آخر 10 مشاركات
1026-مؤامرة قاسية - هيلين بروكس - دار النحاس(كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          تكملة رواية هذيان بين جمر وجليد( أرملة أخي المجنونه)، للكاتبة/ نورا ناصر"عراقية" (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          84 - طيور لا تعرف الرحيل - مارجريت بارجيتر - دار الكتاب العربي (الكاتـب : أناناسة - )           »          سيدة قصر الدوقية توسكية (77) ج 3"عائلة ريتشي":أميرة الحب {مميزة}*كاملة&رابط أخف* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          حب و كبرياء - بني جوردان - الدوائر الثلاث** (الكاتـب : لولا - )           »          فلتسمعي أنين إحتضاري *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          جراح يشفيها الحب (169) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          فتاتى إلى الأبد (26) للكاتبة: Jennifer Crusie *كاملة+روابط* (الكاتـب : kokocola - )           »          تحملت العنا لأجلك يا ولد العم ... الكاتبه : mnoo_gadee (الكاتـب : جرح الذات - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree1651Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-09-24, 06:36 AM   #441

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 12,921
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صل على النبي محمد مشاهدة المشاركة
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الله اكبر

الحمد لله

لا اله إلا الله

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

سبحان الله
الحمد لله
لا إله إلا الله
الله أكبر
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

ام جواد likes this.

shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-24, 01:10 AM   #442

ضي عيوني

? العضوٌ??? » 496732
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 675
?  نُقآطِيْ » ضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond repute
افتراضي

ووووينك يا لميس مشتاقين للفصل والاحداث❤
shezo likes this.

ضي عيوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-24, 12:15 PM   #443

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 12,921
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي


ضي عيوني likes this.

shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-24, 11:37 PM   #444

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,497
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

الفصل الثامن عشر
•قلبك
من ريش
ونبضك كله
عواصف•
أخيرًا ستنال الليلة قبلتها الأولى التي تأخرت بضع قفزات عن حد لهفتها. تضوّرت بتوقٍ ذائب للحظتها تلك، وبتفان وجهد مكثفين عملت على زرع الظروف المحيطة التي ستجعلها تنالها، اتفقت مع والدتها على زيارتها لشقيقها مهدي هي ووالدها، على شرط أن تبقى راوية في المنزل صحبة فاضل فعيبٌ أن تزور حيَّ خطيبها، وحالما أرسلتهم وغادروا، هاتفت نديم وأخبرته:
-لقد أعددتُ بضعة مخبوزات لأجلك، تعال وتناولها برفقتي أنا وفاضل.
أفضل شيء عملته هو اللعب بذرات ضمير فاضل وإجلاسه فوق وسادة ذنوب، يُكفِّر طوال الوقت عمّا فعله وفعلته عائلته معها، ولذلك يصب كل رعايته لأجلها. وينتقد سلوك عائلته في حضور مؤيد، وهو محق. فعائلتها مستفزة تجالسهما طوال الوقت. وتحبس أنفاسهما، ولم يتيحوا لهما فرصة التعرف، الحديث، أو دراسة الحميمية المفرطة بينهما التي ستتبعها، أو قراءة مؤشرات التفاهم بينهما.
نفخت بملل فيما تُسقط جسدها في مغطس اللافندر، نقعت جسدها الأبيض الناعم فيه، ثم التفّت بغطاء عطري يضمن التسلل لمسامات جسدها بالكلية، والفضل للعم نجيب. انخرطت في سلسلة مرطبات كريمة وحالما تحررت من ذلك مارست ثلاث تقشيرات لشفتيها عملت على تورديها ونفخها بشكل محمود وشالت كل التشققات عنها فيما أبقت مرطبًا بزهر الكاركديه فوقهما. وتوعدت نديم، فالليلة ليلتها.
شغل فاضل نفسه في افتتاح العطارة وساعد الشباب المتطوع في إعمارها للسيد نجيب، وترك لها الأبواب فهرعت جرأتها من خلالها. وصل نديم خلال وقت قصير إذ ربط نفسه مباشرة بها من مصرفه الذي تأخر به في جرد دوري. اختبأت خلف الباب بسروال قصير يحوم حول ركبتيها، وبلوزة خفيفة بأزرار ناعمة وخف بيتي مزين بسلاسل رقيقة. التفت إليه وباغتته في سحرها، لكمها هو في جاذبيته والنية كانت الضربة في مرماه. لكنه لعب بمرتدة وانقلبت النتيجة عليها، ذقنه المضروب والمرسوم في لحية متقنة بأفضل حالتها يرسم لها سيناريوهات حارّة مستقبلًا ولعلها قريبة من لمسه والغوص فيه، قميصه المتهدل في إرهاق عن جسده المشدود وتفاصيل ربطة عنقه المائلة يهتزان بها عن حافة التوازن. وأخيرًا عيناه اللتين حملتا رعدًا من إطلالتها قد أرسلتا شرارات سيل عاطفته نحوها وهي غالبًا كانت في أفضل جاهزية لها. ومضت عيناها بضوئهما الترابي الذي أحب وسرّته بإغراء فيما تقدم كفها اليمنى الناعمة ليزرعها في كفه الخشنة التي تحب:
-لديك ثلاثون دقيقة لتخبرني كم تحبني فيها قبل أن يمسكوا بنا وتهرب.
تنقلت عيناه في قلق وقد ترك كفها بخشونة:
-أين هي عائلتك؟ كيف تأتين بي هنا والمنزل فارغ؟
انتفض عرق جبينه وهو يستطرد:
-بل الأهم، كيف تتركك عائلتك وحدك.
سحبت كفه وضمت كفها فوقها، تبسمت تخفي إحباطها وضغطت على حروفها فيما تخبره:
-هوّن عليك، فاضل هنا لكنه ما زال في صلاة العشاء.
توترت عيناه ونقل إليها بتوتر:
-لقد صليّتُ في جامع حيّكم.
زفرت بهدوء وسحبته للردهة:
-ربما تأخر في المرور إلى العطارة، لا تقلق.
مشط جسدها وقد تسلل الخطر إليه من بقائهما وحدهما، رغم رغبته وتمنيه ذلك، فطلب منها بهدوء:
-راوية هلَّا ارتديت شيئًا ساترًا فوق ملابسك، لا تصح عودة فاضل ورؤيتنا هكذا.
زمت شفتيها بضيق وشرحت له:
-أنت خطيبي وهو أخي، لن أرتدي شيئًا فوقها.
حرك أنامله في لحيته بقوة وجزَّ لها الحقيقة بصراحة:
-هذا ليس لباسك في وجودهم.
اقترب منها بحذر وحاول ضمها إليه دون لمس أو اقتراب، فهالتها ورؤيتها هكذا تحتاجان قوة مدمرة للأعصاب.
-أنا أكثر شخص يتمنى رؤيتك هكذا، لكن ليس بهذه الطريقة ونحن هنا وحدنا.
تناقلت لها الموجات الحارقة بينهما، لم يلمسها لكن عيناه فعلتا. ازدردت لعابها وضربت بقدميها الأرض:
-لقد فعلت هذا لأجلك وهكذا تكافئني.
تنهد بقوة واقترب يراضيها:
-حالما يأتي فاضل سأطلب منه الجلوس معك بمفردنا.
خصته بنظرة قاتلة ومضت إلى الداخل مبرطمة، ارتدت مئزر الصلاة الأسود خاصتها وجانبته في الجلسة بصالة المنزل.
لم يتأخر فاضل الذي جاء واستقبله مؤيد:
-السلام عليكم ومعذرة على التأخر نسيب.
نهض مؤيد في وجهه وصافحه فيما يربت على ذراعه:
-لا يهمك أخي، خذ راحتك بالطبع.
شرح له فاضل بشكل موجز ما حدث لعطارة نجيب ومحاولة إصلاحها وافتتاحها رغم كل شيء، فأثنى عليه مؤيد:
-بارك الله فيكم، لقد هزَّ حريق عطارته الجميع، كان الله في عونه.
أمّن فاضل على دعائه ثم استقام واعتذر منه:
-اعتذر منك نديم، لدي تسميع جزء من القرآن غدًا وأود المراجعة بتركيز.
حفهما بنظرات دافئة واستطرد:
-سأكون فوق سطوح المنزل، خذا راحتكما واستفيدا من عرض السكون الليلة.
أطبق باب السطح حالما خرج ولم ير أذني مؤيد اللتين احترقتا. دخلت راوية إلى حجرتها وخلعت المئزر وعادت به في كفيها. حدجته بنظرة غاضبة ولم تستجب لحثه:
-تعالي هنا.
تبخترت خطواتها بلباسها الضيق وردت بنزق:
-لقد دعوتك إلى مخبوزات سأجلبها.
عادت بعد وقت بصينية مخبوزات وشاي بالزعتر وبضعة أطباق للمخللات. وزعت الأطباق أمامه بحركة عصبية تنم عن غضبها فأوقفها بحنو والتقط كفها بنعومة:
-إن بقيتِ غاضبة هكذا لن أتناول طعامك.
التفتت له بعصبية:
-جرّب وافعلها نديم، سأغضب منك غضبًا شديدًا.
برقت عيناه وسأل بتسلية:
-ما الذي قد تفعلينه؟
عقدت ذراعيها فوق صدرها وارتدت أسلوبًا ملتويًا:
-لا تختبرني أبدو شريرة وانتقامي صعب ممن أحبهم.
ومض وجهه في لمحة بدائية وترجم صوته مبتاغتتها:
-من تحبينهم؟
كرر خلفها مصدومًا فأجابت وكفها تسحب بضعة مخبوزات وترصها في طبقه، فأجابت ببديهية:
-أجل، ألستَ أنتَ حبيبي.
دار رأسه دورة كاملة ولم يحتمل البساطة التي تلقي فيها الكلمات التي لها تأثير الصوان في صدره. استكثر حبها له سريعًا، بدا له كشيء مستحيل ومستبعد هذه الفترة. رغم قوة علاقتهما وبقائهما طوال الوقت على الهاتف، عدا زياراته العسكرية هنا التي ينظمها مرعي وأبناؤه ونظام الجنود الذي يعاملونه به، لكن ما حدثته به استعجله على نفسه.
-بلا أنا كذلك راوية.
أخذ الطبق بهدوء ورمى عن شفتيه حروفًا غير مركزة:
-بما أنك تحبينني، تناولي مع ما خبزته وكفي عن غضبك حتى أستشعر لذة ما صنعتيه لأجلي.
ضحكت وقضمت من طرف الطبق قطعة، تسلقت نظراتها وجهه وسألت:
-وأنتَ؟ أحببتني أم لم تفعل بعد؟
نفضت خصلانها لتعزيز ثقتها التي كادت تتهاوى فمع سبق الخبرات والمناهج التي تدرسها. تبدو أُميّة جاهلة تسحقها الرهبة في حضوره واستطردت:
-رغم أنني أحصل على قلب يعرفني من ثاني مقابلة ربما.
أضافت بتشديد:
-قلت الثانية من باب التواضع.
فرقت شفتيها وضمتهما مع انتظارها لوكه لقمته. مضغ حروفه الراضية والتفت إليها بكله فيما يخبرها:
-أنتِ كذلك، لكِ اللقاء الأول ووجهك كفيل بخطف أي عقل.
خبطت أسنانها ببعضها وهو يجذب كفها:
-مقابلتين أخرتين مع لسانك وقلبك ومباهجك، ولك حق السَّبي حينها.
تفتحت عيناها على وسعهما وضاعت منها الكلمات الملتوية والأسلوب الجذاب واكتفت:
-حقًا، هكذا تراني؟
هزَّ رأسه وضم عينيها فيما يؤكد:
-أجل، أنت كثيرة راوية، كثيرة جدًا جدًا.
رفعت كفها لفمها غير مصدقة واعترفت:
-لم أشعر أنني كذلك وأنا معك.
مشط ذراعيها وكتفيها وتحركت عيناه لساقيها وأجاب:
-كنت أكثر، لكنني أخاف عليك من زخم عاطفتي.
ضحكت ضحكات متقطعة وانفجر لسانها بالترهات:
-لكنك لم تثبت لي، حتى أنك لم تحاول أن تُقبـ..
ضحك هذه المرة وصمتت لعظم غبائها، تبًا. راوية توضع في هكذا موقف مهين، كادت تبكي، كادت أو فعلت حتى أخبرها:
-أنا أتضور لهفة لفعلها.
لم تشأ أن تنظر في وجهه بل أكملت سيل خيباتها من نفسها وانزلق عارها منها:
-أظن النصف ساعة اكتملت.
دعت على نفسها، لقد فعلت ورجت الله أن يأخذها عمّا فعلته.
-نمددها لأجل عيني راوية.
أتمت الدعوة رقم عشرين على نفسها وقبل أن تؤمن عليها
التقط وجهها المسكوب بجرعة أنثوية صارخة التأثر والترقب وارتمى بين شفتيها. أمضى جولة متمهلة فوقهما، وارتشف مذاق الكاركديه عنهما قطرة قطرة، حتى نالت شفتاه المرطب كاملًا.
انمحت الدقائق في ذهولها واستنكارها، هدأ روعها ومارس دفأه عليها وحالما سكنت وهدأ قلبها، ألقت بالعار الأخير الأخير لليلة:
-أعدها ثانيةّ نديم، من فضلك قبّلني.
****


