|
مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي رواية اعجبتكم اكثر | |||
اختلاف متشابه | 4 | 4.65% | |
جدران دافئة | 17 | 19.77% | |
الروايتين جميلات بنفس القدر والمستوى | 65 | 75.58% | |
المصوتون: 86. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-04-24, 08:43 PM | #2241 | ||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| بعد مرور اسبوعين حبيبي وداعتك صدكني هاي العين بس اتشوف شخصك تكتفي وتقنع واذا نكعد سوه ونتسامر اني وياك ولــو اكضي الــعمر ويــاك ماأشبع بين الــناس لاتطلع حــرام عليـك صــدك من تــمر عيونهم تدمع لاتزرع ورد بالبيت تتعب لــيش بس دوس الارض انت الورد يطلع الايام والاسابيع تمر وتجري دون ان يصلهم اي خبر من قيس لقد انقطع فجأة وكأنه لم يتصل ويهدد ! ... لقد ذهب ميثم للمحامي وقد اكد له بان القضية ستكون من صالح منسة بمطلق الاحوال حتى لو كان اعتراض قيس على مسأله زواجها فجدتها موجودة وستكسب الحضانة مباشرة .. خاصة وأن حجج قيس كلها واهية وركيكة ... انتظروا وانتظروا لكن لاشيء ... قيس كأنه نسي او عدل عن موقفه ...ميثم لم يتنازل ويتصل به لم يكن ليعطي قيس شرف ان يكون الطرف المسيطر وباتصاله كان سيفهم بانهم خائفون منه لذلك رأى أن ينتظر مبادرته التي تأخرت ولم تأتي أبدا . وفي كلتا الحالتين كرار كان مصرا على اتمام الزواج بسرعة فهو لم يعد يطيق الصبر اكثر ... والدتها وميثم كانا موافقين ... وهي ايضا وافقت لكن بشرط واحد وهو ان يتم زواجهم بحفل بسيط جدا لايضم الا المقربين وبعض الجيران حتى يكون الزواج معلن في الحي كله ... وكأن كرار لم يصدق وافق على شرطها مباشرة دون اعتراض او رفض . واليوم تم كل شيء على اكمل وجه ... أيام ... زينة ... والدتها ... العمة سهام ... بالاضافة لبيداء و بقية شقيقاته كن معها خطوة بخطوة خاصة بيداء التي كانت الاقرب لها .... والدة كرار كانت بحثا اخر ... عكس جليلة بكل صفاتها ... لطيفة وطيبة وعلى نياتها ... سعادتها بزواجهم كانت حقيقية لن تنسى همستها الخافته حين قالت لها براحة " أخيرا أطمأنيت على كرار واولاده " ارتدت فستان ابيض مع حجاب بنفس اللون ... نسمات الهواء الدافئة تدور حولها ... تشعر بالخجل والارتباك .. وكأنها ستذهب لمكان بعيد وليس لمنزل زوجها الذي يقع على بعد بضع ثوان من منزل أهلها ... خطوات تكاد تكون معدومة ... لكن بالنسبة لها كانت وكانها مسافة طويلة .. طويلة جدا ستدخل من خلالها لعالم جديد وحياة جديدة .. كانت مطمئنة لها .. آمنة ... يقين مطلق وثقة غريبة تؤكد لها بأنها أخير وجدت الرجل الذي سيصونها ويحبها مدى الحياة . جلست على الاريكة وهي تزيغ حدقتيها بحرج في أرجاء الصالة التي اختارت اثاثها بنفسها .. بل كل أثاث المنزل تم تغيره على ذوقها كرار كان سخي جدا .. ليس بمشاعره فقط بل بكل مايملك ... اعطاها مطلق الحرية بفعل وتغير كل ماتريده وتراه مناسبا ... احتضنتها ريم قائلة بطفولية : - هل ستبقين معنا للابد ياخالتي ؟! رغم أنهم أطفال لم يفهموا شيئا مما يجري فريم دخلت في الرابعة من عمرها ووسام في الخامسة اما مريم فقد كانت في السادسة وكانت متحمسة لفكرة تسجيلها في المدرسة ... والآن يبدوا وكأنهم أحسوا بالسعادة التي كانت تطوف فوق رؤوسهم خاصة بعد التقارب الكبير الذي بات معلنا بينها وبين كرار امامهم مسدت شعرها وقالت مبتسمة : - هل تريدين أن ابقى للأبد ؟ اجاب وسام هذه المرة قائلا بلهفة : - أجل نريد . أومأت وهي تنقل نظراتها بين الاطفال الثلاث اللذين احاطوا بها بتملك محبب ... فرغم اقتراح والدتها وبيداء ببقائهم في منزل أهلها إلا أنها رفضت وأصرت على اخذهم معها .. قالت مبتسمة : - حسنا اذا ان شاء الله سابقى معكم الى الابد قالت ريم ببرائة طفولية اذابت قلبها : - انا احبك خالتي وافقها وسام يهتف بحماس : - وانا ايضا لتندفع مريم بينهما وترمي رأسها على صدر والدتها قائلة بغيرة : - انا احبك اكثر من الجميع امي . اجابت ضاحكة وهي تحاول أن تحتضنهم دفعة واحدة : - وانا احبكم جميعا بنفس القدر . قال كرار الذي كان واقفا يراقبهم بسعادة منعكسة على ملامحه مثبتا نظراته عليها : - نورت منزلك يا منسة . منزلك ! كلمة دافئة ورائعة لمست شغاف قلبها وبعثت الراحة والانتعاش في اعماقها المنكسرة ... وبمزيد من النشاط والصخب تناولوا وجبة العشاء ثم جلسوا حولها يحدقون بها بلهفة وسعادة .. مشاعرها للآن محرجة .. تتمنى أن تطول فترة نشاط الاطفال وحماسهم .. تفكر بخجل كيف ستجلس مع كرار وحدها ؟ بعد مرور عدة ساعات اخرى ساعدتهم على الاستعداد للنوم ثم وضعتهم في فراشهم حيث تم تاثيث الغرفة الواسعة لتناسب وجود مريم معهم عندما دخلت غرفة النوم هب كرار واقفا يستقلبها بابتسامة مشرقة .. اقترب منها ... وأمسك يديها .. اطرقت رأسها بصمت ...سمعت صوت نفسه المرتجف وهو يقول بهمس : - اخيرا تحقق الحلم ! لم تنطق بحرف كان جسدها يتصبب عرقا .. ليس بسبب الخوف او النفور لكن بسبب الخجل ... هذا الخجل المفرط الذي يعتريها كلما اقترب منها .. سألها مبتسما بلطف وهو يرفع ذقنها لتنظر له : - بما تفكرين ؟!! اخبريني ؟ هزت راسها وضحكت بخفة : - افكر كيف ستكون حياتنا ... مستقبلنا ! .. ليجيبها بلهفة ونبرة صدق واضحة : - مشرق وسعيد بأذن الله . احتضن وجهها مؤكدا بقوة : - احبك كثيرا يا منسة ... اكثر حتى من نفسي ..اليوم فقط تحققت دعوات أمي ...كانت دائما تردد كلما تراني " الله يسعدك ويحقق لك كل ماتتمناه " وانت ..أنت يامنسة كنت كل ما اتمناه وأريده في الحياة . يديه بدأت تنزع عنها الحجاب ثم يتخلص من الدبابيس في شعرها .. مرر اصابعه في خصلاتها اللامعة ثم قبلها ... قبلة بطيئة ... ناعمة .. وكأنه يريد استكشاف فمها على مهل ... يحفظ تفاصيلها في ذاكرته ...وبمجرد أن لمسها بدا وكأنه يتضور جوعا لقربها ... لايستطيع ان يرفع يديه عنها ... مع منسة انتهى ووصل للنجوم البعيدة التي كان يظن ان لمسها ضرب من الخيال والمستحيل ! عندما ابتعد عنها وحدق بها لاهثا ... وجد ما كان يبحث عنه بالضبط .. عينين متوهجتين ...خدود وردية ...وفمها الخصب منتفخ من قبلاته .. فاتنة بكل ماتحملها الكلمة من معنى ... والأهم هو أنه رأى الحب ... الصدق ... والثقة في نظراتها ... ولن يكون رجلا ان خذلها أو سبب لها الحزن والالم ... منسة كانت هديته الضائعة التي اهداه الله له بعد صبر وطول انتظار ... هدية ثمينة وغالية وسيعاملها على هذا الاساس . سارت حياتهم بأجمل مايكون .... وبعد شهر واحد فقط كانت منسة حامل وكرار يكاد أن يغمى عليه من شدة سعادته ... كان يداريها ويخاف عليها وكأنها تحمل لاول مرة ... يكاد لايفارقها ابدا .. حتى في بعض الاحيان كان يترك عمله ويعود للمنزل باكرا ... بحجة أنه نسي شيء ما لكنه كاذب .. قبلته وهمساته ... عينيه التي كانت تحدق بها بلاملل ...ابتسامته الصبيانية المذنبة التي كانت تظهر على وجهه حين تسأله عما نسيه ... كل تلك التفاصيل اثبتت وعكست كذبته .. تلك الكذبة الصادقة التي اصبحت تحبها وتنتظرها بلهفة هي الأخرى . ............ | ||||||||
11-04-24, 08:43 PM | #2242 | ||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| انتهت أيام من وضع اللمسات الأخيرة لوجهها ... حيث قررت أليوم أن تغيض سجاد الذي كان يخاصمها منذ البارحة وكل ذلك لأنها ابلغته بحملها ! وهي فعلا كانت حامل هذه المرة ... الكذبة اصبحت حقيقة ... ولا تعرف كيف نسيت وزل لسانها أمامه .. أكتشف مباشرة الخطة وأخذ يسألها ويسحب منها الأعتراف الكامل بمنتهى السهولة لانها ببساطة كانت فاشلة بأخفاء الاسرار..خاصة الاسرار التي بينها وبين سجاد على وجه الدقة . الآن بعد أن انتقلوا واستقروا بمنزلهم الجديد في شمال العراق ..واصبح لسجاد عمل ثابت مع خاله .. لم تعتد تهتم حقا بخصامه خاصة وانها تعرف ومتأكدة بأن خصامه كان سطحيا وهشا ... ربما من كلمة دلال واحدة منها سوف يستسلم ويصالحها كيف لا وعينيه تحدجها الآن بنظرات نهمة .. فضحت شوقه إليها وهذه المرة قررت أن تبادر هي وتصالحه بما أنها مذنبة نوعا ما .... خالتها رقية علمتها واعطتها دروسا ونصائح كثيرة ... لقد كانت مثل الأم بالنسبة لها خاصة وأنها بعيدة عن عائلتها ... شعرت بالغربة في أول اسبوع لكن الشعور تلاشى تدريجيا مع مرور الايام والاسابيع ... بالمقابل كان سجاد يراقبها بأهتمام مختلسا النظرات بسرية ... لاينكر غضبه من الخدعة التي حبكتها بمهارة ودهاء كلا من والدته وايام ... لكنه فكر بمنطقيه حتى لو لم تكن ايام حامل في ذلك الوقت كان يفكر بجدية بموضوع الانتقال ... خاصة بعد ان جلس مع خاله اباعثمان الاخير الذي تحدث معه مطولا وقد اخبره بمغبة عناده لو ان التهديد طال ايام ووالدته ... خاصة أيام زوجته .. التي كان من المحتمل ان يتم الانتقام منه من خلالها ماذا كان سيفعل في حينها ؟ مجرد احتمالية ان مكروها يحصل لها بسببه كادت ان تصيبه بالجنون فكيف الحال لو تم بالفعل ؟ ثم جاء موضوع حملها وحديثها الجدي المقنع ليجعله يحسم موقفه ويوافق ... للآن يتذكر المحاورة التي جرت بينه وبين ميثم قبل سفرهم بيوم واحد لقد اختروعوا حجة بانهم سيسافرون لان خاله الذي يعيش في شمال العراق يحتاج وجوده لمساعدته في العمل فلم يكن احد يعرف بشأن التهدد سوى والدتها وقريبتها زينة الحياة فقط ... وقد اقترحت والدته فكرة عدم اخبار احد اخر لم تكن تريد ان يكبر الموضوع ويتشعب ... ليس بعد ان تم حله بسهولة ويسر ... كان يقف معه في الممر الخارجي المؤدي لباب الشارع حين انتهوا من زيارتهم وكانت ايام لاتزال في الداخل تتحدث مع عائلتها ... يدس يديه بجيب بنطاله وهو يقف أمامه قائلا ببرود : - اتعلم ياسجاد ماهي المشكله الحقيقية ؟ نظر له سجاد بتساؤل ليردف بجفاف : - المشكلة هي أن أختي تحبك وتريدك ... وهذا مايجعلني عاجزا ومكبل اليدين ... أيام أختي الصغرى المدلله ... لا استطيع ان أكسر قلبها و اجعلها تعيسه وحزينة ! أراد أن يفتح فمه ويجيب لكنه اكمل بلامبالاة : - هل تعتقد بأني لا اعرف بموضوع والدك الذي سافر فجأة بين ليلة وضحاها ؟ الاخبار تصلني يا سجاد انا لست غبيا ! ثم قال وهو يحدق به بجمود : - أنظر لوجهي .. أنظر لوجهي جيدا ياسجاد هل ترى أمامك رجلا ساذجا ؟ ساذج لكي اصدق حجتكم التي اخترعتوها للسفر ... الله وحده يعلم ماذا هناك ؟ ربما تهديد أو محاولة اغتيال تعرضت لها بسبب والدك طبعا وليس بسببك متأكد من ذلك ! هم بالرد : - ميثم ... أنا قاطعه غير مبال : - لا دعني اكمل ... لاتقاطعني من فضلك ... بكل الاحوال مادام سفرك يعني بأن أختي ستكون سعيدة وآمنه .. فلابأس ... أنا موافق ومبارك لكم هذا الخطوة . اردف بنفس اللهجة : - لكني أحذرك ... أحذر مني يا سجاد لأن أي خطأ او غلطة منك تجاه أيام ولو وصلني تذمر أو شكوى واحدة ... واحدة فقط منها تاكد بان رجعوها لك سيكون المستحيل بعينه ... لهذا .... انتبه وتصرف معها جيدا . بعد حديثه المحبط الذي حمل التهديد الصريح بنبرته والذي ابتلعه إكراما لزوجته ... قال مبتسما فجأة وكأن شيئا لم يكن ..وكأنه مختل عقليا ...أجل والله هذا الرجل سادي ومختل رسميا ... رفع يده وطبطب بخفه على كتفه : - وأنت إلى هذه اللحظة أثبت لي بأنك رجل يعتمد عليه ... يتحمل مسؤولية عائلته بجدية ... وبصراحة ... تنهد وأكمل وكأنه يبصق الكلمات مجبرا : - بصراحة مضطر لاخبارك .. بأنك فعلا .. فعلا .. غيرت نظرتي عنك ... إلى حد الآن كل ما رأيته منك كان يصب بصالحك .. لذلك حافظ على مستواك وأكمل طريقك على نفس النهج والمستوى . ... صوت حفيف قميص النوم الحريري الازرق أعادة من شروده القصير .. يتردد مع كل خطوة تخطوها وهي متجهة نحو الفراش ... جلست جانبه بأغراء مقصود ... قبلت وجنته وقالت ببرائة : - لازلت غاضبا مني ؟ حدجها بنظرة فاترة وأجاب : - أجل غاضب ومصدوم جدا كيف استطعتما انت وأمي الاتفاق علي وخداعي بتلك الطريقة ؟ هل أنا طفل أمامكم ؟ خاصة أنت ! هز رأسه بأسف : - كم كنت غبيا هتفت مبررة بتلعثم : - هيا سجاد ... اقسم بأن الكذبة ..كانت .. كانت بيضاء رفع حاجبيه وقال موبخا : - بيضاء ام سوداء الكذب يبقى كذبا . أجابت بخفوت : - كانت فكرة والدتك . لقد ذهب وعاتبها لتجيبه متعلله بانها فعلت ذلك بسبب عناده وتزمته كما انها لم تهتم او تبالي بغضبه كانت تولي كل اهتمامها بحفيدها الذي كان خياليا والان اصبح حقيقة ... لم يرد عليها بل ظل محافظا على ملامحه العابسة لتردف بتوسل : - ماذا كنت تنتظر مني وأنا اراك ستضيع وتضيعني معك اقتربت منه اكثر وهمست بغنج اذاب غضبه : - أحبك ولا استطيع التخيل بأن مكروها يحصل لك . نظر لها مدعيا اللامبالاة : - ماذا ؟! كررت مبتسمة بامل : - قلت أحبك .. اعشقك .. انا هائمة بك. زفر ببطء ... وأجابها بصدق مطلق هذا الامر بالذات لم يكن يستطيع الادعاء او المرواغة به : - وانا ايضا احبك ايام لكني للان لم انسى ! زمت شفتيها بعجز ثم قالت : - ماذا عليّ أن افعل حتى تسامحني لقد اعتذرت لعدة مرات ؟ رفع حاجبه الايمن واجاب بعجرفة : - لا اعرف فكري أنت يا صاحبة الخطط النيرة . قال بانه غاضب ولن ينسى لها هذا الأمر المشين الملتوي ابدا ... لكنه كاذب لأنه وبعد مرور ساعتين فقط .. صالحها ليس هذا فقط بل توسل بها لكي تتحدث معه .. خاصة وهي تمارس دلعها وطريقتها الماكرة لاغاضته .. حبهما كان اكبر واعمق من اي شيء اخر ممكن ان يصادفوه بحياتهم . الأيام والشهور كانت تتوالى بسلام وهدوء على الجميع ... تتصل بوالدتها بأستمرار ...وتتحدث مع زينة صديقتها الصدوقة وبئر اسرارها يوميا . رفل رزقت ( بمحمد ) الذي جاء وملئ حياتهم بهجة وسعادة .. ثم بعدها زينة ولدت بنتا اسمتها ( هديل ) ومن بعدها منسة .. ثم مسك الختام كانت هي حين رزقها الله بولدها ( عمار ) الذي كان له الحصة الاكبر والاغلى والاثمن ليس بحياتهم فقط بل بحياة جدته رقية ليس لانه حفيدها الاول فحسب بل لان سجاد سماه على أسم شقيقة الراحل وكان هذا الامر بحد ذاته جعله المدلل والمفضل عند جدته من بعد سجاد الذي تراجع عند والدته للمرتبة الثانية . ............... | ||||||||
