10-01-25, 01:30 AM | #31 | ||||
| الفصل الثامن ... أنت سعادتي عاد عمر وسهيلة إلى الفندق لترتيب أغراضهما للعودة إلى القاهرة. واتجه عمر إلى حجرة سناء التي كانت تصلي الضحى وتدعو لأولادها وأحبائها.. كما تعودت دائما.. جلس بجوارها وهو يدعو الله أن لا تعارض زواجه من سهيلة، فهو أيضا داخله نفس مخاوف سهيلة.. كان يفرك يده باضطراب، ولا يدري كيف يبدأ الكلام.. أنهت صلاتها وتأملته وهو يجلس جوارها بشرود وعلى وجهه القلق.. فسألته وهي تضع يدها على ركبته: إلى هذا الحد الأمر شائك؟ رفع رأسه إليها قائلا: لقد تقدم أحدهم اليوم لسهيلة... وصمت قالت: ثم بعد؟ قال: وهي مترددة في القبول وتخشى أن يرفضها أهله.. قالت بدهشة: لماذا يعني ما بها؟ قال بتردد: لأنها سبق لها الزواج وهو لم يتزوج من قبل.. قالت: هل يحبها؟ قال: جداً.. يحبها ويحترمها فهي غيرت حياته وأصبح لها معنى وطعم.. قالت: وهي هل أحبته؟ قال: يبدو ذلك.. قالت: وأنت ما رأيك؟ قال: في ماذا؟ قالت: في هذا العريس.. أنت من رأيته.. هل ترضاه لها؟ هز رأسه وقال: أراه مناسبا لها.. ابتسمت قائلة: يعني أنت موافق ! قال: ولماذا لا أوافق.. نظرت إلى عينيه التي تهرب منها وقالت: هل تحبها؟ هز رأسه إيجاباً.. فضربته بخفه على ركبته قائلة: متى تعلمت اللف والدوران يا باشمهندس؟ هل تظن أنني لا أشعر بك! أم لم أشعر بالتغير الذي حدث فيك منذ أن اقتربت سهيلة من حياتنا؟ أو لم أشعر بغيظك وغيرتك من ذلك المدعو هشام، وتغير وجهك وانقلاب كيانك... أمسك عمر يدها وربت عليها قائلا: هل يبدو أمري واضحا؟ قالت وهي تربت على وجهه بحنان: لا يا بني.. ولكنني أمك التي تحفظك وتشعر بك وتتمنى لك السعادة.. قال لها بقلق: حسنا يا أمي.. نحن أنا وهي نخشى من رأيك في زواجنا. تطلعت إليه وقالت: هي معها حق.. فهي لا تعرفني.. ولكنك ليس لديك عذر لهذا، هل سأرفض إنسانة مثل سهيلة لظروف ليس لها يد فيها، بالعكس يا بني، أن ما حدث أمامنا أظهر طيب قلبها ونقائها، فماذا سأتمنى لابني أكثر من أنسانة تحبه وتحترمه، وقلبها يمتلئ بالطيبة والصفاء، ولا يحمل غلا لأحد.. هز رأسه مكملا: معك حق يا أمي، لقد رأيتها أول مرة جاءت سيرتهما أمامها، ومدى انهيارها وألمها وهي تسترجع ما فعله معها، ولكنها عندما تواجهت معهما لم تسيء لهما بل على العكس اهتمت بالبنات، وأنقذت ابنتهما وفقدت صوابها عندما ظنت أن منى ألقت البنات في البحر، إن سهيلة إن كنت أحببت فيها من قبل جمالها ورقتها وأخلاقها، أحببت أكثر رقة مشاعرها وصفاء قلبها؛ إنها تستحق كل الخير يا أمي وأتمنى أن أحقق لها ما تتمنى من السعادة. قالت سناء: وأنت أيضا يا بني تستحق كل خير وسعادة، فأنتما تليقان ببعضكما، والحمد لله الذي استجاب دعائي لك بإنسانة مثل سهيلة.. فأنت تعرفها منذ أكثر من خمس سنوات ولم ترى منها إلا كل خير قال عمر: أي أنت موافقة عليها؟ قالت وهي تمسح على رأسه: إن شاء الله عندما نعود للقاهرة نتواصل مع أهلها وسأقيم لكما عرسا ليق بمقامك ومقامها بإذن الله.. هب عمر واقفا واحتضن أمه وقبل رأسها ويدها هاتفا: بارك الله فيك يا أمي.. هذه أسعد لحظة في حياتي.. قبلت خده قائلة: بل في حياتي أنا يا حبيبي.. يوم أن أراك سعيداً في حياتك وراضي عنها.. وفي طريق العودة كانا عمر وسهيلة يتبادلان القيادة وسناء سعيدة بشعورها أنهما أكثر قربا وسعادة .. وطلبت منهما سهيلة أن يأتيا معها لشقتها ليتفقدوها بعد التعديلات، والإطلاع على الكتالوجات التي تركها المهندس لاختيار الاثاث.. فقالت لها سناء: يسعدني هذا للغاية إذا وصلنا في وقت مناسب.. وصلوا إلى استراحة وسط الطريق بعد أذان العصر. فتوقفوا للصلاة وتناول الغداء، وبعد الصلاة جلس عمر وسهيلة يشربان الشاي، وكانت سناء ما تزال تصلي.. قال عمر وهو يتأمل سهيلة: هل فكرتي أين سنعيش بعد زواجنا؟ ابتسمت بخجل وقالت: لا لم أفكر، ولكن عندنا شقتي لقد غيرت ديكوراتها تماما والأثاث، يعني لا أتركها خالية بعد ذلك.. ما رأيك إذا لم يضايقك؟ قال: أنا لا أعترض علىما فيه سعادتك.. ولا يهم المكان، ولكن ما دامت شقتك فلي شرط واحد.. نظرت له بتساؤل وهي ترشف رشفة من كوبها.. فقال: أن أتكفل أنا بكل تكاليف التجديدات والأثاث.. ابتسمت قائلة: كما تشاء.. أنه بيتك.. قال: بل جنتي التي سأسكن فيها مع ملاكي.. حسنا متى يمكننا أن نأتي مع أمي لطلب يدك من كبراء عائلتك؟ ظهر الحزن في عيونها.. وهي تطرق رأسها أرضا: أنا ليس لي أحد تقريبا، فمعظم أقاربي ابتعدوا عني بعد وفاة أبي وخاصة أنه لم يترك لهم شيئا ليرثوه، لأنه كتب كل أملاكه باسمي بيع وشراء، فلم يجدوا عندي مصلحه لهم.. قال لها: لا يهم فأنا كما قلت لك من قبل سأكون لك أنا وعائلتي، حتى أنك تنافسيني في قلب أمي.. سمعت سناء جملته الأخيرة وهي تقترب منهم وقالت بمرح: لا يا قلب أمك، إن سهيلة غالية علي أكثر، لأنها مصدر سعادة قلب إبني.. وصلوا القاهرة واتجهوا لشقه سهيلة.. فاختار عمر مع سهيلة الأثاث لفرش الشقة كلها، وقررت سهيلة التبرع بباقي الأثاث.. ووعدها المهندس بالانتهاء من فرش الشقة خلال أسبوعين على الأكثر وستكون جاهزة، وخلالهما سيعمل عمر وسهيلة على تجهيز الشقة بكل ما يلزمها.. واتفقت معهما سناء أنها ستجمع العائلة بعد الغد ليزوروا سهيلة في شقتها التي تعيش بها مؤقتا لطلب يدها.. وتقديم الشبكة التي تليق بها.. كادت سهيلة تطيرمن السعادة وهي ترى حب سناء وتقديرها لها، وأيقنت أن عمر ووالدته هدية من الله لها لتعويضها عن كل ما لاقته، واعتبرت أن حياتها بدأت من اللحظة التي صرح فيها عمر بحبه لها. ودعها عمر ووالدته على أنهما سيتقابلان غدا في الشركة، لاستلام عملهما الجديد الذي تم تكليفهما به فور عودتهما من إجازتهما.. وبعد انصرافهما اتجهت سهيلة إلى حجرتها لتنام، فقد كان يوما جميلا وطويلا منذ ليلة الأمس.. نظرت إلى ساعتها كانت حوالي 7:00 تذكرت أنه ليس معها هاتف، فقررت أن أول شيء ستفعله غدا هو شراء هاتف.. والحصول على شريحة بدل المفقودة. جهزت ما سترتدي للغد ووضعت أمامها اللاب توب على فراشها لتسترجع صورها مع عمر، حتى ذهبت في سبات عميق لم تستيقظ إلا قرب الفجر. كانت في غاية السعادة.. فغدا بإذن الله سيتم خطبتها لعمرالذي مجرد ذكر إسمه يسبب لها سعادتها.. شكرت الله على نعمته بأنها اقتربت من عمر ومده لها يده الحانية وأخرجها من كهفها المظلم، وصار لها عائلة جميلة.. استعدت سهيلة للخروج لذهابها للعمل ووقفت أمام المرآة لتفقد اللمسات الأخيرة.. سمعت طرقا على باب شقتها.. تعجبت من