آخر 10 مشاركات
48 - لا تقل وداعا - ساندرا ماراتون (الكاتـب : فرح - )           »          قــصـــة قــــســـم وهـــــرة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          الشمس تشرق مرتين (43) للكاتبة:Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : najima - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree192Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-02-24, 09:03 PM   #1

اسماعيل موسى

? العضوٌ??? » 510439
?  التسِجيلٌ » Feb 2023
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » اسماعيل موسى is on a distinguished road
افتراضي خادمة القصر


الخدامه الجديده وصلت يا باشا، انا مثبتها قدام باب الخدم مستنى إشارة من حضرتك؟
هى عارفه انى عايش وحيد داخل القصر؟

ايوه عارفه يا باشا هو فيه حد فى المنطقه كلها يستجرى يرفضلك طلب يا باشا؟
انا مطلبتش من حد يشتغل عندى يا محمود، إلى يشتغل هنا لازم يكون جاى من نفسه من غير إجبار
طبعا يا باشا مفهوم.
نهض ادم ووقف امام الشرفه المطله على الحقول فى ايده سيجارته مرتدى قميص موف يبرز صدرة القوى وشعره الناعم يغرق وجهه العاجى ووضع البستانى خلف ضهره
بص ناحيت البنت البسيطه إلى واقفه قدام باب الخدم، فتاه صغيرة السن ترتدى عبايه باللون الاحمر وتحجيبه مهلله
كان لها جسد نحيل لكنه فى طبيعة الحال مغرى ومستدير
مقدرش يشوف وشها لكن مظهرها كان ملفت

ديلا كانت واقفه قدام باب القصر الغامض إلى كانت بتسمع عنه القصص والى مفيش ولا شخص يعرف حاجه عن الشخص إلى عايش فيه
قصر قديم كبير تحيط به حديقه مسيجه تمنع التلصص
محدش يعرف الشخص إلى فيه شكله ايه غير محمود النجاوى إلى عمره ما ذكر اى كلمه من ساعة ما اشتغل فى القصر

استدار ادم ناحيت البستانى، خليها تدخل يا محمود، متشكر، وأخرج من جيب بنطاله ورقه مالية من فئة المائة جنيه دسها فى ايده
خيرك سابق يا باشا والله انا ما عملت كده عشان الفلوس

عارف يا محمود عارف، اشرحلها طبيعة شغلها، هى عارفه انها مش هتتكلم معايا ولا تفتح بقها؟ واكيد بتعرف تقراء وتكتب؟
عارفه يا باشا طبعا، اطمن، بتعرف تكتب وخرصه اصلا
شعر ادم الفهرجى بلمحة يأس مرت خلاله، كويس خالص يا محمود تقدر تمشى انت
القصه بقلم اسماعيل موسى
جلس ادم الفهرجى على مكتبه وامسك بالقلم واستغرق مره اخرى فى كتابه الذى يعمل عليه مشعلآ لفافة تبغ، وشرد لأكثر من نصف ساعه بعيد عن العالم الهزلى حتى سمع صوت تهشم اطباق وفناجين قادم من الرواق
ترك ادم لفافة التبغ وخرج من غرفته القابعه فى الطابق العلوى ونظر نحو الرواق
كان فيه مجموعه من الآونى مهشمه على الأرض والبنت منحنيه بتحاول تلمها

كانت ديلا بتلم الأطباق وجسمها كله مرتعش، دلوقتى الباشا ينزل هنا ويطردنى، يا مرارى بيقولو عليه عصبى جدا ومش بيقبل أعذار، سمعت خطوات ادم باشا فوق السلم ومقدرتش تلف تبص عليه ولا حتى تعتذر، مش مسموح تفتح بقها، محمود النجاوى قال تبقى خرصه يا بت

هبط ادم درجات السلم داخله غيظ من تلك التافهه إلى فشلت فى اول مهمه ليها
وصل الرواق والبنت منحنيه بتلم الأطباق وعنيها بتبص على الأرض
القصه بقلم اسماعيل موسى
اول ما ادم قرب البنت وقفت ثابته وايديها جنبها، لف ادم حواليها وهى بتنتظر تسمع كله واحده انتى مرفوضه
لاحظ ادم الدم السايل من ايد ديلا وببنظره متمعنه قدر يشوف وشها الى كان خالى من الرتوش، جمال صافى بكر لم تلوثه الحياه، كان ادم مدرك انه مش بيدى فرص لكن الوجه ده اتلف ثباته النفسى وكانت ديلا متخشبه مثل عصا مكنسه كاتمه انفاسها، وجه بريء فكر ادم، كأنها انولدت داخل حديقه مزهره، انزعج ادم، ليس معتاد على تغيير قناعاته ولا السماح بالفوضاويه داخل قصره واقنع نفسه انها مجرد طفله، ليست فتاه بالغه وربما تستحق فرصه
دهس ادم عقب لفافة التبغ داخل المنفضه وتراجع بخطواته للخلف ثم صعد السلم نحو غرفته وأغلق عليه بابه

تنفست ديلا، تنهدت بعد ما كانت هتختنق من كتم انفاسها، يا ترى الباشا سامحنى؟
طيب هو ليه متكلمش، بس واضح انه مش عجوز زى ما بيقولو، يا ريتنى كنت بصيت عليه

روابط الفصول
الفصل 1,2,3,4,5,6 نفس الصفحة بالأسفل.
الفصل 8,9
الفصل 10,11
الفصل 12,13,14,15,16
الفصل 17,18,19,20
الفصل 21,22,23,24



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 18-03-24 الساعة 08:56 AM
اسماعيل موسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-24, 09:14 PM   #2

اسماعيل موسى

? العضوٌ??? » 510439
?  التسِجيلٌ » Feb 2023
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » اسماعيل موسى is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم و رحمة اللھ و بركاتھ
مواعيد نزول الفصول سوف يكون كالتالي :

الاحد و الثلاثاء و الخميس من كل اسبوع

ارجو ان تنال الرواية ذوقكم الراقي

الكاتب اسماعيل موسى

#خادمة القصر

shezo and الهام احمد like this.

اسماعيل موسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-24, 04:30 AM   #3

ساسوس

? العضوٌ??? » 483552
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 40
?  نُقآطِيْ » ساسوس is on a distinguished road
افتراضي

اسلوب رائع ومشوق متابعة

ساسوس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-24, 07:02 PM   #4

اسماعيل موسى

? العضوٌ??? » 510439
?  التسِجيلٌ » Feb 2023
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » اسماعيل موسى is on a distinguished road
افتراضي

#خادمة_القصر

٢
إنتهت ديلا من جمع بقايا الأطباق المهشمه، وقامت بمسح السجاد الفاخر مره ومرتين، فكل مقعد داخل القصر منتقى بعنايه فائقه، انها لا تعرف قيمة تلك القطع لكنها تعرف شيء واحد فقط أن غضب الباشا ليس له حد، وانه تركها تأكل عيش وعليها ان تكون ممتنه، اللحظه التى اسقطت فيها الأطباق شعرت بنهايتها، لطالما تفاخرت فى اليومين السابقين ان صاحب القصر الغامض اختارها للعمل عنده دون عن كل فتيات القريه، لكن الحقيقه ان محمود البستانى كان معجب بالفتاه التى تشبه فلقة القمر واعتقد ان منحها عمل لا تحلم به ربما يجعلها تعجب به.

الساعه العاشره ليلا اعدت ديلا عشاء خفيف ثم انسحبت من الرواق نحو غرفتها واغلقت الباب على نفسها مثلما أمرها البستانى.

