آخر 10 مشاركات
عازب فى المزاد (143) للكاتبة : Jules Bennett .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عروس الميلاد...(93) للكاتبة: ساندرا مارتون *كاملة* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          أَعِدْ إليّ بسمتي (الكاتـب : نهى_الجنحاني - )           »          Daphne Clair - Edge of Deception (الكاتـب : soul-of-life - )           »          Strictly Temporary by Robyn Grady (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          BJ James - The sound of Goodbye (الكاتـب : Rossa - )           »          Julie Cohen - MacAllister's Baby (الكاتـب : Gege86 - )           »          Kate Hardy - The Hidden Heart of Rico Rossi (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree672Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-24, 10:27 AM   #171

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,066
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سما صافية مشاهدة المشاركة
مساء الخير والسعادة
ارجو تقبل اعتذاري عن فصل اليوم
نظرا لظروف طارئة
موعدنا الثلاثاء القادم ان شاء الله
ولا يهمك.الله ييسر امرك ويريح بالك بالانتظار
ولا يهمك المهم تكوني بخير ربنا يسعدك ويحفظك من كل شر وييسر امرك بالانتظار

shezo and سما صافية like this.

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-24, 02:37 PM   #172

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,938
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 25-07-24, 07:52 PM   #173

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 12,649
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صل على النبي محمد مشاهدة المشاركة
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

سبحان الله
الحمد لله
لا إله إلا الله
الله أكبر
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-24, 08:36 PM   #174

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,821
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصـل الثاني عشر
~~~~~


تراقب ابنها الوحيد بنظرات مشفقة وقلب يرتجف حزنا وكمدا عليه
وهو يجلس واجما، ساهمًا أمام شاشة التلفاز مكتوم الصوت
غير منتبه لما تعرضه من الأساس
منذ وصل البلدة مع غروب الشمس لاحظت تغير حالة وانغلاق ملامحه
ولم تكن قد علمت بعد بتطورات الأحداث معه
أفضى إليها بكل ما حدث خلال اليومين الماضيين
لتتفاجأ بأمر الطلاق والأعجب مطالبات طليقته واستغلالها للموقف بأسوأ ما يكون
حتى أنها قد حرمت نصير من رؤية ابنته بحجة واهية ومن جانبه
هو لم يرغب في الانسياق خلفها وافتعال المشاكل بدوره
حفاظا على سلامة ابنته النفسية
ابنته هي ورقة الضغط الرابحة في يد طليقته والتي من المؤكد ستعمل على استغلالها أفضل استغلال لما فيه مصلحتها الشخصية
تقدمت ناعسة نحوه بكوب من الشاي تضعه أمامه فوق المنضدة
تتصنع البساطة في حديثها لتخفي ألم قلبها تعاطفا معه
:- عملتلك كوباية شاي تروج راسك
انتبه من شروده على صوت والدته فتصنع بسمة خفيفة بدوره شاكرا بلطف
:- تسلم إيدك يا ست الكل
ربتت على ظهره بحنو تسانده و تؤازره وهي تتخذ مكانها بجواره،
التزمت الصمت للحظات مفكرة ولم تطق بعدها الصبر
فأطلقت لسانها تتساءل باهتمام مشفقة
على حال ولدها الوحيد
:- بتفكر في إيه يا ولدى .. فضفض أمعاى .. أوعاك تكتم چواك
أرخى جفناه خزيا وإرهاقا وشغل نفسه في التقاط كوب الشاي
يرتشف منه رشفة صغيرة مطرق الرأس لبرهة
قبل أن يتمتم بشرود وكأنه يحادث نفسه
:- هقول إيه يا أمى .. الطلاق كان لابد منه .. أنا اتأخرت فيه كتير كمان عشان خاطر بنتى
ضغط على الكوب بين أصابعه بقوة غيظًا ونبرته تخرج بلوعة على ابنته
:- كان نفسى أشوف كارما النهارده .. بقالى أربع أيام مشفتهاش ..
تخيلى يا أمى أربع أيام.. عمرها ما غابت عن عينى يوم واحد من يوم ما أتولدت
قطبت والدته جبينها تعاطفا ومواساة مع شعور ابنها المتألم على فراق ابنته
وهو يردف شارحا ما حدث
:- كنت عامل حسابى أشوفها النهارده وأنا بوصل شيك بمستحقات بشرى
لغاية عندها في البيت .. لولا ظهور المحامى اللى وكلته
ورفضى لطلبتها الجشعة .. خلاها في المقابل ترفض بكل تعنت
لما المحامى بتاعها طلب منها إنى أشوف البنت
لوى فمه متهكم يعيد كلماتها
:- بتقول البنت مريضة وحالتها لا تسمح بأى زيارة
شهقت ناعسة تضرب فوق صدرها توجسا وتُسرع بالسؤال جزعا
:- يا حبيبتى يا بتى .. لا تكون تعبانة صُح يا نصير
حرك رأسه نافيا يطمئن والدته
:- اطمنى يا أمى البنت بخير .. أنا كلمتها في التليفون عن طريق جدتها
واطمنت عليها بنفسى
تفكرت ناعسة في مصير الفتاة الصغيرة،
المتضررة الأولى والأخيرة في حالة الطلاق لذلك قالت باهتمام
:- وكيف هنهمل بتنا تتربى على يد بشرى وتشرب من طبعها العفش ديه
زفر بعمق وهو يضع الكوب فوق الصينية بشئ من العنف الغير
مقصود وقال بحزم
:- أنا مش هسيب بنتى تتربى بعيد عن عينى ولا على إيد واحدة زى بشرى..
المسألة مسألة وقت بس
قبض أصابعه فوق مسند المقعد بغل مكبوت يردد كلمات يصبر بها نفسه
على فراق فلذة كبده
:- المهم أننا لازم نربط على قلوبنا شوية وأنا متأكد إن بنتى هترجع لحضنى
أكمل حديثه داخل رأسه ساهم النظرات مفكرا
"بشرى كل اللى يهمها الفلوس والموضوع محتاج مساومة معها"
تنهدت والدته بلوعة تتحسر على حظ ولدها في الزواج مرددة بندم
:- مكنش ليك تتزوچ الحرمة ديه خالص .. جلبى ما رتحش لها من
أول يوم .. لكن مجدرتش اتكلم وأنت أول مرة تختار حرمة وتفكر تتچوزها
فسكت وجولت ربنا يخلف الظنون
مال بجذعه يستند بمرفقيه فوق ركبتيه ويسند ذقنه فوق أصابعه المتشابكة
يؤنب نفسه بخفوت على خطئه الفادح في حق نفسه وحق ابنته
فكان لزاما عليه أن يتخير الأم الأفضل لأولاده في المستقبل
:- كنت صغير وماليش تجارب مع الستات وكانت لابسة توب البراءة وقناع الطاعة
لوى زاوية فمه بشبه ابتسامة يسخر من سذاجته
:- وقلعت التوب ده بمجرد الجواز وظهرت على حقيقتها ..
لولا الحمل وبعدها البنت كانت صغيرة ومحتاجة أمها مهما كانت الأم مهملة ولا يعتمد عليها ..
مكنتش احتفظت بها على ذمتى كل الوقت ده
عدل وضع جذعه يلتفت نحو والدته مقررًا
:- الطلاق كان جاى في كل الأحوال .. مفيش منه مهرب
مسحت ناعسة على طول ظهره بحنو تدعو له من قلب أم مكلوم
:- لعله خير .. ربنا يعوضك بالأحسن منيها اللى تستاهلك وتحافظ عليك وعلى بتك ..
اتعشم في وچه الله الكريم يا ولدى
أومأ موافقًا ببطء يحمد الله في سره ويتمتم
:- ونعم بالله
أراح ظهره باسترخاء مكتفا ذراعيه أمام صدره يفضفض مع والدته
:- أنا لما لقيت نفسى مش هشوف كارما النهارده جيت على هنا على طول بدل
ما كنت هاجى الصبح .. وأهو قلبى يطمن ويهدى بوجودك جنبى يا ست الكل
فك ذراعيه ليلتقط كفها يلثمه بحب ويحتفظ به بين راحتيه ووالدته تطبطب بكفها الأخر فوق راحته
:- ربنا يباركلى فيك ويسعد جلبك يا ابن عمرى
لثم ظاهر كفها من جديد ثم أطلق سراحها ليغير مجرى الحديث
:- قوليلى .. مفيش أخبار عن المزرعة
حركت كفيها أمامها بمعنى لا أعرف
:- ماخبرش يا ولدى .. كل اللى أعرفه أن فراچ بيشرف عليها كيف ما جولتلى
وأنا لا بروح ولا باچى لا چل ماعرف أخبارها
مسح على ذقنه مفكرًا يحاول تشتيت عقله قليلا عن ألم فراق ابنته
:- لازم أنظم الحكاية ديه أكتر من كده .. أنا مالحقتش المرة اللى فاتت
وسبت كل حاجة في أيد فراج وسافرت
زفر بحنق يرفع كفيه يمرر أنامله خلال خصلات شعره القصيرة
يردف بانفعال وضيق
:- حاجات كتير لازم تتظبط في حياتى
تعلم والدته أن نصير يبذل قصارى جهده ولا ترغب أن تثقل عليه
خاصة في هذا التوقيت الحساس ومشاكله مع طليقته إلا أنها وجب
عليها التنبيه بما يقلقها
فقالت ببطء وبلهجة ناصحة
:- نصير .. أنا خابرة إن شغلك وحياتك في مصر لكن كمان المزرعة ديه
ماچتش تحت يدك بالساهل وفراچ مهما كان ولدهم وتربى على يد عمك
وكلام أعمامك نافد عليه
ضيق عينيه ينتبه إلى حديثها واتهامها المبطن لفراج يتسائل بتوجس
:- أنتِ شاكة في حاجة يا أمى!!.
حركت رأسها نافية لا تملك تأكيدا لكن بخبرتها مع أعمامه لن يستسلموا ببساطة خاصة وإنه اقتنص حقه اقتناصا من بين مخالبهم وقلبها يخشى عليه من بطشهم لذلك قالت بتعقل
:- لاه كل جصدى يا ولدى .. حرص ولا تخون
أومأ يستوعب كلمات والدته ونصائح والده الراحل تدور في مخيلته وقال يؤكد عليها بعزم
:- عندك حق يا أمى .. لازم كل حاجة تبقى تحت نظرى ..
