آخر 10 مشاركات
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          على وطايا الخيل (الكاتـب : تثريب - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تساؤلات.." (الكاتـب : أشـبه بالخـيآل..' - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          عودة إلى الحب (36) للكاتبة : Fiona Lowe .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          1152 - الجزيرة الساحرة - عبير دار النحاس ( كتابة / كاملة **) (الكاتـب : عيناك عنواني - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree2344Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-12-23, 08:21 PM   #541

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,482
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاري تنزيل الفصل الثالث والثلاثون من الرواية
الفصل طويل واتراجع مرة واحدة بس وللأسف مقدرتش أراجع المراجعة التانية اللي متعودة عليها قبل نزول الفصل لأن عندنا امتحانات فاعذروني لو في أي خطأ غير مقصود ????


Heba aly g غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا بأس إن قضيت نصف عمرك غريب الروح إذا كنت ستقضي ما تبقى منه حبيب الروح
رد مع اقتباس
قديم 04-12-23, 08:29 PM   #542

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,482
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث والثلاثون
نثرت بذور محبتي في صحراءك المُقفِرة وحين أمطرت أزهرت بساتين الورد
????????????
***

بمشاعر ما بين السعادة والتوتر الممزوج بالحماس استقبلت فريدة يومها،فتحت باب حجرتها وصوت البنات يصلها ويبدو أنهن قد استيقظن منذ فترة وحين خرجت إلى حجرة المعيشة وجدت طاولة طعام الإفطار مُعدة وحين رأتها شروق أجلت صوتها مرددة
– صباح الخير يا طنط كنا للتو سنوقظك.
فأردفت شمس التي تقف بجوارها – بالتأكيد استفاقت من نومها على صوتنا.
ابتسمت فريدة التي بدأت الدماء تعود إلى وجهها ويتعافى جسدها كثيرًا بعد وهن الأشهر الماضية وتمتمت – صباح الخير حبيباتي.
ثوان وأتت كل من سمر وسهر وكل منهما تضع طبقًا فوق الطاولة فنظرت إليهما فريدة نظرة حانية وتمتمت وهي تفتح ذراعيها لهما
– مبارك عليكما حبيباتي، بارك الله لكما في حياتكما القادمة وجعل أيامكما كلها سعادة.
أقبلت كل منهما على فريدة التي احتضنت كل واحدة بذراع تبارك لهما فاليوم عقد قرانهما وفرحة ثلاثتهم بالدنيا وما فيها.
دقائق وكان الجميع يلتف حول طاولة الطعام ومعهم هيا التي صارت تُرافق سهر طوال الفترة الماضية بُناءً على طلب الأخيرة.
مر أكثر من شهر على عملية فريدة وسبحان من غَيّر الحال لأحسنه وأتت نتيجة القسطرة بأفضل مما كانوا يتوقعون حين أشار طبيبها المُعالج بأن الحالة جيدة وأن الضغط النفسي الذي تعرضت له في الفترة الأخيرة هو السبب الأول لما حدث لها وأنها تحتاج فقط للاستمرار على بعض العقاقير وتحسين الحالة النفسية،بعدها عادت إلى بيتها ملتزمة بأوامر الطبيب وقد أخذت هُدنة قصيرة وها هي تعود لحياتها من جديد وتستعد لزواج أبنائها.
_____
بعد ساعة
كانت البنات الخمسة قد صعدن إلى شقة الطابق الثاني حيث أتت لهن خبيرة التجميل التي ستتولى أمر تزينهن والمُساعدات خاصتها؛واخترن شقة الطابق الثاني حتى يكُن بعيدًا عن زحام البيت بالأسفل ففدوى وعلية ستحضران لمساعدة فريدة والبقاء معها طوال اليوم ومعهم أولادهما إلى جانب أن نسمة ستحضر بعد قليل لتكون مع سمر وسهر من بداية اليوم وعمر أيضًا سيحضر في المساء ليصطحب ابنتيه إلى القاعة التي سيُقام بها عقد القران.
جلست كل من سمر وسهر تنتظران المرأة التي تُجهز أدواتها للعمل
وشروق وشمس وشيري كانت كل منهن تُجهِز ملابسها فهمست سمر لتوأمتها بعينين لامعتين – الحمد لله أن تحقق حلمنا بأن نعقد قراننا معا وبإذن الله يوم زفافنا يكون معا أيضًا.
قالت سهر وشفتيها تتسعان بابتسامة حلوة – لم أتخيل أن يتحقق هذا الحلم ظننت أننا مهما فعلنا لن نستطيع توفيق هذا الأمر.
زفرت سمر مُرددة – الحمد لله.
ثم أسبلت أهدابها وتفاصيل الفترة الماضية الضاغطة تنساب بذهنها منذ قراءة الفاتحة التي تمت بسلاسة بعد العراقيل التي كانت أمامها هي وفارس ثم دخول أمها للمستشفى ثانية والقلق الذي عاشوا به لأيام ثم تعافيها ومن ثم التجهيز لعقد قرانها هي وشقيقتها.
وقفت خبيرة التجميل أمام كل من سمر وسهر بعد أن أعدت ماسكًا مُغذيًا للبشرة لتضعه الفتاة التي تساعدها لكل منهما وتمتمت وهي تنظر إليهما
– ما شاء الله بشرتكما لا تحتاج إلى أي شيء ولكنه روتين ولابد أن نفعله.
في الوقت الذي كانت فيه شيري تدخل إلى غرفة عبد الرحمن الذي ترك لهن الشقة منذ الصباح الباكر، هذه الحجرة منذ أن كانت صغيرة لم تدخلها فابتسمت بحنين وهي تُغلِق الباب خلفها وتسحب إلى رئتيها رائحة عطره التي تفوح بها الحجرة.
جلست فوق الفراش تنظر إلى كل تفاصيل الحجرة وأدواته المُنظمة فوق مكتبه ومالت للخلف تستند على ظهر الفراش وذهنها يُحلق إلى اسبوعين ماضيين حين تقدم لها عبد الرحمن بشكل رسمي.

منذ إسبوعين
كانت شيري قد تزينت وارتدت فستان أنيق يليق بالمُناسبة وتنظر إلى نفسها بالمرآة تتمم على هيئتها بتوتر حين أتت جدتها عايدة من خلفها وأحاطت كتفيها بكفيها مرددة بابتسامة مُشرِقة
– جميلة يا حبيبتي ما شاء الله لا ينقُصكِ شيء.
التفت شيري حتى واجهتها وتمتمت بأنفاس مُتلاحقة – حقًا؟ لمَ أشعُر أن هناك شيء ينقصني؟.
جذبتها عايدة برفق وضمتها بحنان وخافقها يرتجف فالصغيرة التي تولت أمرها حين كانت في الثالثة بعد وفاة والدتها صارت عروس يافعة وكم تمنت هي أن تعيش لهذا اليوم فتمتمت بصوت مهزوز من فرط سعادتها
– أبدًا يا حبيبتي والله كالقمر.
عَلَى رنين جرس الباب فابتعدت شيري عن جدتها وتمتمت بتوتر – لقد وصلوا.
وبالخارج كان تيمور يفتح باب البيت ليجد أمامه الحاج إبراهيم وزوج ابنته الدكتور عبد الله وخلفهما عبد الرحمن وعمته فصافح الحاج إبراهيم مُرددًا بترحاب
– أهلا يا حاج إبراهيم أنرتنا،تفضل.
فرد عليه الرجل تحيته بابتسامة ودودة
ثم صافح عبد الله مُرددًا – أهلا يا دكتور عبد الله.
فصافحه عبد الله وأردف بنبرته الوقورة – أهلا يا دكتور تيمور.
ثم دلف خلف حميه
وخلف تيمور كانت فريدة التي رحبت بكل منهما ومن بعدهما نسمة أما عبد الرحمن فكان أخرهم فتبادل هو وتيمور نظرة قصيرة عميقة وعلى وجه كل منهما ابتسامة وكانت نظرة تيمور غائمة بحنان يخص به عبد الرحمن وامتزج مع الحنان تأثره وهو يراه بهيئته التي تَسُر القلب، مشاعره تجاهه كانت مشاعر أب يرى ابنه في يوم عُرسه
مد عبد الرحمن يده له بالسلام مُرددًا بمزاح
– ألن تصافحني أنا الآخر أم لأنك رأيتني منذ ساعات قليلة لن تفعلها!
فمد تيمور يده لعبد الرحمن ثم جذبه وعانقه وهو يربت على كتفه مرددًا – مبارك يا حبيبي.

