آخر 10 مشاركات
رواية أسمعُ عواء الهوى (الكاتـب : روز علي - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          رد فرية كون خاتم النبيين(ص) ابن زنى (الكاتـب : الحكم لله - )           »          دموع رسمها القدر * مميزة ومكتملة *_ بقلم ديدي (الكاتـب : pretty dede - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          وجوه بأقنعة الحب / للكاتبة ليل العشاق ، كويتية مكتملة (الكاتـب : لامارا - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          أغدا ألقاك ؟ (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة بين قلبي و عقلي (الكاتـب : نغم - )           »          رويدا رويدا على طريق الحق (4) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة نساء صالحات (الكاتـب : **منى لطيفي (نصر الدين )** - )           »          [ تحميل ] من غلاتك وكثر ما أحبك حتى أغاني ميحد حمد منك حبيتها ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : اسطورة ! - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree1089Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-24, 07:17 PM   #181

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 703
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي


استعدوووووووووووووووووووو ووووووو???????????????????????????????????? ????????????

إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-24, 12:30 AM   #182

halloula

? العضوٌ??? » 74478
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 989
?  نُقآطِيْ » halloula is on a distinguished road
افتراضي

في الانتظار

halloula غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-24, 02:44 AM   #183

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 703
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

الهفهفة الرابعة عشر

أسفل شجرة الدردار جلست حليمة والراوي أمام الدار
انتهت من الكان والمكان وأخذت ركناً قصياً بمطلع الأزمان
يسألها لما الأرض تهتز من الجنون
فتخبره غير راضيه أنه المجون
يعبس ويتسائل عن قصدها فتشير له بخوف قائلة :-
"ألا ترى النار المشتعله بالعيون "
يبصر ما تتشدق به ويخاف متسائلاً هل هذا الكوكب مسكون ؟
هزت رأسها نفياً ثم قالت أسفة :_
" بل هي الفتنة التي تنهش النفوس فتقضي عليها وكأنها الطاعون "
___________&_________

العاصمة

"أيوب كنت مشتوق كثيراً لرؤيتك من كثرة ما سمعته عنك من رامي "
قالها يوسف بحرارة وهو يحتضن أيوب يتبادلان سلاماً رجولياً قوياً
ضحك أيوب يربت على كتفه وهو يقول :-
" أنا أيضاً كنت متشوق جداً لرؤية شريكي "
تحركا ثلاثتهم بأرجاء المطعم الكبير الذي قارب على الانتهاء وقرب يوم افتتاحه
كان رامي هو أول من بدأ بالحديث مشيراً للجزء الخارجي للمطعم المحاط بأسياج خشبية وحشائش خضراء وقال :-
" هنا سيكون جلسة خارجية للمطعم
وانظر يا يوسف أيوب اقترح أن يكون هنا فرناً لخبز الخُبز البلدي والفطير "
تحركوا معاً لباباً خشبياً كبير وكان أيوب المتحدث وهو يقول :-
" هنا ستكون جلسة عربية كما يجب أن تكون "

"أنا متحمس " قالها يوسف رامقاً المكان حوله باعجاب
ثم تحركا الثلاثة للخلف حيث مكاناً كبيراً للجزارة وبدأ أيوب الحديث :-
" الجزارة هنا ستبيع جميع أنواع اللحوم بكافة أشكالها
ابتداءاً من قطعة لحم كبيرة بوزنها إلى لحماً متبلاً ومقطعاً وجاهز للتسوية حسب طلب العميل "

لمعت عين يوسف باعجاب وهو يربت على كتف أيوب قائلاً :-
"أنت عقلية فاذة يا رجل
بالأخص اختيارك للموقع
هنا وكل ما حولنا أغلبهم رواد المطاعم أو من يحتاجون الطعام جاهزاً للتسوية "

تحرك يرمق الأشياء الجاهزة كمثال من كفتة وشرائح لحم متبله وسجق وخلافه وكل شئ مغلف بشكلاً أنيقاً كما كان يرى بالخارج وأفضل يثني على كل ما يراه

وجواره أيوب كان سعيداً بشكلاً غير مسبوق قلبه يضرب بفرح إذ أن شريكه يثني عليه ولم ينتقد أو يتكبر كما كان متخوفاً
بعد وقت كانوا يجلسون بالدور العلوي للمطعم والمجهز للجلسات العائلية والحميمية فتسائل رامي باهتمام :-
" هل قررت الاستقرار هنا يا يوسف ؟"
هز يوسف رأسه بحيرة وهو يقول :-
"إلى الأن لا أعرف
الشركة التي أعمل بها ترفض التخلي عني
لكني سأمت الغربة
كما أن مشاريعي هناك أفضل من جيدة "
نظر له أيوب متدخلاً في الحوار وهو يقول :-
" لكن كما سمعت من رامي أنك تستطيع إدارة مشاريعك من هنا والسفر كل فترة فلك شركاء هناك
أظن ما يربطك بالخارج هو الشركة فقط صحيح "
لمعت عينا يوسف بشئ غامض ثم قال :-
"أنا فعلياً أسعى لأن أستقر هنا
كما أن مشروعي معك مربح حسب الدراسة التي قمنا بها "
أومأ يوسف برأسه وهو يقول :-
"أنا أحتاجك معي ف ابن عمي أوكل لي التصرف بالتوكيل الذي فعله لي
وأنا أريد من يكون معي فعلياً "
"وأنا ماذا أفعل إن شاءالله يا نذل؟" قالها رامي بامتعاض فشاكسه يوسف وهو يقول :-
"كنت( كوبري ) يا بني إلى أن أتيت أنا "
ضحك أيوب يوافقه الراأي فرمقهم رامي شذراً وهو يسبهم :-
"أنذال "
"أنا جائع " قالها يوسف فابتسم أيوب قائلاً بحماس :-
"لتكن أول رواد مطعمنا الموقر يا سيد يوسف "
...........................
اليوم التالي

البلدة

طلت من النافذة تطمأن على طفلها فتسمرت وهي تبصر أيوب يمسح له وجهه وكفيه ويبدو أنه وقع
أيوب الذي تحرك حتى جلس على أريكة خشبية أمام الباب وأجلسه على فخذه يلاعبه ويضمه له مقبلاً وجنتيه بحنو
لم تشعر أن عينيها تدمعان إلا حين مسحتهم وهي تراه يخرج نقوداً ويعطيها له
شعرت بكرهاً شنيعاً في نفسها وألف سوط من إفاقة الضمير يضرب روحها
ما الذي كانت ستفعله فيه بحق الله؟
وكيف انحدر بها الحال وانزلقت بوحل الوضاعة حد أنها نست أخلاقها وحدودها وبشرهة الانتقام التي أعمتها كانت تريد إغراؤه
اغراء أخو زوجها
أي وضاعة تحلت بها لتستغل رجلاً بهذا الشيم من الأخلاق
رجلاً رغم أنها بكل الطرق أرادت دفعه لوحل وساختها إلا أنه كان أنقى من أن يقع
وربما لم يشك أن وساختها بلغت حد اغراؤه للانتقام من أخيه
لسع الدمع بعينيها مع قرص ضميرها وصحوته أجج رغبتها في الاعتذار منه
إن كتب لها الموت على يد زين وأفعاله فليس لأيوب ذنب بهذا
يكفيه ما ينل من هذا البيت وأهله
لا تعرف ما الذي اطفأ شهوة انتقامها ووأد حرب نفسها في مهدها
لكنها منذ أن شهدت كسر خاطره على يد حماتها أخر مرة وهي لا تراسله
لا تحتك به ولا تفكر سوى بالابتعاد عنه وتركه وشأنه
حربها لم تكن يوماً مع أيوب حتى يناله بطش طلقاتها
حربها مع زوجها وزوجة أخيه
تحركت ناوية النزول للأسفل لتجلب أياد حتى تبدل له ملابسه وأثناء نزولها السلم لم تلحظ زين الذي كان نازلاً من السطوح فاتبعها بسخرية يرى أخر ما تفعله
زين الذي كان يراقبها تقف بمدخل البيت مع أخيه الأعرج تتشكره واثنيهم غافلان عن اللمعة التي ترمقه بها
ابتسم بسخرية والظفر يلمع بنظراته
إذ أن زوجته المبجلة ترمق أخيه المنقوص بعين البطولية
تلك النظرات التي ستكون مسماره الذي سيدقه بعنقها قبل أن تفعل هي
فيكفيه
يكفيه فقط أن يدبر أمراً يجمعهم فيتخلص من كليهم ويخلو له الدرب تماماً لحبيبته
امرأة غبية ك زينب
ورجلاً ساذجاً كأيوب
أداتين أكثر من جيدتين في الوصول لمآربه
ضحك بتهكم ومازال يتابعهم متمتماً بتفكير :-
" عذراً لغباءك يا أيوب لكنها هي من جرجرتك لحفرتها "
..............................
بيت فريدة ...

تقف أمام المرآة بغرفتها تضبط خمارها بعينين دامعتين تخطهم الهالات السوداء بدل من أن يزينهم وهج الفرح
هي اليوم من المفترض عروس تتأهب لزيارة عريسها الذي وافقت عليه بشكل مبدأي
جلست على الكرسي ورائها وروحها تجدل ذكرى مشابهه ظلت أياماً لا تنام لشدة فرحها حين عرفت بتقدم بن المالكية لها
سعادة الدنيا وقتها لم تكن تكفيها حتى أنها كانت ترى نفسها المرأة الأكثر جمالاً في العالم فقط لأن عبيدة أحبها
وهاهي اليوم تجهز نفسها لكن لرجلاً غيره
كيف ستستطيع ؟
هل سيتقبل هو كونها ستكون زوجة لغيره ؟
دون شعور أمسكت هاتفها تفتح محادثة لم تمسحها أبداً من بينهم
محادثة تعود كونهم كانا زوجين
تفر فيها بعينين دامعتين
أشواط من شجار ينتهى بحنانه وأبحر من غزل كان ينتهى بين ذراعيه في بيتهم
بيتهم الدافئ
وأي بيت ينتمي لعبيدة المالكي بحسن سريرته وحنو قلبه ولا يكون دافئ ؟
أغمضت عينيها تستغفر ولم تستطع ردع نفسها تكتب رسالة سريعة حتى لا تفكر بها
" تقدم لي أحدهم واليوم الرؤية الشرعية "
أغلقت الهاتف وألقته مع دخول أمها للغرفة ترمقها بتدقيق ثم قالت بهدوء :-
" هل أنتِ جاهزة ؟
إنه ينتظرك بغرفة الضيافة "
أومأت فريدة دون رد وبعد وقت كانت ضربات قلبها تسابق طرقها الرقيق على باب غرفة الجلوس
دخلت ملقيه السلام وجلست مجاورة لأمها تستمع لنبرة صوته المتزنة يتحدث مع عمها بعد أن ألقى عليها سلاماً هادئاً
اختلست النظر له فلم تجد بنفسها قبولاً أو رفض
ليست أول مرة تراه على كل حال
رجلاً محترماً طويلاً بشكلاً معقول وملامحه خشنة بها شئ من الوسامة الرجولية مع بشرة سمراء ورأساً لامعاً دون شعر
بعد وقت خرج كل من أمها وخالها وتبقى هو وهي في محاولة للتعارف
أجلى عمرو صوته وهو يقول :-
" كيف حالك يا فريدة ؟"
أومأت برأسها تشعر نفسها في دوامة لا تشبهها
هي عروس
ومن أمامها عريس ؟!
العقل لا يستوعب لكنها جارت الأمر ترد عليه المثل حتى فاجئها بسلاسة حديثه وهو يقول :-
" حسنا يا فريدة دون تنميق للحديث
أنا أجدك زوجة مناسبة لي وأما لابني بعد وفاة أمه "
أطرقت فريدة برأسها لبرهة ثم ابتسمت وهي تقول :-
"ألا تظن أنه ليس من المفترض أن تخبرني بأول لقاء أنك تبحث عن أم لابنك ؟"
ضحك عمرو ثم تحمحم قائلاً :-
" لقد قلت أنكِ زوجة مناسبة لي أولاً
ثانيا لما أخدعك وسبباً مهماً لزواجي هو تعويض ابني عن فقد أمه صغيراً "
أومأت فريدة دون تركيز ثم سألته بشرود:-
" كم عمره ؟"
" عمره أربع سنوات "
"بارك الله لك فيه "
عم الصمت لدقائق قطعه هو وهو يسألها باهتمام :-
" ما الذي تطلعين له أن يكون في إن حصل نصيب ووافقتي ؟"
سؤاله صداه كانا عميقاً بروحها حتى أنها لم تشعر بنفسها وهي تقول :-
" متديناً حيياً تقياً تطع الله ورسوله في القول قبل الفعل "
ابتسم عمرو باعجاب لا يدرك مأرب قولها وهو يرد عليها :-
" حفظك الله يا فريدة أكثر ما يعجبني فيكِ تدينك وحشمتك "
أومأت فريدة برأسها ثم بقنوط وجدته في نفسها أخبرته :-
"سأصلي استخارة مرة أخرى وأوافيك بالرد "
وبعد ذهابه كانت على فراشها يأكلها الندم وتهطل مأقيها بالبكاء انهياراً وهي تبصر رد عبيدة عليها الذي انتظرته بتحرق
رده الذي لم يكن سوى حظره لها بعد رؤيته للرسالة وكأنه يغلق عليها كل سبيلاً بينهم
.....................
قبل قليل _ بيت المالكية
" لقد تعبت يا عبيدة لا أعرف كيف أتصرف مع أخيك وزوجاته "
قالتها هنية لابنها الجالس جوارها بينما نورين التي أتى بها هاشم قابعة بين أحضانها تطعمها الموز وقطع التفاح
"أمي تعاملي بضميرك وبما يرضي الله
الوضع مربك وليس سهلاً "
أومأت هنية متنهدة بهم وهي تقول بضيق :-
" لا أعلم ما الذي أصابنا انها عين ؟"
" ماذا يعني عين ؟" قالتها نورين وهي تنزل من حضن جدتها فابتسم عبيدة وهو يشوش تفكيرها قائلاً :-
"هل تأتين معي عند الجدة حلمية ؟"
هزت نورين رأسها نفياً وهي تقول :-
" لا أريد العودة لماما
بابا ليس موجوداً "
خبطت هنية على صدرها تقول بلوم :-
"ألا تأتين هنا سوى لبابا يا نورين "
مطت نورين شفتيها وهي تقول بغيرة طفولية :-
" لقد أصبح لديكم طفلاً تحبونه أكثر مني "
"لا أحد يحب طفلاً أكثر من نورين " قالها عبيدة بتدليل فابتسمت له نورين بحلاوة بينما تسأل جدتها وقد انشغل عمها عنها بهاتفه
" أين مودة ؟"
" ذكرتيني " قالتها هنية ثم رفعت صوتها عالياً :-
" مودة تعالى يا فتاة لتنشري الغسيل "
أما عبيدة فقد كان ممتقع الوجه لتلك الرسالة التي وصلته من فريدة ؟
صدره ضاق بها وشعر بالحرقة فلم يشعر بذاته وهو يحظرها كلياً ؟
ما الذي تسعى له ؟
هل تريد هدمه بعد أن بالكاد يلملم شتات روحه ؟
استغفر وقد انقلب مزاجه فوقف ناوياً الخروج لكن قبلاً مال يأخذ كوباً من الماء يتجرعه عله يهدأ شحناء صدره
بالوقت الذي كانت مودة تحمل وعاءاً ممتلئاً بالغسيل تمر من أمامهم فوقعت صدرية نسائية تخصها دون أن تأخذ بالاً لكن نورين أخذت
نورين التي مالت لتحملها ولم يلتفت لها أحد بعد
تفردها بين كفيها ثم صرخت عالياً :-
" خالي رضا لديه بخزانته واحدة كهذة "
شرق عبيدة بالماء وهو يدفعه خارج فمه دون شعور وأخذ يسعل عالياً حتى أن مودة عادت شاهقة بحرج من أخيها لتأخذها منها لكن نورين كانت تركض وهي تلوح بها قائلاً :-
"أريد واحدة مثلكم ؟"
تحرك عبيدة يسابق خطواته بالخارج وقد احتقن وجهه بذهول بينما هنية ومودة لم يقفان عند قولها كثيراً فنورين معروفة بأبو لمعة العائلة الصغير
لكن العجيب لما كل مرة تلصق أمر الفتيات بخالها الأخرس حتى قبل أيام كان أبيها يضحك من قولها عنه أنه يتحدث كالفتيات ؟
التفتت على صرخة مودة المغتاظة :-
" نورين إن أمسكت بكِ سأضربك "
أشارت لها هنية أن تأتي لتختبأ بأحضانها ففعلت نورين مما جعل هنية تضحك تأخذ منها ما في يدها تعطيه لمودة تمنعها عن النيل منها
....................