ما حك جلدك مثل ظفرك.. على أى حال من الصبح هكون
هناك وهنظم الأمور مع فراج وأشوف إيه اللى لازم أعمله
تنهد بعمق يراقب نقطة بعيدة في الفراغ، يحدث نفسه بجدية
"يجب عليك أن تنظم كل أمور حياتك التي انقلبت رأسًا على عقب يا نصير"

********.

اقترب من سيارته القابعة بجوار منزل والدته فتح الباب عن بعد بواسطة
المتحكم الألكترونى وكاد يدلف إلى مقعد السائق حين سمع صوت
صغير يناديه على استحياء
:- عمو.. عمو
استدار على عقبيه حيث الفتاة الصغيرة المطلة من خلف الزخارف الحديدية
لنافذة بالطابق الأرضى في البيت المقابل لبيت والدته
ابتسم لها بود وقد تعرف على الفتاة الصغيرة التي سبق ولعبت.
مع ابنته من قبل .. سألته ببراءة عن ابنته
:- عمو كارما چت أمعاك
كان قد اقترب ليقف أمام النافذة مباشرة وبقلب مفتور اجابها
:- لا يا حبيبتى.. إن شاء الله هتيجي قريب وتلعب معاكي
:- سلم عليها كتير يا عمو
لامس أناملها الصغيرة الممتدة خارج النافذة يتلمس فيها ظل ابنته الغائبة عن قلبه ثم ودعها واستقل سيارته متوجها صوب مزرعة والده
قام بجولة في أرجاء المزرعة يتفقد أحوالها بصحبة عم مجاهد أقدم العاملين
هناك والذي أطلعه على سير العمل داخل المزرعة بشكل عام
وقد علم أن فراج يتواجد يومين أو ثلاث أيام في الأسبوع لمتابعة العمل
توقف أمام عنابر الحيوانات يتفحص سير العمل وحركة العاملين المتخاذلة داخلها
قبل أن ينتقل إلى مكتب والده يتابع الملفات والأوراق والصفقات القادمة
بعد عدة ساعات وصل فراج بناء على طلب نصير
دلف يُلقي التحية ثم توسط أريكة جانبية بعيدا عن المكتب الذي يجلس خلفه نصير
ربما ليتهرب من صورة الرئيس والمرؤوس بتلك الجلسة الرسمية
وقال معتذرا بنبرة باردة
:- لامؤاخذة يا نصير أنت خابر مواعيد الشغل
نهض نصير من خلف المكتب لينضم إلى جلسة فراج الأقل رسمية
وقال ببساطة فهو يعلم بأمر عمل فراج بأحد الشركات الخاصة
:- كان الله في العون
فرد ظهره باسترخاء في مقعده وسأل متعجبا يتباسط في الحديث
مع زوج شقيقته
:- غريب إنك بتشتغل في شركة خاصة بعيد عن أملاك عيلة الدهشوري
تلاعب فراج بسلسلة مفاتيحه بعصبية بين أصابعه قبل أن يضعها بشئ من العنف فوق المنضدة القصيرة بينهما يجادل بجفاء
:- وإيه الغريب فيها.. أنا محاسب وطبيعي اشتغل في شركة وفي نفس الوجت بشرف على حسابات أملاكنا.. كيف ما بتابع المزرعة إهنا
لم يطيل نصير في استجوابه أو الضغط عليه خاصة وقد استشعر استمرار فراج
على سياسة الجفاء والغلظة معه وبشكل عملي
شرع في الحديث بجدية وتعقل قائلا
:- أولا يا فراج أنا عاوز التعامل بينا يكون أفضل من كده…
أنا مش فاهم أنت واخد موقف مني ليه ..بالرغم أن والدي كان دايما
بيقول أنك مختلف عن الباقين وكان بيعزك ويثق فيك
زم فراج شفتيه واجما لبرهة ثم مال يسحب علبة السجائر من جيب قميصه
وأشعل واحدة بخشونة ثم قارع نصير بشئ من الحدة
:- وهاخد موجف منيك ليه يعني.. وبعدين ما أنا چارك في المزرعة
كيف ما كنت مع عمي الله يرحمه
راقب نصير حركاته وخلجاته العصبية بصمت لا يستطيع حتى الآن الحكم عليه،
فراج بالنسبة له شخصية غامضة يخفي الكثير في جعبته
ولكن ما باليد حيلة لا يملك سوى الاستعانة به في الوقت الحالي
نقر نصير على يد مقعده ببطء،
يتخطى الخوض في أمور شخصية فالوقت كفيل بإذابة الفوارق بينهما
وانقشاع ضباب الغموض الذي يلف هذا الرجل
فقال بهدوء يستطلع أمور المزرعة
في غيابه :- أخبار المزرعة إيه؟.
مد فراج بصره عبر الباب المشرع إلى الخارج يجيب بإيجاز
:- كيف ما أنت شايف.. ماشية
لزم الصمت يسافر بذاكرته إلى زيارة مرعي السابقة له في المزرعة
منذ عدة أيام يطالبه بترك العمل في المزرعة وتهديده السافر له
أما أن يكون معهم أو.. عليهم وحينها يستوجب عقابه لخيانته لأهله ودمه
نكس فراج رأسه المثقل بالأحمال الجسام ونصير يعلن باعتراض
:- مش ماشية أوي أنا شايف في تخاذل كبير من العمال في غيابي أنا وأنت..
لازم يكون في مدير للمزرعة أو على الأقل مشرف أثناء غيابنا
رفع فراج سيجارته المشتعلة يمج منها بنهم ليزفر بعمق يخفي صراعاته
بين طبقات الدخان وأضاف بتلقائية
:- ومحتاچين كمان دكتور بيطري
جعد نصير جبينه مستفهمًا
:- والدكتور اللي كان هنا راح فين؟.
زفر فراج بضيق يشعر إنه في استجواب رسمى وهذا أكثر ما يكره
نهض ليقف متكأ على عارضة الباب المشرع وقال بعدم اكتراث
:- غادر من سبوع.. چاله فرصة شغل زينة في بلده فجدم استجالته وسافر
هب نصير واقفًا يتجه نحوه مستنكرا
:- أسبوع!!.. وبتقول المزرعة ماشية .. إزاى معرفش حاجة زى كده
ثارت حفيظة فراج وقد شعر إنه مجرد موظف فاشل تحت يد نصير،
التفت بحدة نحوه يهتف بشظف
:- اسمع يا نصير أنا إهنا بس لاچل خاطر الراچل الطيب عمي نصار
الله يرحمه.. يعني لا طامع ولا ليا منفعة ..
حتى مال مرتي ماليش صالح به مش هاخد منه مليم أحمر..
يبجي بلاش أسلوب التخوين ديه
أشاح نصير بكفيه في الهواء يجادله بعقلانية رغم لهجته الشديدة
:- تخوين إيه.. أنا جبت سيرة خيانة.. بس معناه إيه مزرعة زي ديه
تستمر من غير دكتور بيطري .. وأنت بخبرتك في المكان إزاى
تسكت على حاجة زى كده
تأفف فراج وخطى خارج المكتب ليستنشق بعضا من الهواء النقي
يدافع عن نفسه بلهجة أخف حتى لا يجذب الأنظار نحوهما
:- أنا مسكتش يا نصير وكلمت دكتور طه لكنه مشغول بعد ما مسك
مديرية الطب البيطري في الچيهة .. ديه غير اسطبلات السمري
ومزرعة البدري نسايبة والراچل اعتذر بذوج
تبعه نصير للخارج يجول ببصره في أطراف المزرعة،
يخشى ضياع مجهود والده عبر سنوات طويلة على يديه هو،
تنهد بتباطؤ قبل أن يسأل بجدية
:- ومفيش يعني غير الدكتور ده في البلد كلها؟.
رمى فراج عقب سيجارته فوق الأرض الترابية يدهسها ببطء
والتفت يجيب نصير بعملية
:- حاليا في البلد مفيش غير دكتور طه والدكتورة ندي البدري ..
وديه دكتورة في الچامعة وبتابع مزرعة عيلتها برضك
أومأ نصير باستحسان ليسأل باهتمام
:- طيب عرضت عليها موضوع في المزرعة هنا
دس فراج كفيه في جيب بنطاله وهز رأسه نافيا يكرر من جديد
:- لاه .. بجولك بتشتغل في مزرعة عيلتها ومزرعة الدواچن بتاعه چوزها ..
يعنى مش بتشتغل بره نطاق العيلة
تطلع نصير في الأفق مفكرًا وقرر إنه لامانع من المحاولة
فلن يترك مزرعة والده عرضه للخراب بعد أن وصلت إليه
ورفع عليها اسم والده قال بعزم يوضح نيته
:- على أي حال أنا هكلم الدكتورة ديه وأحاول أقنعها بالشغل في المزرعة
.. مش هنخسر حاجة من المحاولة
حرك فراج كتفه بمعنى "أنت وشأنك" قبل أن يقترح بعملية بعد لحظات
:- وممكن عم مچاهد يمسك الإشراف على المزرعة ..
هو كان يد عمى اليمين وأكتر واحد فاهم في الشغل
أومأ نصير يوافقه الرأي وعقله يرتب ملفات أولوياته واحد تلو الآخر
فعليه فعل الكثير للحفاظ على ما وصل إليه

*********.

انتهى من ساعات خدمته الطويلة في الحراسة وقت الغروب وعاد
للثكنة العسكرية منهك القوى بصحبة زميل آخر ليجد مجموعة من زملائهم
يتسامرون أمام مقر سكنهم رحب بهم أحد المجندين بحفاوة
:- جيتوا في وقتكم الشاى على وصول
ألقى رفيق سليمان بجسده فوق الرمال ووضع خوذته المعدنية
تحت رأسه مغمضم العينين
أما سليمان فأراح جسده جالسًا فوق الرمال وترك سلاحه بين ذراعيه
ثم خلع خوذته المعدنية ووضعها جانبًا
يفرك فروة رأسه بأطراف أصابعه بقوة
ليخفف من وطأة الصداع الذي يشق رأسه نصفين وقال بإرهاق
:- يا ريت ده أنا راسى هتتفرتك من الصداع
شارك أخر في الحديث يمازحه
:- بعد اتناشر ساعة خدمة لازم يجيلك صداع وكُساح كمان
تضاحك الشباب سويًا يقطعون الوقت بالمزاح والمشاكسة فيما بينهم
تراجع سليمان بظهره يستند إلى الحائط خلف ظهره،
يرخى جفنيه قليلا ويتكئ بمرفقه فوق يد سلاحه النارى
استمر نقاشهم وصخبهم حتى انتبه أحدهم إلى جلسة سليمان المتراخية
الشاردة عن مجلسهم فرفع صوته يمازحه ليجذبه إلى دائرة الحديث
:- خبر إيه يا أبو عمه .. معقوله الصداع يعمل فيك كده يا وحش
فتح سليمان جفنيه يناظره بسكون، صحيح ليس الصداع أو طول
الخدمة تحت وطأة الشمس هي سبب وجعه وإنما عقله..
