19-11-24, 10:48 AM | #11 | |||||
نجم روايتي
| اقتباس:
ما أروعه النيل يا جميلة حين يكون أمير المشهد بإنسيابيته وروعته يجمع على ضفتيه العاشق والحالم والحزين كلا يبثه نجواه وفق حالته فيجد به الأمل أو السكينة بعد أن اودعه سر عذاباته وهناك من يقتبس من لوحته الصافية صورا جميلة أو مستقرا للصيد منه وما يستتبع من صبر وصفاء نفس في الحالتين وليكون من لقاء يارا وعمر لوحة أخرى لا ريب إرتسمت تفاصيلها في لقاءات مختلفة فربط النهر بين قلبيهما بتلك المشاعر التى تسفر عن حياة سعيدة وقع عليها النهر بخاتمه قبل أن يوقع عليها اصحابها **القصة جميلة جدا حبيبتي وكأني على لقاء مع فصل من الفصول أو شعرا ترسمين تفاصيل مناخه بشكل مميز جدا *فالزمن والمكان معلم أساسي في حياتنا كلها و أنت تبرعين في ذلك بجمال الوصف وسحر الكلمة سلمت جميلتي صباحك سكر | |||||
21-11-24, 08:03 PM | #12 | |||||
نجم روايتي
| اقتباس:
يأتى المرء من بعيد يروم سكينة وربما تغييرا عما إعتاد فيما تصوره رحلة سياحية يتمتع فيها بسحر الأماكن الاثرية او لأى سببا آخر كالعمل أو الدراسة فإذا بها معبرا من حال لآخر شاركه قلبه بخط ملامحها وليس مجرد حواسا تتقفى المشاهد من حولها فآثار جاءت لتشاهد الآثار فرسم مجيدا أثرا جميلا لا يزول بقلبها ولعل اجمل الامور هي ما تحدث بلا تخطيط فآثار تأتي لبيت عمها شريك والد مجيد والامر كما اراه ليس مصادفة بل هي قدرا مكتوبا لهما ان يقتربا من بعضهما وينتقل الأمر من مجرد حديث عن الآثار لبوح بامور شخصية تتعلق بآماله ورباطا وثيقا يربط بين قلبيها وما أجملها النهاية التى تأخذ وقتها بما لا يتعارض مع ما يرتأيه المرء لمصلحة اولاده **وقد تدرجت بالحكاية بشكل منطقي وسلس وبتعبيرات جميلة ووصف دقيق يعطى للحكاية جاذبية خاصة سلمت جميلتي دمت بكل السعادة | |||||
23-11-24, 12:34 PM | #13 | ||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| حلم يوم صيفي حلم يوم صيفي في أحد الأيام الحارة من فصل الصيف، حيث كانت الشمس تُضئ الأرض بنورها، كان نجم كرة القدم الشهير "روبن" يستعد للمغادرة من ملعب التدريب بعد يوم طويل من التمرينات الشاقة. روبن، الذي كان يعد من أبرز لاعبي الفريق الوطني، كان محبوبًا بشكل خاص من قبل معجبيه في المدينة، خصوصًا من الفتيات اللواتي يتبعنه في كل خطوة. بينما كان روبن يخرج من الملعب، لفتت انتباهه فتاة آية من الجمال( الفتاة التي كان يحلم بها كلما كانت أمامه مباراة مهمة تخبره بأنها ستأتي لتؤازره وبأنه سيسجل أروع أهدافه في هذه المباراة وبالفعل يتحقق الحلم ويراها تشجعه حقيقًة في كل مرة) واقفة بالقرب من السياج ويجانبها صبي، يلوح له بعصبية وهو يحمل في يده قميصًا يحمل اسمه. اقترب منهما وهو يبتسم بلطف، وقد شعر بشيء من الفضول: "هل يمكنني مساعدتكما بشيء؟" سألهما، بينما كان الصبي يبتسم بتوتر شديد. قال الصبي بخجل: "أريد أن أخبرك بشيء، إنك قدوة لي، وأنت السبب في حبي لكرة القدم. لقد كنت أتابعك منذ أول مباراة لك مع الفريق، وأنا فخور بك كثيرًا أنا وأختي ماري والتي هي من أشد معجباتك أيضاً." روبن شعر بصدق كلماته وابتسم: "أنتِما لطيفان جدًا، هذا يعني لي الكثير. لكن ما الذي يمكنني فعله لكما؟" رد الصبي: " أريد توقيعك. " وبينما كانوا يلتقطون الصور سويا تذكر روبن بأنه لطالما رأى الفتاة في الصفوف الأمامية وتفاءل بابتسامتها المشجعة والتي على إثرها كان يسجل أبدع أهدافه. ولطالما بحث عنها بعد المباريات ليتبادل معها الحديث وليتعرف عليها. ولكنها كانت تختفي مباشرة بعد كل المباريات. فجأة، وكأن روبن قد جمع شجاعته، فتقدم من الفتاة خطوة أخرى وقال: "في الحقيقة، كنت أحلم بلقائك يومًا ما، ليس فقط لتشجيعك لي، ولكن لأقول لك إنني أحلم بأن أكون بجانبك في يوم من الأيام، ربما أكثر من مجرد كونك معجبة لي." تأملته للحظة، ثم قالت بهدوء، وهي تضحك قليلًا بخجل وقد احمرت وجنتاها: "من يعرف؟ الحياة مليئة بالمفاجآت. ربما إذا كانت النجوم قد اصطفَّت، قد نلتقي في مكان ما، وربما في وقت غير متوقع." لم يستطع روبن أن يصدق ما سمعه. قلبه كان ينبض بسرعة، ولم يعرف إذا كانت هذه كلمات بشكل عابر أم كانت هناك حقيقة خلفها. لكن ما كان بعرفه هو أنه لن ينسى تلك اللحظة أبدًا. مرّت الأيام، ولكن حديث روبن معها ظل يعلق في ذهنها، مثل إشراقة أمل في فصل صيف طويل، في انتظار المفاجأة التي قد تحملها الأيام القادمة. وقبل انقضاء الصيف كانا قد أعلنا خطبتهما. بعد أن عرض عليها روبن الزواج بعد مباراة نهائي الدوري التي فاز فيها فريقه بالدوري وسجل هو بها هدفين. وأبدت هي موافقتها أمام العالم أجمع بسعادة غامرة بعد تحقق حلمها وحلمه. | ||||||
23-11-24, 12:48 PM | #14 | ||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| المحيط شاهد المحيط شاهد في أحد الأيام الصيفية الحارة، كانت هديل المهاجرة مع عائلتها منذ عدة عقود إلى الغرب تمضي عطلتها في أحد المنتجعات الساحلية البعيدة عن ضوضاء المدينة. اعتادت قضاء الصيف هناك مع عائلتها، ولكن هذا الصيف كان مختلفًا. المحيط، الشاطئ، والسماء الزرقاء بدت وكأنها تحمل وعدًا جديدًا، وشيئًا في قلبها كان ينبض بأمل قريب. وفي أحد الأيام، بينما كانت تسير على الشاطئ، لفت انتباهها شاب كان يجلس بالقرب من المحيط يقرأ كتابًا. كان يبدو هادئًا ومنعزلًا، ولكن في عينيه كان هناك بريق من الفضول. اقتربت منه بحذر، وتبادلا السلام. اسمه كان غسان، شاب ذو روح مرحة وعينين تشع منهما الرجولة. كان قد جاء إلى المصيف مع أصدقائه، لكنهم سرعان ما انشغلوا بأنشطتهم الخاصة، فوجد نفسه مع الوقت وحيدًا على الشاطئ. مرت الأيام سريعًا بينهما، ومع كل لقاء على الشاطئ أو في المقاهي الصغيرة التي تنتشر على ضفاف المحيط، بدأ التعلق بينهما يكبر. كانت هديل تجد في غسان شخصًا يشاركها اهتماماتها ويشعر بنفس المشاعر التي تعتمل في قلبها. في بعض الأحيان كانا يتحدثان لساعات طويلة عن الحياة، وعن المستقبل، وعن الأشياء البسيطة التي تجلب الفرح. كانت الأمسيات على الشاطئ هي الأجمل. تحت سماء الليل ونجومها المتلألئات، كان غسان يروي لها قصصاً، وهديل تستمع بشغف. وفي كل ليلة، كانت الرياح تحمل معها كلمات الحب لتوأمي الروح الشغوفان. ومع مرور الوقت، بدأ غسان يدرك أنه لم يعد يستطيع تخيل حياته بدون هديل. وفي مساء أحد الأيام، بينما كانا يمشيان على الرمال الناعمة، توقف فجأة أمامها. وشعر بقلبه ينبض بسرعة، وتطلّع إليها بحب مخلص وقال: "هديل، هل تقبلين أن تكوني جزءًا من حياتي، ليس فقط في هذا الصيف، بل طوال العمر؟" صمتت لحظة، ثم ابتسمت بابتسامة عميقة، وقالت: "نعم، ياغسان، لقد كنت أنت أيضًا جزءًا من حلمي طوال هذا الصيف." وفي تلك اللحظة، كان المحيط، الذي شهد بداية علاقتهما، يردد أغنيته الخاصة من الأمواج التي تضرب الشاطئ، وكأنها تبارك هذا الوعد. وبعد أيام قليلة، وعندما كانت العائلة قد تجمعت على العشاء، فاجأ غسان وهديل الجميع بخطبتهما على الشاطئ، أمام المحيط، حيث بدأ كل شيء. وهكذا، انتهت قصة الحب الصيفية، ولكن لم تنتهِ إلا لتبدأ قصة جديدة. كانت تلك اللحظات على الشاطئ، بين أمواج المحيط، البداية لحياة مليئة بالحب والتفاهم والذكريات التي لا تُنسى. شيماء منصور | ||||||
23-11-24, 12:59 PM | #15 | |||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| اقتباس:
سلمتِ وسلم كلامك الرائع وتعليقاتك الجميلة. دمتي دوماً مبدعة.وشكرا لكِ | |||||||