بعد أن أنهت أعمالها التي كلفتها بها أمها دخلت الغرفة أغلقت الضوء وتمددت على فراشها تمسك هاتفها
وگ كل يوم تفك الحظر عنه وتدخل لصفحته تدور فيها تلهفاً عن أثره
دق قلبها بتسارع للصورة التي نزلها منذ ساعتين يقف متكئاً على حائط من الرخام رافعاً أحد قدميه عليه والأخرى بالأرض ينظر من ظلال نظارته الشمسية إلى ساعته
ساعتها
تلك التي اشترتها له في عيد مولده الماضي وأعطتها له خلسة حين تصادف وجوده بمصر فاختلقا سوياً الحجج ليجتمعا عند كيان بالشقة
أمازال يرتديها ؟
هل يتقفى أثرها أم سأم منها ؟
تفر بالتعليقات عنده بملل وتقرأ ردوده على أصدقائه بابتسامة حنين
لقد اشتاقت صوته
اشتاقت حنانه عليها ورجولته معها
تشعر بالخواء والوحدة في بعدهم
وتوقفت بغتة وهي تقرأ تعليقاً لاسماً جديد الظهور عليها

Diana Rageh:-
" الصورة أثرة يا جو "
جو ؟
تعبيراً مصرياً أصيلاً مستنكراً يرتسم على وجهها وهي تأخذ لقطة للشاشة
تدخل على صفحة تلك المتبجحه تدور فيها وهي ترى صورها المائعة لكن ما جعل الحريق يندلع بقلبها هو أنه تفاعله مع أخر صورة بعلامة أحببته ؟
أحببها حقاً ؟
لم تشعر بنفسها وحريق الغيرة يندلع بصدرها فتفتح المحادثة بينهم ترسل لقطة الشاشة التي أخذتها ترسلها له قائلة بهجوم :-
" من هذة ؟ ولما تعلق لك وكيف تناديك جو
بل كيف لك أن تتفاعل على صورتها "
دقائق قضتها على صفيح ساخن حتى قرأ رسالتها فأتى رده قاسياً :-
" لما تسألين يا مودة ؟
ألم تأخذي قرارك بالبعد ؟"
" حسنا على راحتك فلتحترق أنت وهي بالجحيم معاً "
كتبتها بروح مغلولة كان الرد عليها اتصالاً هاتفياً منه تجاهلته بالبداية ثم ردت بالأخير صارخة عليه بجنون :-
" ما الذي تريده لما تتصل اذهب لها فلتأكلها ؟"
"اهدأي " قالها بصرامة جعلتها تلهث صامته ثم أتى صوته جامداً :-
"أخبريني فقط
هل تجديني لست برجلاً كفاية في عينيكِ حتى تبتعدين متى شئتِ وتتحدثين متى شئتِ ؟"
" وهل الرجل يفعل ما فعلته مع تلك اللزجة ؟"
أتاها صوته منفعلاً وهو يقول :-
"إنها عميلة يا مودة "
" وهل العميلة تتفاعل على صورتها ؟"
زفر يوسف بغضب وهو يخبرها باقتضاب :-
" حين علقت عندي علمت أنكِ ستشاهدين التعليق وتدخلين على صفحتها ففعلت هذا قصداً حتى استطيع محادثتك "

" حقاً يا يوسف " بثانية كان صوتها ينقلب قطة وديعة دللها صاحبها فابتسم بسخرية مكانه من دلالها ثم أخبرها ما عزم عليه :-
"لقد قررت أن أفاتح اخوتك بالأمر "
"أي أمر ؟" تسائلت بخوف فأخبرها بجدية :-
"أريد أن أتي عندكم أطلب يدك يا مودة "
صمتها الذي وصله كرد أجج غضبه فسألها بحذر :-
" لما الصمت هل أنتِ مترددة أم يهئ لي ؟"
" يوسف " همستها بقلق لا تستطيع شرحه إلا أنه صدمها بنبرته القاسية وهو يقول بفصل :-
"لكِ ما تشائين من الوقت لتفكري يا مودة لكن أي رد منكِ غير الموافقة سيكون عندي بمثابة انتهاء كل ما بيننا دون عودة "
..........................



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 12-03-24 الساعة 02:57 AM
إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-24, 02:45 AM   #184

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 703
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

بعد يومين

بيت القاسم

" ماما ألن نعود لشقتنا ؟"
قالتها نورين بتساؤل وهي تجلس جوار أمها على الفراش
نظرت لها حبيبة بهم حابسة دموع عينيها عنها حتى لا ترهق طفولتها بما ليس لها ذنب فيه
ضمتها لها ثم قبلت جببهتها دون رد فتململت نورين بنزق شاعرة بالملل وهي تسألها بحب الصغار للثرثرة :-
"أين خالي رضا ؟"
نظرت لها حبيبة باندهاش وهي تقول بينما تخلل أصابعها في شعرها :-
"أصبحتم أصدقاء أنتِ وخالك رضا في الأونة الأخيرة يا نورين "
ضحكت نورين بشقاوة وهي تضع كفيها على فمها قائلة بتلاهي :-
" نعم نحن أصدقاء إنه يخبرني الأسرار "
"أسرار ؟" قالتها حبيبة قاطبة فأومأت نورين بتواطئ مما جعل حبيبة تسألها بفضول علها تعرف كيف تصل لأخيها الذي يطيق العمى ولا يطيقها :-
" ماهي الأسرار يا نورين ألن تخبري ماما حبيبتك ؟"
نظرت لها نورين بتدقيق وكأنها تحسب الأمر ثم هزت كتفيها بتدلل وهي تقول بيأس:-
" لا أخبرت بابا فقط لكنه ظنني أمزح "
ارتجف قلب حبيبة بتلهف وهي تسألها :-
" هل بابا بخير ؟"
أومأت نورين برأسها ثم زحفت نازلة من على السرير راكضة للخارج وهي تقول :-
"سأذهب لرضا ربما أجد حلوى "
"رضا ؟!" همستها حبيبة بذهول ثم أردفت :-
" هل وصلت لرضا هكذا دون ألقاب ؟"
هزت رأسها ثم عقدت حاجبيها بتفكير تفتح هاتفها الذي لم تمسه من أيام بعد أن وضعته بالشاحن
الذكريات الأخيرة تتضارب برأسها كطوفان يجرفها فتبكي هلاكاً
فتحت صفحتها على( الفيس بوك) بعينين غشاهم الدمع تبحث عن الذي رأه فتجد منشورها الغبي الذي نشرته ذات يوم باحدى صفحات حل المشاكل الاجتماعية
عينيها تجري على التعليقات الوقحة حتى جحظت على التعليق الذي جن جنونه بسببه
رباه
لقد كانت صفحة رجل حتى أنها الآن تجد تعليقات البعض من رواد المجموعة دخلن في الرد على تعليقه بالسب وبذكر مديرة المجموعة بتشاجر أن كيف لرجل يدخل هكذا بمجموعة من المفترض أنها تخص السيدات
لكن ليت الأمر اقتصر على هذا
رباه
هناك الكثير مِن مَن كتبن أنها ليس أول مرة بل يوجد على شاكلته الكثير من الرجال الموجودين بشكل صريح وهناك من هو متخفي بحساب باسم أنثى
ألم تكن قد مسحت هذا المنشور ؟ كيف عاد هي لا تتذكر
هل يعقل أنها لم تمسحه وقد ظنت أنها فعلت
عينيها تجريان على السطور التي كتبتها فتلتاع لأجله
رباه لقد جعلته يقرأ بعينيه انتقاص رجولته
لقد جعلته يرى نفسه في عينيها خلال سطور غبية كتبتها وقت انعدام يأس
كيف لها أن تفعل هذا
لم تكن تقصد أبداً
ستموت إن لم يسامحها
لقد كان قاسياً
كان قاسياً بشكلاً بشعاً لم تعهده فيه يوماً
هى لم تحزن لأجل ضربها هي غاضبة لأجل جرحه
هي لم تتألم لأجل طلاقها هي منحورة لأجل فقد رجلها
هي ليست تُبكي حياتها هي تُبكي حباً لم تنله امرأة على وجه الأرض
لقد أحبها كأجمل امرأة وعاملها كتاجاً للنساء
تنتحب بضعف وهي تهذي كمن يحتاج الصحبة فلا يجدها
حتى كيان التي زارتها فجعت بانهيارها فلم تحملها همها فيكفيها ما بها
وكأن اثنينهم كتب عليهم القهر سوياً
تتخذ صورة أمها التي هي سلواناً لها وتهمس بعبرات مرتجفه :-
" والله كنت لا أعرف ماذا أفعل
كان رغماً عني يا أمي
ليس الأمر كما وصله لكن يا أمي لم أكن أتحمل الرائحة
لم أكن أتحمل اهماله لنظافته ولم يكن هكذا بببدايتنا لقد صدمني انسياقه للانغماس بالعمل فكاد ينسى كل شئ
لم يهملني لا أنكر لكنه أهمل نفسه "

تمسح عينيها وقد أعتمت صورة أمها المبتسمة امام عينيها فتعود وتظهر بعد أن مسحتهم وتلهث هي بظمأ الحوجة للحديث لها
لنصحها ...للوقوف ...جوارها
" لقد جرحته يا أمي لكني لم أقصد
ألا يشفع لي ياربي أني كنت أخاف أن أهين رجولته بنظرة ؟وأعرف كم هو فخور بها ؟
ياربي لكن بغبائي دهستها ؟؟"

تلتفت لتأخذ محرمة ورقية فتصطدم بهاتف نورين الصغير الذي أعطاه لها
تتناوله بلهفه وهي تطلب رقمه وتتسارع أنفاسها وجلاً وتحرقاً حتى أن دقاتها تنافس أبواق الانذارات في دويها حتى أتى صوته الخشن العميق فأغمضت عينيها والشوق يتردد في أنحائها كتردد الجائلين بحثاً عن رمق الررزق
" حبيبة بابا أتريدين شئ "
عضت على سبابتها تهدأ نفسها وهي تستمع لنبرته القلقة مكرراً ندائه على ابنته
فنطقت دون ردع :-
" هاشم "
وليتها ما نطقت ففور أن سمع نبرتها تقسم أن لهيب أنفاسه المحترقه وصلها عبر الهاتف
هل تعرف الشعور ؟
شئ أشبه تماماً بانفتاح باباً من الجحيم يقذف عذاباً من حميم وغساق يؤدي إلى الهلاك
حميماً بنبرته التي قتلتها فسمرتها بالكراهية التي تفوح منها :-
"إياكِ أن تتصلين مرة أخرى أو اسمع صوتك على رقمي "
كيف لورد حبهم المُطبب أن يصبح شوكاً جارحاً هكذا؟
شهقة متألمة اخترقت قلبه رغم أنف غضبه وشياطينه وهي تهمس
" هاشم اسمعني ؟"
وغساقاً جارفاً يهلك بالقول :-
" لا تستغلين هاتف ابنتك بهذة الأفعال "
ثم يقضي عليها تماما بالقول المهدد :-
" أنا أكبح نفسي بشق الأنفس لأجلها حتى لا أخذها منكِ "
وبمكانه كان لا يقل ارتجافه عنها في شئ ونفسه تزأر للقصاص
ما بقلبه لها لم يعد مفهوماً
كانصهار الحب بالكراهية وامتزاجهم فأصبحا شيئاً هلامياً موسوماً بدهاليزه
غليان جرحه منها يفور فيشتعل نار قهره ليتأجج جحيم الشوق القاتل لها
فعشقه لها قد تقتله كراهية جرحه منها لكن الشوق سام مخلد لا يموت
......................


