًا بالأمر ولكن ما باليد حيلة

.. لا يريد أن يُغضب والده أكثر خاصةً بعد تصرفات سليم الأخيرة وتجاهله للجميع وعدم رده على

اتصالات أحد.. لقد اعتزل الجميع .. أمه وحدها هي من تخبرهم بأخباره وتطورات صحته وهو يذهب

إليه بين الحين والآخر خاصةً بعدما اطمئن على سير العمل وقد تعاون كلا من والده ولوسيندا

وشهد كما عمل زياد معهم ولكن لم تتم إجراءات عودة الشراكة بعد فأبيه يؤخرها لحين عودة

سليم.. فقد أجرى جراحة دقيقة وتمت بنجاح لكن مشوار علاجه مايزال في بدايته.

ابتسمت لوسيندا بوهن لفرحتهم جميعًا بقاسم الذي اختارت اسمه وأصرت عليه وكم فرح جدها

كثيرًا بذلك.. والآن يتشاجر كلا من زياد وشهد لحمله

-أنا عمته وسأحمله أولًا.

-وأنا خاله وسأحمله أنا قبلًا.

أثناء هذه المشاجرة الطريفة دخل رؤوف يجر قدميه بخزي ويقف أمام الباب ينظر نحوها بلهفة

وفرح.. لقد انتظر بالأسفل وطلب من الممرضة أن تخبره عندما تنتهي ولادتها .. ظل يصلي في

مسجد المشفى ويقرأ القرآن ويدعو لها كثيرًا.

كم تغير في الشهور الماضية.. وشعر بغلطته الفادحة في حقها وحق كل من حوله على مدار

سنوات عديدة .. ولكم أحزنه أنه اكتشف ذلك متأخرًا.. ولكن هل يتقبله أحد ثانية ؟ لا يعرف... هو

لا يريد شيئًا,لقد ترك كل شيء لزياد يديره كيفما يشاء ولكنه لم يستطع عندما أخبرته زوجته

بولادتها اليوم ألا يأتي ويطمئن عليها ويكون بجانبها ولو من بعيد , ففي النهاية هي ابنة قلبه

الغالية لوسيندا سَمَيِة أمه والتي جاءت الآن بسميّ والده وحفيد عائلة الشيخ الأول ,ألا يدعوه ذلك

للفخر بها ربما لو حدث ذلك قديمًا لرقص فرحًا بها لكن الآن كل ما يهمه هو الاطمئنان عليها فقط.

دمعت عيناها عندما رأته وعلى عكس ما كانت تظن لم تخش مقابلته بعد كل هذه الأشهر ولم

تخافه .. هي حتى لا تشعر نحوه بالحقد أوالكراهية فمنذ حملها بقاسم وهي تتغير.. أشياءٌ كثيرة

تغيرت بها.. أهمها أنها تشتاق الآن لضمته لها وتربيتته على رأسها بحنان كسابق عهده.. تشعر

بالشفقة عليه وكم تريد أن تضمه هي وتجعله يبكي إلى أن يستريح كطائف في رحلة طويلة عاد

لتوه لحضن أمه.

وصلته دعوتها فتقدم نحوها بحذر وسط رهبة الجميع وجلس إلى جوارها قبّل يدها برفق وقال

بخفوت:

-حمدًا لله على سلامتكِ بنيتي.

وضعت رأسها على صدره .. تفاجأ قليلًا ولكنه سرعان ما ضمها بقوة وحنان أثار تأثر الحاضرين

ودموع أبيه وزوجته وشهد.. بكى وبكت هي الأخرى بصمت ولم يجد أي منهما أبلغ من الصمت


حديثًا يشرح كل ما يريدان قوله.

*******************
يتبع




سار@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-22, 11:15 PM   #62

سار@

? العضوٌ??? » 506764
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » سار@ is on a distinguished road
افتراضي

مرت تسعة أشهر أخرى:

تغير خلالها الكثير.. لوسيندا بعد تعافيها من ولادتها واطمئنانها على قاسم الصغير تركته برعاية أم

فتحي وجدها ووالدتها التي تأتي من وقتٍ لآخر وأحيانًا تذهب هي إليها به وتتركه هناك ريثما تعود

من العمل.. العمل الذي كانت في أشد الحاجة للذهاب إليه ولكن كان من الصعب العودة لعملها

كمضيفة في وجود قاسم الصغير .. هذا ما كانت تخبره لكل من يسألها وبداخلها كانت تعلم كم

كان يغار من وظيفتها وابتعادها لأيام وابتسامتها وحديثها الودود مع الجميع هناك.. لذلك ذهبت

إلى الشركة تساعد عمها كما فعلت شهد وهي ترى كم كان العمل بحاجة هذا التعاون في غياب

سليم.. كما عاد زياد بعد بعض الوقت.

أما أبوها فما زال بعيدًا عن كل شيء.. ينأى بنفسه عن الجميع في عزلته التي فرضها على

نفسه.. ولكنه يسعد كثيرًا وترى ضحكته فقط عندما يرى قاسم الصغير لذلك تذهب به إليهم..

اقترح زياد عليه أن يذهب إلى طبيب نفسي طالما يرفض الحديث مع أحد .. استهجن الفكرة في

البداية ولكنه عاد لصمته ولا أحد يعلم إن كان يذهب حقًا أم لا ولكنه يخرج من المنزل أحيانًا في

أوقات مختلفة ولا أحد يعلم إلى أين يذهب.

جدها في غاية السعادة بقاسم لا يفارقه أبدًا إلا إذا أراد كلاهما النوم والراحة قليلًا.. وكأنه يعوض

اشتياقه لوالده فيه هو.. والده الذي ضن على الجميع بسؤال أو حتى برد على اتصالاتهم كي

يطمئنوا عليه.. ولكن عمها يطمئنهم جميعًا أنه بخير ويتقدم بعلاجه .. عمها الذي عادت معاملته

لها كالسابق بعدما تغير قليلًا وقت الحادث ولكن سرعان ما عاد لطبعه الحنون الطيب لطالما كان

أطيب رجال العائلة بشوش الوجه.. سمح الطباع.. صبور وهادئ عكس والدها تمامًا فدائمًا ما كان

يقول لها جدها أن عمها ورث طباع جدتها الرقيقة السمحة أما والدها فهو يشبهه في شبابه كان

عابسًا.. طموحًا.. متعجلًا ونزقًا.

