آخر 10 مشاركات
جنون الحب و الانتقام " مميزة & مكتملة " (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          وقيدي إذا اكتوى (2) سلسلة في الغرام قصاصا * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : blue me - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          224 - الن تسامحيني ابدا - كارول مورتيمر - ع ج** (الكاتـب : بريق ـآلمآس - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          زواج وطلاق قهري- قلوب قصيرة _ للكاتبة Hya SSin *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          4-عاصفة في عينيه-ليليان بيك-كنوز أحلام (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          العشيقة البريئة(82)للكاتبة كارول موتيمور(الجزء الثالث من سلسلة لعنة جامبرلي) كاملـــه (الكاتـب : *ايمي* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree621Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-02-25, 07:48 PM   #111

ضي عيوني

? العضوٌ??? » 496732
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 957
?  نُقآطِيْ » ضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond repute
افتراضي









ضي عيوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-25, 10:13 PM   #112

رشا الخياليه

? العضوٌ??? » 509266
?  التسِجيلٌ » Dec 2022
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » رشا الخياليه is on a distinguished road
افتراضي

,
;
.
.

تجسَّدت بكَ عاطفتي فأخبرني ما يكون الحُبُّ إنْ لم يكن صلاة وترٍ في ماءِ عينيك؟
أو صومًا مباركًا أقضيهِ في انتظاري
لصوتك المهيب في إطلالةٍ وقورة
من شرفة الحنين..؟!
ثم تعتصر جسدي بعظمة الرغبة إذ رآك…

.

كدمات الروح …11
.
،






قفز أحمد الى مكان السائق و انطلق بالسياره ..

ثم التفت فيصل للذين يقفون خلفه و سأل متعب وهو يراهم ثلاثه: تهقى بنقدر فيهم؟!


تلثم متعب وهو غاضب من تهوره الغير معهود:الله يقطع ابليسك انا عندي ولد وش خلاني اطاوعك و اجي معك بموترك

ضحك فيصل وهو يرى أن امامه شر لابد منه:أفاا يابو راكان!!


متعب:ايهه متوسع خاطرك ماوراك ولد ينتظرك ..


ناداهم احدهم:من منكم فيصل؟!


تحدث متعب و فيصل معاً: أنا

نظر اليه فيصل بابتسامة:يالخبل توك تقول وراك ولد!!

متعب وهو يراهم يقتربون منهم : اما غناة الذيب يا فيصل و الا مماته


اقتربو بهجوم واحد ثلاثتهم و تم استخدام الأسلحه البيضاء .
لحظات ليسمعون صوت طلقات ناريه لا يعلمون مصدرها و اذا بها سيارة فيصل قادمه من بعيد..!!

ليتقافز الثلاثه و يركبون سيارتهم هرباً ظناً منهم ان هنالك المزيد من الرجال قادمين…
لحظات و توقف احمد لينفجر فيصل ضحكاً..ثم صرخ به متعب:مجنوون اقسم بالله

تنفس فيصل براحه و لم ينتبه لجرح ظهر يده :يا رجل من زمان عن الهوشات ..صدقني طلعوا لي بوقتهم والله..

انتبه متعب ليد فيصل:فيصل يدك تصب دم!!

لم ينتبه و لم يتألم حتى مازال الدم ثائراً: ولا حسيت ، شكله طعني بسكينته اللي يهوش بها الله لا يوفقه..

اخذ منديلاً و ماء من السياره و غسل يده و جففها و لفها حتى يصل الصيدليه..

نزل احمد و بيده سلاحاً : انتوا بخير!!

صعق فيصل من الشيء الذي يحمله:احمد من وين لك ذا

اشار لأخيه الخائف في السياره:كان مع سالم يقول اخذه من عزبة ابوي، عاد شفته معه و رجعت لكم فازع

اخذ متعب السلاح من يده و نظر الى فيصل الذي شعر ان لا فائده من عمه و مسح على وجهه..
سيتخذون الاجراء اللازم مع العم ضاري و لكن لن يتحدثوا الان امام ابناءه..
امسك به فيصل وهو يتحدث إليه كأخ أكبر:احمد و انا اخوك، ما يصلح تستخدم سلاح، حتى لو انه سلاح ابوك، هالأمور هذي خطيره و فوق هذا غير قانوني، تخيل سمع احد طلق النار و بلغ علينا؟! ترى بنتورط الامور ماهي مثل اللي يصير بالأفلام.

رد احمد متحمساً:بس انا جيت فازع لكم

ابتسم لبراءته و اخذ منه السلاح:بيّض الله وجهك و شجاعتك ماهي غريبه عليك يا حفيد عبدالعزيز بس حتى ولو يا أحمد انا اوعيك بس.. الفزعه اللي في طرفها سلاح انتبه منها لازم تفكر، ما كل مره بتجي فالهواء يا احمد .. فهمت؟!

ادرك ما قاله اخيراً : فهمت ..

بعد لحظات
ركبوا السياره و متعب ينظر الى فيصل الذي يرتب نفسه و يرفع طرفي شماغه بترتيب و يبتسم براحه هو الآخر: و الله انك صادق يا فيصل !! حسيت براحه من زمان عنها ياخي.. اثارينا مكبوتين يا رجل!!!

ضحك فيصل وهو يأشر لأنفه:كانت اليوم واصله معي لين هنا ، سخرهم ربي لطريقي علشان افرغ طاقتي فيهم.

ضحك متعب الذي اخرجه فيصل من طور شخصيته المعهوده، هل كان يحتاج الأمر لمعركه ليرتاح و يتنفس اخيراً..!
.
،
.
،

،
.

دخل المنزل في هذه اللحظات وهو يرى فواز يجلس سارحاً في ملكوت الله عند عتبة باب المجالس و بيده سيجارته .. من الجيد ان رآه ، سيجلس قليلاً معه لا يريد معركة جديده مع ليلى..
ألقى عليه السلام و جلس بجانبه بصمت مثله ..

رد السلام ثم انتبه لجلوسه بجانبه و يبدو ليس بخير، سأله بعدما زفر دخان سيجارته: أنا جالس هنا لاني عزوبي محدن ينتظرني. انت وش مقعدك برا لهالوقت..


ابتسم لكلامه:جاي اسهر معك شوي ياخي ممنوع؟!


سكت فواز وهو ينظر للفراغ أمامه.. هذه الليله منذ أولها لم تكن جيده، لدرجة يشعر انه يحتاج عمراً ليتجاوزها..


تحدث فيصل عما حدث في البر: بعدما ابعدنا عن عمي ضاري لحقونا الرجال اللي انت خابرهم

التفت إليه بإهتمام وهو يتفقده بنظراته: صار لكم شيء!!


رفع يساره له: ما صار شيء ، جرح بسيط..و عدت على خير


تأفف وهو غاضب منه: قلت لك بيحطونك في روسهم.. الله يهديك


فيصل وهو يعرف ذلك: ان هذا كان مقصدي، مابيهم يمشون على باقي العايله..خل حيلهم في أنا


صعق من تفكيره:سلامات يعني عمك هو اللي يتوحل و انت اللي تبلش؟!

رد فيصل بجديّه:عمك عنده عيال صغار و بنات مابعد تزوجو، تبيهم الضحيه؟!
أردف بعدما تذكر الحديث مع عمه: على طاريه،طلع عنده نيه يأجر الحلال بالكونتيرات و الوايت للمزاين الجاي..


استغرب فواز:مدري وش يفكر فيه هالرجال!! ، اللي اعرفه انه كان ناوي يشارك


فيصل بضيق من تصرفات عمه:و الله مادري ياخوك لكن نصحته ينتظر و يفكر قبل لا يغامر..الرجال اللي لقيتهم الليله عنده اول مره اشوفهم بمجالسه.. و الصدق مارتحت لهم



تنهد فواز بحسرته:دامها في الابل ماهي مشكله، جعلها ما ترجع، العلم لا يقرب صوب بناته.. و الله لا يقولون عني الناس ذابح عمه


شعر بنبرة موجعه تحت كلماته، كيف سيخبره عن امر السلاح أيضاً: ماعليك، واعين له.. تشرب قهوه؟!


تنهد الضيق وهو يقف:لا ،متضايق و ودي اتمشى شوي بس مدري وين..


وقف فيصل وهو يدعيه:تعال معي ناخذ لنا قهوه يا رجال و طلّق الضيقه

توقف قليلاً يفكر ثم قرر الخروج معه..
.

.
،
.
..

….


وقفت أمام باب غرفة أختها في هذه الليلة الطويله..و هي حتى الآن لم تستوعب ما سمعته من العنود مسحت على جبينها و ضغطت صدغيها عدت مرات بيدين مرتعشتين من التوتر !
لم تستوعب ان اختها ترى هذا الفعل الدنىء لائقاً بها : العنود!! تكفين !!


جلست متملله مما ستسمعه من موشحات : الجوهره واللي يرحم والديك توكلي و خليك بهمك احسن


ستجن من برودها المخيف:أي هم غير همك يالعنود؟! يا بنت انا نشف دمي بعروقي من موقفك البارد فوق سواد الوجه.. وش فيييك؟! يا ربي رحمتك، خلي نفسك منتي مهتمه و لا رادعك مخافة الله، طيب فكري بأمك، امك اصيله و بنت ناس و ماعمرها قصرت معك بشيء.. ليه توجعينها بنفسك؟!


ردت بنفس الموال: هذا شيء مؤقت ، اذا ما فتحتي فمك ما راح تدري و لا احد بيدري..


هزت رأسها وهي تبتسم بقهر: شيء مؤقت!! يعني انتي لتسلية احدهم لفتره ..


العنود بإبتسامة القانع بذكاءه:برضاي و بمزاجي


غضبت من سخريتها: مهما زخرفتيها بالكلمات يالعنود المعنى واحد و الله انه يحز بنفسي أقوله لأختي..لكن يا سفابك يالعنود يا سفابك..
اردفت بأمر قبل ان تخرج من غرفتها:دام ما فيك ذرة خوف و لا احساس بعظم الجرم، من اللحين تقطعين علاقتك ببيادر و شريحة جهازك تكسرينها .. بكرا اخلي احمد يجيبلك وحده غيرها
و الا ترى العلم بيكبر و بيوصل لأبوك..


تركتها العنود تفضفض حتى انتهت : ابوي يشوفك وحده جابت راسه الأرض.. ان قلتي له كلام زي هذا تدرين وش بيصير؟!
أردفت وهي ترى صدمتها: بيشوفك بومة ما تجيبين الا الشيء اللي يوطي الراس.. ماهو مصدقك و بيعجل بفرقاك لأردى رجل فالجماعه..بدال ما كنتي عند الشيخ الشايب..


ابتلعت الضيق اشواكاً من حديثها المسموم لتخرج و تتركها مع نفسها لتفكر بالذي فعلته لعل وعسى ..


أما هي جلست مطمئنه، واثقه بأن لن تفعل بها الجوهره شيئاً، هي خجول جداً لدرجة ان تخجل من ظلها فكيف ستخبر والدها بشيء كهذا… يكفيها العار الذي يلتصق بها لن يصدقها والدها..


،
،

…….


أرأيت اذا جن الليل و اُفرغت الأرض من الضجيج ..
كيف يمشط صدري التوق و يلتف على أنفاسي الضيق..!

عمرٌ مضى مني أكلتني عليه الندامة
حيث ظل بي عنك الطريق..
.

في غرفتها..

جلست طوال الليل في مكانها من السرير ، توقعت انه لن يعود الليلة، تذكرت جملة منار لها "أخوي مهندس جفى"..
تمنت ان تنام و لكن كمية القلق و المخاوف طردت النوم من عينيها المرهقتين الليلة..
هل يُعقل ان يكون عند الإبل حتى هذا الوقت المتأخر من الليل، وهو لديه عمل صباحاً و التزامات..!

تركت سريرها و ذهبت لتغسل وجهها و رقبتها بماء بارد و تجففهما و القلق اللعين ييعبث بقلبها..
سمعت صوت مفتاح باب الغرفه و خافت فخرجت لرؤية من!!
لتراه قد دخل و معه كوبي قهوة و حلى و وضعها على الطاوله أمام الأريكة..: انت؟!

رآها هادئه جداً بعكس ما تركها، ترتدي بيجامة حريريه سكريه تبدو داخلها فاتنه: جبت قهوه نتقهوى سوا. باقي عالفجر ساعتين و نص.. و دام ما نمتي اجل القهوه بوقتها.

لم تصدق عودته و لكن انتبهت ليده الملفوفه بشكل عشوائي و تبدو ملوثه بالدم، اقتربت منه بقلق و تمسك بيده :وش ذا؟! نزفت واجد!!

بلا مبالاة:جرح عادي..
لم ترد عليه اخذته الى الأريكة و جلسته و جلست بجانبه تفك الضماده:كل هالدم و جرح عادي!!

رأها تفكك الضماده بيد ثابته و ترقب لما ستراه وهو يجيبها: اخذ لي متعب شاش و مسحات طبيه من الصيدليه و لفها لي

رأت الجرح مفتوح و يبدو كبيراً، هكذا جرح واضح انه من سكين لتنظر إليه أمامها:وش سبب الطعنه؟!


لم يستطيع منع ابتسامته الطفيفه وهي تكتشفه: نسيت انك دكتوره

اخذت الضماد الملوث وهي تقف:خلك بجيب صندوق الاسعافات الأوليه..


استغرب:جايبته معك هنا؟!


ذهبت لتأتي به من خزانة المغسله و عادت إليه و هي تفتحه على الطاوله بجانب القهوه و تقترب منه بشكل عفوي حتى اتكأت ركبتها فوق فخذه و امسكت بيده و بدأت بتعقيم الجرح بمحلول في قطنه : يبي اقل شيء غرزتين.. بس بحط لك كريم جايبته هنا احمد ربك

بإبتسامه: حطي اللي تبين، لو معك ابرة خيطي لا تقصرين


اتسعت إبتسامتها من بروده :لا ما وفرت ذالشيء بصراحه ..
سكتت قليلاً ثم أردفت بعد رؤيته يأخذ كوب قهوه يرتشف منه: لا تأكل حلى و انت بتنام..


ابتسم وهو يرى سكينتها و نبرتها الوادعه:لقمتين ماهي مأثره، ابي طاقه علشان أواجه هواشك..


بإبتسامتها المرهقه وهي تلتقط قطنه و تضع عليها مرهم: لهالدرجة أنا شريره!!


هز رأسه بالنفي:لهالدرجة و نص بعد أنا اكثر واحد يعرفك..


وضعت المسكن الموضعي و القطنه، و نظرت إليه قليلاً ثم سألته بفضولها الانثوي وهي قد تأكدت سابقاً و لكن لتجعله منطلقاً لأحاديث تم حبسها لسنوات:كنت عارف اني "ليلى" هذيك الليله اللي هربت فيها قبل تسع سنوات صح؟!


إلتفت إليها و هو يرى نبرتها تترقق مجدداً و هي قريبةً كل هذا القرب و هز رأسه بالموافقه..


سكتت بتنهيده ثم سألته تختبره: لو رجعتني معك غصب بيتك هذيك الليله بيكون معك حق، ليه سمحت لي اروح؟


أجابها وهو يتأمل نظراتها و انغماسها في تنظيف جرحه: القرب من غير مودة مهونه.. و انتي ما يليق بك الا الرضا .


نظرت إليه بعد رده الذي أرضى غرورها و هي تكمل لف جرحه و ذكرى تلك الليله يخيّم على ذاكرتها مجدداً..بكل تفاصيلها التي لم تنساها، مازال يهتم بها و يخشى ان يخدشها بغير قصد ، غير انه الآن نضج بشكل موجع و صار صعب..
.. رفعت عينيها لعينيه القريبه منه و سألته مازحه:طيب لو ابي اهرب الليله بتساعدني؟!

بإبتسامة من يعرف نواياها جيداً:هالمره محد غصبك يا ليلى،. انتي اللي طلبتي هالزواج


انتهت من لف جرحه و اخذت كوب قهوته من يده و ارتشفت منه وهي تتكىء و تنظر إليه بعين شغوفه ضاحكه بعد تذكيره لها بطلبها الزواج: بس كان بإمكانك ترفض ..انت انسان بالغ عاقل

بنفس ابتسامته وهو يراها تشرب من كوبه، مد يده ليبعد خصلات شعرها لخلف اذنها:جتني الفرصه بعد سنين على طبق من ذهب ، تظنين أرفض؟؟


تنهدت وهي تشعر ان طاقتها قد نفذت من كل شيء و قد جف بئر صبرها!!
و بداخلها بصيص فرحه لأنه عاد قبل ان يحل الصباح و خيّب ظنها مجدداً، و كأنه يؤكد على حضوره الدائم حتى لو طردته بسبب اعصابها التالفه و عقدها النفسيه ..
عضّت شفتيها بإبتسامة ثم ارتشفت من كوب قهوته مجدداً وعينيها عليه، ممتنة لأوجاع الهجر التي جعلتها تستلذ هذه اللحظة .


أردف وهو مازال ثابتاً وهو يراها تعض طرف شفتها السفليه و شغف نظراتها التي تخبره بأنها انتهت و انها مرهقه من مقاومتها الدائمه: ما توقعت تشرطين الزواج..لدرجة ظنيته حلم..! بس صدق وش حدك عليه؟!


تنهدت وهي تسمح لأناملها تمتد وتداعب لحيته التي تحب و لعينيها حرية النظر:كان بداخلي شعلة انتقام و نوايا ماهي بزينه..و افكار لك عليها.. لكن مع الأسف يا فيصل.. ماخليتني اسوي اي شيء منها

ابتسم وهو يرد بإهتمام: كل هذا؟! ..
أردف وهو يعدل جلسته قبالتها و يضع يده على يدها التي تداعب لحيته : أنا قدامك الليله من وين حابه نبدأ انتقامك المتراكم؟!


