آخر 10 مشاركات
436 - سراب - كارول مارينيللي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          لآلىء الغيرة " قصة قصيرة " للقاصة أروع إحساس.. كاملة** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين..المفتش تيك (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          203 - حب من اول نظرة - سالي وينت ورث - ع.ق (مكتبة مدبولي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          25 - أصابع القمر - آن ميثر - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree212Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-11-22, 01:11 PM   #11

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي


اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم




صل على النبي محمد متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 17-11-22, 01:50 PM   #12

الين بيير

? العضوٌ??? » 496022
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » الين بيير is on a distinguished road
افتراضي

بداية موفّقة حبيت السرد و اختيار المفردات
وسن و خالد اكيد بداية اللعنة انهيار الزواج متشوقة لمعرفة الاسباب
علي و شو سر حبه و ليه ما اتجوز الي كان بحبها
موج حبيتها بدون سبب

سلمت الانامل


الين بيير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-22, 04:44 PM   #13

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر


صل على النبي محمد متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 18-11-22, 05:39 PM   #14

عزيزات

? العضوٌ??? » 479608
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » عزيزات is on a distinguished road
افتراضي

الموضوع من وجهة نظري" الشخصية جدا" انه الحب و الزواج في سن صغيرة بعد مرور مدة من الزمن يفتر و خاصة عند الرجل . لتوضيح اكثر يعني هما كانوا في الجامعة بالنسبة لخالد 22 او 24 سنة يعني بعد عشرة سنين يصبح عنده 32 و هذا هو العمر الحلو و بيحس انه لسه شباب و انه لسه عليه العين من البنات وانه فيه يحب .
اما البنت فهي بتكون جاهزة للحب في سن صغيرة جدا تقريبا عند البلوغ و لما توصل ل الثلاثين فهي تكون ناضجة و مكتملة يعني امراءة .و لهذا فانا بشوف ان فرق العمر بين الرجل و المراءة عند الزواج لازم يؤخد بعين الاعتبار لانه هي تنضج قبل منه هو. والله اعلم موفقة حبيبتي


عزيزات متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-22, 09:04 PM   #15

أَسْماء

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية أَسْماء

? العضوٌ??? » 140513
?  التسِجيلٌ » Sep 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,044
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أَسْماء has a reputation beyond reputeأَسْماء has a reputation beyond reputeأَسْماء has a reputation beyond reputeأَسْماء has a reputation beyond reputeأَسْماء has a reputation beyond reputeأَسْماء has a reputation beyond reputeأَسْماء has a reputation beyond reputeأَسْماء has a reputation beyond reputeأَسْماء has a reputation beyond reputeأَسْماء has a reputation beyond reputeأَسْماء has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير...
لقد بذلت الجهد الكثير لكي تتزوجه، كان يعطيها الافكار وتنفذ... بعد الزواج هدأ ما كان قبله... كانت نظرة الاب المتشككه صائبة قد يكون لديه شكوك بشخصيته مع أنه كابنه، وقد تكون هناك القطيعة إذا ما حدث بين الاثنين أية مشكلات بعد الزواج، فالزواج يغير العلاقات ... ابنته مسرفة في العطاء ومتهورة وتقع بسرعة.. وبعد عمر وكالعادة... آسفة لأقول كالعادة... لأن بعض الرجال دائم البحث خارجًا... وبخيل داخليًا. يبحث لنفسه مع أنه غارقٌ في زوجة تبذل كل ما بوسعها من أجله... وتقدم ما تستطيعه... وهذا واضح من حوارات البداية... بينما هي قد تكون في جفاف وقحط إلا أن عائلتها هي سلواها الوحيدة والزوج الذي تحبه تتغافل عن ما يبدر منه وعن أهماله في أحيان كثيرة وترضى بالقليل المقدم...
إلا أنه قد ينشأ علاقات خارج اطار الزواج ويقع في حب فلانه وعلانه... أوه إنه مسموح فنهايته زواج إذًا هو شرعي... إنه حقه... الحق ما بدايته لا أعلم... ولكن المنطق يقول أنها خيانة وليست بطريقة صحيحة... لقد وقع في الحب... الوهم في الحقيقة... الطمع عدم الرضى والقناعة...

ننتظر التكملة لنرى هل سوف يغلبها الهوى... أم يغلبه هو ويرديه أسفل سافلين، أم يطيره إلى القمر... ما هو الهوى إن كان هوى...



التعديل الأخير تم بواسطة أَسْماء ; 19-11-22 الساعة 09:31 PM
أَسْماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-22, 07:28 PM   #16

لسان صدق

? العضوٌ??? » 484426
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 122
?  نُقآطِيْ » لسان صدق is on a distinguished road
افتراضي

بداية جميلة بالتوفيق
Lamees othman likes this.

لسان صدق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-22, 06:01 PM   #17

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

ما ألطفكم وما أحبكم لقلبي🥺🤍🤍🫂
شكرا وممنونة لذوقكم من قلبي


Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 22-11-22, 07:17 PM   #18

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي





(٢)

درب المحبّة؛ طرقه عسيرة مُعبدة بشوك الوجع!