هبط ادم الفهرجى درجات السلم فى فمه لفافة التبغ، تناول قطعتين واحتسى كوب شاى ثم رحل، منذ زمن طويل يأكل ادم الفهرجى ليظل حى لا أكثر

خرجت ديلا نحو الطاوله وتناولت الطعام الذى اعتقدت انه لم يلمس
بعد ساعه اعدت فنجان قهوه وقفت بارتجافه امام غرفة ادم، طرقت الباب أربعة مرات ثم تركت الصنيه النحاسيه المزركشه ورحلت.

داخل أسوار القصر توجد حديقه كبيره داخلها أشجار ضخمه تشبه الغابه، فى تلك المساحه التى تقترب من ثلاثة فدادين زرع ادم غابته الخاصه التى يتجول فيها فوق حصانه

عندما يكون ادم داخل الحديقه لا يسمح لديلا بالخروج من غرفتها مهما حدث ومهما طال الوقت تظل حبيسة جدران غرفتها

قبل شروق الشمس نزل ادم من غرفته يرتدى زى الركض قصد درب الركض وراح يحرك سيقانه بصدر شبه عارى تلفحه نسمات شماليه بارده، قطع المضمار سبعة مرات قبل أن يستلقى على العشب

ثم بكسل نهض وصعد للطابق العلوى حيث اخذ حمام طويل ساخن قبل أن يهبط لتناول طعام إفطاره المرصوص فوق الطاوله
يقراء ادم الصحيفه التى تحضر خصيصا له كل يوم من القاهره وهو يحتسى القهوه، كانت ديلا داخل غرفتها التى تركت بابها موروب
خطاء كبير وحماقه لا تغتفر، كان ادم يجلس تحت لوحه جداريه كبيره لسيدة كليمت يستمع لموسيقى هادئه لشوبار
سحق عقب لفافة التبغ وهم بالنهوض
كان ديلا الغير منتبهه تبدل ملابسها منحنيه بطريقه مغريه نحو خزانة الملابس ولمحها ادم، تذمر فى البدايه لكن بعين الفنان حدق بجسد الفتاه وراح غضبه يتلاشى، تشبة واحده من بنات باريس الذين يخوضون داخل مياه النهر حتى خصرهم
ارجح ادم رأسه كأنه ينفض فكره لزجه التصقت بعقله ثم صرخ انت؟ اغلقى باب غرفتك
ركض جسد ديلا المرتج بكل رعب العالم واغلقت الغرفه
كاد قلبها يتوقف عن النبض، وقفت فى منتصف الغرفه بجسد مرتعش الأطراف، عندما نظرت لجسدها الشبه عارى شعرت بخوف وخجل، لقد رآنى، ماذا سأفعل الان؟ تعلم أن البشوات والبهوات عندما يرغبن بفتاه يحصلن عليها
لكن الرواق ساكن وربما رحل الباشا لغرفته، فتحت ديلا باب الغرفه بحذر، وجدت عيون ادم ترمقها بغضب
تعالى هنا؟
فى تلك اللحظه ماتت ديلا عدت مرات، تحركت بطريقه آليه نحو سيدها الباشا، محتضنه صدرها غير قادره على رفع عينها
اسمعى!!
لا اقبل بالأخطاء هنا، سامحتك مره من قبل، عليك أن تعرفى ان عقابى شديد وقاسى، ولا تعتقدى اننى سأقوم بضربك مثلا، هذا سلوك حيوانى لا انسانى، سأقوم بصرفك من هنا، اعلم انك تحتاجين العمل من أجل أسرتك، اخبرنى البستانى بالفقر المدقع الذى يحيط بكم
همست ديلا، والنبى يا باشا متطردنيش، اعمل ار حاجه فيا لكن بلاش تقطع عيشى، فيها ايه يعنى لما تضربنى؟ دا انا جتتى نحست من ضرب ابويا
صرخ ادم، من امرك بالكلام؟
ثم هشم فنجان القهوه بغضب كأن الف عفريت تملكه، نهض ودار من حولها وهو يرفع كتفيه بتذمر
سيصرخ؟
سيضربها او يطردها؟
نزلت دموع ديلا رغم عنها، كيف تستطيع أن تفهم ماذا يريده او ما يفكر به؟
وكادت ان تقول سامحني، لكنها صمتت، رفعت عينيها الدامعه نحو ادم وكانت اول مره ترى فيها وجهه، تغيرت ملامحها كلها
وجه شاب عاجى مكتسى بلحيه طويله صفراء زادته وسامه وشعر طويل غير مشذب، عيون لا تعرف كيف تحمل مثل هذا الغضب، وجد ادم امامه وجه بريء، وجه طفولى ملائكى
ترك ادم مكانه فى الرواق وصعد نحو سطح القصر حتى يستمتع بشمس الشتاء الدافئه

ظلت ديلا ربع ساعه شارده فى ملكوت الله، تشعر انها فى حلم من تلك الأحلام التى تباغت الفتيات فى ليالى الشتاء النادره

كأنها فى عالم لا تشعر به يدور من حولها غير منتبه لها
صرخه عملاقه، اين القهوه يا خادمه؟

تذكرت ديلا ان موعد فنجان القهوه مضى منذ دقائق وان الدنيا تحطمت فوق رأسها
لكنه يطلب القهوه وهذا يعنى انه صفح عنها وسامحها، بسرعة البرق صنعت فنجان قهوه وصعدت نحو سطح القصر ناسيه ردائها الأقرب بقميص نوم طويل
القصه بقلم اسماعيل موسى
اشاح ادم وجهه نحو الجهه الأخرى، يا فتاه، قال ادم بهدوء، غبائك سوف يقتلنى، لا أعلم إلى متى سيكون على تحمل لا مبلاتك ووفضويتك، عندما اطلبك احرصى على ارتداء ملابس محتشمه لائقه
انتحبت ديلا، بكت، والله غصب عنى يا بيه، اعمل ايه انت الى مخوفنى، انا معرفش طلعت هنا ازاى ولا لابسه ايه، والله مكنش قصدى!

ثم ركضت بسرعه نحو غرفتها وارتدت عبائه حمراء برباط خصر

ابتسم ادم وكانت من المرات القليله التى يبتسم فيها، انها مجرد طفله يا ادم، صبيه غبيه، كيف تطلب منها ان تصل لحدود توقعاتك!؟

shezo and الهام احمد like this.

اسماعيل موسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-24, 07:59 PM   #5

اسماعيل موسى

? العضوٌ??? » 510439
?  التسِجيلٌ » Feb 2023
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » اسماعيل موسى is on a distinguished road
افتراضي

#خادمة_القصر

٣


داخل دماغ ديلا كانت الأفكار تتصارع وكانت تسأل نفسها
أعمل إيه بس يا ربى؟
اطلع اعتذرله ولا احط لسانى جوه بقى زى ما طلب منى؟ بس انا خايفه يفتكرنى بنت مش كويسه وخايفه برضه يطردنى، وافتكرت صرخته، من طلب منك الكلام؟ كانت نبرته اسطوريه هكذا فكرت ديلا ان الأبطال الخارقين يتحدثون بمثل هذه النبره فليس معقول ان يتحدثو مثلنا؟

انا محتاجه المرتب الكبير الى هاخده هنا، لكن ان يفتكرنى بنت مش كويسه، الشعور ده هيموتنى كل يوم

طلعت ديلا درجات السلم متسحبه كهرة شارع لئيمه، وقبل ان تصل سطح القصر وقفت، تعلم ديلا انها امام موقف لم تعهده من قبل، أكبر شخصيه وقفت أمامها ديلا باحترام كان غفير النقطه بتاعتهم.

