آخر 10 مشاركات
موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عاشق السراب-قلوب احلام الزائرة- للكاتبة الرائعة:داليا الكومي* مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          غُربتان تحت سماء واحدة/ بقلمي (الكاتـب : أُفق - )           »          مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : rontii - )           »          جنون الحب و الانتقام " مميزة & مكتملة " (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          وقيدي إذا اكتوى (2) سلسلة في الغرام قصاصا * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : blue me - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          224 - الن تسامحيني ابدا - كارول مورتيمر - ع ج** (الكاتـب : بريق ـآلمآس - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree94Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم يوم أمس, 11:23 PM   #51

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 796
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الرابع
"الخطوة الأولى"

ليس بسِرٍّ لكنه مجهول
نسير له بخُطً عجول
في غفلة عقلٍ جهول
أو صحوة قلب يصول
يردي صاحبه ويجول
مصير مقدَّر لن يزول

تطلعت إلى السماء بترقُّب جنيَّة صغيرة ترجو أن ينثر أحدهم تراب الأساطير فوقها بنعومة لتطير محلِّقة عاليًا حتى تتوارى عن الأنظار، تتعهد ألا تعود، مهما جرى لن تعود.
_أغلقي النافذة يا عالية، آشعة الشمس تضايقني.
أغلقت عالية النافذة بفتور بينما تركزت نظراتها على الورقة بين يديها بوجوم، نتيجة اختبار الفيزياء التي لن تمررها والدتها مرور الكرام أبدًا، يمكنها تخمين كل ما ستقوله والدتها حرفًا بحرف، فنهضت عن مقعدها تسير بضعة خطوات نحو مقعد زميلة لها لا تبرح المرتبة الأولى، أمينة الفصل التي تشاركها المسؤولية هذا العام، والتعريف الأمثل الذي قفز بعقل عالية في هذه اللحظة هو أنها تلك التي ألصقت بها تهمة التدخين ظلمًا لتنوب عنها في التوبيخ وتلقي جواب الفصل لثلاث أيام بقرار من إدارة المدرسة.
توقفت أمامها عالية مرغمة لتسأل:
_إذا كان لديكِ بعض الوقت، هل تشرحين لي الفيزياء؟
تبادلت الفتاة نظرات تسلية مع رفيقتها الجالسة بجوارها قبل أن تعود بمقلتيها إلى الواقفة أمامها قائلة:
_كم ستدفعين؟
تلقت عالية تهكمها بوجهٍ جاد لم يتجاوب مع مزحتها لترد:
_لو بوسعي أن أدفع المال لم لا أذهب لمعلم خاص؟
سؤال استنكاري قد يثير تعجب كل من يسمعه من فتاة ترتاد مدرسة خاصة، لكن زميلتها لم تطل الاستغراب قبل أن تقول مشيرة برأسها:
_يعجبني هذا القرط، تجذب انتباهي الحلي الرخيصة الكلاسيكية.
رفعت يدها تلقائيًا إلى أذنها بحمية وانعقد حاجباها قائلة:
_ليس رخيصًا، هذا القرط مصنوع من الذهب، إنه إرث أمي ولا يمكنني أن أتخلى عنه.
ارتسم عدم الاكتراث على وجه ندى التي ردت ضاحكة باستهزاء:
_كما تشائين، استمري في الحصول على هذه العلامات المتدنية، أنتِ من تحتاجيني وليس العكس.
أولتها دبرها عائدة إلى مقعدها بصمت، تفكر في رد فعل والدتها بعد علمها الذي لا مفر منه عند عودتها من العمل في المساء، توقعت ثورة وصدق حدسها حين حدقت والدتها في الورقة بجبين مقطب بسخط، قبل أن تبادر بالتقريع قائلة:
_أليس هناك فائدة منك؟ مجرد اختبار شهري لا تستطيعين الحصول على درجة جيدة به؟ لم أطلب منك العلامة الكاملة حتى، اكتفيت من غبائك.
ابتلعت الإهانة برتابة قائلة:
_أنا لا أفهم هذه المادة، أخبرتكِ بذلك مرارًا لكنكِ ترفضين أن أذهب لدرس خاص مثل بقية زملائي.
ردت ابتهاج باستنكار:
_ألا يكفي أن جدك يتكفل بمصروفات مدرستك الخاصة باهظة الثمن؟ هل سنثقل كاهله بالمزيد من الطلبات كالمتسولين؟ وراتبي لن يكفي.
ردت عالية مطرقة برأسها:
_جدي هو من اختار هذه المدرسة لم أنتِ مصرة على أن تشعريني بالدونية؟ ماذا عليّ أن أفعل الآن؟
أجابتها والدتها مقترحة:
_دعي إحدى زميلاتك تشرح لك، تلك الأولى على الصف.
علمت بذلك منذ البداية حتى أنها سبقت اقتراحها بالفعل لكنها لم تفلح، فرفعت رأسها قائلة:
_أخبرتِني أن أبتعد عنها بعدما ألصقت بي أمر التدخين، هل تريدينني أن أتقرب منها الآن؟
ردت ابتهاج:
_عليكِ فعل أي شيء لأجل مصلحتك، هذا هو الحل الوحيد أمامك الآن.
قالت عالية بتبرُّم:
_لكنها لا تفعل شيئًا بلا مقابل...
قاطعتها والدتها بنبرة غاضبة لا تحتمل التأويل:
_أعطيها ما تريد، يجب أن تضحي بشيء كي تحصلي على شيء في المقابل، أنتما فتاتان في الثانوية ماذا قد تريد منك مثلًا؟ افقدي أحد أطرافك حتى ولكن لا تأتيني بمثل هذه الدرجات مجددًا.