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 19-09-24, 11:38 PM   #445

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,497
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

<محارم ورقية، الثلاثة بدينار اشتر مني عمي أرجوك.>
توسلت إلى سياف فتاة هزيلة المنظر ضربت سيارته حال اصطفافه في طابور إشارة المرور وتجاهلها مرغمًا:
-لأجل من تحب اشتر مني، جبر الله خاطرك اشتر مني.
ناداه الصوت والتفت إلى إلحالها وطالعها، جذبه وجهها، صوتها البريء من عفن الشوارع، وهيئتها التي ترتدي التسول ولا تنتمي له. قدّم لها ثمن عبوة المحارم كي يتخلص من صوتها ولم يفته قراءة اسم الشركة لمعرفة الجهة التي تبيع المحارم في الزقاق الضيق الذي نوى زيارته اليوم.
-شكرًا لك يا عم، جبر الله خاطرك ورزقك الحلال من حيث لا تحتسب.
صفَّ سيارته في موقف قريب من المكان الذي نواه وترجل منها بتنهيدة طويلة لو كان لها صوت لضربت المكان بأكمله. بردت خطوات سياف على رصيف الجسر الخاص بمدينته وراح يشارك الناس المشي وينزلق معهم على الممشى الاسمنتي المبلل بسبب صبّ المياه الصحية فوقه، تدلت خطواته فوق الدرج المتسخ الذي يفضي لنفق حوى مساكن المشردين أمثاله من الأطفال وأصحاب البسطات والباعة المتجولين والمتسولين، انقبض قلبه وأحسَّ بمرارة العمر الذي قضاه هنا تنهمر عليه زخات. لقد بات يعيش الآن في شقة فاخرة لا يمكن شراؤها بالمال وحده، لكنه دائمًا ما يعود إلى الرصيف ويحتضن الشوارع المهترئة.
لفحه الهواء القذر الذي يذكّره دومًا أن حياته المترفة التي يعيشها الآن قد قبض ثمنها هنا، وما أنفقه من طفولته كان قبضًا مقدمًا لما عايشه خلف الزقاق وأسفل الأنفاق وفوق بسطات اللوازم البسيطة، وبراءته التي باعها منذ زمن. تذكّر الطفل الذي كان عليه، طفل لا تدفأ قدماه ولا يغادر المحلول الملحي أنفه طوال الوقت. من فوره مسح اللا شيء بمحرمة أنيقة عن أنفه، لقد عانى وما زال يعاني كلما ولج المكان، ظل في رأسه الذي يكتظ بالماضي ولم يوقفه إلا صوت بُرغي صاحب المطعم الأكثر قذارة في تاريخ النفق المظلم.
-انظروا من جاء إلينا، النقابي سيّاف.
نفر سياف من رائحة الفلافل واقترب منه يخبره:
-جئت لأشد أذنك وأذن أصحابك في المكان، فهل اشتقت لعضاتي؟
هزّ بُرغي مصفاة الفلافل وفرغها على سطح الرخام وأجاب:
-كفانا الله شرّك، صفحتي بيضاء ولم أقترف خطأ.
تركزت عينا سيّاف على ذراعي بُرغي اللتين بدأتا بحشو الشطائر ورد بجفاف:
-رجل جيد مخلص في عمله، هيّا قل لي أخبار جيرانك.
ازدرد بُرغي لعابه وحدق بسياف بنظرة صامتة وتلجلج:
-كلهم أفضل مني، لا أخطاء و أنت خلفنا عمنا النقابي.
رفع سيّاف حاجبه وتقصى منه:
-لا يا شيخ، هذا ما عندك فقط.
أوقف بُرغي عمله وهزّ رأسه في ارتباك، التقط سياف معناه على الفور وامتدت يده لجيب سرواله وسحب منها خمسة دنانير سعرًا مناسبًا له جهزها مسبقًا. فاحت من وجه بُرغي الموافقة وأمضى على بيع الرفقة والجيرة وشرع يحكي:
-رِسلان جاء بمجموعة فتيات هنا.
شق رغيفًا من الخبز وأضاف:
-وأخذ غَلّة أطفال اللبان والماء المثلج.
رمى قرصًا من الفلافل في فمه واستطرد:
-ومدد عمل الصبية الصغار حتى صلاة العشاء، وأشركهم كلهم في وجبة غداء واحدة.
ثم اقترب من سياف الذي بدأ يغلي وفار دمه وسرّب له آخر الأخبار بهمسة حشرت نصف لعابه:
-لقد تحرش بإحدى الفتيات اللاتي جلبهن.
هدر سيّاف في وجهه:
-ماذا؟
انقضت طاقة تحمله ولم يحتمل تفاصيل بُرغي فلكم زجاج مطعمه وتناثرت واجهته الرخيصة على الأرض، انفجرت خطواته ولحق به بُرغي صوب إحدى المخازن التي يختبئ بها رسلان نهارًا. قبل أن يصل المكان اشتبك مع عطا رفيق رسلان:
-أين معلمك يا عطا؟
فرد عطا ذراعيه أمام صبيتين جدد تم جلبهما ورد بغلظة:
-وما شأنك بالمعلم يا سياف؟
دفعه سياف من ذراعه، فترنح عطا وتوازن على القائم خلفه وسياف يهدده:
-هذه النبرة لا تعاود الحديث بها معي وإلا قطعت لسانك الذي قُصَّت مقدمته فهمت؟
أومأ عطا بذعر فيما يسحب سياف باب المخزن، فأخبره عطا بصدق:
-رِسلان ليس هنا، لديه قضية يعمل عليها.
اقترب منه سياف وضربه في مقدمة قميصه فيما يسأله:
-أين بضاعة معلمك الجديدة؟
تفتحت عينا عطا على وسعهما وردَّ بصوت هزلي:
-لا، لن تتصرف فيهما وألا سيقضي علينا رسلان.
دار سياف نصف دورة سحب فيها حزام سرواله ولفه حول يده، تقدم من عطا بهدوء خطر وأخبره:
-تهديدات معلمك على نفسه، ولا تمضي عليّ، هل تخبرني ببضاعته الجديدة أم آخذها منك بطريقتي؟
حدق عطا بالحزام الجلدي الذي لفه سياف على كم يده وأجاب بأسنان اصطكت بعنف:
-سأخبره أنك السبب.
ضرب سياف القائم جانبه وحروفه تسقط عن شفتيه نازفة بحرقة:
-هذا إن عاد إليك الليلة.
سأل عطا مرتجفًا:
-ما الذي ستفعله فيه؟
-ذات الشيء الذي سأفعله معك لو تواطأت معه أكثر ولم تخبرني بأحدث وارادتكم العفنة.
انغلب عطا على أمره واستسلم لضرب الحزام على الجدار ونفذت منه الأخبار:
-بنتان فقط آخر ما جلبه هنا، فتاة المحارم الورقية، والأخرى التي تبيع البطاريات على باب النفق.
توقف سياف مذهولًا وقد تذكر الفتاة التي لاقته على بوابة السوق هنا، فتاة لا أسلوبها يتماشى مع المكان ولا صوتها النظيف ولا لهجتها، حتى طريقة عرضها مفتعلة ومغصوبة عليها ذكرته فيه هو. ازدرد لعابه بمشقة وسأل بعصبية واستعجال:
-أين نقاط بيعها عطا؟
رد بُرغي الذي يلملم شظايا الزجاج عن أرض مطعمه وينوح بصمت:
-عند إشارة المرور والمسجد الكبير.
رمى عطا أمامه وأخذه ليرشده إلى مكانها، هي وفتاة البطاريات التي بدا أن رسلان جلبها من زقاق آخر في المدينة فقد تمسكت بسرواله ورمت نفسها أمامه وحكَّت وجهها في حذائه كي يشتري بطارية مضروبة الصنع. قضى الطريق في الاستغفار فرسلان لا يكف عن الاستغلال، لم يسأم من نهب الأطفال والمراهقين المشردين وقد تعب من جمعهم خلفه. قاده سياف إلى فتاة البطاريات وقبل أن يسألها عن اسمها أخبرته بقصتها كاملة فتنهد. وقبل أن يتصرف في أمرها جلبته أصوات محتدة في أمر ما. سقط رسلان في قبضته حالما رآه يحشر فتاة المناديل على بسطة ويؤذيها بقربه منها. انطلق سياف نحوه وسحق جسده المترهل عنها، انسكبت الفتاة فوق البسطة وأنقذها عطا فيما جثم سياف فوق رسلان يخنقه ويصيح في وجهه:
-ألم تسأم يا رجل من قذارتك؟
ضربه في منتصف رأسه فيما يحكم على قدميه بركبتيه وشد أذنه المقطوعة:
-ما الذي تفعله في جلب الفتيات هنا؟ لقد استنفذتني وأنا أنظف من خلفك، ألا تتعب؟
حرك ركبته للأسفل وقصد مكانًا بعينه تأوه رسلان حالما ضربه وأغمض عينيه مولولاً، فيما يهبط سياف محاذاة أذنه السليمة ويصب فيها تهديده:
-هذه لأجل التحرش بها.
استقام عنه وتركه يتدحرج متلوّيًا يصب لعناته على سياف ويتوعده فنهره وكفه تمسح فمه:
-اصمت قبل أن أعلقك على مشبك المسامير وأُري النفق أي معلم أنت.
انشرخ صوت رسلان وعطا يسحبه عن الأرض فأزاحه بعنف:
-أقسم أنني سأخذ منك ثمن ما فعلته أيها المتشرد اللعين.
كبح سياف زلزلة عنيفة هزت جسده ورد بصوت قاطع:
-لقد أخذت بالفعل ما يكفي وأنا هنا لأجعلك تندم على كل ما فعلته.
ترك عنه الحديث حالما رأى فتاة المناديل تهرب وترمى العبوات خلفها، انطلق خلفها متحاملًا على إصابة ركبته وحشرها في سلالم النفق الأخيرة، تعثرت بالدرجة الأخيرة وسقطت لولا ذراعه فصرخت به:
-لا تقترب مني، إياك أن تلمسني.
تراجع للخلف خطوة ورفعها بطرف ذراعه فتشبثت بالأعمدة فوقها وترنحت من شدة الموقف عليها ورجته:
-أنا لست من هذا المكان ولا أعرف أحدًا فيه، أتوسل إليك اتركني
ضربه رجاؤها في مقتل فطلب منها:
-أين أهلك عنك؟
انتحب صوتها ورجَّ ذكر اسم عائلتها ثباتها، فالتصقت بالجدار وأخبرته:
-والدي مسافر وفقدت عمي منذ ثلاث أسابيع ولا أصل إليه ولا رقم أحمله للتواصل معهما.
حكَّ جبينه وطلب منها بهدوء:
-ما هو اسمك؟
انكمشت على نفسها فهدأ من روعها:
-أنا سياف، جئت هنا لأحميكِ وأحمي أي أحد قد يُستغل هنا فساعديني.
شكت له من فورها:
-لقد.. لقد أخذني رسلان من محطة الحافلات وأنا في انتظار عمّي وأخبرني أنه سيساعدني في العثور على عائلتي وجلبني هنا، فكيف أصدقك؟
التهمت قلبه فيما تلتهم أناملها برجفة شقت صدره، اقترب منها على الفور وأخرج هاتفه ومسح على شاشته، أظهر لها صورة امرأة عجوز، باشة الوجه يسكن النور في وجهها وأكل العمر سواد شعرها.
-هذه المرأة أمي، ستبقين لديها ريثما أعثر على عائلتك، هل يرضيك؟
تهدلت كتفاها وسألت في تشكك:
-كيف أعرف أنك صادق؟
ضحك بيأس وهادنها:
-أعيش في البيادر وبيتي مفتوح ولي اسم اهتم به كي أتزوج المرأة التي أحبها وأنجب منها سبعة صبية ولا مصلحة لي في استغلال فتاة لا تميز الخبيث من الطيب وتظنني أجازف بحبيبتي لأجلها.
برق الفضول من عينيها وغزتها الحمرة على خجل فسبته:
-تبدو بعمر والدي ولا تخجل من نفسك؟
بسط شفتيه ورد عليها:
-ولأجل ذلك سأساعدك، لقد حركت بي مشاعر الأبوة التي لم أجربها من حبيبتي بعد.
التفتت له وسهمت في وجهه تسأله:
-لماذا تساعدني؟
هز كتفيه بلا انفعال ورمى حروفًا جامدة:
-أخبئ لنفسي شيئًا أجده فيما بعد.
تبسمت بلا فهم حقيقي ووافقت على عرضه:
-لقد وافقت على مساعدتك، كيف ستساعدني؟
دق قلبه وسلك فيه عطف لها وهو يحرك عينيه:
-أول درس في مساعدتك لا تقبلي المساعدة بسرعة خاصة لو كانت من رجل مثلي.
ازدردت لعابها وشحبت فأضاف مصححًا:
-لكنني استثناء ورجل طيب سيساعدك.
انكمشت فحثها بقوة:
-ستبدين دعمك لي أولًا وتخبريني باسمك.
حان دور قلبها الصغير لينتفض ويثور ويرد بدلاً عنها فيما يحتفظ باسم حفصة لها ويخبره:
-اسمي ضي.
ومض الإعجاب في عينيه وكافأه:
-اسمك جميل جداً، من أسماك به؟
هزت رأسها بلا مبالاة:
-أنا أسميت نفسي منذ هذه اللحظة.
رفع حاجبه بصدمة واستفهم:
-واسمك الحقيقي؟
أخبرته فيما تشير له للأمام:
-حالما أثق بك، سأخبرك به!
هتف بها بجنون:
-كيف سأساعدك؟ بالمراسلة والتنجيم؟
تركت أول خطوة في الطريق وسألته:
-أمك تعيش وحدها؟
تناول منها الحديث وأجاب:
-أجل وأنا لا أتواجد معها.
استأنفت الخطوات مجددًا وهمهمت باستحسان فأشار:
-هل لديك شيء مهم هنا؟
أخبرته من فورها:
-الشيء الوحيد المهم لدي ذاكرة الأرقام التي اختفت مني، لا شيء مهم سواها.
هزيلة، شاحبة، لها جسر لتقويم الأسنان في فكها، أنفها طويل وبها جاذبية آسرة رغم عتبات الصبا التي تضيع ملامح البنات فيها، فأخبرها:
-أمي تحب الحديث لا تكوني صامتة معها.
سألته بحيرة وجبينها ينقبض:
-ما اسم حبيبتك.
رد من فوره:
-يافا.
التمعت عيناها واستطردت:
-هل هي جميلة؟
تنهد ومثّل العشق:
-أجمل نساء الدنيا.
-هل سنتأخر في الوصول لوالدتك؟
-هذا يعتمد على سرعة مشيك
شدت من خطواتها وركبت معه السيارة، اختارت المقعد الخلفي، واستخدم إذاعة القرآن في تهدئتها عرفت البيادر فوراً وهبطت من فورها أمام المنزل، لم يهبط برفقتها بل قال لها:
-أخبريها إن سياف من بعثك إليها وستكونين في عينيها.
ترددت في الذهاب قليلًا لكنه حفزها وحالما دخلت الباب وفتحت لها ابنة خالته انطلق، وأمسك بهاتفه يمرر تسجيلا حارًا:
-ناديا، أنا مرهق جسديًا وبحاجة مساج يصالح عضلاتي.
****
«قبل عدة أسابيع»
حضرت حفصة حقيبتها رغم استنكارها لرحيلهما المفاجئ هي وعمها في ظل امتحاناتها الثانوية إلا أنه شدّد على ضرورة مغادرة المكان المشؤوم ولم تجد بداً من التملص، ذهبت إلى براءة وطلبت منها ألا تنساها، ومضت من بكورة الصبح مع عمها الذي سلّم مفاتيح البيت إلى المشتري. في تلك اللحظة علمت أنهما سيغادران نوارة بلا عودة، وسيمضي بهما الحال كرحالة بين مكان ومكان دون مستقر، سارا في طرقٍ جديدة عليها لم تخزّنها ذاكرتها ولم تعبأ، توقف فجأة سابًّا المكابح، فاستفهمت منه وأجابها:
-عطلٌ مفاجئ.
أنزلها بحقيبتها مدعيًّاً أنها ستكون ثقيلة على سيارته المتعبة وتركها في محطة انتظار على أن يعود إليها ما أن يصلح سيارته في أقرب ورشة تصليح، وافقته وهبطت تنتظره على الكرسي.. مرت ساعة في حرور الشّمس.. وتعدت الثانية وهي بوجهٍ متعرق دون ماء وجفاف حلقها زاد عطشها، مرت الثالثة وبدأ قلبها بالخفقان خوفًا عليه، مالت الشمس فاستسلمت وابتهلت أن يعود، حلت شمس الأصيل وغربت الشمس وهي بانتظاره، جاءها رجل كبير مع أول الليل يسألها إن كانت تائهة وأجابته:
-أنا أنتظر عمي.
-الذي أنزلك كان هو؟
أومأت تشرح له ما حدث فسأل بريبة:
-أ تملكين رقم هاتفه.
غزاها اليأس فقالت:
-هاتفي ليس معي نسيته في سيارته.
سأل الرجل بلا تردد:
-تحفظين رقمه؟
ردت بلهفة وأملت له الرقم الذي رن عليه وأعطاه أنه مغلق فأنكرت
-عمي بخير.. سيعود..
تجلت علامات الشر على الرجل:
-لن يعود.. تعالي معي أقلك لمكان آمن.
هزت رأسها برفض:
-لا.. سيأتي عمي.. سيأتي.
تركها بعد أن ملّ منها وإن بيّت نيته حولها يراقب ضعفها واهتزاز قدمها فكشر عن ابتسامة شيطانية يغزلها نحوها..
وفي المطار خطا العم المنتظر سلالم الطائرة مودعاً بلاده إلى الأبد تاركًا خلفه ابنة شقيقه بين مخالب الأنس وأنيابهم.
**