تفكيره وخيالاته التي لا تتوقف حول ذكر البط الذي يتحول
رويدا رويدا إلى بجعة جميلة وقريبا ستحلق إلى السماء
أما للقرب منه أو التحريم عليه في حالة ارتباطها بشقيقه
قبل أن يجيب كان أحد الشباب يشير بسبابته نحو سليمان
يدعى المعرفة بطريقة طريفة صائحا بتفاخر
:- أنا أقولكم سليمان فيه إيه ..ديه قاعدة اللى حب ولا طالش ..
أنا عارفها كويس
رفع سليمان حاجبه عاليًا دهشة وتعجبا يزجره بالقول
:- أنت هتفوج عليا ولا إيه يا علاء
بينما قال آخر يشاكسا علاء
:- وأنت إيش عرفك يا عم الحبيب .. قعدت القعدة ديه قبل كده
استمر علاء في عناده يدافع عن نفسه وشعوره بثقة وتباه
:- طبعا حبيب .. وحبيب جامد كمان
:- بأمارت إيه بقي يا عم الشباب
قالها أحدهم متهكمًا على ملامح علاء الغير وسيمة بينما نفخ علاء أوداجه
يحرك رأسه زهوًا ويرفع أصابعه أمامه يفرك أطرافها ببطء مفسرا
:- مش بالشكل يا جاهل .. بالحنية والكلمة الحلوة .. والرومانسية
بدأت المشاكسات تعلو بسخرية وتهكم بينهم في حين تقدم منهم مجند آخر
يحمل صينية معدنية كبيرة محملة بأكواب الشاى وهتف
بهم ليهدأ صياحهم
:- الشاى يا حَوش (أوباش)
جلس بجوار سليمان لتكتمل دائرة الحديث بعد أن لكز رفيقهم
المسطح أرضا بخشونة لينهض من نومته
ثم بدأ في توزيع الأكواب عليهم وأحد المجندين يشير إليه
ليفصل بينهم فيما قاله علاء
:- أهوه خالد هو اللى هيقول لنا .. بذمتك يا خالد الواد علاء المفعص
ده .. ينفع يبقى حبيب
رفع خالد كوب الشاى الساخن يشيح به في الهواء دون أن يسكب
قطرة منه يقرر ساخرًا
:- يا عم سيبه يحب هى جت عليه يعنى
اندفع علاء يصفق بكفيه مازحًا
:- قولهم بقا يا خالود .. طب بذمتك مش الرومانسية أهم من الشكل
مد خالد كوب الشاى لكف سليمان الذي يتابع الحوار بخمول
لا يخلو من بعض البسمات على حوارهم الهزلى
ارتشف خالد بعض قطرات من كوبه وكان من أقدم المجندين في الكتيبة
ثم طاح فيهم موبخا
:- شكل!!.. أبو شكلكم كلكم
ترك كوبه جانبا ورفع كفيه إلى السماء يدعو بتوسل بطريقة هزلية
:- يا رب خلصنى من الأشكال العكرة ديه ..
واتصبح بوش القمر بقا أنا استويت خلاص
أخفض نظره إليهم يغيظهم مشاكسا
:- كلها تلات شهور .. وأغور من وشكم يا غجر واتجوز بقا
رفع كفيه وعينيه إلى السماء من جديد يتوسل بنحيب مصطنع
بين ضحكات الجميع
:- هونها يا رب .. يا مهون هون
اتسعت ابتسامة سليمان تلقائيا
على تعبير صديقه الذي مس وترًا حساسا داخله فهو يرغب بدوره أن تهون الأيام
وتمر حتى يعود إلى بلدته ويفهم ما خفى عليه وقض مضجعه
لعل قلبه يهدأ ويستقر
وفي لحظة انسجام قلما تمر على سليمان الذي ورث حلاوة صوت
والده بدوره إلا إنه لم يُفتن بالغناء والشهرة كشقيقه الأصغر
بدأ يدندن بصوت شجى يداعب صديقه
و تروّح بلـدك يـــا غريب
و تــلاقي ع البـــر حبيـب
مستني يقول لك سـلامـات .. هـــــــوّن

انتقلت الأبصار صوب سليمان
ليرتفع التهليل والمديح
:- يا ابن الأيه يا سليمان صوتك حلو
:- كمل يا سليمان .. كمل وحياة أبوك
تكالبت الأصوات عليه راجية ليتنهد بخفة يواصل شدوه
يا مسافر بين ضلمة و نور
يا مبحّـر و معــدّي جسور
خد بالك الأيام هتطول
وتروح بلدك يا غريب

تفاعل الشباب معه بالشدو والتصفيق كما انضم لهم أخرين ليواصل بشجن
غنينا ألفين مــــوّال ع الغــربــــــــــــة
و ليـــالي طــــوال
و مسيــــــــــــــرك ترتــاح البـــــــــال
ليـه تشكـــــــــــــي و لا تقــــــــــول آه
بعـــــافِيتـــــــــــــ ك وبعــــــــــــون الله
ح تنول اللي بتتمناه
و تروّح بلـدك يـــا غريب
و تــلاقي ع البـــر حبيـب
مستني يقول لك سـلامـات .. هـــــــوّن

تعالى الصفير والتصفيق باستحسان وارتفع صوت خالد الذي ينتمى
لمحافظة السويس مبتهجا
:- الله عليك يا سولم .. اسمع أنت لازم تيجى تغنى في فرحى ..
بس احفظ كام أغنية سويسى.. أه حكم أنا متكيفش غير على صوت السمسمية
ربت سليمان على كتف صديقه يهنئه مقدما
:- ربنا يتمم لك على خير يا أخوي
تنهد علاء بمبالغة وصاح مادحا يرفع سبابته في الهواء مؤكدًا
:- والله قاعدتكم حلوه يا ولاد .. مش ناقصها غير حاجة واحدة بس
تسائل الجميع عن ماهيتها فقال بلهجة هائمة
:- هند رستم
تراشقت القبعات العسكرية القماشية فوق رأس علاء
لتنتهى بخوذة أحدهم المعدنية تضرب جبهته بقوة فسقط متألمًا منبطحا على ظهره
بين ضحكات الجميع المرحة

*******.

يتبـــــــــــــــــــع


yasser20, Soy yo and Moon roro like this.

سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-07-24, 08:40 PM   #175

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,821
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

تتحرك بخفة ونشاط داخل مركز الحرف ترتدي التنورة الوحيدة التي تملكها
من قماش الجينز خلاف سراويلها من نفس نوعية القماش
مع تيشيرت قطني واسع طويل الأكمام وتحجز شعرها بالطوق البلاستيكي الملون كعادتها مؤخرا
قررت أن تتأنق في هذا اليوم المميز لافتتاح دار الحضانة بعد أن أوكل
إليها المهندس صلاح مهمة مساعدة بنات السمرى في عملهن
اقتربت من ساحة الحضانة المحاطة بسياج خشبي ملون بألوان زاهية طفولية
تنطلق فوقه بالونات مبهجة الألوان مجمعة ومترابطة بشكل قوس
كبير يمثل بوابة الدخول دلفت من تحت بوابة البالونات
إلى الساحة الخارجية تدور بحدقتيها في الارجاء تتبع مظاهر الاحتفال البهيجة
رصدت سلمى وسندس تتحدثان سويا بجوار الفصول
فأسرعت نحوهما تهتف بحماس للمشاركة في هذا الحدث الكبير
مع بنات أحمد السمري التي شعرت معهن بالألفة والتباسط
:- الباشمهندس صلاح وصاني أكون معاكم واساعدكم النهارده..
ها قولوا بسرعة اعمل إيه بقا
انتبهت لها الفتيات ورحبنا بها بحميمية
:- أهلا يا صدفة إيه رأيك في الحضانة بعد ما كملت
جالت مقلتيها في المكان بانشراح تقول باستحسان
:- حلوه اوي ما شاء الله يا رب تكون فاتحة خير
آمنت سلمى على الدعاء بتوسل، تشعر إنها تمر بأصعب اختبار في
حياتها وعليها أن تنجح وترفع رأس والدها عاليًا لتثبت أن البنات مصدر
فخر وعزة لذويهم وليس الأولاد فقط
أشارت نحو البوابة توجه صدفة بعملية إلى ما ستقوم به
:- اسمعي يا صدفة مكانك إهناك عند البوابة تسچلي في الدفتر أسماء وبيانات
كل الأطفال اللي هياچوا النهارده ويحبوا يستمروا أمعانا
أومأت صدفة وتحركت من فورها تعد مكانها للتنفيذ، نادت سلمى
عليها تواصل إلقاء أوامرها
:- واعمارهم وأسماء الأهالي كمان يا صدفة
رفعت إبهامها عاليًا تؤكد بابتسامة لطيفة على تنفيذ الأمر
واستيعابها للمهمة الموكلة إليها
عادت سلمى تنظر نحو شقيقتها تمرر أصابعها المرتجفة فوق
وشاح رأسها تعدل من وضعه الذي لا يحتاج تعديل بتوتر
وأسرت بشعورها إلى شقيقتها
:- أنا خايفة ومتوترة على الاخر يا سندس .. مش خابرة أعمل إيه..