كانت الجلسة بها قدر كبير من المودة لا يخلُ من الحذر فما توصل الجميع إليه نظرًا لحساسية الوضع هو ذهاب جد عبد الرحمن وعمته وزوجها لطلب يد شيري من والدها كما تقتضي الأُصول ولا يتم أي إجراء سوى في وجود والده بعد ذلك في مكان مُحايد يُقام فيه حفل الخطبة لذلك كان الحديث بين الجميع انسيابي ودود خاصة بين الدكتور فؤاد والحاج إبراهيم وبين فريدة ونسمة إلى أن أردف الحاج إبراهيم موجهًا حديثه للدكتور فؤاد وتيمور اللذان يتجاوران في جلستهما
– جئنا اليوم لنطلب يد كريمتكم لابننا عبد الرحمن وبإذن الله نضعها جميعًا بأعيننا فهي ستزيد أسرتنا نورا ونتشرف بنسب الدكتور فؤاد والدكتور تيمور.
فأردف الدكتور فؤاد بترحاب – عبد الرحمن ابننا ومعزته لدينا كبيرة ونسبكم يُشرفنا يا حاج إبراهيم.
تمتم تيمور وهو ينظر جهة عبد الرحمن – كلاهما أبنائي يا حاج إبراهيم وإن شاء الله يجمع بينهما على خير.
فأردف عبد الله بنبرة وقورة – عبد الرحمن يريد أن يعقد القران في أقرب وقت.
أردف تيمور وهو ينظر نحو عبد الرحمن وقد حدثته فريدة في هذا الأمر من قبل واستقر كل منهما على الموافقة نظرًا للعلاقة المتداخلة التي ستجعل من الخطبة دون عقد قران شيء غير مقبول
-بإذن الله نعقد القران في أقرب وقت ليس لدي مانعًا.
كانت فريدة تتابع حديث الرجال بصمت وترقب وحين نطق تيمور جملته الأخيرة تهللت أساريرها ولمعت عيناها بسعادة غامرة فأخيرًا سيرتاح قلب بكريها وراحة قلبها من راحة قلبه.
أخذ عبد الرحمن يتلقى المُباركات من الجميع وهو كان قلبه يقفز بين أضلعه من فرط سعادته ولكنه يحتفظ بثباته
وبعد قليل دلف تيمور إلى الداخل ليُحضِر ابنته التي كانت تجلس بين البنات في حالة تحفز وحين رآها بهيئتها الجميلة هذه تمتم بابتسامة حانية وهو يفتح لها ذراعيه
– مُبارك حبيبتي.
تمتمت بخفوت وهي تدفن وجهها في حضنه – بارك الله فيك يا أبي.
وبعد دقائق قليلة نفض كل منهما زخم مشاعره وخرج تيمور وابنته بيده لتُلقي السلام على الجميع وتصافحهم بخجل وفاجأت الجميع بلا استثناء بهيئتها المُلفتة وجمال ملامحها وأولهم عبد الرحمن الذي صافحها وهو يملأ عينيه من حُسنها ولم يجد أي منهما سوى ابتسامة حلوة فوق شفاه مُرتجفة تأثرًا برهبة اللحظة.
-عمتي نسمة يا شيري.
ردد عبد الرحمن جُملته لشيري بعد أن أفسحت لها نسمة مكانها لتجلس بجواره فأردفت شيري بمودة
– أهلا بحضرتك.
فتمتمت نسمة وهي تتأمل حلاوة ملامحها – ما شاء الله كالقمر حبيبتي أنا لم أراكِ منذ أن كنتِ صغيرة.
-أشكرك.
رددتها شيري بابتسامة حلوة وهي تفرك كفيها توترًا وبعد دقائق خرجت جميع البنات وفؤاد الصغير ليشاركوا عبد الرحمن وشيري اللحظة الفاصلة بحياتهما
عادت شيري من شرودها في تفاصيل اليوم القريب وشعرت بجسدها يسترخي أكثر فنفضت الوخم الذي أصابها منذ دلفت إلى حجرته فلديها الكثير لتُجهِز له وبينما تسحب يدها الممدودة فوق الوسادة لامست طرف شيء أسفل الوسادة فدفعها فضولها لتتبعه فكان ملمسه أقرب لكتاب فتنبأت بأنه كتاب كان يقرأه قبل نومه فجذبته لتعرف ماذا كان يقرأ لتصطدم بأنه دفترها الذي ضاع منها منذ أشهر طويلة.
***
في صالة الألعاب الرياضية الواقعة بالحي
كان تيمور وعبد الرحمن وفادي وسامر معا يقومون بتمارينهم الرياضية فلكل منهم في المعتاد مواعيده الخاصة على حسب جدول أعماله أما اليوم فبما أنه إجازة لأربعتهم بمناسبة حفل عقد قران سهر وسمر فكانت فرصة جيدة لتجمعهم.
كان أربعتهم متقاربين كل منهم على جهاز وكان تيمور يرفع أثقالًا بينما يجنح ذهنه إلى أحداث الفترة الماضية وخاصة لليوم الذي دخلت فيه فريدة المشفى ثانية
منذ أكثر من شهر
مرت الليلة السابقة لدخول فريدة للمشفى ضاغطة على كل منهما فهي تنازلت أخيرًا وأعربت بدموع عينيها عن خوفها الذي كان يلمسه في كل لمحة بداية من خوفها من النوم منفردة كالأطفال نهاية بانهيارها بين ذراعيه وهي توصيه على الأولاد إن أصابها مكروه وهو لأول مرة يشعر أمامها بالعجز وتسلل وقتها الخوف من قلبها إلى قلبه ولم يستطع التماسك ولا يعرف كيف مرت عليه الأيام التالية فقد كان كالتائه لولا أن نَزّل الله عليه لطفه بتعافيها فقد أخبره الطبيب المُعالج أن حالة القلب ولله الحمد جيدة وأن ما أصابها كان نتيجة الضغط النفسي والعصبي الذي مرت به وأوصى بأن تبتعد عن أي ضغوط ورغم أن هناك بعض العقاقير التي أوصى بأن تداوم عليها وغالبا ستكون مدى الحياة إلا أنه يؤمن بأنه قضاء خفيف من ربه.
كان يجلس بجوارها بالحجرة في المشفى بعد أن اطمئن من الطبيب وغفت هي قليلًا وكان الجميع بالخارج فدلفت خالته عايدة بهدوء ووضعت يدها فوق كتفه مرددة بحنان
– ها أنت اطمأننت عليها يا حبيبي لمَ لا ترتاح قليلًا فالارهاق يبدو عليك بشدة.
تمتم بخفوت – هانت كلها ساعات ونعود إلى البيت بإذن الله ونرتاح جميعًا.
جلست على المقعد المجاور له وهمست بعينين متأثرتين
-كلما رأيت حبك لفريدة وخوفك عليها أشعر بأن مشاعرك تعود لزمن مضى وليس لهذا الزمان الذي لم يعد به مشاعر كهذه بين الأزواج وصرنا نسمع عن خلل في الكثير من العلاقات.
أردف وهو ينظر بعمق عينيها
-فريدة بالنسبة لي ليست مجرد زوجة، ما أشعر به تجاهها لم أشعر بها مع امرأة أخرى سواها،مع أمي شعرت بحنانها واحتوائها لي كإبن وكانت روحي بها،مع ياسمين رحمها الله شعرت بمشاعر المودة والرحمة والصداقة،معكِ وجدت الاحتواء والسند في الشدة واليُسر والعوض عن أمي ،أما فريدة فهي كيان أنا أنتمي إليه بشكل خاص، فريدة هي الحب الذي لم أؤمن بوجوده إلا بعد أن رأيتها هي التي تفهمني دون أن أتحدث وتشعر بي دون أن أبوح ،فريدة هي نبضة القلب الزائدة التي تعيد الشغف إلى الحياة.
سألته باهتمام وعينيها تلمعان اعجابًا بقوة مشاعره – وهل مشاعرك تجاهها الان هي نفس مشاعرك منذ عشر سنوات؟
-ولن تتغير بمرور السنين.
رددها دون تفكير فأردفت بنفس النظرة وحديثها معه يعيد إليها الاحساس بمشاعرها القديمة تجاه زوجها الراحل
-جميل، رغم أن معظم العلاقات تبدأ بالشغف وتنتهي بالفتور.
قال بابتسامة صغيرة – هي لم تدع مجالا لحدوث ذلك، فهي دائما كنسمة هواء منعشة في ليلة صيفية ،خفيفة الروح بشوشة الوجه لا تُظهِر أمامي إلا وجهها الجميل رغم أي شيء تمر به ورغم أنني دائما اطالبها أن تُلقي عليّ همومها ومخاوفها لنتقاسمهما سويا إلا أنها كانت تكتفي بأن تضع رأسها فوق صدري وتقول بهدوء ما إن تلامس رأسي صدرك حتى يزول عني أي هم.
تمتمت عايدة بنظرة حانية – بارك الله لكما وشفاها لك.
بدأت فريدة في التململ في رقادها فاعتدل تيمور وكان الأقرب لها فأردف وهو يميل نحوها – فريدة كيف حالك الآن؟
فرقت جفنيها بصعوبة حتى رأت صورته أمام عينيها مشوشة فتمتمت بخفوت – ماذا حدث وماذا قال الطبيب؟
فأردف بابتسامة مُشجِعة – قال أنكِ بصحة جيدة فقط تحتاجين إلى بعض الراحة وأوصاني بأن تذهبي لتغيير جو في أي مكان هاديء على طريقة أطباء الأفلام القديمة حين كان يقول الطبيب الهانم في حاجة إلى الراحة وتحتاج للذهاب إلى العزبة لتُريح أعصابها.
ابتسمت رغم شعورها الطبيعي بالإرهاق ومن نظرة عينيه اطمئنت أن ما يُحدثها به هو الصدق فشتان ما بين حالته بالأمس حين كان شبه مُنهار وحالته الآن !
-حمدًا لله على سلامتك يا فريدة.
رددتها عايدة وهي تقترب من تيمور فردت عليها فريدة وقد بدأت في استعادة شعورها بمن حولها بالتدريج.