-أنا أحب غيرك وسن!
بسيطة وحارقة تكوي كيّاً ولا يشعر!
يطلب احتواءها وعليها أن تقدر.. وهو لا يفعل!
أو أنه يشعر فبدا غارقًا في يأسه وبؤسه، مما أنهى بسمتها المستهزئة التي لم تتشكل سوى لبضع لحظات من الوجع، وبترتها حين خلل أنامله في شعره عاجزًا، لملمت عباءة الغباء التي تلبستها وواجهت ببرودة أطرافها صراحته الفجة بقليل من الوعي فهتفت بصدمة منتفضة في وجهه:
-ماذا يعني ذلك؟ تحب! من تحب وكيف تحب أنثى عليّ خالد؟ هل أنت في وعيك؟
تلعثمت في أسئلتها وعقلها اللحظة لا يساعد، فهناك مشاعر شتّى تجتاحها وتبعثرها وهو يناظرها من هذا القرب ويجيبها بتيه:
-كان رغماً عني.. أقسم ليس بيدي حتى أنا لا أعرف كيف حدث هذا.. و..
-من هي ..من هي التي أخذتك مني؟
رفرفت بعينيها مهتزة تسأله بكف مرتجف ومتهمٍ.. فأقصى ما لديها من طاقة الآن الاتهام.
توقفت الكلمة على أعتاب شفتيه فحثته عيناها وشحنه صوتها الهائج:
-من هي ..قل لي ..
ازدرد لعابه وهمس بثقلٍ:
-موكلة لديّ.
غصت ومال رأسها وهي بذات الوقفة والكف المشهر في وجهه على حركته تسأل:
-حقّاً ..
اهتز فمها واستنكرت:
-كيف فعلتها خالد وأحببت غيري؟
فك مقدمة قميصه فكررت سؤالها وحنقها، طأطأ رأسه يُتمّ اعترافه:
-تعلقت بها ..أنا ..أنا لا أعلم متى حدث كل هذا لقد ظننت في بادئ الأمر أنه كان إعجابًا..
احتوت كفها إليها وضمتها في وهن تعتصرها وهو يسرد لها ..ومجبرة على الإنصات لحكايتها التي تتمايل على إيقاع الخراب والنهاية منه:
-أو أنني اعتدتُ تواجدها في المكتب حولي دوماً حين كانت تأتي وتشتكي لي.. ومع ذلك حاولت تجنبها والابتعاد عنها ولم ينفع.
ثم أكد لعينيها المغرورقتين بالدموع :
-أنت تعلمين هذا مجال عملي وطبيعته ..لا أستطيع تجاهل مُوكليني.
زفرت في اختناق وداخلها يتداعى فسألته بعذاب:
-هل ..هل قصرتُ معك في شيء؟
نفى مؤكداً وهو يتمسك بكفيها المرتجفتين:
-مطلقاً وسن أنت أجمل شيء في حياتي ..لكنني حتى أنا أعجز عن تحديد مشاعري.
وبصوت يشي بكل اللهفة ..وأشواق البدايات وجد نفسه يعبر عن ضياعه:


-كل ما أعرفه أنني أحببتها من كل قلبي ولا أستطيع الاستغناء عنها.
وبجنون أكبر يشكو لها نار حبه ..
أي نار يشعل جذوتها في قلبها..
هي زوجته ..تستمع لعذابه مع أخرى
-حين أراها أجن وأفرح ملء قلبي ..أود لو يومي يبقي بين أحاديثها فلا تنتهي أبداً وتبقى قربي.
وبنبل قلّ من يملكه دق على صدره :
-كل هذا كان في حدود الاحترام فلم أتجاوز معها أبداً ..لذا ذهبت إليها وأخبرتها بما أشعره.

