![]() | #351 | ||||
![]()
| ![]() خرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها ووزعت نظراتها بينهم فسألها إياد "كيف أصبحت أمي الآن؟" رفرفت بأهدابها تجيبه وعقلها مغيب "الحمد لله لقد نامت بعد أن أخذت الحقنة مفعولها...هدأت وغفت..." "مالذي جرى ياأولاد هل تشاجرا؟" سأل عيسى أجاب جواد بعد أن هدأ "لاأعلم ياعمي صدقني...لقد تفاجئنا بما حدث فجأة... لم أرَ أبي وأمي هكذا في حياتي كلها..." تهدج صوته وكأنه سيعاود البكاء وضعت إيمان يدها حول كتف جواد تلفه نحوها بمحبة مردفة "لا بأس ياجواد ستتحسن وسنفهم منها ماحدث" أغلق عيسى الهاتف والتفت إليها وهي تعانق جواد فاحمر وجهها ؛وجوده يربكها لا تعرف مالذي أحضره إلى هنا...لربما إياد من هاتفه ليحضر...لن تشغل نفسها الآن...هو موجود وكفى... غمغم يناظرهم "يبدو أن عبد الرحمن قد أغلق هاتفه أنا أشعر بالقلق عليه" التفتت إيمان إلى إياد كان وجهه شاحب وكأن هموم الدنيا يحملها في عينيه التائهتين... شعر بنظراتها فنظر إليها...ابتعدت عن جواد واقتربت منه فحدق بها مالذي سيقوله لها أو لغيرها...لقد سمع أطراف الكلام ولكن عقله يأبى أن يصدق... نظرات خالته وصديقته بحد ذاتها كانت تدعمه بصمت مد يده إليها وضمها لم يعلم أي منهما كان يعطي الدعم للآخر...لطالما كان الاثنان داعمين لبعضهما بصمت...رفعت رأسها وتأملته انه يشبه رزينة في هذه اللحظة محارب قوي يجاهد ليسند من حوله...بينما عيسى يقف متأملا انسجامهما معا تمتمت برقة "سأذهب الآن ياإياد" أجابها برجاء "ابقي اليوم هنا ياأمونة أنا غير قادر أن أترك أمي وسأخاف عليك أن تنامي وحدك في المنزل" ابتسمت بارتجاف وهي تشعر بخوفه عليها واهتمامه بها"لن ينفع لربما عاد والدك...(ابتسمت تمازحه بصوت خافت)لا تخف ألم تقل بأن السارق سيهرب من تجهمي" ابتسم ابتسامة لم تصل حد عينيه "سأوصلك أنا" غمغم عيسى فجأة توقفت نبضات قلبها فقال إياد "نعم هذا أفضل شكرا ياعمي.." في السيارة قالت وهي تحاول لملمة كيانها المبعثر وهي تجلس بجانبه تحاول عدم النظر إليه ولكن قلبها وكيانها كان يتابع كل حركة؛ كل ايماءة؛ حتى الهواء الذي يتنفسه كانت تشعر بكل ذرة هواء يزفرها "لم يكن هناك من داع بأن تتعب نفسك...كنت سأطلب سيارة أجرة يوصلني فطريقك مختلف عن طريقي" ابتسم بمجاملة مردفًا "لا أبدا أنتِ على الرحب والسعة" رباه جبل تماسكها سينهار أمام كل كلمة يتفوه هو بها...وجوده يضيء كونها المظلم...ليتها تصل بسرعة لا لا هي تريد أن تبقى معه...لا هي لا تعرف ماتريده...انتشلها صوته من تخبطها "برأيكِ مالذي يجعل رزينة تطلب الطلاق من عبد الرحمن؟ فهي تعشقه وبجنون وهو أيضًا" ناظرته فهرب منها جمودها وتلألأت مقلتيها تطبع بعقلها وقلبها كل تفصيلة فيه بلمحة سريعة أجادت إخفاءها "لا أدري ياعيسى أنا قلقة لربما تفاقم الشجار بينهما لسبب ما فانفجر الوضع" ناظرها نظرة خاطفة بذهول مازالت تلفظ اسمه كما كانت وهي طفلة رغم أنه لا يتذكرها جيدًا ولكن لفظها لاسمه بعث له صورا لربما مازالت عالقة في خلايا عقله الباطني...التفت إلى الطريق وسألها "ألم تخبركِ رزينة عن موضوع اقتراحكِ لأسماء الأطباء من أجل المستوصف" أجابت "نعم أعتقد ذلك ولكن(صمتت لبرهة) أنا صراحة لم أفهم شيئًا" شرح لها باختصار...عن مشروع المستوصف...فصمتت ترمقه ببرود يخفي الكثير من التوهج الداخلي...