لا تعلم كيف وافق عمها على عدم إخبار زوجته وسليم بأمر الصغير ربما بعد كل شيء أخذ صفها

وخاف عليها وعلى حفيده من بطش زوجته التي باتت تكرهها بسبب ما حدث لولدها وبسبب

غيرتها التي اكتشفها مؤخرًا فسليم وحيد أمه وفارسها وتأخر زواجه ساهم في تعلقها به أكثر

وظهور لوسيندا فجأة في حياته أشعرها بالقلق على مكانتها لديه.. وأنها ستأخذه منها.. ربما هي

لم تكن تكره لوسيندا في الماضي رغم كل المشاكل وربما هي لا تكرهها الآن فعلًا وإحساسها

هذا مؤقت وسيزول بتعافي سليم ورؤيتها لقاسم لذلك قرر أن يخفي عنهما الأمر حتى لا يتصرف

أحدهما تصرف أهوج يندم عليه فيما بعد , الوقت وحده هو الكفيل بكل شيء.. وبداخله كان يعلم

ابنه جيدًا فربما لو عرف أنه أصبح أبًا وأن لوسيندا لم تجهض طفله لترك علاجه وعاد دون إكماله

وهو كأب يخاف أيضًا على ابنه أراده أن يُكمل ما بدأه خاصةً وهو يراه الآن في طريقه للتعافي وقد

أصبح أكثر هدوءًا وراحة بعد متابعته مع طبيب نفسي هناك فكانت منظومة علاجية رائعة لم يرد

لابنه أن يتركها قبل نهايتها واستفادته منها

أما هي فانغمست في العمل ,ترهق نفسها حتى لا يكون لديها وقت للتفكير به.. اكتشفت أن

العمل بالشركة يستهويها وأحبته خاصةً بعد تحقيقها الكثير من التقدم به في غضون شهور.. تُرى

ماذا يفعل هو هناك؟

كعادته يعشق العمل ولا يستطيع تركه حتى في مرضه.. زفرت بقوة وهي تفكر:

-لقد اشتقت إليك سليم.. اشتقت كثيرًا وما يصبرني رؤيتي لقاسم كل يوم وكأنني أنظر لوجهك

وعينيك حبيبي.

نظرت لصورتها مع ابنها الرضيع أمامها على سطح المكتب بابتسامة شاردة في الغائب الحاضر.

*******************
يتبع


سار@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-22, 11:31 PM   #63

سار@

? العضوٌ??? » 506764
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » سار@ is on a distinguished road
افتراضي

والغائب الحاضر كان على بعد آلاف الأميال يجلس على فراشه وأمامه حاسوبه يعمل بدأب ليل نهار

حتى لا يفكر بها وللأسف يفشل دائمًا فأخر شيء يفعله كل يوم قبل إغلاقه لحاسوبه ونومه

هوتأمله لصورتها الحبيبة .. فأين المهرب منها أكثر من ذلك.. لا يعلم .. وإن أغلق حاسوبه فهي

بطلة أحلامه كل ليلة , لم تخلف موعدها معه ليلة واحدة منذ قدومه إلى هنا.. ابتعد لآلاف الأميال

ولم يستطع نسيانها.

وهل حقًا أراد نسيانها يومًا؟

أبدًا لم يتخيل أن يفعلها يومًا وإن أراد لن يستطيع فهي تجري في عروقه مع دمائه وتضخ إلى قلبه

بقوة لا إرادية منه.

هو فقط ابتعد كي لا يجرحها بغضبه وعدم استيعابه لما حدث معه.. لم يكن لديه أمل في وقوفه

على قدميه مرة أخرى ولم يرد أن يربطها به.. أعذار كثيرة ساقها لنفسه ولها قبلًا ولكنه كان

يخشى شيئًا أكبر من ذلك.. كان يخشى تحول حبها له لشفقةٍ وعطف ومع الوقت لسأمٍ وملل..

أهون عليه أن يموت ولا يرى هذا منها لذلك قرر أن يهرب هو أولًا أفضل لكليهما وأخذ أمه تحديدًا

معه كيلا تضايقها أكثر فبعدما حدث لا يأمن عليها سوى بجوار جده ووجود أمه في القصر كان

سيُصعب الأمر عليها أكثر مع حقدها المتولد نحوها فقرر أخذها معه كي يبعدها عنها.

عزل نفسه عن الجميع كرس وقته بين علاجه والطبيب النفسي الذي رشحه له طبيبه المعالج

والذي نفعه كثيرًا الشهور الماضية, وبين عمله فهو قد افتتح فرعًا آخر للشركة كان قد أسس وأعد

له منذ زمن وكان ينوي اصطحاب لوسيندا معه والبقاء للأبد بعيدًا عن عمه لكن شاء القدر أن يستقر

هنا وحده.

لقد أخبر أباه اليوم أنه سيبقى هنا للأبد ولم يسلم من ثورته

-لقد قررت استكمال علاجي والبقاء للأبد وتولي فرع الشركة هنا بينما أنت تدير الفرع هناك .

ثار أبوه غاضبًا لأول مرة بهذه الطريقة وقال:

-ماذا تقول سليم؟ أنا أحصي الأيام الباقية كي تعود وتتسلم مسئولياتك هنا وأنت تقول بأنك

ستبقى عندك للأبد!

أجاب بهدوء:

-نعم يا أبي ما المشكلة.. فأنت تبلي حسنًا طيلة الشهور الماضية في العمل ماذا إذًا؟!

كاد أن يفصح عما لديه ولكنه تراجع قائلًا:

-هناك من يساعدني بني.. شهد وغيرها من المساعدين ولكن هي لديها دراستها في النهاية

وتفعل ذلك بشكل مؤقت.. أما أنت فمكانك هنا ينتظرك وكل شئ تركته خلفك.