سألته في اختلال:
-وماذا بعد..
أجابها بزهوة عشق:
-وجدتها تعترف لي بمثل ما أشتكي منه وتنتابها المشاعر ذاتها... تخيلي حتى هي أحبّتني.
تمتمت في سرها متوجعة:
"من الذي لا يحبك خالد"
رفت أهدابها تطرد دمعة فتكفلت كفه تمسحها وصوته القلق على مشاعرها يبوح بحذر:
-حينئذ أخبرتها بكل ظروفي بأني رجل متزوج وأحب زوجتي ولدي أطفال وستكون هي زوجتي الثانية.
ناظرته غير مصدقة فشرح لها:
-وسن لا تخافي.. أنت حب حياتي وزوجتي الأولى وأم أطفالي ومستحيل أن أتخلى عنك.
صمتت تدور وتدور أفكارها ولا تستقر فسألت :
-وهل وافقت رغم كل هذا..
ثم مالت برأسها تقيس أثقل مواجعه على قلبها وعادت بسؤال أكثر قوة:
-وما دمت قد قررت لوحدك ونفذته لِمَ تأتِ الآن وتخبرني ؟
تنهد بقلة حيلة وأجابها:
-آه يا وسن ..صبا مسكينة جداً وصغيرة .
-اسمها صبا؟
قاطعته بهمسٍ فتغضن جبينه لحظاتٍ وهز رأسه في بسمة حنونة:
-أجل اسمها صبا.
غامت عيناه عن مسار التيه لحظة وتلبدت بعاطفة صرفة وجد لسان حاله يبوح ويسترسل فيما قاطعته:
-جميلة و ظروفها صعبة جداً ..ومُطلّقة فوق هذا كله عدا أن طليقها لم يدعها وشأنها فسبّب لها المشاكل وآذاها بشدّة.
لم تطرف أهدابها عن رحلة طوافه بأخرى، إلا أنه سعى إليها مجددًا ينتهي عندها و ينشد العون وأكمل:
-قاسٍ وذا أسبقيات أذاقها نجوم الليل في النهار وسبب لها فضائح عدة ..أعانها الله على حالها ..
مال فمها ببسمة صفراء لحديثه المهتم:
-وللآن يلاحقها ويسبب لها المتاعب ..هي بحاجة رجل في حياتها يحميها.
صمت حين لم تعر حديثه أي ردة فعل وعاد لإقناعه:
-لا يوجد بيننا سوى القضية والأدلة لكنني أحس بإحساس حلو معها وما يهمني أنك الأحب لقلبي والأقرب مهما حدث.
باستهزاءٍ صريح ردت عليه:
-حقاً؟
أومأ ببسمة راضية بزوال همه:
-لم أكن مرتاحاً وأنا أخفي عنكِ.. لم أعتد ذلك أبداً ..لقد حاولت الابتعاد عنها ولم يفلح.
هزت رأسها له تستمع لاستفاضته:
-أنت تعلمين القلب ليس ملك الإنسان ولا سلطة لنا مطلقاً عليه .
أحرق قلبها ضعف المرة مراتٍ في لحظته النادرة والخارجة عن مألوف عشرتهما، تحمّد الله من قلبه مسترخيًا وأضاف:
-هذه إرادة ربنا أن أحب معك أخرى ومع هذا لا أود أن أظلمك وأشعر بالذنب لذا قررت أن أتزوجها كي لا يكون ما أعيشه حراماً.
عندها لم تكبح غضبها وهتفت به مستنكرة:
- حسناً.. الآن أفهم من حديثك أن الشرع فقط للرجل ولا ضير من زواجه باثنتين وثلاث وأربع .. صحيح؟
مسح على جبينه مستغفراً:
-وسن ما هذا.. استغفري ربك هذا شرع الله.. ثم إن مصائب قوم عند قوم فوائد.
ودت إيلامه كما فعل وحاججته بمنطقها دون أن تحيد ببصرها عنه فترمي بطعم التناقض له:
-تخيل لو أنني شعرت تجاه رجل بذلك وجئت لأخبرك.. قل لي ما هو شعورك حينها ؟
حينها لم يدعها تكمل افتراضها وصرخ بحدة أجفلتها:
-وسن لا تستفزيني.
هنا أخبرته بحقيقته التي عرتّه:
-أرأيت.. كان تخيلاً وافتراضاً وأغضبك ..فما بالك بشعوري الآن وأنت تحكي لي عنك.
هنا صمت ولم يعقب بشيء وخرج من المكان بذات الصمت الخانق لروحها تاركاً إياها تحارب نفسها معه على أرضها.. بغير ضمير ..بغير ضمير شرعّها هكذا.
-أمي.. أمي.
هتاف عُدي أجبرها على الخروج له وهي في خضم المعركة الأصعب ..تحركت بمشقة و كفكفت عبراتها عنه، خرجت له وأجابته بصبر وحب لا تمتلكهما، أنهت معه فروضه المدرسية باكرًا وبغير تركيز ثم انزوت في غرفتها تقضي ليلتها و كلها تتأرجح بين صدق خالد أو مزاحه الثقيل معها حتى اهتدت لسجادة الصلاة التي سكبت فيها حيرتها وعجزها ودموعها:
-يا رب ساعدني ..أنا لا أحتمل أن تشاركني فيه امرأة .
فلوعتها ودموعها وكل ما تشعر به هيّن أمام خسارة حبيبها "خالد"..
لم تعرف كيف غفت ومتى انسحبت لسريرها حين استيقظت ووجدت نفسها وحيدة، فتشت وجوده ولم تجده حتى أجابتها جلبته خارجاً في الصالة، فقد أعدّ الفطور للصغار ولها تقديراً لحالتها النفسية وتضامنًا مع وضعها. خرجت إليه تمشي بغير هدى فوجدته يخرج من مكتبه استوقفته بعينين غائرتين ووجه محتقن وشعر أشعث و بلا مقدمات أخبرته:
-أود منك طلباً ما دمت مصراً على الزواج إلى هذا الحد.
هنا اشتعلت عيناه وانتفخت أوداجه فكز على أسنانه يصرخ فيها بتوقعه طلبها:
-طلاق لن أطلقك وسن ..ستغضبين وتغارين وتتألمين ومع ذلك لن أفعل ..
فنّد لها كل سيناريوهاتها المتوقعة:
-ستتركين المنزل وتذهبين لبيت عمي خليل ومع ذلك سأبقى خلفك وألاحقك أراضيك وأتحايل عليك ولن أفعل لك ما تريدينه سترضين بالواقع وسن .
رفع سبابته مهدداً إياها والعرق في صدغه ينبض بجنون:
-والأفضل أن تفعلي من الآن.
ناظرته بلا معنى وهمست له بإرهاق:
-لم أطلب الطلاق خالد.
هتف بصدمة:
-ماذا؟
ردت عليه بهدوء وثبات:
-لم أشأ أن أطلب الطلاق.. أنت من افترضت وهددت ..كنت أريد مقابلة الفتاة قبل زواجك منها.
صمت وناظرها باستغراب شاعراً بخطر يتربص به
-حقّاً وسن ..هل هذا ما ترغبين به؟
أطبقت شفتيها بعد أن نطقت بحسم:
-أجل تعال بها اليوم سأدعوها لتناول الغذاء معنا.
لا زال متوجساً ومرتاباً:
-هل أنت متأكدة؟
زفرت في ملل:
-أجل ..سأغير رأيي إن بقيت في أسئلتك هذه.
تبسم بقوة من قلبه ودنا نحوها يقبل جبينها:
-وسن أنت الأجمل والأكثر طيبة في حياتي سأكلمها وستأتي فرحة .
غادرها ومضت في عزم نحو المطبخ أعدت ما لذ وطاب وكل دقيقة تمر منها تقصر من عمر الهروب الذي تحاول اللوذ فيه، دقت نبضات الساعة وحانت المواجهة المرتقبة جاء خالد برفقة حبيبته ولدرامية المشهد استقبلتهما بحفاوةٍ ولسخرية ما يحدث شعرت بالشفقة نحو حبيبته..
وجدتها عشرينية ..
مسكينة ..
رثة الهيئة والمنظر..
طيبة وعلى نياتها، نجحت في ضمها إليها بضحكة صادقة من قلبها لا تعرف الخبث فدخلت قلب وسن التي رحبت بها وجاورتها على المائدة، وحين انتهوا طلبت وسن من خالد بهدوء:
-من فضلك نريد خصوصية.
وحين أتيحت لهما عاجلتها ضرتها المستقبلية:
-لم أكن لأقبل به دون موافقتك ولم أظن خالد سيفاتحك بهذه السرعة والأكثر استغراباً لي موافقتك.
وبرقة قصمت قلب وسن أضافت:
-لقد كبر في عيني فلم يكن يتلاعب بي وأنتِ أيضًا وسن.
انتقلت وسن لهدفها من المقابلة وسألتها:
-احكي لي عنكِ.
بدأت صبا في قص أسوأ عثرات حياتها بزواجها من رجل سكّير مقامر وتنقلت في سرد وعورة الحياة معه.
-تزوجتُ صغيرة من رجلٍ أكبر مني.. يمضي حياته بين خياناته وإهاناته وضربه المبرح حد الموت لي.
رفعت عن معصمها وأرتها جزءًا من هجومه الدامي الذي ترك أثرًا، تحشدت عبراتها وهطلت تشكو قلة حيلتها مما دفع وسن لسؤالها:
-أين عائلتكِ عنكِ؟!
هزأت صبا وهزت رأسها بلا حياة :
-ما ساعده على عنفه معي ضعف جناحي وهواني عند أهلي ..
أعادت العباءة وغطت عن معصمها الذي كشفته:
-لذا هربت لأول محام وجدته وكان خالد الذي ساعدني وطلقني .
-وأحبكِ أيضًا ..كما أحببته!
هكذا مررتها وسن في عرض الدراما المذاع، أسبلت صبا أهدابها وحمحمت خجلة بصمتٍ لم تؤكد فيه ولم تنفِ، قالت بصوت متعثر بعدها:
-ومع ذلك لم أنجُ من طليقي الذي لا يزال يتربص بي مما أجبر خالد على تقديم حمايته المطلقة لي.
تهكمت وسن ببسمة مريرة:
-مع فائض مشاعره وحبه مضافًا أيضًا.
عضت على شفتيها صبا، وبرقت عيناها بعاطفة قوية أرعشت وسن التي شعرت بوشك غيابها عن الوعي في أية لحظة:
-هذا أمر القلوب ..لقد بعثه الله لي ..ورزقني حبه.
أسندت وسن عنقها إلى المسند، تعبئ قصبتها بأكبر قدر من الهواء كيلا تختنق وصبا تضيف بخجل ورقة:
-أعدك سأكون كأختك الصغيرة ولن أشقيكِ في حبه ..سنقتسم قلبه بكل حب وتراضٍ.
ضحكت وسن بعصبية وآزرتها :
-أجل ..مؤكد بالطبع خالد قلبه يتسع للجميع.
هبطت صبا ببصرها أرضًا ثم عادت لوسن تعترف:
-أنا أعرف أن المشاركة صعبة ولا ترضي أي امرأة بزوجها وشريكها الأوحد لسنين ..لكن أنتِ لا تعلمين ما الذي يعنيه خالد لي.
لمَ لا يتوقف قلبها!..
لمَ ترتعد على دوي انفجاراته بلا ردة فعل عضوية تريحها!..
-لكن يا وسن كل إحساسي بوجود خالد يتمثل في رغبتي برجلٍ يكون في ظهري وعونا لي ..عشتُ بلا رجل وسندٍ طوال عمري.
منذ اللحظة الأولى التي شكت فيها صبا عن حياتها وهي تستشعر حاجتها التي لم تستغرق فهماً طويلاً كالمعتاد لتفهمه ..
فصبا كل ما تحسه تجاه خالد حاجتها لرجل يحميها.
-أكثر ما أحتاجه رجلاً يحميني ويسندني..
قالتها من بين دموع وآهات أجبرت وسن على احتضانها فبادلتها الاحتواء ووعدتها:
-سأكون لكِ الأخت يا وسن .. شكراً لفرصتك التي وهبتني إياها.
ومرت المقابلة بسلام حتى جاء خالد يسأل:
-قولي لي كيف وجدتها.
ردت عليه بصوت مغلق التعابير:
-لا أعرف ..أحتاج وقتاً للتفكير..
وهي لا تعرف ماذا تفعل خالد مصر على أن لا يطلقها وفي ذات الوقت لن يتراجع عن الفتاة وهي خير من يدركه.
انشغلت في عجلة الأيام واختبارات الأولاد التي أشغلتها وجعلتها أكثر ارتياحاً وتأنٍ...حين جاء ميقات الهدنة سألته بآخر ما لديها من تماسك:
-هل لا زلت عند رأيك بزواجك منها؟
رد بعزم:
-أنتظر موافقتك لأخطبها.
ظنته قد يلين ..يعود برشده.. ألا يكمل درب جنونه..
-وإن لم توافقي ..أنا سأخطبها الليلة ما عدت أحتمل ..وخاطرك سأتكفل بمراضاته.
اقترب باضطرابٍ منها وأقر:
-سأتقدم لخطبتها وسن.. لا أستطيع الانتظار أكثر.
عيناها تبصران اهتزاز قدميه وعصبية صوته المضطربة، ازدردت لعابها وضمت بكفها سروالها تكرمشه كابحة عنه انفجارًا طال بعد الهدنة التي أعطتها له فبرر لصمتها وسؤالها المكتفِ بـ:
-هل قررتَ عنّي؟
- أنتِ لم تعطني رأياً صريحًا.. ولقد قررتُ عنا.. ستكون هي الثانية بعرف الحلال وشرعه.. ها قد جاءت إليك وحققتُ لكِ ما أردتِ ..لقد أحببتها أنتِ أيضًا لا تنكري!
لم تجب واكتفت بصمتٍ ذاهل، كيف هبط قراره المجحف بحقها، أو إن صح القول كيف جاء منه هو تحديداً ما جاء.. يدينها بتأخر ردها ..بل ويهاجم تأخرها عليه.. أشعلها خاطر نفاذ صبره فأطفأت فتيل الجنون وهادنت بصوتها الكسير :
-أرجوك.. أرجوك خالد لا تكسر قلبي.. أنا لا أستحق منك ذلك . .لا تربط عاطفتي نحوها بموافقتي.
غاص صوتها بذل بيّن، وما أشد مرارته وهيئته الجديدة التي تسحقها ..فهمست منذهلة:
-كيف تفعل هذا بي خالد؟ كأنك ما صدقت وأخذت بمحبتي لها بيدقاً لك.
بأسى ونظرات تملؤها الخيبة سألته، إلا أنه
أعرض عن وجهها متحاشيًا إياه وتدفقت إجابته بنبرة مكتومة:
-لا خيار لدي وسن ..أنا لا أستطيع صدقيني.. أحبها ..أحبها وسن.
-هكذا بلا صبر تشهرها في وجهي؟..
تلجلج وبان عليه التعجل فلم ترحم توتره، عاد إليها ترق نظرته وتستحوذ على دقاتها المضطربة يعتذر لها بلين علّه يخيط الشق العميق الذي شُجَّ توًّا:
-أعتذر لكِ إن أزعجتك أو أوجعك كلامي.
زفرت نفسًا خشنًا وابتعلت آهة صعبة لصوته الذي يصر على فقدها صوابها.
-لا مجال لي في التراجع.. لقد مضيتُ في الأمر ولا توجد ثغرة لأن أعود أبدًا ..أنا أحبها وأنت أيضًا أحببتها.
ثم شد على كتفها مؤازرًا يزيد طين الحسرة بلّة:
-ستثبت لك الأيام أني صدقًا لا أستطيع ومجبرٌ على ذلك وستتأكدين حينها أنني على حق في كل شيء.
حدقت في عمق عينيه بعجزِ لا تملكه غير قادرة على التفوه بشيء أو الإيمان بكل ما قاله حتى، فاستندت على حافة الكرسي وتهاوت عليه خوفًا من أن يغمى عليها أو تفقد نفسها في لحظات الجنون المشتعلة، أسبلت أهدابها وأرخت كفها في حجرها ثم بهدوء عجيب رفعت نظراتها لعينيه المتلهفتين لها، ناظرته كأنه العدم وهمست بإقرار:
-حسنًا ..إن كانت هذه رغبتك ..فطلقني!
تجاهلت تبدل سحنته وامتقاعها فبررت :
- لا أستطيع العيش معك في هذا الوضع مهما كانت مكانتك لديّ.
احتد صوته بكل ما يمتلكه من خوف خسارتها ونفى مستميتًا:
-مستحيل لن أطلقك ولو على جثتي .
هدر بحاجة وإصرار:
-أنا لا يمكنني الاستغناء عنك.. أموت ولا أفعلها..
جاورها مهادنًا يمس عضدها برقة رغم أنها انكمشت على ذاتها مما آلمه فأسرّها في نفسه وشجعها بحب:
-انظري إلي.. سأتركك الآن ترتاحين وتفكرين في كلامي بتروٍ وهدوء.
وما لبث أن وطأت قدمه عتبة الباب حتى أشهرت استنزافها:
-طلقني خالد بالتراضي بدلا من رفعي قضية خلع بحقك أيها المحامي العظيم.
التفت إليها بعينين تقدحان شرراً وهتف بقسوة:
-إياك وإعادتها ثانية..
بخطوة واحدة اختصر المسافة وجذبها من يدها صارخاً:
-أعيدي عليّ ما قلتهِ ثانية.
ازدردت لعابها بوهن متحاملة قسوة لمسته وهتفت من بين أسنانها متحدية:
-إن لم تطلقني خالد سأقوم بخلع..
وكمم فمها بكفه مستحوذاً على آخر حروفها بين حدود ملكيته مهدداً:
-لا تحرضيني على إخراج وجهي الآخر.
جابهته بعنادٍ وهي تفك أسر كفه عن فمها:
-طلقني بمعروف واحترم عشرتنا الباقية عليها أنا قبل أن أريك وسن الأخرى مني.
ما هذا البأس الذي ارتدته.. من أين أتت بكل هذه القوة!
لم ترتجف كعادتها بين يديه ولم تطأطئ رأسها مذعنة كعادتها.
-لا طلاق بيننا ..ارضي وسن أنا لن أطلقك أبدًا.
حارت عبراتها في الانزلاق أمام أنانيته فيها وبأخرى..
-وأنت حدد موقفك أنا أو هي.. أنا لست بامرأة تقبل المشاركة برجلها.
-وأنا أعرف كيف أعدل..
وبحروف مصممة وقوية سطر لها فلسفته:
-وامرأتي لي ..ولن تكن لسواي فاتركي عنك حوارات القوة وابتعدي عن صفحات مجتمع سيدات ومجموعات الاعترافات.. أنتِ لي وكل أحلامك بين يدي.
عزّت عليها كرامتها.. واستهانته.. ووحشيته في امتلاك امرأة رغبها ..واستحواذه بالكلية على امرأة كانت له.
-لم أنت أناني بهذا الشكل ..تريدني وتريدها في خانة واحدة ؟
مسح جبينه منزعجاً:
-بل أنت الأنانية ..كيف لم تفكري بها وبنجاتها وحمايتها التي ترجوها مني.
آثرت الصمت هنا فصمتت شاعرة بالاشمئزاز وسراب خيوط حياتها التي راهنت عليها كلها فلم تعقب بشيء إلا أن نظرتها لخصت معاني الاستسلام!..
ليس استسلاماً له..
بل استسلاماً منه..
فلا رجل كهذا يستحق حربها وصبرها وانتظارها..

