31-01-23, 06:22 AM | #182 | ||||
| القادم أسوأ مما ظننت علي ما يبدو لا يلوح في الأفق أي بوادر لانصلاح الحال بين ريهام ورشاد رغم رغبتهما في ذلك الجميع يحاولون بكل قوتهم التفريق بينهما لسببٍ أو لآخر وهذه المرة الأمور أخطر لأن ريهام ستقتنع بالوساوس التي بذرها عدنان وتركها لتنخر رأسها وتفترسها في وحدتها وتأخذها الظنون بزوجها "هذه بضاعتكم رُدَّت إليكم"! .... أراها معبرة للغاية عن كل فرد في العائلة فأبو ريهام كان يسعي لخراب بيت ابنته وها هو بيته هو قد بدأ يتهدم فوق رأس قاطنيه واحداً تلو الآخر فسارة الأفظع في الحقد والحسد قد نالت جزاءها أضعافاً مضاعفة من الذل والهوان وحبيبها الذي فعلت كل شيء لأجله قد باعها بالرخيص واشتري الذهب الأغلي منها لديه وكل ساقٍ سيسقي من نفس الكأس ولكنها مجرد مسألة وقت ليس إلا وسنشهد المصير المظلم للمحتال تيم فصبر جميل مني ضعيفة أمام النفس المتطلعة للأكثر دوماً وسرعان ما ستضحي بابنتها في سبيل النقلة الاجتماعية المرجوة من ارتباط مراد بها ومراد هذا رأس الأفعي الأمكر بينهم يظن نفسه قد أحكم الوثاق علي لينا بحرمانها من المخدر الذي يمدها به لكن عائلته قادمة إليه وستكشف أمره عاجلاً أم آجلاً وعدنان يسعي نحو هلاكه وهلاك ريهام معاً من باب "إن لم تكن لي فلن تكون لغيري" عاتكة وديم كل منهما تظن الأخري خاتماً في إصبعها وتتخذها وسيلة نحو غاية دنيئة في نفس كل منهما تجاه رشاد فعاتكة ترغب بإجهاض ريهام بل واستئصال رحمها تماماً حسب ما فهمت من تلميحات القابلة وديم تطمع في الاستحواذ علي كل ممتلكات عاتكة ورشاد وهي كما يقال "ماء من تحت تبن" لا يبدو عليها أي من اللؤم والجشع الذين ورثتهما من معاشرتها لعاتكة وربما هي نفس مريضة بعلة الوصمة التي خلفّتها في نفسها حقيقة كونها فتاة ملجأ أيتام منبوذة وقد تكرمت عليها عاتكة باحتضانها! الأمور تشتعل ولا يسعني الانتظار أكثر ولي عودة مع توالي باقي الأحداث ولكن قبلها أجدّد عميق امتناني ومحبتي لقلمك الفريد ومفاجآتك غير المتوقعة صدقاً👏👏❤❤❤ | ||||
31-01-23, 06:38 AM | #183 | ||||
| يا إلهي تكالبت الظروف علي ريهام الآن بل وهي علي حافة الموت الآن لا يخطر ببال إنسان مدي الشر المستتر في النفوس بل ولا يضمن أحد نفسه فالنفس الأمارة بالسوء تدفع بصاحبها للهاوية وتجعل الدنيا تسود في عينيه تماماً كما عدنان الآن لا بد من نجدة ما في الطريق إلي ريهام ...أخشي أن يصدق رشاد مكيدة أخته ويظنها أجهضت نفسها للتحرر منه والهرب مع عدنان كما أوحت إليه الله يستر من القادم سلمت يداك عزيزتي❤❤❤❤ | ||||
31-01-23, 06:52 AM | #184 | ||||
| انكشف مراد أخيرا لكن ما الذي ستفعله عائلته يا تري؟ ريهام خسرتك كل شيء ومظلومة ظلماً بيناً ولكن الله يمهل ولا يهمل ومؤكد أن الحقيقة ستظهر لكنني أخشي أن تظهر بعد فوات الأوان وقت لا ينفع ندم رشاد انخدع بسهولة رغم أنه يعلم بسوء ظن عاتكة الدائم في ريهام علي ما يبدو القصاص في طريقه إلي رشاد بعد ظلمه لريهام فسيتم ظلمه في المقابل في عمله قانونياًّ بغياب الأوراق التي في حوزة مراد سلمت يداك وفي انتظار إبداعك دوماً غاليتي❤❤❤ | ||||