يتبع..

Nour fekry94 likes this.

فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 11:25 PM   #52

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 796
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

[2]

وضعها تجبُّر والدتها وتعجرف زميلتها بين شقي الرحى، لكنها أبت أن تُسحق بينهما باستسلام لمصيرها المحتوم، لم تخلع كرامتها على عتبة أي منهما، فأخفت سلاح الدهاء بجعبتها، وسارت واثقة الخطى نحو زميلتها موافقة على عقد صفقة غير متكافئة، نزعت القرط عن أذنيها لتقدمه إليها، ومن ثم بدأت تتلقى منها دروس الفيزياء في الحصص الفارغة والاستراحات، لم يتسوعب عقلها منها الكثير، وكأنها تبخل بالمعلومة الدقيقة عليها فتتركها في منتصف الطريق لتكمله بمفردها، وعند نقطة ما قبل أن تنهي شرح الجزء الذي شرحه معلم الفصل من المنهج توقفت الفتاة معلنة إنهاء الاتفاق بغتة، فما كان من عالية إلا أن تشهر سلاحها بوجه زميلتها في اليوم التالي.. توجهت إلى مكتب المديرة تبلغ عن زميلة لها سرقت قرطها الذهبي وقامت بابتزازها لأنها تساعدها في المذاكرة، فأسرعت المديرة باستدعاء ولي أمر كل منهما، حضرت والدة الفتاة التي احتجت منذ دخولها إلى المكتب مدافعة عن ابنتها بكل ما أوتيت من قوة قائلة:
_لا بد أن هناك خطأ، أنا لا أصدق هذه الفتاة، ابنتي لا تحتاج المزيد من المجوهرات، قد تكون أهدته لها، لكن سرقة؟ ابنتي لن تفعل ذلك أبدًا.
اهتزت مقلتا عالية للحظة، ليس لأنها كذبت بهذا الشأن، لكنها تمنت لو كان رد فعل والدتها مماثلًا عندما ألصقت بها هذه الفتاة فعلة التدخين، كرهت كونها مُدانة من جميع الأطراف ولا يصدقها أحد، لا عجب أن الفتاة تنظر إليها بثقة، ولم لا؟ يناصرها الجميع! حتى والدتها هي صدقتها وكذبت ابنتها من قبل!
وقفت السيدة ابتهاج صامتة، لا تلفها عاصفة غاضبة على غير العادة، لكنها تركت ابنتها لترد بثبات:
__لستُ ثرية بما يكفي لإهداء قرط من الذهب الخالص لزميلة لي، كما أننا لسنا مقربتين من الأساس.
ثم مدت راحتها إلى زميلتها مواصلة:
_سأكتفي باستعادته، في النهاية نحن زميلتان.
أعادته الفتاة إليها رامقة إياه بنظرة غل، علمت عندها أن الأمر لن ينتهي عند هذا الحد، ليس وكأنها هي من بدأت بواقعة السجائر مستغلة سذاجتها المزعومة.
عادت كل منهما إلى المنزل برفقة والدتها، فلم تنبس والدة عالية ببنت شفة طوال الطريق، دلفت كلتاهما إلى المنزل الهادئ بخطوات كئيبة، شرعت عالية بالتوجه صوب غرفتها لكن أوقفها صوت والدتها:
_هل كان القرط هو ثمن شرحها لكِ؟
استدارت عالية لتواجهها دون رد، فأكملت أمها بذهول:
_كيف لكِ أن تفرطي في شيء ثمين كهذا؟
صمتت عالية هنيهة، ثم أجابت بنبرة خالية من التعبير:
_أخبرتِني أن أفقد أحد أطرافي، قرطك ليس أغلى عندي من أطرافي.
رفعت يدها لأمها قابضة على القرط، فمدت الأخيرة راحتها لتتلقاه منها، حينها أرخت عالية قبضتها ليسقط في يد والدتها، قبل أن تتركها مغادرة بسكون نحو غرفتها.