11-04-24, 08:44 PM | #2243 | ||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| بعد مرور اربع سنوات وضعت الستائر في الغسالة بينما هديل ابنتها الكبرى التي اتمت الاربع سنوات وتم تسجيلها في الروضة ... كانت تساعدها بمسح الاثاث بيديها الصغيرتين .. هديل ومن بعدها بسنتين رزقها الله بهدى التي كانت عكس شقيقتها بكل شيء هديل البنت النشيطة الاجتماعية كانت تذكرها بأيام كثيرا حتى أنها كانت تشبهها بالملامح الناعمة الجميلة بينما هدى كانت الهادئة الخجولة نسخة منها بكل شيء .... متشبثه برقبة والدها ترافقه الى اي مكان يذهب اليه .. والآن منَ الله عليها بحملها الثالث الذي وصلت به لشهورها الاخيرة ... خائفة ... بل مرعوبة من أن تنجب بنتا ثالثة ... لم تكن تتبطر على خلفة البنات فكل ما يأتي من الله كان خير وبركة ... لكنها بينها وبين نفسها تتمنى وتتضرع لله كل ثانية أن يرزقها( بعمر ) الولد الذي ينتظره صيب بلهفة رغم انه لم يبين ولم يتذمر لكنها تشعر به ... سنوات العشرة والود جعلها تكتشف ما يفكر به من مجرد نظرة خاطفة تنظرها لعينيه .. كانت ترى (محمد ) أبن ميثم ورفل الذي رزقوا به قبل ولادتها لهديل بفارق أشهر قليلة ... ثم ( عمار ) ابن أيام وسجاد حيث كانت تذهب لزيارتهم برفقة صيب والخالة نرجس باوقات متباعدة ... واخيرا ( ياسين )ابن منسة وكرار وتتمنى بسرها أن يكون لها ولد هي الأخرى ... لم تكن تغار أو تحسد لكن فقط كانت تريد و من كل قلبها ان تسعد صيب وتحقق له ما يتمناه .. مثلما كان ولايزال يسعدها ويحبها ... يدللها ويغدق عليها بعشقه السخي دون ملل او فتور .. بل زاد حبه بكل سنة يقضيناها معا ... حب متين وقوي .. لن تكذب وتقول بأن حياتهم كانت مثالية خالية من المشاجرات ..لكنها مشاجرات طفيفة وعادية جدا مثل اي مشكلة عابرة تصادف اي زوجين لم تعد تغضب وتذهب لمنزل عمتها كانوا يحلون مشكلتهم أو بمعنى اصح صيب كان يحلها ويصالحها بعد مرور ساعة واحدة فقط لايتركها إلا وهي راضية ومبتسمة . صوت طرقات الباب اعادها من افكارها العميقة ... لتذهب هديل مسرعة وتفتحه وقد سمعت صوت حوراء وهي تتحدث بحنان مع ابنه اخيها ! من الغريب أن تقول بأن حوراء كانت افضل من عائلتها .. فقط كانت تحب بناتها كثيرا ... كل مرة تزورهم كانت تحضر لهم اللعب والهديا والحلويات ... وبشكل مثير للاعجاب والدهشة اكتشفت بأن بناتها يملكون عمة حنونة مثل عمتها سهام بالضبط ... كيف ومتى ولماذا كانت تحب هديل وهدى لهذه الدرجة الله وحده يعلم لكنها كانت تحبهم بصدق وقوة لايمكن أن يكون ادعائا او كذبا ... أما علاقة حوراء معها فقد اصبحت تعاملها بصورة طبيعية لكن لاتخلو من بعض كلامها المسموم غير انها لم تعد تهتم ... صدقا لم تعد تهتم وتبالي ... تحبها او لم تحبها لايهم المهم هو ان حقدها لم يشمل بنات صيب ! دلفت للصالة والقت عليها السلام مبتسمة بمجاملة كانت تعطي هديل كيسا مملوئ بالحلوى كعادتها كلما أتت لزيارتهم ... سألتها حوراء وهي تنظر بتعجب : - ماهذا يا زينة ؟ أجابت بعدم فهم : - ماذا ؟ أشارت حولها بقرف : - المنزل بحالة فوضى ! جلست ببطء وتثاقل وهي تقول ببرائة : - كما تعلمين ليلة امس كان الجو مغبرا و ... قاطعتها بملل : - اعلم بان الجو مغبر والتراب متراكم لكن لما لم تنظفي منزلك منذ الصباح الباكر ؟ أنا المرأة الكبيرة في السن نهضت من الفجر ... أنا وكنتي قمنا بتنظيف شامل ...ولم ياخذ الوقت غير ساعتين أو ثلاث فقط ! ثم أكملت بلهجة موبخة : - وانت منزلك غرفتين وصالة صغيرة وللآن لم تكملي ؟ كان الله بعون زوجة ابنك ... همستها زينة بسرها ... فخلال السنوات الماضية زوجت حوراء ابنها البكر وانشغلت عنها بتعكير حياة كنتها المسكينة ... وقد جاءت حينها مع ولدها وقامت بدعوتهم لحضور حفل الزفاف ... وبما أن صيب كان قد حلف على أن لايدخل منزلها إلا أنه اضطر للذهاب مجبرا وقد صام ثلاث أيام كفارة حلفانه وهي ايضا ذهبت ماذا كانت ستفعل وهي امرأة كبيرة بالسن وجاءت إليها ودعتها بنفسها ... على الاقل احترمتها ولم تتجاهلها ... عمتها سهام قالت بحنانها المعتاد كوني افضل منها ولبي الدعوة علها ترى وتدرك خطئها بحقك .. اجلت حنجرتها وأجابت : - ماذا افعل ؟ انا بطيئة والحمل اثقل حركتي أكثر من السابق . وما أن ذكرت حملها حتى أعتدلت حوراء قائلة بلهفة : - الم تعرفوا للان جنس المولولد ؟ ابتسمت بحرج وأجابت : - صيب قال نريد الامر ان يكون مفاجئة تنهدت بحسرة واجابت وهي تمسد شعر هديل : - اسال الله ان يرزقه بالولد الصالح . آمنت خلفها بصدق : - امين يارب العالمين ضيقت عينيها التي اصبحت تتفحصها بتركيز وقالت : - اتعلمين بان شكلك متغير ! هزت زينة رأسها واجابت بتساؤل وفضول : - كيف متغير ؟! اشارت ناحيتها بذقنها وقالت بجدية : - انفك منفوخ وضعت يدها فوق أنفها وهتف مستنكرة : - منفوخ ؟!!!!!! هدئتها موضحة بخبرة غريبة : - لا تخافي سيعود لوضعه الطبيعي بعد الولادة لكن مااقصده بان ام الولد تكون منفوخة الانف وقبيحة الملامح . ضربت صدرها وهتفت بفزع اكبر : - انا قبيحة ؟!! قالت حوراء بضجر وملل غير مبالية بكلامها الجارح الذي كانت ترميه دون تفكير : - مابك المفروض ان تفرحي بهذه العلامات وتدعي الله ان تكوني حامل بولد ! وما أن سمعت كلمة ولد حتى هدأت ثورتها وابتلعت الإهانة هامسة بأمل : - ان شاء الله بعد مرور نصف ساعة أخرى وصل صيب وهو يحمل هدى فوق كتفه ابتسم مرحبا بها بحرارة صادقة لأنه ورغم كل سلبياتها كان يحبها ويكن لها كل الاحترام والتقدير مهما يكن كانت اخته الكبرى والوحيدة له وربما لهذا السبب لم يكن يمانع بحملها المتكرر وبأوقات متقاربة عكس الجميع ... صيب كان جائع ومتلهف لدفئ عائلة كبيرة .. لن يكتفي بثلاث اطفال ... ربما سيكونون اربعة أو خمسة وغير مستبعد أن جعلهم سبعة وهي الاخرى كانت تريد اطفال تغدق عليهم بحنانها وحبها اللامتناهي . هدى لبت نداء عمتها وهي تنزل من احضان صيب ... حين فتحت ذراعيها لها تدعوها لتقترب منها وعندما رأتها شهقت بقلق : - مابها عيني هدى ؟ لماهي حمراء هكذا ؟ اجابها صيب بهدوء : - حساسية بسبب الغبار . سألته بتأفف وهي تتفحص عينيها بتركيز : - هل اخذتها للطبيب ؟ أومأ قائلا : - عصرا أن شاء الله . قبلتها وقالت بجدية : - خذها بسرعة بالله عليك ... هذه هدى الغالية هتفت هديل بغيرة طفولية وهي تتكأ على فخذ عمتها : - وانا ماذا ياعمه ؟! احتضنت كتفها وقالت مبتسمة : - انت حبيبة عمتك يا هدهد . بعد عدة دقائق وقفت مستأذنه ... هتف صيب قائلا : - إلى أين ؟ لقد احضرت دجاجة مشوية شاركينا الغداء . حدجتها حوراء بنظرة منتقدة ورافضة وهي تتمتم بخفوت : - ولم تعد الغداء ايضا ؟ ساعد الله قلبك يا اخي ! ثم اكملت باستعجال : - يجب ان اذهب للسوق هناك بعض الاشياء الضرورية التي يجب أن أشتريها ... وبما ان السوق قريب منكم فكرت ان اعرج وارى البنات . تركتهم وغادرت وهي لاتكف عن توصيه وتذكير صيب بأن يأخذ هدى للطبيب .... بينما جلست هي تحدق بأنعكاس وجهها في المرآة هامسة باستسلام .. انفي منفوخ وقبيحة ؟ لابأس ... اتحمل أي شيء أذا كان هذا يعني بأن عمر سيأتي وينور حياتنا بعد طول انتظار . ............ | ||||||||
11-04-24, 08:44 PM | #2244 | ||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| بعد مرور عدة ايام قضت اغلبها تدور بين العيادة والمشفى حتى يتم اعدادها للعملية القيصرية ...أجل وللاسف الشديد هذه المرة ستكون ولادتها قيصرية عكس المرتين السابقتين لان حالة الطفل لاتسمح بالولادة الطبيعية ... للان لاتعرف جنسه كلما اجرت فحصا جديدا كانت تطلب مسبقا بعدم اخبارها عن جنس المولود .... كل الدلائل تشير بان مافي بطنها ولد وهي شبه متاكدة من ذلك حتى احلامها كلها جميلة ومبشرة لكنها لاتزال خائفة وقلقة ... واليوم جاء الوقت المحدد للعملية ... كان صيب يرافقها مثل ظلها وخوفه عليها كان مضاعفا ... حتى عمتها سهام ايضا كانت موجودة و حوراء الاخيرة التي لم تتنازل عن وجودها الدائم بكل مرة كانت تلد فيها .. همست وهي تمسك يد صيب بقوة : - انتبه على البنات ياصيب اذا مت قاطعها بحدة وغضب : - اسم الله عليج .. ستخرجين بالسلامة مع المولود ... وسأكون هنا بانتظارك أن شاء الله أبتعلت ريقها وقالت برجاء : - صيب ارجوك افهمني هذه اعمار وكلها بيد الله انا فقط اوصيك بالبنات و ...