18-07-24, 02:42 PM | #61 | ||||
| اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد لا تنسوا الباقيات الصالحات سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم | ||||
28-07-24, 04:33 PM | #62 | ||||||
| مَساء الكثير من اللحظات البهَية. ✨ __________________________________________________ _غَ. عدتُ للعمل و في طريقي رتبت موعدًا مع إبن خالتي الذي سيزيل هذا الغموض المُرهق. فتحتُ قصة جنان بملل و وجدتها تشارك خبر إعادة الإفتتاح.. مما يعني أن جُمان تشعر بطريقة جيدة للعمل مجددا. يجب أن أستغل هذه الفرصة بالوقت المناسب. *&*&*&*&*&*&*& عدت لمنزلي و قبل أن أكمل نومي أرسلت رسالة صوتية مجددا لغلا أن تمنحني فرصة! و ربما بدوت منفعلة خلال ذلك! واتتني موجة الغثيان التي أقضت رغبتي في النوم. إنتبهت لمجموعة العمل، لم أقرأ كل الرسائل.. و علقت بكوني غير متاحة في قسمي ..و أن الإشراف هو الخيار الوحيد. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*& بدأ فواز بجولات على المرضى و تقييم حالتهم الصحية و في طريقهم إلى المريض التالي سلّم الجهاز اللوحي إلى ريماس كي تقيم حالة المريض القادم.. دخلا إلى المريض و بدأت ريماس بتقديم نفسها للمريض و التأكد من راحته خلال فترة إقامته ثم تبعت ذلك بطرحها أسئلة عشوائية ليقول فواز / د. ريماس لحظة من فضلك خارجًا.. " و حالما خرجا" د. ريماس لديكِ ملف المريض أمامك إنتقلي إلى النقاط الحيوية لأن الوقت ضيق و أمامنا الكثير من المَهام ريماس بقلة رضا / من المهم أن أعرف.. لأن المريض خضع لتغييرات في أدويته مؤخرًا كما هو موضح في الملف " و شددت نبرتها" الملف ليس كل الصورة عن حالة المريض.. ما يضيفه المريض حيوي جدًا فواز تبسّم / أتفهم رأيك.. لكن نحن هُنا نتابع المريض.. لا نشخصه. ريماس سلمته الجهاز اللوحي / إذًا أدر المتابعة كما تُحب.. سأشاهدك فقط. فواز تسّلم الجهاز و عاد للمريض، ريماس من خلفه و أجرى فحصًا سريعًا على الملف، المريض، و خرج بعد تمني السلامة له. فواز و هو يحدّث ملف المريض / ستضيعين وقتك إن كنتِ ستتفرجين على كل الحالات. ريماس / ما أعرفه عن تشخيص المريض و بمقارنته بالملف.. صورة الملف قاصرة. فواز بإهتمام و هما متجهين للمريض التالي / إحتفظي بذلك للمكتب لمناقشته. ريماس رمشت عدة مرات لقوله المنفتح، و خطر لها ربما د. هشام ليس المعلم الأمثل. . . . . نهضتُ من قاعة الإنتظار إلى عيادة الخصوبة.. إنها مرتي الثانية في المتابعة بعد إنتهاء مرحلة العلاج الأولى.. على الرغم من أن فرصي ليست صفرية و لكن فكرة الإصابة و تأثيراتها الغير مضمونة تدفعني لِمحاولة إدارة أي ثغرة قد تجعل من فرصي أقل بمرور الوقت.. رحّب بِي الطبيب الذي كان يافعًا و دمائه تنبض بالحياة! عرّف بنفسه على مضض َو بعد عدة نقرات في ملفي.. حدثته عن حالتي مجددًا حالما أمطرني بالأسئلة التي بدت لِي مِبهمة المعنى.. و بعد لحظات من الترقَب تخللتها أحاديث الطبيب التي إصطبغت بِالتفاؤل َو الإنبساط. الطبيب / بحق نتائجك أفضل مما توقعت يا علي علي بإرتياح / الحمدالله.. إذًا الدواء كان فعالًا الطبيب / ليس الدواء فقط.. بعد عناية الله، نظامك الحيوي بأحسن حال.. أرى أن متابعتنا هي أفضل ما يمكن فعله نظرًا لنتائجك الواعدة. علي بإبتهاج / كما توصي *&*&*&*&*&*&*&*&*& ولجت للمركز و طلبت مقابلة إبن خالتي دقائق عدة حتى قدم لمقابلتي و إستضافني بمكتبه، تبادلنا الأحاديث قليلًا حتى أفضيت سبب زيارتي المفاجئة محمد يقدم ذاكرة التصوير / يوجد شخص يستغل أختي في مهاجمتي.. لدي مشتبه به و لكن أريد التأكد.. الأمر بمعرفتك يا رائد رائد يفتح الذاكرة / أبشر، يوجد تصوير على مدار اليوم.. أحتاج بعض الوقت و لكن إن كان الأمر طارئًا.. سأحاول من أجلك. محمد بعد تفكير / بضعة أيام مناسبة ؟ رائد بإبتسامة / مناسبة.. و لكن ما الذي يحدث بالضبط! و بالنظرِ إلى جروح وجهك من الأفضل أن أحيط علمًا بكل شيء محمد تنهد / تشاجرت مع أحدهم.. ستراه بالتصوير.. حلينا الأمر في الوقت الحالي و وصول هذا التصوير لجنان أفقدني صوابي.. مَنْ و لماذا.. هذا ما آملُ فهمه منك. رائد / هل لهذا الشجار علاقة مباشرة بجنان؟! محمد بحرج / لأصدقك القول.. من تشاجرت معه تكلم من أجلِ أختي و لم نقبل به.. هذا كل ما في الأمر. رائد بتفهم / جيد أنه توقف عند هذا الحدّ " ونهض" سأوافيك بالمستجدات.. إنتظر إتصالي. محمد صافحه بحرارة / بإنتظارك.. إعذر قدومي المفاجئ لا بد أن هنالك ما هو أهم رائد بجدية / أختك بمثابة أختي ريم، الذي يضركم يضرني. محمد / سلمت. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*& أمسكت هاتفي و فتحت رسائل روان و لم أرد عليها. هل الأمر بهذه السهولة أن تغدرني بهذا الشكل! كان يجب أن أفهم أنها في صف جاسم و أمسك لساني عما جرى بيني و بين خالد. قد يكون تفَهّم بالأمس حالما رآني مكسوفة من أختي.. عليّ أن أعترف أخطأت في مشاركة غرقه مع روان في ظلِ َما جرى و يجري بين جاسم و خالد. بينما كنت أصبو لإنهاء مما أنا فِيه ، بدأت ما هو أسوأ من ذلك.. ربما لهذا رفض إرتداء السماعة. تذكرت أمر القهوة التي أراقها خالد على بذلة سعود.. نهضت لإخراجها و غسلها أو التخلص منها لم أستطع فعل أيّ من ذلك لأنني لم أجد الكيس! ربما نسيته في السيارة. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*& ألقيت دواء الندوب بجانبي و مررت المرهم على جروحي التي تأبى عن خَطِّ جلدي و عقلي مشغول برائد.. يراودني الندم بقولي أنه مصدر معاناتي.. و تغيّر لون وجهه فور تلميحي بالحديث إلى كونه شرطي.. فقط مُربك. بالتفكير في الأمر.. حالما عملتُ بنصيحة ليلى الغير مباشرة.. أخذ اللقاء منحنًا بدى جيدًا له. إذًا هُو مُنجذب إليّ! إتسّع مبسمي لهذه الفكرة! محوت الإبتسامة و قطبت حاجباي من فوري.. أنا لستُ ليلى حتى تكون معرفة أي نُوع من الرَجال هُو كافية لحلّ عُقدي! "نهضتُ لغسلِ يداي"و الأخصائي الذي أقابله.. ما أعتقده عَن الإرتباط برائد.. يتبلور في كونه شُرطي كخالي و الذي يدقُ على وتر حقدي بمِنّ أجرموا بِه و بِيّ ،من الغريب أنه لا يذُكر أمر نايف و رفقاؤه. " أغلقتُ المياه و جففت نفسي و خرجت من غرفتي " بالتأكيد.. هنالك ما يدفعه لحمايتي.. لن يحميني من أشخاص في قبضته! " إلتقيتُ بهتان" سارة / تذكرُ منزل ليلى الجديد! هتان بعد تفكير / أعتقد أن لدّي الموقع سارة / سنذهب اليوم.. إنتظر خبرًا مني. *&*&*&*&*&*&*&*& تأملتُ مطولًا في مجموعة العمل.. لا يبدين مُهتمات.. ف خبر إعادة الإفتتاح لم يلقَ الإنتباه المرجو و رند لا تزال في أحلامها. تنهدت بخيبة أمل.. حسنًا سأهتم بالأمر بنفسي.. بعد كل شيء أنا مَن أوقفت المركز شُهورًا..صنعت لبدر وجبة خفيفة و توجهت لغرفتي.. قد يأتي محمد في أي ساعة لإجتماع أهله.. يجب أن يكون الأول و الأخير.. لا شأن لي برأي أهله عن تركي لمنزلي.. قد أوضحت ذلك جيدًا له و توقعه لحضوري كل أسبوع هُو خطأه. إستوقفني صوت الجرس.. لا بدّ أنه هُو. أرسلت بدر مع الخادمة و أكملت طريقي لتجهيز نفسي.. لن أبدو كما قلبي أمامه. . . . دقائق حتى خرجت لي الخادمة و بدر، جمانة ليست بينهما.. جلست في الحديقة ألاعب بدر و أطعمه إلى أن أطرب مسامعي صوت كعبها مُعلنًا خروجها. وقفت مكانها بِملل، نهضتُ مِنْ مكاني و خرجتُ أمامها. . . نظرت جمانة في طيفه المغادر.. لم يتعب نفسه و يُلقي السَلام! مضت خلفه و تجمدت مكانها حينما رأته واقفًا عند باب السيارة الأمامي مُشرعًا إياه فِي إنتظار قدومها. محمد / تفضّلي. جمانة خطت نحو السيارة و قبل أن تلجها نظرت إليه / شرّعت الباب الخاطئ و تحركت إلى الباب الخلفي لكن يد محمد منعتها من التقدم و حال بينها و بين الباب المجاور / المقعد الأمامي.. و لا أُتيح لكِ الإختيار . جمانة ركبت في المقعد الأمامي و أغلق محمد الباب خلفها. و حالما إستقر بجانبها و بدأ في القيادة جمانة أراحت ذراعها على المسند و وضعت رجل على الأخرى / كُل ما في الأمر رغبتُ في إلتقاط صُور جيدة لنفسي و المقعد الأمامي يحوز على الأفضلية. محمد / بالطبع جَمالكِ يستحق التوثيق" و سلّمها هاتفه" إلتقطي بعضًا منها من أجلي. جمانة / لا أريد.. و لا أريد حضور هذا الإجتماع برمته. محمد / كان عليكِ أن تنتبهي لما تضعيه في حسابك. جمانة بعفوية / حسابي لا علاقة له، لا أعلم ما يجول في رأسك حتى تفعل هكذا. محمد تبسّم / مسافة الشوارع صعبة جدًا. جمانة نظرت إليه و بهدوء / ليست بصعوبة المسافات الأخرى. عشت بهناء في وقتها ستكون بخير و لهذا ستعفيني من الزيارة. محمد سحب نفسًا إلى صدره / ربما يكون الإجتماع الأول و الأخير بعد كل ما جرى و قبل ما سيجري. جمانة / حسنًا القسم الأول هو ما يخصني. محمد بنصف نظرة / سأعذرُ ما قلتِ. جمانة بأريحية / لا تفعل.. عنيتُ قولي. محمد بِشرود / أتمنى أن يبقى كذلك. جمانة أراحت رأسها على جانب المقعد و إسترخت مقابلة له / يا لهذا الأمر الذي خسف بحالك، حاز على النصيب الأوفر من قلبك مقارنة بِي. محمد بإغتباط من عتابها / علمتُ أن إجبارك فكرة جيدة " ثم إلتفت إليها َو قد وجدها ترمقه بأسف مما جعله ينسى الطريق و أمر القيادة برمتها حتى إستدرك نفسه ليقول بعطف" أمر مؤسف فعلًا. جمانة ضيّقت عينيها فيه / إجباري أيضًا مؤسف سيد محمد.. مع خالص إحترامي لعمي. محمد تنهد لذكرها إسمه / أخيراً تذكرتِ أن لدّي إسم. خطر لجمانة أن تقلل من شأنِ مشاعره الفياضة و لكنها إختارت السكوت عن