يتبع..

Nour fekry94 likes this.

فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 11:28 PM   #53

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 796
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

[3]
غادر غرفته متثائبًا بتكاسل، فقابله صوت والده الذي استبدل تحية الصباح بأن قال مباشرةً:
_استيقظتَ متأخرًا اليوم، أسرع لتتناول فطورك كي لا تتأخر عن عملك.
رد يحيى بلا اهتمام:
_أشكرك لا أريد أن آكل، جفت معدتي من الأجبان.
توجه إلى المرحاض أولًا، ثم خرج بعد قليل متحدثًا إلى والده بينما يجفف وجهه:
_رأيتُ حلمًا غريبًا اليوم.
رد والده:
_اللهم اجعله خيرًا، ماذا كان؟
أجابه يحيى مسترجعًا بعض تفاصيل ذلك الحلم العجيب بعبوس:
_كنت أجدل شعر امرأة بينما نجلس على حافة فراش عريض.. جميع الشباب يرون أحلامًا ساخنة وأنا أحلم بالجدائل.
رد والده بتوبيخ:
_راعِ أنك تتحدث مع والدك يا عديم الأدب.
ثم استطرد:
_كيف كانت تلك المرأة؟
جلس بجواره على الأريكة قائلًا:
_لم أرَ وجهها، كان شعرها طويلًا وذا لون أسود.
شرد عادل بابتسامة حنين وهو يقول:
_كانت أمك رحمها الله ذات شعر طويل، لكنه كان بنيًّا.
لم يرغب يحيى كالعادة في أن يشعر والده بملله من هذا الحديث المتكرر، لكنه أشار إلى شعره البني بلا تأثر قائلًا بتهكم مبطن:
_يمكنني تخمين ذلك.
استطرد باستدراك:
_تلك الفتاة كانت أيضًا ذات جسد نحيف، جسد فتيات على الأغلب، ليست سيدة متزوجة.
رد والده بنبرة خبيرة:
_ليست كل الفتيات تكون نحيفة قبل الزواج، أمك رحمها الله كانت...
قاطعه يحيى مسرعًا بهلع بينما يهتف:
_توقف توقف، ماذا كنت ستقول؟ تذكر إنها أمي!
تنهد مكملًا بإشفاق على حال والده الذي لم يتغير منذ ما يزيد عن عشرين سنة:
_وكف عن البكاء على الأطلال أرجوك، أعلم أنها أجمل نساء العالم بعينيك.
نفض عادل عن نفسه حنين الذكريات عائدًا إلى الواقع برفقة ابنه، فقال مستنكرًا:
_وماذا كنتَ تفعل بجلوسك فوق فراشها أيها الفاسق؟
رد يحيى بغيظ:
_هذا ما كنت أتسائل عنه، لم لا أملك جهاز تحكم لأمرر الشريط قليلًا كي أرى ما حدث قبل أو بعد هذا المشهد؟
لا ينفك يشعر بملمس شعرها الندي بين كفيه، وعطر الياسمين يغزو أنفه حتى هذه اللحظة، وعنقها المرمري الذي تراءى أمامه على استحياء بينما يجدل خصلاتها الكثيفة.
خرجت سيدة خمسينية من المطبخ قائلة باستياء:
_أنا حقًا أكره حياة الرجال بمفردهم، عقولهم تصبح مشبعة بالشوائب غير الأخلاقية على الدوام.
أخرجته جملتها من شروده، فنظر إليها ناطقًا باندهاش:
_عمتي!
التفت إلى والده الذي قال شارحًا الموقف:
_نسيت أن أخبرك إنها أتت مساء الأمس، ستبقى معنا لبضعة أيام، زوجها في رحلة عمل.
قالت عايدة مبتسمة:
_كُل قبل أن تغادر، صنعت لنا فطورًا خفيفًا.
نهض يحيى بعينين لامعتين وهو يسأل:
_ستطهين طعام الغذاء أيضًا، صحيح؟
أومأت برأسها مؤكدة، فعانقها مقبلًا وجنتيها بينما يقول إلى والده مبتهجًا:
_أحب هذه السيدة.
اتجه مباشرةً إلى طاولة الطعام كمن يلتقي محبوبته بعد فراق طويل، فقال والده ممتعضًا:
_لا تهجم على الطعام كالمحرومين، ما الفرق بين الطعام الذي أصنعه أنا والذي تصنعه عمتك؟
رفع يحيى رأسه إليه فورًا بعينين شاخصتين قائلًا بذهول:
_كيف تجرؤ؟
ابتسمت له عايدة بحنان، ثم اقتربت برفقة أخيها ليشاركانه الطعام، قبل أن يقول الأخير موجهًا حديثه إلى ولده:
_ضع في حسبانك أنك ستأتي معي اليوم إلى عزاء جدتك نفيسة زوجة جدك حسين.
ورغم أنه أوضح هويتها، إلا أن يحيى أخذ بعض الوقت حتى تعرَّف على صلة قرابته البعيدة نسبيًا بها، فلحق بوالده بعد العمل إلى منزل الجد حسين عواد، قدَّم التعازي لكبار العائلة ثم شارك طارق وعمر جلستهما في غرفة الضيوف، سكن الحزن جفونهما، لا سيما طارق الذي ودَّع أمًا حقيقية اليوم، وظلل وجهيهما الإرهاق، لكنهما تبادلا معه أطراف الحديث وكأنهما يهربان من شبح كآبةٍ يطاردهما بالالتهاء في التحاور والمزاح الذي يواري شعورهما الحقيقي، كما فعل الجميع في هذا المكان، الآن الجميع يتظاهر، بإمكانه معرفة ذلك ببساطة.
سار بهم الحديث حتى سأل يحيى عمر:
_أمازلتَ تدرس؟
أجاب عمر:
_في السنة الأخيرة.
قال طارق بنبرة مهيمنة:
_إنه الطالب الوحيد هنا، أنت الأكبر بيننا لكنني أول من تخرجت.
نظر له يحيى بريبة قائلًا:
_حمدًا لله أنني لم ألتقِ بك كثيرًا قبل تخرجي، يمكنني تخيل ما كنت ستفعله بي من تعبير وجه عمر الآن.
التفت طارق إلى وجه عمر الممتعض بينما يناظره من طرف عينه وكأنه يتربص للانقضاض عليه، لكن الأخير عدل عن ذلك بأن وجه نظراته إلى يحيى قائلًا بتقريع:
_لا تكن بهذه البجاحة، نحن أقارب لكننا لا نراك إلا في المناسبات والمآتم.
هم يحيى بالرد حين تبادر لآذانهم صوت رقيق يقول:
_السلام عليكم.
التفت إليها فيما قال عمر:
_إنها عالية أختي، هذا يحيى ابن العم عادل يا عالية.
قابلتها نظراته للمرة الأولى كما ظن، فتاة نحيلة طويلة القامة مقارنةً بالفتيات في سنها، لن يزيد عمرها عن السبعة عشر عامًا، رد يحيى السلام قبل أن يقول بلطف:
_مرحبًا، كيف حالك؟
ارتبكت قليلًا فردت باقتضاب:
_أنا بخير حمدًا لله.
ثم أسرعت تفرغ ما بجعبتها قبل أن تغادر:
_طارق، جدي يريدك.
خرج طارق ليرى جده، وأرادت هي الهروب على الفور إلا أن سؤال شقيقها المستاء استوقفها:
_هل رأتك أمك هكذا؟
اتجهت إشارته نحو شعرها الذي بالكاد يلامس نهاية عنقها، فردت منزعجة من تذكيره لها في هذه اللحظة:
_ليس بعد، لكني أحببته قصيرًا هكذا، لا بأس ببعض التوبيخ.
رد مستنكرًا:
_أتتعمدين إثارة غضبها؟ لن أعزل بينكما ثانيةً.
وإن كان شقيقها يعاملها كالطفلة، فالأنثى بداخلها اكتنفها الحرج من إشارته لكون والدتها تضربها في هذا السن، فزمت شفتيها متحكمة في انفعالها، بينما تدخل يحيى مستشعرًا توتر الأجواء بينهما:
_ما الأمر؟ الشعر القصير لطيف عليها، لا داعي لتهويل الأمور.
التفتت له ملقية بسؤال متهكم:
_هل أبدو كالأولاد؟
أجابها بلا تردد:
_بالطبع لا، حتى قصة الشعر المسماة بـ"قصة الفتى" لا تجعل الفتيات تبدو كالفتيان بالمناسبة.
أعادت خصلة من شعرها خلف أذنها مناظرة شقيقها بابتسامة مستفزة ومن ثم غادرت الغرفة، فوجه عمر بصره إلى يحيى سائلًا باستنكار:
_ماذا فعلتَ الآن؟
ابتسم يحيى لتذمره غير الناضج قائلًا بعقلانية:
_إنها مراهقة يا عمر، هذا السن حساس عليك التعامل معه برزانة فأنت شقيقها الأكبر، جميع المراهقات في هذه المرحلة يتخذن قرارات كهذه، تلك الأمور مثل قص وصبغ الشعر ووضع مستحضرات التجميل تحسن من حالتهن النفسية.. بالتأكيد وفاة جدتها أثرت على حالتها النفسية سلبًا.
أدرك عمر تلك النقطة التي غابت عن ذهنه لبرهة، عالية كانت مقربة جدًا من جدتها، تركض إليها كلما جاءت لزيارة هذا المنزل وتنام بأحضانها عند المبيت هنا، إن كان هناك من يتجرع مرارة فقدها بعد طارق وجده، فهي حتمًا ستكون عالية، كان يؤازر طارق بوجوده بين الرجال منذ فجر اليوم، والجميع يؤازر جده، لكن عالية.. من يؤازرها؟ هل كانت بمفردها منذ بداية اليوم تلبي طلبات جدها بثبات؟
لم يُبصر ذلك لأنها أمام عينيه طوال الوقت، لكن من رآها للتو ارتأى ذلك الأسى خلف تصرفها المتهور.. أم ربما لأنه متخصص في كشف ستار أرواح البشر؟