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 19-09-24, 11:39 PM   #446

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,497
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

بعد إخضاعها لعدة فحوص وإجرائها عدة تحاليل تفحصت الطبيبة كافة نتائجها وأملت عليها خطوتها الأولى تجاهها:
-من الصعب التنبؤ بهذا المرض سراب ولذلك لا يوجد علاج محدد له وسنقوم بتجربة عدة علاجات وتحديد الأكثر فاعلية.
ازدردت سراب لعابها وتحكمت في أعصابها والطبيبة تستطرد بعد نحنحة:
-قبل أي شيء، عليكِ أن تعرفي أنه لا يمكن علاج الثعلبة نهائيًا واستعادة الشعر، حتى الآن لا توجد طريقة معروفة لعلاجها بشكل نهائي.
بناء على عمر الإصابة الطويل وحالة الشعر الممحو تمامًا عن رقعة رأسها رغم وجود شعيرات خفيفة انطلقت في أكثر من موقع منذ أسبوع في بادرة أولى من سنوات حسبما أخبرتها سراب لا زالت تخشى الطبيبة، ومع ذلك أخذت حيطتها كاملة مع سراب التي التوت أصابعها فوق المقعد الجلدي وأومأت بتفهم، هي تعلم جيدًا أن شعرها الخرب لعشر سنين لن يتعافى بجلسة واحدة.
-أعرف ذلك، لكن ما يهمني...
توقف صيب الكلمات في حنجرتها وأطلقتهم ببطء مع زفرة حارّة:
-ما يهمني رؤية شعر فوري فوق رأسي حتى وإن كان ذلك بغرز الإنبات.
شبكت الطبيبة تيسير ذراعيها وأطلقت كلامها برِّوية:
-سنبتعد عن الإجراء الذي يعتبر كونه تجميليًا أكثر من علاجي.
تنهدت فيما تستطرد:
- وسنخضعك بشكل مبدئي لـ Corticosteroid التي تعتبر مضادة للالتهاب، ستكون حقنة موضعية في أماكن الإصابة كل أربعة إلى ستة أسابيع حسبما الحاجة.
توقفت قليلًا تقرأ تجاوب سراب وأكملت:
-حينها وإن كان العلاج فعالًا سنلاحظ نمو بعض الشعر في غضون ثلاثة أشهر من الحصول على الحقنة الأولى.
انتشر الإحباط سريعًا على وجه سراب التي عشمت بفعالية الخطوة الأولى، فأبدت لها الطبيبة خيار تناولها عبر الفم حيث تبدو فعالة للحالات المتقدمة في الثعلبة.
-لكن هذا سيتأخر.
أطلقتها سراب زفرة بمشقة وبؤس توافقها تيسير بهزة رأس:
-أجل هذا العلاج يحتاج لفترة زمنية طويلة حتى تعمل.
همست سراب بإصرار:
-أريد شعرًا بشكل عاجل ألا يمكنني استخدام البلازما أو الليزر في ذلك.
زفرت الطبيبة نفسها وأخبرت سراب بعملية:
-العلاج المناعي الموضعي سيكون مجديًا وخيارنا البديل في حال إبطاء نتائج الطريقة الأولى إذ يقوم على إحداث رد فعل تحسسي ويحفز نمو الشعر الجديد.
سألت سراب بصبر نافذ:
-متى يمكنني رؤية الشعر؟
بسطت تيسير شفتيها وأجابت:
-سيعطى أسبوعيًا ويترك لمدة يومين ويترك على مكان الإصابة والنتائج بعد ثلاثة أو ستة أشهر.
كان نكسة لرأسها مرهقة جدًا فتساهلت الطبيبة معها وعرضت عليها عدة خيارات تفضي بذات النتيجة التي لم تلبي سراب نتائجها المرجوة وقد استسلمت عاجزة بشكل آلم قلب تيسير فاقترحت:
-ويمكننا العلاج بالليزر و الميزو ثيرابي أو أخيرًا البلازما.
تهلل وجه سراب وردت:
-أجل هذه الخيارات التي أريدها.
لا توافقها الطبيبة التي تميل لإجراء العلاج الأول مع مراعاة البيئة النفسية التي سيتم إحالتها إليها من فورها، والمكملات الغذائية والخطة المزدوجة بينها وبين طبيب نفسي مختص ومع ذلك أخبرتها:
-سنفعل ما يجعل هذا الشعر ينمو بشكل طبيعي وجميل.
عاودت سراب الرجاء:
-ألا يمكن إعطائي أي محفز لنمو الشعر بشكل سريع خارج إطار العلاج؟
تبسمت الطبيبة ومدت لها بتوبيخ:
-كوني صبورة سراب، تحلي به لتتعافي سريعًا.
حين خرجت من عند الطبيبة ارتطمت بوجه سند الذي كان على ما يبدو بانتظارها، أخذت نفسًا عميقًا يصل حدود زرعه في قلبها وانتظرت سؤاله:
-هل انتهيتِ؟
أسبلت أهدابها على إجابته بخفوت:
-أجل كانت جلسة سريعة كما ترى.
خطت خطوة نحوه وقد قلصت ألف حشوة يزرعها بينهما ويكدسها لتبقى بعيدة عنه، تأكدت سراب من فراغ الرواق قبل أن تلتفت إليه قائلة:
-لا أود منك الاطلاع على سير حالتي الطَّبية أو معرفتها.
طالعها سند لحظة قصيرة وقد تمكن منه التشويش الذي ترجمه:
-أنا مسؤول عن رعايتك هنا إذا تذكرتِ وقد أمننـ...
قاطعته من فورها وقد اهتز جسدها وتقلص في انكماشة حين سرق الفراغ ذرات عطره وقد تم غزوها بضراوة
-ولأجل ذلك أنت لست ملزمًا بطلب جدّي إذ هناك خصوصية للمريض أنت تعرفها وعليك أن تستخدمها معي.
لو تم زجّها بالقصد لدلع ألف نار فيه من نفس واحد، فمن بعثها إليه قد نجح وبقوة. ميل جسده حيث الباب وعقد ساقيه فيما يخبرها مستخفًا:
-ابنة خالي الموقرة نحن هنا لسنا في حيّ القاضي ولا حارة عائلتك حتى تطلبي مني أن لا أتدخل في قيل وقال ساخنة تشبه أقاويل تغريد وتخشين منها، نحن هنا في صرح طبي كما ترين للأسف، فاخرجي من حيز الحارة.
اشتعلت في عينيها ألف شمس ساطعة وهي تكيل له منفعلة:
-جرّب أن تتحدث بعيدًا عن والدتي طبيب.
هدّل كتفيه بمسرحية:
-أوه، لا يمكنني، ولنا في والدتك أسوة سيئة نضرب بها الأمثال لتجنب الضرر.
تنفست بعصبية وقد يئست منه ومن سخريته:
-ما يهمني هو رفع يديك عمّا يخصني وأنا جادة جدًا فيما أطلبه رجاءً.
بسط شفتيه واستخلص حروفه بصرامة أرعبتها:
-حالتك تستدعي متابعة نفسية قبل البدء بخطوات العلاج.
شحب وجهها وانسحبت من عينيها جذوة التحدي التي قابلته بها في البداية:
-هل اطلعت على حالتي سند؟
طعنت حروفها وقفته وأوشكت على التهاوي أمامه منهارة، وكل نظراتها أصابع اتهام مخذولة، فنفى عن نفسه سريعًا:
-لا، الطبيبة تيسير من أخبرتني بذلك، أنا لست مهتمًا بما يكفي.
انشرخ صوتها وجسدها يرتج بغضب، وإهانتها تلكم رجولته، رغم صدقه الذي استشفته:
- وأنتَ آخر طبيب نفسي قد ألجأ إليه لمتابعة حالتي.
عدّل وقفته وضم كفه لجيب معطفه الطِّبي:
-جيد أنك اخترت أولًا ولم يأت الرفض مني.
زمت شفتيها بقهر وأوجعته تسديدتها هذه المرة:
-قالوا لك أني أموت كي توافق وترضى.
حصر وجهها ولم يعبأ بالرد، بل سأل وعيناه تسرقان عينيها، تحتجزهما رهينة اللحظة، ويستولي على فسحة سلام افتعلها:
-لماذا؟
تجذر سؤاله في قلبها ونمت فروعه فاستفهمت:
-لماذا ماذا؟
نامت عيناه في جسدها تتفقده بلمحة طبية خالصة فقرأ التوتر والجهاد في مواجهته وتصنع الثبات والضعف، تحرك حِسّه الطِّبي وهمس:
-لماذا التدخل الطبي النفسي ابنة خالي؟!
اقترنت عيناه مع عينيها، مع وجهها، مع رأسها الذي مال واستسخف سؤاله الذي بدا متأخرًا بعض الشيء وخارج حدود الحاجة، رغم جهله الأمر برمته:
-لا شيء، جميعنا نحمل حروبنا النفسية وانتكاسات مهولة، بطريقة ما كنت ضحية ما لنفسي وبحاجة لمتابعة نفسية لست وحدك الضحية سند.
تلقى إجابتها كحالة، خانة في أرقام مرضاه، لم ينفعل أو يبد أية لمحة منفعلة بل أخبرها:
-جيد.. الاعتراف جيد للتعافي، لا تنتظري عن نفسك أكثر.
ثم سحبها خلفه وأخرجها من الرواق وهو يملي عليها اسم طبيبة يثق في أدائها.
****
تلك الليلة كانت أحضان رها في استقباله، غرق معها وأغرقها في تيهه، وأنفق باقي الليل طوله في البحث خلف سراب وأمرها. صباحًا ودّع رها بقبلتين ومعطف رغم تفتح الشمس وحرارتها المسربة وغادر إلى عمله الخاص في العيادة التي أوشكت لمساتها الأخيرة على الانتهاء، كان على موعد مع حبيبته الأولى التي طلبها صباحًا، وصله الإفطار جاهزًا من أحد المطاعم التي فتحت حديثًا وأعدَّ لها شايها المحبب إلى قلبها بالميرمية. ولحظات تم فيها إعداد الطاولة، جاءت حبيبته.
تبخترت خطوات بثينة التي اندار رأسها واشرأبت بعنقها تطالع اسمه على باب البناء برجفة ضلوع متمتة:
-بسم الله! ماشاءالله! هذا ابني حبيبي، هذا ابني.
رفعت كفها الفارغة إلى صدرها تهون عليه السبق وتمنع عن عينيها مطر الفرح، فلا تود إفساد لقاءهما بالعبرات.
-سند، سند، عيادة الطبيب سند.
كررتها ذاهلة يطير الفرح من عينيها، هرع إليها من فوره فتلقفته ورمت عنها حقيبتها فيما تناوله صندوقًا ضخمًا جاءت به إليه. أخذته في ضمة حانية وتمتمت:
-عافية عليك سند، لقد أثبت لي أنك رجل ولم تضع تربيتي هباءً.
تركت جسده وتعلقت بوجهه تتمسك به وتخبره بلا تصديق:
-ولدي، أشهد أن هذا الطبيب المعجزة ولدي.
خاصمها الثبات وسالت عن وجنتيها عبرتين حارتين، ضحك لها رافعاً نظارته الطبية:
-تربيتك ست نساء القاضي، هل توقعت أقل من ذلك؟
نفت بصدق أوجعه هذه أمه التي إن طلت يتفتح قلبه على مصراعيه حين يلمح قدومها، وتنطبق أبوابه لحظة وصولها العتبة. جاراها وسحبها عن الباب وأجلسها مجلس الأميرات، دار حول الطاولة وهي تلتهم بعينيها المكان وتحوقل وتسمي.
-أين هي زوجتك؟
بدأ بتوزيع الأطباق حولها ورد:
-لديها عمل في المشفى، لم تستطع البقاء معي دائمًا هنا.
ثم غمزها بشقاوة:
-أريدك معي وحدي.
غمرتها المحبة وفاض كيل معزته عن ألف كيل. تفهمت أمر رها ووضعت حقيبتها بأناقة على الكرسي الذي يجاورها، تناولت معه إفطارًا شعبيًا تحبه لأن سند يحبه. سألت عن كل شيء ولم تترك إجابة متاحة دون سؤال حتى صمتت وتركته يستلم عنها دفة الحديث بعد نحنحة خافتة ومسح شفتيه عن شطيرة اللحم والطماطم:
-أمي أود أن أسألك عن أمر هام.
ردت بلهفة وطوت الشطيرة باتجاه فمها:
-منذ متى وأنت تعلمين عن حالة سراب؟
تجمدت وتكدر وجهها المنشرح وردت بصوت منقبض:
-لماذا، ما الأمر الآن؟ هل حدث شيء وأنا لا أعلم؟
نفى وقد تغضنت ملامحه:
-لا، لا أمي أنا أسألك عنها بشكل طبي.
ردت واجمة وركنت الشطيرة على الطبق:
-قبل شهر ونصف من الآن.
نظف حلقه وسأل بجدية:
-ولم لم تخبريني؟
رفعت ذراعيها وقد بدأ الحديث يختبر أعصابها:
-ظننته شيئًا لا يهمنا بالفعل.
همهم وقد كانت على حق، أو بالأحرى لم تخبره حتى لا يفسح لها مجالًا ليشفق أو يتعاطف أو تنال منه حيز تفكير. بلل الخبز بطبق الطماطم وتركها طويلًا حتى ذابت ورفع وجهه يسأل:
-هل تعرفين أسباب طلاقها من بلال؟
نقرت أناملها على الطاولة وردت بعد زفرة ساخنة:
-هذه قصة طويلة، اتهمها زوجها وأمه بتمنعها عنه وأنها سيئة الاخلاق وربما ظنوا أنها لم تكن بنتًـ..
قطع الحديث من فوره:
-حسناً حسناً أمي غير ذلك، كيف تزوجته أساسًا؟
تجول لسان بثينة في سقف حلقها ودارت عيناها نصف دورة لا مبالية وردت بذات النبرة:
-لقد تبين أمر الزواج، لقد زوجتها تغريد منه للتستر على قصة شعر ابنتها وقدمت له المهر والمؤخر وتكفلت بالزواج كاملًا وبعثرت أموال القاضي لتلبية رغباتها.
تلون وجهها بقسوة وأضافت بصوت حاقد:
-امرأة لا تحمل من أمومتها إلا اسمها ولا أعرف كيف فرّطت بابنتها هكذا.
تمسك سند بحافة الكأس ورد بشرود متعب:
-لقد فرطت الكثير من الأمهات بأبنائهن.
هزّها تعقيبه، خلخل ضلوع صدرها، وأنبت شوكة سامّة صعب خلعها، لم تجبه بشيء، اكتفت بالصمت وتحملت أسئلته بصبر على اجترار أي ذكرى قد تهدد جلستهما. استمعت لسؤاله الذي جعلته الأخير هذه المرة:
-هل تعلمين أي شيء عن حالها الآن؟
نفذ منها الهدوء وانفعلت نبرتها واحتدت:
-وما يهمك في حالها يا ابن بطني، لقد تزوجتَ وانقضى الأمر، ولا يصح سؤالك عن غريبة.
تنهد وفرك ما بين حاجبيه وتجاهل غضبها وترك سؤاله يقضي على الجلسة:
-كم من الوقت مضى على بقائها في قصر جدي؟
استقامت بلا مقدمات:
-هل جئت لتستجوبني عن السيدة سراب أم تريني عيادتك؟
زفر بإرهاق فيما تحركت قصبة حنجرته:
-اجلسي أمي، أنا هنا لسؤالك عنها كحالة صعبة يجب علاجها.
تمسكت بكأس الشاي حتى كادت تهشمه وأخبرته:
-إلى الجحيم هي وسيرتها، فلتتعافى بعيدًا عنا.
بسّط لها دثار النار وقذفه في وجهها:
-جدي طلب مني متابعة حالتها.
شهقت وارتدت للخلف ونهرته:
-أقسم لن يحصل ذلك.. أ تعطبك سراب وتداويها؟
لم ترتفع نبرته بل حافظ عليها في وجودها، رغم صيب كلماتها التي ضربته في صميمه:
-لن أكون مشرفًا بل متابعًا من بعيد.
هزت كتفيها نفيًا واتخذت من وقفتها حجة كاملة عن عدم رضاها ورفعت كفها تأمره:
-لن تكون لها الطبيب المداوي، خسئت ابنة تغريد مئة مرة أن تنول مرادها.
حاصرها وسأل بخشونة:
-وما هو مرادها؟
ردت عليه وأجهزت على هدوئه:
-أنت.
بصقت إجابتها وأضافت فوقها:
-بعيد عليها وعلى أنوف قبيلة والدتها مجتمعة.
****


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 19-09-24, 11:40 PM   #447

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,497
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