مشاعره.. كأن لم تراها أو تسمعها ! اصطبغت ملامح محمد بالحرج من صمتها و نظراتها التي إتسمت بالفتور. محمد فور توقفه عند منزله / أعدك الزيارة الأولى و الأخيرة لأهلي. جمانة تحرر حزام الأمان / وعودك من أجلِ نفسك. أقفل محمد الباب مانعًا إياها من النزول / لا يعجبك حينما أفعل ما تريدينه! جمانة بهمس حاد / و هل أردت الحضور! محمد بجدية / الليلة الماضية أجل.. إجباري لحضورك من أجل نفسي و في هذا الصباح تغير كل شي! جمانة نظرت فيه ببرود / لا يهم ماذا حدث في الصباح، أنا هنا على كل حال كما لم أرغب. محمد فتح القفل بدون أن ينظر إليها و نزل هو أيضًا لإقالة بدر. خرجت جمانة خلفه و حالما توجهت للباب الَداخلي محمد / أفردي وجهك لُطفًا وبدر معي.. سأجلبه لاحقًا. جمانة كشفت عن وجهها / من قال لك أن وجهي ليس مبتهجًا. محمد بإبتسامة / " عسَى وجهك ضحوك و بسّمتك ممتدّه. " جمانة بعينين مُرهقة لم تتكلف في إضمارهما / آمين. تأملّ محمد مغادرتها له و قلبه يحترق على ما إقترفه لعينيها! . . في الداخل سلمت جمانة على الجميع بمضض و جلست في حالها حتى حدثتها جنان / جمون أنا أيضًا سأشرف على إدارة المركز من منزلي، رياض صغير لا أريد الإبتعاد عنه. جمانة بتفهم / حسنًا.. لن نفتتح غدًا على سبيل المثال.. أحتاج أن أغيّر الكثير.. مثلًا نشاطي في التعليم سأحوله إلى توجيه و تصحيح أخطاء في المظهر لا أكثر. جنان بتفاجئ / يديكِ ستتشنج على هذا المنوال.. مكياجك شيء و المتدربات شيء آخر خسارة حقًا. جمانة زفرت نفسًا / هذه الفترة فقط. فُتح الباب و ولجت رهف بطبقها / مساء الخير، إحضروا الأطباق و إلا سيتحول الحلو إلى شوربة ضحك الجميع و بادرت العاملة بإحضار الأطباق، جلست رهف و حدثت جمانة من فورها / أقترح تغيير القائمة بمناسبة الإفتتاح مجددا . جمانة تبسمت / كما تحبين. جنان أخرجت هاتفها و همست لجمانة / هل صدقتي حقًا أمر الملاكمة! جمانة بعدم فهم / ما الأمر! جنان دخلت على الرابط و فتحت المقطع و أرته لجمانة التي تجمدت ملامحها من رؤية مقطع الشجار، أخذت الجهاز و رفعت الصوت جنان / المقطع صامت مع الأسف. جمانة بتغابي / سيطول حديثي معه، أرسلي لي المقطع. جنان بعفوية / ما شأني بهذا المقطع.. هذا ما حدثت محمد به فور رؤيتي له في الصباح. جمانة راجعت حال محمد في وقت سابق و الآن حلت أمر ضيق صدره و بإستدراك / حقًا ما شأنك! قطع حديثهما دخول سمر و سلمت ما جلبته للعاملة / ما شاء الله على هذا الجمع الكريم رهف بضحكة / ألا تتركين مزاحك سمر / حسنًا .. بدَوتم جديين للغاية كان يجب أن أكسر هذا الفأل السيء، جمانة لن أعمل وحدي و روان تشرف.. هذا لن يحدث أبدًا. جمانة / سألغي قسم الشعر، ستصبحين عارضة للمتدربات . سمر بمزاح / ماذا عن تأمين بشرتي! جمانة وضعت كأس الشاي / بشرتك ستصبح زجاجة بفضل خطوات ما قبل المكياج. سمر بسرور / رائع. جنان / يا إلهي هذا يعني إعادة ترميم الموقع و الحسابات، رند ستفقد رصانتها العقلية. جمانة بشرود / ستكون بخير. . . . علي وهو ينظر لبدر /محمد.. يجب أن أخبرك أنني كنت منذ بضع ساعات في العيادة و الطبيب سعيد بمستوى حالتي. محمد برحابة / الله يتمم لك بالذرية، لقد ساءتني وحدة بدر في هذه العائلة الكريمة. علي ضحك / لا تسمعك جنان. محمد / يجب أن يكون بدر مع جدته بعد قليل، خذه أنت.. حتى لا ينسى أنك عمه. علي / يبدو أن الشجار لم ينتهي في رأسك.. حالك كسيف. محمد / الأمر ليس في رأسي فقط.. عمر / ماذا في رأسك، أستطيع إسعافك.. فقد قدمت على مهنة الرعاية الطارئة. علي بذهول / ستغير مهنتك! لماذا! عمر بإبتهاج / أحتاج أن أغيرها. محمد / الله يوفقك. *&*&*&*&*&*&*&*& ترجلت من سيارتي و دخلت المقهى و من فوري طلبت مقابلة المدير بعد عرضي لبطاقة عملي. إختفى العامل و بعد مضي عدة دقائق سئلني بوجل عما أحتاجه كي يساعدني.. طلبت تصوير عدسات المراقبة بنظري حول المقهى خلال الشهر و أوضحت أنه لمصلحة جنائية من الدرجة الأولى. ذهب العامل لتحقيق ما أريد بينما جلستُ أراقب الأجواء بَملل. وردني إتصال من أحد الزملاء و الذي حدث أن طلبتُ منه إستعلامِا عن موقع ثامر، نزل على َمسامعي خبر مكوثه في المشفى منذ بضعة أيام، شكرته و أغلقت الخطّ. مشفى! ماذا جرى! ثامر توقف ارتباطه بحادثة الخطف عند زوجته.. إبنة خالة سارة. ثامر ليس أولوية مقارنة بعزيز، يجدر بي زيارته لإختبار حاله، نهضتُ مع العامل لرؤية التصوير و طلبت منه الخروج كي أتصفح بخصوصية..بدأت باليوم الذي شككت بالمتخفٍ، مررت التصوير إلى حين دخول سارة و مقابلتها لفتاة ما مما أشعل في رأسي فكرة شبكتها الإجتماعية المجهولة، جهلي بذلك سيكون أعتى أعدائي، سرَعت التصوير إلى أن ولج الرجل.. بدى عاديًا معظم الوقت حتى أنه راح يخربش على المنديل، التقطت قلمًا في محاولة مني لمحاكاة ما يخطه على المنديل و بدأت في كتابة ٧.٧٧.٧، نظرتُ بعدم فهم لهذه الأرقام و شكوكي تأججت بعد هذه اللحظة. أعدت التصوير حيث إنتبهت سارة لوجوده الذي بعث الريبة في قلبها ف أسقطت الكوب.. نظرت للشخص بعيون كالصقر و لأنه يرتدي النظارة و الكمامة لم أستطع قراءة وجهه و أما لغة جسده كانت مُحكمة! أجل لم يبدو شخصًا عاديًا بعد ردة سارة! فقد أزاح نظارته قليلا متأملًا سارة و كأنه يتربص بها. دققت النظر في كفِ الشخص و لم أستطع إستشقاء ما قد يكون علامة حاسمة لأي علاقة مع العصابة. خرجت من الغرفة و طلبتُ بيانات التواصل مع المدير و قبل أن أغادر حذرت من التصرف بالتصوير مهما كانت سياستهم في التعامل مع التصوير. *&*&*&*&*&*&*&*&*& دخلت للمنزل و توجهت من فوري لغرفتي، فتحت الباب بتلقائية و جذب نظري الكيس الذي توسط سريري. وضعت حاجياتي جانبًا و إلتقطت الكيس، أخرجت بذلة َو علمتُ أنها خاصة سعود. قطبت حاجبي لما لباس سعود متسخ بهذا الشكل و كيف وصل لغرفتي! قربت أنفي من البقعة البنية و لم أستطع التعرف على طبيعة المادة التي صبغت بذلته. مشيت لهاتفي و وجدتني افتح محادثة عمل السفر المشؤومة و منها صورنا جميعًا حتى وصولنا لمطار البلد. مررت الصور حتى وجدت آخر ما إرتداه سعود هو بين يداي الآن! رميت بثقلي على الأرض متأملًا البقعة البنية بذهول شديد، لا يمكن أنني أحمل بيدي دماء أخي! قبضت على طرف البدلة بقهر و شردت بشخص واحد فقط.. خالد. هل جاء بالأمس كي يضع هذه في قعر دارنا.. و يشج قلب والداي! أخطط لهذا! تأجج الغضب في قلبي و نهضت من مكاني، أعدت البذلة بالكيس. أفزعني صوت أمي القادم من خلفي أم جاسم / وجدت الكيس في صالة المنزل و كنتما آخر من خلد للنوم.. ظننته شيئًا خاص بك أو بروان.. و على ذكر روان لم أراها منذ إستيقظت. جاسم بلل ريقه بخوف / أجل الكيس لي، ظننت أنني أضعته.. روان في شقتنا لا تقلقي بشأنها. أم جاسم بحرج / لقد أفسدنا راحتها جاسم تقدم إلى أمه و إحتضنها / أعدكِ أن لا يعدي يوم واحد بدوني . أم جاسم بغصة / لقد خلى علينا المنزل بعد سعود.. دعها تكون في المكان الذي تريده.. و أنت لا تترك منزلك. جاسم بلطف / هل إشتكيت لك الحال يا أم جاسم حتى تقولين هكذا! أم جاسم مسحت على كتفه / مُنى عيني رؤية شبابك في المنزل على الدوام. جاسم قبّل رأس والدته و قال / شبابي فداء عينيك. أم جاسم برحابة / هيا ننتظرك على الشاي. جاسم يخرج معها و يغلق الباب خلفه / هيّا.. كي لا تشرب أم جاسم الشاي بهناء. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*& رند بحيرة من حزن غلا / لم أعد أعلم إن كنتِ تجدين الحزن راحة لكِ بعد الآن غلا بعتب / رند توقفي عن المزاح. دخل خالد للمنزل و وجد رند تستقبله بحرارة / أنرت المكان.. ماهذا لا أستطيع رؤيتك من شدة النور. خالد ضحك / لا استطيع سماعك من هذه الجهة غلا تآكل قلبها فور ذكر فقدانه للسمع، نهضت من مكانها لتجهيز غداءه. رند تنظر لحقيبة النادي بغرابة / ما هذا! خالد / سر حياتي.. حقيبة نادي السباحة. رند تأملت وجهه في سبيل إستشفاء حاله / جيد.. ما بال غلا العالم فوق أكتافها بالرغم من ليلة أمس الموعودة. خالد نظر لغلا / حقًا! و لما أشعر أنكِ تسخرين مني! رند ببراءة / أليست ليلة موعودة! أن تواجه عمي و أهله. خالد تنهد / على الأرجح.. ثم لقد جعلتيني شجرة عند الباب هيا إذهبي عني كي أتخفف من اليوم. رند نظرت فيه بحنية / كما تحب. دخل خالد لغرفة النوم و وجد غلا لحقت به، إلتفت إليها و إقترب بشدة منها، مصوبًا عينيه في عينيها و بصوتٍ ساكن / ماذا يجري معكِ؟ غلا أشاحت بعينيها عنه / جئت لأبحث عن الكيس مجددا. خالد إستقام أمامها / كما تشائين الآن فقط. غلا وهي تبحث في حقيبته / أنا بخير. خالد و هو يرتدي ملابسه / لستِ بخير إطلاقًا. غلا خرجت إلى رند و تبعها هُو، إجتمعوا معًا خالد / إذًا إعترفي ما وراء زيارتك قبل إجتماعنا غدًا؟ رند / هل تظن أن عدم حضوري البارحة سيمر بسلام! أخبرني كل شيء مجددًا. خالد نظر إلى غلا / كل شيء هو أمر صعب. غلا بقلة إرتياح من نظراته / أخبرها ما الصعب في ذلك! رند / أخبرني ماذا حدث مع والداينا فقد خرجا بتوتر شديد. خالد تنهد / أظن أنني فهمتك رند بأسى / ماذا فهمت! غلا بحرج / سأكمل البحث عما فقدته.. خذا راحتكما. رند ترقبت طيف غلا المغادر / أبي يا خالد.. ماذا فعل و ماذا قال! خالد بعد وهلة من الصمت / كان أبي.. يا رند أمام أخيه. رند و عينيها ترمق وجه خالد بوجل / إذًا ماذا! هذا شيء رائع أليس كذلك! خالد تنهد مجددًا / شيء عظيم جدًا. رند مائلةً على كتفه بإبتهاج شديد / تحدث هيا طمّئن قلبي. خالد رمقها بنصف عين / ربما غدًا.. لأرى إن كنتِ ستهتمين لأمري بوجود فواز. رند قرصته بقهر / أحب كليكما و أحبك أيضًا هيا تحدث. خالد ضحك / حسنًا سأصدق كلامك.. " تنهد قبل أن يقول" ليلة أمس.. حالما دخل عمي و الجميع للمجلس و من بينهم أبي.. ظللتُ خارجًا و ورائهم.. وراء أبي و وراء أمي أيضًا. رند بإسى / أمي أيضًا! خالد بمحاولة لهضم ما يخرج على لسانه / أجل أمي التي موتي أحب إليها من كون موت إبن عمي على يدي. أمي التي تشعر بالعار من كوني إبنها.. عندما تكون هكذا.. كيف لها أن تشعر بي البارحة! و لكنها أمي في نهاية المطاف.. " و بغصة" و كلُ رجائي أن يكون ما حدث كابوسًا و إستيقظت منه. أما أبي.. الذي لم ينبس بكلمة في حينها و كان لفعله في تسليمي لأخيه صدىً فاق أي كلمة.. عندما دخل هو أيضًا، حِرتُ بنفسي.. تلك الأقدام التي ساقتني لعمي تكبلت عن الدخول.. كل ما أردته حينها هُو الهروب من واقع موت سعود، الواقع الذي تحقق على يداي و في غمرة نفسي.. خرج أبي، تقدم نحوي و ضمني إليه قائلًا أنه موجود من أجلي.. ظللت مذهولًا من تصرف أبي.. بعد تسليمي لأخيه، بدى ما فعله حُلمًا فاق واقعي الأليم.. دخلت للجميع تحت جناحه.. و لأن أبي أعادني إليّ بفعله لذلك.. إستطعت إكمال ما جئت من أجله.. أن أؤكد على موقفي من عمي في عفوه و مدى إنخراطي المؤسف في فقد سعود.. الذي لا أتمناه أبدًا.. شيئًا فشيئًا تفهم عمي الأمر و أخبرني عن التوقف في حمل مسؤولية موت سعود إبنه. رند إحتضنت خالد بحرارة و قالت من بين دموعها / سعيدة من أجلك و أمي ستجد طريقها إليك.. أثق بذلك. خالد ربتّ عليها / آملُ ذلك.. هيا لقد أفسدتي ما إرتديته للتو بمخاطك. رند ابتعدت عنه / حقًا.. إخلعه كي أعصره و أستعيد ماء عيني. خالد ضحك / الله يسلم عينك من الحزن. رند ضحكت /هكذا ظننت. *&*&*&*&*&*&* دقيت الجرس و قلبي يكاد يخرج من صدري من الموقف الذي وضعت نفسي فيه تركت هتان يذهب و رفضت حضور وتين معي لزيارة حماتها. فُتح الباب و لحسن الحظ كانت ليلى.. خطوت للداخل بإرتياب مما قد يحدث و يُخرج كل شي عن طوره الطبيعي. إصطحبتني لغرفة الضيافة و أجبرت نفسي على عدم تهويل كل ما تقوله ليلى و تفعله.. كأن هنالك ما يحدث معها و هي تمثل أمامي أن كل شي بخير. قدم طفل مسرعًا نحو ليلى مما أفزعني و جعل قلبي يسقط في معدتي. ليلى / هذا صقر.. و هذه أختك سارة، سلم عليها هيا. سارة صافحت صقر / أهلًا.. في أي صفٍ أنت؟ صقر / الخامس.. ليلى عزيز يريد أن تعيدي تحضير الشاي للعمِ سلمان. سارة بإرتياب / منْ سلمان! ليلى لم تقولِ أن هنالك أشخاصًا غيركم! ليلى / حسنًا صقر إذهب.. سارة ما بكِ لقد أتى بعدكِ لا نستطيع رده. سارة بإعادة لحساباتها / علمتُ أن التحدث مع عزيز فكرة حمقاء. ليلى / إهدأي.. أنتِ في أمان َ و سلمان ضيفُ موثوق لا تتعبي قلبكِ هكذا.. سأخمر الشاي لعزيز و سأعود لكِ. في هذه الأثناء تراود إلى قلب سارة ذكر رائد، لطالما إرتبط إسمه بلحظات إرتيابها و فقدان رصانتها النفسية لذاتِ الأسباب .. الإختطاف و الجناية. صلت بشدة أن لا يحدث ما هو موجود و على الأرجح في رأسها فقط. عادت ليلى سريعًا قائلة / لقد رحل سلمان.. عزيز خلف الباب قولي ما تريدين له. سارة إحتضنت كفها بشدة من قرب عزيز / ليلى أوصلي ما أريد لن أتحدث بنفسي. ليلى جلست بجانب سارة للتخفيف عنها / حسنًا ماذا أقول له؟ سارة بتوتر / ماذا يعلم عن نايف و كيف إلتقى به، أعني ما الذي حدث كي يُختطف أخيه و ينتهي به الأمر بإختطافنا. ليلى بعد تفكير / بشأن كيف فقد أخبرني أن يومه كان عاديًا، و أن الأمر وقع عليه بإختطاف صقر.. و مع المفاوضات معهم كانوا على علم بأنه في الفريق المسؤول عنكِ.. لذا كان عليه جلبكِ للغرفة كي يستيعد أخيه. و أن نايف قد كان يتردد على المشفى كي يدرس ضحيته ربما.. لأنه تذكره فور رؤيته بعد هجوم الشرطة عليه. أما عن ماذا يعلم عنه سأسئله لكِ. سارة لم تعلق على حديث ليلى، فالخيبة إستولت على قلبها.. علمها بأن عزيز ضحية يختلف عن الإيمان بذلك! عاد صقر إلى المجلس و هذه المرة توددت سارة إليه.. و قضت الوقت معه حتى عودة ليلى. سارة / هل تحب عزيز؟ صقر / كثيرا.. إنه أفضل أخ في العالم.. من يراه يظن أنه أبي.. فهو لا يفترق عني كلما خرجت.. أصدقائي عندما يخرجون يكونون لوحدهم أما أنا عزيز يأتي معي. سارة تأملت موقف عزيز مع صقر / تحبُ أنه يصحبك كظلك؟ صقر / أحب لأنه يحميني و يهتم بي.. و يبتاع لي الكثير من الطعام. سارة ضحكت / جيد. عادت ليلى و طلبت من صقر الذهاب لعزيز / يقول أن كل ما يعرفه هو أن نايف بالسجن.. و لا يمكن أن يخرج في أي وقت قريب.. لتهم الإختطاف التي وُجهت له. سارة بذهول / إختطاف فقط! ليلى بعفوية / أجل.. فقد حضر عزيز المحاكمة. سارة و قد بدت مساعي ملاحقة رائد لها واضحة / أشكركِ ليلى.. لن أنسى معروفكِ هذا. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*& إلتقطت هاتفي بعدما أنهيت مهامي و وجدت رسالة من رند تخبرني فيها أنها إقتربت من حلم تزويجي ف أهل ريماس طلبوا وقتًا للتفكير بي. شردتُ في الرسالة طويلًا و شعوري لا أستطيع تسميته.. لأنني أعمل بقرب شديد مع ريماس. و لا أعلم إن كان هذا سيؤثر سلبًا على فرصة قبولها بِي.. فهي تجدني أتحدى قدرتها في العمل كطبيبة و أمر خطبتي ستكون مربكة بلا شك. وضعت جهازي في جيبي و خرجت من العيادة.. الأمر خرج عن كونه شي كقبولي بها كمريضة.. يجب أن أعيش فرصتي بالرغم من مرض السكري.. هذا ما أنا واثق منه. *&*&*&*&*&*&*&*& اليوم على وشكِ الإنتهاء و غلا لم تلفت لرسائلي أو مكالماتي.. لن تنجو مني غدًا. صدح صوتُ مفاتيح جاسم و هالني إسودادِ وجهه! لم أستطع جلب نفسي لفهم حالته المريعة و بدى صمته عن إلقاء التحية عذرًا كافيًا لئلا أسئله! مرت دقائق عدة على صمتنا.. حتى وجدتُ حالنا سخيفًا فنهضتُ إلى جانبه و بدى لي جسدًا من غير روح! لم أره هكذا في حياتي كلها معه! تضاربت المخاوف في رأسي، و أكثر ما رجوته أن لا يكون للأمر علاقة بسعود فيكون خالد محوره.. ومنه علاقتي بغلا التي تنهدر من بين أصابعي!، تأملته مطولًا و لم يلتفت لعينياي التي طافت الأشواط السبعة في محياه.. فقد كان متسمرًا ينظرُ في الفراغ. أراحت روان رأسها على جانب وجهه و كفها الأيمن مستقرٌ على عنقه و الأيسر يحتضن جانب وجهه الآخر. وضع جاسم كفه الأيسر على كفها و أدار بوجهه لها، نظر في عينيها بصلابة / روان.. أخاف من نفسي. أخذت روان برأسه / نحنُ ملاذها. *&*&*&*&*&*&*&*&* الجميع غادر لِما لا نزال هنا..! لقد تأخرت في العودة محمد / لستِ في مكان غريب.. أنتِ في منزلك جمانة / تعيديني أم أخبر إسكندر؟ محمد وقف و على كتفه بدر الناعس / الليلة معي جمانة بهدوء / ماذا سينقص منك إن كنت واضحًا و مباشرًا في نواياك؟ تحججك بالإجتماع الاسبوعي ليس مثيرا للإعجاب محمد غادرها لوضع بدر في مهاده و حال عودته / صدقي أنها رغبة وليدة اللحظة جمانة أطلقت تنهيدة دلالة على خضوعها لموقفه الحرج، غادرته للغرفة و إلى الدولاب تحديدًا.. تأملت به مطولًا، بين لباسها المثير الذي تركته خلفها و لباسه.. ارتدت خاصتها ثم إلتقطت لباسًا مريحًا خاصًا به! حرصت على خلو اللباس من رائحته! ثم ارتدته بتلقائية فوق لباسها الخاص. رفعت حاجياتها إلى ركنها المناسب، ثم عادت و رفعت شعرها ببعضه بعشوائية، ليس لديها الرغبة في البحث عما تبقى بين الأدراج. خرجت من الغرفة كي تزيل تبرجها لكن محمد استوقفها محمد بسرور / من الجيد أن لباسي عليكِ جمانة نظرت لما ترتديه / إضطررت لذلك " و همت بتجاوزه" محمد / إجلسي قليلًا جمانة نظرت فيه بتعب / أريد النوم.. دعني و شأني.. إعتبرني غير موجودة لأن هذا ما كان يجب أن يحدث محمد ضيّق عينيه / تشعرين بالنعاس أم تتجنبيني؟ جمانة إحتضنت نفسها / ماذا تريد حتى تتركني وشأني؟ محمد تأمّلها / لِما تحتضنين نفسك.. حولي ؟ جمانة بأريحية / هكذا إنتهى بي الحال.. ربما عادة جديدة. محمد وضع يده على ظهرها من الأعلى / إجلسي لنتحدث جمانة نظرت في وجهه بإستهجان لفعله / لا أريد الجلوس " و أبعدت نفسها عن يده" قُل ما تريد محمد قبض على كفه و بحرج / حسنًا.. " كتف يديه إلى صدره و مال نحوها" ما قصة رغبتك برؤية الزوجين.. و هل أنتِ حقًا على وفاق أن تكوني السبب في تهديد حياة لم تولد بعد! جمانة قطبت حاجبيها / ما شأن مقابلتي بجنينهما! " و بسخرية " إنك تتفوق على نفسك في تسمية ما وراء خياراتي محمد بسط يديه بإستدراك / سامحيني، لم أستطع إخبارك أن زوجته دخلت المشفى في ذلك اليوم و من بعده ساء حال ثامر، بعد شجاري مع ثامر علمت أن دخولها المشفى كان لسوء علاقتها بثامر مما فعله بِي و منه زواجي.. ما أريد قوله أن الفتاة كادت أن تفقد جنينها لأنها إهتمت بشدة لما آل إليه زواجنا بسبب ثامر جمانة وضعت كفًا على خاصرتها و الآخر على صدرها بقلة إستيعاب / ذهبت للشجار و بشكل ما.. كنت على وفاق معه حتى.. يتحدث إليك بحميمية حيث علمت عن فكرة إجهاض زوجته ! أتسخر مني !! محمد بإنصاف بين نظراتها الحائرة و المرتابة / كان ذلك حالما إعترفت أن ما نحن عليه اليوم..