26-08-23, 05:42 PM | #1113 | |||||||
| الفصل الثالث والأربعـون الفصل الثالث والأربعـون *** من يقنع الظلال ؟ أنك فـ أهدابي عمر الغياب / عَبيّر ــ ثمان عروق . . . . غص الكلام بفمي وكأني ابتلع حروفي حرفًا حرفًا. حيث تدحرجت كل المقدمات التي كانت بصدري عليها طويلًا إلى أعمق نقطة في صدري، وفي صوتي مرتجفًا وأنا أقول : ماودي اصدق الي سويته يا عايض.. لتقول بانكسار : فقدت نفسي... فقدت نفسي.. عظم الله أجري.. قلبي وروحي كان يجمعنا... فقدتُ نفسي عندما اتبعها .... كرهتني، لماذا انتقامك شديد بي... لأصرخ ب مليء صوتي : لااااااااااااا. يُمَـــــه... لاااااااااا.. . . بينما استيقظت نهية وهي تهرب من الكابوس الذي بدأ يزورها مؤخرًا.. تريد أختها شَموع تريد الأمـان، بحثت بغرفتها لكنها خالية ومفرش السرير مرتب. نهية ببُكاء طفولي : شـــوشو...وينك.. نزلت من السلالم لترى جوسيا ترتب الوسائد الأريكة ثم تأخذ بـرذاذ العطر المناسب للارائك وتنتشر أريجه عبر المكان.. نهية تمسح دموعها، وعينيها مُحمرة : جوسي شفتي شوشو... جوسي بضيق : مدام كله هدا صُووووبح هو في برااا مال هزابند.. شهقت نهية : راحت له المجنونة... افف من عنادك شَموع.. خطوت للخارج لتنصدم بالباب المفتوح على مصراعيه وهالها المنظر ، تبكي بـنواح عالِ وتنادي أمها... وعارية الجسد، إلا تلك الملاءة التي تغطي بها جسدها العلوي... بارزة كتفيها ناعمتين... وشعرها الغجري المتناثر بشكل أهوج وكأنما أعاصير مرت عليها لتصبح بهذه الهيئة المُقلقة : شَموع... بسم الله عليك... شفيك ياقلبي... شموع... تكفين... كانت تبكي دمًا، ليست واعيه لمن حولها.. صرخاته وكلماته تنهش بعقلها... كنقش على الحجر ! الذي غاب دهرًا.. لن يعود ابدًا... فقدتُ نفســي.. لمن اتبعها... فقدتُ نفسي يا أختي.. يقل بأنه انتقم مني... انتقم لأجل لا ينخدع بسبب أخته ويقول خطف.. وممن من والدي طالب.. العميد طالب.. يخطف.. هذا يكذب.. والكَذبة التي تجرعتها آلمتني.. بل قتلتني لنصفين... روحي نهشها قسوته... لم يرحم ضعفي... لم يرحمني ابدًا يسطو بجبروت... ماذا اخبرك يا أختي.. ماذا أقول... عيناي تبكي.. وتبكي... لقدت فقدت عُذريتي ومن زوجي الذي يفترض به أن يحمي هذا الشرف.. عظم الله أجري فـ الذي فقد.. قلبي و روحي.. تقسم سوف ينتقم منه... لكن ماذا افعل بجسدي المُرتعش صدري نبضات قلبي ألم.. ألم.. اشكي لمن... ؟ لا استطيع أن أخبر والدي.. وان عرف سيقلتني لا محالة.. فهو أخبرني بلسانه لا لقاء معه... ! ليتني سمعت حديثك يا أبي.. ليتني سمعت... !. هل اخبر عمتي ليـان.. وماذا أقول؟ زوجي فقدَ رشده.. وضرني بختم العذرية وفوق ذلك لم يكتفي.. مُطلقة.. من سيصدقني حينها.. سمعتي تصبح في الحضيض ! وألسنة الناس لن تنسى ستدور وتتلهف لسماع الاخبار... الهي.. ماذا افعل... الهي دلني على طريق الصحيح.. اشعر باختناق.. اريد هواء.. مزيد من الاوكسجين لـ يتشبع تلك الرئتين ! نفس.. نفس ضعيف عيناي التي شعرت بالدوار وغثيان.. غثـــيان شديد بألم : نهية... مافيني شيء... صرخت نهية بأعصاب : كيف مافيك... ليه كذا جالسة... وليه ملابسك كذا مقطوعة... وبتفكيرها البريء : وش صااااار فيك.. وش هالخدوش الي بوجهك ويدينك.. ثم صرخت : شموووووووع. لا يكون.. لا يكون كلب رجلك ضربك.. لتهزّ رأسها بالنفي : لااا.. اطلعي.. بغير لبسي... . . . على عودته ، مُرهق بشدة بعد ان زادت عليه المسؤولية أكثر تنهّد حينما دخل سور الفيلا، ثم استغرب الباب المفتوح غرفة عايـــض ذلك الشقي كان يفترض أن لا يعود إلا بعد أن ينتهي من دورته ثم تذكر لــيلة سيكون هو الموعد الموعود! لقـاء عايض و سلطان أخيه مع الجوهر و رجاله.. تنهد وهو يطرق الباب... ليتفاجأ بسماع ذلك الصوت الغاضب.. وبكاء ابنته.. هذا بُكاء شموع لم يستوعب ابدًا الصدمة !!!!! ابنتيه بدار عـايض ماذا يفعلان هُنا ؟ ثم السؤال هذا يتبعه بدهشة بل ذهول فاق الوصف الموقف صعب... والأصعب مرارة ترى ابنتك عارية الجسد... ونظر للأرض التي مُلقيه بيجامتها الحريرية ونهيّة تصرخ بضرب زوجها.. فهم... وغضـــــب... غضب سيطر عليه لم يشعر إلا وهو يمسك بالحزام.... يسحبه، ويرمي نهية الذي أمسك بذراعها ليلقيها خارجًا التفت إليها يمشي غاضبا... وبدأ يضربها بلا رحمة يصرخ فيها : يابنت الكــلب.. وش قايلن لك.. سويتها من وراي ... سويتها من وراي... ضيعتي شرفك... نزلتي راسي بالأرض... قايل لك لا تشوفينه.... ما تسمعين الكلام.. ترمينه عرض الحـائط.... بتجلسين هُنا... يا شَموع... مالك رحمة ولا يشرفني بنت مثلك... هالمكان ذا خلـــيه ذكرى لك... والكلب الثاني الاجرب والله لا يتمنى الموووت... تريد أن تخبره بأنني كنت افتقدهُ... لم ارضا بالهوان.. لم ارضا بوسمة العار لا تضربني وتقتلني معه يا أبي... كانت تصرخ بصرخات تسمعها نهية التي كانت تبكي خلف الباب : بـــابا.. الله يخليك.. خلاص.. بابااااااا... تضرب الباب بخوف وجنون : خلاااااص... بابا لا تموت.. بابا.... خرج طالب وبقهر... نظر فيها وهو يغلق الباب عليها : امشــي.. ان شفتك يا نهية بقرب هالمكان والله ما تلومين إلا نفسك يا نهية.... الدلع الي كنت معيشها فيه... ما تستاهله غلطت يوم عطيتها ثقة.... وكلب الثاني وين بهرب... اغلق الباب عليها بالمفتاح... واتصال سريع اجراه ليرد عليه بكل صفاقة وبرود وبحقد : خـير. طالب بوعيد، مسح وجهه بكفه : تعال المبنى باقي ملف نسيته اعطيك إياه... عايض بوعيد مماثل، وهو يسمع صوت تنفسه الغاضب ثم ضحك : ههههههه ماعرفت تلعبها صح.. الا شلونها طليقتي... عسى اعجبتك المفاجأة... طالب صرخ فيه : تجينــــــي الحين... عايض ببرود : اجي.. ليه تبي تقتلني... مير ما انقتل مرتين قايل لك من قبل ان بغيت اخسرك يا عمي طالب فبقولك كل شيء... طالب، خرج لسيارته متجه للمبنى الخاص.. : احتريك في مكتبي... لا تبطي.. *** 8 . 3 . 2017 9:00 pm الريَـــــــاضْ قدم إليه.. بعد أن فتح الباب، اشعل الأضواء ابتسم بثقله : قم... تروش... جلستك مابقى عليها شيء... بصق بوجهه هتّان : كل هذا.. عشانها.. مسح بصقته : سجنتها شهرين مع العذاب والضرب.. وانا سجنتك هنا بهالمكان هالمهجور... تحسب لا دقيت على ولدك عمك تُركي بجي ينقذك.. ههههه ما اخس من الخسيس الا الي أخس منه... هتّان بغيض : وش تبي... أسبوعين محبووووس... عشانها... ليتها تستاهل... ما تستاهل هالي تسويه ما راح.. تعطيك وجه. مثلي... تكابررر هههههههههه حتى جسدها المحرم علي بحرم عليك... والا بياضها... آه الواحد يتولع لا لبست الأسود... لم يستطع فجوره وهو يصف زوجته، اقترب منه وضع يديه على عنق هتّان حتى شعر نفسه بـ إزهاق روحه ! ثم أتـــى بمطرقـــة، ضرب الجدار وتلك المنضدة التي بها... بعض العلب والحجارة وضع يد هتان المُقيدة بالحبـال على المنضدة وسحب المطرقة وبتعذيب والتشفي ضرب يده : هاليد الي ضربتها لا تنضرب.... صرخ بألم : آآآآآآآآآآآه.. ما راح تخرج من رأسي. لو تقتلني.... سمعت.... انا. حبيتها.... جيّاس بغضب : حبيت مين يا الكلب.... حبيت مين؟؟؟ هااااه جاوبني... هتّان بدموع وضعف : اعترف لك حبيتها.... حبيت يوم انها تكابر بنت مناف بتطلع على أبوها... خُزامى كانت لي وبتصير لي.... بطلقها.... تفهم.... وترجع لي... كان قد يأس منه.... لذلك هم بأخذه وفك الحبال.. جيّاس بطولة البال : تروش والبس... ليلة جلستك مع القاضي... وعقبها انفي كل تهمك... يا القذر.. دمك نجــــس... ولا يجتمع دم النجس مع الدم طاهر... سحبه من ياقته، ركل باب الحمام ليرميه : اخلــــــص... ربع ساعة، أخذ بيده تناول الشاش وبإهمال رماه عليه : لف يدينك. واطلع لي... هتّان بضعف : ههههه.. تصدق يا جيّاس.. هي حلوة واجد.. تدري آخر فترة ما انام الا على ريحتها.... جن جنونه، ومع ذلك تحكم في أعصـابه ببرود ثلجي لكن بداخله حمم بُركانية ستظهر على السطح قريبًا... وجد سائقه : بابا جياس... انا في انتظر من اول بابا جيّاس : خذذذذه معك ونزله بالمكان الي قلت لك عليه... لو هربت يا هتّان تدري وش مصيرك.. الدورية ولي خوين محزمي... يحترونك مافي أمل تقدر تهرب... وبالفعل حين خرج، وجد سيارة قديمة يسوق بها السائق. ومن خلفه سيارة الدورية، الذي ذهب نحوه جيّاس يصافحه سلطان الشاكر : لا حول ولا قوة إلا بالله... هذه سواة... الثنيان صارت معدوم وضعهم... جيّاس : القانون ما يحتمل مغفلين. ومغفل مثل هالكلب الاجرب ما يمس سمعة البَدر الثنيان.. الي مشهور بصيته... هو يحمل هويته بنفسه... تنهد سلطان الشاكر : صادق وانا خويك... مير.. تبي صدق.. انك السنافي اشلون طرا على بالك تسوي هالشيء... جيّاس ابتسم بضيق : لزوم رجال دولة يكون معي. وانت ما قصرت أول ما نشدتك.. سلطان الشاكر : يا حبيبي... لو تبي عيوني ابشر.. بكم اخدم هالمحامي... غادر سلطان الشاكر،، *** بعد الساعة خرجت من الحمام خُزامى لتنصدم بتواجده بالمكان يرفع جواد ويقبله ثم التفت لها وبصوت حازم : غيري الي عليك، وتروشي من جديد بصابون بدون ريحة.. خُزامى بقلق، اتجهت إليه بخوف : جيّاس.. لا تهبل فيني.. ليه هذا دم... أنت متخانق مع أحد... ليه ثوبك مليان الدم.... ودموع خوف عليه مسح دموعها رقيقة وقبل جبينها : اشششش أهِدي.. اسمعي الي حكيته. يلـه.. جواد بأخذه عند نوال... ربع ساعة والقاك جاهزة... خُزامى بوجع : جيّــــاس.. أنا ما دخلت هالبيت وافقت عليك عشان كذا تروح وتهمشني.. قل وش فيك؟ تجاهلها جيّاس بضيق : اسمعي الكلام... يلـه. دفعها للحمام : بدوووون ريحة... صابونك يكون بدون ريحة.. خُزامى : موب الأول فهمني وش فيك؟؟؟؟ دمم منو ذا؟ انت تأذيت.... لم تشعر الا وهي تبحث بقلق عن أي إصابات تسبب هذا الدم : مافيك شيء... انت وش مسوي؟؟ لا تخدعني بكلمتين.... بنظراتها المُفترسة كـ لبؤة أي نظرات تتحديه يا خُزامى ؟ جيّاس : عاجيه اب عن جد... عنادك اتركيه... لا تخيلني اقلب وجهي الثاني... لتقول بصوتها ناعم : ابي هالوجه الثانـــي... انت من يوم ما عرفت عن هتّان وحكي وعلمك متغير.... حتى عزا ما خليتني اعزي لا العم البدر الي مقصر معي... ولا مع بنت العم مقرن... الي كانت بمثابة الأخت لي.... صرخ بوجهها غاضب : هالكلـــب ما ابي اسمع اسمه بفمك... فهمتي.... خُزامى بضيق : تصرخ علي بوجههي. عشان طليقي... ثم بحمم بركانية لم تخمد ابدًا : والي... يستقبل الرسائل طليقته، وتجي لمن بيتي تهدد هذا وش اعتبره يا جيّاس.... تحسبني مدري عن وضعككك... ارتخت ملامحه : ويعنـي؟ خُزامى : يعني عندك موضوع وتخيبه عنـي. بضيق دفعها بتهذيب : دخلي تروشي... واتركي الهرج الي ماله غير وجع لبعضنا.. خُزامى بصدود وألم وهي تصارحه : ايه... مغرقني بهالاسبوعين.. جزاك الله خير.. قلت عريس و لا بلومه على مشاعره... لأن بالعقل مابه احد يندفع كذااااا... بهالسرعة.. احنا بشر.. وطبيعة البشر ما تتأقلم بسرعة فما بالك اذ كان حب.... تحبني يا جيّاس اثبت لي موب حكي وبس... نظر لها بغضب وتهديد : ويعني من هالحكي... تبيني اعلمك... خُزامى بألم : ايه اعترف... وش فيك... جيّاس : لا خلصتي ترويشك... البسي لبس محتشم. و عباية على الرأس هالعباية الي بالورود ما أبي تلبسينها... وايه والبسي قفاز هالبياض مابي احد يشوفه غيري.. وعيونك... هذه غطيهااا.... خُزامى : ما راح أخرج من بيتي... خُزامى ما راح تخرج يا ولد عمـي.. يالي من لحمي ودمي.. شدها لصدره وبغضب يحرقه : انتِ ليه عنيـدة ولا تسمعين الحكي... لازم تصمليـن... لا تخليني انا الي اروشك... انتفضت بين يديه، لتفر هاربة ضحك بداخله : السحـا ذابحك، لا تبـطين... بعد ربع الساعة.. سار جيّاس في شوارع الحيّ بعقل سارح. وهي تعودت تراه في بعض الأحيان على هذا الحال ! قبل أن تفقد خجلها، وضعت يديها المُغطى بالقفازين اسودين : جيّاس.. جيّاس : كل الي أبيه منك تشهدين بـ أربع شهادات. حتى يأخذ جزاه. استغربت من حديثه للحظة نظرت في هدوءه، وملامحه الحادة وحاجبيه الغليظتين تشتد بقسوة حين وصلوا إلى المحكمة.. هالها الوضع الذي وجدت عليه خُزامى بقلق : موب فاهمة. أنتَ.. أنت جايني هنا عشان.. دمعة عينيها بعدم تصديق : عشان قضية العنف. صمت بهدوء : مثل ماحكيت لك... تعرفين لفظ القسم.. خُزامى بحُب. نظرة له تقسم بأنه يزيد ويكبر فيه عينيها في كل يوم. تصرفاته تعدد. طيّبته، إحساسه، خوفه شهامة التي تطل من قلبه وكُلّ ذلك يخفيه بنظراته الحادة الغاضبة... مسحت دموعها بصوتها ناعم أردفت : أنا مقرودة... وش هالي بتسويه.. أخاف يغمى علي... والله اني ارتاع.. اكره هالأماكـن.. بحنية : وش قراته يا حظي... لا تخافين.. مرة المحامي جيّاس وتخافين.. توكلي على الله... كل الي عليك.. والله ما فعلت هذا الفاحشة تكررينها أربع مرات بعدد شهادات الأربع. هو القاضي يطالب عليه بالشهود بس ما راح يكون معه فهمتي علي. هزّت رأسها بتوتر : طيب إن شاء الله... . . قاعة القضـاء يقف هتّان مقابلها... القاضي رمَاح : عندك دليل تثبت أنها فعلت فاحشة الزنا أو مغتصبة. ضع البيانات الآن أمامي. هتّان بضيق : لا.. ماعندي. كل الي اعرفه اني سمعت من عمي، وولد عمي ناوي يغتصبها. القاضي رمَاح : التـزم بالقضية الرئيسة. هتّان بندر هل عندك الشهود يثبت صحة اقوالك ؟ هتّان بأسى، ينظر لها بالندم شديد وحسرة : لا ماعندي اربع شهود. القاضي رمَاح : الأخت خُزامى بنت مناف الكايد العاجي. خُزامى بتوتر : نعم. القاضي رمَاح : هتّان بن بندر البدر الثنيان، هل قام بقذفك؟ خُزامى بحزن يخترق بصوتها، وبعزة وثقة أردفت : نعم قذفني بفاحشة الزنا. : والله لم أقع بفاحشة الزنا. : والله لم أقع بفاحشة الزنا. : والله لم أقع بفاحشة الزنا. : والله لم أقع بفاحشة الزنا. القاضي رمَاح : هتان بن بندر البدر الثنيان، حكمي عليك إقامة الحد القذف ثمانين جلدة. وبصوت جهوري حاد : القضية انتهت. رفعت الجلسة. . . . جيّاس نظر له بكره... ثم انتبه لرجفتها : يـله.. قد خرجوا من قاعة القُضاء : احتريني بالسيارة... بعود لك.. خُزامى بضيق وبكاء : لا... ما راح تخليني... انت.. أنت.. جيّاس بهدوء : اسمعي مني... جاي لك موب متأخر.. افتحي الراديو وحطي سعد الغامدي.. بترتاحين لا سمعتي القرآن. ثم بدون مجال... فتح راديو حتى ينساب صوت سعد الغامدي باطمئنان لينشرح صدرها بذكر الله الحكيم. اغلق باب المجاور لسيارته، ودخل بالداخل.. ابتسم لولد عمه : بيض الله وجهك يا أبو سياف. رمَاح : وجههك. ما سويت إلا واجبي.. الحـد يقام عليه الليلة.. بساحة الـجلد. مابه تهاون في هذه الأمور. جيّاس تنّهد بالراحة : الله يبشرك بالخير.. يلـه اسلم عليك.. رمَاح : الله يحفظك. . . . بعد أن خرج وصعد لسيارته وغادر، وجدها تبكي مع صوت سعد الغامدي بغضب منها : ممكن افهم ليه هالصياح الحين... لم تتحدث، بل بدأت تتذكر جميع الاحداث الماضية وكم آلمها قلبها وهي ترى بأن دعوة المظلوم ونصرته أمر من ربي والأخذ بالعقوبة الدنيا قبل الآخرة . لم تستطع تمالك نفسها وهي تجهش بالبُكاء بكُاء المُكتوم.. منذُ السنين بكاء المُحروم من أعوام طويلة بكُاء اليُتم... بكُاء الروح التي ظُلمت بذنب لم تقترفه.. ثم بعد ذلك يأتيه الله بعوض لم تستوعبه ! الله اللطيف الكريم.. نصـرها. وقف على قارعة الطريق ، يتأملها : طيب وبعدين. وانا وش منه محذرك.. موب قايلك لا تبكين... خُزامى بعفوية وبراءة : أنت كنت تهاوشني عشان.. عشان احضر هُنا محتشمة ورافعة رأسي صح.. صح جياس.. احكي صدق. لا تخليني مشتتة كذا. تنهد من عنادها المُستبد، وأردف وهو يحتضن رأسها بقبلة وبصوت الحاد الحاني : أيـه.. وبعدين من يومك رأسك مرفوع. هزت بغصة وبكاء النحيب يعتلي بشهقات : لااا... لاااا.. من يومي رأسي منذل.. أنت الي رفعته لي... وش تبيني زود.. احبكك.. خليتني أحبك غصب من أفعالك... تبي تأخذ قلبي والله انه حلالك لك وحدك يا جيّاس لا هالكلب... هتّان ولا غيره.. انا حبيتك.. من يوم ما وقفت معي بالمستشفى تواجه حقيقتي بمرضي.. من يوم ما حاربتني يوم طردت عمي ونوال... من يوم اكرمتني.. وأنت تدفع كل هالمبالغ العالية عشان بس اطيب واصير زينه.. حبيت شهامتك ووقفتك معي.. هالوقفة قليل احد يسويه بهالزمن ما استسخر نفسي ان قلت أحبك... ما استسخر ان قلت اغار عليـك. حاولت.. والله العظيم حاولت ادمح زلة طليقتك... لكن رسائل الي تجيني متعبتني... اصدق معي وواجهني علمني صدق يا جيّاس لا تخليني كذا معلقة... ما اعرف انت حبيتني صدق.. والا شهامة منك ورأفة علي... ساعات مايكون حُب كثر ماهوب اعجاب. ابتسم على مراوغتها : طليقتي اكره احد يجيب سيرتها.. ودامك حبيتني فهذا يشفع لك.. عندي... هي راحت والله يستر عليها... خُزامى بألم : لا جياس لا... مثل ماحكيت لك وضعي عن طليقي... احكي أنت.. بعد موب يمكن بعدها نمسح كل هالأمور. جيّاس بضيق : لااا.. يا خُزامى.. لا... مابي اذييك معي.. خُزامى تنهدت بضيق : انا عارفه اذتك.. أنت.. وانت مايجي منك مضره انا عرفتك من هالأسبوعين.. مستحيل تضرها. هي وش سوت لك... هي هي. معقولة...! تكتم بكائها، تحاول أن تصبح قوية لأجله فقط : هي... خانتك... بـ...! صرخ فيها غاضب : اقطعي.. ما حكيت لك يعني موب معناته تجبريني