-ماذا ستفعل بعد التدريب يا تيمور؟
أخرج تيمور من شروده صوت سامر الذي كان يقف بجواره يُجفف وجهه بالمنشفة فأردف تيمور – سأعود إلى البيت.
فأوضح سامر – النساء مُتجمعات في بيتك يا دكتور أعتقد لن تأخذ راحتك ما رأيك لو نذهب إلى البيت عندي نقضي اليوم معا فأسحقكم جميعًا في لعبة كرة القدم الإلكترونية ونطلب غداء من الخارج؟
رد فادي دون تفكير – فكرة جيدة جدًا أنا أوافق.
وقبل أن يُبدي عبد الرحمن موافقته هو الآخر رن هاتفه وكانت شيري وحين رد عليها تمتمت بصوت غريب – أين أنت يا عبد الرحمن؟ أريد أن أراك حالًا.
***
- ماذا بكِ يا شيري ؟
ردد عبد الرحمن سؤاله وهو يقف أمامها بالحديقة بعد أن عاد إلى البيت بعد دقائق قليلة من محادثتها له فتمتمت بوجه مُحتقِن وعينين عابستين وهي تُخرج دفترها الذي كانت تعتصره بقبضتيها خلف ظهرها – ماذا كان يفعل دفتري الذي أبحث عنه منذ أشهر في حجرتك وتحت وسادتك؟
رفع حاجبيه وبدت الدهشة اللحظية بمقلتيه ثم سرعان ما تغلب على دهشته فأردف مُدعيًا الجِدية
– وأنتِ ما الذي أوصلكِ إلى حُجرتي ولمَ تبحثين أسفل وسادتي؟
رفعت حاجبيها بتعجب مما يتفوه به فهو ترك الفعل خاصته وعَقَب على فعلها فتمتمت بنظرة مُستنكِرة
– وهل هذا ما يشغلك؟ ثم منذ متى وأنت تُمانع بدخولي حُجرتك أو البحث بين أغراضك؟
لانت ملامحه وتمتم بهدوء – أمزح معكِ.
قالت بحنق وعيناها تشتعلان فضولًا – رُد على سؤالي منذ متى وهذا الدفتر معك ولمَ لم تُخبرني حين كنت أبحث عنه؟
زفر زفرة قصيرة وتمتم وهو يرسم تفاصيل وجهها الجميل والجنون اللذيذ بعينيها بمقلتين تحترقان شوقًا – وجدته بالصدفة صبيحة اليوم الذي صارحتك به بمشاعري وصارحت الجميع.
-نعم ؟
رددتها بدهشة فقص عليها باختصار الموقف وكيف وصل إليه الدفتر وحين فرغ من حديثه كانت عيناها تتسعان بإدراك فأردفت باختناق
– إذن مُصارحتك لي لم تكن بضغط من مشاعرك ولكن لأنك وجدت اعترافي وإن لم تكن قرأته كنت ستتركني أُخطب لابن خالتي؟ وربما مشاعرك كلها تشكلت فقط بعد معرفتك بحبي لك .
رفع حاجبًا مُستنكرًا وردد باستياء – هل جُننتِ؟ هل تقتنعين بما تنطقيه؟
ثم تمتم بنبرة مُتفهمة – أنا أُقدِر ضيقك من الأمر ولكن بقليل من التفكير ستدركين أنكِ لم تكتبي كلمة واحدة بالدفتر تشير إلى مشاعرك ،ما وجدته كان أشبه بكلمات متقاطعة أعدت ترتيب حروفها لأدرك أن هناك قدر من المشاعر تجاهي وسواء إن كنت رأيت هذا الدفتر أم لا لم أكن لأسمح بخطبتك إلا إذا تأكدت أنكِ لا تكنين لي أي مشاعر.
كانت غارقة في نظرة عينيه تتلمس صدق حديثه وكانت تدرك في قرارة نفسها أن ما تفوهت به خارج حدود المنطق ولكن شيطانها صور لها هذه الأفكار
فأكمل بنظرة مُتهكمة – لم أكن أعرف أن كل المشاعر التي بداخلي تجاهك غير مرئية إلى هذه الدرجة حتى تُشككين بها.
-أنا لا أشكك بمشاعرك ولكن اخفائك له كل هذه الشهور وانكارك أنك رأيته هو ما يثير حيرتي.
رددتها في التو نافية عن نفسها صفة التشكيك بحبه فأردف بابتسامة حانية
– يا مودموازيل أنا بالفعل أخفيته ولكن لأسباب أُخرى غير التي بذهنك أولًا لأنكِ كنتِ تشعرين بالخجل مني في بداية الأمر فلم أكن أريد أن أزيد خجلك ثانيًا حتى لا تظنين ظنك هذا ثالثًا لأن كل كلمة به كانت كدرر كنت أهيم بين حروفها كل ليلة قبل نومي فلم يكن لدي استعداد لإعادته لكِ وبه الكلمات التي أعادت لي روحي للحياة وأخيرًا لسبب آخر إن تصفحتي دفترك منذ آخر ورقة كتبتِ بها ستعرفينه.
رفرفت بأهدابها ثم حانت منها نظرة للدفتر بيدها ورفعته وفتحته تتصفح الأوراق بأنامل مُرتجفة حتى وصلت إلى أخر صفحة مكتوب بها بخط يدها ولاحظت أسفل جملة لها بالفرنسية تعني "لا أدري هل يحبني أم لا" ؟
مُدون بخط آخر وبنفس اللغة
"ليس حُبًا عاديًا بل أذوب فيكِ عشقًا"
فارتجفت شفتاها وهي ترفع عينيها إليه وكانت نظرته دافئة ويلتزم الصمت احترامًا للحظة فعادت هي إلى الدفتر لتجده قد كتب أسفل كل جملة كانت تدونها ردًا يفيض عشقًا فامتلأت عيناها بالدموع وتمتمت بصوت متحشرج – تعلمت الفرنسية من أجلي.
هز رأسه وملأت الابتسامة وجهه وهو يهز رأسه بالإيجاب وهي حاولت التماسك ومنعت دموعها من الانسياب وهي تتلمس صفحات الدفتر فأردف هو
– لم تنظري للصفحات التالية ؟
عادت إلى دفترها تفتح الصفحة التالية والتي كان مخطوط بها رسالة بخطه
لم تكن رسالة واحدة ،فرت صفحات الدفتر على عُجالة لتجد به الكثير فعادت إلى الأولى وقد كتب بها بالعربية
"حبيبتي الغالية شيري،من حُسن حظي أن وقع دفتركِ بيدي في هذا الوقت على وجه الخصوص،الوقت الذي كنت فيه على حافة الجنون،أقف في مُفترق طُرق لا أدري هل ما ألمحه بعينيك عشق يُضاهي عشقي أم مجرد هلاوس في ذهن عاشق لا يرجو من الحياة سوى قلب طيب كقلبك ووجه بشوش كوجهك كل أمنيتي بالحياة أن أصحو على تفاصيله كل صباح حتى أُلاقي ربي،أيقنت أنكِ تبادليني مشاعري وليس هناك على وجه الأرض من هو أسعد مني وقد صارت نجمتي البعيدة التي كنت أنظر إليها بانبهار وبين مشاعري ومشاعرها ملايين السنين الضوئية رغم قربنا المكاني ملك يدي ومشاعرنا واحدة".
توقفت حركة عينيها عن مُجاراة كلماته المكتوبة ورفعت مقلتيها إليه فأردف قبل أن تنطق
– كنت أحب حين أعيده إليكِ أن أكون قد أنهيت كل الرسائل التي أريد إرسالها لكِ ،كان هناك الكثير مما أود قوله وأحببت صيغة الرسائل لذلك احتفظت بالدفتر ولكن بما أنه وصل إليكِ فخذيه واقرأي ما به وإن أحببتِ قراءة المزيد أعيديه إليّ مرة أُخرى.
عادت بعينيها إلى الدفتر ومررت عدة صفحات لتجد مخطوط بصفحة ما
"اليوم الأول بعد الفراق"
رددت الجملة بصوت مسموع فأردف وذكرى الأشهر الطويلة التي ابتعد فيها عنها تخيم بظلالها الكئيبة بعينيه
– هذا الجزء كتبته حين سافرت إلى بورسعيد للعمل لا تعرفي كيف مرت عليّ تلك الأيام في بعادك.
قَلبت الصفحة لتجد مكتوب بها "اليوم الثاني بعد الفراق" فتمتمت بصوت مبحوح بعاطفة قوية
– كنت تكتب لي كل يوم؟
فأردف وقد شعر بمدى تأثرها وزخم مشاعرها – في الأيام التي لا أحدثك بها ويبلغ شوقي مداه.
أغلقت الدفتر وقد شعرت بحاجتها الفعلية للاختلاء بنفسها لقراءة كل كلمة به وتمتمت بعينين لامعتين كنجمتين متلألأتين – اقتنعت بأسبابك.
فأردف بنظرة متسلية – الحمد لله.
فتمتمت وهي تضُم الدفتر إلى صدرها – وأريد الاختلاء بنفسي قليلًا حتى أقرأ كل كلمة به.
هز رأسه وحدجها بنظرة مُدققة بعمق عينيها وتفاصيل وجهها وهو يشعر بأن هناك نضجًا صار بشخصيتها بالفترة الماضية فأردف وهو يَهِم بالمغادرة
– أَجِلي قرائته لوقت تكونين فيه مُتفرغة؛وأنا سأعود إلى مجلس الرجال ببيت خالتي فدوى فقد اختلقت سببًا للعودة إلى هنا حتى أراكِ.
تمتمت وزخم مشاعرها يخنق صوتها – أراك في المساء بإذن الله.
-بإذن الله.
قالها وهو يتراجع للخلف فأردفت بدلال غير مقصود تلاعب بنبض قلبه – لم تعرف بعد سبب حبي للجلوس بحجرتك؟
ابتسم ورد بنظرة ثاقبة ونبرة واثقة – بل أعرف، ثم غمز بعينه مُرددًا: أعرف منذ اليوم الذي رأيت فيه قنينة عطري مُلقاة ورائحتها تملأ الغرفة كلها .
قالها ثم غادر من باب الحديقة وأغلقه خلفه تاركًا قلبها يتقافز حولها كالبالون
وصعدت هي إلى البيت الذي يضج بالصخب لتجمع كل الصغار ومعهم هيا فدلفت بهدوء إلى حجرتها ،اندست بفراشها لتقرأ بهدوء وتأني ما خطه بيده وكأنه خُط بمداد قلبه.
***
كانت الشمس على أبواب الغروب حين وقفت فريدة أمام ابنتيها بشقة الطابق الثاني بعد أن تجهزن جميعًا من أجل حفل الليلة...
وفي هذه اللحظة شعرت أن الزمن توقف بها وانفصلت عن المكان فلم تشعر بأي من الحضور رغم اكتظاظ الشقة بالبنات جميعا وفدوى وعلية ونسمة وشيماء ....
حتى أذنيها كان يدوي بهما صوت الزغاريد مكتومًا وكأنه يأتي من بعيد وهي ترى قُرتي عينيها عروستين كالبدر وكل منهما متميزة بفستان جميل وهيئة ساحرة ...
وأمام عينيها مر سريعًا شريط العُمر منذ أن كانتا في مهدهما وهما تكبران عامًا تلو عام حتى صارت كل منهما عروس تُبهِج القلب فلمعت عيناها بدموع الفرح وشعرت بقلبها كعُصفور بجناحين يُحلق بصدرها فنفضت عنها مشاعرها التي كبلتها لثوان ثم فتحت ذراعيها واحتضنت سهر التي بادلتها الحضن وكل منهما تجيش مشاعرها بصدرها وتمتمت بصوت مُختلج – مبارك يا حبيبة قلبي.
-بارك الله فيكِ يا حبيبتي.
رددتها سهر وهي تشدد من احتضانها لأمها
فأردفت سمر مشاكسة – كل هذه المشاعر لسهر فقط أم سنتقاسمها بما أننا توأم؟
فضحكت فريدة هي وكل الحاضرات وأقبلت نحو سمر التي ألقت نفسها بين ذراعيها وهي تشعر بطاقة وحماس كفيلان بأن تُحلق حتى تصل إلى القاعة وترى بعينيها السعادة مُتجسدة أمام عينيها وتلمسها بيديها.
-بارك الله لكِ في حياتك القادمة يا روحي .
رددتها فريدة بجوار أذنها فتمتمت سمر بقلب خافق – اللهم آمين.
دلف عبد الرحمن في هذه اللحظة وابتسم بحنو وهو يرى أختيه عروستين كالقمر فاحتضن سهر وقبل رأسها مُباركًا ومن بعدها سمر ...
وعيونه تلمع بالسعادة الخالصة
لم تكونان مجرد أُختين فلن يُبالغ وهو يعتبرهما ابنتيه فقد تحمل مسئوليتهما منذ صغره نظرًا لانفصال والديه
ليس تحملا ماديًا بل معنويًا وهو يشعر نفسه مسئولًا عنهما وعن أمنهما وأمانهما...
-العاقبة عندك قريبا جدا يا حبيبي.
رددتها سمر وهي تلمح سعادته وتأثره بعينيه وتمسد على كتفه فأمن على دعائها ثم أردف
– استعدا فأبي آتيًا خلفي ليصطحبكما، وبعد أن أتم جُملته كان عُمر يقف عند باب الشقة مرددًا السلام فخطت كل من سمر وسهر جهته ليستقبلهما بين ذراعيه تباعًا يبارك لهما بعينين متأثرتين وهو يردد بصوت مُختنق بعاطفة أب يستعد لأن يُسلم زمام أمر ابنتيه إلى رجلين غريبين
– أنا لا أصدق أن العمر مر بهذه السرعة وأنكما عروستين اليوم!
ضحكت كل منهما وأقبلت جهتهم شيماء التي قالت لزوجها بابتسامة حلوة وهي تُقبل وجنتيه – مُبارك يا أبا البنات.
ومن بعدها نسمة التي باركت له وكان عُدي الذي أتى برفقة والده ينظر إلى أُختيه بإعجاب فاحتضنته سهر وقبلت رأسه بحنان ولسانها يردد الدعوات الصادقة له بحياته القادمة.
أما عبد الرحمن فنظر حوله بحيرة وسأل شروق – شروق أين شيري؟
فأردفت الأولى باستياء – لا تزال تتجهز.
رفع حاجبيه تعجبًا من تأخرها فقالت شمس
– لقد تركتنا منذ ساعات ونزلت إلى الأسفل لا أعرف لماذا لذلك كانت أخر من ارتدت والمرأة بالداخل تُساعدها.
وقبل أن يطلب من شمس أن تتعجلها خرجت شيري إليهم وتمتمت بأنفاس مُتسارعة فقد كانت تسمع أحاديثهم من الحجرة وتعرف أنها تأخرت – أنا انتهيت.
حدجها عبد الرحمن بنظرة شاملة من رأسها حتى قدميها فكانت ترتدي فستانًا جميلًا بلون زيتوني ضيقًا من أعلى لأسفل وشعرها العسلي منثور فوق كتفيها وظهرها مع قليل جدًا من زينة الوجه فابتسم عبد الرحمن لمرآها بهذا السحر رغم أنها لم تتزين بزينة كاملة كأختيها فأردفت شروق بحنق
– لمَ لم تجعلي المرأة تُزينكِ جيدًا ؟
تمتمت بخجل وهي تنظر نحو فريدة – ماما أخبرتني بألا أُبالغ اليوم في زينتي لأنني قريبًا سأكون عروس فأبدو مُميزة في يومي الخاص.
ابتسمت لها فريدة بحنان فقد كان جمالها الطبيعي يطغى ويجعلها بمنتهى الرقة والجاذبية فأردف عبد الرحمن بابتسامة خطفت قلبها
– ستكونين أجمل عروس ويومها أيضًا لا أريدك أن تضعي أي مساحيق تُغير من جمال ملامحك.
أطلقت علية صفيرًا قصيرًا وهي تُصفق مرددة – يا سلام على الغزل الصريح أمام الجميع.
ضحك عبد الرحمن وقال لها وهو يبسط راحته فوق صدره – وهل أكذب أم أقول الصدق؟
قالت علية بنظرة حانية غمرت بها كل منهما – تقول الصدق بالطبع بارك الله لكما.
على صوت عمر من عند باب الشقة وهو يردد – هيا بنا فالجميع ينتظرنا بالأسفل.
فأردف عبد الرحمن دون تفكير – أبي .
ثم سحب شيري من يدها مُتجهًا نحو أبيه الذي توقف والتفت خلفه ليجد ابنه يُقبِل عليه مُرددًا بنظرة جمعت بين العشق والاعتزاز – هذه شيري.
ناظرها عُمر بنظرة سريعة مُقيمة واتسعت عيناه قليلًا بدهشة وهو يُردد – حقًا ؟
ابتسم عبد الرحمن مرددًا – نعم.
فمدت شيري يدها إليه رغم خجلها من الموقف وقلقها من رد فعله وقالت بلباقة
– أهلا بك يا أنكل،منذ فترة طويلة وأنا أتمنى لقائك.
انشقت شفتي عمر عن ابتسامة صغيرة وهو يمد يده لها مُصافِحًا وقال – أهلا بكِ يا شيري ... وأنا أيضًا.
ثم نظر إلى ابنه مُرددًا بعينين لامعتين – ما شاء الله كالقمر لم أتخيل أنها بهذا القدر من الجمال.
تنحنحت شيري وخجلها يشملها ففركت كفيها وهي تشكره برقة فأردف عبد الرحمن وهو يبسط كفه فوق كتفها
– ليس جمال فقط يا أبي بل كل ما تتخيله من صفات جميلة.
ابتسم عُمر وهو يرى السعادة كقمر مقسوم بالتساوي بين وجهي ابنه والفتاة وفي هذه اللحظة أدرك أنه أحسن صُنعًا حين بارك زيجتهما فها هو ابنه تعود إليه سعادته وها هو لفظ أبي يخرج من بين شفتيه كما كان يخرج سابقًا مُغلفًا بالمودة لا بالبرود كما كان في الفترة التي شهدت توترًا بينهما بسبب رفضه.
سحبه من شروده صوت شيماء التي قالت بمودة
-ما شاء الله بارك الله لكما.
ثم مدت يدها لمصافحة شيري وعرفتها بنفسها ومن بعدها نسمة التي سبق ورأت شيري وأثنت عليها أمام عمر الذي كان ينظر للفتاة بإعجاب فلم يكن فعليا يتخيل أنها بهذا القدر من الجمال وجمالها ليس بشكلها فقط بل بها شيء جاذب ،عيونها تلمع بحنان ودفء،فإن نحى جانبًا تحفظه جهتها بسبب والدها فإنه بالفعل لن يجد لابنه في مثل جمالها ورقتها إلى جانب ما يسمعه من ابنتيه عن عشقها وهيامها بعبد الرحمن وهو لا يريد لابنه سوى السعادة التي يراها الآن مقسومة بين وجهه ووجهها .
____
بعد دقائق
كان عُمر يخرج من باب البناية وبذراعيه ابنتيه في مشهد يُبهِج القلب وبانتظاره كل من مازن وفارس كل منهما بانتظار لحظة اكتماله بنصفه الآخر ...
تسمر كل منهما للحظة يتطلع في وجه حبيبته التي بينه وبين امتلاك قلبها ساعات معدودة
ثم اقتربا ليصافحان عُمر ثم صافحا الفتاتين وكل منهما يردد كلمات قليلة غير مُعبِرة عن شعورهما ومن خلفهما أقبل فادي وسامر اللذان باركا لعمر ثم للبنات ...
وكان تيمور قد ساعد والده في الجلوس بالسيارة وكذلك خالته ثم لحق بفادي وسامر وأردف لعمر برسمية
– مبارك للبنات.
ليرد عمر بنفس النبرة – بارك الله لك.
اتسعت ابتسامة تيمور لتبدو أبوية خالصة وهو يصافح سهر مرددًا – مبارك لكِ يا ابنتي.
ثم قبل رأسها ومن ثم سمر
فأقبل عبد الرحمن من الخلف حيث كان هو وأمه وباقي من كانوا بشقة الطابق العلوي وأردف – هيا يا جماعة فموعدنا بالقاعة اقترب.
وبعد دقائق كانت السيارات تسير خلف بعضها متجهين نحو القاعة،كل أسرة بسيارتها أما سمر فكانت بسيارة فارس التي يقودها "سند" ابن عمه وبجواره أخته جهاد...
وسهر كانت بسيارة بلال صديق مازن الذي تجلس بجواره زوجته وابنته وبجوار مازن وسهر بالمقعد الخلفي تجلس هيا التي ترتدي ثوب جميل بنفس لون فستان سهر الذي كان رماديًا رقيقًا مُرصعًا بحبات رقيقة من فصوص اللؤلؤ على الكمين والخصر والرقبة ...
وبسيارة عبد الرحمن تجلس شيري بجواره وبالخلف فؤاد ...
مال فارس على أذن سمر وهمس – لم أستطع أمام كل هذا القدر من الناس أن أقول رأيي في طلتك وفي الفستان.
تمتمت ونبض قلبها يتسارع
– هل هناك أي شيء لا يعجبك؟
فهمس بنبرة أذابت قلبها – بل رائعة،كل تفصيلة بكِ شديدة التميز،لم أرَ عروس من قبل بمثل هذا السِحر.
دوى بصدرها مُفرقعات صاخبة ورفعت عينيها لتلتقيان بعينيه في نظرة أبلغ من أي كلام ثم همست بخفوت – أشكرك.
فابتسم مرددًا وهو يمسح بعينيه على كل إنش بوجهها ويطول بعينيه بنظرة سريعة على فستانها الفضي الذي يُعطيها طلة ساحرة
– بل أنا من عليّ شُكرك.
____

