آخر 10 مشاركات
27 - هديتى - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق - مكتبة زهران (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          أنا وشهريار -ج4من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          26-المسافرة -راكيل ليندسي -ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          كنزي أنا (53) -ج3 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          لست لي -ج1 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          نجم محترق -ج2 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          رواية / أُم عيسى *مكتملة* (الكاتـب : Cloud24 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي رواية اعجبتكم اكثر
اختلاف متشابه 3 6.00%
جدران دافئة 6 12.00%
الروايتين جميلات بنفس القدر والمستوى 41 82.00%
المصوتون: 50. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree8420Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-02-24, 07:51 PM   #1811

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي


اللهم صل على شفيعنا وحبيبنا وسيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اللهم احفظ وانصر اهلنا في غزة والسودان
اللهم ثبت اقدامهم وانصرهم على القوم الظالمين
امين يارب العالمين
............

شلونكم بنات فتحت استطلاع اعلى الصفحة فقط اضغطوا على الاختيار الي تحبوه رجاءا بنات شاركوا لخاطري
نبدأ الفصل الرابع والثلاثين
...........


الفصل الرابع والثلاثين
...........

اليوم التالي صباحا

ممددة فوق الفراش تحدق في الفراغ بصمت ... بكاء ؟ لم تعد تبكي لأن دموعها انتهت ... ذرفت الكثير حتى جفت مقلتيها ....وهو لايستحق أن تبكي عليه ... ميثم المخادع ...لقد اظهر لها وجهه الحقيقي ....
تذكرت ماحدث ليلة امس مثل الحلم ... حلم مزعج ومخيف .... مذكرات يوسف واتهامه لها ظلما بانها تخونه في تفكيرها ! شرحت له وبررت قالت بانها لاتعرف كيف وصل الدفتر مع بقية الروايات اساسا لم تعرف اين كانت تحتفظ به لقد نسيته ... بل نسيت وجوده تماما ...اخبرته بأنه رجل ميت وأنها لم تعد تكن له أي نوع من المشاعر ... أكدت له بكل ما تملك من قوة بأنها تحبه هو ... وتريده هو ... لايوجد مجال ليشك بذلك .... حلفت وتوسلت بان يسمعها ويفهمها لكنه لم يعطها فرصة كان عنيدا مصرا على التمسك برائيه لدرجة انه بالنهاية تركها وذهب لينام في الغرفة المجاورة ... المشكله الاكبر هي انها لم تكن تستطيع الصراخ بصوت عال ... مجبرة على الهدوء رغم ما يعترم داخلها من عواصف ثائرة ... ألمها وكسر قلبها ... كان متسرعا بإصدار حكمة الظالم عليها .... اين الثقة المتبادلة بينهما والتي كان يتغنى بها ؟ لما هي عندما وصلتها رسائل ( جميلة )المفبركة التي كانت تبدوا وكانها حقيقية جدا ... كذبتها وتمسكت بحدسها وبثقتها العالية الكبيرة به ؟ وماذا فعل هو بالمقابل ؟ يشك باخلاقها ويغار من رجل ميت !
بحياتها احبت رجلين ... احبتهما بصدق ونقاء .... يوسف كان حبه طاهرا ونظيفا لم يتجاوز معها الحدود ابدا وحتى مذكراته كانت مجرد يوميات يذكر من خلالها ما حصل معه ... احبته بقلبها وبعواطفها الشابة البريئة ... وليست نادمة سيظل دائما يحتل حيزا في ذكرياتها البعيدة ... ذكريات جميلة وناعمة ومادامت لم تتجاوز معه الحدود فهي لم ولن تكون خجله من ماضيها ابدا .... سنة ونصف هي مدة علاقتها المتذبذبة مع يوسف كانت تبدوا وكانها لم تحصل ابدا حتى حبها له بات بعيدا ومشوشا .
اما ميثم فقد كان حبه مختلف ... احبته بنضج ... احبته بعقلها وقلبها ... منذ البداية عندما تقدم لخطبتها كانت تستطيع وبكل بساطة ان ترفضه ولم يكن للضغط الذي مارسته خالتها اي دور مهم بقرارها لكنها انجذبت له حتى وان لم تعترف ... مشاعرها ناحيته كانت مشاعر قبول ... لم يكن هناك رفض او نفور مثلما كان يحصل معها عندما تقدم لها الكثيرون قبله خلال الاربع سنوات الماضية ... ثم بعدها تحول القبول لاعجاب ثم انجذاب ليتبلور ويكون حبا راسخا ومتينا بنته منذ بدايته بالصراحة المطلقة والثقة به وبحبه الواضح لها ... لو كانت تريد أن تغشه وتستغفله لم تكن لتصارحه بشأن يوسف .. لكانت احتفظت بهذه العلاقة في سرها كما نصحتها غصن بالضبط .
للاسف ميثم اظهر لها جانبا خفيا مظلما من شخصيته الا وهي الغيرة المرضية والتسرع الاعمى ... ولانها تحبه بصدق وقوة يستحيل عليها ان تغفر له هذا الخطأ الفادح بسهولة .
ما ان اشرقت شمس الصباح حتى هيأت حقيبتها واتصلت بايهم لكي ياتي وياخذها ... ولقد لبى ندائها مباشرة دون حتى ان يسأل ويستفسر ... الخالة نرجس ومنسة كانتا مذهولتين خاصة وان حقيبتها كانت كبيرة وبالتالي بكل تاكيد اتضح لهما ان سبب مغادرتها هو ميثم ... حاولت الخالة نرجس ان تهدئها وطلبت منها الجلوس والتحدث معها لكنها كانت بغير وعيها ...مختنقة وحزينة ... كانت كل ماتريده هو الخروج من هناك باسرع وقت ممكن رغم انها تعرف بان ميثم التحق ولن يعود إلا بعد يوم او يومين ... واول ما فعلته عندما جلست في السيارة هي انها اغلقت هاتفها ورمته في حقبتها باهمال ... أما أيهم لم يسألها اي شيء قال بانه سيعود من العمل عصرا وله جلسه طويلة معها .