بهالأسلوب المراوغ... حطي بالك زين... لا جيت بحكي.. ماعلي من أحد... حرك سيارته.. ليوقف عند باب المدخل الرئيسي : انزلي ولا تحتريني ليلة .. عندي شغل بالمكتب... اذا ودك تجلسين تسهرين مع نوال ماعندي مانع. خُزامى بضيق من تكتمه للأمر : لا.. بحتريك حتى لو ابطيت... انتبه على نفسك حبيبي.. تلك الكلمة يقسم أنها أصبحت بلسم، لكن داخلي خرابٌ... نيران تندلع ولا لكِ ذنب لتحمليها معك. ! العاشرة مساءً.. في ســـاحة المختصة ( بـالجلد... ) كان هتان هُناك، وذلك الجـلاد يفعل بإقامة الحكم ثامنين جـــــلدة.. جيّاس بقهر، نظر لوالده الذي يدمع من القهر على الحال الذي وصلوه البَدر الذي لم يستطع تحمل ذلك، غادر وهو يسمع صراخ وانين هتّـان ريَاض الذي وجهه اسود من الخـبر الذي نزل عليهم كـ مصيبة وكأنما المصائب لا تأتي فُرادى كان يقاوم صراخه... لكن ذلك الجلد الذي يلسع جلده بضربة من سوط... يتذكر بكائها وكلماتها... ثم يبكي انيهار.... يستحق. والله يستحق... هتّان بوجع يصرخ بدون لا يشعر : نويتها التوبة.. نويتها التـوبة يارب... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه خلااااااااااااص تايب.. والله اني تاااااااااايب. بندر بوجع ينظر لجيّاس : دق على مرتك... ولدي يموت بين يدينه... تعفو عنه.. تخففف عنه الجلد... جيّاس بدون ألم ووبرود : وراه ما كنتم معها... اوجعك ضربك على ولدك. وهي يتيمة في سقفكم ما رحمتها.. لا تنتظر مني ارحم ولدك لو فيه موته... العفو لـ هالأشكال ما تستاهل. العفو.. ما تستاهل للي يرمي ويقذف المحصنات المؤمنات. انتهت ليلة، وهو لم يستطع أن يعود لبيته... يشعر بالألم عميق... وهو يتذكر عتابها الرقيق تلك الجامحة الشرسة ترواغه ببسالة كتم ضحكته : مجرمة يا خزامتي... وهالكلبة ناسيه اني محامي... ناسيه هبالها.. اتجه مباشرة لبيت طليقته.. طرق الباب بشدة، لتفتح لها الخادمة : باااااابا هذاااااا بابا جواد اجي... بقرف نظر فيها جيّاس : نادي لي خالتي... تقدمت امرأة كبيرة بالسن، بعكازها : حياك يا بو جواد.. تفضل يا ولدي... جيّاس باحترام لها : الله يجزيك بالخير. اشلونك؟ ردت عليه بضيق : حمدلله على كل حال... وينه جواد يا خالتك له فترة ما يجيني.. وانا منيب خابرتك تترك الحقوق.. جيّاس بضيق، فتلك يقسم بأنها لا تستحق تلك الحفيدة : ماعليه... يا خالة انشدي لي أم جواد ابي اكلمها... الخالة تردف : ابشر... لكن هي نزلت بخبث... و تبختر بمشيتها بثقة عالية بدون عباءة، وشعر مسترسل على كتفيها كالحرباء تتلون ! : ياعيون سمـا.. مسرع ما غرت وجيتني.. الخالة بغضب : وراك شفيك على طليقك.. يالي ما تستحين ولا تنتخين. جيّاس الذي صد واعطاها ظهره : تستري وتعالي.. سما بخبث تبتسم بالدلال : تراني مرتككك.. اقصد... ترجعني واصير مرتك... تعرف بعد جدتي على وشك تموت.. و مابه احد يجلس عندي... والا... أنت عارف وش بسوي فــي... قهقهت بصوت ناعم أنثوي خبيث : خزامتك يا حرام صدق انها جميلة، بس صغيرة ولا تفهم فيك... بعدين... عدنان ما تعرفه... جيّاس : قليلة المروة من يومك... ما جيتك عشان اراجعك هذا حلم ابليس بالجنة.. جاي احذرك لو انك لعبتي بذيلك. تدرين وش بسوي فيك.. جميع بلاويك و قذارتك تلقين نفسك بالسجن ماهوب عشان سترت عليك... تتمادين. سما بقرف من نبرته : صدقني... لو اروح السجن ما يهمني.. الي يهمني.. اني أغيظك واقهر زوجتك ههههه مسكينة