" سيدة رنوة طفليكِ شديدا العنف مع زملائهم
الشكوى من اثنيهم
أسفة ان استمر الأمر على هذا الحال سأضطر أن اطلب منكِ نقلهم من هنا "
قالتها مديرة الروضة التي يرتادها أطفالها بتجهم آمر ثم استأذنت منها وانصرفت تاركة رنوة غارقة في بؤسها
تنظر لطفليها اللذان يتشاكلان جوارها شاعرة بحملاً ثقيلاً على أكتافها لا قبل لها بصده وحدها حتى دون شعور صرخت بهم بعنف وهي تزجهم زجاً لسيارة الأجرة التي ستأخذها للبيت
بعد أن وصلت للبيت لم تشعر بنفسهم وهي تضربهم حتى على صراخهم وبكاؤهم بفزع كان صحوة لها فالتاعت وهي تتركهم هامسة لنفسها بهذيان منهار
" ما الذي فعلته ؟
بحق الله ما الذي فعلته أنا "
تحركت بارتعاش جالسة على الأريكة تبكي معهم وإن على صوت صراخهم فصراخ روحها أشد
لقد تعبت
سأمت هذة الحياة
كيف له أن يتركها هكذا دون أن يسندها أو يخفف عنها
الحمل ثقيل ولم تعد قادرة على مجاراته
لقد وصل بها الحال أن تضرب طفلين ضرباً مبرحاً
طفليها اللذان طالما دللتهم
ما الذي يحدث لها ما الذي يحدث لها
ستموت
ستجن إن ظلت بهذا الوضع
أمسكت هاتفها بأصابع مرتعشة تتصل عليه وتلح في الاتصال حتى رد عليها بنبرة متعجلة :-
" رنوة أنا بالعمل "
" رنوة تعبت رنوة كرهت نفسها وعيشتها طلقني يا أحمد طلقني"
صرختها بانهيار أجفله في مكانه فسألها بقلق :-
" اهدأي ماذا فيكِ ؟"

" في أنك لا تشعر
أنك تعيش عندك براحة بال وتلقي لنا أموالاً لست بحاجة لها
أنا بحاجة لك أطفالك بحاجة لك "
اهتاج هو الأخر غاضباً يرد عليها :-
" ولما أتغرب بالأساس ؟
لما تركتكم وأعيش هذة الحياة الباردة أخبريني
أليس من أجلكم "
حركت رنوة كفها بارتعاش وكأنه يراها بينما أطفالها يرمقونها بخوف لا تراه وهي تصرخ عليه :-
" لم يطلب منك أحد التضحية "
تقف في مكانها وهي تقول بنبرة من طفح كيله :-
" اسمع يا أحمد أما أن ترسل لنا لنأتيك
أما أن تأتِ أنت "
نبرتها المصممة جعلته يهادنها بالقول حتى يتخلص من ضجيجها الذي فسره أنه محض فورة هرمونات وستهدأ :-

" حسنا يا رنوة اهدأي وسنناقش الأمر فيما بعد أعدك "

" لنرى " قالتها باقتضاب تغلق معه المكالمة ماسحه عينيها بعنف تتحرك ناحية طفليها اللذان احتضنا بعضهما بخوف يرمقانها بحذر أوجعها فضمتهم لها تبكي وهي تهمس :-
" أنا أسفة "
تقبلهم وتواصل بحنو :-
" لن أضربكم مرة أخرى لا تخافا "
دقائق أخذتهم في تهدأتهم ثم شرعت في طقوسها اليومية للمذاكرة معهم واطعامهم ثم خلودهم للنوم حتى كانت ترمي نفسها بهلاك على فراشها شاعرة بشيخ أنوثتها وهرم شبابها
وحدة مريعة تتوغل بنفسها وحاجة للمشاركة تزأر بوجدانها

أنثى هي جائعة لصدى القبول من رجل وشبع العاطفة من حبيب
فأخذت هاتفها دون شعور تراسله
" زين أحتاج أن أتحدث معك "
ولم تكد تفعل حتى كان يهاتفها بمكالمة فردت بنبرة مبحوحه أهلكته :-
" ما بكِ يا رنوة أقلقتني عليكِ "
دمعتين مخزيتين نزلا من عينيها فهمست بتحشرج ذليل :-
" هل لك ألا تسألني
أن تظل معي على الهاتف حتى أنام "
وكان لها أكثر مما تريد غير دارية أنها مكنته من اقتحام أمراً خاصاً لا يصح الاطلاع عليه
أنفاس نومها وإن كان عبر سماعة هاتف
اليوم التالي
أحد المطاعم المجاورة للمصلحة التي يعملان بها
تجلس أمامه باهتة بشكل أجج عاطفته نحوها فسألها بحنو لمس أوتارها :-
" ماذا بكِ لما كل هذا البؤس "
مالت رنوة بعينيها الحزينتين وهي تثرثر بلا مقدمات :-
" لقد سأمت من أحمد
سأمت من حياتي
أريد أن أتطلق "
شراراً من وهج التمني هاج وماج بصدره وضوت عينيه كألف نجم في سماء معتمه حتى أنفاسه اضطربت لفرط لذة ماسمع
سعل يشرب بعض الماء عله يهدأ ضجيج فرحته يسألها بحذر :-
" لما "
" أنا سأمت وحدتي يا زين
أحتاجه في حياتي طفليه يحتاجانه وهو لا ينظر أبعد من عينيه
لا أريد هذة الحياة "
تنحنح زين يمط شفتيه مصطاداً بماء عكر وهو يقول بنبرة العارف المشفق عليها :-
" للأسف هذا هو أخي أحمد دوماً ما كان أنانياً "
أومأت برأسها دون تركيز فاسترعى انتباهها نبرته المهمومة وهو يقول :-
"أتيت لك يا عبد المعين
هل تعرفين أني كنت أفكر بطلاق زينب ؟"
لمعت عينيها بوهج لم يستطع تفسيره ولا يعرف أنها أنثى عالقة بمغبة التعلق الغير مفسر لها إلا أنه واصل بطرق الحديد ساخناً :-
" حياتي معها أصبحت باهتة حتى أننا تحدثنا بالطلاق أكثر من مرة "
أجلت حلقها تسأله بتشوش :-
" لما "
" زينب امرأة مهملة يا رنوة لا تهتم سوى لذاتها"
تنحنح ثم نظر لها نظرة ذكورية مدروسة بعثت حمماً ساخنة بشرايينها كان أحرى أن تحرقها لكنها بدرب الحوجة أدفئتها وعينيه تستقران لوهلة على لمعة شفتيها ثم يقول متصنعاً التحرج يدخلها بدائرة أن مصابهم واحداً :-
" حتى احتياجاتي كرجل لا تهتم لها "
تواصلت عينيهم بشوب الحاجة والرغبة وشتان بين الدوافع
دافع رجلاً اشتهى امرأة لا يحل له أن ينظر لها نظرة عابرة
ودافع امرأة ماتت أنوثتها حوجة وزأرت عاطفتها احتياجاً
حتى أنها لم تمتنع لاقترابه منها بل لم تلحظه لكنها أرادته وقد باتت الأنفاس متصله دون اتصال فهمس هو مستغلاً تخبطها :-
" أتعرفين يا رنوة أني دوماً ما حسدت أحمد عنكِ
أنتِ المرأة المثالية لكل رجل "
ابتسمت بحزن وهي تقول بمرار:-
" لكنه لا يرى هذا "
لمعت عيناه بشوق هادر يخبرها بصراحة متواريه :-
"أنا أرى هذا"
دارت عينيها بتساؤل مخزي وأده وهو يحتوي كفيها بين كفيه المتلهفتين للمس
وكانت أول لمسة بينهم
لمسة لم ترفضها وقد كانت أكثر ضعفاً من أن تفعل
لمسة نهايتها درب من جحيم أو دركاً من جهنم فهمست بضعف :-
" زين "
حرك كفيه على كفيها بحنو لألأ الدمع بعينيها خزياً والشيطان تسلط فتوارى العقل خزياً حتى صدمها بمصارحته والقول الحميم العاطفي :-
"أنا أحتاجك يا رنوة "
...........................

نهاراً
متمشيا بالبلدة قرب بيت طارق وجواره زنوبة تتقافز هنا وهناك فشاكسه أحد المارة قائلاً :-
" (اللي جاب لك يخليلك يا أعرج )" ابتسم أيوب وحياه ثم رفع الهاتف لأذنه يهاتف رامي الذي رد عليه بانفعال :-
"أين أنت يابني أدم لست متفرغاً لك أنت والغبي بن عمي "
مط أيوب شفتيه بملل وهو يقول بلامبالاة :-
" وما الذي ورائك يعني منذ ان نزلت مصر وأنت عاطل "
"أنا عاطل يا متخلف ؟
لقد كنت أجهز عيادتي الى الان لم تنتهي بسبب مشروعكم "
زفر رامي عبر الهاتف بغضب ثم همس باستياء :-
" هل خلفتكم ونسيتكم ؟"
" حسنا حسنا لا تلقي غضبك علينا بأول اليوم أنا سأتي
ويوسف هاتفني وأخبرني أنه سيلحق بي اليوم "
بعد دقائق أغلق مع رامي وهاتف طارق قائلاً :-
" طارق خذني معك بطريقك اليوم وعند المفترق سأنزل لأكمل المتبقي مواصلات "
أتاه صوت طارق النزق :-
"اخبرني لما لم تشتري سيارة إلا الان بدلاً من إلقاء بلائك علينا "
"انا أعرج كيف سأقود سيارة " قالها أيوب بجديه فصاح طارق عبر الهاتف :-
" هناك سيارات جاهزة يا غبي وأسعارها مميزة "
" لن أشحذ على نفسي "
" متخلف
تعالى الى البيت بعد ساعة سنتوكل " قالها طارق وأغلق بوجهه فنظر أيوب لزنوبة التي تأكل خيارة ألقاها لها أحد البائعين وقال :-
"هيا لنجهز "
لكن بطريقه سمرته رائحة عطر لم يذهب عبقها من خياله
عطراً لف روحه قبل فترة ونسيه دون أن ينسى وجه صاحبته المميز
فتلفت بالوجوه حوله بحثاً متهماً نفسه بالجنون فكيف ستأتي هنا ؟

حتى تقهقر ذهولاً خطوة غير ملحوظة للخلف وهي تنخلق أمامه من العدم تمر بالشارع لا تراه
العالم توقف وعلقت ****ب الساعة تأهباً لمرورها من جانبه
مرورها الذي عرقل دقاته فاعتقله
اعتقل قلب أيوب المالكي المتلهف شوقاً غير منطقياً لهذا الوجه وهذة المرأة
امرأة طبعت ملامح الحسن على قدها الذي لم تزره عيناه سوى بنظرة لن يُسأل عليها
ولأول مرة يدرك بأي هاوية ينحدر القلب بجنون بمصادفة طريق
من هذة المرأة ؟
ولما الحزن لا يفارق محياها بالمرتين ؟
وأي سحر تشيعه من حولها ؟
رنين هاتفه شتت نظره وحين عاد موضع بصره وجدها اختفت
أين اختفت
اتراها كانت نسج خياله؟
لقد رآها
يقسم أنه رآها ولا يعلم أين اختفت هكذا بين لمحة عين وخطفة قلب
هو لا يهئ له ، هو أكيد ، لم ينسى وجهها بالأساس ليحدث
وجهها لم يُخطأه وكيف للمرأ أن يخطأ وجهاً مميزاً كهذا الوجه يقسم أنه لا يمر للعمر سوى مرة واحدة لينقش بالروح وشماً لا يزول
حتى رائحتها علقت بأنفه وكأنها جنية مرت لتغزوه ثم تتلاشى
لقد اهتز وجدانه وتزلزل عالمه للتو بسطو الصدفة الأشبه بالمعجزات
..........................