صوت والدتها ارجعها من افكارها وهي تجلس جانبها قائلة بهدوء .. لكن ملامحها العابسة بينت لها الرفض القاطع لمجيئها غاضبه :
- الن تخبريني ؟
نظرت لها ببهوت واجابت بلامبالاة وكأن مشاعرها كلها استنزفت حتى باتت لا تشعر بأي شيء :
- اخبرك بماذا ؟
قالت وهي تضيق عينيها بنفاذ صبر :
- بماجرى بينك وبين زوجك ولما اتيت منذ الصباح الباكر ومعك حقيبة كبيرة ؟
رفعت كتفها وازلت خيطا وهميا من ثوبها وهي تجيبها بهمس :
- لاشي مجرد مشكلة بيني وبينه
زفرت ساهرة الهواء من رئتيها بحيرة وقالت بلطف وترو ... عجبها بوالدتها يزاد يوما بعد يوم ... لان اسلوبها تغير ... اصبحت تتحدث معها بهدوء وصبر عكس ماكانت تفعله معها قبل سنوات ربما لانها اقتنعت اخيرا بان ابنتها لا تاتي بالصراخ والحدة :
- اخبريني ماسبب المشكلة ... فضفضي لي يا ابنتي .
وبصوت مبحوح اجابت ثم ادارت رأسها للجهة الاخرى :
- ارجوك امي اتركيني وحدي لا طاقة لي للحديث الان
تأملتها ساهرة مطولا ثم أومأت وقالت بلهجة متوعدة تعرفها جيدا :
- حسنا كما ترغبين ...لكن تهيأي فشقيقك سياتي ويتحدث معك .. وبكل تأكيد لن يتركك دون ان يحصل على إجابه صريحة .
القت كلامها هذا ثم غادرت الغرفة ... الغريب بانها لم تهتم ليس لانها لاتحترم شقيقها بل لانها تعرفه جيدا ... سيقف جانبها وسيصدق كل كلمة تقولها وحتى ان ارادت الاحتفاظ بسبب المشكلة بينها وبين نفسها ولم ترغب بالافصاح عنه وهذا ما ستفعله بالضبط ايضا سيقف جانبها ويدافع عنها ... سيحترم خصوصيتها كما كان يفعل دائما .
بعد مرور ثوان قليلة دلفت غصن ثم اغلقت الباب وجاءت إليها مسرعة ... جلست جانبها هامسة باهتمام وقلق ... والدتها قامت بالمهمة واخبرتها هذا لايحتاج للتفكير :
- ماذا حصل يا رفل ؟
وما ان سمعت صوت غصن الدافئ حتى انهارت بالبكاء ... دموعها التي ظنت بانها جفت عادت لتنهال من جديد ... انفجرت متدفقة مثل السد ... مع غصن كان الامر مختلفا ... كانت تستطيع ان تتحدث معها براحة وصدق فهي كانت الشاهد ... والصديقة الصدوقة الأمينة التي كانت تعرف كل شيء يخصها ... احتضنتها بحنان وهمست بلطف :
- أهدئي وكفى بكاءا عزيزتي ... كل مشكله ولها حل .
ظلت تبكي لعدة دقائق بين احضان ابنة عمها الى ان شعرت بالراحة الطفيفة .. أبتعدت عنها وقالت بكآبة :
- الا مشكلتي لا اعتقد أن لها حلا ...
ابتسمت غصن بتفهم واجابت وهي تنظر لها مليا :
- اخبريني وانا سأقرر .
أومأت ثم سحبت نفسا عميقا وبدأت تقص عليها كل ما حصل الاخيرة التي كانت تستمع لها بتركيز ... ملامحها غامضة وطبيعية ... وما ان انتهت حتى قالت غصن بهدوء :
- بصراحة ؟!!!
نظرت لها رفل بوجه يتغضن ألما لتردف غصن بصدق :
- الرجل معه حق .
مسحت رفل دمعة أخرى هاربة انسابت فوق وجنتها .. وهي تهتف بعتاب :
- تدافعين عنه !!!!
تربعت غصن امامها فوق السرير وقالت شارحة :
- انا لا ادافع عن احد بل اقول الحق ومايمليه علي ضميري
حدقت بها رفل بنظرة غاضبة ورافضة لتردف غصن قائلة بحكمة :
- افهميني يا رفل ... اي رجل بمكانه كان سيشعر بالغيرة
اجابت رفل بجفاف :
- الغيرة لا الشك ... ثم ممن يغار ؟ من رجل ميت ؟!
ابتسمت غصن وقالت ببساطة :
- الغيرة لاتفرق بين ميت وحي يا رفل هي مجرد مشاعر تلقائية يشعر بها أي رجل يهتم بشريكة حياته فمابال لو كان يحبها ويعشقها ؟ .. وميثم يحبك بصدق وهذا أمر لاشك فيه .
اطرقت رفل رأسها بصمت ... رغم ان كلام غصن صحيح ومن المفترض ان يشعرها بالراحة والثقة قليلا لكنها كانت لاتزال مجروحة ومصدومة منه ومما تفوه به ... سألتها غصن بفضول :
- كيف وصلت المذكرات لمنزلك ؟!
هزت كتفها قائلة بلامبالاة :
- لا اعرف ... ربما وضعته انا او ربما ابراهيم عندما ساعدني برص الروايات على اية حال من يهتم ؟
زفرت غصن بضيق وهي تهمس متوعدة :
- رباه هذا الولد يحتاج ....
قاطعتها رفل بجدية وقوة :
- لا يحتاج لشيء ... اتركي الطفل البريء وشائنه بالله عليك ... المفترض ان اشكره لانه اظهر لي وجه ميثم الحقيقي .
نظرت لها غصن برفض :
- اي وجه انت الاخرى ؟ ميثم هو رجل ... رجل شرقي ذو دماء حارة ومن الطبيعي والمتوقع ان تكون ردة فعله بهذا الشكل لو كان ايهم بمكانه لفعل مثله وأكثر .
تنهدت رفل بعجر .. حائرة كيف ستتصرف معه ... لكن ما تعرفه ومتأكدة منه هو أنها لن تعود لو انبت رأسه خمس نخلات .. تمتمت غصن بصوت خافت وهي تضع اصابعها تحت ذقنها :
- يجب ان نتخلص من دفتر المذكرات هذا وبأسرع وقت ممكن !
قالت رفل بدفاع ليس من اجل ذكرى يوسف البريئة فحسب بل لانه مات شهيد ... شهيد دافع عن أرض العراق ... دافع عن عرضهم وشرفهم من الارهابيين اللذين لايخافون الله .. بالاضافة لذلك هي كانت خائفة أن يطالها ذنبه وتعيش طوال العمر بتأنيب الضمير :
- لن احرقه ولن ارميه في مكب النفايات انسي .
أردفت بالم حقيقي :
- هذه مذكرات شهيد ... شهيد الله اكبر ...كيف تريدين أن ...
قاطعتها غصن هذه المرة وهي تقول :
- اصبري قليلا ... مابك انفجرت في وجهي مثل سيارة مفخخة ... افهمي ما أعنيه اولا ثم قرري .
نظرت لها رفل بصمت وترقب .. لتكمل غصن حديثها قائلة بلطف وليونة :
- نتخلص منه لكن ليس بالحرق ولا برميه في مكان لايليق به
سألتها بحذر وشك :
- كيف اذا ؟
ابتسمت غصن وهمست بجدية وعينيها تلمع ببريق غريب :
- اتركي هذا الامر عليّ يا رفل .