23-11-24, 03:20 PM | #16 | ||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| قصة قدرنا الصيفي قدرنا الصيفي في أحد الأيام الحارة من صيفٍ مشرق، كانت "سما" تجلس على الشاطئ، وفي يدها كتاب چين أوستن الأشهر والذي أنهته للتو. عيناها كانتا تبحثان عن الأفق البعيد، والنسيم البحري يلامس وجهها بلطف. كانت دائمًا تحب الصيف، ليس فقط لأنه موسم العطلات، بل لأنه كان يمنحها وقتًا للاسترخاء والهروب من ضغوط الحياة اليومية. كانت دائماً منذ الصغر مثقفة وواعية وواثقة من نفسها أيما ثقة. وفي تلك اللحظة، اقترب منها شابٌ طويل القامة، شعره أسود كالليل، وعيناه تتلألآن كنجمتين في السماء. كان اسمه "زاهر"، وهو على مايبدو معتد بنفسه قليلًا، صاحب شخصية قوية ونظرة لا تخلو من الثقة الجمة بالنفس. نظر إليها بإعجاب ولكنه لم يجرؤ على الحديث معها على الفور، فكانت سما في نظره تحديًا أكبر مما توقع. "ألن تأتي لتسبحي؟" قال زاهر وهو يقترب منها مبتسمًا. نظرت إليه سما للحظة قبل أن تبتسم بلطف، ثم ردت بصوت هادئ: "السقوط في البحر ليس هدفي هذا اليوم." ضحك زاهر قليلاً، ثم جلس بجانبها، وقال: "أظنك تبحثين عن مغامرة جديدة، أليس كذلك؟" ابتسمت سما ابتسامة صغيرة وقالت: "المغامرة في البحر تكون شيئًا آخر. أبحث عن شيء أعمق." كانت سما منظِمة لحفلات الشاطئ الخيرية والتي كان يؤول ريعها للمخيمات الصيفية للشباب. وفوجئت بتبرع زاهر بالمال والجهد في تنظيم الحفلات معها جنباً إلى جنب. تبادل الاثنان حديثًا طويلًا، وكان بينهما تلميحات من الفكاهة والكلمات اللاذعة التي كان كل منهما يختبر الآخر بها. كان زاهر يظن في البداية حينها، أنها مجرد مغامرة صيفية، بينما كانت سما ترى فيه فرصة للتعرف على شخص جديد خارج إطار حياتها المعتادة في إطار التعاون من أجل الأفضل لمجتمعهم. مرت الأيام، وبدأت سما تكتشف في زاهر جانبًا لم تره في بداية اللقاء. كان طيب القلب أكثر مما يظهر، وكان يكترث بتفاصيل صغيرة حولها، وهو الأمر الذي جعلها تبدأ في فتح قلبها له. وفي المقابل، بدأ زاهر يشعر بمشاعر لا يستطيع تفسيرها، وهي مشاعر لم يكن يعتقد أن الصيف سيجلبها له. وفي آخر أيام الصيف، وفي مساء دافئ تحت السماء المليئة بالنجوم، تحدثا عن مستقبل كل منهما. وقال زاهر: "كنت أظن أنني هنا فقط للمتعة والهواء الطلق، لكنني اكتشفت أنني أريد أكثر من ذلك." أجابته سما بنبرة هادئة، وكأنها كانت تواسيه: "الحب لا يأتي في الصيف فقط، بل قد يأتي في أي لحظة." وهكذا، اختار زاهر أن يمد يده لها، وكأنهما في نفس اللحظة اكتشفا أن مغامرة الصيف هذه، كانت بداية لحياة جديدة بينهما. وبعد أشهر قليلة، وفي أحد أيام بدايات الصيف الجديد الباردة النسيم ، كانت سما تقف أمام عتبة منزلها، وزاهر أمامها، يبتسم بثقة ولكنه يحمل قلبًا مليئًا بالحب. قال لها: "لن أنسى أبداً كيف بدأ كل شيء بيننا. هل تقبلين أن تكوني شريكة لحياتي، ليس فقط في الصيف، بل في كل الفصول؟" ابتسمت سما، وقالت: "نعم، سأقبل، لأنك كنت ولا تزال مغامرتي الأجمل." وهكذا، انتهت قصة الصيف لتبدأ، حيث بدأت حياة جديدة مليئة بالحب والمغامرة. شيماء منصور | ||||||
23-11-24, 06:06 PM | #17 | ||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| الضابط والراقية الضابط والرائعة الراقية في زحام الصيف الحار، حيث تلتقي العيون وتلتقي القلوب في لحظات غير متوقعة، تبدأ قصة سيف الضابط الكبير ومريم المرأة المميزة في محل بيع التذكارات والهدايا. كان الضابط، الذي يدعى "سيف"، ضابطاً رفيع المستوى في الجيش. رجل في منتصف الثلاثينات، يتسم بالهيبة، والصرامة، وجاذبية غير عادية. وجاء إلى المدينة لقضاء إجازته السنوية، فكانت خطته بأن يزور أماكن جديدة ويبتعد قليلاً عن روتين العمل العسكري الذي يسيطر على حياته. وقرر سيف التجول في السوق القديم الذي يتميز بتنوع المعروضات من الحرف اليدوية والتذكارات ليشتري هدايا لعائلته. وهناك داخل محل مزدحم بالتحف الفنية، لفتت انتباهه امرأة جميلة رائعة راقية تشاهد المعروضات القيمة. ولم تنتبه هي له ولم يحاول هو لفت انتباهها. دفعت هي ثمن ما اشترته وغادرت بسرعة. ووجد سيف أنها أوقعت