17-11-24, 02:35 PM | #41 | |||||
| اقتباس:
كنت كاتبه نصف الفصل وتعليقك ذا راح يخليني اقوم اكتب النصف الثاني، تحليلاتك رائعه للامانه، فعلاً بيدر انظلم وهذا مافيه والعشم بغيد كبير رغم ان الاساس عند سقراط معتمدين عن نباهته في لقطها وهي طايره ولو ان بيدر في الحالتين متورط وفي كل طرف تنتظره كارثه اكبر من اختها .. فخروجه من بين كل هذا محتاج احدى المعجزات | |||||
17-11-24, 09:34 PM | #42 | ||||
| صحيح بيدر متورط لكن لاننسى أنه مريض نفسي وبيعمل أشياء بدون أرادته أو بسسب الضغط النفسي أوالحاله إلي هوه فيها ومرضه هذا راح يكون أعتقد سبب في عدم محاكمته وسجنه فقط يخضع لعلاج مكثف وإعادة تأهيل عشان يقدر يعيش حياه طبيعيه بدون أي ضطرابات ومن حقه يعيش لأنه سلبت طفولته وكل مراحل حياته ويستحق أنه يعيش مرتاح | ||||
17-11-24, 10:41 PM | #43 | |||||
| اقتباس:
ميه في الميه هو مريض وبكل الاحوال محاكمته راح تنتهي بإدراجه في مصح نفسي للعلاج هذا الشيء المنطقي، لكن حالياً هو مدين وايش اللي يخبيه مدين محد يعرفه وبالجانب الثاني هو قاتل مدين اللي ماعنده اي سجل علاجي مُسبق .. ولما قلت احد المعجزات انا فعلاً اقصدها والجايات صدقيني اكبر من التوقعات، لاني للحين ماشفت احد لقط اللي لمحت له نشوف ذكائكم في الفصل الجاي | |||||
19-11-24, 12:24 AM | #46 | ||||
| الفصل العاشر .. . . . . مِن العَدم قد ينتقي لك القَدر فُرصاً تأخذ بيدك الى قاع الخُذلان ويُهديك عظيم الخيبات، تندم على احدى خطواتك تلك التي كشفت لك ستاراً كان عنك محجوباً لكنك ايضاً لو لم ترى الحقيقه لبقيت في ذات جهلك مُستغفلاً تلألأت عينيها بالدمعِ المُتزاحِم، بينما تقف في ذات بُقعتها وكأنما سلاسلاً اسفلها تُثبتها، امام باب غُرفة الزِيارة في الطابق السُفلي من القِسم، تقف في مواجهة خيبتها الماضي الذي حلف يوماً بأنه قد تجاوزه هاهي تقف اليوم امامها بأبتسامه وتمد يدها اليها للمصافحه .. عفراء ! الا يوجد سوى عفراء لتتولى قضية أبنتها ! بادلتها صِفاحاً بيدٍ مرتعشه، غضباً وحُزناً وخُذلاناً .. وسمعت منها بضع كلماتٍ مواسيه لم تستطع تمييز فحواها حتى ثم رأتها تتجاوزها فتبتعد بهالةٍ شامخه رغم رِقتها .. هل اغراه حالها ذاك ! هل حَن اليها ووجد سالي حُجه ! رباه ! شمت أنفها وتركت مجالاً لدمع عينيها بأن يجري مدراراً بينما تدلف الى ابنتها تلك التي استقبلتها بالأحضان والبكاء تعبيراً عن المٍ الم بهن سويه وعن جُرحٍ مختلف يسكن فؤاد كل واحده، تنبُس اسمهان بين شهقاتها مهتزةَ النبره :حسبي الله ونعم الوكيل فيمن كان السبب ، حسبي الله فاللي خذاكِ من حضني ، حسبي الله ارتفعت سالي على طرف اصابعها لتقبل وجنتي والدتها من خلف النِقاب بينما تهمس ببكاء :يمه فقدتك والله حتى ابوي مافقدته كثرك .. تكفيين يمه ابي ارجع معاك البيت خلاص تعبت والله تعبت شدت اسمهان من احتضان ابنتها كما لو كانت ترغب في ادخالها الى عمق صدرها الحنون فتخبئها هُناك من وجعٍ قد يخدش رِقتها ولم ترتوي من احتضانها لدقائق مرت لم تكفي لتعويض ذلك الفقد الماضي الى ان توجهت بها الى المقعد الطويل فجلست ورفعت عنها النِقاب تراقب ملامحها الذابله بينما تهمس :شفيه وجهك سالي .. ماتاكلين صح ؟ والله اني حاسه قلبي قاعد يقولي بنتك ماهي بخير ازدردت سالي ريق فمها ورفعت يديها تمسح على وجهها بينما تجيب بخفوت :والله اني آكل، كل الاكل اللي ترسلينه لي ما اترك منه لقمه بس ما اقدر انام .. يصيبني خوف مو طبيعي بالليل عقدت اسمهان حاجبيها وعلقت متسائله :فياض ماينام قريب منك؟ قالي هشام ان فياض مايرجع بيته بالليل اطرقت سالي برأسها وتبدلت ملامحها الى اخرى نال منها الجفاء قائله :ماعاد يجي الله لايرده، رفضت كل زياراته بلغت الحارس انه لو يجي يقوله بالعربي سالي ماتبيك فلاتنشب لها اكثر رمشت اسمهان بعدم ادراك فذلك آخر ماتوقعت سماعه، وكأنها لاترى ابنتها العاشقه الولهانه بل واحده اخرى كبرت في السجن الف سنةٍ ونضِجت فأستفهمت بفرط فضول :غريبه وش صار بينكم ! زفرت سالي واعتدلت بجلوسها، بدت جلياً بأنها كانت في امس الحاجه الى من يسألها فتشكو اليه همها قائله :يمه تبين الصدق .. ترى فياض مايحبني انا متأكده بقلبه وحده غيري ولا مافي اي تفسير لتصرفاته معي، كل شيء مني ماقاعد يتقبله احسه يناظرني بعينه مو بقلبه .. ماعرفت له سويت كل اللي يطلع معي حتى بس اتطمن من انه يحبني وماشفت منه شيء في المقابل غير الجفاء ! زفرت اسمهان، هي حتماً لاتعلم عن مدى دقة تفكير سالي فهي لم ترى من فياض شيء قد يظهر مشاعره لابنتها ولا حتى عكس ذلك الا انها توقن بأن سالي بتفكيرها ذاك قد خلقت لنفسها هم جديد لايجب ان تعيشه في هذه الفتره فقالت :سالي امي مو وقت هالتفكير، انتي مضغوطه وماقاعده تشوفين كل شيء بطريقه صحيحه .. فياض .. قاطعتها سالي حينما شعرت بأنها ستمتدح فياض لوقوفه بجانبها ربما .. لكن ذلك كان واجباً عليه لصله قرابتهما اولاً ولعقد الزواج الذي جمع بينهما ثانياً فعلقت :لا انا وعيت اكثر، عيوني تفتحت وشفت الواقع الصحيح هالمصيبه كبرتني ووعتني .. كلها ايام واطلع ووقتها والله ان ماوريته الوجه الثاني ما اكون سالي والله لاخليه يركض وراي ويحب الطريق اللي امشي عليه يلا يحصل مني لفتة رضى هربت قهقه من بين شفتي اسمهان رغماً عنها ومدت يديها تحتضن سالي التي بادلتها تلك الضحكه الخفيفه قبل ان ترفع عن وجه والدتها النقاب قائلةً بمزاح :شيليه هذا خليني اشوف ماماتي الحلوه دنت اسمهان تقبل وجنة سالي بعد برهه وتتلو على مسامعها كل همسات الحب والاشتياق، لم تبرح مكانها الا ان قاطعهن الحارس بإنتهاء وقت الزياره فتركتها وهي غير راضيه واقسمت على ان تكرر زيارتها كلما سنحت لها الفرصه بذلك .. غير آبهه بهِشام فكما باع وعده وعهده ستوزع هي ميثاقها له مجاناً على من يرغبه خرجت من القسم بينما تتلفت حولها علها تصادفه هنا او هُناك، لكِن لا أثر له، توقفت اسفل درج المدخل واخذت تُجري اتصالاً به تهم بقطع الشارع لكن حنقها يثبتها، تريد سماع صوته فحسب كي تنطلق بعتابها الحانق عليه وذلك كان تحت انظار غيد التي تراقبها من على بعدٍ بسيط بتعجُب من وجودها هنا من خلف سماعة الهاتف جاء صوت هشام مُتعباً واهناً حين قال :هلا اسمهان خير ان شاء الله وللمرةِ الاولى لم تشفق اسمهان عليه ولم تشعر بالإمتنان ناحيته، بل بالمقت والقهر ففوراً هتفت قائله :ابشرك تو طالعه من عند بنتي، شفتها ومليت نظري منها وراح ارجع ازورها كل يوم غصباً عليك سكت هشام قليلاً كما لو كان يحاول استيعاب وادراك ما تتفوه به قبل ان يتسائل بدهشه :نعم نعم ؟ من وين طالعه من القسم ؟ اومئت اسمهان بحنق وبينما هي تتقدم لتعبر الشارع قالت :ايه من القسم .. بعد ماصادفت حبيبة القلب فيه عفراء اللي مافي بالبلد كلها محاميه غيرها عشان تمسك قضية بنتي .. هذا العشم فيك ياولد فيصل ؟ بعز مصيبتنا رحت تدورلها .... قاطعها هِشام بنبره علت فجأه وصُراخ كاد ان يفجر أذنيها بقوله :مَـريضه انتـي ؟ انا قايـل لـك ماتـروحين بأي لُـغه لازم اتكلـم عشـان تفهميـن، وايـه مافـي غيرهـا ماتبينهـا روحـي دوريلـك محامـي بطريقـك وابتلشـي ببنتـك .. انا نـاقص ! صرت اسمهان على اسنانها بغضب وأغلقت الهاتف دون رد، ستعرف كيف تُجيبه .. ستجيد إجابته بطريقه تُشفي غليلها قبل ان تؤلمه وهي تعلم جيداً من اين تضربه ! . . . . أنينٌ بالكادِ يُسمع من على السرير الخشبي المُستقر في غُرفه لولوه في منزِلها الخاص، نور الشمس الساطع من النافذه يُغازلُ جفنيه فيفرق بين رمشيه وينظر الى حوله حيث لا احداً بجانبه .. اصوات مزعجه تأتي من الصاله وكما يبدو بأن احدهم هناك يشاهد فيلماً او مُسلسل غربي فنهض محاولاً كتم انينه من وجعٍ يصرخ في كتفه رأى قميصه مهملاً بجواره وقد تخضب بالدماء وقُد كُمه بينما هو باقٍ بفنيله داخليه شَرد قليلاً فيما حدث، لم يفهم السبب ولا يعنيه الان ذلك فعزيز قد اعلن عليه حرباً في اللحظات التي كاد بها فياض ان يرفع رايات سلامه .. وبعيداً عن كل ذلك فإن الغضب قد نال منه مانال فأشتعل في صدره وألمه أشد من اي اصابةٍ جسديه .. لم يجد سلاحه في خاصرته وكما يبدو بأنهم قد صادروه خوفاً من ردة فعله فهل سيثنيه ذلك ؟ نهض من مكانه بصعوبه رغم الدوار والحُمى التي تفتك به، امسك بكتفه متألماً واتجه بخطاه الثقيله الى رفوف الزاويه التي تستقر عليها بِضع تُحف ومزهريات فأخذ واحده زجاجيه وضربها بالحائط الى ان تهشمت الى قطع وبقيت قطعه منها في يده صوت التكسير وصل الى مسامع عزيز الوحيد في الصاله، استطاع فوراً تخمين مايحدث وشتم في سره هشام الذي ورغم طوفان الغضب الذي احدثه خرج ثائراً وصادر قبل خروجه كل اسلحتهم واخذها معه .. فأستقام تزامناً مع خروج فياض من الغرفه وفي يده قطعه زجاجيه حاده، نظر اليه وبنبره ساخره قال :انت ناويها حرب ؟ توقف فياض للحظات ولوهله ظن بأن الحمى جعلته يتوهم ؛ منذا الذي نواها حرباً أهو أمن بدأ بالإطلاق عليه دون اي مُسبب واضح ! امال برأسه وسأل :مو انت اللي بديتها ؟ زفر عزيز وعقد كفيه خلف ظهره بينما يقول مُعلقاً بِصراحه :لحظة غضب، انت تعديت حدودك وكان واجب علي اصحيك على نفسك، اعترف بأني بالغت .. كَف عن كلماته فجأه بينما يرى فياض يتهاوى على الأرض، هرول اليه بخطى سريعه وجلس جواره مطبطباً على وجنتيه بينما ينطق بقلق :فياض ! ولد انت معي .. اتسعت عينيه وشَهِق كما لو ان روحه ستخرجُ رِفقة انفاسه، جلس على الأرض بعدما كان مُقرفصاً وانساب الدمُ من كتفه مخضباً كُم قميصه الرمادي فرفع يده الى حيث غُرِس الزُجاج هاتفاً بنبره توضح عليها فرط المه وذهوله :يـا مجنـون ! ومن جانبه نطق فياض بعينين التمع فيها النَصر والتشفي قائلاً بخفوت :كنت راح ابالغ، لو ماوراي مَره تحتاجني كضابط مو سجين ازدرد عزيز ريق فمه واعتدل بجلوسه، عينيه جاحظه والألم نال حتى من اطرافه جميعها شاعراً بيده بأكملها تتخدر، رفع يده متردداً في اخراج الزجاج خوفاً من تفجُر الدماء بطريقه لايمكنه السيطره عليها فهمس :لازم مُستشفى تبّسم فياض ساخراً قبل ان ينهض بصعوبه امام عزيز الذي رفع عينيه اليه ماراً عبر مسامعه قوله :بالعسكريه تعلمنا على الاسعاف الاولى للامانه كنت فاشل بالخياطه لكن ماعندي اي اشكاليه بأني احاول .. الحياه تجارب ولا ياولد عمتي ؟ احباط ورُعب نال من عزيز بينما يجلس في مكانه يراقب فياض الذي اتجه الى المنضده بخطى متعبه يجتذب مايحتاج اليه من ادوات تبقت من علاجاته ولوهله نسي كُل المه وتسائل بجوفه وكله هلع .. هل سينجو ؟ . . . . توقفت خُطاها في الممر الذي باتت تحفظه عن ظهرِ قلب، ماسمِعته بدا مروعاً غير منطقي ولا يُصدَق رُبما لو تم اخبارها بأنه قاتل لبدا اهون فهو في النهايه مُعتل نفسياً وقد يفعلها في لحظة إضطراب عصبي لكن .. شراء وبيع المُخدرات ! كانت تتخيل وقع خبر كهذا على مسامع صديقتها، وان نكرت فإن غيد بدت متعشمه فيه ربما لأنه اول اعتراف يطرق باب فؤادها، لانه رجل غير مفهوم فترى شغفها في قرائته يتضح في عينيها وتراها رُغم نُكرانها قد مال فيها شيئاً اليه .. فتخشى عليها من هول الصدمه والخيبه تقدمت خطوه حين رأته يُقبِل ورغم خجلها من ان تواجهه بأمرٍ جديد وتُصرفات مُراهقه ماكانت لتليق بها الا انها ولأجل غيد فقط بادلته التحيه وسألت :جايه اسأل عن بيدر .. يقولون انت اللي ماسك قضيته سكن سقراط قليلاً بينما ينظر اليها عاقداً لحاجبيه كما لو كان يفكر ثم اجاب نافياً ذلك :ماعندي قضيه لشخص بنفس هذا الاسم ! استغربت شهلاء ذلك وعلقت بإصرار فهي تأكدت اكثر من مره من هوية الضابط المسؤول، بينما تراه يفتح باب مكتبه امامها :الا متأكده القضيه معك اشار لها سقراط بأن تتبعه ففعلت بينما تزدرد ريق فمها بشيء من التوتر، توقفت قريب الباب ورأته يجلس خلف مكتبه بينما يفتح احدى الاوراق ويقرأها وكأنه يبحث عمن تقصده فتقدمت خطوه واستذكرت امراً ما كانت قد تجادلت فيه في الخارج قائله :انتم غلطانين بالأسم، مسجلينه مدين بس انا متأكده من انه بيدر توقف سقراط للحظه عن البحث قبل ان يرفع عينيه اليها ويتسائل بنبره فيها نوع من السخريه ضاحكاً :اذا الحمض النووي بكبره مايفرق بينهم حضرتك كيف تأكدتي ؟ رفعت شهلاء حاجبيها من سخريته تلك، هي لاتفقه في امر الحمض النووي ولم لايقدر على التفريق بينهم لكنها متأكده من ان ذلك بيدر فهو قد ابدى ردة فعل واضحه بأنه قد تذكرها بينما مدين هذا لايعرف عنها شيء ولم تصادفه يوماً فقالت متسائله :انت كيف تأكدت من انه مدين ؟ اغلق سقراط ملفه امامه واتكى على ظهر مقعده بينما يجيب ناظراً اليها بهدوء :الأمر غير مطروح للجدل اساساً، فوق ثبوتياته والاوراق اللي كانت بحوزته اعترافاته واقواله واضحه مافيها اي لبس بخصوص هويته سكنت شهلاء قليلاً حين استوقفها امراً ما في حديثه فتسائلت :اعترف بأنه يبيع ويشتري في المخدرات ؟ اومئ سقراط بهدوء فذُهِلت شهلاء، ازدردت ريق فمها وقالت بخفوت هامسه :طيب هو مريض نفسي ! امال سقراط رأسه مستفهماً حينما لم يسمع ماقالته بينما هي شردت للحظه فيما بدا اليها لوهله من الثوابت الا انه مبني على ماذا؟ منذا الذي قام بتشخيص بيدر ليتحدثن عن مرضه كما لو كان شيئاً مؤكداً ليس مجرد انطباع اولي او تخمين ! هزت رأسها بنفي وتراجعت خطوه بينما تقول :لا مافي شيء، يمكن احنا الغلطانين ! عقد سقراط حاجبيه وكاد ليتسائل عمن جمعتهم للتو معها في جملتها كما انه ايضاً لن يفوت امر سؤالها عن الرابط الذي بينها وبين مدين او حتى المدعو بيدر لتأتي وتجادل في امرهم بشيء من الثقه استطاع التماسها الا ان رنين هاتفها قاطع ذلك فرآها تخرجه من حقيبتها وعلق :تقدري تتكلمي هنا، احتاج اسألك اومئت بطاعه رغم الكم العظيم من التوتر الذي غزاها عم يريد السؤال عنه داعيةً بداخلها على الا يتجاوز سؤاله ماتحدثا فيه للتو، رفعت الهاتف الى اذنها لتجيب على والدتها بينما تراه يعمل على تشغيل جهاز اللابتوب الموضوع على سطح مكتبه قائله :هلا يمه .. بترت كلماتها حينما تقاطعت بإنفعال والدتها على الهاتف وسرعان ما اتسعت حدقتيها بذهول وجَزع مما تسمع فنبست بنبره مهتزه :ريان ! وجه سقراط ناظريه اليها بشيء من الترقب وحالما التقت انظارهما وجدها قد وقعت في حاله من الارتباك اكدت له ماكان يجول في مخيلته فنهض من مكانه تزامناً مع اشارتها اليه بأنها ستخرج والتفافها الى الباب الا انه سبقها ووضع يده على مفتاح يدوره لأكثر من مره متسائلاً بشيء من الحِده والإصرار :وينه ريان ؟ . . . . مازالت تقف في مكانها وقد طاف حولها القلق والرهبه، لقد نجت منذُ دقائق من ان تراها اسمهان التي حتماً ما كانت لتمرر لها وجودها هنا دون اخبار والدتها على الاقل بينما شهلاء قد تأخرت بطريقه مزعجه .. اين هي ! لايعقل انها الى هذا الوقت بالداخل لغرض السؤال فحسب ! هاتفها يرن ويرن دون ان تُجيب ! لقد سيطر القلق على غيد التي قررت اخيراً اللحاق بها للاطمئنان على صديقتها على الأقل فأمر بيدر برمته لن يعنيها اذا ما قُورن بشهلاء ! وبعد ان خطت بضع خطوات قليله رأت شهلاء تخرج من القسم بهاله غير مُحببه، بدت خائفه متوتره وبها كم عظيم من الهلع وخلفها فقط خرجت مجموعه من رجال الشرطه .. ركبوا سياراتهم وانطلقوا فركضت غيد الى شهلاء تقطع باقي المسافه التي بينهما غير آبهه بأمكانية رؤية هشام وفياض لها ان اتوا الان على حين غفله وبنبره اهلكها القلق قالت :بنت وينك شصاير ؟ رفعت شهلاء كفيها الى وجنتيها من خلف النقاب وقالت بجزع :الحقي علي غيد، جبت العيد والله اني جبت العيد .. يمه راح الولد حسبي الله علي شعرت وكأن قدميها ماعادتا تحملانها، لاتعلم من هو المعني لكنها توقن بأن مصيبه عظيمه قادمه اليهم، امسكت بساعد شهلاء وهتفت برعبٍ تتسائل :اعوذ بالله شهلاء تكلمي شفيك ؟ مين الولد ؟ نظرت اليها شهلاء بينما تحاول تهدئه نفسها وبنبره باكيه قالت مجيبه :رياان، قلت لسقراط ان ريان هرب وهو رايح الحين يلحقه رمشت غيد لثوانٍ بصدمه .. كيف هرب ومن ذا سقراط الذي تتحدث عنه منذُ الصباح ! ولم اخبرته ! العديد من الاسئله طافت في ذهن غيد مما جعلها تشرد لوهله في اي سؤال تسأل قبل الآخر ان لم تكن في حاجه لأجابات جميعها وقبل ان تنطق نبست شهلاء بينما تخرج هاتفها قائله :لازم اقول لامي، لازم نتصرف الولد راح يمسكونه وخاله نجوى .. امسكت غيد بهاتفها تمنعها من اي تصرف بينما تقول بزجر :وش راح تقولين لها بلغت على ريان وهم راح يمسكونه مو منجدك ! والله لاتشويك شوي اهتزت مقلتي شهلاء وتساقط الدمع من عينيها بينما تقول بخوف ونبره ضعيفه :طيب وش اسوي ؟ زفرت غيد وامسكت بها تجرها الى رصيف ملتصق بأحد البنايات السكنيه وهو مختبئ خلف سياج الدرج الاسمنتي مما يجعلهم غير ظاهرتين لمن قد يقف عند بوابة القسم وفور ان اجلستها جلست بجوارها وقالت :اهدي، فهميني وش وداك لذا سقراط وليه قلتي له عن ريان ؟ ابتلعت شهلاء ريق فمها واخذت تشرح الأمر بنبره مرتعشه خائفه بينما تدور في عقلها العديد من السيناريوهات لما قد يحدث اذا تم القبض على ريان في مكانٍ ما .. :كنت اكلمه عن بيدر وفجأه امي اتصلت وقالت لي ان ريان اخذ امه وهرب، هو فهم وضغط علي وهددني يدخلني السجن اذا ماقلت له وين ريان وانا كلمته بكل شيء .. عقدت غيد حاجبيها وسكنت لثوانٍ قليله قالت عقبها بنبره اهدأ وقد خرج قولها بهيئة سؤال :بس انتي ماتدرين هو وين رايح ؟ ازدردت شهلاء ريق فمها وهمست بأسى :راح يطلع من المدينه، سقراط ارسل بلاغ لنقطة امن المخرج .. وفوراً قاطعتها غيد معلقه بشيء من الاستنكار :تستهبلين ؟ هو اكيد ماراح يطلع من المخرج المعروف .. انا بكامل غبائي لو كنت بمكانه كان طلعت من الخط القديم هناك لانقاط امنيه ولا غيره يمديه يطلع بدون ما احد يمسكه سكنت قليلاً شهلاء بينما تنظر اليها وقد لمعت عينيها بشيء من الأمل هامسه :قولتك ! اومئت غيد بتأكيد وقد هربت من بين شفيتها ضحكه ساخره بينما تستذكر سيارات الشرطه التي خرجت بأصواتها المُزعجه .. ايعقل انهم بنفس غباء الشرطه التي في المسلسلات الدراميه ! سكتت قليلاً ثم سمعت شهلاء تنبس بين شهقاتها التي بدات تهدأ قائله :مو بيدر، اللي انسجن مدين .. سقراط النذل متأكد ويقول ماعنده اي شك في هويته واصلا هو بنفسه اكد هويته واعترف بتهمته .. متاجره بالمخدرات ! . . . . اما بيدر فقد بدا وكأنه يعيش حاله مِن الرضا في زنزانته المُنفِرده متكئاً على حائطها الرمادي المُسوَد يراقب محيطه الساكن والخالي من اي وهمٍ او خيال، ربما هم راضون وهم يرونه يُساق الى قاع الهاويه التي رماهم اليها يتبّسم بينما يستذكر عمه، الرجُل الحديدي الذي انتهى به الأمر رامياً نفسه من اعلى حجارة الجبل الى اليم الهائج .. مُنتحراً كما دون في شهادة وفاته ! يتبّسم وهو يتذكر كل حياته التي مضت، كل هزائمه وامراضه والامه، كل الليالي التي قضاها مُسامراً الحائط وانتهت تلك المسامرات بدمه النازف من جبينه، صرخاته التي ووجهت بملامح بارده على وجه مدين وحبه منوم اجتذبته الى سُبات يتراقص فيه مع كوابيسه المرعبه .. وهو يُقلب تلك الصفحات رجى ان يرى لحظه واحده كان قد عاشها كإنسان حي له من الحقوق والواجبات ! انسان يملك مشاعر اخرى غير الخوف والحزن والندم والحسرات، يرى حوله احبه حقيقيون لا اوهام مزيفه، انسان يُجَالَس ويُحَب ويُحِب .. حتى غيد تلك التي رآها حقيقه واختلاف لم تره الا معتوهاً يجب ان يُعالَج فما فرقها عن مدين ؟ تساقط الدمعُ من عينيه كالمطر مجهشاً في البكاء، رفع كفيه الى وجهه واخذ يُخفيه كاتماً انينه وشهقات بكائه لدقائق انتهت بشعورٍ جديد يهزه وهو الشوق والحنين .. ليس لاحدٍ بعينه بل الى الجميع اوهام اهله وهي وحتى الضباط في الخارج يشتاق لان ينتشله احداً ما من جنونه .. اي احد ! انزل كفه وتنشق انفه بينما ينظر الى الفراغ حوله .. اين هم ؟ نهض من مكانه واتجه الى الباب طرقه لمرات عِده الى ان سمع احدهم من الخارج يستفهمه بنبره حاده شيئاً ما :شتبي ؟ ابتلع ريق فمه، سكت قليلاً متسائلاً بدخله عن رغبته ؟ غير الخروج من هنا ماذا يريد ؟ .. لاشيء ! بل يريد الكثير .. يريد حياه تُشبه اي حياةٍ اخرى فالى اين يريد اقتياد نفسه أهو مستعدٌ للجحيم حقاً، سمع قرع اقدام الحارس فأعاد طرقاته على الباب وصرخ :ابي الضابط .. تسمعنـي ؟ قـوله يجـيني ابي اعتـرفله بشيء مُهـم توقف الحارس وزفر انفاسه ثم عاد خطوه قائلاً :الضابط مو موجود حالياً طلع في مهمه سكن بيدر قليلاً، هو لايضمن نفسه ! قد يتراجع بعد ثوانٍ عم كان سيقوله، يجب ان ينقذ نفسه من نفسه قبل اي شيء آخر هز رأسه بنفي وعاد ليقول بإصرار :شـوف اي واحـد غيـره، لازم اتكلـم .. سامـع انا لازم اقـول اللي عنـدي ! عاد الحارس الى باب الزنزانه ضربه بيده وهتف بغضب :ماينفع غيره اصبر ماراح ياكل الفار لسانك وبطل تسوي ازعاج الزنزانه اللي جنبك Vip اتكى بيدر على الحائط حين التقطت مسامعه كلمه ساخره من خلفه، يبدو بأن هذه الجُدران لاتعزل الاصوات لكنه لم يسمع اي صوت مسبقاً ! ايعقل ان السجين هنا كان يستمع لكل احاديثه مع نفسه طوال الليل ! اتجه الى فراشه وضم نفسه قبل ان ينطق بنبره تكفي لتصل الى مسامع من يجلس في الجهه الاخرى من الحائط :أزعجتك ؟ من الجهه الاخرى ابتلعت سالي ريق فمها ورمشت لمرات، ربما في البدايه انزعجت منه لكنها بمرور الوقت تمتعت بوجود الحياه بجوارها حتى لو كانت تصدر من مجنون يحادث نفسه، سكنت ولم تُجب بينما تشتم بين انفاسها ذلك الحارس الذي لم يفوت فرصة السخريه بها .. ثم وبعد دقائق من الصمت المطبق وبينما هي تحتضن جسدها في الزاويه ملتصقه بذات الحائط عاد الآخر ليقول :عادي تتستري على كل اللي سمعتيه مني ؟ اتكئت سالي على ركبتيها بذقنها، وبعد برهه قصيره قالت :ماراح اتستر على قاتل .. بس بنفس الوقت ماراح اتورط معه ، كل اللي قلته مايعنيني لاتخاف اومئ بيدر كما لو كانت هي امامه، شعر بالراحه جزئياً تنتابه بينما يعاود الاتكاء على الحائط رافعاً عينيه الى السقف الاسمنتي اعلاه متحدثاً بأقرب ماتبادر الى ذهنه لايعلم اهو يريد اخبارها رغم كونه يجهل هويتها ام انه يريد ان يحادث نفسه وفراغه كعادته :ماراح اختار الموت .. اذا خضعت للقصاص يعني مافي فايده من كل اللي سويته .. مدين .. قاطعته سالي بفضولٍ الم بها، هي سمعته يتحدث كما لو كان يحادث اشخاصاً ماكثين امامه وكان يخبرهم بأنه لم يقصد قتلهم لكنه فعلها، اخبرهم بأنه سيلحق بهم قريباً وان لحظات اعدامه لن يحضرها احد لانه قد قضى على الجميع .. لكن لمَ؟ ما الذي حدث معه ؟ :قتلتهم لاجل تعيش ؟ اومئ بيدر لمرات، مرات عده مؤكداً على ذلك بإصرار، نعم ! هو يرغب بأن يحيا وقد قتلهم لانهم اختاروا لهُ عكس ذلك ! وبحماسه اجاب :لو للحين احياء .. كنت .. كنت يمكن راح اكون بقبر محد يزوره، متكفن بدمي او مُنتحر في مصح عقلي او يمكن غريق .. كانوا راح يعيشوا كلهم على حساب موتي .. انا .. انا راضي اموت بكل مره كنت راضي بس .. ما اقدر ! كل ماقربت من الموت جاني خوف يرجعني الف خطوه للوراء سكتت سالي قليلاً بعد حديثه ذاك ولوهله تذكرت نفسها، فهي قد فعلتها ايضاً لقد قتلت نفساً لتحيا .. ربما ذلك القذر ماكان ليقتلها لكنه سيسلبها الحياه ويجعل منها ميته لكن تتنفس لتُعذَب كما هو هذا العليل جارها .. فقالت بحزمٍ كما لو كان امراً ما تتلوه على مسامعه :لاتموت .. صارت امانة روحك اثقل فلا تفرط فيها .. بيدر ! . . . . يراه بينما يتنفس الصعداء على ذات الأريكه التي تخالطت فيها دِمائهم حتى غدت بقعه واحده امتصها الإسفنج مُرغماً، يجلس قدماً على قدم على مقعدٍ مجاور وفي يده لفافة سجائر، الاعياء والدوار والتعب نال منه الكثير كما ان الحمى تسيطر عليه فتجعله يرى ما امامه كما لو انه سراباً الا انه يجيد التحامل على نفسه فقط ليحظى بقسطه من الشماته اما عزيز فهو متمدداً على الاريكه بكتفٍ مُخيط بطريقه جيده لكنه رأى العجاب في الساعات الماضيه ففياض اغمي عليه مره وهو يضمد جرحه وقد كاد يفقد نفسه مره اخرى فانتابه من شد الاعصاب مايبدو بأنه اعظم ما قد ناله في حياته، اتكى على ظهر الاريكه بيده السليمه ونهض يجلس متكئاً عليها بتعبٍ ووَهن، نظر الى فياض فهربت من بين شفتيه ضحكه .. ساخره على ما آل اليه حالهما رغم كل مايتأجج فيه من غضبٍ على الآخر ذاته الذي من بين كل مابه من تعبٍ قال :تذكر ندى ؟ عقد عزيز حاحبيه لثوانٍ قبل ان تنفك تلك العقده مجيباً بهدوء :زوجة اخوك ؟ اومئ فياض واجاب بنبره هادئه الا انها محمله بالحسرات :عافتها نفسي من يوم تزوجها سكن عزيز لبرهه بينما ينظر اليه بسكون، استطاع فهم المغزى من قول فياض فأنتابه طفيفٌ من حرج .. هل تسرع ؟ الحديث حول مشاعر فياض لملاذ كان قد وصله قبل مايقارب العامين ونصف ثم دُفن الأمر تماماً بخطبة فياض لسالي .. يعلم انه كان مرغماً على خطبتها وذلك لاجدل فيه لكن هل متأكد من ان تلك المشاعر مازالت على حالها ام تغيرت بفعل بمرور الاعوام ! وقبل ان يضيف شيئاً اردف فياض :على كثر ما حطمت الدنيا فيني الا انها ماعرفت تهز مبادئي .. عزيز انا رجال اخاف ربي .. اعرف اللي لي واللي علي .. اعترفلك قبل ماتجي كان عندي امل ولو طفيف لكن بمجرد ما لمحتك هنا وبيومها انتهى كل شيء بالنسبه لي وبديت من اول وجديد ! مو حاقد عليك ولا متحسر انا ممتن لرجعتك، لاني بيومها بس قدرت احدد وجهتي وافتح على دنيا كنت اعمى عنها بقي عزيز لثوانٍ صامتاً يعيد حديث فياض في رأسه لمرات عده، مره بقلبه ومره بعقله، مره بوعيٍ معاصر ومره بوعيٍ شرقي عتيق .. ثم في النهايه قال :بس انا حاقد عليك ! .. انت قاعد تعترف لي بمشاعر اتجاه البنت المخطوبه لي من يوم كانت هالكبر ... اياً كان تفكيرك اليوم او امس لا تتوقع مني اصفى لك ! اومئ فياض وقد تقدم بجذعه مطفئاً سيجارته في المنفضه الزجاجيه امامه ثم قال بإختصار :حقك، لاتصفى لي بس لاتجيني ولا اجيك .. انا رافع رايتي البيضاء لك وللدنيا كلها، نصيبي من الدنيا سالي وانا رضيت باللي كتبه ربي ماعاد لي حيل للحرب والمعارك .. ولا حتى للمشاعر ! ابي استقر في بر آمن حي كنت او ميت ... تقدر ؟ اومئ عزيز بعد دقيقه من الصمت المُطبق، لم يفكر فيها بإمكانية مقدرته انما شرد فيما يراه في عيني فياض من خنوع لايليق به، متسائلاً بداخله عن كيف وصل فياض الجامح الى ماهو عليه الآن ! رجُل جليدي بارد ميت لاحياه في عينيه ولا رغبات كما لو كان يسير مغيباً باغياً قبراً يرتاح فيه من عناء الدنيا فياض الذي بات يقاتل ليصل الى موته سالماً فحسب كما لو ان درويش كان يتأمل عينيه حين قال ذلك فوصفه ! اشاح بناظريه الى بقعة الدماء على الاريكه بعد ان رأى فياض ينهض من مكانه متجهاً الى باب الخروج وبين شروده في ذلك الاحمر القاني قال :فياض ! توقف فياض بخطاه بعد ان فتح باب الخروج، التفت ناحية عزيز متوقعاً منه قولاً درامياً قد يشحنه بطاقه لخوض حرباً اخرى عنوانها ( لست ممن يُشفَق عليهم !) الا انه تفاجئ بإبتسامة الآخر وقوله المتهكم :بدل كنبة جدتي على حسابك رمقه فياض بنظره حاده معترضه تمام الاعتراض ولم يكلف نفسه عناء الاجابه فقد ظهر جوابه لامعاً في عينيه بتحدٍ ورفض قبل ان يخرج بالفعل مغلقاً الباب خلفه بقوه استهلكت منه مابقي من طاقته فأتكى على حديده البارد محاولاً استعاده ولو شيء يسير من قواه مايكفيه ليصل الى منزله فحسب . . . . على خطٍ امتلأ بتجاعيد الزمان، شاخ من شدة السوء الذي رآه فقد انتظر المطر بعد كل حادثة موتٍ في احضانه لتغسل بغيثها دماء الضحايا، أُتهِم قديماً بأنه يحبُ شُرب الدماء فهُجِر ولم يكترث له احد فلا الجهات اتت لترميمه ولا الماره عبروه مره اخرى .. فقد كانت كثرة الحوادث التي عليه هي جريمته والهجر عقوبتها ذاته الخط الذي تكافح فيه عجلات هذه العربه البيضاء الصغيره، بسرعه جنونيه تعبر قافزةً على شقوقه غير مكترثه بشدة وعورته، يتعرق قائدها كما لو كان في اوج الصيف مختلطاً عرقه بدموع عينيه وقد فقد زمام التحكم بمشاعره منذُ دقائق طويله ببكاء والدته التي تجاوره تستغفر وتدعو وتنطق الشهاده لمرات لاتحصى يرى الموت ملوحاً له يستقبله فارداً ذراعيه لعناقه، يراه قريباً جداً بينما سيارات الشرطه تلاحقه بسرعه جنونيه وقد تقلص عددهم الى اثنتين بعدما كانوا ثلاثه، لايعلم اين ذهبت الثالثه لكنه يدعو الله في سره الا يكون ماتبادر الى ذهنه من احتمالات صحيحاً تهرب شهقه باكيه من بين شفتيه وتتشوش رؤيته بفعل دموعه، رفع ساعده يمسح على عينيه بينما يحاول زيادة سرعة السياره الخاصه بشهلاء تلك التي يركبها وقد استطاع اخراجها من ورشة الميكانيك بسهوله لكونه قد اعتاد هو على اخذها الى هناك حين تعطلها قديماً من جواره والدته قد رفعت يديها الى وجهها ونبست بنبره قل علوها بفعل كفيها المعترضين على نقلها الى مسامع ريان :ياربي غُفرانك، لاتحشرنا الا مع الصالحين من عبادك .. ارحمنا انا وعيالي يارب .. قاطعها ريان بصراخه الباكي بينما يرفع سرعته اكثر حتى بات كما لو كان يطير على الخط ذلك الذي لايُسامح المُسرعين من قدم الزمان :مـاراح نمـوت .. انتـي ماراح تموتيـن يمـه .. ماراح تموتيـن بسببـي، انـا اللي استـاهل المـوت انـا يُمـه .. انـا اللي استـاهله هزت نجوى رأسها بنفي، تخاف من ان يُقدم على شيء يقتلها حسره، تخاف من ان تحيا فيموت هو وتشهد على موت الثلاثه وتشهد على حسرة فراقها اياهم .. لقد ظنت يوماً بأن الحياه قد انتهت بعد وفاة والدهم لكن نور وريان كانا خير أنيسٍ احياها، وتمنت الموت بعد وفاة نور ثم تصبّرت لأجل ريان .. والان اذا ذهب آخر من تبقى فلمن تحيا ؟ امسكت بكتفه النحيل، تنظر الى ماتبقى من براءة طفولته يقطر من عينيه دمعاً، الى كفيه الطائشين ومُراهقته التي خرجت دفعه واحده بعد ان كان الطِفل الذي كبُر ولم يكبر عقله بعد، تودعه كما تودع عُمرها المُحمل بذكريات الراحلين قائله :لاتعيشني حسرة الفراق .. تكفى يا امي لاتحرم عيوني من شوفتك .. ريان الله يرضى عليك وقَف .. صوتُ رصاصٍ اخترق سكون الاجواء يمر من جوارهم كجمراتٍ حارقه، لايخدشهم لكن يُحذرهم بين الفينه والاخرى .. بأنهم يعبثون مع من رهنوا اعمارهم للموت في سبيل الحق اينما كان فلا يخشونه كما يخشاه المُجرم ولايُلامون ان افنوا حياته انتقاماً للعداله هز ريان رأسه بنفي، ليس رؤيته من تتشوش فحسب بل مسامعه التي ينال منها صوت الطلقات الماره بجوار اذنيه ومشاعره التي يعبث بها بكاء والدتها، يُصر على اكمال طريقه وهو يردد بداخله ( لقد قتل ناصر نور عينيه ولن يدفع هو لأجله اي ثمن وان كان ساعه واحده من حريته ) يرى الغُبار امامه من يمين الطريق يتصاعد وصوت المكابح على الطريق يرتفع كما يراها تقتطع طريقه .. نعم تلك السياره الثالثه المفقوده من الركب خلفه .. لقد كان ماخمنه صحيحاً فها هي الآن تقتطع طريقه وها هو في هذه اللحظات يتخذ قراره بأنه لم يتبقى في العمر بقيه فتلتف سيارته الى يساره وتتلقفها الصخور الراسيات اسفل الطريق بعد عِدة قلبات متتاليه ثم انتهى بها الأمر بمقدمه ابتلعها الموج والنِصف الآخر عالقاً في الصخور والموت هو حليف اللحظه والإختيار الأخير .. ترجل سقراط عن سيارته وسار بضع خطوات الى حيث يتصاعد دخان السياره تزامناً مع توقف السيارتين الاخريات .. اشاح بناظريه الى رفاقه وقال :انتهت المُهمه .. . . . . بعد ان تركت شهلاء مع والدتها وتأكدت من انها لن تفضح فعلتها بسبب توترها الذي دوماً ماكان يشكل اعظم المشاكل والعوائق في طريقها خرجت تجر خطاها وهي شارده الذهن .. تفكر في امر بيدر وتعيد التفكير دون ان تتوصل الى قناعه مُطمئنه تستطع ان تتجاهل بها الأمر برمته مازال ذلك الشعور الغريب بداخلها يدفعها الى طريقٍ مجهول، طريق لاتعرفه ولا تعرف الى اين سيوصلها ولم عليها سلوكه ؟ هي حتماً لاتملك اي شعور ناحية بيدر ربما قليلاً من الإعجاب غير المبرر والذي بالتأكيد ان بحثت له عن اسباب فأقرب مايحتمله المنطق هو انها أُعجِبت بشكله، بقامته وهيئته كرجل به جاذبيه غريبه .. سوى الاعجاب فإنها تملك له شيئاً عظيماً من الشفقه والأسى ! وجدت نفسها بعد دقائق طويله من الغرق في التفاكير تمد مالاً الى سائق الاجره التي ترجلت من على متنها ورفعت ناظريها الى المبنى السكني الشامخ على مرآها، زفرت بينما تشرد في الرصيف الذي فصلت حافته بينهما في آخر لقاء هو الآخر يبدو ضرباً من جنون ! ما الذي اتى بها الى هنا ؟ هل نسيت من هي ؟ وانه غريباً عنها لاتعرفه ولايجب ان تعرفه ؟ هل نسيت مبادئها، خُلقها وخطوطها الحمراء ؟ ولأجل من ؟ لأجل رجل تدور حوله الشبهات والشكوك ! تراجعت خطوه الى الوراء وكادت لتدير ظهرها فتهجر بقعته وذكراه قبل ان تتوقف بنبره مألوفه التقطتها مسامعها بعد نحنحه قصيره فالتفت لترى ذلك الطبيب ينظر اليها عاقداً لحاجبيه وترتسم على شفتيه ابتسامه طفيفه قائلاً :كنتي رايحه .. اتمنى ماتكون التهمه سبب تراجعك ؟ زفرت غيد واطرقت برأسها لبرهه قبل ان ترفعه وتهمس بإجابتها التي لايكاد حتى عقلها ان يستوعبها :تجارة مخدرات رفع زياد كلا حاجبيه مذهولاً، يبدو ذلك ثقيلاً على المسمع والإدراك رفع ناظريه الى شقة التوأم ثم هز رأسه بإستنكار فأردفت غيد بما ليست مقتنعه به :يقولون السجين مدين ! يعني احتمال ان بيدر موجود بشقته كبير سكن زياد قليلاً، كاد ليعترض فهو يعرف مدين حق المعرفه ذلك الرجل الرزين لن يفعلها لكنه لا يأمن بالزمان وما الذي قد يفتعله بالأشخاص .. فهناك من يرتد عن دينه فما بالك بمبادئه واخلاقه ؟ زفر ثم تسائل :معرفتك ببيدر مو مدين، اجل ليه رايحه عنه ! ازدردت غيد ريق فمها، بالتأكيد انها لن تخبره بكونها تخوض صراعاً مع نفسها التي تجيد التمييز بين الصح والخطأ، لكن هناك سبباً آخر لاتمانع البوح به فقالت :ابي اقتنع بأن اللي سمعته صحيح وينتهي الموضوع بالنسبه لي عند هذه النقطه، معرفتي ببيدر شبه سطحيه فإنطباعي عنه خاتمه جيده لحكايته اللي اعرفها .. ماودي شيء يتغير ولا شيء ثاني يبدأ شرد زياد قليلاً فيما سمِع ثم اومئ بعد برهه متفهماً امرها الا انه ادلى بما يعرفه عن بيدر من معلومات يسيره استمدها من احد رفاقه القدامى الذي اتضح كونه كان يعلم بأمر امتلاك مدين لتوأم :اللي اعرفه بيدر معتل نفسي بمعنى مريض بأمراض عقليه لايستهان فيها، شخصه مدين بالإنفصام وثنائي القُطب لكن ما عالجه لاسباب اجهلها .. برأيي انه يستحق فرصه ثانيه حتى لو كان هو السجين بتهمة المتاجره الممنوعه رفعت غيد عينيها الى السماء حينما تراكم بها السائل المقيت وأغمضتها كي لاتفيض .. فأمطرت، اشاحت بجسدها عن الآخر الذي سرعان ماساق خطاه الى المبنى تاركاً اياها في حربٍ مع ذاتها ومشاعرها، حرب قاسيه غلبتها الشفقه والعاطفه رفعت كفيها الى عينيها فمسحت البلل الذي سطى على رمشيها ثم تبعت خطى الطبيب الى الاعلى وجدته عند باب الشقه يقف مقابلاً لرجل ويتفاوض معه في امرٍ ما، وحالما اقتربت فهمت كونه يحاول اقناعه بأن يعطيه نسخه من مفتاح الشقه التي اكد الرجل على ان لا احد بها منذُ ان خرج صاحبها يوم امس صباحاً وانه يسكنها توأم احدهما لايعرفه الا قِله قليله مازالوا لايجيدون تمييزه عن الآخر زفر زياد براحه وانتصار بعد ان استطاع اخراج المُفتاح من مالك العماره الذي يسكن في الشقه المقابله للتوأم ولقاءه كان محض صدفه او ربما قدر دلف بعد ان نظر ناحية غيد المتكئه على الحائط تراقب الحوار الدائر بحيره عظمى فوجدها قد تبعته بتردد كبير، التفت ناحيتها وهو يمد المفتاح اليها لتطمئن ثم قال :نتفرق ؟ اومئت ورأته يتجه الى احد الابواب فيدلف الى ماخلفه ثم فعلت هي المثل واخذت تجول في المطبخ الذي يبدو بأنه فارغ حتى من اساسيات الطهو كعلب البهارات الفارغه والحفنه اليسيره من ورق الشاي الظاهر في احدى العلب والذي لن يعد حتى ابريقاً واحداً خرجت الى مكانٍ آخر .. غُرفه هادئه ذات نافذه بحريه تبعث هواءاً بارداً مُنعِش، يغلب على اثاثها اللون البيج مع الابيض المريح للعين .. ازدردت ريق فمها بينما ترى حبات دواء متناثره على الأرض فدنت تأخذ واحده بين اناملها قبل ان تدسها في حقيبتها وتنهض الى الباب الذي يبدو بأنه مؤدي الى حمام الغُرفه ترددت في فتحه بشيء من القلق والخوف الا انها فعلتها في الآخر لتستقبلها مساحه صغيره تفصل بين الحمام والغرفه تحوي مغسله وسلة ملابس، شدت من امساكها على مقبض الباب وازدردت ريق فمها بينما ترى البياض المُخضب بالأحمر القاني على قمة الملابس في السله .. سمعت خطى زياد من خلفها وتراجعت فوراً بينما تغلق الباب وتنظر اليه قائله :ماحصلت شيء وانت ؟ هز زياد رأسه بنفي قائلاً :الغرفه المقابله في دولابها خزنه مقفوله، اساساً ما عندي فكره عن اللي ادور عليه لكن الشيء الوحيد اللي استنتجته انها غرفة مدين وصار له مده من آخر مره دخلها .. الغبار مثبت وجوده فيها نظرت غيد حولها حيث يتضح بأن هذه الغرفه كانت مشغوله الى زمنٍ قريب، ابتلعت ريق فمها وقالت :ممكن يبقى المفتاح معي ؟ او اذا تبي تنسخه هز زياد رأسه بنفي ثم قال بينما يتراجع الى الخارج وتتبعه هي :ماعندي نيه ارجع، اذا فضيت راح ازور مدين بالسجن او بيدر اياً كان منهم .. في حالة كان يحتاج مساعده محامي او شيء آخر اومئت غيد بتفهم وتسائلت بينما يقفا عند باب الخروج المفتوح اساساً :ماعنده اهل ؟ نفى زياد ذلك واجاب بقوله :للاسف من يوم عرفت مدين وهو ماعنده احد .. حتى بيدر ماكنت اعرف عنه غير لما حصلته صدفه من ايام عند الساحل ازدردت غيد ريق فمها وقد عادت اليها ذكريات الساحل، النجمات والصدف والصُدف البريئه كما الجهل المُريح .. ليت تلك الايام كانت عدماً . . . . تتكئ برأسها على زُجاج النافذه، دمعُ عينيها ينسابُ رُغماً عنها تستمع لصُراخ هشام من الأسفل ورعيده الذي لم ينفك عنه منذُ وقتٍ مضى عسيراً، اسمهان ايضاً خرجت عن هدوئها المُعتاد يبدو بأن كل واحداً منهما قد وجد له كيس ملاكمه يُفرِغ فيه جم غضبهِ وسُخطه بعد ايام من الضغوطات المتواصله والكبت العظيم شيئاً ما افسد حياتهم وعبث برتمها الهادئ، وكأن احداً اخذ فرشاة يقطر منها السواد ومررها على لوحتهم الجميله زاهية الألوان حتى غدوا جميعاً بِلا مرسى تائهين في خِضم العواصف بسفنهم المتعبه من الإبحار مضى الوقت ثقيلاً، وهدوء عظيم غزى المنزل بعد ان صدح فيه صوت اغلاق الباب الذي هز كل اركانه، يبدو بأن هشام قد غادر .. سمعت الطرقات الهادئه على باب الغرفه ثم التفتت تزامناً مع دخول والدتها التي امالت برأسها بينما تنظر اليها بحسره فركضت ملاذ ناحيتها وفور ان وضعت رأسها على صدرها اجهشت بالبكاء وخرجت شكواها على هيئة دموع ونشيجٍ لم يتوقف تربت مريم على كتفي ابنتها وظهرها وتمرر كفيها على خصلات شعرها بينما تقول بهمسٍ خافت :لاتبكين يمه، لاتبكين يابعد عمري محد يستاهل دمعه من عينك الغاليه .. اهدأي وكل شيء راح يحله ربك والامور كلها راح تزين ان شاء الله .. ملاذ ! ازدردت ملاذ ريق فمها وبينما هي مازالت في عناقٍ مع والدتها وبين دموعها ونشيجها قالت هازةً رأسها تزامناً مع قولها :ما ابيه، تكفين يمه احس كارهه اسمع طاريه حتى اومئت مريم بهدوء ورفعت رأس ملاذ بينما تكوب وجنتيها بيديها قائله :مايصير فالك الا طيب وانا امك، محد راح يجبرك على شيء انتي بنت سلطان واميرته منو من حده يفرض كلمته عليك غير ابوك ؟ اهدأي بس ووقفي بكاء قطعتي قلبي اومئت ملاذ برضا لما قالت والدتها، حتماً لن ترضخ لأن تُجبَر على عزيز بعد مافعله بها، رفعت كفيها ومسحت على وجنتيها بقوه بينما تقول :بروح معك لبيتنا، اذا هو رجال يجي يواجهني ببيت ابوي اذا ماخليته يعرف حدوده ما اكون ملاذ بنت سلطان، يستقوي علي بين حريم لانه رخمه سكنت مريم قليلاً بينما تستمع لملاذ قبل ان تزفر قائله وهي التي اتت بالفعل الى غرفة ملاذ فور ان سمعت القصه من لولوه بعد انتهاء طوفان هشام وزوجته بنية اخذها لملاذ الى منزلها فهي حتماً في هذه الاوقات ستحتاج عائلتها دون اي احد آخر واخيراً هم من يملكون قرار تزويجها من عدمه لاسواهم :تجهزي والحقيني تحت، بس لا اوصيك ابوك لاتجيبين له سيره لما انا افهمه الموضوع بطريقتي .. لاسمح الله تصيبه جلطه ثانيه ولا شيء اومئت ملاذ بطاعه وقد تسلل الى داخلها شيئاً من الخوف فوالدها رغم كل حكمته ورزانته الا انه رجل عاطفي بحت وقد تقتله عواطفه لا محاله كما فعلت معه بعد فقدانه لاخويه فقد نجى من تلك الجلطه الدماغيه بأعجوبه فاقداً قدرته على المشي والنُطق من حينها اتجهت الى اغراضها القليله المركونه في الزوايه في سله متوسطة الحجم لتستعد للمغادره مع والدتها بينما مريم ترجلت الى الاسفل حيث وجدت اسمهان تجلس على الاريكه بمظهر مُبكي تجفف دموعها بينما تُقسم على ما ثبت مريم في بقعتها بذهول حين قالت :كل اللي بيني بينه انتهى كان غلطه وانا استاهل دامني ارتكبتها، كلها ايام تطلع بنتي ووقتها والله مايردني عن الطلاق الا موتي اغمضت مريم عينيها بإستنكار بينما تسمع بكاء لولوه التي فوراً وضعت يدها على عينيها واطرقت برأسها تبكي ما الم بهم واصابهم، تقدمت مريم وجلست بجوار اسمهان ثم بنبره هادئه قالت :حد ماتطلع بنتك الا مايهدأ غضبك، يمكن وقتها تتفاهمون وهو يبررلك موقفه لاتاخذين قرارك وانتي بلحظه غضب اسمهان ولاتجيبين له سيرة الطلاق .. مو وقتها نظرت اليها اسمهان بعظيم غيظٍ واستنكار ما الذي يهذون به الم يسمعونه منذُ دقائق وهو يُهدد ويسخط بها ؟ ولمَ ؟ فقط لأنها ذهبت لزيارة ابنتها بينما هي التي كان يحق لها الغضب من لجوءه لزوجته السابقه وكأن لامحامٍ في الدنيا سواها ؟ بحنقٍ هتفت :راح اجيبها وكل ماشفت وجهه قدامي راح اجيبها، انا لهنا وبس اكتفيت منه ومن اسلوبه الهمجي المتخلف على وش مجبره اتجاوز واتحمله اذا بنتي اللي رضيت فيه عشانها ماهي طايقته ولا متفقه معه في شيء ! ماغير جايبه لنفسي النكد والهم والمشاكل وخسرانه بنتي وقربها مني .. وهو مايسوى اضحي عشانه وانتظره يرجعها لذمته ويجيبها ضره لي ! اتجهت انظار مريم الى بطن اسمهان الذي لم يبرز بعد ونظراتها تلك كانت سؤالاً بحد ذاته مما دفع اسمهان الى وضع يدها على بطنها والهمس بخفوت :راح يكبر .. حتى لو بدون اب . . . . دلف الى مبنى القسم بإرهاق تام، غبار يحتل جزءاً من ملابسه ككتفيه وصدره، زفر بينما يرى امين متكئاً على احد الجدران واحد يديه في جيب بنطاله فأقترب منه قائلاً :توفى .. مع امه اعتدل امين بإستقامته واومئ معلقاً بخفوت :في رحمة الله، راح اقفل ملف القضيه اشاح سقراط بناظريه في الارجاء بشرودٍ بسيط قبل ان يعيدها الى امين متسائلاً :هشام ماجاء ؟ هز امين رأسه نافياً وقبل ان يغادر رمى على مسامع سقراط قوله الذي وجد الآخر قد تنهد لسماعه بتعب وإنهاك :الحراس سألوا عنك، يقولون سجين بأسم مدين عنده شيء يقوله لك اومئ سقراط بعد برهه واتجه الى مكتبه بعدما تبادل مع امين بضع جمل وداعيه راكده، فوقت دوامهما قد انتهى بالفعل لكنه قدم الى هنا لسبب واحد وهو ذاته الذي اتجه الان الى طابق السجون الأرضي لأجله بعدما اخذ في يده اوراقه، وبأمر نطق قائلاً للحارس :ابي مدين في غرفة التحقيق حالاً امتثل الحارس لأمره واتجه سريعاً الى قِسم المنفردات الذي اختار سقراط وضع الآخر به لسببٍ ما، جلس على مقعده خلف المنضده الخشبيه، وضع اوراقه واتكى بظهره بينما يعيد رأسه الى الخلف مدلكاً مابين عينيه بإرهاق وتعب كما ان الصداع قد نال منه في وقتٍ مبكر من اليوم القتطت مسامعه صوت فتح الباب الحديدي ثم دخول المعني الذي بدا في حاله تنافي حالته في الصباح الباكر من اليوم، حيث بدا متوتراً شيئاً ما او خائف .. رآه يجلس امامه على المقعد الخاص به وينظر اليه بشيء من التردد سكن سقراط قليلاً بينما يمد احدى يديه على المنضده ويحتفظ بالاخرى على فخذه متسائلاً عقب هينه من الصمت :يقولون عندك شيء تبي تضيفه ؟ اومئ بيدر بعد برهه من السكون، رأى سقراط يشير اليه بالانطلاق بما لديه لكن تردده ينال منه شيئاً عظيماً، هل سيجيد اثبات برائته دون ان يتهم بقتل اخيه او ان يقاد التحقيق الى تلك الناحيه ! ازدرد ريق فمه وهو لم يتوقع ان يحضر سقراط بتلك السرعه بل ظن انه سيكسب وقتاً ما لترتيب افكاره خاصه بعد ان تحدث مع تلك المجهوله التي ولدت فيه عزيمه للنجاه كما لو كان هذا العليل يحتاج فقط من يوجهه ويُهدأ من روعه ! فقد سيطرت على رغباته ووجهتها امرأه لايعرف عنها شيئاً ! طال سكوته فنبس سقراط بقل صبر ينبهه :مدين ! ازدرد بيدر ريق فمه وقال هارباً من بدا الخوض فيما يرغب بقوله :انت مستحيل تكون جيت بهالسرعه بس لاني ابي اضيف شيء .. لك سبب ثاني ؟ سكت سقراط واخذ يعض على شفته من الداخل بنوع من التفكير قبل ان يقرر فجأه تجاوز مالدى مدين والذي حتماً لن يُصدقه اياً كان ماسيضيفه الى قِصه كاذبه بُنيت على اساسٍ كاذب فاعتدل بجلوسه وقال :جاي اعرض عليك عرض .. رمش بيدر قليلاً بإستغراب مما يسمعه، لم يتوقع ان توجه له عروض ربما تأتي بالفرج ! فأومئ وابدى اهتمامه بإعتداله في جلوسه هو الآخر عاقداً كفيه امامه على المنضده بينما سقراط فقد طرح مالديه على طاولة الحوار دون اي مقدمات او تلميحات، بوضوحٍ تام قائلاً :حُريتك مقابل اكمالك للتمثيليه .. بس مو علي انا .. على غالب الرضوان . . . . ربما وانتِ حزينة الآن وسماء روحكِ معتمة هناك من يعتبرك نجمته . ربما وانتِ تقفين على جرف العالم أيلة للسقوط .. هناك من يمد روحهِ لإحتضانك. ربما وانتِ تلعنيّن هذهِ الحياة كل يوم هناك من يتمنى لو تمرين من أمامهِ ليشعر بالحياة لأول مرة. | ||||
19-11-24, 11:13 PM | #48 | ||||
| ياترى هشام طلق زوجته المحامية قبل مايتزوح ام سالي او بعد متزوجها لان الجواب يفرق اضن على حسب غضب ام سالي (نسيت اسمها) معناتها طلق قبل مايتزوجها يمكن كانت فيه مشاكل بيناتهم قبل وفاة أخيه واضطرارو الزواج من ارملة أخيه لان بالنسبة إلى إذا طلق مرت بعد وفاة أخيه فمعناتها ان زواج من زوجة أخيه السبب في طلاقو وهذا مايعطيها الحق ان تغضب ان كلف طليقته تدافع عن بنتها اتمنى نعرف كيف كانت حياة هشام قبل الزواج وكيف تزوج سقراط كان عارف بيدر من البداية حزينة ان ريان توفى هو وامو ان شاء الله تقدر سالي جرجر فياض وتقلب المعادلة مثل ماكانت تجري وراه يصير هو يجري وراها | ||||
22-11-24, 03:45 PM | #50 | ||||
| شكراً لردودكم وتعليقاتكم الجميله واللي استمتعت بقرائتها بعد مارجعت من فترة انشغال عدت بحمد الله .. بالنسبه لهشام فهو مطلق عفراء من قبل عشر سنوات بينما سامهان ماتزوجها الا قبل مايقارب العامين بعد وفاة زوجها والد سالي واليكم فصل جديد تمتعوا بقرائته حبايب ✨✨ | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|