لم يفهم سليم مغزى كلام والده وقال:

-ستعتاد الأمر يا أبي شهد قوية وتستطيع أن تفعلها وأنا سأساعدكم من هنا في أي شيء

تحتاجونه.

-لن يعجب جدك هذا الكلام بني.

-لا تخبره الآن أبي.. أنا حقًا أريد هذا.. أريد أن أبقى بعيدًا لا أريد العودة للصراعات العقيمة مجددًا.

-إن لم تعد الآن فستندم باقي عمرك بني.

سأل بعدم فهم:

-ماذا تقصد أبي أرجوك لا تتكلم بالألغاز هكذا؟

-لا شيء بني فقط راجع نفسك في هذا القرار ولا تتعجل.

أغلق أبوه الخط ومن وقتها وهو يفكر في كلامه ولا يعرف مقصده.. هل يقصد لوسيندا؟

هل مازالت تنتظره؟

هل ما زالت تحبه بعدما فعله بها وقاله لها؟

أم تركته خلف ظهرها حقًا وعشقت غيره.. عند هذه النقطة ضغط يده بقوة حول حاسوبه حتى كاد

أن يهشمه وصورتها أمامه تضحك بعذوبة ورقة.. يذكر جيدًا هذه الصورة فقد التقطها لها يوم أن

أخذها ليريها المنزل الذي اشتراه ليكون منزلهما بعد زواجهما.. حتى لو أقاما في القصر سيكون

هذا عشهما الصغير الذي سيهربان إليه بين الحين والآخر بعيدًا عن كل شيء فهو يقدس

الخصوصية والهدوء ويعلم أنها أيضًا مثله.

يومها قابلها وأخبرها أن هناك مفاجأة يحضرها لها.. أوقف سيارته في هذا المكان الراقي والهادئ

نسبيًا أمام منزل من طابقين .. سحبها خلفه وهو يسألها

-ما رأيكِ؟

نظرت للحديقة أمامها بإعجاب وعدم فهم وقالت:

-إنها رائعة حبيبي ولكن لمَ نحن هنا؟

ابتسم بسعادة لأن الحديقة قد لاقت إعجابها وقال وهو يتقدمها نحو المنزل:

-تعالي لأريكِ باقي المفاجأة.

دخلت خلفه متعجبة وشهقت عندما رأت المنزل من الداخل فكان به كل شيء حلما به واتفقا أن

يكون بمنزلهما .

-ما هذا سليم؟

-هل أعجبتكِ المفاجأة حبيبتي؟

-أعجبتني!! إنها مذهلة ولكن.. منزل من هذا؟

اتسعت ابتسامته والتفت يداه حول معصميها وقربها منه قائلًا:

-إنه منزلنا حبيبتي.. عشنا الصغير.. لنا وحدنا فقط.

ونظر حوله متابعًا:

-لم أستطع الصبر حتى أكمله فكرت أن أخبركِ عنه ونكمل الباقي معًا.

التمعت عيناها بفرح وعشق غامر وهمست له:

-أحبك سليم.

-وأنا أعشقكِ يا قلب سليم.

ضمها بقوة.. بشوق.. يستنشق عبير شعرها ورائحتها التي يعشقها ولم تتغير منذ طفولتها.. مزيج

من عطرها الناعم ورائحتها الخاصة.. مزيج من البراءة والنعومة .

ازدادت لمساته حميمية.. وغيبتها همساته العاشقة إلى أن تناثرت قبلاته على وجنتيها وكاد أن

يلتقط شفتيها فهمست تستجديه:

-سليم.. توقف أرجوك.

نظر لها مشوشًا من فرط عاطفته المجنونة بها وقال:

-لماذا لولي..وإلى متى سأتوقف؟

-ما نفعله خطأ.. لا أريد أن نفعل شيئًا نندم عليه لاحقًا.

-ولماذا نندم؟.. أنتِ زوجتي وحبيبتي .

-نحن في حكم المخطوبين حتى وإن عقد جدي قراننا.. أريد أن تصطحبني إلى هنا في ثوب زفافي

بعد حفلٍ كبير يحضره الجميع وأكون أنا نجمته الوحيدة .. سعيدة وأنا أتأبط ذراعك وأذهب معك

لمنزلنا أمام الجميع وبمباركة أهلنا.

ابتلع ريقه كم يود هو الآخر أن يتحقق هذا الحلم:

-سيحدث حبيبتي ولكن إلى أن يحدث هل ستضنين عليّ بقبلة عابرة كل حين؟

نغزها فؤادها بالذنب نحوه وأحاطت عنقه بذراعيها قائلة بخجل:

-قبلة واحدة فقط.. لا أريد أن أتأخر.

وبعدها لم يع أيا منهما ما حدث.. لقد كان إعصارًا وليس مجرد قبلة.. تفجر معها كل شوق وصبر

وحرمان وانتظار السنوات الماضية ولم يشعرا بما حدث بعدها فعندما عادا من غفوتهما كانا في

الفراش وقد أصبحت زوجته فعليًا و كلاهما مصدوم ولا يصدق ما حدث.

بعد وقت قليل كانت تبكي بين ذراعيه وتخبره بندم:

-لم يكن علينا أن نفعل هذا سليم.. كان يجب ألا يحدث بهذه الطريقة.

ضمها بقوة يهدأها ويخبرها:

-اهدأي حبيبتي.. ما حدث قد حدث لوسيندا.. لا تلومي نفسكِ ولا تلوميني حبيبتي أرجوكِ.. لست

بقديس أنا رجل كان بين ذراعيه حب عمره ولم أستطع أن أقاوم صدقيني لم أستطع.

كان ردها تنهيدة حارة خرجت مع شهقة من بين شفتيها وهي تقول:

-ماذا سنفعل الآن؟

-سنحاول مع عمي مرة أخرى بل مرات عديدة حتى يوافق.. وإلى أن يحدث سنعيش حياتنا

كزوجين بشكل طبيعي.