.........................



التعديل الأخير تم بواسطة كلبهار ; 15-02-24 الساعة 08:40 PM
كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 15-02-24, 07:52 PM   #1812

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

عصرا
تجلس في الحديقة تحدق امامها بشرود ... تفكر بدعوة بيداء حيث اتصلت بها اليوم قبل الظهر ودعتها لحضور حفل صغير ستقيمه بمناسبة ختان ولدها الذي قالت بانه سيتم بعد اربعة ايام في منزل عائلتها الذي يقع بنفس حيهم ... حائرة كيف ستذهب ومع من خاصة وان والدتها كانت حزينة ومتجهمة منذ مغادرة رفل صباحا ... رفل وميثم ؟ تلك حكاية اخرى هذه اول مرة تخرج بها رفل من المنزل غاضبة حاولوا هي ووالدتها ان يفهموا منها ويمنعوها المغادرة لكنها كانت مصرة ... ومن خلال ملامحها العابسة ووجهها المنتفخ من اثر البكاء اكتشفوا بل تأكدوا أن هناك مشكلة نشبت بينها وبين ميثم الاخير الذي التحق في وقت مبكر جدا دون ان يفطر او يتحدث مع احد !
احست بجلوس والدتها جانبها متنهدة بحسرة التفتت وسألتها بفضول :
- هل اتصلت بميثم ؟
هزت راسها نفيا وهي تقول :
- لا لم اتصل دعيه الان غدا سوف ياتي وافهم منه وجها لوجه
وافقتها بصمت اردفت والدتها بتساؤل وأمل مثير للشفقة :
- هل تعتقدين بأنهما تشاجرا فعلا أم ان ذهابها مجرد زيارة عادية ونحن نهول الامور ونبالغ ؟
اجابت منسة بهدوء .. كانت متفهمة ما يحصل بينهما ... فهكذا هي الحياة الزوجية يجب ان تكون بها بعض المناوشات بين حين واخر :
- بل هي مشاجرة يا امي الم تنتبهي لوجهها المحمر من البكاء وحقيبتها الكبيرة ... كما ان ولدك ايضا كان يتصرف بغرابه .. الله اعلم مافعله بتلك المسكينة .
زفرت والدتها بجزع ثم قالت :
- اسمعت شيئا دار بينهما البارحة ؟!
هزت رأسها نفيا وهي تجيب :
- ابدا والله يا امي
استتغفرت الاخيرة وقالت بخفوت :
- استغفر الله العظيم واتوب اليه لم اعول ان تنتهي مشكلة صيب وتعود زوجته لياتي الان ميثم ويوقعنا بمشكلة جديدة ... عين أصبتنا لم تصل على النبي .
استدارت منسة بجلستها ليصبح جسدها مقابلا لوالدتها وهي تقول :
- ربما بسبب جميلة ؟
اجابت والدتها بصوت هادئ وقد عبس وجهها مباشرة :
- لا جميلة انتهت حكايتها للابد
رفعت منسة حاجبيها بتعجب ... رغم مرور وقت طويل على تلك الحادثة المخجلة إلا انها لم تسأل والدتها عما تنوي فعله مع جميلة وكيف ستخلصهم من مكرها وخبثها خاصة وإنها أكدت على الاتصال الذي ستجريه قبل يومين ... لم تكن تريد ان تسمع اي خبر عنهم لان سيرتهم تسبب لها الانقباض والكرب ... حتى زهراء مكالماتها باتت شبه منقطعة وهذا افضل للجميع .. قالت مضطرة لطرح السؤال :
- حقا ؟ للآن لم تخبريني ماذا قلت لها عندما اتصلت بها قبل يومين ؟
نظرت لها والدتها واجابت بسخرية :
- اوقفتها عند حدها تلك المستهترة عديمة التربية
قالت بفضول وهي تحدق بها باهتمام وقلق :
- لاتقولي بانك هددتها باخبار شقيقيها ؟ فأنت تعرفين بأنهم ...
قاطعتها الحاجة نرجس قائلة بحكمة :
- لا ... ليس شقيقيها الغبيان ... بل هددتها بطريقة هادئة باني ساذهب لشيخ العشيرة واخبره بكل قذاراتها ... وسأعطيه الرسائل ورقم هاتفها ... وهو من سيتكفل بحل الموضوع بعيدا عنا .
همست منسة مذهولة من فكرة والدتها التي لاتخطر على بال :
- وصدقت ؟
أومأت مجيبة إياها بقرف واشمئزاز :
- اجل صدقت وتوسلت قائلة بانها كانت تمزح ولم تقصد اية اساءة .
قالت منسة بساؤل رغم ان كلام والدتها المطمئن إلا أنها لاتزال قلقه منها :
- ماذا ان عادت لتفعلها من جديد ؟!
اجابت والدتها بثقة وتأكيد :
- لا ليست غبية لهذه الدرجة لتفعلها ليس بعد ان كشف أمرها ... مع ذلك ان تجرأت وكررتها فهي الجانية على نفسها لاني هذه المرة لن اهدد بل سأنفذ التهديد مباشرة .
اعتدلت بجلستها واردفت :
- اتركينا منها واخبريني ماذا ارادت منك بيداء عندما اتصلت بك اليوم ؟
لاعبت منسة طرف حجابها واجابت بهدوء لكن قلبها لم يكن هادئا بل كان ينبض بقوة غريبة :
- لقد دعتنا لحضور حفل صغير ستقيمه بمنزل عائلتها بمناسبة ختان ولدها بعد ثلاث ايام .
أومأت والدتها بصمت ثم تنهدت وقالت بجدية :
- من هنا الى بعد ثلاث أيام ( يحلها الحلال ) لكن أن كانت رفل الى ذلك الوقت لاتزال غاضبة فأنا لن استطيع الذهاب ... قلبي لا يطاوعني
ارتبكت وانطفأ الحماس داخلها لكنها لم تبين .. قالت بصوت حاولت ان تجعله غير متأثر :
- اذا سنعتذر لها ونخترع حجة مقنعة .
نظرت لها الحاجة نرجس بإستغراب وأجابت :
- ولما نعتذر ؟! اذهبي انت ومريم بدلا عني !
همست وحرارة الخجل تتسلل لوجهها ... لاتعرف لما شعرت بهذا الخجل الطاغي هي ليست صغيرة على الخروج وحدها لحضور مناسبة عادية :
- وحدي ؟!!!!!
اجابت والدتها غير منتبهة لخجلها وتلعثمها :
- مريم معك وسأسأل صيب اذا يسمح خذي زينة معك ايضا .
هزت رأسها بنعم وحل الصمت بينهما لعدة دقائق قطعته والدتها حين قالت بهدوء وجدية :
- اتعرفين يا منسة ؟ كنت اتمنى أن توافقي على كرار ... هذا الولد احبه جدا واثق به ... أعرفه واعرف اهله منذ سنين طويلة وأنا على يقين بأنه سيصونك ويحبك ولن يفرق بين مريم واولاده .. سيكون نعم الزوج والاب .
اطرقت منسة رأسها للاسفل تحاول ان تداري احمرار وجهها .... وارتباكها الملحوظ ... ابتعلت ريقها دون ان تنطق بحرف ... اردفت والدتها بلطف وحنان :
- ياليتك تحاولين التفكير في موضوعه مرة اخرى يا منسة .
أومأت توافقها بغموض وهي تحس بأن مشاعرها ربما بدأت تتغير وتلين ناحيته قليلا .