من قال أن البحر فقط قد خلق للغوص فيه!!! فها هي تغوص و تغرق بكل حرف ينطق به وعندما توقف ألقى نظرة خاطفة سريعة ليرى ان كان قد استطاع أن يوصل الفكرة لها...فتمتمت "نعم فهمت" شعر بأنه ثرثر كثيرا بمقابل كلماتها القليلة فقال "على كل حال لربما عندما تكونين قادرة أعلم بانشغالك في المستشفى ووقتك الضيق...عندما..." قاطعته بهدوء "لا بأس أنا قادرة حاليًا ؛لقد تركت العمل في المستشفى..." تفاجأ بإجابتها مردفًا بتهذيب "اه آسف..." شدت أطراف حجابها تلهي نفسها عنه وغمغمت "لا أنا من قدمت استقالتي لا أريد العمل هناك مجددًا..." دخل الشارع الذي تسكنه فقالت "هاقد وصلنا" أوقف السيارة رفعت عينيها اليه فتشابكت نظراتهما هي بحب وعشق قديم العهد لا تزال آثاره في قلبها وهو لأول مرة اعجابا واحتراما بكلامها المتوازن الهادئ ابتسمت بجدية مردفة وهي تشد شفتيها بحزم "شكرا لك...أتعبتك معي" "لا أبدا...(حك جبينه بتوتر مردفًا )ايمان آسف إذا كنت أتطفل ولكن علي أن أحصل على رقم هاتفك أن لم يكن لديك مانع.. .لاننا سنفتتح المستوصف قريبًا ويجب أن نجهز قائمة الأطباء" ارتبكت وهي تضع يدها على قبضة باب السيارة فتركتها وقالت "نعم تفضل" أملته الرقم وترجلت من السيارة مردفة "شكرا مرة أخرى تصبح على خير" "وأنتِ بخير...مع السلامة" سارت بعرج أمامه فانتظر يراقبها في السيارة إلى أن فتحت الباب ودخلت بيتها أمامه وأغلقت الباب...عندها انطلق بسيارته عائدًا إلى البيت يحاول الاتصال بعبد الرحمن من جديد ليفهم منه ماحدث... | ||||
![]() | ![]() |
![]() | #352 | ||||
![]()
| ![]() منذ أن خرج من بيته مكسورًا هكذا أغلق تماما هاتفه لا يريد التواصل مع أحد وخاصة سناء...لأول مرة يشعر بالوحدة...حياته انقلبت في لحظات وكأن إعصار دخل أرضه فجأة فدمر كل مافيها...واولها قلبه... لقد تعب كيف السبيل الى النجاة!!!حتى هذا السرير الذي جمعه يومًا مع سناء يشعر بالضيق لمجرد رؤيته...لأته يشهد على خيانته لها كم يتمنى لو يحرقه لربما بات رمادا وانتهى يعترف أنه ندم أشد الندم ليس اليوم لا بل مباشرة بعد ما حدث بينهما...جسده الذي انتفض عنها في لحظاتهم الخاصة أوضح له فداحة مافعله بحبيبته...تبًا لسناء ولكل ماجمعه بها مالذي جعلها تأتي إلى المكتب اليوم تبحث عنه وتلومه بعدم رده على مكالماتها...لقد دمرت بيته...وهو طاوعها لاهثًا وراء رغبته بها...عادت له ذكرياته اليوم قبل ساعات في المكتب) دخلت سناء مكتبه تعاتبه بشدة "لمَ تتهرب مني ياعبد الرحمن" ارتبك لرؤيتها فجأة وهو ينقر على مكتبه بتوتر "أنا لا أتهرب ياسناء أنا..." اقتربت منه "اشتقت إليك...مارأيك أن نذهب من هنا هيا لنجلس وحدنا فلن نأخذ راحتنا في المكتب" أجفلت ملامحه وهو يقرأ دعوتها لما تريده فقال مردفًا "سناء لا هذا ليس وقته بتاتًا" ناظرته بعتاب"لقد طلبتَ مني ألا أعود إلى العمل ونفذت طلبك مابالك تبتعد عني أنا أريد البقاء معك وبقربك...صحيح أنا لم أخبر أحد بزواجنا حتى الآن ولكن لن يبقى الوضع بيننا هكذا..." ناظرها بيأس فاقتربت مسحت على شعره برقة "حبيبي يجب أن يكون لنا بيتًا خاصا أنا زوجتك ياعبد الرحمن حلالك وأنا أحبك" حدق بها مردفًا بقلق "اذهبي الآن ياسناء فأنا والله مشوش حاليا سنقرر ماسنفعله عندما تهدأ أفكاري" مررت يديها على قميصه ثم عنقه ثم شفتيه "عن أي قرار تتكلم لقد تزوجنا وانتهى الأمر أنت ناضج ولست بمراهق...أردنا الزواج وتزوجنا ياحبيبي" وضعت فمها على فمه تلثمه وتشده بجسده إليها حاول ابعادها عنه ولكنها لفت يديها حول عنقه فاعترض "سناء أجننتِ نحن في المكتب" همست أمام شفتيه "لا بأس إنها مجرد قبلة...أرجوك" قبّلها او بالأحرى تركها تقبّله هي فهل كان سيعلم بأن رزينة ستأتي في هذه اللحظة بالذات لتراهما معًا...وتنقلب حياته رأسًا على عقب.... | ||||
