|
مشاهدة نتائج الإستطلاع: اعادة نشر للرواية .. كم عدد الشخصيات الرئيسية؟ | |||
2 | 0 | 0% | |
3 | 0 | 0% | |
4 | 0 | 0% | |
5 | 1 | 100.00% | |
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 1. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-06-24, 09:27 PM | #1 | |||||||
| آنين - فراشات الألم عندما تقع اعز النساء في حب حثالة البشر ما اقسى مشاعر البشر؟؟ الشر ياعزيزي، منه تبدأ كل الكوارث، حين يعتمده البشر يصبحون كالشيطان الرجيم. اهداء* لقلوبنا الضعيفة التي لا تجد مأوى، من أرهقتها مصائرها الشائكه، ورغم كُلاً لم ترحمها ألسنة الناس كأنما تُحاسب على اخطاء الماضي والحاضر والمستقبل!! أخبرك لأنني اعلم .. ولن يدري بما تُعانيه سوى قلب مر بكل ذلك .. لا ترهق قلبك بالشرح فهناك أعين ترى ماخلف ابتسامتك العريضة ـ إلى لكل من وقف يصقف عالياً لأصغر انجاز، لقلوبٍ احبتني بصدق فوثقت بكل كلمة خطها قلمي، لصغيرتي (ندا) انتِ اشجع واقوى من عرفت، شكراً للدعم اللامشروط رغم عدم حُبك للقراءة، أهديك هذا الكتاب لتعلمين أنني دائماً هنا. | |||||||
01-06-24, 09:34 PM | #2 | |||||||
| فراشات المقدمة - لقد اشتقت ياعزيزي لقلبي فهل سوف يعود يوماً أم رحيله تلك المره أبدي، لقد تعايشت مع الفقد واعلم أن المفقود لا يعود.. فلا سنوات عمري التي ضاعت على يديه عادت ولا اصحاب المنازل القديمة عادوا، فهل هناك امل تلك المره ان يعود قلبي؟! كلما تذكرت عام مضى وعام جديد أتى بكل ماهو معاكس لخططها تقف لثواني متذكره ان الاقدر على تبديل الامر من حال الى حال قادر بأتيان ماتريد، لكنه اليأس من وضعها ذاك تسأل عقلها كل ليلة ان يتوقف عن الضجيج فيكفي مابها وكيف انقلبت حياتها رأساً عن عقب. تزيح الستائر عن النافذة بقوة حتى كادت ان تسقطها وهي تحرك كرسيها المدولب بعصبيه تصاحبها تلك الايام الاخيرة، لتنادي بصوت مجروح " سعدية أين انتِ؟؟، هذه لم تعد حياة ايجب ان افعل كل شئ بنفسي" ، لتكمل ساخرة دامعه العينين " الا يمكن لمن في هذا البيت مراعة مريضة عليله مثلي حتي تموت " كان يقف خلف الباب يشاهد نزقها منذ استيقظت كأنما رأت منام لم يعجبها أو كمن رأته مره اخرى ذلك الذي لا ينفك عن الرحيل، لينظر نحو خادمتها بهدوء " لا تأبهي لها كلما كانت بتلك الحالة تجاهليها " لتنظر له بدهشة " لكن سيدي، السيدة تحتاج العون انت تعلم" ليأمرها بصرامة " وانتِ تأخذين اوامرك مني هيا عودي لعملك وحين تنتهين غادري لمنزلك يكفي اليوم "، ليعود ببصره نحوها وهي تنظر من النافذة كأميرة البرج السجينة لأعوام، كأنما لا يكفي فتنتها ليضفي ضوء القمر بهاء لها اكثر، ليتنهد وهو يتحرك مبتعداً فهو لا يريد صدام معها هذا المساء كانت مازالت على جلستها الاسيرة لتخفض عينيها نحو قدمها الثابتة لتغمضها فجأة كمن صعقته الذكرى، لتأخذ انفاسها سريعاً كالغريق.. في مكان آخر .. كانت تتحرك بعصبية بين أروقة المشفى وهي تبحث عن ضالتها حتى وجدتها تقف تتحدث مع احدى مرضاها، لتتنفس بصعوبة وهي تقف قريبة منها حتى انتهت كادت الاخيرى تتحرك دون ان تنتبه لها، لتصرخ بها " انتظرك منذ مدة والان لا تهتمين وتلوذين بالهرب"، لتنتفض بقوة وهي تنظر لصاحبة الصوت " أوه .. ألما اعتذر ياعزيزتي لم ارك حقاً "، لتحرك عنقها بأرهاق " ماذا حدث جعلك تأتي هنا غاضبة ؟؟ " لتتحدث من بين اسنانها " وتتدعين عدم الفهم ايضاً رنيم " لتتحرك بنزق " ليس امامي وقت لنبحث عما حدث امام عتابك ذلك يا ألما .. فلتخبريني فقط ماذا حدث بدلاً من غضبك غير المبرر هذا " لتصرخ صرخة حيوان جريح " وتتدعين ايضاً كالغبيه .. اين هي يا رنيم اين اختفت بدر .. لقد اتيت اليوم ليراوغني ذلك الاحمق ويخبرني انه لا يعلم .. الم تكن حالتها تحت اشرافك .. كيف غادرت دون ان يعلم احد "، لتتجلد الاخيرة بالبرود وهي تواجه وجه ألما الصارخ " غادرت مع زوجها .. هل تذكرتيها اليوم فقط بعد ثلاثون يوم لغيابك .. ماذا انتظرت حقاً ان تظل رهن عودتك وهي لا تعلم ان كانت ستحدث "، لتكمل ساخرة " غادري انت الاخرى ألما .. لم يعد هنا مجال لاحلام مراهقتك القديمة بهؤلاء الفتيات الصغيرات .. فلم نعد اليوم احداهن نحن ابداً " لتتحرك بسرعة كمن يطارده اشباح تاركه من خلفها متجمده كالموتى!! كانت ترفع الهاتف كالمجنونة لعل بدر تجيب، لكن تلك المستفزة مازالت تخبرها، ان الهاتف خارج نطاق الخدمة... الفصل الاول الماضي شبح قد يطارد البعض، وقد يصبح الدافع الوحيد للبعض، وهناك من يختبئ منه كالجرذ الجبان، والكثير من يقف امامه غير مهتم بمفاجأته .. لذا أعلم من البداية أيهم انت؟ وقت وقوع الحادث.. كانت تتهادى بين الطرقات الشاسعة للحرم الجامعي، بينما كانت تشير لفتاة تصغرها بعام تجلس بصمت تنتظرها لتجلس جوارها بمشاكسة كالعادة " لماذا لست بالمحاضرة يالومي ؟ " لتغتم ملامح الاخرى وهي تهتف بسخط " لقد طردني ذلك المعيد الجديد لانني تأخرت خمس دقائق .. هل هناك ذلك في الدنيا انها خمس دقائق لم ينتهي العالم بها " لتدفعها الاخيرة وهي تتحرك " دعك من هؤلاء الحمقى هيا نذهب للمقهى الذي أفتتحوه بنهاية الشارع "، لتكمل وهي تمسك هاتفها تبحث به بتركيز " ولنخبر الطبيبة المسكينة لتأتي لتتنفس قليلاً بعيداً عن رائحة المرض " لم تكد كلتاهما تتخطيان البوابة الضخمة حتى اعترض طريقهم احد العابثون كما تحب ان تتطلق عليهم صديقتها الصامته او احد الحمقى كما تدعوه علنياً ويعلم هو بدوره ذلك، لتنظر نحوه بسخرية " ابتعد عن الطريق ايها الاحمق، الم تنتهي سنوات دراستك ما الذي يجلبك هنا " لينظر بعمق عينها التي تضيق بحدة بلونها الرمادي " تعلمين ياسمرائي لما اتي هنا " لتتنفس بغضب مكبوت " لست سمراء احد ابتعد عن طريقي حتى لا اجلب لرأسك مصيبة ياهارون .. اظن ان والدك العزيز سوف يغضب كثيراً من عبثك الفارغ اليس كذلك " لينتفض بحدة " لا انتظر امر احد يابدر "، وهو ينتصب بوقفته ليظهر فارق الطول بينهم بضخامته المعهودة هي ستظل جواره رغم طولها الاهيف ضئيلة جواره .. لا تعلم اهو شعورها بالدونيه ام كذلك ايضاً يراهم الآخرين، لتنفض تلك الحماقة من رأسها وهي تنظر خلفه في زاوية بعيدة بسخرية " لكن الجيش الذي يتبعك له رأي اخر .. هيا يا ألما لقد ضاع وقتنا بما فيه الكفاية بكل ذاك العبث " لتتحرك امامه كالسراب كم يتمنى يوماً ان يمسكه بين يديه حينها سوف يشكر القدر الذي سيجمعهم، هي سمرائه قمره البعيد ودعوة ملحه الا تدور بمدار غيره ابداً مهما حدث بينهما، اليس هناك فرصة!! .. **** امام المقهى .. ما كادت الفتاتان تصلان حتى وقفت ألما وهي تتلفت حولها بتوتر " بدر ... مم سوف تسامحيني على ذلك اتفقنا " لتبتسم بقلق وهي تنظر نحوها " ماذا هل ستفجريني بقنبله هنا الان!!! " ليقاطعها صوت رجولي شل عقلها لثواني " هل وجودي صادم لتلك الدرجة " ليوجه كلامه للغارقه في الذنب حتى اذنها " اشكرك للمساعدة ألما لا اعلم كيف كنت سأصل لها دون مساعدتك .. بينما هي تتهرب مني على الدوام" لتتجاهل كلماته وهي تنظر لصديقتها المتجمدة " بدر لقد توسلني لادله على طريقك .. لقد كان عاجزاً وهو يود الوصول اليك بأي طريقة ليحصل على غفرانك " لترفع نظراتها نحوها، ظنتها ألما تقتلها " لا داعي للتبرير ياعزيزتي .. لنرى مابال المسكين الذي تؤرقه الليل في غيابي " لتكمل بصوت بارد " اليس كذلك ياعابد .. ام ان زوجتك تركتك وتبحث عن احداهن ترضى بفُتاتك كالحمقاء تركض وراء سراب حبك المسموم؟؟ " ، " ارحلي للبيت يا ألما او اذهبي لرنيم لعلها تبحث عنا هيا " لتقف ألما عاجزة وهي تنظر لبدر، هل اخطأت حقاً حينما ساعدت عابد، الحقير لم تعلم انه تزوج، لكن لما لم تخبرهم بدر بذلك!! لتبتعد عن محيط الاثنان ببطئ شاعرة بالذنب يثقل هاكلها غير راغبه في المغادرة، وليتها لم تغادرهم يومها، وليت كل ليت تُفيد. في الجهة الآخرى من الشارع .. كل مايدور بعقلها الان وهي تراهما هناك مئات الطرق لسفك دمائها، اليس ذلك سبب كافي لقتلها محاولاتها سرقة زوجها؟ ، لقد كانت السبب تزور احلامه وهو جوارها يخطئ فيناديها باسم تلك السمراء البشعة، نعم بالتأكيد هي مشعوذة ان كانت لم تؤمن بالسحر وتلك الخرافات فهي تؤمن بها الان، فكيف يتركها زوجها ويعاملها بكل تلك البرود هي ابنة الحسب والنسب ذات الجمال لأجل تلك السمراء!! بينما كانت تلتفت مغادرة يوقفها ممسكاً رصغها بقوة " لم انتهي بعد لا تغادريني " لتنظر له غاضبه " هل جننت يا عابد .. ومن ذاك الذي غادر من ايها الغبي " لتصرخ بغل وبكل مايحمله قلبها من حزن " انت الذي غادرت حينما قررت حتي دون عناء اخباري انك وللمصادفه سوف تتزوج ابنة مديرك "، لتنظر نحوه بإحتقار " ايها الوصولي الانتهازي هل تري الدنيا تدور حولك انت فقط .. تريد كل شئ وتريد تركي بحياتك معلقه بين سماء لا اصل لها وبين ارض لا اضع طرف اصبع عليها " لتشير مهددة " سوف اخبرك للمره الاخيرة عابد .. ان لم تنسى انه قد جمعنا يوماً شئ وترحل في حياتك بعيداً فسوف اخبر والد زوجتك السيد المبجل عبدالعظيم "، وماكادت تتحرك للجهة الاخرى ودموعها تغرق عينيها حتى أتت سيارة مسرعة اطاحت بها كالدمية ثواني مرت وهي تجاهد لتظل عينيها مفتوحه مبتسمة وهي تراه يركض نحوها، لكنها لم تعلم ولن يخبرها .. سوف يدعها مع ظنئها الخائب . **** قبل اربعة اعوام من وقوع الحادث .. كان يامكان في بلدة صغيرة بعيدة اقدار تتلاقى، كانت ثلاث فتيات تغادرن منازلهن التي كانوا يقطنوها مع اهليهم، بينما واحده منهن تترك ملاذاً لتبدأ حياه جديدة او أخرى تفر هروباً من كابوس لتطئ بقدمها دون أن تدري كابوساً أخر أما الآخيرة تترك وحدتها لتبحث عن ضجيج يشغل عقلها المُتعب . كل منهن تتحرك نحو محطة القطار لتغادر، وفكرة معلقه في الاذهان سوف اعود لكن بغير حال لن اكون كما غادرت تلك الارض أبداً، هل تعلم معنى ان امنياتك التى تتعلق بلسانك تتشابك في لحظتها بقدرك وقد تحيل حياتك جحيماً!! لذا لا تنجرف وأنت تتمنى خلاصاً في لحظة حماس، ليأتيك فيما بعد ظلاماً. كانت رنيم تنظر نحو منزلها بسخرية فلم يبالي إحدى والديها بتوديعها، يكفيهم حصول ابنتهم على اللقب الاكثر فخامة طبيبة العائلة من بداية ظهور النتائج، حينها ظنت ان ذلك سوف يبدل حالها بعد الكثير من ليالي الارق والعذاب بين لا وقت للتعب وكيف انتِ بذاك الاهمال ايتها الحمقاء، وبين كم الموت يبدو فكرة شيقة ورائعه الآن بل كيف ان تلك السكين تلمع بعينها لتعانق شريانها وتتخلص من حياة بائسه تُميتها، لكن منذ وقت معرفة نتائجها ظهر على منزلهم بهجة لم تراها ابداً منذ مولدها، فلم يسعد اباها بها حينما اتت الدنيا كانت بنظره مجرد شئ اضاف لحياته مزيد من الهموم، ظنت يومها ان تعاستها سوف تنتهي فكل شئ بات مختلفاً، لكن من قال ان للتعاسة نهاية وان الفرح سوف يدوم، حسناً بالنسبة لها لا شئ يدوم هي فقط تؤمن بذلك، حتى تلك اللحظة ـ لتتحرك بخطى واثقة، ان الحياة خارج حدود تلك المدينة رغم قسوتها لن تكن ابداً مثلما رأت. لترفع هاتفها وهي تتحدث بضجر " اخبريني انك تحركتي حتى لا اقتلك .. فانا على استعداد لفعل ذلك الان ايتها الجليدية باردة الدماء امامك عشر دقائق لاراكِ امام المحطة " لتغلق بعصبية متأفأفه " لا اعلم لما اتحملها حقاً " ، لتنظر للسماء بغيومها تلك الاجواء الخريفية دائماً تصيب قلبها بالكأبه تظنها علامة لرحيل احدهم من فوق تلك الدنيا او سبب عذاب اخر، او هي تذكرها بصديقتها المرحة زيادة عن اللازم .. بدر، رغم وحدتها الحزينة جداً تراها مبتسمة كأنها لا تبالي لكنها تعلم انها تبالي وتتألم، كل مره تنظر نحوها تخبرها بعينيها ماذا تفعل هذا هو قدرها لذا لما لا تحياه كما تحب؟؟ .. احياناً تتمنى قطرة من لامبالاتها بدلاً من غضبها العارم نحو الحياة تشعر في احيان كثيرة انها سوف تموت من غضبها ذاك، أما في شارع قريب .. كانت تتحرك في دوائر بلهاء، تقفز هنا وهناك لتلملم ذاك وهذا حتى تكدست حقائبها باللاشئ، حينما انتهت وقفت وعلامة الانتصار تعلوا محياها لتصعق وهي تنظر للساعة لتجد ان الوقت مر سريعاً، لتركض وهي تتمسك بحلتها الصوفيه وترتديها على عجاله نحو الباب وهي تغلق المنزل بأحكام بجميع الاقفال، مجرد بيت خاوي فلا يوجد شئ يدعوا سارق ابله للاقتراب منه حتى، كانت تجر حقيبتان يماثلوها طولاً، لتلتفت وهي تستمع لصوت غاضب يقصفها " هل هي تلك العشر دقائق ايتها المستفزززة " لتنظر لها بابتسامة مشرقة وهي تركض لتحتضنها وهي تقفز كالارنب " اوه رنيم لا اصدق لا اصدق .. سوف نغادر ونسكن سوياً اخيراً لا اصدق .. كنت اظنه مجرد حلم لذيذ سوف استيقظ منه بسقوطي فوق ارضية غرفتي "، لم يدوم تغضن جبهتها لتتلمس شعرها بحنان أُم دائماً تشعره نحوها " نعم ايتها البلهاء سوف نغادر اخيراً " لتنظر مصعوقة لماخلف كتفي صديقتها " ما كل هذااااا يابدر هل سنهاجر!!!!! " لتردد الأخيرة بجدية " يارنيم سوف نبقى اثنا عشر شهراً ولن نأتي هنا مره اخرى .. قبل بدء الدراسة سوف نبدأ عمل ونبحث عن مأوى"، لتكمل بتردد وهي تركظ نظراتها نحو رنيم بتسأل "ممم ام انك تفكرين العودة في العطلات مثلاً "، لتبتسم رنيم بقسوة " لا لن اعود لا تقلقي .. ابتسمي يافتاة امامنا حياة جديدة نبنيها هناك هيا .. لو فاتنا القطار سوف اقتلك حقاً .. لذا ادع الله ان نجده لم يغادر " لتحاول بدر الركض ضاحكة بحقائبها بعيداً عنها، دون ان تنظر للخلف هي لم تعتاد النظر مرتين سوف تسير للامام فلا احد هنا تبكي فراقه مثل البشر، يقولون الوداع يؤلمنا رغماً عنا لأجل من نتركهم، فلما لم يتحدث احد عن في مثل حالتها من لم يعد شئ تافهه كالوداع يؤلمها فلما تتألم ان لم يكُن هناك احد تتألم لألمه!! **** امام محطة القطار.. كان هناك مجموعة من الشباب يظهر عليهم العبث يتفحصونها، فكانت تتحرك بحذر بعيداً عن مقاعدهم وهي تلتفت بحذر حولها لعلها تجد احد تتحرك خلفه نحو القطار الذي يوشك الرحيل، في نفس تلك اللحظة كانت الفتاتان يتحركان بسرعة نحو المحطة احدهم صارخه والاخرى ضاحكة، فارتطمت بهما فتاة تتلفت للخلف لتنظر لهما بخوف معتذرة " اعتذر حقاً لم اقصد " لترى احد الشباب يتحرك بأتجاهها، لتنظر نحو الفتاتان " هل سترحلان على ذلك القطار نحو العاصمة!!!! " لتنظر لها رنيم بتوجس ولم تكد ترد حتى سمعوا صوت حاد " هل تعرفان تلك الفتاة ؟ " لتلتف له رأس رنيم بحده وهي تناظرة بغضب " وما دخلك انت .. ارحل من هنا " لتنظر للفتاة المنكمشة بجوار بدر لتهتف بها " هيا لنتحرك فالقطار سيغادر" ليعترض طريقهم ذلك الشاب مره اخرى وهو يرفع يده يشير نحو الاخيرة بحده " لن تغادر تلك الفتاة فتحركي انت وصديقتك بعيداً" لتمسك بدر الهادئة يده لتقوم بابعادها بقوة " عد ياصغير لوالدتك قبل ان تتأذي هياااا " ليناظرها الاخير بصدمة وهو يكتم أناته من الالم ليتحرك نحو اصدقائه، لتنظر رنيم وبدر لبعضهما " علينا الرحيل " .. " علينا الرحيل " لتمسك رنيم الغاضبة بيد الفتاة المتجمدة وركض ثلاثتهم باتجاه القطار الذي بدء التحرك وخلفهن صيحات غاضبة واقدام راكضة حتى ظنوا ان الارض ستنشق من قوتها، ولم تفكر احداهن النظر للخلف للحظة .. بعد ساعة بعربة في احدى عربات قطار النوم .. كان الهدوء يعم على ثلاثتهن وهن ينتظرن ان يبادر احد بالكلام لتجلي بدر صوتها وهي تلكز رنيم المتهجمة، لتلاحظ الفتاة ذلك لتنفجر فجأة بالبكاء وهي تتحدث بسرعة " انا .. لا اجد كلمات تعبر عن امتناني لكما حقاً لولا وقفكما معي لكنوا اخذوني معهم " ليخترق حديثها سؤال رنيم الحاد " اذن من هم؟ .. م وتوقفي عن البكاء الان انتي بخير وبامان بعيد عنهم" لتحاول التحدث بهدوء وهي تمسح بقايا وجهها وتكتم شهقاتها " هم اصدقاء اخي لقد ارسلهم ليعيدوني للمنزل " لتنظر الاخيره نحوها بملامح ممتعضه " ولماذا لم يأتي هو بنفسه اذن" ليعلوا الحرج وجه الاخيرة وهي تخفض عينيها ارضاً " حتى لا يتعرف احد عليه فهو ذو مكانه عند اهل البلدة " " لما كل ذلك لا افهم .. لماذا غادرتي في الاساس .. هل يحاولون اذيتك " لتبادر بدر بحمائية " تحدثي ياصغيرة نحن سوف نساعدك " لتبتسم بضعف وهي تنظر نحو الاثنان " لقد حصلت على منحة للعام الاخير لاكمله في العاصمة باحدى مدارس المتفوقين لكن لان اخى هو العائل الوحيد لي فرفض لكن لم يكتفي بذلك بل منع خروجي لاكمال العام في مدرسة القرية ايضاً " بدر وهي تجدها سوف تبكي من جديد لتهتف بمرحها المعتاد " اذن لم نتعرف حتى الان .. انا بدر البدور كما تلقبني تلك الغاضبة وهي رنيم كما ترين ممتعضه دائماً " لتكمل بهمس " احياناً انسى كيف تبتسم لو ما كنا اصدقاء لظننتها بلا اسنان صدقاً " لتنفجر الفتاة وتلين ملامح رنيم، لتتحدث بخجل " انا اسمي ألما، في السادس عشر من عمري هذا العام " لتسألها رنيم بشفقه " هل تعلمين اين سوف تمكثين؟؟ " لتتردد ألما من الصدمة " مم لا اعلم لكن معى بعض المال اظنه يكفيني حتى بداية العام فالمدرسة داخلية "، لتنظر كلتاهما لها بصدمة دون فهم لما وقعت فيه وحدها. الصدمة تتركنا اوراق خريفية على قارعة الطرق بلا قوة ولا حياة نتشبث بها حتى!! كانت تلك اللحظة تشبه من تلقى صفعة من الحياة، حينما تريك الحياة جانب اخر منها، آلالم غيرك التى لا تساوي شئ جوار آلمك.. | |||||||
06-06-24, 06:17 PM | #3 | ||||
| اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد لا تنسوا الباقيات الصالحات سبحان الله الحمد لله الله أكبر لا إله إلا الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم | ||||
09-06-24, 10:00 PM | #4 | ||||||||
| فراشات مساء الخير، اللهم انصر فلسطين والسودان والمستضعفين . ....