سيأتي في هذا الصباح الباكر.. فتحت الباب فوجدت عمر أمامها مبتسما وهو يقول لها في خفوت: صباح الخير يا أجمل أسباب سعادتي.. قالت بدهشة: عمر! صباح الخير.. ماذا حدث؟. أعطاها حقيبه صغيرة قائلا: لقد اشتريت لك هاتفا بدلا عما فقدتيه حتى أستطيع التواصل معك.. تفضلي سأنتظرك أسفل البناية لنذهب للعمل معا اليوم، هيا لا تتأخري. واستقل المصعد ودخلت شقتها.. وأخذت حقيبتها ووضعت فيها هاتفها الجديد، وخرجت من البناية.. كان يقف أمام البناية ينتظرها قائلا: سنذهب لشراء شريحة لهواتفنا ثم نذهب للشركة.. هيا يا أميرتي. ابتسمت سهيلة قائلة: إنك تدللني كثيرا يا عمر.. هز كتفيه وهويتجه نحو سيارته قائلا: وماذا بيدي لا أستطيع إلا أن أفعل ذلك.. كان قلب سهيلة وعقلها يطير من فرط سعادتها باهتمامه بها، وبحبه الذي تراه في عينيه وتصرفاته معها، هي أيضا تحبه كما لم تحب من قبل، لقد ولدت سعادتها على يده.. وما أن وصلا إلى الشركة حتى دعاهما رئيسهما، وكلفهما بالمشروع الجديد لصالح إحدى شركات الانشاءات الهندسية السياحية الجديدة. وأخبرعمر أنه مطلوب بالاسم وأن سمعتهما سبقتهما وذلك سيجعل لهما ميزات مالية أكثر. وتناول عمر وسهيلة التصميمات ووقعا العقود مع المسؤولين، ثم اتجها إلى مكتب عمر، ومن ورائهما زملائهما والعاملين في الشركة قد لاحظوا الاشراق والسعادة الواضحة عليهما معا.. | ||||
10-01-25, 01:33 AM | #32 | ||||
| الفصل التاسع ... لقاء الماضي أستلم عمر وسهيلة التصميمات بعد أن وقعا العقود مع ( شركه نورسين للانشاءات السياحية ) وهي إحدى شركات المجموعة الاقتصادية الجديدة ( نورسين جروب ).. وكعادتهما عمر وسهيلة جلسا في مكتبه ليدرسا المشروع.. والتصميمات التي سلمتها لهما الشركة صاحبة المشروع.. ملأت الدهشة نفس عمر، إن هذه التصميمات مصممة بأسلوبه ونفس أفكاره، فهذا المشروع قد رسمه مع نوران منذ أكثر من 12 عاما، نعم أنه يذكره جيدا، كان بعد انتهائه من الامتحانات. كيف وصلت هذه التصميمات إليه مرة أخرى.. أنه يتذكر أنه مزقها في أحد نوبات غضبه عندما اشتاق إلى نوران.. لاحظت سهيلة شروده فقالت وهي تربت على كتفه: ما بك يا عمر؟ هل يوجد شيء بالتصميمات؟ قال بشرود: بل بالعكس.. إنها مصممة بعناية حتى أنني أسأل لماذا من صممها لم يقم بتنفيذها بنفسه.. سمع صوتا أنثويا يقول: لذلك أنا حرصت على أن تنفذها أنت.. التفتا إلى مصدر الصوت.. فكانت سيدة جميلة، لا يمكن أن تعطيها سنها الحقيقي، فهي ما زالت كما تركها.. بل ازدادت جمالا وتألقا بعينيها العسليتان وشعرها الذهبي المنسدل على كتفيها، وابتسامتها الرقيقة العذبة التي كانت في الماضي تذيب قلبه.. ارتجف قلبه بين ضلوعه لوهلة.. فهو لم يتوقع أن يراها مرة أخرى.. وتلاقت عيناهما لأول مره بعد 11 سنة، ورغم مرور كل هذا الزمن إلا انه استطاع أن يقرأ نظراتها، فهي حب الصبا والشباب، كان يقرأ أفكارها من عينيها، وهي كانت أيضا كانت كذلك.. قالت عيناها: عمر حبيبي.. إشتقت إليك جدا.. لقد زادتك السنوات وسامة وجاذبية وتألقا. ولكن نظراته لها صدمتها وردت حنينها إليه إلى قلبها صفعات مؤلمة عندما ردت عيناه: ولكنك لم تعودي موجودة داخلي لقد قتلتي داخلي كل مشاعري نحوك.. أرتجف قلبه تأكيدا لهذا الشعور.. عجبا لم يكن يتصور يوما أنه لن يتأثر بها عندما تكون أمامه، حتى صوتها الذي كان يختلط بكيانه فيسمعه ويرقص قلبه طربا به.. صار بلا معنى.. اقتربت منه حتى كادت تلقي بنفسها بين ذراعيه من شوقها إليه.. أن تبكي على قدميه ليسامحها بعد كل هذا الوقت.. لقد باعت كل شيء لتشتري المال والنفوذ.. باعت قلبها النابض بحب عمرها، وباعت قلبه وحبه واخلاصه لها.. مدت يدها لتلقيها بين يديه وتقول بصوت مرتعش من اللهفة: كيف حالك يا عمر؟ مرت سنوات طويله لم نتقابل فيها.. نظر لها ببرود وقال بحسم: أظن آخر لقاء لنا حسم كل الأمور.. قالت وهي تضغط على راحته براحتها وتحتضن كفه بين كيفها: من قال ذلك؟ من قال أنه آخر لقاء بيننا؟ سحب كفه من بين كفيها وابتعد عنها ليقف بجوار سهيلة، التي أدركت أنه لا داعي لوجودها، آلمها ظهور نوران، فلم تكن تحتاج أن يخبرها من هذه السيدة التي تنظر له هذه النظرات.. فقالت بارتباك: استأذنكم.. سأذهب إلى مكتبي حتى تنتهي.. فأمسك يدها قائلا: لا انتظري.. أحب أن أعرفك، مدام نوران.. كانت خطيبتي يوما ما ولكنها فضلت علي رجل أعمال غني وتزوجته.. وافترقت بنا الطرق.. ثم أشار إلى سهيلة التي يمسك يدها بيده قائلا بفخر واعتزاز: المهندسة سهيلة.. شركتي في النجاح وزوجتي.. التفتت نوران بنظرها إلى سهيلة كأنها تلاحظ وجود أحد معهما في المكتب لأول مرة.. وتأملتها بهيئتها الهادئة الوقورة.. وثبتت نظرها على يدها التي يمسك بها عمر.. فسحبت سهيلة يدها من يد عمر بارتباك، وهي تقول: أهلا بك، حسنا سأتركك مع ضيفتك.. نظر إليها مبتسما ابتسامته الجذابة وقال بحب: حسنا يا عزيزتي، سأنهي حديثنا مع الضيفة.. وتجديني أمامك.. خرجت سهيلة وقد هوى قلبها وهو يرتجف بين ضلوعها ألما، رغم أنفها أصبحت طرفا ثالثا في علاقة ، ليتها ظلت بعيده عن الناس.. ليتها ظلت في عالمها ولم يصبح هو كل عالمها.. هل حقا نسى ما كان بينه وبين نوران من حب؟ لقد لاحظت اضطراب وجهه، ولاحظت حديث العيون بينهما.. نوران ما زالت رغم هذه المدة تعشقه، وهو ربما يكون غضبان منها فقط. فهي الحب الأول في حياته.. ولم يحب غيرها طوال هذه السنوات... هل ما بين عمر وبيني حب؟ أم احتياج؟ أم راحة؟ أم ماذا؟.. دخلت حجرتها وأغلقتها عليها، وسالت دموعها في صمت.. إنها تخاف أن تفقد الإنسان الوحيد الذي أعطاها الأمل وأعادها للحياة مرة أخرى.. لن تتحمل أن تفقده أبدا.. أنها أحبته جدا، لقد خفق قلبها بالحب مرة أخرى من أجله بعد أن ظنت أنه لم يعد يخفق.. أغلقت سهيلة باب مكتب عمر خلفها، فاقتربت منه نوران وهي مطرقة الرأس كعادتها معه عندما تخطئ في حقه.. وقفت صامتة .. تأملها هل جاءت حقا لتعيد له ما فقده معها؟ منذ 11 عام كانت تذيب داخله عندما كانت تقف أمامه هكذا.. تأملها بصمت حقا لم يكن بداخله أي مشاعر نحوها ليسترجعها، كانت ذكريات بعيدة كأنها لأحد غيره، هو الآن لا يشعر حتى بالغضب منها.. مدت يدها تحتضن كفه وهي تتطلع إلى ملامحه في شوق بعيونها الدامعتين وتقول له: عمر كم اشتقت إليك.. حقا لا أدري كيف مر هذا الوقت علينا لم نتقابل؟ كيف استطعت تتحمل السنوات التي مرت علينا ونحن في هذا الفراق.. سحب يده من يدها وهو يجلس خلف مكتبه قائلا: أنت صاحبه هذا الاقتراح.. أنت من تخليتي عنا وعن حبنا.. ولست أنا.. ثم إنه مر على ذلك وقت طويل، أعجب من أنك ما زلت تحفظين ملامحي.. يبدو أن لك ذاكرة قوية .. نزلت دموعها وهي تقول برجاء: عمر لا تكون قاسيا معي، أعرف أنني أخطأت في حقك وفي حق حبنا.. وفي حق نفسى.. لقد مرت علي هذه السنوات قاسية، وعندما عرفت مكانك تركت كل شيء، وطلبت الطلاق وأصررت عليه وانتظرت عودتك من إيطاليا وجهزت لك هذا المشروع الذي حلمت به معي في يوم من الأيام لتنفذه بنفسك، سيكون نقطة التحول في أعمالك، عمر حبيبي لا تنظر إلي هكذا، هذه العيون تقتلني بعد أن كانت تحييني وتحتويني بدفئها، أعلم أنني أخطأت.. بل أجرمت.. ولكنني دفعت الثمن غاليا.. تطلع عمر إلى الملفات الموضوعة أمامه على المكتب قائلا: مدام نوران.. هذه القصة انتهت منذ سنوات طويلة.. ولا داعي لهذا الكلام لأنني لا أظن أنك عدتي بعد 11 سنة لإعادة الماضي، أو لإحياء حب قديم تغير أبطاله وماتت مشاعره التي كانت في القلوب، فلم يعد في قلبي شيئا لك لا بالخير ولا بالشر.. اتجهت نحوه ووقفت بجوار كرسيه وهي تمسك يده وترفع وجهه ناحيتها بأناملها: لا تقول ذلك يا عمر.. مستحيل أن تنساني.. أنا حب عمرك وأنت أول حب في حياتي وآخر حب، أنت تقول ذلك لتنتقم مني وتحزنني، معك حق.. أنا بما فعلته كأنني انتقمت من نفسي عندما تزوجت رجل لا أحبه وقلبي متعلق بآخر، لقد عشت مع رجل جسد بلا روح، عيشة بلا حياة، حققت كل أحلامي المادية لجسد ميت، ولقد تعذبت ولم أشعر بأي راحة أوسعادة إلا عندما كنت أختلي بنفسي وأفكر فيك، وأتذكر ذكريتنا الجميلة معا.. أمسكت هاتفها.. وأخرجت صورهما معا في الجامعة، وأيام الخطوبة الطويلة وقالت وهي تضع الهاتف أمامه: أنظر يا عمر.. كم كنا نحب بعضنا، كل من يرانا يحسدنا، كم كنا لائقان على بعضنا، كنا سعداء، عمر مازلنا نحن موجودان، يمكننا أن نعيش حبنا من جديد.. ونتزوج، ليس هناك ما يمنعنا.. نظر إلى الصور التي تقلبها في هاتفها، ولكنها لم تحيي في داخله إلا شوقه أن يعيش هذه المشاعر من جديد.. ولكن ليس مع نوران.. فقال بحزم هو يقوم: مدام نوران.. مع احترامي لكل ما تقولينه ولكننا لم نعد من كانا في هذه الصور، لأنني ببساطة لم أعد هذا الشاب المحب الواثق في حبيبته، ولم أعد أحبك، أنت الآن مالكة الشركة صاحبة المشروع الذي وافقت عليه، أنت لست الفتاة التي أحببتها وتمنيت أن أعطيها عمري كله، ولا أريد الخوض في الماضي حتى لا أكسر قلبك وخاطرك، وحتى ينتهي هذا المشروع لا داعي لتكرار هذا الكلام مرة أخرى وعلاقتنا في حدود العمل فقط حتى هذا سيكون عند استلام المشروع أو افتتاحه، أرجو أن أكون استطعت التوضيح يا مدام نوران.. واتجه نحو الباب.. فلحقت به وحالت بينه وبين الباب وهي تقول بانفعال ودموعها تغرق وجهها وأمسكت ذراعيه بكلتا يديها لتوقفه وتترجاه: عمر حقا أنت تغيرت جدا.. أصبحت قاسيا وتتحمل عذابي، ولكن لا تقول إنك لا تحبني، لن أتحمل هذا.. صدقني أنا يومها كنت يئست من أنك ستتقدم خطوة في زواجنا، وعمري يتسرب من يدي.. و....... قاطعها وهو يبتعد بها عن الباب ويهتف في حدة: وماذا؟ هل تصدقين نفسك؟ لقد دعوتني لمطعم فاخرلا قبل لي يومها بأسعار وجباته لتناول غداءانا، وأنت تعلمين أن ذلك سيشعرني بالعجز، وأفهم الفرق المادي بيني وبينك وأنت تعايريني بملابسي يومها إنها غير مشرفة لك، لقد تجاوزت ذلك، وعدت عندما أخذني شوقي إليك لأبحث عنك، وذهبت إلى الشركة التي تعملين بها وعلمت ما جعلني أعرف من أنت جيداً، لقد قابلت هناك زميلي المهندس جمال، وسألني سؤال حيرني، كيف تكون خطيبتك سكرتيرة في شركتنا ولم تخبرك بفرص العمل الموجودة لك كمهندس متفوق في الكلية؟ لم أعرف أرد لحظتها ولكن عندما علمت أنك تزوجت شريف إبن صاحب الشركة، أدركت لماذا؟ لكي تجدي لنفسك حجة، فعملي في الشركة كان سيعجل ارتباطنا ويسرع في زواجنا وتضيع من يدك فرصة زواجك من إبن صاحب الشركة الذي سيحقق لك حلم الثراء والنفوذ، ولحظتها تماما ماتت داخلي نوران، ماتت بلا ذكرى، وتبقى لها في قلبي ألم وطعنة غدر، هل تذكرت أنك أحببتني بعد زواجك؟ عشت مع زوجك جسد بلا روح ولكنك أخذتي ثمن هذا الجسد ولم تكتفي بذلك، بل خنت زوجك مع ذكرياتنا، اكتشفتي فجأة أنه لا ينفع حصولك على الإثنين معا والآن بعد أن أصبحت سيدة أعمال لها شركة كبيرة ومن أغنياء المجتمع كما يبدو عليك، وأنا أصبحت لي مكانتي واسمي.. جئتي ل...... هتفت به مقاطعة وهي تمسك يده بقوة: جئت لأعتذر لك عن كل ما فعلته.. عمر ألم تلاحظ إسم شركتي إنها باسم ابنتنا التي اخترته أنت، نصفه نور ونصفه سنا يعني ضوء القمر.. هل تذكر؟ جذب ذراعيه من يديها قائلا بحنق : لم يعد بيننا شيء يعود، وحتى إذا فكرت أن أحب من جديد لن تكوني أنت، فأنت لا غالي لك وأنا مجرد شيء تريدين الحصول عليه لأنك لم تتعودي أن تخسري، أرجوك أخرجي من هنا، ولا تعودي مرة أخرى، وأنا سأرفض المشروع أو يكلف به مهندس غيري.. قالت وهي تقف تحول بينه وبين الباب: عمر أنك لا تزال تحبني، والدليل أنك الآن بلا زواج ، لم تقابل من تحبك مثلي أو تحبها مثلما أحببتني.. قال وهو يتطلع إلى ملامحها التي سقط عنها قناع الحياء: من أخبرك إنني لم أحب حتى الآن، ولكن أكيد ليس مثلما أحببتك لأنني كنت أيامها ساذج، ولا أستطيع الإختيار السليم لمن أعطيه قلبي.. قالت: ومن هذه؟ ولماذا لم تتزوجها؟ قال وهو يشير إلى الباب: لقد رأيتها معي عندما دخلتي، وحفل زواجنا بعد أسبوعين أن شاء الله.. قالت: هذه زميلتك.. لو كانت حبيبتك ما تركتك وحدك معي.. مط شفتيه بابتسامة ساخرة قائلا: لا .. إنها تثق في وفي مشاعري نحوها، وفي نفسها، فهي تدرك أنني لا أرى غيرها ولا أتمنى في حياتي شريكة إلا هي، فهي شريكتي في العمل وفي النجاح وفي الحياة، ثم إنني سأطلب من الشركة اعفائي من هذا المشروع.. هتفت نوران بانتصار: لن تستطيع لأني كتبت عليك شرط جزائي وأنت وقعت دون أن تنتبه له.. نظر إليها باحتقار متهكما: وتقولي أنك تحبيني.. إنك مخادعة.. قالت بتحد: كل شيء مباح في الحب والحرب.. وأنت من ستقوم بالمشروع، وسيأتي اليوم الذي تنسى كل ما حدث بيننا، وتعود إلي فأنت مازلت تحبني.. وسترى.. أبعدها عن الباب في عنف وهو يقول بعصبية: حسنا سنرى.. ابتعدي من أمامي.. خرج وأغلق الباب خلفه بعنف، ألقت نوهان نفسها على المقعد ودفنت وجهها في يدها وانخرطت في بكاء حار فما توقعته قاسيا عليها.. هي تعلم أنه لن يسامحها بسهولة.. ولكن عليها أن تحاول مرات ومرات.. لقد آلمته كثيرا.. ولكن ما لن تستطيع تحمله هو أن يحب غيرها.. أن تنظر عيناه لأخرى كما كان ينظرلها.. قد تتحمل أن يتزوج أخرى.. ولكن يحب لا.. قامت ومسحت دموعها وعدلت زينتها، وخرجت وهي تنوي أنها لن تتنازل عنه مرة أخرى مهما كلفها الأمر.. | ||||