المحافظة الساحلية

لتوه عاد
كان منهاراً
منهاراً بشكلاً غير عادياً من هذا المكان الذي كان فيه
هذا المكان الذي بقدر ما روحه متعلقه فيه بقدر ما يجعلها مهترأة
هل تعرف الشعور ؟
أتدري شعور الاعياء حين يجتمع عليك وهن الجسد ومرض النفس؟
حين تقضي يوماً يعج بالأعمال الشاقة فتنهار بدنياً حتى لم تعد لك قدرة على الوقوف؟
تحتاج حضناً دافئاً تدفن أنفاسك الملتاعه بين حناياه
أو فراشاً أمناً يتلفق جسدك الحافل بالأوجاع فيستكين
" طارق "
نبرتها المبهجة الحيوية الأشبه بترانيم العيد جعلته يلتفت لها
يتشبع من ضوء عينيها وحلاوة روحها التي لا يحتاج غيرها
شهقت غرام تقترب منه بتلهف وهي تقول بحنوها الفطري :-
" ماذا فيك لما أنت متعب هكذا ؟"
تنظر لمنظره الغير مهندم ووجهه المجهد بهالاته السوداء فتغدق عليه من أمومتها المشعة غير دارية أي روح خاوية أمامها تتنشأ على الشبع لتقتات :-
" ألا تأكل يا رجل ؟
تعالى تعالى أنا طبخت اليوم أكلاً سيجعلك تركض يومين "
ابتسم طارق بتكلف يستجيب لكفها الذي يسحبه ناحية شقتها تدخل وهي تقول :-
" اليوم سنأكل جميع الحلويات وسيد ورحاب سيأكلان معنا ؟"
لم يكن لديه طاقة للجدال أو الوقوف عند ماهية أنواع الطعام فقد رضخ لها وهي تتركه مع صافية عائدة لشقة رحاب كما أخبرته
صفية التي اقتربت منه ببهجة طفولة لا تناسب الجسد تمسك كفيه وتشد عليهم مهللة :-
" صفية اشتاقت طارق
هل نلعب ؟"
نظر لها طارق وحناناً تولده داخله دون مجهود فسألها بمحبه :-
" صفية تريد اللعب ؟"
تسحبه كما فعلت أختها ليجلس جوارها على الأريكة فيجد أمامها كتباً عديدة للتلوين تشير له بحماس :-
" هل رأيت ما فعلت صفية ؟
غرام أخبرتها أنها جميلة ؟"
ابتسم طارق ينظر للتلوين العشوائي وهو يسألها شارداً :-
" هل غرام من اشترتهم لكِ؟"
أومأت صفيه بحماس تشرع في التلوين ليشاهد ابداعها تثرثر بمحبه تفوق العالم لأختها :-
" غرام جميلة تحب صفية
صفية جميلة تحب غرام "
وعلى باب الشقة كانت تقف متحايلة على سيد :-
" من أجل خاطري أدخل ليس لي غيركم
لا تفسد علي فرحتي "
" دخولي يعني موافقتي وأنا لن ولا أوافق على هذة الزيجة يا غرام "
نظرت لرحاب بغلب فزفرت رحاب تنظر لزوجها وهي تقول :-
" سيد حياتها وهي حرة بها انها تريده لا تقف في طريقها "
" هل أصبحت أنا من يسد الطرق ؟" قالها بانفعال فنظرت له رحاب بلوم مما جعله يتأفف قائلاً :-
" يا بنت أنا أعزك كأختاً لي لو لي أخ لم أكن سأتركك لسواه "
ضربته غرام بقبضتها في كتفه وهي تقول بمزاح:-
"الخطأ عندك اذا أنه ليس لديك أخ ليستر غرام المجنونة "
" غرام الستر كله " قالتها رحاب بمحبه تدفع زوجها الذي دخل معهم يضيق عينيه على طارق الجالس جوار صفية وكأنه قطعة أساس
اقتربوا جميعاً يجلسون حتى كان سيد المبادر بالحوار :-
" نويت على متى ان شاءالله يا هندسة ؟"
قطب طارق وبداخله تتولد عدائية وأدها يسأله :-
" لا أفهم ؟"
اضجع سيد في جلسته وهو يسأله باهتمام :-
" متى سيأتي أهلك لتطلبونها منا ؟"
" وهل أنا صغيراً ؟
أنا من سأتزوج لا أهلي "
ابتسم سيد بسخرية وهو ينظر لغرام القاطبة بحيرة :-
"اذا هي زيجة بالسر ؟"
زفر طارق نفساً مشحوناً يضبط نفسه جيداً ينظر لغرام التي تناظره بحيرة
يعلم أن تلك الأسرة البسيطة تؤثر فيها لذا يجب ألا يخسرهم فشبك كفيه يقول :-
" أهلي يعرفون بالطبع لكن ثمة ظروف
أنا أمي متوفية
لي أخاً من ذوي الاحتياجات
وأختاً طلقت حديثاً
أما عن أبي "
صمت لبرهة ثم أجلى صوته قائلاً :-
"أبي مسافر
لذا انا أريد على الأقل أن نعقد القران حتى حين "
حك سيد ذقنه بارتياب إلا أنه كبت غيظه ينظر لغرام مبتسماً وهو يسألها بحنو أوغل قلب طارق :-
" ما رأيك يا عروس ؟"
والعروس ؟
العروس صمت أذانهم عبر زغرودة أطلقتها عالياً جعلت طارق يبتسم وشيطانه يشاوره أن العروس لا تحتاج حتى لقليلاً من الضغط
بعد وقت كانت تفرش هي ورحاب الأرض لأجل الطعام حتى صدح صوت طارق مشمئزاً :-
" هناك رائحة عفنة ؟"
" عفنه ؟" همستها غرام بشر وهي تلتفت له قائلة :-
" أتشير أنك تشم ببيتي رائحة عفنة ؟"
اومأ طارق قائلاً بتقرف وضيق :-
" لم تكن موجودة قبل قليل لكن هناك رائحة عفنة يا غرام وكأنه كلباً ميتاً "
ضحك سيد عالياً مما أغاظ طارق لكنه سكب برأسه دلواً وهو يقول ببساطة :-
"انها رائحة فسيخ غرام "
" فسيخ ؟" نطقها بذهول غاضب وكأنهم أخبره بجريمة بينما تخصرت غرام عاقدة حاجبيها وهي تقول :-
" نعم يا حبيبي فسيخ ومن يتزوج غرام يجب أن يأكل الفسيخ والا نفضها "
" اسمعي أنا لا أكل هذا الفسيخ ولو على جثتي أنه مقرف "
" ويقول مقرف "
تدخلت رحاب ضاحكة وهي تقول :-
" هناك أصنافاً أخرى تستطيع الأكل منها يا بشمهندس "
بعد وقت كان يجلس معهم متكدراً لا يطيق تلك الرائحة النتنه ولا يطيقها بغباوتها وحلاوتها ونهمها المقرف وهي تأكل هذا الشئ
رفعت رأسها له تبتسم بسحر وهي تقطع بعض اللقيمات وتضعها في صحنه ودون شعور كان يأخذها فيبتلعها
لم ينزل بفمه الطعم الذي يكره
لقد نزل بجوفه طعم الحنان المفقود
لكن الحنان لا ينفع وبعد وقتاً قليلاً من الطعام كان يسرع للحمام بشقتها غيرلاحقا الاسراع لشقته صارخاً فيها دون تركيز
" ما هذا الزفت الذي وضعتيه في الطعام ؟"
" لا تقل على نعمة الله زفت " صرختها بغيظ ثم توجست لانعدام صوته منذ دقائق فقالت بحذر :-
" طارق ؟"
" ماذا تريدين من زفت ؟" صرخها بغضب فامتعضت قائلة بلزوجة محببه:-
" لما أنت غاضب كنت أناديك لاسألك هل أجلب لك أنتينال ؟"
خرج من باب الحمام يخانق عفاريته فرمشت بعينيها تتقهقر خطوة وتقول بحلاوة مستفزة جعلته يريد لصقها بالحائط ورائها :-
" أنتينال أم فلاجيل ؟"
لكن أمنيته وجرس الباب يرن عاليا ورحاب التي كانت تجلس صفية تتحرك لتفتح تظنه سيد وقد ذهب سيد أن أكل مباشرة
لكنه فور أن فتحت اتسعت عينيها مبتلعه لسانها وغرام تخرج متسائلة بابتسامة انحسرت بينما طارق متوجساً بتساؤل عن حالهم المنقلب
إذ أن الطارق على الباب لم يكن بطارق خير أبداً
............................



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 12-03-24 الساعة 02:58 AM
إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-24, 02:47 AM   #185

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 703
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

بيت المالكية ...
شقة كيان
منذ أن أتت هنا وهي لا تسمح له الدخول لوكرها مما يجعله يجن وللعجيب هي تنتشي بجنونه
تفرح به لكنه لا يشفي غليلها ناحيته
كيف لها أن تعشقه عشقاً سامياً حرى له أن ينسج منه بساطاً يحلق به في سماء ملوكيتها
ثم تكرهه كرهاً خالصاً فينثقب هذا البساط فيسقط حبه أسفل سافلين
هي تحترق كمعدن نفيس يأخذ أعوماً لينصهر وكم سيكلفه جحيم هذا الاحتراق لكنها فقط لا تعرف من أين الطريق
هي عالقة بالأنفاق تنبش بين الدهاليز عن نفق يهديها للسطوع فتنزلق بين الركام حتى تختنق أنفاسها
طرقات على الباب الخارجي جعلتها تتحرك حركة باهته ناسيه أن ترتدي مأزرها وقد كانت ترتدي قميصاً بيتياً بلوناً وردياً يظهر جمال بشرتها والطفح الجلدي الواشي عن إلتهاب جلدها الذي دوماً ما تداريه عن الأعين لكنها نست
وصلت للباب ولم يزر خيالها أن من يطرقه ربما أحداً غير مودة بل فتحته متوارية خلفه بصوتها الرقيق تقول :-
" أدخلي يا مودة "
لكنها لم تكن مودة
لم يكن أحداً مِن مَن يحق لهم طرق الباب أو المرور من أمامه
لقد كانت أخرى لم تتوقعها
أخرى احتلت المكانة وتحلت بالمتانة عبر رضيع
أخرى كانت رقة
رقة التي تعالت ضربات قلبها وحمت النيران وطيسها فور أن سمعت النبرة الرقيقة تدعو الطارق بالدخول فتحمحمت وهي تلعن خطوتها فليتها لم تُقدم عليها
ضمت كفيها لبعضهم ثم نطقت ولم تراها بعد
" هل لي أن أدخل ؟"
امتقع وجه كيان وزاد لهيب أنفاسها وهي تخمن النبرةلمن
غليان ما شن هجمته على جسدها لم يكن سوى الغليان
هل تعرف شعور ؟
شعورها أشبه بمحموم فارت حرارته حتى أصبح ينفس ناراً من كل جوارحه
وبعين الأنثى
بقلب الزوجة
روح العاشقة
وقلب المحبة
كانتا تتباريان بتقييم كل منهما الأخرى
رقة التي كانت تقيمها فتراها امرأة عادية بل شديدة العادية إن ركنا لمعايير الجمال لكن بين عينيها ينبض قبساً من طهر يغشى الأعين ويأسر الأرواح
هزيلة
لديها بعض التقرحات بجسدها والتهاباً شديداً بوجهها لكن يبدو جمالياً بشكل مثير يحرق روحها
هزيلة بدرجة ألمتها وكرهت لها نفسها وكرهتها وكرهت سلمان بل لعنت اسماعيل
وكيان التي كانت ترمق جمالها الواضح والشموخ المطل من عينيها
امرأة جذابة لديها قوة وطلة جعلت قلبها ينحني ألماً وهي تدرك كم الأخرى تراها هزيلة شاحبة متعرية من ثياب تستر أثار مرضها
نقص المرض .. اختناق الروح .. اعتصار القلب كل هذا كان يتكالب عليها لكن للعجيب لم يكن بينهم شئ من نقص الأنثى رغم أن رقة تربح بجدراة في الجمال ومع هذا لم تهتز أنوثتها
أنوثتها التي تعرف جيداً كيف أن سلمان المالكي
قلبه ..ر وحه .. عالمه كله يتمثل فيها هي كيان
هي الكيان
ورغم أن الصمت قائم لكن هذا وصل لرقة دون حديث
الأنثى تفهم الأنثى ولو من شعاع نظرة
فكيف لواحدة ألا تفهم غريمة لا يليق بها أن تكون
فيحمو بقلبها لهيب النيران
كيان التي تمسكت بالباب كشئ صلب يدعمها من الضياع
من ألا يبزغ نزيف قلبها فتشهر سيف كراهيتها بوجه المتبجحه التي أتت لبابها
الأعين تتراشق بأسهم االشقاق تتراسل بعدائية الوفاق
نزيف قلب رقة يتبارى بلهيب روح كيان
فيهلكان سوياً بمغبة التيه
التيه اللتان كانتا صفيحتهم بريئة من شنه مدانه بالملكية لمن سببه
سلمان العاشق واسماعيل المخادع
" لما أتيتِ هنا ؟"
نطقتها كيان ببحة حادة لم تبذل مجهوداً لمواراتها
رقة التي امتقع وجهها فتتسع عينيها بارتياع فعلتها
كيف لها أن تصعد لها صحيح
بللت شفتيها متنفسه من أنفها دون أن تزفر شحنتها من فمها حتى خرج صوتها ثابتاً وهي تقول :-
"أتيت لأشكرك لولاكِ لما أنقذتي حياتي أنا وابني "
نصف الجملة حارق والنصف الأخر مميت لامرأة تنتظر اجهاضها بين ثانية وثانية
انحنى رأسها انحناءة تكاد لا ترى تبتلع ريقها الذي انحشر بحلقها من وقع الألم فنطقت بلا روح وبقسوة لا تشبهها البتة :-
"لا انتظر شكرك
ما فعلته كنت لأفعله لأي عابرة بالطريق "
شعرت رقة بشئ من الغضب والاهانة فقالت بانفعال رأته كيان غبي :-
"لما تكرهينني ؟"
ضحكت كيان ضحكة جوفاء ثم قالت بانفعال مماثل:-
" هل حقاً تنتظرين مني حبك ؟
تظنين أننا سنمثل إحدى الحلقات السخيفة للحاج متولي
ماذا تنتظرين من واحدة أنتِ ضرتها أخبريني ؟"
عادت رقة خطوة غير ملحوظة للخلف شاعرة بغضباً يحرق أعصابها أبية لنفسها مكانة كهذة فقالت بجنون :-
" أنا لم أخذه
لم أعرف بوجودك لم أريد هذة المكانة ولم أسعى لها
لقد خدعني
ظننت أنني الأولى بحياتة
لست أنا من عليكِ أن تكرهيه صدقيني "
"اذا تطلقي منه "
قالتها كيان بصراحة فجفلت رقة دون رد إلا أن كيان لم تمهلها التفكير وهي تقول :-
" لهذا أنا لا أخفي مشاعري
أنتِ لن تطلقي منه أعرف هذا جيداً فلا تطلبي مني تقبل وجودك "
رفعت رقة رأسها بشموخ وهي تقول بصراحة:-
" لم أطلب منكِ تقبلي فأنا لا أتقبلك أتيتِ لأتشكرك "
هزت كيان رأسها بسخرية لم تستطع كبحها وهي تقول :-
" ومن أعطاكِ وضع تقبلي من عدمه ؟
أنتِ لا سلطة لكِ في هذا الأمر بتاتاً
بمقارنة بسيطة منكِ ستعرفين أني على حق
صدقيني صعودك الى هنا ربما تسمينه مثالية منكِ لكن أنا أراه تبجح "
شعرت رقة بالغضب وتشعب الألم بقلبها فكادت تخطو للخارج إلا أن كيان أوقفتها كارههة ما تقول :-
" فلتظهري غيرتك مني وعدم تقبلك لي فسأتقبل هذا لكن أن تظهري بدور المثالية هذا ما لن أستسيغه أبداً "