الفصل الثاني الحب مِنحه او مَحنه، انت فقط ياعزيزي من تختار كيف يكُن لك، فلا تحاسب عشق قد أذاك وانت الذي سرت نحو الأذي بقدماك وارادتك.. بعد ساعات بالسفر عبر القطار كانوا ثلاثتهن يتحركن عبر الطرقات بخطى مختلفة عن الاخرى، منهن من تتلفت بحماس لتلك المدينة الشاسعة ومن تتهادى بفتور غير عابئه بما هي مقبله عليه والاخيرة تنتفض خوفاً من كل شئ كأنها تندم على تلك الخطوة، امام الميدان الواسع وبين جموع البشر المتحركة وقفن فجأة، لاتعلم رنيم وبدر مصير تلك الصغيرة، لتقاطع الصمت نبرة ألما المهتزة بخوف " حسناً .. شكرا لكما جداً، لقد فعلتما معي ما لم يفعله اهلي معي " لتتحرك بتردد، ليوقفها صوت رنيم ناهراً " اين سوف تذهبين وحدك ياحمقاء؟؟ " لتنكزها بدر بصدمة " ماذا تقولين لها .. كوني لطيفة الفتاة تنتفض كأرنب مذعور " لتتأفف رنيم وهي تغتصب ابتسامة " هيا تعالى معنا سوف نتسلم سكنن لنا .. لكن لا تعتقدي انه بالمجان لا ياصغيرة انا انسانة عملية بدرجة مقيته .. لذا سنتشارك كل شئ " لتنظر ألما للفتاتان بأمتنان دامعة الاعين " انا .. انا " لتتحرك رنيم بنزقها المعتاد وهي تشير لبدر " اجلبيها حتى لا اصفعها لقد تأخرنا بما فيه الكفاية اليوم " لتكمل متمتمه وهي تنظر نحوهما بغيظ " لا يكفيني معتوه واحده بل اصبحن اثنتان .. يااللهي اريد بعض الراحة .. لقد فررت من كل تعب هناك لاتي هنا لأتنعم ببعض من الهدوء والسكينة .. لكن يتضح منذ اول لحظة ما سأجنيه من جنون هنا "، لتصرخ بهما " هيا لتتحركاااا" بدر وهي تركض ممسكة بيد ألما ضاحكة " اخيراً وجدت من ستشاركني بعض من جنوني .. لنترك لك العقل والعناد ياطبيبة نحن سنعيش بجنون فقط " لتشاركها ألما الضحك بخجل " انتِ طبيبة هذا جميل .. لقد كانت اكبر احلامي .. لكن لا يهم اي شئ الان سوى ان انهي سنوات دراستي لا يعني اي جامعة او تخصص " لتقف رنيم امامها بصرامة " لقد قلت انكِ حصلتي على تلك المنحة لتفوقك الكبير اذن ماهي المشكلة لو اكملتي مسيرتك حتى التخصص الذي تودينه .. لا ارى اي مانع هنا سوى خوفك اللامحدود من كل شئ .. من تغامر لاجل احلامها مثلما فعلتي لا تخشى اي عقبات يا ألما .. لذا من يجد مثلك الفرصة ولا يستغلها فهو قطعاً احمق ولا يستحقها "، ***** بعد ساعتان .. امام احدى المباني القديمة قريباً من الميدان، تقفن ثلاثتهن ينتظرن مالكة البناية، بدر وهي تهمس لرنيم " الم تخبريها بموعد وصولنا .. لماذا لم تصل حتى الان .. نحن ننتظرها منذ ساعتان؟؟ " رنيم وهي تعض نواجذها بغضب " لا اعلم .. حينما اتفقت معها على تفاصيل الايجار اخبرتني انها ستُسلمني المفتاح حينما نصل .. اشعر بكل المشاعر السلبية الان اود حقاً ضربها على ذلك الاسلوب .. كأنه لا يكفيني كل ماحدث اليوم .. والاسوأ انها لا تجيب على اتصالي .. اكرهه نوعية تلك الناس لا يبالون بمن حولهم يتفقون معك على موعد ثم يخلفونه "، ألما وهي تنظر لهما بحرج " هل هناك مشكلة .. هل تواجدي يسبب اي ضرر لكما يمكنني الرحيل يكفيي ماسببته حتى الان " رنيم وهي تصرخ بكل كبت تلك الساعات الطويلة لليوم الذي لا يريد الانتهاء " ايمكنك التوقف عن التصرف كطفلة مذعورة قد تاهت من والديها .. وليس هناك اي مشكلة بسببك حتى الان يا ألما لتصمتي قليلاً .. فلا ينقصني شعورك المتقرح بالذنب الان "، بدر وهي تنظر لرنيم بلوم مقتربه من الصغيرة تمسد كتفها لتهدأها اياها فقد كان وجهها يلوح بنوبه بكاء " ياصغيرة نحن ننتظر صاحبة البناء الذي سوف نقطن بهِ .. ولقد تخلفت عن موعدها ساعتان ورنيم تكرهه المتأخرين والمتخلفين عن مواعدهم المتفق عليها " لتكمل ضاحكة بهمس " لكنها لا تقاطعني رغم ذلك نحن منذ سنوات سوياً ودائماً ما اتخلف عن الموعد معها اظنها لا تستطع الاستغناء عني ابداً .. لتعلمي فقط انها طيبة القلب لكنها سريعة الغضب لذلك مهما حدث لا تقفي امامها وهي غاضبه لانها سوف تأكلك حيه .. حسناً " لتقف سيارة فجأة امامهن اسفل الرصيف، لتغادرها امرأة مُشعة الالوان، لتهمس بدر نحو رنيم وهي ذاهلة " لا تخبريني ان هذه السيدة فوزية!!!! "، لتكتم ضحكتها بصعوبة " ياللهي لم تكوني تهولين فعلاً انها في عمر والدتك ماذا ترتدي .. انها من رأسها لأسفل قدميها مثل ذلك المنديل الذي يلوح به مصارع الثيران " لتغمض الاخري عينها بأرهاق " نعم هي بكل اسف .. لاخبرك انني لست اراي الاشياء اضعاف مايراه الناس " لتجدا ألما مبحلقة كمن صفعته الصدمة " ها .. هل تلك السيدة تنير في الظلام بكل تلك الالوان التي تضعها؟؟" لتكتم بدر فمها، وهي تمسكها ليبتعدا " هيا نحن لنتركها تتفاهم مع الغاضبة لتبتلعها .. لعل الثور الغاضب تلك المره ينطح المنديل نفسه .. اتمني الا تسمعنا وتطردنا بالنهاية " على الجانب الاخر .. كانت رنيم تستحضر اقصى درجات الصبر للتعامل مع تلك السيدة عديمة الذوق، لا يكفي انها متأخرة بل وتمشي بكل صلف كأنما الارض ستتشقق من تحت قدميها " اوه ريري .. هل تأخرت عليكِ كثيراً عزيزتي اعذريني " لتنظر نحوها وهي تتماسك امام استفزازها الفطري ذاك " لا اطلاقاً سيدتي .. لقد كنا ننتظر منذ اكثر من ساعتين ونحن أتيات برحلة عبر القطار .. مرهقات متعبات ونود النوم والراحة كأي بشر طبيعين لنجدك متأخرة عن موعدنا المحدد " لتصمت فجأة وقد امتقع وجهها " اعتذر حقاً .. لكنني كنت لدي مصفف الشعر لقد خربت تسريحتي قبل قدومي .. صدقيني انا لا استطيع التحرك دون ان يكون مظهري متكامل .. يكفي انني اضطررت بعدها التحرك وسط الزحام .. ياللهي لا اعلم كيف يعيش هؤلاء الناس وسط كل تلك الطرق الخانقة " لتتنفس رنيم بصعوبة وهي تهمس داخل عقلها، من اكثر منها يعلم تلك الامور وتأثيرها على نساء كثيرات كانت منهن والدتها، لتتحدث وهي تنظر نحو صديقتها " حسناً لا مشكلة .. هل يمكنني الحصول اخيراً على مفاتيح المنزل فنحن نود النوم في تلك اللحظة سيدة فوزية " لتنظر لها الاخيرة بامتعاض " ماهذه الفوزية اسمي زوزو يافتاة اووف ياله من جيل منعدم الرقي والذوق .. هاك المفتاح سيحصل ابن اختي كل بداية شهر مبلغ الايجار .. لا تتأخري في الدفع فهو نزق مثلك كأنه لا يكفيني .. تشااو يافتيات " لتغادر متمايلة دون ان تبالي بشئ في الكون غير كيف تحصل على مزيد من الانتباه رغم سنوات عمرها التي تشارف على الخمسين وتتجاهلها هي، لتتحرك رنيم غاضبة وهي تمتمم " كأنه لا يكفيني الست زوزو ليأتي ابن اختها الغالي والاسوأ انه نزق بل ويتحصل مننا الايجار اتمني ان يكون تعامله اقل وطأةً من خالته تلك .. ياللهي كم هم اناس مستفزين حد الشعور بمتعة في التفكير بقتلهم" لتقابلها رفيقتها مبتهجة رغم الارهاق البادي على محياها " واخيراً نلنا الحرية!!!!! .. هات المفاتيح "، لتركض عبر المدخل نحو الشقة التي بالدور الثالث، التي منذ اللحظة اصبحت منزل ثلاثتهن لتبتسم وهي تراها تركض " نعم الحرية يابدورة " لتكمل وهي تتحرك خلفها شامته " لكن لا تنسي انا طبيبة لن احضر الطعام فهذه مهمتك منذ اللحظة .. اريد ان اري ابداع يافتاة لا نتسمم بأختراعاتك " لتعود نحوها ممسكه اياها من عنقها بغيظ " انتِ لئيمة اقسم انتِ داهية كبيرة .. لو سخرتي من طعام سوف اتركك تتلوين جوعاً "، لتحاول رنيم التنفس بين ضحكاتها " انني اقدر المواهب ياشيف اريد تشجيع موهبتك المسمومة اقصد المدفونة .. لا تفهمي قصدي بشكل صحيح " بعد دقائق .. امام باب البيت كانت تحاول فتحه بصعوبة " هل ذلك ماينقصنا نعم ماذا يوجد بعد " لتحدثها بدر بهدوء " تعاملي برفق لعله يفتح تلك المره .. دعيني احاول معه " لتتشنج بعصبية " لقد حاولت ان ذلك الباب صدأ .. اود اقتلاع خصل تلك المائعة حقاً .. لم تخبرنا بصعوبة فتح الباب .. تباً لهااا " لتستمع لصوت رخيم خلفها " يمكنني فتح الباب لكَ .. انني معتاد التعامل مع كل ماهو صعب وعالق "، لتلتفت له وهي تضيق عينها بحده " نعم؟ .. هل تحدثنا .. بأي حق انت تبادر بعرضك ذلك ها .. لا ينقصني معاتيه متلصصين في نهاية اليوم لتكون تلك الخاتمة هيا ابتعد واذهب في حال سبيلك ياهذااا " ألما وهي تهيم بالنظر نحوه لتهمس بصوت مسموع " ياللهي انه شديد الوسامة كما الممثلين!! .. اظنه يتحمم اكثر من مره في اليوم ليصبح بذلك البريق " لينظر المتطفل لها بابتسامة اظهرت طابع الحسن بوجههُ " شكرا لك ياصغيرة اخبري رفيقتك انني اود المساعدة فقط.. لعل هناك من هو يقدر مساعدتي هنا بدل اسلوب عديمي الذوق هذا"، لتنظر له رنيم مصعوقة وهي تشير له بعصبية " هل نعتني للتو بعديمة الذوق .. من انت بل من طلب مساعدتك فلتغادر هيا ارنا عرض اكتافك .. ولو رأيت المنزل يشتعل لا تساعدنا حسناً لتغنينا عن خدماتك " لتجد بدر قامت بفتح الباب، لتنظر له رنيم بأنتصار شامته " هيا يا ألما للداخل .. وشكرا ايها السيد الحنون نحن لا نحتاج لاصابعك السحرية لحل اي عالق هنا " لتغلق بوجهه الباب بقوة لينظر للباب بذهول وهو يهتف بصوت مصدوم " انها مجنونة بالفعل كمن يصارع ذباب وجهه .. بماذا ابتليت حقاً بليتني خالتي بلاء لايمكن ان اتحمله .. هل علي التعامل مع تلك الطريقة المستفزة طوال عام كامل "، ليكمل طريقه نحو السُلم وهو ينفض ماحدث عن عقله ليتجه نحو عمله .. وكانوا ثلاثتهن يقفن بصدمة، لتكسر ألما الصمت بشهقة " انه ابن اخت السيدة اللامعه .. سوف يقوم بطردنا لامحالة " لتكمل بعويل وهي تدور وتركض " سيرمونا بالشوارع كالمشرديين هل نرحل هاربين ام ننتظرهم ليطردونا!!!!! "، لتصرخ بوجهها رنيم " توقفي عن العويل كالمجاذيب هكذا .. لن يقدر على طردنا احد هناك عقد هم ملزمين بهِ .. لذا توقفي واذهبي نحو الغرفة لترتبي ملابسك .. يكفينا ارهاق ذلك اليوم لينتهي حباً بالله " لتركض من امامها ألما متجنبة غضبها اكثر من ذلك، لتجلس على احدي المقاعد بأرهاق " اريد لهذا اليوم ان ينتهي .. انه اطول يوم عايشته " لتجلس بدر على حافة المقعد وهي تحضتنها " لقد انتهي يارفيقتي .. ولقد خطونا اول خطوة واكبرها في حياتنا القادمة " ، لتقبل رأسها وتغادر حامله حقائبهما نحو غرفتهما التي ستتشاركناها، لتنظر في اثرها وهي تهمس " لا اعلم ماذا كان حالي دونك يابدر .. اظن انكِ رئتي التي تبقيني حيه حتى الان .. بل اساس حياتي كلها "، لتنام على اريكة الصالون متمنية الا يحدث شئ اخر في هذا اليوم الذي لا يأتي مسائه حتي الان .. **** بعد اسبوع .. كانت بدر تتحرك مع رنيم بين بعض تلك المصالح الحكومية لتنهي اوراق دراسة كلتاهما، لتتحدث رنيم بضيق وهي تنظر لذلك الطابور الذي لا ترى نهايته " هل تمزحين .. لن ننتهي اليوم ان كان هذا فقط اول باب من الاجراءات كلها .. لا تبتسمي ايتها البارده "، بدر وهي ترفع نظارتها لاعلي شعرها مبتسمة كمن يتنعم بالشمس الحارقة " انظري للجانب المشرق الجو رائع .. وحرارة الشمس لن تحرقنا .. تجربة حيه لواقي الشمس الذي ابتعناه "، لتكتم رنيم ضحكتها من جنون صديقتها " هل كنت تودين تجربة فعاليته امام مبني الادارة ياله من تفكير احمق مثل صاحبته .. يمكننا تجربت فعاليته امام البحر على الشاطئ ونحن نفترش الرمال الذهبية بسعادة ننتظر اكتساب بشرتنا لونناً برونزياً كالمشاهير "، لتهتف صديقتها بحالمية " يجب علينا الاتفاق على السفر مره للبحر سوف نستمتع وسوف احصل على لمعان اكثر لسمرتي كم هي فكرة تبث الحماس هيا نترك ذلك التكدس ونذهب للبحر.. لا اصدق حتى الان ما تؤول اليه حياتنا حقاً كأنه حُلم لذيذ لا اود الاستيقاظ منه ابداً"، لتتحرك رنيم مع تحرك الطابور الطويل للأمام " لا ليس مجرد حلم بل واقع نعيشه في تلك اللحظة بأبشع طريقة بل و في يوم مشمس في ذلك الزحام .. وهذا اثبات اخر للواقع ياعزيزتي الحالمة .. هيا تحركي لعلنا ننتهي من تلك الاجراءات العقيمة اليوم "، بعد ثلاث ساعات .. كانت تتحرك وهي تئن من الم قدميها وجسدها كله " لا اشعر بقدمي من شدة الوجع .. اظنها تورمت يارنيم اااه"، لتسندها وهي تضحك على مظهرها المترنح " يالله كيف ستذهبين للجامعة غداً .. لقد اصبحتي كالعجائز مجرد ساعات من المشي لانهاء بضعة اوراق"، لتصرخ " نعم هل هناك شئ لم ينتهي بعد تمزحين .. لاااا اريد اتركوني "، لتتوقف مشدوهَ امام مكان تلمع له عيناها بشدة " هل ترين ما اراه امام الان؟؟ " لتركض متناسيه المها وهي تتجه نحو ذلك المطعم، بأحدى مطاعم الوجبة الاشهر بين عامة الشعب، كانت تنظر بدر بهيام نحو طبق الكشري الغارق بصلصته الشهيرة " انظري كم هو جميل .. وانا جائعه يمكنني التهام كافة القدور الموجودة مع رائحته الشهية تلك .. علمت الان كيف تطيب الجروح ياروني انه ذلك السر في طعام لذيذ ينسيك كل ماتعانيه بل وتغرق داخله يااه " رنيم وهي تمسك معلقتها ساخرة " هيا قولي الجملة الاشهر في تلك المناسبة " ليردد كلتاهما سوياً " كيف كانت الحياة قبل طبق الكشري " .. " كيف كانت الحياة قبل الكشري" لترج ضحكات الفتاتان المحل الفارغ دونهما في ذلك الصباح، لتتحدث بابتسامة مستفزة " هل تعلمين ينقصنا ان نخبرهم كالأفلام .. احضر الكمالة ياعبدو هنا " رنيم وهي تناظرها باستخفاف لحالها المنتفخ من طبقها الوحيد " من يستمع لكلماتك يظنك هالك.. وسوف تبتلعين الطاولة .. انتِ تكملين طبقك بصعوبة ياهبلاء " بدر وهي تستند علي مقعدها متخمه " لالا يكفي .. اشعر بالغثيان بالاساس " لتنهض بصعوبة، ورنيم تساندها ضاحكة " هيا ياحجة بدورة .. اين ذهبت كلماتك الرنانه .. سوف نحتفل رنيم اليوم لو انهينا جميع الاوراق كالابطال " بدر وهي تحتضن ذراعها لتستند برأسها على كتفها " تعلمين انني احب الثرثرة الفارغة ولا افعل شئ منها .. فلماذا تعاتبيني هاا هل تتعرفين على صديقتك اليوم لاول مره!! "، رنيم بعدما دفعت ثمن الطعام " لا ياصديقتي يجب ان انبهك ان بعض الكلمات التي نطلقها تؤخذ علينا .. خاصة ما نقوله امام من لا يعرفنا حق المعرفة سوف يستغلون كل كلمة وهمسة تنطلق منك ليطوعوها ضدك "، بدر وهي تنكمش " ولما ذلك التقريع .. انتِ ترعبيني حقاً .. هل يجب ان اصمت ولا اتحدث بما اريد فعله .. تعلمين انني عفوية واتحدث بما اشعر به دون تفكير .. هل يجب ان اتحسس الكلمات قبل ان انطقها ان ذلك متعب ومشلل لماذا لا نتعامل مع البشر بسهولة دون تفكير فيما سيقولون او ماذا سيظنون .. ان التفكير في ذلك وحده يرهقني جداً فما بالك بحساب حسبة كل كلمة " لتربت على رأسها " لا يابدورة تحدثي بما تشأين .. لكن قولي ماتقدرين فعله .. فهناك من هم من عابثي النفوس يستغلون كل مايقال لذا احذري الشبهات ياحبيبتي لا اقصد اخافتك لكن انت اكثر الناس علماً ان الكذب والتلفيق لا نهاية له طاما الحكاية لا تمسهم "، لتناولها عُلبة طعام اخري " خذي هذه للحمقاء الاخري .. لا تخبريها انني من احضرتها يكفي دلالك لها .. يجب ان اكون من تشتد عليها لتستمر بالتفوق فهي اصبحت امانتنا "، لتقبل وجنتها بقوة بتلك الحركة التي تمقتها " ليس هناك من هو احن من قلبك ياطبيبتنا الجميلة .. هي تحبك رغم شدتك معها .. هي تراك قدوتها "، لتتنهد وهي تبعدها مبتسمه " اعلم ذلك .. لذا يجب ان اكون حازمة معها .. لتحقق ما تتمناه وحاربت اخاها المعتوه لاجله "، بدر وهي تتمتم " هل يمكن لاخيها ذاك ان يعثر عليها يوماً "، لتخفض رنيم عينها ببأس " لا استبعد ذلك .. لكن اتمني الا يكن قريباً .. حتى لو وصل اتمني ان تكون غادرت للمدرسة حينها .. فهي مدرسة صارمة لا تقبل اي اسباب لاخذ احد طلابها " لتتضرع كلتاهما بتلك الامنية .. ولا يعلم احدهما اين ستؤل لها حياة ثلاثتهم ؟؟ **** في اليوم التالي صباحاً .. كانت تتحرك علي عجلة وهي تهتف بهم قرب الباب " سوف احضر الفطور هل تريدون شئ اخر .. سوف احضر مقتنيات الغداء ايضاً ولو تبقى مال سوف احضر بعض التسالي حسناً .. لو هناك شئ اتصلوا بي مع الهاتف "، لتستمع لصوت الصمت " يالله كسولتان .. حسناً سنرى هل سيدوم ذلك الكسل ام لا"، لم تكد تغلق باب البيت وتتحرك نحو الخارج حتى التفت نحو السلم لتصطدم بجسد مسرع ، لتتأوه بألم " ايها الاعمي الا ترى امامك .. ماهذا الصباح "، لتفتح عيناها لتراه متمثلاً امامها ناظراً بكل برود وهي تحترق غضباً، " هل انتهيت من التقريع بدل الاعتذار ؟" ، لتشهق مستنكرة "من يعتذر لمن .. انا من خرجت من بيتها بهدوء ليصدمها احمق لا يري ابعد من انفه ويركض مسرعاً نحو السلم غير مبالي بمن امامه لتطلب ايضا مني ان اعتذر يالك من مغرور.. من عليه الاعتذار هو انت فلست من اصطدم بك كالابله! "، لينظر نحوها بحنق من تقريعها وهو يتذكر ان ورائه مصيبه عليه اللحاق بها .. ليتركها تهذي ويكمل السلم ركضاً نحو سيارته، لتنظر لاثره الراكض بذهول " ياللهي ليس مجرد مغرور بل لا يمتلك ادنى احترام حتى .. لما ابالي هناك الكثير ورائي بدلاً من التحدث مع حمقى "، لتنفض مع حدث من عقلها متجهَ نحو السوق بنهاية الشارع لعل تلك المسافة تجعلها تهدأ بعد ذلك الذي قابلته منذ بكيرة الصباح. لتسير وهي تتأمل الاحياء وهؤلاء البشر، هل عليها ان تحسد الناس الضاحكون وهي لا تستطيع الضحك بكل تلك الراحة ف كيف لمن مثلها حملت الهموم باكراً الضحك بل مجرد التفكير يجلب لها الهم، ام عليها ان تحمل الكراهية في قلبها نحو كل عائلة كانت تقدر على حب اطفالها ولم تفعل بل عليها ان تكون ممتنه لكل شئ فها هي اليوم سليمة وناجحة وتعيش ماودته وتطلعت له يوماً .. دائماً تردد الحمد داخلها ولو اعترضت على كل مايحدث لها. **** في السوق الشعبية امام قدرة الفول الساخنة كانت تقف تنتظر نصيبها ومعدتها تأن جوعاً .. هي منذ الامس لم تأكل سوى ذلك الطبق من الكشري ومن وقتها لم تضع في جوفها لقمة، كان الرجل خلف القدر ينظر لها مبتسماً " هل انتِ يا ابنتي جديدة هنا .. لم اراك قبلاً "، لتنظر له بتوتر " مم .. نعم لماذا هل هناك مشكلة؟؟ "، لتجده يضع بعض من الفول في خبز من جواره ويمده اياها مع ما ابتاعته " خذي لاستفتح بوجهك الصبوح في بداية اليوم .. نادراً ما اري وردة جميلة تزور محلي الصغير .. فياله من حظ جميل ان ابدأ بك في الصباح "، لتبتسم للطف الرجل وهي تشكره مودعه اياه، وخاطرة داخلها تهتف " هل يمكن ان كلمة من غريب ان تغير شعورها هكذا في ثواني معدودة .. بل هل مازال هناك مثل ذلك الرجل سمح المحيا طيب الكلام!! .. والاجابة بلي .. هناك الكثيرون لكنها وللأسف هي لا تصطدم سوى بالحثالة عديمي المشاعر منذ وعت على الدنيا" لتقترب من منزلها بعد البحث والشراء لكل لوازم الطعام لنهاية الشهر حتى تجد هي ورفيقتها عمل .. انها تفكر منذ ايام حتى قبيل سفرهم هنا .. لماذا هن بالذات دائماً مُطهضدات دون سائر البشر .. نساء ضعيفات بلا دار يأويهم ولا حامي يحميهم .. لكنها تنظر لحياتها هي ورفيقتيها وتجد ان ما مروا به كان مقدر حتى يستطعن التحرر ولو بشكل جزئي؛ كما يأملوا فعلاً **** بعد ساعة .. تتأفف وهي تنظر لكلتاهما وهما يتضاحكان دون صنع فعلي للطعام، لتضجر منهما وهي تقترب " اخرجا من المطبخ يا فاشلتان سوف اصنع الفطور الذي تأخر حتى اننا سنتناوله بعد الظهيرة .. بعد ذلك سوف نقسم اعمال المنزل كل يوم على كلاً منا .. من الغد سوف ننزل بالشوارع بحثاً عن عمل فما تبقى من مال سوف ندفعه ايجار لثلاث اشهر قادمة حمداً لله " لتقف بدر وألما مشاهدات لحركة رنيم السلسة بين الاواني وهي تصنع طعام الفطور والغداء معاً كأنها سيدة منزل منذ سنوات، لتهتف ألما بأنبهار محركة يديها في الهواء " هل تحبين الطبخ .. الم تكوني من هؤلاء المتفوقين الذين يرتدون النظارات ويظلون ممسكون بالكتب طوال الوقت متحججين ان لا وقت لديهم سوى للعلم والتفوق وفي النهاية ويكتب عنهم في الصحف : لقاء حصري مع احدي الاوائل الذي لم ينم او يأكل لعام كامل وكان ويعيش على الطاقة الشمسية "، لتضحك بدورها " لا ياحمقاء لم اكون ممن يعيش على الطاقة الشمسية او اتغذي على الكتب .. انا احب كل ما يمكن صنعه بالايدي بل كل شئ عملي وليست النظريات ولا مانحفظه بالعقل ورغم ذلك فالاطباء اكثر من يجب عليهم الحفظ بل وتشرب كل كلمة .. حتى انهم يطلقون على من ينسى منهم انه اصبح بلافائدة فما نفع طبيب لا يتذكر وصفة علاجية لحالة امامه؟ "، لتنظر لبدر شامته " وها هي من بجوارك تلتحق باكثر الكليات امتلائاً بالارقام والتفكير .. وهي كانت تكره ذلك بل تفشل فيه فشلاً ذريعاً .. سوف نرى ماستفعله لاحقاً فأمام الامتحان يكرم المرء او يهان "، لتصرخ بدر بتمثيل " ايتها الخائنة العميلة .. هل تعايريني بفشلي لانك فقط اصبحتِ طبيبة يالله هل ترى ظلمها البين وهي تستغل نجاحها وتندد به امامي"، لتستند على الحائط بجوارها وهي ترفع يديها لتنزلق وهي تمثل النواح " لاااااااا كيف تأتي الطعنة من اقرب الناس .. العدل ياارب "، لتصمت وكلتا الفتاتان تصفقان بحماس وألما تضحك ورنيم تطلق صفيراً، ليجلسن في النهاية على المائدة حول الطعام ضاحكات.. كيف ياقلبنا المكلوم ان تسعد رغم كل مامر بنا سوياً .. كيف لك ان تحب الحياة بعدما صفعتك .. هل تثق بها من جديد ايها القلب المخذول من احبابك واصحابك وجميع الجيران.. كيف!! يتبع... | ||||||||
13-06-24, 01:42 PM | #5 | ||||
| اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد لا تنسوا الباقيات الصالحات سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم | ||||
18-06-24, 10:12 PM | #6 | |||||||
| فراشات �����: �����: ادعو لحبيبي فلم ارى منه سوى الخير كله. اللهم انصر فلسطين والسودان الفصل الثالث ×انتِ عثرة صغيرة في عالمهم يوم علموا انك مجرد فتاة ضعيفة، اقتصوا منك عقدهم الطويلة، وقصوا أجنحتك الصغيرة، لكنهم سوف يندمون حينما ستنبت لك مخالب تقتلعي بها قلوبهم× كانت ثلاثتهن ينتقلن من بناء لاخر ومن محل لاخر، لعل سعيهم يتكلل اليوم بنجاح، لكن كيف يكون هن مجرد فتيات دون رجل اليس هو ذلك المبرر السخيف الذي يجعل الجميع من يقابلهم ينظر لهم بأستهزاء، بل حتى البشر المارين بالطرقات، لتجلس بدر بأرهاق على احد الارصفه " لا يمكنني الاستمرار هكذا لقد يأست .. هيا دعونا نغادر "، لتمسك يدها رنيم بحده " اسمعيني ليس وقت استلام الان اطلاقاً .. ان لم نستمر لن يرحم ضعفنا احد سوف نصبح اسفل ايديهم حشرات يسحقوها "، ألما وهي تهتف لهما " انظرا هناك بالاعلي اعلان لاحدى المعامل .. هيا رنيم اصعدي سوف ننتظرك هنا "، لتردد بدورها " لا اعلم .. هل سيقبلون بي .. انا مجرد طالبة لم ابدء حتى "، لتدفعها الصغيرة " هيا المحاولة لن تضرك ابداً .. فيمكنك النجاح .. سوف نجلس نحن هنا بأنتظارك .. حظاً موفقاً ياطبيبتنا "، بعد نص ساعة كانت تتحرك ببطئ شارده خارج البناء امام ناظريهما، لتهتف ألما بقلق "ماذا حدث..هل رفضوك .. لا تقلقينا تحدثي ارجوكِ ؟؟؟ "، لتبتسم بزيف " لا بالطبع .. لقد قُبلت سوف ابدء غداً .. لا تقلقي يامزعجة هيا بنا نرحل يكفي ذلك اليوم "، لتقاطعها بدر " ألما عزيزتي هناك محل في الشارع امامنا احضري لنا بعض البسكوت والعصائر لنتحرك "، ماكادت ترحل ألما حتى نظرت في وجه صديقتها مغتمة المحيا " هيا اخبريني صدقاً ما حدث .. لن تختدعيني بقولك كما فعلتي معها .. هيا انتظر تفسير "، لتغمغم بضيق " لم اكن اعلم ان للأهانة اشكال .. فلقبك ولا عملك ولا دراستك او احترامك سوف يحميكِ من تنمر بعض البشر .. سوف يتخذونك مادة للتندر يكفي ان يعلموا انك لست من هنا بل وصغيرة لازلت تدرسين .. لقد عاملوني كالعبيد فقط لانني تقدمت للعمل لديهم"، لتتأفف محاولة الابتسام " لكن كل ذلك لايهم .. سوف اعمل هنا حتى يحدث بعد ذلك امراً .. هيا لتبتسمي ألما قادمة وهي لن تتحمل بعض الضيق يكفي نحن "، **** قبل العام الدراسي بأيام كان يحمل ذلك العام بعض المفاجأت لكل منهن,, كما يقال فليس كل بداية تحمل في طياتها خير او سعادة بل تحمل لنا بعض الخدع تحت ستار عبارة ( انها بداية جديدة نسعد بها) . كانت تقف بجوار باب منزلهم .. بل مأواهم كما تطلق عليه بدر .. هنا حيث بدأت هي اول خطوة نحو الاحلام الكبيرة .. ولن تنتهي حتي تحققها فهي قررت انها لن تتوقف ابداً كان أهتزاز هاتفها يُنبهها للعديد من الرسائل، لتمسكه وقلبها يقفز نابضاً مغمضة عينيها بتمنى " ليت تلك الرسائل تكن من ساكن قلبي .. هيا لا تخذلني "، ليشرق وجهها الوضاء بابتسامتها وهي تراه يراسلها اخيراً بعد غيابه مساء الامس، لتتخذ ذراع الاريكة مجلساً وهي تراسله بشوق,, هي : اين كنت مساءً لقد وددت توديعك ؟؟ هو : لقد كنت مريض .. اذن انتِ مغادرة اليوم هي : مريض مابك لماذا لم تخبرني لقد اتصلت بك مرات عديدة .. نعم .. ففعلياً سأغادر الان لكنني انتظر السيارة لتُقلني فقط للمدرسة اخيراً هو : لا تقلقي ليس بالأمر الجلل .. اذن لن استطع رؤيتك سوى بعد نهاية العام!! لتنظر لهاتفها بصدمة وهي تحرك قدمها بتوتر، لتكتب له سؤال وددت فيه حقيقة واحدة تريحها,, هي : ولماذا تريد رؤيتي اذن؟؟ لتجده يرى رسالتها ولايجيب .. لتنظر امامها ساهمة بالفراغ، لتقتحم صمتها بدر وهي تهزها من كتفها وتحرك يدها امام عينها " ألما .. هااي يابنت ماذا بك "، لتنظر نحوها معتذرة " اوه بدر اسفه لم اسمعك .. هل هناك شئ .. هل وصلت السيارة ؟ "، لتتلمس خصلاتها بهدوء " لا انتِ عقلك ليس هنا .. ماذا يشغلك اصدقيني القول هل حدث مايزعجك "، لتراها صامته بلا اجابة لتقترب محتضنه اياها دون الضغط عليها بالسؤال.. هي تعلم كيف تكون رقيقة لكن حادة كالبلور المكسور .. وتلك الصغيرة تذكرها بذاتها منذ سنوات وحيدة بلا احضان اهل تدفئ صقيع قلبها .. لعنهما الله اينما كانا، لتنتفض علي يد ألما التي تزيل دمعتها الشاردة تلك التى خانتها ففرت من محجرها، لتضحك " اظنني نعسه فلم انم امس جيداً " لترفع لها حاجبها بغيظ " ومن السبب صغيرة لئيمة تتحايل للسهر والاحتفال وكأنها ستهاجر .. يافتاة لا تسعدي فانا سوف انقض عليك كل حين لاطمئن دائماً دون اثارتك للمتاعب "، لتتمسك ألما بأحضانها بقوة " لا اعلم بدونك ماذا كنت فعلت " لتكمل وهي تغرق في نوبة بكاء " انا احبك بدر حقاً " ، لتستند على رأسها بهدوء " وانا ايضاً يالومي الشقية احبك .. لكن ذلك لن يمنع عقاب ان علمت بأي شغب او اهمال .. ها سوف اتركك حينها لهولاكو خاصتنا انتِ تعلمين سوف تلتهمك ببرود "، لتقاطع جلستهم عاصفتها الغاضبة " من هولاكو يالوح جليد يابس هاا " لتفصلهما عن بعضها وتمسك بيد ألما هاتفه بها مشددة الاحرف " ان ضايقك احد هناك هاتفي احدنا وسوف نأخذك بالقوة .. ان شعرت انك لا تحبين تلك الاجواء اخبرينا سوف نغير تلك المدرسة لايهمك شئ حسناً " لتضع بين يديها بخاخ صغير بحجم اصبع " انظري هذا ما امكنني جلبه لك .. حتى لا يؤخذ منك خبأيه بين طيات ملابسك "، لتهتف بدر بمرح " الطبيبة تعلمك التحايل .. كان عليك دخول التجارة بدلاً عني يافتاة .. ف عقلك داهية لا يمكن ان يكون عقل طبيب مسكين "، لتقف رنيم بغرور نافضة خصلاتها في الهواء " ها من تلك المسكينة .. ليس هناك مسكين غيرك يافتاة .. انا قوية لا تهتز لست شجرة يابسة تتناقلها الريح "، لتتغضن ملامح بدر وهي تتمتم بصوت مكتوم " نعم لست مثلي .. مجرد جذع يابس تسحقه الاقدام لانه وقع من شجرته وحيداً بلا سند يتمسك به "، لتمسك يدها رنيم جالسة علي عقبيها امامها " بماذا تهذرين .. هل جنتت الان يابنت ان كنت بلا سند فما عملي بحياتك .. هل لانك صاحبة احزمة بالالعاب القتالية وتتدافعين عنا فهذا يعني انني لن اقدر على الوقوف جوارك .. انت مخطئه ستعلمين قيمتي يوماً " لتقف مدعية الغضب مبتعده عن جلستهما، لتقترب منها صديقتها محضتنه اياها " تعلمين انني لا اقدر الاستغناء عنك بحياتي بل حياتي لا تسير دونك .. اصدقيني القول من كان سيوبخني على كل مصيبة اقع بها بكل غباء يوم بعد يوم "، لتنظر كلتاهما لألما مشيرات لها للانضمام لذلك الحضن لعله يكون الاخير قبل الوداع، الي لقاء جديد يضم ثلاثتهن .. **** امام مبني المدرسة كانت تقف وشعور الرهبة يتسلل داخلها من مشهده المهيب، فكان بنائها يوضح مدي قدمها بل عراقتها من اول سلالمها الطويلة لأعلى الي حوائطها واعمدتها المرتفعة، لترى احدي معلمات المدرسة تقترب منها بصرامة " هل انتِ ألما " لم تكد تجيبها بنعم حتي كانت ترد بحدة " لقد تأخرت منذ اول يوم .. عليك ان تعلمين انه تحكمنا قوانين صارمة لا نقبل مخالفتها لاي سبب كان .. لذلك سنتغاضى عن تأخرك اليوم لانك لم تكوني تعلمين "، كانت تلحق بها في خطوات سريعة وعيناها تتسع اكثر بصدمة وعقلها يبرمج ما يحدث حولها، لقد دخلت بقدمها لمكان اشبه بالسجن، لكنها ستنتظر فقط لن تتخذ احكام سريعة، ان كان هناك شئ غريب سوف تتصل برنيم وتخبرها.. **** في ساحة المدرسة كانت هناك ثلاث صفوف لفتيات بمختلف الاعمار وينقسم كل صف منهم لصفين صغيرين، كانوا جميعاً يقفن بأنتظام وشموخ مخيف على فتيات بتلك الاعمار الصغيرة، كانت تلك المعلمة الصارمة تشير لها لتقف بجوارها في مقدمة الساحة " لدنيا منضمة جديدة لمنزلنا .. كانت ومازالت تحكمنا تلك القوانين التي لا تنكسر .. لكن قد قبلناها في عامها الاخير لتفوقها وحسن سلوكها .. لذلك عليكن الترحيب بها ومساعدتها دائماً في كل ما يقف امامها عائقاً "، كانت تصدر عنهن تصقيف رتيب لا صخب به، وبهدوء كان الجميع يتحرك بأنتظام في اتجاه السلالم المتعرجة من كل بناء، كانت بدورها تتلفت بتيه وهي لا تدري اين الطريق واين عليها الذهاب، لتقفز امامها فتاة اقصر منها نسبياً " اهلا ايتها الجديدة .. انا فيروزه .. وانتِ ما اسمك؟ " لتجيبها بتردد " انا ألما .. المفترض انني بالصف الثالث الان .. لكن كما ارى لا ادري اين علي الذهاب " لتمسك يدها فيروزه وهي تتحرك بثقة " سوف اخذك لغرفتك اولاً .. فاليوم هو يوم عودة الجميع للمدرسة لذا ليس هناك اي دروس مجرد يوم مفتوح للتعارف "، لتتنهد " هذا هو ثاني عام لي هنا "، لتسألها ألما بهمس " لماذا اذن تتنهدين بحزن هكذا .. هل هناك مشكلة تحدث لك هنا ؟؟ "، لتحاول الاخيرة الابتسام " لالا اطلاقاً .. فقط لم احظى هنا على صحبة فهن متكبرات كثيراً وانا لا اطيق فارغات العقول مثلهن .. يجلبن ضيق في التنفس من اول نظرة "، لتضحك ألما على وصفها " انتِ ظريفة حقاً .. أعلمي ان من لم يصادقك فهو خاسر بلا شك "، لتكمل وهي تنظر نحو الممرات " اذن دليني على الطريق حتى لا اضيع في تلك المدرسة التي تشبه المتاهه "، لتمسك يدها وهي تتحرك نحو سكن الطلبة .. **** في المساء داخل غرفة الطالبات، كانت تشعر لحظتها انها تتقلب بين اشواك من توترها المفرط، هل يمكنها العودة لمنزلها مع الفتاتان، هي تشعر بالوحدة تجعلها تأن من التفكير بكل شئ، كانت تنظر نحو السقف بشرود حتى شعرت بأهتزاز بجيب ملابسها، لتنتفض جالسة بسرعة وهي تمسك هاتفها بلهفة، لتجدها رسالة منه .. هو : أظن انني وقعت بحبك وانتهي الامر .. لذا سأنتظر عودتك لأراك. كانت تنظر للرسالة ببلاهة حتى نست لحظتها ان تجيب، ثوانى ورأت الهاتف يهتز بقوة معلنناً عن مكالمة، كانت منه هو، لتتحرك بسرعة نحو نافذة الغرفة وهي تحاول الا تصدر صوتاً يوقظ باق الفتيات، لتفتح هاتفها بتوتر وهي تتنفس بصوت مسموع "اهلاً ؟ .. هل حدث شئ " لترن ضحكته الهادئة الجانب الاخر " هل يجب ان يكون هناك مشكلة لاتصل بك .. هل يكفي ان اشتاق لك ليكون ذريعة للاتصال ؟ " لتتنفس بهدوء كمن كان يحمل صخرة على صدره " لقد فزعت فقط .. لكن انا الان في المدرسة لا يمكنني التحدث اليك هل يمكننا تأجيل أي حديث في الاجازة بنهاية الاسبوع ؟ "، ليجيبها صوت مقتضب " هل تعنين ان اغلق معك الان .. بدلاً من ان تسعدي بأتصالي واهتمامي بك .. حسناً وداعاً ألما "، لتنظر للهاتف بصدمة " لقد اغلق الخط بوجهي!! "، لتتحرك نحو فراشها بضيق "لما عليه ان يكون قليل الصبر هكذا .. لم يكن ينقصني سوف ارسل له رسالة "، لتكتب رسالة واثنان تعتذر منه بل وتطلب منه تفهماً، ليقبل بالنهاية اعتذارها وتفهمه.. "سوف يجعلها تظن انها كل شئ .. بل سيروي لها كل ليلة كيف تكون مالكة قلبه دون البشر اجمعين .. سوف يضعها فوق سحابات الاحلام ويريها بين يديها العجائب .. ستزور معه مدن العاشقين .. سيديرها في مدار عشقه الابدي" **** بأحد الشوارع المشهورة بوسط المدينة، كانت تتحرك خارج البناية التي تعمل بها بأرهاق وهي تنظر حولها تبحث عن رفيقتها في ذلك المحل بالطرف الاخر من الشارع، لتراها تلوح لها بابتسامة ليركضا عبر الشارع نحو المحطة " ياللهي لم اصدق ان اليوم انتهي بتلك السرعة .. تعلمين انا متحمسة لدخول السنة الدراسية .. قد تكون كما يخبرنا الجميع صعبة لانها جديدة لكن حدسي يخبرني انها ستكون رائعة يكفي انكِ معي .. لاينقصنا شئ في الحياة الان يمكننا ان نحيا دون خوف معنا اموالنا وعملنا ودراستنا ونحن معاً "، لتنظر نحو صديقتها الصامته " ماذا يحدث معك!! .. هل ضايقك احد في المعمل "، ماكادتا الجلوس في الحافلة حتي اخبرتها بأقتضاب " امي اتصلت تخبرني ان ابي مريض وراقد بالفراش ويحتاج لعلاج "، لتتنهد ناظره عبر النافذة " لن استطيع السفر وغداً اول يوم للعام بل هو الاهم .. لا اعلم ماذا افعل وهي تريدني هناك لاعطيها مال ايضاً "، لتضحك بكأبه وهي تتنفس بسرعة " الان سنبدأ طرق استغلال جديدة..رنيم لدينا ازمة .. رنيم نحن مرضى .. رنيم جارة خالت والدك ماتت ونريد مال لدفنها .. لعنة الله على رنيم واليوم التي ولدت فيه رنيم .. الا يمكنهما تركي بحال سبيلي الا يكفي مامررت به طوال عمري .. طفولتي لم اهنئ بها لقد حولوني لدودة للكتب بل اجباراً على ان اتفوق على جميع اقراني .. فكيف ان يتفوق احدهم لا يوجد في قاموسهما مايعني الفروق الفردية او قدرات الانسان لا لا مستحيل يجب ان تنحت كل ساعة لا تنام لا تأكل لا تتحرك تظل كالصنم امام كومة الاوراق لتنال في النهاية شهادة تخبرك انك احمق كبير في الحياة لكنك متفوق داخل المدرسة "، لتمسك بدر بها وهي تحتضنها وتخبأها من عيون المتلصصين حولهم، لتنفجر رنيم باكية وبدر تشدد علي احتضانها اكثر حتى تفرغ مابجوفها بسلام، لتقف الحافلة بجوار شارع سكنهم لتتحركا مغادرات بهدوء كأن ماشهدته تلك الحافلة وهؤلاء الناس لم يكن يخصهم ابداً. لتقتربا من البناء لتقف بدر فجأه " تعلمين لقد نسيت بعض اغراضي وعلى العودة لبلدتنا لاحضارها .. سوف ارحل غداً لن اتأخر اعلم لن تستطيعي الجلوس دوني لكنه يوم وساعود مساءًا"، لتجدها تنظر لها وهي دامعة الاعين " بدر ليس عليك فعل ذلك .. لقد اقسمتي ان لا تعودي لذلك المكان .. لا تفعليها "، لتبتسم الاخيرة براحة " لا يهم سوف اصوم نظير القسم .. المهم ان لا اراك حزينة ابداً ذلك ليس جيد بحق قنصل الاطباء حسناً .. هيا فانا اتضور جوعاً فالمشاعر لن تسد جوعنا ياحبيبتي "، صديقي من يحجب ضعفي عن البشر .. من يرى خوفي ويحوله قوة .. يستمر في دفعي واسعادي .. من يمسك كفي لنعبر الطريق سوياً **** في المساء، كانت تجلس بالشرفة وهي تمسك كوبها المفضل تملئه بالقهوة من فرط توترها، لتجد صديقتها تجلب التسالي وتجلس امامها " هل تعلمين كنت احلم كثيراً ان يكون لي شرفة واسعة اضع بها نباتات وأريكة قصيرة تلامس الارضية .. لأجلس كل مساء هكذا كأنني لا احمل هموماً "، لتنظر لها مبتسمه " لكن الان بعد كل ماحدث اجد ان كل تلك التكاليف غير مهمه .. المهم دائماً مع من سأجلس بل هل سأكون حينها سعيدة ام لا .. ليس كل مايتمناه المرء يمكن ان يناله بالشكل الكامل الذي يريده "، ليقاطع حديثهما ضوضاء بأسفل البناية، كان صوت نفير سيارة تقف الان بالاسفل، ليخرج منها جارهم ومعه سيدة واهنة الحركة تستند عليه، لتهمس بهدوء " هل تظنين انها والدته ؟؟ .. لكن اين كانت لقد كان منذ جئنا يسكن وحده .. بل واختفى منذ فترة والان عاد "، لتضربها بخفة " ما دخلنا نحن بكل ذلك .. هيا الي الداخل علينا النوم فاليوم طويل غداً .. عليك الرحيل باكراً لتعودي بسرعة .. عديني لن تدخلي هناك بشجار مع اي شخص حسناً .. كُنِ مطيعة وتعالي بسلام "، لتتأفف " حسناً .. لكن هؤلاء الاشخاص القمئين الذين يستفزوني لن اسكت لهم .. علينا الاتصال بالصغيرة لومي .. هل تظنين انهم تركوا لها الهاتف "، لتغلق باب الشرفة بأحكام " نعم سوف يكون معها الان .. حتى يبدأن الدراسة فقط سوف يصادر منها حتى موعد العطل "، " لكن كيف سنتطمئن عليها .. لا يمكننا البقاء هكذا ونحن لا نعلم كيف تسير امورها هناك في ذلك الحصن "، لتضحك رنيم " من يراك يشعر انك امها التي انجبتها على كل ذلك الرعب .. لا تقلقي سوف تكون بخير .. يمكننا ان نذهب بنهاية الاسبوع لاحضارها هكذا سيطمئن قلبك "، بدر وهي تمسك يدها " لا تنكري انك قلقه عليها ايضاً .. روني هي تذكرك بنفسك في الماضي .. حينما كنت تحملين احلام الكون داخلك "، لتتحرك تاركه ايها وهي تهتف بسخرية " اجل حينما كان مازال لدي احلامي صغيرة قابعة داخلي اتمني كل مساء تحقيقها .. تصبحين على خير "، لتجلس بحزن على اريكة غرفة المعيشة بحزن، من كان يدري منهما انه حينما يصبح راشداً سوف ينسخل من جلده ويترك احلامه، كذلك الفارس الذي ارهقته الحروب ليترك سيفه جانباً ويمضي اعزل امام الدنيا بطولها فلم يعد يهمه ان مات في الطريق. لتسند بدر رأسها على كتفها مواسيه " لا تحزني ياصديقتي .. يمكن لأحلامنا الصغيرة ان تعود يوماً .. حينها سنسعد بها كما لم نسعد يوماً "، لتعتدل وهي تمسك هاتفها " هيا لنتصل بالفتاة .. لن تكون نائمه اعتقد ذلك "، لتنظر لرفيقتها وهي تستمع لصوت ألما يأتيها عبر الأثير " اشتقت لكما من اول يوم لا اعلم كيف سأستمر "، لتجيبها ضاحكة " ماهذا يابنت لا عليك الصبر انه عامك الاخير نود ان يكون الافضل .. لذلك لا بكاء سوف نبكي من السعادة يوم نتيجتك اتفقنا .. ها معكِ رنيم"، لتشير بعينها للقابعه جوارها، لتستسلم وهي تحدث الفتاة بهدوء " اخبريني هل ضايقك احد ما اليوم .. لا تكذبي ؟ "، " لالا لم يحدث شئ .. لكني اعلم انها مدرسة شديدة الصرامة بقوانينها لذلك اعتبر لم يحدث ما يزعجني في الاساس "، لتتنهد رنيم " حسناً .. اريد اعلى العلامات بنهاية العام "، لتنظر نحو بدر التي تشير لها هامسة " اخبريها اننا سنأتيها بنهاية الاسبوع "، لتهز رأسها نفياً بحده وهي تكمل حديثها " هيا ياصغيرة تصبحين على خير "، لتهتف " هل تضمنين ان نستطع الذهاب .. دعينا نخبرها قبلها بيوم لتستعد فقط .. ان اخبرناها الان ولم نفي بوعدنا سوف ينكسر خاطرها "، لتتمتم الاخيرة " نعم ستنزعج انتِ محقه "، لتنهض " هيا سوف انام .. لا تتأخري بالجلوس هناك يوم حافل ينتظرك غداً "، **** في صباح اليوم التالي، كانت تودع رفيقتها على باب بيتهم وهي تشعر ان شئ سيحدث " اتصلي بي حالما تصلي .. لا تنسي اعطيهم تلك الاموال وتعالي .. سامحيني انني كنت السبب لتعودي هناك "، لتمسك الاخيرة حقيبتها " هيا ياحمقاء .. ليس هناك اعتذار بيننا اعلم ان كنت بمكانك سوف تفعلين لأجلي ذلك واكثر .. انتِ لا تفكرين مرتين لفعل شئ لأجلي "، لتتحرك خطوة وهي تعود فجأه " لكن عليك الذهاب لمكان عملي وطلب عطلة اليوم.. الي اللقاء"، لتلتفت رنيم نحو البيت ليوقفها صوت واهن خلفها " عزيزتي هل تقطنين هنا ؟؟"، لتنظر نحو تلك السيدة مبتسمة " نعم .. هل هناك شئ؟ "، " لا ياعزيزتي .. لقد كنت اتسأل لان سراج لم يعلمني انه استجر البيت لأحد .. فالبيت مغلق منذ سنوات .. لقد كان منزل زواجه يعتز به ورفض تأجيره لاي كان "، ليقاطعها نداء " امي ما الذي جعلك تتحركين من فراشك "، ليتوقف امام من تحدثها ليتجاهلها بدوره وهو يمسك يد والدته لتتحرك معه للداخل، كانت تنظر للسيدة بأرتباك وهي تعتذر لها متحركة داخل البيت، ظلت تقف خلف الباب لدقائق ساهمة في اللاشئ لتتحرك فجأة " ماذا يحدث .. لماذا اشعر بالضيق ماهذا الغباء .. نعم هذه مجرد صدمة لأجل المعرفة لا اكثر"، لتتنفس براحة وهي تنتقل بين الارجاء للتجهز متحركة نحو جامعتها، فاليوم الاول بالنسبة لها هو الاهم من كل الايام، كانت تظن ان صديقتها سترافقها في ذلك اليوم، لكن يكفي انها انقذتها من ضجيج يسمي العودة لمنزل والديها خاصة تلك الايام، لتتحرك نحو المحطة وتستقل ما يوصلها للجامعة، لم تكد تقترب من سور الجامعة حتى شعرت بالتوتر يداهمها ومعدتها تؤلمها بشدة، لتهمس " اشعر انني عدت صغيرة فجأة .. انه رهاب لعين يجب ان لا اظهر ذلك التوتر حتى اصل لقاعة المحاضرات "، كانت تقترب من البوابة الكبيرة لترفع بطاقتها التعريفية، لتلتفت حولها وهي تنظر نحو الاعداد الكبيرة للطلاب باحثة عن تلك القاعات، ليعترض طريقها شاب يحمل معطف ابيض مثلها " اهلا اذن انتِ طالبة جديدة بالصف الاول"، لتنظر نحو ببرود حاجبة خلف وجهها توترها " نعم .. وبماذا يخصك "، ليبتسم نحوها بسماجة " سوف اساعدك للوصول لقاعتك .. لا داعي للقلق "، لتنظر نحوه بأزدراء " شكراً لخدماتك .. لست بلهاء حتى لا اصل لقاعتي "، و تتحرك مبتعده عنه وهي تتجه نحو السلالم داخل المبني، هامسه بضيق " لم يكن ينقصني سوى المتطفلين"، لتبتسم وهي تتذكر صديقتها " لو بدر كانت هنا لقصفت سماجته تلك .. كيف حالها الان اتمني ان تكون بخير "، **** في مكان اخر، حيث احلامهن المدفونه، كانت تتحرك ببرود عليها الاعتراف كلما اقتربت او استمعت لاسم بلدتهم تشعر انها خاويه كمن انتزع منه روحه، لترحل من محطة القطار نحو منزل صديقتها، عليها الانتهاء بسرعة هي لن تتحمل ان يطول مكوثها هنا، لم تكد تتحرك نحو الباب حتى دق الجرس ، لتنظر نحو الطارق بأرتباك "اهلا ياعزيزتي "، لتنظر في الارجاء وعلى السلم " اين رنيم .. ألم تأتي معك ؟"