حاسة هيغمى عليا
قبضت سندس على ذراعي شقيقتها تبثها الهدوء والحماس
:- كل حاچة هتبجي تمام.. ديه كله من الفرحة وأنتِ بتشوفي مشروعك
بيطلع للنور
دارت سلمى بمقلتيها في المكان وتوقفت عند ركن الألعاب حيث يلعب أشقائها الصغار بشقاوة
تبسمت برقة ثم اخفضت نظرها إلى ساعة يدها تفكر بتشتت أفكار،
الوقت يمر ولم يظهر أي من أطفال القرية بعد
هل مازال الوقت مبكرا أم أن مشروعها فشل قبل أن يبدأ
رفعت رأسها تنظر للسماء تدعو بقلبها راجية من الله التوفيق،
تذكرت فجأة أمرا ما لفت حول نفسها تسرع الخطى
صوب سندس التي تعمل على تجهيز طاولة كبيرة جانبية
تحمل العديد من أصناف الحلوى للأطفال من صنع سندس تساعدها نواره وفجر في ترتيبها
وقفت سلمى بينهم تسأل بلهفة
:- سندس الدى چي لسه مچاشي .. كيف هنبدأ الحفلة والعرايس
والعروض ووالآآآ
وصل صوتها إلى سمع صدفة التي كانت على مقربة فتوجهت نحوها
وقد لاحظت تعابير التوتر والقلق على قسمات سلمى فقالت مهدئة
:- ما تحمليش هم يا أستاذة سلمى.. سليم متفق على كل حاجة وزمانه
على وصول.. هو نزل من بدري يستني الفرقة على أول الطريق
تنفست سلمى الصعداء ونوارة تهتف بحماس تساند وتدعم
:- أوعاكِ تخافي يا سلمى كلاتنا أمعاكِ
أيدتها فجر وزادت بأن منحت شقيقتها الكبيرة حضنا داعما يهدئ من روعها
تعالي صوت نحنحة صغيرة لتنفصل فجر عن سلمى قليلا
وتنظر حيث يقف ياسين ينفض كفيه من الأتربة ويلفت نظر سلمى
إلى اللافتة الجديدة الذي قام بمساعدة شقيقه في تعليقها
:- إيه رأيك يا بت عمي
طالع الجميع اللافتة المرحبة بالزائرين وسلمى تشكر ياسين ممتنة
ليتدخل فارس يشاكسها بنزق
:- أبااي ياسين وحده .. حظك إكده يا فارس محدش بيفكر فيك واصل
أعادت سلمى الشكر لكليهما ببشاشة شاكرة لوجود جميع أفراد أسرتها
حولها داعمين ومشجعين صفقت سندس بكفيها تلفت نظرهم وتدخل البهجة عليهم
:- ولاچل خاطر تعبكم كلاتكم .. هسمح لكم تاكلوا من البوفية جبل كل الناس
هلل ضياء وعبدالله اللذان تبعا أولاد عمهم بعد أن انتهوا من اللعب رافق الجميع سندس حيث الطاولة العامرة بمختلف أنواع الكيك والبسكويت وغيرها
تشاغلت سلمى في بعض الأعمال وما هي إلا دقائق ووصل سليم
بصحبة الفرقة القائمة على الحفل
توجهت سلمى نحوه بصحبة صدفة التي أخذت على عاتقها مهمة اختيار مكان مناسب للفرقة وتلبية احتياجاتهم لتجهيز العروض
شرعوا في العمل على الفور بجانب مصدر للكهرباء وتوجه
بعضهم لارتداء أزياء شخصيات كرتونية شهيرة
وقفت صدفة بجوار سليم تتسائل بجدية
:- أوعى عمى جارحى ميكونش عارف باللى بتعمله هنا .. ده يزعل أوى
حرك سليم رأسه مؤكدًا
:- اطمنى عارف وراضى كمان ..أى حاجة تخص أحمد بيه وأسرته
..أبويا بيبقى راضى عنها
واصلت صدفة أسئلتها بعفوية
:- هتغنى النهارده يا سليم؟
قام بتوصيل بعض القوابس بالكهرباء ثم انتبه نحوها يتصنع
الوقار والنجومية بطريقة هزلية
:- أنا فنان .. نجم الجيل مينفعش أغنى كوكو واوا
أطلقت صدفة ضحكة صغيرة رقيقة على كلماته وأمجد صديقه الذي
يقف خلف جهاز توزيع الأغانى يقترح بجدية
:- والله فكرة يا نجم ما تجرب يمكن تضرب معاك
لف سليم جذعه نحوه يزجره بشموخ
:- ضربه في دماغك .. لما أبقى أوصل للعالمية الأول وبعدين أفكر
أهدى أطفالى وأحفادى أغنية أطفال
لم تزل البسمة البشوشة عن ملامح صدفة وهي تستمع إلى حديث سليم
والتي لم تفت على أمجد الذي أتكئ فوق الجهاز أمامه بمرفقيه وأسند وجهه إلى قبضته يتطلع نحو صدفة بتغزل وهو يسأل بإطراء
:- مش تعرفنا يا نجم
عبس سليم يردع صديقه بغلظة
:- لا عندك ديه حماية عمك جارحى شخصيا
استأذنت صدفة مبتعدة مكفهرة الوجه تلوم نفسها وقد شعرت إنها تمادت قليلا
في حديثها مع سليم على الملأ حتى يغازلها هذا الرجل
ولو من باب المزاح
كل عذرها ثقتها وقربها من سليم وهي التي لم تعتاد أو تحب يومًا
القرب من الرجال .. عليها أن تعود لطبيعتها وملابسها الصبيانية
التي تتخفى بها من عيون المتربصين
ولم تدرى أن سليم اقترب من صديقه ينهره بصوت منخفض
:- أنت هنا في بلدى وكل حريمنا خط أحمر .. فاهم يا أمجد
رفع كفيه مستسلمًا يوضح سلامة نيته
:- والله ما أقصد حاجة يا سليم ما أنت عارفنى .. أنا لقيت البنت ظريفة وعارفاك كويس فكنت بفك الجو بس
أرخى سليم جفنيه يكظم غيظه فهو يثق بأخلاق صديقه حقًا
ولكنه يعلم أن أمجد كثير المزاح وليس هنا الوقت
أو المكان المناسب لذلك
تركوا المزاح جانبًا وعاود الجميع الانشغال في أعمالهم استعدادا للحدث الكبير

*****.

في جهة أخرى تواجد صلاح السمري في المكان وقد لف ذراعه
حول كتفي سلمى مهنئا
:- مبارك يا أستاذة.. أنا متأكد إنه هيبقى مشروع عظيم وهيقدم
خدمة كبيرة لأهل البلد
رغم شعورها بالفخر والامتنان لكل مظاهر المساندة حولها
إلا أن الإحباط كاد أن يلامس قلبها ورددت بتخاذل
:- لكن مفيش أطفال چت يا چدي لحد دلوك
ضحك صلاح بمرح مدركا قلقها الطبيعى من الإقدام على أى أمر جديد
وقال يمازحها
:- طبعا مفيش أطفال .. أنتِ نسيتي اننا أعلنا الافتتاح الساعة عشرة ودلوقتى
يا دوب تسعة وربع
ربت على كتفها برفق مؤكدًا
:- بمجرد ما المزيكا تشتغل هتلاقى الكل هنا اطمنى
ثم تركها ليتجول في المكان يشرف على العمل القائم
أثناء وقوفها بمفردها في منتصف الساحة تتابع الجميع باهتمام
تفاجأت بصحبة كبيرة الحجم من الزهور المتناسقة جذابة المظهر تدنو صوبها بتريث حتى توقفت أمامها مباشرة
لم يكن من الصعب عليها أن تتعرف على الشخص المختفى خلف الأزهار،
تمسكت ببسمتها الخجولة ولون الورد الأحمر ينعكس على وجنتيها
يفضح خفرها وحيائها الفطري
أخفض الباقة من أمام وجهه يمدها إليها بابتسامة عريضة
ونظره شغوفة مرددًا بصبابة
:- ألف مبروك يا أجمل وردة في بستان حياتى
ارتعشت أناملها وهي تلامس الباقة خاصة وكفها الرقيق لامس ظاهر كفه بعفوية غير مقصودة ليبادر بالقبض على كفها خلف الباقة بقوة حانية يواصل همسه
:- عقبال فرحنا وأجبلك أحلى صحبة ورد .. ولو أنه مش هيقدر ينافس
لون خدودك
اشتعلت قسماتها واصطبغت بشكل ملفت براق يعكس السعادة والبهجة وزهو الحب
ضمت الباقة إلى صدرها وكأنها تحتمى بها من طوفان مشاعره الفياض
الذي يُغرقها فيه وهي لا تجيد السباحة في بحور العشق
حاولت أن تُجلى حلقها لينطلق صوتها المحبوس حياء ممتنة
لوجوده بجوارها
:- متشكرة جوي يا أيمن.. تعبت حالك وهملت شغلك لاچل ما تكون چارى اليوم
قلص المسافة بينهما متناسي الزمان والمكان يهمس هائما بقربها
:- أنا اسيب الدنيا كلها عشان خاطرك .. ده كل منايا أكون جنبك ..
كل لحظة كل ثانية.. كل فينتو ثانيه
ضمت شفتيها خفرا مطرقة الرأس وأيمن يسترسل في غزله الهامس
الذي يزلزل كيانها
وعلى حين غرة تلاشى الجو الرومانسي حولهما ليرتطما بأرض الواقع
على وقع صوت شقيقيها الصغار يشدوان من خلال الميكرفون
:- وسع.. وسع.. وسع
قفزت خطوة للخلف لتتسع المسافة بينهما تكتم شهقتها الفزعة
بينما انتفض أيمن مكانه يبحث عن مصدر الصوت لتنكمش ملامحه
يكاد يبكي كمدا وهو يناظر ضياء وعبدالله اللذان يصيحان في
الميكرفون يغنيان بشقاوة وصخب
بينما أمجد يضبط أجهزة الصوت على غنائهما وسليم يشجعهما
بحركات ذراعيه الراقصة تمتم أيمن في نفسه منكس الرأس كمدا
:- العيال ديه هتجبلي صرع
تلفتت سلمى حولها على استحياء تتأكد أن أحد لم يلاحظ قربهما
وشكرت خطيبها من جديد ثم عرضت عليه بارتباك
:- اتفضل يا أيمن تاكل حاچة من البوفيه
لم يرغب في الأكل ولكنه تحرك معها إلى الطاولة الجانبية،
وضعت الباقة بشكل جمالى فوقها
في حين بدأ صوت الأغانى في الارتفاع وكأنها كانت إشارة البدء
ليتدفق الحضور تباعًا
استأذنت سلمى من أيمن لتباشر عملها وأسرعت بجوار صدفة
تستقبل الأطفال القادمين بلطف ولين وعلى جانبى البوابة وقفت نوارة
وفجر تحملان وعائين كبيرين من الخوص يحويان الكثير من الحلوى المغلفة ترحيبا بالحضور
اندمجت سلمى مع مظاهر الاحتفال والحديث مع أهالى الأطفال الذين
انتشروا في أرجاء المكان يشعون بهجة وفرحة
وقعت عينيها على أسامة يقترب منها، يقدم التهنئة ببشاشة
ويمدح جهودها بلطف أسعدها كثيرا حين قال
:- أنا سعيد جدا بكل التطور اللى حصل معاكِ يا سلمى ..