ورأت ادم جالس بشرود بيبص على الحقول الفلاحين إلى شغالين فى الغيطان بيرو الزرع او يعزقو الأرض قبل المغربيه
راحت ديلا ترفع دماغها وتنزلها مرات كتيره

اشعل ادم لفافة تبغ، انت هتفضلى كده كتير عامله زى نمس الحقل؟
تفاجأت ديلا ، الباشا لمحها ويراها

انهضت جسمها الناضج مثل خوخه، والنبى يا باشا انا عندى كلمتين عايزاك تسمعهم واوعدك بعدها والله العظيم مش هفتح بقى مره تانيه حتى لو فضلت هنا شغاله ميت سنه

رفع ادم الفهرجى يده كسلطان عثمانى تعرض عليه جواريه ، تعالى !!

مشت ديلا ووقفت قدامه، انا خايفه تكون حضرتك فكرتنى بت مش كويسه عشان طلعت عندك بلبس النوم؟ لكن انا مش كده والله يا باشا.

ابتسم ادم ،هذه الفتاه البريئه لا تعرف ان لباسها الذى تخجل منه ترتديه بنات الغرب فى الشوارع والجامعات والمصانع والشركات، وكيف لها ان تعرف وهى لم تخرج من تلك القريه؟

انا مش غضبان منك يا ديلا، لكن لو فتحتى بقك مره تانيه من غير اذنى هزعلك

افهم من كده يا أدهم بيه انك مسامحنى!؟
رفع ادم ايده ونزلها قبل أن يقبض على حلمة اذنها الرقيقه، انت فتاه غبيه؟
لباسك لا يعنينى، لكن صوتك وكلامك يكون بأمرى،هو دا امر صعب للدرجه دى؟

مش صعب يا بيه بس سيب ودنى والنبى عشان وجعتنى

تقدرى تمشى يا ديلا شغلك انتهى النهرده، وياريت مسمعش صوتك

احنت ديلا رأسها، حاضر يا بيه حاضر، والنبى انت زى العسل مش عارفه بيقولو عليك عصبى وقاسى ليه

امشى يا ديلا، امشى قبل ما اغير رأى

حاضر، حاضر، غادرت ديلا سطح القصر، داخلها فرحه، هو ليه عامل فى نفسه كده؟

وكانت غيمات رماديه تعبر فى السماء تنذر بمطر وشيك، هكذا خمن ادم
انا عايز المدفأه تكون جاهزه والحطب مرصوص بكميات كبيره يا ديلا

حاضر، صرخت ديلا وهى تهبط درجات السلم بسعاده، استعملت ديلا فأس لتقطيع الأخشاب ووضعتها داخل المدفأه
وكان جسدها بعد أن انتهت لزج من العرق

خدت حمام وغيرت هدومها وقعدت داخل غرفتها، عارفه انها مش هتقدر تخرج، كمان لو ادم بيه قرر يقعد فى الرواق يبقى الليل كله هتفضل صاحيه لحسن يطلب حاجه منها

نزل المطر بعد العشاء واصبح الجو بارد، تلك الأجواء التى يعشقها ادم ويحب ان يقضيها وحيد مع نفسه
شغل ادم الموسيقى واشعل المدفأه وامسك بكتاب يقراءه
ولفافات التبغ لم تغادر يده

ديلا اتغطت بالبطانية جوه غرفتها عشان تحس بالدفيء لكن برودة الجو كانت صعبه جدا
وكان صوت طقطقة الحطب واصل مسامعها، حست انها هتموت لو ما حطتش ايديها فوق اللهب وادفت

هو قال مسمعش صوتك وانا مش هتكلم خالص، فتحت ديلا باب غرفتها، كانت مرتديه عشرين عبائه تقريبا، ملتحفه بشال
تشعر ان عندها امرأه عجوزه قاربت على الموت
وسط اندهاش ادم قربت ديلا من المدفأه وقعدت بطمأنينه قرب رجلين ادم ووضعت يديها قرب النار.
كان ادم على وشك الصراخ، ان يصفعها ويطلب منها ان تغادر القصر، لقد سمحت لنفسها ان تخرج من غرفتها وتجلس معه دون رغبه منه
ثم لمح وجه ديلا الذى تكسوه الطمأنينه، لا وجود لفزع داخله، شاعره بالسلام كأنها فى منزلها المتهالك وسط الزراعات

أدار ادم وشه بعيد عنها وواصل القراءه، حاول أن يتناسى ان هناك خادمه صغيره تجلس تحت قدميه
وبعد ساعه شعر بألفه محببه، البنت مفتحتش بقها، كطفله بريئه تلعب بالحطب، وغمره احساس كان يفتقده منذ أعوام طويله.
واستمر فى قراءة كتابه وتدخين لفافات التبغ والموسيقى تؤنسه حتى شعر بثقل على قدميه
بص ادم لقى ديلا نامت ودماغها متكيه على رجليه ورغم عصبيته الا انه منع نفسه من تحريك ساقه
خاف ان يزعج هذا الوجه البريء الذى وجد السكينه قربه

قعد ادم يتأمل ملامحها، وجه بلورى نقى، يشبه وجهه كونتيسه افرنجيه، البنت دى لو لقيت شوية اهتمام هتبقى وتدريب على الأناقه مما لا شك فيه هتبقى مذهله
غمر الدفيء ديلا وارتخى جسدها واخذت راحتها فى النوم وسرحت يدها نحو خصر ادم مما جعل جسده يرتعش
نومها غريب فكر ادم، رأسها فى حته وبقيت جسمها فى حته تانيه
كان أنف ديلا وكل وجهها منبطح على ساق ادم ويدها التى تحفظ توازنها ممسكه بساقه

لاكتر من ساعتين حرص ادم على عدم الحركه وعندما لمح ديلا بتتحرك بص بعيد عنها عشان متشعرش بالخجل، ثم امعان فى الحيطه اغمض عنيه كأنه نايم هو الاخر

فتحت ديلا عنيها وهى فاكره انها نايمه فى غرفتها، فتحت فمها الضيق وشهقت، ثم برقت عينيها، دماغها كانت مريحه على ساق ادم، واديها كانت على وسطه،كمنحوته رومانيه لليدى منحنيه امام سيدها
يا مرارك الطافح يا ديلا، الحمد لله انه نايم وإلا كان قتلنى
شالت ايدها بحركه هاديه وبعدت بشويش عن ادم الفهرجى الذى كان يموت من الضحك فى سره، ثم نهضت ديلا، بعدت شويه بعد كده رجعت قربت ووقفت قدام ادم، بغباوه مشت ايدها قدام وشه تتأكد انه نايم
ظلت واقفه تتأمل ملامحه، البيه عامل زى القمر والله، مش عارفه جايب العصبيه دى من فين!؟
دا لو كان دواء كان هيعالج المريض من اول جرعه، هو كل البشوات حلوين كده؟
يكونش مخبى نفسه جوه القصر عشان هو حلو للدرجه دى؟
وفكر ادم الذى بداء يشعر بالضيق، إلى متى ستظل تلك الغبيه تحدق بوجهه؟

ابتلع ادم ريقه وقرر ان يمنحها درس لا تنساه ابدا، سعل وفتح عنيه فى نفس اللحظه، التقت عيون ادم بالخادمه ديلا
وابتلعت كل واحده فيهم الأخرى.
القصه بقلم اسماعيل موسى
قفزت ديلا فى مكانها من الرعب وركضت كغزاله يطاردها أسد، تعثرت بالطاوله والمقاعد والسجاد وتشقلبت على الأرض أكثر من مره حتى وصلت غرفتها

جوه الغرفه ركبها الهم والخوف، يعنى يا ديلا هانم كان لازم تقعدى تبصى عليه كده زي المجانين؟
مش كفايه ربنا ستر ومخدش باله انك كنتى متنيله نايمه على رجله؟
يا الهى لو كان لمحنى متكأه على ساقه، عقلها مقدرش يتصور ادم بيه كان هيعمل فيها ايه

حرك ادم قدمه المخدره من عدم الحركه، كل دا بسبب الغبيه إلى جوه الغرفه، لو كان فى بلاد أوروبا لكان طلب منها ان تصلح ما اتلفته، ان تمسد قدمه حتى تستعيد الحياه
وقف ادم بصعوبه، كان حاسس فعلا ان جسمه متكسر

shezo and الهام احمد like this.