عون سأكون عند أشجار المشمش قبل صلاة العصر.
ربط عون نفسه بالطريق الترابي وأجابها بلهاث:
-حسنًا، حاولي أن تكوني وحدك.
تلفتت حولها مرتقبة مجيء آرام أو راوية فلم تجد أحدًا فطمأنته:
-أنا وحدي، أنتَ فقط استعجل.
أغلقت الهاتف ومددت ساقيها وعقدت ذراعيها فوقهما، أحنت رأسها حتى تكون عيناها مع حركة الوتيرة الهادئة للماء. وأطلقت أنفاسها رتيبة، ناعمة، تسبح فوق موجة ضخمة من التشتت والاشتياق لعائلتها البعيدة. ذرفت عبرة صامتة ومسحتها بسكون، لم يتطور الأمر إلى أكثر من ذلك، فهي وإن تخبطت واستقرت في قصر جدها لا يرضي قلبها المسكين أنها منفية عن عائلتها التي تركت عطبًا لا زالت تلتقط أنفاسها من قيحه، ناهيك عن شعرها الذي رفضت الطبيبة إخضاعه لغرز الإنبات، وذاك الحبيب الحاقد الذي يقتات على كرهها كأعظم الوجبات مليئة الدسم. وصلها حفيف الورق وضغط الأقدام خلفها فحركت رأسها وقفزت على طولها، قطعت نصف المسافة إلى عون واستلمت منه الطبق. فضت الغلاف فوقه وانتزعت الملعقة وبدأت بأولى لقيماتها وهي واقفة، لقد سرّب لها عون طبق المقلوبة واتفق على مناولتها إياه قرب السيل حتى لا يراه أحد في القصر، قضت نصف الكمية ملهوفة رغم غصتها من والدتها، تلذّذت بقضم الباذنجان والقرنبيط بشراهة توازي شوقها لأمها ولطهيها الذي لا يشبه طهي أي امرأة، فمذاق الأمهات عسل الجنَّة على الأرض. أجهزت على طبق الأرز وأبقت عدة حبيبات من الفستق الذي لا تحبه. مسحت فمها وأضافت بنهدة:
-يا إلهي اشتقت لمذاق طهو تغريد العالمي.
-هذا حق لك، المقلوبة اليوم كانت خيالية.
همست سراب وربتت فوق بطنها المسطحة:
-هذا أكثر شيء تتقنه سمو والدتنا حفظها الله ورعاها.
ضحك عون الذي أخبرها فور استنشاقه مكونات المقلوبة أن والدته ستعدها اليوم ورغبته في أن يطعمها منها واستجابت له من فورها. جانبها ضاحكًا وقدم لها عبوة مياه وأشار لها بالجلوس:
-يسري معدتك بأقراص الحموضة فهي ستنفجر بعدما أجرمتِ بحقها.
تأوهت وجلست على الأرض ترتشف الماء الذي أخذته منه وشخرت بتخمة:
-لقد جوّعت نفسي لم أتناول شيئًا هذا الصباح.
رفع إبهامه لها وأثنى عليها:
-لقد قمت بإجراء حساباتك لست هينة أبدًا.
رفعت عينيها بفخر وسألته:
-لماذا لم تسألني ما الذي حدث معي في زياراتي للمشفى؟
اقترب بفضول وأشار حول رأسها بمزاح:
-بشّري هل تخلصت من قرعك وبتِّ أنثى أخيرًا ونفيتِ عني كونك شقيقي الثاني؟
انفرطت ضحكاتها ونفت في غيبوبة كوميدية وأخبرته:
-لا، سيلازمني القرع طويلًا وسأبقى شقيقك الأكبر رأس العبد.
امتعض وجهه وأضاف بأسف:
-لا تقوليها رأس العبد سراب، لقد كانت لدي شكوك حولك منذ زمن.
هزت رأسها وأكدت له:
-يبدو أنني كنت صبيًا في بطن أمي وتحول الأمر آخر لحظة وعلى هذا الحال سآخذ حصتك من الإرث نفسها.
شهق وارتد للخلف بصدمة:
-على جثتي ولن يحصل أبدًا، لي ضعف حصتك أنت وشقيقتك، منذ متى وبناتنا يقارعن على الإرث؟
مطت شفتيها وصوبت له لسانها لمضايقته:
-منذ أن بتُّ رأس العبد عليكم أن تضاعفوا لي حصصي.
تنهد واقترب أكثر وضم كتفيها بحنو واستفهم:
-هل ستتعافين قريبًا؟
زفرت بعمق النهر ومالت إلى كتفه ونفذت كلماتها صريحة:
-طالما سند يقف كغراب مندوب عن عمتي بثينة في المشفى لن أفعل قريبًا.
نفضها عون من فوره بصدمة وقضى لحظاته ضاحكًا حتى جاءت راوية فاستقام من فوره وأخبرها بإشارة من كفه بعودته إليها.
*****
-لقد عشت شعورًا رائعًا لم يشبه أي شعور عشته قبل.
وصفت راوية لصديقتيها لحظة اقتناص نديم لشفتيها وأخبرتهما ما عاشته بعدة توابل إضافية وبالغت في حالميتها:
-كنت أطفو معه ولم أتمنى أن تنتهي، لو أنني خفت من تطور الأمر لما أوقفته.
غطت آرام وجهها وراوية تلتفت لسراب تشرح لها تأثيرها على نديم ومدى ولعه بها:
-لقد قال لي أنه لن يحتمل أكثر وسوف يعمل على تعجيل الزواج.
غطت فمها بإيماءة خجول:
-لقد أفقدته عقله بقبلة واحدة فكيف لو فعلت أكثر.
تمادت تمادت كثيرًا في شرح ما حدث وأعادت الكرة أكثر من مرة، نفخت سراب بملل وأخبرتها بحروف باهتة:
-الأمر ليس بتلك الصورة التي تصفينها راوية، لقد صدعت رؤوسنا.
عينا آرام اللتين استحالتا إلى قلبين تفتحتا وكادت تخبر سراب أنها تجربة بلا مشاعر لكنها تأدبت في حضرتها، ولم تشأ الإساءة لها في حين راوية تصب عواطفها بشكل مثير للمتاعب والخجل، ولم تبرد كلمات سراب فقد سددت لها راوية بامتعاض:
-هذا لأنك تزوجت بلال بغير مشاعر ولم تحبيه.
رمت سراب رأسها للخلف وأخبرتهما:
-وإن كان فالتجربة روحية حسية ومهما غامرت بالشعور بها فلن تصل إلى ما وصفته، أنت تبالغين كما عادتك وكفّي عن حماقاتك.
تذكرت آرام فور أن نطقت سراب بذلك وأنّبتها من فورها:
-صحيح راوية ما هذه التحديثات التي تنشرينها على حسابك الشخصي؟
مطت راوية شفتيها ودافعت عن نفسها:
-تحديثاتي تشبه تحديثات أي عروس مخطوبة ممن تحب، ألا يحق لي أن أعيش بسعادة؟
تبادلت آرام مع سراب نظرة وعادت لرواية:
-تحديثاتك تنم عن جهل وغباء مفرط، ما عمل تلك التعويذات على حسابك وهدايا مؤيد وصور من طراز «أخذته رغماً عنكم، واختارني دون أن أطلبه، وخذ بيدي إلى الجنة؟»
كتمت سراب ضحكتها وتغاضت آرام عن مهرجان ما بعد الحفل بالقاعة المفرطة التكاليف التي لم يحضر بها عدد محدود، عدا أنهم وجدوا الحجز قبل موعد الزواج بثلاثة أسابيع فقط.
-أنت تنتقدين أي شيء ولا شيء بهدف أو دون.
تهكمت آرام وأضافت لها بسخرية:
-لا لم أنتقل بعد لسلوكك في حفل الخطبة وأرجو أن لم يتم استنساخه الأسبوع القادم في الزواج.
استقامت راوية وعقدت ذراعيها فوق صدرها:
-هكذا تودعيني آنسة آرام؟ هل جئتِ لتعكير مزاجي وإفساد مشاعري قبل الزواج؟
صححت لها آرام من فورها:
-بل جئت لتصحيح صورتك المغبرة كي لا تفضحينا وتسوّدي وجوهنا أمام أهل العريس.
أوه لقد تم الارتطام، آرام لن تمرر سلوكيات راوية الفجة ولن تصمت مثل سراب، اندلع صوت راوية منفعلًا وهي تشير لنفسها:
-أي صورة تودين تصحيحها؟
رفرفت آرام أهدابها وردت بهدوء:
-العنز المنفلت رباطها في بيدر قمح حبيبتي.
شهقت راوية وقد كادت تستقيم وتغادر فيما عقدت آرام ساقًا فوق أخرى وأملت حديثها وسراب تجر راوية:
-ستشركين والدته برقصة واحدة على الأقل وأخواته سيصعدن إلى منصة الرقص التي ليست لك وحدك بالمناسبة.
شهّدت راوية سراب وقد برزت عروق رقبتها وانفلت عقال أعصابها فبررت سراب منها:
-كان عيبًا ما حدث في الخطبة، إقصاء والدته وإخواته وقريباته شيء معيب.
هدرت راوية بقوة:
-هذا حفل خطبتي.
-وحفل خطبة ابنها، وحفل خطبة شقيق البنات يا بقرة.
ناظرت آرام أظافرها المطلية وأضافت:
-لا تحديثات تخص الحسد والعين والغيرة، ولن تحتكري نديم طوال الحفل كمتشردة وجدت مأوى.
عضت راوية على شفتيها وكادت تضرب آرام فوقفت سراب بالوسط ووافقت آرام أم لسان فيما تقوله.
-ارقصي وافعلي ما يحلو لك الأضواء كلها عليك أساسًا، لكن لا تتصرفي بهمجية وتمنعي الجميع عن الرقص وتطفئي الأغاني والموسيقى فور انخراطهن في أي رقصة.
التفتت لها آرام بغضب:
-أيتها المفضوحة لم تستخدمي كرسي العروس قدر ما استخدمت مكان العاملات على الموسيقى والديكورات، لقد أخزيتنا بهمجيتك.
أشاحت آرام بوجهها وقد تعبت من الحديث، تناولت جزءًا من الفول السوداني أمامها وقالت أخيرًا:
-قلت أخيرًا ما لدي، هل تبقى عندك شيء سراب؟
-لا تحديثات فور إنهاء الحفل كما المعتاد.
أكدت آرام:
-أجل، كيف نسيتها.
ضحكت سراب:
-أنا هنا لتذكيرك.
أومأت آرام وضيقت عينيها تسأل:
-غير ذلك؟
-كعكة الحفل لن نأتي بها جاهزة وقابلة للأكل، ستكون زينة هذه المرة.

