آخر 10 مشاركات
آلام قلب (70) للكاتبة: كيم لورانس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان الشاعر - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قلباً خالي الوفاض (116) قلوب أحلام شرقية للكاتبة ايمان عبد الحفيظ *مميزة* ف 17* (الكاتـب : ايمان عبد الحفيظ - )           »          347 - الراقصة و الارستقراطي - عبير الجديدة - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : lola @ - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-08, 12:27 AM   #21

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي


تطلعت به غير مصدقة وسألته بانزعاج:
" أنا؟ انك تمزح! "
" ولماذا أمزح؟ هذه الورطة الشنيعة من صنع يديك, وأنت الآن ستعملين على اخراجنا منها "
عادت هيلين مسرعة الى مقعدها وقالت له باصرار:
" انني لن أغطي نفسي بالوحل لمجرد منحك فرصة للضحك! "
تردد جايك قليلا ثم استدار ناحية المزرعة وقال وكأنه يحدث نفسه:
" لابد أن صاحب المزرعة ستكون عنده معدات قد تساعدنا على الخروج من هذه المحنة "
ارتاحت هيلين كثيرا وشعرت أن حملا ثقيلا ازيل عن صدرها عندما تأكد لها انه لن يرغمها على الخروج الى الوحل ودفع السيارة. وقالت له مشجعة:
" أوه, نعم ربما كان لديه بعض المعدات...جرار زراعي وحبل مثلا أو أي شئ أخر يمكنه أن يسحبنا قليلا الى الأمام! أوه انها فكرة جيدة "
فتح جايك باب السيارة قائلا:
" عظيم كنت أعرف أنك ستفكرين هكذا...الآن اذهبي واسأليه "
دهشت هيلين مرة أخرى وقالت باستغراب:
" أنا؟ أذهب الى المزرعة؟ "
اشعل جايك سيكارة وأجابها بهدوء غريب:
" نعم. سأنتظر في السيارة بحال مرور احد من هنا "
ضمت هيلين شفتيها بانفعال وقالت باصرار:
" لا يمكنني الذهاب الى المزرعة. انها هناك في نهاية هذا الطريق الترابي! ربما كان فيها الآن شخص ينتظر ضحية مثلي! "
رد عليها جايك بهدوء ولطافة:
" في مثل هذا الطقس الماطر؟ أشك كثيرا في ذلك "
حدقت فيه وقد علت فمها نصف ابتسامة وقالت له:
" أوه انك لست جادا! انك تطلب مني الأقدام على مثل هذه الخطوة لمجرد افزاعي! هذا تصرف لئيم "
خلع جايك سترته وقال لها بلهجة الآمر الواثق من نفسه ومن اطاعة أوامره:
" لا يا هيلين...اني أطلب منك بكل جدية وأنت ستنفذين الطلب "
رفعت رأسها بتحد صارخ قائلة:
" اني أرفض! "
" ترفضين؟ حقا ترفضين؟ "
وفجأة انحنى صوبها وفتح بابها ثم دفعها الى الخارج وأغلق الباب بقوة واقفله من الداخل .
صعقت, وخافت, وغضبت, وأخذت تضرب بيديها على زجاج السيارة وهي تصرخ:
" جايك, جايك كفاك حقارة ونتانة! دعني أدخل...البرد شديد وأنا مبتلة كثيرا"
" اذن اركضي نحو المزرعة...هيا بسرعة التمرين يساعدك كثيرا "
ترددت هيلين طويلا قبل أن تتحرك من مكانها انها تعرف جايك جيدا وتعرف أنه يعني ما يقول. ولكن قبولها بما يطلبه صعب للغاية. كيف ستتمكن من الذهاب الى بيت غريب في مثل هذا الوقت المتأخر والجو الماطر لتسأل صاحبه مساعدتهما على اخراج السيارة! أليس ممكنا أن يكون صاحب البيت رجلا يعيش بمفرده...مجرما...مجنونا أو أي شيئ آخر! شعرت برجفة قوية ونظرت الى جايك شزرا وقد بلغ منه الغضب حده الأقصى. كان مستلقيا في مقعده الذي احنى مسنده الى الوراء يدخن سيكارة ويستمع الى الموسيقى الهادئة. آه انها تكرهه...تكرهه.
لم تكن هناك أي فائدة من البقاء قرب السيارة بانتظار أن يغير جايك رأيه. انها تعرف جايك حق المعرفة وتعرف انه لا يتبع الا قواعده هو في أي لعبة يلعبها وتعرف أيضا أنمجرد كونها امرأة...أو زوجة لا يخولها بالضرورة الحصول على ميزات أو افضليات. استدارت نحو تلك المزرعة ومشت ببطء يغلفها شعور بالسخط والغضب والاذلال...وحتى بالخوف الحقيقي. وانهمرت دموعها بغزارة.
وعندما اقتربت من المبنى الرئيسي للمزرعة سمعت أصوات حيوانات في زريبة قريبة ونبلح كلب يعلن قدومها ولكن الذي زاد انزعاجها وخوفها أنها سمعت بوضوح وراءها لهاثا قويا وصوت أقدام. دب فيها الرعب وبدأت تركض بأتجاه الشرفة الأمامية للمنزل ولكنها شعرت قبل وصولها بخطوات قليلة بيد تمسك بذراعها. التفتت مذعورة فشاهدت جايك الذي أزاحها آنذاك واندفع قبلها نحو الباب. صرخت به بصوت مكبوت:
" أيها...أيها النتن الحقير! هل كنت تتبعني طوال الوقت؟ "
رفع جايك حاجبيه الاسوديين وقال لها بهدوء:
" طبعا... وهل كنت تظنين أنني سأدعك تأتين الى هذه المزرعة بمفردك؟ هل كنت تظنين ذلك؟ "


لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 12:28 AM   #22

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

" ولكن...ولكن...لماذا أجبرتني على المجئ الى هنا في المقام الأول؟ لماذا لم تدعني أبقى في السيارة؟ "
" وهل كنت ستقبلين بأن أتركك هناك؟ بمفردك؟ في مثل هذا الوقت؟ وفي هذه المنطقة النائية؟ "
" اعتقد. . . "
" قررت اعطاءك درسا وهذا كل ما في الأمر "
ثم أبتسم قليلا وقال:
" واعتقد أنني نجحت أليس كذلك؟ "
" أوه...أوه اني أكرهك! أكرهك! "
وفي تلك اللحظة بالذات فتح رجل باب المنزل واندفعتمنه عدة كلاب من أنواع مختلفة وأخذت تقفز نابحة حولها. أمر الرجل كلابه بالدخول ثمنظر بفضول الى هذين الضيفين المتسخين بالوحل وقال مقطبا جبينه:
" نعم؟ "
حياه جايك يتهذيب وقال له:
" أنا متأسف جدا لأزعاجك في مثل هذا الوقت المتأخر ولكن سيارتي انزلقت قليلا الى قناة بجانب الطريق ولم يعد بامكاني اخراجها فهل تتكرم بمساعدتي لسحبها؟ "
وتنحنح قليلا ثم تابع بسرعة:
" أعرف...أعرف أن الوقت متأخرا جدا وأنها ليلة مزعجة ولكن... كما ترى...فاننا مبتلان حتى العظام "
نظر الرجل مليا الى هيلين ووجهها المتعب وجسمها المرتجف ثم أستدار فجأة نحو الداخل وقال:
" الأفضل أن تدخلا. يبدو أن زوجتك بحاجة الى فنجان من الشاي "
" أوه شكرا لك "
قالتها هيلين بحماسة واخلاص فيما كانتتدخل مسرعة وهي تبتسم للمضيف امتنانا وتقديرا. واستقبل المزارع الكهل دخولهما محييا بتهذيب وتواضع:
" لا شكر على واجب "
أغلق الباب وسار أمامهما حتى غرفة الجلوس الفسيحة والمريحة حيث كانت مدفأة جميلة تملأ الغرفة بالدفء الممتع والضوء الساحر ورائحة الحطب الطبيعية اللذيذة. زوجة الرجل امرأة قصيرة وبدينة الى حد ما ولكنها بادية النشاط والصحة كمعظم زوجات المزارعين. وبعد أن قدما نفسيهما على أنهما السيد والسيدة مورغان وعرفا أن ضيفاهما هما جايك وهيلين هوارد توجهت السيدة مورغان الى المطبخ لتعد الشاي فيما أخذ زوجها يستفسر عما حدث وعندما أخبره جايك عن المشكلة التي وقعا فيها بسبب تشابه الاسمين لاندرانوغ ولانغرانوغ ابتسم صاحب المزرعة وقال:
" أنك لست أول من يقع في مثل هذه المشكلة يا سيد هوارد فكثيرون قبلك وقعوا في الخطأ ذاته. ولكن هذا ليس مهما الآن...المهم هو محاولة اخراج سيارتك من المكان الذي علقت فيه "
تنهد المزارع وتابع حديثه مع جايك قائلا:
" بالطبع يمكنني أستخدام الجرار لسحب سيارتك ولكن هذه العملية ستستغرق بعض الوقت والأصدقاء الذين ينتظرونكما سيقلقون بسبب تأخيركما ولذلك فاني أعتقد أن من الأفضل الأتصال بهم وابلاغهم عما حدث ثم تمضيان الليلة هنا وتذهبان اليهم في الصباح. فمن الصعوبة في مثل هذا المطر والظلام أن تجدا الطريق الفرعي الذي يؤدي الى لاندرانوغ! "
تطلع جايك بهيلين ثم قال لمضيفه الكريم:
" هذا لطف وكرم منك يا سيد مورغان ولكن لا يمكننا ازعاجكما. . . "
ابتسم المزارع الطيب وقال له مقاطعا:
" لا ازعاج على الاطلاق وأنا متأكد من أن السيدة مورغان أيضا تشاطرني هذه الرغبة. اننا لا نحظى هذه الأيام بكثير من الزوار أو الضيوف وأولادنا كبروا وتزوجوا وأصبحت لهم عائلاتهم ولم نعد نراهم الا أثناء أوقات العمل أو بين الحين والأخر. كذلك فأنا متأكد من أن السيدة هوارد تفضل البقاء هنا الليلة على العودة في هذا الطريق الوعر والطقس الماطر. أليس كذلك يا عزيزتي؟ "
عضت هيلين على شفتيها وتطلعت ناحية جايك لا تعرف بما تجيب. فهي شخصيا لا تجد شيئا أفضل من البقاء أطول فترة ممكنة قرب المدفأة ثم الذهاب الى النوم في سرير مريح عوضا عن مواجهة المطر والظلام والأوحال مرة أخرى في الليلة ذاتها ولكن القرار يعود الى جايك! هل سيصر يا ترى على الذهاب الى لاندرانوغ أم أنه سيقبل دعوة السيد مورغان؟
نظرت الى جايك فوجدته مقطب الجبين ويفكر ولكنه من ناحية أخرى يبدو مرتاحا ومسرورا قرب المدفأة وتمنت في تلك اللحظة أن يقول شيئا لينقذها من ذلك التردد. وبما أنه ظل صامتا فلا بد لها من أن تجيب الرجل الذي كان يتطلع فيها منتظرا:
" أنا...أنا لا أعرف ماذا أقول. . . "
تدخل جايك عندها فجأة وقال لصاحب المنزل :
" اعتقد أن علينا متابعة رحلتنا يا سيد مورغان. اعلم أن ذلك سيشكل لك ازعاجا كبيرا و. . . "
دخلت السيدة مورغان في تلك اللحظة وهي تحمل الشاي وبعض الأجبان والحلوى. وفيما كانت توزع الشاي وأطباق المأكولات الخفيفة أخذ زوجها يشرح لها ما قاله لضيفهما. وقبل أن تصب لنفسها فنجانا من الشاي قالت لجايك وهيلين برقة وحنان:
" يجب أن تعلما أن ما من ازعاج على الاطلاق وكما قال اوين فانه يسعدنا كثيرا استضافتكما والتحدث معكما... اعني أنه لا يمكنكما التفكير جديا بمتابعة رحلتكما في مثل هذا الوقت المتأخر والطقس الردئ "



لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 12:30 AM   #23

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

نظرت هيلين الى جايك وسألته بشئ من التردد:
" هل يوجد هاتف في منزل...اصدقائنا؟ "
حدق بها جايك واجابها باقتضاب:
" أجل لديهم هاتف "
ارغمت هيلين نفسها على الأبتسام قليلا وقالت:
" اذن...الا يمكننا قبول دعوة السيد مورغان الكريمة والمشكورة والاتصال باصدقائنا لابلاغهم بما حدث؟ اعتقد أن ايجاد منزلهم سيكون اكثر سهوله في الصباح "
" طبعل, طبعا ولكن...كنت اعتقد أنك أنت تريدين متابعة الرحلة "
عقدت حاجبيها وسألته باستغراب:
" أنا؟ ولماذا أنا؟ "
برقت عيناه فجأة وقال لها بلهجة ودية:
" حسنا ان كان هذا ما تريدين "
حاولت هيلين السيطرة على تململها ونبرمها من تعمد جايك دفع الكرة الى ملعبها وحملها هي على اتخاذ القرار...لماذا يا ترى! وارادت أن تؤكد له رغبتها في البقاء فقالت له بدون تردد:
" اعتقد أنني سأكون سعيدة جدا في البقاء هنا هذه الليلة "
انتصب واقفا وهو يقول:
" عظيم! سأذهب لاحضار الحقائب "
وقف السيد مورغان وقال له معترضا:
" لا يا بني...يكفيك بردا ومطرا ووحلا هذه الليلة! ديليس يمكنها ايجاد شئ ترتديه زوجتك كما أنك ستجد ما يناسك في مجموعتي المتواضعة "
" حسنا. اننا بالتأكيد نقدر لكما جدا حسن ضيافتكما ولطفكما. أليس كذلك يا هيلين؟ "
هزت هيلين برأسها علامة الايجاب بعد أن فرضت على نفسها ابتسامة مهذبة. انها فعلا تقدر جدا ما يقوم به مورغان وزوجته ولكنها ليست مسرورة ابدا من تصرفات زوجها وأساليبه الملتوية وشعرت انه يدبر لها مقلبا أو يتمتع بنكته هي ضحيتها ولم تتمكن من فهم ذلك التحول السريع والمفاجئ في ملامحه ونظراته.
أخذ السيد مورغان معطفيهما الى غرفة الغسيل لتجفيفهما فيما كانت زوجته ترشد جايك الى مكان وجود الهاتف أما هيلين فظلت جالسة قرب المدفأة مرتاحة ومسرورة وقد جف شعرها وأحمر خداها ولما عادت السيدة مورغان وجلست قربها. أخذت هيلين تحدثها عن منزلها في لندن وعن حياة الصخب والضجيج في المدن أما المضيفة فقد تحدثت عن أولادها الخمسة وأحفادها التسعة عشر. ولما انهى جايك مكالمته الهاتفية المطولة عاد الى غرفة الجلوس ليجد هيلين مندمجة مع السيدة مورغان وزوجها في تصفح مجموعة كبيرة من الصور العائلية التي يعود تاريخ بعضها الى الثلاثينيات والأربعينيات. ابتسم جايك وقال:
" كل شئ على ما يرام. سيكون صديقانا بانتظارنا بعد الفطور بقليل "
" عظيم, عظيم "
رددها السيد مورغان وهو يهز رأسه مبتسما ثم قبل شاكرا السيكار الفاخر الذي قدمه له جايك. وبعد قليل استأذنت السيدة مورغان لتعد لهما سريرهما ولاحظت هيلين بدهشة أن الساعة تخطت الحادية عشرة. تطلعت بالمضيف وقالت له بلهجة يغلب عليها الأعتذار:
" يجب أن لا نبقيك الى هذا الوقت المتأخر يا سيد مورغان فمن المؤكد أنك مضطر للنهوض باكرا "
هز الرجل رأسه قائلا:
" ليس كما تتصورين يا سيدة هوارد. أبنائي الثلاثة يقومون حاليا بمعظم الأعمال الصعبة "
ثم ابتسم وهو يضيف قائلا:
" انني أعمل الآن كمشرف أو رئيس ورشة "
شاركته هيلين الأبتسامة وقالت:
" أتصور أن الحياة ممتعة جدا هنا "
" أوه أنها رائعة في الصيف...هل زرت المناطق الجبلية في وايلز قبل الآن يا سيدة هوارد؟ "
" مع الآسف لم أزر أيا من مناطق وايلز سابقا. ولكن اذا كان اهالي هذه المقاطعة بمثل لطفكما وحسن ضيافتكما أنت والسيدة مورغان فاني بالتأكيد سأزورها عدة مرات في المستقبل "
تأثر الرجل بهذه الملاحظة الحساسة التي أبدتها هيلين بصدق واخلاص. وعندما نظرت ناحية جايك رأته يبتسم بخبث ومكر. ومرة أخرى عادت تسأل نفسها عن قصده وعما يرمي اليه. وفي تلك اللحظة عادت السيدة مورغان وقالت للمضيفين الشابين بوجه بشوش وابتسامة رقيقة:
" الغرفة جاهزة ولقد وضعت لكما ثياب النوم على السرير "
ثم رفعت حاجبيها وأضافت وهي تغمز بعينيها :
" الغرفة دافئة جدا وقد لا تحتاجان اليها! "
عندئذ فقط فهمت هيلين ماذا يحدث. طبعا! كيف لم تخطر هذه الفكرة في بالها؟ فبالنسبة للسيد مورغان وزوجته هي وجايك زوجان عاديان! نظرت الى جايك شزرا فابتسم ابتسامة خفيفة ذات مغزى. ارادت أن تصرخ بوجهه غاضبه وتقول له أيها الوحش كنت تعرف! هذا كان قصده بالطبع وهذا كان هدفه عندما استدرجها للقبول...لا بل للاصرار على البقاء! لماذا لم تلاحظ هي ذلك؟ كيف تصورت أن السيدة مورغان ستعد لهما غرفتين منفصلتين وهما زوجان شابان تبدو عليهما السعادة والمحبة المتبادلة؟
ولأن من الواضح أن السيدة مورغان كانت تتوقع ذهابهما الى الفراش. وقفت هيلين وهي تحاول اخفاء عبوسها وتعاستها ثم تمنت ليلة سعيدة للضيف الكريم وسارت نحو الباب تبعها جايك بعد أن كرر التمني ذاته للسيد مورغان الذي رد عليهما بالمثل وهو لا يزال في كرسيه الهزاز قرب النار.
كانت الغرفة التي اعدتها لهما السيدة مورغان واسعة وذات سقف عال وتضم سريرا عريضا من الطراز الذي لم يعد له وجود الا في المحال النادرة المتخصصة بالمفروشات القديمة.


لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 12:31 AM   #24

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

" اتصور أن هذه الغرفة مريحة ودافئة والسرير متين وقوي. في أي حال توجد هنا أغطية اضافية ان شعرتما بالبرد "
ثم ابتسمت المضيفة المرحة واضافت مازحة:
" ولكني متأكدة انكما لن تشعرا بالبرد على الاطلاق أليس كذلك؟ شابان في مقتبل العمر مثلكما لا يمكن أن يشعرا بالبرد! عندما كنا أنا واوين في سنكما لمنكن بحاجة الا لبعضنا لكي ننعم بالدفء والراحة أما الآن فيا حسرتنا اصبحنا بحاجة الى المدفئة والتدفئة المركزية وأكياس الماء الساخن. . . "
ابتسم جايك وقال لها:
" اعتقد أنك قمت بترتيبات رائعة يا سيدة مورغان "
هزت سيدة المنزل رأسها اعتزازا وقالت:
" الحمام في نهاية الممر...الى الجانب الأيمن وكذلك يوجد ماء ساخن وبكمية وفيرة ان اردتما أخذ حمام الآن أو في الصباح "
ارغمت هيلين نفسها على الأبتسام لهذه السيدة اللطيفة وشكرتها على كل ما قامت به نحوهما. ردت السيدة مورغان بابتسامة مماثلة وتمنت لهما ليلة سعيدة ودافئة قبل أن تغادر الغرفة وتغلق الباب وراءها.
عند ذاك التفتت هيلين نحو جايك وقالت بلهجة غاضبة ولكن بصوت خافت وهامس:
" كنت تعرف! كنت تعرف أن صاحبي البيت سيعدان لنا غرفة واحدة "
نظر اليها ساخرا وقال:
" طبعا كنت أعرف. ولو كنت تفهمين لتوقعت ذلك أيضا. كنت غارقة في مقعدك الدافئ تفكرين بما حدث فلم تنتبهي الى ما يتم اقتراحه. أنت المذنبة! والآن...ليس لدينا فقط غرفة واحدة...بل سرير واحد أيضا. وأنا من جانبي لست مستعدا للنوم على الأرض "



لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 12:33 AM   #25

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

6- الدفء الجديد!


حدقت به هيلين وهي لا تكاد تصدق أذنيها وسألته بأنفعال:
" وماذا تعني بذلك؟ "
سار أمامها باعتزاز وكبرياء كالطاووس ثم أجابها بهدوء بالغ:
" وماذا تعتقدين أنني أعني؟ ألم أقل لك بوضوح ما أعني؟ "
أحمر خداها وتلعثمت وهي تسأله:
" هل تعني...أنك...ستستخدم...السرير� � "
استدار نحوها وكان قد وصل آنذاك الى جانب السرير ورفع بيده ثياب النوم المخصصة له ثم سألها مازحا:
" هل لهذه الثياب هدف ما؟ "
" بربك يا جايك! دعك من هذه السخافات وقل لي ماذا سنفعل الآن؟ "
جلس الى جانب السرير وبدأ يخلع قميصه ويقول:
" لا أدري ماذا ستفعلين أنت يا هيلين ازاء هذا الموضوع..أما أنا فسوف أنام. أنك تذكرين انني لم أنم أبدا الليلة الماضية ولذا فأنا غير مستعد على الاطلاق لمواجهة المصير نفسه هذه الليلة "
فتحت هيلين ذراعها دهشة واستفسارا وهي تسير في الغرفة ذهابا واياباً ثم قالت له لاهثة:
" ولكن...جايك! لا يمكننا...النوم...سوية...في هذه الغرفة! "
هزجايك كتفيه وخلع القميص فكشف عن عضلات قوية مفتولة وصدر عريض أسمر مغطى بالشعر الكثيف. أزاحت هيلين وجهها سريعا لأنه لم يسبق لها أبدا أن شاهدته عاري الصدر فهما لم يذهبا مرة واحدة معا الى شاطئ البحر وبالتالي فهي لم تشاهده من قبل مرتديا ثياب السباحة. ولكن بدا أن السباحة والشمس لعبا في رحلته الأخيرة دورا كبيرا في اضافة هذا اللون البرونزي الى جسمه. وسارعت هيلين الى مطالبته بارتداء القميص المخصص للنوم.
رمي جايك القميص بعيدا باستهتار واستلقى على السرير قائلا لها بكسل:
" البسيها أنت أنا عاة لا ألبس أشياء كهذه أثناء النوم "
" انك...انك لا تعني...ان...ان..."
استدار جايك نحوها وتطلع بعينيها الحائرتين والزائغتين وقال لها مبتسما بسخرية:
" لا أعني ماذا؟ أن أنام عاريا؟ لا...لن أسبب صدمة أو احراجا لطهارتك أيتها العزيزة "



لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 12:34 AM   #26

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

وضعت هيلين حقيبة يدها على الطاولة المجاورة وجلست أمام المرآة تسرح شعرها...وتفكر. جلس جايك في السرير وسألها ببرودة أعصاب:
" هل تريدين أستخدام الحمام الآن؟ "
ردت عليه بصوت غاضب خافت وبلهجة قاسية:
" انكتجد في وضعنا هذا متهة ولذة أليس كذلك؟ انك لا تهتم بمشاعري اطلاقا "
قست ملامح جايك بعض الشئ فقام من السرير وتوجه نحوها وهو يقول:
" اسمعي يا هيلين...أنت أوقعتنا في هذه المشكلة فلا تضيفي هموما ومشاكل جديدة "
" ولكن...لا يمكننا النوم في سرير واحد! "
" لم لا؟ "
وعندما شاهد احمرار وجهها تابع حديثه بدون انفعال:
" بعكس ما تعتقدين يا هيلين فانني أعتبر بعض الأمور أكثر أهمية من...رغباتي الحيوانية. ألم تستخدمي هذه الصفة في شجار سابق؟ "
ثم عقد حاجبيه وقال بجدية بالغة:
" كل ما يهمني الأن وما أريده حقا هو النوم "
مشت هيلين ببطء وتردد نحو السرير وتأملت قميص النوم بتشكك. انه واسع جدا فهو لسيدة بدينة تحب الثياب الفضفاضة. هز جايك رأسه بتململ وقال لها :
" اقترح عليك أستخدام سروال النوم المخصص لي. على الأقل ان له حزاما يمكن شده حول وسطك "
شدت هيلين على شفتيها بقوة وقالت بعجلة:
" وأنت ماذا سترتدي؟ "
هز جايك بكتفيه وأجابها بهدوء:
" لا تقلقي نفسك بسببي! سأتدبر أمري "
تنهدت هيلين وقالت:
" لا أريد الذهاب الى الحمام. لم لا تذهب أنت...وأدخل أنا الى الفراش؟ "
تأملها مليا ثم هز رأسه موافقا وقال:
" حسنا أيتها الخجولة المتواضعة...ولكن رجاء لا تمضي وقتا طويلا في اعداد نفسك للنوم. سأعود سريعا "
انتظرت هيلين حتى خرج من الغرفة واغلق الباب وراءه وبدأت تخلع ثيابها على عجل. السروال كان كبيرا وواسعا الى درجة الازعاج ولكنه على الأقل كما قال جايك يمكن شده حول الوسط وبعدما لبست القميص بسرعة مماثلة قفزت الى السرير وشدت الغطاء فوقها حتى العنق...فعلا انه سرير قوي ومريح! ولو كانت في موقف آخر وحالة نفسية مختلفة لشعرت بالراحة والسعادة والرضى .
عاد جايك بعد دقائق قليلة ودخل بدون أن يطرق الباب. نظرت اليه شزرا لأنه أقدم على تلك الخطوة غير المتوقعة. هز رأسه قليلا وقال لها بلهجة طبيعية منطقية:
" هل يجب علي فعلا أن اطرق الباب لأدخل غرفةنوم زوجتي؟ "
لم تعلق هيلين بشئ بل أستدارت الى الناحية الأخرى. هز كتفيه غير مكترث ثم اطفأ النور ودخل الى السرير. ابتعدت عنه الى أبعد حد حتى كادت تقع وكانت متوترة الأعصاب مشدودة العضلات وكأنها ستنفجر.
هل هو الخوف من انه قد يتجاهل ما قاله قبل قليل ويقدم على أمر تخشاه وتشمئز منه؟ الا أنها سمعت بعد لحظات وجيزة صوت تنفسه يهدأ ويتبع وتيرة واحدة فلاحظت بخجل فائق انه...يغط في نوم عميق.
مرت بضع ساعات وهي مستيقظة فالتمسك بحافة السرير ليس بالوضع الصحي المريح الذي اعتادت عليه طوال حياتها وزاد أنزعاجها من جايك عندما انقلب على ظهره بكسل ومد ذراعيه ورجليه ليملأ الفراغ الكبير الذي تعمدت ابقاءه بينهما ولم يتحرك عندما لمست يده أحد أجزاء جسمها المتشنج أما هي فقد ابقت عينيها مغمضتين بقوة متمنية بكل جوارحها أن يتحول عنها ويعود الى وضعه السابق. بدا وكأنه لا يشعر بوجودها وفكرت بازدراء بأنه ربما غير معتاد على مشاطرة سريره مع امرأة. ولسعت وجهها مرة أخرى دموع حارة سببها الشفقة على النفس والرثاء للذات.وأخيرا أرغمها الارهاق والبكاء على النوم.
لم تستيقظ هيلين الا عندما سمعت الباب يطرق. قالت نعم قبل أن تفكر فدخلت السيدة مورغان وهي تحمل الشاي الساخن محيية ومبتسمة. تضايقت من نفسها ومن السيدة مورغان. وعندما فتحت عينيها واكتشفت لماذا تشعر هكذا بالدفء والراحة وازداد انقباضها وشعورها بالضيق. لابد أنها شعرت بقليل من البرد أثناء نومها فدفعتها الغريزة الى الاتصاق به! وهاهي الأن تلفه بذراعها وتضع رأسها على كتفه!.


لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 12:36 AM   #27

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

شهقت بصوت خافت وسحبت ذراعها بسرعة وبقوة ثم جلست وأرغمت نفسها على رد الابتسامة للمضيفة الكريمة. جايك لم يتحرك فقالت لها السيدة مورغان بوجه بشوش ولكن بصوت هامس:
" توقف المطر يا سيدة هوارد...والآن اخبريني هل ارتحت في نومك؟ "
احمر وجه هيلين عندما لاحظت أن السيدة مورغان تنظر بمرح الى قميص النوم ولكنها تمكنت من تهدئة نفسها والرد عليها قائلة:
" نعم. جيدا. شكرا لك. وشكرا أيضا على الشاي. انك تزعجين نفسك كثيرا يا سيدة مورغان "
" لا ازعاج على الاطلاق يا عزيزتي. بالمناسبة ماذا يفضل زوجك للفطور؟ البيض وللحم المقدد؟ السجق مثلا؟ "
" نعم, نعم شكرا جزيلا يا سيدة مورغان "
وتمنت في تلك اللحظات أن تغادر ربة البيت تلك الغرفة لكي تتمكن من الخروج من السرير وارتداء ملابسها قبل أن يستيقظ جايك من نومه ولكنها فوجئت بها تقول مازحة:
" أرى أنكما تتقاسمان ثياب النوم الرجالية "
انها بلا شك تعتقد أن جايك يرتدي الجزء الأسفل أي السروال! فجايك يبدو عاري الصدر في حين انها تبدو هي وكأنها أكتفت بالقميص! لم لا...لتفكر بما تريد...ابتسمت لها هيلين وانتظرت خروجها. ولكن تبين لها أن السيدة مورغان لم تكن على عجلة من أمرها اذ بدأت تنتقل من مكان الى آخر بدون ضرورة أو سبب. تفتح الستائر...ترفع شيئا من هنا وتنقله الى هناك ثم تعيده الى مكانه الأصلي أو الى مكان ثالث. وشعرت هيلين برغبة في الصراخ ولكنها حبست انفاسها وركزت أهتمامها على شرب الشاي ومراقبة جايك والتمني الا يستيقظ قبل خروج السيدة مورغان من الغرفة الا أن الحركة المتواصلة والتنقلات المستمرة في الغرفة ادت خلال دقائق قليلة الى النتيجة التي كانت هيلين تتمنى عدم حدوثها.
استيقظ جايك وتطلع بهيلين مستغربا بعض الشئ ولكنه أبتسم بمكر وغرابة عندما أستدار الى الناحية الأخرى ووقع نظره على السيدة مورغان التي قالت له على الفور:
" آه استيقظت أخيرا يا سيد هوارد! "
ثم أشارت الى فنجان الشاي الموجود قربه وقالت:
" احضرت لكما الشاي قبل قليل وزوجتك تقول أنك تحب البيض المقلي واللحم المقدد. هل هذا يكفي أم. . . ؟ "
قاطعها جايك بابتسامة مهذبة قائلا:
" هذا هو بالضبط ما أريده يا سيدة مورغان ان لم يكن في ذلك ازعاج كبير"
" لا يوجد أي ازعاج على الاطلاق. هل نمت مرتاحا؟ "
نظر جايك ناحية هيلين فتفادت نظراته الاستجوابية بالانحناء قليلا الى جانبها لوضع فنجان الشاي على الطاولة المجاورة. رد على السيدة مورغان بجملة تقليدية مناسبة ثم خيم صمت مزعج وظلت المضيفة تتطلع بهما وكأنها تنتظر أيا منهما أن يقول شيئا آخر ولما لم يتفوها بشئ حيتهما بتهذيب ثم قالت وهي تتجه نحو باب الغرفة :
" سيكون فطوركما جاهزا خلال نصف ساعة. هل يناسبكما ذلك؟ "
ترددت هيلين قليلا وقالت لها:
" هذا رائع ولكن أرجوك الا تزعجي نفسك باعداد أي شئ لي يا سيدة مورغان أنا عادة أكتفي بقطعة خبز محمصة. . . "
" ولا شئ آخر؟! وأنت بمثل هذه النحافة؟ انك بحاجة الى فطور دسم يا عزيزتي. هذا ما أقوله دائما "
" حقا يا سيدة مورغان اني لا أشعر بالجوع "
لم تفهم السيدة مورغان كيف أن ضيفتها ترفض الفطور الدسم الذي يحتاجه جسم الانسان ولكنها قررت احترام آراء الأخرين فهزت كتفيها قائلة:
" حسنا يا عزيزتي ان كان هذا ما تريدين ولكن تذكري أن هناك كمية وافرة من الخبز المحمص والزبدة والعسل "
" رائع "
قالتها هيلين وهي ترغم نفسها مرة آخرى على الابتسام. وشعرت بانفراج كبير عندما حيتها ربة المنزل وغادرت الغرفة. تنهدت هيلين بارتياح وهمت بالنزول من السرير الا أن جايك أمسكها من ذراعها قائلا لها:
" مهلا...لم العجلة؟ لابد أن الجو بارد في الخارج "
لم تعجبها الملاحظة والطريقة التي استعملها وقالت له غاضبة:
" كان يجب أن أغادر الفراش قبل أن تستيقظ ولكن السيدة مورغان اصرت على البقاء "
سألها جايك ببرودة أعصاب مذهلة وهو لايزال ممسكا بذراعها ومستلقيا بارتياح على وسادته:
" وما منعك من مغادرة السرير؟ "
احمر وجه هيلين وقالت بتلعثم:
" اعتقدت السيدة مورغان أننا نتشاطر ثياب النوم الرجالية ولو أني غادرت الفراش لاكتشفت الحقيقة "
ابتسم جايك قليلا وقال:
" ومن شأن هذا الأكتشاف طبعا أن يحرج السيدة مورغان..لا, لا أعتقد ذلك أبدا "
ضغطت هيلين بشدة على شفتيها ضيقا وقالت له باقتضاب:
" انه يحرجني أنا...ثم هل تسمح بترك ذراعي؟ "
تجاهل جايك طلبها وقال لها منزعجا بعض الشئ:
" هذا وضع جديد وغير مألوف أبدا, أليس كذلك؟ أعني وجودنا في سرير واحد للمرة الأولى بعد ثلاث سنوات من الزواج "
نظرت هيلين اليه شزرا وشعرت برغبة قوية في توجيه صفعة مؤلمة الى ذلك الفم الساخر. وكانت آنذاك تحاول تحرير ذراعها من قبضته ولكن بدون جدوى فصرخت به قائلة:
" لم أكن أعلم بأن الوضع سيكون غير مألوف بالنسبة لك! "
برقت عيناه غضبا من لهجتها القاسية ونظرات الأزدراء والتحقير التي كانت توجهها له كسهام سامة وسألها صارخا:
" ولم لا؟ "
" هكذا! "


لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 12:37 AM   #28

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

وحاولت مرة أخرى تخليص ذراعها وهي تصرخ:
" اتركني..اتركني "
هز رأسه بعصبية ثم قال لها بهدوء واصرار:
" أريد أن أعرف لماذا تعتقدين أن هذا الأمر ليس جديدا أو غير مألوف بالنسبة الي "
حدقت به هيلين مستضعفة ومتضايقة وتمنت لو أنها لم تعلق بتلك الجملة السخيفة على ملاحظته المؤذية لأنها فتحت له بها جبهة هجوم جديدة. حاولت السيطرة على أعصابها وأستخدام اسلوب آخر معه عندما قالت بلهجة هادئة:
" جايك أرجوك انك تؤلمني! وقتنا قصير...السيدة مورغان قالت أن الفطور سيكون جاهزا خلال. . . "
" اللعنة على السيدة مورغان "
قالها بحدةوعصبية وهو يرفع بنفسه على مرفقه ويضغط على ذراعها ليرغمها على الاستلقاء. ثم سألها بغضب هادر:
" والآن...ألن تخبريني عما كان يفكر به هذا الرأس الصغير البعيد الى حد ما عن الطهر والبراءة؟ "
هزت هيلين رأسها بعنف من جانب الى آخر قائلة:
" انك...انك متوحش! اتركني والا...والا صرخت بأعلى صوتي "
" بامكانك أن تصرخي ولكنك ان تفعلي ذلك...تصوري ماذا سيكون تفكير السيدة مورغان "
" جايك أرجوك...اتركني هذه...هذه. . . "
أختنق صوتها ولم تتمكن من انهاء جملتها. كان قريبا جدا منها...لا بل ملتصقا بها تقريبا! وفي حين انها كانت تريد الهرب منه والابتعاد عنه الا أن بعضا من رغبتها ومشاعرها كان يعارض ذلك الحل العقلي والمنطقي!.
تأمل جايك وجهها بقساوة ثم قطب جبينه وسألها ببرودة قاتلة:
" هذه ماذا يا هيلين؟ هذه تصرفات متهورة أم ربما خطرة؟ "
وضحك باستفزاز وتململ ثم قال:
" بحق السماء يا هيلين من تظنين أنك تخدعين؟ هل تعتقدين حقا أنني لا أعرف ماذا يدور في رأسك الجميل من أفكار وأراء؟ هل تظنين انني لم أدرك بما كنت تشعرين به امس عندما وضعت رأسك على صدري وحاولت تهدئتك بعد خروجك المنفعل من مطعم الفندق؟ "
ثم تابع اطلاق سهامه الحادة وقد تحولت لهجته الى الازدراء والتبرم:
" وهل تتصورين انني لا أعرف النساء بما فيه الكفاية كي يفوتني أمر اهتمام احداهن بي؟ كل هذه النقمة المنفعلة...والسخط المصطنع...والغضب الوهمي! هذا كله تمثيل يهدف الى تحقيق غرض واحد...وواحد فقط وهو أن تجعليني أحس بوجودك كما تحسين أنت على ما يبدو بوجودي "
صعقت هيلين وشعرت برعب وهلع وقالت له وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة:
" يا للوقاحة! كيف تجرؤ على التفوه بهذه الكلمات؟ أو الايحاء بأمر تافه ورخيص كهذا؟ "
وتململت بانفعال وغضب وأضافت :
" لا تظن أبدا يا سيد هوارد أن مستويات الأخرين كمستواك وتفكيرهم كتفكيرك ورغباتهم كرغباتك! "
تطلع فيها وكأنه يريد التهامها ثم ابتسم وقال:
" ولم لا؟ اليست هذه الحقيقة؟ "
انتفضت منزعجة من تلك النظرات الجائعة وشعرت بأنها تريد...ولكنها لاحظت أن جايك تركها فجأة وخرج من السرير ليرتدي سرواله البني فوق ثيابه الداخلية. رفعت ذراعها بسرعة وغطت عينيها اشمئزازا وشعرت بأن دموع اليأس والخيبة والاذلال تكاد تنهمر بغزارة من عينيها المغمضتين. وقالت لنفسها أنه مهما حاولت وكيفما حاولت الاحتجاج والاعتراض فان عليها الأعتراف بأن بعض ما قاله صحيح وحقيقة واقعة. انها بكل تأكيد تشعر بوجوده الآن بطريقة لم تشعر بها من قبل تجاه أي رجل آخر وبسبب ذلك الاحساس أخذت تشعر...بالغيرة! نعم بالغيرة! آه من تلك الكلمة اللعينة ومعناها المزعج والمؤلم. شعرت بألم يأكل قلبها ومعدتها فأخفت رأسها بالوسادة كيلا ينتبه جايك الى...الى شعورها بالخجل. وفي تلك الاونة بالذات كان جايك ينتهي من ارتداء ثيابه ويضع يده على ذقنه ويقول:
" اني بحاجة الى حلاقة ذقني "
آه كم هو بليد! وشعرت مجددا بأنها تكرهه لقدرته الفائقة على تناسي ما يحدث بسرعة وسهولة ولكن مشاعره واحاسيسه لم تكن في الميزان. وتألمت مرة أخرى عندما شعرت انه قادر على النوم معها في سرير واحد بدون أن يحاول حتى مغازلتها أو لمسها وشعرت باذلال مزدوج لأنها اعتبرته رجلا بدائيا ويحب النساء وهاهو قد أثبت العكس أم أنها قبيحةوغير جذابة الى الحد الذي يتجاهل فيه حقيقة أنها من لحم و دم كأي امرأة أخرى! ثم سمعته يقول فجأة وهو يقف قرب السرير وينظر اليها بسخرية:
" أتردد كثيرا في تذكيرك بأن السيدة مورغان حددت لنا نصف ساعة. كنت أعتقد أنك تصرين على مغادرة الفراش "
" اليك عني "


لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 12:39 AM   #29

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

" حسنا. ولكن كنت أنوي السماح لك باستخدام الحمام قبلي "
" أذهب الى الجحيم "
واخفت نفسها بالوسادة فهز كتفيه ومشى متكاسلا نحو الباب ثم قال لها وهو يهم بفتح الباب:
" بالمناسبة من الأفضل ان تصبي لنفسك فنجانا آخر من الشاي...وان تستخدمي فنجاني لهذا الغرض والا ستعتبرك السيدةمورغان زوجة مهملة لا تكترث بأمر زوجها أو تهتم به "
اصابت وسادتها باب الغرفة في اللحظة التي خرج منها جايك مقفلا الباب وراءه وركعت في السرير غاضبة تضغط على شفتيها بعنف وتمرد. لم يخرج قبل أن يتأكد من أن الكلمة الأخيرة دائما له. نزلت بسرعة من السرير وارتدت ثيابها على عجل كانت آخر رغباتها في تلك اللحظة أن يعود الى الغرفة ويجدها نصف عارية ولما رجع بعد بضعة دقائق كانت هيلين تسرح شعرها أمام المرآة وقف قربها وأخذ يمرر أصابعه في شعره وعلى ذقنه الذي لم يحلقه ثم قال:
" يجب أن تسرعي اذ لم يعد لدينا وقت طويل "
تحولت عنه بحدة ومشت نحو الباب وكأنها تقول له هيا. هز جايك كتفيه بلا مبالاة وذهب الى السرير لترتيبه قبل مغادرة الغرفة. تقلبات هيلين وقفزاتها في السرير جعلته كأرض معركة...غطاء هنا ووسادة هناك وسمعته فجأة يقول بسخرية لاذعة:
" أكره كثيرا أن أترك انطباعا خاطئا عما حدث ليلة أمس ".
التهم جايك كمية كبيرة من الطعام وكانت السيدتان تراقبانه بنظرات مختلفة تماما. فالسيدة مورغان كانت مسرورة جدا وتشجعه بحماسه أما هيلين فقد كادت تغص بقليل من القهوة وقطعة صغيره من الخبز المحمص كان منظره وهو يحرث طريقه في الأطباق المتنوعة مزعجا ومثيرا للقرف والاشمئزاز وتمنت في تلك اللحظة أن تتمكن مره من التصرف معه بمثل هذا الهدوء الممميز والسيطرة القوية على الاعصاب...واللامبالة. لم يكن هناك أي شئ يزعجه أكثر من فترة مؤقته ووجيزة وقد بدا واضحا هذا الصباح أن النوم المريح أخفى من تحت عينه تلك الخطوط السوداء التي خلفها التعب والارهاق وعاد الى وجهه الأسمر نشاطه وبريقه...وجاذبيته.
دخل السيد مورغان بعد دقائق من انتهاء جايك وهيلين من تناول فطورهما وكانت السيدةمورغان تجمع الصحون وتنقلها الى المطبخ بعد أن اصرت على هيلين الا تزعج نفسها بمساعدتها.
وقال لهما بينما كان الثلاثة يتوجهون الى السيارة:
" طلبت من ابني جيم أن يحضر الجرار الزراعي. لا أعتقد اننا سنواجه أي صعوبة على الاطلاق فالمطر توقف منذ فترةطويلة والشمس تكاد تجفف الأوحال المتراكمة منذ فترةما بعد الظهر "
تطلع فيه جايك وشكره بحرارةقائلا:
" انني أقدر كثيرا كل ما قمتما به نحونا أنت والسيدة مورغان فقد جعلتما بداية عطلتنا القصيرة سعيدة ورائعة أليس كذلك يا هيلين؟ "
" أوه...أوه, نعم "
سحب جيم مورغان السيارة القوية الرائعة من القناة الجانبية الوحلة فشهق والده وهو يتأملها:
" هذه فقط تسمى فعلا وقولا...سيارة "
وبعد أن تفحصها من الداخل نظر الىجايك مبتسما وقال:
" اراهن أنك تقودها بسرعة مئتين وخمسين كيلومترا في الساعة بدون أن ترف لك عين! "
أبتسم جايك ورد عليه بتواضع:
" على هذه الطرقات؟ لا يمكن "
" هل كانت السرعة سببا في انزلاق سيارتك الى جانب الطريق؟ "
تردد جايك قليلا قبل أن يوافقه بايجاز قائلا:
" الى حد ما "
ثم وجه نظرة ذات معنى الى هيلين وقال:
" يجب أن نذهب الأن "
وبعد تبادل كلمات الشكر والترحيب انطلق جايك بسيارته مسرعا فيما كان الجميع يلوحون مودعين. استرخت هيلين في مقعدها وقد شعرت فجأة بأنها ضعيفة ومتعبة وكيف لا وقد جرى لها ما جرى من ارهاق جسدي وانزعاج نفسي طوال الاثني عشرة ساعة الماضية.
كان الصمت مخيما عليهما بشكل قاس عندما بدأت هيلين تفكر بما ستواجه خلال الست والثلاثين ساعة المقبلة. كيف سيكون موقفها اذا كان السفير وزوجته من الأشخاص الذين لا ترتاح اليهم! ماذا ستفعل ان لم تتمكن من التجاوب معهما؟ ماذا لو صحت توقعات جنيفر واختفى جايك مع السفير تاركا اياها مع سيدة لا تعرفها؟ عم ستتحدث معها؟ .


لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 12:40 AM   #30

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

في أي حال لن تدعه يلاحظ ضيقها وانزعاجها فهو نفسه غارق في افكاره وتصوراته ومع أن مضيفاهما يعرفان مسبقا انهما أضطرا لتمضية الليلة في احدى المزارع الا أنها شعرت بشئ من التململ عندما أنتبهت الى أنها لم تستحم أو تتبرج وأن جايك أيضا لم يستحم أو حتى يحلق ذقنه ولكن...شاهدت هيلين فجأة اللوحة التي تحمل اسم لاندرانوغ فأشارت اليها بشئ من العصبية وكأنها افاقت فجأة مننوم عميق.
قال جايك:
" بما أننا وصلنا الى ساحة القرية فان منزل السفير يجب أن يكون الى اليمين "
شهقت هيلين عندما شاهدت البيت وقالت بعفوية:
" أوه, أنه رائع, رائع يا جايك "
ابتسم جايك بخبث ومكر ظاهرين وهو يسألها بهدوء مزعج:
" وكم غرفة نوم تظنين أنه يحتوي؟ "
أحمر وجهها بسرعة وهي تتذكر الاحراج الذي شعرت به في الليلة السابقة وقالت له بتلعثم وانفعال:
" هل تعني...هل سيظنان...هل...؟ "
ضاقت عيناه وقست ملامحه وهو يقاطعها بحدة قائلا:
" ما هي المشكلة ان ظنا ذلك؟ ماذا في الأمر؟ لم يحدث شئ الليلة الماضية ولم تكوني منزعجة أبدا في السادسة من هذا الصباح عندما أيقظني نباح الكلاب! "
خرجت هيلين مسرعةمن السيارة وفي تلك اللحظة بالذات أطل السفير وزوجته يرحبان بهما ببشاشة وحرارة وبدون تصنع أو مجاملة وتبخرت على الفور مخاوف هيلين وتوقعاتها المزعجة. أقترب السفير ناحية جايك وقال له وهو يبتسم ابتسامة عريضة ويمد يده لمصافحة ضيفه الذي كان يخرج بدوره من السيارة ويغلق بابها:
" وأخيرا وصلتما أيها الصديق! كنا بدأنا نشكك في أنكما ستحضران "
هز جايك يدي مضيفه بحرارة وربت على كتفه بطريقة شعرت معها هيلين أن الرجلين يعرفان بعضهما معرفة وثيقة مع أنهما يتصرفان بكياسة ولياقة عندما يوجد آخرون معهما أو قربهما وكان جايك يقول آنذاك مازحا:
" كانت رحلة طويلة ومرهقة يا لوسيان. بربك أيها العزيز الم يكن بامكانكما أنت و روز أن تجدا لنفسيكما مخبأ جميلا كهذا في ضواحي لندن؟ "
ضحك لوسيان أندانا بمرح وقال:
" أه! تعرف يا جايك أننا نحب الحياة القاسية ونسعى اليها كلما سنحت لنا الفرصة لأنها تذكرنا بطبيعة بلادنا "
انفجر جايك ضاحكا وأشار الى روز اندانا التي انضمت اليهما بدون تردد. ولبضع لحظات شعرت هيلين بالوحدة والانزواء فمن الواضح أن جايك والسيدة اندانا أيضا يعرفان بعضهما حق المعرفة ولم يكن من الصعب أكتشاف ذلك اذ أن نظراتها اليه كانت...تبا لهذه الغيرة السخيفة! انها امرأة حامل وهذه نظرات يوجهها أي انسان يحب المرح والطرائف.
وفي تلك الآونة تطلع لوسيان اندانا ناحية هيلين فما كان من جاي الا أن اقترب منها وأمسك بذراعها ثم قدمها اليهما بأسلوبه المميز. تأمل لوسيان هيلين بعض الوقت ثم قال لصديقه:
" انها جميلة يا جايك ولكنني لا أستغرب ذلك مطلقا...فأنت لا تختار أبد الا الأفضل "
وتخلى بتردد عن يد هيلين التي كان يصافحها بحرارة قائلا لها:
" آمل أن تمضي وقتا ممتعا خلال هذه الزيارة القصيرة يا هيلين. نعدك بأننا لن نتحدث في التجارة والصفقات أكثر من...نصف الوقت! "
ابتسمت هيلين وقالت:
" أنا متأكدة من أنني سأكون سعيدة جدا خلال وجودي هنا. ان بيتكما رائع جدا ويعجبني الى حد كبير "
روز اندانا لم تتحدث كثيرا ولكنها كانت تبتسم على الدوام وبمجرد دخولهما المنزل اقترحت روز على هيلين أن تريها غرفة النوم المخصصة لهما في حين كان لوسيان يعد شرابا لجايك. تطلع جايك بهيلين مستوضحا فهزت برأسها موافقة فقالت:
" اعتقد أنها فكرة جيدة. جايك يمكنه احضار الحقائب في وقت لاحق "
" لا داعي لذلك أبدا (موجاري) سيحضر الحقائب "
قالتها روز بهدوء وبدون تكلف وهي تصعد أما هيلين على درج من الخشب المحفور متوجهة الى غرفة الضيوف وتطلعت هيلين فرأت جايك يعطي مفاتيح السيارة لرجل ضخم الجثة عريض المنكبين يرتدي ثيابا عادية. توقفت روز لحظة وقالت لهيلين وكأنها سمعت استفسارتها الصامتة:
" موجراي يقوم بكافة الأعمال المنزلية. انه حقا رائع ومتعدد المواهب وهو أيضا سائق السفير وحارسه الشخصي "




لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
75 - أرياف العذاب - آن ميثر - ع.ق ( إعادة تنزيل ) * فوفو * منتدى روايات عبير القديمة 2088 16-04-24 02:48 PM


الساعة الآن 11:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.