اهتمامك بدراستك وسعيك لخدمة مجتمعك الصغير ..
حاجة تشرف بجد .. أنتِ فخر بنات العيلة كلها
شع بريق لامع من حدقتيها زهوا وحبورا وهي تتذوق طعم النجاح
قطرة قطرة مع كل كلمة تهنئة ونظره فخر تحظى بها
رصد أيمن تعبيرات سلمى البراقة أمام أسامة فتحرك بدافع الغيرة نحوها
يستقبله بنفسه ويجذبه معه حيث طاولة الحلوى بعيدا عن
خطيبته، تبادلا حوار بسيط قبل أن يسأل أيمن بجدية
:- أمتى هتعزمنا على خطوبتك بقا يا دكتور ..
أنا كنت متوقع أنك هتحصلنى على طول
دس أسامة كفيه داخل جيبى بنطاله يزم شفتيه بأسى
:- أحمد بيه أصدر فرمان أن البنت لسه بدرى على تخرجها من الجامعة
ولازم انتظر شويه .. دعواتك
لم يجد أسامة ضالته منذ دلف إلى المكان فتسلل القنوط إلى صدره
وعند ذكرها طلت من داخل أحد الفصول حاملة صينية تقديم كبيرة
تولى اهتمامها بطاولة الحلوى حيث تفاجأت بوجوده أمامها
حياها بنظرات متلهفة عكس نبرته العادية
:- ألف مبروك يا بنت خالتى .. عقبال شهادة تخرجك عن قريب إن شاء الله
شكرته سندس بخجل لا تعرف كيف نبت داخل قلبها ربما بريق عينيه
أو نبرة صوته المميزة
أصابها الارتباك وهربت الكلمات من لسانها فقدمت الصينية التي بين يديها نحوه
ولم يرفض بدوره بل التقط بتلذذ واضح قطعة كعك مرددا
:- أممم كوكيز .. لذيذ
قضم قطعة منها يرفع سبابته باستحسان قبل أن يطالب بالمزيد
:- تسلم إيدك أنتِ مبدعة بجد .. تعرفى أنا كان نفسى أجى أزوركم
مخصوص عشان أدوق الكيك بتاعك
ابتسمت بسعادة ووضعت الصينية فوق الطاولة وعلى غير عادتها لم تكثر من الحديث
إنما التقطت طبق من الكارتون تعد له طبق من كل الأصناف
وهو يجاورها يشير إلى ما يشتهى ويتسائل عما يجهل نوعه
تمسك بالطبق يتناول منه باستمتاع وأيمن يضحك بخفوت عليه
بعد أن ابتعدت سندس عنهما ممازحا
:- أنت غرقان لشوشتك يا دوك
أخرج علبة سجائره يشعل أحدهما وأسامة يؤكد على كلماته بنظره عين
يلوك الكيك ببطء ومقلتيه تتحركان مع صانعته في كل خطوة تخطوها
وأيمن بجواره ينفث دخانا في الهواء ويراقب كل هفوة تحيط بخطيبته
يتحين الفرصة ليقفز بجوارها ويفوز بالقرب
كفوف عريضة قوية حطت فوق كتفيهما معًا ليلتفتا بجزع خلفهما
ويرتطما بنظره جامدة وصوت خشن بابتسامة باردة
:- منورين يا رچالة
أكملا استدارتهما حين رفع فاروق كفاه عنهما يسأل بتلقائية
:- بتعملوا إيه إهنا؟.
جاوب أيمن بعفوية
:- بنقدم التهانى بمناسبة المشروع الجديد
كان فاروق يتحدث معهما أثناء سيرة فتحركا خلفه وهو يواصل أسئلته
:- وجدمتوا التهانى والمباركات!!.
أكد أسامة ومازال حاملا طبقه في يده
:- أيوه طبعا .. مشروع ناجح إن شاء الله
توقف واستدار نحوهما عاقد كفيه خلف ظهره، يبدل نظراته بينهما
وقد أدركا أنه سحبهما خارج أسوار الحضانة وقال ببرود
:- يبجى واچبكم وصل .. شكر الله سعيكم
تبادلا النظرات بحيرة قبل أن يسأل أسامة بتردد
:- يعنى نمشى ولا إيه يا فاروق بيه
حدق فاروق في الطبق الممتلئ الذي يحمله أسامة وسأل بعفوية
:- مش أخدت واچبك يا دكتور
تنحنح أسامة وقد شعر بالحرج بينما دافع أيمن عن مكانته بجدية
معلنا أحقيته في التواجد
:- أنا زوج سلمى وواجب أكون جنبها
أشار فاروق بكفه موضحًا برصانة
:- بص إكده منك ليه .. الحضانة مليانة أطفال بتلعب وتفرح سوا ..
اتنين رچال يجفوا وسطيهم ليه .. وواحد منيهم طالج مدخنة دخان من منخاره
سعل أيمن بتحرج وألقى سيجارته أرضًا يدهسها بقوة
وفاروق يواصل حديثه
:- لو تحبوا تكملوا باجى الاحتفال .. تجعدوا مع الرچالة إهنا
أنهى حديثه مشيرًا حيث جلسة كبيرة تحت مظلة قماشية تجمع تحتها
العديد من كبار البلدة وآباء الأطفال
ضحكة مرحة صافية محملة بالوقار دفعتهم للانتباه لها وأحمد يتسائل
يمازح شقيقه الذي يبدو كناظر مدرسة يوبخ تلاميذه
:- عملوا إيه الشباب دول يا فاروج
شارك فاروق شقيقه المرح مفسرًا
:- يظهر حنوا لأيام الطفولة وعچبتهم الجعدة چوات الحضانة وسط العيال
أسرع الشباب لتحية أحمد الذي تقبل تحيتهم بلطف،
يرمى أسامة بنظرة ساخرة وهو يحمل طبق الحلوى بين يديه
ثم أوصى شقيقه بتباسط
:- خف عليهم شوية يا فاروج .. بدنا الكل ينبسط اليوم
هلل الشابان له إلا إنه أردف مباشرة وكان قد ألتقط بعضا من حديث شقيقه لهما
:- بس برضك كلام فاروج بيه ماشى .. مكانكم وسط الرچال
أطاعوا بهزة رأس خفيفة بينما ترك أحمد الجميع وتقدم نحو بوابة دار الحضانة
حدقتيه تدور راصدة مواقع أبناؤه المنتشرون في المكان .
وأمامه يهرع أولاد محروس ليشاركا في الحدث
دلف من البوابة البالونية تستقبله سلمى بحرارة منحنية على ظاهر
كفه تلثمها بمحبة واعتزاز
رفع كفه يربت على كتفها زهوا وافتخارا بابنته الكبرى التي خالفت كل توقعاته
وتبدلت خلال سنوات قليلة لتصبح شخصية مستقلة ناجحة تحمل أحلامها
وآمالها الشخصية تحت مظلة حمايته ليمتلئ سعادة وتفاخر بنجاحها
وثقتها بنفسها ظهرت في نبراته
:- مبارك يا بنت أبوكِ .. ربنا يچعلها فتحة خير عليكِ
أسهبت في شكره وإظهار امتنانها لدعمه وتشجيعه لتتسع ابتسامته في رضا
وتباهى وجميع ابنائه يلتفوا حوله من كل صوب ليزداد فخرا وزهوا بعزوته

************.

أغلقت المكالمة بعصبية واضحة، تجز على أسنانها غلا وحقدًا
انتبهت لها زميلتها في العمل فتساءلت بفضول عن سبب غضبها
صاحت بشرى بغيظ من خلف مكتبها
:- المحامى كلمنى دلوقتى .. قال نصير سافر وهيقعد يومين في البلد
تعجبت مروه صديقتها فمطت شفتها السفلى تستفسر بحيرة
:- طيب إيه المشكلة .. لما يرجع تتفهموا على كل حاجة
خبطت بشرى بكفها فوق سطح
مكتبها ونهضت ثائرة صوب مكتب صديقتها تميل فوقه موضحه
:- ده معناه إن نصير مش همه يخلص الحكاية اللى بينا ويدينى (يعطينى)
مستحقاتى .. كده بيماطل معايا
أقامت ظهرها تفرك كفيها ببعضهما بانفعال شديد بعد أن فشلت خطتها
في لي ذراع نصير عن طريق ابنته و تمتمت بصوت خفيض
:- لا .. وكمان مش همه إنه يشوف بنته ومتحمل البعد عنها
رفعت ظفر إبهامها تقرضه بغل مردفه لنفسها
:- فاكر إنى مش هقدر عليك وأجبرك تدفع اللى أنا عاوزاه .. ده بُعدك يا نصير ..