....................


كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 15-02-24, 07:53 PM   #1813

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

سأظلُ ذلكَ الذي تُؤذيهِ گلمة
و تَشرحُ صَدرهُ دَعوَة
و تُخجِلهُ گلمِة مَديح
و إن حَلّ الحُزنَ بِساحتهِ يَوَماً
هَربَ إلى عُزلَتهِ يُلملِمُ شَتاتَ نفسهِ
و يتفَگرُ في حَالهِ سَأظلُ ذلكَ الذي
يُرفرِفُ قَلبهُ إن قَرأ شَيئًا أحبّهُ
أو شَاهدَ مَشهَداً أعجَبَهُ
خاطرة رائعة بقلم المبدعة حبيبة بناني

مساءا

نائمة بجانبه تحدق بالنجوم الباهتة في السماء .. الجو معتدل ودافئ لذلك اقترح صيب أن يفرشوا اليوم في السطح الذي غسله عصرا ... وفي الحقيقة كانت تريد ان تستنشق الهواء المنعش تشعر بإختناق لا يغادرها منذ ان اتصلت بها والدتها عصرا وطلبت منها طلبا لم يخطر ببالها ابدا ... لقد قالت لها بالحرف الواحد ان خالتها بدرية تريدها لكي تنظف لها المنزل ! بجدية ؟ إلى اي مدى وصل استخفاف ولامبالاة والدتها بها ؟ لم تراعي بأنها متزوجة ناهيك عن انها حامل !!! للآن يروها نكرة وضيعة لا تساوي شيئا عندهم لدرجة ان حملها لم يشكل فارقا عندهم ... من المفترض بها ان ترفض مباشرة من ذاتها لا ان تتصل بها وتطلب منها ان تاتي مثل الخادمة وتنظف قذارة خالتها المتكبرة ... وعندما رفضت رفضا قاطعا اجابت والدتها بجواب ألمها وكسر خاطرها كثيرا إذ قالت بكل ببرود :
- وماذا في ذلك ؟ حتى وان كنت حامل هل الجنين معلق بالخيوط في رحمك ؟!!
كل يوم تزداد صدمتها وتباعدها عنهم .. حتى باتت الاتصالات تزعجها وتقبض صدرها لكنها مجبرة ... للآن هي باقية على حبل الود بينهم ومهما يكن لاتزال هي والدتها التي يجب عليها ان تباريها كما اوصاهم الله ... قطع افكارها صوت صيب وهو يرفع ذراعه مشيرا نحو السماء قائلا :
- اترين هذه النجوم يازنزونه
ركزت نظراتها على تلك النجوم الصغيرة المبعثرة هنا وهناك وهي تجيبه :
- اممممم مابها ؟
قال بجدية ورغم ان المكان كان شبه مظلم إلا انها استطاعت ان تلمح عبوسه وحزنة :
- سابقا اي قبل اكثر من عشرة سنوات ... هذه النجوم الباهتة المنطفئة كانت لامعة ومتوهجة .... والسماء صافيه وكانها قماش اسود مرصع بالالماس ... لكن للاسف حتى سماء بغداد تغيرت .
سألته بفضول وعدم فهم وهي تستدير لتواجهه :
- لما تغيرت ؟
استدار ناحيتها هو الاخر وابتسم قائلا وهو يضع خصلة من شعرها خلف اذنها :
- بسبب المولدات .. الدخان والحرارة الناجمة عنها تؤثر سلبا في البيئة هذا عدا السيارات التي تضاعف عددها في السنوات الاخيرة لدرجة مهولة
أومأت بصمت تستمع للاصوات البعيدة بانصات تحدق بوجهه القريب منها ... نظراتها تنتقل فوق ملامحه الوسيمة بتركيز ... رغم مرور اشهر على زواجهم إلا انها للان لم تتعرف عليه وعلى حياته عندما كان صغيرا .... المشاكل المتكررة جعلت تفكيرها مشوشا ومغلقا من ناحيته ... الان بعد ان اصبح الهدوء غالبا على حياتهما أزاد فضولها وشوقها لتستكشف ماضيه خاصة من ناحية والديه حيث انه كان يتذكرهم ويترحم عليهما باستمرار .. كما أنه كان يوزع الفواكه والطعام كثواب لهما خاصة ( خبز عروك ) كان يشتريه كل اسبوعين يضع كل رغيفين بكيس وكانت تراقبه دون أن تسأل او تتدخل ... قالت بهمس :
- اخبرني عن والديك
اجابها غير متفاجأ من سؤالها :
- ماذا تريدين ان تعرفي ؟
وبنبرة ملهوفة وفضولية قالت :
- ما تتذكره .
صمت قليلا ثم اجاب بخفوت :
- لا اعرف من اين ابدأ فحياتي عندما كنت طفلا كانت مليئة بالاحداث التي لا تصادفيها الا في الافلام القديمة ...
تنهد ثم اردف :
- حسنا ... لنرى ... عندما كنت بعمر الخامسة او اقل توفيت والدتي في الحقيقة لا اتذكر منها اي شيء ...
سألته بتعاطف :
- ابدا ؟
