31-07-24, 10:27 AM | #181 | ||||
نجم روايتي
| مرحبا.جميلتي *تصورين معاناة نصير بكل براعة وهو يتعرض لإبتزاز صريح من بشرى للحصول على المزيد من المال ولا تخجل من نفسها وهي تستغل إبنتها أسوأ إستغلال حتى مع شريف هذا تكسب تعاطفه بالإدعاء والكذب كما فعلت مع نصير *لست بقلقة على نصير فهو محام بارع وهو يعرف جوانب شخصية بشرى جيدا واعتقد لو إدعى عدم المبالاة برؤية إبنته لبعض الوقت هي من ستجلبها له فهي ليست بأم تتحمل مسئولية إبنتها *بينما رسمك لملامح راحته بين يدي أمه فجاءت جميلة جدا ومعبرة وأيضا توليه أمر المزرعة بالمراجعة ورصد حالها هام جدا فليست العبرة بإسترجاع مزرعة ابيه ولكن بالحفاظ عليها *وألمح في شخصية فراج هذا نبتة خير وتاثرا بتنشئة نصار له بخلاف اسرته *جميل منك ياقمراية التأكيد على إمكانية نجاح الفتيات بأى مجال وإثبات وجودهم والحفل لإفتتاح الحضانة صورته بشكل رائع وجاء مشهد فاروق وهو يلقي بأيمن واسامة وسط مجلس الرجال جميلا جدا ومثيرا للضحك *جميل جدا حسن إنتقائك لأغنية "وتروح بلدك ياغريب "والتى تغني بها الجميل سليمان مع اصدقائه على الحدود وليته ياجميلة يرجع سالما ويتأكد من مشاعر صدفة تجاهه ويزول سوء الفهم *بينماندى فهي حالة ميئوس منها كما تصورينها بكل براعة ولن تفيق إلا بعدما يضيع جاد من بين يديها وهو بها أو بدونها سيعلو شأنه وترتفع مكانته بفضل إجتهاده وطموحه وليس لأنه زوج الدكتورة ندى | ||||
31-07-24, 06:07 PM | #182 | ||||
| فصل رووعة رووعة تسلم ايدك يارب وا٨يرا الحضانة ابتدت فرحت الفرح سلمى وسندس وغيمن واسامة مشهدن مع فاروق ولا احلى سكرة بشرى الافعى لسة عم تبخ سم وشريف شكلو ما الو من اسمو نصيب ويتمنى نوقع وقعة تخلي نصير يقدر يستعملها باخد بالبشرة بئس الام ياللي عم يستعمل بنتها ورقة مساومة فراج واضح انو تربية نصار علمت فيه بتمنى يبعد عن طريق ابوه وعمو واولاد عمو واضح لسة بذرة الخير فيه متعشمة تنتصر عا اي بذرة شر زرعها ابوه فيه جاد هلأ حسيت انو دللت ندى كتير فوق نفسك وكرامتك كنت بتمنى نصير ما يضغط عاندى بعد ما شاف رفض جاد بعيونو ومدى لسة عم تتجاهل جاد وتخضع لرغباتعا بكل أنانية فيي قول هالمرة كرهتها لأنانيتها وتجاهلها لوجود زوجها واعتبار موافتو شئ مسلم فيه ابدعت ماشاء الله ومتشوقة بياخد جاد موقف حاسم منها | ||||
31-07-24, 07:07 PM | #185 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| اقتباس:
نصير تتدخل بحسن نية ورغبة في الحفاظ على مزرعته وبالتأكيد هو يجهل ما بين ندى وزوجها | |||||
31-07-24, 08:01 PM | #186 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| اقتباس:
مساء الخير والسعادة لقلبك غاليتى شيزو منورة بتعليقك المميز كالعادة حال الانسان التقلب بين الخطأ والصواب وهذا ما حدث مع نصير فأخطأ الاختيار بقلة خبرة في مقتبل حياته وتحمل تبعات خطأه حتى وصل إلى نهاية المطاف بالافتراق عن زوجته الانسان يتطور ويتغير طيلة حياته وكلما اكتسب المزيد من الخبرات وطالما هناك من يوجهك ويرشدك كما فعل أحمد السمرى تجاه بناته ندى مترددة في حياتها ولا تضع لحياتها الزوجية قيمة وتبخس زوجها حقه بجهل أو سهوا ولكنه خطأ في كل الاحوال والخاسر الوحيد هو قلب جاد المسكين سلمت اناملك غاليتى ودمتى بكل خير | |||||
01-08-24, 06:19 PM | #187 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| اقتباس:
مساء الورد ???? تعب سلمي وسعيها توج بالنجاح في افتتاح الحضانة وأكيد فاروق بيه واقف لأيمن وأسامة بالمرصاد هههه بشري بتلعب على كل الحبال المهم تطلع كسبانه عندك حق جاد دلل ندي كتير جدا حتى اعتبرت دلاله لها ضعف وبتتصرف من راسها دون اعتبار للرابط بينهم نصير لم يلحظ رفض جاد وليس بنيته بسوء ولكنه يسعي لانقاذ املاكه سعيدة ان الفصل عجبك تسلمي يا قلبي ???? | |||||
01-08-24, 06:20 PM | #188 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| اقتباس:
سليمان يحتاج لوقفة صراحة مع صدفة لاجل راحة واطمئنان قلبه | |||||
13-08-24, 09:41 PM | #189 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| الفصـل الثالث عشر ~~~~~ تمور به أفكاره وخيالاته، .. هل هذه هي الحياة التي كان يصبو إليها ويعيش بين رحابها في خياله على مدار سنوات طويلة أم إنها صورة ممسوخة، باهتة مهلهلة يحيا فيها ذليل، خاضع لسلطان قلبه المفتت على قارعة الطريق تحت وطأة عجلات طموحها الأميرة التي أحبها تُخفى بين ثنايا نفسها طموح وحلم أكبر من كيانه أو قدرته على الاحتمال وفي نفس الوقت لا يقوى على البعاد والافتراق عن حلمه الأثير الذي تحول إلى كابوس .. جاثوم يقتات على نهش بقايا فؤاده المهشم إلى أشلاء متناثرة لم ينتبه أثناء إبحاره في بحر آلامه إلى ذبذبات صوتها الرقيق المردد اسمه والذي كان يتوق من قبل لسماعه مرات بعد مرات ليطمئن قلبه بقرب الحبيب رفع مقلتيه بشرود صوبها حين وجد ساقيها توقفت أمامه، يعود رويدا رويدا إلى أرض الواقع… يتأملها وهي تضع قرطا ذهبيا في شحمة أذنها الصغيرة يتنقل بحدقتيه على ملامحها الرقيقة ليتوقف على حركة شفتيها لتعود حاسة السمع إليه من جديد :- سرحان في إيه بالشكل ده يا جاد .. طبعا فيا حرك رأسه ببطء يؤكد بنبرة استسلام :- وعمر ما كان في غيرك اتسعت ابتسامتها الجذابة واندست بجواره تستند فوق كتفه بذراعها وتطبع قبلة دافئة على خده مرددة بنبرة لطيفة ناعمة :- وعشان كده أنا بحبك حدق في عينيها القريبة منه يتمعن ويتفحص، يبحث عن نفسه داخل أعماقها السحيقة .. كيف تراه وتشعر به، كم يرغب في سبر أغوار عقلها .. قلبها .. روحها التي تُعذب روحه الهائمة أخيرًا خرج صوته حائر، متردد يرغب في إجابة حاسمة :- بتحبينى بجد .. يعنى أنا موجود جوه قلبك قربت بين حاجبيها المنمقين مندهشة، لا تستوعب أهمية سؤاله بالنسبة له، حركت كتفها ببساطة تؤكد بنفس نبرتها الهادئة :- طبعا جوه قلبى .. أومال وقفت قصاد كل الناس واتجوزتك ليه وكانت الإجابة سلاح ذو حدين غُرس في عمق صدره يؤكد على ضآلة مكانته أمام عظم شأنها ردد بصوت هارب، بائس يسأل نفسه قبل أن يسألها :- صحيح .. اتجوزتينى ليه!!. تفحصته بصمت للحظات لتتسائل بتعجب على حاله الغريب :- إيه يا جاد إيه اللى جرالك .. من وقت ما وافقت على الشغل في مزرعة الدهشورى وأنت متغير وساكت لوى جانب فمه ببسمة متهكمة :- كويس إنك واخده بالك جعدت جبينها مبتعدة بجذعها عنه قليلا تقارعه بحمية :- ليه بقا وإيه اللى كان حصل .. أحنا متفقين أن مستقبلى ودراستى خط أحمر وليا حق التصرف براحتى حرك رأسه عدة مرات في الهواء بلا معنى ثم قال بنبرة عتاب ولوم :- ليكِ حق من غير ما ترجعى لجوزك ولو حتى بالمشورى .. تحصيل حاصل حتى يا ستى اتسعت حدقتاها رفضا لهذا الأسلوب في الحديث ظنًا منها أن الأمر محسوم من قبل .. لذلك بررت قائلة :- إيه الكلام ده يا جاد .. أنا مغلطش في حاجة .. واخترت إنى أنزل مزرعة الدهشورى في اليوم اللى بروح فيه لأهلى يعنى مش هاخد من وقت البيت ولا وقتك حاجة نهض من مكانه يتخذ خطوتين للأمام، يتمسك بظهر كرسى المائدة بقوة يخرج به شحنات غضبه الدفين ويوضح ساخرًا :- وقتى!!.. هو أنا ليا وقت أصلا .. ده أنا على الهامش يا دكتورة .. باخد بواقى وقت فراغك نهضت تتقدم نحوه وتقف بجواره تدافع عن اختياراتها من وجهة نظرها :- أنا مش فاهمة أنت زعلان ليه .. أنا عارفة مصلحتى كويس التفت لها بكامل جسده ونار الغيرة تتأجج بداخله من ذلك المحامى القاهرى المتأنق الوسيم استدار إليها فجأة يستوضح بحدة :- فهمينى بقى مصلحتك ديه إيه بالظبط .. عندك مزرعة المواشى بتاعه البدرى بتشرفى عليها .. هتستفادى إيه من مزرعة المحامى ده وبمنتهى العملية والجدية البعيدة عن المشاعر أجابت دون تردد :- هستفاد طبعا .. لما البحث بتاعى يكون فيه عينات مختلفة ومن أكتر من مزرعة أكيد قيمة رسالة الماجستير هتكون أعلى حدقت في وجهه بثبات مؤكدة بكل ثقة وإصرار :- أنا عارفة مصلحتى كويس ومش هسمح بحاجة توقفنى عن مستقبلى وطموحى رغم إدراكه أن كل تفكيرها منصب على عملها ودراستها فقط إلا أن قلبه لم يهدأ متوجسًا من قربها من ذلك الرجل المثالي في نظره تأمل جدية ملامحها وقال بقنوط من الحصول على أدنى قدر من المشاعر التي طالما تمناها منها :- ما تقلقيش مفيش حاجة هتقدر توقفك يا دكتورة .. اطمنى زفرت بعمق تتمسك بذراعه برقة، تقطع على نفسها وعدًا فشلت مرارا وتكرارا في الالتزام به :- جاد .. أوعدك إنى هعمل كل جهدى عشان مقصرش في حقك أو في حق البيت ولا حتى حق مزرعتنا.. خلاص بقا يا جاد فك عقدة جبينك ديه قاطعها بنبرة خرجت منه مرتفعة نسبيا دون إرادة منه مقارعًا :- هي المشكلة في المزرعة ولا الوكل ولا غيره .. المشكلة في مراتي .. حقى إنها تكون جنبي زفرت بحنق تجادله :- وأنا هروح فين يعني… وهقولك تانى شغلي ودراستي خط أحمر ومش هتنازل عن أي منهم وده كان شرطي الوحيد قبل ما نتجوز أرخى جفنيه لجزء من الثانية ليقرر بعصبية يحاول السيطرة عليها :- وأنا مش رافض ولا ممانع كل الحكاية اني مش عاوز بعادك… أنت بتغرقي في الدراسة كل يوم عن اللى قبله لما نضيف لهم شغلك في مزرعة الدهشورى يبقي مش هشوفك خالص تنهدت بإرهاق ورمت الكرة في ملعبه :- جاد .. أنت كمان مشغول ووراك حاجات كتير… وأكيد هنظم مواعدنا مع بعض لاذ بالصمت معين ومغيث للقلب الجريح، فلا جدوى من الحديث وهي راسخة على عقيدتها متناسية التزاماتها الزوجية بل الأسوء .. متناسية قلبها ومشاعرها كأنثى انقطع خيط الكلام ولم تنقطع النظرات الثائرة من الجانبين تنطق بحديث أبلغ من كل الكلمات صوت رنات الهاتف المحمول قطع اتصالهم البصرى لتتوجه ندى للرد على هاتفها المحمول وبعد لحظات عادت إلى جاد تخبره بهدوء :- ده عم شفيق وصل تحت أمال رأسه يتأملها من مكانه وهي توضح له برنامجها لليوم :- أنا هروح مزرعة الدهشورى وبعدين هطلع على دار البدرى .. هتحصلنى على هناك طبعا تقدمت نحوه تقترح بحماس في محاولة لتلطيف الأجواء :- ولا إيه رأيك تيجى معايا مزرعة الدهشورى وبعدين نروح على دار البدرى مع بعض :- أنا مش هروح دار البدرى تصلبت ملامحها دهشة متسائلة عن السبب أما هو فابتعد متوجها إلى غرفة النوم وهو يجيب تسائلها ببرود :- أنا نازل القاهرة النهارده عندى شغل سحب حقيبة ظهر وضعها فوق الفراش واستدار نحو خزانة الملابس يفتح ضلفتيه ولف رأسه صوبها وهي تقف على أعتاب الغرفة تراقبه بجمود وأردف مفسرًا مستعينًا بكلماتها وبلهجة محملة بالتهكم والعتاب :- أنتِ عارفة الشغل ومستقبلى العملى خط أحمر .. ما أنا لازم اثبت حالى عشان أكون قد المقام ثارت حفيظتها وتخطت العتبة إلى داخل الغرفة تهتف بحمائية :- مقام إيه يا جاد .. أعتقد احنا تخطينا الكلام ده من زمان ترك الملابس التي أخرجها من ضلفته فوق الفراش ووقف يقابلها متسائلا بجدية حازمة :- بجد يا دكتورة .. يعنى تقدرى تعرفينى على أى حد من معارفك وزملائك وأنتِ فخورة بأنى جوزك.. تمشى معايا في أى مكان إيدى في إيدك مرفوعة الراس وأنتِ جنبى رمشت جفونها لوهلة لتجيب بجدية رغم لمحة التردد في حروفها :- طبعا .. وده اللى بيحصل فعلا .. ما كل الناس عارفين أننا متجوزين أومأ ببسمة بائسة وزفر بعمق مرددا لينهى الحديث :- على أى حال أنا هكلم المهندس جلال اعتذر عن حضورى تقدمت ترفع ملابسه عن الفراش وتضعها داخل الحقيبة بعناية وهي تسأل باهتمام :- وهترجع أمتى؟. :- مش عارفة حسب الشغل رفع يدها عن حقيبته يوقف ما تفعله وصرفها