31-01-23, 07:10 AM | #185 | ||||
| وخز الضمير هو الراعي الرسمي هذه المرة لجميع الأفراد بيلا وعدنان يسعيان للتوبة والبدء معاً من جديد وقد سترهما الله معاً عاتكة وديم تصران علي التسلط والتجبر مهما فلتتا من العواقب بأعجوبة! رشاد ربما يكون قد فطن أن زوجته ضحية مكيدة قذرة من أقرب الناس إليه فهل سيصلح خطأه ويعتذر لها وإن اعتذر لها هل تسامحه وتعود إليه؟ سيلدا قررت القيام بالفعل الصائب بذهابها لريهام وإبراء ذمتها علي الأقل وتوضيح سوء الفهم المتفاقم بين الزوجين لعلها ترأب الصدع الذي هدم علاقتهما تماماً سبحان مغير النفوس الأختان شعرتا بنعمة وجود ريهام في حياتهما وكل منهما تعيش مأساتها هذه المرة إلا أن ريهام سامحت الجميع ولا أعلم هل هذا استسلام أم بداية جديدة؟ كلي شوق لمواجهة منتظرة بين رشاد وريهام... ألف شكر لكِ ولمجهودكِ الكبير💗💗💗 | ||||
03-02-23, 11:48 PM | #187 | ||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| عاطفة على المحك .... الفصل الثامن عشر والاخير ج1 عاطفة على المحك الفصل الثامن عشر والأخير ج1 .... سيلدا وبنبرة هادئة: "أي رسالة؟ اه تذكرت نعم أرسلت له رسالة وشكرته لانه اقام لنا حفلة على حسابه واخبرته انني اجلت السفر لقضاء شهر العسل من اجل عملنا معا وضرورة العودة لبيروت هذا كل شيء" خفقت اهداب ريهام وأدركت انه مجرد سوء فهم وتذكرت كيف هاجمته حينها واتهمته بالخيانة وصفعها .... رباه كانت مخطئة سيلدا وبتمعن: "هذا ليس كل شيء يا ريهام .... هناك معلومات كثيرة يجب ان تعرفيها وهناك مفاتيح كانت مفقودة بالنسبة لك لتفك الالغاز بحياتك" رفعت ريهام اهدابها ببطء وتطلعت بسيلدا بشيء من الهدوء الممزوج بالفضول وشعرت ان شيء من النار التي بقلبها لهذه المرأة انطفأت بالتدريج ساد صمت قصير واثناء ذلك دخلت منى حاملة صينية القهوة ورمقتهما بنظرات فضولية ومتفحصة وهي مستغربة الهدوء الذي عم بينهما في الوقت الذي كانت ريهام لا تطيق وجود هذه المرأة! ترى ماذا هناك؟ ابتسمت منى بحرج لانهما كانتا تتطلعان بها كأنهما تتنظران خروجها من الغرفة واومأت برأسها قائلة بمجاملة: "بالأذن" انتظرتها سيلدا حتى ابتعدت وأغلقت الباب خلفها وقبل ان تنطق بكلمة قالت ريهام بشيء من الضيق والاحباط: "مهما اخبرتني فذلك لا يغير من الوضع الذي وصلنا اليه .... لم اعد اهتم لنوايا رشاد وليس لي القدرة على مسامحته .... رشاد اساء الي في الماضي وفي كل وقت ومواقفه ليست نبيلة معي .... دائما يقسو علي ويستغني عني وبأصعب الظروف يتخلى ويجافي! وانظري ماذا فعل معي اليوم وانا اواجه أصعب ظرف يمكن ان تتعرض له امرأة! في ذلك الوقت العصيب لم ار وجهه كنت بين الحياة والموت ولم اجده وبالآخر بعث لي بورقة الطلاق وانا في المستشفى وعلى سرير المرض وكأنني عدوته وعبأ ثقيل أراد التخلص منه بأسرع وقت حتى انه لا يريد ان يفهم الذي حصل اتهمني وأصدر حكمه دون ان يتحرى او يسأل .... انتهى كل شيء بيننا ولم اعد ارغب بالحديث عنه" تأملت سيلدا دموع الخيبة والحزن بعينيها ووضعت يدها