ابتسم ثم سحبها لتنام فوق ذراعه قائلا :
- ربما بعض المواقف البعيدة مثل عندما كانت تناديني او تقبلني اشياء من هذا القبيل ... خالتي نرجس حدثتني كثيرا عنها ... قالت بانها كانت تمتلك جمالا خلابا يسحر كل من راها ...
غمغمت موافقة :
- لاعجب مما تقوله فأيام ومنسة وخالتك كلهن جميلات
قبل جبينها وقال بصدق :
- انت اجمل منهن جميعا .
حسنا هي تعرف بان كلامه غير صحيح حتى وان كانت نبرته صادقة وواثقة .. لكن لا بأس .. فمادام يراها جميلة في عينيه كان هذا اكثر من كاف بالنسبة لها .. حثته بفضول :
- اكمل
سحب نفسا طويلا وقال :
- بعد وفاتها بسنة تزوجت اختي
قاطعته مستغربة :
- يبدوا وكانها تزوجت مبكرا جدا !
وافقها بهدوء :
- اجل كانت تقريبا في الثامنة عشر من عمرها وبعدها مباشرة تزوج ابي وادخل تلك الحرباء الى حياتنا
كانت لهجته حادة وباردة جعلت فضولها يزداد اضعافا مضاعفة لتسأله بسرعة :
- حدثني عنها وعن والدك
شعرت به يبتسم وهو يقول بحنين :
- ابي ؟؟ اتذكر ابي جيدا كان هادئا ومسالما وطيب القلب ... كما كان متدينا يخاف الله كثيرا ... في مرة من المرات اخبرتني اختي بانه كان يختم القران مرتين في شهر رمضان ...
همست بتعاطف :
- الله يرحمه .... ماذا كان يعمل ؟
اجلى حنجرته واجاب بصوت مبحوح يعكس مدى تاثره بذكرى والده :
- كان يعمل بائعا في احد الاسواق الشعبية ... يخرج من الصباح الباكر ويعود مساءا
ثم اكمل بحقد وكره :
- لذلك استغلت زوجته الشمطاء غيابه وبدأت تتفنن بتعذيبي
امتدت يدها لتمسك كفه قائلة بهدوء :
- ماذا فعلت معك ؟
ضغط على يدها بقوة واجاب بجمود :
- بل قولي ماذا لم تفعل .... لقد اذاقتني من العذاب الوان ... ضرب .. جوع .. اتهامات ...
همست بذهول وشفقة :
- كانت تضربك ؟
اكد باختناق :
- بشدة وبقسوة يصعب على طفل في السادسة تحمله ... هناك بعض اثار حرقها لي بالسيخ الحامي ... فوق ظهري
شعرت بغصة مؤلمة تتكتل في حنجرتها وهي تقول :
- انتبهت لها ولم اعرف بانها المسبب فيه
اردف بذات الجمود والبرود :
- في مرة من المرات عضتني وللان اثر العضة لاتزال في فخذي ... ذكريني أن أريه لك .... تلك المتوحشة غرست انيابها مثل الكلب المسعور في لحمي وكل ذلك لاني كنت جائع وهي كانت بيومها قد خبزت ( خبز عروك ) رائحته ثقبت انفي ... اشتهيته للتو مددت يدي لاخذ رغيف ولم اشعر الا بالضربات تنهال علي بلارحمة .
أصابها إلادراك .. ربما لهذا السبب كان يواظب على توزيع الخبر باستمرار ؟ شعرت بالدموع تلسع عينيها ... وبثقل رهيب يجثم على انفاسها ... جلست بسرعة وهي تتنفس باختناق ... اعتدل جالسا ثم احتضن كتفيها قائلا بقلق :
- مابك زنزونة ؟
همست بصوت مرتجف تحاول ان تجعل نبرتها طبيعية :
- لا شيء ...أكمل حديثك يا صيب .
وكأنه شعر بما يختلج في نفسها اذ قبل جبينها قائلا بلطف وامتنان :
- (يا بعد عمري )زنزونة ... زوجتي ياذات القلب الطيب .. هل حزنتي عليّ ؟!
هزت رأسها بنعم لم تستطع الكذب خاصة وانها كانت على وشك البكاء ... اي انسان سوي في هذا العالم يمتلك مشاعرا ووجدان وانسانية كان لينهار وينشطر قلبه نصفين على ما مر به هذا الطفل اليتيم الذي لايملك حولا ولاقوة ليدافع به عن نفسه .... قال بهدوء :
- لاتحزني زنزونة كل شيء انتهى وذهب ... اصبح من الماضي البعيد ... ثم ها أنا امامك ليس بي شيء ... ذلك الألم الذي مررت به جعلته يصب لصالحي ... لم أسمح له بأن يحطمني ويثني عزيمتي ...
صمت لوهلة وأكمل :
- تعلمي دائما يا زنزونة ان تتخذي من ألمك حافزا للمواصلة ... اجعليه مصدر قوة لك ... لا ضعف واستسلام .