10-01-25, 01:44 AM | #33 | ||||
| حين التقيتك عاد قلبي نابضا.. وجرى هواك بداخلي مجرى الدم.. وشعرت حضنك دافئا.. ورأيتني رغم الحياء .. أذوب فيه وأرتمي.. قل لي يا رجلاً.. لأي قبيله.. ولأي عصر أو جنس تنتمي.. ولمن تعود أصول عينيك.. التي أضحت قناديل الضياء بعالمي. انتظرونى يوم الخميس القادم الساعة 8 مساءا فى الفصل العاشر والحادى عشر | ||||
10-01-25, 04:24 PM | #34 | ||||
نجم روايتي
| مرحبا.مساء الخيرات جميلتي إيمي *الفصل الثامن* ☆ وداعا للاحزان☆ لكل بداية نهاية قد تتوافق مع احلام المرء او قد تخالفه ولكن الامل دائما يطل برأسه يمنح الإنسان الدافع والخافز ليكمل حياته مهما كانت العثرات فما دام القلب ينبض والنفس تعشق فما زال الطريق مفتوحا لبداية جديدة يكون ختامها الإلتقاء مع من يحب مخاوف سهيلة ليس لها اى أساس من الصحة فتلك سنا العمر ترحب بها وتسعد بها وتسعي لإتمام كل شئ بشكل لائق من خطبة وتجهيز للزواج بالشكل اللائق بالجميلة سهيلة فهى وعمر آن لهما أن يطويا صفحة الماضي ويخطان سعادتهما بحبهما الصادق **الفصل جميل جدا يا قمر بعد ان إختفي مصادر الشر التى شاهدناها بالفصل السابق وكم اسلوبك رائق ومعبر جدا سلمت جميلتي كل السعادة لقلبك | ||||
10-01-25, 04:37 PM | #35 | ||||
نجم روايتي
| مرحبا.مساء الخير جميلتي إيمي *الفصل التاسع* ☆أرض النفاق☆ الإنسان على ما هو عليه لا يتقبل هزيمته او بالأحرى تعرية نفسه فيراها على حقيقتها فيميل لتفسير وتصديق أقاويل وتحليلات تناهض الواقع تماما فما حمله بين جنبات نفسه وإن كان بهتانا وزوا لا يستطيع تغييره فيعمد للإصغاء لكل ما يتفق مع خداعه لنفسه بل ويتوقع عودة الاوضاع لما كانت عليه حتى لو كان كل ما يرتجيه هو نبتة زيف زرعت بأرض النفاق حبيبة قلبي..نوران تلك ليس وقتها على الإطلاق لتوهم عمر وسهيلة يستهلان حياة جديدة بعد مبادلة المشاعر الصادقة بينهما وأخذ خطوات جدية للزواج لتأتي تلك اللزجة صاحبة كل الصفات السيئة لتعترض طريقهم بهذا الشكل بعد ان إكتفت من زيجتها وحصدت المكاسب لتعاود البحث عن حبها القديم ومثلها لا تعرف الحب فقلبها في جيبها القلق ليس من عمر فهو لن يعود لها مهما فعلت ولكن المسكينة سهيلة قد تنتكس وتعاود إنعزالها إن افلحت تلك الدعية بإيهامها بان عمر مازال يحبها أعتقد الوضع لن يكون سهلا وليت سهيلة تكون على قدر الموقف ولا تمنحها تلك الفرصة لإفساد حياتها **الفصل جميل يدخلنا في دائرة صراع وقصة تتكرر كثيرا من اصحاب النفوس المريضة الذين يتصورن ان الكون يدور وفق رغباتهم ومطامعهم وقد رسمت بإبداع ملامح نوران تلك وعل القادم يكون خيرا لسهيلة سلمت جميلتي كل الود والحب | ||||
16-01-25, 09:02 PM | #36 | ||||
| الفصل العاشر ... أبدا لم أكن لها خرج عمر من مكتبه وهويشعر بالاختناق، إن لقاء نوران مرة أخرى في حياته أعاد له الشعور المؤلم بالخذلان والغدر الذي نسيه تماما مع حلاوة مشاعره نحو سهيلة، التي أكيد ضايقها ظهور نوران مرة أخرى وأقلقها أسلوب نوران لذلك تركتهما وحدهما.. ربما ظنت أنه ربما يحن لنوران مرة أخرى.. طرق باب مكتب سهيلة ودخل قبل أن تسمح له بالدخول، كانت تجلس خلف مكتبها واجمة تنظر إلى الفراغ وتلعب بالقلم.. فاقترب منها وخطف منها القلم قائلا: فيما تفكرين؟ نظرت إليه بملامح جامدة وهي تقول بصوت خالي من أي مشاعر: هل ذهبت ضيفتك؟ فهم أنها تخشى من نتيجة هذه المقابلة، فهز رأسه نافيا وقال: لا لم تذهب.. ولكني أنا الذي ذهبت.. ونظرفي عينيها يتأمل القلق الذي يملأهما وقال بطريقه رسمية: باشمهندسة سهيلة.. كنت أريد أن أخبرك شيئا.. ولكني أخشى أن تفهمي كلامي خطأ.. جاء في خاطرها أنه سيقول أنه أخطأ عندما تسرع وأعلن حبه لها، وأنه عندما رآى نوران تجددت مشاعره نحوها، فامتلأت عيناها بالدموع فأطرقت رأسها حتى لا يرى دموعها، وهي تسمعه يقول: يبدو أنني تسرعت.... فهبت واقفة وهمت بالانصراف فأمسك ذراعها وجذبها نحوه ورفع وجهها إليه.. رآى دموعها تسيل على وجنتيها، ورفع حاجبيه بفزع قائلا: ما بك يا حبيبتي؟ أتبكين؟ تسألت بصوت مخنوق: حبيبتك؟ ألم تقل أنك تسرعت؟ تأمل ملامح وجهها القريب من وجهه، ومسح دموعها بيديه قائلاً: نعم لقد تسرعنا أنا وأنت، ووقعنا على عقد المشروع الجديد بدون أن نقرأ شروطه وبنوده، وتورطنا في شرط جزائي إذا لم ننفذ هذا المشروع أو نرفضه.. وهذا عمل غير احترافي من مهندسين مثلنا.. قالت بدهشة: ولماذا نرفضه؟ قال: لأنه تابع لشركه نوران.. ألم تلاحظي ذلك؟ قالت وهي تتأمل ملامحه لتفهم قصده: هل يضايقك ذلك؟ أم تخشى أن تضعف أمامها، فيبدو أنها عادت من أجلك فقط... قال وهو يغرق في عيونها: إنني اليوم عرفت شيئا جديدا.. وتأكدت منه.. واحتوى وجهها بيديه وهو ينظر في عينيها قائلا: أدركت أنه ليس في إمكان أي مخلوق أن ينافسك في حبي لك، وأنني ولدت من جديد يوم أن أعترف قلبي بحبك وانتهى الأمر، وهي بالنسبة لي لم تعد شيئا إلا ذكرى بعيده مؤلمة، حتى الذكريات التي بيننا لم تعد لها معنى بالنسبة لي، إن كل ما يملأ حياتي من الآن سهيلة.. وكيف أعيش معها في سعادة وأمان، وكيف نكون أسرة جميلة مطمئنة وهادئة تعيش في حب مع بعضها.. تأملت عيناه.. ولمست صدق كلماته قلبها فاطمأن، وتاهت مع كلماته التي رسمت لها حياة مطمئنة وسعيدة.. فقالت: ولكنك تخشى من العمل في مشروعها من تقاربها إليك كأنك تخاف من نفسك أن تفرض هي نفسها عليك وتحن إليها.. قال مجادلا: ألا تغارين منها؟ لماذا أراك متحمسة للعمل في هذا المشروع؟ نظرت إلى عينيه قائلة: اغار منها؟! أنا لا أتحمل الغيرة، ولن أتحمل الخذلان منك وأثق فيك أنك لن تلعب بمشاعري ولكن هذا المشروع كان حلمك في يوم من الأيام، فلماذا أقف أمام تحقيقه ليكون عملا يضاف إلى سجل إنجازاتنا معا.. قال وقد تذكر شيئا وتغيرت ملامحه للغضب: ولكن كيف لشركتنا أن توقعنا في مثل هذه المؤامرة.. قالت وهي تمسك يده: العمل لا يخضع لأهواء شخصية، إن شروط العقد المادية هي من أغرت شركتنا للموافقة، إذا كانت هي فعلت ذلك لتعود لها، فأنت أعطيها التأكيد الصريح بالعمل معها أنك لن تعود لها. قال وهو يمسك يدها سهيلة في حب: هل لنا أن نعجل من زواجنا. توردت وجنتيها فابتسمت بخجل وهي تقول: موافقة.. لتكون تحت حمايتي مباشرة.. ابتسم وقال: حسنا لن نضيع وقتنا.. لنذهب لنعاين الأرض ونبدأ في العمل، ولكن قبل ذلك سأدعوك لتناول الإفطار.. فأنا لم اتناول حتى الآن.. وفي اليوم التالي عادت سهيلة إلى بيتها مبكرا.. لاستقبال الضيوف القادمين من أهل عمربعد صلاة المغرب لخطبتها، وكانت قد جهزت ما ستقدمه للضيوف، ولكن داخلها يبكي؛ فليس عندها من يكون وليها أومن يتقدم له عمر وأهله لخطبتها منه.. تذكرت والدها كم كان يتمنى أن يطمئن عليها مع رجل محترم يحبها ويحافظ عليها.. وكان يبكي عند وفاته لأنه تركها وحيدة في الحياة. وبينما هي في خواطرها وهي ترتب الشقة ارتفع صوت هاتفها.. كان صاحب الشركة التي تعمل بها وكان صديقا لوالدها، ودائما يشجعها في عملها وفخور بها وبما تحققه من تقدم ونجاح في عمالها غير معتمدة على صلة الصداقة.. حتى أنهم في الشركة يعتبرونها أبنته المتبناه.. ولأنها حققت ذاتها في عملها دون الإعتماد على صداقته لوالدها.. ردت على هاتفها: السلام عليكم ورحمه الله... كيف حالك يا سيدي؟ سمعت صوته معاتبا: سيدي !! هل هذه الطريقة التي تكلمين بها عمك يا فتاة؟ قالت: لم أقصد يا عمي ولكن العمل يفرض ذلك.. قال بمرح: ومن تكلم عن عمل الآن؟ هل يعقل أن تكون خطبتك اليوم ولا أعرف إلا من الآخرين؟ قالت بدهشة: لكن لا أحد يعلم.. أنا لم أخبر أحد بعد.. قال: إبني عمر هو الذي أخبرني.. اعتبرني كبيره ولكني قلت له أنا في مقام والد العروسة اليوم، هل يصح أن ابنتي التي أوصاني عليها أخي وصديقي لا تخبرني أن هناك من يطلب يدها، حقا أنت تعتبريني صاحب الشركة وأنا أحترم أنك لا تحبين الوساطة في العمل وتحققين تقدما في عملك ولا تريدي أن يعلم أحد أنك إبنه صديقي عاكف.. ولكنني الآن عمك أم عندك أي اعتراض؟ قالت بسعادة: بل على العكس يا عمي، أتشرف بك.. ولكني لم أريد إزعاجك أو إحراجك.. قال: حسنا سأكون عندك مع زوجتي وأبنائي سمر ومحمد وسارة، وأرجو أن تقبليني أبا لك وأن أضع يدي في يد من يطلب يدك، ولقد سعدت جدا أنه إنسان محترم مثل دكتور عمر، الذي كون نفسه مثلك بدون وساطة. قالت سهيلة: شكراً يا عمي.. بارك الله فيك والعقبى لأولادك.. قال: انتظري كريمان زوجتي تريد أن تبارك لك.. سمعت صوت زوجته: اهلا وسهلا يا سهيلة.. كيف حالك يا حبيبتي؟ لماذا لم تخبري عمك من قبل؟ كنا استعددنا أكثر من ذلك؟ هل تحتاجين شيئا يا ابنتي؟ قالت: شكرا يا سيدتي، أنا لا أحتاج إلا وجودكم معي ومشاركتي فرحتي والعقبى لأولادك.. قالت كريمان: حسنا يا إبنتي.. سنكون عندك خلال ساعة أن شاء الله.. ونحن لسنا ضيوف بل أصحاب بيت.. أنت عروسنا اليوم، اتركك لتستعدي في رعاية الله.. جهزت سهيلة الأطباق والأكوابب وبعد قليل.. اتصلت بها سناء: كيف حالك يا عروستي؟ وماذا تفعلين؟ - لا شيء يا أمي أجهز البيت وأتجهز.. لقد حدث شيئا جميلا الآن.. - خيرا.. وما هويا إبنتي؟ - لقد اتصل صديق والدي وهو صاحب شركتنا.. وأخبرني أنه علم بأمر خطوبتنا من عمر، وأصر أن يكون معي هو وأسرته ولا أكون وحدي.. قالت سناء: ومن قال إنك ستكوني وحدك في وجودي يا فتاة من سيسمح لك بذلك.. قالت سهيلة: بارك الله لي فيك يا سنا عمري. ضحكت سناء: حسنا.. أقبلها منك لأنك حبيبه عُمرَي، سنكون عندك إن شاء الله بعد صلاة المغرب.. أتركك في رعاية الله يا عروستي الجميلة.. كانت حفلة بسىطة تضم عائلة عمر وعمه، مع صاحب الشركه المهندس محمود شاكر وزوجته وأولاده.. ومعهم من يقدم المشروبات والأكلات للضيوف.. بعد قراءة الفاتحة.. قدم عمر لسهيلة شبكة قيمه تليق بها وبمكانتها الإجتماعية، واتفقوا على عقد القران يوم الجمعة القادم ثم بعد استلام الشقة وفرشها.. يتم حفل زفاف كبير في أحد الفنادق التابعة للشركة هدية من الشركه للعروسين، وهذا أقل ما يجب بعد أن كانوا سببا نجاح الشركة وأن تطلب بالاسم لتنفيذ مشروعات في مصر والخارج.. وكان المهندس محمود يريد أن يقدم لهم فيلا صغيرة كهدية ولكنهما رفضا، لأن عمر يريد بيته من كده وتعبه.. والشقة تكفيهما، كما قدمت كريمان هدية ذهبيه لسهيلة.. أبدى الجميع المشاعر الطيبة للعروسين.. سواء بالتفاعل معهم في فرحتهم أو بالهدايا أو الدعاء لهما، واستمر الحفل حتى الساعه 9:00 حتى انصرف المدعوين .. وبقي عمر وسناء وسهيلة.. أخبرهم عمر أنه حجز طاولة في أحد المطاعم الكبرى لتناول العشاء، ولكن سناء طلبت منهما أن يوصلاها لبيتها ويذهبا لقضاء هذه الامسية معا وحدهما.. كانت سهيلة تطير من السعادة ودخلت لتصلي العشاء وركعتين شكر لله أنه عوضها بسعادة لا توصف.. ومشاركة الأهل والأصدقاء.. ورغم أن الإحتفال كان بسيطا ومحدودا، ولكن المشاعر المتبادلة بين الجميع حقيقية وقوية وغير محدودة.. ........... كان المطعم هادئا والموسيقى ناعمة تنساب في أرجاءه، وبعض رواده يرقصون على الموسيقى، كانت طاولتهما في أحد الأركان الهادئة التي تطل على النيل مباشرة.. جلس عمر بجوار سهيلة على المقعد الوثير، واحتضن كفها بكفه وقال وهو يداعب دبلته التي في أصبعها قائلاً: هل تعلمين.. أنني لم أكن أتخيل أنني سأحب يوما مثلما أشعر الآن، إنما أشعر به الآن إحساس يفوق الحب بكثير، إن كل يوم يمر بيننا أجد نفسي أكثر تعلقا بك وارتباطا.. تأملته بحب وشبكت أصابعها بأصابعه.. هامسة بخجل: وأنا أيضا يا عمر، لم أكن أفكر يوما أنني سأحب حتى دخلت أنت حياتي كزميل، كنت أحترمك.. وأشعر أنك أهل للثقة، ولكن خوفي يبعدني دائما، لم يكن عندي ثقة بقدرتي على الحكم على الناس أو الثقة بالناس، ولكن بوقوفك بجواري في تعبي ومساندتك لي في آلامي، جعلت كل الحصون التي اختبئ فيها منك تنهار، واكتشفت أنني أرتبط بك، وأعجب بك، وأثق فيك، وفوجئت أنني أحبك بكل ذرة في كياني.. رفع حاجبيه وهو يحتضن ملامحها بعينيه في حب قائلاً: هل هذا اعتراف منك أنك تحبيني؟ أحمر وجهها خجلا وهربت بعينيها بعيدا عنه، فأدار وجهها ناحيته وقال: أتعلمين. إنني أعشق خجلك هذا.. وأن سعادتي بك تزداد في كل لحظه تمر بيننا، أشعر أن الله أعطاني أكثر بكثير مما تمنيت في حياتي، وأتمنى أن نعيش حياتنا رغم كل ما يمر بها معا راضيين، لأن الله علمنا أنه ما حرمنا من شيء إلا ليعطينا الأجمل منه، كم أتمنى أن تمر هذه الأيام بسرعة حتى تصبحين زوجتي.. قالت: ليت عمي محمود لم يصر على حفل كبير.. كنت أتمنى شيء بسيط مثل اليوم.. قال وهو يحتضن كفها بين كفيه: حتى لولم يصر هو كنت سأفعل أنا ، فأنا أحب أن يشاركني الجميع سعادتي.. وأنت ستبحثين من الغد على فستان زفاف جميل يليق بأجمل عروسة في الدنيا.. قالت وهي لا تصدق سعادتها: هل تعلم أنني أول مره أرتدي فستان زفاف.... قاطعها وهو يحتضن يدها بين بديه قائلا: هل تعلمي أنك ستعيشين معي في أجواء أول مرة دائما؟ .فنحن ولدنا في اليوم الذي وجدنا فيه بعضنا، قبل ذلك لم نكن نحن.. احتضان يدها في صدره قائلا لها: حبيبتي الماضي بالنسبة لنا درس، وما كان زادنا ثقة ويقين في الله، عرفنا من الصادق ومن الخائن، ومن يستحق ومن لا يستحق، لا تفكري فيه ولا تسمحي له أن ينغص حياتنا، لأنه لا مكان له في حياتنا الآن، نحن معا سنكون إن شاء الله سعداء.. ثم وقف وجذبها نحوه قائلاً: هيا نرقص معا.. هذه أغنية جميلة أنا أحبها لأنها تذكرني بك.. وأخذها بين ذراعيه وظلا يتمايلان على أنغام وكلمات الاغنية، وقلبه يرقص بين ضلوعه من فرط سعادته بها وهي بين ذراعيه وقريبة منه إلى هذه الدرجة، وهي تحلق معه في سماء عالم آخر ليس به سواهما.. واثناء تناولهما العشاء أخبرها أنه اتفق مع المهندس على الإسراع في الانتهاء من الشقة وفرشها، وأنهما في الغد قبل الذهاب للعمل سيذهبان لحجز موعد عقد القرآن.. وعندما وصلا إلى الشركة في اليوم التالي.. كان جميع العاملين قد علموا بالخبر السار وبارك لهما الجميع وفرحوا لهما، وكانت مشاعرهم الطيبة أكبر دليل على مكانة سهيلة وعمر في نفوسهم.. بدء العمل على المشروع.. فقد كانت الأرض المخصصة لمشروع قد توقف العمل فيها من فترة وتم بناء مبنى مثل الفندق ولكنه لم يكتمل بعد، وسحب العمل من الشركة المنفذة ونقل التكليف لشركتهم.. فحص عمر وسهيلة المباني المنشأة وتأكدا من مطابقة للمواصفات وعليهما متابعة البناء.. كان عمر وسهيلة يعيشان في العمل وخارج العمل أجمل المشاعر من الود والصداقة والحب، وكان سعيدان معا حتى أنه كل من حولهما ينتقل إليه الإحساس بالسعادة والحب، ولكن كعادتها سهيلة حازمة في عملها لأقصى درجة ولا تقبل اللهو أو السهو أو الخطأ وتتابع كل صغيرة وكبيرة في عملها، ومن يخطئ فعقابه الوحيد إبعاده عن العمل لأنه يؤذي نفسه ويؤذي غيره.. علمت نوران بقرب زواج عمر وسهيلة وكادت أن تجن، عندما ذهبت إلى موقع العمل ورأتهما معا والسعادة والحب يبدوان في أعينهما.. لقد أصبح عمر أكثر وسامة ورجولة ونضجا عما قبل.. كيف يمكنها أن تنساه أو تتركه بعد أن تركت كل شيء، وتطلقت عندما وصلت إلى مكانه بعد 11 عام، إنها لم تنسى لحظة لهما معا، بحثت عنه وما أن وصلت إليه حتى علمت أن هذه الإنسانة في حياته لتسرقه منها.. لماذا ينظر لها بكل هذا الحب؟.. متى أحبها؟.. وكيف ترى عيناه غيرها؟.. كانت تريد أن تجذب سهيلة من شعرها وتلقيها في قاع الجحيم لمجرد أنه يحتويها بعينيه.. لا لن يتم هذا الزواج أبدا.. وإذا لم يعود لها عمر راغبا سيعود راغما.. كادت تجن عندما علمت أن عقد القرآن سيتم في الغد الجمعة، لن تستطيع أن تفعل شيئا الآن.. فعمر مجرد رؤيته لها لا يعطيها فرصة للاقتراب منه، ويتجاهل وجودها تماما.. نفسها تحدثها ( ولكن مهما فعل هو يحبني أنا.. هو يفعل ذلك لأنه غاضب مني، لن أتخلى عنه مرة أخرى، مهما كلفني الأمر، لم أتعود على التنازل، وسأكسب معركتي في قلبك يا عمر.. ) وقفت تراقب عمر وهو يتابع الإشراف على العمل ويعطي أوامره للمشرفين، وقف قليلا مع سهيلة ثم ذهبت هي أيضا لتتابع العمال، وتشرف بنفسها على كل كبيرة وصغيرة، ولا تترك الأمر للمشرفين أوالمهندسين وتصعد في رشاقة على السقالات لتتابع العمل في الأدوار العليا بنفسها، وما أثار غيرة نوران وجنونها أنها رأت عمر وهو يراقب سهيلة و يلتقط صور لها في حركاتها وسكونها.. وابتسامته وفرحته ونظراته لسهيلة تنغز في قلبها سهام مسمومة مؤلمة، فهي لم تتقبل فكرة أنها هي التي أضاعته من يدها.. ولا تستطيع تتحمل ذلك.. فأدارت سيارتها.. وانصرفت.. بعد الإنتهاء من العمل في طريق العودة رفع عمرعينيه إلى سهيلة في مرآة السيارة، كانت مجهدة من العمل فأرجعت رأسها وأغمضت عينها، فأمسكك كفها وقال: حبيبتي ما رأيك نتناول الغداء في أي مكان، ثم تذهبين للتسوق؟ كما كنت تنوين حتى ترتاحي مرة واحدة عندما تعودي للبيت.. قالت: لا أريد أن أتعبتك فأنت متعب مثلي، وكنت أريد أن أمرعلى شقتنا لأحدد ما ينقص.. فالوقت يتناقص بسرعة، وأنا افكر بعد عودتي من عقد القرآن أن..... قاطعها قائلا: لا أنسي غداً تماماً سيكون لي وحدي.. بعد القرآن.. اعتدلت وهي تقول: ماذا تقصد؟ قال لها بغموض: مفاجأه من العيار الثقيل.. سأبهرك.. والآن. ماذا قررتي؟ قالت: حسنا يمكننا تناول سندوتشات سريعة ثم اتركني أذهب للتسوق.. وأنت أذهب للمهندس حتى تكون الشقة جاهزة لاستقبال الأغراض قبل الزفاف بيومين على الأقل ان شاء الله.. وأنا سأعود بتاكسي.. قال: ولكني كنت أريد أن أكون معك في التسوق.. ضحكت قائلة: أتمنى أن تظل هكذا بعد الزواج ولا تتغير ولا تتذمرمن التسوق معى، لأنه يأخذ كثيرا من الوقت. ابتسم قائلا: لن يحدث أبدا هذا فأنا أحب مشاركتك في كل شيء، لقد تعودت على ذلك، ثم أحببته، ثم أدمنته، هيا إذا نأكل أولا.. مر اليوم وقد اشترت سهيلة ما ينقصها لمناسبة الغد السعيد وعادت إلى البيت في غاية الإجهاد.. وكان عمر قد انصرف بعد أن اتفق مع المهندس على تسليم الشقة مفروشة بالكامل بعد ثلاث أيام حتى يكون لهما الوقت والحرية في ترتيب أغراضهما الخاصة.. واتصلت بعمر وطمأنته.. وألقت بنفسها على فراشها، وذهبت في سبات عميق حتى صلاه الفجر.. استيقظت في الصباح على طرقات وزغاريد سعيدة على الباب.. كانت سناء ومعها حسناء ورباب وسحر جئن مع أجواء من السعادة والفرحة للعروس، وأخذها للكوافير بعد صلاة الظهر لتزينها، وسيلحق بهن عمر مع أزواجهما للتوجه إلى قاعة عقد القرآن.. كان يوما جميلا.. فالبنات أخوات عمر قد شربوا الحنية والطيبة من والديهما، وكانتا نعم الأخوات لسهيلة.. في هذا اليوم الذي كانت ستشعر فيه بالوحدة واليتم بدونهم .. واتصلت بها كريمان وأخبرتها أنهن سيقابلونها عند الكوافير، تناولن فطورهن معا وأعدت لهن سناء بعض الفطائر الشهية لتناولها وقت الغداء في أجواء من السعادة والغناء والرقص.. وتعالت أصوات الأغاني والزغاريد من شقة سهيلة وعلم الجيران وشاركوها فرحتها وهي تخرج من البيت.. وكانت سهيلة في قمة فرحتها، وقلبها يسجد شكرا لله على نعمته عليها على هذه الفرحة والسعاده التي عوضها الله بها عن كل ما رأته من غدر وألم.. | ||||
16-01-25, 09:05 PM | #37 | ||||