كانت كعكة الحفل قصة أخرى صنعت تصعيدًا في القاعة، راوية تود تقطيع كعكة حقيقية بسبع طوابق ولم ترض بكعكة زينة. نفضت راوية ذراع سراب وقالت بحرقة:
-هذا حفلي وأنا حرة فيما أصنع فيه.
كادت تغادر ولكن أعادتها آرام ثانية وطلبت منها بحلاوة:
-أقسم أنك لن تغادري قبل أن تخبريني عن بيت الزوجية خاصتك.
ضحكت راوية وضربت آرام في غضب مفتعل فحثتها آرام على الحديث ثانية ولم تقصر راوية البتة:
-البيت مجهز بشكل حديث لست مضطرة لشراء شيء.
كممت فمها بسعادة:
-غدًا سأختار أثواب النوم من سترافقني منكما؟
كانتا الاثنتين جاهزتين وبدا حماسهما الناري وتنقلت الهواتف بينهن في اختيار الأكثر جرأة حتى توقفت راوية وقالت بإحباط:
-سأعيش فوق شقة أهل نديم وهذا الشيء يزعجني.
****
حشرت آرام جسدها في سروال جينز زرقته باهتة وارتدت فوقه بلوزة كريمية باردة، ثبتت وشاح رأسها كيفما كان وراحت لمواعيدها مع الخيول. حالما قاطعت النهر دست الهاتف في جيب سروالها واقتربت من شهم الذي يقود الأصيل ويلاعبه وحده عند الماء. تلقفها بشوقه الشَّاب ورفع حبل أصيل:
-أنا وأصيل اليوم وحدنا.
قطبت واقتربت تسأل بحذر:
-أين، أين هي عفراء؟
رفع حاجبيه بشقاوة وأجابها:
-ابنتك حامل ولها رعاية خاصة، أي أم مهملة أنت لا تعرفين هذه البديهيات.
ضحكت وتابعت قلقة:
-هل هي بخير؟ أو تعاني من شيء ما؟
هزّ رأسه وترك لها أصيل:
-لا اطمأني الطبيب وائل يعطيها أشياء لا أعرفها برفقة ريبال ويحيى.
هزت رأسها وهمهمت له، تركت نفسها مع أصيل ووشوشته:
-ماذا لو صنعنا أشياء لنا وحدنا ونستغل غياب الرقابة عنا؟
مسح أصيل عنقه براحة كفها فهمست وأنفها يتعلق على جانب عينيه:
-نبدل تسريحة شعرك ونعطرك ونعمل على تغيير إطلالتك لتناسب تقلبات عفراء الهرمونية؟
نثرت عدة قبلات مع استسلام أصيل لها ورفعت رأسها عن فضول شهم:
-أرغب في فعل أشياء لأصيل وإخفاء هويتي عنها.
ميّل شهم رأسه وحثها بتساؤل فيما يضيق عينيه:
-ريبال صحيح؟
أغمضت عينها وخفضت طرف شفتها فيما تبللها:
-إحم ويحيى وشباب المزرعة، أنا في المقام الأول أتطاول على ملكية أستاذي ريبال.
رفع أنفه بتعجب وأشار صوب المزرعة:
-أليست عفراء ابنتك بحوزته؟
ضحكت وارتدت للخلف:
-لقد كانت لكم من البداية شهم وهذا ليس لي.
رفع كتفيه وأخبرها بمنطقه:
-أصيل حاله حال عفراء افعلي به ما يحلو لك.
أطلقت ضحكتها التي تنبض بوتيرة خجلة متحمسة ولا تعبر عنها إلا بنوتات فاضحة.
-سنفعل ذلك؟
برمجت كفاها على تضفير شعر الحصان وتركته في عشرون ضفيرة صغيرة.
-تعال وساعدني.
ناولت شهم جزءًا من خصلات أصيل الذي ينتفض كل حين. جعدت الضفائر بقوة وضمتها في ربطة ثم رشَّت عليها مثبتًا للشعر، ثم فككت كل الضفائر وتركت خصلاته تطير مموجة مجعدة. أكملت إطلالة الحصان بسلسلة نحاسية يتدلى على طرفها مفتاح وأتمّت هيئته ببخة عطر. توقفت ضاحكة ترمق الحصان وما أحدثته فيه، حتى انطلق شهم معها والتقط عدة صور له وأرسلها من فورها لعون يتحسر عما فاته. عضت شفتيها وضحكت فيما تنفض خصلات الحصان الفاتنة، فأخبرها شهم:
-لو ضحكتِ هكذا دائمًا سأعطيك الأصيل في جولة.
توسعت عيناها بانبهار وضمت وجنتيها للداخل، الصبي سايسها بل وأغراها بمرهم أحلام يحتاجه جسدها الذي ينغزها لتجربة الأصيل. طالعت أصيل، هي في جولة حب معه أساسًا ولا تود إطالة عمر التجربة كي لا تهيم. ترجم جسدها الأمر ورفضها له بعجائبية. جُنّت ضحكتها ورفعت يدها اليسرى تمسك اللجام، حوّلتها بخفة لليمنى ولقّمت قدمها للركاب وامتطت الفرس بقفزة واحدة ردَّا على العرض، ثبتت جسدها على السرج بإحكام وتبختر وجهها في أنفة ورفعة وشهم يتماوج وجهه في انفعال مبهور، أدارت رأسه رشاقتها وخفة جسدها فوق الفرس واكتمل مشهده معها حين شمخت رأسها وأحكمت نصف التفاتة له فيما تخبره بغمزة شقية:
-حسنًا، سيكون هذا سِرُّنا الصغير.
رنّت ضحكتها أشقى من الأولى فيما تضرب الفرس بخفة وتسبح في بساتين المزرعة وترمي بذور عطرها في كل ذرة تراب.
****
عادت بزخم مكثف من المشاعر، وحالما وصلت باحة المنزل ارتطمت عيناها بزول عمها رشيد يصل المنزل. توقفت أنفاسها ومسحت على مخاوفها، واختبأت عنه وتركته لوالدها، بقيت في الصالة يتحين سمعها الأصوات حتى اندلعت فقاعة خطرة جلبتها هي وإيلياء إلى الباب وعماد هجم على عمها يطرده بحذائه.
-ألن تكف عن حشر اسم ابنتي في كل مصيبة وقذارة يصنعها ابنك؟
تهدل صوت رشيد في تودد:
-أنا لا أحشر بل أخبرك ما عرفه مهند واستنتجه.
لم يستطع مهند إخباره بما حدثه يزن عنه فقد يخلصه من ذكورته الحزينة التي جلبت له الوبال واكتفى بإخبار والده أنه تأكد من ذلك واكتفى بقطع رشيد لمصروفه، وطرده من المنزل لأيام واستجاب لـ محاولات رأم الصدع بينه وبين بنات عمه وفشل. فذهب رشيد بنفسه يطلب ود أخيه علّه يوافق على مصالحته.
لم يستجب نجيب لحديثه المسموم بل حسم الحديث بأكمله:
-ابنتي لم تخطئ ولم توقع بابنك، ابنك كان صيدًا رخيصًا لمن أراد التسلية.
تجاسر رشيد في وجهه:
-أنا هنا لا أحاسبك عما فعلته ابنتك وأكيد منه ابني، بل جئت أطوي صفحة الغضب بيننا.
لم يتحرك نجيب من كرسيه:
-لقد أغلقت الكتاب مُذ أن كشفت ابنك الذي زرعته كأفعى في بيت رزقي وما كفاكم ما فعلتموه بل أحرقتم عطارتي وكِدَّ عمري.
ضرب رشيد عصاه وسأله:
-هل أعمتك بصيرتك وشككت بنا؟
خلص صوت نجيب الشقاء وخيبة عمره فيهما:
-لقد كان مهند بمثابة ابني، لقد كان ابني، وما دريتُ أنكم تخططون لعطارتي ورزقي وتحومون فوقًا منها حول آرام.
لجلج رشيد بصوته وأفرغ على الحي صراخه:
-ما زلت في ضلالك شقيقي، وغدًا ستندم على ما فعلته.
خرج رشيد من المنزل وتهالك رأس نجيب على أريكته فيما يصل صوته لرشيد:
-لقد جعلتموتي أندم على كل لحظة ثقة قدمتها لكم وما استحقيتموها.
ابتعدت آرام من فورها وتسلقت السلالم متخبطة ركبها وقلبها يتناثر أسفلها خوفًا ورعبًا وهاتفت يزن لأول مرة تفعلها ولم يستجب، استخدمت الرسائل بينهما:
-يزن هل أخبرتَ أحدًا فيما اتفقنا عليه؟
اختبأ صوته في لجة صمت طويلة حتى ردّ:
-لا، أقسم لك لم أفعل.
ارتجف صوتها الذي استخدمته في تسجيل صوتي:
-عمّي رشيد جاء إلى والدي واتهمني على ما حدث لمهند.
أجابها من فوره:
-لم أفعل حبيبتي، هل راوية من أفشت سرّنا؟
ارتاحت وتركت الهاتف يسقط منها:
-راوية تموت ولا تفعلها.
ثم أتبعت بتسجيل غير متزن:
-يزن أنا خائفة من كشف الأمر حينها لن يبرئني شيء.
طمأنها من فوره وهدأ رجفتها:
-لا تخافي ستكون إشاعات مغرضة من عمك وابنه، لن يعلم أحد ما حدث بيننا.
انزلقت على الجدار خلفها وبعثت رسالة مكتوبة:
-الأمر غير مطمئن ولا زلت خائفة.
بعث إليها صورة له بحلة رسمية وفي شركة كان قد أخبرها عنها بكونها حلمًا له وأرفق معها:
-أنا الآن على عتبة حلمي الأول، والعقبى لسلم أحلامي كاملًا الذي تتربعين أنت في مقدمته.
انتفض صدرها من مكانه وتقافزت عيناها أمام ما رأته:
-هل توظفت في تلك الشركة؟
أرسل لها ببهجة:
-لقد قابلت وغدًا يومي الأول الرَّسمي.
تأوهت غير مصدقة:
-أعدك حبيبتي إن وقّعت عقدي فيها فسيكون ثاني يوم هو خطبتنا.
تركته يملي عليها سطور الحب وقرأت معه وعنه حتى أتخمها ما شعرت به، فكيف حول عنها ترقبها المذعور إلى تطلع خجل وراحت ترسم معه ما خطط له.
-حبيبتي انتظري أبعث إليك تخطيط منزلنا.
استلمت الملفات بالكلية ورأيت بعينيها تفاصيلها وأركانها التي تعشق في كل زاوية، وهمسه العاشق:
-متى تنتهي من أقاويل ابن عمك لأخطبك.
ضمت قبضتها لوجهها وصمتت، ذابت حروفها عن متانة الخجل وتساقطت قطرات عشقها:
-يزن أنا أحبك.
أحبك.
أحبك.