لم تنطق بحرف واحد .. كانت كلماته تدور في ذهنها ... تنغرس عميقا في داخلها ... تفكر بها بتمعن وتركيز ... بالفعل صيب لم يسمح لطفولته أن تحطم حياته .. لم يكن يجلس على الاطلال يبكي وينوح ... ليس مثلها ابدا ... لقد واصل بناء مستقبله ... فهاهو قد اصبح مهندسا وله عمله المربح وحياته الناجحة التي يحسده الجميع عليها ... قال برفق :
- لا اذا كانت قصتي ستسبب لك كل هذا الحزن والكرب فأني ..
هتفت بسرعة ولهفة وقد هدأت مشاعرها قليلا :
- لا بالله عليك لا تتوقف ... أكمل ياصيب ... أريد أن اعرف كل شيء مررت به بطفولتك ...
أومأ بصمت لتسأله متذكرة بألم :
- لهذا كنت توزع الخبز كل اسبوع او اسبوعين ...
اجابها بقوة وصدق :
- أجل ... من اجل هذه الحادثة اخذت عهدا على نفسي بأن اوزع ( الخبز عروك ) على الاطفال والجيران ... لأن الخبز كان حسرة عليّ ... ليس الخبز فقط بل كل انواع الطعام والفواكه التي كان يحضرها ابي وكنت ممنوع من تذوقها ...
همست بخفوت :
- لِم لم تخبر والدك عنها ؟
عاد ليتمدد في مكانه ساحبا اياها معه لتنام فوق ذراعه ... ضحك ضحكة صغيرة ثم اجابها بسخرية مريرة :
- زنزونه كنت مجرد طفل مابين عمر السادسة والسابعة ... وكانت تهددني بابشع التهديدات التي جعلتني اتجمد وارتعش من الخوف ... لذلك اتخذت اسهل الطرق لاتلافى قسوتها وجبروتها .
سألته بتعجب :
- ماذا فعلت ؟
اجاب ببساطة ولامبالاة :
- هربت .. بمجرد عودتي من المدرسة ... كنت اخرج للشارع العب مع الاطفال لااعود الا بعد عودة ابي للمنزل
قالت وهي تشعر بالكره الشديد يتضاعف داخلها ويكبر ناحية تلك المرأة المؤذية الحقيرة لاعجب ان صيب يشتمها دائما :
- ولم يشك ؟
اجابها بهدوء وبنبرة تقطر حقدا وبغضا :
- ابدا .... لانها امامه لا ليس أمامه فقط بل أمام الجميع حتى اهل الحي ... ترتدي قناع الوداعة والحنان تحلف بأنها تداريني وتحبني مثل ابنها والله بريئ منها ومن افعالها
سألته بلهفة وهي ترفع رأسها لتحدق بجانب وجهه :
- والطعام
اجابها بهدوء :
- اكل مع اصدقائي كل يوم في بيت واحد منهم وهكذا سارت حياتي لمدة ثلاث اعوام ... إلى أن توفي ابي بحادث سير ... وانقلعت هي الى بيت اهلها حسبي الله ونعم الوكيل عليها يارب تحترق بنار جهنم
اذا كانت ترى نفسها اتعس فتاة في العالم فهي مخطئة جدا .. ماتعرض له صيب يعد ضعف ما عانت منه على الاقل هي عاشت بكنف والدها الذي احبها ودللها الى مرحلة المراهقة ... سألته بإهتمام :
- وماذا حصل بعد ان توفي والدك ؟
غمغم بصوت خافت ومتألم :
- انتقلت من بيت الى اخر والحال لم يكن افضل لا والله لم يكن افضل
صمت قليلا واكمل :
- بعدها اخذتني اختي لاعيش معها
لتو كانت ستتنفس الصعداء ويرتخي انقباض قلبها حين قالت مبتسمة بتفائل :
- حسنا اكيد ارتحت اخيرا هناك !!
من خلال الضوء الخافت الشبه مظلم استطاعت ان ترى ملامحه التي لانت وهو يقول بلطف :
- اختي كانت طيبة معي لن أنكر ذلك ابدا ... لكن زوجها !!
اتسعت عينيها وقالت بذهول وقد بدأت الضباب ينجلي عن بصيرتها رويدا رويدا :
- ماذا فعل هو الاخر ؟
اجابها بسخرية تأكدت الآن واكتشفت سبب الجفاء الذي يكنه صيب لزوج اخته :
- مثل مافعلت زوجة ابي بالضبط لم ارتح بحياتي الا بعد ان اخذتني خالتي نرجس وربتني مع اولادها ....
تنهدت وقالت مبتسمة :
- لطيفة هي خالتك .
وافقها وهو يبادلها الابتسامة بحب :
- فقط لطيفة ؟ بل كانت امي الله عوضني بها يا زنزونة ... لقد احبتني ودارتني وكانت تشرف على دراستي بنفسها ... درجاتي اصبحت جيدة ... الهزل والشحوب الذي كنت اعاني منه انتهى كليا ... عشت اجمل أيام حياتي هنا في هذا الحي ... حتى عمتك ايضا كانت طيبة وعطوفة جدا معي ومنذ اليوم الاول
كررت متذكرة مديح وثناء عمتها كلما ذكر اسم صيب حتى قبل ارتباطها به ... وكيف كانت تخبرها مرارا كيف انها ربته على يديها مع خالته :
- عمتي ؟
شدد من احتضانها واجابها بمرح :