تركت الكوب الذي بيدها اليسار على الطاوله بجانبهم و اقتربت متحفزة بإبتسامه و عينيها على شفتيه القريبه بشغف ثم إلى عينيه بإبتسامتها و تنهدت :متأكد؟!

أجابها بقبلتين خفيفتين على انفها و خدها ثم همس:متأكد، بس انتي قدها؟!

فاجأته و لثمت شفتيه بقبلة مطوله انتقاماً للأيام التي أرادت فيها ذلك بشده و حاربتها عقدها النفسيه و لم يسعفها غرورها ..
لليالِ البارده التي نامتها وحيده في هجره و للشوق الذي بلغ اقصاها منذ أيام و فاض في هذه اللحظة كالطوفان .

توقفت و هي ترى ردة فعلة عن قرب وهو يتنفس بإبتسامة رضا كما لو كان تنهيدًا مريحاً بعد انقباضٍ طويلٍ حال بين الهواء ورئتيه،.. ثم مد يديه إلى خصرها ثم رفعها إلى حضنه بخفّه ليغرقها بالقبل ثم حملها الى سريرهما…،
.
،
.
،
.
،

صباحاً
في المطبخ منذ الصباح الباكر تجهز فطور الجده و فطورهم بمساعدة الخدم الذين تأمرهم منيره ..

وقفت ام فيصل بعدما اخرجت فطائر السبانخ من الفرن و وضعتها في سلة المخبوزات:خذو منها لفواز يا بنات تراه يحب السبانخ

منيره بإبتسامه:تسلم يديك يا خاله، اليوم اللي تدخلينه المطبخ تزين كل وجباته..

ام فيصل:بعد حيي يا منور ، حتى انتي يا بنتي جعل ربي يعطيك العافيه


نظرت الى ساعتها:كل اهل البيت صحو الا الدكتوره و المهندس غريبه سحبوا على الدوام!! انا اتوقعها من مزاجية ليلى بس فيصل استحاله ما شاء الله مثل المسطره

لم تعلّق ام فيصل على ذلك، و لم تفكر بشيء:يعني فواز لحاله بالمشب؟!

سما:ايه يا خاله

ابتسمت لهن وهي ترى الساعه الثامنه و النصف:دام كذا روحوا بالفطور لأخوكم، دام فيصل للان ما طلع معناته ماخذ اجازه.. انا باخذ الفطور لجده في بيت الشعر و خلو حليمه تلحقني بالقهوه..

منيره:ابشري يا خاله

رن هاتف منيره برسالة نصيّه:سما شوفي من مرسل!

راحت تفتح هاتفها لتبتسم:ما شاء الله رسالة قبول!

بفرحه غامره اخذت هاتفها لترى الرساله:الحمدلله الحمدلله المدرسه الاهليه القريبه منا

ام فيصل بسعاده:الف مبروك يا منيره تستاهلين كل خير يا بنتي

منيره بعينين لامعتين:الله يبارك فيك يا خاله..

ذهبت ام فيصل بعدما رتبت فطورها و فطور الجده و خرجت …،


سما بلحظة إدراك:يمه يالرعب بتوظفين معلمه لا و بمدرسه اهليه بعد


ضحكت:شفيها ؟

سما بدراميه :التدريس ثاني أخس وظيفه فالعالم ..

منيره باستفهام:وش الأولى طيب؟

ضحكت سما:مادري بس عندي أمل ان فيه اخس منها مش معقول بس هي


تمنت منيره لو ان الجوهره قد اجتازت اختبار الرخصه و لكن وضع والدها عقبة الزواج و تأخرت كثيراً:لو الجوهره مقدمه معي كان قبلوها بس للأسف ماعندها رخصه

تذكرت سما احاديثها تلك الليله مع جوزاء:سمعت انها قدمت على الرخصه!، متى

منيره:الاسبوع الجاي يوم الاثنين ان شاء الله الله يوفقها

فكرت سما بشيء: اوه نفس موعد اختباري

استغربت منيره:اي اختبار؟!

سما:عندي اختبار ..نروح لفواز؟!

ضحكت وهي تأخذ الفطور :يلا هاتي الشاهي معك متحمسه ابشره ..


.
،
.
،
،

منذ ربع ساعه تتناول فطورها و تترقب مستغربه، و لكن صامته ..
منذ الصباح لم يخرج لعمله سوا ناصر و عمه جاسر فقط.. !
حتى لم يأتي إلى والدته كعادته..!!

لاحظتها سرحت:افطري يا خاله..


اخذت كاسة الشاي وهي تنظر لساعتها:فيصل طلع بدون يمرنا؟!


بإبتسامة بعدما عرفت ما يشغلها:لا للحين نايم يا خاله. تبين شيء ترى فواز اليوم فاضي يقول ناصر ماعنده نية يروح المصنع و بيستريح


هزت راسها:لا يبنت الحلال، ماعندي شغل، بس غريبه ماقد قعد نايم بفراشه لهالوقت


ارتشفت من كاستها وهي تجيبها:يمكن ماخذ اجازه.. يبي يرتاح مع مرته شوي،الله يسعدهم.


لوت فمها بإنتقاد :هذا اللي طق الصدر امس و قال بوديك المزرعه!!، ايهه راحت عليك يام عادل..
أردفت وهي تسأل ام فيصل:يعني انتي ماتزعلين منه وهو صاد عنك و لاهي بمرته؟!


بإبتسامتها:يا خاله رجال مع مرته بغرفتهم وش يزعلني به ذالشيء؟ ، الله يهديك، اذكري الله بس
أردفت وهي ترى انها مازالت ممتعضه:فيصل ماهو بـ ناسي الوعد ان شاء الله بيوديك المزرعه و ان ما وداك، فواز عندك و بالشوفه.


سكتت بعدم رضا وهي لا ترى ما يشجعها من ام فيصل التي ترى الموضوع لا يعنيها..!

.
.
،
.




أنا ممتنة لوحشيتي التي أتت بك من بعد منتصف الهروب.. و شاكرة لله إذ انصفني في لحظة أسلمت بها للوحدانية
و قدست فيها أوقات الغروب….،

الساعه العاشره…،
استيقظت وهي تجد نفسها تتوسد كتفه العاري و ذراعه تحيطها، رفعت عينيها إلى وجهه القريب منها تتأمله بإبتسامة خادرة كان يغط في نومه يزم شفتيه واهدابه تعانق بعضها في سبات، قبّلت عارضه المشذّب و داعبته بأناملها قليلاً و شمت عطره الغافي على جسده وهي تقبّل كتفه التي توسدتها، هكذا رجل هو من يرضي غرورها الانثوي ..
تحركت بخفّه وهي تحاول ان تبتعد، تريد ان تتسلل من السرير قبله لترتدي ملابسها، تحركت مبتعده عنه و تحرك بشكل عفوي و حاوطها بذراعه الأخرى،
خافت ان يكون قد استيقظ، انتظرت قليلاً و تأكدت أنه ما زال نائماً من انتظام تنفسه ثم تسحبت من بين ذراعيه و نزلت من السرير على رؤوس أصابع قدميها وهي تلتقط ملابسها الملقاة على الأرض و ترتدي روبها بسرعه و تهرب إلى الحمام..

بعد مده خرجت من الحمام وهي تلتف بروبها الأبيض و تتوقف امام المغسله لأجل روتينها الصباحي من ترطيب و غيره..و جففت شعرها بالمنشفه وهي تنظر لنفسها و تتذكر الذي حدث ..
ما حدث البارحه لم يكن عادياً، ليس شيئاً يحدث لها كل يوم..
قد تزوجت واقعياً ، قد شاركت جسدها و فراشها الشخص الذي ارتضته لنفسها…
لم تستطيع رؤية وجهها بالمرآة، غطت وجهها بالمنشفه و استدارت عائدة للغرفه ..
تفاجأت بأنه ما زال نائماً..!!
اخذت بنطلوناً أسود و قميص حرير لؤلؤي و لبسته مع الاكسسوارات المناسبة و وضعت ماسكار و حددت طرف عينيها من الأعلى و تعطرت..و رتبت شعرها و هو مازال نائماً ..!!
اقتربت من جهته في السرير كان يعطيها ظهره العاري لتقبل كتفه وهي تناديه:فيصل اصحى..تأخر الوقت..!

تحرك وهو يراها خارجه ليتمدد مكانه وهو يبتسم لرائحة عطورها الصباحيه التي تعم الغرفه ..
،
خرجت وهي تتفقد الوضع و ذهبت للمطبخ لتعد بعض الأشياء السريعه لهما.. لم يعد هنالك وقت..اخبرتها الخادمه ان فطورها وضعته ام فيصل هنا.. قامت بتسخين الفطائر و صنع شاي و بعض الأشياء بمساعدة الخادمه..
دخلت عبير المطبخ بعدما سمعت دربكة فيه :اووه الدكتوره فالمطبخ اليوم..! السلام عليكم

ردت وهي منهمكه في عملها:و عليكم السلام هلا عبير..


كانت تتأمل نشاطها متسائله:غريبه اليوم ما داومتي!


انتهت من تحضير افطارهما:ماعندي دوام صباحي اليوم، يلا عن اذنك بروح لفيصل..

وقفت مستغربه وهي تراها بشكل مغاير لم يفوتها وجهها المبتسم.. لديها فضول تعرف ماذا تخبىء وهي تتذكر بكاءها تلك الليله في الطابق العلوي…!

،
.
،
.

عادت لغرفتها بصحن الفطور و وضعته وهي تفكر بأشياء عديده بعدما حدث البارحه..
كان قد انتهى من حمامه و لبس ثوبه و سرح شعره ..سكبت له الشاي و بدأت قبله بتناول فطورها:بتروح مكان اليوم؟!


ترك الوقوف امام المرآة و جلس يلتقط كاسة الشاي:امس وعدت جدتي اوديها المزرعه يومين كذا.. بس شرطت علي تكون الروحه بدونك

هزت رأسها بمسايره:ايوه وش قلت لها؟!

رد وهو يلتقط قطعة فطيرة سبانخ:قلت أصلاً مانبي ناخذها معنا بتضيق صدورنا ..

رفعت حاجبيها و بإبتسامه مستنكرة: الله .. !
اردفت وهي تلتفت إليه بجانبها وهي تصغّر عينيها بإبتسامة جانبيه: اجل اضيق صدرك هاه..!!


بإبتسامة اخذ يدها القريبه منه ليقبّل ظهر كفها و يضمها بيده:قلت هالجمله و بهرّتها زياده، علشان جدتي تفك عنك شوي، و ادري بتروحين بيت جدك، علشان كذا قدحت هالقدحه

هزت رأسها و صدت وهي تلتقط كاسة شاي وهي تتذكر حديث جدته لها عن انه يهجرها ...،

ترك ما بيده وهو يلتفت إليها بكل جوارحه و ينظر إليها:لا يكون زعلتي صدق؟!


نظرت إليه وهي ترى صدق سؤاله، لم يزخرف كذبته و قال جملته الثقيله بدون تزيين:لا، بس الله يرزقك اسلوب… بفضلك جدتك ظنت أننا هاجرين بعض.


رآها تسكت و تصد خجلاً: وقتها كانت صادقه ، و هذا اللي زعلك لا تنكرين.

صدت بإبتسامة خجوله:ماعلينا، متى بتوصلني لبيت جدي؟!


لاحظ خجلها الواضح اليوم، تبدو فاتنه هذا الصباح ليصد و هو يقف و يتركها :معليش وصلي نفسك.. أنا بنشغل بجدتي

لاحظته يقف و يتجه للخزانه يخرج له شماغاً جديداً و يرتديه بهدوءه المعتاد:فيصل بلا مزح! كيف اوصل نفسي؟!


رد ببرود وهو ينظر لساعة معصمه :عادي ، زي الناس.. البسي عباتك و تعالي اوريك كيف.
أردف وهو يراها مازالت جالسه تنظر إليه بدهشه:يلا قلت!

وقفت بعد وقوفه و انتظاره لها لتلتقط عبائتها و حجابها و تخرج بمعيته متسائلة ...!!

كانت قادمه من الصاله لغرفتها و سمعت اصواتهما يخرجان و للأسف ..! انتبهت لباب الغرفه لم يكن مغلقاً..!!
توجهت إليها بفضول و فتحتها وهي ترى عالمهما الصغير، جعلته يتناول فطوره معها هنا..!
انتبهت لبعثرة السرير بتمعّن.. و لباقي الغرفه!!
و خرجت وهي تلوي فمها …
،
.

،

عند باب الخروج..لم يكن احداً موجوداً سواهما..
لاحظت وجود سيارة بيضاء تبدو جديده و لكنها لم تستغرب ظنتها لفواز، و لكنها نفس التي فكرت بها هي وجدها..إلتفتت إليه مستفهمه..!!

رأته يحمل مفتاح سيارة بين أنامله و يقدمها لها: الف مبروك السيارة الجديده


نظرت الى المفتاح في يديه وهي غير مصدقه، كانت تظنه حقاً تجاوز الأمر و استسلم لما قالته :فيصل!!!


قاطعها بحزم:اسمعيني زين يا ليلى ان جبتي ثانية مرة سيرة الجمايل بيننا و الله ان تزعلين مني زعل تعوذين منه ، ابي اذا ازعجك شيء تفكرين به معي و ان بغيتي شيء تطلبينه مني أنا ، ضايقك شيء تفضفضين لي أنا.. خلاص عطي جدك الراحه، أنتي ما تزوجتي خبل ما يقدر يسنع أمورك !


لم تستطيع الرد و لكن للمرة الأولى تشعر أنها راضيه رغم تهديد احدهم لها!!، لا يجب عليه ان يكون جيداً إلى هذه الدرجة فقد برمجت عقلها ان لا رجلاً يملك روحاً و وجداناً كما يملك جدها..!


لاحظ صمتها يطول ليشير لسيارتها الجديده: يلا تفضلي شوفيها الله يعطيك خيرها و يكفيك شرها..

راحت تتفقد السياره و تفتحها وتصعد اليها وهي تشعر بشعور جميل، يعزز من كونها مدللة أحدهم و بمعنى آخر.. شعور انها تستحق هذا الشيء..

ركب من الباب الآخر وهو يسألها:هاه عسى اعجبتك؟!

التفتت إليه بإبتسامة إمتنان:طبعاً بتعجبني،
أردفت بتنهيده:تبي الصدق ما توقعت ابداً.. شكراً مرره


ارتفع حاجبه مستنكراً: ليه ماتوقعتي؟! هذا اقل شيء اقدمه، انتي تستاهلين ازين منها بعد، بس شفتك مستعجله تبين سياره و خفت يفوز علي جدك هالمره بعد..

لم تتخيل ان تعيش لحظات كهذه هل ينافس جدها على رضاها؟!، منذ البارحه وهي تشعر أنها في حلم جميل، لا تريد الاستيقاظ منه ابداً.
تحمست وهي تدير مفتاح السياره و تربط الحزام:جاهز نروح أول مشوار عليها؟!

ربط حزام الأمان و هو سعيد بحماسها: توكلنا على الله .
،
.
،
.

….
في منزل ضاري
كانت تجلس على طاولة المطبخ تجمع شعرها كله للأعلى بربطة وهي تشعر بغثيان صداع البارحه يعاودها مجدداً.. كلما تذكرت أحاديث العنود و وجهها البارد وهي تتحدث بلامبالاة ترتعب..،
كيف لها ان تفعل ذلك بنفسها و بأمهم و بالعائلة، كيف ستحل تلك المصيبه قبل ان تتكشف للملأ..!
تذكرت حديثها الموجع عن انها "كرت" قد احترق عند والدها و لم تعد ذات أهميه…، معها حق فهو لم يتحدث معها بعد طلاقها الأخير الا بجمل الإتهام و اللوم، لم يعد يريد النظر إليها..!


دخل أحمد بعد صلاة الظهر وهو يراها جالسه و تبدو مهمومه حتى انها لم تنتبه لدخوله ليجلس قبالتها يسألها:الجوهره!

انتبهت له وهو يجلس أمامها:لبيه


ابتسم وهو يرى الحزن عليها:ليه زعلانه اليوم؟!


تجاهلت ما تمر به لتسأله:اتركك مني، البارح قلت بعلمك وش صار بس خليني اشبع نوم.. وش صار لكم حبيبي؟


تحمس وهو يخبرها:و إنّا راجعين من الابل لحقونا ناس يبون يتضاربون و نزلو عيال عمي و تضاربو معهم وانجرح فيصل بيده..

تساءلت بفضول:و فواز صار له شيء؟!

رد وهو يكمل حديثه:ما راح معنا..اللي معنا فيصل و متعب ولد عمتي وضحى..


استنطقته:ايي وش صار


اكمل بحماس و اخبرها بما حدث وهي تبتسم لحماسه حتى وصل لنقطة السلاح و ارتعبت:استودعتكم الله من وين طلع السلاح!!


تحدث وهو متحمس:اخذه سلّوم من كونتيرت ابوي قبل نطلع،


خافت:وينه اللحين؟!


اكمل حديثه:اخذه مني فيصل.. قال بتصرف و بيرجعه لأبوي..

قلقت من والدها اكثر، لماذا يأخذ معه سلاح! لم تسمع بالسلاح قط و لم تراه بالعين المجرده عند والدها..! استغربت انه يقتنيه!!
نظرت إلى اخيها بإبتسامه:تشرب معي شاهي؟!

