ملهاة قصة طارق الصاوى خلف

[طارق خلف]

ملهاة
استنفر غزو كائنات خفية همة قلبه، حفزت عزيمته لمواصلة التحدى، انصهرت روحه فى بوتقة الميتافيزيقا ، توحدت مع جسده لخوض معركة لابعادهم عن السيطرة على دماغه، فرض هلاوس بصرية على وعيه، رأى وجوها مشوهة فتحت افواهها، لعقت ألسنتها المشقوقة وجنتيه، لبى ندائه شيخا ملثما، صحبته جوقة دراويش، لوحوا بأعواد الخيرزان، اشعل الشيخ غبار المعركة باطلاق البخور، أمر المستبيحين للجسد المستسلم بين يديه بتركه فورا، انذرهم : ستعذبون أن لم تخرجوا.
انهال الدراويش - علي الممسوس - ضربا، صرخ بصوت واهن متحشرج، خطف لمعان برق أبصارهم، صفق الشيخ، أعطى اشارة الأمان لتابع سجل حضوره، انتفض الجسد المسكون بالغزاة، وضع - الشيخ - إبرة على الموقد، صار لونها أحمر، بصق عليها،
‏غرسها بين لحم المتأوه -وجعا- و ظفر الإصبع الكبير للقدم اليسرى ... استعذب الفتى ألمه، سالت قطرات دم متفحم، احتبست الأنفاس فى الصدور، ارتجفت برعشة ابدانهم ، استمعوا لصوت مبهم.
تنهد الشيخ خاطب الغزاة بنبرة ثقة : اعطونى ميثاقا بعدم العودة البته، اعفو عنكم.
اصدر المعالج بيانه اليومى بمن قتلهم من الجن، سمح لتابعه بالانصراف، رش على وجه المريض ماء مخلوط بتعاويذه، شهق المبتلى، قبل ظهر كف الشيخ شاكرا، انسحبت الكتيبة خلف الملثم، ظل صاحب الجسد الهزيل ساهدا، غزل من خيالاته نسيجا لقصة يحكيها لمن سيطرقون بابه الليلة التالية لمساعدته فى ردع متسللين جدد.
طارق الصاوى خلف
من مجوعتى القصصية
صفحات من ديوان السحر