" مثالية ؟ " قالتها رقة بذهول وهي تلعن نفسها ألف مرة أن عرضتها لشئ كهذا فنطقت بلا ترتيب :-
" أي مثالية
لقد أتيت لشكرك بالله عليكِ
أما عن الغيرة فكلانا سواء "

" ماذا كلانا سواء ؟" قالتها كيان بجنون ووغز الدمع بعينيها اللحظة كان كاوياً تجرح دون شعور كذبيح ينثر دماؤه على من حوله دون تمييز
" أنتِ تغارين نعم
لا أحتاج أن أخبرك عن مكانتي عنده صدقيني جرحي منه ليس جرحاً عادياً لأنثى خانها زوجها
ليته كان هذا لكان أهون وأحرى أن ألفظة دون التفت للوراء ثانية
أنا لا أغار منكِ أنا أكره وجودك وان لم يكن لكِ ذنب
نحن لا نتساوى "
تتسع عينيها بجنون وتهذي :-
"رباه أنتِ لا تعرفين كيف كان ما بيننا
ليت جرحي كان جرح خيانة ليته كان هذا
لا أحد يمكنه أن يفهم
أنتِ لكِ حق أن تغاري فوجودي أذى لكِ
لكن وجودك أنتِ هدم عالمي "
هاجت رقة هي الأخرى فقالت بغضب شاعرة باهانة كبحت أن تردها فكيف لها أن تعيرها بعدم انجابها
لن تفعل هذا ولو بذبح روحها
تلك ليست هي
" ولما تظنين أن جرحي هين
زوجك خدعني
عشت معه لا أعرف سوى اسماً مخفياً بين الأوراق
استغل أن لا ظهر ولا أهل لي وأخذني لأكون شيئاً مخفياً
ظننت أن الله عوضني فاكتشفت أني بخدعه هزلية لا أعرف كيفية الخروج منها "
" رقة لما أنتِ هنا ولما تعلين صوتك عليها "
كان هذا صوت سلمان المشدود الذي صعد لتوه فتفاجئ بما يحدث
نظر لكيان التي تنظر له بسخرية أحرقته فأخرج ما فيه بالأخرى :-
" لما صعدتِ بحق الله ؟
من فضلك لا تصعدي هنا مرة أخرى "
الجرح بعيني رقة جعل الندم يلم به بعد اوانٍ فات
ترمقه بازدراء لم تكبحه وهي تتحرك للخارج مسرعة يصحبها صوته الملهوف وهو يقترب من كيان قائلاً :-
" حبيبتي هل أنتِ بخير ؟؟"
اقترب منها كالمغيب يحتوي وجهها بين كفيه وكله يموت لارتشاف نفسٍ منها يدب به الحياة
كاللاهث بين الصحراء على شربة ماء ليرتوي
ألا تعرف أنه يعيش دون حياة بلاها
أنه يطوق لأن يدفن وجهه فقط بين حنايا عنقها عله يستكين
أن يحتضنها فتهتدي نفسه التائهة دونها لكنها أحرقته وهي تبتعد بنفور ككل يوم يصعد لها تقول بثبات :-
"أخرج من هنا "
" كيان هذة ليست حياة
دعينا نتكلم على الأقل " قالها بانفعال ثم عاد وتلهف بالقول المشتاق :-
" كيان حبيبتي لقد اشتقت لكِ
أنا لا أعيش يا كيان لا أعيش
أنتِ تستقبلين الكل هنا عداي لقد أصبحت أغار من أمي ومودة لأنكِ تسمحين لهم بقضاء معظم اليوم معك بينما أنا تلفظينني "
مطت كيان شفتيها بلا معنى فدار حول نفسه كمجذوب لا يعرف من أين السبيل لها لكنها لم تمهله وهي تأمر بوهن قوته كانت عبر شحوبها فأذعن خارجاً
" اخرج لا أريد أنفاسك حولي "
لكنه عاد بتلهف على نطقها الشارد بترجي غريب :-
"انتظر "
فصدمته بقولها المبحوح كالذي يتضور جوعاً فلم يجد سبيلاً سوى التسول :-
" هل لي أن أرى ابنك ؟"
وكأنها؟
وكأنها ذبيحة ترقص على نزف سقامها
.......................
الأعلى

كانت تتحرك بالشقة التي انتقلت لها فور أن استردت صحتها
الشقة التي بالدور الذي يعلو دور ضرتها
ضرتها التي ألقت بحقيقة مشاعرها بوجهها دون خفاء وأتى السيد ليكمل عليها بالحفاظ على مشاعر الحبيبة المبجلة
أين كان عقلها
بحق الله أين كان عقلها وهي تنزل لها لتتشكرها
كيف غلبها غباءها هكذا
المرأة لها حق في أن تراها متبجحه
رباه ألا أحد هنا ينظر لها بعين الانصاف
جميعهم يظهرون لها مشاعرهم الغير متقبله دون تزيين
أمه التي اهتمت بها وراعتها حتى صحت لكنها كانت مراعاة منزوعة المشاعر
ليس مراعاة حماة لكنتها بل هي مراعاة الأصول والواجب الذي يتحتم عليهم
هذا ما جعلها تطلب منه أن تصعد للشقة التي أخبروها أنها جاهزة لها
تلك الشقة الباردة التي كرهتها
أخته التي لم تتحدث معها حديثاً يذكر مشهرة انحيازها للزوجة الأولى دون خفاء
وهي ؟
أليست أولى هي الأخرى ؟
وحده حماها من يظهر لها ليناً وحنواً في التعامل لكن هذا لم يكن بالشئ بالحفاوة التي يعامل بها الأخرى
لقد رأت بنفسها كيف يصعد لها بنفسه كل يوم رغم كبر عمره
كيف هلل لها حين كانت الأخرى عائدة من الخارج وهو لتوه فعل هو الأخر فتقابلا ووقتها كانت هي تنظر من النافذة
كيف كان يدللها بحنو ويعاملها بأبوة تلقائية ليست كالتي يدعيها ذوقياً لها
هل تطلق ؟
هل تطلق حقاً وتخرج من هذا البيت الذي فرض عليها
وفرضت عليهم ؟
صوت بكاء رضيعها كان رداً عليها فتحركت تدخل الغرفة لتحمله
تخرج ثديها لترضعه فيهتدي
تفصل عقلها عن التفكير وروحها عن الشعور
رضيعها لا يجب أن تسقيه من قهرها فتضره
حتى شبع فأدخلت ثديها وعاد حريقها
كيف لها أن تحرمه من عائلة
أهلا ونسب
هم لا يتقبلونها صحيح لكنهم يحبونه بل يطلبون رؤيته أن هاودتهم أنفسهم كل دقيقه
الجميع أغدق عليه الثياب والدلال هذا غير غرفة الأطفال التي أوصى بها عمه له
كيف لها أن تحرمه من عزوة كهذة لأجل شعورها
عالقة هي بين وزاع الأمومة ورادع الكرامة
صوت إغلاق الباب بقوة جعلها تضع يونس بالفراش وتخرج له فزعق بها قائلاً :-
" أخبريني فقط أي شيطان سول لكِ أن تصعدي لها "
بهتت رقة ولم تحاول التبرير وهي تقول دون ميل :-
" صعدت لأشكرها فعرفت أني مخطأة
اطمأن لن تتكرر "
" صعدتي لتشكريها أم لتقهريها "
دب الجنون بروحها وعينيها تسبق شرار قولها مشعرة سبابتها بوجهه:-
" وان كنت تخاف عليها هكذا لما تزوجت عليها وخدعتني "
كاد سلمان أن يتحدث بغضب فصرخت رقة بجنون :-
"سلمان يا مالكي إياك أن تظن أني سأسمح لك أن تحملني خطأ أنانيتك وخداعك
فلتكن رجلاً وتعترف أنك سبباً بهذة المصائب
لقد قهرت كلانا فلا تظن أني سأسمح لك أن تضعني بدوراً لست فيه ولم أسعى له "
كاد أن يرد عليها ويحمو الشجار بينهم لكن الصغير الذي فزع من أصواتهم فبكى بخوف جعل كلاهما يتحركان صوبه
حمله سلمان يهدهده حتى سكن فتحرك به للخارح فأوقفته بنبرة جافة :-
"أين تذهب به ؟"
التفت لها سلمان وهو يقول بتجهم :-
" هل ممنوع علي أن أخرج بابني ؟"
"بل حق لي كأمه أن أعرف "
عزم سلمان أن يخبرها لكنه عاد وتراجع وهو يقول باقتضاب :-
"سأخذه للأسفل "
بعد دقائق بالأعلى
كانت بالردهة على الأريكة تجلس أمام التلفاز وقد أخفت صوته وكأنه ثمة صور متحركة تلهي عينيها حتى سمعت صوت تكة المفتاح فالتفتت بنارية سرعان ما خبت وهي تبصره يدخل بين ذراعيه لفافة صغيرة ألهفت قلبها
فتسمرت بمكانها تتحرق لقربه منها بينما هو يلتهمها بعينيه وتلك اللمعه المضيئة بعينيها اللتان كانتا منطفئتان قبل قليل تحييه ووتشعل روحه
كيان التي ظلت متسمرة حتى بعد جلوسه جوارها ينتظر خطوتها
تستمع للتأوهات الصغيرة فتنتشي بتمني
كفيها يتحركان بارتعاش تبتغي حمله دون طلب فوضعه بين ذراعيها وعينيه تدمعان وكله يهفو فقط لرضاها
لتستكين
كيان التي دفنت وجهها باللفافة الصغيرة تعب من الرائحة البريئة بنهم الحرمان
تقبله وجهه الطري فيتحرق سلمان بتلوع وهو يرى شفتيها تطبعان القبلات بوجه صغيره
لقد اشتاقها
هو متعب هالك
يتوق فقط أن يغمض عينيه براحه جوارها
نفسه لا تهدأ إلا بها وعاطفته لا تستكين إلا بقربها
وهي ليست هنا
هي أشبه بمسكيناً ضورته مسغبة الأمومة المفقودة فغدى يقتات على الفتات وأن كان بن الغريمة
دموعها تنزل وهي تضمه لصدرها تحتضنه بقوة حانيه فيفتح عينيه وتلتاع دون صوت
عبير طهره الآخاذ في حشا أمومتها الجدباء كالسكين
رباه
ألن تحظى هي بلحظة كهذة ؟
استوطنها الألم وقد ظهرت عليها بالصباح علامات ذبحها
علامات كرهت أن تدقق بها فتنتظر شبح الاجهاض الوشيك
وجوارها كان يحترق ندماً أن أذعن لطلبها
لقد أحرقها عوضاً عن تطبيبها
كيان التي بعالم أخر
عالم يتلخص في تلك اللفافة الصغيرة وفكرة تبزغ من العدم
فكرة كسرت روحها المثيرة للشفقة وهي تتمنى أن تعتذر مع لغريمتها فقط لتسمح لها ببضع دقائق كهذة
الغريمة التي كانت تطرق الباب اللحظة وقد أقسمت ألا تفعل لكنها جن جنونها حين أخبرتها مودة أنه عند كيان ولم ينزل لهم ولم يخرج من البيت
حين فتح سلمان الباب سب نفسه بغضب وتسمرت رقة بجحيماً ابتلعها وهواناً اكتسحها
رباه
هو هنا بشقة حبيبته
ضرتها التي تحتضن طفلها هي
ابنها هي يهنئان بوجوده سوياً ولا شئ أخر ينقصهم سوى حذفها هي من الصورة ليكتمل الإطار الناقص
ابنها هي يبكي فتهدهده الأخرى التي تنظر لها بتيه
لم تعد تشعر بنفسها ولا تتمسك بشئ من عقلها
صدرها ينشق بالأهات وعينيها تلمعان باللعنات فصرخت دون شعور :-
" كيف لك أن تكذب علي
تخبرني أنك ستأخذه لأمك فتأتي به هنا "
" رقة افهمي " نطقها سلمان بغضب مكبوت يحاول أن يسحبها للخارح فنزعت ذراعها منه صارخة بجنون :-
"الى أين تأخذني وتترك ابني "
بحمية أمومية لا ترى من الهدوء درب ولا تسلك من العقل ذقاق تدفعه وقد غزت الدموع عينيها لأول مرة والخوف ينشب بقلبها أن يأخذاه منهاويحرماها منه
رجل مجنون بحبيبته كزوجها ربما يفعلها
رباه انه طفلها
طفلها هي
تتحرك بغريزة أمومية بحته فتنتزعه من كيان التي نطقت بتيه :-
"لم أكن أعرف أنكِ لا ترضين "
لكنها لم تستمتع وقد التفتوا جميعاً على صعود مودة وهنية ويبدو ا أن الصوت وصلهم
مودة التي اقتربت من كيان تضمها بقلق وقد كانت شاحبة وهنية التي تنقل نظراتها بينهم متسائلة بجزع وقد ظنته شجاراً بين الضرائر
" ما الذي يحدث يا أولاد "
جز سلمان على أسنانه دون رد واضعا كفه في خصره بينما رقة التي قالت بانفعال :-
" السيد ابنك يأخذ ابني دون اذني وقد خدعني أنه يأخذه لكِ
وحين أنزل لأخذه اتفاجئ أنه هنا "
نظرت هنية لابنتها بقلة حيلة ثم نطقت بهدوء أوغل صدر رقة :-
" حسناً حقك علي أنا يا رقة خذيه حبيبتي وانزلي "
تحركت رقة بغضب وقبل أن تخرج صرخت به :-
"اياك أن تظن أني سأسمح لك أن تبعدني عن ابني "