أجاب بإبتسامته:اكيد

تنهدت:روح للمجالس راجع وجهين من القرآن على بال ما اطلع اللي بالفرن و اجيك بالشاهي نسولف.. شرايك؟!

وقف بسعاده :ابشري ..


تنهدت وهي تراه يذهب، كل الآمال بعد الله في اخوتها الصغار ..دعت الله ان لا يخيب دعواتها و دعوات والدتها.. أما والدها فقد فقدته في اليوم الذي استرخصها و دفع بها قرباناً الى رجل اكبر من جدها لو كان على قيد الحياة…،
.
،
.
،
.

منذ الصباح يفكر بالذي أخبره به فيصل البارحه..و قد سلّمه السلاح الذي وجده مع سالم..
هذا العم الكارثه لن يتوب.. قد سُحل عقله تماماً من رأسه و الا كيف له ان يضع سلاحاً مملوئاً بالذخيره في متناول الجميع لدرجة إلتقطه طفل وهو يعبث..!
حتى ان موضوع تأجير الإبل بهذا التوقيت لم يعجبه ، هنالك شيء قذر تحت هذا الأمر.. و يأمل ان يكون ما يفكر به خاطئاً..


انتبهت سما لشروده وهي تراه يمسك بفنجانه بيده منذ ثلاث دقائق دون ان يشربه!!: فواز وين سرحت؟


فكر كثيراً بما عليه ان يفعله، و كيف يبدأ و ماذا يفعل بالسلاح الذي أخذه من فيصل..!


كررت نداءها له:فوااااز..!!



انتبه لها اخيراً وهو غاضب:ارفعي صوتك بعد افجري اذني!

ضحكت:لي نص ساعه اسولف و انت منت صوووبي!! وين وصلت؟!


زفر تنفسه وهو يترك الفنجان من يده و يقف :أنا بطلع .. روحي داخل لا يرجع فيصل اللحين و انتي متكيه هنا

ابتسمت وهي تراه يخرج مستعجلاً بعدما ألقى أوامره، وهي تفكر بشيء قد يخفف عليه..، و لكن أولا ستدخل تنهي أعمالها التي طلبتها منها منيره..

.

ركب سيارته و أدار محركها و غطى عينيه بنظارته السوداء ثم لف شماغه على عقاله بطريقة إحترافيه و اخرج علبة سجائرة من درج سيارته بعدما تأكد من وجود سلاح عمه فيه و اخذ عقب سيجارته و اشعلها وهو يفكر بتلك الفكرة التي طرأت في رأسه… زفر دخان سيجارته وهو ينطلق عازماً على فعل ما فكر به .. لن يردعه عمه الغبي عن ذلك..
رفع هاتفه ليتصل بفيصل أولاً..ليرى أين ذهب هو الآخر..

.
،
.
،
في الماليّه ..
احد المقاهي تجلس قبالته ترتشف قهوتها براحه، وهي تراقب الأجواء خلف زجاج المقهى تميل لأن تكون غائمة و هنالك بعض قطرات المطر..
نظرت إليه وهو ينشغل بمكالمة طرفها فواز، و يبدو حديثاً جاداً عن عمهم..،

لم يتحدث معها حتى الآن عما حدث بينهما البارحه، و كأنه حدث عادي..تسائلت للحظة هل سيمرر هذا الحدث و كأنهما معتادان ..!
اغلق هاتفه وهو يراها تنظر إليه: هاه وش قلتي بتروحين معنا المزرعه كم يوم و الا لجدك؟!

بإبتسامة: ماله داعي انكد على جدتك و اضغطك بالنص.. بقعد يومين ثلاثه عند جدي مثلما اتفقتا.

سكت قليلاً و نظر الى عينيها:ثلاثه؟!


ارمشت مبتسمه:عندك مانع؟!


اسند ظهره على الكرسي بنفي:لا .. بس أدل بيتكم.. اذا ما جاني النوم جيتك


ابعدت عينيها عنه بخجل وهي تأخذ فنجانها..

مازال منبهراً بها منذ تضميدها جرحه البارحه وهو يرى شخصية أخرى خلف تلك الشخصية الماكره التي تُظهر مخالبها دائماً: تدرين وش تمنيت اليوم؟!

عادت بنظراتها إليه متسائله بصمت!!

نظر إلى عينيها المتلهفه لإجابته، ليس هنالك أجمل من ذلك: تمنيت لو تأخر شروق الشمس شوي، و لو طول الليل أكثر البارح..


ابتسمت بخجل متفاجئه بالذي قاله،لم تتوقع ان يتطرق لليلة البارحه أبداً:فيصل!


اتسعت ابتسامته وهو يراها تعدل جلستها خجلاً بعد حديثه:لحظه! تظنين نسيت ياليلى!!

سكتت و لكن تفاجأت بصوت انثوي خلفهم يناديه "مهندس فيصل"!! و لاحظت تحول نظرات فيصل : تناديك انت؟!

اقتربت معتذره بعدما رأت احداهن معه:السلام عليكم.. اسفه مهندس فيصل شفتك من بعيد توقعتك لحالك و جيت اسلم عليك..

تذمر داخله وهو يراها تفسد اجمل لحظاته: مثلما تشوفين أنا مع زوجتي .

تحدثت ليلى و هي ترى احداهن تبدو اربعينيه و لكن "مبهرجه" و متكلفه في زينتها تقف بكل بجاحه و تتجاهل وجودها:لحظه فيصل، عفواً اختي حتى لو شفتيني معه، ما يمنع عادي سلمي عليه و اجلسي تقهوي معنا بعد ..

نظرت إليها بشبح ابتسامه ناقمة و خائفها من ردها البارد :لا شكراً مابي أضايقك..، انا و مهندس فيصل بيننا عمل فقط.. و شفته صدقه لا غير..فرصه سعيده .. سلام


نظر إلى ليلى بعد ذهاب تلك السيده ليرى نظراتها المهدده ليخبرها: مجرد عميله بثره صممت لها بعض التصاميم...

رفعت حاجبها و هي تراها ذاهبه بعدما أفسدت اجمل حديث كانت تنتظره:ما قلت لي وش اسمها؟!


اخبرها وهو ينتظر ردة فعلها التي يتوقعها؛علياء..


هزت رأسها بإبتسامه تبعتها ضحكه بعدما نطق أسمها :لا عاد مو لهالدرجه!!


ضحك من ضحكتها العفويه التي كسرت حدة الموقف وهو يعود ليرتشف قهوته…،
.
،
.


رشا الخياليه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-25, 10:16 PM   #113

رشا الخياليه

? العضوٌ??? » 509266
?  التسِجيلٌ » Dec 2022
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » رشا الخياليه is on a distinguished road
افتراضي

.
،
.
في المنزل..،
انتهت من صلاة العصر و خرجت من غرفتها وهي تتفقد المنزل،
كانت بنات ناصر يلعبن بألعابهن هنالك تحت مراقبة أم فيصل التي تقرأ كتابها بعدما شرّعت باب بيت الشعر فاليوم معتدل الجو نسبياً..
راحت و جلست و هي تفكر مالذي جعلهما يخرجان فجأه بدون ان يغلقان غرفتهما.. و لم يعودا حتى الآن…!
مرت من أمامهم سما و هي تنوي الخروج:انا رايحه بيت عمي ضاري

استغربت الجده:وشو له؟!

بإبتسامتها المعهوده:ابي اتقهوى مع البنات و خالتي ام احمد ،تبين اسوي لك شيء قبل اروح يا جده؟!


نظرت إليها:لا ..

ذهبت سما و هي تتذكر تلك السيده التي طلبت الجوهره ، لعلها ستذهب من فوق ظهر والدها:هذاك الليل واحدتن ظني جازت لها الجوهره و تبي تخطبها لحدا عيالها..


تحدثت ام فيصل و هي تنهاها بأسلوبها:البنت تو جرحها ما برى يا خاله ، لا تجيبين طاري ذالعلوم لها و لأبوها

الجده لها رأي آخر:لين متى بالله بتقعد


استنكرت ردها:وهي قاعدتن بالشارع الله يهديك؟! تراها ببيت ابوها معززه مكرمه، و الله ما شفت تزويج ابوها لها من راسه نفعها الا جعل ربي يعينها وش تحملت


كانت ستخبرها انها ستشاوره اذا اتصل احدهم بها و لكنها انتبهت لقدومهما أخيراً : ما بغى يجي


انتبهت ام فيصل وهي ترى إلى ماذا تنظر و ابتسمت وهي تراه يقبل مبتسماً مع من ارتضاها لنفسه،..

اقبل و سلمو عليهما ، و استأذنت ليلى لتدخل و بقي فيصل يبتسم لجدته:هاه يا جده جاهزه نروح المزرعه؟!


بإبتسامه جانبيه:اشوف راح نص النهار مع ليلى!!

همس لها و كأنه خائف:لاني بسحب عليها يومين يبنت الحلال، ابيها تسكت عنا و تداوم بدون تنشب لنا.

فرحت بالذي قاله:ايهه اشوى خفت تكون نسيتني بس دام كذا ززين، يلا اجل بقوم اتجهز .


وضعت كتابها على فخذها وهي تسأله مبتسمه:انت وش قاعد تسوي؟! شلون تتكلم كذا على مرتك


جلس مرهقاً وهو يبتسم لابتسامتها:لا تخافين عارف وش بداخلك، قلت لليلى عن الوضع و شرحت لها، وهي موافقه ماعندها مانع..اساساً بتروح لبيت جدها يومين ثلاث تخبرين رجال وحيد..


نظرت إليه بفخر:الله يرضا عليك يا حبيبي..

استغرب جلوسها حتى الآن:يلا يا أمي خلصي، نسيتي انك و منار بتخاوونا؟! يلا


تركته مبتسمه و هي تدخل ، و جلس يراقب بنات أخيه اللاتي انشغلن عنه باللعب بألعالهن الجديده ، تنهد وهو يرى احداهن تنتبه لوجوده لتأتي تريه لعبتها الجديده.... حملها في حضنه و قبلها ، للمرة الأولى يتمنى أمنية ، مازال الأمر باكراً جداً و لكنه اصبح كبارقة أمل بعدما حصل أخيراً على ليلاه..
.
،
.
،
.
،
منذ دقائق دخلت وهي ترى ام أحمد تجلس بيدها سنّارتها تخيط شيئاً كما عهدتها فهي تتقن فن الكروشيه..لم ترى احدى البنات حتى الآن و تورطت بإحدى السنارات وهي تسألها:خالتي ام احمد وش تسوين اللحين ..

بإبتسامه: شال ..انتي طبقي اللي قلت لك و سويه


شعرت بالصداع وهي تحاول ان تفعل ما شرحته لها:خالتي وين البنات؟


ام احمد بإبتسامه:افاا جايه تدورينهم بس

ضحكت:لا يا خاله بس استغربت لي عشر دقايق و لا شفت منهم احد !!

هزت رأسها وهي تعدل نظارتها الطبيه:الجوهره اظن بغرفة الغسيل اللحين تجي.. الا شلون الوالده يا سما؟!

سما و هي تترقب حضور احداهن:بخير الحمدلله ، تسلم عليك


لحظات لترى الجوهره قادمه من بعيد تتبعها ريم تحمل كتابها و تسير خلفها و تردد معها انشودة تريد ان تحفظها ..
ابتسمت على هذا المنظر و تتذكر عهود مع بناتها: انا منحاشه من بنات عهود تطلع لي ريم تلاحق الجوهره

ابتسمت لها الجوهره وهي تراها في منزلهم:يا هلا سما.. السلام عليكم

وقفت وهي تسلم عليها و تجلس بعدها و هي تراها تطلب ريم ان تذهب و تردد الانشوده في غرفتها حتى تحفطها و تسمعها..

راقبتها حتى ذهبت وهي تستأذن:بروح اجيب القهوه يا سما علشان تزين السوالف..
لحقت بها سما وهي تترك السناره:بروح معك نجهزها عادي..


ابتسمت ام احمد وهي تراها تتهرب و تذهب مع الجوهره..

،
في المطبخ جلست وهي تراقبها تجهز القهوه و ترتب الفناجين :الجوهره اتمنى منتي شايله بخاطرك للحين


ابتسمت و هي تراها تكرر ذلك منذ تلك الليله؛لا يا بنت الحلال تراك حسبت اختي نتضارب و نتصالح عادي


تأففت سما:بس انا ثقلت عليك واجد.. تحسبين ما احس بس و الله نقدت على نفسي
أردفت و هي تراقب ردات فعلها: فكرت و لقيته طبيعي بتطلبين فواز مالك غيره بعد اخوانك ، الله يخليه لنا كلنا


استغربت نبرتها و حديثها و لكن تجاوزت مغزاه و هي تكمل عملها ..

اكملت سما وهي متردده: خاصه فواز ، مهتم منكم واجد، دايم يسأل عنكم..

تباطئت حركت يديها وهي تسمع جملتها و من ثم تلتفت إليها مبتسمه:سما ..!!! اختك منيره تدري انك جايه لي؟!

اتسعت ابتسامتها: ايوه و قالت بتجي نتعشى عندكم ..


هزت رأسها وهي تصغر عينيها:اجل هزي طولك و تعالي سوي حلى لين تجي منيره يلا

وقفت وهي تتوجه اليها بحماس:وش اسوي طيب..

اخذتها للثلاجة للبحث عن مكونات موجوده و بدأت بفكره و طلبت منها العمل عليها وسط ضحكاتها..
من الجيد ان زارتهم سما اليوم في وقت ضغطت به العنود عليها كثيرا حتى ان رأسها يكاد ينفجر من كثرة التفكير بها..

.
،
.
.




كان عائداً إلى الغرفه ليراها قد انتهت و خرجت مرتدية عابائتها و تتحدث إلى احدهم في هاتفها و تبدو عايشه غالباً..

توقف يراقبها تُغلق باب الغرفه وهي مازالت تتحدث بالهاتف:خلاص عايشه أكلمك اول ما أوصلك..


اغلقت الهاتف تحت نظراته و هي تتسائل:مارحتوا للحين؟!!

تلفت بنظراته و اقترب منها و هي تتراجع حتى التصق ظهرها في الباب المغلق، شفيك تهربين؟!

ابعدت عينيها عنه خجلاً:ما تهربت!

همس في اذنها:اشوف استسلمتي فوراً لجده! ليه ما تروحين معنا؟

تنهدت بخجل:مو استسلام ،محتاجه اريّح شوي..

استغرب مبتسماً :راحه من إيش؟!

عادت للنظر إليه مبتسمه وهي تراه يحاصرها:فيصل!


صوتها من خلفهم مستنكره:القبله وراكم..!


ابتعد فيصل وهو مرتبك:الله يهديك يا جده!!

كتمت ليلى ضحكتها وهي ترى خجله هو لتقترب منه أمام الجده تقبّل خده و تودعه و تضع نسخة من مفتاح الغرفه بيده:يلا اشوفك على خير ..


نظرت إليه الجده وهو يرى خلفها حقيبه صغيره ليلتقطها:يلا يا جده مشينا..

نظرت إليه وهي تزر عينيها، متفاجأه فهي لا تعرفه إلا رزيناً كيف يصدر منه شيئاً كهذا:أفاا يا فيصل، هذا و انت العود!! وش يطلع سوالف الغرفه لبرا؟!

ابتسم لها متوتراً:اي سوالف الله يهديك كنا نفرّق المفاتيح بس ..حتى شوفيها بيدي

لم ترد عليه مشت فقط وهي تعرف مالذي حدث و مالذي يبرره..،
.
،
.
،
.
،



في طريقه الى عزبة عمه في البر…،
قد حدد اهدافه و مالذي سيفعله.. لن يستطيع منع عمه و لكن سيذهب إليه رغم ذلك..
وصل إلى العزبه وهو يرى اجتماعاً لبعض الرجال كالعاده و رأى سيارة عمه جاسر ..
أوقف سيارته يراقب الوضع قليلاً و يهدىء نفسه.. ثم قرّب السياره من خلف الكونتيرات..و دخل بالمجلس وهو يلقي تحيته ورد السلام بقية الرجال ..
الا عمه وقف كاتماً لغضبه حتى وصل إليه و صافحه ليهمس في أذنه: خلنا نتحمل بعض ذالليله ، و اذا راحو الرجال تفاهمنا..


قال ماعنده و راح يجلس مكانه ..
دارت الأحاديث و احدهم ينظر إليه مستغرباً من الواضح انه لم يعرفه..و لكن تجاهل الحركات و السكنات، و ظل يراقب الوضع قليلاً ثم خرج يتفقد. الكونتيرات من الخارج مستغلاً إنشغال عمه بالرجال..
خرج وهو يرى السيارات ليتعرف عليها..جميعها يعرفها لأصحاب الحلال المجاورين الا سياره واحده..كانت غريبه..!
اتصل بفيصل ليسأله بعض الأسئله ليقطع الشك باليقين..
ثم عاد إلى مجلس عمّه..

ساعه و نصف و انفض المجلس بعدما تعشى الرجال ، لا تأتي صلاة العشاء حتى قد ذهب الجميع..

كان يقف جوار عمه كالشوكة يراقبه يودع معه ضيوفه واحداً تلو الآخر ليتوقف أحدهم و كان يبدو خمسينياً صحته في مكانها ..
امسك بيد ضاري وهو يطلبه بشكل خاص و بحضور فواز:اسمعني يا بو احمد..انا انتظرت للأخير ابي انشدك عن موضوع يخصني..

