29-09-24, 07:30 AM | #51 | |||||
| اقتباس:
ياهلا ومرحبا بالضي، افتقد حسك في هذي الروايه والحمدلله انك جيتي وطحتي عليها اتمنالك قراءه ممتعه وانتظر تفاعلك اللي دايماً يسعدني بالنسبه لانهم يحبون ما وقفتها بالعكس اضطريت اتوقف بسبب دراستي لاني كنت بالمرحله الاخيره بنية اني ارجع بعد التخرج بس ماقدرت، دخلت حالة اكتئاب بسبب الضغط اللي تعرضت له طوال الاربع سنوات وتعبت بشكل لفتره ماصدقت صحيت منها وتحدد تاريخ زواجي وانتي تدرين كيف الوقت يصير يضيق والتوتر الف .. انا اعتبر الكتابه كمهرب من واقعي واضطر اكتب حتى استعيد نشاطي وبالفعل كتبت في انهم يحبون لدرجة مابقى معي غير فصلين او ثلاثه واختمها ووقتها بس جتني لحظة ادراك انها تحتاج تعديل من عدة جوانب فقررت اوقفها للتعديل هذا التنويه سويته بتليجرام لاني كنت فاقده عضويتي هنا ومارجعتها الا من ايام بس ماوضحت فيه اسبابي ودامك زعلانه صار لزام علي اوضح لك ولو اني احتفظت بالكثير منها ماراح اخلي انهم يحبون وراي ناقصه بشكل او بآخر راح ارجع لها اعدلها وانشرها بأذن الله، وابشري بالرضا | |||||
29-09-24, 07:33 AM | #52 | |||||
| اقتباس:
انتِ من الاسماء اللي احبها بالمنتدى والله وجيت انشر الروايه هنا عشانها رغم اني ما كنت متوقعه اي احصل اي تفاعل منتظره رأيك وتعليقك بكل حماس وها انتي قريتي لي من قبل ابي اعرف ايش الفرق اللي لاحظتيه بين اول ودحين وقتها متأكده راح تفهمين ايش التعديل اللي تحتاجه انهم يحبون | |||||
29-09-24, 07:35 AM | #53 | |||||
| اقتباس:
تعتبر الروايه انتهت فعلياً مابقى غير خفايف وجانب عاطفي ينتظر نطل عليه، تقريباً اليوم ببدأ بالفصل التاسع عشر وبقرر اذا احتاج فصل او فصلين للختام | |||||
29-09-24, 05:49 PM | #54 | ||||
| الله يبشررك بالجنه يا حبيبة قلبي ❤ مبروك الزواج حبيبتي اتمنى لك السعاده يارب ❤ وابداً لايدخل بقلبك شك ان روايه (انهم يحبون) ما هي قد المستوى ،بالعععكس يمكن فقط تحتاج لشووي حبكه اكثر وتقويه اكثر ونضج اكثر . وتكون بقوة اللي قدامي الان واقرأه( في لغتي من المنفى ضباب) وخذي وقتك و راحتك دام موعودين بتكملتها ان شاءالله بالوقت اللي يناسبك. تدررين اول ما قرأت 1992 وبعدين 2024 حسبتها 32 سنه فتره زمنيه بين الحدثين اسيا عمران وولادتها وبين الوقت الحالي والبطل المجهول اللي تفأجات انه ممكن يكون اديان !!! ومستغربه اكثر كيف قاتل ويصير بطل للروايه ؟!! لكن ما بستعجل الاحداث لانه الظاهر مثل ما قالت بتراء انه في جانب نظيف بقلبه . وللان ما زلت بالصفحه رقم2 ولي عوده وتعليق ان شاءالله . | ||||
29-09-24, 06:32 PM | #55 | |||||
| اقتباس:
الله يبارك بعمرك ياعيني تسلمين بالنسبه لانهم يحبون بالضبط هذا اللي اقصده الروايه محتاجه عوده ودقيقه حتى تطلع بالشكل المطلوب .. اديان لغز وبئر عميق ولآخر بارت راح يحتل تفكيرك ويتوهك بين خطاياه ومحاسنه تابعي وتعرفينه اكثر | |||||
30-09-24, 10:10 PM | #56 | ||||
| الفصل التاسع عشر ( الأخير ) . . . كيف تغدو الأرواح التائهات في الضَباب وطناً وانتماء كسفينةٍ أُنتشِلت من قاع المحيط ورُغم الخراب مازالت حيّه لتقف امام الجمع وتحكي عن هول العاصفه وروع الغرق عن وحدة الاحتضار واليأس من النجاة لتحكي عن كيف بدت الحياه حينها بعيده وغير مألوفه اشبه بنجمةٍ قاربت على الانطفاء لاتترواى عن الشكوى رغم ان تلك الحكايات لاتوفيها الكلِمات ولا تشرحها الروايات، انها مشاعر والمشاعر لا تُروى "والى ابد الدهرِ ستبقى هذه السفينه لُغة الغارقين العائدين من شباك الموت، اولائك الذي خاضوا التجربه وذاقوا مرارة الكأس، ستبقى لُغتهم التي شوهها ضبابُ المنفى" رفعت قلمها عن بياض الورقه حالما أنهت كتابة آخر كلمات المقال، مقالٍ عُنوانه "القُريمزاء" لكنها قصدت به ذلك الرجُل الذي شَهدت معه على نهاية قِصته الأزليه تلك التي فاحت منها رائحة الدماء ورن انينها في الأرجاء، ثم اخذت بيده نحو قِصةٍ أخرى بعبقٍ زكي وترانيمٍ بهيجه كأغانِ الاعياد المباركه استقامت ضِد كُرسيها، اغلقت القلم ووضعته في الصندوق الابيض متوسط الحجم كآخر قِطعه تُشبهها بين هذه الجُدران التي باتت تخلو منها ومن قُصاصاتها ومقالاتها، تِلك الخطوه التي لم تقوى عليها حينما قررت السفر لقد قويت عليها اليوم بعد ان داست قدميها على خط النهايه من مضمار الكفاح .. اغلقت الصندوق ثم اخذت في يدها ورقتين واحده حوت مقالها الأخير واخرى استقالتها التي اثارت ركود وسكون مديرها حالما وضعت الورقتين امامه، فأحتاج برهه نبس عقبها :متأكده من قرارك ؟ اومئت بهدوء وثِقه، تعلم جيداً وتوقن بأنه الصواب وان مسيرتها في الصحافه والإعلام قد انتهت بنهاية القضيه التي دفعتها نحو هذا المجال، قبضت على كفيها وقالت :صحيفة حق قدمت لي الشي الكثير، اعطتني فرصة ادافع عن وطني واكافح عشانه واسعى ضد الارهاب والجرائم اللي ترتكب بحقه سمحت لي اكون انا كإنسانه ماتسكت في وجه الظلم .. وراح ابقى ممنونه لهذي الصحيفه طول عمري وضع الرجل الورقه على سطح المكتب، اتكى على كرسيه وهز رأسه بلا تصديق حينما اضاف الى محاولاته قوله :طيب وطنك بعده يحتاجك ! الصعتري ماهي القضيه الوحيده اللي تشغل هم الشارع في غيرها الف جريمه وظلم ترتكب كل يوم بحق الناس، في قتله ولصوص ومروجين مخدرات، راح تستكين بوجههم ؟ هزت رأسها بنفي، فهي قد نذرت كل عمرها لأجل الحق اينما حل وكان، برغبه نابعه من شغفها وحُبها لذلك المجال العظيم .. لكنها لن تكافح بعد اليوم من هذا المنبر ! اجابته قائله :انا خريجة قانون الصحافه عمرها ماكانت مجالي، بالعكس انا اقدر الامس هم الناس ووجعهم عن قرب ومن زاويه اوضح اذا تكلمت بلسانهم في المحاكم والنيابات اومئ الرجل بإقتناع واخرج قلمه ليضع توقيعاً في آخر ورقة استقالتها معلقاً بقوله :طالما هذي اسبابك فلك اللي تبينه، ربنا يوفقك لما يحب ويرضى تبّسمت بإمتنان قبل ان تغادر مكتبه تاركةً خلفها فتره قد مرت من حياتها مروراً وضع في فؤادها نُدباً تُعد ولا تُحصى، توقفت عند باب مكتب سيف الذي بات يُجهَز ليحظى به بديلاً عنه، نظرت اليه وقد مُحي سيف من جدرانه كما مُحيت هي من جدران مكتبها تبّسمت بينما تمتلئ عينيها بالدموع وهمست :كُنتم خير الرِفاق، سلام الله على ارواحكم ورحمته ثم غادرت ارض المبنى بأكمله بعد ان اخذت صندوق اغراضها وتوقفت على الرصيف بينما تنظر الى مقهى ساره المغلق وتتبّسم لتذكرها بأن ساره اليوم تنتظر قدوم طاهر وعائلته لخطبتها، استقلت سيارة اجره كي تعود الى منزلها الفارغ من عائلتها وربما تلك هي هزيمتها الوحيده بأنها غدت وحيده ومُجبره على العيش لدى هواري وعائلته بعد وقتٍ يسير تنبّهت للسياره التي تتبع سيارة الاجره ! اتسعت عينيها بدهشه وسُخط، التفتت الى الخلف للتأكُد من لوحة السياره قبل ان تزفر وتنظر ناحية السائق قائله :على جنب لو سمحت عقد السائق حاجبيه لاختلاف وجهتها التي اخبرته بها مع المكان الذي قررت النزول فيه لكنه وعلى اي حال توقف واخذ اجرته قبل ان يبتعد بالفعل، اما هي فقد اتجهت الى نافذة سائق الجي كلاس الذي انزل زجاجها مقهقهاً بعلو بينما يستمع لقولها الغاضب :منجدك باقي تراقبني ؟ هز رأسه بنفي واجاب ضاحكاً بينما يشير الى المقعد المجاور له :تركبي ؟ رفعت حاجبيها واحتضنت صندوقها جيداً بينما تعلق بسخريه :لا والله ؟ واومئ هو بينما يتكى على ظهر مقعده فنظرت حولها حتى رأت مقعداً حجرياً قريب ثم قالت تعيد ذكرى احد لقاءاتهما بينما تشير اليه :تجلس؟ امتثل واطفئ محرك سيارته قبل ان يلتقط هاتفه ومفاتيحه ويترجل خلفها الى ذلك المقعد المطل على احد الشوارع الهادئه جالساً كل واحدٍ منهما في طرفه والصندوق في منتصفهما، حالما جلس نبست هي قائله :قدمت استقالتي من الصحيفه عقد اديان حاجبيه بدهشه، نظر اليها وتسائل بفرط فضول وعجب :ليه ؟ صار شي ؟ نظرت اليه بإبتسامه طفيفه واجابت :انتهى شي، كنت مقرره انسحب من مجال الصحافه اول ماينتهي تنظيم الصعتري وللامانه ماحسبت حسابي على مده قصيره مثل هذي مع ذلك عندي امل ان فيها خيره، دفعت اثمان غاليه وذقت مرارة عظيمه في فتره بسيطه بس اتوقع انها كافيه علي والمكسب اكثر من كافي اومئ بعد برهه شرد فيها بكلماتها الاخيره ثم اشاح بناظريه الى الشارع يراقب سكينته ومرور السيارات عبره معلقاً :ايش المكسب ! ماكان حتم عليك تحاربين ضد التنظيم، حربكِ خسرتك كثير وبالآخر طلعتي منها بدون اهل ولا عمل ! نظرت اليه لثوانٍ حينما كانت توقن جيداً بالجهه التي قد ادار دفة الحوار اليه وقد استحبتها علها تضع على حروفهم نقاطاً لتبدو اوضح :ماتشوف نفسك مكسب ؟ هز رأسه بنفيٍ بينما ينظر اليها ويجيب :اشوف نفسي مُذنب، انتي منتظره مني أتغير او اطلع من نفسي منتظره اقدم على وظيفه محترمه، تصير اهتماماتي كُتب وسياسه وادب، اسكن بحي هادئ واخاوي ناس مثقفه .. بينما انا في الحقيقه خريج ثانوي بنسبة 60، ما اقرأ كُتب ولا استسيغ القراءه .. انا من الناس اللي انتي تطلقين عليهم مسمى البرابره وهذي نفسي الحقيقه اللي ما اعرف ازيفها .. انا مذنب لاني قتلت زميلك الصحفي ولاني ابتليتك بحب مريض ! نظرت اليه بتراء لهينةٍ من الزمان بسكون تبّسمت عقبها بخِفه وعلقت بقولها :مين قال اني انتظر منك هذا كله ؟ انا ما ابيك تطلع سلاحك من وراء ظهرك ولا تغير لفة شماغك ولا حتى تغير ستايلك او اهتماماتك او شخصيتك، انا حبيتك وانت انت بشخصك وببربريتك هذي اللي كنت انتقدها، انا لما اقولك تغير ابيك تستثقل القتل، تستثقله لدرجة ماتقدم عليه لو مهما كان السبب، ابيك تغير مصدر تمويلك لاني اشك بكونه مشبوه بحكم انك مو متوظف ولا عندك تجاره واضحه مع ذلك عايش في طبقة الاغنياء، ابيك تحترم القانون وتتصالح مع المجتمع وتصير الشخص اللي كانت امك راح تتمناه يكون زم شفتيه عند نهايات كلامها ورفع يديه يعدل من لفة شاله دون ان يقوم بفكّه، وبينما مازال ينظر اليها تسائل محاولاً اخفاء ابتسامته :ايش مصدر تمويلي ؟ رمقته بحده واجابت بنبره بدت وكأنها شواظٌ من نار :ما اعرفه ولا ودي اعرفه، غيّره اومئ ووضع قدمه اليسرى على فخذه الايمن وبينما يعود بناظريه الى الشارع اجاب :ابشري بعزك والله صمت لبرهه ثم نظر اليه متسائلاً كما وكأنه يستأذن :اصير تاجر اقمشه ؟ وفوراً اجابته بتراء تنهره بإندفاع حينما مر على رأسها جرير المطلق وكل ماقاسته منه حتى باتت تمقت سيرته مقتاً عظيماً :اياك قهقه بخفه واخرج من جيب سترته علبة سجائر مورثاً واحده ليشرع في تدخينها بينما بتراء قد سكنت لدقائق قليله تشاركا فيها النظر الى الشارع ببالٍ شارد وفؤاداً خفّاقاً متعجل، اقتطعت هي ذلك الصمت بقولها الحُكمي حيال ماتناقشا به منذُ دقائق :في مره سأل سائل لاحد الشيوخ عن حكم الشخص الذي لايصلي .. جاوبه الشيخ بأن حكمه الأخذ بيده الى المسجد .. انا شفت فيك جانب يمكن قبلي محد شافه، بذرة خير يبيلها رعايه حتى تصير شجره طيبه جذورها في الارض وفروعها في السماء وهذي حربي الجديده . . . اولائك المُتعبون من خوض الحروب ان مُنحوا الآمان ظنوه كميناً او خُدعه، تتعلق ابصارهم بموج البحر مُترقبين الطوفان الذي سيغرق مانجى من العاصفه، اولائك الاحياء الذين من فرط ماهَلكوا يحسبون بأنهم قد ماتوا في مكانٍ ما من ساحة المعركه ! بينما يقف عند المِرآه مُنشغلاً بهندمة ذاته كانت تتعلق عينيه بإنعاكسها تلك النائمه بين الأغطيه كملاكٍ أستحقت كل المعارك التي أقيمت لأجلها، يراها ووكأنه يرى حُلماً او وهماً بات يتخيله من فرط هوسه وجنونه التفت ناحيتها بعد ان ارتدى ساعته ورآها تفتح عينيها شيئاً فشيئاً قبل ان تهمس بخفوت :وين رايح من بدري ؟ تقدم ذو الفقار ناحيتها وقبل جبينها قبل ان يستقيم ويجيب :رايح لسُهيل، تبين شي اجيبه وانا راجع ؟ هزت رأسها بنفي واطبقت بكفيه على يمينه بينما تقول :كنت ابي اروحله معك ! دنى مقبلاً احد كفيها ومرر يسراه الحره على خصلات شعرها معلقاً بقوله :مو وقتها، عندي امل يتشافى وابيك تشوفينه بحال افضل من حاله هذا .. اصبري فتره وآخذك له اومئت بعد ان حررت كفه بإقتناع وربما ذلك يبدو افضل للجميع فسُهيل ان كان بعقله لما ود ان يراه احد بحاله الذي يدعو الى الشفقه ع الاقل ليس المقربون الذين ينتظرونه من مُستقبله، تبّسمت وعلقت حيال قوله :ان شاء الله ابتعد ذو الفقار بعد قولها ذاك وشرع بألتقاط مفاتيحه وهاتفه من على المنضده المجاوره للسرير بينما يمر عبر مسامعه قولها الحاد مع شحوبٍ خفيف يتضح به من اثر النوم :تروح لولدك وترجع، مو تلفلف هنا وهنا في بلاد الناس قهقه بخفه واومئ بإنصياع بينما يعلق :ابشري على هالخشم اجابت بـ "زين" بينما تعود لتندثر بين الاغطيه وغادر هو الغرفه هاماً بالخروج من المنزل لو لم يرى سُهاد في الصاله منسجمه مع التلفاز وبيدها كوب شاي فأتجه ناحيتها قائلاً :صباح الخير، انا طالع محتاجه شي من برا ؟ سكنت سهاد قليلاً بينما تنظر اليه قبل ان تتسائل بقولها :مستعجل ؟ عقد ذو الفقار حاجبيه وتقدم الى ارائك الصاله حينما فهم كونها ترغب بالحديث معه مجيباً :لا مو مستعجل، اسمعك رفعت سهاد جهاز التحكم لتضع التلفاز على وضع الصامت قبل ان تلتفت ناحية ذو الفقار الجالس على مقعد مجاور للاريكه التي تجلس عليها قائله :ابي اكلمك بخصوص قعدتي هنا، انت تدري اني مو مرتاحه وطلعت من بلدي غصب عني من خوفي على بنتي والحين زينه مصره علي اجلس معكم .. قاطعها ذو الفقار فور ان شعر وكأنها تحاول تبرير امر مكوثها لديه فأعترض بقوله :لأي سبب كان انا مرتاح لوجودك، البلد غريب والغربه ماهي سهله زينه تحتاجك اكثر من حاجتها لي اومئت سهاد حالما انهى كلامه فهي توقن جيداً بأنها لن تشعر بالراحه طالما وان ابنتها في بلدٍ آخر تتجرع من كأس الغربه فيه الا انها ايضاً تحظى بالنصيب الاعظم من العذاب بحال بتراء غير الآمنه في بلدها والوحيده المحتاجه اليها اكثر من اي وقتٍ آخر :بنفس الوقت انا معي بنت ثانيه ياذو الفقار، ع الاقل زينه هنا مع زوجها بس بتراء وحيده وادري انها مو مرتاحه ببيت عبد العزيز، بنتي واعرفها ماترتاح في غير بيتها وضع ذو الفقار مفاتيحه وهاتفه على المنضده ساكناً لبرهه بتفكير قبل ان يستطرد بقوله :تبيني اقنعها توافق على رجعتك للبلد ؟ هزت سهاد رأسها بنفي واجابت بما اثار استغرابه :ابيك تقنعها بأنها آمنه معك عقد حاجبيه وامال برأسه مستفهماً ببطء :مافهمت ! قالت لك بأنها مو آمنه معي ؟ زفرت سهاد واسترسلت بصراحه قائله :لا ما قالت لي بس انا امها واقرأ الشي في عيونها قبل تنطق به، زينه خايفه منك لسبب ما اعرفه يمكن لانكم في غربه ومافي احد من اهلها حولها اذا انا تركتها ورحت، او لانك ما اعطيتها فرصه حتى تتعرف عليك ! ازدادت عقدة حاجبيه واتكى بظهره على المقعد دون ان ينطق بحرف، منتظراً اياها توضيح ما مر عبر مسامعه واعتدلت هي بجلوسها مضيفة بالفعل :ما اعرف انت تتجنب تتكلم عن نفسك قدامي او ان هذا طبعك، بس اذا هذا طبعك لازم تغيره خليها تعرفك اكثر، تعرف طبيعة شغلك اهلك من وين جيت وليه جيت، ابنك ايش سبب مرضه وزوجتك الاولى كيف فقدتها، ايش السبب اللي خلاك تفكر بالسفر والاستقرار برا وتتقاعد من شغلك وعلى ايش انت ناوي في المستقبل ! كل هذا لازم زوجتك تعرفه عشان تتطمن من ناحيتك وزواجكم ينجح رفع يديه الى وجهه ماسحاً عليه ولوهله بدا وكأنه قد ضجِر او ارتبك فعلقت سهاد بهدوء :لاتتوتر، انا مايهمني اعرف اجابات هالاسئله طالما ان بنتي صارت زوجتك دوري انتهى، راح انتظر هنا شهر كامل وعقبه راح اسألها بوضوح اذا تبي تكمل معك او ترجع معي للبلد اغمض عينيه عند قولها الاخير ورفع رأسه بعد ان كان ينظر الى جهه فارغه من الارض، نظر ناحيتها واجاب بقوله :ماراح افرط فيها بعد كل هذي السنين، اذا هي مو قادره تأمن معي هنا راح ارجع انا للقريمزاء واكسب ثقتها من اول وجديد، خيار اننا نفترق مو مطروح ولا راح ارضى فيه اومئت سهاد واجابت بإبتسامه خفيفه :وانا ما ابيكم تفترقون، سوي اللي تقدر عليه واكسب ثقتها زينه تحبك وهذا واضح من عيونها زفر واومئ قبل ان ينهض ويلتقط اغراضه من المنضده، بدا وكأن مِزاجه قد تعكر الا ان سهاد اطمئنت بأنها قد حاولت لانجاح هذا الزواج الذي بدا لها مشتتاً وقائم على اساسٍ هاوي .. فالحب ليس كل شيء ! حينما خرج ذو الفقار من منزله بدا مشتتاً شارد البال، تدور في خلده كلمات سُهاد بتكرار وفي كل مره كان بكتشف صحة ماقالت بالرغم من انها لاتعرف السبب الحقيقي وراء خوف زينه منه .. انها قصة فاطمه التي ستبقى الى ابد الدهر نقطه سوداء في حياتهما دلف الى المستشفى الذي ادرج به ابنه واتجه الى الطبيب الذي كان قد اعلمه مسبقاً بضرورة حضوره لمناقشة آخر التفاصيل في حالة سهيل وبينما هما يسيران في الممر الطويل الحاوي على غرف المرضى كان الطبيب يسترسل بحديثه بلغه انجليزيه يفهمها ذو الفقار جيداً :الفتى بحال غير جيد، انه لايستجيب للعلاج عدا عن المسكنات التي تجبره على الهدوء والبقاء كالاموات وهذا