" وهل ابعدك أحد عن ابنك ؟"انفعل سلمان بغضب هو الأخر إلا أن نبرة كيان أوقفتهم جميهاً
"أنا أسفة
صدقيني لم أكن أعلم أنه دون رضاكِ لن تتكرر "
شعرت رقة بألف صفعه تنزل على وجهها وقد أدركت للتو كيف جرحتها
رباه ما هذا الجنون
ما هذا الجنون الذي تحياه ؟
لعنه الله
بل لعنة الله على الرجال جميعاً
ضربت الأرض بخطواتها تتحرك للخارج بجنون
وبقى هو عالقاً حتى نطقت كيان بغضب :-
"الحق بها
لا أريد أن أراك هنا "
كاد سلمان أن يتحدث فأشارت له هنية ليفعل فخرج وأغلق الباب بعنف
نظرت لهم كيان ترى نظراتهم الحزينة لأجلها فابتسمت بحزن وهي تقول :-
"معها حق
وتعلمون أنها معها حق لو مكانها لأحرقته وأحرقتها
صدقوني ظننتها تعرف "
ضمتها هنية بقوة وحنان تخبرها بأمومة منزوعة الحيلة :-
" حقك على رؤوسنا حقك على رؤوسنا يا حبيبة قلبي والله غلبنا على أمرنا مثلك "
أومأت كيان تستكين لحضنها وهي تقول بحزن هزيل :-
" أعرف
أعرف وأخبرتكم أني قدرت وضعكم
لا أحد مذنب منكم
لا أحد مذنب سواه "
......................

البلدة _بيت المالكية

مساءا
لأول مرة بعد ثمانية اجهاضات متتالية تخوض درب الألم وحدها
هنا بين جدران الشقة التي تطبق على أنفاسها
الدوار يلم بها والألم يضرب أنحائها
منذ الصباح رأت قطرتين من الدماء فتجاهلتهم بجزع كالذي يؤجل المحتوم
ألماً مريعاً يشن حرباً ضروساً بأسفل ظهرها ويتحالف مع تقلصات عنيفة أسفل بطنها فتتلوع بالفراش باكية
تنهار ويرتعش جسدها وكأنه الموت
الموت الذي تشهده للمرة التاسعة
صوت بكاء ابنه يأتيها عالياً عبر صفير الليل فتبكي هي الأخرى تحسراً على جنينها الذي تفقده فتفقد معه روحها
تضع سبابتيها تسد أذنيها وكأنها تخرس الصوت لكن الرضيع يعلو صوته أكثر وأكثر ثم يعود ويهدأ أتراه يلتهم ثدي أمه الأن ؟
لوعة الفقد تضرم نيرانها بأمومتها فتشعر بهبوطاً في أحشائها يلوعها
رباه هي تفقد طفلها
تفقد جنينها
جنينها الذي تأهبت بروحها أن تفتديه فقط لتناله لكن ليس مكتوباً له الثبات
رحمها أجدب وأمومتها مثقوبة وهي هنا وحدها لا أحد معها رغم أن زوجها على بعد بضع درجات منها
أخذت تأن بألم ومخاض الفقد يحمو بين ألماً بالظهر ودفعاً أسفل البطن
هل تعرف الشعور ؟
هل تعرف شعورر قطة شريدة أتاها المخاض بليلة مظلمة وسط صحراء مقفرة فتلوعت لوحدتها شريدة تعاني دفع الألم وحيدة ؟
ليته دفع حياة لكنه دفع موت
موت جنينها الذي لم يلحق أن يثبت وجوديته بالحياة
ليتها تموت
تموت معه
تشعر بالبلل أسفلها فتهز رأسها نفياً بهلع وكأنها ترجوه ألا يفعل لكنه تخلى عنها ككل مرة يلفظ أمومتها
بألم ووهن كانت تنزل ملابسها فتجزع صارخة بخفوت ودموعها تجري مبصرة الشئ اللامع بين الكثير
الشئ الذي لم يكن سوى السائل الأمينوسي الذي كان يحيط بجنينها هاهو نزل
رحمها لفظ جنينها وهاهو تركها ليكون نسياً منسياً
روحها تتصدع وقلبها ينشق وكأنها ليست المرة التاسعة وليست الأخيرة
أتراها الأخيرة ؟
ومرضها يضع بصمته ويشن هجمته فتجزع فرط الوجع وتهلع لرؤية الدماء
الدماء التي كانت تسحب روحها رويداً وقد تلون بها أسفلها
...........................



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 12-03-24 الساعة 02:58 AM
إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-24, 02:49 AM   #186

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 703
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

يجلس بمحل الجزارة يأمر الصبي أن يقطع اللحم ويقوم بتكييسه للزبائن شاعراً أن لا طاقة له بعمل شئ
" السلام عليكم "
قالها رشدان وهو يدخل عليهم المحل الكبير والرأيسي من محلات الجزارة التي تخصهم
رمق جلوس هاشم على المكتب الخاص بالحسابات بعدم رضا ثم التفت كليهما على صوت احدى الزبائن عالياً :-
" هذا ليس كيلوا لحماً صافياً أنه أكثره دهن
ما الذي قد حدث للمالكية ؟"
رمق رشدان ابنه بغضب ثم تحرك قائلاً بجدية ونبرته التي يهابها الجميع :-
" اخفضي صوتك يا سيدة وأخبرينا شكوتك "
نظرت له المرأة ثم لهاشم الذي تقدم هو الأخر وألقت كيس اللحم قائلة :-
" هذا الكيلو ارسلت ابني لشرائه فأعطيتموه دهناً
هل تستغلون كونه صغيراً ؟"
وعلى الصيت تجمع البعض يشتكون نفس الشكوى ومنهم من يشتكي من قلة ذوق الصبية البائعين في التعامل معهم ويشتكون اهمالهم لعملهم حتى أن أحد الرجال جعر قائلاً وقد كان مندساً ومشعلاً بالأساس لما حدث
" ان كنتم احتكرتم سوق اللحم كله والبهائم أيضاً فنضطر للشراء منكم
فليس ذنباً علينا أن المعلم طلق زوجته و"
لم يلحق أن يكمل جملته وقد مسكه رشدان من طوقه قائلاً بنبرة مخيفه بعينين تبرقان توعد :-
"ابلع لسانك أو قطعناه لك "
لكن هذا لم يكن بالشئ جوار هاشم الذي يبدو كمن يتنشأ على شئ يطفأ به جنونه وهو ينقض عليه ليبطش به لولا مرور أيوب وعبيدة اللذان سارعا لفض ما يحدث مكبلين هاشم وأيوب يصرخ بالرجل بنبرة مهيبة :-
" أخرس واخرج من هنا "
"لم يتبقى إلا الأعرج ليأمرنا والله لا نعرف ماذا يحدث للبلدة "
صرخها الرجل بعد أن نزل للشارع ولم يحسب حساب طارق الذي اصطم به وقد سمع جملته الأخيرة فضربه بفكه ضربة أطاحت به أرضاً حتى أن عبيدة الهادئ أبعد طارق زاعقاً في الرجل بانفعال مروع :-
"أذهب من هنا وإلا ندمت "
انقلب الرجل موحلاً نفسه بثرى الشارع ثم ركض صارخاً بنبرة عالية مشيعاً بالبلدة :-
" المالكية وصحبتهم يظنون أنهم اشترون بنقودهم
بلد ليس لديها نخوة "
فض كل من عبيدة وطارق الجمع ووقف جوارهم عبيدة فقال طارق بتجهم :-
"قل أنك غاضب وسأذهب لأجز عنقه لك "
" والله عال أصبحنا بلطجية وسنصدق القول على قولهم "
قالها رشدان غاضباً فرد أيوب عليه قائلاً بخشونه :-
" اهدأ يا عمي لم يحدث شئ "
ثم نظر لهاشم الذي أمارات وجهه لا تنذر بالخير قائلاً :-
" هل أنت بخير يا بن عمي ؟"
لكن هاشم لم يكن معهم فرمقه رشدان بغضب ثم أمرهم قاصداً كل من طارق وعبيدة وأيوب :-
" خذا بعضكما واذهبا من هنا هيا "
تردد عبيدة يرمق أخيه فنظر له رشدان بأمر دون تكرار طلبه
زفر عبيدة مستغفراً ثم حث صاحبيه وتحركوا
بعد ذهابهم نظر رشدان لزبائنه ثم قال :-
" كل من أخذ طلبا لم يعجبه فليتركه
ولديكم الخيار باسترداد أموالكم أو أخذ قطعية أخرى أنا بنفسي من أفعلها لكم مع تخفيضاً
إرضاء لكم عن خطأ الصبية "
بعد وقت كان رشدان راضى الجميع وعنف الصبية ثم أشار لهاشم أن يلحق به حيث طرقة جانبية ودقائق وكانا يقفان سوياً ورشدان يزجره بغضب عاتي منه وعليه بكينونته لا يدرك أن من أمامه رجلاً لا يعنف
" لقد أثبت لي أن التعامل معك بالحسنى خطأ
حين أرخيت لك الحبال شفقة بحالك جلبت لنا الكلام وسيرتنا على من لايسوى "
تحرر هاشم وأحمرت أذنيه غضباً كظمه كعادته اجلالاً لأبيه
يلوك قهره عنهم في الخفاء وكأنه خطيئة
يقف مطرقاً برأسه بينما رشدان يواصل :-
" لست أول رجل يطلق زوجته
لست أول رجل يفشل ببيته وقد كنت السبب لا أحد غيرك فلما هذا الضياع "
نزل حديث أبيه على روحه الملتاعه كألف جلدة من سوط ورشدان يتابع بزجر غاضب قاسي لا قبل له بتحمله :-
" أفق لنفسك
مالنا وحالنا يضيع بسببك
أما أن تردها أو تجد امرأة غيرها عل حالك ينصلح "
يقولها رشدان دون رغبة لكن بنية دفع الماء الراكد ولا يعلم أنه يحرك بركاناً ثائراً
بركاناً مكظوماً تتلاطم حممه رغبة في الانفجار فنطق بنبرة مكبوتة :-
" خطأ ولن يكرر يا أبي من الغد سأكون كظل الصبية هنا وهناك
هل تأمر بشئ ؟"
نظر له رشدان بريبة وقلق وندماً أبوياً ينهش قلبه خوفاً من شئ لا يظهر جلياً لكن هاشم لم يمهله التدقيق وهو يستأذن قائلاً :-
" سأذهب الان لأمر على المزرعة "
"الوقت أصبح ليلاً " قالها رشدان بخوف مضمور لكن هاشم لم يسمع وقد كان كفصاً من الملح ذاب مع الهواء
.......................