تسائل ضاري ظن ان الأمر يخص الحلال:خير ان شاء الله يا بو صالح


ابو صالح:سمعت ان عندك بنت راجع.. و ودي ان سمح وقتك نجيكم عقب العده نخطبها

أجابه فواز عنه:معليش يابو صالح البنت "مخطوبه".. و الله يكتب لكم نصيب عند غيرنا ان شاء الله..

تفاجىء جاسر وهو يرى صدمة ضاري..!!

ابتسم ابو صالح وهو ينوي الرحيل:اجل الله يوفقنا وياكم.. يلا في امان الله..

ودعوا البقيه و ذهبو و جميعاً و التفت ضاري غاضباً يهاجم فواز بشد ياقته:انت ماتعلمني وش تبي جاي مجلسي!! انا ماقلت لا عاد تطب لي مكان!!!


ضحك فواز: زعلت على العريس المثالي اللي طار؟!!


حاول نفضه ولكن لم يستطيع فبنيته اقوى مما يظن:انت وش دخلك؟! اعطي بنتي اللي ابي


امسك بيديه التي تنفضه ليفكها بقوه:اسمعني زين يابو احمد،، دام انت حلفت علي ما أتزوج الجوهره..أنا حلفت عليها ما تزوج ابد .

حاول ضاري التهجم مرة أخرى و اوقفهم جاسر غاضباً:هيييه !! ناسين اعماركم انتوا؟! تهاوشون على ذالموضوع !!
أردف وهو يلتفت إلى فواز:اقتنع ياخي مالك فيها نصيب! و لا لك دخل فيها

هز رأسه بوعيد : النصيب ما هو بيديه يابو عبدالعزيز ..و أنا منب شايف الخطأ و بسكت عليه. دام اخوك ماهو قد المسؤليه و لا يدري وش يصير حوله.. يفكر في وناسته وبس!


استغرب ضاري حديثه و كأنه يقصد شيئاً آخر غير الزواج:انت وش تقصد؟!


حاول تجاوز غضبه منه:الرجال اللي يبون يستاجرون منك الحلال، صرّفهم..لا تعامل معهم


استنكر طلبه المتمادي:انت الظاهر انك فقدت عقلك، قمت تشوف ان لك حق حتى علي؟!!


حاول تهدئة نفسه حتى يقتنع به:اسمعني يا ابو احمد، الرجال ماهم ثقه.. واحد منهم متهاوش مع ابوه و عمامه


ابتسم بسخريه:هذا انا و انت متهاوشين بعد.. صرت ردي و الا طاحت رجولتك ؟! اسمعني يا فواز، انت مالك حق علي و لا لك شيء عندي،
أردف بتهديد: و الله ان جيت ثاني مره لمجالسي لا تلوم الا نفسك..ابطردك طردت الكلاب وسط الرجال.. انت تماديت بالحيل و لا عاد ينفع معك شيء..


هز رأسه فواز بإبتسامة : تسويها يا ضاري ..ما استغرب منك شيء… عموماً اشوفك على خير. سلام


راقبه ذاهباً وهو يركب سيارته و ينطلق:عسى الله لا يردك من ولد اخو..هذا و الله البلشه!!


تضايق جاسر من ردود افعاله العنيفه تجاهه: فواز ما يستاهل تعاديه يا ضاري..ولد منيف رجال ينحط على الجرح و يبرى


تنهد غاضباً: يتدخل بمواضيع ما تعنيه، انت ما تشوف وش قال؟!

جاسر وهو يفهم فواز:انت ما عطيته فرصه يشرح نفسه! أجل فيه احد صاحي يرفض يعطي بنته لفواز؟!..يا رجل كلن يتمنى لبنته رجال كفو مثله لو طلبه.. لكن ما عمره طلب الزواج الا لعيون الجوهره!

رد غاضباً:يخسي دون الجوهره..

رد جاسر غاضباً لأجل فواز: سبحان الله يابو احمد لو انه من خوياك ما قصرت و قلت تفضل بدال هالبنت اختها..!!

لم يتوقعها من أخيه ابداً: انت تقولها لي يا جاسر!!


رد بضيق: و ابشرك يقولها كل واحد في الجماعه ان ما كان قدامك تراه يقولها في قفاك.. من يسترخص بناته لا تظن بيجيه يخطبهن من يعزهّن.. بعد فواز ما جايك يخطب الا زوير و عوير واللي مافيه خير و كله من تحت فعايلك


سكت ضاري وهو يراه ذاهباً هو الآخر و يركب سيارتها و يرحل غاضباً أيضاً..!!
.
،
.
،
.
،


في منزل ضاري طالت السهره بينهن وهم يشاهدن التلفزيون ..
و امامهن الشاهي بعد العشاء..،
منيره بجانب الجوهره يتحدثان فيما بينهما و العنود تنظر إليها لم تتحدث معها بعدما دار بينهن تبدو كمن قنعت و سكتت ..

تحدثت سما وهي تضع كاسة الشاي:العنود بسألك ليه رحتي هذاك الليل ما شفتك!

تأففت من تلك الذكرى:طفشت و جاني النوم و رجعت انام، ليه وش صار عقبي؟!


تذكرت ما حدث وهي تبتسم لها:ابد تعشوا الناس و تبخروا و سروا.. بس غريبه انتي معاد تجينا و تسهرين معنا..! اول كنتي لاصقه

أجابتها بضيق:احس تغير جو البيت بعد زواج فيصل..معاده ذاك الزود،


استنكرت بإبتسامه:بالعكس الا صار له حس،. تهبل ليلى.. مع انها اغلب الوقت في دوامها الله يعينها..


تسائلت بفضول وهي تقصر صوتها:شلونها مع جده؟! عسى الامور ماشيه؟!


تغيرت نبرتها فهي تفهمها جيداً:اممم ماشيه، عادي يعني..للان ما صار شيء غريب..


على الطرف الآخر من الجلسه، الجوهره بإبتسامه : والله فرحت لك منور انك توظفتي ، الف مبروك بداية خير ان شاء الله

بإبتسامه:الله يبارك فيك الحمدلله لحقت على التسجيل الثاني، الرياضيات مطلوبه و توفقت فيها عقبالك جوجو، ماقلتي متى اختبار الرخصه حقتك؟


تنهدت وهي قلقه منه:الأثنين الجاي، لحقت على آخر شيء..و تخيلي الاختبار بعيد شوي..يعني يا رب ابوي ما يرفض

انتبهت لحديثها سما و رحمتها: ان شاء الله ما يرفض، انا عندي اختبار الاثنين الجاي عادي امرك انا و سواق جدتي

الجوهره:هو بس يوافق ابوي، ماهي مشكله


ترددت العنود في المشاركه في هذا الموضوع ،تعرف ان الجوهره الآن غاضبه منها و لن تتقبل منها شيئاً، رن هاتفها و وقفت مستأذنه:عن اذنكم بنات..


راقبتها الجوهره وهي تراها ذاهبه لترد على مكالمتها، تعلم علم اليقين أنه تتحدث إلى أحدهم..شعرت بغثيان لم تعرف له حل منذ البارحه…

نظرت منيره إلى هاتفها الذي يرن :هذا فواز ، شكله رجع البيت و ما لقى قدامه أحد..
ردت عليه:هلا فواز! انا و سما عند بنات عمي ضاري، و اللحين طالعات ،.. يلا

وقفت بعدما أغلقت هاتفها: يلا نستأذن يالجوهره عاد لا تقطعينا

وقفت معهما:اكيد بنزور بعض شدعوه الجدار بالجدار..

خرجت تودعهن عند الباب و خرجت منيره التي رأت فواز ينتظرها :يلا سما فواز عند الباب ينتظر


وقفت سما وهي متردده :طيب منور جايه..


استغربت الجوهره وقوفها و نظراتها المتردده بإبتسامه :عندك شيء يا بنت ؟! من جيتي و انا احس وراك علم <<ابتسمت

تنهدت وهي تقرر إخبارها أخيرا وهي تنظر إلى شعرها الذي يصل إلى اسفل اكتافها بقليل:تراه حزن يوم درى انك قصيتي شعرك… اختك ريم ما قصرت علمت الصغيرات وهو كان موجود و جلس يهوجس..


تجمدت مكانها وهي تراها تخرج بسرعه كالهاربة بعدما قالت مالديها، اغلقت الباب خلفها و هي تتكىء عليه بظهرها و ترفع كفيها على خديها تستشعر حرارة وجهها المفاجئه…!
مالذي بعثرته تلك الشقيه قبل ان تغادر..!!
تمالكت نفسها و حاولت تجاوز الحالة التي اوقعتها بها سما.. و دخلت وهي تهز رأسها و كأنها تنفض كل الأفكار المتأمله ..

سامح الله سما.. كانت تسير جيداً في طريق النسيان حتى جعلتها تتعثر بطرف ذكرى..
حديثها الذي دفعها للتساؤل هل علقت ملامحها في ذهنه كما إلتصق بذاكرتها؟ ، هل حقاً انتبه لـ طول شعرها ، بالطبع كان كل شيء متكشفاً أمامه و ذاكرة الرجال حديديه..!!
وقفت أمام المغسله وهي تغسل وجهها و ترش من الماء البارد و هي تشهق من برودته..
عليها ان تطرد كل فكرة لا تتوافق مع واقعها..
قد وقع الحرام بينها و بينه بفضل والدها.. و لم يعد للأمل بقيه.
.
،
.
،
.
،

في منزل جدها ..
تفاجأت بوجود خالتها هدى و عائلتها الصغيره.. منذ متى لم تراها..كان الجو لطيفاً و طاقتها عاليه جداً..
جلست بجوار جدها طوال السهرة حتى استأذن لينام ..

تأكدت هدى من نوم أطفالها و خرجت للصاله وهي ترى ليلى تضع ما بيدها على الطاولة و تجلس..:الله ريحة القرفه في السحلب تفوح

مدت إليها كوباً:حتى عذوب نامت؟!


اخذت الكوب من يدها وهي تجيبها:ايه منتظم جدولها من شهر الحمدلله،

هزت رأسها وهي تنظر للشاشه أمامها و ترتشف من كوبها بصمت بعد ضجيج الليله، وصلتها رسالة على هاتفها و نظرت إليها على شاشة الهاتف مبتسمه بدون ان تفتحه..


انتبهت لإبتسامتها مع رسالة وصلتها رغم انها لم تفتحها:ايه وش اخبار العروس؟! ما تتصلين، لولا قروب السناب اللي حاطته عذوب ما سمعنا اخبارك، عاد من زين سناباتك، كلها فالمستشفى


ضحكت:وش تبين اصور لك يا خاله ،تراني شغلي فالمستشفى ماني فاشنستا. زين اني اذكر السناب بعد


ابتسمت لها:ماقلتي لي كيف امورك ببيت العايله


بإبتسامه:الحمدلله..

تذكرت فيصل بشيء من العتب:و فيصل ؟!.. و الله ماخليت و مابقيت عليه و انتي تعبانه فالمستشفى


استغربت لأن لم يخبرها احد:ليش؟!


تذكرت تلك الأيام بضيق:ظنيته هو اللي عازم محمد..شدراني


تأففت وهي تصد عند ذكر أسمه:لا ما عزمه، بس تكفين لا تذكرينه. فيصل ماله علاقه..كل شيء من تحت جده، الله يصلحها ماخذه دور ماهو دورها و لا شيء يناسب مكانتها و لا عمرها


استغربت من تلك السيده العجوز كيف لها ان تتمادى و هي بهذا العمر: غريبه هالعجوز صدق!، الوحده اذا عجزت تجي هينه لينه تالي عمرها و تجمع الناس حولها و لا تفرقهم، تحب تشوف الصغيرين يسلمون عليها.. و ان احد اخذ رايها و الا يلقاها راكزه و كلامها سديد ..عجوزكم لا حول و لا قوة الا بالله..


ليلى بإستسلام:لانها مب طبيعيه يا خاله، بس ماقدر اقولهم ترى جدتكم عليها قل صح و محتاجه علاج ، ساعتها بيقلبون علي. و بيقولون تصيّد عليها..
مالي الا الصبر و ادفع باللي اقدر عليه..


خافت عليها منها :بس ترى المريض ما يندرى وش بيسوي بك يا بنتي ، انتبهي

بلا مبالاة:ماتقدر تضرني بشيء، دام فيصل معي مالي و ماللناس


هزت رأسها بإبتسامه وهي ترى طرف ابتسامه بعد ذكرها أسمه: اهم شيء الامور بينك و بين زوجك طيبه..


تتذكر لحظاتها و مواقفه معه فتراها متوازن جداً يقيّم نفسه و يلتزم حدوده و يفكر قبل ان يتخذ خطواته ، شخص يسابق جدها على رضاها كيف لا يعجبها: الحمدلله ..

فرحت لها وهي ترى الراحة قد بدت على ملامحها حينما سألتها عنه:عسى دوم يا رب..

أردفت وهي تنظر لساعتها و تتذكر:بكرا الجمعه و ما نمنا، ورانا مقام بدري و عبادة.. يلا بروح انام.. و انتي بعد لا تسهرين عندك مناوبه

تأففت وهي تتذكرها:لا تذكريني..

ضحكت وهي ذاهبه:يلا بس، من متى تثاقلين الدوام، و الا خربك الزواج

ضحكت بدورها وهي تراها ذاهبه:خاااله!!

اتسعت ابتسامتها وهي ترى الفراغ المبعثر حولها من اثار اطفال خالتها، كانت تنتظر دائماً زيارتها بفارغ الصبر ، لطالما رطّب حضورها مع اطفالها أيامها الجافّه..
قبل ان تذهب إلى غرفتها ذهبت للمطبخ لتعيد الأكواب في حوض الغسيل وهي تتذكر ماحدث هذا التوقيت البارحه، شيء لم تخطط له و لكن تحدث الأمور الجميله دائماً بلا تخطيط مسبق و في أكثر الأوقات فوضويه ،في وقت قد نفذت كل طاقتك و قد يأست من كل شيء يحدث الشيء الذي انتظرته طويلاً..!

.. رن هاتفها برساله لتفتحها بلهفه، متأكده أنها منه، صارت تعرفه جيداً لدرجة تتوقع معها ردة فعله, لم تحتاج وقتاً كثيراً لتتقبله كان يفرض حضوره بشكل يجعلها شغوفه به بلا إدراك..!
وصلت سريرها وهي تفتح محادثته تقرأ ما أرسله بدون ان ترد..!

كيف ستتعامل مع هذا الكم الهائل من الشعور..و ما يقابله من قلق.. نعم هنالك قلق لعين يؤرقها تحت كل لحظة سعيدة..
بفضل والديها كانت دائماً تشعر بالنبذ كالقنفذ، والآن لا تعرف كيف تتعامل مع مشاعرها بعد ان صارت شغفاً لأحدهم ..!
شعور النبذ اللعين الذي يطاردها و جعلها تتحجج بجدها و تهرب منه ليومين و ثلاثه..تخاف من ذلك الشعور الجارف الذي جعلها في لحظة ضعف ان تسمح له بلمسها و مشاركته نفس السرير ، تخاف كثيراً من التعلّق و القُرب المبالغ به،
تسربت دمعات من بين أهدابها في غفلة منها و مسحتها بسرعه و هي تغلق هاتفها بدون ان ترد على رسائلة.. لتتركه على طاولتها الصغيره بجانب سريرها و تدفن نفسها في فراشها..
.
،
.
،
.


في المزرعه ..،
تحت النجوم يستلقي على فراشه الذي مدده على الكرسي الخشبي الطويل الواقع أمام "المشب" يتوسد ذراعه تحت رأسه و يده الأخرى تحمل هاتفه بإنتظار ردها الذي لم يصل.. و حتى اتصاله الذي لم ترد عليه!!
لماذا تجعله قلقاً ! لا يعلم هل هو دلال ام خجل ..
اغلق هاتفه و وضعه بجانبه وهو يرى جرحه الذي عالجته بدون طلب منه..
كانت معه ليلة البارحه كالسحابة التي روت بسخاء جفاف السنوات ..
و كان للرزانة و الثقل معنى قبل ان تلمس يديه انحناءة خصرها، لم تكن عاديةً قبل ان يلمسها فكيف بها بعد ذلك..!
تنفس بعمق و اغمض عينيه وهو يتذكر دمعاتها المختلطه بإبتسامات الرضا..،
.
.
،
.
،


عاد من صلاة الجمعة بصحبة أحفاده ابناء هدى التي نامت بأطفالها البارحه عندهم و استقبلته رائحة البخور من المجلس
جلس و احد التوأمين الصغار يصب له من القهوه.. لحظات و دخلت هدى و تجلس تحتسي قهوة الجمعه برفقته..

نظر إلى الباب و لم يرى دخول حفيدته:وين ليلى؟! ما جات تقهوى


ابتسمت له مازحه:الحب كلّه لليلى..لك الله يا هدى

رد بإبتسامه وهو يعرف مزحها:ما جاها من الغلا الا ما جاك ..


أجابته:ماعليه يبه بمشيها لك لأني احبها، ليلى تجهز الغداء مع عذوب .. اليوم عندها طاقه غريبه تبي تطبخ.. تقول من زمان ما طبخت


تساءل وهو ينظر لساعته:و بعد عندها مناوبه بعد ساعتين يدوب تلحّق تغدا و تطلع


رفعت كتفيها:والله أصرت أم نوره..وش نسوي بها..


دخلت مبتسمه على جملتها الأخيره وجلست :من هي أم نوره؟!


نظرت إليه بإبتسامة وهي تأمر ابنها يسكب قهوة لها:أنتي..خلاص، نبي ننتقل من مرحلة بنت نوره..