| الفصل الحادي عشر ... عمري أنت مرساه تم عقد القرآن. وكان وليها في العقد المهندس محمود، والشهود على العقد عم عمر وأحمد زوج حسناء.. كان حولهما كل من يحبونهما، ما عدا عينين كانت تبكيان بحرقة وغيرة وحسد تتمنى أن تحرق المكان بما فيه، عندما انطلقت الزغاريد وتعالت المباركات للعروسين والدعاء لهما، وانتهى عهد القرآن.. قبل عمر رأس زوجته سهيلة، التي غرقت عيناها بدموع الفرحة.. وتبادل جميع الأهل والأصدقاء والزملاء المباركة للعروسين.. وبعد ذلك استاذن عمر من والدته أنه هو وسهيلة سيخرجان معا، وطلب منها أن تأتي معهما ولكنها ضحكت قائله: من قلبك يا ولد؟ قبل رأسها وقال: طبعا يا حبيبتي. قالت له: مع إني لا أصدقك.. ولكن أذهب أنت وعروسك تمتع بوقتكما. بارك الله فيكما يا أبنائي.. واحتضنت سهيلة وقبلتها وقالت لها: أنت الآن إبنتي رسميا.. ولن أسمح بشيء في الحياة يكدر صفوك ما دمت فيها.. هيا اذهبا في رعاية الله.. انطلق عمر وسهيلة وقلوبهما ترفرف من السعادة.. سألته سهيلة: إلى أين سنذهب؟ ابتسم قائلا.. وهو يركب السيارة: ألم اقل لك سأبهرك.. انتظري وستعرفين.. هل تعلمي أنني أطير من السعادة الآن لأنك أصبحت زوجتي.. تأملته بسعادة وتأملت ملامحه الوسيمة التي تعشق تفاصيلها وابتسمت في خجل.. فماذا تقول له؟ حين التقيتك عاد قلبي نابضا.. وجرى هواك بداخلي مجرى الدم.. وشعرت حضنك دافئا.. ورأيتني رغم الحياء.. أذوب فيه وأرتمي.. قل لي يا رجلاً.. لأي قبيله.. ولأي عصر أو جنس تنتمي.. ولمن تعود أصول عينيك.. التي أضحت قناديل الضياء بعالمي.. نظر إليها في المرآة فتلاقت عيناهما.. فهربت منه خجلا.. فقال: هل تخجلين مني يا حبيبتي؟ قالت: لا.. لا أبدا.. ولكني لا أعرف ماذا أقول.. إن ما بداخلي لا يعبر عنه بالكلام.. وترققت بالدمع عينيها من الفرحة فقطب حاجبيه قائلا: لماذا هذه الدموع الغالية الآن؟.. من الآن لا يملأ عينيك إلا الفرحة والسعادة.. هل سمعت؟ ماذا تحبين أن تسمعي حتى نصل؟ قالت: له أنت عمري.. قال: أعلم ذلك.. ابتسمت قائلة : لا أقصد.. أغنيه أنت عمري.. غمز لها بعينيه.. قائلاً: وأنت الحب كله يا أمل حياتي. وصلا إلى مطعم كبير على النيل.. تنبعث منه الأجواء الرومانسية.. استقبله أحد العاملين قائلا: أهلا وسهلا.. دكتور عمر نرجو أن نكون عند حسن ظنك.. كانت الأرض مفروشة ورود وشموع حتى طاولتهم التي تطل على النيل مباشرة في أجواء هادئة.. جلسا متجاورين كعادتهما فشبك أصابعها بأصابعه وهو يقول لها: هل أعجبك المكان.. تلفتت حوالها قائلة: جدا يبدو أنهم يعرفونك هنا.. قال: لا تعرفت عليهم عندما جئت لأحجز، لقدأعددت لك برنامجا حافلا من الآن حتى الفجر، اتركي نفسك لي تماما.. ألا تثقين بي.. قالت له وهي تحتضن يده: أكيد أثق بك. قال لها: أين تودين أن نقضي شهر العسل، سيكون 10 أيام حتى ننتهي من العمل، وأعدك أن نكمله بعد انتهائنا حتى آخر العمر.. ابتسمت قائلة: لم أفكر أبدا ولكن كل مكان معك سيكون جنتي.. قال: أنا أفكرأن نقضي في نويبع.. هناك فنادق هادئة وجميلة والبحر الأحمر مياهه رائعة وصافية، لا لقد خطرت في بالي فكرة أخرى لتكن مفاجأة لك، سأحجز من الغد، ونسافر يوم السبت بعد زفافنا بيومين.. ما رأيك؟ قالت: لقد رتبت كل شيء بسرعة هل قررت كل ذلك الآن؟ قال: نعم والله.. أنا معك أرسم ملامح حياتي، أشعر أن كل ما أفكر فيه يمكننا تحققه بالفعل وليس أحلام.. قالت بتردد: عمر هل كنت تحلم يوما من الأيام أن تقضي شهر العسل مع حبيبتك في نويبع؟ قال: إذا كنت تقصدين في الماضي، لا لقد رسمنا لنا خطط أخرى لم تتحقق، ولا أنوي تحقيقها الآن معك، هل تعرفي لماذا؟ لأنني ماعدت عمر الذي كان في الماضي، ومعي أجمل وأرق وأحن وأصفى امرأة على الأرض؛ فلا مجال لي أن أحقق أحلامي السابقه معك.. إنك يا حبيبتي واقعا جميلا فرض نفسه على حياتي ونحن اتفقنا أن نعيش معا قصتنا نحن ونكون عائلتنا نحن، ويكون لنا أبناء وبنات نربيهم بأخلاقنا وقيمنا كما ربانا آباءنا.. سأعقد معك اتفاق.. قالت: ما هو؟ قال: أنا أرتب لك شهر العسل كما لن تتوقعيه أبدا، وأنت تختارين أسماء أولادنا.. خفق قلبها بقوة فهي تتمنى أن تكون أم وهذا حلمها، وتتمنى من الله أن يهب لها أطفالا يكونون عائلتها.. قالت: أنت تعلم يا حبيبي أنني إبنة وحيدة، لذلك أتمنى أن يكون لي ثلاث أو أربع أطفال ،وأن أحرص على تربيتهم جيدا، ولكن هل عملنا ممكن أن يشغلنا عنهم ؟. قال: من قال ذلك؟ سنحل ذلك الأمر في وقته، قولي لي.. ماذا تحبي أن تسمي بناتك؟ قالت: سناء وندى... قال: أسماء جميلة.. قالت: ماذا كنت تتمنى أن يكون أسماء أولادك في الماضي؟ زفر بضيق قائلا: ومالك ومال الماضي؟ وأشاح بوجهه للجهة الأخرى، فرفعت يدها ووضعتها على وجنته لينظر إليها وما أن لمسته يدها وجنته وشعر بدفئها ونعومتها، أمسك كفها وقبل باطن كفها والتفت لها بحب قائلا: سهيلة لقد سجننا أنفسنا في الماضي لسنوات طويلة، وأنا صالحت بك أيامي.. ونسيت معك الزمن وبدأت حياة جديدة بلا ماضي مؤلم، فلا داعي لتذكر هذا الماضي لا أنت ولا أنا.. اتفقنا يا حبيبتي.. قالت وهي تغرق في عينيه الحانيتين: اتفقنا يا حبيبي.. فلف ذراعه حول كتفها وضمها إليه، أسندت رأسها لأول مرة على كتفه ووضعت يدها على قلبه، لتشعر بنبضات قلبه القوية المتسارعة .. ربت عل كتفها بحب وقبل رأسها، وجاء ووقف بجوارهم عازف كمان يعزف لحن رومانسي هادئ.. فقام عمر وأخذها من يدها.. ولف يده حول خصرها يرقص معها على أنغام تلك الموسيقى الساحرة.. ووضعت هي يدها على صدره.. فضمها إليه فلفت ذراعيها حول عنقه ووضعت رأسها على كتفه وأغمضت عينيها في سعادة وأمان.. وتركت نفسها للموسيقى الحالمة.. زاد ضمه لها وهو يشعر أنها أصبحت جزء منه للأبد.. وبعد فترة توقفت الموسيقى وعادا يجلسان.. قدم لهم الجرسون العصائر وبعد المقبلات.. وقال لها عمر: لا تشبعي نفسك بهذه الأشياء.. ستتناولين عشاء ساحراً. نظرت إلى النيل.. وقالت: منظر النيل هادئ وجميل.. شكرا لاختيارك هذا المكان أمام النيل.. نظر إلى ساعته.. وقال: بعد قليل سنكون فوقه.. قالت: ماذا تقصد؟ هل سنركب مركب؟ قال: بل باخرة نيلية ، لقد حجزت لنا سهرة عشاء وحجرة إذا أردتي الصلاة والراحة.. فتوترت.. وقالت: كان لا داعي للحجرة... أنا... أنا... ونظرت إلى الأرض بخجل.. فليس معنى أنهما عقدا القرآن أن من حقه أن يختلي بها.. فهم قصدها.. ورفع وجهها إليه وقال: سهيلة أنا أحب كل شيء في وقته يكون له حلاوته وفرحته، أنا حقا حجزت حجرة ليمكننا صلاة العشاء والفجر ليس أكثر من ذلك، وأيضا إذا تعبت من النيل يمكنك الراحة بها قليلا، فمده الإبحار من الساعه 8:00 مساء حتى 5:00 صباحا.. وهذا وقت طويل.. هزت رأسها بصمت.. فتأمل وجهها الرقيق المخضب بالحمرة وداعبه بأنامله. قائلا: أتعلمين أنني أعشقك.. واعشق خجلك هذا.. ولكن هل تخجلين مني؟ إنني زوجك وحبيبك.. أليس كذلك؟ قالت وهي تتناول عصير لتشرب منه لتدارى خجلها الفطري: طبعا كذلك.. ولكن كل شيء له أوانه وأصوله.. وأنا أثق في كلامك.. قال: حسنا.. هيا لقد وصلت الباخرة وبدأ الرواد يركبونها.. فهي خاصة بهذا المطعم.. كانت الباخرة واسعة والبوفيه فيها مفتوح، وهناك فرق لعزف الموسيقى، وأماكن هادئة تطل علي النيل.. أخذا طعامهما وجلسا في مكان هادئ على مقاعد وثيرة على النيل تحت السماء الصافية الجميلة والنجوم المتلألئة ، يتناولان طعامهما معا وهما يتكلمان ويضحكان. حاولت سهيلة أن تعرف أين ينوي قضاء شهر العسل ولكنه كان يتهرب منها وقال: ألم أبهرك اليوم.. ثقي في.. وبعد تناول العشاء استأذنت منه لتصلي العشاء.. فقال لها: ما رأيك أن نصليها معا.. نظرت له بريبة ولكنها وافقت وطلبت منه دقائق حتى تتوضأ، ربما يكون هذا إختبار ثقة له، توضأت ونادته ليصلي بها في الحجرة.. ما أجمل أن تقف بين يدي الله وأنت تشعر بنعمته وتشكره على هذه النعمة ، ما أجمل أن يشاركك حبيبك حتى في عباداتك ووقوفك بين يد الله... وقف عمر يصلي بها وخطر على باله ذلك وهوبين يد الله ، شعر برحمة الله عليه وفضله، أن منحه حب هذه الإنسانة.. وجعله هو كل أهلها، وعد الله أنه سيحافظ عليها وسيكون لها زوجا وأخا وحبيبا وأبا، كان يصلي بخشوع، ويدعو الله أن يبارك لهما في حياتهما، ويحقق لهما كل ما يتمنيانه من خير، ولا يفرق بينهما أبدا.. وأن يرزقهما ذرية صالحة، ويجعل أيامهما كلها خير وسعادة، وأن يزيدهما حبا وارتباطا ببعضهما. وسهيلة وقفت خلفه تتبعه في صلاته، انتقل إليها الشعور بالرضا والأمان والأمتنان لله على نعمته، بأن وهب لها زوجا حنونا كريما يراعي حق الله ويؤديه، ودعت الله أن يحفظه لها، ويبارك لهما في حياتهما ويرزقهما ذريه صالحة ودعت الله أن يكون عند حسن ظنها، ولا يخيب لها ثقة فيه.. انتهيا من صلاتهما.. فالتفت ؟إليها واشار لها لتجلس بجواره على الأرض، وأمسك يدها بين يديه وأخذ يسبح الله عليها.. ويختم صلاته. كم جميل هذا الإحساس ، ممتع ، ملأ قلبها بنور ومحبة من نوع آخر، انتهينا من ختم الصلاة ، فدعى الله بما في نفوسهما.. وشعرا بالآية الكريمة: ( ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) قام واقفا.. وابتسم لها ابتسامته العذبة.. قائلا: هيا نكمل أمسيتنا فالجو رائع بالخارج.. أمسكت يده الممدودة لها لتقف وهي تقول: هيا بنا أتجه نحو الباب.. ولكنه التفت إليها واقترب منها، وربت على وجنتها بحنان، وضمها في حضنه وهو يهمس لها قائلا: شكرا لك أنك أدخلتني حياتك، وأنك قبلتي أن تشاركيني حياتي، أنا أحبك جدا حبا يفوق الوصف.. أسندت رأسها على كتفه واغرقت دموع فرحتها ووجهها وهي لا تدري كيف تشكر الله عليه.. شعر بصمتها واستكانتها في حضنه فربت على ظهرها في حنان، ثم أبعدها برفق ورفع وجهها إليه، ورآى دموعها فقال لها معاتبا: ألم أقل أن الدموع ممنوعة عليك.. ومسح لها وجهها بيده واحتوى وجهها بين راحتيه وهي تقول: إنها دموع فرحة واطمئنان، وشكر لله على نعمته علي.. فقال لها: أنت لك الابتسامة والسعادة والضحك، لا أريد أن أرى دموعك هذه ما دام قلبي ينبض.. أفهمتي؟ هزت رأسها موافقة فاقترب منها وقبل جبينها ووجنتها وتنهد قائلا: هيا بنا.. أنا لا أضمن نفسي أكثر من ذلك.. وخاصة وأنت جميلة هكذا.. فابتسمت.. أمسك يدها وخرجا من الحجرة بعد أن غسلت وجهها.. جلسا في ركنهما الهادئ يتطلعان إلى النيل ويستمتعان بجوه وقد احتضنها وهي وضعت رأسها على كتفه.. وهما يجلسان على أريكة مريحة.. ويتحدثان عن خطتهما في المستقبل.. وعندما شعرت بالبرد.. أحضر لها غطاء صوفي رقيق من الغرفة ووضعها على كتفها وضمها إليه، فوضعت رأسها على كتفه واحتضنت راحته كفها وجلس يستمتعان حتى غلبهما النعاس، فأسند رأسه على رأسها وغفيا قليلا.. وبعد صلاة الفجر جلسا سيستقبلان شروق الشمس معا حتى رست السفينة على الشاطئ.. | ||||
16-01-25, 09:21 PM | #38 | ||||
| ماذا سيكون رد فعل عمر على محاولات نوران لتقرب منهما؟ لماذا لم تكتمل فرحة عمر وسهيلة ؟ ماذا سيكون رد فعل نوران على عقد قران عمر؟ وهل ستستسلم؟ انتظرونى يوم الخميس القادم الساعة 8 مساءا فى الفصل الثانى عشر والثالث عشر | ||||
19-01-25, 04:54 PM | #39 | ||||
نجم روايتي
| مرحبا.مساء الورد جميلتي إيمي *الفصل العاشر* ☆ لأني احبك☆ العقل والقلب... ايهما يغلب الآخر في قرار؟ الحلم والواقع ... أيهما يحكم الإنسان؟ الحقيقة والوهم أيهما أمضي؟ يقف الإنسان حائرا بين كل تلك المتضادات وغيرها وإذا ما دخل القلب طرفا بها تهتز كل ثوابته وقناعاته ويميل لما يرضى القلب حتى لو كان خاطئا مع أن الحقيقة مثل اشعة الشمس تقطع حجب الظلام ربماببطء ولكنها بالأخير تبدو مشرقة جليه لكنها فقط المبرر الوحيد ..لأني أحبك الفصل جميل جاء كأغنية عرس وهمسة ود ونظرة عشق امتزجوا معا في تلك المشاعر المتبادلة بين عمر وسهيلة وتوجها حضور الكل الذين يحبونها لحسن خصالها وإسراع عمر بالترتيبات ليتم زواجهما سريعا هو أفضل وضع خاصة في وجود تلك المغيبة عن الحس والإدراك نيران والتى تفترض أن إحدى عشرا عاما مروا أمرا بسيطا لن تتغير فيه مشاعر الإنسان أو أن عمر هو ذلك الساذج الذى سينتظرها كل تلك المدة وهي زوجة لآخر هوسها هذا لا يبشر بالخير يا جميلة وسهيلة لن تحتمل صدمات أخري معك نرى التطورات ولعل القادم خير.. سلمت جميلتي كل الود والحب | ||||
20-01-25, 08:57 AM | #40 | ||||
نجم روايتي
| مرحبا.صباحات الورد جميلتي إيمي *الفصل الحادي عشر* ☆ ويبقي الحب☆ طالما المشاعر صادقة والنفوس نقية والترواح طيبة تتدفق المشاعر بين اصحابها بكل الصدق تعد كلا منهما بمستقبل مزهر بالوفاء وبالعهود الصادقة مهما جابهوا من حقد او عثرات ما أجمله عقد قران سهيلة وعمر كما صورتيه بكل الروعة وايضا تلك المشاعر الجميلة الرقيقة الراقية التى رسمت ملامحها بكل الجمال وتلك المفاجأة الجميلة من عمر لها بليلة كالحلم وما أجمله صلاتهما معا كخير بداية لحياة مشتركة بينهما الفصل يبدو كما صورته كقصيدة عشق رائعة وأرجو الا تكدر تلك نيران الحاقدة عليهم حياتهم سلمت جميلتي كل الود والحب | ||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
emielemary, أيمي, سناالعمر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|