وبالسيارة المُنطلِقة خلفهم كان مازن ينظر إلى سهر ويردد بخفوت لم يسمعه غيرهما وقد كان بلال يرفع صوت مُشغِل الأغاني
– ملكة أنتِ اليوم يا سهر ... لا يليق بهيئتك وصفا سوى الملوكية.
نظرت إلى ملامحه وتعلقت بنظرة عينيه وهي تشهد له أنه اليوم يختلف عن أي يوم ...
أنيق هو دائمًا يجذب العين ولكنه اليوم بحلته الرمادية الداكنة ومن تحتها قميص رمادي بدرجة أفتح قليلًا
وتصفيفة شعره وعطره المُميز شديد الجاذبية فيبدو حقًا عريس يملأ عينيها وقلبها ويسد فجوة مشاعر تخلت عنها لفترة من حياتها بطيب خاطر ولم تشعر بحاجتها لسد هذه الفجوة إلا بظهوره بحياتها
-وأنت أيضًا... تبدو كالملك... لا أُبالغ أنا حقا أراك هكذا.
رددتها بهمس وقرأها من بين شفتيها المطليتين بطلاء خفيف فتبدو على طبيعتها التي يعشقها وكلماتها القليلة أشبعت لهف قلبه مؤقتًا،قلبه الذي كان يهدر بصدره بدوي كمارشات عسكرية منذ دخوله قاعة الاحتفالات برفقتها حتى جلس أمام والدها وبينهما المأذون الذي كانت كلماته تنساب عبر أذني مازن عن الزواج والسكن والمودة والرحمة فتدغدغ مشاعره واعدة بحياة هانئة ثم يردد صيغة العقد فيردد خلفه مازن بعزم وثقة حتى ردد الرجل جملته الأخيرة
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"
فَعَلَت الزغاريد بالقاعة وسحب فادي بسرعة المنديل المنقوش عليه اسم سهر ومازن مرددًا بنبرة مُشاغبة
– المنديل هذا يخصني.
فاستقام مازن وصافح عمر الذي بارك له قائلًا – مبارك يا مازن.
فأردف الأخير وهو يشدد على يده – بارك الله فيك يا دكتور عمر.
وأقبل فادي بعدها ليبارك له واحتضنه وقبل أن يقترب البقية للمباركة التفت بسرعة عن يمينه لسهر التي كانت غارقة في حضن أمها التي تبارك لها وبنظرة من عيني فريدة لمازن أدركت حاجته لسهر فابتعدت عنها وهي تمسح دموع الفرح مُرددة – مازن يريدك.
التفتت سهر في التو إليه، كان قلبها يهدر منذ أن جاورته ب المقعد ورجفة تسري بجسدها مع كل كلمة تشعر معها بدنو اقتران اسمها باسمه للأبد ،ابتسمت له ودون أن ينطق أحاط كتفيها بكفين قويين وقبّل رأسها مرددًا بصوت مختنق بعاطفته – مبارك حبيبتي.
فرفعت وجهها إليه وتمتمت بعينين لامعتين كقمرين
– بارك الله لنا.
فلم يتمالك نفسه أمام سحر نظرتها وملمس كتفيها تحت كفيه وضمها إليه وهو المحروم من لذة القرب لحليلة تهيم به عشقًا ولا ترى بالكون إلاه وكانت سهر هذه الحليلة.
حضن قصير المدة
-لم يتجاوز الثواني أتبعه بقبلة أخرى فوق حجابها –
ولكنه طويل المدى عميق الأثر بعثر كيانها فلملمت شتات نفسها لتتلقى المباركات من الحضور وكذلك هو...
وفي مشهد مؤثر احتضنت سمر توأمتها وترقرقت دموعها فوق وجنتيها وهي تردد بصوت مبحوح
– مبارك يا حبيبتي... يا شقيقتي... يا نصفي الثاني ... يا رفيقتي في الحياة من بدايتها ويارب إلى نهايتها.
فأردفت سهر وهي تقاوم دموعها التي تهدد بانهمار وشيك – ما رأيك أن نؤجل هذه الفقرة المؤثرة لوقت لاحق فلازال أمامنا عقد قرانك ولا أريد أن نُفسد ما ظلت تفعله المرأة طوال اليوم.
ابتعدت سمر قليلا وتمتمت بضحكة حلوة من بين دموع الفرح المنسابة على وجهها وقالت وهي ترى دموع شقيقتها تلمع بعينيها
– لا يا بنت هذا هو وقتها نريد أن نعطي كل موقف حقه.
فضحكت كل منهما بصوت عالٍ ومن حولهما جميع النساء يشاركن في مهرجان السعادة
فريدة وفدوى وعلية والبنات جميعًا والجدة عايدة...
رانيا والدة كريم وتالين شقيقته...
والدة يامن وسنا شقيقته...
رنا صديقة فريدة وراوية صديقة فدوى ورقية شقيقة علية التي أتت بالنيابة عن والدتها المريضة...
زوجتيّ شهاب وإياد إخوة تيمور
والدة فارس وجهاد وروند وبينما يقوم المأذون بالإعداد لعقد القران الثاني اقتربت مهيرة من سمر وجذبتها من ذراعها برفق مرددة
– يا سمر أريد أن أعرفك على روند.
حين أتوا إلى القاعة كان بالفعل المأذون على استعداد للعقد الأول فلم تأت الفرصة لتُعرِف مهيرة سمر على روند ففضلت أن تعرفهما حتى تضع قواعد للعلاقة بينهما وتكون هي الرابط بينهما.
دققت سمر النظر بالواقفة أمامها وكانت روند تشعر بالخجل من الموقف لأن سمر تعرف الجزء الخاص بحياتها والذي كان به فارس وكانت تعرف حساسية الوضع فابتسمت لها بحذر وتمتمت بنبرة دبلوماسية
– مبارك يا سمر.
أما سمر فرغم غيرة فطرية تأججت شرارتها بقلبها حين استعادت كل ما يخص روند بثوانٍ إلا أنها حَكَمت عقلها و آثرت وضع الركام عليها فتمتمت وهي تمد يدها لها بالسلام وبابتسامة أنيقة
– بارك الله لكِ،العاقبة حين تفرحين بالصغار.
-أشكرك .
فأردفت مهيرة وهي تسحب كل من الصغيرين ليصافحان سمر – هاذان هما أحبائي.
فاحتضنتهما سمر تباعًا وهي تردد بحنان – وأحبائي أنا أيضًا.
فاستبشرت مهيرة خيرًا من تقبُل سمر للأمر بعد ما حدث سابقًا.
-هل لي أن آخذ عروسي من فضلكم.
وجدت سمر فارس فجأة يحيط قبضتها بقبضته ويردد جملته فنظرت إليه متسائلة بعينيها فأردف وقلبه يرفرف من حوله كعصفور طليق يعزف لحن شجي على مسامعها
– أتى دورنا في عقد القران.
فضحكت وهي تُسلم له أمرها وتتعلق بكفه فيضغط أناملها برقة ويعيدها إلى نفس المقعد الذي جلست به سهر منذ قليل ويجاورها بينما يجلس عمر بالجهة الأخرى وبينهم المأذون.
لحظات وجلة مرت بهما،دقائق قليلة تُغير مسار حياتهما للأبد فبعدما كان كل منهما لا يرى بالكون نصفًا يُكمله وجدا بعضهما وها هي باقي فصول القصة يُكتب بها اسمهما متلازمين وتجمعهما حياة واحدة...
لم يترك يدها منذ تلقاها من دقائق بل ظلت يده بيدها بينما يدع الأخرى بيد حماه...
كان ينظر إلى عمر وهو يردد خلف المأذون ولكن رباط كان بينه وبين سمر وكأنه ينظر بعينيها....
يطلب منه الرجل أن يردد "وأنا قبلت زواجها"
فيردد بينما يضغط أناملها دون أن يشعر وبصوت مس قلبها وأثار بداخلها الرغبة في البكاء بحضنه
" وأنا قبلت زواجها"
فيض من مشاعر استثنائية غمر الثنائي حتى دعى لهما المأذون وأعلن زواجهما فدوت بالقاعة الزغاريد العالية وصافح فارس عمر على عُجالة وقبل أن يقترب أحدهم من سمر جذبها من يدها التي كانت بيده وغمرها بعناق قوي دون أن يأبه بأنهما أمام الناس، كان كل ما يهمه أن يُسجل اللحظة ويحصل على نيشانه الأول وهي ذابت لثوان بين ضلوعه وغمرت رئتيها رائحة عطره الأخاذ ثم حاولت الابتعاد قليلًا خجلًا من الجميع فطبع قبلة فوق جبينها مرددا – مبارك عليّ أنتِ يا سمر .
فسر حركة شفتيها من بين الصخب من حولهما وهي تردد – مبارك لنا.
ووجد من يجذبه من كتفه مرددًا باستنكار – يا دكتور أفسح لنا المجال للمباركة وأجل مباركتك ليوم الزفاف بإذن الله.
تراجع ليتركها لأمها وشقيقتها اللتان كانتا بانتظار المباركة لها بلهف وقهقه ضاحكًا وهو يصافح عبد الرحمن ويحتضنه مرددًا
– بارك الله فيك يا دكتور وليس هناك مانعًا أن نبارك اليوم ونبارك في حفل الزفاف.
ربت عبد الرحمن على كتفه وردد بنظرة ثاقبة ونبرة طاغية – لقد صارت في أمانتك يا فارس فاهتم بها ،سمر مثل الوردة إن راعيتها ورويتها ستنمو وتُزهِر وإن أهملتها...
صمت وهو يرفع حاجبه ونظرة عينيه تُغني عن الاكمال فأومأ فارس برأسه وردد بنبرة مُتفهمة – أعرف يا عبد الرحمن لا تقلق.
وقطع عليهما الحديث المُهنئون الذين توافدوا للمباركة
أما سمر فتلقت المباركة من الجميع ثم عادت أمها لتحتضنها ثانية وفيض مشاعرها يطغى عليها فاقترب تيمور الذي سبق وبارك لسمر وهو يرى فريدة بحالة انفعال وتأثر وأردف وهو يربت على كتف زوجته
– ستعود معكِ إلى البيت يا فريدة لا تقلقي .
قالها ضاحكًا قاصدًا تقليل حدة انفعالها فالطبيب سبق وحذره من الانفعالات الزائدة حتى لو كانت بالفرح فضحكت سمر ورددت – لا أعرف يا أنكل ماذا سنفعل يومها فعلا لا أتخيل أنني ذات يوم لن أعود معكم إلى البيت.
فأردفت سهر التي تجاورهم – الحمد لله أنني سأكون بنفس البناية.
فأردفت سمر بحنق – لا تذكري هذا أمامي فحظك ما شاء الله في هذه التفصيلة.
ضحكوا جميعًا وأردف تيمور بحنان لسمر وسهر ولبناته الثلاثة اللاتي كن بالجوار – أريد كل واحدة منكن تدرك أن هذا البيت سيظل بيتها وسيظل مفتوحًا لها ولزوجها وأبنائها هل تسمعن.
فأردف فؤاد الصغير بنبرة مشاكسة – وأنا الذي ظننت أن بزواجهن سننعم بقليل من الهدوء بالبيت.
ضحكوا جميعا فأردف تيمور وهو يضربه بخفة على كتفه – وهل ستستطيع أنت البقاء بالبيت دونهم؟
حك شعره بظفره ثم ردد بحاجبين مرفوعين – صراحة لا .
فاحتضنه تيمور وردد بقلب مهتز – عسى أن نتجمع هكذا يوم زفافك يا فؤاد.
رددها وأمن الجميع على دعائه وهو يتمنى من الله ان يمد بعمره وعمر زوجته لمثل هذا اليوم.
_____
بعد قليل
كان كل عروسين يجلسان بمقعديهما لترتدي كل من سمر وسهر الشبكة التي اختارتها بنفسها فبدأ فارس في مساعدة سمر بارتداء شبكتها وحولهما القلوب المُحِبة كلها ومن بعدهما فعلها مازن الذي كانت ابنته هيا بجواره تلمع عيونها بالسعادة لأنها أخيرًا سيصير بحياتها أُما ككل صديقاتها.
انشغل بعدها عمر ومعه عبد الرحمن وعبد الله بالترحيب بأقارب الحاج إبراهيم وبأصدقاء عمر المقربون بينما اتجه فارس بسمر نحو الطاولة التي يجلس بها الدكتور فؤاد والحاجة مُعتزة والجدة عايدة والجد إبراهيم فأربعتهم حركتهم قليلة وكانوا يكتفون بالمتابعة من أماكنهم...
أما مازن فاتجه نحو أصدقائه الذين كانوا معه طوال اليوم كالإخوة ...
بلال ومعاذ عباسي ونديم روحي الذي ربت على كتف مازن ما إن انضم لهم وردد بحبور
– مبارك يا مازن اللهم اجعلها زيجة العمر.
أردف مازن بابتسامة واسعة – اللهم آمين ،والعاقبة حين نفرح بكل منكما،ردد جملته الأخيرة وهو يوزع نظره بين نديم ومعاذ فأردف نديم بنظرة غير مُبالية – ادعِ لمعاذ فقط فأنا غالبًا لم يعُد هناك أمل بي.