هو لأنني " بلل ريقه " ظلمتك و هدرتُ ثقتكِ بِي جمانة جلست واضعة يديها على ركبتيها بضعف ، مُديرة وجهها عنه بألم و لم تنبس بكلمة. جثى محمد أمامها و إستمال إنتباهها بقوله / جُمان.. " و حينما رآها أسبلت أجفانها بحِرقة ، قال برجاء " لا تصمتي هكذا.. صمتك يُحرق رُوحِي. جمانة رفعت أجفانها و جذبت نفسًا إلى صدرها و من غير أن تنظر إليه / إطمئن، سأنسى فكرة رؤيتهما إلى أجلٍ ولادتها . محمد على حاله / لا أعنيهما.. لا تصمتي عني في قلبك. جمانة نهضت و نهض معها و هذه المرة نظرت في عينيه الوجلة بِقهر / تحدثت ببقائي معك في بادئ الأمر .. لم تِنصت فإستحقيت صمتي اليوم. تشاطرا النظر لبضع لحظات حتى قال محمد بهَدوء / من بقيتي لأجله في الأمس، ليس الذي أمامك اليوم.. جُمان، دعيني أثبت ذلك جمانة كتفت يديها إلى صدرها و إرتخت في وقفتها دلالة على إستهانتها بكلماته / حقًا! أأنت َواثق بنفسك مما تقوله؟ ربما " و نظرت إلى أظافرها المصبوغة بلون اللآلئ" نفسك لديها قول آخر.. في عمقٍ ما " نظرت إليه بقوة " لا تريد سوى إرضاء غرورك.. و تمّلكي مهما تقترف بحقي. محمد تبسّم و تبسمت هي ببرود مكملة / قد أوضحت أن إنتقامك بالتشاجر مع ثامر أو أيًا يكن إسمه لا يغير شيء.. و إرسال مقطع الشجار لِي لا يهز شعرة في موقفي هذا. أما عن وصوله لجنان فتلك تبقى مشكلتك وحدك.. كنت مُحقًا في الإحتفاظ بهذا لنفسك.. لأن خوفك على نفسك هي سبب ضيقك في وقت سابق. و همّت هي بتجاوزه إلى دورة المياه لكنه أوقفها بإمساك ذراعها و حررت نفسها من قبضته بدون أن تنظر إليه لكنه إقترب من إذنها و همس / و حقِ عينيكِ جُمان، تمّلككِ حَاجة فِي نفسي لا هوى فيها و لا إختيّال. " إنحنى برأسه على عنقها" و الخوف أن في سيري إليكِ لا بلاغ لِي، " لمّها بين ذراعيه" الخوف بُعدك جُمان ، و كيف أشتكي بُعدك و أنا من دفعتكِ له ؟ وهن قلب جمانة لقربه و لشعوره المنهمر عليها، مالت برأسها على صدره لولا أنها ضمت أصابعها إلى راحة كفها و قالت / لم تدفعني للبعد، ابتعدتُ من عزّ نفس و طيب خاطر. محمد بذاتِ الحال / سامحي شعوري. إبتعد َمحمد َو في داخله يلعن نفسه و توقيت قلبه السيء.. أما جمانة ساكنة في مكانها مُشيحة بنظرها إلى الأرض و كأنها تواسي قلبها الذي لطالما هفا إليه و إلى تلك الكلمات التي تشدها إلى وصاله و أنه الطريق أوّله و آخره. محمد أقفى بظهره عنها و نظر إليها بطرفه / لم أستطع ألا أصدّ سهام كلماتك جُمان، السهام التي إندفعت من قوس قلبي.. توغلّت خلالكِ، " أحنى رأسه، و بحسرة" أصابتني.. هَوت بِي من على عرش قلبكِ. " إغتصب أنفاسه" ما أحاول قوله.. أن راية حربي بيضاء و هدنة السلامٌ لعينيكِ. " خطى إلى باب الشقة " تُصبحين على خير. " فتح الباب و غادر ". ألقت جمانة بنفسها على الكنبة بإرهاق شديد، غلف الحزنُ روحها و قلبها فاض من الأسف ! قدميها تودّ لو تركض خلفه لكنهما أسارى الكبرياء.. إنتشلت جمانة نفسها لغرفة النوم حيث يرقد بدر، و بين يديها فراشها المنفرد الذي لطالما ضَمّدت جراحها به.. ضاق بها صدر السرير و لاذت إلى سعة الأريكة ! تلحفت بالفراش الذي عبق برائحة الفانيليا.. أطبقت أجفانها و هي لا تتذكر أن فراشها قد عبق بالفانيليا قبل هذه الليلة! شُكرًا لـِوقتكم. | ||||||
10-08-24, 09:54 PM | #63 | ||||||
| " مرحبا بالمساءات التي تحيطنا برقتها" ✨ ________________________________________________غ َ. وقفتُ خارجًا مسندًا ظهري إلى الباب، رفعتُ رأسي للسقف و ما فعلتهُ يُعاد في عقلي، كل كلمة و كلُ شُعور.. و خروجي من الشقة الذي لم أخطط له! إن لم أُعد أدراجي الآن، سأعود صباحًا.. و فكرة أنني خرجت من غيرِ أن ألتفت لِتأثير كلماتي التي نازعتُ نفسي عند قولها.. التفتُ و هممتُ في فتح الباب لكنني أوقفت كفي و أرخيتها على المقبض.. جوابها كان واضحًا و صريحًا.. في ذراعها التي لم تحرك ساكنًا أثناء معانقتي لها، فِي تصريحها المُباشر.. و نظرتُ في الباب.. فِي عدم إدراكي أثناء خروجي. شددتُ على كفي و إذا بي أفتح الباب سلمتُ أمري و دخلت على هون و لم أجدها حيث كانت.. لم يمر الكثير من الوقت منذ خروجي.. بضع دقائق ربما.. توجهت للمطبخ و سكبت لنفسي كأسًا من الماء و شربته، شددتُ على قلبي و توجهتُ لحيث أرقدتُ بدر.. ولجتُ للغرفة و وجدتها كما تركتها إنارة خافتة و بدر في مكانه لوحده. عقدتُ حاجباي و أفزعني الصوت الذي جاء من خلفي. جمانة ضحكت على حاله / لم أعني اخافتك لكنك لا ترى أمامك أو لأقل خلفك. محمد ذكر الله وقال / لا بأس، لم أتوقع وجودكِ على الأريكة. جمانة نهضت و بيديها مفرشها / ليست مشكلة.. المكان لك " و همّت بالخروج" محمد يستوقفها / جُمان.. جمانة رغم صعوبة معالجتها لما جرى منذ قليل / لا داعٍ أن تتحدث أكثر.. محمد مشى بها إلى خارج الغرفة و حال توقفهما / لن يسقط أنفكِ إن سايرتني في الحديث . " و نزل برأسه إلى إذنها" ميلانك لم يَفتْ عني " إستقام على جذعه" كما كلماتك. جمانة قبضت على الفراش / أخبرني ماذا تريد كي أفعله أو أقَوله َو تنهي الليلة كما تشاء. محمد بإبتسامة ماكرة / بطيبِ نفس ؟ جمانة رمت الفراش أرضًا و كتفت يديها إلى صدرها / إطلاقًا. محمد بطيبِ بال/ أريحي أعصابك في بادئ الأمر. جمانة بهدوء / لا راحة لِي بقربك. محمد بمكر أكبر / القربُ درجات.. كوني أكثر تحديدًا كي أوفر راحتك. جمانة تجمع شعرها ببعضه لرفعه و هي مغادرة جانبه / تعلم ماذا.. تصبح على خير. محمد من مكانه / جُمان.. لستِ بمنزل أهلك، هنالك مكان واحد للنوم و هو بجانبي.. و بدر. " و التقط الفراش من على الأرض" و من غيرِ هذا اللحاف خاصة. جمانة بإستخفاف / هل إكتسبت الجرأة لقولِ هذا من إرتدائي لملابسك! محمد لم يُعلق على قولها َ و توجه لغرفة بدر و أقفل الغرفة من الخارج و عاد بأدراجه إليها وقف مقابلًا لها و بجدية / الليلة لا مسافات شوارع و لا مسافات جسدية.. و افهمي الثانية كما تحبين. جمانة سحبت مفتاح الغرفة من بين يديه بسهولة اثارت الغرابة في نفسها و رفعت المفتاح في وجهه / المسافات قائمة.. تصبح على خير. محمد لم يردعها و وقف يتأمل محاولاتها في فتح الباب بالرغم من أن المفتاح في متناول يديها، توقفت عن المحاولة و التفت إليه.. ثم توجهت إلى الأريكة التي بجانبه و جلست بهدوء لوهلة ثم حاولت سلبه فراشها، غلبها محمد و توجه إلى النافذة و رمى الفراش في شرفة غرفة بدر. تمددت جمانة على الأريكة بتجاهل لمحمد.. عاد هُو إليها. محمد و هو واقف على رأسها / لا بأس معي بالنوم على الأريكة.. إن كنتُ تجدين ذلك مريحًا لبدر لأنه لن يتوسط السرير لوحده. جمانة نهضت من مكانها لغرفة النوم، لحق بها محمد بانتصار لكنه وجدها ترتدي عبائتها. جمانة / أعدني للمنزل حالًا. محمد إستند بذراعه على الباب / مع إحترامي لكِ.. ليس الليلة.. جُمان. جمانة تركت لف حجابها / توقف عن نطق جُمان.. أمامك جمانة.. إسمي جمانة.. و إفهم أنني لا أريد النوم بجانبك. محمد أغلق الباب خلفه و أقفله هو الآخر / قطعتِ شوطًا مُذهلًا.. لنخلد إلى النوم أو يسهرنا بدر.. َ و لا بأس معي بالسهر بجانبكما.. جُمان. جمانة نظرت فيه ببرود / كُن واثقًا أن هذه الليلة أخذت بالمسافة العاطفية.. أميالًا. محمد تبسّم / تلك لها سبيلها و حيليّ شديد لأجلكِ جُمان. جمانة توقفت عن مناقرته و تأملت حاله الذي يعكس لذته بما يحدث و في ذهنها حاله منذ دقائق عدة و التي لم تتخذ موقف بشأنها و ها هي أمام موقف آخر.. موقف أنانيته و غروه اللذان إدعى منذ قليل أيضًا أنهما براء من مكوثها الليلة.. ضحكت في نفسها على براعته في التلّون بحسب ما يخدمُ رغباته. أدارت ظهرها له و كفها على قلبها، ربما كما لم ترد أن تخسر نفسها ببقائها.. لم ترد أن يسقط أكثر من عينيها.. و في هذه الليلة.. قطع حبل أفكارها حضوره أمامها.. أشاحت بعينيها عنه جانبًا.. و تراجعت إلى أن إصطدم ظهرها بالباب.. ف إنسابت طرحتها على أكتافها. َمحمد واقف مقابلًا لها / جُمان.. جمانة َلم ترد أن يرى ألمها عن قرب أكثر، تجاوزته إلى السرير و استلقت عليه و لاذت أسفل غطائه. ظنت أن الليلة إنتهت عند هذا الحدّ لكنها وجدته جالسًا عند رأسها، يزيل اللحاف.. إقترب و قبّل جبينها و أتبعها بقبّلة على عينيها..و همس بتمنياته الحارة بنوم هانئ. جمانة فتحت عينيها فور تأكدها من رحيله للجانب الآخر و قبلاته كانت عذرًا مقبولًا! أغمضت عينيها فور شعورها بِه يستلقي هو الآخر و يتغطى.. أول ليلة، تحت ذات الغطاء بعد كل هذا الوقت.. لم تستطع ألا تشعر سوى بما يوازي الإرتياح! *&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*& على الغير عادة من تحديقي بالسقف هذه المرة أحدق في محادثة رائد. فقد حدثني أبي عن عدم إطالة الأمر بلا مبرر و أن المقابلات محدودة الزمان و المكان و المكالمات عكس ذلك.. أنه يتفهم أخذ وقتي و أنني لا أستثمر هذا الوقت بالمقابلات فقط. تفحصت صورة عرضه و حالته لم تكونا مميزتين..أغلقتُ المحادثة بقلة إهتمام.. لن أبادر بالأخص حينما أدركت أنه يخفي أن نايف مجرد خاطف و ليس قاتل أيضًا.. و يستمر في قولِ أن إرتباطه بي لا يؤثر بعمله.. و كأن كوني هدفًا حيًا لقتلة ياسر زميله لا يعود عليه بنفع من مستوى آخر.. وكله ينتهي إلى عمله، أستطيع إستغلاله كما يفعل بَي و أكثر..إشتعلت النار في كبدي من ذكره لعذر حمايتي.. سنرى إن لم أجعله يفصح عن عذره الحقيقي.. و هو إستغلالي. *&*&*&*&*&*&*&*& ضربات على الباب و حالما سمحت لمن خلفها بالدخول .. / سأخركِ قليلًا عن موعد نومكِ. قلتُ بلطف / لا بأس. .. / والدتنا مسرورة على غير العادة عندما يتعلقُ الأمر بخطبتك، سمعتُ أنكِ قبلتِ فكرة الارتباط بالمدعو فواز! أنا لستُ أمنا إن كنتِ مجبورة أو شيء من هذا القبيل! ريماس / عناد لا تدقق كثيرًا.. ليس الجميع كإبن خالتي. عناد / قبلتِ الفكرة لأنه طبيب مثلك ؟ ريماس خطر لها زميلها فواز / عناد لا أعلم إسمه الكامل.. لم أهتم حالما ذكرت أمي الموضوع.. عناد / أبشري كل تفصيلة عنه توصل لك.. أمهليني الوقت.. و إن لم أتواجد لإنشغال لديكِ يوسف، يأتي إليكِ من منزله. .. / عناد لا تلعب بعقلها اريد أن أكون أخت العروس. عناد / بيان أخذك محتوى الآن في منصتي بيان / أرسل لي الرابط كي أعلق أنك هادم للملذات ريماس بتعب / بيان أطفئي الضوء. عناد / تصبحن على خير. بيان بعد رحيل عناد / عن ماذا حدثكِ؟ ريماس إستلقت و أعطت ظهرها لبيان / تصبحين على خير، غدا يوم طويل. *&*&*&*&*&*&*& إنطفئت شاشة هاتفي بعدما تركتُ إيقاظها، هذه المرة علامة الإتصال اختفت لعدة دقائق. لم تحدثني.. أأرجو هذا للوقت المتأخر أم أنها لم تُسجل رقمي بعد! أكان التحدث معي طلبًا منها أم تدخل من أبيها ؟ أم أن الكرة في ملعبي بعدما حدَثتني عن مقامي في عينيها. و كيف حديثها يُغير صورتها عندي؟ إنني مشغول جدًا بأمر العصابة و لا أجدُ وقتًا لقياس فكرتي عنها بعدما تقربت منها.. لِما قد أستمرُ مع إمرأة تجدني سببًا للمعاناة! بعد كل شيء، لا أعشقُ سارة.. لا أزال مُعجبًا بها َو قطعت مسافة آمنة لأعود أدراجي.. أعدت مقطع التصوير في رأسي بِتلقائية و تسلل السرور إلى قلبي حالما أدركت أن أصابعها لامست أطراف معطفي.. لم أشعر بها في ذلك الحِين لكنني رأيتها، رُبما لسانها يقول شيء و يُخفي أشياءًا.. و أنني لستُ مجرد معاناة. يجب أن أمر على عزيز و أرى الحال.. أما سارة، لِتُبادر إليّ.. أما عمّا عن الأرقام، إنها قيّد المراجعة و التحقيق.. آملُ أن يكون رقمًا عابرًا. *&*&*&*&*&*&*& تثاوبتُ أمام حركة غلا التي لم تسكن طوال اليوم لتقول في نهاية المطاف أن عليّ النزول للسيارة و تفقد الكيس أو هي ستخرج قلتُ بأريحية/ لماذا يهمكِ الكيس؟ ألهذا أنتِ غير مستقرة بعد البارحة! غلا لبست عباءتها / أريد غسل البذلة َو لكنني لا أستطيع إيجادها! خالد قطب حاجبيه / لا أسمعكِ جيدًا! "ونهض إليها" إخلعيها لن تخرجي في هذا الوقت. غلا بتعب تخلع حجابها / إذِا إجلب الكيس حالِا. خالد وكفه على وسطه / ليس في السيارة.. ستجدينه حالما تكُفي البحث عنه " و جذبها من خصرها إلى صدره.. طوقها بذراعيه و غلا أشاحت بعينيها عنه " دعيّ أمر الكيس إليّ، أنا جلبته و كما جلبته.. أهتمُ بأمره " قبّلها مِنّ بين عينيها ثم مال إلى إذنها اليمنى " لا أريد أن تلحظيها مرة أخرى و لن أدعكِ تلمسين شبرًا من تلك البذلة. غلا منحنية على صدره أراحت خدها على وجهه و أطبقت أجفانها / لكنني أريد إصلاح أمر واحد من ليلة البارحة.. الكيس الذي هوى بأختي و صديقك إلى مأساة أعمق. خالد بمحاباة / لا تقسِ على روحك و سيكون كل شي على ما يرام غلا بإعياء / خالد لا شيء على ما يرام. خالد تنحى بوجهه عنها و إحتضن وجهها بكفيه و بحنيّة / الذي تجدينه ليس على ما يرام الآن.. هو ما أيقظني من غفلتي عنكِ و عننا.. الماء لم يكن سوى مخدر و أنتِ الترياق.. الكيس الذي أنزلتِه من على الرف لم يكن كافيًا لأن أتخذ خطوة كمواجهة عمي و أهلي، بلَ ما أحالكِ علمكِ به و رؤية ما بقلبه.. لهذا كونّ الأمر الذي وجدتُ بِه طمأنينة لكِ، يُوجِلُك.. لا يجعل مني سوى مُسيء في ذمة قلبك. غلا علقت أصابعها بأطراف قميصه العلوية، عينيها تهيم في وجهه بِدلال و بصوتٍ رقيق / إذًا الماء مُخدر فقط و أنا الترياق.. خالد تبسم ضاحكًا و بِلَذَّة / أنتِ ردة روح. غلا و ذبَولها إخضّر من كلماته.. تسلقت بأصابعها عنقه و بِصوت أرق / خالد أسئت كثيرًا بإختيارك الماء.. لم يغيظني شيء بقدره. خالد حملها مُتجهًا للغرفة و بهمس / سأرضيكِ.. حتى لا يسعُ الماء أن يشارككِ فيّي غلا همست بإذنه التي لا يسمع بها حتى حالما إستقر بها على السرير / أهكذا تكيدين بِي! " همست غلا مجددا" خالد تركها و في بادئ الأمر راح يبحث عن السماعة و توقف في المنتصف لأن ذنب موت سعود حاصره و أفسد هنائه. إرتبكت غلا من تغيّر حاله و سارعت بالمضيّ إليه..وقفت خلفه و هذه المرة قريبة من جهة إذنه الصحيحة غلا بوجّل/ خالد.. خالد راودته نفسه أن يركض للماء و لكن عزّت عليه غلا / حبيبتي أحتاج لدقيقة.. راقبته غلا و هو يحيلُ بروحه لئلا يدركُ نفسه بالماء فلم يصعب عليها فِهم حاله الكسيف فقد قرأته و رأته مِرارِا و تكرارا.. خالد بتحامل / سأوافيكِ.. بضع لحظات أخرى فقط. غلا إقتربت منه أكثر و همست في إذنه بِلُطف / سأملئ الحوض من أجلك.. كي تُرد روحك بطرق غيري.. لا بأس لا توجد وسيلة واحدة للترويح عما في القلب. أرادت غلا المضيّ و لكن خالد ردّها عن ذلك و عانقها و كأنه يعتذر عَن خيبتها بِه ثم إبتعد و قال / أخرجي السماعة.. لا أعلم أين وضعتِها و أنتِ قلبتِ المكان رأسًا على عقب طوال اليوم. غلا بحرج / لا عليك.. لم أنتبه على نفسي حينما حدثتك من الجهة العليلة، هيّا تأخر الوقت. خالد /حسنًا سأبحث عنها بنفسي. غلا بتبرير/ لقد تلفت.. السماعة.. وقعت عليها زجاجة العطر و تلفت.. سأملئ الحوض. " و غادرت". خالد تنهد و وضع كفه على إذنه.. ظنّ الأمر سيخفُ ثقله بعد مواجهة أهله .. إتضح أن ظنه خائب. عادت غلا وقفت مقابلة له، أمسكت كفه و بلطف / هيا لا تبذر الماء " و قبّلت خده" خالد خلل أصابعه بين كفيها بحميمية، أغمض عينيه مداعبًا أنفها بأنفه / الماء محرم عليّ في نطاق وجودكِ.. نقطة آخر السطر.. " فتح عينيه الناعسة" فهمتِ؟ غلا بعينين لامعة / فهمت. | ||||||
13-08-24, 03:52 PM | #64 | ||||||
| إستيقظت من نومي و لا أزال أحاول معالجة تصرف خالد تجاهنا ، أمر أحمق كتصرفه لم أرى في حياتي ماذا يرجو كي يجلب أثرًا مريعًا يعود لسعود! نظرت لروان النائمة بجانبي ، لم أحدثها عن الأمر.. بعد ما حدث عن أمر الغرق فكرة مشاركتها أمر فوق إدراكي سيهدد علاقتها بأختها بلا شك. نهضتُ من سريري لم أستطع النوم بهناء بعد كل شيء.. إستحممت و ارتديت ما وقعت يدي عليه، التقطت مفاتيحي و خرجت.. ركبت السيارة و سرعان ما امتدت يدي للكيس.. لم أفتحه هذه المرة لكنني اكتفيت بتصويره و إرسال صورة لخالد معلقًا أن هنالك ما يخصه بحوزتي و لم أبيّن علمي بما في قلب الكيس لأرى ماذا يصنع. *&*&*&*&*&*&*&*& غاب حسّ بدر عني هذا الصباح و كذلك جمانة، مررت على غرفتها و بعد عدة طرقات على الباب و عدم حصولي على إجابة.. إستئذنت الدخول و حالما ولجت لم أرى جمانة و حفيدي. عقدت حاجباي بعدم رضا و تفحصت وجود حقائبها من عدمه لأفهم سبب عدم رجوعها البارحة.. وجدت حقائبها و هدأت أعصابي قليلًا. الأمر بدأ يزعجني لم تخبرني أنها ستقضي الليل بصحبته.. ذكرت الله و عقدت العزم على اتخاذ موقف معهما و بالأخص محمد. مضيت لغرفة المعيشة و وجدت فواز يتناول إفطاره. ابو خالد / بالهناء والعافية، لا بد أن خبر مشروعك في الحياة قد وصل لك. فواز بحرج / بالفعل يا عمّ، الله يكتب اللي فيه الخير. أبو خالد / علَمتُ أنها طبيبة مثلك.. و أهم من ذلك لنا صِلة بأهلها.. أخوها عناد.. لقد عملنا معه و هو رجل بمعنى الكلمة في العمل و الأصلّ. فواز بإنشراح / الحمدلله. أبو خالد / ألا تريد وضع أهل أمك رحمها الله في الصورة! ، أجل قد سعيت من أجلك و لكن كانوا موجودين قبلي و لا أود مشاكل بهذا الأمر. فواز / أمي لديها أخ وحيد و هو مشغول في حياته في مدينة أخرى.. كما تعلم قضيتُ معظم حياتي مع أصدقائي و زملاء الدراسة إلى أن وصلت لكم.. أنت يا عمّ َو أختي رند الأهل الذين أعرفهم. أبو خالد بتفهم / الله يرحم أبوك.. وددت أنه لم يتهور و يتزوج من ورائنا و يترك إبنه خلفه. فواز تبسّم على مضض / كان أبي بالإسم لم أره في حياتي و أمي لم تخبره عن وجودي.. خالي كان يتردد علينا و لكنه توقف فور إعتمادي على نفسي في تسيير حياتي مع أمي. أبو خالد / الحمدلله على حال و لكن دع خالك يعلم بشأن زواجك و دعنا نراه. فواز / إن شاء الله. دخلت رند عليهما و جلست بصحبتهما / أبي أرأيت جمانة! هل خرجت أو شي من هذا القبيل؟ لم أجد بدر أيضًا. أبو خالد / إن شاء الله خير. رند لفواز / هل أنت بخير! نهاية أسبوع و تستيقظ في هذا الوقت المبكر. فواز/ لديكِ وصفة لتخدير جهازي العصبي؟. رند ضحكت و بهمس / ماذا ستفعل إن رأيتها ! فواز تبسّم / لكل حادث حديث. رند / الله يتمم.. هي طبيبة مثلك لكن هل هي بذات تخصصك و هكذا؟ فواز / نعم. رند بنصف عين / تعمل معها! فواز / نعم. رند بمكر / ما هو جدولك كي أرى الفلم فواز شرب كأس الماء الذي أمامه / رنيد إعقلي. رند ضحكت / لكنني محقة هل تستطيع الإنكار! فواز تنهد / العمل.. عمل. رند بعفوية / العمل عمل و عينك عليها، لو ليس كذلك ماذا كنت لتصنع! فواز شدّ وجنتيها بمزاح / ماذا قلتِ! رند برجاء / أقول أنك على حق. فواز تركها / جيد. رند بأسف / إفتقدت بدر، يجب أن أتحدث معها. أبو خالد بحزم / دعيها.. متى ما عادت. | ||||||
18-08-24, 01:40 AM | #65 | ||||||