- اجل عمتك وعمك جابر هذان الاثنان كأنهما ملائكة احاطوني بحنانهم ورعايتهم
قبل جبينها ثم اراح ذقنه فوق راسها ... سألته بهدوء :
- زوجة ابيك ماذا حصل معها ؟!
شدد من احتضانه لها واجاب بصوت لاروح فيه :
- ماتت قبل سنوات .. بالمرض الخبيث ... لا رحمها الله ولا سامحها .. على كل مافعلته بي .
قدرت وتفهمت مشاعره تجاه زوجة ابية ... لم تلمه ابدا ... بل زاد اعجابها به وبقوته ... بعد مرور عدة دقائق من الصمت ... سألها هو هذه المرة بجدية :
- والان جاء دورك لتخبريني .
قالت وهي تحاول التهرب من سؤاله :
- أنا ؟ ليس لدي شيء لاخبرك إياه ؟!!!
اجابها بإصرار وقوة ولهجة بينت لها جدية سؤاله :
- بل لديك ... مرة من المرات قلت لي بانك لم تتركي المدرسة بارادتك وانك لم تكوني غبية ! اذا كان الامر كذلك لما تركت دراستك ولم تكمليها ؟!
تنهدت براحة حسنا كان الجواب على هذا السؤال سهل جدا ... خاصة وان السبب كان حقيقيا .. ربما الجزء الاكبر منه كان حقيقي ... لذلك سوف تخبره بكل صراحة وصدق :
- ساكون صريحة معك ياصيب واقول لك الحقيقة كاملة ..
غمغم بخفوت :
- حسنا وهذا مااريده
اجابت بشكل مباشر دون لف ودوران :
- تركت الدراسة بسبب اختي
سألها مستفهما بفضول وقد أولاها كامل تركيزة وهو يرفع وجهها لينظر لها بقوة :
- كيف بسببها ؟!
ابتعلت ريقها الجاف ... اصابعها المرتعشه باتت بارده وهي تتلاعب بأزرار قميصه ... اجابت بهدوء وهي تحني رأسها متهربة :
- بعد ان تزوجت تعرضت للاجهاض عدة مرات وعندما حملت من جديد بتوأم ... امي اصبحت مشغولة معها ... كل يوم مشفى ... اطباء ... خروجات لا حصر لها ... كانت تتركني في المنزل لإعتني باخوتي ...وفي الحقيقة اقترحت عليّ أن اترك دراستي لأتفرغ لهم ولأعمال المنزل وأنا ... أنا وافقت .
اعتقدت بأنه لن يصدقها ... لكن عندما احتضنها اكثر ارتخى جسدها براحة ... كان يضمها لصدره بقوة ...قبل وجنتها ثم همس بحنان الكون كله :
- ضحيت بدراستك من اجل اخوتك كم انت طيبة زنزونة .... وكأن قلبي شعر بك وبعطفك وطيبتك لذلك احبك وعشقك بجنون .
بدأت بقائمة أخرى من الأسئلة ... عن دراسته ... اصدقائة ... تفاصيل عمله ومن أين جائته الفكرة ... وكان يجيب على اسئلتها بهدوء وصبر .. تبتهج بكل معلومة تكتشفها عنه ... كانت له طريقة فريدة بسرد الحكايا خاصة عندما استفسرت بفضول عن سبب فرق العمر الشاسع بينه وبين شقيقته وقد اخبرها بأن والدته قد ولدت العديد من الاطفال بعد حوراء ... ذكورا وأناثا ... وجميعهم كانوا يموتون بعد مرور يوم او يومين على ولادتهم ... راجعت الاطباء لكنهم لم يجدوا العلة الحقيقية لها ... وقد خمن البعض بان لديها مايسمى عند العراقيين ب ( التابعة ) وقد ذهبت لعدة شيوخ بالفعل إلى أن رزقها الله بصيب ... الذي كان له النصيب الأكبر بالدلال عند والديه .
حتى عن علاقاته السابقة في الجامعة ايضا سألته وأجاب بمنتهى الصراحة والصدق ... لم تتمكن من الغضب او الغيرة المبالغ بها ... ليس بعد أن حلف بأنه تاب واستغفر معترفا ومقرا بسلبياته بالنهاية صيب كان مجرد بشر غير معصوم من الخطأ وخير الخطائين التوابين ... وثقت به ... وصدقت كل كلمة كان ينطقها ولا تعرف لما ؟ ربما لانها اقتربت منه اكثر ... فهمته اكثر ... وتأثرت بقصة كفاحه ... ابتسمت ونبض قلبها بسعادة عندما اخبرها بشأن السلسلة التي اشتراه خصيصا لها وارسلها مع ايام وقد تامر معها على ان تكذب وتقول امامها بانها هي من اشترت تلك السلسلة الناعمة التي لاتزال تحتفظ بها للآن ... كل تلك المعلومات الممتعة جعلت الكثير من الحواجز تتلاشى تدريجيا بينهما او ربما تلاشي وذوبان الحواجز كان من جهتها فقط لانها هي من كانت تضعها كحد فاصل بينهما .
...........