اسماعيل موسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-24, 09:26 PM   #6

اسماعيل موسى

? العضوٌ??? » 510439
?  التسِجيلٌ » Feb 2023
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » اسماعيل موسى is on a distinguished road
افتراضي

#خادمة_القصر

4

نجح ادم الفهرجى فى إيجاد النوم فى المحاوله التاسعه، رغم ان سريره كان وثير وجسده دافيء متزن، لا يشعر بتوتر

لطالما كان النوم يشكل لغز بالنسبه له، ولا يتمكن من إغلاق عينه قبل ان يتصارع مع وحوش العالم ويتجادل مع أفكاره

وكانت غرفته للصدفه تقع أعلى غرفة الخادمه ديلا التى كانت فى تلك اللحظه غائصه تحت الفراش تحاول نسيان الحماقه التى ارتكبتها، على كل حال ما حدث قد حدث
والذى بأمكانه ان يغفر مره يستطيع أن يغفر مرات أخرى وهكذا نفقد احبأنا.

وكانت ديلا مستغرقه فى نومها عندما كان ادم يركض كعادته كل يوم رغم برودة الجو

يا باشا يا باشا فين البنت الخدامه! +؟ صرخ محمود البستانى على ادم الفهرجى المستلقى على العشب
رمقه ادم بنظره قاتله جعلته يرتعش فى مكانه مما دفع محمود للاعتذار عدت مرات وهو يحنى رأسه، اسف يا بيه
والله اسف، انا معرفش عملت كده الزاى

مكنش ادم بيشغل باله بأمر الخدم إلى بيتغيرو بأستمرار، وسايب التعامل معاهم للبستانى كاتم الاسرار

بغضب دخل البستانى وخبط على غرفة ديلا بقوه، اصحى يا بت، انتى فاكره نفسك فى بيت المحروص ابوكى، قومى فزى الحصان ما اكلش من عشيه
قامت ديلا مرعوبه، محدش قلها تأكل الحصان، محمود مجبش خبر ان فيه حصان اصلا
اول ما خرجت من الاوضه البستانى مسكها من شعرها، اسمعى يابت ان جبتك هنا تاكلى عيش لكن والله وبالله لو ما سمعتى كلامى لاطردك من هنا، اوعى تفتكرى ان ادم بيه هيدخل ولا هيقف فى صفك، انا الكل فى الكل هنا، امشى انجرى قدامى
مشت ديلا قدام البستانى ناحية الحظيره وشافت الحصان الأبيض واقف فى مكانه بعصبيه
نضفى الهباب ده، وحطى البرسيم قدام الحصان وبعد ما تخلصى اعمليلى قهوه

بعد ما أنهى الحصان اكله قامت ديلا بسقايته، بعد كده دخلت حضرت قهوه لمحمود البستانى ونسيت ان دا ميعاد إفطار أدهم الفهرجى إلى كان قاعد جوار الطاوله يدخن سيجاره بغيظ واختناق
دخلت ديلا الرواق وشافت ادم بيه قاعد بيدخن، كانت محرجه من الى حصل امبارح ومش قادره توريه وشها
صرخ ادم، تعالى هنا!!
تحركت ديلا ووقفت قدام ادم، خير يا بيه؟ قالتها ببرأه
ادم بفروغ الصبر حضرتك مش ناسيه حاجه؟
وضعت ديلا اصبعها فوق جبهتها تحاول تذكر ما فاتها
لكنها لم تتذكر اى شيء

ادم بعصبيه، فين الفطار يا هانم؟ انا جايبك هنا تخدمينى
ديلا، معلهش يا بيه والله نسيت، ونزلت دموعها بسرعه، كانت ديلا سريعة البكاء وكان لها وجه طفولى يدفعك للشفقه

خلاص، كفايه عياط، حضرى الفطار بسرعه
قالت ديلا حاضر، حاضر، هو كل حاجه لازم بسرعه، مفيش فى قلبكم رحمه

اعدت ديلا طعام الإفطار ووضعته امام ادم الفهرجى ووقفت بخضوع إلى جوار الطاوله
انتى هتفضلى واقفه كده كتير؟

خايفه اكون نسيت حاجه تانيه وانا بخاف من زعيقك

ابتسم الفهرجى، متخفيش لو احتجت حاجه هنادى عليكى
انسحبت ديلا نحو غرفتها تسأل نفسها، هو ليه ميبقاش لطيف كده على طول، هينقص حاجه يعنى ولا هينقص حاجه

لم يشعر ادم برغبه فى تناول طعامه، طلب من البستانى ان يعد له الحصان ليأخذ جوله داخل الحديقه
ارتقى ادم المهره وانطلق بين الأشجار كفارس محنك يعرف طريقه

انتى واقفه هنا ليه يا بت انتى؟
ديلا كانت واقفه قدام باب القصر بتبص على ادم الفهرجى وهو بيتحرك بحصانه

ديلا، مش بعمل حاجه
البستانى بتحكم، انجرى شوفى الفراخ والحمام بتاع الباشا، اصل ادم بيه مش بياكل لحوم من بره
عارفه مكانه ولا اقولك عليه؟

ديلا، معرفش حاجه

البستانى تعالى ورايا هوريكى مكانه فين، مشت ديلا ورا محمود البستانى، عارفه ان القصر كبير لكن البستانى اخده بعيد عن القصر لحد ما وصل اوضه قديمه ليها باب مخلع
يلا ادخلى
دخلت ديلا جوه الغرفه، محموددخل وقفل الباب وراه
ديلا فين الفراخ انا مش شايفه حاجه؟
البستانى، فراخ ايه يا بت، انتى فاكره جيتك تشتغلى هنا عشان الفراخ؟
ديلا ببراءه امال جيبتنى ليه؟
محمود البستانى ربت على كرشه جبتك عشانى انا يابت، من اول ما شفتك وانا نفسى فيكى وهجم البستانى على ديلا
انت بتعمل ايه؟ صرخت ديلا وهى بتحاول تبعده عنها
اكتمى يا بت، محدش هيسمع صوتك هنا، قلتلك انا الكل فى الكل هنا، لو عايزه تاكلى عيش خليكى ساكته والا هطردك بره القصر، وكانت عنيه ممتلئه بالشهوه، يحاصر ديلا من كل مكان

لكز ادم ادم الفهرجى الحصان لينطلق حول المضمار المدكوك الذى قاده قرب الغرفه البعيده
سمع محمود البستانى خطوات الحصان قادمه من بعيد، اسمعى يا بت لو فتحتى بقك بأى كلمه هقطعهولك وامشيكى من هنا بفضيحه، لو خايفه على سمعتك خلى لسانك جوه بقك، انتى عايشه هنا مع بيه شاب لوحدكم شوفى بقا الناس هتصدق مين فينا؟
كل البنات إلى كانو هنا كانو بيسمعو كلامى عشان ياكلو عيش ولو حاولتى تمشى من القصر من غير اذنى هفضحك فاهمه يا بت؟
اعتصرت ديلا الدموع فى عنيها وهى بتهز دماغها لكن الوقت لم يسعف البستانى أثناء هربه رأه ادم الفهرجى يركض بعيد عن الغرفه وبعد لحظات خرجت ديلا