على التوازي
كان محسن يمر بالشاررع الذي تقطن فيه حبيبته عله يتحرى منها أثراً
لقد تحررت الحبيبة من بن المالكية ولن يقف بينهم شئ بالعالم
حبيبة القاسم ملكه منذ أن ولدت على ذراعيه
حبيبة القاسم الدرة النادرة التي أضاعها يوماً من بين يديه ولن يكررها مرة أخرى
حبيبته التي منذ أن علم بتحررها وأثرها لا يكف عن ملاحقته
أبصر بوابة البيت ذو الأسياج الملونة تفتح فتهلل قلبه وعاد وابتئس وهو يراه أبيها يصطحب ابنتها التي تذكره بطفولتها فتحرك بتلهف يعترض طريق نبيل قائلاً :-
" مرحبا بزوج الخالة "
قطب نبيل يلتفت للصوت ثم ابتسم قائلاً :-
" مرحباً يا محسن كيف حالك ؟"
مال محسن يحمل نورين بين ذراعيه وهو يقبلها قائلاً :-
"أنا بخير كيف حالكم جميعاً وكيف حال الصغيرة ؟"
"بخير يا ابني "
"أريد ان أنزل هيا يا جدو لنشتري الحلوى "
قالتها نورين بنزق تحاول التملص من ذراعيه فأغراها قائلاً :-
" ما رأيك أن اشتري لكِ غزل البنات الملون وفقاقيع الصابون الطائرة "
لمعت عينا نورين تضبع سبابتها بين أسنانها قائلة بحلاوة :-
" هل ستجلب لي ألوان عديدة ؟"
أومأ محسن برأسه بحماس فأومأت مبتهجة
نظر محسن لنبيل قائلاً :-
" تفضل أنت يا دكتور نبيل وأنا سأشتري لها ما تريد وأعود بها "
" لكن سنتعبك يا بني "
" لا تقل هذا يا زوج خالتي انها ابنتي "
ابتسم نبيل يشكره وهو يعود للداخل بينما تحر محسن يحملها وهو يشاكسها ملاطفاً ومدللاً لها وقد كانت مغرية للدلال الطفولي بحلاوتها ورقتها وخفة ظلها
لكن نورين قطبت فجأة لا تستجيب له تنظر لرجلاً يمشي ظهره لهم عاقدة حاجبيها بتركيز حتى صرخت بتهليل :-
"بابا بابا أنا هنا نورين "
التفت هاشم قاطبا بتلهف سرعان ما اندثر وغامت عيناه بقسوة وهو يبصر الرجل الذي توقف يحملها ينظر له ببرود وكأن له الأحقيه في حمل ابنته
رباه هل هذا القذر يحمل ابنته بين ذراعيه
ابنته هو
أعطت ابنته هو لهذا
لم يدرك تعابيره ولا اجفال ابنته بخوف وهو يقترب قاطعاً الخطوات نحوهم بنفس التوقيت الذي أبصر فيه طارق ما يحدث وقد كان الثلاثة لم يقفون بالشارع العمومي يتسامرون فقال طارق وهو يتحرك :-
" كارثة
محسن بن خالتي يحمل نورين وهاشم يتجه ناحيته ووجهه لا ينذر بالخير "
التفت كل من أيوب وعبيدة بقلق وقد تسابق كل من طارق وعبيدة وأيوب يلحقهم حسب خطواته المحسوبة قدر ما يستطيع
تحرك طارق نحو محسن يحمل نورين قائلاً بأمر :-
" اذهب الان يا محسن "
" ماذا فعلت يا بن الخالة ؟"
نظر له طارق بزجر وكرر أمراً :-
" اتقي الشر واذهب "
بينما كان كل من عبيدة وأيوب يقفا لهاشم بالمرصاد فتحدث هاشم قائلاً لعبيدة :-
" خذ نورين للبيت عند أمك "
حملها عبيدة ليهدأ أخيه فاعترض طارق قائلاً :-
" أمها لا تعرف يا عبيدة ما الذي تفعلونه بحق الله "

" اهدأ يا طارق " قالها أيوب بقلق ينظر لتحول أنظار الناس حولهم فقال طارق بغضب :-
"ألا ترى ما الذي يفعلونه
عبيدة أخذ الطفلة وذهب يا أيوب "
"إنه عمها لم يحدث شئ يا طارق لا تكبر الأمر"
وقف هاشم أمام طارق قائلاً بانذار غاضب :-
"أخبر أختك أن حمل هذا الكلب لابنتي لن يمر مرور الكرام "
" هل تهددني يا هاشم هل جننت ؟"
قبل أن يحتدم شجاراً بينهم دفع أيوب طارق قائلاً :-
" هيا من هنا الأن الأمور لن تحل هكذا
اتركه يا طارق كفى ما حدث وأنت يا هاشم اذهب بحق الله لا تجعلوا الخلق يتندرون بنا "
بعد أن تفرقوا كانا طارق وأيوب يسيران في طريقهم نحو بيت حليمة وطارق يرغي ويزبد من الغضب وأيوب يحاول تهدأته حتى وصلا للبيت فوجداها تجلس تحت الشجرة وكأنها بانتظارهم
نظرت لهم حليمة بتوجس ثم نظرت لأيوب متقصدة طارق بالقول :-
" من داس على ذيله هذا ؟"
ضحك أيوب وهو يجلس على الحصير ينظر لطارق الذي يشاجر طول الأرض منذ أن عاد من سفره رافضا أن يخبرهم ماذا فيه فاتبعه الأخير بينما يقص عليها أيوب ما حدث
خبطت حليمة كفيها وهي تقول ناظره لطارق :-
" سيطق لك عرق يا مهبول
البنت راضية وأبوها راضياً ما لك انت يا فاضي "
" يا قاضي يا حليمة " قالها أيوب مصححاً فلكزته حليمة بعصاها قائلة بعبوس :-
" اصمت أنت أنا أعرف هذة الأشكال جيداً
فاضي وأجدب ولا نفع منه "
"ألا تجدين أحداً غيري تقللين منه يا حليمة "
لكزته هو الأخر بعصاها قائلة بنزق وهي تقول :-
" تنيل بنيلة على عينك هل أتبلى عليك يعني"
تلوي شفتيها وتواصل:-
" من بداية الطريق فور أن طللتم وأنا أراك تنفش ريشك كديكاً شركسياً والمسكين جوارك غلب فيك "
" مسكين ؟" قالها طارق بامتعاض غيور فابتسمت حليمة تغمز أيوب الذي ابتسم هو الأخر فعادت تلكز طارق بعصاها مرة أخرى تشاكسه:-
" تعالى اجلس جواري يا مهبول تعالى "
مط طارق شفتيه قائلاً بغيظ :-
" لا بل يجلس جوارك ابنك المدلل "
" وهل جلبت حليمة سوى طارق حبيبها مهندس ابن البندر "
" ها أنتِ تتندرين علي مجدداً " قالها طارق بغيظ وهو يجلس جوارها فضربته على مؤخرة عنقه ثم شدته من أذنه قائلة بحذر هامس :-
" ولد يا طارق "
همس لها بالمثل متوجساً :-
" ماذا تريدين ؟"
"أنت ورائك مصيبة قر واعترف "
توتر طارق دون شعور فتنحنح قائلاً بنبرة أسبغ عليها الثبات :-
" أي مصيبة يا حليمة وهل أنا أهل مصائب "
لوت حليمة شفتيها يميناً ويساراً بإيحاء ثم قالت :-
" عيني بعينك "
نظر لها طارق بقلق ثم انتفض متأوهاً وقد قرصته في خاصرته دون أن يأخذ باله قائلة بتعنيف
" كذاب كذب الابل ومن يكذب على حليمة لا ينجو أليس هكذا يا أيوب "
أومأ أيوب الكابت لضحكاته وطارق يحك مكان قرصتها وقد انتقل من جانبها مبرطماً :-
"أنتِ لا يؤتمن لكِ يا حليمة الخبيثه "
" يبدو أنه نسى خفي " قالتها حليمة بعبوس متدلل فابتسم أيوب وعبيدة يقبل عليهم وبكفيه أكياس المسليات فنطق طارق بعبوس وهو يأخذ الكيس من يده يشرع في الاخذ منه
" ولك نفس بعدما حدث والله يا عبيدة لن يغيثك مني أحد "
شهقت حليمة وهي تنظر لهم قائلة :-
"أيتوعد لأخيه امامي ؟"
أشارت لأيوب وقالت بأمر :-
" حذ منه ما يأكل هذا المفجوع "
أشاح طارق بوجهه بنزق متململ وهو يقول :-
" حتى اللقمة تنظرون لنا بها "
لكزته حليمة قائلة :-
" لا يا حبيبي وهل يصح هذا ؟
قم اذا واعمل بلقمتك "
نظر لها طارق ببلاهة قائلاً :-
" ماذا أعمل ؟"
" احضر لنا عدة الشاي "
صاح طارق بتأفف طفولي "ألا يوجد غيري فليقهم عبيدة عوضاً عن كونه دوماً بلا فائدة "
"قم يا بغل "
قالتها حليمة بزجر فتحرك طارق بمزاجه النكد لكن استوقفه صوتها الحنون الذي ينزل كتربيتة لقلوبهم دوماً :-
"أم أنكم جائعون يا أولاد ؟"
لا يعلم ما الذي دهاه وعبيدة وأيوب يرفضان اقترب هو منها رغبة في حنانها قائلاً :-
"أنا جائع يا أمي "
تبادل عبيدة وأيوب الابتسامات وحليمة تناديه بكفها بتلهف وتقول :-
" يا حبيب أمك ألم تأكل
ماذا تريد أخبرني وسأطعمك؟"
ابتسم طارق ولمعت عيناه بحوجه لا تخفى مع كبر العمر
الحوجة للأم التي فقدها صغيراً ثم عاد وجلس جوارها قائلاً :-
"أريد أن أكل بيضاً بالسمن من يدك "
" من عيني حليمة " قالتها تربت على كتفه ثم أشارت لأيوب قائلاً :-
" قم واجلب لي شعلة النار الصغيرة وصحنا"
أومأ أيوب ونهض فواصلت حليمة :-
" وصحناً من الألومنيوم اياك أن تجلب أخر
والبيض والسمن بالثلاجة "
" حاضر يا حليمة " قالها أيوب وهو يتحرك للداخل فأخرج طارق طارف لسانه بنذاله ملعبا حاجبيه له مما جعل أيوب يبتسم له بتوعد ناوياً أن يردها بحيناً أخر
بعد وقت كانوا يشربون الشاي ويقزقزون اللب وسط الأحاديث والسمر حتى توقفت حليمة تنظر لعبيدة قائلة بتبسم :-
" رأيت لك رؤية لم أفهمها "
ابتسم عبيدة يسألها بتلهف استغربه في نفسه :-
" ما هي ؟"
نظرت لهم حليمة تأخذ من اللب المقشر الذي يضعونه لها في صحناً مراعاة لعدم قدرتها على فعلها وتقول :-
" كنا أنا وأنت ببستان يانعاً أخضر وصوتاً جميلاً لا هو طفلاً ولا هو رجلاً
وليس أنثى صوتاً غير مفهوماً يرتل القرأن "
قطب عبيدة ونغزاً بقلبه يدوي بينما حليمة تواصل ثم وجدناً طفلا صغيراً ينادي عليك لكن الغريب "
" الغريب ماذا ؟"
" الغريب أن الطفل كان صبي يرتدي فستان طبية "
" يارب السماوات " هسمها عبيدة بداخله بهلع وقد امتقعت نفسه وجلاً لا يفهمه وتفسير حليمة لا يؤول سوى لواحدة
لرضا
رضا أخت طارق الجالس بينهم ولا يعلم عنها شئ
لكن ترى هل تفسير أحلامه يصب نحو رضا أيضاً
عادت الأحاديث تدور بينهم حتى كان طارق الممدد على الحصير رافعاً رأسه على كفه وقد صدر مرفقه بالأرض :-
" وأنت ما أخبار عملك وشركائك ؟"
"أنهم كما قال الكتاب لن أجد مثلهم " قالها أيوب بطيبة فلوت حليمة شفتيها قائلة :-
" لا تذم ولا تشكر سوى بعد عاماً ومع شخصيتك سوى بعد قرنا وستة أشهر "
..........................

بعد قليل ..
موعد عودة الفلاحين إلى بيوتهم بعد الانتهاء من أعمالهم الشاقة بالحقول
الساقية وتحديداً حصير رضا وتلك
(العُشه الفارغة ) المفروش أمامها جلست غير آبهه بصفير ليل ولا نبح كلب عابر
صوت الهواء المحرك للزرع لا يساعدها على الراحة بل يغريها بالبكاء وقد عادت من عند جدتها للتو
تقرفصت حول نفسها مطمئنة بثوب الرجولة الذي ترتديه فتترك لنفسها عنان البكاء ورثاء الذات
ضمة حنونه من جميلة أرجفتها فرفعت عينيها لها تقول :-
"لم اخبركِ بمكاني لتأتي أخبرتك لتطمأني "
لم تبالي بها جميلة تنظر لها بشفقة لم تظهرها وهي تقول :-
"إلى متى الضعف ؟
ألم نتفق أن تنجحي هذا العام حتى نستطيع حل مشكلتك ؟"
" نحلها " قالتها رضا بسخرية وأردفت بمرار :-
" هل تريديني أن أخبره أني فتاة
لا انتظري أني مخنثه ؟
رجلاً رمى أمي لأن طفليه لم يحباها يا جميلة "
" هل هي من أخبرتك ؟"
سألتها جميلة بحزن مستغلة رغبة رضا بالبوح فأومأت رضا تقول :-
"أخبرتني تتعذب في موتها
لم يحبها يوماً يا جميلة لقد أحب زوجته حتى في موتها
زوجته كانت تعيش بينهم حتى ذبلت أمي ولم يهتم
كل ما كان يهمه طفليه اللذان تزوج لأجلهم
حين لم يحبها لم يفكر حتى وطلقها دون أن يهتم بحملها
لقد أخبرتني أنه لم يراني حتى سوى بعد شهراً من ولادتي "
صمتت جميلة ثم عادت تقول بتفكير :-
"لكن أهذا مبرراً يا رضا ؟"
"ليس مبرراً لكنها خافت يا جميلة
خافت أن يلفظني كما لفظها
أرادت أن تثبت قدمي بالعائلة كوني ذكراً لا شيئاً مخنثاً لا تعريف له "
مسكتها جميلة من ساعدها فتأوهت رضا دون شعور
هذا الذي لفت انتباه جميلة فشدتها حيث العشة المضاءة ليلاً
وكلتاهما غافلتان عن الفلاح المتابع لما يحدث بين ابن القاسم الأخرس وابنة ادريس الصغيرة
جميلة التي فور دخولهم (العشه ) رفعت كم جلباب رضا فالتاعت للون الأزرق عليه كعلامة واضحه للضرب
حتى انها لم تهمل رضا ففتحت طوقها وشهقت باكية تهمس بحزن :-
" من الذي ضربك بهذة الوحشية ؟"
وكأن سؤالها القشة التي قصمت كيل رضا فطفح لترتمي بأحضانها
باكية ألمها الذي طويلاً ما كتمته
شاكيه حزنها الذي لا يسمعونه عبر صوتها المحرم
رضا التي كانت ترى نفسها كورقة شجرة أرادت أن تينع لكن موسم زرع نبتتها أتى خريفا فماتت قبل أن تعيش
" يضربني
يضربني دوماً يا جميلة
يضربني بقسوة ووحشيه "
" هل هو الدكتور نبيل ؟"
" بل خالي أنه وحشاً يا جميلة أنا أكرهه
لا أحب الذهاب هناك وأخافه لكنه يهددني حتى لا يقطع أبي عنهم المعونات التي يعطيها لهم"
ومن الخارج كان عبيدة ماراً قاصداً مقابلة أيوب فتوقف مبصراً النور المضاء ناحية ركن رضا الاثير فتحرك نحوه قاطباً يعقد حاجبيه لصوت الهمسات
لم يعقلها قبل أن يدخل ويراه البعض
فما الذي قد يدخل بن المالكية هنا ؟
وأي وكراً تكونه تلك العشه الفارغة للثلاثة
بن المالكية ؟
الفتى الأخرس ؟
وابنة ادريس الصغيرة
عبيدة الذي دخل متفاجئاً من وجودهم سوياً حتى انه للوهلة أجفل وجميله تحتضن رضا مستنكراً ثم عاد وتفهم بتشوش فتسائل بقلق وعدم رضا :-
" ما الذي تفعلانه هنا بهذا التوقيت هل جننتم ؟"
ينظر لجميلة ويقول بانفعال :-
"وأنتِ كيف تخرجين بهذا الوقت يا جميلة
ماذا سيقول أهل البلدة "
"لكن رضا معي " قالتها جميلة بانفعال المراهقة بينما رضا مسحت عينيها قائلة بعنف وصدرها يحترق غيرة ونقصاً
" رضا ذكراً لكن أنتِ فتاة لذا لا يصح هذا ما يقصده الشيخ "
زاد التشوش بصدر عبيدة حتى أنه فتح فمه لينطق فلم يعرف ماذا يقول حتى قطعت رضا الصمت تدفع جميلة للخارج تقول :-
" اذهبي من طريق المزرعة هيا وأنا سأذهب ايضا الشيخ معه حق
أبيكِ لا ينقصه مشاكل "
وبعد خروج جميلة خوفاً دب بقلبها مدركه رعونتها في التصرف كالعادة تواجه الاثنان فشعر عبيدة بنغزاً غير مفهوماً للدمع المبلل أهدابها فاستغفر وهوي يقول بضيق :-
" هيا لنذهب من هنا"
تحركت رضا مسرعة وقبل الخروج تعرقلت بحجارة الأرض فصرخت دون شعور لتقع بين أحضانه
بين ذراعي الشيخ
ذراعي عبيدة المالكي الذي اهتاج وقد احتضنها لوهلة
وهلة فقط فجحظت عينيه وكله ينتفض مدركاً الحقيقة الذي لم يكن استوعبها الى الان
هو يحتضن انثى
هذا الجسد اللين جسد امرأة
هل تعرف الشعور ؟
شئ أشبه بنزع اللثام وانقشاع قشرة التشوش
فرضا ؟
رضا لم يعد رضا
رضا أصبحت أنثى ذات مفاتن طريه محسوسه ضربها واستشعرها الرجل به وإن كان تقياً
لكن الكارثة لم تكن هنا
الكارثة كانت بعود الاراك الذي اشتعل وتنقل بين الألسن بفتنته
فواحداً رأى جميلة تركض
وأخرى رأي ابن المالكية يدخل
وأي أدوار يتناوبوها هنا
أخر يزيد أن بنة أدريس وابن القاسم انتهى دورهم ثم أتى الشيخ
لكن الشيخ لم يكن وحده لقد سمعوا معه صوت أنثى
أي أنثى قد تكون هنا مع عبيدة الشيخ الورع ؟
وتندلع نار الفتنة بالنفوس كاندلاع النار بالهشيم
........................