****
هبطت ساكنة تتحسس أثر أبيها فوجدته في الصالة، كانت تحمل حاسبها على كتفها وتتقدم منه بتردد، حالما وصلت إليه سألته:
-هل دخل حديث عمي عقلك؟
نفض كفه وبدا أنه في عالم بعيد عنها:
-من يذبح أبوك لن يعبأ بابن عمك يا ابنتي، ما عادت شائعاتهم تفرق معي.
لم يكن بوعيه، مصاب العطارة أفقده تركيزه، لم يشك أحد ولو للحظة بهوية المتسبب، أصابع الاتهام واحدة. جانبته وقبلت رأسه تخبره:
-أنا أحبك كثيرًا وأعدك بأن كل شيء سيتم حلّه.
عبلة عرضت مصاغها ورفض، إيلياء بدأت باستقبال الطلبيات للصوف والغزل وتنتج أرقامًا لا بأس بها. خسارة المخزون والعطارة والموجود فيها ترن الأذن رنًّا لكن ما تبقى كان محفوظًا في الحسابات المؤرشفة بفضل آرام، كل نسخ الفواتير والكمبيالات وكافة التعاملات البنكية موجود ومستحقاتهم لدى الغير. لكن الطامة بالبضائع التي ذهبت سدى. لقد أمضت عطارة الآغا خمسة عقود في المحافظة على وزنها الذهبي، يقصدها الناس من كل فج، أخذ نجيب علمها وتتلمذ على يد أبيه الذي أرسله لشيخه في المفرق ثم بعث به إلى بغداد والقدس وحلب ليستخلص العلم من أساتذته، وعاد نجيب بالكثير الذي ادخره وخزنه وأنفق علمه كاملًا في المداواة وعمل الوصفات والتطييب، وكان نزاع رشيد معه منذ زمن بالأحقية وانتهى الخلاف مع إنجاب صبيتهم، انخرس لسان رشيد ولم يعاود فتح سيرة العطارة واتخذ نجيب مهند ابنًا له وتلميذًا تحت يديه، ولم يجل بباله طمع أخوه أو نيته وما يضمره له حتى وقف وجهًا لوجه مع أحقاد الماضي حين اتهموا آرام بخروجها ليلًا معه، وأخذوه بالصدمة والذهول وأمشى كلامهم خوفًا على سمعتها، وقد نظم كل ما نظمه من نقل الملكية ونفص مهند من المكان كليًا، لكنهم باغتوه والآن آخر ما يفكر فيه دسائسهم وحيلهم في رمي الود بينهم.
ضمّ نجيب ابنته إليه وهمس لها:
-لو أن كل النساء الولّادات تنجبن كل يوم، لن تنجب امرأة بنتًا مثلك.
رفعت ذراعه لها وتشبثت في صدره الواسع فربت عليها ونطق بجملة جمدتها سحبها سريعًا ورفع وجهه للسماء يستغفر:
-ليتك كنتِ أنت الصبي لدي.
رفعت وجهها عنه وأخبرته:
-ما رأيك أن أصنع لك لفائف القرفة السينابون التي تحبها وتعطيني سر إحدى وصفاتك.
تدخلت إيلياء التي جاءت مع أمها بعد تنويمها لعماد وأيدت:
-أجل، نريد شيئًا مُسكّرًا نأكله.
جرّت إيلياء آرام وحالما استفردت بها في المطبخ سألتها سؤالًا جامدًا تحينته بخوف:
-أنت التي دبرت لمهند ما حدث له صحيح ؟
تجمدت آرام وأخبرتها في وقفتها:
-لا لم أفعل ذلك .
تماسكت إيلياء من انهيارها وتوسلتها:
-هذا ليس وقت النكران، لقد وجدته يخونك صحيح؟
انحسر لون إيلياء عنها وفعلت آرام الفعل، التفتت آرام للرخام وبدأت بسكب محتويات العجين وردت بصوت غليظ:
-لا، لم يحدث شيئًا من هذا.
ضربت إيلياء المكان أسفلها وخرجت منتحبة، تركت آرام مشاعرها المتضاربة في العجين، كونتها وجهزتها وفردت الزبد فوقها، غطت السكر ومسحوق الكاكاو والقرفة فوقها، ثم شكلتها وهمّت بتقطيعها، أراحتها ثم خبزتها وصبت عليها مزيج الكريما المخفوقة بالزبد والسكر والفانيلا، وأضافت مسحوق الجوفي ووزعت المكسرات فوقها. تذكرت يزن في خضم الحلوى فخبأت صينية بحالها وخرجت لعائلتها تقاسمهم الحلوة. بعثت رسالة إلى يزن تخبره:
-لقد صنعت سينابون وأرغب في إطعامك منه، هل أترك لك طبقًا قرب النهر؟
رد عليها من فوره:
-لقد ذهبت لابتياع بعض الملابس.
زفرت بإحباط وأخبرته:
-لا بأس، في مرة أخرى ستتذوقها.
-اتركيها لي غدًا فجرًا.
**
تسحبت الفجر برفقة عماد ولم ترسله معه وحده لأنه يخاف من النهر صباحًا وفي كل وقت ولأنه سيأكل الطبق بكل الأحوال، عزمت وتوكلت بأسدال الصلاة واكتفت بقطعته العلوية وتركت سروالاً قماشيًا أسفله، وصلت شجر الصفصاف وتركت الطبق الملفوف في غلاف للهدايا مع تمنيات التوفيق في العمل الجديد وعادت مع عماد، قبل أن تصل الشجيرات هجمت الكلاب صوب الطبق وفضت عنه الغلاف وسبح الطبق في النهر. توقفت تسبهم:
-آه ماذا فعلتم.
علق غلاف الطبق في أسنان الكلبة ليلى الخاصة بمزرعة القاضي فهتفت:
-أيتها الوغدة أنت وإياها ماذا فعلتم بالطبق.
ضربت إحدى الكلاب بالحجر ووبخته:
-هل ترون طعامًا لأول مرة؟ ما بالكم ركضتم كأنكم لم تأكلوا شيئًا.
هددته بغضبة:
-سترى من التي سترمي إليك العظام من الآن فصاعدًا.
عادت منكوبة تشتم الكلاب وحظها ولم تستسلم، ملأت طبقًا جديدًا وعادت به مع عماد ثانية، تباطأت خطواتها بعيدًا عن الكلاب واتخذت مكانًا محايدًا قرب كومة صخور، قبل أن تحفر له موقعًا ضربها الرَّعد في منتصف ظهرها وعيناها تلمحان ريبال والبرق يشق طريقًا بينهما، مسها سلك كهربي أوقف قلبها، قفزت من فورها وانصبت فوق وجهها كل صبغات السماء الفجرية مجتمعة. تمنت الأرض تنشق وهي من ستتبرع وتدفن نفسها عمّا هي فيه، من أين يأتي، كيف تختلقه الأرض وما الذي تلقي عليه خطواتها لتأتي به كل مرة. سيقول عنها مسكونة وملبوسة بالجن، رفعت جسدها وثبتت ساقيها فوق الجسر الخشبي الذي يربط ضفتي النهر عن بعضيهما. تلكأت خطواتها المهتزة وشعرت بغفوتها بشكل زائد، كاد يرتحل ويترك ظهره لها فنادته بصوت تغيب وتحضر رنته:
-أستاذ، أستاذ لحظة من فضلك. حالما وصلته حيّته بتحية باهتة، ظهرت بها كمهرج فاشل. ناولته الطبق وأخبرته باندفاع:
-لقد.. لقد وعدت سراب بهذا الطبق واتفقت معها أن تأتي هنا ولكنك سبقتها.
تلفتت حولها بلا وعي وأضافت بشكل غرز الإهانة في نفسها:
-لم تأت هي، فخذها أنت.
شكّل الطبق عبئًا ورجت الله أن لا يأتي يزن ولا تلمح له طرفًا،
فركت كفيها ببعضهما وأشارت للخلف:
-أنا على عجلة من أمري، الطبق يحتوي على أكثر من حبة دع شهم يتذوقها وعون و.
اضطربت ايماءاتها وتداخلت الإشارات داخل عقلها وتضارب وعيها.
-وأنت طبعا تذوقها بالهناء والشفاء كذلك.
كانت كلماته رفيعة لا تحمل غلظتها المعتادة عليها:
-حسنًا سأوصله لهم.
لا تحب أن ينظر أحد في عينيها، لا يمكنها استيعاب المواقف في خضم أسر عينيها. أستاذها هذا يفعل ويسحب عنه مسافة الأمان التي تضعها.
-وأنتَ أيضًا تناولها علها تعجبك وتحن على أُميتي الإنجليزية وتعطني بعضًا من كتبك.
****بها الزمنية كارثية في تحديد مواقيتها. رمق الطبق وأخذ عينيها في نظرة هادئة لا تشبه الخربشة التي تنمو في صدرها:
- تعالي إلى المكتب بخصوص رسالتك.
رمقت لباسه الخاص بالإصطبل وشتت ذهنها عنه ودعت ألا يأتي يزن فيما يلتفت إليها ويلمح الطبق السابق في النهر، لم تتزحزح ولم تجرِ مع عينيه بل استقبلت برشاقة تغير وجهه وشد طفيف مسَّ ذقنه وغيَّر نبرته إلى فظة بشكل مفاجئ:
-صحيح، شهم وعون ليسا بصبية صغار، لا تتهاوني وتطري نفسك معهما.
شهقت واشتعل الوهج في عينيها وأطلقت حروفها حارقة:
-ما الذي تقصده أستاذ ؟ هل تشكك بيّ، ما الذي فعلته لتخبرني بذلك؟
ناور عينيها بقسوة ألهبت حواسها فيما يستدير بلا تبرير:
-لم أتهمك ولن أفعل وافهمي كما بدا لك.