التعديل الأخير تم بواسطة كلبهار ; 15-02-24 الساعة 08:46 PM
كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 15-02-24, 07:58 PM   #1814

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

اليوم التالي
وقت المغرب

تجلس في المقعد الخلفي بينما ابراهيم يجلس جانبها ينظر للشوارع بفضول طفولي ... ايهم يقود السيارة بصمت تجلس جانبه غصن التي كانت صامته هي الاخرى على غير عادتها ... لقد تحدث معها ايهم ... على انفراد سألها عن سبب خصامها وغضبها من زوجها ... وقد اجابته بغموض كما كانت تخطط :
- مشكله خاصة بيني وبينه واحب ان احتفظ بالسبب لنفسي .
وكما توقعت لم يضغط عليها ولم يلح باسئلته ليس كما فعلت والدتها وخالتها جواهر التي تحدثت معها من هاتف والدتها فهاتفها كان لايزال مغلقا ولم تكن تنوي ان تفتحه ابدا ... بجدية لم يكن لها الطاقة ولا الصبر للتحدث مع اي احد ... وقد كانت متأكدة بأن منسة وأيام وزينة سوف يتصلون ويبعثون لها الرسائل المستفسرة .
اوقف ايهم سيارته قرب الرصيف قائلا :
- هاقد وصلنا لوجهتنا كما طلبتما .
قبل ان يترجلوا من السيارة قالت غصن بلهجة امرة :
- الى هنا وتنتهي مهمتك ... تستطيع أن تذهب .
التفت ايهم ينقل نظراته الحائرة بينهما وهو يقول بذهول :
- اين اذهب ؟ من المفترض ان نعود معا !
ثم اردف بإصرار :
- سوف انتظركم هنا !
قالت غصن بنعومة ورقة :
- وتأتيك مخالفة مرورية بسببنا ؟ هذا مالن ارضاه لزوجي ابدًا
عقد أيهم حاجبية بعبوس :
- بالتالي ماهو الحل برأيك ؟!
اشارت لمكان ما خلف السيارة وهي تقول بجدية :
- هناك محل لبيع الالعاب خذ ولدك واذهبوا هناك ريثما ننتهي
حدق بها قائلا بعدم فهم :
- تنتهون من ماذا بالضبط ؟
اجابت بلامبالاة وهي تفتح الباب :
- ننتهي من فترة الراحة ... مابك ايهم ؟ لقد أخبرتك بذلك سابقا !
هتف بصوت مرتفع وساخر :
- حسنا ارتاحوا بسرعة ولا تنسي الاتصال بي .
ما أن ترجلوا من السيارة ووقفوا فوق الرصيف يراقبان ابتعاد ايهم إلى ان اختفى بالفعل عن أنظارهما ... حتى تنفست غصن الصعداء وقالت بعزم :
- هيا رفل فلننهي ماجئنا من اجله بسرعة مادام الشارع شبه فارغ .
......................
نهاية الفصل
والله كان بودي اكتب اكثر بس تعبت بنات حسيت بدوخه رهيبة سطرت رأسي سطر
اريد اعرف تخميناتكم عن طريقة غصن لتخلص من المذكرات اي ذكية راح تعرف شلون راح تتخلص من المذكرات ؟
وثانيا ما رأيكم بعلاقة صيب وزينة وماهو شعوركم بماضي صيب ؟
واخيرا ماهو رأيكم بخطة بيداء الكارثية
شاركوا بنات حبابات خاصة الجديدات ليش هيج ساكتين ؟
اما متابعاتي الغاليات فديتهم اعرف مراح يقصرون بتفاعلهم المميز


كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 15-02-24, 08:44 PM   #1815

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 125 ( الأعضاء 18 والزوار 107)
‏كلبهار, ‏دانه عبد, ‏برجيت برجيت, ‏شروق ا, ‏ام عبيدة صالح, ‏سَاره, ‏الضوو, ‏نصر مبين, ‏همس همسات, ‏ساسوس, ‏أمانيهبة, ‏فتاة الحزن, ‏زهرة ميونخ, ‏شمس سيف النصر, ‏ندى الحمدان, ‏الصااامدة, ‏shf2000, ‏هنادي الحاج

shezo, سارة 999 and ساسوس like this.

كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 15-02-24, 09:19 PM   #1816

سارة 999

? العضوٌ??? » 449498
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 105
?  نُقآطِيْ » سارة 999 is on a distinguished road
افتراضي

فصل ممتع للغاية طفولة صيب صدمة حسبي الله ونعم الوكيل على كل زوجة اب تؤذي ابن زوجها الذي لاذنب له
الظاهر ان رفل تنوي أن تلقن ميثم درس لاينساه وهو يستحق لان اتهامه كان غير مقبول ابدا
شكرا على الفصل روعة تسلم ايدك يارب

كلبهار likes this.

سارة 999 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-24, 10:17 PM   #1817

سفيرة العراق

? العضوٌ??? » 302338
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 391
?  نُقآطِيْ » سفيرة العراق is on a distinguished road
افتراضي

الفصل حلو والأحداث حلوة
وشوقتينا للأحداث القادمة والفصل القادم

كلبهار likes this.

سفيرة العراق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-24, 11:06 PM   #1818

كروشيه

? العضوٌ??? » 474231
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 94
?  نُقآطِيْ » كروشيه is on a distinguished road
افتراضي

الروابة رائعة وقصتها واحداثها مشوقة والكاتبة جمبلة باحساسها الرائع والسرد
كلبهار likes this.

كروشيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-24, 11:49 PM   #1819

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

الف سلامة عليكي حبيبني
تسلم ايدك عالفصل

كلبهار likes this.

al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-24, 01:21 AM   #1820

Racha785

? العضوٌ??? » 424900
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 237
?  نُقآطِيْ » Racha785 is on a distinguished road
افتراضي

Goooooooooooooooooood
كلبهار likes this.

Racha785 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية, عراقية, واقعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.