" ابنته هو ؟
ابنته هو تتركها لهذا القذر
يحمل نورين ويلاعبها ؟ وبعد شهور تكن هي جوارهم أيضاً
هل كان هذا مسعاها من البداية ؟"
الأحاديث تدور بصدره كدوران دردارة القمح بغنيمتها لطحنها
تطحنه بل تدهسه دهساً
لم يشعر أن جسده يرتعش من فرط الغضب ولا أن حرقة الغيرة تغيب عقله فتسقطه بغياهب الجحيم
لم يشعر حتى أنه أخذ الطريق الطويل إلى المزرعة مشياً بالأقدام حتى دخلها ومنظره لا يخفى خافياً على العاملين
أنهى أعماله بغرفة الحسابات سريعاً ثم خرج مغيب كما كان والأعين تدور
هو حتى خلع جلبابة لينزل بنفسه عاملاً بالحظائر غير دارياً عن عيوناً حاقدة تتحين المصائد ليحيكون المكائد وبلا دراية غافلاً عن عيوناً متولهة تنتظر الفرص
يرمي بهمومه بين المرعى وأغنامة وبين الحظائر وبهائمها
يطعم هذة ويحلب أخرى وليس هذا بعمله
بل ليس بعملاً يقام في الليل
هو حتى قرر أن ينظف الحظائر بنفسه فنادى عالياً على خضرة التي وجدها أمامه
خضرة التي كانت تنظر لجسده بالفانيلة الداخلية بعد أن خلع جلبابه واكتفى بها والسروال أسفلها
خضرة التي كانت تأكل رجولته أكلاً بعينيها ولم يدرك بعد وهو يأمرها بغلظة وخشونه تدك حصون أنوثتها دكاً
"اجلبي لي أدوات تنظيف الحظائر "
تشهق بأنوثه تكحلت بكيد النساء وتعطرت برغبة النيل فتقول :-
" بنفسك يا سيدي والله لا يحدث"
" وما دخلك أنتِ افعلي ما أمرتك به هيا " صرخ عليها بغضب وزأير النيران يلتهم روحه وجسده بل حتى شعيرات جسده
أتراه عاد لها يخبرها ما حدث ؟
ومن بين الغضب وانعتام البصر بل فقد البصيرة يسطع شرار تساؤل من العدم واللامنطق لكنه الشيطان الذي تركنا النفس له هلك
" هل نبيل بالبيت ؟
هل حين أخذها أصلا كان نبيل هناك أم أنه لم يوجد أحد سواها هي وأخيها الأخرس ؟"
يأخذ ما أتت به خضرة بعينين معتمتين وأُذنين طبع عليهم الشيطان وساوسه فلم يقف عند قولها :-
"سأدخل لأساعدك "
يبدأ بالتنظيف وهي معه تناوله ما يريد وتساعده فيما يفعل من أعمال شاقه لا يشعر بها من فرط انهياره
والجميع مشدوه مما يحدث حتى أن البعض كانو يتجاورون ساعة عَشاء يلكون الأحاديث مع الطعام يثرثرون
" السيد هاشم بنفسه ينظف الحظائر ويرفع روث البهائم ؟"
تختلس واحدة النظرات البعيدة نحو الحظائر تحرك فمها يميناً ويساراً وتهمس :-
" انظروا انظروا لمكشوفة الوجه التي تتبع الرجل كظله "
مال أحدهم عليها هامساً بشئ فلمعت عينيها خبثاً وهي ترد عليه بهمس مماثل :-
"إنها خضرة ابنة مسعدة سليلة الغجر "
ويتدخل أخر في الحوار قائلاً بصفاقة :-
" ربما تكون هي السبب في طلاقه من بنت القاسم بالأساس "
" جسدها (كرباج) وبها (كهناً) لا يقدر عليه أعتى الرجال "
"لالالا يا جماعه ليس هاشم المالكي ألا تعرفونه ؟"
" نعرفه لكن نعرفها أيضاً "
بعد وقت من الأحاديث والتهامس كان شحاته الذي لتوه عاد من الخارج لا يدري شيئا يقترب منهم صافقاً كفيه وهو يقول :-
" لقد انتهى اليوم وأكلتم كل منكم يذهب لبيته لقد جن الليل ولا ينتهى حديثكم "
وهناك كانوا ينتقلون بين الحظائر ينظف هو وتساعده هي تحاول الحديث معه فيصدها بصمته وشروده
منذ أن تركها وهو يشعر أن روحه منزوعه منه
حبيبة لم تكن زوجة
حبيبة كانت حياة كانت طمأنينة عمر وسريرة نفس
غاضب منها ويهيم بحثاً عن الشئ المفقود بفقدها
الشئ الذي أصبح حراماً على رجولته ذكره وعاراً عليها الحنين له
كيف تفعل به هذا ؟
العمل يخفف وطأة الغضب فيشيع في العقل شئ من مساحه التفكير
ليتها كانت صارحته
لكن أتراها أحبته لتفعل ؟
لو أحبته لما وصل بهم الحال هنا
يعود الشيطان ويتسلط فيزأر الغضب
هي امراة كانت مكمن غوايته وجل حاجته
امرأة كانت تركد الشهوة بمرور كل أنثى سواها وتشتعل جذوتها لحضرة أنوثتها
أتراه كان هكذا ؟
أتراها لم تراه سوى بعين رجل لم يرد منها أبعد من رغبته فيها؟
ألم تفهم؟
لقد كان يطيب وجعه بلقاء عشقها ويتجاسر بلهفته على مرفأ أنينها
خذلته
طعنته
وأوغلت في صدره كرهاً لها وقد زجت رجولته بمتاهات التخلخل
وعلى بعد خطوات كانت ترمقه وصدرها محتشد بالشحناء والعشق
ألا يراها
انه لم ينظر لها حتى وكأنه لا يشعر بها
تلمع عينيها ببريق انتقام وثقة أنثى تعرف ماذا تفعل
كيف تضرب وتلقى صدى ضربتها
كيف تعزم وتنل
تستغل شروده فتقطع طوق جلبابها قصداً لتطاير أزرارها فيظهر نحررها ومقدمة صدرها الفاضح عن عدم ارتدئها لما يستر فتنة نهديها العامران والقادران باغواء قديس وليس هاشم المالكي وحده
تعدل وضع وشاحها مبتسمة بثقة وبنفس لاهثه وهم يدخلان أخر الحظائر بأخر الممرات والتي بها بهيمة كانت متعبة
يسبقها وتتبعه فتخترق دهاليز فكره بالقول الساطع :-
" سلمت يداك يا سيدي رغم عملك لكل هذا لم توسخ نفسك وكأنك لم تضع يدك على شئ "
يعقد هاشم حاجبيه لقولها ناظراً لنفسه المليئة بالأوساخ والأتربه فينفر ناوياً أن ينتهى سريعاً ويذهب للاغتسال
وبينما يعود ويرتكن لأفكاره تطرق بمطرقتها مرة أخرى :-
" بارك الله صحتك بأنفار المزرعة كلها "
ما قالته جعل هاشم يتوقف منتوياً طردها ولتوه انتبه لوجودهم سوياً هنا ولا أحد معهم
متى أتت هذة بالأساس لكنها لم تمهله وهي تصرخ صرخه خافته بأنوثه مدروسة وقد أسقطت نفسها أرضاً مستغيثه به
اقترب هاشم منها بغضب ينتوي مساعدتها وطردها غير دارياً عن ما وضعته بطريقه لعرقلته ولا عن المسمار الذ وضعته فخدش يده حتى أنه تأوه لاعناً
فتزحف تتلوى بجسدها على روث الماشيه معتدله تقترب منه بتلهف وهي تفك وشاحها بقصد وتقول بلهفه :-
" جرحك يا سيدي يجب ربطه "
كاد أن ينظر لها زاجراً بتعنيف لكنه لم يكد يرفع عينيه ويجدها أمامه يبعدهم انشات غير مشروعه
وامام عينيه ورجولته التي كانت تشتهي امرأته قبل قليل كانت هي تقدم له صحناً عارماً من الفتنه المحرمة
الفتنة اللامعه باغراء السكر المغيب للعقول عبر طوق مقطوع ونهدين عارمين وساقطين لجسداً خالياً كيوم الخليقه
شفتين ممطوتين وهمساً مصبوغاً بفجر الاغراء وهي تمسك كفه لتلفه بوشاحها
" هل تؤلمك ؟"
والسؤال يحوي الفجر لرجلاً وقع بمصيدة غانية
هنا حظيرة نائية وليلاً يتستر على كل ماهو منتهك
هنا بصيص نور أحمر اللون يزين الخطيئة
هنا شيطان يغوي
هنا امرأة تنوي
هنا رجل
هنا امرأة


أنتهى



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 12-03-24 الساعة 02:59 AM
إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-24, 06:20 PM   #187

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 703
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

في خطأ ي بنات في مشهد محطوط مرتين
مشهد عبيدة ورضا

ترتيب المشهد الصحيح قبل مشهد هاشم وهو رايح المزرعة

المشهدين حصلوا ب التوازي في نفس الوقت


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-24, 11:29 PM   #188

فتاة طيبة

? العضوٌ??? » 306211
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 594
?  نُقآطِيْ » فتاة طيبة is on a distinguished road
افتراضي

يالله كيف وازيت بين مشهدين مشهد عبيدة ورضا بين يديه ومشهد هاشم وفجور خضرة وفتنتها هل ينجوان !! ابدعت والله ايما ابداع لدرجة اشعر ان المشهد مشاهد لامقروء سلمت يمينك .

فتاة طيبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-24, 01:17 AM   #189

عاشقة الحرف

? العضوٌ??? » 317648
?  التسِجيلٌ » Apr 2014
? مشَارَ?اتْي » 379
?  نُقآطِيْ » عاشقة الحرف is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

عاشقة الحرف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-24, 04:52 PM   #190

ضي عيوني

? العضوٌ??? » 496732
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 577
?  نُقآطِيْ » ضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond repute
افتراضي

بوووركت يمينك يا إسراء روايه جميله ومميزه فعلاً .
هاشم لن يسقط بالوحل المحرم وهذا ما انا واثقه منه.
لكن رضا والشيخ عبيده الاشاعات ستحرقهم حرقاً????????????
سلمت يداكِ حبيبتي وانتظرك بشووووق للتكمله والعيديه معاً❤????


ضي عيوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:14 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.