أردف مُعاذ بنبرة ساخرة وهو يضع كفيه بجيبي بنطاله – والله يا غالي ولا أمل بمُعاذ أيضًا.
ضرب بلال كفًا بكفٍ وهو يردد – لا حول ولا قوة إلا بالله ضاع أملي بحضور زفافكما ،ثم أردف بنبرة ممازحة وهو يمسح فوق كتف مازن : حمدًا لله أنهما لم يؤثران عليك وفرحنا بك.
ابتسم مازن وهو يوجه حديثه لنديم
" الذي يقف بينهم بأبهى صورة فيظن من يراه من مظاهر الترف البادية على هيئته أنه خالي البال رائق المزاج كما يحاول الاظهار دائمًا ولا يعرف علته سوى مازن الذي يختصه بأسراره رغم قُرب معاذ وبلال منه" فأردف
-بإذن الله يكرمك الله بابنة حلال كما أكرمني أنا وبلال.
فأردف نديم بابتسامة صغيرة لم تطل عيناه – بارك الله لكما في زوجتيكما،ثم عاد إلى سخريته مُرددًا : ولكن هذا الصنف من النساء بنات الحلال لا أعرف لمَ صار مُنعدمًا في مُحيطي.
شاكسه بلال قائلًا – هذا لأنك اعتدت على الرمرمة،ثم أكمل بقليل من الجدية: لو ابتعدت عن علاقاتك النسائية المُشينة التي تنغمس بها سيهديك الله لزوجة صالحة، لا تقنعني أن نديم روحى سيعجزعن إيجاد امرأة مُناسبة للزواج.
كان نديم قد وضع بين شفتيه سيجارة وأشعلها وهو يستمع إلى بلال فنفث دخانها ببطء ثم أردف بنظرة غامضة
– ومن قال لك أن لدي علاقات "مُشينة" لا سمح لها تقف بطريق توفيقي لإيجاد زوجة مناسبة؟
أردف بلال دون تفكير وبنظرة يلمع بها الجذل – جميعنا نعرف هذا الأمر لا يحتاج إلى توضيح؛وما حدث يوم الحفل الأخير بالفيلا يشهد.
قال جملته الأخيرة وهو ينظر نحو مازن فمرت الذكرى بثوان أمام أعين أربعتهم وابتسموا فأردف نديم بتأني موجهًا حديثه لبلال
– سأقدم لك نصيحة يا صديقي وهي ألا تجزم بأن أحدهم على معصية ما دمت لم تراه رأي العين ولا تتحدث بيقين عن فساد أحد وأنت لم تشق عن صدره فتعرف سريرته فربما هو عند الله خير ممن يُبدون التُقى ويُخفون فساد قلوبهم.
أردف معاذ مؤكِدًا على حديث صاحبه – لديك حق يا نديم،هو فقط يحب أن يمزح معك.
هز نديم رأسه بهدوء وأردف – لا بأس،ثم نظر نحو مازن مُرددًا بنظرة متسلية وهو يتذكر أحداث الليلة التي ذكره بها بلال : أنا اعتذرت لك عما بدر مني هذه الليلة مضبوط؟
مط مازن شفتيه ولمعت عيناه بالتسلية هو الآخر وتمتم – اعتذرت يا باشا وأنا قبلت الاعتذار.
فأردف نديم وهو يحول عينيه جهة بلال مُرددًا – يومها أثقلت في الشراب ولم أدرِ بنفسي فعليًا،ثم تحولت نبرته إلى الجدية قائلًا:هذا الأمر بالفعل عليّ الإقلاع عنه،ادعو لي جميعًا بصدق .
ردد مازن وبلال في صوت واحد – هداك الله.
أما معاذ فتمتم بنظرة غائمة بسحابة ثقيلة – هدانا الله جميعًا.
ثم عقب وهو ينظر نحو مازن – أعتقد أخذنا الكثير من وقت العريس وعلينا أن نتركه لعروسه.
كان بالفعل مازن يهم بالاستئذان منهم وهو يتابع بطرف عينه عمه الوحيد الذي أتى إلى الحفل برفقة ابنه الأكبر وهما يقفان مع تيمور يتبادلون الحديث الودود فكان يريد الانضمام لهم فأردف بابتسامة – سأستأذن منكم لدقائق فقط.
فأردف نديم – خذ راحتك ولا تحمل همنا المهم كما اتفقنا فقد أعددت لكم السهرة على متن الباخرة وأشرفت على التجهيزات بنفسي وأعطيتهم الأوامر باستقبالكم.
أردف مازن بامتنان وهو يربت على كتف نديم
– بارك الله فيك يا نديم،ثم رفع حاجبه وسبابته معا مُرددًا : ولكن كما اتفقنا سأدفع حساب كل شيء.
فأردف نديم بتململ – يا حبيبي أخبرتك من قبل أن هذه السهرة هدية مني لك.
-هذا في حالة أن أكون بمفردي مع زوجتي ولكني دعوت اخوتها جميعًا وأزواجهم وهذه تكلفة كُبرى .
رددها مازن مُعارضًا بجدية فأردف نديم بنبرة مُهادنة – اذهبوا أنتم فقط واستمتعوا بوقتكم ونرى فيما بعد ما تتحدث عنه.
-حسنًا.
رددها مازن بحرج وهو يعرف أن نديم سيصر على موقفه، كان مازن قبل عدة أيام يتحدث مع نديم عن رغبته في دعوة إخوة سهر بعد عقد القران على سهرة فاقترح عليه نديم أن تكون بالباخرة خاصته وفي اليوم التالي كان يخبره أنه أعد بالفعل كل شيء ، يعرف أن نديم فعلها بمحبة ولكن طبيعته الخجولة تغلبه فيشعر بالحرج من الأمر .
استأذن مازن منهم متجهًا نحو تيمور وعمه وابنه وعبد الرحمن الذي انضم إليهم منذ قليل أما مُعاذ ونديم وبلال فظلوا بمكانهم ،يريدون البقاء برفقة مازن حتى نهاية الحفل حتى إن أحتاج شيء يكونون بجواره،وصل لمعاذ إشعار على هاتفه ففتحه وكان تنبيهًا بأن إحداهن قد قامت بنشر منشور على موقع من مواقع التواصل الاجتماعي فانشق ثغره عن ابتسامة صغيرة فرؤياها بحد ذاتها باعثة للأمل بالنفس،سحب سماعة الأُذن من جيب سترته وثبتها بأذنه وهو ينتحي جانبًا ليستمع إلى الفيديو الذي تبثه دون أن ينتبه إليه أحد فأقصى ما يمكنه أن يصل إليه معها هو أن يراها من حيث لا تراه ولا حتى تعرف عن وجوده شيء ...
أما نديم فكان بموضعه مع بلال يسأله الأخير – كيف حال والدتك الآن يا نديم ؟
فرد والقلق يُخيم على ملامحه – لا تزال الحالة كما هي دعواتك لها.
فدعى لها بلال بأن يشفيها الله ويرفع عنها الضر ...
أما نديم فجال بعينيه بالحفل يرى السعادة بالوجوه فيبتسم وخاصة وهو يرى مازن بملامح بشوشة والسعادة بعينيه ويرى هيا مُنطلقة كفراشة رقيقة فيتذكر كلمات أمه له اليوم حين رأته بعد أن ارتدى ملابسه،قرأت عليه آيات التحصين وهي تراه بهيئة بهية ثم رددت بصوت مشحون بعاطفة أمومية صادقة – العاقبة حين يمد الله في عمري وأراك عريسا يا حبيبي.
فأردف بابتسامة صغيرة – بارك الله في عمرك يا أمي حتى تُحققي ما تتمني.
ردد كلماته ثم طبع قبلة فوق جبينها والحقيقة أنه لا يجد بداخله نية ولا ارادة لتحقيق حلمها الذي طال انتظارها له ...
شيء خارج عن إرادته...
لو عليه يُحقق لها حُلمها على الأقل من أجلها ولكن عقله وقلبه يأبيان...
***
في المساء
على سطح الباخرة التي يملكها نديم روحي وفي مكان مُميز تم تخصيصه لمازن المسيري وضيوفه كانت الطاولة المستطيلة التي تحتوي على عشاء فاخر يكفي العدد ويزيد وحولها عدة موائد صغيرة كل مائدة بمقعدين لكل ثنائي مبسوط فوقها شراشف بيضاء وبمنتصفها مزهريات أنيقة فكان كل منهم يضع بطبقه طعامه المُفضل من البوفيه المفتوح ثم يجلس بمائدة مُستقلة،القمر بمنتصف السماء كنصف طبق في انتظار الاكتمال أما عن قلوب العاشقين فقد اكتملت بوصال كل نصف بنصفه الآخر،نسائم الهواء المُنعِشة تُداعب الوجوه وعزف الكمان المُنبعث من حولهم يُطرِب الآذان
وعلى المائدة التي تضُم يامن وشمس أردف الأول بعينين لامعتين وهو يمسح على ملامح وجهها الذي يضوي تحت ضوء القمر وفستانها الرقيق تمامًا مثلها
– رائعة أنتِ اليوم شموستي.
ابتسمت وهي تمضغ طعامها ببطء وتتأمل ملامحه التي صارت تألفها ولون عينيه الذي أدمنته وصار واحة أمانها وأردفت بهدوء – لأنني برفقتك حبيبي.
أردف بما يود اخبارها به منذ الأمس وينتظر فقط الوقت المناسب نظرًا لانشغالها مع أختيها من أجل الحفل
– لدي خبر سعيد.
-لا تقل لي أنك تخلصت من السيارة فقد صار لي ذكريات حلوة معها.
رددت كلماتها بنبرة مرحة وعينين لامعتين فأردف بابتسامة ساخرة – قريبًا جدًا ستسمعين هذا الخبر ولكني أريد اخبارك بأمر آخر.
بدى الاهتمام بملامحها وقبل أن تسأله أردف – تسلمت الشقة بالأمس .
رفعت حاجبيها دهشة ولمعت عيناها بالحماس فأردف بحماس يشبه حماسها – رائعة يا شمس،ثم استدرك قائلًا:كبداية بالطبع ولكن أعدك أنها ستكون مجرد بداية.
لم تتمالك نفسها فقهقهت ضاحكة فأكمل هو – في الغد بإذن الله تأتين لتشاهديها على الطبيعة ،لم أصورها لكِ حتى أرى انطباعك المباشر.
أردفت وهي ترفع عينيها إلى القمر في نظرة خاطفة ثم عادت بعينيها إليه – الأماكن بساكنيها يا يامن وأنا على تمام الثقة أن أي مكان سأسكن به معك سيكون سكنا وملاذا آمنا.
اتسعت ابتسامته وأردف وهو يمد يده من فوق الطاولة فيلمس أناملها يستمد من لمستها دفئا وأمان – أنا واقع في غرام دقة ودفء تعابير ومشاعر الكاتبة بداخلك طوال الوقت ،صدقيني كلماتك هذه كفيلة بإمدادي بالطاقة اللازمة لمواجهة كل الصعاب.
____
وبالطاولة المُجاورة كانت شروق تجلس برفقة كريم الذي لم يرفع عينيه المُتيمتين بها طوال الوقت فقد كانت أمامه جميلة رقيقة مُنطلقة، كانت الأجواء على سطح الباخرة تروق له وأكثر ما يميزها الخصوصية فأردف بينما يستخدم الشوكة والسكين في تقطيع الطعام بطبقه
– وجهك جميل عليّ يا شروق أتاني سيناريو رائع لمسلسل تليفزيوني إن صدق حدسي سيكون فارقًا في مشواري كله.
اتسعت عيناها بلهف ومالت بجلستها جهته مُرددة بحماس – حقًا! أريد كافة التفاصيل.
ابتسم وهو يلمح لمعة عينيها وحماسها وأردف ونبض قلبه يتسارع من فرط الحماس – القصة والسيناريو لكاتب شاب، يحكي عن أسرة من أب وأم مترابطان حتى وصل أبنائهم إلى المرحلة الجامعية وما بعدها ويتناول العقبات والتحديات التي يُلاقيها الآباء مع أبنائهم وقصة ارتباط كل ابن بشريك حياته،هناك دفئًا في الحوار يا شروق،جمال بالوصف والتفاصيل،هذا الكاتب رغم أن هذا العمل الأول له إلا أنني أتنبأ له بمستقبل رائع.
-هل تعرفه من قبل؟
سألته باهتمام فقال
-كان زميل لي بالمعهد.
هزت رأسها وأردفت بابتسامة مُشرقة – على بركة الله.
فأردف بحماس تتقد به عينيه – إن سارت الأمور كما خططنا لها أنا وهو ستكون بداية رائعة لكل منا.
قالت بنبرة داعمة – بإذن الله حبيبي ستكون كذلك.
-نعم؟
ردد كلمته بدهشة وحدقتين متسعتين فرفرفت بأهدابها متسائلة – ماذا بك؟
قال بسرعة – ماذا قلتِ؟
ضيقت عينيها قليلًا ثم قالت – قلت بإذن الله ستكون كذلك.
صاح بحنق وبنبرة خفيضة – هناك كلمة هامة أسقطتها حالا يا شروق.