بهدوء :- اتفضلى أنتِ عشان متتأخريش على شغلك .. وأنا كمان متأخرش رمقته بنظرة حائرة، تستغرب تصرفه وطريقة حديثه الجافة :- طيب هستنى أوصلك لمحطة القطر .. العربية منتظره تحت سحب نفس عميق، يشعر أن أنفاسه ضاقت به وقال باقتضاب :- متشكر .. أنا هسافر بعربيتى المهكعة طوت المسافة بينهما، ترفع ذراعيها تحاوط عنقه وتضمه إليها قبل أن تطبع قبلة على وجنته متعجبة من فتور مشاعره وهو يربت على ظهرها برفق وهمست له برقة :- كلمنى أول ما توصل أومأ بابتسامة طفيفة وودعها بنظراته حتى غادرت المنزل أطلق أنفاسه الثائرة بقوة مشاعره يضغط على جانبى رأسه لعله يسيطر على قتامة أفكاره فأكثر ما يؤرق عقله وقلبه الآن نظره التردد التي يلمحها داخل مقلتيها من حين للآخر هل يستسلم راحلا أم يحافظ على ما وصل إليه في طريق حلمه أم تراه فشل في الحصول على قلبها من البداية وما كان لم يكن سوى لمحة حلم لابد له أن ينتهي ******. كان نصير يقف في استقبالها أمام مكتب مزرعة والده بقلب المزرعة، رحب بها بحفاوة وهو يفتح باب السيارة الخلفى بذوق ليساعدها على الترجل منها كأي رجل محترم :- أهلا وسهلا بالدكتورة الكبيرة .. المزرعة نورت منحته ابتسامة أنيقة ترد تحيته بهدوء بينما أشار نحو غرفة المكتب :- اتفضلى في المكتب تستريحى الأول وتشربى حاجة وبعملية متأصلة في طبيعتها قالت ونظراتها تتفحص أركان المزرعة الكبيرة :- أفضل ألقى نظرة على المزرعة الأول فتح كفيه في الهواء يمدح عملية تفكيرها :- يعجبنى الحماس في الشغل .. اتفضلى سار بجوارها نحو الحظائر يُبدى سعادته لقبولها العمل معهم :- الحقيقة أنا سعيد جدًا بانضمامك لفريق العمل بالمزرعة .. ولو إنى متخوف من رد فعل أستاذ جاد .. واضح إنه مكنش مبسوط أوى بقبولك العمل معانا نفت بهزة رأس أنيقة :- لا أبدًا مش صحيح .. إيه اللى وصلك الاحساس ده أمال رأسه موضحًا ببساطة :- يعنى .. ملامحه اتغيرت شويه بعد اعلانك موافقتك العمل معانا .. أتمنى مكونش اتسببت في أى مشكلة بدون قصد بينكم مر على ذاكرتها حوارها السابق مع جاد وتغير حاله الواضح معها إلا إنها عاندت شعورها وقالت مصرة على فكرة معينة في رأسها :- جاد متفهم جدا لطبيعة شغلى ودراستى ودايما بيدعمنى ابتسم بخفة متحسرًا على حال زواجه الفاشل المفتقد لأى قدر من التفاهم وقال بصدق :- ربنا يخليكم لبعض .. أهم حاجة في الزواج التفاهم ودعم الزوجين لبعض بعد برهة غير مجرى الحديث وبدأ يشرح مبانى المزرعة واحد تلو الآخر وعند مدخل إحدى الحظائر أشار إلى مجاهد ليتقدم منهما وعرفه على شخص ندى والذي أبدى حفاوة لوجودها :- يا مرحب ببت الأصول .. ديه من حظ المزرعة إنك تشتغلى أمعانا يا داكتورة أكد نصير بلهجة جادة حاسمة :- كل طلبات الدكتورة تتنفذ فورا ودون الرجوع ليا أو لفراج .. وأنت شخصيا تكون معاها أثناء عملها يا عم مجاهد :- أوامرك يا نصير بيه امتلأت ندى فخرا وثقة بمكانتها التي وصلت إليها باجتهادها الشخصي وقالت بعملية :- طيب .. ممكن نبتدى شغل دلوقتى أجاب مجاهد من فوره مُرحبا وتقدمها إلى داخل الحظيرة الضخمة :- طبعا يا داكتورة اتفضلى من إهنا تنحنح نصير يستأذن بهدوء :- تسمحيلى أكون مرافق لكِ يا دكتورة .. يمكن أتعلم شوية من خبرتك :- أهلا بك طبعا طالت مدة عملهم وانتقالهم من حظيرة لآخرى حتى انتهوا تماما وعادوا إلى المكتب لوضع خطة العمل ترك نصير المكتب الخشبى الصغير لتستخدمه ندى بينما جلس هو على أريكة جلدية بركن الغرفة يعيد ترتيب أفكاره بعد اكتشاف بعض الحالات المرضية بين الحيوانات بالمزرعة قبل أن يسأل بتوجس :- يا ترى الحالات المرضية اللى اكتشفتيها في أمل في شفائها رفعت رأسها عن الأوراق أمامها وشرحت بعملية :- أحنا قمنا بعزلهم عن بقية المواشى لضمان عدم انتشار العدوى .. وأنا بكتب خطة العلاج للحالات المرضية وكمان خطة وقاية لباقى المواشى أومأ متفهما بملامح جادة يستوعب كلماتها في محاولة منه في الانغماس بهذا العالم الجديد عليه والذي فقط كان يسمع عنه من خلال والده أنهت ندى حديثها بتوصية :- وزى ما قلت لحضرتك قبل كده .. ضرورى جدا يكون في دكتور بيطرى مقيم لمتابعة المزرعة زفر بخفة مفكرًا للحظات وأيد قرارها قائلا :- يا ريت لو عندك ترشيحات يا دكتورة .. ويفضل لو من خارج حدود القرى اللى حوالينا يرغب أن يبتعد عن سطوة أعمامه المفروضة على أهل قريته ولذلك يفضل العمل مع أفراد أغراب تفكرت قليلا ثم اقترحت :- أوكيه خلينى أشوف وأبلغك منحها ثقته وتأييده :- وأنا موافق مبدئيا على ترشيحك لأى دكتور مناسب دلف مجاهد بعد عدة دقائق يطمئنهم على سير العمل :- خلاص يا داكتورة عزلنا كل الحالات المرضانة ووزعنا الوكل بالكميات اللي جولتى عليها انتهت ندى من تدوينها ورفعت رأسها نحو مجاهد :- تمام يا عم مجاهد .. ولازم تلتزموا بكميات العلف اللى قولت عليها لكل حيوانات المزرعة .. في سوء تغذية واضح وكمان مستوى النضافة مش عجبنى خالص قدمت الأوراق نحو مجاهد الذي تلقاها مؤكدًا :- ولا يكون عنديك فكر يا داكتورة .. كل شى هيتظبط بالمشيئة .. والله حال المزرعة اتبدل من بعد المرحوم نصار بيه أنصت نصير للحديث الدائر وعقله يعمل بشكل مستمر وقد لمس يد الإهمال التي تطال المزرعة بسبب غياب أصحابها لذا يجب عليه التواجد بشكل أكبر في الفترة القادمة لمتابعة سير العمل فلن يحافظ على مال الأب سوى ولده ********. لم تسير الأمور كما خططت لها وانغمست في عملها لساعات أطول مما توقعت ومر الوقت دون أن تشعر لتصل في النهاية إلى منزل البدري قرب وقت العصر دلفت تعلن اعتذارها على الملأ :- أنا آسفة جدا يا جماعة .. آسفة على التأخير كان الجميع في انتظار وصولها ليبدأ اجتماعهم الأسبوعي حول الطعام في يوم إجازتهم والتي تنازلت عنه بملء إرادتها اتجهت الأنظار إليها بوجوم سوى من صيحات صفا ويُسر الذين أسرعوا لاستقبالها بفرحة الأطفال استقبلتهم بسعادة تبادلهم المحبة والفرح ثم توجهت حيث يجلس دكتور طه الذي يحمل طفله الرضيع بين ذراعيه يجاوره جلال المتجهم الملامح وفي المقابل كانت العمة أصيلة جالسة فوق أريكتها المفضلة هاجمها جلال يُعلن رفضه عن تصرفها :- وكان لزمته إيه يا دكتورة تضحى حتى بيوم أجازتك الوحيد اتخذت مكان بجوار عمتها بعد أن لثمت رأسها باحترام ودافعت عن اختيارتها بحمية :- ده شرف المهنة يا باشمهندس .. المزرعة من غير دكتور بقالها فترة وكان لازم حل سريع حولت نظراتها نحو طه تستطرد بعقلية عملية :- تصور يا دكتور طه اكتشفت بعض الحالات حاملة لفيروس جدرى البقر وكمان حالات آآآ قاطعها شقيقها بحدة حاسمة :- هو مفيش دكتور غيرك يعنى .. طه نفسه اعتذر عن الشغل في المزرعة .. ولا حياتك كلها هتبقى شغل ودراسة .. فين حقوق بيتك وجوزك أعادت عيناها صوب شقيقها دهشة من أسلوب حديثه وبررت ببساطة :- جاد سافر الصبح عنده شغل في القاهرة .. وبعدين أحنا في أول حياتنا وكل واحد فينا لازم يثبت نفسه في شغله قالت أصيلة بهدوء وحكمة :- تثبتى حالك بالعجل يا بتى من غير ما تاچي على حالك وصحتك وچوزك قربت بين حاجبيها تسأل بتوجس :- هو جاد اشتكى لكم ولا إيه!!. زفر شقيقها بنفاذ صبر يحاول السيطرة على أعصاب، لا يدرى كيف تبدلت شقيقته الصغرى بهذا الشكل اللامبالي حاول أن يخرج صوته هادئا يجادلها بتعقل :- من غير ما يشتكى .. وضعكم واضح ومش محتاج كلام ... مفيش راجل يقبل أنه يبقى أخر اهتمامات مراته بالشكل ده صمتت للحظات قصيرة ثم أطلقت عبارتها الشهيرة :- جاد متفهم للوضع وعارف نيتى ورغبتى في إثبات نفسى ومش معترض بدلت نظرها بينهم وفي المكان وكأنها تبحث عن مبرر ثم استشهدت :- وده حال أى زوج مراته بتشتغل وبتدرس .. يعنى أنت مثلا يا جلال شغل لينا ممكن يستدعيها في أى وقت هتقدر تقول لأ .. لأ طبعا لأنه شغلها وأقسمت عليه .. ده أنا حتى مش شايفاها موجودة أهوه رفع جلال زاوية فمه هازئا بحديث ندى حين صدح صوت لينا من خلفه بعد أن استمعت لبعض الحديث :- أنا موجودة أهوه يا دكتورة ندى .. وكلامك مظبوط مش هقول حاجة . .. لكن كمان في خطوط حمرا توقفت خلف مقعد زوجها مستطرده :- يعنى مثلا أنا يوم اجازتى وتجمعنا الأسبوعى خط أحمر ومحدش يقدر يستدعينى غير في الضرورة القصوى..غير كده أنا ليا حياتى وبيتى أسند جلال مرفقيه فوق مساند مقعده يشبك أصابعه أمامه ويرمق شقيقته متحسرًا أما طه والذي رفض التدخل من قبل لحساسية الموضوع ولكنه قرر أن يوضح لمعرفته لمكانته لدى ندى تنحنح وكأنه يأخذ الأذن للحديث وقال بهدوء رصين :- چلال كل غرضه سعادتك يا دكتورة .. كيف ما شغلك ودراستك مهمين ولازمن تثبتى حالك فيهم … كمان بيتك وچوازك مهمين ولازمن تثبتى حالك فيهم وخصوصا في بداية چوازكم انضمت ياسمين إليهم، ترج زجاجة اللبن الخاصة بوليدها قبل أن تلتقطه من بين أحضان والده وتكمل حديث زوجها :- ده أنتوا لساتكم مكملتوش سنة .. يعنى محتاچين تتعرفوا على طبع بعض وتنظموا حياتكم سوا أصابها الذهول من هذا الهجوم الغير مرتب عليها، هي لا ترى فيما أخطأت ولا تدرك موطن النقص فقالت بحيرة تحاول توضيح موقفها :- أنا مش شايفة إنى غلطانة .. ولو على تأخيرى النهارده ده ظرف طارئ لأن فعلا وضع المزرعة صعب .. وأنا اقترحت على أستاذ نصير تعين دكتور بيطرى دائم في المزرعة ودورى هيكون إشراف وبس حركت كتفيها بعفوية مؤكدة على الفكرة الراسخة بعقلها :- وجاد متفهم وعمره ما اشتكى .. صحيح ساعات بيعاتب لكن أنا بحاول أعوضه على قد ما أقدر شعرت أصيلة بالشفقة على الفتاة الصغيرة من هذا الهجوم المكثف عليها فقررت رفع الحرج عنها وتأجيل النصح لوقت أخر فربتت على ساقها مؤازرة :- ربنا يهدى سركم يا بتى ثم أشارت في الهواء تحث النساء على العمل :- يلا يا بنات حضروا الوكل .. الرچاله زمانهم چاعوا وصلاة العصر جربت تحركت لينا نحو المطبخ بعد أن طلبت من ياسمين الاهتمام بوليدها وستقوم هي بما يلزم تطوعت ندي للمساعدة وتبعت لينا بضع خطوات إلا إنها عادت من فورها تلتقط هاتفها المحمول من حقيبة يدها وانصرفت حينها نصحت أصيلة بحكمة :- بالهوادة على البنية يا چلال فرحانه بنچاحها .. شوى شوى تفهم وتركز أما في الداخل فاتخذت ندي مكان قصي خارج المطبخ تهاتف زوجها مرة وثانية قبل أن يجيب في المحاولة الثالثة لتتساءل بلهفة :- جاد مش بترد ليه.. طمني عليك وصلت بالسلامة :- الحمدالله وصلت سأل بتردد رغم قراره بالتجاهل :- خلصتي شغلك؟. هزت رأسها كأنه يراها :- أيوه أنا في دار البدري وهبات هنا لغاية ما ترجع بالسلامة رد بجفاء مقتضب :- على كيفك يا دكتورة استأذنك .. أصل مشغول شويه أغلق الخط بعد أن ودعها بكلمات موجزة وهي تقطب جبينها من تحوله المفاجئ وفتور مشاعره الواضح التي لم تعتاد عليه من قبل ******. :- وحشتيني أوي يا حبيبتى قالها وقلبه يتفتت شوقا وألما على فلذة كبده الغائبة عن أحضانه أنصت إلى صوتها الرقيق الحزين تعاتبه وتلوم على غيابه :- أنا زعلانه منك يا بابي عشان سبتني.. مامي قالت إنك مش هتشوفنا تاني جز على أسنانه حنقا من تلك الأم القاسية الغير مبالية لمشاعر ابنتها ابتلع ريقه الجاف يواسي الفتاة شفقة على حزن قلبها الأخضر :- بابي بيحبك ومش ممكن يسيبك أبدًا أبدًا… أنا بس مسافر عند تيتا وهرجع بكره وأشوفك وأخدك في حضني.. غصب عني بعادك يا حبيبتى لامست الفرحة صوتها لتهتف مبتهجة بحماس :- بجد يا بابي هتيجي بكره اختنق صوته بالنحيب وتلألأت مقلتاه بدمع محبوس مؤكدًا على قرب اللقاء :- بكره أكون عندك يا كوكي وهجبلك كل اللي بتحبيه بعد انتهاء المكالمة الهاتفية التي امتدت لدقائق معدودات لم تشفى حرقة الحنين ووجع الفراق عاد بظهره يستريح إلى مسند مقعده يمسح وجهه بكلتا يديه حامدا الله على كل حال ومتوعدا لأم ابنته المخادعة التي تبث أفكار مسمومة في عقل طفلته الصغيرة مسحت والدته على كتفه بحنو تؤازره وتواسيه ببضع كلمات معبرة عن سعادتها لسماع صوت حفيدتها :- الحمدالله أنك اطمنت عليها يا ولدي .. والله جلبي فرح لما سمعت صوتها اخفض مقلتيه يمسح بهما فوق الأرضية، تجول في خلايا عقله فكرة واحدة الفتاة الصغيرة ليست على ما يرام، تلومه على البعاد حزينة لغيابه وتحمله ذنب الفراق وعليه توضيح الصورة ووضع النقاط فوق الحروف … لن يقبل بخسارة ابنته أبدًا فهي كل ثروته من الدنيا ردد بشرود :- الحمدلله يا أمي.. الحمدلله ربتت ناعسة على ساقه تجذب انتباه راغبة في تخفيف حمله الثقيل قائلة :- اسمع يا نصير بدي اجولك على شى .. بس تسمع كلامي وتوافج عليه تحرك في مكانه منتبهًا لحديثها :- خير يا أمي قبضت على معصمه تضغط عليه راجية، تكرر عرض سبق وعرضته منذ سنوات، منذ وقت زواجه بالتحديد :- خد عجد شُجة مصر وأعمل التنازل باسمك.. خدها يا ولدي أنا مش محتاچة شي غير راحتك .. وأعطي الشُجة لبتك وأمها حرك رأسه رافضًا بإباء :- احنا اتكلمنا في الحكاية ديه قبل كده يا أمي .. والشقة هتفضل باسمك طول العمر أغمضت جفنيها لبرهة ثم عاودت رجاءها تعلم رغبة بشرى في تلك الشقة وربما لو تركتها لها لتقيم فيها تقبل التفاوض في بقية البنود :- لاچل خاطر بتك يا ولدى .. اعطيها الشُجة تجعد فيها والمهم نبجى مطمنين على بتنا ضم كفها يربت عليه مطمئنًا :- ما تقلقيش يا أمي أنا موصي سمسار على شقة مفروشة تكون قريبة من شقتنا عشان البنت تبقى جنبى تنهدت الأم تدعو من قلبها ثم تركت الأمر بين يديه فهو أيضًا يحتاج لسكن في القاهرة وعليه تدبر الأمر :- اللى شايفة صُح اعمله يا ولدى .. أنا هجوم أعملك الغدا ما دخلش چوفك لجمة من الصبحية هز رأسه ببطء وعقله يغلى بأفكاره وصوت ابنته الحزين يمزق أحشاءه وشوقه إليها يقض مضجعه عليه أن يُنهى هذه اللعبة السخيفة التي أجبرته عليها طليقته رفع هاتفه المحمول يطلب رقم بعينه وبعد تحيه موجزة قال بحزم :- معادنا بكره يا أستاذ عبد السلام وقبل أى اتفاق أو كلام لازم أشوف بنتى وأقعد معاها .. وأرجو أن تعقل موكلتلك عشان نخلص من الوضع السخيف ده ونوصل لاتفاق.. ولو حبت ترفع قضية أنا معنديش أى مانع لكن هتبقى هي اللى جنت على نفسها وسيادتك عارف الوضع في المحاكم بيكون ازاى وكما بدأ المكالمة أنهاها بإيجاز يشرد بنظراته في الفراغ، لن يسمح بالمساس بابنته أو العبث بنفسيتها البريئة تحت أى ظرف وأيضًا لن تنال تلك الجشعة ما تصبو إليه ******. تتجول كعادتها في أنحاء المركز بعد أن تُنهى جولتها التفقدية الصباحية في الإشراف على العاملين في المركز ساقتها قدماها إلى حيث دار حضانة "الجيل الجديد" تشعر بالبهجة مع هذه الألوان الطفولية المنتشرة في المكان ربما لأنها لم تحظى بطفولة سعيدة وربما لأنها تٌذكرها بألوان وبهرجة المولد الذي قضت به معظم سنوات عمرها رغم شقاء أيامه توقفت عند السور القصير الملون تتابع ساحة الحضانة الخارجية التي تعج بالقفز والصياح وركض الأطفال في كل الاتجاهات وبينهم تقف سندس حائرة، تدور حول نفسها .. تصيح في هذا وتلك في محاولة فاشلة لجمع شتاتهم اتسعت ابتسامة صدفة على هذا المشهد اللطيف والأطفال يدورون في حلقات حول سندس ليثيروا غيظها أسرعت صدفة نحو البوابة الصغيرة لتدلف إلى الساحة وتقف بجوار سندس توزع نظراتها على الصغار المشاغبين ضربت كفيها ببعضهما بقوة مرة واحدة ليصدر صوت صوت عالى أجفلهم وأوقف انطلاقهم اتبعتها بصوت مرتفع حاسم :- هدوء .. كله يقف ويسمع كلام مس سندس صُوبت تجاهها عيون محملة بالنظرات المتعجبة والشقية والمشاغبة ومن جديد بدأ الصخب يعود تدريجيًا متجاهلين أوامر صدفة صفقت مرتين هذه المرة وبطبقة صوت أعلى ونبرة آمرة وعيون متسعة محذرة :- حالا .. أشوف طابور قصادى هنا توقفت الأجساد الصغيرة تراقبها بتوجس هذه المرة وهي تواصل إلقاء الأوامر أمام مقلتي سندس الذاهلة أشارت صدفة بأصبعها إلى بقعة معينة على الأرض وبنظرة صارمة أعادت الأمر :- كل اتنين يقفوا جنب بعض ونعمل طابور حالا استجاب قلة من الأطفال بتردد فبدأت في العد بصرامة لينضم آخرون تباعًا لعمل طابور متتال حركت مقلتيها على الأطفال باستحسان تشجعهم على طاعتهم :- كويس .. شطار التفتت نحو سندس تسألها بجدية :- تحبى يروحوا فين يا مس سندس أشارت سندس نحو الفصل واستمدت النظرة الصارمة من صدفة لتهتف في الأطفال بجدية :- بالترتيب تدخلوا على الفصل وكل واحد يجعد في مكانه .. يلا بدأ الركب في التحرك تتابعه عيون الفتيات حتى إذا دلف الجميع استدارت سندس نحو صدفة شاكرة :- كنتِ وين من بدرى يا صدفة .. أنا خلاص كنت هتچن من العيال ديه. .. مخبرش ليه الأطفال مش بتحبنى ولا تسمع كلامى ضحكت صدفة بمرح تواسيها بصدق :- مش بيحبوكى إزاى بقى .. ده أنتِ زي العسل كل الحكاية إنهم عارفين إنك طيبة وبيستغلوا ده فيكي تنهدت سندس تنظر إلى السماء :- الله يسامحك يا سلمى .. هملتني مع الوحوش الصغيرة وراحت هي على كليتها بادلتها صدفة الحديث بآلفة :- وأنتِ مرحتيش ليه؟. حركت سندس كفيها في الهواء تندب حظها :- حظى العفش .. مش عندى محاضرات مهمة اليوم لساتنا في أول الترم .. ولازمن واحدة منينا تكون موچودة ولو إنى اثبت فشلى في التعامل مع براعم المستجبل دول ضحكتا سويا يتحاوران بود وقد بدأ صوت الصياح والصخب يرتفع من داخل الفصل قبضت سندس على رأسها مستغيثة :- آه يا ربى .. الله يسامحك يا سلمى .. أنتِ تحججى حلمك وأنا اتسحل أمعاكِ صوت هادئ ألقى السلام مقتربا منهما فالتفتتا تستقبلان القادمة بحفاوة وهتفت سندس بنفاد صبر :- أهلا يا منار چيتى بوجتك .. أدخلى بجا شوفى هتعملى إيه وياهم إن شاالله تقرأى عليهم عدية ياسين لاچل ما يهدوا شوى ضحكت منار بمرح :- شكلهم چننوكي يا سندس تنهدت سندس بطريقة مسرحية شاكية :- ده أنا خلاص شديت في شعرى لولا صدفة چت عملت لهم كارت إرهاب كانوا خلصوا علي أدركت سندس إنها لم تقم بالتعريف بين الفتاتين فقالت :- صدفة تبجى مشرفة في المركز إهنا .. والدكتورة منار طالبة في كلية الطب وتبجا بنت الشيخ رضا وهتعلم الولاد حفظ القرآن بش وجه صدفة ورحبت بها بود :- ما شاء الله .. ربنا يكرمك يا دكتورة بعد حوار بسيط دار بينهما استأذنت منار لمباشرة عملها بينما تأبطت سندس ذراع صدفة ليتحركان سويا واقترحت عليها :- تعالى بجا نعمل كوبيتن شاى ونريح من الصداع ديه *************** يتبـــــــــــــــع | ||||
13-08-24, 09:43 PM | #190 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب
| في نهاية اليوم بعد أن أنهت صدفة عملها توجهت حيث مكتب المهندس صلاح لتسلم الدفاتر وتمنحه تقرير شفوي عن سير العمل كما اعتادت وضعت الدفتر فوق سطح المكتب بعد أن قامت بتحية سلمى الجالسة بصحبة صلاح السمرى ثم بدأت في سرد تقريرها اليومي :- كل حاجة تمام يا باشمهندس.. والبضاعة جاهزة على الشحن وأيدت هنا كل الخامات الناقصة في المخزن وهنحتاجها في أقرب وقت سحب صلاح الدفتر أمامه ينظر له وقال متحسرًا :- خسارتك والله يا صدفة. .يلا نصيب بقا متكمليش معانا بدلت نظراتها المتوجسة بين سلمي وصلاح وقالت بارتياب :- ليه يا باشمهندس هو حصل إيه.. أنا عملت حاجة غلط تمادى صلاح في مشاكستها قائلا بنبرة جدية :- عيشك اتقطع معانا يا بنت يا صدفة.. الأوامر كده اتسعت عيناها جزعا تكرر تسألها بتخوف وقد بدأ موقف الصباح يتمثل في عقلها واعتقدت أن تدخلها في شئون الحضانة هو السبب فخرج صوتها يفتقد للثقة :- طب ليه أنا عملت إيه غلط!!. أشار نحو سلمى موضحا :- الأستاذة سلمى بتقول إنك بتاكلي العيال الصغيرة .. وعاوزاكي معها في الحضانة قهقت سلمى مرحًا وصدفة لازالت تحاول استيعاب الدعابة انتشلتها سلمى من دهشتها، تعرض عليها وظيفتها الجديدة :- إيه رأيك يا صدفة تشتغلي إمعانا في الحضانة رفعت كفها بتحير تشير إلى نفسها تذكرهم من جديد بمقامها البسيط :- بس أنا معايا ثانوية عامة بس حركت سلمى رأسها بمعنى "لابأس" وفسرت متطلبات الوظيفة :- وماله يا صدفة إحنا محتاچينك في الإشراف وخصوصا أنك موهوبة في السيطرة على الولاد… سندس حكيتلي على اللى حُصل الصبحية أضاف صلاح بجدية :- خصوصا ما شاء الله الإقبال على الحضانة كبير أوى وأعداد الولاد بتزيد حثتها سلمى على القبول :- هاه جولتى إيه .. الفترة الچاية هنكون مشغولين في الدراسة وهنعتمد عليكِ في إدارة الحضانة .. يعنى محتاچين وچودك بچد فركت كفيها بسعادة، تلملم بسمتها بصعوبة وهي تنظر نحو صلاح السمرى ذلك الرجل الذي عاملها كابنة له طوال فترة عملها معه وأعادت الأمر إليه :- اللى يشوفه المهندس صلاح أنا موافقة عليه تبسم صلاح بلطف لذكاء تلك الفتاة وولائها إليه وقال بوقار مادحا :- لو عليا مش عاوز أتخلى عن موظفة شاطرة وشقية زيك ثم حدق في وجه سلمى البشوش يعزز طلبها :- بس أعمل إيه طلبات الأستاذة سلمى أوامر .. وكمان من الأفضل تكونوا بنات مع بعض في شغل الحضانة هتفت صدفة بحماس ردًا على كلامه ومعلنة عن قبولها :- متشكرة أوى يا باشمهندس .. ولك عليا كل يوم هعدي أصبح على حضرتك الأول ولو احتجتنى في أى مهمة أنا قدها ضحك صلاح بمرح بينما شكرته سلمى ممتنة :- متشكرة جوى يا چدى.. ربنا يخليك لينا آمنت صدفة بصدق رافعة كفيها إلى السماء قهقه صلاح وصرفهم بمشاكسة :- وبعدين يا بنات أتغر أنا بقي وسط البنات الحلوة ديه.. يلا ظبطوا أموركم وشوفوا هتمشوا الشغل إزاي ربنا يوفقكم ******. كعادتهن يتابعن ما يعرض على شاشة التلفاز لتمضية الوقت وكعادتها أيضا يجب أن تمر على منزل الجارحي قبل الولوج إلى منزلها اقتحمت المكان بفرحة وصخب لتخطف انتباههم عن شاشة التلفاز قفزت بجوار رئيسة تلتصق بجسدها وتحتضنها عنوة :- وحشتيني يا اجمل رئيسة لكزتها رئيسة بمرفقها تبعدها بدلال متمنعة غضبا وتأمر صبحية متجاهلة صدفة :- علي الصوت يا صبحية.. بدل الغاغة اللي حوالينا ديه مالت عليها صدفة تضع رأسها فوق كتف رئيسة تناغشها بشقاوة :- أنتِ زعلانه ولا إيه يا أماه نهرتها رئيسة معاتبة :- ولا أمايتك ولا أعرفك.. محدناش بنتة تجعد للمسا في الشارع يا ست المستوظفة طبعت قبلة على وجنتها تصالحها وصبحية تلومها بدورها :- صُح يا صدفة اتأخرتي جوى اليوم ..العصر عدى من زمن جلجنا عليكِ هتفت صدفة بسعادة ووقفت أمامهم تزف لهم بشري عملها الجديد :- أدوني (أعطوني) فرصة بس أشرح لكم أصل آآ تعالي صوت جارحي الذي عاد من العمل لتوه مقاطعا من أمام باب الشقة ينادي على صديقه :- تعالي يا رياض صدفة إهنا دلف جارحي وجلس على أقرب مقعد وتبعه رياض يقف على باب الشقة لائما :- أنتِ فين يا صدفة اتأخرتى كده ليه .. ومفيش حتى اتصال تطمنينى يا بنتى انقضت على والدها تحتضنه بقوة وبررت سريعا :- لسه واصله من شويه وجيت على هنا على طول وقبل أن يسأل والدها عن سبب التأخير كانت تتركه لتضع قبلة فوق رأس جارحي تمدحه :- يا وش السعد يا معلم جارحي جاور رياض صديقه يتسأل بتعجب عن حالة ابنته العجيبة :- حكايتك إيه يا بت أنتِ؟. لم تسلم بالطبع من لسان رئيسة التي قرعتها قائلة :- أهي من وجت ما دخلت علينا وهي كيف فرجع لوز إكده استدارت صدفة تتجه نحو رئيسة تحايلها وتطلب ودها، دست يدها داخل حقيبتها المعلقة فوق كتفها بشكل عكسي وأخرجت قطعة من حلوي العسلية وضعتها في يد رئيسة خفية هامسة :- طب كده لسه فرقع لوز برضو حدقت رئيسة في محتوى يدها وقلبت شفتها ساخرة من تلك الرشوة الصغيرة :- ديه بس.. طب على أيامنا كانت طولها ياچي تلاتة متر غمزتها صدفة تجادلها التى تتعمد شراء أحجام صغيرة حتى لا تتضرر صحة رئيسة :- احنا كده زمانا مفهوش بركة مصمصت رئيسة متحسرة على زمن فات :- صدقتي في ديه يا فرجع لوز ضحكت بسعادة ورياض يحثها على الحديث توسطت البهو ترفع كفيها في الهواء كمؤدى فوق خشبة المسرح هاتفه :- سمع هوووس… اسمعوا وعوا أخر الأخبار.. تم اليوم بحمد الله ترقيتي للعمل كمشرفة عامة بحضانة الجيل الجديد بناء على توصية ورغبة مديرة الحضانة الأستاذة سلمى السمرى ارتفع حاجبي جارحي دهشة :- صُح يا صدفة!!. هتفت تقلد لهجته :- صُح يا سيد المعلمين تلقت التهاني والمباركات ووالدها يتابع بسمتها المشرقة وسعادة عينيها وانطلاقها بعيون دامعة وقلب يحمد الله أن وجدت تلك الفتاة اليتيمة الوحيدة في الحياة عائلة تحبها وتستقر في كنفها كابنة لهم .. ولا يخشى عليها بعد اليوم أن يتركها وحيدة إن انتهى أجله في أي لحظة وبعد أن انتهت موجة المباركات وبعد أن تقبلت رئيسة الرشوة وبدأت في تناول الحلوى باستمتاع ورغم ذلك لم تنسى أن تستجوب صدفة باهتمام أم بابنتها :- بس برضك مجولتيش ليه التأخير ولا هتضحكى علينا بكلمتين؟. غمزتها صدفة بمشاكسة ترمى إلى ما في يدها من حلوى قائلة :- هما كلمتين بس برضو بينما حدق جارحى في وجه والدته مبتسمًا وهى تمتص الحلوى بتلذذ وصدفة تجيبها موضحة :- أصلى قعدت مع مس سلمى تفهمنى الشغل اللى هقوم به .. ومن بكره هستلم على طول هتفت صبحية باستحسان :- والله فرحتى جلبى يا صدفة .. هو في أحسن من الشغل مع بنات أحمد بيه أيد جارحى زوجته :- عندك حج يا صبحية .. إكده الواحد يكون مطمن على صدفة بزيادة لم يزيد رياض أو يتدخل في الحوار واكتفى ببسمته الخفيفة ومراقبته لسعادة ابنته وتلك القلوب الحنونة التي تحيط بها نهضت صبحية من مكانها معلنة اجتماعهم على الطعام :- هروح أحضر الغدا وأعمل حسابك هتتغدوا أمعانا يا رياض .. ولا هتعملى فيها الأستاذة يا ست صدفة تبعتها صدفة تداعبها بمرح وهي تتأبط ذراعها :- وأنا أقدر أقول لأ يا خالتى وهاجى أساعدك كمان يا قمر أنتِ مال رياض على جارحى يربت على ساقه برفق يؤيد كلام ابنته السابق بصوت متحشرج من تأثره :- البت صدفة عندها حق .. أنت وش السعد علينا يا أخويا من يوم ما دخلنا دارك وربنا سترها معانا وموسع علينا قبض جارحى على معصم صديقه يشد عليه مؤازرا :- مفيش الحديت ديه بين الاخوات .. والعيش والملح لهم حج يا أخوي تنهد رياض يحمد الله ويمتن لوجود صديق مخلص إلى جواره :- الحمد لله والله قلبي اطمن على بنتي وسطيكم.. دلوقتي أموت وأنا مستريح زجره جارحي بخشونة :- بلاه الحديت الماسخ ديه.. الداكتور طمنا وجال طول ما أنت ماشي على العلاچ وما تتعبش حالك هتبجي تمام أومأ رياض شاكرا الله ثم قال برضا :- الحمدالله على كل حال.. والله أنا بقيت احسن كتير والازمة مش بتيجي زي الأول.. واللي ريح قلبي أن بنتي لقيت عيلة وعزوه حواليها تشابكت كفوفهم بمؤازرة وفي قلب وعقل كلا منهما أمنية خفية غير مُفصح عنها بتتويج تلك الصداقة بالمصاهرة ******. في الموعد المحدد كان يدق جرس الباب محمل بحقائب الحلوى والهدايا لفلذة كبده الحبيبة انفرج الباب عن والدة بشرى ترحب به وتصحبه للداخل حتى غرفة الصالون جلست في مقابلة تعاتبه بنبرة هادئة :- كده برضو يا نصير مكنش العشم تطلق بنتى أبدًا ردد باقتضاب :- كل شئ قسمة ونصيب .. ونصيبنا وقف لغاية كده تنهدت بخفة وأشاحت بكفها في الهواء تحاول التأثير عليه :- طب والله ده شيطان ودخل بينكم .. نسمع كلامه ونمشى وراه بقا ونغضب ربنا ده أبغض الحلال يا بني توقفت نظراته عليها يحاول فهم ما ترمى إليه بحديثها بعد أن كان يشيح بنظره بعيدا عنها وهي تواصل حديثها وتكشف عن رغبتها :- أنا ما ردتش أتكلم قبل كده بس دلوقتى أعصابكم هديت وتقدروا تتكلموا وتتفاهموا .. ده بينكم عشرة وعيش وملح تفهم أن تكون تلك رغبة السيدة كأى أم تبغى مصلحة ابنتها ولكن الشك يساوره أنها قد تكون رسالة تحاول بشرى إرسالها له من جديد حركت السيدة يدها في الهواء تلفت انتباهه مستطردة :- طب حتى عشان بنتكم المتلطمة بينكم ديه.. أنت ما تتصورش كانت عاملة ازاى وبتسأل عليك يوماتى قطعت قلبى يا حبة عينى أرخى جفنيه آلمًا على الفتاة التي تحمل من أجلها الكثير ولكنه وصل إلى حافة النهاية ولن يستطيع المواصلة مع تلك المرأة ولو ليوم آخر نهضت من مكانها تقترب منه وتربت على كتفه برفق تحاول التأثير على مشاعره واللعب على أوتاره الحساسة المرتبطة بابنته الوحيدة :- أخزى الشيطان ورد مراتك مالكوش غير بعض .. عشان خاطر البنت الغلبانة بنتكم تتربى بين أبوها وأمها سحب نفس طويل وسأل بإيجاز :- هي كارما فين؟. ابتسمت في وجهه مؤكدة :- جاية حالا ديه منتظراك من الصبح.. أنا هروح أعملك حاجة تشربها وفكر في كلامى كويس تركته وحيدًا وذهبت أما في الداخل فكانت بشرى تلقن ابنتها الكلام :- ها عرفتى هتقولى إيه لبابا ولا أفكرك تانى أومأت الفتاة تؤكد على والدتها في عجلة راغبة في الخروج إلى والدها :- عارفة يا مامى .. هقول كل اللى قولتى عليه .. أخرج به بابا جه تمسكت بشرى بكتفى الفتاة بقوة تؤكد عليها :- تعيطى وتقوليله لازم نعيش مع بعض كلنا وإلا هتكرهيه وتخاصميه .. فاهمة أومأت الفتاة الصغيرة بفارغ الصبر :- أوكيه .. يلا نخرج لبابى بقا استدارت بشرى صوب المرآة تتأكد من مظهرها المتأنق وزينتها المتقنة :- هنخرج على طول أهوه كانت الدقائق تمر ثقال عليه وهو قريب وبعيد عن ابنته ولا يفصلهم سوى بضع أمتار قليلة دقات كعب عالى ضربت فوق الأرضية بإيقاع منتظم ولكنه لم يحيد بنظره نحوها فهو