ماتعرف عنك... بصوته الواثق والحاد : مرتي... واثقتن من رجلها. الدور على قلة البنات الي مالهم لا أصـل ولا فصل. هذا تحذيري الأخير لك... قبل أن يتقدم بخطوات أردفت لترمي سهامها بخبث وبقذارة : صدقني بايعتها يا جيّاس.. يا حبيبي.. خزامتك عرفت بكل شيء.. هههههههه والي يضحك بالموضوع هي الي طالبة انـي ارجع لك.. جيّاس : تحسبيني غبي... عشان اصدق قذارتك... لو فيها موتي.. ما رجعت لك.. *** كانت في أيامها محفوفًا بالقلق، نوبات الصداع التشنجات الطارئة، الأرق الدائم، والمسكنات وعلب المنوم والكثير من المتناقضات التي لا يمكن لمثلي تحملها، فكيف التعايش معها. وُجدت في حياة لم أخطط لها يا ريَاض ! لم تكن أيضًا من ضمن خياراتي.. لو خيرت في أمري، لكني أيقنت أن كل شيء يحدث هناك أثر خير، حتما سيظهر. فكلما عدت بذاكرتي للوراء قديمًا.. أتذكر حديث والدي أسُامة ! وكلما فكرت بوجهه أحزن من قراره صده لعمي مُوجع.. حياتي الخالية، إلا بصديقتي نوال تلك التي لم تنجبها والدِتي ! لطالما تمنيت ثم اتفاجئ بـ اتصال ريَاض يبتسم في ذلك اليوم الأول من العزاء لوفاة ابن عمي مقرن الثنيان. مرعوبة حينما رأيت اتصاله : ريم... تعالي عزي أبوي هنا بالمجلس الداخلي لرجال.. ابتسمت : إن شاء الله ويا لدهشة حينما نزلت من السلالم، وكان المجلس النساء ممتلئ بالنسوة. قدمت بخطواتي نحو المجلس الرجال الداخلي رأيت وجه أبي أسامة بجور وجه عمي البدر.. يالله.. منذُ السنين وأنا أتمنى هاللحظة.. لم اشعر بنفسي الا وأنا أتمايـــل، وكان السـند روّاف بخوف : بسم الله عليك.. ريم.. ريم تسمعيني.. شعرت بزغللة بعيناي، ايعقل هذا المشهد أماميّ أم هي مجرد أحـلام وسأستيقظ منها، رأيت خوف ريَاض الذي يسكنُ بعينيه !. اقترب منيّ يمسك بيدي و يبتسم ليَّ في حنيّة : شكلها مرتي منصدمة... موب أكثر. بالدموع : اشلون؟ متى؟؟ صوت الصد والهجران التي تدوي بـ عاطفتهما تلاشت نهائيًا حولت بعدما اجتمعت حتى تنتهي سنوات العقوبة ! بكل ماحدث معهما... أبي أصبح قريب بوجه ملامح غريبة ضحكت بدموع : صدق عيوني تشوف هذا المنظر.. رواف هنا بعد.. شصاير... أتذكر ذلك اللحظة حينما ريَاض شد عليَّ بحنين : شفييك.. تصالحوا الاخوان... ما تشوفين أبوك لاصق فيه... تقل بهرب أبوي.. ريم التفت له : يعني خلاص.. طاح الحطب.. البَدر رق لها : هبلت ببنت عمك يا ريَاض.. تعالي ياعمك. ما ودك تسلمين على عمك و تعزينه.. ريم ببكاء انطلقت له لتقبل رأسه ويده : عظم الله أجرك يا الغالي.. عظم الله أجرك في فقيدك.. وجبر الله قبلك.. مثل ما الله عوضك بجبر أبوي.. البدر يمسح دموعها وبحزُن : جزاك الله خير ياعمك.. جزاك الله خير.. ثم التفت لوالدها، لتضمه بحنين وشوق و ببكاء غريب استقر في عينيها بكاء جنائـزي... أسامة بقهر على روحه، وألم ثقيل يضرب أضلعه : بسم الله عليك يا أبوي.. بسك يا يُبه بسك صياح.. أبوك ماهوب حمل هالبكي... ريم بحزن : آسفه يُبَه عاندتك.. آسفة ... والله ماعاد اعودها.. أسامة ابتسم لها بحُزن وصوت الحاني : ما غلطتي يا أبوك.. أنا الي آسف.. سكتي وتحملتوني واجد.. وعقبها تجين تعتذرين.. انا الي مالي عذر... سامحيني يا أبوك.. ريم تقبل يدينها : مسموح يا. أبوي.. أسامة بحزن : عز الله انك ازين واعقل من أبوك يا ريم.. ثم التفت لرياض : اسمعني زين.. ياويلك يا سواد ليلك.. تضميها وأنا حيّ سمعت العلم.. رياض : على هالخشم... كانت