فهمت مقصده فانشق ثغرها الجميل عن ابتسامة جذابة تأسره بها منذ القدم وأردفت بنظرة ماكرة – ماذا تريد أن تسمع؟
أردف بنظرة ثاقبة ونبرة أثارت تعاطفها – شحيحة أنتِ في مشاعرك غالبًا نطقتيها بالخطأ.
علت الجدية ملامحها فأردفت وقد نغزها قلبها من كلماته التي توحي بمدى تقصيرها معه
– لماذا تقول هذا؟ إذا كان على الكلمة فأنت تعرف أن هذا ما أكنه لك وإلا لما كنت قبلت الزواج منك.
ردد بنفس النظرة المُتلهفة إليها – ولأنني أعرف لا يجب أن أسمع؟
قالت بحيرة – هل سيفرق معك هذا الأمر إلى هذه الدرجة؟ ثم تمتمت وشعور بالذنب ينتابها: أنا أعرف أنني لست كبقية البنات اللاتي يستطعن التعبير عن مكنون قلوبهن ولكنك تعرف السبب وتعرف أنني ربما أكون قد وصلت إلى حقيقة مشاعري في وقت متأخر عن بقية البنات من سني اللاتي أحببن وتزوجن وأنجبن أيضًا.
دون أن ينظر حوله اختصر المسافة القليلة بينهما واحتوى كفيها بكفين داعمين في حركة أجفلتها وجعلت سيل من المشاعر يسري بأوردتها كتيار كهربي دافيء وردد بنبرة صادقة وعينان تُقطران عاطفة
– أنتِ ست البنات يا شروق ولا مجال بمقارنة نفسك مع أي فتاة أخرى لأن بنات حواء كلهن يخسرن أمامك.
نظرت عن يمينها ويسارها خجلا من أن يكون أحدهم منتبه لهما فوجدت أن كل منهم في ملكوته لاه فعادت بعينيها الساحرتين اللامعتين إلى عينيه وتمتمت بخفوت
– ما هي مشكلتك إذن ما دمت تعرف مشاعري وتشهد لي بأنني لست بعينيك كأي فتاة!
أطلق ضحكة قصيرة ثم قال ومشاعره الحسية تجاهها تصل لأعلى مُعدلاتها – أنا فقط عاشق للاستماع ويُطرب أذني أن أستمع إلى مشاعرك بشكل صريح لا متواري.
شعرت شروق في هذا الوقت بأحقية كريم بكل ما يطلبه فهو خاض معها درب طويل لولاه لما خاضته فأردفت بجرأة كانت تفتقدها لوقت طويل
– أنا أحبك يا كريم،أحب كل شيء بك،أحب حبك لي واصرارك عليّ وأدين لك بأنك مددت لي يدك في وقت حاسم بحياتي وسحبتني من الظلام إلى النور.
غاص بنظرة عينيها الصادقتين المُشعتين فلأول مرة تفتح قلبها له هكذا ليشعر بعشق بنكهة خاصة موجه له فأردف بصوت مشحون بالعاطفة والمسافة القليلة بينهما تجعل أنفاسهما تتقارب فتُضفي شعور بالحميمية بينهما يفتقده هو وتتعثر هي به
– صمتِ دهرًا ونطقتِ دررًا يا شروق.
وشروق شعرت بهاته اللحظة بأن شمسًا أشرقت بقلبها البِكر الذي يتذوق مذاق الحياة للتو كأنها مولود جديد.
____
وبالجوار كان مازن وسهر يجلسان على مقعدين مُتقابلين بطاولة تطل مباشرة على نهر النيل ،أمامهما أطباق الطعام كما هي يتشاركان في شعور واحد بالامتلاء والشبع وخاصة مازن الذي لا يُصَدِق أن الأمر تم وأنها صارت زوجته.
-بإذن الله سأعمل جاهدًا على أن أُنهي الشقة في أقرب وقت.
ردد مازن جملته وهو ينظر بعينيها شديدتي السِحر والبرائة فأردفت برقة – لا تتعجل فأنا أشعر أنك تقوم بكل شيء بسرعة ولا أريد أن أضغطك إلى جانب أن فارس وسمر لم يستقران على شقة بعد وفي كل الأحوال سننتظرهما.
أتقدت عيناه ببريق خاطف ومال نحوها قليلًا مرددًا بصوت خافت مبحوح – سهر أنا أُقدِر جدًا رغبتك في أن يكون زفافك مع توأمتك ولكني أريدك أيضًا أن تُقدري شدة احتياجي إليكِ.
ضغط حروف كلماته الأخيرة وكأنه يتكيء على قلبها فتلمع عيناها بتأثر وهي تدرك تلك الحاجة التي يتحدث عنها دائمًا فقد صارت تفهمه من نظرة عينيه ومازن يفتقد إلى الشعور بالأمان وإلى لمسة دفء بحياته فأردفت بصوت تتراقص نبرته على أوتار مشاعرهما – أنا أعرف والله ولكن ...
قاطعها بنفس النظرة التي تدك حصونها – ها نحن عقدنا القران معهما... فلنتزوج الشهر القادم، ثم ردد بعينين لامعتين بالحماس : وحين زفافهما نُزف معهما ليس لدي مانعًا.
قهقهت ضاحكة من أعماق قلبها فارتسمت البسمة على ملامحه وانطبعت بعينيه الزيتونيتين اللتين تسحرانها دون مجهود ثم قالت – لقد وعدتني من قبل حين طلبت فترة خطبة أن نتزوج أولا وبعدها نقوم فيما بيننا بعمل خطبة والان تريدنا أن نُعجل بالزفاف ومن ثم نزف مع سمر وفارس فلمَ لا نعطي لكل مرحلة حقها ؟
أردف بنظرة خاصة وبنبرة طاغية – لإني أريدك ولا أطيق صبرًا على العيش دونك،لأن بيتي يفتقد روحك الحلوة وفراشي يفتقد دفء أنفاسك وحياتي ليس لها مذاق في بعادك حتى لو كان مقدار البعاد عدة طوابق.
تضرج وجهها بالحُمرة وأسبلت أهدابها غير قادرة على مجاراته في الحديث ولا متابعة النظر بعينيه حين تزداد جرأتهما فأكمل هو
– وأعدك أن حياتنا لن تكون رتيبة بل سأجعلك دائمًا تشعرين بالمشاعر التي تشعر بها المرأة في فترة الخطبة وفي فترة عقد القران،لن أدع الملل يمر بحياتنا أبدًا.
رفعت عينيها إلى عينيه المتقدتين كجمرتين بلون الزيتون وتمتمت بخفوت يشوبه الخجل – جعلتني أتوق إلى هذه الحياة يا مازن.
سحب نفسًا طويلًا وهو يملأ عينيها بحُسنها وتطوف عينيه على أناملها التي بها محبس الزواج وعدة خواتم رقيقة تشبه صاحبتها ونظر إلى اصبعه الذي ظل لسنوات دون محبس والان به محبس من الفضة منقوش به حروف اسمها وأردف بحنان دافق
– وأنا منذ أن وقعت بحبك وأنا أتوق لليوم الذي يُغلق به علينا باب واحد.
تنحنحت بحرج وفركت كفيها توترًا من عمق نظرته ومغزى نبرته وتمتمت وهي تنظر بهاتفها الموضوع أمامها
– ما رأيك لو نطمئن على هيا ؟ شعرت أنك لم تكن تريد أن تتركها.
أردف وهو يدرك محاولتها لتشتيته – لا اطلاقًا أنا أطمئن عليها مع والدتك أنا فقط خيرتها بين أن تأتي معنا أو تذهب معهم حتى لا تشعر أننا لا نريد وجودها .
ردد كلماته وهو يتذكر بعد انتهاء الحفل واستعدادهم للذهاب إلى سهرتهم أردفت فريدة التي كانت هَيَا برفقتها من بداية الحفل – هَيَا ستكون معي الليلة .
فأردف مازن وهو ينزل بجسده حتى مستوى طول ابنته – هل تريدين الذهاب مع ماما فريدة إلى البيت أم تأتين معنا.
ظلت هيا مُمسكة بيد فريدة وردت دون تفكير – بل سأذهب مع ماما فريدة لألعب مع بدور وروان.
مسح فوق شعرها بحنان وطبع قُبلة فوق وجنتها قائلًا – حسنًا وكما اتفقنا كوني هادئة.
أردفت فريدة – أخبرتك يا مازن من قبل أن هَيَا مُطيعة وجميلة ،ثم تمتمت بنظرة مُطمئنة : ولا تقلق عليها وهي معي.
اعتدل مازن وأردف بنظرة مُمتنة لها لطيبة قلبها ورفقها بابنته
– أنا لا أقلق عليها وهي معكم.
ثم تركهم واستقل سيارة فارس الذي كان يقود سيارته وبجواره سمر بينما مازن وسهر بالخلف .
-نتصل بهم يا مازن؟
رددتها سهر ثانية فهز رأسه قائلًا – حسنًا دعينا نسمع صوتها.
فاتصلت بأمها التي ردت عليها مُباشرة وحين سألتها عن الصغيرة أردفت فريدة وهي تمسح فوق شعر هيا التي غفت بفراش سهر – هَيَا تأكل أرز مع الملائكة.
رفعت سهر حاجبيها مرددة – حقًا ؟ ألم تقل أنها ستقضي الليلة في اللعب ؟
أردفت فريدة ضاحكة – لعبت قليلًا وحين وجَدّت النعاس بعينيها طلبت منها أن تستريح قليلًا فغفت ما أن لامست الفراش.
غامت عيني سهر بحنان تجاه الصغيرة التي صارت تشعر بمسؤولية تجاهها وأغلقت مع أمها بعد أن اطمأنت الأخيرة على ابنتيها ثم أردفت سهر لمازن
– كما سمعت غفت ،وأمي تخبرك بأن تتركها تبيت لدينا حتى لا تقلق نومها.
هز رأسه مبتسمًا ومن داخله يحمد الله على هبته المتمثلة في زوجة كما وصفها نديم منذ قليل بوصف دقيق وهي
"ابنة حلال"
كما يحمد ربه على نسب كنسبهم وحماة لا تتخير عن ابنتها.
____
-لمَ لا تأكل؟
رددت سمر سؤالها على فارس الذي أكل قليلًا ولم يكُف عن النظر إليها بينما تتناول هي الطعام فأردف بهدوء
– الحمد لله شبعت،ثم أكمل بابتسامة صغيرة : حين أفرح لا أستطيع أن أتناول الطعام جيدًا.
ابتسمت قائلة – أنا لي يومين معدتي مُتقلصة ولم أتناول الطعام جيدًا بسبب التوتر والآن فقط شعرت بأنني جائعة.
أردف بنظرة حانية – بالهناء حبيبتي،ولكن لمَ التوتر؟
تمتمت بعينين مُعبرتين عما بقلبها – كنت أخشى أن يحدث أي شيء يُعطلنا،زفرت زفرة قصيرة مُرددة:أنا حتى الآن أشعر أنني في حُلم.
أردف وهو يُلقي بنظرة خاطفة على المحبس الفضي الذي يُزين خنصره – وأنا أيضًا ،حتى أنني أنظر إلى المحبس كل خمس ثواني.
قهقهت ضاحكة وحانت منها نظرة إلى الخاتم الألماس الذي سبق وأهداه لها يوم قراءة الفاتحة والذي تشعر بمشاعر خاصة تجاهه تختلف عن الشبكة التي أحضرها لها فيما بعد وارتدتها اليوم وقالت
– مثلي لا أكف منذ قرأنا الفاتحة عن النظر إلى الخاتم أو لمس السلسلة،رددتها وهي تتلمس دلاية السلسلة المكتوب عليها اسمها.
-حمدًا لله على السلامة أستاذة سمر ها قد وصلنا إلى أهم محطة بحياتنا بفضل الله تعالى.
تمتمت بعينين متلألأتين بالسعادة – حمدًا لله.
-أكملي طعامك.
رددها بنظرة حانية وكانت قد وصلت إلى مرحلة الشبع فأردفت – شبعت.
فأشار للنادل الذي كان يرفع الأطباق عن طاولة يامن وكريم فأقبل الرجل بعد ثوان ورفع الأطباق عن طاولتهما ثم أقبل آخر ووضع باقة من الورود أمام كل طاولة مع تهنئة ودودة وصوت عزف الكمان لا يزال ينساب بالمكان باعثًا الدفء والسكينة ومع انعكاس أضواء الباخرة والبواخر المجاورة على صفحة نهر النيل يبدو المكان برواده كلوحة فنية شديدة السِحر فأردف فارس وهو يتأمل تفاصيل وجهها عن قُرب – أنتِ بكِ سِحر خاص هذه الليلة.
حدجته بنظرة آسرة بها قدر من الإغواء الغير مُتعمد وهي تسأله بدلال – هذه الليلة فقط؟
قال بنظرة شملت كل انش بوجهها المُزين بزينة تجعلها بعينيه كفراشة ملونة مُبهجة للعين والقلب معا
-أنتِ ساحرة في كل الأوقات ولكن اليوم بكِ شيء مُختلف.
اكتست عيناها بعُمق عاطفتها تجاهه وهمست وهي تتلمس بسبابتها وردة حمراء من باقة الورد الكبيرة الموضوعة بينهما
– ربما لأن السعادة التي تغمر قلبي تنطبع فوق ملامحي وربما لأن قلبي ارتاح أخيرًا من الهاجس الذي كان يمنع النوم عن عيني بأنك لن تكون لي.