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 19-09-24, 11:41 PM   #448

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,497
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

عطبّت حواسها رائحة المطهرات والمعقمات، انتبذت في مكان قصي عن والدها وتركت جسدها يسترخي ويلم بعضه، والدتها بين يدي الله. لن يقدم لها الطب شيئًا، كل الأدوية والحقن لا تأتي بنتيجة، تصيح وتبكي كطفلة صغيرة من بطنها، بطنها الذي انتفخ بمنفاخ ضخم لا تستطيع النظر من خلفه، دخلت عليها وتركت زيدًا برفقة والدها، وجدت أمها كأميرة ليلية صفراء لونها، كل ما فيها جميل آسر. جانبتها على طرف السرير وأخبرتها:
-لا يمكنك أن تغرقيني في بحر من البؤس وتنجي أنت وتتركيني.
مسحت على وجهها وتركت نظرها لكيس السوائل التي يتم سحبها من جسدها، تحاملت على غصتها:
-قد يبدو كلامي دراميًا بعض الشيء، لكن لا حال لي دونك
مرغت وجهها في صدرها المغطى بثوب المشفى:
-لمن تتركيني؟ أنا لا صاحب لي في الدنيا سواك. أرجوك سوزان استيقظي لأجلي.
زفرت بإرهاق فيما يسحبها أبوها من فوق أمها:
-لقد حاربت والدي العمر كله، أ يعجزك مرض وتستسلمين إليه.
قادها والدها خارجًا وبقي مع سوزان، ارتمت في صدر زيد منتحبة:
-قل لي أنها لن تموت وستعيش؟
هدأها زيد وأخذ يخفف عنها بكلمات مطمئنة:
-هي بحاجة الدعاء فقط، ادعي لها ولا تشغلي نفسك بوساوس الشيطان.
شهقت في وجهه واخشوشن صوتها:
-أموت لو فعلتها وتركتني، لا أحد لي سواها زيد لمن تتركني ألا يكفي أني عشت معهما ناقصة عمر وفرح.
-شششش
سحبها زيد أكثر إليه وصلت مختبئة في صدره، بم يهدئها زيد ويخفف عنها وعالمه ينهار وقلبه ينتشر إلى ألف قطعة، إن كانت مرام ابنة تشكو مرض والدتها، فسوزان توأمه الروحي وكل قلبه. حاول تسكين آلامها وفشل، هو بذاته يحتاج سالي التي لا تعرف الربتة ولا تواسي، لكنه يحتاجها، فماذا تفعل مرام. أبعد مرام عنه وتركها لحظات لتستوعب أن يحيى لم يفتقدها ولم يفكر بالسؤال عنها. وحده عدي الذي كان يفتقدها وكان أكبر مقلب تناولته، فتحت الهاتف من فورها وأرسلت ليحيى:
-لقد غبت أيامًا طويلة ألم تفتقدني؟
مسحت وجهها من دموعه وانتظرت منه:
-لا أعرف كيف أبدأ معك حديثًا، أنا افتقدتك بالفعل.
مسحت أنفها وضمت جسدها وانطلقت حروفها عصبية:
-سهلة افتح المحادثة وقل مرحبًا، هل تبدو صعبة.
فكرت ليست صعبة لكن ما الذي يدفعها لمعاتبته والغضب منه بكونه لم يسأل.
-الحق معك، أنا أعتذر.
-لم أقبل اعتذارك، الواحد منا يفتقد كلبًا لازمه أيام فكيف بزميلة له؟
بعثت، بعثت، ضربت الأوتار ومزجت لحنًا هجائيًا وحالما قرأ الرسائل كلها بعثت إليه
-أعتذر جدًا أنا التي لست بخير.
ولم يذهلها سوى رده الذي أنبت قرونًا لها وجلب إليه السباب حين اكتفى بإشارة الإبهام.
****

-والله يا غيم لو تركت المنصة اليوم ورافقت والدتي في ساحة القاعة لأجعلنك وليمة اليوم لي ولناي.
حذّرت يافا غيم وناي توافقها ومصففة الشعر تفرق شعرها:
-ما حدث في الخطبة لن نكرره، ولن تحرج أمي بتصرفاتها تلك.
تلك تفاصيل لا تشغل لهن بالاً ولا فكرن فيها مرة، لكن خطيبة شقيقهم الموقرة، بدّلت الأغاني التي جهزنها بأنفسهن وقلبت نظام القاعة في الحفل، وأحرجتهن ومع ذلك تعاملت يافا معها كما يجب وسحبت البساط من أسفلها حين توجهت لمنصتها الخاصة وتركت العروس في منصة المدعوين. رفعت يافا القبعة الخاصة بالشعر والتفتت لناي تخبرها:
-أكّدي على منسقة الموسيقى بتحديد أغنياتنا.
أسدلت ناي رموشها وقالت بمكر فمنسفة الأغاني صديقتها:
-لقد نوّهت لها أكثر من مرة فلا تقلقي.
أتمّت المزينة اللمسات الأخيرة ليافا، لم تصبغ فوق وجهها الكثير فبشرتها قمحية وعيناها رماديتان واسعتان لا يحتجان إلا القليل من الظلال الممزوجة بين أعلى درجات الأرجواني وأخفها فالرسم الشديد يفسد جماليتها وطابقت لون شفتيها بنفس لون الظلال وتركت الثوب الفضي ينسدل على جسدها برشاقة.
-إطلالتي رائعة شكرًا لك لم أكن أريد أكثر من ذلك.
شكرت يافا المزينة فيما تتفقد تسريحتها الناعمة حيث تماوجت فيها خصلاتها المجعدة للخلف، دارت حول غيم التي ارتدت لونًا باردًا من الأصفر الليموني وتركت شعرها إلى جنب وزينتها أخف من يافا، أما ناي فكانت إطلالتها الأجرأ بثوب أحمر رسمته أكثر انفتاحًا من أختيها وزينتها كانت تليق به. كل هذا لا شيء أمام احتسان التي ارتدت ثوبًا أخضر يناسب عمرها، ارتدين العباءات وانطلقن مع نادر الذي أوصلهن إلى القاعة وكل مرة يلتفت إلى يافا ويشير بحوقلة:
-لا حول ولا قوة إلا بالله، ذنوب بلا هدف أختي.
لم تبالي به وهي تصور لنفسها مقطعًا مرئيًا مع أغنية مدارة في السيارة:
-لا أبالي، هذا من غيرتك أيها الحقود الجحود قليل الفهم بالجمال.
قهقه بصوت مرتفع وشكا بضحكة:
-من الذي أخبرك بهذا يا عبقرية زمانك؟
تبختر وجهها برفعة ومضغت حروفها:
-كفاك قهرًا من الملكة أيها الكائد.
التفت إلى أمه وأتبع بضحكات حلوة:
-لقد حجبت الحسد عنا بجمالك يافا، ورددت كل عين قد تصيبنا.
نفخت باشمئزاز وسألت أمها:
-أخبريه أمي أنني نوارة هذا البيت، وتركت الجمال والفتنة لكم، أنا راضية بجمالي هذا ومتصالحة معه.
تدخلت أمه التي كانت تصفق للأغنيات:
-يافا ست البنات وأجملهن، والله أخشى عليها من كل عين في الحفل اليوم.
مدت لسانها لنادر وفتحت كفها فيما تضم الأخرى وتحركها فوقها نكاية به فيما تزاحم صوت أختيها:
-وأنا..وأنا؟
-كل قردة بعين أمها غزالة، أ فهمتن ذلك أم أكرر.
قارعته يافا وأسكتته:
-اهدأ أنت ولا تتحدث، لا نعرف كيف نجيب الناس إن وقفت جانب مؤيد لن يصدق أحدًا أنك أخوه بهذه السحنة؟
دار حول الشارع الذي تقبع فيه قاعة الزفاف وسدد لها:
-سحنتي أفضل من سحنتك.
ترجلت من السيارة وأدارت رأسها له:
-ششش لا يسمعك أحد ويجعل منك أضحوكة.
تجاهلها وترك شقيقاته يخرجن وحالما سبقت يافا الجميع إلى القاعة ضحك وذكر الله عليها
-من ستكون أجمل من المجنونة التي تتجول بربع عقل!
****
جاءتا سراب وآرام برفقة والد سراب الذي حضر الحفل مع أخيه سلطان كوجهين من وجوه العشيرة التي تنتمي إليها راوية، وصلتا متأخرتين ولم يفتهما لحظة دخول العروسين، توقفتا مع هبوطهما السلالم وهناك تفتحت أعينهما مع حضور راوية الاستثنائي وهيئتها، لكن ما أذهل آرام على وجه التحديد أن الثوب الذي ارتدته راوية وأخفته عنهما هو ببساطة ثوب أحلام آرام وزينتها وتفاصيل ثوبها كله يطابق أحاديث آرام ومخططاتها. ازدردت لعابها والتفتت لـ سراب فوجدتها صامتة بلا ردة فعل. فصمتت وتركت ساقيها يأخذانها لأقرب طاولة من العروسين.
همست سراب لها:
-مسكينة راوية، شقيقات العريس فاتنات، ربنا يكون في عونها.
ضحكت آرام وبدأت تفرز الفتيات المتزينات وتوقفت عند ذات الثوب الفضي الذي شابه لون ثوبها. تطلعت في ملامحها وركزت، فوجدتها فتاة السكر. ضحكت وهمست:
-صحيح من قال الأردن غرفتين وصالة.
سألتها سراب عن مقصدها فشرحت لها، أشارت صوب ذات اللون الليموني:
-ما شاء الله! تلك جمالها استثنائي، إنها أجملهن، ستعاني راوية معها.
وافقتها سراب فيما نهضت آرام وجرّتها خلفها للمشاركة في الحرب الضروس بين العروس وأخوات العريس والغُلبة لشقيقاته.
-يبدو أنهن احتطن وبقوة هذه المرة.
غطت آرام فمها وأشارت بأصبعيها:
-المؤمن لا يلدغ من حجره مرتين.
تمايلتا مع راوية التي سحبتهما للوسط حين رأت أن لا أحد يعيرها انتباهًا، ووالدتها تطلب منهما:
-يا حبيباتي عدن إلى الخلف لا يصح أن ترقصا مع العروس أمام أهل العريس.
سحبت راوية والدتها ووشوشتها:
-اطمئني لن تغطيا عليّ، أساسًا شقيقاته فعلن منذ زمن وانتهى الأمر.
وكزتها أمها وسحبتها بعيدًا عن مكان الرقص وأخذتها بعيدًا، فتأففت راوية ونادت سراب التي جاءت على الفور خلفها.
تركت ناي الحفل وقررت غزو مصلى الرجال واستغلال صلاة العشاء، وتخلق مصادفة من عدم مع الشيخ مهدي، لفّت نفسها بالعباءة وكثّفت اللون فوق شفتيها. تسربلت بنعومة وخرجت من الباب الخلفي وقصدت الباب، فتحته بهدوء فوجدت رجالاً متناثرة، عادت للشرفة الخاصة بالتصوير وانتظرت لحظات حتى، عاودت الكرّة وكانت الصدفة معها حيث ارتطمت به حال فتحها الباب، ارتدّت للخلف بصدمة غير متوقعة والتقطت وجهه المضطرب من وجودها:
-ما الذي جاء بكِ هنا؟
اندفع صوتها سريعًا ووجهه منكس غاضًا البصر عنها:
-أريد غرفة التصوير، أليست هذه؟
رمت نظرة خلفه فأغلق الباب وابتعد لعتبة الباب وأخبرها بعد استغفار:
-هذا مصلّى أختي، هداك الله اذهبي بسرعة قبل أن يراك أحد.
لكم كل فراشات صدرها، الرجل لم يوليها نظرة حتى، ويقول فوقها أختي. تنفست بصعوبة وردت بإحباط كسح نبرتها:
-حسنًا، حسنًا، شكراً جداً شيخنا.
استدارت وعادت لوجهه فوجدته ينظر في أثرها فسألته:
-هل تعلم أين تقع غرفة التصوير؟
رفع كتفيه بلا معرفة وأمرها:
-اخرجي من هنا فورًا ناي، لن أراك تتجولين ثانية.
هزت رأسها بتتابع وغادرت وقد قفزت ثلاث خطوات في مشوار ميل حبه.
****
-لقد أخرتنا هيّا آرام، السيارة في الأسفل.
-أتيت، أتيت ها أنا قادمة.
هتفت آرام لسراب التي انتظرتها خارج الحمام، قامت بتعديل أخير لشكلها قبل الخروج، والتقطت عدة صور برفقة سراب، ودّعتا راوية البعيدة عن السعادة أو الفرح وهبطتا لصالة الاستقبال وهناك سألت آرام بصدمة:
-ألم نأت مع والدك؟ لا تقولي لي سنغادر مع ابن عمك؟
حركت سراب عينيها وتفاجأت:
-كيف وجدته أفهميني؟ّ!
نفخت آرام:
-لا تعلمين أي مشاعر أكنّها له جلبته على الفور.
رفعت سراب شفتيها وأخبرتها بجفاف:
-تموتين ولا تحصلين عليه هذا الذي تتهكمين عليه.
ثم أضافت وهي تشبك كفها بكفها:
-شكرًا مشاعرك لا تهمنا آرام هانم.
-الذي سرب لك بأنني سأموت عليه، صححي له ما أخبرك به.
تنهدت سراب ولم يعجبها الكلام فعاودت آرام السؤال:
-لم تقولي لي أننا سنغادر معه.
زمت سراب شفتيها وأخبرتها بحيرة:
-أجل سنغادر معه لأن والدي جاء بغاية العمل وأظنه يظنني برفقة عمي سلطان وحدي.
تحركت عيناه معهما، كان يقف مع العريس ويحادثه. تجاوزهما بنظرة سريعة شعرتها فاحصة لأنها درامية وتنفخ أي شيء بالطبع.
-وإن كنت معك لن تفرق سأصعد برفقتكم، نعتذر من حضرة المحامي أنا سبقته أول هو من أفسد الخطط.
ناظرتها سراب بتأفف:
-آرام بتِّ ثرثارة مزعجة.
وافقتها آرام وقد باتت السلالم طويلة:
-معك حق، حتى أنا أعاني مع نفسي.
ضحكت سراب وأرجأت التفكير بالزخم الفوضوي لآرام حال رؤيتها لابن عمها تاليًا وركزت على البحث عن سيارة ريبال في مرآب السيارات، وجدتها وتحركت نحوها سريعًا فخرج منها بوق يشي بفتح الأبواب
-أفضل ابن عم على الإطلاق، لقد فتح الأبواب لنا.
دست آرام نفسها بلا ضمير في سيارته وفردت ثوبها الرمادي جيدًا، واختبأت خلف مقعد المجاور للسائق، وصل سلطان وحياهما.
-لم نتأخر عليكما صحيح؟
غمزته سراب وبادلته الحديث حتى صعد ريبال وقفز في مقعده وحياهما فردت عليه سراب:
-وعليكم السلام، لم تخبرني أنك ستأتي هنا.
أدار السيارة وأخرجها من المرأب ورد عليها فيما يعدل مرآة سيارته:
-لم أكن هنا بغية الحضور، جئت أقل عمّي.
-ألا تعرف زوج راوية؟
نفى وهز رأسه فشرحت سراب:
-هو موظف في المصرف(****)
شاركها سلطان الحديث وبدأت سلسلة أحاديث مشتركة بينهم
لم تدرك آرام أن مفاصل كفها اليمنى معصورة في الكف اليسرى حتى وصلت رسالة لهاتفها، كقطة ساكنة انتبذها أهل المنزل جلست تستمع وعيناها تضيئان في الظلام، تذكرتها سراب وأرتها شيئًا ما على الهاتف فتحركت لترى وانتبهت لحجابها الذي انفك دبوسه ومال.
-أوه، الحجاب مال عن رأسي.
-السيارة معتمة أعيدي لفه.
بسرعة رفعت كفها وحاولت إعادة لفّه، فكت الدبوس الذي ثبتته في الطية الأولى لذقنها، وقبل أن تعيد طي الطبقات الثانية تفاجأت بوقوف السيارة إلى جنب الطريق حيث بقعة مظلمة، سأل سلطان:
-ماذا هناك ريبال؟
تحرك كوعه إلى حامل القهوة وسحب كأسه وأخبر آرام:
-إن أنهيته أخبريني؟
ثم التفت لعمه وأشار للخلف بمعنى أن هناك ما حدث لدى الفتاتين، نكست رأسها وكدست الطبقات فوق بعضها وثبتتها بدبوس فقالت سراب:
-لقد أنهينا، شكرًا لك.
انطلقت السيارة في ضحكات سراب حول تفاصيل الحفل، أوصلوها أولًا فتسحبت من الباب الخلفي وخرج صوتها مهزوزًا بطبقة خشنة:
-تصبحون على خير، تفضلوا إلينا.
طارت عيناها إليه، وغبشت نظرته السوداء على الضوء الفضي في عينيها، فأشاحت فيهما:
-شكرًا إن شاءالله في الأفراح.
هبطت من السيارة وقد شعرت به ينتظر منها أن تكمل الفراغ، ورغم الكلمات الإضافية التي تمتلكها لن تكمل السطر وستبقيه معلقًا، فأستاذها خرق كل آمن بينهما، فعدا كونه حدّق في عينيها وخرق قانون النظرات الخاص بها، انزلق من بصره شيء حول باقي تفاصيلها، وانطوى في عينيه ترددًا معجبًا انتشر في جسدها وشتت بوصلتها، وهذا ليس صحيحًا ولا يصح.
****