وقد كان.. تركت عملها وتفرغت له يقضيان وقتهما بين هذا المنزل والسفر للخارج في جولات عمله

والسياحة, وقد عاشا معًا أجمل أيام حياتهما, وظنا أن ما يختلسانه من الدنيا باسم العشق والحق

المكتسب سيدوم طويلًا ولكن هيهات فلكل شيء حلو أو مر نهاية.. وقد واجه حبهما الكثير من

العواصف إلى أن افترقا.

أخرجه من شروده بحبيبته رنين هاتفه .. نظر نحوه ليجد جده.. زفر بضيق يبدو أن والده لم يضيع

وقته وأخبر جده بقراره وهاهو سيوبخه عليه.

فتح الاتصال بعد شهور من المقاطعة وقال بوجوم:

-مرحبًا جدي.

ولكن الجد لم يبادله ترحيبه وقال بصوتٍ حازمٍ قاطع دون أن تبدو عليه لهفة أو اشتياق لحفيده

الغائب لسنة وبضعة أشهر:

-أريدك أن تكون أمامي في أسرع وقت ممكن.. وأعني بأسرع وقت بضع ساعات .. يومان على

الأكثر.

أجاب سليم قلقًا:

-ماذا حدث جدي ؟هل حدث ما يستدعي قدومي بهذه السرعة؟

-نعم.. هناك أمور هامة للغاية تستدعي قدومك في الحال وعلى أقرب طائرة.

لم يزد العجوز شيئًا آخر وأغلق الهاتف بهدوء كان وقعه صاخبًا في قلب وعقل سليم .. تُرى ماذا

حدث؟

وهل يتعلق الأمر بها؟

**************
يتبع


سار@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-22, 11:35 PM   #64

سار@

? العضوٌ??? » 506764
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » سار@ is on a distinguished road
افتراضي

وبعد يومين كان على متن الطائرة العائدة لوطنه .. استقل السيارة التي بعثها له والده لتحضره هو

وأمه بأمر من جده ألا يذهب لاستقباله خوفًا من ألا يستطيع راجح أن يتماسك ويخبره بكل شيء.

هاتفه مساعده من أمريكا وهو يخبره أنه نسي هناك أوراقًا هامة كان يجب أن يوقعها فورًا فزفر

سليم حانقًا فاتصال جده أربكه وشتت تفكيره:

-ابعثها لي بالفاكس على الشركة وسأمر حالًا لأوقعها وتعيد السكرتيرة إرسالها إليك.

التفت لأمه التي تجلس بجواره حانقة من قرار العودة المفاجئ بأمر من الجد المستبد وقال:

-أمي سأمر على الشركة أولًا لدي عمل هام لن أتأخر اسبقيني للمنزل.

زفرت أمه بضيق:

-وهل لحقت بني بالكاد وصلنا من السفر استرح قليلًا وبعدها افعل ما شئت.. لا أريدك أن ترهق

نفسك هكذا.

نظر حيث تنظر نحو عكازه الذي خلفته بقايا إصابته ورغم غصتها وحزنها أن صغيرها سيتكأ على

عكاز في هذه السن ولكن هو أفضل من الكرسي بالتأكيد.. حمدت الله على فضله وأنها رأته مجددًا

يمشي حتى ولو على عكاز.. وبالمزيد من المتابعة في العلاج الطبيعي ربما يستغنى عنه نهائيًا

ولكن ماذا تفعل بهذا العجوز الخرف؟

-ألم يكن هذا الأمر الهام لينتظر حتى تُكمل علاجك.. أم أنه أهم لدى جدك منك.

شرد في الطريق أمامه وهو يعود للتفكير بما يريده جده واستدعى قدومه بهذه السرعة.

***********
انتهى الفصل الثامن


سار@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-22, 02:05 AM   #65

سار@

? العضوٌ??? » 506764
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » سار@ is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع
وصل لمبنى الشركة وسط ترحيب الجميع به وتهنئتهم بوصوله سالمًا في عجلة من أمره واستقل المصعد للأعلى نحو مكتبه.
عندما رأته السكرتيرة تهلل وجهها وهنأته بسلامته.. حياها بابتسامة صغيرة وسألها بعملية:
-هل وصلت الأوراق التي بعثها منذر؟
أجابت بجدية:
-نعم سيدي على مكتبك.
وقبل أن تُكمل حديثها رن هاتفه فتح الخط ودخل مكتبه وأثناء حديثه استدار كرسي مكتبه وهو في منتصف المسافة إليه ليجدها جالسة عليه
انزلق ذراعه الممسك بهاتفه إلى جواره وهو ينظر إليها بذهول فاشتياق كم يود لو يتلاشى كل شيء حولهما الآن ويأخذها بين ذراعيه كالسابق.. يعوض جوعه وشوقه لها.. هل زعم يومًا أنه سينساها؟
هل طلب منها ذلك؟
هراء.. محض هراء فحسب.. لقد شعر الآن بأنه يتنفس عندما عاد بالقرب منها.
تسمرت مكانها و لم تقدر حتى على الوقوف.. هل عاد حقًا؟.. هل هو ما تراه أمامها صدقًا أم مجرد أحلام يقظة وسيتلاشى طيفه هذا بعد قليل؟
يالله كم اشتاقت إليه, رؤيته الآن فجرت براكين شوقها إليه.. تريد أن تعدو إليه وترمي نفسها بين أحضانه وتبكي .. تبكي فرحًا وشكرًا لله أنها تراه واقفًا أمامها من جديد حتى ولو بعكاز يستند إليه.. تريد أن ترميه بعيدًا وتكون هي عكازه وسنده وكل شيء له كما كان لها كل شيء طوال عمرها.
تَرْحالُكِ شَيءٌ يَتَجَدَّدْ
ولِقانا شَمسٌ غائبةٌ
في رَحْمِ الغَيبِ ولَمْ تُولَدْ
أنا قَلبي مَوْقِدُ أحزانٍ
ودُموعُكِ زَيْتٌ تَسكُبُهُ ..
عيناكِ على نارِ المَوْقِدْ
قد عِشتُ أخافُ أُوَدِّعُكِ
أو يوَمًا حُلمي يَتَبدَّدْ
وبِرَغمِ الخوفِ تَفَرَّقْنا
ورَحَلْتُ أيا حُبي الأوحَدْ
مازِلتِ حَريقًا في قلبي
حُبًا ومَشاعِرَ تَتوقَّدْ
لِمَ لا تَبقينَ وأنتِ العُمرُ
وحُبٌّ في قلبي غَرَّدْ
يا أعظمَ حبٍّ أعطاني
قلبي وهَواكِ على مَوْعِدْ
فَدَعيني في الحُبِّ نَبيًّا
بِرِحابِ عُيونِكِ يَتَعبَّدْ
عبدالعزيز جويدة