إحدى الهدايا الصغيرة التي اشترتها بدون أن تدرك. فهرول هو وراءها ولكنه وجد بأن الزحام ابتلع وجودها الأثير الجميل. وحاول هو أن يستمتع بعطلته السنوية في أحد المنتجعات بالمدينة الساحلية الأثيرة لديه. وكان قد اعتاد على حياة المدينة المزدحمة والمسؤوليات الثقيلة، لذا كان يحتاج إلى بعض الهدوء والراحة. و في بداية صباح مشمس على الشاطئ، رآها للمرة الثانية تتمشى على الشاطئ. وعرف لحظتها لما عاد مرةً أخرى. و ما الذي كان يشده لتلك المدينة الساحرة. وثاني يوم وكان أحد الأيام الحارة، أيضاً في قلب فصل الصيف، حيث تزدحم الشوارع ويمتلئ الهواء برائحة البحر المملوءة بالملح، كانت "مريم" تجلس في مطعم يطل على الواجهة البحرية في إحدى المدن الساحلية. وكانت فتاة راقية، تتمتع بجمال هادئ وأسلوب راقٍ في كل تفاصيل حياتها، وعيناها الجميلتان كانتا تشعان بالذكاء والعاطفة. أما "سيف"، الضابط الكبير الرتبة في الجيش، فقد جاء في السابق إلى المدينة لتلبية بعض مهام عمله. ولكن المدينة جذبته بجمالها الخلاب. فقرر قضاء جزء من عطلته السنوية بها حيث لم يكن يبحث عن الحب، بل كان يهتم أكثر بالتنظيم والالتزام. ورغم أنه كان يعيش في عالم مليء بالقوانين والانضباط، إلا أن قلبه كان يشتاق إلى شيء مختلف، شيء كان يشعر أنه يفتقده منذ سنوات. وفي نفس المساء وكان إحدى الأمسيات الصيفية الفائقة الجمال، قرر سيف بأن يستريح قليلاً على الشاطئ بعد يوم طويل من التفكير العميق بسر انجذابه للمكان الخلاب والفتاة الأكثر سحراً وكأنها تضفي على المكان ألقاً غير عادي. وكان المطعم بالقرب من البحر هو المكان المثالي له، فجلس في زاوية هادئة، ينظر إلى الأمواج التي تتناثر بلطف على الشاطئ. ولم يكن يتوقع أن تلتقي عيناه بعيني مريم التي كانت تجلس على الطاولة المجاورة مع صديقاتها. عيناهما تلاقتا للحظة، ثم نظر سيف بعيدًا، مستشعرًا جاذبية تلك النظرة. فلم تكن مجرد نظرة عابرة، بل كانت مليئة بشيء لا يستطيع تفسيره ولم يختبره في السابق. لكن الفتاة لم تغفل عن نظرة الضابط هذه المرة بل ابتسمت بخفة، كما لو كانت تعرف بأن لحظة خاصة قد بدأت للتو. مرّت دقائق معدودة، ثم قام سيف بشجاعة نادرة، واقترب من مريم. وكان صوته الجاف المميز يقطع الصمت: "مساء الخير، هل تسمحين لي؟" ابتسمت مريم برقة وقالت: "بالطبع، تفضل." أعطاها الهدية التي أوقعتها، غافلة. وشكرته هي كثيراً. وتبين له بأنها أخت زميل. له وكانت تلك البداية لعدة ساعات، بترحيب من العائلة_ التي أبدى لها سيف رغبته في الاقتران بمريم_ تبادل الاثنان فيها الحديث عن الحياة؛ وعن آمالهم وأحلامهم. واكتشف سيف بأن مريم ليست مجرد فتاة جميلة، بل هي امرأة تمتلك قلبًا مفعمًا بالدفء، وذهنًا حادًا، ورغبة قوية في أن تجد معنى أعمق في الحياة. أما مريم، فقد وجدت في سيف الرجل الذي يعكس القوة والصلابة، لكنه في أعماقه كان يحمل رقةً وحنانًا لم يكن يتوقعه أحد. ومرت الأيام وتكررت اللقاءات بينهما، لا يفصل بينهما سوى أوقات قصيرة من العمل والتزامات الحياة اليومية. وفي كل لقاء، كان كل منهما يكتشف جانبًا جديدًا من الآخر. سيف، الذي اعتاد أن يكون في صفوف القيادة والتحكم، بدأ يشعر بأن قلبه لم يعد ينتمي فقط إلى الجيش، بل إلى امرأة جعلت صيفه وحياته كلها أكثر دفئًا وألوانًا. وفي مساء أحد الأيام الدافئة، حيث كانت الشمس تغرب في الأفق. اتخذ سيف أهم قرار. ونوى على البوح لها تلك الليلة. وفي إحدى أروع ليالي الصيف، أثناء سيرهما على الشاطئ تحت ضوء القمر، توقف سيف فجأة. وأمسك بيد مريم وقال: "أنتِ أكثر مما كنت أتخيل. وأروع مما كنت أتمنى من حياتي. ولم أكن أبحث عنك، لكن الآن لا أستطيع العيش بدونك." ابتسمت مريم، ووضعت يدها في يده برقة، قائلة: "كنت أظن أنني لا أحتاج إلى أحد، لكنك جعلتني أصدق أن هناك أمورًا أكثر أهمية من مجرد العمل والطموحات." وهناك، وسط أصوات