-أمي ..عمّي علي في الخارج.
انتبها لغيث الذي جاء يعلمهما بقدوم زائر على الباب فانفض شباكهما وتبادلا نظرات مريبة فسألها مشككاً:
-ما الذي يحدث ..ما الذي جاء به.
أبعدت عينيها عن نظراته المتفحصة وتهربت بإجابة:
-لا أعلم..
والرد الصريح القوي من عمها علي الذي تخصر على حافة الباب وقال:
-جئتُ آخذ ابنة أخي لبيت والدها.
هبط صوتهُ كصاعقة فارتد خالد بإجفالة غدر والتفت لها ثم عاد لوجه علي :
-ماذا يعني ذلك!
ثم صحح موقفه وتقدم مرحباً من عمها علي وحاول تعديل تساؤله الواضحة إجابته:
-هل هناك شيء.. لماذا تود أخذ وسن.
زفر علي بملل ولم يهتم بارتباكه وهتف بصرامة:
-أنت تعلم الأمر جيدًا ..مبارك زواجك خالد لا تنسَ ورقة ابنة اخي.
مادت الأرض أسفله بجنونها فسأل منفعلاً:
-ما الذي تقصده عمي ..أنا لن أطلق وسن.
ربت علي بكفه على كتفه وقال له بنبرة هادئة ومتراخية:
-اهدأ خالد أنت ستطلق بالتراضي.. ابنتنا ليست ناقصة لتتزوج عليها وتحرق قلبها.
دافع عن نفسه بقهر فارتفع صوته بحدة :
-وهل الزواج عليها يعني بالضرورة الانتقاص منها أو تعييبها.. ما بكم أنتم تحرمون شرع الله؟!
رفع علي كفه يصحح له:
-صوتك لا يعلو ..ثم لا تأتِ بذكر الشرع لا أحد يتعدى عليه ..ومع ذلك لن تبقَ وسن على ذمتك.
خلل أنامله في شعره ونطق بأضعف وأعجز ما لديه:
-يا عمي لو سمعت بظروفها وحياتها لآزرتني لكن لا تحكم عليّ.
تململ علي في وقفته التي طالت وقال ينهي الحديث:
-لن أستمع لقصتها فقد أوجزت لي شهامتك بأي وضع هي ..
ثم أشار بسبابته نحو رأسه الذي أحناه وضرب صدغه:
-لكن يا أخي نحن جماعة متحجرين ولا تؤثر بنا هذه الدراما ونريد ابنتنا وستطلقها .
أدار رأسه للمرتجفة قبالته:
- هيا وسن تعالي.
توقف خالد في المنتصف يناظر طاعتها بحنق وغضب أسفرا عن جنونه:
-هل تأخذها من بيتي دون رضاي؟
مط علي شفتيه وسأل:
-من الذي طلب رأيك أساسًا؟
استشاط في هذه اللحظة كوجهه الذي احمرّ وصرخ:
-عودي وسن لمكانك ..واحترم نفسك يا علي.
قلص علي المسافة التي تمددت ومس بسبابته ياقة قميصه ينفث غباراً وهمياً:
-علي حاف يا خالد؟ حسنًا يبدو أنك تحتاج لهجة أخرى ..احترم نفسك أنت أولاً وتذكر جيدًا كما زوجك إياها علي ..سيطلقك منها علي ..فافعل ذلك بهدوء قبل أن يخرج لك علي وجهه الآخر.
**