سار@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-22, 02:06 AM   #66

سار@

? العضوٌ??? » 506764
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » سار@ is on a distinguished road
افتراضي

اقترب بخطوات جاهد ليجعلها واثقة دون أن يظهر العرج البائن بها ولكنها لم تكن تفكر في هذا أو تراه هي تفكر في شيء أهم , حضوره الطاغي وسطوته التي لم تقل على قلبها المسكين في حبه.
وقف أمام المكتب مباشرةً يلتهمها بعينيه ويقول بهدوء عكس ما في قلبه الآن من نيران :
-مرحبًا
ضحكت.. ضحكة قصيرة للغاية أشبه بشهقة مستنكرة.. هل بعد كل هذا الغياب وكل ما حدث يقول لها مرحبًا.. حقًا؟!!
ردت بعذوبة:
-حمدًا لله على سلامتك سليم.. أناااا.. سعيدة لأجلك حقًا.
هل هذا ما سيكون عليه حالهما من الآن.. ستعامله بهذه الرسمية..كلاهما منعه عن الآخر سوء ظنونه فهي ظنت أنه سينبذها ثانيةً إن قامت إليه وعبرت عن فرحتها بنجاته كما تريد.. وهو ظن أنها لم تنس ما قاله لها ولم تغفرفوقف متأهبًا ينتظر.
-ماذا تفعلين هنا لولي.. لوسيندا؟
عدل لفظ تدليله لها ولكنها لاحظت ورغمًا عنها انتابها جفاء وقسوة من فرط اشتياقها له الفترة الماضية وقالت:
-أنا أعمل هنا.
-منذ متى؟
-منذ وقت طويل بعد سفرك تقريبًا.
-لماذا؟
"كي أنسى.. كيلا أفكر بك.. كيلا أنهار بعد رحيلك"
كادت أن تتفوه بكل هذا ولكنها قالت بهدوء:
-العمل كان بحاجة لنا جميعًا كي نتعاون ونساعد عمي خاصةً أثناء سفره المتكرر إليك.
لاحت منه نظرة لجانب المكتب فلمح صورة لطفلٍ صغيربوجنتين مكتنزتين ,عينان زرقاوتان كعينيها وشعر بني كشعره يضحك بحلاوة وينظر له .. ازدرد لعابه برهبة وقال مشيرًا له:
-من هذا؟
وقبل أن تجيب أنقذها دخول شهد العاصف فبعد أن انسلت السكرتيرة خارجًا وأخبرتها جاءت مهرولة وفور أن رأته ألقت نفسها بحضنه وهتفت باسمه:
-سليم.. أخي.. حمدًا لله على سلامتك.
تلقاها بحذر بين ذراعيه وهو يحرص ألا يقع أرضًا من شدة ضمها له فتابعت:
-اشتقت إليك حبيبي.. اشتقت إليك كثيرًا لا أصدق أنني أراك الآن أمامي واقفًا على قدميك من جديد.
ابتسم لها بحنان قائلًا:
-وأنا أيضًا اشتقت إليكِ شهد.. كيف أنتِ يا صغيرة؟
-بخير حبيبي بخير ما دمت أنت بخير.. ولكني غاضبة منك للغاية.. هل هانت عليك أختك ألا تحدثها كل هذه المدة؟
لمس وجنتها بمحبة وقال:
-آسف يا صغيرتي ولكني كنت بحاجة للابتعاد عن كل شيء.. لاحقًا سنتكلم شهد.
والتفت ليواجه الأخرى لتجيب عن سؤاله الذي لم تجبه بعد فوجدها قد رحلت.. هكذا ببساطة.. بهدوء.. دون كلام.
التفت لأخته قائلًا:
-من يكون هذا الطفل؟
أجابت شهد بابتسامة ماكرة وببساطة:
-ابنك
***************
يتبع


سار@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-22, 02:09 AM   #67

سار@

? العضوٌ??? » 506764
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » سار@ is on a distinguished road
افتراضي