أمام عُمق عاطفتها وهمسها الذي يُذيب قلبه فيحيله لذرات تراب ناعمة لامس سبابتها بسبابته وقبل أن ينطق تمتمت بنظرة متسلية – أو ربما كانت خبيرة التجميل شديدة الاحترافية لذلك أروق لك بشكل أكبر .
أحكم قبضته فوق قبضتها فذابت أناملها بين أنامله وردد بصوته الدافيء – لا يا حبيبتي أنتِ بعينيّ هكذا دائمًا دون أن تتزيني بشكل احترافي أنسيتِ أيام معرفتنا الأولى حين كدت أصاب بالجنون قبل أن أعرف أنكِ وسهر اثنتان؟
قهقهت ضاحكة وهي تتذكر تلك الفترة المُميزة فأكمل وهو يضغط أناملها – بالفعل أشعر أن سعادة قلبك مرسومة اليوم على كل خلجاتك.
وقبل أن ترد سحبها لتستقيم واقفة وهو يردد بحماس – هذه الموسيقى رائعة ومثالية جدا لنرقص عليها رقصتنا الأولى.
كانت بالفعل تقف أمامه بعد أن اختصر المسافة القصيرة بينهما في خطوة فأردفت بخجل – أشعر بالخجل يا فارس فالجميع يجلسون حولنا.
أردف بنبرة قاطعة وهو يسحبها للمنطقة المُعدة لهذا الغرض – من يريد أن يفعل مثلنا فليفعل.
قالت بمزيد من التوتر المصحوب بالحماس وهي تسير بمحاذاته بينما يُحكم قبضته حول أناملها
– وعبد الرحمن! أشعر بالخجل منه.
توقف لثانية وتمتم بنبرة ساخرة – حبيبتي انظري خلفك وأنتِ ترين أين هو عبد الرحمن.
وحين نظرت خلفها كان عبد الرحمن قد غادر الطاولة التي كان يجلس بها مع شيري، يبتعدان قليلًا عن الحضور وهما يقفان قُرب السياج الحديدي للباخرة وعبد الرحمن يوليهم ظهره حاجبًا عنهم جسد شيري التي تقف بجواره.
فابتسمت بحنان وهي تتمنى مرور الأيام القليلة حتى ترى سعادة شقيقها وبعد ثوانٍ كان فارس يحيط خصرها بكفه وكفه الآخر يحتضن أناملها فتسري في جسد كل منهما رجفة خفيفة تأثرًا بلحظات القرب الأولى ، كان يرتدي حلة أنيقة بلون كُحلي فيبدو أنيقا وسيمًا جذابًا كما هو بعينيها دائمًا ولكن هذه المرة كان بشكل خاص، كان بين يديها لا عصفور مُحلق لا تعرف بأي أرض سيحط وحمدًا لله أنه حط ورفع رأيته فوق أرضها وعشش بواحة قلبها
وشعر هو بأن فراشته التي كانت تُحلق طوال الوقت حوله صارت ملكية خاصة به.
مشاعر استثنائية غمرتهما وسحبت كل منهما نحو الآخر وبعد أن كانت تلمس كتفه بأطراف أناملها وجدت نفسها مدفوعة بقوة عاطفتها فتبسط أناملها بثقة وقوة فوق أرض صارت ملكها وهي تتمايل بخفة مع عزف الكمان المُميز وتتلاقى نظراتهما العاشقة ويُحكم قبضته حول خصرها وهو يشعر بأنه صار مواطنًا يحمل جنسيتها وله كل الحقوق وعليه كل الواجبات.
دقائق وانضم اليهما يامن وشمس اللذان كان الحماس ثالثهما بعد أن اعتادا على بعضهما بشكل أكبر وكسرا جزءًا من حاجز الخجل بينهما، ومن بعدهما كريم وشروق التي كانت تشعر أنها تحبو باتجاه كريم وهو كان يدعم مشاعرها التي تستجيب إليه في الآونة الأخيرة بوتيرة متسارعة.
-أشعر بالخجل الشديد يا مازن.
رددت سهر جملتها ما أن لامس مازن خصرها بكفيه وحولت نظرها عن جانبيها وهي لا تدرك أين تضع كفيها فابتسم مُرددًا
– كفيكِ فوق كتفي يا سهر لا مُعلقتين بالهواء هكذا.
جزت على أسنانها مرددة وهي تكاد تفقد وعيها من رائحة عطره التي تملأ رئتيها من قربه – قلت لك أشعر بالخجل.
قال بهدوء – ألا تنظرين حولك !الجميع يفعلونها دون خجل ، ثم أنكِ صرتِ زوجتي.
زفرت نفسًا متوترًا ثم أمرت قلبها بالهدوء في حضرته وذكرت نفسها أنها بالفعل بين الناس ولا يصح أن تبدو بشكل غير لائق فرفعت كفيها لتلامس كتفيه العريضين فبسط قبضتيه فوق خصرها وهو يتذوق مذاق قربهما الأول وليونة جسدها التي يتلمسها من فوق قماش فستانها الرقيق الخالي من كثرة التطاريز تجعله لا يُزحزح أنامله عنها
وظلت هي مُنكسة رأسها التي كانت تصل حتى منتصف صدره فأردف ضاحكًا وهو يدور بها يتمايلان على أنغام الكمان ويشعر بوجيب قلبها البكر الذي يضرب بصدرها أما هو فوجيب قلبه كطبول الحرب بين أضلعه – هل ستظل رأسك منكسة هكذا؟
كانت تشعر بالخجل منه وهي بين ذراعيه هكذا وأنامله تعزف فوق خصرها عزفًا صاخبًا فلم تستطع رفع وجهها رغم توقها للغرق بعينيه في هذه اللحظة وحين لم يجد الرد سحبها بخفة جهته يختصر المسافة بينهما وقد كان موقعهما أبعد نسبيًا عن الجميع وأقرب لسياج الباخرة فلم ينتبه لهما أحد لتجد وجهها يُلامس أضلعه مباشرة فتصلها ذبذبات المضخة العملاقة النابضة بصدره فتشعر لثوان أنها غابت عن الدنيا وما فيها ويشعر هو بالتوق للمزيد والمزيد منها....
فلم يكن قرب كهذا يكفيه، ثوان قليلة استسلمت فيهم سهر لطغيان مشاعرهما حتى استعادت وعيها وهي تبتعد خطوة للخلف مرددة وهي تشيح بوجهها عنه
– يكفي هذا أريد العودة إلى الطاولة.
فأردف وهو يغوص بعمق عينيها البنيتين الدافئتين الغارقتين بين ضفتي الخجل والعاطفة – هل ترين أنه يكفي؟
____
-كنتِ طوال اليوم تقرأين بالدفتر يا مجنونة!
ردد عبد الرحمن جملته بحاجبين مرفوعين بعد أن عرف منها تفاصيل يومها بعد أن تركها فهزت رأسها ورددت – لم أستطع أن أتركه كان الفضول سيأكلني إن فعلتها.
شرد لثوان وعينيه تُحلقان مع خصلات شعرها العسلية التي تتطاير على جانبي كتفيها وهي تقف أمام تيار الهواء الصيفي العليل ثم عاد إليها مرة أُخرى مرددًا
– وهل زال الفضول ما إن قرأتِ ما كتبته يا فضوليه.
ضحكت وهي تردد – عليك الاعتراف أنك من بدأ بالفضول منذ أن استوليت على دفتري.
-أنا أعترف.
رددها وهو يرفع كفه بالهواء أمامها فأردفت بابتسامة حلوة – ومع ذلك لم يزل فضولي بل ازداد.
مال قليلًا جهتها ليميل معه قلبها الهش وهي تستند بظهرها على السياج الحديدي للباخرة وهو يظلل عليها بقامته الطويلة فيحجبها عن كل العيون مُتسائًلا باهتمام – كيف؟
سحبت نفسًا طويلًا مُحملًا برائحة عطره وردت – وجدت نفسي بعد أن قرأت كل حرف أتسائل – إذا كان هذا تعبيرك بالكلمات عن مشاعرك تجاهي فماذا سيكون تعبيرك بالأفعال؟
أردف بنظرة غير بريئة – سأبهرك بالأفعال حبيبتي بعد الزواج بإذن الله.
اتسعت عيناها خجلًا مما وصلها منه ووضعت أناملها فوق شفتيها لثوان ثم تمتمت وهي تجز على أسنانها تسب نفسها دون صوت لاندفاعها بالكلمات معه دون أن تزنها ثم نطقت أخيرًا بصوت مُحتقِن – أقصد بالأفعال في المواقف الحياتية وتعاملاتنا اليومية يا عبد الرحمن، ثم قالت بنظرة لائمة: لا أقصد شيء آخر.
فأردف بجدية مصطنعة تنافى نظرته المتسلية
– ولا أنا كنت أقصد الشيء الآخر، كنت أقصد تلك المواقف الحياتية أيضًا.
أشاحت بوجهها تداري عن عينيه ابتسامتها فتطايرات خصلات شعرها فوق وجهه فأردف بخفوت وبنبرة بائسة – ليتنا عقدنا القران معهم.
ولته وجهها ثانية وتمتمت من بين أسنانها - أخبرتك أن نفعلها معهم وأنت من رفضت.
اتسعت عيناه وتمتم دون تفكير – وهل أجروء على الرفض بعد أن عشت لسنوات لا أرجو من الدنيا سوى القبول؟
ثم أكمل موضحًا بمنتهى الجدية – أنا فقط كنت أريد إعطاء سمر وسهر حقيهما في الاهتمام وترتيب اليوم لهما على أتم وجه ولم أكن أريد أن أظلمك معي ، أريد أن تكون لنا مناسبة خاصة أعطيكِ فيها حقك من الاهتمام الذي تستحقيه، ولا أنشغل عنكِ بأي شيء.
كانت تتابعه بابتسامة حلوة وقلبها يرق لحديثه النابع من القلب فهمست وهي تمرر أناملها بسرعة فوق ذراعه – أعرف يا عبد الرحمن لا داعي للتوضيح حبيبي وأنا أوافقك الرأي بأن يكون لنا مناسبة خاصة تجمعنا.
قال بينما ترنو عيناه للسماء – وتكونين فيها نجمتي التي نزلت من السماء لتجاورني وتضيء حياتي.
رفعت عينيها إلى حيث ينظر فلمحت نجمة لامعة مجاورة للقمر فاتسعت ابتسامتها وقالت – قدرني الله على أن أكون عند حُسن ظنك بي.
-ستكونين بإذن الله.
رددها بيقين ولو عليه لمد يده وقبض على نجمته ونهل من شهدها ولو رشفة،ولكن عذره أنه مضى الكثير وتبقى القليل فقالت وهي ترفع كتفيها وتردد بدلال
– أنا فقط كنت أتمنى أن نكون معهم الآن ولكن كما قلت هانت وسيكون لنا يومنا الخاص.
ضيق عينيه متسائلًا – نكون مع من؟
رفعت حاجبيها وهي تشير لنقطة خلفه فاستدار ليجد كل عروسين يرقصان على أنغام الكمان فأردف بنبرة مستنكرة – منذ متى وهم هكذا؟
تلجلجت من نبرته فلم تظن أن أمر مثل هذا سيغضبه فقالت بخفوت – منذ قليل جدا ولكنك كنت منشغل معي.
سحبها من ذراعها بهدوء حتى اقتربا من الجميع فصفق بكفه فأجفل الجميع الذين ابتعدوا عن بعضهم متفاجئين فأردف عبد الرحمن بسماجة
– انتهت الفقرة يا دكاترة يكفي هكذا.
فأردف مازن بنبرة متسلية – حمدًا لله لست بطبيب .
فقهقهوا جميعا ضاحكين بينما أردف كريم بنبرة ساخرة – ولمَ هذا القرار التعسُفي بوقف الحال يا دكتور؟
رفع عبد الرحمن حاجبه مرددًا بنظرة ماكرة – أولا لأنني في موضع الدكتور تيمور اليوم ولو كان متواجدًا وأخذ القرار لكنت نفذت دون جدال يا دكتور، ثم قال بنبرة ونظرة حانقة : وثانيًا لأنني والمودموازيل لم نعقد قراننا مثلكم فعليكم مراعاة مشاعرنا.
قهقهوا جميعا ضاحكين وقال يامن – بإذن الله قريبا نفرح بكما.
فأردف عبد الرحمن بحاجبين مرفوعين – وحتى يأتي هذا القريب تفضلوا لنجلس سويا جلسة عادلة دون تمييز.
أخذ كل منهم يُعلق تعليقًا وهم يمزحون ثم عادوا للجلوس على طاولة واحدة كل زوجين متجاورين وعبد الرحمن بجواره شيري يتجاذبون أطراف الحديث ويمزحون وكل منهم سقط عن كاهليه همه وصارت الدنيا بعينيه بألوان زاهية فرغم طول الطريق إلا أن كل منهم نثر في طريق صاحبه بذور محبته رغم أن القلوب كانت كصحراء مُقفِرة في وقت من الأوقات إلا أنه بمزيد من التعب والصبر والأمل بالله بأن الغيث والفرج قريبان فما إن أمطرت حتى أزهرت بساتينهم جميعا بورود مُزهِرة.
نهاية الفصل
فضلا لا تنسوا اخوتنا في غزة من دعائكم