في السيارة أنهت محفظة المحارم فنفث علي تبغه ساخرًا منها :
-كفّي عن البكاء وسن ..لقد بكيتِ عن مجرة بأكملها.
نهنهت بصوتها مجددًا ولم تجبه.. عمها علي لا يعلم أي وجع قاسته وعايشته، شهر كان جحيماً احترقت به آلاف المرات كلما حاولت التفكير أنه سيكون مع امرأة أخرى ..-كصبا- يشاركها ما تشاركاه لسنين ..يكون مقسوماً بينهما.. وبالطبع ستجذبه الشابة الفَتِيَة عنها.. فهي أصغر وللعمر عليها حق كما أن رغبته التي تضاعفت لها بشكل فضحتها لهفته وستخسر بها بكل عدالة.. مجدداً شهقت ولم تستطع الاتزان أو الثبات فأي عذاب ستعيشه.. توقف علي على جانب الطريق وتأفف بملل:
-وسن ..دعي عنك هذه الدموع فهو لا يستحقها.
التفتت له بعينين متورمتين:
-لكن وجعي يستحق.
مسح بوجهه كفيه وجذبها له مضطراً رغم أن أكثر ما يكرهه هاته العواطف مدت ذراعيها تحتضنه هي عوضاً عن التفاف ذراعيه حولها فعاد بهمسه لها:
-وسن قوية لا تبكي.. ومن شاربي هذا سأجعله يندم على اللحظة التي فكر فيها اللعب بذيله ذلك الأبله.
تمسكت بقميصه متشبثة فيه بقوة تبكي فتركها تسكب دموعها ببذخٍ وما ان استكانت حتى سخر :
-لقد لطخت قميصي أيتها المقززة.
تبسمت لسماجته فأضاف متندراً:
-الآن ستشك بي موج.
ضحكت أكثر فراقت له ضحكتها وبغى أن يغير مزاجها:
-سنبدأ بوصلة درامية مع الست موج ..ناهيك عن مواجهة والدك الذي سيصفعني بحذائه على أقل تقدير لسخطه.
على ذكر والدها شعرت بالمصيبة أكبر فوالدها لم يرد هذا الزواج وهي من أصرت عليه ودخّلت عمها علي الذي أجبره على الموافقة والآن تحققت أسوأ مخاوف والدها ..رباه كان له بعد نظر وكانت جُل مخاوفه تتشكل في اللحظة التي يجبر فيها على الاختيار بينهما.
-كله بسببك ..أين سأذهب بوجهي من خليل.
ضربت وجنتها مستدركة المصيبة:
-بل أنا ما الذي فعلته عمّي.
احتوى عمها الموقف بلا تأزيم:
-حدث ما حدث ودعينا نفكر بك حالياً لكن أولاً سنهبط لأن موج تتلصص عليّ من النافذة.
تبسمت في وجهه وهمّت بالهبوط وفعل مثلها لولا رنين هاتفه الذي قاطعه والشاشة تومض باسم "خليل" ولأول مرة علي يرتبك ولا يجد تصرفاً مناسبًا ورغم ذلك حثته جسارته ففتح الخط واستسلم لصوت خليل الهادئ:
-ابنتي تنام في منزلي.. اجلبها لي فورًا.
فم علي الذي فتح مرة وأغلق مرات أجبر خليل على الهتاف به:
-هيا تحرك.
أشار لها بكفه أن تصعد فتساءلت بغرابة فردد كالمجذوب:
-أمرك خليل.. أمرك يا كبير!.
**
اخترق ضوء سيارته الظُلمة وتجرأ على شق السكون البهيم بصريرها الذي أوحى جزءًا مما يعانيه سائقها، صفها مجددًا أمام منزله عقبما أوصل (وسن) لبيت والدها الذي فاجأه بمعرفة ما يجري، طرق المقود برأسه عدة مرات ثم تنهد مستاءً لأزيز الهاتف الذي ستحرقه (موج) الليلة، عبأ مجرى تنفسه بدفقات من الهواء يحتاجها ثم مس قصبة حنجرته البارزة بسبابته والوسطى وغادر السيارة متوجهًا صوب معركته حامية الوطيس مع امرأته الشكاءة ،البكاءة، النواحة بائعة المناديل التي استهلكت مناديل الكون لتجفيف دموعها المتسبب بها "هو" .