هذه المرة الأولى التي تفاجئتُ بها جمعة عمي ووالدي.. أدركت فيما بعد أن ما حدث كان استثنائيًا؛ لأنه لم يتكرر أبدًا. ربما لا نحتاج أحيانًا سوى ذكرى حلوة تنعش روحك لتكمل المسير. . . . الوقت الحالي.. قد فتح الباب رياض.. ودخل وهو يفتح أزرار ثوبه العلوية بضيق ملامحه جلس على الأريكة الكتمان يسبب اختناق وهذا ما حصل مع ريَاض خافت ريم وهي تمسك به : بسم الله عليك.. ريَاض.. شفيك ريَاض بقهر : كلمة وحدة يا ريم.. سود بوجهنا... سود بوجهنا... كلمته علمته فهمته.... لكن عقله مصدي... وش هـ العقل الي عليه.. ريم : مافهمت وش تحكي عن شنو ريَاض.. استهدي بالله.. وجهك اسود... شفييك. ريَاض بثرثرة روحية : كثير أمور غافلها... ناسي انه بـ يتعاقب.. لا حول ولا قوة إلا بالله... استغفر الله العظيم جهزي لي سجادتي .. بـ تروش واصلي.. ريم باستغراب من حالته الغريبة الحزينة : طيب... ابشر.. ريَاض.. بقول لك شيء.. ريَاض نظر لها بضيق : موب وقته ريم.. ريم بابتسامة خجولة وباصرار : طيب.. ممكن تلتفت للسرير.. ما لمحت شيء... أي لمحة التي تقصدها، اقترب من السرير. رؤية التي عجز عن استيعابه ! : شنو ذا..! زوجـين من جوارب لحديثي الولادة ضحكت ريم بخجل : وش تشوف؟ ريَاض بغباء وعدم استيعاب : شنو؟؟ ريم بوجه محمر من الخجل والغيض ثم مررت يديها على بطنها : عقب سبع شهور في احد يناديك بابا... ريَاض رأى فرحة عينيها ... ثم استوعب طفل ! ومن ممن ابنة عمه ! وبعد وفاة أخيه هل الحُزن يحتل كضيف ثقيل، ثم يغادر لـ يأتيه بضيف خفيف كريشٌ بقيا لونه كالسلام العاج! أي رحمة هذا الذي لا يعجزه حتى يقر قلبه بأنه سيصبح أب وليس ببعيد. بل قـريب، وقريب ردة فعله كانت قد لمس وجهها ليضع قبلة : يالله... ما اعظم كرمك يارب... شكرًا يا بعدي... ههههه يعني بصير أب.. وأنتي أمه... كيف اشرح وصوتي يتهدج ودموعي تنهمر كان ألمي كبير، وأن قلبي عليه قدير يا ريم. أصرخ ... أتالم .. أستنجد برحمة ربي حتى يعُد... وبلا خذلان بلا أوجاع بلا أحزان شكل وجهك الجميل وأنا اقبل تلك العيون : الله يخليكم لي... لزوم ابشر أبوي وافرحه.. ضحكت ريم بخجل : لحظة... ريَــاض.. اصبر.. ريَاض : وش الي اصبر.. ابوي محتاج يسمع هالخبر.. ريم : طيب من باب الذوق أكون معك.. أنا بعد ابي اشوف فرحته ريَاض : يـله.. طيب.. والا أقول لك الحقيني.. ضحكت ريم : خلاص يا المتهور.. رح.. وعقب بلحقك.. وكأنما لم يصدق كلمتها حتى يغادر بلمح البصر. . . . انتهى , | |||||||
26-08-23, 09:06 PM | #1115 | |||||
| اقتباس:
اهئ باقي ماشبعنا ♥️♥️♥️♥️♥️ الله يحفظك ويستر عليك يا جميلتنا عمر الغياب.. واثقين من جمال قلمك.. ♥️♥️♥️♥️♥️♥️ | |||||
26-08-23, 09:09 PM | #1116 | |||||
| اقتباس:
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️?? ?️♥️ متحمسة بقرأه ♥️♥️♥️.. | |||||
26-08-23, 11:00 PM | #1117 | |||||
| اقتباس:
يالله الخبر مثل ماهو صدمة لي الا ان لكل بداية نهاية وهذه حال الدنيا واثقين من قلمك بنبحر بـ افضل النهاية … الله يعطيك العافية يا الجميلة عمر الغياب ستبقين في ذاكرتنا كاتبة الكرم. والراقية بجيمع حروفك. في الانتظار ♥️.. | |||||
26-08-23, 11:03 PM | #1118 | |||||
| اقتباس:
كريمة لابعد مدى.. الله يحفظ لك هالقلم الراقي المتمكن. سأقرأ واعود حالًا. | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|