أنا هعرف إزاى أخليك تلف حوالين نفسك عشان تشوف بنتك
وتدفع دم قلبك عشان تبقى تطلقنى كويس بالطريقة ديه
نهضت مروه من مكانها مقتربة من بشرى التي شردت مع نفسها بعيدًا
لامست كتفها برفق تواسيها ببضع كلمات
:- هدى نفسك يا بشرى هو هيروح
فين يعنى .. بكره يرجع وتتفقوا وتاخدى حقوقك كلها
استفاقت بشرى من شرودها تستمع إلى صديقتها بسكون والتي استطردت
:- وزى ما قولتى هو كان ناوى يدفع حقوقك لكن أنتِ اللى رفضتى تاخديها
انتفضت في مكانها بغضب تقارعها بعد أن استدارت تقابلها وجها لوجه
:- رفضت!! .. لازم أرفض هو مفكر هيرمى لى شوية ملاليم بعد السنين
اللى عشتها معاه ديه كلها مستحملاه هو وأمه بعد ما كسب ملايين
عضت على شفتها تهتف بإصرار
:- أنا هوريه وهفضحه في المحاكم حضرة المحامى النزيه
زفرت مروه تحاول نصحها بصدق
:- بلاش يا بشرى .. نصير محامى
مش سهل والمحاكم حبالها طويلة وفين وفين لما تطولى حاجة
تخصرت في مكانها تهز ساقها بعصبية مفكرة، لابد من وجود
خطة بديلة لتنتصر على طليقها واقتناص جزء
من أمواله الكثيرة، لن تخرج من تلك اللعبة خاسرة أبدًا
وعلى حين غرة استدارت مغادرة المكتب على عجل
نادت عليها مروه تتساءل عن وجهتها فتجاهلتها بشرى وواصلت طريقها
حتى مكتب مدير العلاقات العامة توقفت وطرقت الباب بخفة قبل
أن تدلف برقة ومسكنة
:- أنا آسفة إنى بزعجك يا أستاذ شريف
ابتسم في وجهها مشيرًا إليها بالجلوس
:- أزعجينى براحتك يا مدام بشرى ده شئ يسعدنى
جلست على المقعد أمام المكتب تتحدث برقة تجيد استخدامها
:- يعنى معترف إنى بزعجك رماها بنظرة لائمة معاتبا
:- ده كلام برضوا أنا تحت أمرك ..أنتِ نسيتى إحنا نعرف بعض من أمتى
ملئت صدرها بالهواء وأخرجته ببطء تتفنن في إظهار أنوثتها المتفجرة
وبصوت يميل إلى الشجن قالت
:- أعرفك من زمان أوى .. وده اللى شجعنى أحكيلك مشكلتى
قطب حاجبيه يستوضح منها باهتمام
:- خير حصل حاجة جديدة ولا إيه .. المحامى اللى جبتهولك مش كويس
فردت أناملها الخالية من خاتم الزواج فوق سطح المكتب وقالت بضعف
:- مش عارفة أقولك إيه يا شريف .. أصل نصير محامى خبيث وخايفة
أستاذ عبدالسلام ده ميقدرش عليه
نهض من مكانه ودار حول المكتب يجلس في المقعد المقابل لها ينغمس
في مشكلتها بملء إرادته ووضح قائلا
:- أستاذ عبدالسلام متخصص في قضايا الطلاق واللى فهمته منه إنه
عاوز يوصل لأفضل اتفاق مع طليقك من غير الدخول في مشاكل المحاكم
جرت نظراته على ملامحها بتمعن يردف بلين
:- وأنا من رأيه كمان .. أنتِ أرق من دخول المحاكم وأقسام وغيره قسام
مال بجذعه أكثر نحوها يستند بمرفقيه فوق ركبتيه مع انخفاض
نبرة صوته
:- يا ريت كنت أقدر .. وأنا كنت محيت كل مشاكلك بنفسى
هبت من مكانها واقفة تتلفت حول نفسها تتقن دورها في إظهار الارتباك مرددة بدلال
:- أنا متشكرة لك أوى ومقدرة تعبك معايا بس لغاية ما المحامى يوصل
لاتفاق هفضل قاعدة عند ماما كده .. أنا من حقى الشقة لأنى حاضنة
أردفت بنبرة محرجة أخفض
:- وهصرف على البنت منين حضرتك عارف مرتبى في الشركة ..
والبنت مسئولية باباها ولا إيه؟.
أومأ مصدقا على حديثها
:- طبعا .. أنا هكلم أستاذ عبدالسلام يلزمه بدفع مبلغ مبدئى نفقة للبنت
وكمان يعملك تمكين لشقة الزوجية لغاية ما نوصل لاتفاق
تنهدت مطولا لتوضح بمسكنة
:- لو عليا مش عاوزه منه حاجة خالص لكن صعبان عليا يضربنى ويطلقنى
ويرمينى أنا وبنته بالشكل ده بعد ما خدمته هو ومامته السنين ديه كلها
رفعت كفها تضغط بها فوق صدرها مستطرده
:- ده يرضى حد بعد ما يورث يبيع عشرة السنين ويحرمنى
من حقوقى كمان
رفع مقلتيه المرتكزة على كفها الموضوع فوق صدرها ثم أخذ
خطوة نحوها يواسيها بكلماته الخافتة
:- ما عاش ولا كان اللى يحرمك من حقك .. أنا جنبك ومعاكِ لغاية ما تاخدى
حقوقك على داير مليم .. سبيلى الموضوع ده وأنا هوصى
الأستاذ عبدالسلام ياخد كل الاجراءات المتبعة ضده
ملست بأطراف أناملها تحت جفنها تمسح دموع وهمية مردده
بنبرة تكاد تكون همسا
:- ربنا يخليك ليا
رمته بنظرة محملة بالإعجاب والامتنان قبل أن تستأذن للانصراف
وهو يدور حول نفسه مع حركتها يودعها بنظراته الجريئة

*************

يتبــــــــــــــع

yasser20, shezo, Soy yo and 1 others like this.

سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-07-24, 08:42 PM   #176

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,821
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


وصل بسيارته إلى قصر والده وعمه بعد أن تم استدعاؤه من قبل والده
وكأن اليوم كُتب عليه أن يطلبه الجميع للاستجواب..
أولا استجواب مع نصير بالمزرعة والآن اللقاء الأصعب مع والده
دلف إلى القصر يخترق البهو راجيا الله ألا يواجه مرعي أو عمه عزام فيكفيه
ما يلاقيه هذه الأيام من ضغوط نفسية
صعد من فوره إلى الطابق العلوي حيث يقضي والده فترة العصرية كعادته
توقف عند جناح والده الخاص والذي يشغل نصف مساحة الطابق الأول
بينما يشغل جناح عمه عزام النصف الآخر
طرق الباب حتى حصل على إجابة
فدلف إلى صالة الجناح يبتسم في وجه والدته الملازمة لوالده في الجلسة الهادئة
مال عليها مقبلا رأسها ثم تناول كف والده الذي يجلس باسترخاء فوق الأريكة
لثم ظاهره باعتياد ثم تراجع ليجلس على المقعد المقابل لوالده
يتبادل السلامات والأخبار مع والدته بأريحية في ظل صمت الأب
حتى تكلم أخيرًا يصرف الأم باقتضاب
:- اعملي شاى يا أم فرچ
أطاعت من فورها لتغادر الجلسة
التي أصبحت متوترة بنظرات ماهر المؤنبة لولده
:- بجالك يومين محدش شاف وشك نسيت دار أهلك .. ولا ناوى تتمرغ
في حضن نصير كيف ما كنت مع عمك نصار
رماه بنظره ساخرة مردفا
:- طب نصار وكنت رايد بته وأديك اتچوزتها وخلصنا .. نصير بجا رايد
منيه إيه لاچل ما تخرچ عن طوعى وتحط يدك في يده بعد كل
اللى عمله إمعانا
جعد فراج جبينه بحمية ودافع عن نفسه بنبرة معتدلة احتراما لوالده
:- مالوش عازة الكلام ديه يا أبوى .. طول عمرى چارك وفي طوعك
أصدر والده صوت متهكما يقرعه بحدة
:- طوعى!! .. اللى كان في طوعى صُح أخوك فرچ .. كان سندى
ودراعى اليمين.. ضهرى انكسر من بعده
أطرق فراج برأسه يتمتم بخفوت متحسرًا على شقيقه الراحل
:- ربنا يرحمه ويغفرله .. أهوه راح وساب واد صغير من وراه
صاح ماهر بحمية غاشمة
:- مات راچل وأخدنا بتاره جبل ما دمه ينشف
ردد فراج بأسى على شباب شقيقه الأكبر الذي مات في إحدى عمليات عائلته المشبوهة
:- والتار ديه اللى هيربى ولده ويعوضه عن أبوه اللى راحل
هب ماهر من مكانه يصرخ في وجهه ولده معنفا
:- فراچ .. بطل حديت نصار الماسخ ديه .. ولد ابنى يبجى ولدى
وأنا اللى هربيه لحد ما يبجا راچل كيف أبوه
فتح ذراعيه وعاد يضمهما إلى جسده بقوة يوبخ نفسه بصوت مسموع
:- غلطتى من اللول إنى هملتك تچرى في ركاب نصار
لغاية ما تلف عجلك وصرت ضعيف وخايب كيفه تمام
نكس فراج رأسه يشبك أصابعه يجادل والده بخفوت
:- لولا عمى نصار مكنتش أخدت شهادة چامعية
:- شهادتك هتوكلنا عيش ولا هتفتح بيوتنا
قالها ماهر متهكما بنظرة استخفاف في حين دافع فراج بخفوت
:- فاتحة دارى أنا يا أبوى
لوح ماهر بذراعه في الهواء يشير بسبابته نحوه باتهام
:- عشان فجرى .. بدل ما تفضل چارى وتاكل الشهد
وتعيش في الجصور رايح تشتغل حدا الأغراب
نفض جلبابه بعصبية يزفر بضيق ثم جلس بالقرب من فراج يستميله باللين
:- يا واد فوج لحالك .. الخلج تجول إيه لما تلاجى ولدى رايح يشتغل
حدا ولد عمه اللى لوى دراعنا لاچل ياخد المزرعة غصب منينا
فز في مكانه يلتف صوب والده بكامل جسده موضحا
:- لاه .. أنا مش بشتغل حدا نصير ولا غيره .. أنا بنزل المزرعة لاچل ما أراعى مال مراتى وكمان خالة فتحية وكلتنى عن نصيبها
ضيق ماهر عينيه مفكرا كيف يمكن استغلال هذا الأمر كمسمار جحا
:- هممم .. وعملولك توكيل رسمى بإكده
هز رأسه نافيا مفسرًا ببساطة
:- لاه .. من غير أوراج كيف ما كنت بشتغل مع عمى نصار في المزرعة
خبط ماهر على يد مقعده يقرر بحمائية
:- نصار كان بيشتغل حدانا .. أنتوا التنين كنتوا بتشتغلوا في مزرعة الدهشورى الكبير
أكمل بغل :- جبل ما اللى اسمه نصير ديه يحط اسم أبوه عليها
أومأ فراج وقد فهم سبب زيارة وتهديد مرعى له في المزرعة فاستوضح قائلا
:- لاچل إكده مرعى چه على المزرعة يهددنى أسيبها وإلا أكون
عليكم مش أمعاكم
نفخ ماهر نفسه في الهواء وأعتدل في جلسته يفسر بإيجاز
:- عمك عزام غضبان من فعلتك .. كان واچب تاچى لحد عندينا تاخد
الأذن اللول جبل ما تنزل المزرعة
حرك فراج كفيه في الهواء بعدم فهم مرددا بحيرة
:- أذن في إيه بس .. ما طول عمرى بشتغل في المزرعة يا أبوى
وكيف ما جولت لحضرتك أنا براعى مال مرتى
فرك ماهر كفيه ببعضهما مؤكدا
:- وكلام الناس وسمعتنا وسطيهم بعد ما اتخلينا عن أملاكنا لولد نصار
مسح فراج على جبينه ضجرا وحاول تهدئة والده
:- اسمعنى يا أبوى .. لو نصير أخد المزرعة فديه حج عمى نصار
وكان واچب ياخده في حياته
ارتدت رأس ماهر نحو ولده بنظره زاجرة إلا أن فراج لم يتوقف
عن قول الحقيقة مردفا
:- واللى الناس بتجوله في البلد إنكم عطيتوا ولد أخوكم حجه ..