تلاشت إبتسامتها وهي تأخذ فنجانها من يد ابن خالتها الصغير: ارتاحي لا تنتظرين من صوبي شيء.. لا بنت و لا ولد


كعادته لم يعلّق الجد و يفضّل الإنصات دائماً اكثر من الحديث.. و لكن استنكرت هدى، ظنت انها تمازحها فقط:يا دافع البلاء لا تفاولين ..


تعرف ردة فعل جدها الصامته هو لا يتدخل دائماً و لكنها لا تريد ان تزرع الأمل منذ البدايه حتى لا يتأمل أحدهم:ما اتفاول يا خاله، هذا قرار شخصي


سألت بفضولها:شخصي..!! و فيصل؟!


تتذكر حديثه مع والدته ذات صباح و كانت بجانبه عن انه مكتفي ببنات أخوه ناصر و انه لا يريد أطفال:لا تخافين أنا وياه نفس القرار،


رحمتها من عقدتها التي رافقتها:بس الأطفال حلوين يا بنتي، بيتغير رأيك مع الأيام


ضحكت:و الله ادري ان الأطفال حلوين و أنا احبهم بعد ، بس من بعيد يعني ساعة لعب فقط.. أما انه يكون طفل يخصني و اربيه و اشيل همه و يستنزفني قلق فوق قلقي . ما اتخيل ابداً.. انسي يا خاله.


سكتت و هي تعلن يأسها، تعرفها جيداً انها ان اتخذت قراراً في شيء فهي لن تحيد عنه، تكاد ترى بعينيها إصرار و عناد نوره الطامي رحمها الله ..

أمّا الجد لم و لن يعلّق على قرار تتخذه ليلى، ما دامت هي بخير و سعيده فهذا ما يريده ..لتفعل ما تشاء في حياتها الخاصة..

دخلت عذوب وهي تناديهم:الغداء جاهز ، يا فرحتنا بناكل من طبخ الدكتوره اخيراً


ضحكت ليلى:ملاحظه انك حيل مستصغره الدكتوره يا عذوب انتبهي!

ضحكت: في السنه حسنه نذوق طبخك خلينا نعلق عليك شوي



.
،
.
،



بعد العصر..في المستشفى؛

دخلت غرفة الموظفات مستعجله على غير عادتها ، و جلست منزويه تبدو كمن قضت ليلتها باكيه، و عليها الآن ان تقوم بعملها بإتقان و ان تنسى إنهيار عالمها الصغير..والدتها التي أرهقتها الشيخوخه و طفلها الذي تتركه يومياً باكي خلفها ان خرجت وهو يراها..
و خادمتها التي سافرت و الخادمه الجديده لن تأتي الا بعد شهرين أو ثلاثه المنزل الذي عليها العنايه به .
الرجل الذي بنت أحلاماً كبيره معه هرب بعد مشورة أمه بزوجة أخرى تجلس في المنزل أكثر مما تخرج .. و كأنها تخرج للتسليه.. حتى ان آخر علمها بالتسليه كان منذ سنوات قبل ان تنجب "عبدالله"..
تخاف كثيراً من فقد والدتها..تخاف الوحده مع انشغال الأخوه بحياتهم. و اخواتها كبيرات و اصبحن جدات أيضاً.. الجميع يتقدم في حياته و هي فقط من تتقدم بالهم قسرياً لوحدها..


دخلت في هذه اللحظه ليلى وهي ترى جلوسها المحبط و عينيها الباكيه رغم صمتها، اخبرتها احدى الممرضات انها وصلت قبل قليل و لم تكن بخير، جلست أمامها وهي تسألها برحمه فهي تعرف ما تكابده هذه البنت و لكن السؤال من باب ان تجعلها تفضفض و لا تحبس في نفسها :عايشه ! وش فيك؟!

نظرت إلى شريكة الأسرار و المغامرات و تقوست شفتيها من علقم الإجابه، من اي انهيار ستبدأ يا ترى ؟!

تغيرت نبرة ليلى و كأنها تخاطب طفلةً صغيره:عيوش حبيبتي ليه ساكته لا تخوفيني، عبود صاير له شيء؟ أمك تعبانه؟!!

لم تستطيع الفضفضة هذه المره فداخلها منهار تماماً فقط ارتمت في حضنها باكيه .. لا الفضفضه ستحل مشاكلها و لا أي شيء قادر على مواساتها في انهيار نظام حياتها الذي حاولت ان تجعله متماسكاً لمدة ثلاثة أعوام لوحدها..و لكنها تعبت من أن تتصنع القوة ، تعبت من الوقوف وحيدة في وجه الظروف..

حضنتها ليلى وهي تعرف جيداً شقاء قلب صديقتها هي من أكدت رعبها من ان تنجب طفلاً يتم تركها بعده فيجعلها مكسورةً كلما نظرت إليه..
بعد عشرة دقائق هدأت قليلاً وهي تسألها بعدما قدمت لها علبة من الماء:اذكري الله يا عايشه


تنهدت وهي تنظر الى علبة الماء:الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه..

شددت على يدها التي تمسك بها:اسمعيني زين يا عايشه عادي نبكي و ننهار بس بعدها نقوم نغسل وجيهنا و نواصل… تذكرين كلامك هذا؟! هذا اللي كنتي تقولينه لي دايماً..


دخلت الممرضه تناديهما و ردت ليلى:طيب يا بشاير اللحين جايين


اوقفتها وهي تصر عليها: يلا مافيه وقت نضيعه في البكاء.. و باذن الله ربك بيفرجها من عنده


هزت رأسها و هي تبكي من جديد:تعبت يا ليلى ..

تعبت تدرين طلعت و انا اسمع صوت بكاء ولدي وراي؟! و امي الضعيفه تحاول تشيله و تطبطب عليه وهو مواصل بكاء!!! خلصت اجازاتي و رخصي، مالي الا هالوظيفه و الا بقعد انا و ولدي نشارك أمي راتبها التقاعدي.. و انتي ادري بعدها شبيصير. وزودها المكتب تعسر في هالخدامه مع اني مقدمه فيها قبل تسافر خدامتي بثلاث شهور.. تبهذل نظامي لا ليلي ليل و لا نهاري نهار..
أردفت بحزن: تدرين وش اكثر شيء معور قلبي؟! عبدالله لو ما رجعت له البيت يوم من الأيام للأبد من بيضمه؟ من بيناظر فيه و يحن عليه؟! دام ابوه ما يسأل عليه و اهله ما يبونه!

حزنت ليلى:عايشه هذي وساوس ابليس يجيك وقت الضيقه يزيد همك تعوذي منه انتي مو لحالك


قاطعتها برفض:تذكرين مره قلتي لي ان اكثر شيء مرعب في الحياة انك تقررين تجيبين طفل؟؟ كنتي صادقه يا ليلى بس انا وقتها هبله و مصدقه وهم السعاده اللي أنا كنت فيها..


لم تجد تعليقاً على حديثها الذي يؤكد و يختم على كل قناعاتها التي لم تتغير.. حدث ما حدث مع عايشة لا يمكن فعل شيء سوا الوقوف معها: عايشه انا مضطره اطلع عندي حالات..خذي وقتك و متى ما ارتحتي تعالي..


خرجت بعدما اطمئنت عليها هادئه و لكن تريد ان ترتاح ..
توجهت للطوارىء مستعجله في خطواتها تعرف أنها تأخرت
لبست قفازاتها وهي تدخل ..

سألت الممرضه التي استدعتها قبل قليل:بشاير وين الحالات اللي قلتي قبل شوي؟!


ردت وهي تشير للجهة الأخرى:استلمها الدكتور الجديد

رفعت عينيها الى المكان الذي تشير إليه كان منهمكاً في عمله، لا تصدق، قد أخبرها ثامر بأنه قال لهم أنه يعمل في مستشفى آخر..!!
شعرت أنها تختنق حقاً، لم ينقصها سوا معتوه يحوم حولها.. دخلت حالة جديده و لكنها ليست حرجه و استلمتها و هي غاضبه و لا تدري مما ، و لكن هنالك شيء ما تحت كذبة "سعود" على أخيها ثامر و جدها..
لطالما كرهت الأمور الملتويه و غرباء و الأطوار و منهم "سعود"
لكن ستحدد موقفها معه لو حاول فعل شيء..


انتهى من مرضاه و رآها واقفه تخلع قفازاتها بعدما انتهت تشخيص حالة و تتحدث مع قريب المريضه ثم تذهب الى المعقم تضع منه على يديها :سلام دكتوره


ارتعبت من وقوفه بجانبها و ابتعدت و هي تراه يمد يده الى المعقم أمامها :سلام !!!


ابتسم وهو يراها تلتهي بنفسها فقط:ماتغيرتي يا دكتوره ليلى..


التفتت إليه مستنكرة جملته التي بادر بها!!!


أردف وهو يرى سورها ما زال عالياً و صمتها يكاد يكون مسموعاً:للحين فيك شوفت النفس و تناظرين الناس بطرف عينك و فوقيه.. نفسي اعرف كيف تزوجتي؟!


استغربت استرساله الغريب و قررت تجاهله و كأنها لم تسمع شيئاً و مشت، هذا الأبلة يسمي حدودها التي تضعها بينها و بين جنسه "شوفة نفس" و الامتناع عن الاحاديث الجانبيه مع اشكاله " فوقيه"..! شخص كهذا من المستحيل ان يكون في عقله ..


فرحت برؤية عايشه لتقف بجانبها هذه المناوبه مع هذا السطحي..
تفاجأت عايشه برؤيته: يعع ابو دباديب!! من وين طلع علبالي ترك الطب والله!!


تأففت:و الله علمي علمك،، تدرين وش اللي يخوف يا عايشه؟!

سألتها وهي بالكاد تتجاوز نوبة بكاءها قبل قليل:وشو بعد


أجابتها هامسه:هالمريض مدري كيف عرف بيت جدي و جاء يخطب قبل كم يوم..!!


استنكرت وهي تتذكر: و ربي راحت السنوات اللي ممكن اتحمل فيها المجانين، مو ناقصين قرف وش جابه اللحين !!

ليلى باستغراب:و الله مادري

اردفت عايشه بتهكم: يعني فوق ماخليتيه يغير القسم رجع من جديد و اول شيء سواه يخطبك، اهبل هذا؟!


وهي تفكر بتصرفه بتمعن : من كلامه لي قبل شوي ، عرفت انه ماعنده نيه طيبه.. لكن اي غلط بشوفه بيجني على نفسه

عايشه بضيق:تكفين انا معاد اتحمل غثاء الأوادم خلاص.. ابي السلامه و خدامتي تجي بأقرب وقت..


ابتسمت لردها وهما يعودان لعملهما معاً .
.
،
.
،
.
،
.
……..


كعادتها تسللت من المعهد وهي تخرج مع بيادر و تذهب الى مكان مفتوح ..
جلسا وهي تخبرها بالذي تعرفه: شفيك متوتره يا بنت الحلال كلما طلعنا قمتي تلفتين كأننا اول مره نطلع نسعسع


تأففت العنود: ما شاء الله على برودة دمك والله


ضحكت:الحمدلله، ابوي متزوج في الجنوب و امي متزوجه في الرياض.. حلات الفرفره محد يسأل يا بنت وينك


العنود:ما اشوف ابوي فالبيت.. بس عيال عمي موجودين جنبنا و اخاف يلاحظون

بيادر:احسبي كم مره طلعتي و محد دري؟! يا شيخه كلن لاهي بحياته محد فاضي يراقبك ، تقهوي و لا تفكرين..
أردفت وهي تتذكر شيئاً مهماً:العنود عندك فكره ان فيصل عنده بيت ثاني؟!


استغربت:لا ماعنده.. يعني من تزوح وهو ببيت العايله..

ضحكت:خوذي الطازج.. عنده شقه تمليك فاخره في حي الملقا ، و مثلما قالي الدبور ان للان ماشاف عليه شيء ، بس طبعاً نعرف كيف نجيب قراره

صُدمت العنود بوجود الشقه، و فكرت بأمرٍ ما:تعرفين عنوان الشقه بالتحديد؟!


استغربت:وش بتسوين؟ تكفين لا تقولين انك بتروحين له، بلا غباء


ابتسمت بخبث:لا ..ماني رايحه له هو..


ما زالت مستغربه:اجل وش ناويه عليه؟!

اسندت ظهرها على الكرسي وهي تقلّب فكرتها برأسها: خليها لوقتها.. لازم أقولبها براسي بالأول..


تحدثت بيادر بتوكيدات:تذكري زين ما تخلين وراك أثر.. لا انتي ناقصه فضايح و لا انا بتحمل طيشك فاهمه؟! كل اللي فكرت به قلته لك..

أردفت وهي تسألها:ما قلتي لي وش سوت لك الجوهره بعدما عرفت؟!

ارتشفت من فنجانها بلامبالاة:الجوهره يا عمري ماتقدر ترفع راسها من مصيبتها ، تبينها تفكر بي؟! اختي عساها تسلم ما منها خوف..بس احاكيك؟

اجابتها بتساؤل:خير بعد؟!


العنود بفضول:عادي تعطيني رقم الدبور هذا؟!


استنكرت طلبها:خير حبيبتي؟! هذا ما يتعامل الا مع اللي يعرفهم بس..

العنود برجاء:تكفين.. ابي رقمه..


تأففت:طيب …بس بالأول لازم اسأله اذا وافق اوكي..

نظرت الى الساعه في جوالها لتقف:انا لازم امشي بيادر…يلا


تأففت وهي تقف:مشكلة اللي العايله المغثه..يلا مشينا

.
،
.
.
،
.

مرت يومين على الأحداث السابقه..

وضعت كاسة النعناع و هي تقف تريد الذهاب: أكرمك الرحمن يا خالتي أم مصلح..أنا لازم أسري..

نظرت إلى ساعتها مستنكره:تو الناس يا بنتي! الساعه توها ثمان!!

بإبتسامتها: ابي ارجع لجدي اجلس معه قبل ينام و بجهز نفسي بكرا ارجع بيتي..

تحدثت بحزن:الله يكفينا شر هالزواج اللي معاد خلاني اشوفك يا بنت نوره.. بس فيك الخير ما قطعتي بي
اقتربت منها وهي تقبل رأسها:ما راح اقطع من كانت أمي نوره تحبه.. ، كانت تغليك بالحيل جعل روحها في جنات النعيم.

تنهدت لذكرى رفيقة العمر:امين ، ما حبت الا اللي يحبها الله يرحمها ..

ودعتها عند الباب وهي تخرج مشياً على الأقدام عائدة الى منزل جدها.. صادفت أطفال الحي يلعبون كرة قدم وتجاوزتهم وهي تبتسم لحماسهم…،
لاحظت تواجد سيارات أمام منزل الجيران المقابل لمنزلها.. تمعنت في النظر.. كان ساير يتحدث مع احدهم بحماس يبدو غاضباً و هنالك امر ما بينهم، حمدت الله بأنه لم ينتبه أحد لعبورها…
فرحت بأنه كف عن النظر إليها منذ ذلك اليوم في الطوارىء، لا تدري أصلاً لماذا فكر بها و هي تكبره في السن..!
دخلت المنزل أخيراً و هي تتمنى ان جدها ما زال مستيقظاً.. توجهت للمجلس و وجدته توسد مخدة و نام ملتحفاً بفروته قبالة النار..!
فتحت النافذه قليلاً حتى لا تكتمه النار بعدما تأكدت من نومه و اغلقت الباب و دخلت..
كل شيء على ما يرام و لكن صديقتها ليست كذلك، يؤلمها ألمها..
أصرت عليها ان ترسل لها جاسمن لمساعدتها إلى حين ان تأتي خادمتها و جاسمن متفهمه لها لم ترفض لها طلب فهي تعرف عايشه جيداً و تثق بـ ليلى.. فبدلاً من الذهاب عند ام مصلح التي لديها خادمه ستذهب عند عايشه..
انتهت من تجهيز نفسها للنوم وخرجت الى سريرها و هي ترى اتصالاً منه ، استغربت فالوقت متأخر لترد قلقه: فيصل؟!

على الطرف الآخر:افتحي الباب

قلقت فجدها موجود، كيف ستدخله المنزل الليله !
اخذت روبها الطويل لتغطي بيجامتها ذات "الشورت" وهي تخرج من غرفتها و تذهب تفتح له الباب قبل ان يرن الجرس و يستيقظ جدها ..
اسرعت وهي تمشي بخفّه و فتحت له الباب وهي مستنكره تواجده و تتحدث بهمس:وش جابك تالي الليل؟!

دفع الباب و دخل وهو يغلقه مستغرباً قلقها: شفيك مصدومه؟! قلت لك بجيك اذا ما قدرت انام

امسكت بيده وهي تأخذه للداخل حتى تجاوزو الباب الزجاجي لتتحدث معه براحه:بس انت عارف ان جدي موجود الليله..!!

نظر إلى حالتها المرتبكه هذه و اقترب منها بقبلة خاطفه على خدها ثم دخل وهو يجيبها:جدك يدري انك زوجتي لا تخافين
أردف وهو يجلس على اريكة الصالة:فيه قهوه؟!

هزت رأسها و هي تفتح روبها الطويل عرفت ان برأسه شيء أتى من أجله:بس قهوه؟! ما تبي حلى بعد!!

ابتسم بخبث وهو ينظر إليها لبسها تحت الروب الطويل:ما يحتاج الحلى متوفر ..