لايمكن ان يكون حلاً بأي طريقه من الطرق، لقد تعرض لصدمه نفسيه كبيره استطيع القول بأنه مازال اسيراً لها ولم يتجاوز تبعاتها الى الان، يبدو وكأنه يرى ذات المشهد ديناميكاً كلما فتح عينيه او اغلقها ازدرد ذو الفقار ريق فمه فهذا حرفياً ماكان يسمعه في كل محاوله لاخضاع سهيل للعلاج، وللحظه خاف من ان تبوء هذه المحاوله كذلك بالفشل، نظر الى الطبيب وتسائل بتوجس بلغه انجليزيه جيده :هذا ما اعتدت سماعه من كل الاطباء الذين مرت عليهم حالة سُهيل، انني ابحث عن حل، ايعقل بأنه لايوجد دواءاً لمرضه ! اومئ الطبيب بتفهم وتوقف بالقرب من باب غرفه سهيل كما توقف ذو الفقار في مقابلته، يرى الخوف في عيني هذا الاب ويفهمه جيداً، زفر واجاب قائلاً :اننا نُبذل قصارى جُهدنا، انا لا ايأس من اي مريض يُعرض علي فلكل داءٍ دواء ولابد من وجود طريقةٍ ما لإخراج سُهيل من هذه الأزمه بدا قوله وكأنه متفائل لكنه لم يبنى على اي اساس يُطمئن قلب ذو الفقار، لذا فهو تسائل بشيء من الشك :اهناك طريقه حقاً ؟ لوهله بدا الطبيب متردداً، زفر نفساً ثقيلاً ثم اجاب بهدوء :يجب علينا ان ننتظر لفتره وان نعطي العلاج كل فرصته علنا نحظى بنتيجه جيده اومئ ذو الفقار ووضع امامهما الاحتمال الذي بدا اكثر قرباً الى المنطق بناءاً على محاولات العلاج الفاشله مسبقاً :واذا لم نحصل على اي نتيجه ؟ حينها فقط قرر الطبيب الافصاح عم في جعبته رغم كونه آخر الحلول التي قد يلجأ اليها الطبيب النفسي :هناك طريقه قد تبدو بدائيه رغم كونها تحدث باجهزه متطوره الا انها تعتبر اخر الحلول التي قد نلجأ اليها كاطباء .. فقدان الذاكره المتعمد، اذا افقدناه الذاكره واستطعنا محو تلك الفتره السيئه من عقله حينها قد نستطيع علاجه وتأهيله مره اخرى سكن ذو الفقار فور ان ادرك ما قاله الطبيب، بدا له الامر بشعاً للغايه ان يمحو ذاكرة ابنه ويُنسيه كل شيء له بما في ذلك والدته الراحله وطفولته، الا انه اومئ بعد برهه واجاب بخفوت :وكأن هناك مالا يرغب بنسيانه .. انه يعاني منذُ صغر سنه ولا اظن بأنه يتذكر شيئاً جميلاً ! او ربما لايوجد في حياته ماهو جميل ليتذكره ! اومئ الطبيب بعد سكوتٍ قصير واشار الى ذو الفقار بالدخول الى غرفة سهيل ففعل كلاهما، وجدا سهيل ممدداً على سريره بهدوء وسكون ينظر نحو الفراغ دون ان تقيد يداه او قدماه فهو خامل بفعل الادويه الى حدٍ لايقدر معه على الحراك الا ببطء وصعوبه، تقدم ذو الفقار ممسكاً بكفه بيد بينما الاخرى راحت تتخلل اناملها في شعره هامساً بعد ان قام بتقبيل جبينه بقوله :سُهيل يبه، عارفني مين انا ؟ نظر اليه سهيل لبرهه بصمتٍ مطبق قبل ان يحرك شفتيه ليهمس بخفوت بما لم يستطع والده سماعه فدنى اليه وتقدم الطبيب بغية سماعه ايضاً حين قال :أمـي ! رفع ذو الفقار رأسه ونظر اليه بأسى حينما وجد عينيه قد امتلئتا بالدموع وكأنه يتذكر ماحدث معه في طفولته، رفع ناظريه للطبيب محركاً شفتيه يترجم قول ابنه دون ان يصدر صوتاً فهز الطبيب رأسه بيأس وغادر الغرفه، جلس هو جواره وبينما مازال قابضاً على كفه قال :راح تنسىٰ، كل اللي قاعد يوجعك الحين راح تنساه ! . . . كالفراشه تجوبُ في ارجاء المنزل، ترتب هذا وتنُظف ذاك تبدو سعيده حيويه وفرِحه كما وكأنها على جُنحِ طير يُحلِق في السماء، ورُغم انها مازالت حائره في ردها الى انها قررت عيش تلك التفاصيل برمتها والتنعُم بلذة الحُب وروعته ابتعدت قليلاً عن ارائك الإستقبال لتراقب مظهرها بعد ان قامت بترتيبها بدقه فوقعت عينيها على والدتها التي تجلس في طرفها تنظر اليها بترقب، ازدردت ريق فمها وقالت :شفيك ؟ رمقتها والدتها بجانبيه وعلقت على حالها ذاك :ع اساس محتاره ويمكن ترفضينه ! اشوفك طايره من الفرحه ؟ زفرت ساره نفساً ثقيلاً قبل ان تتقدم لتجلس جوار والدتها، امسك بكفها الحاني قائله :يمه شوريني انتي، شرايك ؟ رفعت والدتها يدها الاخرى الى كتف ابنتها واجابت بما تراه حقاً وصوابا :والله يابنتي لو تبين شوري قولي بسم الله ووافقي، انتي ياساره وحيده ومكسورة الجناح مالك لا اب ولا اخ واعمامك اباليس اعوذ بربي منهم بكره اذا حصلوا عليك زله راح يشوفونك الويل والرجال دامه شاريك وجاي لباب بيتك يطلبك على سنه الله ورسوله وانتي تعرفينه وتعرفين اخلاقه .. مالك عذر ترفضينه صمتت قليلاً تراقب حيرة ابنتها التي تبدو وكأنها قد ازدادت ثم اردفت :هذا شوري ان كنتي تبينه زفرت ساره واتكئت على ظهر المقعد بينما تعلق بشرود :مابي اوافق عليه من حاجتي له ولا لاني خايفه من اعمامي يغتصبون مني بيتي مره ثانيه او مقهاي، ابي اوافق لاني انا مقتنعه اني ابيه وراضيه به زوج لي اومئت والدتها واشارت اليها بنصيحه لطالما كررتها بينما ترى ابنتها تتجاهلها بطريقه او باخرى :ورا ماتصلين استخاره وتفكينا، كل يوم اقولك يابنتي صلي استخاره وربي راح يرشدك للطريق اللي فيه خير لك نظرت الى والدتها وزمت شفتيها بينما تجيب :خايفه اصلي استخاره وارتاح له ! كشت والدتها على وجهها تزامناً مع رنين جرس الباب وعلقت :حسبي الله على شيطانك اقول قومي افتحي اكيد خالك جاء ولا اعمامك الشياطين نهضت ساره مقهقه بخفه ممتنعه عن القول لوالدتها بأنها قد صلت صلاة الاستخاره وحصلت على اجابتها بالفعل، اتجهت الى الباب الذي فتحته واطل من خلفه خالها ذو المحيا السمح البشوش، تبّسم وتقدم مقبلاً جبينها بينما يقول :ياسعد حظه اي والله انه محظوظ بك قهقهت ساره ودنت تقبل ظاهر كفه قبل ان تستقيم وتعلق :خال ترا لسه ماتقدم ولا وافقنا، شفيك مستعجل ! مد خالها الاكياس التي اتى بها اليها واجاب بينما يتجه الى الاستقبال قائلاً :انا داري لو مافيها موافقه ماجبتيني من اخر الدنيا، كان رفضتيه من عندك مثله مثل غيره ! لحقت به بينما تنظر في الاكياس وتسمعه يسلم على امها وعلقت هي حالما جلس بعتاب :افاا عليك ياسعد جايب حلويات وبنت اختك ام الحلا ؟ هز سعد رأسه بنفي وعلق بإندفاع :ياخي ما احب حلوياتك كلها خرابيط من حق الاجانب، فكيني منها الله يحفظك ضحكت ساره واتجهت الى المطبخ بينما سعد فقد نظر ناحية اخته وتسائل بخفوت :ما جوا اعمامها ؟ هزت اخته رأسها بنفي وزفر هو معلقاً بينما يتكئ على ظهر الاريكه :بأذن الله ماهي بحاجتهم طول ماراسي يشم الهواء شرعت في ترتيب الحلويات في اطباقها المميزه وكذا اعداد القهوه والشاي بحماسه قبل ان تتقاطع برنين اشعار من هاتفها فاتجهت اليه بعدما نشفت يدها ووجدت رساله من طاهر كتب فيها "جايك وقلبي بين يديني طلبتك لاتردينه" زمت شفتيها ولمعت عينيها بتأثر في ذات الاثناء التي رن بها جرس الباب وسمعت صوت خالها يهتف مجيباً، جائت والدتها اليها واقفلن باب المطبخ قبل ان تتعالى اصوات الرجال من الاستقبال بطريقه قشعر لها جسدها بينما تتكى على الكاونتر تنبّهت لوالدتها التي وضعت يدها على كتفها وقالت :استخيري يمه وتوكلي عليه، لاتاكلين همك بروحك وربك موجود اومئت بسكون ودون اجابه، جاء سعد بعد مده ليأخذ الضيافه وافصح لاخته عن انه رأى العريس رجُلاً لايفُوت مما جعل والدتها في حاله من الاصرار عليه، وبين شرودها ذلك مر الوقت سريعاً وغادر طاهر مع اهله فخرجت هي ووالدتها الى الاستقبال حيث يجلس خالها متكئاً على الاريكه بأريحيه يتناول من الحلويات التي اتى بها وفور ان دلفتا قال :والله مبدئياً واضح انهم ناس اصل وفصل ماعليهم خلاف تبادل نِقاشاً سريعاً مع اخته واخذ يمتدح بهم بينما هي تشاركه بما سمعته من ساره عن اخلاق طاهر وأحترامه وهي تستمع اليهم بشرود أُقتطع بإلتفات خالها نحوها متسائلاً :دامك تعرفينه وتشهدين له بالاخلاق الطيبه نقول موافقه ؟ نظرت اليه دون ان تجيب، لوهله شعرت وكأن لسانها قد رُبط فلم تقدر على تحريكه لم تعلم ما تقول ! ووكأنها لم تفكر في الامر مسبقاً كل شيء في رأسها قد مُحي للتو مما استغربه خالها فأمسك بكفها معلقاً :لاتضغطين على نفسك، فكري زين انا قايل لهم راح نسأل ونرد لكم خبر هزت رأسها بنفي بعد برهه واطرقت به هامسةً بخفوت :موافقه تبّسم سعد وكذا والدتها، قبل جبينها وقال :مع ذلك راح اسأل عليه اكثر عشان نتطمن ونعطيك له واحنا مرتاحين، ربي يختارلك الخير يبه اومئت بإنصياع ونهضت من مكانها حينما شعرت بإحمرار وجنتيها وخجلها العظيم، اتجهت الى غرفتها واغلقت بابها ثم وضعت يدها على يسار صدرها وهمست :يالله اجعل مابيننا مباركاً . . . لليل صوتٌ يُرى ولا يُسمع، يخيم على النفوس بسكينةٍ وهدوء كتهويدات الأمهات ويطرق على نوافذ العشاق كي يسامرهم ويسامرونه