دخلت صفاء إلى المنزل وهي تخلع معطفها بملل فوجدت طفلًا صغيرًا تحمله أم فتحي وتهدهده فصاحت باستغراب:
-من هذا يا أم فتحي ؟! هل لدينا ضيوف؟ أم أنكِ أنجبتِ من ورائي في هذا العمر يا شقية؟!
قالتها ضاحكة لتأتيها الإجابة من خلفها:
-قاسم.
استدارت لحميها وقالت بابتسامة مجاملة:
-مرحبًا عمي.. كيف حالك؟
ونظرت للصغير ثانية وقالت:
-ومن يكون قاسم؟ هل هو قريبنا؟
-قاسم سليم راجح قاسم الشيخ.
نطق اسمه كاملًا بحزمٍ وفخر مبتسمًا فصرخت باستنكار:
-من؟!.. كيف؟!.. ماذا تقول عمي ؟ هل أنجب ابني من ورائي ؟ متى وممن؟!
-من زوجته.. هل نسيتِ أنه متزوج من ابنة عمه؟
ردت بشراسة:
-لا.. لقد انفصل عنها.. من أين جاءت بهذا الطفل؟
-اخرسي.. إن نطق لسانكِ هذا شيئًا عن حفيدتي سأقطعه لكِ.
جاء راجح على صوت والده وزوجته وسمع ما تقول:
-لم أقصد عمي.. ولكن.. هي أجهضت الطفل وقت الحادث قالوا ذلك في المشفى؟
قالتها بتلعثم تهادن حماها كي لا يبطش بها فبرغم عمره الكبير ولكن هيبته مسيطرة على الجميع إلى الآن فرد:
-لم تجهضه لكنها أخفت أمره خوفًا عليه مما حدث وقتها.
أيد راجح كلام والده متابعًا:
-نعم كانت تخشى عليه فبعد الحادث تغير الكثير ولكنها أخبرتنا بعد سفركم مباشرةً.
دخلت لوسيندا من باب القصر مسرعة نحو صغيرها الذي تلقفته من أم فتحي وقالت:
-قاسم حبيبي.. لقد عادت ماما يا قلبي.
نظرت نحوها زوجة عمها بحقد وهتفت بحدة:
-لماذا لم تخبرينا عن حفيدي.. لم يكن من حقكِ إخفاؤه عنا.
تكلم راجح مهدئًا:
- لا تفعلي هذا صفاء لن يفيد هذا الكلام الآن.. انظري لقاسم إنه نسخة عن أبيه وهو صغير.
رقت نظراتها نحو الصغير وقالت دامعة العينين:
-ابني كان يتعذب كثيرًا طيلة الفترة الماضية لو علم بوجوده لخفف هذا الكثير من ألمه وأعطاه أملًا كبيرًا ليتجاوز رحلة علاجه بحالة نفسية أفضل.
رد الجد بهدوء:
-لا داعي لهذا الكلام الآن..
ونظر لحفيدته قائلًا بحنان:
-اجلسي حبيبتي لمَ تقفين هكذا؟
ردت لوسيندا بقلق:
-بعد إذنك جدي سأذهب أنا وقاسم لبعض الوقت.. سنقيم في فندق إلى أن تستقر الأمور هنا.
قال الجد يطمئنها:
-لا تخافي حبيبتي.. لن يمسكِ أنتِ وابنك مكروه وأنا على قيد الحياة.. كفى لوسيندا لقد حان وقت كشف جميع الأوراق لن يفيد التخفي أكثر.
ردت زوجة عمها وقد عاد إليها غضبها وحقدها:
-لن أدعكِ تذهبين بحفيدي لأي مكان .. يكفي أنكِ أخفيته عنا كل هذا الوقت
-ماذا يحدث هنا؟
يتبع


سار@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-22, 02:10 AM   #68

سار@

? العضوٌ??? » 506764
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » سار@ is on a distinguished road
افتراضي

استدار الجميع لسليم الذي دخل المنزل برفقة شهد والتي حكت له كل شيء حدث منذ معرفتها بحمل لوسيندا بالمشفى مرورًا بكل ما حدث لحين عودته.
تقدم نحو لوسيندا التي تحتضن قاسم بخوفٍ وحماية.. ونظر له بحنان بالغ قائلًا:
-مرحبًا يا صغيري.
فتح ذراعيه مبتسمًا للصغير فرمى نفسه بداخل أحضان أبيه وكأنه يعرفه فهو يرى صورته طوال الوقت في غرفته هو وأمه ولأول مرة يقابله
أغمض سليم عينيه وقد التمعت الدموع بهما وعندما فتحهما واجه نظرات لوسيندا التي تنتظر برهبة ما سيقوله.. هل سيحرمها منه ويعاقبها على إخفاء ابنه عنه؟
لا لن تسمح له أبدًا فهي لم تعد ضعيفة كالسابق وكما حمته وهو جنين في أحشائها ستحافظ عليه الآن أيضًا.
التمعت نظرات العتب بعينيه وقال لها:
-لمَ.. لمَ لم تخبريني عنه؟
رد الجد بدلًا عنها:
- ولمَ تخبرك؟
نظر له سليم بذهول مصدومًا من قسوة جده عليه ولكن الجد أكمل :
-تعالي يا أم فتحي خذي سليم لغرفته حتى ننهي حديثنا.
أخذته المرأة من بين ذراعي والده بصعوبة وذهبت به فنظر سليم لجده وتابع:
-ماذا تقول يا جدي؟.. إنه ابني ماذا كنتم تنتظرون لتخبروني بأمره؟
-وهل أخبرتنا أنت وقت تزوجت أمه ؟ لقد عقدت قرانكما فقط ووعدتني أن يظل الأمر هكذا وحنثت بوعدك لي.. وهل أخبرتنا عندما نبذتها وسافرت وتركتها خلفك وعزلت نفسك عن الجميع غيرعابئ بأحد وباتصالاتنا للاطمئنان عليك حتى هذه بخلت علينا بها؟ وهل أخبرتنا عندما قررت من تلقاء نفسك البقاء في أمريكا للأبد دون أن تفكر بها أو بجدك الذي سيموت دون أن يراك ثانية بعد شفائك ووقوفك مجددًا على قدميك؟
ليست حفيدة قاسم الشيخ من تُعامل هكذا.. لقد أهنتني قبل أن تهينها يا ابن ابني.
رد سليم بعتاب:
-وهل التمس أحدكم العذر لي فيما كنت أمر به وما حدث لي؟
هل عاش أحدكم شعوري وأنا استيقظ من غيبوبتي لأجد نفسي عاجزًا مقعدًا خسرت ساقي ومستقبلي وطفلي الذي ظننته ميتًا.. هل عاقبت ابنك الذي دمرني يا جدي قبل أن تعاقبني؟
رد الجد بغصة تستحكم حلقه منذ ما حدث:
-ابني عاقب نفسه بنفسه بني وما زال يدور في دائرة عقابه ولم يهنأ يومًا من بعدها.. قبل أن أعاقبه يجب أن أعاقب نفسي أولًا.. فقد تجاوزته وزوجت ابنته من وراء ظهره, تعديت على حقه وترتب على خطأي هذا الكثير من الأخطاء التي ندفع جميعنا ثمنها إلى اليوم ولكن يكفي هذا.
نظر له الجميع بترقب فتابع:
-لقد اكتفيت من هذه المهزلة.. اسمعني جيدًا زوجتك وابنك هنا في منزلي وتحت حمايتي إذا أردت التصرف كرجل وتحمل مسئوليتك تجاههم سأسلمك إياهم فقد كانا أمانة في عنقي لحين عودتك.. وبالنسبة للعمل فقد ألغيت التوكيل الذي منحته لك وجهزت الأوراق لعودة زياد وعمك للشركة من جديد وستوقع عليها.
ونظر لصورة زوجته الكبيرة التي تتوسط الحائط وتابع:
-لقد كتبت جدتك هذا المنزل لك لأنها كانت تعلم أنك الوحيد الذي سيستطيع لم شمل العائلة وجمعها في مكانٍ واحد في المنزل والعمل وأنا لن أدعك تُفسد أحلامها وتُضيع شقاء عمري الذي حرصت فيه على جمع أولادي معًا, لن أدعك تفض عائلتي من حولي وأنا حي أرزق هل فهمت يا ولد.
*******************
انتهى الفصل التاسع