ولسه اسم الدهشورى فوج المزرعة ومش هيفرج بجا الاسم
اللى جبل الدهشورى هيكون إيه
تلاعب ماهر بطرف شاربه مفكرا وقال بعد عدة لحظات
:- نصير ديه واعر وعارف عنينا كتير .. يعنى خطر علينا ومش لازم يكون جريب منينا ولا يعرف شى أكتر من اللى عرفه وأنت لازمن تبعد عنيه
زفر فراج مطولاً يعاتب والده بتأدب
:- أنا مش صغير يا أبوى عشان أكشف سركم ..
وكمان شغلى في المزرعة أكبر دليل جدام الخلج
كلاتها إن نصير أخد المزرعة بالتراضى وبكده تفضل هيبتكم وسمعتكم محفوظة بين الخلج
شرد ماهر مع نفسه يقلب الكلام بين خلايا عقله بينما قال فراج برجاء
:- ابعد مرعى عن طريجى يا أبوى .. ده مخه طايش وسلاحه سابج كلامه
زفر ماهر بعمق وقد تبدلت لهجته إلى الهدوء
:- سيبيك من مرعى وأنا هتتحدت مع عزام يلمه ..
المهم أنت متوكد أن نصير بعد عن طريجنا ومش ناوى على شر
حرك كتفيه ببساطة ينقل الصورة بأمانة كما يراها
:- نصير يا دوب بياچى يومين تلاتة كل فترة وأخد غرضه خلاص ..
بده إيه منينا تانى
أشهر ماهر سبابته في وجه ابنه محذرًا
:- حط عينك عليه ولو حسيت منيه الغدر بلغنى طوالى
أسند مرفقيه على مساند مقعده وواصل حديثه متأففا
:- بسببه غيرنا أماكن المخازن كلاتها ولحد دلوك مش خابرين مين
اللى بيساعده .. ما هو لازمن اللى بيساعده يكون من أهل البلد
وإلا كيف يتحرك بيناتنا بحرية من غير ما نعرفه
ران الصمت عليهم وفي ذلك الوقت دلفت والدة فراج تضع أكواب الشاى أمامهم ثم انصرفت ليواصلوا حديثهم الجاد
:- اسمع يا فراچ أنا رايدك چارى.. الانتخابات جربت وواچب نبدأ
من دلوك في جمع الأصوات
تناول فراج أحد الأكواب وقربها ليد والده قائلا
:- وليه الاستعچال .. لسه شهور طويلة على دورة الانتخابات
الچديدة يا أبوى
ارتشف القليل من كوبه، يحرك رأسه متفهمًا
:- أيوه خابر .. بس لازم نعمل فرشة ونرش شويه تبرعات على الخلج ..
سمعت أن أحمد السمرى ناوى ينزل الانتخابات وعيلة السمرى
اسمهم مسمع في كل البلاد اللى
حوالينا وخصوصى بمركز الحرف اللى بيخدم ناس كتير
أومأ فراج متفهمًا وأكد برحابة صدر
:- أنا أمعاك يا أبوى في كل اللى تجوله
زفر ماهر مؤكدًا بجدية
:- الانتخابات ديه مهمة جوى جوى لينا ولابد نكسبها مهما
جدمنا من أموال وتبرعات .. الحصانة لزمن تكون في يدنا

********.

في سيارة ملاكي أجرة انتقلا من منزلهما حتى مزرعة الدواجن،
ترجلت ندى وتبعها جاد بعد أن شكر السائق ونقده أجرته
تأبطت ذراعه في تلك المسافة البسيطة حتى مدخل المزرعة،
تميل عليه قليلا تمازحه بمرح
:- أدينا يا سيدى وصلنا المزرعة
ولك عليا الأيام الجاية هحط كل اهتمامى في المزرعة والبيت
ما أنا في إجازة بقا .. عد الجمايل يا سي جادو
أمال رأسه يناظرها بمكر مرددًا
:- ده كتير أوى عليا يا دكتورة .. أنا قلبى هيقف من الفرحه
ومن كتر الجمايل اللى مغرقانى فيها
أطلقت ضحكة خافتة بشقاوة وشددت من ضم ذراعه إلى جسدها بدفء،
تهمس إليه بنبرة محملة بالاعتذار بعد ما نالته من توبيخ
ولوم شقيقها وعمتها لها ونصائحهما بحسن المعاملة مع زوجها
تحاول انتقاء الكلمات المناسبة حتى لا تقع في أخطاء غير مقصودة كعادتها
:- أنا بهزر يا جاد ومعترفة إنى مقصرة
في حاجات كتير وأنت مستحمل .. بس أعمل إيه أنت اللى بتدلعنى
عض باطن خده ندم على التفريط في حقوقه من البداية
ولكن ما باليد حيلة فكل ما تأمر به أو تشتهيه واجب النفاذ بالنسبة له،
وهذا حكم العشق وليس له على قلبه سلطان
ومع ذلك قال متهكمًا بملامة
:- ما هو ده جزاء اللى يدلع مراته .. إنها تنساه خالص
توقفت في مكانها عند بوابة المزرعة تلتفت نحوه بكامل جسدها
تعاتبه بغنج خفيض
:- أرجوك ما تقولش كده يا جاد أنا مش ممكن أنساك أبدًا ..
أنت عارف إنى غصب عنى والفترة
ديه في حياتى مهمة أوى لمستقبلى العلمى والعملى
هز رأسه ببطء بملامح جامدة
فقد أضناه الشوق لحياة طبيعية وأصبح لا يستسيغ تلك الحجج
الواهية بالنسبة له
ضغطت بأناملها حول ذراعه تواصل همسها المدلل
:- أحنا متفقين نتحمل الفترة ديه مع بعض .. مش كده؟.
أرخى جفنيه لجزء من الثانية مستسلمًا لدلالها ورغباتها ثم
أجبر نفسه على رسم ابتسامة طفيفة
يربت على كفها بحنو ليواصلا الدلوف سويًا،
فلا كلام يمكن أن يقال أكثر وهو قليل الحيلة أمام طوفان عشقها
استقبلهما خضر المشرف المسئول عن المزرعة يرحب بحفاوة بندى
:- يا مرحب بالدكتورة .. والله اشتجنا لشوفتك يا دكتورة
تقبلت ندى ترحابه ببشاشة تبرر فترات غيابها الملحوظة للجميع
:- مرحب بك يا عم خضر .. الجامعة بقى معلش
استدارت تمنح جاد نظرة اعتزاز مردفه
:- والبركة في أستاذ جاد ده عنده خبرة دلوقتى أحسن من مية دكتور
كانت بسمته حقيقية هذه المرة
وهو يطرق رأسه بخجل ذكورى أمام مدحها الصريح له
قبل أن يفتح حوار عمل مع خضر ليستطلع آخر الأخبار بينما دلفت
ندى إلى غرفة المكتب في انتظاره
دلف بعد دقائق قليلة وجدها قد ارتدت المعطف الأبيض الخاص بها
وتقوم بتجهيز أدواتها للمرور الدورى على العنابر
دار حول المكتب ليتخذ مقعده
يعبث في بضع ملفات أمامه بتركيز لتناظره برفض متسائلة
:- بتعمل إيه يا جاد!!.
فتح أحد الملفات يتابع ما يحتويه وأجابها بجدية
:- بشوف حركة البيع والصفقات الجاية عشان نجهزها
قطعت المسافة بينهما بخطوات سريعة وسحبت الملف من أمامه
لتضعه جانبًا مقررة بإصرار
:- مفيش الكلام ده .. أنت هتقوم تلف معايا على العنابر
جذبت ذراعه لينهض معها ولكنه تثاقل في مكانه يتهرب من تلك المهمة
ربما لرصد رد فعلها وربما رغبه في الحصول على أى اعتراف
أو إشارة منها لمكانته عندها
:- طيب روحى أنتِ يا ندى وأنا حصلك على طول هبص على الملف ده بس
حركت أصبعها نافية تؤكد بنبرتها المتدللة
:- لا هتيجى معايا .. أنا اشتقت لشغلنا مع بعض .. يلا بقا
استجاب لجذب ذراعيها له، يخفى ابتسامة رضا تداعب ثغره اشتياقا
لهذه النسخة من قطر الندى
قضا سويًا وقت ممتع أثناء تشاركهما في العمل داخل المزرعة،
يستعيدان الذكريات .. يتبادلان الضحكات والهمسات ..
يتحديان مشاكلهما وفجوات البعاد
حتى قام أحد العاملين بإعلان وجود ضيف في غرفة المكتب
يرغب في مقابلتهما سويًا
تعجب جاد كثيرًا لذلك فعملاء المزرعة معروفين ويتعاملون بشكل مباشر معه
أو مع خضر فما سر طلب تواجد ندى في اللقاء
تحرك جاد نحو باب العنبر ولم تصاحبه ندى ظنًا منها أن العامل
ربما أخطأ في فهم طلب الضيف إلا أن العامل كرر مؤكدًا
:- الأستاذ اللى تحت سأل على حضرة الداكتورة كُمان
قطب جاد حاجبيه متحيرًا وسارا
جنبا إلى جنب لاستقبال هذا الضيف الغريب
كان يقف موليا ظهره لباب غرفة المكتب بملابسه الأنيقة وقامته الفارعة يشاهد بعض اللافتات الإرشادية المعلقة على جدران غرفة المكتب
دلف جاد أولا يتأمل هذا الزائر الذي يبدو عليه إنه غريب عن البلدة
ألقى التحية ليلتفت الزائر نحوه يرد التحية بود ويعرف عن نفسه
:- نصير الدهشورى المحامى وصاحب مزرعة نصار الدهشورى
اللى على الطريق
صافح جاد يد الضيف الممدودة يعرف عن نفسه بدوره
:- يا مرحب يا أستاذ نصير .. جاد أبو اسماعيل صاحب المزرعة
:- تشرفت يا أفندم
أشار نصير بوجه بشوش نحو ندى المتراجعة خطوة عن زوجها يخمن ببساطة
:- و الدكتورة ندى على ما أعتقد
ناظرت زوجها بحيرة قبل أن تؤكد عن صحة المعلومة
تقدم جاد لداخل المكتب يدعو
نصير للجلوس وأشار إلى ندى للجلوس خلف المكتب
بينما جلس هو في المقعد المقابل لنصير أمام المكتب يعيد الترحيب بالزائر
الذي سبق وسمع بعض الأحاديث عنه من أهل القرية
:- منور يا أستاذ نصير .. تشرب إيه؟.