الأمواج الخفيفة والنسيم العليل، وقف أمامها كمستقبل واعد وواصل كلامه: "مريم، طوال هذه الأيام الفائتة شعرت بشيء لم أشعر به من قبل. قد تكون الإجازة هذه انتهت، لكن قلبي سيظل دائما لك ومعكِ." ابتسمت مريم بحنان وأجابته: "وأنا أيضًا، لم أتوقع أن ألتقي بك هنا. ولكن يبدو أن القدر كان يخبئ لنا شيئًا مميزًا." وبعد لحظات من الصمت المفعم بالمشاعر، أعلن سيف: "أريدكِ أن تكوني جزءًا من حياتي إلى الأبد." وكان هذا هو بداية فصل جديد في حياتهما. وبعد مرور أشهر قليلة، وفي حفل زفاف بسيط وأنيق، تزوج سيف ومريم، ليبدآ معًا رحلة العمر. وكانت تلك قصة حب صيفية بين ضابط وفتاة راقية، تحولت إلى علاقة أبدية، تمثلت فيها القوة والحنان، والعقل والعاطفة، لتصبح أجمل حكاية عشق عاشتها أرواحهما. شيماء منصور. التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 23-11-24 الساعة 06:39 PM | ||||||
30-11-24, 01:59 AM | #19 | ||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| هدية صيف بسم الله الرحمن الرحيم هدية صيف في أحد أيام الصيف الحارّة، كانت الشابة الصاعقة الجمال "لينا" تجلس على شرفة منزلها المطل على المدينة، تتأمل السماء الزرقاء الواسعة. لقد كانت وحيدة لأن والدها بحكم عمله خارج البلاد معظم شهور السنة ووالدتها توفيت منذ عامين. ولم يزل والدها لم يتخطى موتها بعد بل يكاد هو نفسه يموت حزناً وكمداًعليها. وبينما والدها في الخارج يكابد الأمرين كانت هي مستقرة في موطن رأسهم بحكم عملها. لكن منذ فترة وبعد أن بدأت تتعافى من موت والدتها صدمت هي في نفسها وأخفت عن والدها الأمر حتى لا يعاني الأمرين وقد لا يتحمل أبداً فاجعة أخرى. والآن وبعد قرار إخفاء أخبارها عنه وصمودها بمفردها يوجد في قلبها غصة وكأن هناك شيء مظلم يجثم ويخيم على حاضرها. ويطفئ بريق ورمق الآمال في قلبها. لقد كانت تعاني من مرض مفاجئ جديد وخطير للغاية، وكان الأطباء قد أخبروها بأن الحياة التي أمامها قصيرة جداً، ربما عدة شهور فقط أو أيام قليلة. فلا أحد يدري بالضبط شيئ عن مرضها. وبأنه في العملية الجراحية التي قد تُجرى لها قد يكون الحل، ولكنها قد تودي بحياتها وتؤدي إلى موتها أيضًا ونسبة التعافي من العملية ضئيلة جدا وفيها مجازفة شديدة. وبما أنها كانت تعلم بأن الفرصة ضئيلة جداً، فقد قررت أن تختار طريقًا مختلفًا. قررت أن تترك كل شيء وراءها وتذهب إلى شاطئ البحر. فلربما تكون تلك هي الأيام الأخيرة من حياتها، وربما كانت تحتاج فقط إلى مكان هادئ، حيث يمكنها أن تجد بعض السلام قبل النهاية. وكانت أيامها تمر ببطء على الشاطئ، تقضيها في المشي على الرمال، والاستمتاع بالمياه الباردة، وفي كل يوم كانت تطلق العنان لناظريها مخترقتان الأفق الممتد أمامها، وكأنها تبحث عن شيء أو عن أي شخص بدون أن تشعر؛ يوقف زحف اليأس ويهدئ من قلق يتآكلها بدون أن تدري على الرغم منها. لكن في يوم من الأيام، بينما كانت تجلس على رمال الشاطئ، أهداها الصيف هديته فاقترب منها رجل شاب كان يبدو غريبًا عن المكان.و كان يرتدي زيًا أبيض، ونظراته تحمل نوعًا من القلق والجدية. "أنتِ مريضة، أليس كذلك؟" سألها بصوت هادئ. نظرت ليناإليه بدهشة، لكنها سرعان ما أدركت بأنه طبيب، فقد كان هناك شيئًا ما في عينيه يعكس معرفته العميقة بالمشاعر البشرية. "أنتِ مصابة بنفس المرض الذي أخصص دراستي له" قال الطبيب الشاب، الذي عرفته فيما بعد أنه يدعى "سلام". بدأ الحديث عن حالتها، وكم كانت تعرف عن مرضها، وعن قرارها بترك العلاج والعيش ما تبقى لها من الوقت بهدوء. لكن سلام لم يقتنع بهذا القرار. لقد كان هناك يعمل في نفس المستشفي الذي تتعالج فيه والذي اكتشفت فيه مرضها. وكان يأمل بأن يقوم بإجراء الجراحة الخطيرة لها. وعندما تخلت عن التمسك بالحياة وقررت عدم المحاولة في نفسه صنف قرارها بأنه نوعاً ما نوع من الإنتحار بطريقة