و ... أذا اردت الزواج فـ .. قاطعها مرة اخرى برفض : - قلت كفى يا زينة تفائلي بالخير اغلب النساء تلد بعملية قيصرية ولم يحدث لهن شيء استبشري خيرا هذه كانت اخر الكلمات المتبادلة بينهما قبل ان يدخلوها لصالة الولادة ثم بعدها كان كل شيء كالحلم ... وكأنها نائمة واستيقظت فجأة على اصوات بعيدة ومتداخلة بعضها كان غريبا والبعض الاخر تعرفت عليه ... شعرت عندما وضعوها على السرير ... وشعرت بالحرقة والالم الذي لاتصفة الكلمات في بطنها الم فضيع لايحتمل لكن كل المها زال حين وصلها صوت حوراء وهي تهتف بسعادة : - انهضي زنزونة انهضي اخيرا جاء عمر ... وكان طاقة غريبة انطلقت بجسدها مثل تيار كهربائي ما ان سمعت اسم ولدها ... تريد ان تتحدث لكن لسانها كان ثقيلا والرؤيا مشوشة عمتها سهام كانت تزغرد وتبارك وصورة صيب الضبابية وهو واقف ويحمل الطفل كانت تترائى امام عينيها ... همست بسرها وهي سعيدة .. سعيدة جدا وكان بغداد ومافيها لاتتسع سعادتها ( عمر ) . بعد مرور ساعات اخرى كان اثر المخدر يزول عنها تدريجيا استطاعت الجلوس قليلا بمساعدة صيب الذي كان ينظر لها بعينين حمراووين تكاد تقسم بانها رات الدموع بهما ... وضعت عمتها سهام الطفل بين ذراعيها واخذت تنظر له بحنان ورهبة ... غير مصدقة بأن الله سبحانه وتعالى قد بشرها وجبر خاطرها واكمل سعادتها .. قالت عمتها بتأثر وغبطة : - مبارك الف مبارك زنزونة لتهتف حوراء متدخله بفرحة : - مبارك زينة ماشاء الله الولد نسخة من اخي قال ولدها عامر الذي كان يرافقها : - انه اسمر يا امي ضربته بخفة وقالت بوجه مبتسم وسعيد : - اسكت انت ...اسمر ابيض ازرق اي شيء المهم انه ولد تام الخلقة ماشاء الله ... وجهت حديثها لصيب الذي كان يجلس جانبها فوق السرير : - ثم هو فعلا يشبهك نفس الملامح عندما كنت صغيرا . توالت الزيارت والمبارك تباعا .. .فقد زارها كلا من رفل و ميثم عصرا ثم منسة وكرار بعدها ثم الخالة نرجس ... أما والدتها فقد جاءت في وقت المغرب برفقة شقيقها باركت لها وقد كانت سعيدة من اجلها وهذه المرة سعادتها كانت حقيقية جدا وصادقة ...وعند حلول الليل كانت الغرفة فارغة لايوجد فيها غير والدتها التي بقيت معهم حتى الصباح .. همست قائلة وهي تدقق النظر بوجه ولدها الغالي متجاهلة الالم الفضيع الذي كان يدور في بطنها : - اليس جميلا ياصيب ؟! أومأ ضاحكا وهو يحتضن كتفها ويحدق بولده هو الأخر : - اجل وسيم على والده .....الحمدلله رب العالمين ضمته لصدرها وقالت : - أحبه كثيرا يا صيب .. كثيرا جدا جدا . سألها بمزاح : - أكثر مني ؟! اراحت رأسها فوق كتفه واجابت مبتسمة : - تريد الصراحة ؟ أجل اكثر منك ! تنهد قائلا باستسلام : - لابأس وأنا لن اغار وأمانع حبيه بقدر ما تشائين ... عمر يستحق الدلال والمحبة . بعد مرور عدة دقائق اخرى كانت والدتها قد نامت فوق السرير.. المجاورة لها بينما تمدد صيب جانبها ... محتضنا إياها بحذر .. وولدها نائم في مهده الصغيربهدوء ... سألته وهي تضع وجنتها فوق صدره : - هل ستحبه اكثر من هديل وهدى ؟ قربها منه أكثر وأجاب بصدق وأبوه خالصة ذكرها مباشرة بوالدها الراحل : - كلهم أولادي زنزونة ... أحبهم بنفس القدر . ثم أردف بلهجة جدية : - لكن أخبرك امرا؟ سألت وهي ترفع رأسها لتنظر لجانب وجهه المتعب : - ماذا ؟ قبل جبينها متمتما بنفس العشق واللهفة : - أحبك أنت أكثر منهم جميعا . .................. | ||||||||
11-04-24, 08:46 PM | #2245 | ||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| في طريق عودتهم لللمنزل بعد ان زارت زينة وباركت لها بمولودها الجديد الذي كانوا ينتظره بلهفة .... تأملت ميثم الذي كان يقود بتركيز ...قالت بحالمة وهي تداعب وجه ولدها الجالس في حجرها : - أريت عمر ؟ كم كان صغيرا ولطيفا ؟ نظر لها مبتسما ... اجابها وقد تألقت عينيه بمرح ودعابة : - وأنا ماذا ؟ رفعت حاجبيها وقالت بمزاح : - انت ؟ أنت لطيف لكن مندفع اتسعت ابتسامته أكثر وقد فهم ماتقصده ...حتى بعد مرور هذا الوقت الطويل على مشكلتهم المعقدة تلك لايزال يؤنب نفسه ويوبخها وسيكون مجنونا ان فكر بإعادة الخطأ مرتين ...رفل تلك الفتاة الغامضة التي التقاها صدفة دخلت حياته واصبحت حبيبته ...وشريكة الروح والعمر ... اوقف السيارة عند اشارة المرور ثم التفت ينظرلها وقد انعكس كل الحب والأخلاص في نظراته ليجيبها بجدية : - هي كانت مرة واحدة وان شاء الله لن تتكرر ابدا . ربما فترة الخصام الطويلة تلك ساهمت بتقريبهم اكثر ... ثم مجيء محمد شددت من تماسك العروة بينهما اكثر واكثر ... حياتها الآن باتت مستقرة وهادئة ... ميثم عاد كالسابق بل ربما اصبح الان اكثر هدوئا وثقة .. بعد ان أدرك أن اساس العلاقة الزوجية الناجحة هي الثقة المتبادلة بين الطرفين ...