![]() | ![]() |
![]() | #353 | ||||
![]()
| ![]() أغلقت الهاتف مع إيمان التي كانت تخبرها للتو عما حدث فشعرت بالقلق الشديد على شقيقتها الكبرى وأمها الثانية التفتت وتفاجأت وهي تجد حبيب خلفها يناظرها بتساؤل "ماذا هناك!" حدقت به مردفة تتأمل وجهه لربما وجدت شيئًا غير الجليد "إيمان تخبرني بأن رزينة كانت متعبة جدا اليوم ويبدو أنها قد تشاجرت مع زوجها" ضم حاجبيه باستغراب "تشاجرت هي وعبد الرحمن ولكن هذا غريب حقًا...دائمًا كان هنالك انسجام ملحوظ بينهما" أزاحت شعرها وراء أذنها مردفة "نعم هذا ماقالته أنا أشعر بالقلق عليها وعلى إيمان لانها وحدها في المنزل أيضًا" ابتسم مشجعا "لا بأس ياأشواق أتريدين مني أن أوصلك عندها كي تطمئني عليها ثم أوصلك عند إيمان لتقضي ليلتك هناك عندها" رمقته بعينين متفحصتين وقد نكش بكلماته وجعها وألمها بأنها سواء كانت بجانبه او لا فالنتيجة نفسها...أجابته بسخرية "اوه بالطبع كي تأخذ راحتك دون وجودي...تتابع المباراة؛ تتصفح الهاتف؛ تسهر وحدك؛ اي شيء ماعدا زوجتك" ردد بذهول "راحتي..." لم تصمت داخلها كان يشتعل كم تتوق لضربه وكسر بروده الذي يقتلها "لمَ تزوجتني حبيب أخبرني أو بالأصح لمَ تزوجت من الأساس!!" حوقل واستغفر "مابكِ انت تفتعلين الشجار" صاحت "مابي أني أشعر أن وجودي وعدمي متساويان عندك...توصلني إلى أختي وأنام عندها طبعا لأن وجودي لايهمك بتاتًا" خبط كفيه ببعضهما مردفًا "حسبي الله ونعم الوكيل هذا ماتجيدينه أنت حياكة النكد واستخراجه من العدم... اغربي عن وجهي الآن لأني حقا تعبت منك ومن نكدك ياللنساء وسخافتهن وعقلهن الصغير" (بعد ساعة ) دموعها تتدحرج دون توقف لا تنكر أنها هي من افتعلت المشكلة معه وهاهو ينام قرير العين في الغرفة بينما هي تندب حظها الأسود متمددة في غرفة لولو التي منذ الشجار الأخير معه وهي تنام فيها مع ابنتها... أضاء هاتفها من جديد برسالة واتساب من رقم جديد لا بد أنه كمال كلما حظرته يكلمها من رقم آخر أو يرسل رسالة عادية وأحيانا يتصل دون أن ترد عليه فبعد أن اعترف لها بحبه وشغفه بها في المرة الأخيرة وجدت أن الموضوع قد وصل لأقصاه حتى هي تعبت منه وهو مصمم عليها ولايمل قط من الضغط عليها...قرأت الرسالة من الخارج دون أن تدخل المحادثة "أشواق هل نمتِ؟ ردي علي حبيبتي لا أستطيع النوم اسمعي مارأيك أن نفتح الآن محادثة مرئية...اشتقت إليك كثيرا...هل نام حبيب!!!...لقد نامت غزالة منذ وقت طويل هيا ردي...أشواق..." نظرت إلى الرسائل من الخارج فاضطرت لدخول المحادثة كي تحظره مجددًا مرت لحظات وأضاء هاتفها باتصال مرئي منه...فارتجفت ولم ترد...تثاقلت أنفاسها بعد توقف الرنين وهي تعيد الدخول لحظره قبل أن يعيد الإتصال بها ومالبث أن وصلها منه مقطع فيديو قبل أن تتمكن من حظره...تسمرت عيناها جزعًا عند رؤية الفيديو....وصعق عقلها مما تراه أمامها... | ||||
![]() | ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|