لف ادم لجام الحصان بغيظ، كلهن خائنات، لا فرق بين خادمه ونبيله، كأن الماضى يلاحقه ويخرج له لسانه، سترى بعينك الشيء الذى هربت منه
كيف لهذا الوجه البريء ان يرتكب مثل هذه الخيانه؟ لطالما كنت فاشل يا ادم فى الحكم على البشر، لماذا سمحت لها ان تتحدث معك؟
لماذا عفوت عنها أكثر من مره وسامحتها؟ كان عليك طردها فى اول فرصه
ماذا كنت تنتظر؟ كيف كان عقلك يفكر يا سيد ادم؟
لماذا نسيت اننا عندنا نمنح البشر الآمان نتعرض للخيانه؟
هذه التى كنت تفكر ان تجعل منها سيدة مجتمع مرموقه
اين ذهب عقلك حينها؟

ترك ادم المهره امام غرفتها وصعد نحو الطابق العلوي، هذا ما يحدث عندما نسمح للبشر بالاقتراب منا
لماذا تشعر ان صدرك قد شرخ، كيف اتاك كل هذا الألم؟
الماضى يشبه تلك المدفأه كلما قلبت الحطب داخلها ازداد اشتعالا وتوهج

قلت ان حياتها الشخصيه لا تعنيك وان عليك أن تكون محايد وتخفى ذلك الحنق الذى يكاد يخنقك
وشعر بالغثيان عندما تذكر ليلة الأمس عندما كانت ديلا متكأه على ساقه برأسها
القصه بقلم اسماعيل موسى
كان عليك أن تركلها ولا تسمح لها بلمسك، غسل ادم نفسه كأنه يتطهر من الخطيئه وترك الماء ينساب فوق جسده
القصه بقلم اسماعيل موسى
فى غرفتها قعدت ديلا تعيط وتبكى، مكنتش تعرف ان ادم شافها
لكن الى حصل كان مخلى جسمها كله بيرتعش، كانت عايزه تاخد هدومها وتسبب القصر
ثم تذكرت كلام محمود البستانى، الفضيحه، لكن الفضيحه مكنتش مخوفها اكتر من الزج بأسم سيدها ادم معها
ديلا مشفتش من ادم غير كل خير، ازاى هتتسبب فى توسيخ اسمه مثلما حدث من قبل، كان محمود البستانى يختلق القصص بعد رحيل كل فتاه عن علاقه غير اخلاقيه جمعتها مع ادم الفهرجى
عشان كده الناس كلها فى القريه خايفه تشغل بناتها عنده

قعدت تبكى وتلطم على خدودها لحد ما احمرت مثل العنب
وكان ادم يغلى فى غرفته متوعد ديلا بأمور قاسيه كان قد تركها من أجل براءة وجهها
انها مجرد خادمه وهيعاملها زى الخدم، لقد خدع، نعم تعرض للخيانه، احضر البستانى عاه*رته لقصره بعيد عن الناس
كيف يعاقبه ويعاقبها؟
ممكن يطردها من القصر لانه محتاج خدمات محمود البستانى، لكن طردها مش هيفش غليله
يجب أن ترى ليالى سوداء حالكه مثل ليله بلا قمر


اسماعيل موسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-24, 05:25 PM   #7

اسماعيل موسى

? العضوٌ??? » 510439
?  التسِجيلٌ » Feb 2023
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » اسماعيل موسى is on a distinguished road
افتراضي

#خادمة_القصر

٥

___وكان ادم الفهرجى كلما رغب فى معاقبة شخص، عاقب نفسه بالأبتعاد عنه مسرفآ فى تقدير ذاته عند الأخرين، متوقع ان يلاحظو غيابه ويشتاقو اليه فيعترفون بخطأهم.

لازم ادم غرفته ،لا يخرج منها، وكان يتناول طعامه داخل الغرفه، كان ادم متيقن انه لا يكن عواطف لديلا وان هذا ليس السبب الذى دفعه للغضب منها، بل امر اخر، اخفاقه فى قراءة شخص والسماح له بالاقتراب منه.

فقد كانت بالنسبه له انسان قبل كونها خادمه، وكان يعرف ان محمود البستانى لئيم، لكن وصوله لديلا بتلك السهوله جعله يتقزز

وكان كل ما فتح الشرفه توقع ان يلمح ديلا بتتسحب لخارج القصر نحو العشه القديمه لمقابلة اللعين محمود البستانى، فيغلق الشرفه بسرعه وكله خوف ان يرى ذلك
ثم قام بنقل أدوات الرسم لسطح القصر حيث خلوته المحببه اليه

وضع اللوحه فوق الحامل وهو ينظر نحو الحقول يحاول رسم فدادين الزرع والفلاحين وكلما شرد وأعاد النظر للوحه وجد نفسه قام برسم ديلا، مره إلى جوار المدفأه متكأه على ساق شخص، ومره أخرى برداء قصير فوق سطح القصر
يقوم بتمزيق تلك اللوحات ويعيد الرسم

ديلا كانت أوقاتها صعبه، مكنتش عارفه ادم بيه غالق على نفسه كده ليه؟
وتوقعت ان دا من ضمن عاداته ان يعيش مع نفسه، دا حتى الاكل مبقاش ياكله فى الرواق وبيطلبه فى غرفته
فى احد المرات وهى بتتفقد غرف القصر لشعورها بالملل
وجدت غرفه فسيحه مليانه كتب وروايات ومجلدات
مرصوصه فوق ارفف خشبيه بطريقه جميله
ولقيت وقت فراغ كبير يسمح لها بالقراءه، قررت ديلا ان تقراء كل كتب المكتبه
كانت بتواجهه صعوبه فى القراءه فى البدايه لأنها مكملتش تعيلمها، لكن بمضى الايام أصبح الأمر سهل والكتاب الى كان بياخد عشرة أيام بقى بياخد تلاته
ثم وجدت القراءه ممتعه، فأصبحت تنتهز كل لحظه لتقراء وتقراء كل ما يقع تحت يدها
قراءة كتب وروايات مترجمه لكبار الكتاب بعد أن انهت الكتاب المحليين، ثم توغلت فى الكتب المخصصه للموسيقى والرسم، ابتعاد ادم عن العالم جعل مهامها قليله ووفر لديها وقت كبير

محمود البستانى تركها فى حالها، كان ذكى ولئيم وعرف ان انعزال ادم لسبب ما وتوقع ان يكون لمحه داخل الحديقه مع ديلا

كان ادم بعد أن عاندته الفرشاه توقف عن العراك معها وقام برسم ديلا أكثر من مره
داخل النهر، بين الأشجار، فى الرواق، لقد أتم أكثر من لوحه لديلا وكانت كلها رائعه

كان قد مر أكثر من ثلاثة شهور من العزله عندما طلب ديلا إلى غرفته
دون أن ينظر إليها، هتروحى المكتبه فى الصف الرابع هتلاقى كتاب بجلد ازرق مرسوم عليه ورده هاتيه وتعالى
اومبرتو اكو؟ همست ديلا بخجل

اختلج جسد ادم من الصدمه، انتى تعرفى امبرتو من فين؟
قالت ديلا بخجل أكبر، اصل انا قراءة الكتاب ده
تنهد ادم الفهرجى، انها مجرد صدفه من قبل فتاه غبيه، فليس معقول ان تكون تلك القرويه قرأت كتاب لاعظم روائى ايطالى

وكانت ديلا ترغب فى رؤية نظره تشجيعيه او حتى ابتسامه
لكن وجه ادم ظل قاتم كعقدة حبل

انا قرأت كمان راوية باودولينو، رفع ادم حاجبه، باودولينو مش معقول دى كتب صعبه
لكنه لم يجد داخله شفقه عليها ولم يرغب فى الاسترسال رغم الرغبه الملحه فى الكلام، إلا أنها فتاه تبدو بريئه لكنها خائنه، تقضى لياليها فى أحضان بستانى لئيم،

من المكتبه احضرت ديلا كتاب اسم الورده ووضعته امام ادم
حاجه تانيه يا سيدى؟
وشعر ادم ان نبرتها تغيرت وان اللغه التى قرائتها اثرت بها
رفع يده بحنق لا خلاص امشى
وكانت نبرته لا انسانيه مقززه للنفس مما دفع ديلا للبكاء
انا مش عارفه حضرتك بتعاملنى كده ليه يا أدهم بيه؟
انا عملت حاجه زعلتك؟
دا انت الحاجه الوحيده إلى مصبرانى على الخدمه فى القصر الكبير ده!

