مقابلة صحفية مع الروائية الجزائرية قحام وافية

[فتاة القبوز المتوحشة]

إعداد وتقديم/ د سارا عادل محمود / عضو لجنتي العلاقات العامة والاعلام للاتحاد الدولي للأدباء والشعراء العرب / عضو قسم الإعلام للاتحاد العالمي للمثقفين العرب.
مقابلة صحفية مع الروائية الجزائرية قحام وافية
بداية أرحب بمن قالت يا آدم لا تسأل عن حبيبتك شام وسط ضجيج الصمت .هي نورس من نوارس الضاد تتوسط دائرة اليوم الروائية الجزائرية قحام وافية
اهلا وسهلا بك:
أستاذة قحام لكل كاتب حياة وطفولة مليئة بالذكريات هلا حدثنا عن حياتك وطفولتك؟
قحام تجيب
تغيرت ألوان الحياة بين الماضي والحاضر وسِمات الجمال بين الأمس واليوم .لاسيما في ظل ما بلغه هذا العصر المسلَّح بكل صنوف الأسلحة والتكنولوجيات الرقميّة ،وهيمنة الصوت والصورة في عالم الإنسان .أنا مثل أبناء جيلي نملك ألبوم ذكريات مختلف ، كانت طفولتي هادئة بسيطة ،تتّسم بالطيبة والتلقائية نتشارك نفس الألعاب والتي أغلبها من صنع أيدينا ،نلعب في حيّ واحد حيث يعرف كلّ جار أبناء جاره كما لو كنا أسرة واحدة .كنّا نثمّن العلاقات الأسرية والاجتماعية،حيث لا عنف ولا اختطاف ولا تهديد لعالم الطفولة .بل تكاد تكون طفولتنا أجمل مراحل حياتنا . يقول غابرييل غارسيا ماركيز
" لقد محا الحنين كالعادة الذكريات السيئة وضخّم الطّيبة . "

متى تكتبين؟ وكيف تستوحين أفكارك؟
قحام تجيب.أحيانا تداهني الأفكار وتزدحم في مخيلتي فأسرع إلى أقرب دفتر وقلم لأسجل خواطري ،وقد يحدث أحيانا أن يغيب الإلهام لأيام ،ويعود فجأة في وقت متأخر من الليل ،أو في لحظة لقاء مع كتاب أو الاستماع إلى مقطوعة موسيقية جميلة ومُؤثّرة .

يا آدم لا تسأل عمّ يتحدث ؟ وما الرسالة التي حملها للقارئ؟
قحام تجيب:
.كتاب يا آدم لا تسأل حاولت أن أترجم من خلاله ما يدور في ذهن آدم وحواء في لحظات المحبة ،والهجر ،والعتاب واتهام كل طرف الآخر بأنه لا يفهمه أو يعجز عن استيعابه ،يهتم آدم بالموضوع إجمالا وتهتم حواء بالتّفاصيل ، تحب حواء الحديث عمّا يختلج في صدرها وحياتها فتتهم آدم بالصّمت الطويل ويتهمها بالثرثرة ،تخبره أنه تغير ويخبرها بأنها مزاجية ولا تستقر على حال .من خلال خواطر حوارية بين هو و هي حاولت جعل كل طرف يتفهم الآخر من خلال هذه النصوص الشاعرية .

ضجيج الصمت ماذا ناقشت؟
قحام تجيب.
باعتبار الصّمت أبلغ مرحلة نصل إليها حين يكون لدينا الكثير لنقوله لكنّنا لا نقول شيئا ونكتفي بالصمت لاعتبارات عِدّة .ضجيج الصمت يعبر عن أعنف ما يمكن أن يعترينا من مشاعر .فالصمت لايعني أبدا أنّ الكلام قد مات .

جمعتِ بين اللغة العربية والنقد وعلم السيمياء والأدب ما القاسم المشترك بينهم؟
قحام تجيب:
اللغة وسيلة تواصل ،وهي وعاء للمعاني فهي تشمل اللفظ والمعنى وتجمع بين الدّال والمدلول ولا يمكن الفصل بينهما لذلك تمتد دراسة اللغة إلى دراسة مفهومها ،وفهم علومها ،ولتحليل أي نص أو خطاب لابد من المرور على فقه اللغة وعلومها المتعددة . إنّ القاسم المشترك بين اللغة العربية والنقد وعلم السيمياء والأدب هو أنها تهتم جميعها بدراسة وتحليل الرموز . المرئية والمكتوبة. تعتبر اللغة العربية وعلم السيمياء والأدب وسائط للتعبير عن المعاني والأفكار والرؤى، وتعتمد جميعها على فهم وتفسير الرموز اللغوية والرموز الرمزية. كما أن النقد يهتم بتحليل وتقييم الأعمال الأدبية وفهم الرموز الأدبية والأساليب السردية واللغوية المستخدمة.