"وهو"
ليس سوى وغد أنقذ فتاة ساذجة كانت جارته من براثن شاب تسلى بها وهددها ومنذ ذلك الحين بات الأسد المغوار والمنقذ .. عنوان الرجولة والبطل الأوحد في سطور موج التي أخبرنا بسذاجتها بما يكفي لتلتصق به كعلقة رغم فارق العمر بينهما وعزوفه عن الزواج ..ولم تستسلم معه حتى استسلم لها هو وتزوجها ..ومنذ الليلة الأولى وهي تسأل الاهتمام وتعاتبه بكون الاهتمام لا يطلب.. وتقص عليه وجعها من إهماله وعدم اكتراثه لها حتى باتت أسطوانة حياتهما المعتادة هذه.
**
دخل المنزل و بطرف عينه رمق الأضواء الخافتة لغرفة نومهما فتمتم من بين أسنانه:
"ليلتك حمراء يا علي"
التهم الخطوات وأدار دفة الباب بصدرِ مغتم لمن تركها خلفه في بيت أخيه.. تفتحت عيناه على وسعهما للون الأحمر الذي تتنفسه الغرفة بما هيج نفسيته المتعبة وقبل أن يستوعب ..استقبلته موج تركض متعلقة بعنقه:
-أنرت البيت حبيبي.
تحجر لحظات وهي تستحوذ عليه بين ذراعيها، رمق غلالتها الحمراء التي تواءمت مع الشموع العطرية الحمراء التي رسمتها بخط مماثل على طول الأرضية وتاريخ مميز أكيد ينساه هو ولا تفعلها هي وتنساه يتوسط قلب كبير ، كل هذا هين أمام الشرشف الأحمر والحمرة الصارخة واللامعة التي زينت بها شفتيها التي تعلق بصره بها للحظات فأبعدها برفق لا يعرفه ومسح على وجهه مغمغما بسخرية:
-ليلتنا دموية على ما يبدو.
احمرت وجنتيها وأسبلت أهدابها بغبائها المعتاد ودارت حول نفسها تسأله:
-كيف أبدو؟
كانت متكلفة وهي أبسط وأرق من هيئتها هذه فلم يلجم خشونته وهو يعترف:
-هذا الشيء لا يناسبك.
وجمت وارتدت بشهقة للخلف متسعة العينين:
-هل أبدو قبيحة؟
مط شفتيه وعبراتها التي تهطل بمناسبة أو بدون تتبرع بالظهور فقال بجلافته المعتادة وهو يخطو للأمام:
-لستِ قبيحة ..بل هذا الشيء قبيح.
همّت بخلع الغلالة وتمزيقها قهراً وهي تشكو له منه
-كنت أحتفل الليلة بأول مرة دق فيها قلبي لك ..لكنك لا تراعيني ولا تهتم بمشاعري.
تنهد يائسًا من الاحتفالات شبه اليومية هذه والتي تحمل مسميات..
"أول لقاء..
أول لمسة..
أول نظرة..
ذكرى أول اعتراف ..
ذكرى أول قُبلة.."
تابعت ساخطة وهي تفك خيوط الثوب:
-أنت جاف وعديم المشاعر معي ..رأيتك تحتضن وسن وسكت لك ..بينما تقابلني أنا بعبوسك ليس إلا.. وتتهمني بالطفولية.
توسعت حدقتاه وتقدم منها يشرح ببساطة:
-موج ..أنا متعب ولا طاقة لي للتحدث أو الرد على هذرك الذي أحذرك بشأنه.. وسن جاءت لبيت أبيها كي تتطلق من زوجها.
شهقت وكممت فمها بدراميتها المعتادة واقتربت إليه تسأله بدموع حقيقية:
-كيف هذا ..ولماذا ستتطلق ..ياه المسكينة وسن لا تستحق.
ازدرد لعابه وتمهل بقربها يمسح عنها عبراتها ويهدهد جبينها بقبلة اعتذار:
-شكرًا لأجل ليلتنا ..لا أستطيع الاحتفال معك وابنة أخي تبكي في بيت والدها وأكاد أستمع لنحيبها.
وصل سريره بإرهاق فغلبتها عاطفتها نحوه وزال الغضب فتبعته بذات الغلالة التي تركت عنها خلعها ..استقرت حول جسده تحاول أن تُسكّنه ولا تعلم الغبية بأنها تُهيجه.. تلاعب خصلاته وتضم رأسه لها:
-الوغد خالد كنت لا أحبه منذ صغري.. لا أرتاح له أيضًا.
قدمت له اعتذارات الكون وأهله ولم تتركه حتى تصنع النوم هرباً منها فاستقامت دامعة العينين تنعى أمسيتها التي أُفسدت مرة.. وقلبها الذي أحب هذا الجلف مرات ومرات دونًا عن كل رجال العالمين.