أو بأخرى. وأصابه ذلك في الصميم ولا يدري لماذا؟! فلقد كان مدرباً تدريباً عالياً على ألا يتعاطف مع المرضى تعاطفاً سلبياً يؤذيه أو يؤذيهم. ولكنه معها هي لم يستطع. فوجد نفسه ينزلق نحو التعمق في التعلق بها وبحالتها وبالاستماتة في الحفاظ على حياتها والإبقاء عليها سليمة مهما كان الثمن أو كانت التضحيات. وكان واضحاً للغاية مع نفسه، فهو لم يكن يشفق عليها أبدا. ولا يعتبرها فقط حالة إنسانية. بل تخطى مرحلة الحالة الإنسانية إلى أنها أصبحت كأنها نفسه التي بين جنبيه. وأصبح مرضها شغله الشاغل بدون أن تدري هي به وبمشاعره. "أنتِ شابة وجميلة، ولا يجب أن تستسلمي هكذا" قال سلام. "العملية التي أخبرتك عنها ليست بلا خطر، لكن هناك دائمًا أمل. قد تكون لديك فرصة للحياة، ومن المستحيل أن تعرفي إذا لم تحاولي." كان حديثه وحرصه على علاجها بنفسه يعكس هياماً عميقًا، وكان قلب لينا قد بدأ في التردد. فلم تكن قد فكرت أبداً في العودة في قرارها والعودة إلى الأطباء ومحاولة الشفاء بعد كل ما مرّت به من آلام وقرارات، لكن كلامه شدّها بطريقة غير عادية. فزارته مرة أخرى في عيادته، وبدأت تشعر بأن هناك شيئًا ما في قلبها يحيا من جديد. ومع مرور الأيام، بدأ الحب ينمو بينهما بصمت. وكان سلام يحاول إقناعها بإجراء العملية، بينما كانت هي تشعر بأن قلبها ينبض للمرة الأولى. وكانت تحب تلك الطريقة التي كان يراها بها: فهو لم يكن يراها كمريضة، بل كإنسانة تستحق الأفضل وجديرة بالحياة. وفي النهاية، وبعد الكثير من الحوارات والقلق، قررت لينا بأن تخضع للعملية. وكانت تعلم بأن هناك خطرًا كبيرًا، ولكنها أيضًا كانت تشعر بأنها لا تريد أن تترك الحياة وتغادرها بدون أن تحاول. ولو شفقة على والدها ورأفة به.. وبعد أسابيع من الصراع والمخاوف، جاءت اللحظة المنتظرة. ونجحت العملية بفضل يد سلام الخبيرة، وعادت لينا إلى الحياة، لكن لم تعد كما كانت. بل كانت أكثر قوة، وأكثر قدرة على تقبل الحياة بكل ما فيها من تحديات. ومرت الأيام، ومع كل لحظة كانت تشعر بقيمة الحياة أكثر. ولم يكن سلام مجرد طبيب بالنسبة لها، بل أصبح حب حياتها. وقفت على شاطئ البحر مرة أخرى، ولكن هذه المرة، كان الأفق يلمع أمامها بالأمل، وكانت تعرف بأن حياتها ليست مجرد أيام معدودة، بل رحلة جديدة بدأت للتو. بكل الإحتمالات المبهجة الممتدة أمامها ومع من لم يتركها في رحلة علاجها الحالكة وقدم لها قلبه لتحيا فيه. وصب روحه في عمل المستحيل ليتم شفاءها بجميل فعاله. التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 30-11-24 الساعة 02:53 AM | ||||||
30-11-24, 08:58 PM | #20 | ||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
| قصة صيف أبدي بسم الله الرحمن الرحيم قصة صيف أبدي في قلب العاصمة، حيث تتنقل الحرارة بين جدران المباني وتختلط في الهواء رائحة الصيف بعطوره وألوانه المبهجة الباعثة على التفاؤل وحب الحياة بقوة، كان اللقاء الأول بين آلاء ولامع، لقاءًا قدريًا لم يكن في حسبان أحدهما. آلاء، الشابة الطموحة التي تحمل في عينيها حلمًا لا ينتهي، كانت تسير في شوارع المدينة الصاخبة محاطةً بهدوء يميزها عن باقي العالم. أما لامع، الشاب الناجح في عالم الأعمال، الذي بدأ يثبت نفسه بفضل ذكائه وحكمته، فكان يواجه تحدياته اليومية بحزم، دون أن يعير اهتمامًا للمشاعر أو العلاقات. لكن لقاءهما الأول في أحد المطاعم الراقية المتميزة جداً والهادئة. كان بداية لتغيير جذري في حياتهما. لقد كانت آلاء هناك برفقة صديقتها، عندما دخل لامع المكان. نظر إليها صدفةً، فشعر بشيء غير مألوف يثير انتباهه. بينما كانت هي، بطبيعتها الصادقة، تبتسم بعفوية لأبسط الأشياء، حتى وإن كانت درجات الحرارة المرتفعة قد أثقلت على الجميع. ولم يكن لامع يعلم بأن تلك الابتسامة ستصبح رمزًا للأمل في قلبه. كان هذا يوم افتتاح فرع للمطعم