| إلى مَنْ يقرأ " يا عسى القادم على الخاطر يجّود" ✨ َ________________________________________________ _غَ. توقفت عن شرب الشاي فور رؤيتي لرسالة جاسم، الكيس وصل إليه بعد كل شيء.. تأملتُ الرسالة و بداخلي أراجع فكرة إستعادة الكيس أو تركه لدى أصحابه.. لماذا أردتُ تسليم الكيس ؟ كل ما في الأمر أن أتصرف بما يخص سعود.. دماء سعود لأصدق القول، هو أمر لا أجده صائبًا، و لو كان وضعها في زاوية قد يفي بالغرض.. و أعتقد بوضعها في زاوية ، يَثقلُ حِملُ أكتافي.. أخاف وقوعي الذي لا أضمنُ نهوضي بعده، قبل أن يتأخر الوقت و أكون خسرت رغم فوزي! وضعت الكوب جانبًا و رددت أن إستجابتي تعتمد على علمه بما في الكيس. تحولت حالته إلى الكتابة ليرد قائلًا ان كان الأمر يخصهم ف عليّنا اللقاء. رحبت بلقائه و تواعدنا على يوم غدٍ. تنهدتُ فور إغلاقي لمحادثته فقد سقطت عيني على محادثاتنا الماضية.. بدى عيشها مجددا فكرة من ضربِ الخيال!. لما قدّ أطالب بعلاقة مستقرة بجاسم رغم الموت الذي خيّم عليها ؟ كل ما في الأمر ، الدماء التي بيننا لم تكن روح علاقتي العميقة مع جاسم.. و الأرواح لا تموت. وضعتُ كفي على إذني و روح سعود نابضة و لكن للأجساد حُرمتها.. و هي حُرمة تدفعني لأتحمل مسؤولية وفاة سعود رغم كلمات عمي.. لومِ جاسم ، رجاء غلا.. و مُجاراتي لكل ما سبق! *&*&*&*&*&*&*&*&*&*& إنها آخر ساعة لمكوثي هُنا بالمشفى، الجميع كان يتوقع خروجي منذ الأمس لكنني مُرتابة من الخروج! أم شموخ / ستكونين تحت رعايتي هؤلاء الطاقم الطبي ليسوا الوحيدين الذين يستطيعون الإهتمام بِكِ. إياد بمزح / يبدو أننا لا نَسع المقام. شموخ قرصت إياد / حسنًا لنخرج لكن سأمر على ثامر. ثامر دخل الغرفة على كرسي متحرك و أمه برفقته / صباح الخير، علمتُ أن هنالك مَنْ إنزرع في مكانه! أم شموخ / سنخرج الآن. شموخ بضيق / ثامر! و لماذا تبدو كأنك خارج أيضًا؟! ثامر بإبتسامة / لأنني سأخرج. شموخ بقلق / كيف! لا تبدو بصحة جيدة! ثامر / سأتابع كل فترة توقفي عن القلق.. هيا قبل أن يداهمنا الأمن و يلقي بنا خارجًا. شموخ برجاء لأهلها / لنستضيفهم بضعة أيام. أم ثامر / تواعد معي الأهل لزيارة ثامر، لن أعتني وحدي به.. بالسلامة إن شاء الله. شموخ نهضت و حدثت والدتها أنها ستعود إلى منزلها و أنها تنتظر زيارتها. تقدم إياد لجر عربة ثامر و خرجوا معًا. في الخارج كان هنالك إبن خاله مُعاذ في إستقبالهم. مُعاذ / الحمدلله على السلامة، تستطيع حمل نفسك؟ ثامر / الله يسلمك.. أستطيع نعم " و التفت لإياد" نسيبي إياد إن كنت تذكره. معاذ / لن أنساه الآن. إياد / تسلم. ثامر شكر إياد و ركب بعد أمه و شموخ السيارة بجانب معاذ. أم ثامر / معاذ الليلة مناسبة أكثر من النهار.. أخبر أبوك و أنا سأكتب في المجموعة للتأكيد. معاذ / إن شاء الله. انتبهت شموخ إلى كف ثامر الممتدة إليها من الخلف ، أمسكت بكفه و أراحت رأسها مقعده و بقلبها تصلّي أن يعم الركود حياتها.. فهي إكتفت من كل هذا السيّل العارم. *&*&*&*&*&*&*&*&*& أعتقد أن فكرة إجتماعنا على الإفطار يجب أن تتغير.. و نصبح كبقية الخلق. ريم بنصف عين / كل هذا لأنني سئلت عن سارة رائد تبسّم بقلة رضا أبو رائد / هذا الإفطار علامة الجودة في منزلي لن يتغير. ضج صوت سِعال زوج ريم و راحت الأخرى تمد له الماء رائد / يوسف ما المُضحك؟ يوسف بعد شربه للماء / تذكرت موقفِا لا أكثر. ريم همست في إذنه / أعلم أن علامة الجودة هي السبب يوسف يمسكُ نفسه عن الضحك / الأمر غريب بحق لم أستطع الإعتياد. أم رائد / ألم تستيقظ ميّاس؟ ريم / معدتها لم تتحسن بعد فتركتها تنام أكثر. بعد الإفطار أخذ يوسف رائد في زاوية / سأسئلك أمرًا لكن لا تُفعّل من فورك الشرطي بداخلك. رائد ضحك / سأحاول. يوسف / أختي هنالك مَنْ تقدم لها و أريد التأكد منك إن كان لك قرابة به لأن عائلته من جنسِ إبنُ خالتك أظن محمد.. إسمه فواز. رائد بإستذكار / طبيب أليس كذلك؟ يوسف / أجل. رائد بعد تفكير / لم ألتقي به لكنني أعلم بوجوده. يوسف / لا بأس أردتُ التأكد من نوع قرابته بإبن خالتك. رائد / إنهما أبناء عمومة.. تريدُ أن أستعلم عنه بعيدا عن الشرطي الذي بداخلي؟ يوسف ضحك / أسرُ بذلك و لكن إن وجدته يلمّع إبن عمه لا تخبرني شيء. رائد / أبشر.. سأرى الأمر خلال هذا الأسبوع.. يوسف لدّي رقم سارة و بصراحة أنتظرُ مبادرتها. يوسف بصدمة / فكرة تستحق الدفن.. ماذا يعني تنتظرها تبادر! رائد و قد تضاربت المبررات في رأسه عن موقفهما الشائك لكنه قال / أردتُ أن أبدو ثقيلًا. يوسف ضحك / و هي ستبدو ثقيلة، بادر إن لم ترد خسارة فرصتك معها. رائد / فقط أمنحها حرية الوقت. ريم من خلفهما / أخي العزيز الحرية جيدة حتى نعود و نبحث عن فتاة أخرى. رائد / تكلمي بخير أختي الجميلة. ريم / كحسّ منطقي.. عدم تحدثك معها أولًا سينتهي بك إلى إنهاء الخطبة.. يوسف هيا ميّاس تريد العودة الآن. يوسف / اتفق معها، إلى اللقاء. رائد أخرج هاتفه و فتح محادثة سارة لم تكن على إتصال، نقر على خانة الإرسال و انبثقت لوحة المفاتيح و كتب إليها صباح الخير. أغلق هاتفه و مضى إلى أهله.. سلّم على إبنة أخته و تمنى لها السلامة. فتح جهازه المحمول َو تفقد الذاكرة التي سلمها له محمد لأول مرة، فتح المقطع الذي رأى فيه محمد ليتعرف على هوية الطرف المقابل في الشجار و رؤية ثامر أدهشته.. لم يتوقع أن ثامر من النوع الذي قد يشتبك مع محمد و في موضوع حساس كالذي حدثه محمد عنه. سيبدأ من ثامر ريث ما يقدم محمد شكوى رسمية.. لأن إرتباط ثامر بالأمر لن يدعه يمر بسهولة. *&*&*&*&*&*&*&*&*&*& إنقلبتُ في سريري و فتحتُ عيني على منظرِ بدر و هو فوق أكتاف محمد يلعب بشعر رأس والده، و الذي كان يرتشف كوب قهوته بنعيم بالغ..إنتبه عليّ محمد / صباح الخير تريدين قهوة؟ أوه لا تشربين قهوة سوداء أنصحكِ بشرب واحدة. جمانة بتفكير لما يبدو صوته قريب جدا ، نظرت لبدر مجددا يبدو عاليًا بينما من المفترض أن يكون مقابلها و هي في الطرف الآخر من السرير. رفعت نفسها على عجل و إصطدم رأسها بكتفه.. أمسكت رأسها في محاولة لِتخفيف الصدمة. محمد بِسرور / أخبرتك لا مسافة جسدية.. يبدو أن الفكرة راقت لك حتى وصلتِ إليّ طوال نومك. جمانة تفقدت نفسها و إشتمت ما ترتديه و وجدت رائحته بها، نظرت إليه بنصف عين / ماذا فعلت ؟ محمد بمكر / لا تتذكرين.. يا للأسف. جمانة بهدوء / أعلَمُ أنه لم يحدث الكثير.. ثم أنزل بدر السرير لا ظهر له. محمد أنزل بدر بيد واحدة َ و وضعه أمامهما / قلُ لأمك أن تروّق على هذا الصباح. جمانة تتفحص وجه بدر / نام جيدا َ؟ أعني هل إستيقظ في منتصف الليل أو شيء من هذا القبيل؟ محمد يرتشف آخر قهوته / نام جيدًا و إستيقظ مبكرًا بخلافك يا جميلة. جمانة نزلت من السرير بقهر و تفقدت الدولاب من أجل منشفة جديدة و لم تجد..التفت إليه / كيف ينتهي الأسبوع بلا مناشف نظيفة! كان لدينا نظام! محمد و هو يقبّل بدر بحرارة / النظام رحل معكِ.. ربما ردائي يفي بالغرض.. قدّ مرّ عليك في الدولاب لكنكِ تجاهلته. جمانة إلتفتت إلى الدولاب و سحبت بثقة و بقلة إهتمام ردائه و خرجت للإستحمام. نهض محمد خلفها برفقة بدر و تفقد أعلى الدولاب المليء بالمناشف النظيفة بإبتهاج لنجاح خطته على الرغمِ من إحتمال كشفها له فقد قام بتعطير الرداء كما فعل بالفراش و لكن العطر هذه المرة كان يعبق بسرّ لطالما ظنّت إنه يجهله.. سرّ تفاصيلها. هرع إلى جهازه و تذّكر طلب الطعام الذي قام به.. و وجده على وصول.. رن هاتفه معلنِا وصول الطعام.. و خرج بصحبة بدر لإستلامه.. تحضير المائدة له وقعه أيضًا.. حال عودته أنزل بدر أرضًا و تركه ليُقوي مهاراته الحركية ريث تجهيزه لطاولة الإفطار ! أخرج كل الأواني التي وجدها صغيرة، و الصواني التي يتذكر جيدًا رؤيتها في الأوقات المجيدة السالفة.. رتب مظهر المائدة مرارًا، الأكواب تارة زجاجية و تارة خزفية، طقم المائدة من أي صنف.. الخشب، المعدن، الإستيل. أين يستقر كل صنف من الطعام، الخبز و الشرائح.. الأجبان.. القهوة و الشاي. لحسن الحظ أنه إختار مطعمًا مرموقًا مما سهّل المهمة عليه.. حمل بدر الذي كان يتناول عصير الفاكهة، توجه لإلتقاط باقة الورد من غرفة بدر و ترّقب خروجها. . . نظرت لنفسي في المرآة َ و الماء يقطرُ من وجهي.. ماذا حدث ليلة أمس.. ماذا قلتُ! .. ماذا فعلت! رفعت لباسي و شممته مجددًا... أعلم جيدًا أن الرائحة الوحيدة كانت رائحة مُلطف الأقمشة.. شممت نفسي و عدت لشمّ لباسي.. ليست رائحتي! لو كان قام بتعطير نفسه حديثًا لإستيقظت فور شعوري بالرائحة.. كلُ هذا الإرتياب لا علاقة له بِالرائحة في ذاتها فهي رائحة طيبة. تنهدت و دخلتُ تحت الماء.. و لا زلتُ أحاول تذكرُ الليلة الماضية.. ناهيك عن كلماته و دفعي للنوم بجانبه.. لا فكرة لي ماذا كان يحاول قوله قبل هروبي إلى الفراش.. كم هي حياة رائعة يعيشها حتى يجدني في أحضانه.. إن صحّ القول! يا إلهي على أريحيته حتى يشرب قهوته بجانبي و على السرير.. يبدو أنني لم أكن صارمة بما يكفي.. كيف لإنحناءتي البسيطة أن تهدّ حصوني! حتى أنني لم ألمس صدره! كيف لهذا الميل أن يُقيم عُوده في قلبي حتى يُعَمّر ذاته و يتصرف على هذا النحو.. بالرغمِ من تصريحي الثقيل.. أكان شعوري من كلماته أثقل! شعور أن حُبه لِي أخضعه أمامي.. أغلقتُ المياه و كأنني أوقف أفكاري معها، لبستُ الرداء.. و شممته هو الآخر.. أغمضت عيناي َو تغلغلت الرائحة لرُوحي.. هذه الرائحة إخترتها لتكون عنوان حياتي معه.. ليلة زواجي لكن الزجاجة إنكسرت بعد بضع رشات منه.. بقي عبقها في المكان و لا لمحمد عِلم بإسمه، لا أتذكره على طاولة تسريحي و دائماً مررتُ عليه و لم أرغب بشرائه مرة أخرى حتى لا تتغير ذكرى العطر.. كيف عَلم به! هل طاف كل العطور إلى أن وجده! كيف يجدر بي التصرف الآن! لأصدق القول.. ماذا يتوقع من فعله لهذا الأمر.. و إن كان ردائه معطر هذا يعني أنه تعمّد ألا أجد سواه. إنه يُسّخر جُهدًا لن أسمح بأن يُثمّر فيّ.. لـِ ينهدّ حيله على مجرد ميليّ إليه مهما كانت طُرقه إستثنائية. خرجتُ من دورة المياه و وجدتهما أمامي. محمد دفع بالورد إليها / نعيمًا يا جميلة، الإفطار جاهز. جمانة واتتها رغبة رمي الورد و المشي عليه لكنها إحتفظت به لعيون بدر و قالت