رفعت حاجبها بإبتسامة:اجل راحت عليك ما اسوي قهاوي بعد الساعه عشر.. لازم انام بدري عندي دوام

التقط الريموت وهو يقلّب فيه:ماهي مشكله بتفرج على التلفزيون ، اذا بتجين حياك


نظرت إليه بإبتسامة خبث ثم اقتربت منه و قبلت خده:طيب تصبح على خير.. بنام


رآها تذهب وهو يراقبها تنزع روبها الطويل في طريقها ثم دخلت و تركت الباب موارباً خلفها ..


لم ينتظر كثيراً نزع شماغه و وضعها على كتفه ليقف وهو يترك التلفزيون و يلحق بها و يغلق الباب خلفه.
.
،
.
،
.
.
،


رشا الخياليه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-25, 10:24 PM   #114

رشا الخياليه

? العضوٌ??? » 509266
?  التسِجيلٌ » Dec 2022
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » رشا الخياليه is on a distinguished road
افتراضي

.
.'

صباحاً..؛
انتهت من لبسها و بعض اللمسات الجماليه اليوميه الخفيفة و خرجت من غرفتها و عبائتها بيدها مستعجله ..
جلست عند والدتها قليلاً وهي تتصفح جهاز اللابتوب أمامها حتى تتصل بها سما.. الوقت مازال باكراً و لكن ماذا تفعل باستعجال سما..!

رأتها العنود وهي تنزل:افف بدررري!!

لم ترد عليها كما تفعل منذ أيام..استمرت في القراءه..

ترددت كثيراً في الأيام الماضيه وهي تفكر بكيفية ايقافها و لكن البنت لا تتجاوب معها و كأنها لا تراها، يجب ان يردعها احدهم حتى لا تقع في شر أعمالها، تعرف جيداً ماذا سيفعله والدها لو علم بما تفعله انتقاماً منه لا تريد ايذاءها لا تستطيع التفريط بها ، والدها مجرم لا تستطيع التنبوء بما سيفعله بها.. اختها غبيه لدرجة هي لا ترى أنها تؤذي نفسها قبل أي احد..


تنهدت العنود و هي ترى احتقارها يستمر لتتركها و تذهب للمطبخ…
رأتها والدتها وهي تدخل:الحمدلله على السلامه، زين شفناك ذالحزه فالمطبخ..غيري لبسك و تهندمي ترى ابوك بيجي اليوم..

تأففت :و ربي مو وقته..

استنكرت ردها:لا تأففين و تسنعي..

.
.
.
،


امام المنزل

في السيارة يرتدي نظارته و ينتظر خروجها ، قد اخبرته ان موعد اختبارها اليوم ..
صعدت السياره اخيراً وهي تعتذر:اسفه فواز تأخرت عليك

نظر إليها متسائلاً وهي ترفع هاتفها لتتصل:من تكلمين؟!


اشارت اليه بيدها لينتظر:الجوهره خلصتي؟! ادري بدري مره بس ترى طلعت.. يلا اطلعي

ذُهل و تبعثر:تطلع وين يا بنت؟!


اعادت هاتفها بحقيبتها: قلت لها بنوصلها اختبار الرخصه معي..يلا قدّم السياره عند بابهم..


خرجت و ركبت فالسياره سيارة جدتها، و لكن سما تجلس فالمقعد الأمامي رفعت ناظريها للسائق و كانت الصدمه:السلام عليكم

شتم سما في سره كثيراً وحمد الله ان يرتدي نظارته:و عليكم السلام… وشلونك الجوهره؟!

ردت بثبات رغم وعيدها لسما:الحمدلله..


تحدثت سما :معليش يالجوهره السواق اليوم تعبان مزكم و قلت لفواز يودينا ماقصر..

التزمت صمتها وهي تصد للطريق،لم يكن ينقصها توتر الإختبار لتربكها بركوبها مع فواز، دعت الله لها بالتيسير و التوفيق و هي تتجاهل انها معه مجدداً..

تحدثت سما مجدداً:فواز باقي ساعه ونص على الاختبار، ماحنا مستعجلين يا عمري ،نبي قهوه لو سمحت علشان نروق .


رد برزانة و بدون ان يلتفت إليها رغم وعيده داخله:ابشري..


بداخلها براكين من الغضب تجاه تصرف سما الغير مسؤول، كان يجب ان تشك في نواياها ، هل تعتقد انها بذلك ستحل العقده، آه يا سما فعلاً طفله..!
كيف انطلت عليها حيلتها البدائية هذه هل من المعقول ان يكون اختبارها معها بنفس المكان… كان عليها ان تفكر قليلاً..

.
،
.
،

خرج من الغرفه وهو يرتب شماغه على رأسها و يشم رائحة القهوه تعم المكان ، بحث عنها و رآها تقف هنالك بالمطبخ بالزي الطبي و تسكب لنفسها من القهوه..
دخل المطبخ متسائلاً:عندك دوام اليوم؟!

قدمت له قهوته: شوفت عينك ،صباح الخير


اخذ منها كوب القهوه وهو قلق:صباح النور..عمي بو طلال صحى؟!

ضحكت:من صحيت ما شفته هرب يا عمري بعدما شاف سيارتك و جزمتك ،الله يعينه على حفيدته مدخله زوجها اقصى البيت بدون ما يدري.


شعر بالحرج وهو يمسح لحيته:كله منك، كم لك يوم هنا هاه؟! كل شيء له حدود يا ليلى! خليتيني انام في بيوت الناس


اقتربت منه وهي تداعب لحيته و قبلته بمشاكسه:دامني ما طلعتك البر تنام فيه فأنت بخير.. يلا أنا طالعه عندي دوام..

ثبتها أمامه بإمساك وسطها : االيوم ارجعي البيت فاهمه؟!

مثلت و كأنها تفكر و تزم شفتيها:اممم بشوف..

ضغط خصرها مازحاً:وشو؟!

صرخت وهي تلتوي بألم بعد مزحته لتبعد يده عنها:الله يرزقك اسلوب !


تركها وهو يرتشف قهوته:خفيفه بس يا كثر الدلع يا ليلى..يلا مشينا قبل يرجع جدك و يشوفني متكي للحين

ضربته على ذراعه وهو ذاهب:ثاني مره راح ابعد مسافه اذا جيت امازحك.. افف

كتم ضحكته وهو يترك كوبه و يخرج وهي لحقت به بعدما لبست عبائتها ..،

توقف عند باب الشارع و هو يسألها بعدما رأى الأمور غريبه عند جيرانهم في المقابل كلما يأتي لزيارتها يرى شيئاً غريباً :ليلى جيرانكم هذول وش طينتهم

استغربت:جيران عاديين، عايشين لحالهم بعدما ماتت أمهم و تزوجت اختهم الكبيره، ليه؟!

بنظرات شك :مادري والله، هذاك اليوم الولد اللي فزع معي ، حسيت ماهو طبيعي ، مع انه ماقصر ..بسس

قلقت فهي أيضاً كانت لديها شكوك قديمه حوله: قصدك ساير؟! ليه جاك هالإحساس؟!

نظر إلى المنزل و الى السيارات.. و تذكر اوصاف السيارات التي اخبره بها فواز: الولد اسمه ساير ؟!

أجابته :ايوه اعرفه من وهو طفل ..احسه عادي

حاول ان يغير الموضوع الذي أثار شكه بشكل قطعي البارحه: مادري... تبين أوصلك؟!

اشارت إليه و هي ذاهبه لسيارتها:شكراً..


نظر إليها وهي تذهب ثم عاد بالنظر لذلك المنزل، ترك مكانه ليقترب من المنزل الهادىء بعكس ازعاجهم البارحه..، تفقد المكان بفضول، استغرب من قفل الباب الأوتوماتيك رغم ان المنزل عتيق.. و كاميرات المراقبه التي في كل زاويه..!!!
الموضوع غريب جداً..
،
.
،
.
،


خرجت من الاختبار وهي قلقه مما قدمته، لا تدري كيف مر الوقت بسرعه..
وقفت وهي ترفع هاتفها و تفاجأت بسما خلفها تربت على كتفها:هاه بشّري؟!


هي لا تدري حقاً، مازالت قلقه:والله مادري..


بإبتسامه:دامك طلعتي قلقانه معناته قدمتي زين، اعرفك

تنهدت تنفسها و تذكرت:ايهه و انتي وش سويتي؟!


بإبتسامه :ززين ان شاء الله ززين..
رن هاتفها و اذا به أخيها:فواز ينتظرنا… يلا

تذكرت إحراجها منه، هنالك شعور غريب يدفعها لسؤال سما و لكنها لا تستطيع ..
ستمرر كل شيء و كأنها غبيه..لبست عبائتها و رتبت نقابها و خرجت..
كان طريق العودة طويلاً وهو لا يسرع كما كان يفعل في طريق الذهاب ..،
عبثت سما في جهاز تسجيل وهي تحاول تشغيل اغنيه من هاتفها:الجوهره وش تحبين تسمعين؟!

لم تشعر سما الا بيد الجوهره من خلف المقعد تهديها قرصه حتى صعقت و انتبه لصعقتها فواز:سما اعقلي .. انتي من الصبح منتي طبيعيه و انا اخوك..!!

سألته :انت اعرف وش تحب..

لم يرد على حركاتها التي يراها طفولية استمر في النظر لطريقه..
حتى اشتغلت أغنيه ليمد يده و يغلق جهاز التسجيل و يأمرها:سما قلت اعقلي..


قررت ان تتحدث بما تريد:فواز ! جدتي البارح تسأل عنك.. مريت عليها؟!


بدون تردد: محد قالي انها دورتني!


سما وهي تزخفرها في مخيلتها:تقول متى ناوي فواز يتزو ...

قاطعها وهو يحاول تشغيل الراديو حتى لا تسمع الجوهره ما تنوي سما الثرثره به:سما و انا اخوك .. نقطينا بسكاتك،

كتمت الجوهره ضحكتها من محاولات سما في فعل شيء، و ارتباك فواز المستمر..تنهدت وهي تصد عنه، ليس لها و لن يكون ، لا يجوز لها حتى ان تفكر مجرد التفكير ..
انشتغلت عنه بالإستغفار لبقية الطريق حتى وصلوا الى بيتهم..
شهقت سما وهي ترى وقوف سيارة عمها ضاري في هذه اللحظه: عمي ضاري!!!

تحدث فواز :سما روحي البيت بسرعه..

أطلت الجوهره برعب،هذه المره سيقتلها لا محاله، نطقت لا شعورياً :يمه!!

سمعها فواز و قرر النزول وهو يرى عمه يسأله:خير يا فواز وش جابك لباب بيتي؟!


أجابه وهو يزيح نظارته عن عينه:شوفت عينه وصلت اختي و بنتك من الاختبار..

انتبه انها ابنته الجوهره ، حاول كتم غضبه و لكنه لم يستطيع لحق بها للداخل في ساحة المنزل و يوقفها قبل ان تدخل، و يضربها صارخاً:مالقيتي الا فوااااز!!!

ليلحق هو بدوره فهو يشعر انه مسئول عما يحدث لها:يا عم!!

لم يستمع اليه ليتدخل بكل قوه و ينتزعها منه و يدفعه عنها و يقف بينه و بينها:بس يا عمي خلاص، لا تخليني امد يدي عليك، انا بس وصلتها اختبارها مع اختي و رجعتها بسس!!

ضاري بغضب وهو يكاد يهاجمه:انت مالك دخل بيني و بين بنتي فااهم؟! انقلع و لا تشوفك عيني، قد منعتك وهددتك ما تجي صوب بيتي لكنك ما اكتفيت بالمجي الا اخذتها معك بعد..!!


تقدم اليه فواز ليبعده عنها بعد الذي قاله:تعوذ من ابليس!! و قصر صوتك، شوي و انسى انك عمي و اتوطى ببطنك

ضاري باستفزاز:فيك خير امنعني من بنتي..يلا

سينفجر غضباً من هذا العم المعتوه، ليمسك يده يمنعه مهدداً: اسمعني زين يا ..

هنا أوقفه صوت الجوهره وهي ترفع صوتها غاضبه:فوااز .. !!

توقف فواز فوراً من نبرة صوتها التي زجرته رغم اختلاطها ببكاءها..!!!


تحدثت لتنهي هذه المأساة التي لا نهاية لها:خلاص يا فواز.. مالك دخل باللي بيني و بين ابوي لو انه يذبحني لا تدخل مالك علاقه..
أردفت بحزم: كثر الله خيرك يا فواز و اطلع برااا مابي منك شيء لا زين و لا شين.. فكني منك و من بلاويك، مابي لك موقف و لا فزعه..


بردت عظامه بعد حديثها الذي اتهمته فيه بالبلاء و لم يعقّب عليه بكلمه واحده ، اخذ عقاله الذي سقط أرضاً و خرج و اغلق الباب خلفه بدون ان يرد على حديثها هذا الذي جعله يشعر بمدى ثقله عليها، و مدى مبالغته فيها...،
ركب سيارته في لحظة خالية من أي شعور .. و انطلق بدوره ، لا يدري الى أي وجهه معينه..
.
،
.
،
داخل منزل ضاري..
دخلت مسرعه وهي تبكي من هذا الموقف الغبي الذي وضعها به والدها و من حديثها المرير الذي اضطرت ان تلقيه على مسامع فواز ،
كانت تشق طريقها إلى الصاله تريد الصعود الى غرفتها حتى اوقفها نداء والدها:اوقفي يا بنت الندم مابعد خلصت كلامي معك


توقفت وهي بالكاد تتنفس من خوفها:سم يبه


اغمض عينيه وفتحها بغضب:الله لا يعطيك عافيه يالجوهره .. مصممه توطين راسي !

ابتلعت غصتها ان اخبرته انها لم تكن تعلم سيكذبها و يتهمها بالترصد، اقترب منها وهو يشهر عقاله و لم تقاومه:اسفه يبه والله ما قصدت اقسم بالله ماقصدت

دخل احمد على صوت صراخ والده و رجاء اخته ليسرع و يقف بينهما محاولاً تهدئة والده:تعوذ من ابليس يبه ،


ضربه وهو يحاول يبعده:وظيفه انسي يالجوهره انتي بالذات.. يا جعل شكلك ما يكثر بين البنات.


دفعه والده لكنه اصر على الوقوف بينهما و جاءت والدتهم من فوق لتقف دونها حتى ذهب و جلست تبكي لما يحدث للجوهره التي اخذها أحمد الى غرفتها وهو حزين لإنكسارها..

راحت تجلس على طرف سريرها منهاره وهي تتذكر الصدمه التي علت ملامح فواز وهي تطرده ، ما زالت نظراته تلك تخترق قلبها من منتصفه، لم يكن يستحق ذلك منها هي بالذات ..

اقترب منها احمد و هو ينحني و يجلس أمامها على ركبه و يشد يديها، ثم يمسح دمعاتها: خلاص لا تبكين تكفين ..


انا اخوك يالجوهره والله ما اخلي ابوي يأذيك، اقسم بالله لأحميك

ابتسمت برضا بعد ردة فعله البريئه هذه، لعلّه العوض الذي منحها الله، شخص يخاف ان يخدشها شيء حتى كلماته يختارها بعنايه خشية أن تجرحها.. ضمت يده بيدها وهي تثق به:عارفه انك بتحميني عارفه.الحمدلله انك اخوي

رغم طردها لفواز امامهم و لكنه يحز في نفسه و قرر الحديث: بالنسبه لفواز..

قاطعته بتحذير:انتبه تجيب سيرته مره ثانيه خلاص

تنهد وهو مضطر لما سيقوله:بس فواز هو اللي ماشي في قضيتي.. ابوي ما تفرغ لي يالجوهره
أردف:ارتفع ضغط فيصل و فواز و هم يحاولون يجي و سحب علي! قال فواز لفيصل خلاص انا كفيله ماني مخليه

أوجعها قلبها كثيراً وهي ترى بجاحة والدها تتعدا الحدود، رغم فزعة فواز لإنقاذ ابنه إلا انه لا يراه شيئاً..!!
لم تستغرب سكوت فواز عنه تعلم انه شهم لن يتحدث بما يفعله من طيب لأحد..

سألها بإبتسامة :تسمحين لي اتواصل مع فواز صح؟!

مسحت على رأسه بإبتسامه:عيال عمك كفو لا تشاور فيهم أحد.. بعينك شفت وش سووا يوم طحت بالمشكله.. محد فزعلك الا هم


هز رأسه برضا وهو يستأذنها: تبين شيء؟!

هزت رأسها بالنفي وهي تبتلع عبرتها ، و راقبت خروجه ..


لحظات و تطل عليها العنود و تتكىء على الباب وهي تنظر إلى حالها تتعاطف معها، قد جرت الدنيا معها بعكس تيارها تماماً: شفتي؟! قلت لك الطيب و الصحاحه ما تنفع مع ابوك..


لم ترد عليها.. ضلت صامته ، لا ينقصها جدال عقيم آخر معها..

تحدثت العنود بجديه:الطرق الملتويه هي اللي تنفع يا عمري.. شوفيني محد يدري عني.. لأني درست ابوك زين.. حاوطت نفسي بناس تفهم و تعرف كيف تعيش حياتها.


وقفت وهي تسير ذهاباً و إياباً في غرفتها وهي تمسح على جبينها و تضغط على صدغيها وهي تسمع حديثها الذي يثير الغثيان..


أردفت وهي ترى سكوتها:قلت لك كرتك عند ابوي احترق، وهذا هو قال انتي بالذات لا تطلعين..متى طلعتي يا مقرودة الحظ الا اليوم.. على حظك الردي جاء و طاح عليك بسيارة الحبيب.