المشهور ولامع كان على صلة عمل مع صاحب سلسلة المطاعم وصلة صداقة مع ابن أخيه وشريكه بينما كانت آلاء صديقة ابنة صاحب المطعم وبمناسبة الافتتاح أهدتها جدارية ممهورة بتوقيعها( حيث كانت رسامة على أعتاب الشهرة. ولكن تحب الهدوء وتؤثر العزلة، لتتمتع بالعمل في هدوء وتميز وصمت). أعجبت الجدارية الرقيقة المتميزة الجميع وأبهرت لامع. ولم يجد إلا نفسه معجباً بآلاء وطلب منها جدارية لشركته. فرفضت برقة. لأن عملها كان هدية خاصة لصديقتها. ولكنها وافقت بعد ضغط صديقتها بإيعاز من لامع. وبعملها معه كانت الأحاديث بينهما تتنوع بين الحياة والعمل والأحلام، وكان كل منهما يرى في الآخر شيئًا مميزًا. فآلاء التي كانت تظن بأن النجاح هو عبارة عن شجاعة وحلم بدأ يتحقق، ولامع الذي عاش حياة مليئة بالتحديات، بدأ يشعر بأن هناك رابط قوي خفي في هذا التقارب السريع والتناغم الساحر بينهما. القوة كانت دائماً شعاره. ولكن قوة مشاعره تجاهها لم يختبرها أو يمر بها من قبل. وقد تكون مشاعره الجارفة هذه هي العامل الذي يحتاجه ليكمل مشواره، بل وليكتشف جانبًا آخر من الحياة. لكن حبهما لم يكن سهلاً أبداً. فقد كان يتطلب صراعًا مع عالم يراه لامع مليئًا بالشكوك، وعالم آلاء الذي يطالبها بالتضحية والاختيارات الصعبة. وكانا بحاجة إلى قوة لحماية ارتباطهما، قوة أكبر من الظروف التي تحيط بهما. فالحب، رغم جماله، كان يحتاج إلى دعائم قوية تمنحه الاستمرارية. فعلى الرغم من تميز آلاء ولمعان مستقبلها وتميز قصتهما وتفردها عن غيرها. وشدة مشاعرهما ونبلها إلا أنه كانت هناك فوارق طبقية بين عائلتيهما. فتوقعات عائلته لفظت عائلة آلاء الميسورة الحال ولكن الأقل شهرة من عائلتهم ذات التوقعات المستحيلة من عروسه المستقبلية وكانت مرسومة ومخطط لها بأدق تفاصيل. وهكذا، مع مرور الوقت، بدأ كل منهما يدرك أن حبهما يحتاج إلى حماية ليست فقط من تحديات الحياة العملية، بل من التوقعات الاجتماعية والمجتمعية التي تحيط بهما. وكان الحب بين آلاء ولامع بحاجة إلى الثقة المتبادلة، والقدرة على مواجهة العالم سوياً، وقوة من نوع خاص تمنحهما الاستمرار. وتمنعهما من الانزلاق نحو فخاخ تفريقهما والاستماتة لفصم ونزع ارتباطهما. وفي إحدى الليالي الصيفية الجميلة، بينما كانت الأضواء تلامس مياه النيل في العاصمة، قرر لامع أن يفتح قلبه. فنظر إلى آلاء، وقال لها: "لقد تعلمت أن النجاح ليس فقط في الأعمال، بل في أن تجد شخصًا يشبهك، يفهمك، ويقويك. أنتِ حلمي الذي يتحقق، وأنا مستعد لأخوض معكِ كل المعارك من أجل أن نكون معًا إلى الأبد." ابتسمت آلاء، وعيناها تتألقان بأمل، وأجابته: "إذا كانت الحياة معك هي الطريق الذي يجب أن أسلكه، فإني على استعداد لأن أعيش كل لحظة فيه." وهكذا، توجت قصة حبهما بالقوة التي منحتهما إياها ثقة كل منهما في الآخر. حب كان له من القوة ما يجعله يواجه تحديات العالم بشجاعة، ليستمر حتى يصبح زواجًا،و يحكي عن قصة صيفية، حيث بدأت حكاية حب بين شابة حالمة ورجل أعمال ناجح، كانا معًا لا يهابان شيئًا.إلا أن استحالة قصتهما بالنسبة لعائلته وجّهت دفة خطبتهما إلى جليد صعوبات أدى إلى فصم ارتباطهما قبل أن يبدأ. وبمضي السنوات في هذه العاصمة الكبيرة التي تعج بالأبراج الفاخرة، كان يوجد رجل الأعمال الثري، لامع يكابد الوحدة بعد نسيانه حبه المكسور المقهور. وكان لامع قد أسس إمبراطورية مالية ضخمة في عالم الشركات والاستثمار، وصار اسمه معروفًا في الأوساط الاقتصادية، ورغم نجاحه المهوول، كانت علاقته بعائلته أكثر تعقيدًا. فقد كانت عائلته تتسم بالصرامة، حيث كان والده رجلًا قديم الطراز، يؤمن بأن المال والسلطة هما أساس كل شيء، بينما كانت والدته شخصية تقليدية تسعى دائمًا لإبراز مكانة العائلة الاجتماعية. لكن لامع كان يحمل في داخله دائمًا طموحًا أكبر من مجرد المال. فقد كان شغوفًا بالفن، ويملك ذوقًا عاليًا في تقدير الأعمال الفنية. وفي أحد الأيام، بينما كان مدعواً في معرض للفنون الحديثة، لفتت انتباهه لوحة رائعة تُظهر جمالًا خامًا وبسيطًا في عالم يعج بالكماليات الزائفة.