رفع ادم الفهرجى حاجبه الأيسر ومرر يده على ساعته ماركة روليكس وكان يرتدى قميص عنابى ترك ازراره العلويه مفتوحه وشعره الناعم منسدل فوق جبهته
القصه بقلم اسماعيل موسى
لو مش عاجبك الشغل هنا تقدرى تمشى وانا هجيب عشره غيرك، لازم تعرفى انك بتشتغلى عشان الفلوس مش عشانى انا ودا شغل الخدم فى كل مكان، انا هطلب من محمود يديكى حسابك وتقدرى تمشى انا مش هغصبك تخدمينى!
لا يا بيه!! قالت ديلا، بلاش محمود البستانى، انا راضيه يا بيه، راضيه

قال الفهرجى، يبقى تشوفى شغلك واكل عيشك ومش عايز اسمع كلام تانى، انا حذرتك قبل كده انك متفتحيش بقك من غير ما اسمحلك
الظاهر انى اسرفت فى تدليلك لحد ما اخدتى عليه
شايفه الورده إلى فى السجاده هناك؟
ديلا بقلق __شايفها يا اهم بيه
اقفى عليها ومتتحركيش غير لما أأمرك

ديلا ___حاضر يا بيه هو انا اقدر اقول غير حاضر

وقفت ديلا فى المكان المحدد، بينما ظل ادم الفهرجى يحدق بكتاب اسم الورده مستمتع بحل كل تلك الالغاز التى صاغها ايكو ببراعه، وكان بين الحين والآخر يرفع عينه وينظر إلى ديلا
ديلا كانت باصه على الأرض، مغتاظه من ادم بيه ومن تصرفاته، كانت ظنت انه بداء يستمع لها ويسمح لها بالكلام
لكن طبيعته القاسيه ظهرت مع انه كان نفسها تبص عليه فقد كان ادم يتمتع بمظهر أنيق جذاب

قلب ادم صفحات الروايه وكان جسد ديلا بداء يتخشب وبتسأل نفسها لحد امتى هيفضل سايبنى كده وازى قادر يستمتع بالقراءه وانسان بيتعذب قدامه، مفكره فى عقلها القراءة التى لا ترفع داخلنا الحس الإنسانى لا فائده منها

رفع ادم دماغه، انا اديتك درس صغير، قرصة ودن عشان تعرفى إلى منتظرك عندما لا تطيعى اوامرى
لازم تترجينى عشان اسامحك وتقدرى تسيبى مكانك
وانتظر ادم الفهرجى ان يسمع الكلمات المتوقعه وكان على استعداد ان يرفع يده
لكن ديلا فاجأته بحده غير معتاده مش هترجى ولا اطلب حتى لو قعدت للصبح انا معملتش حاجه غلط
هز ادم المتفاجيئ ساقه، فشل مره اخرى فى معرفة ابعاد النفس البشريه
هذه النكره تعانده، تتحداه لكنه ابتسم بسخريه، حسنآ خليكى واقفه

انت بتيجى عليا يا بيه عشان انا ضعيفه ومحتاجه الشغل؟
اسكتى، صرخ ادم
دا نتيجة أفعالك الغير مبرره نفذى العقاب بصمت

ومره اخرى فاجأته ديلا بنظره متحديه جعلته يشعر بالغضب والغيظ
سأكسرها اقسم ادم، سأجعلها ترتعب من إشارة يدى، لا يجعل الإنسان ينكسر الا القسوه

ثم فجأه ارعش ادم رأسه، ماذا تفعل ايها الأحمق، لتلك الدرجه تابعت رغبتك فى الأنتقام، انت مجرم، وشعر أدم بيأس وأحباط وجعل يلوم نفسه، انت واحد مثلهم ولا تختلف عنهم

تقدرى تمشى يا ديلا، روحى غرفتك، عقابك انتهى

ابتسمت ديلا، اول مره فى حياتها تنتصر لعزيمتها وأمام من؟
امام الباشا الذى يأمر فتطيع الناس

ثم قالت ببراءه، شكرا يا ادم بيه، ممكن اقعد معاك شويه؟
فتح ادم عنيه بغضب
تقصدى ايه؟

ديلا __ اقصد اقعد هنا يا بيه، انا زهقت من قعدة الاوضه بقالى اكتر من تلت شهور وحضرتك مش بتكلمنى وتحركت ثم جلست تحت قدمى ادم
توتر ادم شعر انه يفقد السيطره، كيف يسمح لتلك الفتاه المستهتره التى منحت نفسها للبستانى ان تجلس قربه
اعملك قهوه يا بيه؟

أجل، قهوه، احنى ادم رأسه ليتخلص منها وهو يسأل نفسه لماذا يشعر بالضعف
بكلمه واحده يستطيع أن يطردها خارج القصر ويحضر واحده أخرى

عادت ديلا تحمل القهوه ووضعتها امام ادم ثم جلست فى مكانها تحت قدميه
وكان قربها يجعله يضطرب، هقعد ساكته يا ادم بيه مش هفتح بقى!!

ادم ___وياخدك النوم وتنامى فوق رجليه؟

وكأن لسعها عقرب، انتفضت ديلا، كانت تظنه سر، هو انت شفتنى يا باشا؟ انا افتكرتك كنت نايم!

احمرت خدودوها الورديه وبرقت عينيها بجمال آخاذ، والله نمت من غير ما احس يا بيه¦

وايه ذنب رجليه يا ديلا تتحمل دماغك التقيله؟
والله وبالله مش هيحصل تانى يا بيه، بس خلينى قاعده جنبك اتونس بيك

طيب يا ديلا تقدرى تقعدى مفيش مشكله

ولم يمر سوى نصف ساعه حتى سقطت رأسها فوق ساقه، ابتسم ادم، هذه الفتاه لا يحلو لها النوم الا فوق ساقى؟
وكما توقع تمطت ديلا وبدأت يدها تسرح وانفتح فمها مستغرقه فى النوم
شال ادم ايد ديلا اكتر من مره وترجع مكانها، تأفف ادم
اخر ما ينقصني ان اربى طفله داخل القصر
انحنى ادم لييقظ ديلا وتفاجىء بوجهها المستكين، وجه بريء يشع صبى وطفوله
لا فائده من المراوغه، حمل ادم جسد ديلا والتى تعلقت برقبته مثل طفله وتحرك لينقلها لغرفتها


اسماعيل موسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-24, 07:05 PM   #8

اسماعيل موسى

? العضوٌ??? » 510439
?  التسِجيلٌ » Feb 2023
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » اسماعيل موسى is on a distinguished road
افتراضي

#خادمة_القصر

٦

فتحت ديلا عنيها بصعوبه تتلفت حواليها، خايفه تكون نامت على رجل ادم الفهرجى، لتفاجيء انها راقده فوق سريرها متغطيه بالبطانيه

نهار اسود، زعقت ديلا المخضوضه ؟ حصل ايه؟ مين جبنى هنا؟ وازاى انا نمت اصلآ؟
معقول يكون ادم بيه هو الى شالنى ودخلنى غرفتى؟ اصل انا بنام زى الميته!!
طيب دخلنى ازاى؟ جرنى مثلا؟
معقول ادم بيه يكون شالنى؟ ولمسنى؟ ! وبداء عقلها يسرح فى تصورات غير منتهيه وإبتسامه كبيره تغطى وجهها المتورد بلون الكاكا وسرت رعشه فى جسدها، ليست رعشة رعب ولا خوف، بل رعشة قرب وإلتصاق، شعرت ديلا بلذه تغمرها وان الكون بحاله لا يمكنه ان يسع فرحتها!!