انفجرت بها بعد جملتها الأخيره لتصفعها و تشدها من شعرها الذي تنثره حول كتفيها:انتي متى بتسكتين عني؟! هاه؟! و الا تستفزيني اروح اقول لأبوك عنك علشان تجي سالفة حبيبي مع سالفة فضايحك و نجلط الرجال مره وحده؟!!

حاولت تفك نفسها و لكنها لم تستطيع للمرة الأولى تتصرف معها الجوهره بهذا العنف:اااي شعري

نفضتها ذهاباً و إياباً:هاااه شراااايك انهبل و اسويها يالعنود؟! و الا بتنقلعين عن وجهي و تسكتين؟!


جاءت والدتهن على اصواتهن وهي تحاول تفريقهن مستغربه عنف الجوهره :بسم الله عليكم البيت كله يبي له قرايه وش فيك يالجوهره؟! اتركي اختك


نفضتها من يدها بعيداً وهي تتحدث بإنفلات اعصاب: اقضبي بنتك عني يمه، البنت معاد يهمها احد في هالبيت..

قلقت العنود من انهيار صبر الجوهره و هي ترجوها:جوجو شفيك خلاص..

صرخت بها:ابعدي عن وجهي هالساعه .. انقلعي

التفتت إلى والدتها لتقبل رأسها معتذره:المعذره يمه .. بسكر باب غرفتي ..

راقبت اعتذارها رغم انهيارها و استئذانها لاغلاقها للباب لتلتفت للعنود التي لم و لن تفعل مثلها:وش سويتي لأختك و طلعتيها من طورها؟!


رتبت شعرها غاضبه و تركتها بدون ان ترد و ذهبت الى غرفتها صامته…

وقفت الأم حائره و حزينه على هذه الدرّه التي لم يقدرها والدها ابداً.. لم ينصفها و لم يراعيها ..
.
،
.
،
،
توقف عند الكونتر ليقرأ بعض التقارير الطبيه التي طلبها لأحد مرضاه.. و لفتته احداهن تسأل عن الدكتوره ليلى و متى مواعيد دوامها.. ليلتفت إليها مستنكراً هيئتها و ميوعتها..لا تبدو ممن يرافقن ليلى و لا حتى بسن ليلى!!
ناداها وهو يراها تنسحب:لو سمحتي!!

توقفت له:نعم

سألها بشكل مباشر:ليه تسألين عن الدكتوره ليلى؟!

نظرت إليه بإبتسامه من اسفل إلى اعلى، يبدو غريب اطوار فعلاً:وش دخلك يا دكتور؟!

استنكر جوابها: يمكن افيدك انتي وش اسمك؟! انا الدكتور سعود


شعرت انه سيفيدها:ريناد ..
،



.
.




في عملها كعادتها تستقبل المراجعين ..
وقفت غاضبه عند مريضتها و هي تجلس على سرير الكشف وهي غاضبه من حالتها:ليه يا أروى؟! ما قلنا الحمل ممنوع عليك ؟!

حزنت:يا دكتوره متى عاد احمل.. انتظرت واجد


استغربت: يا اختي عندك انزلاق و فقرات مضغوطه بعد الحادث،غير الدسك الوراثي! أروى عندك ثلاثة اطفال الله يحفظهم من بيرعاهم و يوقف معهم اذا امهم بتصير مقعده بسبب اصرارها على حمل هي عارفه انه ضار؟!!

خافت: نبي زياده تونا صغار يا دكتوره بدري اوقف


راحت تجلس امام كمبيوترها وهي ترى الوضع في حالتها مزري:لو صحتك ممتازه بشجعك تكثرين اطفال لكن للأسف يا أروى صغر السن مو دلاله انك مستعده أو قادره .

ترددت وجلست على الكرسي مهمومه:بس مو سهله اوقف حمل ..

سكتت مستغربه إصرار البعض على تصعيب الأمور ، تواجه حالات غريبه جداً في عملها اليومي:عموماً مالنا حق نقرر عنك، انتي بتتحملين قراراتك ، فالنهايه انتي ملمّه بكل شيء عن حالتك الصحيه و انتي أدرى.. بس احب اقولك انك بعد كم اسبوع بتعجزين تقومين من سريرك.. للأسف.. و اذا استمر الحمل بسلام ما يمديك حتى تولدين طبيعي .. راح يكون تواصل بينا و بين النسائيه و الله يعينك يا أخت اروى و تقومين بالسلامه.

ابتسمت لها رغم قلقها:امين زوجي ماهو مقتنع بثلاثه وش اسوي


تركت شاشة الكمبيوتر و التفتت إليها مستنكره:يعني الحمل مو قرارك انتي؟!


أجابتها بنفس الابتسامه الحزينه:محد يبي الشقى يا دكتوره بس عاد.. ربنا يعين

هزت رأسها بلا تعليق، و اكملت عملها و سجلت لها موعدها القادم قريباً، لا تتوقع لها حملاً سهلاً و لكن مالحل مع هكذا عقليات.. خرجت و لحظات لتدخل الممرضه لتخبرها عن اشعة طلبتها لمريض ..

انتبهت لدخول إحداهن في هذه الأثناء عبائتها مفتوحه و يتبين ما ترتديه تحتها و شعرها مفتوح و حجابها يرتاح على كتفها تبدو كمن تبحث عن احدهم:خير اختي؟!


تحدثت البنت وهي تنظر للعياده بشكل بانورامي و وقعت عينيها على اسمها على المكتب ثم نظرت إليها:اممم كنت اظنك الدكتوره كريمه عن اذنكم..


استغربت وهي تتذكر الكادر ثم سألت الممرضه: بشاير فالمستشفى عندنا دكتوره اسمها كريمه!!

بشاير :على حد علمي لا ..عالاقل هالقسم كله مافيه انا متأكده!! غريبه اذا مخربطه يعني

فكرت في لبسها المتساهل و هي تتحدث و كأنها تمضغ علكة،..!
الغرابه لا تنقطع عن أيامها…

،
.
،
.
،
.
في عمارة..تبدو تصاميمها حديثه جداً و مرافقها متطوره ، دخلتها و هي متجه للدور الذي تقصده .. و تتفقد كل شيء حولها..حتى وصلت شقته مكتوب أسمه عليها..!! "المهندس: فيصل السليمان"
ابتسمت وهي ترفع هاتفها و تكتب شيئاً لأحدهم ثم اغلقت هاتفها على صوت فتح الشقه المقابله.. كانت سيده محترمه تبدو خمسينيه لتبادرها بالحديث:السلام عليكم

ردت السيده:و عليكم السلام يا هلا، شكلك جارتنا الجديده؟! درينا ان المهندس تزوج اخيرا

ابتسمت لها:صحيح أنا بيادر زوجته ..بس للأسف مسافره لفتره و نزلت الشنط تحت

هزت راسها بمسايره:تروحين وتجين بالسلامه ان شاء الله..تامرين شيء؟'


ابتسمت لها وهي تمد هاتفها لها:لو سمحتي بغيت رقمك علشان اتواصل معك بأي شيء يخص العماره و الشقه اذا ما عليك أمر..!

بسعاده سجلت رقمها في هاتفها: و هذا رقمي سجليني ام سامي..

اخذت رقمها و اتصلت بها و طلبتها تسجل اسمها كزوجة للمهندس و ودعتها وهي سعيده بإنجازها نصف المهمه..
.
،
.
،
.
،
…..

منذ ساعه و نصف دخل مكتبه في المصنع وهو غاضب، بعدما رعد و برق في الموظفين و العمال بلا سبب..و احدث ضجه في المؤسسه بأكملها..
جلس وهو ينظر للأوراق التي تركها له السكرتير وهو عاجز عن التفكير بأي شيء او اتخاذ قرار أي شيء ، شعوره بالفشل طغى على جوارحه و احرق روحه التي توسمت بالكدمات..
كيف لها ان ترمي بوجهه الكلمات جزافاً و تقصيه؟! وهو لم يدوس لها على طرف، لم ينظر إليها يوماً نظرة سيئة . لم يُخطى بحقها و يتجاوز حدوده...!
جعلته يتجرع كؤوس الندم في ان طلبها للزواج يوماً، ليته عض لسانه لم يتفوه بتلك الحماقه، لن يغفر لنفسه ذلك الخطأ ..!
لم تكن تستحق كل ذلك التفكير و التقدير ،
جعلته يتأكد ان مشاعره كانت ضرباً من الخيال العلمي لرجل خاف كثيرا من ان يأتي بسيرة الزواج، و حينما أتى بسيرته صدم بحقيقة حظه البائس..!
تنامت لديه رغبة في الرحيل… لا يدري إلى أين و لكن فكرة البقاء في بقعة جغرافيه تسكنها "الجوهره" صارت تؤرقه..!!

دخل ناصر في هذه اللحظات وهو غاضب:فواز وش صاير؟!

انتبه لدخوله وهو يعتدل جالساً:خير؟!


ضرب بيده على مكتبه:الموظفين و العمال متصلين يشتكون منك! استغربت ماقد احد اشتكى منك يا رجل!!!


نظر إليه وهو عاجز عن ابداء ردة فعل ليقف ينوي الخروج:صادقين.. صادقين..


ناداها ناصر مستغرباً حالته:فواز فيك شيء و انا اخوك؟!

نظر إليه وهو يتساءل بجديه: مدري.. افكر أسافر دولة مقطوعه و الا اروح التجنيد..تهقى بيقبلوني اتجند بهالعمر؟! و الا اطلع البر و اعيش فيه لحالي..!! شرايك ناصر؟!


اقترب منه وهو يراه يبدو جاداً:فواز انت صاحي؟!!


تركه و خرح وهو يردد:لازم اقرر قبل الليل..لازم

توقف ناصر قلقاً من حالته.. اخرج هاتفه من جيبه وهو يتصل بفيصل، لعله يفهم مالذي يمر به رفيقه…،
،
.
،
.
،
خرجت من عملها وهي تشعر براحه رغم تعبها إلا ان طاقة الرضا العاليه و ما ينتظرها في المنزل يجعلها سعيده.. للمرة الأولى تشعر بهذا الشعور.. لدرجة أنها تقلق احياناً منه..ليست معتاده على هذا الكم الهائل من الرضا..!
توجهت الى الاخصائيه التي تذهب إليها و جلست في الانتظار لدقائق و نادتها …
دخلت وهي مبتسمه على غير عادتها و جلست :السلام عليكم

فرحت بإبتسامتها فذلك تقدم تراه للمرة الأولى:و عليكم السلام..اهلاً و سهلاً دكتوره ليلى..! ماصدقت انك حجزتي موعد!

بإبتسامه تكاد تختفي:حسيت اني لازم ما اقطع الجلسات..

هزت رأسها و هي تراها تشبك أناملها:حلو.. بشريني كيف سارت الأمور معك.. تقدمتي خطوه بزواجك و الا للآن؟!


بتردد :تقدرين تقولين كذا..

بسؤال مباشر:صارت علاقه؟!


هزت رأسها بصمت..


قلقت من إجابتها:جاوبي بكلمات


هزت رأسها بخجل:صارت.. بس..


لاحظتها تعود لصمتها:بس وش.. ما كانت برضاك؟!


تحدثت :لا لا مو كذا.. برضاي طبعاً ..
أردفت وهي تتذكر شعورها: بس جتني لحظات بعد هالسعاده هذي خفت .. حتى اني تحججت بزيارة جدي و تركت زوجي كم يوم .. مو كره فيه بس …مادري

سألتها:طيب اذا هو بمحيطك تخافين من السعاده؟! و الا بس اذا اختفى؟!


تحدثت بقلق واضح وهي تعدل جلستها و هي تشعر ببرودة مفاجئه:و انا معه عادي لكن انا اخاف بعد اللحظه نفسها ، زي ما تقولين تجيني زي لحظة ادراك انه كل شيء بينتهي فلا تجتهدين و لا تفرحين واجد..فهمتي علي؟!


حزنت وهي تراها تشرح بوضوح انها رغم مرور السنوات و بلوغ الثلاثين ما زالت تعاني من صدمات طفولتها:فهمتك ..خايفه ان ليلى الكبيره تنترك مثلما صار لليلى الصغيره..صح


ارتعشت يديها وهي تمسح على جبينها بتوتر بعدما قالتها صريحه..


سألتها: تظنين زوجك ممكن يجي يوم و يتركك؟!


نظرت إليها مرعوبه من السؤال:مادري


شعرت بإحباط بعد إجابتها التي توضح انها لم تتجاوز بعد، مازالت في دوائر القلق و الـ trauma

.
،
.
،
..

في طريقه تاركاً خلفه مكتبه و عمله بعدما اتصل به ناصر يخبره بجنون فواز .. الذي يتصل به و لا يرد..!
مالحل مع حالات فواز الذي تبعثر تماماً و لم يستطيع ان يجمعه مجدداً..
كان الله في عونك يا فواز..
اتصل به مجدداً و لكن الخط لا يلتقط الإشاره، أين ذهب هذا الرجل..؟!
جال بخاطره عدة اسئله بعد الحديث الذي اخبره به ناصر ..
مالذي جعل فواز يفكر بشكل جنوني هكذا، هو لم يُجن و يرحل و جدته تضغط عليه لسنوات ، فمالذي جعله الآن يفكر بالرحيل؟!
رفع هاتفه و اتصل مجدداً به ليرد اخيراً بصوت غريب: فواز وينك؟! اسمع عندك صوت هواء قوي!!


على الطرف الآخر و خلفه صوت رياح: رايح اطير


قلق من جوابه:طيب وين مكانك بجي اطير معك


اخبره بمكانه وهو يضحك ليجيبه:اسمعني لا تطير قبل اجي ،

قلق بعدما اخبره بمكانه ليزيد سرعة سيارته بإتجاهه..من الجيد ان سيارته دفع رباعي ليعبر بها للمكان الذي اخبره به فواز..!
،
،
.
،
.
،
……
عادت للمنزل بعدما مرت منزل جدها و غيرت ملابسها و اخذت اشياءها و تركتها في غرفتها ، خرجت من غرفتها لتبحث عنهم..
لم ترى أحد سوى طفل صغير يجلس و يلعب بسيارته على الأرض بهدوء..!
اقتربت منه وهي تجلس عنده:حبيبي وش اسمك؟!

ابتسم بخجل وهو يتراجع قليلاً:راكان

اقتربت منه:عادي ابوسك؟!

صوت عمتها خلفها:كم بتدفعين؟!

ابتسمت وهي تراها تقف خلفها مبتسمه لتسلم عليها:عمتي وضحى.. يا هلا والله

سلمت عليها:هلابك بس حبيبتي

التفتت الى الطفل:راكان من ولده؟!

نظرت إليها و راحت تجلس:ابوه مهددني ما اعلمك .. سميه راكان و بس


استغربت جوابها، لتذهب و تجلس في اريكه منفصله وهي تتبسم:شدعوه يا عمه ولد العميل السري..!

اتت سما من بعيد وهي تحمل راكان بعنف:يالله حي راكان ..زارتنا البركه والله..


ستجن ليلى، لتلتفت إليها تسألها:جابك الله يا سما، راكان من ولده؟!

لاحظت سما ان عمتها تشير على فمها بالصمت:و الله يا ليلى اخاف اقولك بصراحه.. ممنوعه اقول انا


زاد غضبها و غضبت من صمتهما:لا عاد مافيه تفسير لذالحركه الا ان راكان ولد فيصل..قولو ترى ما اكل اطفال أنا..

سمعتهم ام فيصل التي كانت قادمه و ترى غمزات ام متعب:الله يهديكم ليه تعلمونها اللحين!!!

وقفت فهي لم تسلم على احد سوا عمتها وضحى:حتى انتي يا خالتي نوره!!! و الله ما اكل اطفال انا.. عادي واذا عند فيصل عيال، خير و بركه

استغرب الجميع ردها لتضحك ام فيصل:عمتك تمزح عليك.. راكان ولد متعب ابن عمتك وضحى


سلمت عليها عن قرب و التفتت وهي تصغّر عينيها لا تصدق ما فعلته عمتها بها:و انا اقول عمتي وضحى حليوه و مالها بذالسوالف لا وسما معها تدخل بالخط..

ربتت ام فيصل على كتفها مبتسمه:بس ما شاء الله عليك بسرعه تقبلتي ولد زوجك


تنهدت وهي تذهب لتجلس على الاريكه المنفرده، لا يعلمون انها تمنته فعلاً لفيصل، كان سيخفف ذلك عنها عقبة الضمير:قلت لكم احب الصغيرين..


عبست سما وهي تتخيل الوضع في المنزل: يمه الله يستر يعني بتعبين البيت بزارين!!


ضحكت من تخيلاتها: و فوقها بمنع زواجك علشان تقعدين مع عيالي عاد تخيلي كلهم نسختي حولك، يلا بس روحي جيبي لي شاهي بسرعه

صعقت سما:امعصصي .. خله يجي فواز بقوله هات اقرب عريس بس خلني انحاش من الجيش القادم

ضحكت وضحى و ام فيصل و هم يرون انهيار سما و تفاعل ليلى التي سكتت بعد ذهاب سما، ثم سألت بفضول:الا صدق يا عمه غريبه ما شفنا زوجة متعب !!

تحدثت بتأثر:ماصار نصيب يا بنتي منفصلين من سنتين و نص و الام تزوجت و استغنت عن ولدها و اخذه متعب..