و كانت اللوحة من إبداع آلاء، وهي الرسامة الشابة التي ظن أنه نسيها. بعد أن فرقتهما العائلة منذ سنوات لم يذق هو فيها طعماً للسعادة. لقد كانت آلاء التي تنحدر من عائلة بسيطة كما هي تعيش بعيدًا عن الأضواء. وكانت تعمل في صمت، وتُترجم أحاسيسها وأفكارها إلى لوحات، بعيدة عن هموم المال والشهرة. وفي تلك اللحظات المليئة بالمفاجآت والتي تشبه المعجزات، شعر لامع بشيء مختلف للمرة الثانية ولكن بشكل أقوى من السابق. وكأن قدره رتب للقاء ثاني طال انتظاره له ولطالما تعطشت له روحه وتلهف له قلبه بدون وعي. فقرر أن يقترب منها مرةً أخرى لأنه لم يستطع نسيانها. وبالفعل بدت مشاعرهما قوية بينهما وتأججت قصة حبهما من جديد. وكان لامع مفتونًا بفن آلاء، بينما كانت هي تجد في لامع رجلًا مختلفًا عن باقي رجال الأعمال، إذ لم يكن يهتم بما يملكه، بل كان يُقدر روحها وحبها للفن. لكن الخلافات بدأت تظهر بينهما من جديد مع مرور الوقت. فبالرغم من أن لامع كان متيمًا بفن آلاء إلا أن عائلته لم تكن تُقدر هذا الفن. فكانوا يعتبرون الرسم مجرد هواية ليس لها أي قيمة في عالم المال والأعمال. بل هو مجرد زينة. وكانت والدته دائمًا تشير إلى أن الفن لا يُشبع البطون، وبأنها وصولية ومتسلقة إجتماعية. وبأن الزواج من فنانة يُعد هدرًا للوقت. فهي مزاجية ليست ذات مكانة ثابتة مرموقة، إلا بالزواج منه وقد يتوقف إبداعها الغير مفهوم في أي لحظة. وبدأت الضغوط تُثقل على لامع، كما في السابق. وكانت عائلته باستماتة تدفعه بشكل مستمر للابتعاد عن آلاء، مؤكدين له أنه لا يمكن لرجل أعمال مثله أن يرتبط بشخصية من عائلة بسيطة. وفي البداية، حاول لامع بأن يُوفق بين عائلته وآلاء، لكنه أدرك تدريجيًا أن التوازن بين عالم المال وعالم الفن أمر صعب للغاية. وفي إحدى الأمسيات، خلال عشاء عائلي، بدأ الحديث يتصاعد بين لامع وعائلته، وبخاصة عندما تم التطرق إلى موضوع آلاء. قال والده بنبرة حادة: "أنت رجل أعمال ناجح، لماذا تضيع وقتك مع فنانة؟ هذه ليست بيئة تناسبك. عائلتها متواضعة جدًا ولا تليق بك." رد لامع بتحدٍ: "آلاء هي ما أحتاجه، هي تعني لي أكثر من أي صفقة أو استثمار. أنا لا أبحث عن المال فقط. إنها تُظهر لي بجمالها الرقيق الناعم الجمال في العالم بطريقة لا أستطيع تذوقها بمفردي." ولكن، رغم مشاعره العميقة تجاه آلاء، كانت الفجوة بين عائلته والفنانة تتسع. وأصبح القرار أكثر صعوبة. لم يكن لامع يرغب في فقدان آلاء، لكنه كان في الوقت نفسه لا يريد أن يخسر عائلته. وفي لحظة من التأمل، قرر لامع أن يتبع قلبه. وبدأ يواجه عائلته بصراحة، قائلًا: "إنني أحب آلاء، ولست بحاجة إلى موافقتكم لأعيش حياتي. وليس كل شيء في الحياة يتعلق بالعائلة أو المال، هناك أمور أكبر من ذلك." وتأثرت آلاء بهذه الكلمات أيما تأثر، لكنها كانت تعرف أن الطريق الذي يختاره لامع سيكون محفوفًا بالتحديات. ومع مرور الأيام، نجح لامع في إقناع عائلته بضرورة احترام اختياراته، حتى وإن كانت تختلف عن تطلعاتهم التقليدية. وفي النهاية، بدأت عائلة لامع تدرك بأن المال ليس هو المقياس الوحيد للنجاح في الحياة. بينما استمرت آلاء في رسم لوحاتها، وكانت هي ولامع قد أسسا معًا حياة مليئة بالحب والتفاهم، بتوازن بين الفن والمال، وبين العائلة والاستقلال، ومؤكدين أنه في النهاية، الحب هو الأهم. وهو بحاجة لقوة لتحميه ومثابرة وإصرار ليستمر وينمو ويقوى عوده. رباط أبدي بدأ في أجمل الفصول ليستمر ويتغلب على العقبات والعراقيل ويقوى للأبد. التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 30-11-24 الساعة 09:48 PM | ||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|