*وموج*
بهية المحيا ..حسنة الطلعة، أوقعها قلبها بحب رجلٍ النزق هو سمته الأصيلة، حانق وغاضب وما أسرع ملله، يكره أن تمتدحه ..يكره أن تحكي له عن رجولته التي سبتها فيه ولم تتحرر للتو.. يمقت عواطفها التي تحمل منها فائضًا ويكره أن تحبه، لا يعترف بالمقدمات ..يتعدى السرد والحيثيات ويصل سريعًا للنهاية، من ضمن مبادئه العتيدة كرهه حين تتزين له طالما أن نهاية شُغلها المبذول سُترمى في أرجاء الغرفة.. لا يحب قلوبها الزرقاء والخضراء والبنفسجية والأحمر تحديدًا هذا يكرهه ..ويغضب حين تعاتبه لرسمية محادثاته ..حتى الآن ورغم كل الأشياء تسأل كيف تقدم لها ..بل من الأساس لِمَ تزوجها؟
بدايتها معه تحبها ولا يحب تذكرها.. اعترضته كي ينقذها من شاب يلاحقها ويهددها بصورها التي تنشرها على منصات التواصل الاجتماعي فلبّى لها طواعية وحين أتم مهمته هددها:
-لا تنشري صورك ثانيةً..
ولم تتكرر ثانية أو ثالثة حتى ..التقته في
مصادفات عابرة ولم تتمسك في إعجابها الذي عبر حدود عينيها حتى عقلها واستقر بقلبها كونه رجل ..وجذاب.. وصاحب كلمة واحدة لا تتكرر وجملة شهيرة
"أنا عقلي حبتين يا عمي"..
وهي قلبها أحبه حبتين ..وثلاث ..وعشرة..ومنذ وقت فقدت العدّ.