، لتبتسم ببرود " الن تتدعوني للدخول ! .. لقد اتيت بدلاً من رنيم لان وللمصادفة اليوم اول يوم لها بمقاعد الدراسة لذا لا وقت لها لتضيعه في اللاشئ "، لتدعوها والدة رنيم للدخول على مضض " تفضلي ياعزيزتي .. لا مشكلة "، لم تكد تجلس بأعتدال حتى داهمتها السيدة بسؤال " لكن هل اعطتك ما طلبته منها .. ان جعلتك تأتي بدلاً عنها "، لتضغط على فكها بقوة " وهل يمكن الا تعطيني الاموال التي تريدونها بحجة مرض السيد والدها .. اموال عملت بأرهاق لتجنيها .. ليأتي من لا يساون شئ في سوق الانسانية يطالبونها بها ها والاسم والديها تباً لكما .. هل تعلمين حمدلله انها ليست بمثل طباعكم العفنه "، لتضع المال على المنضدة وتغلق الباب خلفها بعصبية ، لتنهض والدة رنيم بلامبالاه ممسكة بالأموال وتعدها بضيق " تلك الحمقاء تعطينا قروشاً قليلة بعدما دفعنا لأجلها الغالي والنفيس لتصل لما وصلت عليه اليوم"، **** كانت تتحرك بغضب عائدة لمحطة القطار وهي تجلس تغلي مما يحدث، الا يمكن ان تكون الحياة عادلة لأجلها هي وصديقتها لتعطيهم بعض فتات السعادة المسروقة من ايامهم، بينما كانت تحرك قدمها بتوتر وغيظ .. كان على الرصيف الاخر شابان يتحدثان واحدهم يشير نحوها للاخر هاتفاً بحده " هذه هي .. انظر هناك هي من ضربتنا وكانت تدافع عن اختك الصغيرة .. لم نستطع اخذها حينها"، ليبتسم الاخير وهي يهتف بفحيح " سوف نتبعها لنعلم اين اخذنها هاتان الفاجرتان .. لقد كانت فكرة جيدة ان نأتي للمحطة كل يوم .. لقد أتوا بأقدامهن لقدرهم المشؤوم .. هيا لننتظرها داخل القطار .. انا متحمس بشدة لرؤية اثر المفاجأة على وجوههن"، ليقاطعه رفيقه بصوت متردد " ألن نزج انفسنا بالمتاعب هكذا!! .. يمكن للاثنتان ان يبلغى الشرطى "، ليضحك على كلماته بسخرية " انت احمق .. من يبلغ الشرطى هما مجرد فتاتان وحيدتان لن يزجا انفسهن في متاعب واسئلة .. بل يكفي ان يروا ما سنفعله بهما حينها ستموتان رعباً .. ليس هناك امرأة قادرة على الاتيان بحقها هنا القانون لنا ". (مهما فعلت للبشر لن يرضيهم شئ .. ولو اقتطعت من جسدك لأجلهم سيخبرونك انك تبخل عليهم ولا تقدر لهم مافعلوه .. كل ماعليك ان تفعل ما تقتنع بهِ لا مايريده منك). يتبع ......... | |||||||
18-06-24, 10:18 PM | #7 | |||||||
| فراشات تعويضاً للرواية المتعلقة والتأخير الفصل الرابع هناك لحظة يتغير بها كل شئ، نخسر ماتعبنا لأجل الحصول عليه، ونفقد اشخاصنا ظننا انه لايمكن خسارتهم، بل كثيراً ما تأتي لحظة نضيع فيها للأبدء.. **** في ساحة المدرسة كانت تقف متلفته حولها وسط كل تلك الفتيات تبحث عن تلك القصيرة، لقد كانت تشعر بالوحدة وهي ليس لديها تلك القدرة في التعرف على احد جديد! لتنتفض على طرق يد بكتفها " هاي عما تبحثين .. هل كنت تبحثين عني؟؟ " لتنظر نحوها مبتسمة " لا كنت ابحث عن فتاة قصيرة دلتني على غرفتي البارحة .. هل رأيتها ؟" " هاهاها لا لم اراها .. هل اخبرك احد من قبل كم انتِ سخيفة .. هيا لنقف بمكاننا حتى لا نستمع لتقريع السيدة المديرة " " تعلمين انا متوترة جداً .. لم اجرب التعرف على احد حينما كنت في البلدة لم يكن لي صديقاتي .. لكن منذ قررت القدوم هنا علمت للمرة الاول كيف هو شعور ان يكون لكِ صاحب " فيروز بصوت مكتوم " لا اريد ان اكون عاطفية بلهاء .. لكنني لم احظ قط بصديقة الجميع فر من حولي لانني غريبة الاطوار .. يخبروني ذلك لقصر قامتي مقارنة بالباقين .. رغم دعم عائلتي لكن الحياة خارج المنزل بشعة " ثواني وعم الضجيج من حولهما ليصطف الجميع مكانه بالطوابير العريضة بكل مكان حول الساحة، تعتلي المنصة سيدة مهيبة الطلة وتتحدث للجميع بهدوء صارم " اليوم بداية جديدة .. اهم بداية قد تكون للجميع .. بداية عام دراسي جديد كلياً .. فكل عام نبدأ به نتجه نحو احلامنا ومستقبلنا الواسع .. من لم يغتنم فرصته تلك فهو اكبر خاسر "، لتشير بعينها نحو استاذه بجوارها لتبدأ التمارين المدرسية، والاخيرة تراقب حركة الفتيات بعين الصقر فلا تخطئ احداهن لتقع عينها على وقفت فتاة مرتبكة بمنتصف الصف، بعد نهاية الطابور الصباحي كان يتجه كل صف لمبناه الدراسي ولحصصه الدراسية، لم تكد تتجه نحو مقعدها حتى اوقفها صوت معلمتها " ألما المديرة تريدك "، لتنظر نحوها بأرتباك " لماذا هل حدث شئ "، لتجيبها المعلمة بالنفي " لا اعلم عزيزتي .. اذهبي لها لتعلمين لا تقلقي "، كانت تتحرك بأتجاه غرفة المديرة بنهاية الرواق والافكار تعصف بعقلها " هل وصل لها اخيها .. هل تلك النهاية هكذا ستنتهي حياتها واحلامها .. اذ كان السبب لاستدعائها ماذا سيكون مصيرها "، لتتنفس بصعوبة وهي تتطرق الباب بهدوء ينافي الخوف داخلها، ليأذن لها صوت " تفضلي " لتدلف الغرفة على استحياء " لقد طلبتي مقابلتي حضرة المديرة !! "، " مم نعم .. اذن ألما هل تعلمين لما طلبت تواجدك هنا بأول يوم دراسي لك بمدرستي .. بالطبع لا بعيداً عن تفوقك الدراسي وقبولك في المنحة .. لقد ارسلت مدرستك السابقة شهادة لحسن سلوكك جوار تفوقك فأنا لا اقبل شخص مستواه الاخلاقي متدني .. لذا سبب طلبي لك هنا الان عدم التزامك بيومك الاول .. لا يمكنني المسامحة في الكسل وبطئ الاستيعاب .. لذا لن اتهاون مره اخرى حينما اراكِ تكادين تنامين واقفة بينما من حولك يتحركوا بخطوات التمارين .. مفهوم يا انستي الصغيرة؟ " لتتعلثم الاخيرة " مفهوم .. سيدتي استسمحك العذر لم اكن .." لتوقفها عن الحديث " لا اريد تبريرات .. بل اريد افعال تثبت معرفتك لفداحة الخطأ"، لتشير نحو الباب وهي ترتدي نظاراتها مره اخرى " هيا تفضلي نحو فصلك الدراسي"، لتتحرك ألما بخطوات سريعة وهي تزيح تعرق وجهها من فرط التوتر وعينها تبحث عن مقر الفصل، لتتنفس بهدوء وهي تجده لتسرع اكثر، **** نحن اصحاب القرار، حينما نقول سنفعل فنحن فاعلوه، لكننا ننسى دائماً ان يد القدر اليد العليا فوق اصواتنا كانت تتحرك خارج اسوار الجامعة مقررة التوجه لعملها بما انها انتهت باكراً في اول يوم، لترفع هاتفها وهي تحدث صديقتها " اوف .. لماذا لا تجيب الان "، لتغير مسار سيره نحو منزلهم للاطمئنان اولاً على رفيقتها، ماكادت تصل للشارع القريب للمنزل حتى استمعت لصراخ عالي وصوت عربات للاسعاف والمطافئ، لتركض وهي ترى ألسنة اللهب تلتهم المنزل والادخنة تخرج بكثافة من النوافذ، لتتجه نحو الدرج بسرعة حالما وصلت لطابق المنزل الا وحاول منعها رجال الاطفاء لتصرخ بهم " انه منزلي ابتعدوا "، لتجد يد تجذبها للخلف لتنظر مصعوقة " بدر ..متي عدت ياللهي هل كنت بالداخل "، لتمسح وجهها بيدها وهي تحاول الاطمئنان ان لا مكروه اصابها، لتهدأها بدر " لم يحدث لي شئ .. لقد كان الحريق بالصالون فلم يطالني ضرر وركضت نحو الجيران لينقذوا المنزل "، لتقترب من اذنها هامسة " هناك من فعل ذلك .. لا تهلعي فان الامر له صلة بألما "، لتنظر نحو عين صديقتها مترجية لتحاول رنيم الهدوء وهي تنظر حولها بثبات لتجد جارهم المتطفل يقف هناك ووالدته وبعض السكان " علينا الدخول للمنزل لنرى ماذا حدث لمقتنياتنا "، لتتجه نحو رجل الشرطة المتواجد جوار الباب " هل يمكننا الدخول الان ؟"، " لكن سيدتي علينا استجواب كلاً منكما .. لنتأكد من سلامة الجميع "، ليقاطع حديثهم صوت سراج " يمكنكم الدخول في منزلي للتحقيق .. فالصالون هنا متضرر كلياً لا يصلح للجلوس "، ليتحرك رجل الشرطة نحو منزله وهي تتبعهم على مضض لتهمس لصديقتها بصوت مكتوم " لما يتدخل هذا الكائن "، لتلكزها بدر " الا يمكنك التحلي ببعض الادب فالرجل من ساعدني منذ البداية .. لتصمتي قليلاً "، " لكنك لم تخبريني ماحدث .. سوف يستجوبنا ذلك الظابط لا اعرف ماذا اجيبه "، لتؤيدها الاخيرة " عليك قول الحقيقة فقط .. انتِ لا تعلمين شئ بسيطة "، لتجلس الفتاتان متجاورتان على احدي الارائك، حينما كانت تجلس بدر في حالة دفاعية كانت رنيم منكمشة جوارها وهي تشعر بالتيه، ليبادر رجل الشرطة بسؤالهم " اين كنتما حينما وقع الحادث؟ "، لتجيبه بدر بثقة " لقد كنت بالمنزل لاكثر من نصف ساعة حتى اشتممت رائحة حريق لاخرج واجد صالون المنزل تأكله النيران"، لتجيب رنيم بتردد " لقد كنت بالجامعة فاليوم اول يوم دراسة .. لم اكد اصل للشارع هنا الا ورأيت تلك الادخنة والنيران فركضت ابحث عن صديقتي "، ليوجه حديثه نحو بدر " اذن لما لم تكوني بالجامعة وقت الحادث؟ "، لتتنفس بهدوء " لقد ذهبت لبلدتي لجلب بعض الاوراق "، لتقوم بأخراجها من حقيبتها " تفضل ها هي "، ليمسكه وهو ينظر لها بتركيز " حسناً .. هل تشك احداكما بأحد .. فذلك ليس مجرد حادث ماس كهربي بل فتيل مشتعل تم ألقائه "، لتمسك بدر يد صديقتها وهي تضغط عليه دون ان يراها احد " لا سيدي .. نحن وحيدتان اتينا هنا للدراسة لم نكد نعرف احد حتى .. يمكن ان تكون مصادفة او شغب من بعض الفتيه بالجوار لا اكثر "، ليقف رجل الشرطة " حسناً ان جد شئ في الامر سوف نعلمكم .. وان حدث شئ لتتوجهان لنقطة الشرطة للأبلاغ "، لتهز رنيم رأسها برتابه وهي تستند على صديقتها هامسة " هيا لنغادر "، لتمسكها بدر " حسناً هيا عزيزتي "، " انسة بدر؟ "، لتنظرا نحو جارهما الطويل " اه سيد سراج .. اعتذر لم اشكرك لولا مساعدتك لما نجوت ونجا الباقي من المنزل .. وشكراً لفتح منزلك لنا "، ليبتسم لها بهدوء " ليس هناك شكراً بيننا .. لكن هناك سؤال يراودني الان لو تسمحين! "، لتبتلع ريقها بهدوء " نعم بالطبع "، لتضحك ضحكة قصيرة " فأنت السيد صاحب الشقة كيف لنا الرفض "، " لا يا انسة حاشا لله .. لكن هل تعلمان من فعل ذلك .. لقد شعرت بترددكما بأخبار الشرطة بالأمر "، " لا سيد سراج لا نعلم من فعلها .. لو كنا نعلم لاخبرنا الشرطة حفاظاً على سلامتنا "، ليحثهما " لا تقلقي لن يعلم احد .. لو تعلمين اخبريني لاكون له بالمرصاد"، لتنفجر رنيم بوجهه " اخبرناك لا نعلم .. ياللهي كم انت لحوح لا تراعي كل تلك الظروف التي نمر بها لتلعب دور المحقق ايضاً .. وتصبح كالنحل تطن فوق رؤوسنا اخبروني اخبروني .. من انت لننفتح معك بالحديث .. احذر ياسيد انت مجرد مالك نستأجر منه .. ان كنت تخشى ان نجعلك تصلح التلفيات فلا تقلق فنحن لن نطالبك بذلك "، لتنظر نحو صديقتها وهي تغادر بغضب " هيا يابدر لقد كان يوم مرهق .. وانا اريد اخذ قسط من الراحة "، لتنظر بدر بخجل نحوه بسبب فعلت صديقتها" ارجو الا تكون غاضب مما قالته .. هي شديدة الحساسية من تتابع كل مايحدث .. انها لا تقصد بتاتاً احراجك سيد سراج .. اعتذر نيابة عنها "، لتركض خلف صديقتها تاركة اياه يقف متجمداً، ليتحرك جالساً على الاريكة " ما دخلي انا من فعلها يالله .. لقد احرجت شخصي فقط .. انها تصرخ بوجهي لثاني مرة ونحن لا نعرف بعضنا البعض .. انا المخطئ كلما عرضت مساعدة لا ينوبني من ورائها سوى كل احراج وشجار "، ليجد والدته تجلس جواره وهي تمسح كتفه بحنان " لماذا اذن لم تجيبها بلسانك اللاذع .. لست انت ياحبيبي الذي يصمت ابداً مهما كان المتحدث"، لتبتسم فجأة " هل انت تميل لتلك الفتاة الغاضبة .. ليس هناك تفسير اخر لتسعد قلب والدتك حبيبي واخبرني "، ليقف بصدمة " ماذا تقولين يا امي نحن في ماذا الان .. هل تريدن ان انسى سنوات قضيتها بجرح لا