اي مشكلة كانت تصادفهم كانا يحلانها بتفاهم ونضج . رغم مرور سنوات على زواجهم حافظ ميثم على شراء الروايات لها حتى باتت الروايات طريقة فعالة لجعلها تحبه وتتعلق به بشكل متزايد التجارب التي مرت بها جعلتها تنضج بتفكيرها وصبرها .. وايضا لاتزال تضيف لكتابها الذي الفته في عقلها المزيد من الخبرة التي كانت تتعلمها من البطلات .. يوسف ؟ للآن تفكر بينها وبين نفسها في بعض الاحيان ...ماذا لو كان لايزال حيا ؟ هل كانت لتعيش سعيدة معه مثلما تفعل مع ميثم ؟ كيف سيكون شكل حياتها ومستقبلها ؟ كل تلك أسئلة مبهمة وغامضة لم تجد لها إجابة ... لكنها الآن متأكدة وواثقة بأنها مع ميثم وجد الحب مرة اخرى ... ذلك الحب الحقيقي الصادق الراسخ ... وبالنهاية حياتنا مكتوبة ومحسوبة ....واقدارنا كلها بيد الله تعالى . .................. عشرة ايام لاحقة عصرا اغلقت الهاتف للتو وكانت تتحدث مع والدتها ..حيث اتصلت لتعتذر عن عدم قدرتها على المجيء .. لم تخبرها السبب وهي ايضا لم تسأل .. خلال السنوات الماضية تعلمت أمور كثيرة ومن أهمها هو مصالحة الذات ... وعدم التدخل بشوؤن الأخرين حتى وأن كانوا عائلتها .. لأن وبكل صراحة والدتها كانت تتكتم .. اجل تتكتم على امورهم العائلية الخاصة ... لم تكن تخبرها بأي شيء على اعتبار بانها بعيدة عنهم خاصة وأن زيارتها كانت ولا تزال معدودة على الاصابع .. وهذا كان افضل حل بالنسبة للجميع وبالاخص لها ولراحتها النفسية .. ألم يقولوا ( أعتزل ما يؤذيك ) وهي طبقت هذه المقولة بالضبط .. الله عوضها بأجمل وأغلى عوض يعادل الدنيا ومافيها ... زوج محب وحنون .. ثلاث ابناء جميلين ومؤدبين ... اقرباء محيطين بها يحبونها ويعاملوها بأحترام وتقدير .... ماذا قد تريد أكثر من هذا ؟ دلفت للصالة وقد كانت مزدحمة ... منسة ...رفل ... ايام التي جاءت لزيارتهم اليوم صباحا وقد احضرها سجاد الذي ذهب إلى الحديقة مع باقي الرجال حيث كانوا يقومون بتحضير الشواء هناك .. جلست مبتسمة وهي تحدق بعمر النائم بين أحضان عمتها سهام ... ثم انتقلت نظراتها لأبنتيها (هديل وهدى ) منذ الآن تحاول بكل جهدها أن تكون عادلة بينهما ... تعلمهم على المودة والحنان المتبادل ...كذب من قال ( فاقد الشيء لايعطيه ) بل يعطيه ... ويعطيه بسخاء ... لم تشعر يوما بمعنى الأسرة ... الانتماء ... معنى أن يكون لها أخت صديقة ومقربة منها مثل باقي البنات ...أم حنونة ..متفهمة وعادلة ... فقدت كل تلك التفاصيل المهمة والأساسية لبناء شخصية واثقة وقوية ... والآن حان الوقت لتعوض ما كان ينقصها وتطمح إليه من خلال اولادها ... حتى الدراسة مستحيل أن تجعلهم يتركوها ولأي سبب كان ... مسؤولية زوج وثلاث اطفال ولدتهم تباعا لم يترك لها مجالا لأكمال دراستها لكنها عوضت ذلك من خلال حرصها واهتمامها بهم وستعوضه مستقبلا في ابنائها ...لن يكونوا مثلها ... لن يعيشوا ما عاشته من ذل وظلم وافتراء .... بسبب من ؟ بسبب اختها ! حسناء تلك الاخت الباردة القاسية ... بهتت ملامحها وهي تتذكرها ... لن تدعي المثالية وتقول بأن العلاقة بينهم اصبحت وردية وكل شيء على مايرام أو أنها جاءت وطلبت الصفح والغفران منها ...لا ... لم يحصل اي شيء من ذلك مطلقا ... لكنها هدأت وربما نسيت وجودها وانشغلت بحياتها خاصة بعد ان حملت لثلاث مرات وبكل مرة كانت تفقد الطفل ... فبعد ولادتها للتؤم بسنتين حملت واجهضت ثم حملت مرة أخرى واجهضت وأخر مرة كان المولود كاملا متكاملا في بطنها وبعد ولادتها مات الطفل مباشرة ... هل تشمتت وفرحت ؟ هل قالت بأن هذا عقاب الله لها في الدنيا لما فعلته بها ؟ لا لم تفعل ..قسما بالله حزنت من اجلها ... حتى أنها سألت والدتها هل اذهب لزيارتها ؟ لتجيبها الاخيرة بالجواب المعتاد .. اتركي شقيقتك وشأنها ! وبالنسبة لاخوتها فالبرود والتباعد كان مايسود على علاقتهم معها فقط أحمد الذي اصبح الآن في الجامعة كان يأتيها كل حين وآخر ... يزورها ويسأل عنها ... وقد اسعدها هذا التطور كثيرا ... أخ واحد من أربعة افضل من لاشيء ... افضل من أن تبقى بلا عائلة تسأل عنها حتى لو على سبيل المجاملة . .............. دلفت منسة للمطبخ وهي تحمل ولدها ياسين الذي كان يتلوى بين ذراعيها بتمرد وعناد حتى مريم لم تستطع ان تسيطر عليه ليس كما تفعل الآن مع بقية الأطفال حيث وقفت وجمعتهم في الغرفة وكأنها معلمة صارمة والأمر الذي يثير الاعجاب حقا بأنهم كانوا يسمعون كلامها وينفذون