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 19-09-24, 11:41 PM   #449

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,497
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

اجتازت سلالم البناء معه، ضمت رجفتها وأبدت جسدًا متماسكًا رغم خوفها وترقبها، أدخلها والبهجة تشق وجهه، تلعثمت أنامله في إدارة قفل الباب، ونجح، أدخلها وقبل أن تستوعب وجدت نفسها بين ذراعيه محمولة:
-على الطريقة الرومانسية التي تحلم بها راوية
ضحكت مرتجفة ودماغها ترتحل إلى مستوى مسابق لما هي فيه، ماذا دهاها للزواج، من أجبرها عليه، كل خبرتها وما تعرفه بدأ كمقبلات أمام وجبة شهية:
-أنت الآن في أمان.
رفعت رأسها إليه وخجلت أن تسأله عمّا يتحدث عنه، فأخبرته بهدوء ونبرة لا تتخلى عنها في حضرته:
-أنا في مأمن معك مهما حدث.
احتواها وقرب وجهه منها حتى ضمه بلمسة دافئة على جبينها:
-وأنا عند كلامك حبيبتي.
طالع وجهها المثالي وزينتها الفاتنة، ومع ذلك ظل يبحث عن سحرها الخاص:
-هل يمكنني الطلب منك أن تمسحي زينتك وتبقي بكحلك البني وحمرتك المعتادة.
عبست وسألت بضيق:
-ألم يعجبك وجهي اليوم؟
مسح بكفه الدافئة على وجهها:
-أنت الوحيدة التي لا تحتاجين كل هذه الأصباغ فوق وجهك.
هو محق بياضها المثير أفسدته المزينة بأصباغها بنية اللون، فمطت شفتيها مع إطرائه:
-أبدل ثوبي أم أبقى فيه؟
احمر وجهه وفح عن ملامحه تعبير خطر رأته لأول مرة منه:
-إياك، ابق فيه ولا تبدليه.
انخرطت في الداخل في مسح مساحيق الدهان عن وجهها وبعد وقت خرجت بوجهها البسيط وملامحها الناعمة، كان قد بدَّل كل ثيابه وبقي في منامة أنيقة، سحبها من الباب وتجول فوق ملامحها وزارت شفتاه ما لذ وطاب منها حتى همس من فوره وجسده يستدير خلف ظهرها:
-هيّا بدلي ثوبك واغتسلي لـ نصلي.
تجذرت في وقفتها متخشبة فطوع جسدها بطريقته وقادها إلى الداخل، أخذت وقتها كاملًا وخرجت بأسدال الصلاة، وجدته قد حضّر لها سجادة الصلاة فوقفت خلفه وصلى بها. وحين فرغ من صلاته التفت إليها ودعا عليها دعاء الاستفتاح، ولم يترك تلويها أن يتصدر المشهد، بل سحبها ببراءتها وجسمها المتخبط في فصل عشق أولي لم يهيئ نفسه لـ واحدة من دروسه، حتى وشم عليها بختم الملكية واجتازت الفصل كاملًا معه.
****
يَجُسُّ قلبها التعب عن ألف ميل، لم تنم براحة، لم تعمل براحة، تلعثمت في معظم الأحاديث وأراحها سند من بقية اليوم وحررها من العمل، فهي في قبضة ضغط مفرطة. هاتفت والدتها واطمأنت عليها، قضت طريقها إلى منزلها بالأذكار والقرآن، هبطت من السيارة وتلعثمت حركتها، جرّت خطواتها من حديقة البناية ورائحة غسلت جسدها فيما مضى ضربت حواسها، ترنحت وتمسكت بعمود الشجرة، مسحت المكان الذي تجانست فيه رائحة تعرفها، شككت بنفسها وأتبعت سيرها، ضربها الإدراك أخيرًا ولم تعد ترمي ما أحسته في خانة شك، بل في تأكيد. هاشم في محيطها. تلفتت حولها وفرزت نظراتها وميض المُطَاردة، انكمش قلبها في وضع مزرٍ واكتسح نبضها صدرها بأكمله، طالعته وقد أذهب عقلها، تبدى لها أسدًا شبك فريسته، انفتح فمها مع لمحها عرجه ومشيته غير المتزنة، ضمت حقيبتها لصدرها وارتجلت الهرب من أمامه، التفتت له كل حين باكية :
-أنا امرأة متزوجة لا تلحق بي.
ضربت صدرها عدة مرات حتى وصلت سلالم البناية والتفتت إليه راجية:
-أتوسل إليك أن تتركني وشأني أنا امرأة متزوجة وأخاف الله في زوجي.
تفحص كل بوصة في جسدها الذي تخلص من عدة كيلو جرامات واضحة. ساح صوته في عتب:
-كيف طاوعك قلبك بي؟
انتفضت في ركضها أكثر وطلبته بشفقة:
-اتركني، اتركني استحلفك بالله.
-كيف سمحتِ له؟
كل كلمة منها تستهدف قلبه، كل رجفة منها تضرب ركبته، كل عبرة خائفة على زوجها تنحر رجولته. تضاربت ركبتها ووهنت ساقيها في مسابقة السلالم، وشمتها رائحة عطره وغطتها من أسفل قدميها حتى رأسها، خلعت حقيبتها ورمت الحذاء عن قدميها، سارت مخضوضة أسفل مرش المياه تصبها على جسدها لتتطهر منه، تخيلته واقفًا خلف الباب يتربص بها ففركت كل بقعة منها بعنف، وانهارت في المغطس تضرب وجنتيها خوفًا من متابعته لها، لم تجرؤ على فتح الشبابيك ورؤية مغادرته المكان، لازمت الجدار تهز رأسها بعنف و كل عتب منه يضرب قلبها:
-كيف طاوعك قلبك بي؟
-كيف سمحتِ له؟
سكبت نفسها فوق سجادة الصلاة وانتحبت كي لا تجن، انتظرت سند بصبر الأرض وحالما وصل رمت نفسها بين ذراعيه، كانت كامرأة محبة، كل شبر منها زاره ضمه وحفه، وطأ معها أغرب الأحاسيس ولم يرتح قلبه، كانت في الليلة الثانية كما الأولى، وفعلت في الثالثة المثل، حاربت نفسها وأبدت أفضل ما لديها، طغت عليها أحاسيس فوق طاقتها، متعرقة، لاهثة، ينهمر النبض منها ولا يخفت، لازمته في رحلة الشغف حتى وصل نقطة الامتلاك وحينها نفضته عنها بقوة:
-لا أريد سند لا أريد.
ابتعد عنها بصدمة فوجدها تبكي وتلملم نفسها:
-لا يمكنني إمضاء الأمر هكذا، لا يمكنني سند، أنت تستحق امرأة أفضل.
رفعت جفونها المبللة له ومضت بقسيمة الموت لعلاقتهما:
-طلقني، لا يمكنني أن أستمر معك هكذا.
تشبثت بصدرها الذي قيدها الليلة، رمى عليها غطاءً دثرت فيه نفسها وسأل:
-هل كان بيننا؟
ابتلت شفتيها بالعبرات وهزت رأسها:
-كان مع أنني لم أخنك لا في النظرة ولا الفكرة وأقسم أنني أخلصت إليك
سألها بصوت هزّه الاحتضار:
-كان بيننا ؟
شرحت له بعذاب:
-أقسم أنه لم يكن.
نفض نفسه عن الفراش وطالعه باشمئزاز، خص ضياعها وتعبها بنظرة جامدة، وبصقت شفتاه الخلاص فيما يستدير ويرتدي سرواله:
-أنت طالق.

انتهى الفصل.


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
قديم 19-09-24, 11:42 PM   #450

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,497
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

انتهى الفصل، قراءة ممتعة????????
nmnooomh, samam1, shezo and 2 others like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.