يُشفى في غمضة عين واقع بالحب ايضاً .. لما كان كل عاشق غلب امام ألمه ابداً أماه .. تصبحين على خير لدي عمل بالصباح "، لتتنهد بألم وهي تنظر لظهر ولدها المحني وهي ترفع عينها لأعلى " يارب انت الاعلى والاعلم فالتطيب جروح ولدي فلا قدرة لي لرؤياه متألماً "، **** في الشقة المقابلة كانت تتدور بالصالون المحترق بغضب وهي تنظر لصديقتها الجالسة بهدوء كأن ماحدث لا يعنيهم " هيا اخبريني كيف احترق المنزل ها .. من ذلك الوقح .. نحن هنا لا يعرفنا احد من يتجرأ بترهيبنا بذلك الشكل "، لترفع عينها نحوها " اجلسي لاخبرك .. لا تكوني كقطة امسكت النار ذيلها هكذا "، .... قبل ساعتين بمحطة القطار كانت بدر تتحرك وهي تشعر بثقل ينتابها بفعل تلك الزيارة وهي تحدث نفسها " لا يهم كله فداء رنيم .. كم اتمنى ان يتركها والديها بحالها كأنه لا يكفيهم ما فعلوه بها طوال حياتها .. البشر بشعين يحركوك كما يشائون بأسم الولاية عليك لانك صغير وبأسم الرقابة لانك لست كبير كفاية .. وفي النهاية الاسم ابواك اذن هما الاصلح والاعقل "، لتتجه خارج المحطة نحو عربات لتصل بها للمنزل، ذلك المنزل الذي للمرة الاولى تشعر انه حقاً مأوى كما سمعت الجميع يقول ليس ذلك الذي كانت تقطنه منذ اشهر، لم تكد تتخذ مقعداً حتى شعرت بشعور الخطر فمنذ ذلك الحادث في الماضي اكسبها الشعور بأقتراب الخطر، لتلتفت بهدوء للهذان الشابان بأرتياب محاولة تهدأت نفسها حتى تصل، بعد ربع ساعة كانت تتحرك نحو شارع المنزل، كانت تشعر بنفس الخطوات على مقربة منها تكاد تتبعها، لتحاول ان تسلك طريق اخر بجوار المنزل لتعلم ان كان مجرد حدث ام حقيقة!!! مرت ثواني لتشعر بالخطوات خلفها تسرع لتركض نحو البناء وهي تلتهم الدرج نحو المنزل، متمنيه ان تصل بأمان.. لتفتح الباب بسرعة وتوتر يجتاحها فهي لا تعلم من هم وعلى ماتكون نيتهم، لتدخل وهي تغلقه بكل الاقفال مبتعده عنه قليلة وهي ترى ذلك الخيال من عقب الباب يقترب لتكتم انفاسها مقتربة من عين الباب لترى من خلفه، كانت تكتم شهقتها بصعوبة " ياللهي انه ذلك الفتى الذي ضربته حينما اعترض طريق ألما .. لكن من الاخر ايعقل اخوها .. ماذا افعل سوف ادعي انني لست موجوده وسوف يرحلون نعم سوف يملون الانتظار "، لتمسك هاتفها محاولة الاتصال برنيم " يالله هل هذا وقت انتهائك للشحن .. اوف كيف اتصرف الان لن استطيع المجازفة والخروج .. لن ادعهم يصلون للصغيرة بهيئتهم تلك غير مريح بته "، لتمسك رأسها بقوة وهي تدور في حلقات " لو اخبرت الشرطة سندخل دوامة كبيرة .. سنصبح نحن المجرمين لاختطاف طفلة من عائلتها لا العكس لن تاخذ الشرطة بشهادتنا في الاصل"، لتجلس فجأة بهدوء صامت وهي تنظر نحو الساعة متمنيه لو هناك احد ينجدها ويمر على الدرج الان.. .... لتنظر لصديقتها المصعوقة " وبعد ساعة وجدت الصالون يحترق خفت ان يطال المنزل اذى لذلك ذهبت للسيد سراج "، رنيم وهي تنحني للأمام " كيف القوا تلك الفتيلة لا افهم"، " لقد استمعت قبل الحريق بزجاج ينكسر .. لكن ظننته من نافذة المطبخ حينما لم اجد شئ لم ادقق .. من ارهاقي لم اشعر بما يحدث "، لتقترب رنيم منها محتضنه اياها " خفت ان اخسرك للحظة تمنيت الا تكوني موجودة في الداخل "، لتدمع عيناها " ياللهي انا السبب لو لم اجعلك تذهبين لما حدث كل ذلك .. سامحيني يابدر ليتني انا التي اصيبت بكل ذلك "، لتضحك الاخيرة " ياحمقاء نحن لسنا مجرد صديقتنا نحن اختنا جمعنا القدر معاً لذا ما كان سيصيبك سيصيبني .. الحمدلله لم يحدث لاحد منا شئ .. كل ماعلينا فعله هو بعض الحرص "، لتؤكد رنيم " نعم .. لذلك لن نستطيع الذهاب لرؤية ألما في نهاية الاسبوع مافعلوه هذان المعتوهان اشارة حتى نتوخى الحذر .. لا تقلقي"، لتلكزها بدر وهي تغمز " لما اقلق وهناك فارس شجاع بالجوار سوف يلبي لنا النداء .. لو ان احداهن قللت جلافتها قليلاً لنشكره على مايفعله لأجلنا "، لتصرخ " نعم من تلك انا .. انه هو الذي يضعة انفه فيما لايعينه كل مره .. انا لا احب ذلك .. لذا هو من يجلب المتاعب لرأسه دوماً سيد محقق هذا "، لتنظر بدر لها ضاحكة " حسناً اتركينا منه .. هل ذهبتي لتقديم اجازتنا ؟"، لتضرب رنيم رأسها بكفها " لقد نسيت .. كنت سأذهب للعمل بعد الجامعة لكن حينما لم تجيبي عدت على هنا"، " هذا جيد لنذهب للعمل افضل من الجلوس ومشاهدة الحوائط المحترقة.. سنذهب سوياً وسنعود معاً لن يفكر الاحمق في اي فعل الان ان لم يرد لفت الانتباه اكثر "، " لقد اصبحتِ تتحدثين مثل المحققين .. رغم قلقي لكن مغادرتنا من هنا اأمن لنا "، **** بعد نصف ساعة في وسط المدينة امام محل عملها كانت تقف متردده ممسكه هاتفها " اتمني ان تسمع هاتفها .. لكننا مازلنا في بداية النهار "، ليناديها صوت صاحب عملها " بدر هيا .. ماذا تفعلين امامنا يوم طويل .. الان هو وقت موعد خروج الطلاب من الجامعة والمدارس "، " حسناً ياعم فؤاد .. هل هناك اي كتب جديدة وصلت لأرتبها "، ليشير نحو كومة رابضة بجوار الباب الخلفي " وصلوا مساء امس .. بهم بعض مما تحبين اقرأي واعيديهم سريعاً "، لتبتسم وهي تلقي قبلة في الهواء نحوه " افضل عم في المدينة بل في العالم .. سأقرأهم سريعاً وارتبهم بالأحرف الابجدية كما تحب ايضاً .. لتعلم انني الافضل في العمل "، لترن ضحكته الدافئة بالأرجاء " اذن سوف اعطي لك نصيبك من الغداء .. لقد ارسلته زوجتي اليوم معي مشددة انه لابد من بدورة الاكل جيداً وان اكف عن تعذيبك معي "، ليلقي نظرة ساخطة نحوها " لا تعلم انه لا يعذب هنا احد غيري على يدك ايتها العفريته القصيرة "، لتردف بصوت تمثيلي " سوف اذهب لها الان واخبرها انك لا تفعل شئ سوى القاء الاوامر وتجعلني ارفع كل الارفف كل ساعة "، لتقلب شفتاهَ بمسكنة " حتى ان ذراعي يتخلدان ولا استطع تحريكهم لباقي اليوم "، كان ينظر نحوها مصعوقاً " ايتها العفريتة لقد صدقتك .. انتِ ستفقديني عقلي يوماً ما"، ليعترضهم صوت بالخلف " لقد صدقتها انا حتى ياعم .. لولا معرفتي بقلبك الطيب لظننت انك شخص تقهر الضعفاء"، ليلتفت العم فؤاد بأبتسامة سعيدة نحو الصوت " هارون .. ياحبيب عمك اين كنت"، ليحتضنه بسعادة " لقد كنت بمدينة بالجوار لاجل بعض العمل مع ابي "، ليوجه نظره نحو الواقفة بتصلب " لكن اخبرني من هذه .. لقد كنت غائباً لثلاث اشهر وتستبدلني بأخرى .. لم يكن هذا عشمي ابداً "، كانت تقف تغرق في الحرج والتوتر وعيناه الرمادية تتباع كل حركاتها، لتحاول اجلاء صوتها وتخرجه بثبات " عم فؤاد سوف اذهب لترتيب الكتب .. حسناً"، لتلتفت مبتعده لخطوة ليوقفها صوت الرخيم " الن تعرفنا ياعم على تلك الهاربة تشبه الفئران الخائفة "، لتنظر نحو بسرعة غاضبة " من تلك الخائفة ايها الباب .. كم رأينا ضخام القامة بعقول حِملان "، لتنفض شعرها الغجري وهي تتحرك خلف المكتبة الضخمة تاركة اياه متجمد من اهانتها، كان العم يضحك بصوت مكتوم " حسناً .. ها قد تعرفت علي بدر الغاضبة .. اكتسبت عداوتها من اول دقيقة اخبرتك مائة مره لا تكن متسرعاً هكذا "، ليجيبه الاخير بصوت مصدوم " لقد نعتتني بالحَمل .. انها لا تساوي سوى نصف قامتي تلك القصيرة "، ليمسك خصلاته بعصبيه " انا على اخر الزمان تهينيني تلك الفتاة .. لم تتخطى المرحلة الثانوية بالاساس "، ليربط العم على كتفه بضحكة " انها بعامه الاول بالجامعة لذلك احفظ لسانك قليلاً .. انها قوية وشجاعة يؤلمني قلبي لحالها كثيراً"، لينظر هارون نحوه باستفسار " لماذا تقول ذلك ؟ "، " لا اعلم ياولدي .. لكنها ليست كفتيات سنها بل دائماً اجدها تنظر للفراغ لساعات او تنتفض ان اقترب احد نحوها وكأنها ليست معنا "، ليضحك بهدوء " دعك من ذلك .. اخبرني كيف الحال الان مع والدك هل لازال يضغطك بالعمل "، ليجلس بتنهيدة " لا اعلم كيف اصوغها له انني اريد التفوق اولا بالدراسة وليس التقدم بعالم العمل .. لكن كما تعلم مايريده يفعله لا يهم ما اريده "، ليبتسم " المهم الان ماذا افعل .. جعلت تلك القصيرة تأخذ عملي الذي احب .. الجلوس هنا ومراقبة الفاتنات بالجوار ياعم قطعت باب رزقي "، ليتجه نحو كرسيه " هذا افضل فلا تنشغل بالعمل معي .. لتأتي هنا لتجلس وتركز على دراستك افضل من الذهاب للمنزل ووالدك وقتها لن يتركك "، ليقاطعهما صوت صرخة عالية خلف المكتبة " ااااه قدمي "، ليقفز هارون بسرعة نحوها بهلع " ماذا حدث .. كيف تصعديني فوق ذلك الكرسي الم ترين ان قدمه مكسورة "، لتصرخ بوجهه باكية " هل انت عديم الاحساس .. قدمي تؤلمني وانت تواصل الصراخ بوجهي "، لتواصل البكاء بألم " اه لقد كسرت قدمي لا يمكنني الوقوف "، ليحاول تهدأتها " انظري لي .. سوف امسك قدمك ببطئ وان شعرت بألم مع حركتي اخبريني"، لتهز رأسها بأعتراض والدمع يترقرق من مقلتيها " لالا تلمسني ابتعد .. سوف اقف وحدي "، لينظر لها بغيظ " اريني كيف سوف تقفين .. دعيني اتفحص قدمك حتى لا يكون هناك كسر ياغبيه "، ليقترب العم فؤاد منهما " ماذا بها ياهارون .. دعيه يساعدك ياصغيرتي لن يحدث شئ "، لتنظر لكلاهما وهي توافق على مضض وشعور رهيب يجتاحها من الرعب، ليحاول تحريك قدمها ببطئ " هل هناك الم هكذا "، لتنفي بصوت منقطع " لا .. لا اشعر بألم .. لكنني لا اقدر على تحمل الضغط عليها "، ليتنفس براحة " انظري هذا جيد وسئ في ان واحد .. الجيد انه لا يوجد كسر لكن يجب ان تذهبي للطبيب الان فانا اظن انه مجرد التواء "، لتحاول الاستناد على المكتبة والوقوف " شكراً لك "، لتتأوه وهي تتحرك خطوة للأمام " اه "، ليحاول اسنادها بيده لتجفل مبتعده " ااه .. لا شكراً يمكنني الاعتماد على نفسي "، ليضحك ساخراً " انه واضح ذلك بدليل تألمك من خطوة واحده "، ليحاول الاقتراب ثانيةً، لتطلق اعتراض " لا تقترب ابق مكانك .. سوف استند على المكتبة "، لينظر نحوها بتعجب " انتِ عنيدة كلياً .. تريديني الضرر لنفسك "، لينتفض مبتعداً عنها " عم فؤاد لتسندها حتى سيارتي "، لتشدد بعناد " قلت لك لا احتاج مساعدة سوف اسير بمفردي "، لينظر لها بتساؤل صامت هامساً لنفسه " ماخطبها .. لتكون بكل ذلك الخوف من مجرد لمسه"، كلاً منا ياعزيزي داخله قصة لا يعلم امرها احد .. بل هو حتى يحجبها عن ذاته احياناً كثيرة .. لذا حينما ترى من يعاني لا تعطهِ نصيحتك بل اعطه قبلة حنونه فوق جرحه المُسخن يتبع .. | |||||||
21-06-24, 02:17 PM | #8 | ||||
| اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد لا تنسوا الباقيات الصالحات سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|