ثم

سمعت سعال ادم الفهرجى فى الرواق وتذكرت ميعاد الإفطار، قامت بسرعه مهرولة ناحيت المطبخ، أعدت الاكل ورصته على الطاوله من غير ما تتكلم ووقفت بثبات من غير حركه
تضع عينها اللئيمه ذات الجمال على ادم الفهرجى

وضع ادم لقمه فى فمه، أتمنى تكونى نمتى كويس امبارح، قال ادم بنبره مرحه

همست ديلا __والله يا بيه انا غاطسه وسط هدومى من
الكسوف ومش عارفه اوريك وشى ازاى
سامحني يا بيه اوعدك طول عمرى مش هفتح بقى ولا اقول اقعد معاك ولا مقعدش معاك انا مكانى المطبخ اصلآ

إبتسم ادم الفهرجى !! لأنها تعرف قدرها فليست كل الفتيات يتمتعن بالجرأه ليعترفن بالحقيقه، الفتيات يحببن سماع الكلمات العذبه ويعشقن المواربه والطرق الملتويه فى الحب

وكان ادم يتذكر ما حدث بالأمس، يديها التى التفت حول عنقه ببراءه، الجسد الما*ئع الذى حمله وغاص داخله، حتى وهى نائمه بدت مبتسمه كشعلة يونانيه ، لقد تشعلقت بعنقه ورفضت ان تتركه مما اضطره ان يجلس جوارها
كان خجل من تلك التفاصيل التى حدثت ولا يرغب فى تذكرها

سامحني يا ادم بيه لكن فيه سؤال محيرنى ومكسوفه اقوله

رفع ادم ايده، قولى يا ديلا

هو انا وانا نايمه عملت حاجه ضايقتك؟ اصل انا بخاف ازعلك حتى لو كنت نايمه
وانبهر ادم من سلاسة وصفها وحسن تعبيرها وكيف استطاعت بمجرد كلمتين التعبير عن نفسها

بعد كده لما تنامى تدخلى غرفتك، الفوضى والتسيب إلى حصل امبارح ده مش ممكن يحصل تانى

ديلا، حاضر يا بيه، حاضر ، اصل الحقيقه انا مش بحب اشوفك قاعد لوحدك من غير ما حد يونسك بتصعب عليا
قصر كبير ملوش اخر وحضرتك وحيد فيه

وشعر ادم بالوجع، شعور مؤذى ان تكون وحدتك نابعه من داخلك ولا علاقه لها ب الأماكن او الازمنه ولا البشر

ماذا تحاول أن تفعل تلك الفتاه البربريه؟
لما؟ تنبش فى أعماقى وتؤجج المشاعر التى تخلصت منها منذ زمن طويل، لقد انتهيت ان تورطك فى علاقه بشريه قد يعنى هلاكك
البشر مؤذين خاصه النساء وانا قلبى موصد، اغلقته بالقفل والمفتاح ولا رغبه لدى فى معايشة تلك الأوقات المأساويه مره اخرى فلا يوجد شخص يستحق أن تقضى الليل تكافح دموعك من أجله

وكلما شعر ادم الفهرجى براحه فى الكلام مع ديلا شعر بالقلق
هذة الاحاسيس والمشاعر ماتت ولابد ان تظل ميته
ثم لماذا اسمح لها بالكلام، وكان عقله يصرخ خائنه، خائنه
لكن خائنه لمن؟
ما الذى يربطه بها ويشعر من خلاله بالخيانه، انها مجرد خادمه وهو رب عملها

انا بحب اقضى اوقاتى لوحدى يا ديلا، أجد سعادتى فى العزله والبعد عن الناس

ديلا _-دا كلام برضك يا بيه؟ واحد زيك متعلم وقارى كتب كتيره يقول الكلام ده، مفيش احسن من الرفقه

نظرت ديلا ناحيت ادم الفهرجى، كان قلبها يدق بسرعه، خائفه الصبيه ان يقفز قلبها خارج صدرها ويفضحها، حزينه لبعد المسافات، وكانت كلما شعرت بعاطفه نحو ادم بكت
انها مجرد خادمه وهو صاحب القصر
تأملت هذا الوجه الوسيم واشاحت برأسها لبعيد، بعيد جدا حيث البيت الطينى وقلل المياه، الطشت والغسيل والاوانى القديمه
القصه بقلم اسماعيل موسى

وكان هناك نبع انفتح داخل قلبها تسيل مشاعره نحو المصب، ادم

انا بفكر اطلع للتخيم فوق التله محتاج اشم هواء نقى، من فضلك حضرى شنطتى والخيمه المتنقله

ابتسمت ديلا طبعا انا هخرج معاك يا بيه؟

صمت ادم، ثم قال بحزم لا، انتى هتفضلى هنا فى القصر انا هاخد محمود

شعرت ديلا بحزن وفقد، لكن ما باليد حيله، احنت رأسها وقالت حاضر

اعدت ديلا كل الأشياء التى امر بها ادم الفهرجى وكانت مستيقظه صباح اليوم التالى عندما تحرك الباشا رفقة محمود البستانى نحو التله

محمود البستانى، فين الحجات إلى طلبها الباشا يا بت انتى؟
ديلا __ كل حاجه جاهزه فى الشنط

البستانى طيب يلا غورى من هنا!
نظر محمود البستانى تجاه ادم الفهرجى الذى كان مشغول بحصانه، ثم اخفى حقيبه تحت كومة قش وانطلق مع الباشا ناحيت التله

بعد ساعه وصلا التله، امر ادم البستانى ان ينصب الخيمه على بال ما يغير هدومه

صرخ البستانى، البنت دى غبيه قوى يا باشا وفتح الحقيبه امام عيون ادم، البنت نسيت تحط الخيمه

انا هروح اجيب الخيمه وارجع بسرعه يا باشا، قبل ما الشمس تبقى سخنه هكون هنا

نزل محمود البستانى التله وترك ادم الفهرجى يتجول بين الأشجار والازهار وركض ناحيت القصر

والله واحلوت يا واد يا محمود، القصر فاضى هتاخد راحتك المره دى محدش هينقذها من بين ايديك

دخل البستانى القصر وصرح بغضب، انت يا بت يا غبيه
فين الخيمه بتاعت الباشا؟

ديلا ___والله حطيتها جوه الشنطه

البستانى امشى انجرى على المخزن، انتى نسيتى الخيمه يا حلوه

تابع البستانى ديلا وهى تركض ناحيت المخزن نادبه حظها السيء، اكيد ادم بيه زعلان منها

انطلق البستانى خلف ديلا ناحيت المخزن الذى يقع فى اخر القصر

shezo and الهام احمد like this.