حفظهم الله نصرهم الله آواهم الله


Heba aly g غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا بأس إن قضيت نصف عمرك غريب الروح إذا كنت ستقضي ما تبقى منه حبيب الروح
رد مع اقتباس
قديم 04-12-23, 10:33 PM   #543

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,482
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 130 ( الأعضاء 22 والزوار 108)
‏Heba aly g, ‏سبنتي أسعد, ‏ايسوزو, ‏دانــــــا, ‏سناء يافي, ‏Amira94, ‏سوزان شكري, ‏NANAMONTANA, ‏ماماسماح, ‏طارق صلى, ‏هبه هلال, ‏rehabreh, ‏Layan97, ‏أمامة عفانه, ‏فأره البندق, ‏ايمان صفي, ‏Roro adam, ‏Eman mmm, ‏نصر مبين, ‏asmaaasma, ‏لميس رضا, ‏زهرة الشتاء المتقطع


Heba aly g غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا بأس إن قضيت نصف عمرك غريب الروح إذا كنت ستقضي ما تبقى منه حبيب الروح
رد مع اقتباس
قديم 04-12-23, 11:05 PM   #544

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 444
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي ازهرت بساتين الورد

فصل راىع كله فرح الكل سعداء
عقبال عب. الرحمن وشيري
فرحة فريدة تيمور كتير موءثرة بعد التعب حلوة الفرحة
اللهم فرج عن أهلنا بغزة اشفي مرضاهم
وارحم شهداء هم

Heba aly g likes this.

سناء يافي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-23, 11:38 PM   #545

ماماسماح

? العضوٌ??? » 495260
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 74
?  نُقآطِيْ » ماماسماح is on a distinguished road
افتراضي

قمر قمر قمر تسلم ايدك هوبا ♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Heba aly g likes this.

ماماسماح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-23, 01:25 AM   #546

ديناعواد

? العضوٌ??? » 412620
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,183
?  نُقآطِيْ » ديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع جدا وان جبته وشكرا علي الرواية جميلة
Heba aly g likes this.

ديناعواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 03:17 PM   #547

ايمان صفي

? العضوٌ??? » 476237
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 213
?  نُقآطِيْ » ايمان صفي is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك بانتظار فرحة عبدالرحمن وشيري كل فصل اجمل من اللي قبله
Heba aly g likes this.

ايمان صفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم اليوم, 07:28 AM   #548

ريتسوكا

? العضوٌ??? » 503536
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 50
?  نُقآطِيْ » ريتسوكا is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله

ريتسوكا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc.