|
مشاهدة نتائج الإستطلاع: اعادة نشر للرواية .. كم عدد الشخصيات الرئيسية؟ | |||
2 | 0 | 0% | |
3 | 0 | 0% | |
4 | 0 | 0% | |
5 | 1 | 100.00% | |
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 1. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
20-07-24, 05:56 AM | #21 | ||||
| متى تتخلص المى من هذا المتطفل الذي جلبته لها شرين امراءة اخو سيئة ولا تصلح لتكون اما وربة بيت راح تزين حالك ي اخوها صبرك بس شوي وتفلسك بدر لماذا تفعلين كل هذه المشاكل مع هارون ذلك الشهم الذي احببناه منذ بداية لقائكم وعابد مبين رجل استغلالي يستغل المواقف ليس لك سند ي بدر الا هارونك رنيم ماني عارفه ليش مستلمه سراج تهزيء بس تشوفه ما تخلي كلمة شينه ما تقولها والان وصلت للضرب | ||||
02-08-24, 12:03 PM | #22 | |||||||
| فراشات جمعه مباركة عليكم يتبع... الفصل العاشر **** كانت تركض وهي تنظر خلفها وصوت يتردد حولها بالمكان، لكن رغم خوفها من الظلام كان خوفها من الصوت اكبر، ليعلوا هذا الصوت اكثر " يا حبيبة عمك الي اين تذهبين ليس هناك مفر مني هيا تعالي الي عمو .. سوف اريحك من المك واطمئن خوفك "، لتحاول الصراخ لكن وجدت لسانها ثقيل وصوتها صامت لتصارع الفراغ وهي تشعر بمن يكبل ذراعها لتسقط فجأة في حفرة عميقة الظلام لتشهق من نومها وهي تجد رنيم تمسكها بقلق وهما الاثنان مفترشتان الارضية بجوار الفراش " ماذا حدث .. لما نحن على الارض بذلك الشكل "، كانت تجلس معتدله وهي تنظر نحوها بدهشة " الا تعلمين حقاً .. لقد كنت تصارعين الفراش حرفياً .. اظنك كنت تراين كابوس لذا حاولت ايقاظك لكنك ظللت تضربين يدي ووجهي حتى سقطنا على الارض بذلك الشكل "، لتجلس كلتاهما على حافة الفراش، ورنيم تقترب منها وهي تربت على ظهر بدر بحنو بالغ " الا تتذكرين ما رأيتي ؟؟"، ليمعتض وجه بدر وهي تشعر بجسدها يقشعر من الاشمئزاز، لتهز رأسها بنفي وهي تضع رأسها على الوسادة بصمت، لتتركها الاخيرة وهي تتجه نحو فراشها لتعاود النوم قبل اول شعاع للنهار، كانت بدر تنظر نحو السقف، لتستعيد ما سمعته ورأته لتشعر بتجمد جسدها كاملاً وهي ترى ذلك الوجه القمئ يتمثل على جدار السقف لتلتفت بسرعة نحو وجه رفيقتها النائمة وهي تتنهد بألم هامسة " هل سينتهي ذلك الالم يوماً .. ام سيُنهي حياتي اولاً..احياناً اشعر انه كتب علي الا اعيش كباقي البشر .. لا استطيع ان اسعد سعادة كاملة .. لم احصل على طفولة جيدة بل تشوهت ذاكرتي بالكامل .. انني لا اعترض يالله لكنني اتسأل .. هل اذنبت .. هل عندما كنت صاحبة سبع سنوات اذنبت او اخطأت لأعاقب .. لأري ما لا افهم ليعاقبني الجميع حينها على ما افهمه"، لتتذكر حينما علمت والدتها ووالدها بمحاولات عمها للتعدي عليها، وياللشتان بينهما، لتري بعين خيالها ذلك اليوم كأنه يحدث مره اخرى امامها، كان والدها يقف بغضب عاصف ووالدتها تقابله بصراخها " كيف تجرؤ يارجل .. اتبرء اخاك وتتهم طفلتك الصغيرة .. طفلتك التى منذ ثلاث اعوام خلعت حفضاتها وخطت اول خطواتها .. اتصدق اذنك ماتقوله يا حثالة الرجال .. ان لم تفعل انت وعائلتك شئ بأخاك الفاجر فسوف اقتله امامكم جميعاً .. ان كنت تخاف بطش عائلتك فانا لا يعنيني سوى امر طفلتي هل تفهم "، ليرفع يده وهو يصفعها بقوة " هل جننت .. تركتك تهرتلين بكلماتك البذيئة في حقي وحق اخي وعائلتي لكن هنا وكفي .. هل تكذبين الكذبه وتصدقينها .. كيف اصدق خيال طفلة ها .. ما ادراني من تقلد لتخبرنا بذلك .. انها تربيتك ياهانم .. لا تلومي احد بسبب حديثها سوى نفسك .. كلمة اخرى سوف اطلقك ياحنان "، لتستقيم ببرود وهي ترفع يد الهون من على حافة المطبخ لتضربه بها صارخه " انا التي سوف اطالبك بطلاقي يافاسق .. انت لا تصلح ان تكون ابوها .. نعم اخطأت حينما اخترت رجل مثلك ليكون زوجي وابو اولادي "، ليركض حتى باب البيت وهو يصرخ بألم والدماء تسيل من رأسه " انت طالق بالثلاثة .. انا المخطئ حينما عارضت امي لاتزوج مجنونة مثلك "، لتغلق الباب بقوة خلفه وهي تترك الهون من بين اصابعها ليدوي صوته القوة على الارض، لتجلس جواره بأنهاك لتجد فتاتها الصغيرة تقف بجوار اطال باب المطبخ، لتشير لها بالاقتراب فارده يديها لتستقبلها بين احضانها، لتركض الصغيرة " امي هل انا فتاة سيئة كما قال بابا ؟ "، لتدمع عين والدتها بألم " قطع لسانه ياحبيبت ماما .. ليس هناك مثلك في الدنيا يابدورة قلبي انتِ .. لا تلتفتي لكلماته سوف ننساها ياصغيرتي .. اخذ الشر وغار من حياتنا "، لتعود بذاكرتها وهي تشعر بدموعها تغرق وجهها، لتتذكر ان كلتاهما لم تنسي ماحدث يومها، حتى ان والدتها من فرط ألمها بعدها توقف قلبها، لم تنسى هي ولم تستطيع مسامحة نفسها بعدها رغم تعايشها على كل ماحدث وان ماقد كان لم يكن يوماً بأرادتها، لقد كانت اضعف من الاعتراض واكثر براءه من الفهم واكثر خوفاً من البوح. **** بعد شهرين .. هل خلقنا ياحبيبتي لنتألم، هل كتب على حواء الشقاء والويلات مادامت تحيا صدقاً حتى لو كانت ميته حتى.. كانت تجلس على اريكة منزلهم الصغير بتجمد ساهمة في الفراغ، لتأتي بدر وهي تجلس جوارها لتضع رأسها على كتفها بصمت، كأن الدنيا بين يديهما لا يوجد شئ فيها تجعلهم يركضون، ليخترق الصمت صوت جرس الباب لتركض رنيم من غرفة الطعام نحو الباب قبلهما، لتبتسم بتوتر نحو الواقف " لقد اتيت بسرعة ها .. تفضلا بالدخول "، لتقف بدر فجأة وهي تنظر بصدمة نحو الواقف في منتصف الصالون، كادت تندفع نحوه حتى رأت رجل كبير بالسن خلفه يظهر عليه الوقار ورنيم تنظر نحوها بحده محذره، لتتحدث رنيم معرفه اياهم " هذا هو السيد جلال المحامي يا ألما .. سوف يكون معنا في تلك الجلسة حتى لا يكون هناك ما قد يأذيك .. لذا سوف نترك له هو النقاش مع محامي اخاك .. حسناً ياصغيرة "، لتهز الاخيرة رأسها بموافقة دون حديث لتعود للجلوس بركن نائي بجانب الارائك، لتمر ثواني حتى استمعوا لرنين الجرس مره اخرى لتنهض بدر تلك المره لتفتح الباب لكن قبل ان تصل كان يعترض طريقها هارون، لتنظر نحوه بأستنكار " ماذا تفعل انت .. ابتعد عن طريقي لأفتح الباب "، ليشدد على الاحرف وهو يناطحها " بل سأفتحه انا .. ان كان اخاها سوف اجعله يخاف قليلاً .. لذا عودي انا لست خيال مأته هنا "، لتتأفف وهي تضرب الارض بقدمها وهي تقف للخلف تاركه اياه يفتح الباب للطارق، لتبتهج وهي تندفع نحو الزائر " لم تتأخر اشكرك جداً انك لم تحرجني واتيت ياسراج"، لينظر للداخل بابتسامه حاده وعيناه تقع على الجالسة بغضب وجسد مشدود، كانت تبعد عينها عنه بلامبالاه، ليعاود النظر نحو بدر " لا اقدر على خذلانك ياجارتي العزيزة .. تلك هي مهام الجيران يقفون جوار بعضهم حتى ان لم يعلموا السبب "، ليغمز لها بنهاية كلماته، لتضحك بدورها " سوف تعلم اليوم كل شئ .. توقف فقط عن الفضول والا اخبرت السيدة الجميلة والدتك حينها ستعاقبك ها ؟"، ليضحك وهو يبتعد عنها " لالا اتفقنا سأتوقف ان كنت سأعلم اليوم "، ليلتفت نحو الواقف جواره ينظر نحوه بحده، ليمد سراج يده بادئاً السلام، ليضع هارون يده في اليد الاخر وهو يشد عليها بحزم " اهلا سيد سراج "، ليرد سراج بسخرية وهو ينظر لعرض كتفاه وهو يتمتمم " بل اهلا انت ياسيد ؟ "، لتقترب منهم رنيم وهي تردد بسخرية مشيرة لوقت سابق بينهما " انه هارون .. الا تتذكره مابال ذاكرتك يااستاذ سراج "، ليتجاهل تقريعها وهو يلتفت لها بأبتسامة ضاغطاً على نواجزه " ولما استاذ نحن جيران واهل .. ويمكننا ان نكون اصدقاء لذا يكفي سراج يا رنيم "، لتقصفه بحده هامسة فلا يصل لاحد غيره " انت مجنون ان كنت تظنني سوف انسى ماقلته بحقي .. بل وكيف تبجحت في وجههي .. كأنك صاحب فضيلة وانا الخطيئة اقف امامك للتتبرأ من افعالها "، ليرتد رأسه للخلف بصدمة من هجومها وكلماتها اللاذعه لينظر نحوها بحرج " انتظري يارنيم يجب ان اقدم مبرر لك لا تغضبي "، لتلتفت نحوه وهو يقف على بضعة انشات منها، وهي ترميه بأسهم عنياها الحارقة واضعة اصبعها امام عينيه مهدده اياه " ان كانت بدر لجأت لك اليوم فذلك من قلة حيلتنا امام شخص عديم الانسانية يسمي اخ اصغرنا .. رغم انني قادره على التصرف .. فلست انا من اخشي رجلاً مهما كان .. لكن ان حكمت الظروف واجتمعت ضدي فلن الجأ حتى اليك حينها .. لذا لتجلس مؤدياً ما أتيت لأجله او ترحل لايهمني امرك شئ "، لتتحرك جالسة جوار المحامي وهي تهز قدميها بعصبيه تمكنت من جميع خلاياها، حتى انها في تلك اللحظة لو رأت حامد الاخ الاكبر لألما لأردته من غضبها قتيلاً، لتحاول التنفس بهدوء وهي تنظر نحو ألما المنكمشة في ركن قصي، لتغمض عينها بألم وهي تهمس لذاتها بتسليم " هل كتب علينا نحن بنات حواء الشقاء .. ام ذلك قدر انزلنا الينا فقط .. الن يسعد قلبنا دون زيف .. الن نجد مايعوض قحط ايامنا يوماً!! "، لتجد من يجلس جوارها مربته على يدها " لا تخافي لن يحدث لي شئ "، لتكمل ضاحكه بمرار " وهل بعد تلك المهانة شئ.. جميع اقراني يخشون العام الاخير والنتيجة وانا اخشى اخي .. اخر من تبقى في عائلتي.. صدق من قال لا سند بعد الاب "، لتتنهد كلتاهما وهما ناظرات نحو الواقفة امامهما جوار الباب مع كلا الرجلين، ليرنو الصمت البيت بأكمله كمن يقف على رؤوسهم الطير، حتى تكهربت الاجواء حينما دق باب المنزل فجأة، لتسرع بدر للباب حتى امسك رصغها هارون وهو يلقيها بنظرة ساخطة ليقاطعهما مرور ألما نحو الباب وهي تفتح الباب محيه الزائرين " تفضلوا نحن كنا بأنتظاركم "، ليرفع الرجل منديله ماسحاً عرق جبينه بتعب " لقد كان السفر بالقطار طويل وخانق عذراً على التأخير .. انا المحامي عبدالموجود.. حاضراً مع السيد حامد "، ليقاطعه الرجل الاكبر سناً بالخلف مبتسماً " يارجل نحن لسنا في المحكمة العليا تلك جلسة وديه فقط "، كانت حينها تقف متقابله امام اخاها ومشاعر جمة تموج داخلها، فرغم ما ألت اليه احوالها بسببه الا انها لا تتذكره سوى اخاها الاكبر من ساند يدها في خطواتها الاولى فقد كانا والديهما كبيران بالسن، فلم يهتم بها سواها، ليدخل حامد نحو الصالون متجاهلاً الواقفة وعيناها تموج بحزن الحنين، لتنظر هي نحو ظهره وهويسير مبتعداً متنهده بسخرية " ماذا كنت تنتظرين ان يأخذك بالاحضان ويخبرك ان كل مافات مات ونحن ابناء اليوم .. لتعودوا اخوه متحابين.. افيقي يا ألما مابني بينكما هو سور ضخم لن يقدر على هده عناق واعتذار "، لتتحرك مع الجميع نحو الارائك متخذين اماكنهم بصمت، لتمر الثواني دون ان يبادر احدهم بكلمة، حتى وقفت بدر بتوتر " سوف احضر بعض القهوة "، ليتحدث حامد بعجرفة حاده " نحن لم نأتي هنا للضيافة .. اتينا في مهمة واضحه .. اظن ألما تعلم لما اجتمعنا لذا لنوفر علينا وعليكم الشرح الطويل "، ليتحدث السيد جلال قاطعاً اياه " بل سوف تخبرنا شارحاً الان ماتريده وماطلبته من اختك الصغيرة .. لنرى كل مطالبك وما سوف تنفذه او تريده هي فقط "، ليجيبه بحنق " لما نعيد ما اتفقت معها عليه الان ؟؟ "، ليغلبه السيد جلال بالحجه " حينها لم تجيبك الانسة الصغيرة بالموافقة او الرفض لذا عليك اعادة صياغة ماتريد.. ليتفق كل طرف على مايناسبه "، ليجلي حلقه وهو يسرد ماطلبه " سوف احصل بالتنازل على ارث ألما من والدينا .. نعم انا الوصي عليها لكن التنازل لن يجعلها تناله حتى بعد سنها القانوني .. هذا ثمن خروجها عن طوعي ..لم يعد يهمني ماتفعله مادامت وصلت لهنا .. فقد اخبرت جميع اهلنا وبلدتنا انها ماتت"، كانت الفتاتان يجلسان بتحفز يودان قتله من صفاقة كلماته ومطالبته بباطل يظنه بوقاحته حقاً، ليحاول السيد جلال التحدث، لتجيب ألما بهدوء " لك كل ارثي ماعدا بيت المدينة هنا .. لقد اشتراه ابي لي املاً ان اسكنه معه حينما اتي للدراسة لكنك اغلقته ولم احصل على مفتاحه .. لذلك هو لي ولك كل الاموال والاراضي وال****ات الاخرى "، ليحاول الاعتراض بغضب اهوج، ليسرع السيد عبدالموجود بالحديث " حسناً يا انسة ألما لك ماتشائين .. هكذا لا يجعلك تطالبين السيد حامد بأيه اموال"، لتردد ساخرة وهي تلقي اخاها نظرة حزينة " لا لن اطالبه بمال .. لم اطالبه يوماً بشئ "، ليرفع حقيبته وهو يخرج بعض الاوراق ويضعها امامها " هذه اوراق التنازل .. تفضلي "، لتنظر نحو الجميع بتوتر فجأة، ليقاطع المحامي هارون وهو يأخذ الاوراق ويعطيها للسيد جلال " لترى سيد جلال ان كان هناك تحايل بالاوراق .. حتى نضمن حق ألما "، ليؤكد الاخير " بالتأكيد .. لكن نريد عقد الشقة ليكتب به تنازلاً حتى لا يطالب هو به مره اخرى "، لتنظر نحو اخاها بسخرية " من الافضل الا تعلم زوجتك عن البيت الذي اخذته انا .. ذلك ليكون بصالحك انا لا يهمني ان علمت او لا "، ليتغضن جبينه بحنق " لا افهم ماذا تعنين ؟؟ "، لتطيح بيدها في الهواء بلامبالاه " لا تتدقق .. في الغد القريب ما اقصده يااخي العزيز سوف تعلمه .. لذا لا تفرط في مال ابيك وتعب ايامه لأجل احد .. مادمت قد استحوذت عليه فلا تبعثره ابداً "، لتعود للخلف مستنده على ظهر الاريكة بأسترخاء بعيداً كل البعد عن حالتها ومايموج من حزن داخلها، ظل كلا المحاميان يتشاوران ويقرأان الاوراق والجميع يجلس بحالة ترقب الا هي تنظر حولها وتشعر ان كل مايحدث لا يعنيها بشئ، ليقترب منها سراج وهو يضع الورقة والمفتاح امامها ناظراً نحوها بأبتسامة مشجعه " هيا امضي اسمك لتكون الشقة ملكك من الان ياصغيرة "، لتجيبه ببسمة ضعيفة لم يصل اثرها لعينها، لترفع القلم وهي تكتب اسمها واسم ابيها، بذلك العقد السوري حتى تتم السن القانوني فقط، بعد نصف ساعة كان البيت خلا من الجميع من سواها هي والفتاتان، لتتجه نحو غرفتها لتعلم بدر انها ستتخذ الصمت منهجاً لايام فما مرت به لاشهر لم يكن سهلاً، سوف تحاول التأقلم على الخيبة، خيبة تنال كل رقيق هين لين لا يفقه في بشاعة البشر شبراً. **** في مدينة اخرى.. كان يجلس مع رفقته وهم يشعلون اعقاب السجائر وصوت قرع الاكواب يعلوا عن اصوات ضحكاتهم العابثة، ليقاطع جلستهم صوت احدهم " ماذا فعلت يابسام مع ابنة شيخ قريتنا ها .. هيا اخبرنا لا تداري انجازاتك "، كانت تعلو ابتسامة لعوب وجهه وهو ينفث دخانه بالهواء " لم افعل شئ بعد .. انني اسوي قلبها على نار هادئة حتى تأتيني صاغرة .. تفعل ما اريد واشاء دون ان تتدري سوى طاعتي ورضاي "، ليجيبه الاخر بدعابة " اذن لا تنسانى من الحب ليكن لنا منه جانب .. نحن اخوتك يابسوم "، ليجيبه بقرقعة كوبيهما معاً " بالطبع سأشارككم اي غنائم .. فأنتم اصحاب السوء "، لتعلوا ضحكات الجالسين بحماس وتأييد، بل وبأنتظار ولو طال، كان يترك جلستهم وهو يرفع هاتفه بعيداً عنهم، ليتهامسوا بخبث وهم ينظرون نحوه، كان هو يجيب بسرعة مندهشاً " هل اشتقت لي بتلك السرعة ياشوشو .. ماذا حدث "، كانت تهمس له بحده " توقف عن غبائك وكلماتك البذيئة تلك انا لست فتاة بالشارع .. انا مخطئة لانني احادثك تافهه مثلك "، ليحايلها بصوت هادئ " هيا ياشرين ما الذي جعلك تتصلين بعد مواعيدك الرسمية "، لتتأفف بسأم " لقد أتى اخاها الان وهو يحمل اوراق التنازل .. لكنه ليس بطبيعته .. كان يجب ان يكون مبتهجاً .. هناك شئ حدث لم يخبرني به "، ليجيبها ساخراً " هل اتصلت بي الان بعد منتصف الليل تشكي زوجك .. اغلقي ياشرين لا تعكرين مزاجي لا تنقصك "، لتصرخ بأذنه فجأة " ايها الاحمق ولما اتصل بك لاشكو لك بالاساس .. انا اخبرك ان هناك ما حدث معه هو واخته المعتوه .. لتذهب وتحدثها واعلم منها ماذا حدث بينهما يا غبي "، لتنهي تقريعها وهي تغلق الهاتف بوجهه، لينظر مصدوماً الي الهاتف " لقد اغلقت بوجهي .. ومادخلي انا بكل ذلك الصداع اووف "، ليتحرك عائداً نحو صحبته دون ان يبالي بطلبها، **** اتذكر انني عندما حصلت على فرصتي الاولي لم اتنازل عنها بل استغللتها بأقصى درجة حتى لا اندم يوماً انني حينما جائتني فرصتي لم احاول انجاحها، هكذا دوماً اتعامل مع فرص البشر، احاول الف مره حتى افقد انفاسي بل حتى يتوقف قلبي عن النبض لأجلهم، حينها اعلم انني حاولت بكل ما أوتيت من طاقة لدي. مع بداية عامها الجامعي الاول .. كانت تلتفت حولها في ذهول من كل ماتراه، كأنما كانت تعيش داخل قوقعتها لا تعلم ما خارجها شئ من الدنيا، اما هنا على ارض تلك الرقعة ترى العجب العُجَاب، لتصطدم فجأة بفتاة علمت من صوت تأوها " ااه .. هذا ليس ماتخيلته ان تصدمني فتاة "، لتنظر نحوها ألما بصدمة " فيروزه!!!! .. يابنت ماهذه الصدفة الجميلة "، كانت الاخيرة تنظر نحوها بحنق ضاحك " اخرسي يا ألما لقد دمرتي خيالاتي بالوسيم الذي سيصدمني ويقع بأعجابي من اول نظرة "، لتكمل بابتسامة مشرقة " لقد قصدت تلك الصدفة اتيت هنا لرؤيتك لقد تحدثتي للمعلمة لمعرفة اي كلية سوف ترتادين "، لتتمتمم ألما بسخرية " وهل رأيتي احلامي اين ذهبت بي في النهاية .. كلية العلوم .. دمار للبشرية "، لتخبط فيروز كتف ألما " ماتلك النبرة البائسة .. انا معك بها ذلك سبب كفيل بجعلك سعيدة عمرك كله "، لتبادلها الضحك بتسائل " اراك بخير الان .. رغم عتبي عليك لم تخبريني بحالتك .. لاتفاجئ مثل الجميع بخضوعك للعملية .. لكن ليس مهم ابداً المهم هل انتِ افضل الان "، لتبتعد عنها فيروز بمسافة وهي تفرد قامتها " الا ترين لقد ازداد طولي الان واصبحت بطولك .. ذلك دليل كافي على اني بأفضل حال "، لتسيران معاً نحو قاعة المحاضرة الاولى، وكلاً منهما لا تعلم ماذا ينتظر خلف ذلك الباب، في نهاية اليوم .. كانت تتحرك كلا الفتاتان بأنهاك مغادرات اسوار الجامعة، لتقف فيروز فجأة عند اول منعطف " اراك غداً في نفس الوقت امام الجامعة اذن يالومي ؟"، لتبتسم الاخيرة رغم ارهاقها وهي تنظر لصديقتها اللطيفة "نعم بإذن الله يافيروزه .. الي اللقاء ياحبيبتي "، لتسير كلاً منهما في طريق، كانت ترفع هاتفها وهي تجد بضعة رسائل من رنيم وبدر ورسالة بالنهاية من بسام، لتسرع في فتحها والاجابة عليها بسعادة وزهو : كيف حالك لقد اشتقت اليك .. اين غبت كل تلك المدة هل انت بخير طمئن قلبي ؟، كان يجلس ببرود وهو يشاهد لهفة رسائلها حال عودته، ليجيبها : وانا ايضاً اشتقت لك يالولو .. لدي مشاغل ياحبيبتي امور العمل وماشابه .. اخبريني كيف حال اول يوم جامعة ها .. احذري فانا اموت غيرة عليك فلا اريد تساهل مع الشباب هناك، كانت ترسل له بوجه ضاحكة سعيدة : لا تقلقي انت تترك هنا رجل لا يهوى الملاوعه .. لذا ياحبيبي عليك الا تغار بسببي، ليضحك ساخراً وهو يكمل : يالولو انا اغار من كل عين تراكِ وانا لا استطيع .. بل احقد علي جميع من يراك وانا لم اراكِ ، لتجيبه بهيام وهي تردد : سوف ارسل لك اول صورة لي في الجامعة .. لكن ان لم تعجبك لا تحرجني، كان يشعر بالحماس فهي الفتاة الوحيدة في بلدتهم لم يلمح طرفها يوماً، ليجيبها : لا تقلقي ياحبيبتي مهما كانت الصورة فلن تهز حبي لك ابداً، لتمر ثواني وصورتها تظهر في شاشة المحادثة لينظر لها بصدمة وعيناه تحدق بها بعدم تصديق؛ لقد كانت قطعه من السماء ببياضها الشاهق وعينها البنية التي تقفز داخلها طفولتها اللذيذة اما شعرها فهو سوف يكتب عنه اشعار هو يعلم ذلكـ، لترسل له بقلق : ماذا حدث يابسام .. الم تعجبك الصورة .. سوف امسحها اذن انساها ان كانت بذلك السوء، لم يلحق على الاعتراض وهو يجدها قامت بحذفها، ليهدأ من ضجيج قلبه وهو يجيبها متنهداً : لقد كانت فاتنة .. انتِ خارقة الجمال لم ارى مثلك يوماً .. تملكين براءة لم اصادفها حتى اليوم، كانت تنظر نحو رسالته بأرتباك وهي تشعر بلهيب وجنتها لترفع يدها وهي تمسح وجهها بتوتر : مم .. لا اعلم ماذا اجيبك لم يخبرني احد بهذا الكلام يوماً .. كنت اظن نفسي دوماً عادية بل اقل واكثر، ليقاطعها : لا تقولي هذا عن نفسك او شكلك ابداً من اخبرك بذلك او اوصل لك ذلك الاحساس فهو غبي لم يراكِ مثلما رأيتكِ، كانت تغلق الهاتف وهي تضعه فوق قلبها كأنه سوف يسمع وجيبه المتسارع من فرط سعادته، كانت تريد السير بين البشر لتخبرهم كيف هي سعيدة بل متخمة السعادة تشعر نفسها كمن ينام فوق السحاب، كأنها اصبحت عصفوراً بين هفيف الاشجار تسكن أينما تكون الريح تطير، كتلك الورود جوار النهر تقبلها الشمس كل صباح فتتفتح بكل حب الدنيا، | |||||||
02-08-24, 12:07 PM | #23 | |||||||
| فراشات الفصل الحادي عشر وقلبي عصفور بين يديك وياليتك تترفق بأجنحتي الضعيفة فما أمنت يديك إلا وانا كلي ثقة **** بعد عامين .. قبل الحادث بأشهر قليلة وانا ياسيدي لم اكن املك قلبي وبالتبعية لم املك ثقتي بالناس، كنت ارنو نحو البشر بتخوف دائم، الا تعلم كيف يعاني المقطعون من عوائلهم او الضحايا من الاعتداء، لاخبرك لانك لن تعلم يوماً، انا مررت بالاثنان معاً، كأن القدر لم يكن يكفيه مأساة طفلة تخرب دنياها بيد اقاربها بل تحرم من بيتها الدافئ، واليوم ها انا ذا اقف امام الحب بجهل، لا اعلم اهو صادق ام مجرد كذب مقنن، لكن عناداً بالقدر اكثر سوف اسير نحو قلبه الذي اختارني، سوف اجبر الدنيا وحالي على تقبله رغم ان قلبي لم يخفق له، سوف امنحه ثقتي اللامشروطة يكفي بقائه لاعوام جواري، سوف اتنازل كما تنازلوا عني يوماً. كانت تجلس بجواره وكلاهما صامت من هول الموقف، الا يقال ذلك في الاحداث الكبرى، وهو كذلك حدث جلل لم يحدث لها قبلاً بتلك الصورة المفزعة!! لتردد بصوت ابح " اخبرني انها احدى مقالبك السخيفة .. سوف اضحك عليها بالنهاية "، ليجيبها مصعوقاً " اتستهزئين بمشاعري .. انا اخبرك بحبي لك وانتِ تقولين مقلب .. الا يمكنك اخذ الامر على محمل الجد مره .. فأن كان جوابك الرفض سوف اتفهم ذلك "، ليقف وهو ينوي الرحيل عنها لتقف بدورها وهي تمسك رصغه بسرعه " لم اقصد ذلك ياعابد لكن انت تعلم حينما اخبرتني منذ عام بأعجابك ظننته مجرد شعور لحظي قد انتهي .. لكن ماتخبرني به الان صدمني لا اقصد اهانتك ابداً "، ليتنفس الصعداء وهو ينظر مبتسماً نحوها ويده تعانق يدها " لا يهمك يابدر اتفهم تخوفك .. فأنت قد يراك الناس قوية مندفعة لكنني اعلم انك كالعصفور الصغير تخشين التحليق وكل شئ جديد لا تعلميه يقع تحت طائلة عدم الاقتراب "، لتبتسم نحوه بتوتر ودقات قلبها تتعالى كناقوس الخطر، لتحاول ابعاد يدها عن يده ببطئ " اه .. حسناً .. هل يمكنك ترك يدي فقط لنجلس "، ليجلسا متقابلان هي تتلفتت حولها بتوتر وهو يحدق بها بسعادة، تفكر هي بالهرب ويفكر هو كم تلك اللحظة اسعد لحظات حياته كلها، كانت رنيم تقترب من جلستهما بتحفز " بدر هل تنتظرين شئ .. سوف اغادر للمنزل ستأتين معي ام لا "، لتقف الاخيرة وهي تنظر نحو عابد بتردد " سوف ارحل هل يمكننا ان نكمل حديثنا في وقت اخر "، لتجيبها رنيم ساخره " لما فلتكملي حديثك امامي هيا .. ليس هناك احد غريب هنا .. ام لا تريدين ان اعلم؟؟ "، لتقف بدر بسرعة وهي تجيبها بتعلثم " دعينا نغادر ليس هناك شئ مهم يقال "، لتنكزها رنيم بقوة وهي تتحدث من بين اسنانها " هيا تحركي معي اذن ياانسة يالطيفة "، ماكادتا تتحركان مبتعدات عنه حتى وقف هاتفاً بقوة حتى التف نحوه العديد ممن كان يسيرون " بدر انا لا اخبرك انني اريدك لتكملي معي الباقي من عمري .. لا القي نكات اليوم لكنها حقيقة مشاعري نحوك .. لذا ارجوك لتتفهمي ذلك ولا اريد جواب الان سأنتظر .. كما انتظرت دوماً .. فمن يحب لا يمل الانتظار ابداً "، كان الجميع يهتف بحماس لذلك المشهد وهي تنظر نحو بصدمة محاولة الابتسام او حتى اخراج صوتها، لتقاطع ذلك الهتاف بحده رنيم وهي تمسك بيد بدر بقوة " حسناً هل انتهيت من ذلك العرض المبتذل .. لنرحل هيا "، لتتحرك كلتاهما حسب سرعة خطوات رنيم والاخيرة تتحرك خلفها بقوة الدفع وهي هائمة غير واعية لما يحدث حولها حتى انها مرت بالقرب منه لم تنتبه حتى لعينيه التي تطلق الشرار بحق، ليقف هو بدوره ينظر نحو رحيلها وهو يتمتم بغضب حارق يلهب احشائه ويود لو يحرقهما به " هل كان علي القدوم اليوم لأري تلك المهزلة .. كأنني اتي اليوم لأعذب نفسي فقط .. انت كنت تشتاق لها كالأحمق وتحججت بشهادة تخرجك لتراها فقط .. وماذا كانت النتيجة انكوي الفؤاد وضاع "، ليعترض طريقه احدي زملائه القدامي " ياهارون هاي يارجل لم يراك احد منذ غادرنا .. كيف حالك لقد اشتقنا يااخي "، ليحاول الابتسام بتكلف وهو يجيبه " بخير حال .. كيف حالك انت والجميع الان "، ليبتسم الاخير ساخراً " ماذا تظن نحن عاطلون على قارعة الطرقات .. لكن من اين تعلم يارجل فأنت منذ سنوات دراستك تعمل لدي والدك ماشاءالله .. ما لك بالعاطل "، ليقطب هارون من بين حاجبيه وهو يردد بمراره لم يسمعها الاخير " نعم عمل مقدم على طبق من ذهب بكل سهولة لا اعلم كيف يكابد الاخرين امثالك .. لم اعاني لاحصل عليه .. بل جلست على مقعد المرؤس من اول يوم "، ليترك زميل دراسته ببرود ويرحل وهو يتذكر كيف اجبره والده حتى وافق بالنهاية وحتى حينما وافق جعله يعمل اقل من اقل عامل لديهم حتى اصبح الان مجرد محاسب بين المئات وكان ذلك منذ ثلاث اعوام فقط لأجلها والان هو يستمر ليتذكر ان التي وافق لأجلها على تلك المهانة رحلت وتركته بالعراء، يردد كثيراً كل ليلة بينه وبين نفسه لما لا ينساها بل لما لا يقتلع قلبه لكي يتوقف عن حبها يوماً بعد يوم اكثر واكثر، هو الملعون انه يظن انها تحبه وتعاند لو سمعه احدهم انه احمق ومدله بعشق لا رجا منه، ليجلس داخل سيارته وهو يدير المذياع تاركاً له حرية اختيار اغنية اليوم، ليكون يوم عيد لقلبه الملتاع، متيم أنا فيكي يا كل كلي.. ليغلق المذياع بقوة وهو يزفر الغضب حتى احترقت معه ذرات الهواء حوله، يقسم انه لو رأها الان لاقتلع خصلاتها الغجرية التي تشبه لفائف الهدايا او قام بأقتلاع عينيها الكاذبتان حبابتها الذهبيتان صاحبة نهاره وشمسه، ليغلق عينه وهو يضرب رأسه بقبضته لعل تفكيره بكل تفصيل عنها تكف عن التدفق بتلك الطريقة، الا يوجد طريقة للنجاة منها!!! **** هل تعلم من الاحمق، ذلك الذي يترك قلباً مثل قلبي ويدعسه، لم تكن الحماقه هنا في رحيله بل في تجاهله تواجدي كأنه بقادر تعويض حبي الكبير بقلوب السائرين، ولكنه لن يجد مثيل ابداً. كانت ثلاثتهن يجلسن بسكون رغم اختلاف نظرات عين كلاً منهن، فحينما كانت بدر تنظر للفراغ ساهمه كانت ألما تنظر بهيام حالم نحوها فما كانت من رنيم سوى النظر لكلتاهما بغضب عاصف، " هل سوف تتحدثين الان ام اخرج الاعتراف منك بالقوة .. انظري لي لا تظلين صامته هكذا .. لا تجعلين اجن يافتاة "، لتردد ألما بعيون سعيدة " كيف لها ان تنطق بحرف دعيها الان يارنيم هي هناك غائبة عند تلك اللحظة حينما وقف كالعاشق بين الجميع يؤكد رغبته بها .. لقد صرخ بحبها .. هذا لا يصدق .. لقد ظنتته يحدث بالقصص والافلام فقط "، كانت بدر تخرج احرفها بهمس " هل حدث كل ذلك حقاً .. انا لقد وقف احدهم يعلن حبه لي انا .. تلك الفتاة السيئة التى تركها الجميع يريدني احدهم يارنيم .. اشعر انه مجرد حلم لذيذ سوف ينتهي في لمحة بصر "، لتجلس رنيم جوارها بهدوء وهي تحاول كتم استهجانها من حماقة صديقتها " نعم لقد اعلن الابله امام الحرم الجامعي كله انه يموت بهواك .. بل ويريدك .. لذا افيقي من حالة الصدمة تلك واخبريني كيف وصل الامر لحد تلك المرحلة لتجعله يعترف بتلك الرعونه "، لتشعر بأهتزاز جسد بدر كأنما تبكي لتنظر نحوها وهي تجد عبراتها تتساقط بسرعة من مقلتيها، لتشهق " مابالك ياحبيبتي .. لقد كنت اتسأل لاطمئن عليك صدقيني لا اقصد احزانك بتلك الصورة "، لترتمي الاخيرة بين احضانها وهي تتمتم " لا لست السبب يارنيم لكنه عقلي لا ينفك على تحليل كل شئ .. لقد حدث كل شئ فجأة لدرجة انني لا اصدقه .. لم يكد يخبرني بأعجابه منذ عام حتى صدمني اليوم بذلك "، لتجيبها الاخيرة " هل انتِ بلهاء ام ماذا لقد كان يقترب منط منذ العام الاول بالجامعة لانك تعجبيه .. لتخبريني الان ان كل ذلك يصدمك ويجعل عقلك الاحمق بالتوقف "، لتردد بدر بعدم فهم " انتِ تقصدين انه كان يظهر ذلك منذ اللحظة الاولي وانا لم ادري .. كيف هذا ها .. انا كيف لم اري .. انا اشعر بكل ماهو غريب "، لتضرب رنيم جبهتها بكفها وهي تشعر انها سوف تصاب بسكتة قلبيه بسببها، " يمكن ان قلبك لم يستشعر ذلك منه كما الاخر ها .. او تشعرين انه مجرد صديق لذلك لم يستقبل شعورك غيره "، لتعترض ألما حديثهما فجأة " نعم لا اكيد .. بل انا اري انه اراد جعلك تحبينه ببطئ حتى لا تستطعين الفكاك ابداً .. يالله كم هو رائع "، ليقاطع تلك الجلسة جرس ودقات عالية قوية على باب منزلهن، لتنهض ثلاثتهن بقلق لتبادر رنيم هي بالاقتراب بسرعة وهي تستمع لهتاف سراج القوي " ياطبيبة رنيم هل انت هنا .. هل هناك احد ؟؟"، لتفتح رنيم الباب بقلق وهي ترى حالته المذرية من هندامه حتى وجهه الشاحب، " ماذا حدث لتتطرق الباب بتلك الطريقة كأن هناك مصيبة "، ليمسك مرفقها بتوتر وهو يتحرك نحو منزله " لا وقت لكلماتك تلك الان .. لقد سقطت والدتي فجأة والطبيب لايجيبنا.. لكن انا قمت بقياس نبضاتها ولم استطع لا افهم ماذا يحدث .. لم اجد غيرك امامي يقفز بتفكيري الان "، لتقف وهي تجد تلك السيدة الودودة تفترش فراشها بهدوء النائمين لتقترب منها في وجل وهي تتمني لو ماجال بخاطرها لا يكون حقيقة، لتمسك بيدها البارده وهي تحاول ايجاد مصدر النبض لتبحث في نبض رقبتها لكن الاجابة واحده لقد فارقتهم، لتقف مبتعده عنها وهي تردد بتعلثم " علينا الاتصال بالمشفي ليرسل سيارة اسعاف لا يمكن تركها هكذا "، لتجد سراج يقابلها بأعتراض " وانت ماذا تفعلين لنتصل بالمشفي الست طبيبه هاا اجيبي .. هيا حلي ازمة امي اجعليها تفيق الان "، لتتساقط عبراتها بصمت وهي تجيبه بنفي " لا اقدر انا لا ستطيع فعلها .. دعني اتصل بالمشفي "، ليتقرب منها صارخاً " لن يقترب احد من امي هل تفهمين .. امي بخير ليس بها شئ "، لتبكي بصوت عالي وهي تجيبه بهزات سريعه من رأسها " لا يمكنك فعل ذلك انت تعلم انها رحلت ياسراج افق ارجوك هي تحتاج للراحة فلا تفعل بها ذلك "، لتتساقط اول دمعاته وهو ينظر داخل عيناها مردداً " لا يمكنها تركِ بتلك الطريقة لقد وعدتها ان احقق لها امنيتها برؤية احفادها لقد كنت احاول ذلك لأجلها فكيف ترحل دون ان تقر عينها بحلمها "، ليسقط جوار فراشها وهو يمسك كفها البارد وهو يصرخ بمراره " انهضي الان يا أمي اخبريها انها افشل طبيبه علي الارض وانك بخير .. امي كيف تتركين صغيرك وحيداً شريداً دون احضانك ياغالية "، لتمر نصف ساعة لتصل عربة اسعاف اقرب مشفي لهم، ورجال الاسعاف يحملونها فوق النقاله نحو العربة لتتحرك معهم رنيم بصمت وجوارها سراج يجرجر قدميه بانعدام شعور لكل مايحدث، كأنه مجرد كابوس سوف يستيقظ منه الان على اي حال، لا يمكن ان تتركه اخر ماتبقي له بالدنيا تتركه لمن !! في المساء.. كان يجلس وسط المعزين بصمت كالجماد لاترمش عينه حتى، يمد يده للوافدين داخل العزاء حتى شعر بكتف احدهم يساند كتفه لينظر بضباب نحوه ليجد انه اخر من كان يعتقد بتواجده بالوقت هذا، ليتغضن جبينه بدهشة باهته، حالما وضع الاخير يده حول كتفه حتى ردد هو بسخرية " انا لست حبيبتك انزل يدك عني "، ليجيبه الاخير بابتسامة بارده " هل تطول ياصاحب مسطرة تي "، ليتنهد سراج بأرهاق " ما الذي جلبك ياهارون .. لم نكن بذلك الود يوماً "، ليربت هارون على كتفه برتابه " لا يجب ان يكون هناك ود سابق بيننا حتى أتي لك حينما تحتاج صديق يقف جوارك .. اليس كذلك يابشمهندس .. اه انت لست سوى فنان اليس كذلك "، لترتسم ابتسامة ضعيفة على وجه الاخير " انت سئ بذاكرتك القوية تلك .. لم تكن سوى كلمة للاعتراض "، ليجلسا كلاهما حاملان فنجان قهوته المُر، حتى افحمه هارون "نعم نعم مجرد اعتراض .. يارجل لقد وقفت تصارع ذباب وجهك حينما اخبرتك انك مهندس لا تفقه في امور الديكور والذوق شئ .. العمل الوحيد الذي قام بيننا بدأ بعراك .. هنيئاً لتلك البداية حقاً "، ليحتسي سراج عدة رشفات وهو يجاريه " انت محق .. لم نتقابل يوماً الا وكان بيننا شجار .. لكن اليوم المره الاولي التي لا نتشاجر فيها "، ليلكزه هارون بقوة " لا يا اذكي جيلك تلك ثاني مره .. انت صاحب ذاكرة سمكه .. نحن لم نتشاجر حينما حضر اخو الصغيرة ألما "، ليترك سراج فنجانه الفارغ وهو ينفض ذرات الوهم ويقف " تركنا لك الذاكرة الحديدية وبلاها .. دعني انسي ذلك افضل "، ليقف الاخير جواره وهو يهمس بابتسامة شامته " انسي كل مايحزنك لكن لا تنسي ان هناك فوق رأسك من يقف يتأكله القلق لأجلك .. بل منذ جلست هنا وهي تقف تموت خوفاً عليك .. ها "، ليرمش سراج بغباء وهو ينظر لاعلى، ليجد رنيم تقف في شرفة منزله حيث العزاء، لتتلاقى اعينهم لثواني، بينما هي تناجيه السلام, كان كالمغيب عن الواقع داخل الآلمه, حيث هي هناك تدعو بقلب ملتاع خوفاً, قلبه هنا يصارع الحزن, قلبان رغم قرب المسافة بينهما لكن مابينهما بعيد بعد السماء والأرض, هي تشعرها في تلك اللحظة وهو لايعي اي شئ. بعد انقضاء الثلاث ايام للعزاء وتوقف الوافدين لمنزله، كانت هي اخر المغادرين حيث تلملم الاكواب الملقاه في كل حدب وصوب، لتستمع لناده الخافت بجوار باب المنزل المفتوح، لتنظر له بقلق وهي تكاد تركض نحوه " ماذا حدث ؟؟ .. هل انت بخير.. ادخل المنزل لتنام قليلاً لن يأتي احد اخر"، ليقاطعها بهدوء بارد لم تعهده، هذا الهدوء الذي يسبق عاصفة ولا تعلم هي اي عاصفة قد تأتيها " لا انا بخير شكراً لسؤالك .. لكن قبل رحيلك الان .. كنت اود شكرك والاعتذار لك"، لتبتسم بتوتر وهي تردد " شكر واعتذار ماذا .. لا يوجد داعي لهذا "، ليجيبها بابتسامة مشدوده " اعتذار لانه .. حينما علمت بوفاة امي صببت فوق رأسك غضبي وسخطي حينها.. وشكري لأنك حتى تلك اللحظة لم تتركي جانبي رغم ان من هو بمكانك لكان ترك كل ذلك فما شأنه به .. لذلك شكراً لمراعتك في تلك الايام لم اكن لأجد جارة افضل منك "، لينغلق وجهها دون ان تبدي اي مشاعر ومايموج داخلها جراء كلماته البارده " لا عليك من كل هذا .. ذلك واجب الجيران نححو بعضهم البعض لا تعتل هماً لكل تلك الشكليات .. نحن تربينا على المسانده حتى لو كان للغرباء "، لتتركه في البهو وهي تتحرك نحو منزلها، لتقف وهي ترسل له ابتسامه جليدية قبل ان تغلق الباب، نحن لا ندري عن الحقيقة سوى مانراه ونسمعه، اي مما تتخيل تواجده لا يطابق الحقيقة، لكن لا تجادل شعور يطاردك في كل لحظة وتقول لم أكن اعلم، الم يخبرك قلبك كل يوم بما يحدث لذا لا تتدعي الغباء.. يتبع.......... | |||||||
16-08-24, 08:33 PM | #24 | |||||||
| فراشات مساء خير ولعل يأتي لنا نهار سعيد من بعده الفصل الثاني عشر اليوم رغم اختلافتنا بقينا سوياً, لا اعلم هل للأختلاف دافع أم هي رغبتنا الدائمة بالبقاء؟! **** مضت الايام في حالة صمت مهيب منذ رحيل تلك السيدة الودودة، لقد كانت أم لكل منهم لم يشعروا حال تواجدها بالفقد، لكن ذلك لن يقارن ابداً بحالته هو، فلن يتشابه ذلك، لكن كلاً منهم يعلم كيف يكون شعور الفقد بالطريقة الابشع لم يكن احد من بينهم محظوظ بشعور السعادة في وعيه او واقعه حتى، كان ثلاثتهن يجلسن في المنزل رغم اجواء الدراسة، لكن حالة العُزلة تُخيم على الأجواء، " بدر هل سنتركها بتلك الحالة كثيراً .. ليست بأفضل حال عنا! "، كانت ألما تهمس كلماتها حتى لا تسمعها الصامته امامها، لتنظر بدر نحوها بحده " ضبي لسانك لا تجعليها تسمعك فهمتي .. لم تكد تهدأ قليلاً فلا نريد اشعالها مره اخرى "، ليقاطعهما صوت رنيم الساخر " ان كنتما تريدان التحدث عني اذهبا للغرفة .. لكن لا تجلسا امامي وبوجهي يابلهاء انتِ وهي "، لتصفع بدر يد ألما بضجر " هل ارتحتِ الان ها هي سمعت "، لتلتفت نحو رنيم بابتسامة عريضة " ياروني لا تهتمي بكلام تلك الهبلاء .. المهم متى سوف تذهبين للكلية .. لقد تغيبت ثلاث ايام متتالية .. واليوم لديك محاضرة عملية"، لتنهض بتأفف وضجر طفولي " بدر توقفي عن وصفي بالهبلاء .. لا يوجد غيري هنا تقومون بسبه "، لترن ضحكات بدر على اعتراضها، لتقف وهي تقلدها وهي تسير وتدبدب في الارض، لينفجروا جميعاً بنوبة ضحك كثيرة كأنها عدوة انتشرت في الاجواء، لتجلس فجأة جوار رنيم وهي تتنفس بسرعة " هيا اذهبي لتتجهزي .. فمن تجلسين حزناً على حاله غادر اليوم لعمله .. فليس منطقي ان تجلسي انتِ هكذا .. هيا يافتاة الحزن لم يرحل يوماً من بين جنبات حياتنا .. لذا ان انتظرنا انبلاجه سنموت انتظاراً "، لتنهض فجأة بعزم حتى كادت تسقط بدر من جوارها " انتِ محق .. سوف اذهب للجامعة"، لتعود خطوة وهي تنظر بغضب لعين بدر " انا لا اوقف حياتي لأجل احد .. فقط حالة الحزن اصابتني بأكتئاب "، لتهز بدر رأسها بخوف " نعم ياحبيبتي اعلم طبعا حاش من قال غير ذلك .. اخرسي يا ألما لا تقولي ذلك الكلام البشع "، لترمقها الاخير بحنق وهي تتحرك نحو غرفتها " اوف اوف .. كل شئ ألما .. والله ألما بريئة مما ترمونها يا اشرار "، لتضحك بدر علي تعابيرها وهي تعنفها " انتِ الصغيرة هنا .. امارس عليكي سلطة الاخت الكبيرة كما اريد يابنت .. لايحق لك الاعتراض "، بعد نصف ساعة من رحيل رنيم .. كانت تمسك بدر كتاب بين يديها وهي شاردة الذهن بعيداً عن مرمى الاحرف التي امامها، لتشعر بأهتزاز الهاتف اسفل طبقات الفراش، لتبحث عنه بملل وهي تدعو ان يكون الأمر هام لمن يقاطع خلوتها، لتجيب الاتصال بسرعة : ماذا حدث لتتصل بي اليوم؟؟ ، لجيبها الطرف الاخر : هل هذه طريقة رد لأحد قلق عليك .. لا تغضبي لقد كنت اطمئن عليك فقط .. دعيني اغلق حتي اضجرك، لتجيبه بسرعة معتذرة : اسفه ياعابد لا اقصد بالطبع مافهمته .. لكنني لست بحالة جيدة للحديث، ليردد : اذن انزلي لأسفل سوف احسن حالتك السيئة تلك، لتشهق بصدمة : هل تمزح لماذا تقف بالاسفل ؟؟ ، ليضحك بدوره : اردت رؤيتك ما الغريب في ذلك، لتقفز فجأة وهي تبحث عما ترتديه : حسناً خمس دقائق واكون امامك هيا اغلق، بعد ثواني .. كانت تقف امامه وهي تنظر نحو بعصبيه " هل انت مجنون ياعابد .. لاتفعل ذلك مجدداً .. اخبرتك نحن فتيات بمفردنا والناس لا تصدق ان تمسك قصة لتتناقلها "، لينظر نحوها بسأم " يالله دعك من تلك الخزعبلات .. واجيبي سؤالي .. هل توافقين على علاقتنا سوياً؟.. ام افعل كما قصصك الحالمة واجبرك علي تواجدي فتحبيني غصباً "، لتبتسم بهدوء " لا اقرأ تلك القصص .. ولكنك هذا ليس الوقت المناسب لاجيبك .. انت دوماً تختار اوقات اعجب منك "، ليغمز لها ضاحكاً " تلك تسمى البصمات ياعزيزتي .. لن اتحرك دون اجابة لقد انتظرت عام لاخبرك وتغيبتي انت اسبوع بعدها ها يابدر "، لتردد هامسه وهي تشعر بأنقباض خافقها " حسناً "، ليصيح فجأة وهي يخرج خاتم فضي وهو يمسك يدها اليمني " هذا ابسط ما اقدمه لك الان لكن لتتذكري دوماً انه طوقي فلا تفرين ابداً "، كانت تنظر بذهول نحو الخاتم وشعور الاختناق يداهمها، لتنظر نحوه محاولة الابتسام " حسناً اترك يدي سوف اصعد الان .. الم تفعل ما اردت هيا ارحل "، ليعطيها ابتسامة عريضة " سوف اتركك الان لانك متعبه .. لكنك من الغد سأراك في الجامعة لا هروب ثانية"، لتصعد السلالم بسرعة وهي تتمني الوصول لفراشها، حالما جلست في الغرفة حتى وضعت يدها على قلبها وهي تهمس " نعم هذا شعور المفاجأة انا سعيدة .. هل هذا هو الحب اذن .. قلبي يكاد يخرج من بين اضعلي من شدة خفقاته "، لتغمض عينها وهي تتراجع على الوسادة، لكنها لم تعلم ان الراحة التي تنشدها ابعد ما يكون عما ستراه، كانت تقف داخل غرفتها القديمة لكن بحالتها تلك الان، لتجد والدتها تسير خارج الغرفة نحو غرفة الطعام، لتشعر بالخوف وهي تحاول منادتها بعينيها كأنما صوتها صامت والاخيرة غادرت لتلتف وهي تجده هنا امامها يقترب خطوة منها وهي يمسك جسدها البض بقوة مردداً " اين ستذهبين تعالي في احضان عمو ياحبيبتي "، لتقاومه بوهن تملك داخلها وكلما حاولت زاد تمسكه بها اكثر، لتنتفض فجأة وهي تفتح عينيها لتجد انها مازالت هنا بعيداً كثيراً عنه، لتتنفس بصعوبة وهي تمسح وجهها المبلل بعبراتها الصامته، لتتحسس يدها وهي تشعر بالخاتم وقلبها يقفز اكثر كتلك اللحظة، ان تدرك انك هنا لست هناك .. انك بأمان بعيداً عن انيابهم التي تنهشك دون رحمة لكم تمنت موته سنوات، لقد تمنته صغيرة وكبيرة، لكن سيرتهم انقطعت منذ تمت السابع عشر وقررت غصباً وغضباً الرحيل من بيت ابيها، بعد وفاة والدتها بأيام .. كانت مازالت تتخذ دواليب والدتها ملجئ، لتجدها خالتها " يابنت ارحميني من ذلك الرعب .. كلما التفت لثواني لا اجدك وقلبي يتوقف ان تكوني خرجتي "، لتنظر لوجه خالتها بصمت وهي تتمسك بأحدي ملابس والدتها، لتردد خالتها بسأم " لا يمكنني تركك هكذا .. ووالدك لعنه الله لم يعرض اخذك لان الكلب تزوج لم يعد يهتم بأحد .. مسكينه يا اختي كان نصيبك بالدنيا مع دنيئ مثله "، لتقوم بجمع ملابس بدر وهي تنظر نحو الارفف ان كانت هناك اوراق اثبات وشهادات وغيرها فلا تتركها، لتتجه نحو باب المنزل وهي تمسك يد الصغيرة وحقيبتها، لتغلق الباب بكل اقفاله خلفها دون ان تنتبه لنحيب بدر الصامت حتى خرجت في نهنات ضعيفة، لتخفض نظرها فجأة وهما اسفل البناية " ياحبيبتي .. لا يمكنني تركك هنا وحدك ولا يمكنني المكوث اكثر من ذلك سوف يغضب زوجي .. سوف تجلسين معي ومع اولاد خالتك انتِ تحبينهم وهم يحبونك كثيراً .. لن تشعري بالغربة قط "، نعم لم تشعر بأول شهر بشئ، لقد دللتها خالتها بشدة حتى انها تعاملت كأنها بمنزلها لكن دون امها، لكن اولاد خالتها كان لهم رأي اخر امام ذلك الدلال، لم يكونوا بذلك التفهم فهم في النهاية مجرد اطفال لا يفقهون الا انها اتت لتسرق احضان وقبلات والدتهم، ليمر عام خلف عام وهي تكبر بأنطوائي داخل منزلهم حتى اتمت العام السادس عشر ليقرر زوجها السفر للخارج للعمل واخذ الجميع فلم يكن مصيرها سوى بيت ابيها مع زوجته وابناؤه الصغار، حينها لم يرتضي احد سكنها وحيدة، وانها قاصر غير عاقلة، ومر العام ببطئ القتل بسكين خرب، وما ان اتمت السابع عشر وجائتها فرصة الانتقال ذهبت لمنزلهم القديم حتى تذهب من تلك المدينة المقفرة بدون رجعها هكذا اقسمت منذ يومها. **** مع اقتراب الغروب .. كانت ترتقي نحو الدرج بأرهاق لذلك اليوم الطويل، لا تعلم كيف انتهي فعلاً، لتشعر بخطوات خلفها لتنظر فجأة لتجده هو، لن تخبر عقلها بأنها تمنت ان يكون هو، ليتحدثا بصوت واحد فجأة " كيف حالكَ ؟؟"، " كيف حالكِ؟؟"، لتبتسم هي ويتشنج وجهه بكمن يبتسم، " بخير "، "بخير"، ليتحرك بدوره على الدرج نحو شقته لتتحرك مبتعده، لتقف خلفه في المنتصف مابين الشقتان وهو يفتح الباب لتقاطع دخوله " تعلم انك ان اردت شئ انا .. اقصد نحن موجودات فلا تتردد ارجوك .. فلا يوجد احراج بيننا صحيح "، ليقاطعها صوت مترقرق من داخل منزله " لا تشغلي بالك ياحبيبتي .. فأنا وامي لن نتركه يحتاج لشئ "، ليلتفت كلاهما بصدمة نحو الصوت ورغم اختلاف صدمة كلاً منهم، ليتحدث هو " ماذا تفعلين هنا ياسها .. كيف دخلتي بالاصل ؟ "، ليأتي صوت خالته المتصابيه من الداخل " انه انا ياحبيبي جئت مع سها لانها قلقت عليك بشدة فأخبرتها ان نأتي لنراك .. هل ازعجناك ! "، ليتنهد وهو يصافحهما " لا بالطبع ياخالتي .. ولو انك ياسها ان اردتي لكنت حضرتي العزاء لتتطمئني كما تقولين "، لتردد تلك الانثى اللامعه بصوت ترققه اكثر " اوه أتي للعزاء بين كل هؤلاء الناس المتوشحين بالسواد .. انت تعلم الاسود يخنقني.. هل يرضيك ان اختنق "، ليرفع حاجبه بسخرية " لا بالطبع .. لا يرضيني "، لتلكزها امها وهي تردد حانقه " ياعزيزي هي لا تقصد ذلك .. لكنها كانت مسافره مع اصدقائها لم تستطع العودة لذلك "، ليشير لهم بالدخول للمنزل " حسناً ياخالتي لا يهم ..هيا دعونا ندخل "، ليلتفت وهو يغلق الباب ليتفاجئ برنيم مازالت على حالتها تقف وهي تنظر وتستمع بما يدور لتتوتر الاجواء ويداه ترتعش فجأة، لتعطيه ظهرها وهي تفتح بابها دون ان تنبس بنصف حرف، ليردد عقله المغلق " بالتأكيد غاضبه لانني تجاهلتها "، ليزفر بسأم " سوف اراضيها في الغد لارى كيف اتخلص من تلك المصيبه بالداخل "، كانت في الطرف الاخر، تحدث نفسها حالما دلفت داخل جدران البيت، " اوه اختنق .. تلك العلقة التي ينقصها عمود اناره وتسحب اضاءة الكوكب .. ياللهي اريد نتف شعرها والجلوس على انفسها لتختنق فعلاً "، لتعض نواجذها وهي تكتم صرختها، كانت ألما تنظر نحوها بذهول " رنيم .. انتِ بخير ؟"، لتنظر نحوها بأعين اعمها الغضب وهي تجيبها صارخه " نعم بخير هل هنااااك شئ اخر .. اتركوا زفته بحالهااا "، لتخرج بدر من الغرفة بسرعة، حتى كادت تصدمها رنيم لتتجاهلها وهي تتدلف الغرفة وتغلق الباب بقوة خلفها، لتنظر بدر نحو ألما " ماذا حدث لها ؟ "، لتهز ألما رأسها بسرعة " لم افعل لها شئ منذ اتت وهي تحدث نفسها وتصرخ ينقص ان تقوم بضربنا الان "، لتجلس بدر جوارها " دعك منها سوف تأتي لتخبرنا وحدها اعلمها هي مجنونه .. وبارده كلوح ثلج .. لكن لا يبقى داخلها شئ لثواني "، ليستمعوا لباب الغرفة يُفتح ببطئ لينظروا نحوه ليجدوا رأس رنيم تتدلي من خلف الباب بضجر، لتبتسم بدر نحوها بحنان وهي تشير جوارها لتجلس، لتتحرك الاخيرة بهدوء حتى جلست بينهما " اظن انني معجبه بذلك المستفز سراج "، لتهتف ألما بحنق " قولي غير ذلك .. لقد علم الجيران والجدران يااختاه .. انتِ فقط المتأخرة بذلك الاقرار "، لتنظر نحوها رنيم مصعوقة " ماذا تقصدين هل كنت لتلك الدرجة مكشوفة .. لكنني لم اشعر بذلك الا منذ ايام قليله "، لتنظر بدر لألما شذراً وهي تتمتمم " دعك من تلك البلهاء هيا اخبريني كيف عرفتي بمشاعرك تلك نحوه ؟؟ "، لتهمس بصوت حزين وهي تتنهد " تعلمين تلك اللحظة حينما دق الباب يستنجد بي فقط .. لقد شعرت بقلبي يسقط ليس من شئ سوى من محياه الحزين المفزوع .. وحالما علم ان والدته ماتت .. شعرت حينها انني اود اني احتضنه كما يحلوا لي واخبئه بعيداً عن العيون .. ان يبكي بين يدي كما يريد .. انا اشعر بهِ هو لم يبكيها حتي اليوم .. من مثله لا يفهم معني الفراق او الغياب بسهولة .. ليتني مخول لي الاقتراب نحوه فقط .. حينها فقط اظنني سوف استطيع "، كانت الفتاتان ينظران نحوها بحزن وهما تتذكران ذلك المشهد المهيب حينما ركضتا نحو صوت صراخه بوجه رنيم، كان الوضع انذاك فوضاوياً وكئيب، ليتنهدوا ثلاثتهن براحة وهن تتمتمن " الحمدلله مرت "، لتردد رنيم بغيرة عمياء " لكن تلك الانثي اللامعه فوق العادة .. ياللهي اود خنقها حقاً .. اشعر بيدي تأكلني اود ان اذهب لها واصفعها .. لا يكفيني انها ابنة تلك العجوز خالته "، لتجيب الفتاتان بصوت واحد مصدوم " تقصدين .. سوسو "، لتنظر لهما بغضب " نعم هي .. ومعها ابنتها البغيضة ايضاً .. تلتصق حرفياً به .. لقد كادت ان تقفز لتحتضنه عديمة الحياء "، لتستمع لضحكة ألما الخافته، لتنظر نحوها شذراً " علامَ تضحكين هااا ؟؟؟ "، لتردد ألما بخوف " فقط تذكرت شئ لا تنظري لي هكذا "، لتقترب منها وهي تنظر نحو عينيها " لا قولي بما تفكريني هيا حتي لا اقتلك بدلاً منها "، لتجيبها بهمس خافت " انتِ تكادين تقتلينها لانك شعرتي فقط انها ودت احتضانه .. ومابذلك هي قريبته هما احرار ما لك انتِ .. لكن انتِ كان علي بالك من دقيقة تحضنيه لانه حزين "، لتتنفس رنيم بصعوبة وهي تقف مبتعده عنهما " سوف انام لدي محاضرات مهمه غداً .. تصبحن على خير "، لتتبعها وهي تحاول ايقافها " رنيم هل غضبتي مما قلتي .. اعتذر بشدة لا اقصد .. لقد كنت اخبرك فقط "، لتتنهد رنيم وهي تبتسم لها " لم اغضب ياصغيرة هيا اذهبي لتنامي لديك جامعة غداً "، كانت تفترش السرير وهي تحاول النوم وابعاد تلك النيران التي تلتهب وتحرق قلبها بعيداً، اهو ذلك الحب الذي يحرق هارون كلما رأي بدر، اهو ذلك الحب الذي يشعل تلك الصغيرة البلهاء ايضاً رغم عدم اعترافها بشئ هي رأته بعينها الحزينة كثيراً، لكنها لا تود ان تتألم بتلك الطريقة ولا تود ان تفر منه كما تفعل بدر وتتخذ ذلك المعتوه عابد حجتها، الا يوجد حل!! **** في صباح اليوم التالي .. كانت تفتح باب البيت وهي تتمني الا تجده الان امامها فلا ينقصها فوق ارق ليلها ان تراه في بداية الصباح، لتذهب تلك الامنية لأدراج الريح وهي تراه يقف امامه محاولاً رسم ابتسامة، لتبادلة نظره مندهشة وهي تسأله بتردد " مابك ياسراج لما تقف هكذا .. هل انت بخير ؟"، ليجيبها برد ابعد عن السؤال " سراج .. تعلمين انها المره الاولي التي تناديني بأسمي مجرداً .. بعيداً عن استاذ ومستفز وكل تلك الالقاب "، لترتبك اكثر وهي ترفع حقيبتها على كتفها وتحاول التحرك نحو السلالم، ليوقفها تحركه امامها وهو يشدد على كلمات " اين تذهبين .. الن تقولين صباح الخير يا سرااج حتي "، لتتمتمم بحنق وهي تبعد عينيها عنه " هل يمكنك تركي لأتحرك .. توقف عن تلك التصرفات الطفولية ومابها ان اناديك بأسمك .. ام انك قمت بتغيره مثلاً ؟؟ "، ليضحك على كلماتها التي تخرج بعصبيه دون لامبالاه " هكذا انت بخير .. مالك انت والمعامله اللطيفة .. على اي حال كنت اود الاعتذار عما حد بالامس حينما لم انتبه انك مازلت تقفين .. اعلم انك شديدة الحساسية لكل فعل "، لتردد وهي تبتلع ريقها بمراره " لا يهمك شئ .. لا داعي للاعتذار كنت اود حينها الاطمئنان علي حالك "، لتتركه واقفاً وهي تسرع نحو الدرج وكلماته ترنو خلفها كالوحش " مالك انت والمعاملة اللطيفة ... اعلم انك شدية الحساسية "، لتنغلق ملامحها وهي تحاول الا تبكي، هل هكذا يرى هو معاملتها المراعية له، هل يعرف هو كما تقول ألما بمشاعرها ويسخر منها، ام انه لا يهتم بها بالاصل ليشعر بشئ منها، كلا الحالتان تؤلمانها بل تنحران بها بشدة.. يتبع ... | |||||||
23-08-24, 05:37 PM | #25 | |||||||
| فراشات ارجو الدعاء بالرحمة لعمي الحبيب لعل دعزه له منجيه . الفصل الثالث عشر ليلة واحدة تكفي لتغير حياة شخص . حينما قرأت تلك الجملة لأول مره ظننتها تهويل او مجرد جملة كتبها احد لإيجاد قافية، لكن حالما مررت بذلك الشعور علمت ان ليلة واحده تكفي .. لأنهاء حياة وأحياء اخرى! **** قبل الحادث بأسبوع,, السادسة صباحاً .. كانت ألما تمسك هاتفها وهي تراسله والابتسامة تعلو وجهها حتى انها تتنفس من كثرة الانفعال، لتتمطئ على الفراش وهي تجد نور الصباح ينفذ من بين اعقاب النافذة بخجل، ليعلمها انها اطالت السهر ولم تذُق النوم منذ البارحة فقط لتحادثه، ليدق المنبه لتنهض راكضة نحو الخزانة لتبدل ثيابها، اما خارج الغرفة,, كانت بدر تجلس تنظر لتلك الصور مراراً دون شعور، كانت تجلس امامها رنيم وهي تحاول ان تجعلها تتحدث " يابدر اخبريني بماذا تفكريني ارجوكِ لا تجلسي صامته هكذا؟؟ "، لتتنهد وهي تغلق الهاتف وتنظر نحو صديقتها القلقه، حسناً هي يمكنها تهدأتها وجعلها ترتاح لكن هي من يجعلها تتطمئن بعدما رأته!! .. وهل بعدما اطمئنت فغُدر بها سوف تأمن مره اخرى؟؟ لتبتسم ابتسامه عريضه تعلم كلتاهما زيفها " انا لا افكر بشئ فتوقفي انتِ عن التفكير بحال كل شئ حولك .. لذا تجهزي لنتحرك للجامعة وفكري بأختباراتك النهائية لهذا العام "، لتنهض وهي تتركها تنظر نحوها بحزن مردده في نفسها " ليت بيدي حل لأنقاذك فقط من ذلك البئر السحيق .. لعنة الله عليك ياعابد واتعسك دنياك واخرتك كما اتعست وجه صاحبتي الجميل "، لتنظر لألما المسرعه نحو الباب " اين ترحلين في تلك الساعة ؟ "، لتنظر لها بتوتر وهي تبحث عن النعل " لدي تسليم بحث لمعيد جديد .. وان تأخرت سوف يضع كحكة حمراء تزين صف التقديرات لاعوام قادمة "، لتشير لها بالسلام وهي تركض على الدرج، لتنهض هي بدورها لتبدل ثيابها فاليوم لا يبشر من بدايته، لتجد بدر تخرج هي الاخر من الغرفة " بدر .. هل ألما تعرف بما حدث ؟؟ "، لتتمتم الاخيرة بجهل " لا اعتقد انها تعلم شئ .. تعرفينها غوغائية المشاعر لكانت قلبت البيت صخب وصراخ .. والافضل الا تعلم بالاصل .. دعيها تحيا داخل فقاعتها الوردية المليئة بالحب والاحلام .. لعل احداً منا ينال مايريد "، لتغادر كلاً منهما لطريقها نحو، حينما ذهبت رنيم بأتجاه الجامعة كانت تتمشى بدر نحو شوارع الاحياء لتصل لشارع المكتبه، مرت ثواني وهي تقف امامها لا تصدق انها غابت كل تلك المده دون ان تأتي او تسأل عن رفيقها العجوز، لتقترب راكضه من المكتبة وهي تجدها مغلقه لتجد ورقة معلقة على واجهة الباب، لتهمس وعينيها تتسع " توفى الي رحمة الله تعالي الحاج فؤاد ضاحي صاحب المكتبة .. الرجاء الدعاء له"، لتبتعد عن الباب بعدم تصديق وهي تتجه صوب باب البناية نحو شقته مع زوجته، كانت تنهب الدرج نهباً لكن حالما وصلت صوب الباب وقفت ساهمه لا تدرك ماذا تفعل، لترفع يدها ببطئ وهي تطرق اطار الباب، لتمر ثواني وباب البيت يُفتح لتطل من خلفه تلك السيدة قصيرة القامة بشوشة الوجه زوجة العم فؤاد، لتظل كلتاهما تنظران نحو بعضهما بصمت حتى بكت بدر بشدة دون اي كلمات، لتمسكها السيدة وهي تساندها في احضانها للداخل " لن يكون سعيد ان علم ببكائك هكذا يابدوره .. الا تعلمين من انتِ بالنسبه لعمك فؤاد .. لقد كنت نور قلبه ياصغيرة "، لتجيبها بصوت منقطع من البكاء " لكنني تأخرت عليه كثيراً ياخالة .. تركته فترة كبيرة ورحل الان لم استطع توديعه حتى .. لولا المصادفة هي التي جلبتني لم اكن لأعلم "، لتمسح الخالة وجهها وهي تبتسم لها " لا تبتأسي هو كان يعلم انك لن تأتي للمكتبة مادام ذلك الطويل الاسمر يأتي .. لكنه اخبرني في اخر لحظاته انه يريدك ان تديري المكتبة من بعده .. وانا لا اعلم ان كان ذلك الحمل سوف يعطلك عن حياتك .. لكنني اخبرك لانه وصيته فقط وانتِ ياعزيزتي لك مطلق الحرية بكل قراراتك "، لتنهض وهي تتركها جالسة على الاريكة، لتريح بدر جسدها وهي تتفحص ارجاء الصالون، لقد كانت شقة العم فؤاد دائماً شقة احلامها، تلك الاجواء العتيقة والهدوء تشعر انك بداخل حقبة زمنية تختلف كلياً عما بالخارج، لتقف وهي تتنفس اجواء المنزل وهي تهمس " ااه ذلك البيت قادر وحده على جعل اعصاب البشر تسترخي"، لتدمع عينها مجدداً وهي تتذكر ذلك الرجل الحنون الذي لم ترى مثله يوماً..لتتذكر اول يوم التقته، حينها تسلمت العمل بالمكتبة كانت تتنقل بين الدواليب والارفف بحرص بالغ وشعور من التخوف، فهي منذ سنوات لا تقترب بتلك المسافة من رجل برغبتها بل حتى لو لأجل عمل لم يبادر بأي كلمة معها حينها، لقد علم علتها رغم عدم معرفتهم المسبقة سوياً لكنه علم وتفهم وتعامل بدوره معها لسنوات كأب افتقدته في حياتها الطويله، لكن الاب ذاك رحل الان، لقد كان لها اباً واحد وقد مات، فما للحزن وللفراق طعم بعده!! لتنتبه فجأة للخالة وهي تضع الفطور ومشروب اللبن الدافئ، لتجلسان متجاورتان في صمت مهيب لتلك اللحظات القليلة التي لا تعلم كلتاهما متى ستتكرر، لتردد بدر بثقة " سوف انفذ وصية عمي .. لن اخيب ظنه اكثر من هذا "، لتنظر نحوها بصدمة " لا تتضغطي على نفسك لأجل وصية احد ابداً .. انتِ لست ملزمة بذلك .. وصيته لك كانت مجرد رجاء وطلب ياحبيبتي "، لتجيبها بابتسامة واثقة اكثر " وانا سعيدة بذلك و مادام العم فؤاد طلب سوف احيا عمري لانفذ مطلبه .. لن يمنعني عن ذلك سوف موتي ياخالة "، لتنهض بعد ساعة من الاحاديث ومحاولة الترويح على العجوز، لتتحرك نحو الجامعة فلا مجال للهرب، لقد هربت اخر مره من المكتبة وما النتيجة رحل اخر من هون عليها دنياها، ليس لديها ماسوف تخسره بالاساس، لم تكد تصل للحرم الجامعي الا وكان الجميع حولها يتهامس كلما مرت بجوارهم، هي لا تعلم هل يقصدونها حقاً كما تشعر ام ذلك الهمس واللمز مجرد مصادفه، لتعترض طريقها تلك الفتاة التي تشاجرت معها في عامها الاول " هاي هاي .. كيف لك عين تأتين بعدما حدث .. من مثلك عليه ان يختبئ من العار ياعزيزتي لا ان يأتي للجامعة وكأن شئ لم يكن "، لتكمل بدر طريقها بلامبالاه دون ان تجيبها، لتمسكها الاخيرة بقوة وهي تصرخ " هل انت صماء انا احدثك ؟؟ "، لتنظر لها بدر بحده وهي تتخلص من يدها " اخبرونا قديماً ان نسير وندع الكلاب تعوي .. انا لن اجيب على انسانه تافهه العقل مثلك .. لذا ابتعدي واذهبي لشئونك "، لتشهق الفتاة بقوة " ياللهي انتِ كيف تقولين لي هذا .. انتِ تركك حبيبك وتزوج من فتاة اجمل واغني بمراحل .. عليك ان تذهبي لتبكي على حالك بدلاً من تبجحك هذا "، لتبتسم لها بدر ابتسامة جليدية " من مثلك فقط هن من يركضون خلف الرجال .. ويبكون في النهاية لأجل رحليهم .. لكن انا ياعزيزتي لا اهتم لجنس مخلوق .. لذا اذهبي انت ابكي على خيانات خطيبك المتكررة .. او على علاقاته المتعدده امام عينك دون ان يبالي بمشاعرك مثقال ذره .. وبعد ذلك تعالي واخبريني كيف هو الحال "، لترحل تاركه الفتاة تتجرع صدمتها، لتجلس وهي تتنهد بهم هامسه بصوت خفيض " لا اعلم هل ذلك الشعور مجرد حزن من المفاجأة ام هو حزن على امان اخترته ووثقت به فعلاً "، لتهز رأسها بعصبيه " لا لن افكر بذلك الحقير .. هو حتى لا يستحق التفكير .. مكانه الطبيعي يجب ان يكون في خانة النسيان فقط "، لتشعر بأضطراب وهي ترى ظل يحجب الضوء فوق رأسها، لترفع عينها بسرعة متمنيه الا يكون هو ليس الان وهي في تلك الحالة لن تجابههُ، لتنهض مبتعده حالما ابصرت انه هو ذلك الحقير، ليسير خلفها وهو يناديها " انتظري فقط .. يابدر عليك ان تستمعي لي وتتفهمي اسبابي ارجوكِ .. لا تكوني هكذا "، كانت تكمل سيرها دون ان تلتفت نحوه، وكان هو بدوره يناديها حتى انتبه له الجميع وهي تسير مبتسمه كأن من خلفها لا يعنيها بشئ.. **** على الجانب الاخر.. كانت تجلس امام مكتب بسيط مقارنه بضخامة الشركة، وهي تبتسم للجالس " اظن ان والدك رضا عنك اخيراً لقد اعطاك مكتب خاص بك بعيداً عن ضجيج العاملين "، ليبتسم الاخير بسخرية وهو يردد " لاخبرك امر لا يعلمه احد عن ابي .. قد يراه الناس رجل اعمال مكد بني كل ذلك بأتعابه واعماله المجتهده .. لكنه كانت البداية لذلك المكان من ميراث والدتي واموالها .. كانت نعم مجرد شركة خربة ذات دخل منخفض لكنه استخدم ذكائه ليجعلها تكتبها بأسمه .. ورغم غناه تركها تتعفن بالمرض .. لذا لا تبتهجي هكذا .. لقد كانت خطوتي الاولي هنا بسبب مساعدتي لكم .. واما غير ذلك لم اكن سوف اعمل لديه"، لتستند رنيم على اطار المكتب وهي تتنهد " انت بائس اكثر منا اذن .. وانا التي ظننتك اوفرنا حظنا يامتعوس ياهارون "، ليضحك بقوة على تعابيرها المبتأسه " هيا قولي ما الذي جعلك تأتين في الصباح هكذا ؟؟ .. هل اصاب احد شئ"، لتنظر له بتردد وهي تفكر بسرعة في حجه، ليتفحصها بحده " اخبريني يارنيم لا تكذبي .. هل حدث لبدر شئ؟؟ .. لذلك أتيت الان "، لينهض بسرعة والقلق يتمكن منه بشدة، لتقف امامه وهي تحاول تهدأته " لم يحدث لها شئ اقسم لك .. لكن كنت اظن انك لم تعلم ما الذي فعله الحقير عابد بها .. لا اعلم الان كيف حالها بالجامعة .. هي تخبر الجميع انها بخير ولا تبالي .. لكن فعلته تلك بعد الحادثة التي وقعت لكما ولصداقتكما قد تؤدي لاهتزاز نفسيتها بشدة .. لا اعلم لما يكتب عليها الشقاء "، ليجلس هارون بأرهاق " لقد اخبرتك منذ البداية ان تجعليها تبتعد عنه يارنيم حتى لا نصل لذلك الموقف الان .. وها هي النتيجة .. لقد كان ذلك المعتوه معي في اول عام دراسي لكنه لعوب يتلاعب دوماً بمن حوله على حساب اهوائه .. لذلك اعاد العام الاول مره اخرى "، لتتشنج ملامح رنيم وهي تجيبه " ليتك اخبرتها بأنه من ارسل تلك الفتاة وجعلها تفتعل الشجار انذاك .. كان كل هذا لم يحدث بالاساس "، ليطرق بأصابعه السمراء حافة المكتب برتابه وهو ينظر نحو الفراغ " لم تكن حينها سوف تستمع .. لقد كانت تتجاهل تواجدي دوماً .. امتنعت عن الذهاب للمكتبه لانها تعلم انني بأنتظارها هناك .. اخبريني كيف كنت سوف اخبرها بل وكانت ستصدقني ايضاً "، لتقف رنيم مقرره الرحيل وهي تردد بأسف " تلك مشكلتك الازلية ياهارون .. قررت بالنيابه عنها الا تخبرها بمشاعرك منذ اول لحظة تتجنب اخبارها بأي طريقة انك تحبها او تميل لها .. وبعدما حدث ذلك الشجار اجتنبت جانب الصمت حتى تهدأ وقد مر عام خلف عام وها هي الفجوة كبرت وتوحشت بينكما حتى بات يستحيل اي حديث من اي جانب .. لذا توقف عن ان تقرر عنها اي شئ ياهارون سوف تندم انك تصمت ولا تتهور لمره لأجل ماتريد.. احياناً الجنون هو مايجعلنا نشعر بالحياة "، **** امام بناية منزلهم كانت تقف وهي تفكر في ذلك القرار مراراً، لتجد ألما تأتي من بداية الشارع وهي تكاد تقفز مبتسمه، لتشير لها برأسها لتحييها لتقف الاخيرة بمفاجأة، " لماذا تقفين هكذا يابدور .. هل هناك شئ ؟؟"، لترد لها الابتسامه بجمود " لا شئ ياحبيبتي لكن هناك مشكله نحاول حلها .. الان افكر في كل السبل المتاحه لحلها "، ليتغضن جبين ألما وهي تنظر لها بعدم فهم " مشكلة ماذا لقد اخفتني !! "، لتتنهد بدر بتردد " تعلمين لقد تركت رنيم عمل التحاليل لانها لم يعد لديها وقت كافي بجانب الدراسة لذلك .. سوف نبحث عن مسكن اخر يناسب ماتبقى لنا من مال في تلك الاشهر القليلة .. لعلي بعد تخرجي اجد فرصة تؤهلنا للافضل "، لتقاطعها ألما بسرعة " لما نبحث عن مسكن اخر .. توجد شقتي نعم هي بعيده نوعاً ما لكنها متاحه وبها اثاث يمكننا جلب الباقي فقط .. لا توجد اي مشكله الان صحيح "، لتتردد بدر وهي تجيبها " لكن يالومي ذلك منزلك وارثك من اباك .. لا يمكننا ان نجلس بهِ كل تلك المده دون دفع ايجار "، لتنهرها ألما " لكنني بقيت معكما لمده اربع اعوام عالة حرفياً .. لا افعل شئ ولا اساهم بقرش واحد .. لذا ان نبقي في بيتي لهو واجب وحق علي ايضاً .. لذا لا يوجد مكان لتلك الحساسيات الفارغة بيننا يابدر ... المشكلة حُلت فلا تعقديها "، لتبتسم بدر وهي تعانقها بشدة وكلتاهما تصدعان لتنفيذ ذلك القرار، لقد حان الوقت لتغير مجرى حياتهم هم الثلاثة، **** في المساء.. كانت ثلاثتهن تخرجن اغراضهن وملابسهن وجميع مايمكن حمله لنقله في العربة الصغيرة التي استأجروها، لتقف بدر فجأة وهي تخبرهن " سوف اذهب لأسلم السيد سراج المفتاح .. واخبره برحيلنا "، لتمنعها رنيم برفض قاطع " لا لن نخبره الان نحن اليوم لن نأخذ جميع اغراضنا .. لذلك يمكننا اخباره غداً ونحن مغادرات دون عودة "، لتتنهد ألما وكتفاها تتهدلان بحزن " لا اصدق اننا سوف نترك الحي دون رجعه .. لقد احببت الجميع .. حتي الاستاذ سراج اللطيف .. لا اتخيل الا اذهب للجامعه دون رؤيته والقاء التحيه عليه .. لقد كان يشعرني انني اخته الصغيرة بتدليله لي "، كانت رنيم تستمع لها بألم، هل تخبرها انها ايضاً تموت من الان شوقاً لصباح تراه فيه وينتهي بشجار معه، ام مساء يتصادفان بهِ ليعتذر هو وتقبل اعتذاره صامته، لا لن تخبر حتى نفسها انها تشعر بروحها تكاد تغادرها وهي تتحرك نحو الدرج لتضع اغراضها، انها صاحبة القرار نعم، لكنها ودت لو كان هناك عائق يمنعها الان، عائق يخبرها بغضب ان مكانها جواره بدلاً من الرحيل، لكنه لم يرها منذ البداية ليأتي ويرها الان، **** في البلدة .. كانت تقف مشتعله وهي تستمع لحديث الطرف الاخر، " ماذا تقصد بأنها ستسكن في منزلها الخاص .. من اين جلبته تلك الشحاذه .. لايمكن ان يكون ذلك الابله حامد اعطاها اموالاً .. لا اصدق .. بيت لها وحدها ملكها كييييييف هذا ؟؟؟ "، لتتنفس بصعوبة ووجهها يتحول للون الاحمر من الغضب " لتعرف تفاصيل الامر واخبرني .. انا لا اعطيك اموالاً بلا سبب .. اريد كل التفاصيل قبل نهاية اليوم هل فهمتت .. هيا اغلق ياوجه النحس انت .. ليتك تجلب اخبار جيده "، بعد ساعة .. كان حامد يدلف لبهو البيت الكبير، ليفزع فجأة وهو يجد زوجته تجلس متوشحه بالأسود من رأسها لقدمها، " بسم الله الرحمن الرحيم .. من مات ياشرين .. ماكل الاسود هذا ؟؟!! "، لتقف بحده امامه وهي تكاد حنجرتها تُجرح من الصراخ " كيف تعطي اختك الفاجرة شقة في المدينة .. كيف تفعل هذا .. لقد اخبرتني انك حصلت على كل شئ .. ولم تخبرني بأمر تلك الشقة كل تلك الفترة .. كيف تجروء على خداعي .. هااا "، لتدور حول نفسها بغيظ اكبر " تحدث لا تظل صامتاً هكذا سوف تجلطني بأفعالك الهوجاء تلك .. كيف توافق على ترك تلك الشقة "، كان ينظر لها بعصبيه ليرفع يده وهو يمسك خصلات شعرها المفرود بهياج من غضبها " كيف تجرؤين يا ابنة صفوان ان ترفعي صوتك على هاا .. هل تعلمين مقامك انتِ اسفل قدمي لا ترتقين لاكثر من ذلك .. لذلك لتعقلي ولا تخرجي غضبي حتى لا اقتلك هل فهمتي "، ليهزها بين يديه وهو يضغط على احرفه بشده " اخبريني الان من اخبرك بهذا .. انا لم اخبر احد لينقل لك ذلك .. هل خرجت من وراء ظهري يافاجرة "، لتأن من ألم شعرها الذي يقبض عليه، لتفكر سريعاً في حجه لتهورها ذاك " لقد سمعتك تحادث المحامي عبدالموجود "، لتقترب منه بميوعه وهي تتمسح به كالقطه السيامي مردده بصوت هامس " انت تصرخ بي وانا من كنت اموت قلقاً عليك وعلى مصلحتك .. هل هذا جزائي ياحامد .. هل تشك بي انا حبيبتك شرين .. لم يكن هذا عشمي بك ابداً .. انت حبيبي واخاف عليك يكون هذا نصيب خوفي "، لتبتعد عنه بسرعة وهي تركض نحو غرفتهما، ليحاول ان يوقفها مبرراً " انتظري ياحبيبتي لم اقصد .. شرين افهميني "، لتغلق الباب خلفها وهي تتدعي صوت البكاء، لتمسك هاتفها وهي ترسل للاخر، في حين ان حامد جالس بضيق على اغضابه لها، كانت تضع خادمة الدار قهوته امامه، لينظر نحوها بتساؤل، " ماذا هناك ياحجه قسمه ؟؟ .. لماذا تقفين هكذا "، لتجيبه متردده " انت تعلم يابني انني هنا منذ ايام الحجه والدتك والشيخ عبدالله .. ولم ابقى حتى الان الا لأمانتي وثقتكم بي .. لذلك ماسأقوله اقسم انه حقيقة ولا نيه لي بالخراب "، ليشجعها بنفاذ صبر والقلق يساوره مما ستقوله " اخبريني ولا تقلقي من شئ "، لتهمس له بسرعة " قبل ان تأتي بأكثر من ساعة سمعت الست شرين تتحدث مع احدهم وهي تصرخ لم اكن اتجسس عليها .. لكن من صوتها العالي سمعتها تقول شقة ومدينة وكانت تقصد بالصغيرة ألما .. لكن لم افهم .. حالما أتيت وكنتما تتشاجران .. فهمت انه يخص ذلك الامر .. لكنني ترددت يابني ان اخبرك لذلك لا تغضب "، لتتركه وترحل وهي تجده صامتاً مكفهر الملامح، ليوقفهاا صوته " اريدك ياحجه قسمه ان تكوني ظل شرين .. لا تتركيها تتنفس .. وان تكرر ماسمعتيه اليوم اخبريني فوراً "، لتهز رأسها بموافقه وهي تبتعد نحو غرفتها مردده " ليتك كل ذلك يعيد حقك ياصغيرتي .. لقد ظلموكي كثيراً لن يرضى الحج عبدالله في تربته ابداً .. سامحك الله ياحامد "، كان الاخير يجلس ساهماً وهو ينظر نحو سقف الدار العالي " هل هي بريئة حقاً كما ادعت .. ام شعور الذي يساورني في كذبها هو الحقيقة .. سوف اعلم فلست انا حامد ابن الشيخ الذي يخدع "، **** في كل نهاية يسقط الاشرار ,, لكن لما في نهايتي انا سقط الملاك وفاز الشيطان ,, أم كنت انا الشيطان ذاته دون ان أدري ؟؟ يتبع ... | |||||||
06-09-24, 10:50 PM | #26 | |||||||
| فراشات مساء حزين على قلوبنا منذ فارقنا الموت .. الفصل الرابع عشر **** يوم الحادث .. في الثامنة صباحاً,, كانت رنيم تغلق الباب بكل اقفاله وهي تقترب من باب منزله بقوة مناقده التوتر داخلها، لقد كانت تموت في كل خطوة تقتربها، لتهرع بدق الجرس بسرعة حتى لا تتراجع، لتمر ثواني وهي تستمع لصوت خطواته تقترب وهي تحاول تشتيت ترددها حتى فتح الباب ليصمت كل شئ حولها عدى ضجيج قلبها كاد يصم اذنها فجأة، ليبادرها بسؤال مبتسم " صباح الخير انتِ ايضاً .. هل انتِ بخير ؟؟ "، لتجيبه بتعلثم " اه .. اسفه صباح الخير .. لقد اقلقتك في الصباح دون خبر مسبق .. لكن ذلك الوقت الذي تغادر فيه فلم اجد انسب منه وقت لاخبرك بما اريد "، لينظر لها بقلق وهو يفتح الباب على مصرعيها لها " لتدلفي بدلاً من وقوفك هكذا .. واخبريني بما تريدين "، لترفع يدها نحو عينه بدلايت المفاتيح وهي تقذف الكلمات مره واحده " تفضل هذه مفاتيح المنزل الذي كنا نقطنه .. وهذا ايضاً مبلغ الايجار الاخير نعتذر اننا اخرناها كل ذلك الوقت "، ليخفض عينه لجوار قدمها، لم يرى تلك الحقيبه الان هو لا يفهم شئ " لماذا ؟؟ .. هل ضايقكم احد .. ام انا كنت ثقلاً عليكم .. اخبريني لما ذلك القرار الان "، لتتنهد بأرتعاش لم يفهمه " لأننا ارهقتنا الحياة .. لم يعد لدي احداً منا الوقت لتعمل وتأتي بأيجار المنزل في الوقت الحالي "، ليحاول ان يقاطعها، لتسرع بالايجابه " وقبل ان تخبرنا بكرمك انك لا تبالي واننا جيران واخوه ولاداعي .. سوف اجيبك قطعاً لا .. لن تكون انت الغريب احن من عوائلنا علينا .. ونحن اتينا هنا اعتمادنا على شقائنا لا مساندة احد .. ولن نقبلها الان "، لتتحرك مسرعة نحو الدرج تاركه اياه متخبطاً، لا يفهم لما يشعر بصدره يغوص وقلبه يؤلمه كأنما لكمته بقوة، ذلك الشعور القوي الذي يؤكد انه فقدها يوجع روحه بلا سبب، ليتحرك خلف طيفها بسرعة وهو يتذكر انه لم يعلم اين ذهبن ثلاثتهن الان، ليقف امام البناية وهو لا يجدها امام مرمي ناظريه، كأنها كانت مجرد شبح بل طيف خفيف ترك بصمته داخله ورحل، ليرفع يده وهو يكاد يقتلع خصلاته بحنق ليتذكر بدر ليرفع هاتفه وهو يحاول الاتصال بها لكن دون اجابه سوى تلك الرسالة المسجله ( الهاتف الذي تحاول الوصول اليه مغلق او غير متاح اترك رسالة صوتيه ). على الجانب الاخر يكاد يكون قريب جداً .. كانت تقف وهي تبحث عن ألما لتخرج الاخيرة من ذلك المبني تكاد تصارع شياطينها بغضب، لتوقفها وهي مبتسمه " ماذا حدث يابنت لما هذا الاشتعال .. من ضايقك لاذهب واقتله لأجل عيناك "، لتزفر ألما وهما تسيران " ذلك المعيد الجديد الذي يمارس كل سلطاته الشريرة علينا .. من اعطاء مشاريع قصيرة المده وتسليمات في ايام معدوده .. لم يتوانى عن طردي لأنني تأخرت خمس دقائق فقط .. ليخبرني بكل عنجهيه وتكبر انه لا يقبل بدخول من يأتي بعده حتى بثواني .. لقد احرجني حرفياً امام المئات من زملائي بالقسم .. ذلك الشيطان "، لتقفز بدر بسعادة وهي تغير مجري الحديث " دعك من كل ذلك البؤس والكأبه .. هناك مقهي قريب بأول الشارع افتتح منذ ايام دعينا نذهب لنجربه ونتصل بالطبيبة المسحولة بالمشفى لتبتعد عن رائحة المرضى وتشتم هواء نظيف قليلاً "، لم تكد قدمهما تطأ خارج اسوار الحرم الجامعي حتى اوقفهما ذلك العابث الاخر، كما تريد تلقبيه منذ اعوام مضت، وكما تردد خلفها الصغيرة، لتنهره بقوة وهي تنظر نحوه بملل " ما الذي جلبك الى هنا .. الم تنتهي سنوات دراستك منذ عام .. كيف تركك اباك تأتي هكذا هنا بكل سهولة "، ليحاول الحديث بلامبالاه وعيناه تتلون بعبث " انتِ تعلمين لماذا أتيت اليوم .. لقد اتيت لأراكِ ياسمرائي الجميلة "، لتطلق عيناها شرارات حارقه بغضب " انا لست سمراء احد .. ولن اكون ياهارون .. لذا ابتعد عن طريقي انت وجيشك الذي يخلفه والدك خلفك حتى لا يغضب منك يامدلل "، لتسير بإباء دون ان تلتفت نحوه، تاركه اياه يموت كمداً من لسانها اللاذع ومن قلبه المُدله في عشقها، هي لا تعلم كيف تمنى لسنوات مضت الا تقع بحب غيره يوماً، هناك بركن قصي داخله يعلم انها لم تحب ذلك القذر عابد، لقد عاندت قلبها لتقبله، لذا يدعوا كل ليلة الا تدور في مدار غيره هي قمر حياته الفاتن... اثناء تحركهما نحو ذلك المقهى,, كانت ألما تمسك هاتفها بتخوف وهي تطبع بعض الكلمات في رسالة لأحد وبدر تسير جوارها صامته غير منتبه لحالة الصغيرة، لتلتفت نحوها فجأة " لقد نسيت ان احادث رنيم بسبب ذلك البغيض الذي عكر مزاجي .. هل تراسليها يالومي ؟؟ "، لتتعلثم الاخيرة وهي تغلق الهاتف " ااه .. نعم ارسلت لها لكن لا تجيب .. دعينا نذهب وهي سوف تلحقنا حينما تستطيع "، ماكادتا تصلنا نحو واجهة المقهى حتى وقفت ألما فجأة وهي تنظر نحو وجه بدر بأسف " لا تغضبي مما فعلته ارجوك يابدر "، لتنظر الاخيرة بعدم فهم ضاحكة " ماذا تقصدين يافتاة .. ما المصيبة التى فعلتيها ها ؟؟ ، ليقاطعها صوت رجولي شل عقلها لثواني " هل وجودي صادم لتلك الدرجة " ليوجه كلامه للغارقه في الذنب حتى اذنها " اشكرك للمساعدة ألما .. لا اعلم لولاك ماذا كنت فعلت " لتتجاهل كلماته وهي تنظر لصديقتها المتجمدة التى خرج صوتها بأرتعاش " بدر لقد توسلني لادله على طريقك .. لقد كان عاجزاً وهو يبحث عنك في كل مكان يود غفرانك "، لترفع نظراتها ظنت فيها ألما انها تقتلها " لا داعي للتبرير ياعزيزتي .. لنرى مابال المسكين الذي تؤرقه الليل في غيابي "، لتكمل بصوت بارد نحوه " اليس كذلك ياعابد .. ام ان زوجتك تركتك وتبحث عن احداهن ترضى بفُتاتك كالحمقاء تركض وراء سراب حبك المسموم؟؟ "، لتنظر نحو ألما بصرامة " ارحلي للبيت يا ألما او اذهبي لرنيم لعلها تبحث عنا هيا " لتقف ألما عاجزة وهي تنظر لبدر، هل اخطأت حقاً حينما ساعدت عابد، الحقير لم تعلم انه تزوج، لكن لما لم تخبرهم بدر بذلك!! لتبتعد عن محيط الاثنان ببطئ شاعرة بالذنب يثقل هاكلها غير راغبه في المغادرة، وليتها لم تغادرهم حينها، **** في نفس الوقت في الجهة المقابلة .. كان يقف منذ وصولها مع صديقتها، حتى انه للحظة واحده ابعد عينه عنها ليجيب ضجيج هاتفه " ماذا تريد يا ابي ؟؟ .. لا يخص احد ما افعله لك ما اقدمه في عملى لذلك لا تظل تعاملني كالمسجون او المحكوم عليه بالمراقبة كل لحظة "، لينتفض على صوت عالي لأطارات سيارة وارتطام قوي، لينظر حتى وجد جسدها يتطاير في الهواء بفعل الاصطدام ليركض غير عابئ بالطريق المليئ بالسيارات وهو يقترب من جسدها المسجي على الارض، كان يشعر بقلبه يغوص حينها فقط اعتقد انه من الصدمة سوف يتوقف قلبه في ثواني لكنه قاوم حالة الوهن والصدمة ليقترب منها ويجدها تبتسم نحوه كمن يحلم داخل نومه، ليصرخ بمن يحاول الاقتراب منها لقد كان يشبه المجانين في تلك اللحظة وهو يمسكها برفق بين يديه وملابسه تتلطخ بدمائها، هل يمكن لنا ان نتمني الموت، حتى لا نرى الفقد بأعيننا او ندركه بحواسنا، لأن من نحب يتألم .. نتمنى الألم اضعاف مايشعر ليعادل ذلك شعور الذنب الذي يكبلنا، اخبريني وانتِ لا تدرين هل يمكنني منحك عمرى ياعمرى، فلا ارى فيك السوء يوماً، لتسعدي وتضحكي لتنتعشي بصحتك ولأرقد انا مرقدك لأبات انا عليلاً وفداك انتِ كل الدنيا لأجل عينياكِ.. مرت ساعات وهو يقف في رواق المشفى، لا يشعر بشئ ولا حتى بوقفة رنيم امامه منذ علمت بالحادث، لم يشعر حتى بيد سراج الذي تساند كتفه، هو يشعر انه المسجي داخل غرفة العمليات ليست هي، هو الذي تتكالب عليه ايدي الاطباء لشفائه بل لجعله يحيا، لم يمر بذلك الشعور منذ وفاة والدته الحبيبه، لكن الان هو اكبر واكثر وعياً ليكون ذلك الألم اكثر تجبراً على روحه، فقط لتخرج له سالمه وسوف يفعل لأجلها اي شئ لتطلب السماء سوف يأتيها بها، بعد اربع ساعات .. كانت تغادر تلك الغرفة نحو غرفة الافاقة، بينما يقف ثلاثتهم بقلق امام الطبيب المسؤول عن حالتها، لتتحدث رنيم نحو الطبيب بسرعة " هل هي بخير .. مامدي سوء اصابتها ؟؟ "، ليتنهد الطبيب وهو يقوم بخلع الكمامة عن وجهه " لقد مرت مرحلة الخطر لكن .. الاتى هو ماسوف يعتمد على قوتها للتعافى لقد نجت بصعوبة من شلل تام .. لكن اصابة قدمها من العجز شئ بسيط مقارنة بالمتوقع "، لينتفض هارون وهو ينظر للطبيب بغضب حارق " ماذا تقصد ايها الابله .. هل جلبتها هنا لأجل افضل عنايه فلا تصاب بمكروه لتخبرني بعجز قدمها .. وان ذلك ابسط شئ .. هل تعلم انت لا تستحق لقب طبيب .. بل انت غبي ولا تفقه شئ "، ليمسكه سراج وهو يبعده عن محيط الطبيب ليترك رنيم تتفاهم معه على الوضع الجديد لبدر، ليحاول هارون الافلات من بين يدي سراج، " توقف عن طريقتك تلك .. لن تستطيع ان تعيد الوقت لتمنع وقوع الحادث .. لقد كان مقدراً لها لا انت ولا الف شخص كان سيقدر على منعه هل تفهم .. لذلك تعقل لانها سوف تحتاجك جوارها هذا ما عليك التفكير به الان فقط .. توقف عن حماقتك"، لينظرا نحو رنيم التى تتجه نحوهم بعيون غائمه حزينة " لقد اخبرني انها قد تعود للسير بشكل طبيعي اذا وافقت على العلاج الطبيعي..ولكن كل ذلك يتوقف على حالتها النفسية قبل اي شئ .. لذلك سوف ننتظر لأفاقتها لنعلم كيف تطور الوضع "، **** في الغرفة بالاسفل .. كانت هي تتسطح فوق الفراش الابيض ولكنها تشعر بالآنين وذلك الحلم يراودها، كانت ترى نفسها تلتفت مغادرة ليوقفها هو ممسكاً رصغها بقوة " لم انتهي بعد لا تغادريني هكذا .. لم اصدق ان اراك اخيراً بعد جفائك ذلك .. ورحيلك عني بتلك الطريقة "، لتنظر له غاضبه وحانقة على تغيره للوقائع بل وكذبه حتى الان، فلا يرى نفسه مخطئ او اجرم بحقها حقاً " هل جننت يا عابد .. ومن ذاك الذي غادر من ايها الغبي "، لتضرب صدره بغل وبكل مايحمله قلبها من حزن كانت تصرخ بوجهه " انت الذي غادرت حينما قررت حتي دون عناء اخباري انك وللمصادفه سوف تتزوج ابنة مديرك .. بل ظللت لاخر يوم قبل زفافك تردد على مسامعي انك تحبني بل لا تقدر على فراقي .. ورغم كل مارددته ذهبت لتتزوج في اليوم التالي .. كأنني مجرد خربه او قمامه تلقيها على قارعة حياتك وتسير دون اهتمام .. وتأتي بكل تبجح بعد زفافك لتتوسل تفهمي .. اي تفهم ذلك ايها الوغد الحقير "، لتنظر نحوه باحتقار وتصغير " ايها الوصولي الانتهازي هل تري الدنيا تدور حولك انت فقط .. تريد كل شئ وتريد تركي بحياتك معلقه بين سماء لا اصل لها .. وبين ارض لا اضع طرف اصبع عليها "، لتشير نحوه مهدده اياه " سوف اخبرك للمره الاخيرة عابد .. ان لم تنسى انه قد جمعنا يوماً شئ وترحل نحو حياتك بعيداً عني سوف اخبر والد زوجتك السيد المبجل عبدالعظيم .. لذلك حافظ على كرامتك ولا تريني وجهك مره اخرى .. ولا تستخدم اساليب الحيه تلك وتتلفتت حول اصدقائي لتصل لي "، وماكادت تتحرك للجهة الاخرى ودموعها تغرق عينيها حتى أتت سيارة مسرعة اطاحت بها كالدمية ثواني مرت وهي تجاهد لتظل عينيها مفتوحه مبتسمة وهي تراه يركض نحوها، لتأن بصوت عالى وشعور ذلك الاصطدام يعاودها، محاولة فتح مقلتيها لكن ذلك الطنين والالم لا تستطيع فتح عينها بسهولة، لتستمع لصوت يأتي من بعيد، لم يكن سوى صوت رفيقتها رنيم، لتهمس بصوت مبحوح ضعيف " اااه .. رنيم ماذا يحدث !! "، لتمسك يدها وهي تحسها بصوت حنون " حاولي فتح عينياكِ لتعتادي على الاضاءة ياحبيبتي "، لتحاول ببطئ فتح عينها، ليضرب نظرها السقف الابيض وتلك الاضاءة الساطعه للغرفة، لتهمس بحنق " من يضيئ الكهرباء في الصباح هكذا .. اغلقيه يارنيم يزعجني "، لتحاول الاعتدال لتشعر بألم جاسم فوق جسدها كمن سحقته مقطوره، ليمنعها صوت الطبيب "من الافضل لك ان تلتزمي الراحة لا تتحركي .. حتى تستقر حالتك بعض الشئ "، لتنظر نحوه بتركيز وهي تدرك انها ليست في المنزل بكل تأكيد، لتجيبه بقلق " ماذا .. يحدث .. لا افهم ومابها حالتي "، لتمسك رنيم يدها وعينها المتورمة من البكاء تنظر نحوها بحزن " لقد اصبت بحادث الا تتذكرين .. انت هنا منذ ساعات طويلة .. لقد كنا نموت قلقلاً عليكِ "، لتكمل ضاحكة بتوتر " ولكن انتِ تنامين هنا دون اهتمام بقلقنا او بخوفنا عليكِ "، لتصمت لثواني وهي تجد بدر تغرق في ذكرى ما اصابها من ساعات في بداية النهار، لتردد بدر بجمود " من الذي جلبني هنا ؟؟ .. انا لا اتذكر سوى سقوطي وصراخ عالي بأسمي وبعد ذلك لا ادري ماحدث "، لتتعلثم رنيم وهي تنظر نحو الباب المغلق " لا اعلم من جلبك لكن .. ندعو له لانه احضرك وانقذك من خطر محقق .. ليس مهم الان من هو صحيح .. المهم انتِ هنا بخير وبأفضل حال صحيح "، لتتسأل بصوت مكتوم " انا لا ادري .. اخبريني انتِ ماذا حدث لي .. ولما الطبيب يشدد على عدم حركتي حتى تستقري حالتي .. مابها حالتي هاا ؟؟ "، لتنظر رنيم نحو الطبيب برجاء، ليتحرك معتذراً بأنشغاله ويترك الشرح لرفيقتها، لتتنهد الاخيرة " انظري .. انتِ تعلمين ان الحادث لم يكن بسيط او صغير لتكن اصابتك هينه لكن .. من رحمة الله بك كانت الاصابة اهون مما هم في حالتك .. لذلك ارجوك لا تقنطي مما اصابك "، لتجيبها بصوت بارد " دون مقدمات ياطبيبة اخبريني والقي مصابي في وجهي دون تردد هيا "، لتجيبها سريعاً " لقد كانت الاصابة في قدماكِ لذلك سوف تمرين بعلاج طويل .. لكن العلاج لن يؤتي ثماره دون حافزك النفسي .. ان تقرري الشفاء سوف تشفيين "، لم يشعر احد منهما بالصمت خلف باب الغرفة وهي يكتم انينه يشعر بقلبه يسقط بل يود الخروج من بين صدره ليذهب نحوها ليربت فوق جروحها وسقمها لعلها تقف ولا تتألم من بعدها، ليشعر بتربيت سراج فوق كتفه المتصلب " ادع لها فقط ياهارون ليس بيدنا غير ذلك .. وايضاً اجلس قليلاً سوف تسقط من فرط الارهاق .. او ارحل لتبدل ثيابك انها موحله بالدماء وحالتك سيئه كفايه "، ليجيبه بصوت قاطع " لن ارحل دونها .. لن اتحرك قيد انمله قبل ان تُشفى هي .. لن اشعر بالراحة مادامت هي هنا تتلظى وجعاً .. وخساره ياسراج انها تتألم وانا هنا سليم اقف دون ان استطيع فعل شئ لها .. كم انا بشع دون فائده "، ليحتد سراج " ماذا ستفعل اكثر مما فعلته اخبرني .. هل ستعطيها الصحة ام قدماك .. توقف عن هذرك هذا وتحرك لترتاح قليلاً فأنت لن تنفعها بشئ مادمت مرهق هكذا .. ان كنت تريد مساندتها يجب ان تجدك اقوى واكثر صلابة لتستند عليك دون تخوف "، ليتنهد الاخير وهو يجلس جوار الغرفة " ليتها فقط تطلب وانا اقسم ان اجلبه لها وان كان اخر ما افعله في حياتي .. فقط لتصبح بخير .. ومن كان سبب ذلك الحادث سوف اجده واذيقه الويلات على كل خدش صغير اصابها فمابالك بألمها تلك "، حينها فقط صمت وصمتت حتى ذرات الهواء لم يعد احد يسمع حتى لحثيث انفاس، لم تعلوى فوق دقات قلبهما الا الخوف الذي يعتليه، الخوف ذاك ماجعلهم يستمرون بل يقاومون حتى الان، لكن الخوف ليس عادل سوف ترتعب من كل شئ وينسيك هو بضحكته السامه ان ذلك قدرك.. **** انا العصفور الذي يرقص رقصة موته الاخيرة,, بل تلك العنقاء التي احترقت ولا تدري كيف تستيقظ من مرقدها,, لكنني اعلم انني لست تلك المرأة الخارقة من تستطيع تبدل حالها من الشقاء للرخاء ومن الضعف لكل القوة,, لم اكن ولا استطع ان اكون.. كانت ألما تجلس بقلق في المنزل، هي لا تدري بأي مما يحدث الان هناك، لترفع هاتفها متردده من الاتصال ببدر ومعرفة لما تأخرت حتى الان، لتحاول اكثر من مره والاجابة خارج نطاق الخدمه لتزفر بتوتر لتمر ثواني وهي تجد اتصال وارد من بسام ليشرق وجهها بأبتسامة فتيه، لتجيبه بسرعة وهي تتنهد براحة، " كيف حالك ياحبيبي ؟؟ "، ليرد بصوت هادئ " اشتقت لك ياقلب حبيبك انتِ .. لم تحدثيني اليوم فقلت لاتصل انا .. لتعلميني كيف انا مراعي ومهتم "، لتضحك على كلماته " نعم حبيبي افضل رجل في الدنيا .. وانا اشتقت لك جداً .. الن اراك يابسام لقد مر على علاقتنا سوياً اربع سنوات .. ليس من المنطقي الا نتقابل حتى الان "، ليزفر الاخير بحنق " هل اتصلت بكِ لنتشاجر يا ألما .. هذا غير محتمل كلما احادثك تحولين لحظاتي السعيدة لكل تلك المناقشات والخلافات .. انتِ كتلة من النكد تسير على الارض حقاً"، ليختم كلماته بأغلاق الاتصال بوجهها، لتنظر نحو الهاتف بصدمة من رد فعله المهول، لتفتح محادثته وهي تراسله بكلمات سريعه مقتضبه " لا افهم حقاً ما سبب كل زعابيبك تلك .. كنت اسأل سؤال واحد من حقي معرفة اجابته .. لكنك تتحجج لأي شجار بيننا ولست انا .. كل مره نتحدث بهدوء تحول تلك اللحظة لخلاف بيننا لايام ولا ترضى حتى التفاهم .. انت المسبب لتوترنا لا انا .. ان استمررت على ذلك الحال سوف انهي علاقتنا سوياً لتكون تعلم فقط .. انا اكتفيت من اسلوبك ذاك "، لتغلق الهاتف وهي تلقيه بعيداً بضجر وتتجاهل رنينه المتواصل، لتحاول النوم لعل يومها البأس ان ينتهي.. **** في الجانب الاخر .. كان بسام ينظر للهاتف بصدمة، لقد كبرت الفريسة على الصياد واصبحت تشكل نحو خطراً وتهديداً، لقد كان يشعر بالرعب ان تكون تلك الصغيرة فهمت اللعبة، يعلم انها طالت عما اراد، لكنه يخشى ان يعترف انه حقاً وقع بحبها تلك اللطيفة المسالمة التى لا تسطيع خدش طفل صغير، لكنه لن يتراجع عن اتفاقه مع شرين، ليرفع هاتفه متصلاً بالاخيرة " اسمعيني دون صراخ .. تلك الصغيرة تهددني بالرحيل .. هل تفهمين معنى ذلك سوف تفشل خطتك بأذيتها بالكامل .. اعتقد قد حان الوقت لننهي تلك اللعبة المملة"، لتصرخ شرين بقوة وهي تأمره " هل انت احمق بعد كل هذا الانتظار لا لن اسمح لك .. ان فكرت للحظة التراجع سوف اخبر اخاها وهو ان علم ماتفعله سوف يقتلك دون تردد .. لذلك كن مطيع واكمل تلك اللعة حتى اعلن انا عن نهايتها .. وارسل كل المحادثات بينكم واي شئ اخر هل تفهم ام اعيده عليك ايها الاحمق "، لتغلق بغضب المكالمة دون ان تنتبه لمن يراقبها من خلف الباب وهي تكتم شهقتها الملتاعه مردده " ياصغيرتي يامسكينة لقد وقعت في جحر الافاعي .. لو علم اخاك لقتلك انتِ قبلهم .. ياللهي الهمني الحكمة في حلها "، لتسير مضطربه لا تعلم هل تخبره فتوقفهم ام تتكتم وتصل لألما وتخبرها، لكن من سيصدقها ... **** كانت تركض نحوه بخوف ورعب يتمثل في محياها الشاحب، " انقذني يا ابي .. سوف يمسكون بي سوف امووت "، ليتلقفها ابيها بين احضانها بتخوف " ماذا حدث ياحبيبة ابيك .. لما كل ذلك الرعب .. اخبريني لا تخشين شئ ابداً مادام ابيك حياً يرزق "، لتتشنج وهي تبكي حتى سال كحل عيناها فأصبحت تشبه الاشباح " لقد .. لقد دهست احدهم بالسيارة عن طريق الخطأ .. لكنني ركضت دون ان انتظر لا اعلم كيف مصيرها الان .. انا لم اقصد .. صدقني يا ابي "، ليربت على رأسها وهو يطمئنها " لا تقلقي لن يحدث لك شئ ياميار .. لم يكن بقصد منك ياصغيرتي .. لا ترتعبي ان وصلوا اليك سوف اتصد لهم .. لا تخشي شيئاً .. اباكِ هنا لأجلك "، لتجلس امامه بتوتر وهي تردد " لكن لا تخبر عابد يا ابي .. تعلم انه لن يفهم سوف يتهمني بأنني مخطئة وانا لن احتمل "، ليستعر وجهه غضباً " لن يقدر على التفوه بشئ هل له عين ان يحزنك سوف انهي حياته ان فعلها .. لكن لا تقلقي لن يعلم بشئ ذلك سرنا الصغير "، لتحتضن ابيها متلمسه امانها الاثير، لا تعلم دونه ماذا ستفعل، نعم هي ليست مخطئه لقد كانت تدافع عن زوجها لم تقصد قتلها هي اللعوب التى تتلفتت حوله وتريد افساد حياتها بل لم تدعها تهنئ معه، ينام جوارها كل ليلة وهو يردد في منامه اسمها الملعون، لو عاد الزمن لأعادت فعلها دون اي ندم.. هل تعلم من انا ,, انا الصمت ان وجب الامر بل انا الانتقام ان احزنت قلبي انا الحب الذي سوف تقسم على خسارته سنوات بل وانا القوة التى تساندك سراً وتدعمك علناً انا اليد القابضة حول عنقك دون ان تدري انا الموت ,, **** يتبع... | |||||||
10-10-24, 08:00 PM | #28 | |||||||
| فراشات مساء الخيرات احبائي كانت تلمع كألف نجَمه في عينيه .. تفوق ضياء شمس الصيف ونور البدر .. كانت تجعل الدنيا صافيةً في عينيه .. كأنما قبلها غمامةُ تزال بحضورها ؟ ***** الفصل الخامس عشر لقد تأخرت على قلبي,, الم يكن من الامكان ان تأتي ابكرَ,, اصبح صدري قبلك صجراء جرداء,, وضريبة تأخيرك لسوف تقبل جفائي,, سوف تتفهم خواء روحي كل ليلة,, بل ستحنو على تخوفي وشكي وغضبي,, سوف ندفع سوياً مافعله الزمان بقلبينا,, لا كنت ادري اين انت ولا انت تعلم اين انا,, لنتلمس الاعذار التي لم يسمح بها البشر,, لنكن في نهاية الدنيا ذلك الملاذ الذي بحثنا عنه,, لتكُن واكون فيكون لنا الكون.. **** كانت تجلس امام الجميع بصمت على فراش المرض، بينما يردد الشيخ مواثيق الزواج كان عقلها مسافراً في مكان اخر، حينها كان ينظر نحوها بتأمل وهو يردد خلف الشيخ ورغماً عنه وعنها لم يستطع اخفاء سعادته العارمة الان .. ستصبح زوجته امام العالم اجمعين، " بارك الله لكما وجمع بينكما على خير .. سوف تتسلم الوثيقة بعد اسبوعين من الان .. جعلها زيجة العمر يابني "، ليقف سراج وهو يبتسم بهدوء للشيخ " اعزك الله ياشيخ تفضل دعني ارافقك "، ليقف هارون امام سراج وهو يستفهم منه بخفوت " لماذا سترافقه .. اجلس انت سوف اذهب معه لاعطيه امواله "، ليرمقه سراج ببرود " هل تراني بخيل سوف اجعله يرحل دون امواله .. اجلس جوار عروسك ياعريس الغفلة .. ودع كل شئ بالعالم خارج عقلك دون الجلوس معها "، لينظر نحو رنيم مشيراً لترافقه لتتحرك معه نحو الخارج، تاركين خلفهم قلوب على صفيح ساخن من الاهوال والافكار، ليجلس بالمقعد جوار فراشها يحاول اخراج صوته فقط، لتنظر نحو عينه بخواء " انت تعلم ان الزواج هذا لا يساوي شئ من جهتي .. لذا اتمني الا تطمح في ماهو اكثر ايضاً .. وبما انك رجل خارق ومضحي تنقذ المكسورين العاجزين وعرضت مساعدتي لذا سوف تنتهي تلك المهزلة حالما اقدر على الوقوف مره اخرى "، لتصمت قليلاً وهي تعتدل بوضع التسطح " اه .. اغلق الانوار وانت تغادر لانها تزعج نومي "، لتنهي الحوار وهي تغمض عينها تاركه اياه ينظر نحوها بصدمة كمن شلل عقله لثواني، ليكظم غيظه وهو يغادرها بهدوء بدلاً من كسر رأسها اليابس ليتمتم بحنق متنهداً " تلك الحمقاء التي احب .. سوف تقتلني يوماً من بلاهتها "، ليقابله امام الباب الجدال الدائر بين الاثنان، كانت رنيم تنظر نحو الفراغ بعيداً عن عين سراج وهو يكاد يختنق من الغضب " انا لا احادث نفسي يارنيييم .. انظري لي .. اين ستمكثين انتِ ها .. الان صديقتك سوف تغادر المشفى غداً مع زوجها ها .. وانتِ هل ستظلين بالارصفة والشوارع ؟؟؟؟ "، ليحاول هارون التدخل باعتراض ليجد سراج يقذفه بنظراته حتى لا يتحدث، ليصمت هارون بدوره مشاهداً نهاية الجدال، " اسمعيني صوتك واخبريني اين ستذهبين الان !! "، لتنظر نحوه ببرود وهي تردد بسخرية " وماخصك ها من انت لتعلم اين اذهب ولا اين امكث في اي مكان مادخلك انت .. هيا اخبرني بماذا يهمك ذلك "، ليتعلثم ويتعرق جبينه وهو ينظر لعيناها اللوزية بتوتر " انا .. فقط اريد الاطمئنان عليك .. اليس هذا واجب الاصدقاء ها "، لتضحك بهدوء " انت لست من البقية الباقية من اهلي لذلك لا تشغل بالك ابداً .. ونحن ابداً ماكنا اصدقاء .. ان كنت تحسبها هكذا فانت اغبى من قابلتهم يوماً "، لتتركه راحله نحو غرفة بدر وهو يرمش ببلاهه، ليستفيق على تربيت هارون الهزل ينضح من صوته " حقاً الفتاة لديها الحق بسبك وركلك لأبعد مكان .. هذا واجب الاصدقاء .. سوف انجلط منك ام من تلك الغبيه النائمة .. سوف اذهب للبيت لأجهزه للغد .. لا ينقصني معاتيه "، ليركض خلفه سراج بعصبيه " انتظر اخبريني انت .. اين ستمكث هي الان ؟؟ "، ليتجاهله هارون وهو يقود سيارته بأرهاق، ليقف سراج ينظر للفراغ حوله بقلة حيله " هل هناك ما لا افهمه يحدث .. الجو بات حانقاً وملئ بالالغاز "، انا الملُقى عليه لغزك وانا الغريق بين موجك والمغدور من زمانه ورغم انني الميت بين عينيكِ لكنني ابحث عن نجاتي بين يديكِ طفلٌ اجهل خطواتي الاولى وكهلاً ارهقه العجز دونك ورجلٌ يافع تائهاً بين خطوط وجهك كنت فارغ الروح ها هُنا يوماً وامسيت ذات حزناً ملئٌ بالحب هل تدرين ما السبب فأنا لا افقه ما وقعت بهِ فانا لست ذلك المزواج ولا ذلك العاشق ولو كنت اعلم لصرحت بها حينها .. لكنني اخشى الخسارة يالوزية. **** كانت تجلس في بهو منزلهم الضخم، حينما شعرت بخطوات تحفظها وكيف لا وهي من كانت تسعى لأجل ان تكون تلك الخطوات هنا قريبة، " ماذا تفعلين هكذا في ذلك الظلام الدامس ياميار .. لقد افزعتني "، ليجلس جوارها وهو يتنهد، لتنظر نحوه بولهَ لم يتبينه في الظلام حتى تحدثت بهدوء " اشعر بالارهاق تلك الايام .. اشك ان اكون حاملاً ياعابد .. سوف اذهب للطبيبة غداً لاطمئن ما رايك هل تأتي معي "، لينتفض بعصبيه " انتِ تمزحين .. لقد اتفقنا على تأجيل انجاب الاطفال كنت تأخذين الحبوب بأستمرار .. ماذا جد عليك اذن "، لتقف قبالته وهو تحاول ان تداري تلك اللكمة التى سددها في منتصف صدرها " ما الغريب ان حدث ها .. نحن متزوجان منذ اشهر ومن الوارد ان ننجب ما سبب صدمتك بالاصل "، ليتوتر وهو يبتعد نحو السلم " لست مستعداً لوجود اطفال بيننا ياميار لقد صرحت بذلك منذ اول يوم "، ليتوقف مع صراخها خلفه " نعم كنت حمقاء ظننتك تريد ان نمضي سوياً اوقات سعيده .. لم اكن اعلم انك تسعى وراء تلك الحرباء حبيبتك السابقة .. لم تتوقف عن التفكير بها منذ حادثها .. مازلت استمع همسك يناديها بين احلامك ينقص ان تهمسها في يقظتك .. ماذا افعل اكثر مما فعلته بها .. هل كان علي سحقها مراراً بالسيارة لاتأكد لمفارقة روحها جسدها .. اخبررنيييي ماذا افعل لتغادرنا لترحل من حياتي وتتوقف عن تذكرها .. انت زوجي انا ولكنك تعشقها تموت فداها تركض خلفها .. اخبرني لما اذن اتيتني طالباً ودي ان كانت هي تسكن قلبك .. ايها ال .. "، كان يلتفت نحوها مصعوقاً مما قالت " انتِ .. انتِ من اطحتي بها بالسيارة لكن كيف لم تكن سيارتك تلك "، لتردد بغل وغضب اعمى " هل تظنني غبيه مثلك .. اتريدني ان تتلبسني تهمة من وراء حثاله مثلها .. افق ياحبيبي "، لينظر لها بذهول " ماذا انتِ .. انتِ مريضة .. بل مجرمة يجب ان ابلغ عنك الان قبل الغد "، لتتحرك نحوه بضحكة شامته " اذن لتدفع شروطك الجزائية اولاً .. ام تراك نسيت ماكتبته بل وخطته يدك بكل ثقة حينما تم الزواج وحصلت على شراكة مع ابي .. اها ياعزيزي اراك نسيت ذلك .. لكن لا مشكلة زوجتك حبيبتك هنا لتذكرك بكل ما تنساه غالباً "، لتختم كلماتها وهي تجلس امامه ببرود دون ان تهتز او تبالي بشئ، " اها وقبل كل ذلك .. لتذهب لابي وتفسر ماعلاقتك بالفتاة وحينما يعلم اعدك انك حينها سوف ترافقها ولن تشتاق لها .. او سوف ترحل من تلك الدنيا .. رأيت لديك مئات الخيارات "، لترن ضحكاتها الممسوسه ارجاء البهو، لقد كانت تكاد تجن من الالم، لم يدعها تهنئ بحياتها التى طالما رسمتها وخطتها بين اورقة قلبها، تلك الحياة العادية بين زوج محب واولاد كثر يركضون حولها، لقد حرمها من حقها الوحيد بالحياة لذا، ليتحمل اذن انتقامها الصغير ذاك، ليتعلق مثلها بين جدران ذلك الزواج وذلك البيت الخاوي.. **** في صباح اليوم التالي .. كانت تتحرك بعصبية بين أروقة المشفى وهي تبحث عن ضالتها حتى وجدتها تقف تتحدث مع احدى مرضاها، لتتنفس بصعوبة وهي تقف قريبة منها حتى انتهت كادت الاخيرى تتحرك دون ان تنتبه لها، لتصرخ بها " انتظرك منذ مدة والان لا تهتمين وتلوذين بالهرب"، لتنتفض بقوة وهي تنظر لصاحبة الصوت باعتذار " أوه .. ألما اعتذر ياعزيزتي لم ارك حقاً "، لتحرك عنقها بأرهاق " ماذا حدث جعلك تأتي هنا غاضبة الان ؟؟ " لتتحدث من بين اسنانها " وتتدعين عدم الفهم ايضاً رنيم " لتتحرك بنزق " ليس امامي وقت لنبحث عما حدث امام صمتك يا ألما " لتصرخ صرخة حيوان جريح " اين هي يا رنيم .. اين اختفت بدر .. لقد اتيت اليوم ليراوغني ذلك الاحمق ويخبرني انه لا يعلم .. الم تكن حالتها تحت اشرافك .. كيف غادرت دون ان يعلم احد " لتتجلد الاخيرة بالبرود وهي تواجه وجه ألما الصارخ " غادرت مع زوجها .. هل تذكرتيها اليوم فقط بعد ثلاثون يوم لغيابك .. ماذا انتظرت حقاً ان تظل رهن عودتك وهي لا تعلم ان كانت ستحدث "، لتكمل ساخرة " غادري انت الاخرى ألما .. لم يعد هنا مجال لاحلام مراهقتك القديمة بهؤلاء الفتيات الصغيرات .. فلم تعد احداهن نحن ابداً "، لتتحرك بسرعة كمن يطارده اشباح تاركه من خلفها متجمده كالموتى!! كانت ترفع الهاتف كالمجنونة لعل بدر تجيب، لكن تلك المستفزة مازالت تخبرها، ان الهاتف خارج نطاق الخدمة، لتغادر المشفى وهي تنظر حولها كالغريب، تتذكر ذلك الشعور بشدة شعور الغربة، حينما صفعها اخاها بل حينما فرت من بلدتها وعلمت انها كالزرعة الوحيدة في العراء دون انيس، لتجد هاتفها يهتز بين يديها من رقم غير مسجل، لتسرع وهي تجيب ظنناً منها انها بدر، "اخيراً اتصلتي بي "، ليصدمها الصوت الهامس من شخص لم يكن في الحسبان " ألما .. حبيبتي انا دادة "، لتبتلع غصة استحكمت بحلقها وهي تردد بتيه " داداة قسمة .. كيف حصلت على رقم هاتفي !! "، لتجيبها الاخيرة بتنهيده " ليس ذلك وقت اسئلة ياصغيرتي .. هناك شئ يحدث منذ مده لقد امتنعت اخبارك خوفاً عليك ياحبيبتي .. لكن تلك الرقطاء زوجة حامد لا تصمت ابداً تظل تعيس فساداً ولا اعلم ما اخرها "، لتردد ألما حانقه " ومالي انا بما تفعله .. لتخبري زوجها الم احذره منذ البداية منها .. ليحلها هو "، لتشدد بتوتر على احرفها " لكن الامر يخصك انتِ .. لا اخاك .. وان وصله الخبر لا اعلم ماذا سيفعل بكِ بدوره تعلمين انه متهور .. هناك احد تسلطه عليك تلك الشمطاء شرين .. لا اعلم له اسم ولا ابن من هو لكن اردت اخبارك قبل ذلك لتحذري ممن حولك فليس هناك امان "، لتنظر نحو الهاتف ممتقعة الملامح، وكل الافكار تدوي داخل عقلها، هل تأخذ اول قطار وتسافر تجرجر تلك الشيطانه من خصلاتها وتجعلها عبرة للبلدة، ام تتصل بأخيها لتخبره لا لا اخاها مجنون سوف يقتلها قبل ان يعلموا مانيتها، لتشير لاقرب سيارة وهي تمليه عنوان بيتها دون ان تدري من يتتبعها، بعد ساعة .. كانت تغادر السيارة بأتجاه منزلها حتى شعرت بخطوات خلفها لتسرع اكثر، لتشعر بقبضة يد تمسك معصمها لتلتفت صارخه، لتجده هو لتصمت بصدمة وهي تحملق نحوه بعدم تصديق " بسام .. ماذا تفعل هنا .. امم انا لا اصدق انت هنا حقاً .. لم تخبرني لقد كنا نتحدث منذ ساعة "، ليجيبها بقلق " لقد شعرت بصوتك خائف ومتعب .. لذلك اتيت لاطمئن عليك .. هل انتِ بخير "، لتبتعد عنه خطوه للوراء " انا لم اخبرك بمكان مسكني .. كيف اتيت هنا "، ليبتسم بتوتر " لقد كنت اتبعك من امام المشفى ياحبيبتي .. كنت اريد ان افاجئك .. هل ذلك اغضبك "، لتحاول التحرك بعيداً عنه وهي تشعر بضجيج عالي داخل عقلها، تحاول نفي ذلك الهاجس الذي يطرق داخلها، " بسام هو الذي ارسلته شرين .. من جعلته يطارد حياتها .. لكن لا لا هذه صدفة مستحيله .. من هو اصلا لم تتسأل يوماً ..هل تركض الان نحو البيت ام تركض نحو الفراغ .. الان دون اي وقت مضى هي جندي عاري في ساحة المعركة "، كان ينظر نحو زيغ عينيها بكل مكان بهدوء ليقترب خطوة وتبتعد هي الف خطوة بذعر، لتركض نحو الشارع المقابل بهستريا، وصوته الصارخ بجنون خلفها " انتظري اين ستذهبين .. لا مفر لك الان .. هل فهمتي .. لن اتركك "، لتجد امام وجهها فجأة اخر شخص تحسبه، لينظر كلاهما بدهشة نحو الاخر لتنهيها هي ممسكة ذراعه وهي تقف خلفه برعب خالص مشيرة نحو بسام الاتي نحوهما بغضب، " استاذ متيم .. انه يركض خلف يود ايذائي.. انجدني ارجوك "، ليتمتم بعصبيه " لا تخافي ياألما لكن هل هو يعرفك ؟؟ "، لتجيبه ببكاء " هل سنقف ونتحدث وهو يأتي نحونا .. شكله يبدو له الجنون هيا دعنا نرحل قبل ان يأتي "، لينظر نحوها بهدوء متمتماً " لا تخشي شئ انا هنا .. لن يقدر ان يتخطاني ويتعرض لك "، ليشعر هو بتلك الخطوات الغاضبة التي وقفت امامه ليتلفت نحو الاهواج ذاك، وقبل ان يتحدث لكمه بوجهه دون ان يدري كيف، ليسقط بسام اسفل قدميه " ان رأيتك هنا او علمت انك تحوم حولها .. لن تكون التالية مجرد لكمة بل سيكون موتك هل فهمت "، ليستقيم بسام وهو يبتعد متمتماً بغل " لن اتركك .. ليس بعد كل ذلك .. لن تنجي من بين يدي بتلك السهولة يا ألما "، كانت تنظر نحو ذلك المشهد بصدمة بعدم استيعاب، هل كل ذلك حدث ام انه مجرد فقعة وكابوس هي داخلها الان، وسوف تسقط مستيقظة نعم سوف تصحو الان وتضحك على مارأته لايام، لتلتفت نحو استاذها دون كل البشر الصدفة تجمعها به في ذلك الموقف، نظرته اعلمتها ان ماحدث منذ دقائق كل الحقيقة ... **** على الجانب الاخر .. كانت تمسك الهاتف وهي تحاول الوصول اليه منذ اتفقت معه على ماحدث، ليدلف دون ان تشعر خلفها ليرى ماتفعله لتلتفت فجأة وهي تجده خلفها مباشرةً، لتحاول تخبأة الهاتف ليسرع وهو يمسك به ويضعه على اذنه منتظراً اجابة، ليستمع لصوت رجل صارخ " استمعي لي .. لن اكمل تلك المهزلة ارسلي مالي في اقرب وقت او سوف اخبر زوجك .. اخته المجنونه جعلت جارها ذاك يضربني ولو فعلت ماتريدين سوف يُقبض علي وانتِ لن تنفعيني بشئ "، ليختتم كلماته بانهاء المكالمة، بينما المستمع كانت عيناه تحول الى اللون الاحمر القاني ووجه يسود غضباً ناظراً نحو زوجته، ليضرب الهاتف بالجدار بقوة حتى تحطم لأشلاء، لتنتفض بدورها صارخه محاولة الابتعاد هاربة، ليمسك خصلاتها التى تتباهي بها ليل نهار بقوة حتى كاد يقتلعها بين يديه، " ايتها الفاجرة الشيطانه .. تتلاعبين بحياة اختي الصغيرة .. وتنامين جواري كل ليلة .. تدورين بالمكاد خلف ظهري وتطعنينه "، لتهمس شاهقه بين دموعها " استمع لي ارجوك ياحامد .. لا تفهم الامر بطريقة خطأ صدقني .. كنت .. كنت احاول ابعاده عن اختك .. هي تحدثه منذ سنوات والله اعلم ماذا ايضاً صدقني .. انا زوجتك وسيدة منزلك هل افعل شئ سئ "، ليبتلع باقي كلماته وهو ينظر نحوها رافعاً حاجبه الكث " وان كنتِ تكذبين .. سوف اقتلك ياشرين ولن يكفيني حتى قتلك .. سوف نسافر لها وتقولين كل ذلك امامها حينها سوف اعلم هل تكذبين ام لا "، ليلقيها على فراشهما وهو يرحل تاركاً تلك الحية التي رباها بين جنبات بيته، تخطط وتفكر كيف توقع الجميع ببعضهم ... يتبع .. | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|