أوقفه نصير بإشارة من كفه شاكرًا
:- متشكر جدا يا أستاذ جاد واجبك وصل .. أنا تمام أوى
صمت نصير لهنيهة يهيئ نفسه للحديث ثم بدأ بعملية
بناء على ما جمعه من معلومات
:- الحقيقة عاوز أهنيك الأول على المزرعة واضح إنها ما شاء الله
نموذج ناجح .. أنا سمعت عن نجاحك العملى وطموحك كتير في البلد
شكره جاد باقتضاب ومازال على حيرته من سبب الزيارة ونصير
بفراسته أدرك ذلك فأكمل حديثه موضحًا
:- أعتقد حضرتك عرفت إنى توليت إدارة مزرعة المواشى الخاصة بوالدى ..
وأكيد ممكن أستفيد منك بشوية معلومات في الإدارة
أشار جاد بيده في الهواء وقال بسلاسة
:- تحت أمرك في أى حاجة طبعا.. ولو أن مزرعة دواجن صغيرة
زى مزرعتنا أكيد إدارتها هتختلف عن إدارة مزرعة مواشى كبيرة زى بتاعتك
قال نصير يجاريه في الحديث ليصل إلى هدفه
:- ممكن .. لكن مبدأ الصداقة متاح ولا إيه!!.
ببسمة خفيفة وإيماءة رأس وافقه جاد رغم لمحة الحيرة في نبرته
:- يشرفنى طبعا
زفر نصير بخفة ليدخل في صلب الموضوع مباشرة بلهجة هادئة
:- وده يشجعنى إنى أعرض طلبى التانى على حضرتك و... الدكتورة
تحفزت أعصاب جاد وانتبهت ندى إلى الحديث التي كانت لاهية عنه
في ترتيب الملفات فوق سطح المكتب
ليستطرد نصير بجدية
:- في الواقع الدكتور البيطرى اللى كان ماسك المزرعة ساب منصبه
ورجع بلده وحاليا المزرعة في احتياج لطبيب بيطرى يتابعها
سكن لبرهة يجول بنظره بينهما يستشف ردود الأفعال على الوجوه
قبل أن يواصل عرضه بنفس الجدية
:- في الأول لجأنا للدكتور طه لكن للأسف اعتذر لانشغاله الشديد
وكان المرشح التالى وبقوة دكتورة ندى
وجه نظره نحوها ربما للمرة الأولى منذ بدأت تلك الجلسة مردفا
:- وأتمنى إن وقت الدكتورة يسمح بالعمل معانا في المزرعة
تأمل جاد ملامح زوجته الصامتة للحظة قصيرة ثم أجاب عوضًا عنها
:- الحقيقة يا أستاذ نصير الدكتورة وقتها مشغول جدا بين الدراسة
والعمل والتدريس في الجامعة
هز نصير رأسه بخفة يؤكد بنبرة جادة
:- أنا متفهم جدا يا أفندم والحقيقة إنى عارف الوضع كويس ..
البلد صغيرة والناس كلها عارفة بعض والأخبار بتتنقل
استرق لمحة أخرى نحو ندى المتابعة بتفكير واضح على
ملامح وجهها وعاد يتحدث مع جاد شارحًا موقفه واحتياجه
:- مش هخبى عليك يا أستاذ جاد .. أنا مش هكون متواجد على طول
في المزرعة وعشان كده بتخير الناس
الثقة للعمل معانا .. وسمعة عيلة البدرى زى الجنية الدهب في البلد
أخيرًا شاركت ندى في الحوار بنبرة هادئة جادة
:- أشكرك طبعا يا أستاذ نصير على ثقتك لكن زى ما أستاذ جاد قال لحضرتك
أن وقتى مشغول جدا .. ومزرعة بمساحة مزرعتك محتاجة تواجد يومى
ورعاية مكثفة من الدكتور البيطرى
استكانت ملامح جاد واطمأن قلبه لتوافق رأيهما إلا أن نصير
لم يكن ليفشل في مهمة بسهولة
خاصة وهو محاط بالعديد من الأشخاص الغير موثوق بهم
وكالغريق الذي يتعلق بقشة في خضم أمواج ثائرة مُصرة على إغراقه
اقترح بهدوء
:- طيب اسمحولى اعرض الوضع
من وجهة نظرى وأنا هتقبل أى نصيحة من واقع خبرتكم ..
المزرعة حاليا من غير دكتور بيطرى من حوالى أسبوع ..
يعنى محتاج لإجراء عاجل وإلا الخسارة هتكون فادحة ..
فلو الدكتورة تقدر بشكل مؤقت تُشرف على المزرعة لغاية ما أقدر
أجد دكتور ثقة مناسب .. أو الدكتورة ترشح دكتور من طرفها يكون ثقة
وأنا هوافق عليه مباشرة
خيم سكون محمل بمشاعر مختلطة ومتضادة في الغرفة الضيقة
دفع نصير ليدور بعينيه بينهما
بترقب ليلاحظ نظراتهما الخاصة المتبادلة لبعضهما البعض
ولو كان مكان ندى لأستوضح الرفض السافر داخل مقلتى جاد
أنهى نصير حديثه بوضع لمسة
من المرح في شكل حكمة معروفة ليكسر حاجز الصمت الثقيل
:- زى ما بيقولوا .. إذا أردت إنجاز عمل أعطه لرجل مشغول
أبعد جاد مقلتيه عن ملامح ندى
وعاد لينتبه إلى نصير وقبل أن ينبس ببنت شفة كانت تُعلن بعملية
:- أنا موافقة بالإشراف على المزرعة
يا أستاذ نصير .. لغاية ما يتواجد دكتور بيطرى دائم
اتسعت ابتسامة نصير مستبشرًا كما اتسعت حدقتى جاد نافرًا رافضًا
وقد ارتدت رأسه بحركة مفاجأة نحوها ذاهلاً
يؤرق عقله حالة التردد والذبذبة في المشاعر التي تحياها معه
ويكابد قلبه العذاب من مكانته التي تأتى في المركز الثاني
وربما الأخير في قائمة اهتماماتها الشخصية

********.

قــــراءة ممتـــعة وفي انتظار رأيكم

yasser20, nmnooomh, shezo and 2 others like this.

سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-07-24, 11:59 PM   #177

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 635
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع جدا كالعادة
سلمت أناملك
❤️❤️❤️❤️

shezo and سما صافية like this.

Shadwa.Dy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-24, 02:32 AM   #178

فالنسيا

? العضوٌ??? » 448485
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 154
?  نُقآطِيْ » فالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond repute
افتراضي

كنت مع نصير على طول الخط حتى دخل بين جاد وندى ليزيد تعكر الحياة بينهما..
وأيضا قلبي متوجس من هذا الالتقاء!


.

shezo and سما صافية like this.

فالنسيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-24, 09:38 AM   #179

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,066
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

صباحووو القراءة تسلم ايدك يارب ????❣❣ما تواخذيني بالليل ما بفتح نت
سما صافية likes this.

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-24, 10:25 AM   #180

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 12,649
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباحات كل حاجة حلوة لحبيبة قلبي

☆الفصل الثاني عشر☆
☆ غيوم البعاد☆
بدايات الإنسان هى سطر لخياراته بالحياة وبعضا من تلك الخيارات تحكمها ظروف محيطة وطبعا لها من أقدار الله نصيب
قد تمضي لنهايتها المتوافقة معها بيسر وسهولة يسعد بها صاحبها
وقد تعترضها المعوقات فتتعثر خطواتها ولا يكون هناك بديلا سوى التوقف
وأخذ موقف بوضع نهاية لها
وتلك أيضا يتبعها تبعات
ولكنها هكذا هي الحياة تسخر من آمالنا وأحلامنا بغير مبالاة

نصير وقد أخطأ بخياره لتلك الطامعة الدعية بشرى
ولكنه احتمل فوق طاقته من أجل إبنته
ليوقن أن بشرى لن تورث إبنتهاسوى كل ما هو سئ مثلها

ولمحبته لإبنته تستخدمها بكل حقارة لإبتزازه
فهل يتجلد ويصبر حتى ينال مراده؟

ومن جهة أخرى تشغله مشاكله معها عن موالاة مزرعة والده والتى أخذها بشق الأنفس

وفراج هذا لا يبدي الإهتمام المطلوب
وإن كنت ألمح بذرة طيبة به بخلاف أسرته ذات التاريخ الإجرامي

☆روضة من الجنة☆
ليس صعبا على الإنسان أن يتغير إذا وجد من يرعاه
ويصحح له مفاهيما خاطئة نشأ عليها
فالإنسان في تغير دائم وحركة دائبة
يستطيع أن يبدأ بداية جديدة حيثما توقف عند نهاية سيئة
ويكون التوفيق حليفه

إفتتاح الحضانة التى تشرف عليها سلمى هو نقطة فارقة بحياتها بعد أن كادت تكون صورة ممسوخة من فتيات القرية الجاهلات التى مآلها الزواج فحسب
دون الإهتمام بالتعليم وإكتساب المهارات

وحفل الإفتتاح الذى كان بمثابة مهرجان جميل حضره الجميع والعاشقين بصفة خاصة دليل على ذلك

☆عيون القلب☆
بالعين وحدها يرى الإنسان الاشياء وقد لا يبصر تفاصيلها
بينما بالقلب فهو يدركها ويسمعها ويراها ويفقه معناها تماما
فماذا لو غشي على بصيرة المرء وكان قلبه غافلا شحيح الحس؟
ساعتها كل شئ سيمضي بظهره للخلف ولا يتقدم خطوة للأمام

وندى ومحاولة واهية لتلطيف الأجواء بينها وجاد
تحت وطأة توبيخ أخيها وعمتها لها
وسرعان ما تتراجع عنها بموافقتها ولو مؤقتا على إشرافها على مزرعة نصير
رامية عرض الحائط بآمال جاد في بضعا من إهتمامها وحبها

سلمت حبيبتي
كل السعادة لقلبك


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.