على كفها قائلة بمواساة: "انا اسفة لكل ما حصل وانت محقة بكل حرف نطقته وانا شاهدة على المرار الذي عشته في سنوات زواجكما لكن .... رشاد ليس بالسوء الذي تظنينه صدقيني هو الان تعيس وموجوع وانا واثقة مما أقول" ابتسمت ريهام باستخفاف: "اشك ان لرشاد قلب يتعذب وضمير يتوجع انه بلا رحمة ومحتال يكفي ما فعله بأبي سابقا وكيف دخل حياتنا بالغش والخداع والمكر للإطاحة بوالدي وتدمير سمعته حتى انا زواجه بي مجرد انتقام لأنني قللت من شأنه يوما ما انه حقود ولا يريد ان ينسى .... حتى الأطفال حرمني منهم لم يشأ ان أجرب احساس الامومة مع رغبتي الشديدة بذلك .... في الماضي اجبرني على الإجهاض وحدد لي موعد للعملية مغامرا بحياتي دون رحمة ولا سبب مقنع واليوم كرر أسلوبه الحقير في التعامل فبعث لي اخته ومعها القابلة لإجهاضي عنوة في ذلك البيت الحقير الذي احتجزني به كل ذلك وتريدينني اصدق انه ليس بالسوء الذي اظنه؟" قطبت سيلدا جبينها وقالت بهمس: "بعث اخته؟ مستحيل يفعل ذلك! رشاد كان راغبا بذلك الطفل هو أخبرني ذلك بنفسه حتى انه قال لي انه سئم ويريد ان يصلح كل شيء اكيد هناك سوء فهم" وضعت ريهام يدها على جبينها واغمضت عينيها وبدت متعبة وغير راغبة بالكلام اكثر الا ان سيلدا واصلت وبنبرة صادقة: "انا اليوم جئت لأحدثك عن الماضي واشرح لك ماذا حصل بالضبط والذي سأقوله قد لا يبرء رشاد امامك لكن بنفس الوقت لا يبقى بنظرك ماكر وجشع وهدفه ان يزيح والدك من مركزه ويستولي على مكانته .... والدك يا ريهام ليس بالبراءة التي تتوقعينها لم يكن ملاك بجناحين .... لم يكن بالنزاهة والشرف الذي يصدره للمجتمع ولا برب العائلة الفاضل الذي كان يصوره لكم" عقدت ريهام حاجبيها وقالت باستنكار: "ماذا تقولين؟ كيف تتكلمين عن ابي هكذا؟ يبدو ان رشاد ملأ دماغك بالأكاذيب ليشوه صورة جمال سالم بنظرك ونظر الاخرين ليبرر حقارته والا ماذا تعرفين انت عن ابي؟" .................................................. .............................. اتسعت عيني منى عندما دخلت الى غرفة جمال واسرعت اليه قائلة بفزع: "جمال! ما بك؟ جمال!" .................................................. ............................. تطلعت عاتكة الى الحديقة من خلال نافذة الصالة ورمقت رشاد الذي كان يجلس هناك مكتفا ذراعيه ومسند ظهره على الكرسي بنظرة عميقة وهي تفكر ان تجلس معه وتتكلم فهي فرصة مناسبة لغلق صفحة ريهام الى الابد عندما أغلقت الستارة واستدارت وجدت جنات بوجهها وتبادلتا النظرات الصامتة وكل منهما في عينيها كلام وتعبير وضعت عاتكة يدها على كتف جنات وقالت بهمس وبنبرة تهديد: "حذاري من المحاولة .... الان اجمعي اغراضك وارحلي من هذا البيت لم يعد المكان المناسب لك فهمت" جنات وبنبرة خافتة: "نعم انا سكتت عن قول الحقيقية لكن ثقي ان الله سيكشفك عاجلا ام اجلا تعرفين لماذا؟ لأن الله لا يساند الباطل ولأن ريهام مظلومة وضحية مؤامرة ولأن شقيقك لديه مشاعر اتجاهها مهما فعلت لا تستطيعين محوها من قلبه وتفكيره ومشاعره تلك سترشده الى الحقيقة" ابتسمت عاتكة ابتسامة مخيفة وقلقة بنفس الوقت وابتعدت جنات مسرعة اتجهت عاتكة الى الحديقة وبتعابير حنونة دنت من رشاد قائلة وهي تجلس: "افهم ما تمر به لكن صدقني ما فعلته صواب .... الطلاق هو الحل السليم" لم يتغير تعبير بوجهه وبقي يتطلع امامه بصمت لتواصل بتأمل: "عرفت ماذا فعلت ريهام؟ انكرت امام الشرطة ما فعله عدنان بها وتنازلت وبرئته وهو الان حر طليق وربما الاثنان ينتظران أيام العدة تنتهي كي يرتبطا بعد ان ازالا كل العواقب ابتداء بالطفل ثم انت وهذا كان الهدف الذي يرومان" .................................................. ......................... سارت ديم بخطى بطيئة باتجاه الغرفة الخاصة برشاد وفتحت الباب وهي تعني ما تريده أغلقت الباب عليها وكانت الغرفة مظلمة ما عدا نور خافت منبعث من جوانب الستائر وتطلعت بالسرير ثم دنت منه وانارت المصباح الجانبي وجلست وابتلعت ريقها .... صحيح ان الاحداث تجري لصالحها وان الطلاق حصل لكن خطر عودتهما الى بعض في المستقبل ما زال يهددها وجفاء رشاد لها لا يبشر بخير لذلك عليها ان تمنع احتمالية رجوع ريهام الى هنا وتثبت جذورها بحياة رشاد وتصبح امر واقع بحيث مستحيل ان يتركها والا يصبح نذل بنظر نفسه والاخرين رفع رشاد بصره وتطلع بعاتكة وقال بتفكير: "عرفت .... وعرفت أيضا انها انكرت أمور أخرى ولم تذكرها" تغير تعبير بعينين عاتكة وقالت بسرعة: "ريهام ذكية وماكرة واكيد ان تخفي وتظهر حسب ما يصب بصالحها ويخدمها" بقي يتطلع بها بإمعان وامام نظرته ارتبكت وزاد ارتباكها عندما قال فجأة: "ماذا كنت تفعلين انت وتلك العجوز في ذلك البيت يا عاتكة؟" اجابت بتلعثم: "قلت .... قلت لك جئت اطمئن على حالة ريهام الصحية و" قاطعها وببرود: "اه تذكرت" تطلعت به بريبة لأنه كان غريب بهدوئه وشروده ونبرته ورفعت بصرها عندما نهض قائلا: "ذاهب الى غرفتي" بقيت تراقبه وهو يبتعد وساورها القلق من كلامه ونظرته ترى بدأ يشك بها؟ ام ان الشيطانة جنات اخبرته! لو علم ستكون مصيبة نهضت ديم من على السرير عندما سمعت خطواته تقترب وبللت شفتها السفلى بلسانها ثم اتجهت الى الباب مسرعة وحالما فتحه تظاهرت بالارتباك والحياء امام نظرة الاستغراب والدهشة بعينيه! .................................................. ............................. مريم ومنى اسعفتا جمال الذي تعرض لوعكة مفاجئة واسندتا ظهره على الوسادة واعطته مريم الماء وهي تقول بهمس: "سيكون بخير لا تخافي ولا يجب ان نخبر ريهام لانها بحالة صحية سيئة" منى وبقلق: "يجب ان نتصل بطبيبه الخاص مع انني أخشى ان يكون رشاد يوسف تصرف بعد ان طلق اختك ومنع جميع الامدادات عنا بما فيهم الطبيب الذي يتكفل هو بأجرته عادة" ثم رمقت مريم بنظرة ذات مغزى وهمست: "هذا سبب إصراري على ان ان تقبلي بمراد .... طليق اختك سيسحب البساط وربما ينتقم منا جميعا ويرمينا في الشارع نسيت انه مالك هذا البيت" هزت مريم رأسها رافضة وبنبرة خافتة: "لا اريده ولن اتقبله ارجوك لا تذكرينه امامي" احتدت نظرة منى وتطلعتا معا بجمال الذي أسدل اهدابه ببطء وأغمض عينيه وبدى وجهه متوهج احمرارا بسبب ارتفاع حرارته .................................................. ................................. أغلقت سارة الهاتف وهي ترتجف كليا وانفاسها تتلاحق والخوف يعتصر صدرها وهمست: "يا الله كيف اتخلص من تلك المصيبة؟ ماذا افعل امام تلك التهديدات؟" واتسعت عينيها على اشدهما عندما بدأ يبعث لها برسائل تحتوي على صورها! تدفقت دموعها ولوهلة فكرت بالانتحار وانهاء حياتها وردم حفرة العار عليها لكنها جبانة جدا وتخشى من الموت وكذلك تخشى ان يبقى تيم يستنزف أهلها بصورها ولم تنتهي الازمة بموتها ماذا افعل يا رب؟ من لي؟ الى من التجأ؟ اغمضت عينيها وغرقت في هواجسها وحيرتها الشيطان لم يكتف باستجابتها له وحده يريدها ان ترضخ وترخص لرجال اخرين! كيف لم تعرف حقيقته سابقا؟ كيف كانت تحبه لدرجة الهوس مؤمنة بأنه امانها واستقرارها؟ كيف كانت عمياء وساندته ضد أهلها ورضيت ان تسرق اختها لأجله؟ ارحمني يا رب وأرشدني لاعتبر من تلك الكارثة وتكون ذكرى اليمة ودرس قاسيا بحياتي .... أرشدني ارجوك اغمضت عينيها ولا تعرف لماذا خطر ببالها بهذه اللحظة رشاد يوسف! .................................................. ............................ نظرت هناء الى نضال الجالسة قرب النافذة تتطلع الى الشارع الطويل وتقول كأنها تتحدث مع نفسها: "اتذكر أحلى الذكريات في هذا البيت الصغير الذي غمر قلبينا بالحب والتفاهم والسعادة وذلك الشارع لطالما انتظرت به عودة طارق من عمله بشغف ولهفة لماذا تغير كل شيء؟ تغيرت مشاعر طارق وحل البرود بيننا وقصة حبنا ختمت بنهاية تعيسة لا نستحقها .... لماذا يا امي حصل كل ذلك؟ كنت بمنتهى السعادة راضية وقانعة ولم أتطلع يوما لامرأة متزوجة مهما كانت سعيدة بحياتها ولا أتذكر انني تمنيت حياة أخرى او حسدتها وكأن الله عاقبني؟ لكن على أي ذنب؟ لا اعرف" هزت هناء رأسها قائلة بنبرة هادئة: "استغفر الله .... تلك ليست عقوبة يا ابنتي انها فترة عصيبة وستنتهي وربما امتحان لصبركما على البلاء .... لا تحكمي على طارق بهذه الفترة ان مشاعره مضطربة وعقله مشلول عن التفكير امنحيه فرصة اعطه الوقت يا نضال وانا واثقة ومتأكدة انه سيراجع نفسه كما رشاد يوسف سيراجع نفسه أيضا ويدركان ان بين يديهما جوهرتان نادرتان من الغباء التفريط بهما" التفتت نضال الى أمها وبتفكير: "تعتقدين ان رشاد سيتراجع وريهام سترضى بالعودة اليه بعد كل ما بدر منه؟" ابتسمت هناء بأسى وقالت بهمس: "اختك تحبه لا تقدر بدونه" اشاحت نضال ببصرها غير مقتنعة لتواصل هناء بحزن عميق: "اثناء مرحلة الافاقة كانت تهذي باسمه انها تكتم مشاعرها امامنا لكنها مولعة به" خفقت اهداب نضال وخشيت الا يحصل ما تتوقعه أمها ولا يراجع رشاد نفسه حينها ستذبل ريهام وتموت قهرا نهضت هناء قائلة: "سأذهب الان لأكون جنبها لا اظن منى وبناتها يعتنيان بها كفاية" واتجهت الى الباب لتهتف نضال بسرعة: "امي" التفتت هناء لتقول نضال بتعب واضح: "ادع لنا من قلبك" ابتسمت هناء واومأت موافقة ثم قالت بنبرة صادقة نقية: "ليجمع الله شملكما ويصلح حالكما" نضال وعبر دموع