كونك شاعرة بماذا يفيدنا الشعر في عصرنا؟
قحام تجيب:
الشِعر يمكن أن يفيدنا في عصرنا بعدة طرق،
مثلا :التعبير الفني والجمالي عن الأشياء والأفكار وحتى الاشخاص ، فالشِعر وسيلة فنية للتعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة جمالية وملهمة. لإيصال رسالة معينة ، ويساعد في تشكيل وجهات النظر المختلفة وتعزيز التفاعلات الإنسانية بين الأشخاص
يفيدنا الشعر في العمق والتأمل والتفكير العميق في الحياة والوجود والمعاني الأبدية. يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة للتفكير ويساعد في فهم عميق للمشاكل والتحديات التي نواجهها في حياتنا.
كما أنّه مصدرُ الإلهام والتحفيز للقراء والمستمعين. يمكن أن يساهم في بناء الثقة بالنفس وتعزيز الروح المعنوية وتحفيزنا على التحرك والتغيير.
دون أن ننسى دوره في إثراء ونقل الثقافة والتراث الثقافي للأمم والشعوب ويحمل في طياته الهوية الثقافية والتاريخية للشعوب.
يستخدم الشِعر كأداة للتغيير والوعي الاجتماعي. يمكن أن يطرح القضايا الاجتماعية والسياسية والبيئية ويسهم في توجيه الانتباه للقضايا المهمة والتأثير على المجتمع.
باختصار، الشِعر يمكنه أن يفتح أفقًا جديدًا للتفكير والتعبير والتأمل ويساهم في اكتشاف الذات والتواصل بطريقة فريدة وملهمة في عصرنا الحديث.

عن رأيك بالأدب السياسي؟
قحام تجيب
الأدب السياسي هو فرع من الأدب يهتم بتناول القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية في قالب أدبي. يسعى الأدب السياسي إلى إبراز الظواهر السياسية والتأثيرات التي تنتج عنها على الفرد والمجتمع، وكذلك يعكس النزاعات والصراعات السياسية والتوترات بين الأفراد والجماعات.
يتناول الأدب السياسي في كتاباته مواضيع مثل الحكم والحكام، والحرية والاستبداد، والثورات والثوار، والعدالة الاجتماعية، والمواجهات السياسية الدولية، وغيرها من القضايا السياسية المختلفة. يُعتبر الأدب السياسي أداة قوية للتعبير عن المشاعر والأفكار السياسية، وللتأثير على القراء والمجتمع بشكل عام.
من أمثلة الكتاب في مجال الأدب السياسي، يمكن ذكر جورج أورويل الذي اشتهر بروايته "1984" التي تنتقد الدكتاتورية واستغلال السلطة، وألبرت كامو الذي كتب رواية "الغريب" التي تناولت قضايا الهوية والوجود والأعمال العمومية.
يعتبر الأدب السياسي أداة فعالة للتحليل الحاد للوضع السياسي والاجتماعي، وقد تساهم في توعية الناس وتغيير الرأي العام وتشكيل التحركات والثورات، وذلك من خلال توظيف القوة السردية والأنماط الأدبية المتنوعة.

بماذا تنصحين الكتاب المبتدئين؟
قحام تجيب
أنصح الكتّاب المبتدئين ،بالتريّث والتدرّج في الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى متقدمة ،بالاجتهاد واتخاذ

أنصح الكتّاب المبتدئين ،بالتريّث والتدرّج في الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى متقدمة ،بالاجتهاد واتخاذ الأسباب والاعتماد على النفس والأهم من ذلك العناية باللغة بشكل كبير حتى لو كان الكاتب موهوبا ،فالموهبة وحدها لا تكفي دون صقل ومعرفة ودراية ،وأخصّ بالاهتمام اللغة العربية الفصيحة من كل النّواحي الصوتية والدلالية والتّركيبية والاطلاع على قواعد اللغة النحوية والصرفية حتى تكون الكتابات سليمة من حيث اللفظ والتركيب كذلك وتصل سليمة إلى عين القارئ وذهنه .خاصة أن العمل الأدبي يمرّ بالتدقيق اللّغوي قبل الطّبع والنّشر ،وأنصح كذلك بكثرة المُطالعة لإثراء الزاد المعرفي وتجديد القاموس اللّغوي للكاتب .

ماذا أضافت الكتابة لقحام؟ وماذا أضافت قحام للكتابة؟
قحام تجيب :
وافية الكاتبة أضافت لي النّضج ،والقدرة على مواجهة المواقف الفكرية والاجتماعية والعاطفية برويّة بعد فهمها والتّعبير عنها .لأن الكتابة بالنسبة لي عملية جراحية تستهدف تشريح العالم لفهم عقده والبحث عن شفاء لأسقامه ، الكتابة هي النزيف الوحيد الذي يضخ لك دماء جديدة ومتجددة في كلّ مرة .
أما شخصية وافية فقد أضافت للكاتبة طريقة الكتابة ،ومنحتها أسلوبا مختلفا فيه طعم وافية الإنسانة بميولاتها واختياراتها وأذواقها كذلك.

بكلمات موجزة صفي لي قحام وافية كإنسانة؟
قحام تجيب:
شهادة المرء في نفسه مجروحة ،لأن الذاتية تتدخل أحيانا في إطلاق الأحكام لكن يمكنني وصف وافية الإنسانة ، بأنها تتمتع والحمد لله بالقدرة على تفهم ومشاركة مشاعر الآخرين بحبّ .تحب الجديّة في
أداء التزاماتها وواجباتها،تعامل الآخرين بأسلوب
مهذب ومتواضع.
وتقدّر قيمة الاستماع إلى الآخرين واحترام آرائهم وتجاربهم.
على الصّعيد الشخصي تسعى للتطوير الذاتي من خلال اكتساب المعرفة والمهارات الجديدة، والعمل على تحقيق أهدافها الشخصية والمهنية والروحية.

شكرا أستاذة قحام ومزيدا من الإبداع