حزنت ليلى من هذه القصص التي تؤذيها و تصل إلى اعمق نقطة جرح في نفسها :يا عمري كيف الوضع مع النونو اللحين

أجابتها: متعب و ولده عندي فالبيت.. اذا طلع للعمل اهتميت فيه انا و هو مايقصر حده متفرغ من العمل يقعد فالبيت يباريه.. يخاف يثقل علي بس الحمدلله ما من ثقل، البيت في خدامات و انا قادره، احيان افكر اقترح عليه يتزوج و اخاف عليه وهو بعد قلقان من سالفة زوجة الأب.. و ربك يعين


عادت بنظراتها المتعاطفه لذلك الطفل الذي لم يدرك بعد انه قد تُرك ، و لكن كبر في عينها متعب أعانه الله على حمل المسئولية..على الأقل احدهم لم يكن أنانياً و فضّل الاحتفاظ براكان و فكر بمشاعره ..


سألت وضحى:انا جيت ابارك لمنيره ومالقيت الوالده، مسيره! غريبه


تحدثت سما بما انها مثل سكرتيرتها في هذا المنزل:رايحه استقبال عروس..و اخذت عبير معها بترجع و تعطينا الموجز ان شاء الله


فرحت لعدم وجودها الليله، لعلها تنام مرتاحه بدون رؤية وجهها تذكرت ان وضحى قالت أتت تبارك لمنيره :وين منيره؟! وش تباركون لها فيه؟

سما بإبتسامه:فاتك اخبارنا،منيره انقبلت في المدرسه الأهليه القريبه و داومت من يومين و صارت رسمياً "أبلا منيره" ..الابلا راحت تنام من ربع ساعه لانها ما قيّلت

ام فيصل بسعاده:جعل ربي يوفقها هالبنت الصبور.. تستاهل كل خير منيره


تحمست ليلى:ايي وش تخصصها أبلا منيره


سما وهي تقف بحماس: رياضيات.. بروح اجيب لك من الكيكه اللي جابتها لها عمتي وضحى و اجيب معها قهوه و نجدد السهره


اتسعت ابتسامة ليلى:طيب..ولو اني ماكل حلى فالليل.. بس يلا


ذهبت سما وظلت مع عمتها وضحى و ام فيصل التي تلاحظ هدوء ليلى و نظراتها الحنونه لراكان، يحز في نفسها ما عانته هذه البنت سألتها بفضول:ها يا ليلى


تنهدت و هي تلتفت إليها بإبتسامه بنفس نبرتها:ها يا خاله؟

بعد تردد: وش اخبار جدك؟! عسى بخير؟

ابتسمت وهي تخبرها:بخير الحمدلله و تزوره خالتي هدى بأيام الاسبوع، يعني عالاقل ما يقعد لحاله بغيابي

لحظات و تدخل عبير متحمسه و هي تطوي عبائتها و تضعها على ذراعها:مسهم بالخير ، الجماعه كلهم هنا!!

سألتها وضحى: مساء النور وين أمي يا عبير ؟!


عبير بعدما سلمت على ليلى :راحت المجلس ،ناداها ضاري مدري وش عنده جاي تالي الليل


قلقت وضحى:يالله عسى خير


عبير وهي تحرك يديها بقلة حيلة:ودي اقول خير بس هذا ضاري و هذي خلاقينه.. دامه رفض يزوج فواز بن منيف لبنته المطلقه وش ترجون بالله، من ينتظر ياخذها..!


استنكروا الجميع حديثها..!!
لتتحدث ليلى التي لم تعجبها تلك النبره منها:شفيها المطلقه يا عبير؟!

عبير بتبرير:مافيها شيء بس اللي خطبها ما عمره قال يا زواج، المفروض ابوها يزوجها بسكات اول ما خطبها و يقفل هالسيره اللي عيت تسكر


عدلت ليلى جلستها وهي تحترق من المعنى الذي وصلها:اها يعني قصدك الجوهره راحت عليها وكذا و لازم تشعبط في اي خاطب يجيها و خلاص!


عبير بإبتسامه:انتي دكتوره و لاهية ماراح تفهمين كيف يمشي الوضع بالحياة ، المطلقه مالها الحريه فالاختيار فيه حواجز و فيه شكل اجتماعي لازم تراعيه

تنهدت ليلى. وهي تبتسم:يجوز كلامك صح انا ماختلط بالناس، بس هذا ما يعني اني ما افهم.. الحواجز مجرد قوالب وهميه حطوها بعض الناس بس محد ملزوم فيها..
الطلاق ما يمنعك من كامل حقك في اختيار و انتظار الرجل المناسب، حتى لو انك مطلقه و عليك عيال بعد… فلا تستحقرين حق الله شرّعه بحجة ازخرف شكلي الاجتماعي قدام الناس و اقبل اول واحد و كأني احاول استر به نقصي اللي فقط موجود في راسي.. الناس ماهم داخلين معك بيتك و عايشين عيشتك، و لا بآخر النهار بيدري احد عن دمعة عيونك و انتي على مخدتك في اقصى غرفتك..


ام فيصل برضا:الله يكملك بعقلك يا بنتي..ليت الناس تفهم


وضحى بتأييد:عسى الله يكثر من شكلك يا بنتي


عبير بإبتسامه ساخره:و الله انتي ادرى يا دكتوره جربتي الطلاق كم مره..و عمرك ثلاثين


التقطت ما ترمي إليه لتبتسم :و الفال كان فيصل.. شفتي ثمرة الاختيار بدون عجله؟!


الجده من خلفها: الله الله شفنا الزواج اللي ماله ثمره .. الله لا يردي لفيصل حظ..

ليلى بنفس ابتسامتها التي تغيظها:امييين


عادت سما و من خلفها تساعدها الخادمه في تقديم الكيك و القهوه و بدأت سهره طرفها الجده التي سلم عليها الجميع .. و توسعت الأحاديث..
لتسأل وضحى:هاه يا أمي وين رحتي الليله؟!

تحدثت وهي تتبسم:اليوم رحت لآل بادي جعلهم يسلمون

تذكرتهم وضحى: ما شاء الله رايحه لخوالك!!

عبير بتهويل:وش هالخوال يا عمه وضحى، استقبال يفتح النفس و لبس سنع و عرب من الطبقه البرجوازيه

كتمت ليلى ضحكتها و لمحتها سما التي سألتها:كيف يعني برجوازيه يا عبير؟!


ضحكت عبيرء: مادري بس ما شاء الله و البنات كل وحده تقول الزود عندي


الجده بفخر:اكيد يا حبيبتي هذول خوالي..


تذكرت عبير وهي تقرر ان تسألها:صحيح يا خالتي ام عادل! صدق البنت اللي اسمها علياء مسمينها عليك؟!


بإبتسامه وهي تتذكر الماضي :ايه.. امها حصه بنت خالتي.. يوم ولادتها كنا مجتمعين في عند امها خالتي مضاوي الله يرحمها و جاها الطلق و كان عادل الله يرحمه جاي ياخذني و اخذتها معي تولد بالمستشفى و جابت بنت و سموها علي


اكملت عبير:وش هالسميه يا بنات لو تشوفونها تبارك الرحمن.. على حد علمي بزنز و فلوس.. تبرق و ترعد

سما وهي تصغّر عينيها:افف لو رايحه بدالك، كود الله يفرجها علي و افتك من مطارد عيال ليلى

ضمت ام فيصل راسها:يا راااسي اللي يسمعك يقول مكثر البزارين عندنا

سما:حبيبتي مو مالين عينك بنات ناصر و عيال عمي ضاري الصغار.. و اللحين هااه ننتظر خط الانتاج الجديد

ضحكت ليلى من مبالغاتها التي تحبها وهي ترى تكاثر اسم علياء حولها ، تذكرت تلك العميله التي اخبرها فيصل ان أسمها علياء و لم تعلّق.. هذا القدر من علياء يكفي و الله..
.
.


في سيارة على رأس الحي يراقبون المداهمه التي أطاحت بخلية توزيع مخدرات منظّمه في المنزل المقابل لمنزل الجد..
احدهم وهو يسأل الذي بجانبه و الغضب يوضح عروق جبينه و يزيد في استدارة عينيه الجاحظه:عيد يالدبور الفيديو خلني اشوف من

عاد الفيديو للمرة الألف وهو يتنفس غضباً:ابي قاع هالرجال..

تحدث الدبور:طالع من بيت العم ابو طلال .. دخله البارح تالي الليل.. ما يجيهم دايماً.. بس اول مره ينام عندهم..

تنفس جحيماً:جد الدكتوره!!

الدبور:اي طال عمرك… بس لا تخاف ما انمسك احد البيت كان فاضي الا من عامل واحد و لا يعرفنا..

بتحذير شديد اللهجه:جمعهم لي كلهم بالمكان اللي انت خابر و ساير على راسهم ..
،
.
،
.
،
.
،

منذ متى صار الليل مروعاً هكذا .. لم يكن كذلك من قبل!!!
لماذا على الامور ان تكون اكثر تعقيداً في الليل؟!
لماذا تكون الإنكسارات فيه جليةً رغم ظلامه الدامس..؟!
أين شجاعتي في النهار لتراني ذليلاً أسامر هزائمي في وحشة الليل، ممسكاً بسيجارتي أحرق بها ما تبقى من روحي ..

في أعلى قمة في طويق.. حيث يجلس على حافة صخرة بيده سيجارته و الهواء الجبلي البارد يصفع وجهه و ينفض شعره..
تجاهل اتصالات ناصر و فيصل و اخواته.. وهو ينظر إلى القاع السحيق تحت جنح الليل..
لا يستطيع رؤية اسفل الوادي من هذا الإرتفاع الشاهق من حافة الهضبة..!

سمع احدهم يطلبه أن يتراجع خشية أن تنزلق قدمه..
ضحك كثيراً وهل هو بهذه الشجاعه ليقذف بنفسه..!
هو ليس شجاعاً و الا لكان هرب منذ زمن.. و هاجر و تغرب او فعل ما يحلو له.. و لكن من لديه اخوات يفتقد نصف شجاعته و ان كانت اخواته يتيمات يفتقد كل شجاعته..
هو مهزوم.. منذ اليوم الذي انفصلا فيه والديه و هزم في اليوم الذي فقد فيه والده.. هزم مجدداً منذ اليوم الذي حمل هم بكاء اخواته.. منذ اليوم الذي انصاع فيه لرفض جدته ان يزورو أمه.
هو مهزوم منذ زمن بعيد..و هزائمة تتجدد.
و لكن ما قالته الجوهره اليوم كان ثقيلاً جداً على نفسه، كان حديثها بمثابة القشّه التي قصمت ظهر البعير ..!
و لا يدري كيف يعود لنفسه القديمه و لذلك المنزل و الحي..و يقابل عمه ضاري مجدداً ..

،

أوقف فيصل سيارته قبالته وهو يرى سيارة فواز هنالك على الحافه السحيقة!!
انوارها مضاءه و تبدو قيد التشغيل..!
اقترب مهرولاً بإتجاه السيارة لم يراه حولها ابداً ثم عاد إليها وركبها و أدار محركها ليعود بها إلى الوراء في مكان آمن..
نزل وهو يسمع صرخات احدهم وهو ينادي شخصاً يبدو سقط وقد جن جنونهم ، ذهب مهرولاً ناحية الصوت وهو يرى حذاء فواز على حافة الجبل و احدهم يصرخ بجانبه :قااايله بتطيح ما سمعني اقسم بالله قلت له..!

توقف فيصل للحظه و هو ينظر للظلام الذي يغطي اسفل الوادي..!
ازاح شماغه وهو هو يمسك رأسه الذي يكاد ينفجر في هذه اللحظه التي لم يتوقعها..!

تذكر أمراً وسط صراخ الرجلين وهو يعود لسيارته ليأخذ مصباح إضاءه قوي ليحاول رؤية شيء و لكن لا فائدة…،


رن هاتفه كثيراً و لم يرد .. لم يعد يعرف كيف سيتصرف و هو يسمع الرجال يتصلون بفرق الإنقاذ.. تشوش عقله .. هذه المرة الثانيه التي يفقد بها قدرة إتخاذ قرار ..!!
يعرف جيداً هذا الإحساس البغيض بالعجز…

.
،
.
،
.
،
استغربت وضحى عدم رؤية راكان: بقوم اشوف وين وليدي الصغير، شكله نام مكانه وهو يلعب ..!
ذهبت تبحث عنه بصحبة سما التي قفزت معها تساعدها:يمكن راح من ورانا فوق..!

تأففت الجده منزعجه :وش هالحرمه اللي تزوجت ورمت ولدها.. أنا بروح أنام بغرفتي ..

نظرت ام فيصل لساعتها و سألت ليلى:ماتصل بك فيصل؟! ادق عليه ما يرد بسم الله عليه!!


زاد قلق ليلى بعد سؤالها: لا والله يا خاله.. تلقينه سهران مع فواز و جواله سايلنت..

تمتمت ام فيصل وهي تقف تريد الذهاب لغرفتها:الله يستر ، اذا رد عليك تكفين قولي لي..

تركت جلستهن بعدما زاد توترها وهي ترسل لفيصل و لا يفتح رسائلها..!!
اتصلت و لم يرد..!
اخذت نفسها و تركت الجلسه وهي تذهب للشرفه تحاول معاودة الإتصال مجدداً به و لكن مازال لا يرد..!
خرجت للشرفه التي تفتح على الصاله و حديقة المنزل الخلفيه..
تمشت قليلاً و هي ترى قطتين تحومان حول شيء وسط ظلام الحوش…!!!
ارتابت من تفكيرها و تركت مكان وقوفها وهي تُضيء الانارات التي كانت مطفئة و صدمت بوجود "راكان" نائماً بجانبه لعبته. اغرورقت عينيها على هذا الطفل الذي تركته أمه لتعيش حياتها..
اقتربت منه وهي تناديه هامسه .. لعله فقط نائماً…!
أدارت وجهه نحوها و ترى جبينه مدمي..! وهو فاقد للوعي..!
حاولت إفاقته و لكن دمه كان كثير، بصمت مطبق و اهتزاز موجع حاولت تجاوزه لمست النبض في معصمه الصغير و وجدته ضعيفاً جداً،..

نزلت سما متوتره من بكاء عمتها وضحى خلفها و قد ارتدت حجابها و وجدت ليلى تلتقط راكان من الأرض و تذهب مسرعة و تصرخ بسما بعد رؤيتها :هاتي عباتي يا سما بسرررعه

لم تضيع وقتاً سما وهي تدخل ركضاً الى غرفة ليلى و تأخذ ما طلبته منها و تخرج مسرعه و اخبرت وضحى التي التقطت عبائتها التي كانت على الأريكة و خرجت كالمجنونة…

.
،
.
،
.
،

يتبع….


رشا الخياليه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-25, 12:07 AM   #115

لينوسارة

? العضوٌ??? » 390438
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 663
?  نُقآطِيْ » لينوسارة is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بارت رائع

هل ستكون عائشة من نصيب متعب ؟

هل ستقع ليلى في المكيدة التي تحيكها العنود الخبيثة ؟

انتظر الاجابة في البارت القادم انشاء الله

شكرا

ضي عيوني likes this.

لينوسارة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-25, 12:10 AM   #116

الديَم

? العضوٌ??? » 508118
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 106
?  نُقآطِيْ » الديَم is on a distinguished road
افتراضي

رشا يارشا

انتِ حالفه اذا كتبتي الروايه تعذبين شخصية فواز ؟
ليه كذذذذذذذا ياتزوجينه قريب جواهر او ترحمينه شوي
الولد ب يموووت من الحُب والغبنه.
" جواهر زعلتني هالبارت كيف طاوعها قلبها تجرحه "

- علاقة فيصل وليلى عجبني التطور اللي فيها
واتمنى ليلى تتعالج اكثرر عشان تعيش بسلام معه
مع ان والله مع ظهور الكميه هذي من العذال الوضع مايطمن
وليت تصارحه بموضوع الحمل عشان يتفقون ولا تنكب نفسها بالسالفه هذي

" بعدين بنتنا مو هينه وش هالاغراءات والحركات هذي "

ضي عيوني likes this.

الديَم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-25, 02:25 AM   #117

عقل

? العضوٌ??? » 495093
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 267
?  نُقآطِيْ » عقل is on a distinguished road
افتراضي

مبدعه يا رشا مبدعه
وكل كلمات الثناء قليله بحق ما تكتبيه
كل جزء يزيدنا حماس وتعلق بالاحداث والشخصيات

ضي عيوني likes this.

عقل متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-25, 10:09 AM   #118

نور العمانية

? العضوٌ??? » 522467
?  التسِجيلٌ » Jan 2025
? مشَارَ?اتْي » 17
?  نُقآطِيْ » نور العمانية is on a distinguished road
افتراضي

ما شاء الله عليك رشا مبدعة .... بارت رائع وش يصبرنا للاسبوع القادم
ضي عيوني likes this.

نور العمانية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-25, 12:58 AM   #119

ضي عيوني

? العضوٌ??? » 496732
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 957
?  نُقآطِيْ » ضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond repute
افتراضي

ااااخ ياقلبي ع القفله توووجع القلب ????معقوله راكان حد اذاه او تأذى لحاله .
فواز ما اصدق انه ينتحر او انه ممكن يطيح ؟!

علياء البادي هي نفسها الغثيثه والبثره اللي يقول عنها فيصل وتتعامل معه

العنود تهورها ووصل لاعمق حدود ،اجل تبي تتواصل مع الدبور اللي واضح انه رجل عصابه

اااخ يا رشا قفله نار وش يصبرررنا????????????????


ضي عيوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم اليوم, 02:57 AM   #120

ويبقى
 
الصورة الرمزية ويبقى

? العضوٌ??? » 494883
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 83
?  نُقآطِيْ » ويبقى is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة

ويبقى متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.