مترقرقه: "اللهم امين" .................................................. ................................. ابتلعت ريهام ريقها وقالت بانفعال: "ان كنت جئت الى هنا لتسيئي الى سمعة والدي لا تكملي ولا تبرري لرشاد لأنني" قاطعتها سيلدا: "ليس لدي مصلحة بالكذب عليك يا ريهام اردت فقط ان اريحك من حيرتك ومن تخبطك وغايتي ان ابين لك الأسباب التي دفعت رشاد الى التصرف بتلك القسوة معك" اشاحت ريهام ببصرها وواصلت سيلدا بجدية: "دخولنا انا ورشاد الى مجمع شركات جمال سالم ليس محض صدفة كما توقعتم انما حصل ذلك وفق خطة وتدبير .... رشاد يوسف مبعوث بمهمة سرية من قبل جهة قانونية للإطاحة بوالدك" ادارت ريهام وجهها ببطء وتغيرت تعابيرها لتصبح باهتة تماما وواصلت سيلدا بنبرة اسف: "كان هناك مؤشر سلبي ضد والدك واحتمالية كبيرة لمتاجرته بالممنوعات والقيام بأعمال غير مشروعة لكن في الواجهة كانت أوراقه سليمة ولم يترك ثغرة او نقطة ضعف تدينه .... والدك كان متستر بعباءة النزاهة واغلب اعماله كانت منافية للقانون والعدالة وصفقاته كانت لا تخلو من عمليات تزييف واحتيال وبسبب حنكته وذكائه عجزت الجهات المختصة من ادانته لذلك دبروا له كمين وقاموا بتجنيد رشاد يوسف بتلك المهمة للتجسس عليه ومراقبته وتصوير مستندات سرية ورشاد استعان بي لمساعدته بتلك المهمة وانا استجبت لأن ضميري يحتم علي ان اطهر بلدي من أمثال جمال سالم .... رشاد كان شخصية مرموقة وعلى مستوى مادي جيد ليس كما ظهر امامكم على انه شاب مبتدأ ومتعسر ماديا ولسوء حظك علقت معه وتماديت وقتها بأذلاله والاستخفاف به" تلاحقت انفاس ريهام وشبكت يديها ودعكتهما بتوتر هامسة بصدمة: "ابي؟ كذب .... كذب ابي رجل مستقيم .... ورشاد! .... يا إلهي!" ثم اخفت وجهها غير مستوعبة ما سمعته ولم تجد وصف للشعور الذي اعتراها .... كانت مخدوعة بوالدها و .... برشاد! سيلدا وبإمعان: "ادانة والدك تطلبت منا سنوات ومجهود كبير حتى كسب رشاد ثقته واستطعنا الوصول الى بعض المعلومات وبدأنا بتسريبها الى الجهات المختصة وتم استدعائه الى جلسات تحقيق سرية لكونه شخصية عامة معروفة وتمت محاكمته قبل ستة أعوام لكن للأسف الأدلة لم تكن كافية واصابته بالشلل ساعدته للنفاذ من العقوبة وحكم عليه بالسجن مع إيقاف التنفيذ ودفع غرامة كبيرة ومصادرة كافة املاكه" ساد صمت قصير وريهام خافضة بصرها ومستاءة جدا ليتها لم تعرف كل ذلك ليت سيلدا لم تنطق بحرف كان اهون عليها مما عرفته قالت سيلدا بتأمل: "عرفك رشاد في تلك الفترة وكنت فتاة مغرورة لا اعرف كيف تحركت مشاعره اتجاهك مع انك متعجرفة ومتعالية عليه وتسمعينه كلام سخيف اغلب الوقت وعندما تقرب منك وصارحك بمشاعره تماديت بجرح كرامته كونه يعمل تحت امرة والدك وعندما طلب يدك استهزئت به ورفضته بحجة انك تحبين رجل اخر مما سبب له ردة فعل ورغبة انانية وعنيفة بالحصول عليك وبمجرد إتمام مهمتنا اخذ يعمل على الزواج بك وعرف نقطة ضعفك .... عرف انك انسانة تعشق الرفاهية والترف وتأكد من ذلك عندما تخليت عن عدنان وابديت له موافقتك على الزواج به ومع كل ذلك لم يكن هدفه