سار@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-22, 11:35 PM   #69

سار@

? العضوٌ??? » 506764
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » سار@ is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأخير والخاتمة
بعد هذا الحديث المرهق خرج وترك القصر, أوصله سائقه لمنزلهما الخالي.. لم يقو على الدخول

فجلس في الحديقة حيث مكانها المفضل على أرجوحتها.. أغمض عينيه يهاجمه سيل ذكرياته

معها.. كلها تكاتفت عليه دفعة واحدة, وأخرها يوم جاءت تخبره بحملها.. رغم صدمته بالخبرالذي لم

يحسب حسابه وقتها لكنه كان سعيدًا للغاية بأنه سيكون أبًا.. حاول إخفاء سعادته عنها ومراعاة

قلقها وتوترها من الموقف بأكمله ولكن في تلك الساعات القليلة كان قد رسم العديد من الأحلام

له مع طفله منها وتخيل من سيشبه يا تُرى هو أم هي؟ كيف سيتعامل معه؟ سيدلله, سيحبه

أكثر من روحه بالتأكيد, ليس فقط لأنه ابنه الذي انتظره لسنوات ولكن لأنه منها هي.. وهي

وحدها دون غيرها تكون أمه.

لذلك عندما علم بخسارته جن جنونه أصبح كمن انتزعوا منه روحه على حين غرة دون رحمة أو

سابق إنذار.. لحظة.. لحظة واحدة كانت كافية بتدمير كل عالمه وقلبه رأسًا على عقب وكأنه

محكوم عليه دومًا بالعذاب والشقاء و عدم تحقيق أحلامه معها أبدًا .. كل ما بناه معها هُدم

بلحظة.. هل لأنه بناه على أساس فاسد غير صالح كما يقولون.. هل حقًا خان أمانة جده .. أم أنه

فعل الصواب من وجهة نظره وقتها.. الآن عندما علم بكونه أبًا .. عندما علم بوجود قاسم آلمه

بشدة أنهم أخفوه عنه حتى ولو كان ذلك هو الصواب برأيهم.. عندما رأى نظرة الجزع في عينيها

اليوم وهي تحاوط قاسم بذراعيها بقوة تحاول حمايته منه.. منه هو .. أبوه..ماذا كانت تخشى؟

ماذا كانت تظنه سيفعل به؟ هو قرة عينه وحلم سنواته الماضية منذ أن سكن قلبه عشقها.

هل كان هذا شعور عمه عندما علم بزواجهما؟

هل خاف عليها منه؟

هل شعر بالخيانة كما فعل هو؟

هل شعر بالتهديد منه على علاقته بابنته؟

-هل تألم قلبه عندما شعر باستهانة ابنته به وتخطيها له بعد تربيته وحبه الغير محدود لها حتى لو

بمباركة جدها؟

زفر بضيق لا يتخيل أن يفعل معه قاسم المثل عندما يكبر ولكنه يعود لنفس الدائرة المفرغة التي

يدور بها منذ ما حدث..

هل لو كان انتظر كان سيتنازل عمه ويوافق على زواجه منها بإرادته؟

هل كان سيتقبله دون حقد أو سموم من الماضي؟

زفر ثانيةً بقوة أكبر.. لا يعلم ولكنه لأول مرة يعترف أنه أيضًا أخطئ وأنه استغل ضعفها وحبها له

وورطها في مأزق كبير وتركها بعده وغادر دون رحمة .. ياله من أناني.

غلبه النعاس بعد طول سهر, واستيقظ مشوشًا عندما ضربت أشعة الشمس حواسه وعينيه..

تلفت حوله واعتدل في جلسته على الأرجوحة, والتقط عكازه الذي وقع أرضًا, وإذا بهاتفه يرن فتح

الخط ليحادث الرجل الذي وكله بمهمة بالأمس ويبدو أنه أداها الآن, ولم ينطق سوى بكلمةٍ واحدة:

-أين هو؟

****************
يتبع


سار@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-22, 11:40 PM   #70

سار@

? العضوٌ??? » 506764
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » سار@ is on a distinguished road
افتراضي

ذهب لمقابر العائلة حيث أخبره مُحدثه أن عمه ذهب إليها بمجرد طلوع النهار وسطوع الشمس..

وجده يجلس أمام قبر جدته يقرأ لها القرآن, ويغيب عن العالم حوله في دنيا أخرى.

رفع نظره فجأة ليرى من اقتحم خلوته, وعندما رأه أمامه واقفًا على قدميه.. تهللت عيناه بفرحة

وراحة كادت أن تفلت منه لكلمات, ولكنها سرعان ما خبت وراء جدار صمته الطويل,عاد ينظر لقبر

والدته ويتنهد براحة وكأن حملًا كبيرًا انزاح من فوق كاهله.