في طريقها لغرفة المعيشة / لا أعلم من أين أتيت بكريم الإستحمام، له عبق إلتصق بالرداء.. أشكُ أنه سيزول بسرعة. محمد من خلفها / سأوافيكِ إن إلتصق به أم فارقه. جمانة و هي تنظر للمائدة / على الأرض! حقًا! محمد يجلس و بحجره بدر / لن يسقط أنفكِ إن أكلتِ أرضًا. جمانة جلست أرضًا على ساقيها و الورد على فخذها، تأملت مظهر المائدة و لا بدّ أنه ينتظر إطرائها، إرتشفت قهوتها و علمت أنه قام بشرائها من الخارج أيضًا. وضعت القهوة جانبًا و تناولت طعامها في صمت إحترامًا لذكرى ليلة زفافها التي عبق بها ردائه! محمد يلتقط صَورًا للحظة قائلًا / يبدو أنكِ لا تجدين الجمال في إفطارك معنا. جمانة بهدوء / هاتفي ليس بيدي. محمد أخرج هاتفها من جيبه و مدّه إليها / خذي. جمانة و أمر وجود هاتفها معه أثار صدمتها بِه، استلمته منه و فتحت هاتفها.. وضعت سبابتها بين شفتيها بشرود حالما إكتشفت عدم إتصال أبيها بِها أو حتى مراسلتها. محمد / لن أجعلكِ أسيرتي، إطمئني و أكملي طعامك. جمانة سحبت بدر من بين يديه و راحت تقيم نظافته محمد بفخر / يلمع كالبدر. جمانة / بالفعل.. عصير الفاكهة من تصميم لباسه. محمد بدفاع / لقد شربه للتوّ و لم أجد غيارًا بحقيبته. جمانة تمسح فم بدر / لم أجلب سوى للزيارة.. لحسن الحظ لم يتسخ بالأمس. محمد / أخبرتك ان مكوثك رغبة وليدة اللحظة. جمانة تبسمت بسخرية / بالتأكيد. محمد صنع لقمة و قدمها إلى شفتيها / أكملي طعامكِ. جمانة نظرت في عينيه / أولًا إعترف أنك خططت لأسري.. لأن إقفال الأبواب لا يبدو وليدًا للحظة. محمد لمعت عيناه / طرتي من هُنا .. كيف يعود الطير إلى عشه؟ جمانة أبعدت اللقمة عنها / الطير يهرب و أنا غادرت بإرادتي. محمد تناول اللقمة و بعد بلعها / في هذه الحال.. سماحي بخروجك يجعل منكِ طيرًا. جمانة وقفت و بانت نحالتها بقلبِ الرداء / أعتقد أن المائدة التي وضعتها تعلمُ كيف ترفعها. محمد نهض و وقف مقابلها، إقترب منها و لم تتراجع.. أمسك برباط الرداء تحت نظرات جمانة الحارقة لِما يحمله إمساكه الرباط من معنى. شدّ طرفًا من الرباط و وجد كفّ جمانة في طريقه و بالرغم منها سحب الطرف الآخر، إنغرست أظافر جمانة أكثر على كفه و أرختها فور فهَمها أنه شدّ الرداء حولها. محمد بهدوء / الليلة الماضية كانت كل شيء، مهما تحدثتِ، قاومتي أو حتى رحلتي. جمانة أرادت بشدة أن تعرف ماذا جرى ليلة البارحة / لا يهمني ماذا جرى.. الليل يمحوه النهار. محمد / لا يُمحى جُمان..ستفهمين حال تذكركِ. جمانة عضت على شفتها بقهر ثم قالت / يُمحى.. لن يختلف عن العرش الذي هويت من فوقه. محمد / كنت أظن أنني هويت جُمان. جمانة غادرته إلى الغرفة، فتحت خزانته و اختارت سترة شتوية بغطاء رأس و سروالًا قصيرًا بدى طويلًا بالنسبة إليها و برأسها فكرة أنه يلعب بعقلها لكن الرائحة التي إستيقظت بها! و أن العطر الحديث و نومها العميق لا يلتقيان.. خرجت و التقطت حقيبة بدر و عادت إلى سلة الملابس المتسخة و حزمت لباسها الليلة الماضية بأكمله.. متضمنًا لباسه! أما رداء الإستحمام.. كادت أن تفسده لولا أن العطر هو مبتغاها..يجب أن تتملكه لا تريد أن يشوه ذكرى ليلة زفافها أكثر. رجعت إليه و هو يرفع المائدة بصحبة بدر.. انتظرت حتى رفعها جميعها َو بدى مزاجه عالٍ. مشت إليه و قد كان يغسلُ الأطباق و بدر على أكتافه.. سارعت بوضع الأطباق في الآلة حتى إنتهوا منها. محمد ينظر لكفه التي توقعت بأظافرها / أستحق دية لفعلكِ هذا بِي. جمانة تنظر لكفه و يديها إلى صدرها / ستنجلي الآثار. محمد بمساوامة و هو ينزل بدر من على كتفه إلى أحضانه / حتى إنجلائها.. أنتِ معي. جمانة وضعت يديها على وسطها / لن تأسرني كل هذا الوقت. محمد و هو يربت على بدر / هذه ديتي جُمان لا أتنازل عنها. جمانة كادت أن تصرخ به عن دية قلبها لكنها لم ترد رفع ثقته بنفسه و تغذية كبريائه الذي لم يهتزّ عندما كانت بين يديه و أبعدته كما ظنت و اكتفت بقول / و إن عالجت الآثار؟ محمد لمح الإنكسار في نبرتها و انتبه على نفسه / رضيت. جمانة أخرجت الإسعافات الأولية و طببت جروحه التي ظنتها آثارًا بسيطة و مع رؤيتها لها.. أدركت أن زواجها سقط في الهاوية و كل يوم هو مجرد موت بطيء.. انسكبت دمعة على كفه لم تستطع منعها لكنها أكملت و كأن شيئًا لم يحدث. محمد بهمس / لن تتخلصي مني مهما أثخنتني جِراحًا. " شال كفه من بين يديها و مسح دمعتها" لكن دمعكِ جمّرٌ لا أُطيقُ نيرانه. جمانة لم تسمح لنفسها أن تركن لحنيّته / إحترقت عيني من المعقم. محمد أعاد كفه لتكمل تطبيبه / أحرقتني دمعتك بالرغم من سببها الذي ذكرته.. الخطبُ أنها دمعتكِ. جمانة بللت ريقها على مضضَ / إنتهيت.. ربما تود زيارة الطبيب رغم ذلك. محمد بمكر / تريديني أن أزور الطبيب أم لا؟ جمانة بجدية / محمد أريد العطر. محمد بلذة لسماع إسمه / أي عطر! جمانة / محمد عطر ليلة الزفاف..الذي وجدته من لا مكان. محمد غادرها و جلس على الأريكة / العطر من أملاكي. جمانة / بكم تبيعه؟ محمد / دعيني أفكر بعرضك. جمانة بدون تفكير / لن أرحل حتى أحصل على العطر. محمد بجدية / العطرُ في علبة الحليب الفارغة.. متى تودين الرحيل؟ جمانة بإستغراب شديد من قراره / حسنًا.. الآن بالطبع. محمد / أنتظركِ. توجهتُ للمطبخ تحت أنظاره و فتحتُ كل الخزائن بالرغم من أنه منزلي! رأسي مشغول بردِه.. منذ قليل كان ليبقيني أيامًا من أجلِ جروحه و حينما عرضتُ بقائي بكلِ بساطة يردّه، وجودي قيّم حينما يقرر ذلك فقط! عثرت على علبة الحليب و فتحتها.. إلتقطت العطر.. َ و الآن ماذا أفعل بِه! حياتي الآن لا تشبه ليلة زفافي و لو بلِحظة.. رفعتُ الغطاء َو قربتّ العطر إلى أنفي.. توالت لحظات ليلة زفافي واحدة تلَو الأخرى.، لحظة رؤية أبي لِي بالفستان الأبيض.. أول لحظة زُففت بها إليه.. أوّل قُبلة على جبيني أمام الحضور .. أوّل خطوة إلى منزلنا.. فتحتُ عيناي مُوقفة بذلك سيّل الماضي. أغلقت العطر و عدتُ إليه. جمانة / لن أخذ العطر و أنت لن تبخ ذرة منه بعد اليوم. محمد يأخذ العطر / كما تحبين جُمان.. لماذا بحثتِ عنه و أنتِ تعلمين موضع العلبة ؟ جمانة و هي متجهة للغرفة / محمد لقد إكتفيت منك.. لا ترهقني أكثر. محمد تبسّم.. لقد لان لسانها لإسمه و هذا يُرضيه في الوقت الحالي. لحق بها لإلتقاط مفاتيحه التي وضعها على الطاولة بجانب رأسه كما لا يروق لها. محمد / ظهر أن ليس هنالك ما ستحزميه! وددت مساعدتك حقًا. جمانة بعد أن لفت حجابها / أعدني و سأكون ممتنة جدًا. محمد / سأعيدك وحدك و أجلب بدر في المساء. جمانة / إذًا دع إسكندر يعيدني. محمد / أبوكِ حرص على التحدث معي، ألم يخبركِ؟ جمانة بتعب / لقد نسيت. محمد / حسنًا. | ||||||
28-08-24, 02:43 PM | #66 | ||||||
| إلى مَنْ يقرأ " جعل الأيام المِقبِلَة طيبة فَال ." ___________________________________________غَ. توقفنا عند المنزل و أقفلت الباب مؤخرًا بذلك نزولها و قلت / ماذا قد يحدثني به أبيكِ؟ جمانة بإرهاق / ستعلم لولا مماطلتك في الدخول. محمد بجس للنبض/ يعلم أم لا؟ جمانة سكتت و لم تُعطه الجواب رغم نظراته المصوبة نحوها و حالما فَهم أنه لن يحصل على واحد فتح القفل. نزلت جمانة من فورها و أرادت الدخول قبله لكن طلبه في تأنيها ليدخل برفقتها كان محطّ إحترامها، إنتظرته و هو يخرجُ حاجياتها و يقفل السيارة و فتحت جمانة الباب و دخلا معًا.. لم يكن هنالك مَنْ كان في إستقبالهم في حديقة المنزل. جمانة / تعرف طريقك للمجلس! محمد يسلمها حاجياتها / سترسلين الخادمة من أجلِ حقيبة لبدر أم ماذا؟ جمانة و هي تهّم في الدخول / سأرسلها. محمد يستوقفها / ماذا عن ملابسي؟ جمانة بنظرات فاترة / حقًا! لا أعلم.. ربما تجدها عندما تُعيد بدر. " و دخلت". محمد مشى للمجلس و لم يجد أحدًا بِه لكن وجد ضيافة جانبية و سكب لنفسه الشاي ريث حضور عمه. . . شقت جمانة طريقها لغرفتها و صلّت بشدة أن لا ترى أبيها في الطريق! و رُدّت صلواتها عليها حيث وجدته يتصفح هاتفه في غرفتها. وضعت حاجياتها أرضًا و قبلت رأسه و يده.. جلست مقابلة له و لم تعلق على نومها في منزلها حتى ذكر لها الأمر. أبو خالد كتف يديه إلى صدره / أريد فقط أن أفهم أمر نومكِ خارجًا. جمانة و نظرها للأرض / لم يكن لدّي خيار العودة. أبو خالد بعد تفكير / تلك الليلة بالفعل قد طلبتُ رجوعكِ لِي.. الآن ، ماذا تريدين؟ جمانة بحشرجة / أريد.. الذي تريده لِي. أبو خالد طلب منها أن تأتي إلى جانبه و حالما فعلت / لماذا تجحفين بحقِ نفسك؟! أنتِ أعلم و أفهم و أبصر بروحك.. أنا هِنا لتوجيهك.. لديكِ كل ما يلزم و أكثر لإدارة زواجك. جمانة بحزن / الآن يا أبي .. لا أعلم. أبو خالد يضمها إليه / لا بأس.. لأساعدكِ قليلًا ، أيمكنني؟ جمانة ضحكت بتعب / بالطبع. أبو خالد / الآن.. أنتِ مشحونة تجاه محمد، بدون ذكرِ أسباب.. و أنا قلتُ لمحمد.. لا أتمنى أن أعرف السبب لأنني متأكد أنه لن يكون سببًا عابرًا.. جمانة و إشارة أبيها لطعنِ محمد بإخلاصها جعل الأجراس تطنُ في آذانها.. مما أفقدها التركيز لوهلة حتى سكن ضجيجها وعاد لها رنين صوت أبيها. أبو خالد بهدوء /الآن لا بدّ أنكما تحدثتما عن المشكلة أليس كذلك! جمانة هزت رأسها بإيجاب و بدت أنها تُجاهد لأن تتفاعل مع أبيها.. و الذي لم يغِب عنه. أبو خالد / لأنكِ إبنتي كنت واثقًا من ذلك لكن كنتُ أتطرق لذكر الأمر لا أكثر. جمانة تبسمت بشدة / قدّ أغتر بنفسي الآن. أبو خالد ضحك / لقد عنيتُ ذلك، إرتاحي الآن و دعيني أهتم بمحمد. جمانة بعفوية / ماذا ستفعل؟ أبو خالد بتفكير / سأتأكد من أن يعلم حدوده جيدًا.. هذا من جانب و الآخر بيديكِ. جمانة إحتضنت أبيها و تحاملت على نفسها ألا تبكي لأنها لا تضمن عواقب ذلك عليه! أبو خالد قبّل جبينها و ربّت على ظهرها. أبو خالد تنهد / الله يصلح حالكم. . . قد أنهيتُ كأس الشاي و شردتُ في كفي المضمدة، أعلم جيدًا أن الليلة الماضية كانت مواساة غير مقصودة! كانت حُلمًا و واقعي هذه الجروح! ليس من الصعب أن أدرك أنها لا تزال تُكن لي المشاعر، كثيرًا ما تتحدث عنها بطريقتها في هذه الفترة! لكن مصداق شعورها نحوي لطالما كان في عينيها و في أفعالها.. و هذا ما أحاولُ الدوران حوله و العبث معه ! كما أنني أعلمُ جيدًا أنها لم تُحدث عمي و لا أثقُ بمدى سكوتها أكثر.. لذلك أرتهن بقائها بجانبي. قطع حبل أفكاري دخول عمي، نهضتُ منتصبًا و قبلت رأسه. أبو خالد و هو يهمُ بالجلوس / محمد سأكون مباشرًا معك لأنني سبق و تحدثت، جمانة زوجتك و طالما هي بمنزلك لا يمكنني التدّخل و حسب. محمد بتبرير / لم أرد أن يمر الإجتماع الأسبوعي بدونها و بلا سبب. أبو خالد بنبرة حازمة / لستُ عاجزًا عن منعك عنها.. أو الخروج معك.. تفهم ما أعنيه! محمد بإحترام إصطبغ بالجمود / أفهم يا عمي. أبو خالد و عينيه مصّوبة على وجه محمد و الذي كان خاضعًا لهيبة الموقف و عمه / لا أظنُ أنك تفهم كما يجب.. مع ذلك سأمنحك فرصة مرة أخرى لأنني أعلم معدنك و لا أريد أن أضطر لأن أجعل أخي في منتصف هذا الأمر، مجددًا. محمد موقرًا عمه / أسلمت و هذا وجهي إن واجهت أبوي. أبو خالد و نظره على كفه المضمدة / و ماذا نفعل بدمك الحار ؟ محمد ضمّ كفه إليه بعيدًا عن عينِ عمه / إنه حرق.. ليس مشاجرة أو ما شابه. أبو خالد بعد صمت / جلبتها إليّ لأنني طلبت؟ محمد بحذر / لأنك طلبت و جمانة لبتك و سعيتُ في ذلك. أبو خالد برفق / أتنتظرُ طلبي بعودتها! حتى تسعى للحفاظ على منزلك! محمد بثبات / إنني أسعى بالفعلِ.. و على مَهلي. أبو خالد بجّس للنبض/ لا حاجة إذًا لكلمتي في هذا الأمر؟ محمد بإكرام لعمه / كلمتك على رأسي. أبو خالد / إذًا؟ محمد بشرود / لِي سعييّ وَ لَها قرارها. أبو خالد يسكب لنفسه الشاي رغم محاولة محمد بفعل ذلك / الله يصلح الحال. ولج فواز و خلفه خالد الذي قال من فوره / أين بدر ليس في الداخل.. ماذا تفعل بِه حتى يختفي. محمد تبسم بمضض / موجود طوال الوقت. خالد بعدم فهم / من يسمعك يظنُ أنني سأجده هنا في منتصف الأسبوع أيضًا. محمد سكت و إكتفى بشرب الماء. أبو خالد / تعال كما قلت و ربما تجده. . . . بدلتُ ثيابي و رتبتُ حاجيات بدر للنهار ، أخرجت لباس محمد الذي نمتُ بِه و وضعته جانبًا.. لستُ مُولعة بالتذكر إن حدث ما يدّعي حدوثه. و الحديث مع أبي نبهني لواقع أنني لم أكن لأترك المنزل لولا طلبه.. طلبه الذي غيّر الكثير.. ربما لو لم يطلب لما إعترف محمد لي بخبايا نفسه.. الخبايا التي تختبر حدودي معه! و كل ما حدث البارحة و اليوم هُو قصة أخرى من مستوى آخر.. و موقفي رمادي بشأنها.. و فكرة أنني أعيد إفتتاح المركز تَهون عليّ الكثير. خرجتُ من غرفتي إلى الخادمة لترسل الحاجيات و أمر عودته ليلًا سأترك الإهتمام بِه في الوقت الحالي.. إنتبهت لحضور غلا جمانة لغلا / من الجيد حضوركِ مبكرًا. غلا بغرابة / أستطيع قول ذلك لكِ أيضًا. جمانة / لا تفكري بذلك كثيرًا.. ثم إنني بحاجة لمعالجة إعادة الافتتاح و رند يبدو أنها تنتظر الدعوة للشروع في العمل. غلا بأريحية / حسنًا لا تقلقي.. سأهتم بالأمر. جمانة / خالد بخير؟ غلا بإنشراح / بخير جدًا. جمانة تبسمت لحالِ غلا / جيد. غلا / ما أخبار سمر هل ستأتي؟ جمانة / لا أعتقد ذلك.. مشغولة بتحضيرات عمر للقبول. غلا بعدم فهم / قبول ماذا! جمانة / قبوله في دراسة الرعاية الصحية الطارئة لا تسئليني كيف و لماذا. غلا بمزاح / من الجيد أن يقفز لآفاق جديدة. جمانة / لن أرحمها ان أهملت بشرتها خلال ذلك. غلا ضحكت / لا بأس بإمكانك إستقطاب عارضات للمتدربات.. و يكثر العمل على جنان. جمانة بشرود / لا أستطيع إحتمال أي تعطيل للإفتتاح. . . تركت تصفح الإنترنت و دخلت لملف ملاحظاتي لمنصة عناد.. و تذكرتُ الموقف العابر لكن بدى عميقًا بطريقة غريبة.. تأملتُ ملاحظاتي قليلًا ثم نقرت على رمز الحذف.. ترددت في تأكيد الأمر لوهلة لكنني باشرت الحذف.. هكذا أنهي الأمر قبل أن أهدر طاقتي بين عناد مدير خالد و عناد المُتحدث. *& * & *& *& إنتهيت من تسريح شعري و برأسي فكرة أنني أهملت معالجة ندوبي اليوم، و على ذكرِ ندوبي إلتقطت هاتفي و تأملتُ رسالته التي مضى عليها ساعات.. تأخر قليلًا في المبادرة.. نظرًا لكونه يلاحقني! دخلت محادثته و أوّل ما تفحصته هي حالة إتصاله.. إنه على إتصال!! مما يعني أنه سينتبه فور كتابتي للرد.. ماذا قد يتحدث عنه! ليصدح صوت داخلي أن عليّ التوقف عن أخذ دوره في التحقيق في حادثة الخطف و القتل.. و لأدخر جهدي لِإختبار فرصتي معه كزوج لِي.. رائد لسارة! لكن حقيقة أن نايف مجرد خاطف كانت أكثر ضجيجًا.. و إخفاءه لذلك رغم فرق الجنايتين و كلها تنتهي بِي و هُو في منتصف ذلك مثلي.. لكنني الضحية.. لا أعلم ماذا كان ينوي بوضع جعلي زوجة له بسلام! و كأن هنالك ما هو بصدد تهديد ذلك و قد يتلخص في علمي بأن قتلة خالي طُلقاء.. و لم يتوقف الأمر على نايف. أيقظت هاتفي و قد غاب عن الإتصال.. سأرد في نهاية المطاف فكتبت مساء النور. هممت في مغادرة المحادثة لكن كونه عاد متصلًا و حالته إلى يكتب.. وضعتُ الهاتف جانبًا و إلتهيتُ بشعري و ملامحي و فكرة أنه شَهِد جزءًا مِنّ حُسْني و كَوني لا أتذكر سوى غمازته.. أعني في سياق الشكل بِلا ظِلال كونه شُرطي لأنني أحفظ جيدًا كيف يبدو كشرطي. ملتُ بنظري إلى الهاتف و إنتبهت أنه قام بالردّ بالفعل.. قرأت رده.. بكوني متاحة أم لا للحديث. رفعت حاجبي لرده الذي وجدته سخيفًا ماذا حدث لسؤال كيف حالك؟ أم أن تأخري في الرد حثهُ لهذا التساؤل.. تفحصت حالة إتصاله لا يزال متصلًا.. رفعت هاتفي و كتبت بسرعة أنني متاحة و نيتي كانت فقط لأعلم ماذا قد يتحدث عنه، أهو أمر عشوائي أم عن حديثنا الأخير. إنه لا يكتب فقط متصل، أكان يتوقع أنني سأرد العكس؟! إعتقدت بتحدثي معه سيصمت رأسي و لكنه يستمرُ فِي الثرثرة! أخيرَا كتب ردًا صعقني.. رده أن يتصل بِي و نتحدث! فكرت في الأمر لبضع ثوانٍ لأنني ظننت بسماع صوته سيخرس رأسي! كتبتُ أنني لا أمانع ذلك.. و نهضتُ من فوري إلى سريري.. و في طريقي ضحكت على نفسي أين حُنقي في ما وراء خطبته لي أمام ما أفعلهُ الآن! إلتقطت مرهم الندوب ريث إتصاله و فكرت لو وضعت منه على خاصته هل ستشفى أم أنه لا يحاولُ علاجها إطلاقًا! ثم تبسمت بسخرية ندبة واحدة لا تضرُ.. هل يصحُ أن أسميها ندبة.. ربما خدش غائر في غمازته أصح. أضاء جهازي بإسمه.. لأصدق القول.. رمز الشرطي.. قبلتُ الإتصال و صوته حرّك الفراشات في معدتي. رائد / مساء الخير سارة كيف حالكِ؟ سارة / بخير.. و أنت؟ رائد / دامك بخير، بخير. سارة / شكرَا. رائد بضحكة / على الرُحب. نهضت سارة و أصبحت تحوم في مكانها بصمت، فهي لا تزال بمظاهرة عدم المبادرة حتى قطع رائد الصمت. رائد / سارة لقد فكرتُ بالأمر. سارة تجمدت في مكانها مترقبة رده / إذًا؟ رائد بتنهيدة أثارت قلبها / أعلمُ أن كوني في حياتكِ لا يشبه ما جرى عليكِ. سارة بتجاهل لـِ أحاسيسها الغريبة و بِاستنكار/ لكنك شرطي..كيف لا تشبه حياتي معك ما جرى! رائد بهدوء إستوحشها / كرجل سارة.. أتحدث. سارة بإستنفار / ماذا عَن حمايتي و ملاحقتك.. و ذلك ببساطة لأنك في حياتي. رائد / سارة إهدأي.. ثم أأنتِ منزعجة من فعلي لذلك؟ أأفهم أنكِ لا ترتابين مثلي حينما تخرجين؟ سارة بتخطي لتساؤله الأول و بإستدراج / لماذا قد ترتاب بشأني؟ رائد بعد تفكير / لأنني رأيتُ الكثير و أستطيع تخمين حالك. سارة بقهر و إندفعت الفكرة على لسانها / إذًا ليس لأن هنالك مَنْ .. " وقطعت كلامها" رائد بعد صمت / جميعنا هدف للمجرمين سارة.. الفرق أننا في معظم الوقت لا نراهم أو نشعر بهم و أحيانًا نشعر بهم و لا نراهم. سارة جلست على الأرض مسندة ظهرها للسرير، ضامّة ركبتيها إلى صدرها و بأسى / رائد.. لماذا هنالك مجرمين؟ رائد بصدق / لا أزال أبحث عن إجابة لسؤالك. سارة ضحكت و رفعت عينيها للسقف بسرور/ حسنًا. رائد بإنشراح / إذًا مَنْ سَارة كـ إمرأة ؟ سارة بتجاهل لظنونها من نواياه في خطبتها / ماذا تريد أن تعرف. رائد بتلميح / لا أسئلة حاليًا لكن تحدثي بإعتباري رائد الرجل.. سيفي ذلك بالغرض في هذه اللحظة. سارة أبعدت هاتفها َ و أصبحت تتحدث و كأن هنالك مَنْ يستعجلها في الحضور ثم عادت إليه / سأكتبُ إليك لاحقًا.. حسنًا عليّ الإغلاق الآن. رائد / لا بأس، لا تكتبيِ شيئًا أريد أن أستمع.. في أمان الله. نظرت سارة إلى هاتفها و مرّ في بالها إسمه الذي سجلته لا تفهم ماذا جرى للتّو و لا تريد ذلك.. و تسائلت لما قدّ تختزل كيانه في شرطي و في ذات الوقت تحارب أن يتصرف معها كشرطي! *& * & *& *& يا لتشابه الأسماء الرهيب، خالد كـ فواز! لا أجدُ سؤال خالد عن فواز فكرة سديدة. الأمر بين النساء لذا لا أعلمُ مَنْ تقدم بالإسم شخصيًا لأعرف إن كان لخالد و أهله علاقة.. لأنني أجدُ عمل خالد لدّي و إن صحّ القول زواج بأختي هُما أمران مُبالغ بِهما في ظلِ التنافس الذي يحوم حول هذه العائلة و إن كان عمل خالد مجرد إنفتاح كما أخبرني.. أتمنى أن أكون مخطئًا. *& * & *& *& | ||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|