**
في صبيحة اليوم التالي سيق خالد كمذنب في محكمة بيت عمه، طرق الباب وفتحه خليل الذي استقبله بعينين لائمتين وتوجه له بكلمة لم ينل شرف ترقيتها لجملة:
-لماذا؟
ضم شفتيه معرباً عن أسفه وأجابه:
-أفتني في أمري يا أبي.. حلها عندك.
قرب الجرأة أو أشد عمقًا نحو الوقاحة، تجرع خليل دفقة هواء تعين خيبته وأشار لمضافته:
-ادخل..
تبعه وجلس قبالته كان حازمًا عمه ولم يبدِ وجهًا لينًا، كان خصمًا لا والدًا وافتتح الجلسة:
-ها أنا ذا أسمعك.
ضم كفيه ووازى جلسته بانحناءة للأمام حجمت موقعه وكله بدأ متنهداً:
-لقد قررتُ الزواج ثانية.. أحب وسن وتحبني كما أننا سعداء.. لكنني في حاجة لامرأة ثانية.
زفرة خرجت عن طور صمت خليل رفع لها خالد وجهه وبرر:
-ليس نقصاً أو خللاً في وسن ..لكني رجل أراد الاستعفاف بالحلال ..وكما ترى أنا مقتدر وأستطيع فتح بيتين وسأحرص على عدلي.
استمعت وسن من خلف الباب لجملته الأخيرة وشعرت بغثيان ملح يراود معدتها
"يريد العفة" ..
"يطلقها في وجه أبيها هكذا" ..
تنهدت ترطب سعير حلقها وارتجف ذقنها بلا دموع حين سمعت والدها يخبره.
-أجل هذا حقك ولا نعترض عليه أبداً وأبارك لك ..لكنني لن أضغط على ابنتي أو أحملها مالا تطيق..
ثم رفع سبحته بختام لائق:
-كما احترمنا رغبتك ..عليك أن تحترم رغبتها وتنفذها.
نهض خالد يسأله بخوف:
-ماذا يعني ذلك؟
أجابه علي الذي دخل تواً:
-زواجك مقابل طلاقها والخيار لك
انتهى الفصل




Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 22-11-22, 07:23 PM   #19

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

قراءة ممتعة من قلبي🥺🤍

Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 22-11-22, 10:41 PM   #20

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي حكم الهوى غلاب

فصل راىع مبينة رواية حلوة ما ا، قح ها الخالد بدو الاتنين ابوها كان معه حق بالرفض من الاول تسلم ايدك
Lamees othman likes this.

سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.