اسماعيل موسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-24, 07:24 AM   #9

ام منار

? العضوٌ??? » 296157
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,485
?  نُقآطِيْ » ام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond repute
افتراضي

شكررررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررررررررا

ام منار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-24, 08:04 PM   #10

اسماعيل موسى

? العضوٌ??? » 510439
?  التسِجيلٌ » Feb 2023
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » اسماعيل موسى is on a distinguished road
افتراضي

#خادمة_القصر

٧

اسماعيل موسى

مش لاقيه حاجه؟ صرخت ديلا من بين اكوام الملابس والاغراض المتراكم فوق بعضه، انا متأكده انى حطيتها داخل الحقيبه؟

سد البستانى باب المخزن بيديه، دا الباشا هيخرب بيتك، وطى كده وبصى تحت الكراسى

انحنت ديلا تبحث أسفل المقاعد القديمه وعين محمود البستانى تتابعها بشهوه، ولم تلحظ ديلا المستغرقه فى البحث اقترابه منها
وكان جسده الطويل منع ضوء الشمس من دخول المخزن كظل وحش مرعب يلوح بسيفه

عندما انتبهت ديلا كان محمود البستانى ملتصق بجسدها يهم بأحتضانها كعشيقة ليل
دفعت ديلا جسدها بعيد عن البستانى واصبحت فى مقابلته
انت هتعمل ايه؟
اوعاك تكون فاكر إلى حصل قبل كده ممكن يحصل تانى!؟

ابتسم البستانى بسخريه، والله والقطه طلعلها ضوافر وبتخربش، بقى انتى يابت يا مفعوصه بتقولى كده؟

انا مش مفعوصه وان كنت سكت قبل كده فعشان ادم بيه لكن انت انسان وسخ وطول عمرك هتفضل سافل!!

انتى صدقتى نفسك يا بت!؟ المره دى محدش هيمنعنى عنك لا ادم بيه ولا غيره

ديلا ____ابعد عنى والله هصرخ

اصرخى يا حلوه، الحجات دى مش يتحلى غير مع الصراخ

وقبل ان تفتح ديلا بقها هجم عليها البستانى وكتم انفاسها
وحاول ان يقيدها فى حضنه
قبضت ديلا على أقرب حاجه وقعت فى ايديها، رجل كرسى مكسوره وضربت بها دماغ البستانى فشقتها
صرخ محمود البستانى، قتلتينى يا بنت الكلب؟ والله لاطردك من القصر
خدى هدومك وامشى من هنا، يلا يا حثاله يا معفنه اطلعى بره القصر، غورى بره

صرخت ديلا مش هخرج، لازم ادم بيه يعرف الحقيقه، لكن البستانى اجبرها بالتهديد والفضيحه حتى خرجت راكضه هاربه نحو منزلها

ظل ادم الفهرجى فوق التله يستمتع بالطبيعه، حتى تأخر البستانى لم يقطع حبل أفكاره
انتصف النهار ولم يظهر البستانى وشعر ادم ان هناك شيء قد حدث لا يعرفه
نزل من على التله وركب حصانه نحو القصر

كان البستانى داخل القصر لافف قماشه فوق دماغه، قماشه متلطخه بالدم
كل اثاث القصر مبعثر على الأرض والسجاد مقلوب، خزانة الملابس مفتوحه
صرخ البستانى المجرمه الحراميه يا باشا انتهزت فرصة غيابنا وحاولت تسرق القصر لكن ربنا أراد يفضحها انا وصلت فى اخر لحظه يا باشا وطردتها بره القصر

ادم فيه حاجه ناقصه او مسروقه؟

البستانى لسه بدور يا باشا اصل الصنف دا مش سهل انا هطلع غرفة حضرتك افتش فيها

دخل البستانى غرفة ادم فتح المكتب ووضع ما فيه من نقود داخل جيبه ثم نزل السلم يصرخ
أخدت الفلوس يا باشا لازم نبلغ الشرطه، المجرمه دى لازم تدخل السجن
أخدت كام رد سأل الفهرجى؟

كل الفلوس يا باشا الموجوده فى غرفتك سرقتها

صمت ادم الفهرجى دقيقه، ثم صعد درجات السلم نحو غرفته
صرخ البستانى ابلغ الشرطه يا باشا؟
بحزن لوح الفهرجى بايده مفيش داعى يا محمود ثم دلف لغرفته واغلق الباب على نفسه

لكن البستانى لم يتركه صعد خلفه وطرق الباب بعنف، دماغى يا باشا المجرمه شقتها نصين وانا بدافع عن القصر
انا محتاج يجى عشرين غرزه
اخرج ادم من جيبه رزمة فلوس مدها للبستانى خد دول عالج بيهم نفسك وياريت محدش يعرف عن إلى حصل ده
انا عايزك تحط لسانك جوه بقك فاهم؟

فاهم يا ادم رغم انى مش عارف ليه حضرتك عايز تتستر على المجرمه دى؟

نظر ادم الفهرجى على البستانى بغضب، نظره يعرف بعدها محمود ان عليه ان يصمت

لما وصلت ديلا بيتها، والدها عاقبها، ربطها وضربها ومنعها من الخروج من البيت، ديلا مقدرتش تقول عن إلى حصل معاها محدش هيصدقها او يقف جنبها
وقعدت حبيسة البيت مده طويله، وكانت حزينه لان ادم بيه مسألش عنها ولا حاول يبعتلها ويعرف إلى حصل ايه
كانت عارفه ان ادم بيه الأمل الوحيد المتبقي ليها وكانت كل يوم بتنتظر ظهور ادم على باب منزلها بعد أن يكون عرف الحقيقه، لكن ادم لم يظهر والقصر لم يفتقدها البستانى داخل القريه يشيع انه يبحث عن فتاه صغيره ولطيفه تخدم الباشا بعد ما طرد الخدامه بتاعته
محدش فى القريه كان عارف ديلا انطردت ليه وسرت اشاعات عن سرقه، كسل وتراخى والاشاعات فى القرى لا تتوقف حتى تظهر اشاعه أخرى تنسيهم الى قبلها

وجد البستانى ضالته اخيرا، فتاه تدعى شهد، فتاه فقيره لاب متوفى ووالده تكافح من أجل لقمة عيشها

لما عرفت ديلا ان فيه خدامه جديده اشتغلت فى القصر النار ولعت جوه صدرها، حاولت تروح القصر تستعطف ادم الفهرجى لكن والدها لحقها قبل ما توصل القصر وجرجرها على الطريق ناحيت البيت وكسر عضمها من الضرب واقسم انه هيجوزها لأول شخص يتقدم ليها

ديلا قبل شغلها فى القصر اتقدملها ناس كتير، البنت حلوه وجميله ومعظم رجال القريه كان عندهم رغبه يجوزوها لكن ديلا كانت دايما بترفض مكنتش شايفه واحد فيهم ممكن تستريح معاه
لكن دلوقتى والدها هيرميها لأول واحد يتقدم ليها ومش هتقدر تعترض

مضى أكثر من شهر وسمح لديلا بالخروج من البيت بعد ما الشائعات خفت، كانت بتروح مع امها الغيط تجز البرسيم من أجل اطعام البقره الوحيد التى يملكونها
وكانت بتمر من تحت القصر كل ما تروح الحقل، زى اى فلاحه بتروح الغيطان مفيش شيء مميز فيها، وكانت تشعر بحزن دفين كل ما مرت من هناك متوقعه انها تشوف ادم ولو حتى مره
لكن القصر كان بعيد عنها، الحديقه كبيره وشاسعه تفصل القصر عن الطريق

وكانت ديلا بتنتهز الفرصه وتروح تقعد تحت صور القصر فى الناحيه الشماليه إلى كانت بتطل عليها شرفة ادم
وكان ان لمحها ادم مره وهو جالس فوق سطح القصر لكنه لم يتعرف عليها، مجرد فتاه متعبه تستريح من العمل
لكنه ظل يراه لمدة أكثر من أسبوع جالسه فى نفس المكان محدقه فى شرفات القصر يحزن

shezo and الهام احمد like this.

اسماعيل موسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.