يعرف صاحبه الخطوة ولا يهمه رؤيتها صوت ابنته المُهلل هو ما دفعه للنظر بوجه باسم نحوها ووالدتها تقبض على كفها الصغير وتأبى أن تُطلق سراحها وهي تتقدم بجوار ابنتها بذلك الفستان الذي يصل إلى ركبتها ولا تكاد أكمامه القصيرة جدا أن تُخفى أي جزء من ذراعيها عند باب الغرفة أفلتت الصغيرة من قبضة والدتها منطلقة إلى أحضان والدها الذي أنخفض على عقبيه يتلقاها بين أحضانه ثم يقف يضمها بشوق جارف موليا ظهره لبشرى التي وقفت ترمقه بحاجب مرفوع غيظًا لتجاهله لها تشمم رائحة الفتاة ونثر قبلاته على بشرتها يطمئن عليها بوابل من الأسئلة والطفلة تتشبث بعنقه وتريح رأسها على كتفه وكأنها وجدت واحة الأمان والحنان التي تغفو مرتاحة النفس على شطآنه تأففت من وقفتها وهو يوليها ظهره متجاهلا وجودها فقررت قطع حبل وصاله مع ابنته وصدح صوتها مرحبًا بنبرتها الرقيقة المتدللة :- أهلا بك يا نصير أجابها باقتضاب دون أن يلتفت نحوها بل توجه إلى مقعده الذي كان يحتله منذ قليل وأجلس ابنته فوق ساقه، يحيطها بذراعه ويواصل حديثه معها توجهت بشرى بدورها تجلس على طرف الأريكة بأناقة واضعة ساق فوق الأخرى لتظهر ساقها بشكل جلى ونادت على ابنتها حتى تذكرها بحديثهما السابق بشكل خفى فقالت بنبرة تنبيه ما لبثت أن تحولت لرقة وهدوء مع ابتسامة طفيفة :- كارما .. انزلى من على رجل بابى يا حبيبتى وأقعدى جنبه اتكلمى معاها رفعت كارما عينيها إلى والدها متحيرة رفعت كارما عينيها إلى والدها متحيرة أتترك حضنه وتبتعد كما ترغب والدتها أم تظل بقربه فمال يُقبل جبينها يحثها على البقاء ماحيا حيرتها :- خليكى يا حبيبتى أنا مش تعبان .. طمنينى عليكِ بتاكلى كويس وتلعبى وآآ قاطعته بشرى ترفع حاجبها بامتعاض :- إيه الكلام ده يا نصير وأنا هجوع بنتى يعنى أجابها ساخرًا فهو يعلم جيدًا من يتولى مهمة الاهتمام بالفتاة :- لا ما أنا عارف إن جدتها بتاخد بالها من البنت كويس ازدردت ريقها بغيظ وقالت تحث الفتاة على سرد ما لقنتها إياه :- ما تتكلمى يا كارما وقولى لبابا .. أقوليله إنى بأكلك وأفسحك رمت الفتاة الصغيرة بنظره تهديد فقالت كارما كمن يحفظ أغنية هابطة :- أحنا هنروح معاك يا بابى .. أنا ومامى أنا عاوزه أروح بيتنا معاكم أنتوا الأتنين ونعيش مع بعض كلنا عشان مش أزعل منك وأخاصمك مسح على وجه الفتاة بحنو يتسائل بعطف أبوى :- أنتِ عاوزه تروحى معايا يا حبيبتى تدخلت بشرى في الحديث بلهجة مسكنة خافتة وكأنها تلوم الفتاة :- لا يا كارما ماينفعش .. بابى مش هيعيش معانا تانى وهيسبنا لوحدنا زفر بعمق ضجرًا ولأول مرة يرفع مقلتاه نحوها منذ دلفت وقال بلهجة حاسمة :- ممكن أقعد مع بنتى لوحدنا .. ده كان شرطى مع المحامى بتاعك يا مدام حدقت في مقلتيه حادة النظرات فأدركت أن لا فائدة من وجودها فهو لا يراها من الأساس على ما يبدو جزت على أسنانها بغل ونهضت من مكانها هاتفه في محاولة أخيرة لاستقطابه من جديد بصوت ناعم :- أوكيه هعملك فنجان قهوة بنفسى وخرجت تنقر الأرض بكعب حذائها كما دخلت أدار ابنته بين يديه يحتضنها من جديد يبث اشتياقه إليها ثم أجلسها بجواره وبدأ يعرض عليها الهدايا والحلوى تلقتهم بفرحة كبيرة وعلى حين غرة قلبت شفتها الصغيرة تعاتبه وكأنها تذكرت ذلك الموقف الغريب الذي تعيشه ولا تفهمه وقالت بشعورها الصادق تجاهه :- بابى .. بجد مش هتعيش معانا تانى أغمض جفناه بأسى، هذا ما جناه على نفسه وابنته باختيار زوجة غير مناسبة وعليه الآن مواجهة العواقب ولكن المعضلة الكبرى كيف يُجنب ابنته تلك المشاكل التي لا تفقه منها شئ احتوى كفها الصغير بين راحتيه يحاول أن يفسر لها الصورة بشكل أوضح :- كوكى .. أنا ومامى أطلقنا يعنى ما ينفعش نعيش مع بعض في نفس المكان .. لكن أنا دايمًا هكون معاكي وجنبك .. كل يوم هنتكلم في التليفون وكل أسبوع هاخدك أفسحك وتباتى معايا كمان جعدت جبينها مفكرة ثم تسألت بتعجب :- وليه ما ينفعش نعيش مع بعض تنهد بخفة ووضح بهدوء :- عشان ديه أوامر ربنا .. وأحنا بنسمع كلام ربنا مش كده ظهرت علامات الحيرة وعدم الاستيعاب على وجه الفتاة الصغيرة :- وليه ربنا يقول كده!!. تفكر قليلا يحاول صياغة الأمر بكلمات بسيطة حتى تستوعب الصغيرة :- بصي يا حبيبتي.. لما بابا وماما يزعلوا مع بعض جامد بيختاروا يبعدوا عن بعض ووقتها ربنا بيقول خلاص مش تعيشوا مع بعض عشان محدش يزعل من التاني أكتر مسح على شعرها بحنو يدقق في عينيها الصغيرة :- كل ما تكبري هتفهمي أكتر وأنا أوعدك دايما هتكلم معاكي وأشرحلك كل حاجة ابتسم في وجهها بحب يردف بهدوء :- المهم كوكي تسمع الكلام دلوقتي ومش تزعل من بابي أبدا لف جذعه يتناول أخر حقيبة بلاستيكية يخرج محتواها :- بصي بقا جبتلك إيه.. ده أيباد عشان كل يوم تكلميني فيديو كول أشوفك واطمن عليكي :- وااو ميرسي يا بابي ألقت بنفسها في أحضان والدها فرحة بهداياه لها في حين دلفت بشري ووالدتها حاملة لصينية الضيافة ووضعتها على المنضدة التي تتوسط الغرفة تسأل بمكر وبشري بجوارها تتصنع الخجل :- قهوتك يا نصير.. ها يا ترى فكرت في كلامي بدل نظره بينهما متعجبا من تلك البشرى التي على ما يبدو تحاول العودة إلى عصمته رغم كل اختلافاتهم وشجارههم وبالطبع ليس الدافع الحفاظ على الأسرة من التفكك ولكن الهدف إرثه من والده ضم ابنته تحت ذراعه بحنو يُصر على إجابته الوحيدة :- كل شيء قسمة ونصيب جحظت مقلتى بشرى غضبا وبدأت في هز ساقها بعصبية، تنظر إلى ساعة الحائط بعصبية هاتفه بتأفف :- هو المحامى اتأخر كده ليه!!. لم يعيرها نصير اهتمامًا وإنما أولى اهتمامه لابنته يحدثها ويعلمها كيفية التعامل مع الأيباد ليتواصلا سويًا ************ يتبــــــــــــــع | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|