اقترب سليم من عمه متكئًا على عكازه, وجلس بجانبه ونظر هو الآخر لقبر جدته.. ساد الصمت

لفترة قبل أن يقطعه ساخرًا:

-ماذا ألن تهنئني بسلامتي.. أم أنك حزين بفشل مخططاتك ونجاتي؟

رد رؤوف بعد برهة دون أن ينظر إليه أيضًا:

-لم أخطط يومًا لموتك أو إيذائك.. كل ما أردته هو أخذ حقي أو ما ظننته يومًا حقي.

-أفهم من ذلك أنك لم تعد تظنه كذلك الآن؟

-لا لم أعد أظن ولا أريد شيئًا سوى أن يُفك هذا الحبل الذي يدور حول رقبتي منذ ذلك اليوم وأن

يتلاشى شعوري بالذنب تجاه ابنتي.

هز سليم رأسه بيأس قائلًا:

-ماذا لو كان تقدم إحساسك هذا قليلًا لكنت وفرت علينا ما وصلنا إليه الآن.

نظر عمه للمصحف في يده وهو يُكمل:

-إنها الحياة بني تعطينا العديد من الدروس وفي المقابل يجب أن ندفع الثمن غاليًا.

-هل تعلم لمَ أعطتني جدتي القصر ولم تعطه لك أو لأبي؟

-لا.. لا أعلم ولكنها أعطتني الكثير مقابل القصر, أعطتني ما ظنت أنه سيصلحني ولكني لم أشعر

به وركبني العناد وأفسدت كل شيء.

-كانت تعلم بغيرتك الفطرية من أخيك, وظنونك الكاذبة أنها تحبه أكثر منك, وكانت تعلم أيضًا أنك

تتحكم بك انفعالاتك وأنك أكثر اندفاعًا من أن تحافظ على العائلة أو يعني لك لم شملها شيئًا, وأنك

فور حصولك على القصر ستضيعه وتفرط فيه بسهولة محصيًا الفوائد التي ستعود عليك منه.

أخذ نفسًا عميقًا وأكمل:

-عندما علمت أن هناك شيئًا في قلبي نحو لوسيندا كانت في غاية السعادة, وكتبت لي القصر

على اعتبار أننا سنربط العائلة معًا برباط لا ينفصم, وسنصلح ما أفسده الزمن, وأنك وأبي ستكونا

سعداء بهذا وتكونا حريصين على إتمام هذا الزواج أكثر من أي وقت مضى, ولكن...

أكمل عمه بندم:

-ولكن ما حدث كان عكس ذلك لقد تحكم العناد وألغى العقل, وسيطر على كل شيء ..

كان الحوار سجالًا بينهما وكل منهما يُكمل ما بدأه الآخر:

-أعترف لك أنني أخطأت عمي, ولكنك انتقمت وأخذت حقك بقسوة, كلانا أخطأ وكلانا دفع الثمن

غاليًا, وحدها لوسيندا من دفعت ثمن حبها لنا دون جريرة, عندما أصبحت أبًا لم أكن لأتمنى أن

يفعل ابني أو ابنتي بي ما فعلته أنا بك, تسرعت, حاربتك وعاندت أنا الآخر,مكانتي التي أعطاني

إياها الجميع قوّت قلبي وجعلتني أقف ندًا لك دون اعتبار أنك عمي ربما يكون هذا ما زاد جفاءك

نحوي وجعلك ترفض دون سبب وبقوة.

كز على عصاه بقوة يستمد شجاعة لما سيقوله وكان عصيًا عليه فيما مضى:

-لذلك أنا أسف يا عمي, هل تقبل اعتذاري وتقبل بي صهرًا لك من جديد؟

نظر له رؤوف مصعوقًا لا يصدق أن هذه الكلمات خرجت من فم ابن أخيه, هل اعتذر له لتوه ؟! هو

يعلم جيدًا صعوبة ذلك على شخص مثله بل على جميع رجال هذه العائلة ولكن ربما حقًا هو

يمتلك من الشجاعة والحكمة ما جعل أمه تثق به وتترك له القصر وهو كان يعلم كم كان غاليًا على

قلبها فبالنهاية هو من فعل ما أرادت وحقق حلمها ويسعى الآن للم الشمل وإعادة الوصل الذي

قطعه هو, وهنا أمام قبرها تُرى هل تشعر بهما الآن؟

هل استراحت واطمئن قلبها؟

دمعت عيناه وأخذ ابن أخيه في أحضانه بقوة مشددًا عليه, كم يحب ذلك الفتى منذ صغره ولكن لا

يدري متى تحول حبه له لكل هذا الحقد, شعر براحة غامرة وسعادة كبيرة ربما هذا حقًا ما كان

يحتاجه, أن يرى نفسه كبيرًا ومهمًا لدى ابن أخيه الذي نصبوه كبيرًا عليه مما أشعره بالضآلة

والغيرة والحقد, فالله خلق قلوبنا للحب أما ما عداه من الأحاسيس فهو من صنعنا ونحن ما نجنيه

فبالنهاية من يزرع حبًا يحصد حبًا مهما طال العمر وتقلبت الأحوال, وهو رغم كل شيء لم يرد

سوى أن يكون محبوبًا ومقدرًا بين عائلته كونه كبيرها بعد أبيه.

أبعده عنه ينظر في عينيه بامتنان ومحبة وقال:

-شكرًا لك بني.. أشكرك من كل قلبي وأنا أيضًا مدين لك باعتذارٍ كبير يا صهري ووالد حفيدي

الغالي.

ابتسم سليم هامسًا اسمه من بين شفتيه وكأنه يتذوقه وشعر فجأة بافتقاده له:

-قاسم

-نعم.. هل رأيت كم هو نسخة منك ومن لوسيندا؟

-نعم والآن هيا بنا كي لا نتأخر أكثر لا أطيق صبرًا كي أراه واعتذر منه هو الآخر ومن أمه.

*******************
يتبع

على هذا الرابط


https://www.rewity.com/forum/t487756-8.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-11-22 الساعة 11:51 PM
سار@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:43 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.