اوامرها ... تلك البنت قوية وصلبة منذ نعومة اظفارها. لن يهدئه سوى والده الذي كان له اسلوبه المميز الذي يبرع به دائما .. لقد بعثت له رسالة قصيرة قبل ثوان ... ياسين ابنها وثمرة حبهما هذا ماكان يردده كرار دائما كلما كان يحدق به وهو نائم في فراشه بسلام ... رغم حبه الشديد لولده الاصغر إلا انه لم لم يبين ميله الشديد لياسين باعتباره اخر العنقود بين الاولاد الثلاث ... كان دائما يحرص على توزيع محبته وحنانه بالتساوي وقد شمل مريم ايضا ... الاخيرة التي زاد تعلقها به خاصة وان والدها الحقيقي نسيها تماما لم يعد يتصل الا مرة او مرتين كل عام يسال عنها من خلال ميثم او والدتها فقط ...لقد تم حل المشكلة التي تحجج بها قبل سنوات بعد ان وعده ميثم بان يعتني هو وجدتها بمريم .. وهذا مايحصل بالفعل اغلب الاوقات كانت تذهب لمنزل جدتها ... الملابس وحاجات المدرسة كان يشتريه لها ميثم وقد تفهم كرار خاصة بعد ان اخبره بالوعد الذي قطعه لقيس ... قيس وعائلته الدنيئة ... أخر ما وصلها من أخبار عنهم هو أن له بنت واحدة فقط ولدت معاقة ولا تعرف نوع العوق ... جميلة تزوجت وتطلقت للمرة الثانية ....ربما بل اكيد ان جليلة هي سبب الطلاق فرغم انها اصبحت الان شبه مقعدة إلا أنها بكل تاكيد لم ولن تتخلى عن عنجهيتها وقسوتها وتدخلاتها بكل صغيرة وكبيرة ... اما سلام فقد مات مقتولا اثر مشاجرة اندلعت معه ومع عشيرة اخرى يقولون ان القضيه كانت تخص الشرف الله وحده يعلم ماذا فعل وبمن تحرش حتى يتطور الامر للقتل ! وللصراحة لم تهتم .. بل لم يهتم اي واحد من عائلتها .. العلاقة بينهم انقطعت والى الابد الحمدلله . دلف كرار للمطبخ بهيبته المعتادة نظرت له بفخر وحبها له يكبر عام بعد عام ... هذا الرجل كان لايزال يفاجئها دوما بدماثة اخلاقه النبيلة وعشقة الاسطوري لها ... قال متسائلا : - ماذا هناك ؟ مابه حبيب والده ؟ وما ان راى ياسين والده حتى رمى نفسه ناحيته ليتعلق برقبته مثل القرد الصغير ... قالت بتذمر : - خذه لقد اتعبني لايريد ان يهدا ابدا قبله قائلا بلطف وهو يوجه كلامه الجدي له : - لا ياسين ولد مؤدب وشاطر اليس كذلك ؟ اومأ ياسين ببرائة وقد هدأ بالفعل وهو يضع راسه فوق كتف والده .. نظر لها مبتسما ثم قال والدعابة تتراقص في عينيه : - كيف حالك ؟ ضحكت واجابت تجاريه دعابته : - بخير وانت ؟ تنهد واقترب منها اكثر هامسا بصوت منخفض واجش : - انا متعب واريد العودة للمنزل بسرعة . رفعت حاجبيها وقد فهمت مايقصده تماما ..ودفعته قائلة بمزاح : - اذهب يا كرار الرجال ينتظروك هيا .. استدارت ولاتزال الابتسامة مرسومة على شفتها ليوقفها هاتفا : - منسة ؟ استدارت متسائلة : - نعم ؟ زفر بحرارة وعينيه الدافئة تحوم فوق وجهها وهو يجيب : - لاشيء عادت للصالة ضاحكة ... فهذا هو كرار دائما ينادي بأسمها وعندما تجيبه متسائلة كان يقول لاشيء ... وكأنه يريد التأكد من وجودها جانبه .. مجنون في بعض الاحيان وكان تحب وتعشق جنونه . .............. الحياة رواية جميلة .. عليك قراءتها حتى النهاية .. لا تتوقف أبدا عند سطر حزين .. فقد يكون السطر الذي بعده جميل .. وتكون النهاية أجمل . مساءا بعد مرور عدة ساعات اخرى جلست زينة جانب زوجها في الحديقة وهي تحمل ولدها بين ذراعيها ... تحدق في الوجوه الضاحكة المحيطة حولها ... وهي تبتسم بسعادة وخفة حقيقية وابدية ... همس صيب قرب اذنها متسائلا : - بما انت شاردة ؟ اقتربت منه اكثر واستنشقت رائحته المألوفة التي كانت تذكرها دائما برائحة والدها .. لم يكن رائحة عطر معين .. بل رائحته الطبيعية الخاصة به ... تمتمت بخفوت : - ابي . اجابها بحنو : - الله يرحمه أن شاء ... كان يعتقد بأنها تتذكر والدها الآن وهي فعلا تتذكره لكن ليس بالطريقة التي فكر بها لذا قاطعته موضحة بصدق وصراحة تامة : - كنت افكر بانك ابي ..... وامي واهلي وكل عشيرتي ياصيب ضحك بخفوت واكمل عوضا عنها بكلماتها التي كانت تقولها له دائما : - وجدرانك الدافئة ؟ أومأت مبتسمة بثقة وهي تهمس داخلها الآية الكريمة ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم ) قبل أن تجيب بثقة وتفاؤل : - أجل ... وجدراني الدافئة . ............ تمت بحمده ان شاء الله النهاية تكون عادلة ومنصفة للجميع الوداع مؤقتا التقيكم برواية جديدة أن شاء الله تعالى لاتنسوا التعليق بنات لطفا | ||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
رواية, عراقية, واقعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|