من الزواج الانتقام منك يا ريهام انه فعل كل ذلك لانه كان مغرم بك ابدا لم يفكر بالانتقام كان يريد الحصول عليك فقط" رفعت بصرها ببطء وتطلعت بعينين سيلدا التي واصلت: "لكن كل شيء تغير بين ليلة وضحاها وتغيرت مشاعره من الحب الى السخط والغضب وذلك قبيل ليلة الزواج بيوم واحد وذلك عندما سمعك تتحدثين مع والدتك عنه" خفقت اهداب ريهام وشعرت بجفاف شفتيها وقالت بصوت خافت: "انا؟" سيلدا وبتأثر: "كان وقتها يتحدث معك بالهاتف بشأن حفل الزفاف وكان كلامك معه معسول وناعم وعندما انتهت المكالمة لسوء حظك نسيت ان تقفلي الخط وكانت والدتك قربك ورشاد سمع الحديث كله .... اخبرت امك انك ما قبلت به الا انقاذ لوالدك ولعائلتك وانك لا تملكين أي مشاعر اتجاهه عدى حاجتك الى ماله واسمه وانه مجرد زواج مصلحة وليست بنيتك الاستمرار معه وبمجرد ان تقفين على اقدامك وتملكين بيت باسمك ومبلغ من المال ستتطلبين الطلاق وتعودين الى عدنان .... حتى انك قلت لها انك لا تفكرين بالإنجاب منه يا ريهام تتذكرين ذلك؟" انسابت دموع ريهام بغزارة وشعرت بالخجل من موقفها .... نعم انها تتذكر بالفعل قالت كل ذلك سيلدا وباتهام: "قرر رشاد إتمام الزواج للانتقام منك فقط وبالنسبة لي انا عذرته وقتها ووجدتك انسانه مستفزة بحاجة الى العقاب والذي زاد الطين بلة انه اكتشف انك تستخدمين أقراص منع الحمل في الشهر الأول من الزواج ظننته سيلقنك درس يضربك و يهينك ويؤذيك لكن رشاد استخدم سلاح اخر وهو الهجر والجفاء واحتقار جمالك وانوثتك والاستخفاف بالعلاقة الزوجية وكان بنيته ان يطلقك في العام الأول من الزواج لكن لسوء حظكما اكتشف انك حامل وجن جنونه واجبرك وقتها على الإجهاض .... عن نفسي ظننت انه بعد الإجهاض سيطلقك لكن الغريب انه لم يفعل والغريب أيضا انه توقف عن اخباري بأي شيء يخصك ويخص مشاعره اصبح مبهم بالنسبة لي وغامض ولا اعرف ماذا يريد بالضبط الى هذا اليوم" كانت ريهام تمسح بدموعها لتنهمر من جديد وبدت متأثرة جدا خاصة عندما قالت سيلدا وهي تنهض: "اخبرتك كل ذلك حتى تعرفي انك ظالمة أيضا ومذنبة أيضا ولست بريئة يا ريهام .... انت أيضا اذيت رشاد بكرامته ورجولته ومشاعره وكنت مستفزة وتافهة .... مشكلتك انك لا ترين افعالك ولم تنتبهي لتصرفاتك .... فقط أفعال رشاد تدينينها وتجاهرين به وتجعلينه امام الاخرين متغطرس وظالم وتتلذذين بلعب دور الضحية" التعديل الأخير تم بواسطة هند صابر ; 04-02-23 الساعة 12:07 AM | ||||||
04-02-23, 12:16 AM | #189 | ||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| شكرا للمتابعين شكرا للمعلقين شكرا لكل من اعطى الرواية حقها بالتفاعل والتعليق والاهتمام شكرا للمتابعين الصامتين سينزل الجزء الثاني من الفصل الاخير قريبا ان شاء الله | ||||||
04-02-23, 12:18 AM | #190 | |||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
تعليقاتك جدا رائعة احببتها جدا واحببت اصرارك على التعليق عقب كل فصل واعتذر على التاخير بالرد لكني قرأتها كلها احسنت غاليتي | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|