فيحكي لهم عن ليلى ومجنونها يتلو عليهم قصائد قباني ويلوب بخيبة درويش، يسرق افئدتهم شيئاً فشيئا حتى يوقن بأنهم قد باتوا هائمين مفرطين في الحب سكارا من سطوته تتقلب في فِراشها وتتلوى، تبحث عن رُقاداً في ليلتها فلا تجد، انها تخوض صراعاً مع الأرق وحُجتها في ذلك بأنها ليست في غرفتها بل غرفة هواري التي لم تعتادها بعد بينما الحقيقه هي بأنها تملك فؤاداً قد عرف الحب لمرته الاولى فبات يحلق في صدرها مغرما نهضت من مكانها لتقع عينيها على الساعه التي تشير الى الثانيه عشر بعد منتصف الليل، متعجبةً من حالها بعد ان كانت لاتسهر الى مابعد الحاديه عشر وان كانت في عِز همومها، ارتدت ثوب صلاه وخرجت لتعد كوب قهوه بعد ان يأست من ان تحظى بالنوم في هذه الليله، وجدت هواري يقف في المطبخ وفي يده طبق سلطه يتناول منه فعلقت ساخره :سلطه آخر الليل ؟ زفر هواري وفي عينيه يتضح النعاس مجيباً بينما يضع الطبق على الكاونتر :والله الجوع كافر، مالقيت شي غير السلطه وضعت الدله على النار ونبست بينما تتكى على الكاونتر قريباً منه :اول ماجاء ابوك كان ناوي يزوجك، ايش صار عليها هذي الفكره ؟ اومئ هواري بينما ياخذ الطبق ليعده الى الثلاجه معلقاً بقوله :يعني تبي تقولين لي ماراح اسويلك اكل، تزوج ومرتك تطبخلك ! ماراح اطلب منك اصلاً ولا اتوقع انك تعرفين تسوين اكل قهقهت بتراء بخفه لغضبه ذلك الذي خرج على هيئة كلمات هجوميه معلقةً بقولها :ما اقصد هذا ولو انك فكرت صح، اذا طلبت مني ماراح اسويلك، تزوج واطلب من مرتك اللي تبيه ! اخرج هواري قارورة ماء واتجه الى الخزانات العلويه ليجتذب من هناك كأساً بينما يجيب :كان المشروع قائم لقبل فتره بسيطه ابوي يقول راح اعطيك فرصه تدور فيها على مره ولا جبتلك انا، طبعاً اذا جابلي هو فراح تكون ممرضه او دكتوره ويصدعون راسي بسوالفهم الطبيه وريحة المعقمات، كنت راح اختار اي كلام لان ما اعرف بنات رفعت بتراء حاجبيها عند كلماته الاخيره فتبّسم واردف :بمعنى بنات مناسبين لي وتبين الصدق هذي سوالف الحريم كنت ناوي اطلبك انتي تشوفين اي وحده تعرفينها بس لما رجعت سلطانه قررت أأجل الموضوع سنه على الاقل، يعني ابي اقضي فتره مع اختي بدون اي شي ممكن يشغلني عنها اومئت بتراء بتأييد لاسبابه قائله بتعليق بينما تضع القهوه في الدله :عندك حق، راح يكون افضل اذا تقضي هالفتره مع اختك واتوقع خالي عبدالعزيز راح يتفهمك اعاد هواري القاروره الى الثلاجه بينما ينبس قائلاً :مافتح الموضوع من لما رجعت سلطانه، اتوقع انه فاهمني من غير ما اتكلم .. ع العموم تصبحين على خير ولو شكلك مو ناويه تنامين علقت بتراء بينما تصب القهوه في كوبها وآخر اعدته لعبدالعزيز الذي لمحته جالساً في الصاله يقرأ كتاب :مو شرط انام عشان تتمنى لي الخير خرجت بعد دقائق بسيطه مع صينيه بها كوبي قهوه مُره ومُكعبي سكر كونها لاتعلم كيف يفضلها عبدالعزيز الذي حالما رآها قال معلقاً :ماجاك النوم هزت رأسها بنفي بينما تضع الصينيه على المنضده وتجلس على الاريكه المجاوره للمقعد الذي يجلس عليه عبدالعزيز :لا والله، للحين ماتعودت على النوم هنا ولا انا بالعاده ما اسهر اومئ عبدالعزيز وبينما يضع مُكعب سكر في كوبه ويحركه بالملعقه قال :ودامك جيتي لي ومعاك القهوه يعني عندك كلام تقولينه اومئت تؤكد ذلك وتبّسم مردفاً :قالي ذو الفقار بأنك سمعتينا باليوم اللي تقدم فيه لخطبة زينه، وما اخفيك من يومها وانا انتظرك تسألين زفرت بتراء وقهقهت بخفه حينما استطاع بالفعل تخمين سبب تواجدها هنا لسؤاله عن ذلك الامر بالذات فأستطردت :الموضوع شاغل بالي من وقتها بس مافضيت اسأل الفتره الماضيه كانت مليانه احداث زين مانسيت اسمي فيها .. ذو الفقار فهمت موضوعه واصلاً من البدايه كنت قادرة اخمن علاقته بما انه يشتغل في المجال الامني، بس انت ؟ احس اني بأمس الحاجه اعرف عن صلتك فيه ارتشف عبدالعزيز من كوبه قبل ان يضعه على المنضده ويسترسل بالحكايه من بدايتها بوضوح بعد ان اصبحت مجرد ماضٍ سيُنسى بمرور الزمان :بفترة عملي بمستشفى القريمزاء العام شهدت على حوادث كثيره وقصص شاب لها راسي، لكن اسيا أثرت فيني بشكل خاص يمكن لانها كانت الحاله الاكثر مأساويه، طفله حامل ومتعرضه للضرب والتعذيب ابوها يتركها في غرفة العمليات من غير مايكلف نفسه بأنه ينتظر ساعه او اثنين عشان يتطمن على حالتها .. ماهمه تموت او تعيش همته نفسه وسلامته وآمانه من بطش زوجها توقف لبرهه يلتقط انفاسه بينما بتراء كانت تحتضن كوبها بصمتٍ مطبق والم يصرخ في عينيها تسمعه يردف بقوله :ووقتها ماقدرت اتجاهل طفلها اللي راح يُنقل لدار ايتام بدون هويه او اسم وهذا ابسط حقوقه اذا كان مقدر عليه ينحرم من العائله، سعيت ودورت على اهلها الى ان حصلتهم وبالتهديد والجدال وافق جده يعطيه الاسم بالتزوير في هويته بمعنى انه تسجل أخ لآسيا مو ابن لها وكان هذا الفتات اللي رضيت فيه وقتها من باب ان الولد راح يطلع من الدار بعد ١٨ سنه وهو يدري وين اهله او على الاقل اسمائهم اغمضت بتراء عينيها الدامعتين فهي وان كانت تسمع القصه التي تدركها وتعلمها منذُ مده الا انها اليوم بدت اشد تأثيراً فهي باتت تخص شخصها، الرجل الذي احبته واختارته شريكاً لها يقاسمها الحب والحياه ويؤلمها المه وان كان عتيقاً، همست بخفوت :وليته مادرى عنهم ! زفر عبدالعزيز وعلق حيال ماقالت بقوله :ما اوافقك الرأي، اديان اليوم قدر يصير بطل قصته اخذ بثار امه وخلص المدينه من الظلم اللي وقع عليها لسنين واجيال .. قبل ١٥ سنه ولما طلع اديان من دار الايتام كنت انا اول شخص قابله كان الصعتري وقتها بأوج عنفوانه يقتل ويخطف ويبطش والناس بحالة غضب لكن مجبورين على الرضوخ، بيومها قررت افشي له عن سره وعن قصة امه وحقيقة موتها على يد ابوه كانت مجرد شعلة غضب توهجت في قلبه كبرت مع الوقت واحرقت نيرانها تنظيم بكبره اتسعت عيني بتراء لما سمعت، ولوهله استخطته ! كيف يفعل ؟ لقد رمى به الى واد السعير الذي كاد ان يلاقي فيه حتفه ! فقط في الثامنه عشر من عمره بينما هو لربما كان سيحيا بطريقةٍ اخرى بعيداً عن الارهاب وشناعته ! هزت رأسها بإستنكار وقالت :غامرت به ! اتكى عبدالعزيز على مقعده واجاب معترفاً بذنبه :ما اخفيك، زارني الندم واستهلك مني الشي الكثير، حاولت اردعه عن ذاك الطريق وما استجاب لي وقتها اضطريت التجأ لذو الفقار كان مجرد شاب شغال في جهاز المخابرات جيته عبر عمه اللي هو من معارفي وعرضت عليه يحط يده بيد اديان ويساعده مقابل القضاء على التنظيم بشكل كامل، ذو الفقار رجال متقد ومتحمس كان عمه يكلمني عن حقده على الصعتري ومحاولاته للاطاحه برجاله لذلك توقعت موافقته وفعلاً وافق .. الشي اللي ماتوقعته ان ذو الفقار واديان راح يكونوا الثنائي اللي حقق نصر ماقدرت الدوله ولا اجهزة الامن تحققه اومئت بتراء وصمتت لبرهه بينما تراقب المنضده بشرود، ثم رفعت ناظريها لعبدالعزيز وقالت :بس هذا مايبرر كونها كانت مخاطره ومجازفه كبيره بأرواحهم الاثنين اومئ عبدالعزيز وتبّسم مجيباً بقوله :مخاطره صنعت حكاية من العدم وابطال راح يمتَن لهم هذا الوطن الى ان يُفنى . . . أرتديكِ وأخلع الأيامَ لا تاريخ قبل يديكِ لا تاريخ بعد يديكِ. | ||||
30-09-24, 10:40 PM | #57 | ||||
| في الخِتام الف شكر لكُل حرف كُتب بحق روايتي وأسعدني، المنفى والضباب تجربتي اللي ممتنه لها كُل الامتنان للي الشي الكثير اللي اضافته لي، ورُغم كل التحديات اللي انوضعت قدامي وانا اكتبها الا اني اتممتها بشغف كما بدئتها .. من التمهيد الى الختام دللوها بحُب واستوصوا بها خيراً، قد تجدوا بها من الاخطاء مايُثقل الكاهل الا انها من صنع الانسان وما الانسان الا خطاءاً جهولا اتمنى للجميع قراءه ممتعه، انتظر طيب ارائكم وتعليقاتكم بكل وِد وحماسه????????✨ | ||||
01-10-24, 07:17 AM | #58 | |||||
| اقتباس:
شكراً ثم شكراً ثم شكراً على هذا الجمال المتواصل دون انقطاع منفر ولا مماطلة مملة واصلي هذا الإبداع والتميز والابتكار في عالم الروايات | |||||
01-10-24, 08:54 AM | #59 | |||||
| اقتباس:
الشكر لك حبيبي على تعليقك الجميل، وفعلاً الحمد على الوصول واني كنت عند حُسن الظن، بأذن الله باقي مشوارنا طويل فترة استراحه بسيطه للقراء طبعاً - اما انا منتظره اخلص مشاغلي عشان ارتب للروايه التاليه - برجع بعدها بكل حماسه في تجربه جديده اذا اراد رب العالمين | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|