يتبع..

Nour fekry94 likes this.

فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 11:29 PM   #54

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 796
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

[4]

جلس مسترخيًا في مقعده في دقائق الراحة بين مقابلات الموكلين، إلا أن مساعدته قطعت شروده عندما أبلغته على الهاتف:
_الآنسة ذهب الألفي تريد مقابلتك.
سألها دون أن يتعرف على الاسم:
_هل يوجد ميعاد مسبق؟
أجابت نافية:
_لا، تقول إنها صحفية وتود أن تجري لقاءً معك.
لسبب ما توقع هويتها إثر هذه الجملة ودون المزيد من التفاصيل، فقال باختصار:
_أدخليها.
أشارت لها المساعدة بالدخول، قبل أن تقول:
_أذكرك أن موعد السيد طريف الخولي بعد خمس عشرة دقيقة.
رد إلياس ناهيًا حوارهما القصير:
_اسمحي له بالدخول فور وصوله.
دلفت ذهب إلى المكتب بخطوات واثقة وكأنها تملك المكان، ملابسها أقل عملية، يبدو أنها تجيد اختيار نوع الملابس ليتوافق مع المكان المنشود، ولا ترتدي قبعة تغطي ملامحها بعد أن رآها عن قرب في المرة السابقة، جلست عى المقعد أمام مكتبه قبل أن يأذن لها، فبادرها بلا مقدمات غير مجدية:
_أرى أنكِ عدت لالتقاط بطاقة عملي.
برز التهكم من خلف عبارته، قصدت إهانته وتحقيره آنفًا بإلقاء بطاقة عمله أرضًا، لكنها أمامه في مكتبه الآن بعد أن أخبرته بصلف آنذاك بعدم رغبتها في رؤيته مجددًا، فرفضت الإذعان لشعورها الداخلي بالحرج وقالت بأنفة:
_انتابني الفضول، أردت أن أرى المكان الذي يأتي إليه الفاسدون للاتفاق على كيفية هروبهم من عواقب أفعالهم.
تجلت السخرية في نبرته عند سؤاله:
_وما رأيك بملتقى الفساد الخاص بي؟
مطت شفتيها قائلة على مضض:
_لا بأس به.
ثم استطردت:
_أين بطاقة الذاكرة؟
ناظرها بصمت فقالت بترقب:
_لا تخبرني إنك كسرتها.
عدل عن الإجابة بأن سأل بهدوء:
_ماذا تشربين أولًا؟
أجابت بلا اكتراث:
_لا أريد شيئًا.
قال بينما يرفع سماعة الهاتف:
_لن تطيلي البقاء فسأطلب لكِ العصير.
لم يعطها فرصة الرد قبل أن يقول مخاطبًا مساعدته:
_كوب من عصير الليمون يا ميرفت.
رفعت ذهب سبابتها باحتجاج، لتعقب:
_بدون سكر.
كرر إلياس إلى مساعدته:
_بدون سكر.
وضع سماعة الهاتف، ثم عاد بناظريه إليها قائلًا:
_أتساءل إذا كان هناك سبب آخر وراء زيارتك هذه.
تحدثت ذهب معرفة بنفسها:
_أنا صحفية تحقيقات.
_تشرفنا.
رد ببرود، فأكملت مفسرة سبب حضورها:
_أريد تعليقًا منك على القضية، أعلم أن لديك ما يفيدني من المعلومات.
ظنت أن رده سيأتي متهكمًا أو سينهي اللقاء في الحال، إلا أنه ألقى بسؤالٍ صادق وكأنه يرغب في استكشاف عقلها:
_ولم سأشاركها معك؟
أكملت حديثها دون أن تأبه لسؤاله:
_قبل قدومي إلى هنا ظننتها مجرد قضية وانتهت، لكني سمعت مساعدتك تخبرك بقدومه بعد قليل، هل تعاملكما ما زال مستمرًا؟
تعرف تلك النظرة، إنه يراها حاليًا بلا مخ، تلقي بترهات حمقاء دون حساب، لا سيما حين نطق:
_كنت أظن الصحفيين أذكياء، لكنك أتيتِ إلى هنا لتسألي بضعة أسئلة بشأن القضية بينما تطالبين ببطاقة ذاكرتك بعد أن محوت منها كل ما يخص القضية، هل تغفلين عن الأجزاء المهمة عادةً أم أن عقلك يعجز عن ربط الأمور ببعضها؟
نهض عن جلسته، استدار حول المكتب مقتربًا منها، ثم وقف أمامها منتزعًا هاتفها المحمول بغتة ليغلق التسجيل الجاري ماحيًا إياه.. شككت في مهنيته سابقًا بقبوله هذا النوع من القضايا، لكنها لم تأتِ على ذكر مهنيتها التي ضُربت في مقتل بشروعها في تسجيل الحوار دون إذنه.. أعاد إليها الهاتف قائلًا باقتبضاب:
_غادري.
استقامت واقفة أمامه لكنه هم بالعودة إلى مقعده موليًا إياها ظهره، إلا أنها استوقفته قائلة:
_إذًا لِم ساعدتني كي لا يراني أحد رجاله ولم تخبره بشأني؟ أنت مجرد محامٍ، التنظيف خلفه لا تتضمنه حدود وظيفتك.
لم يستجب لمحاولتها في جذب المعلومات من فمه قسرًا، إلا أنها داهمته باسترسالها:
_إلا إذا كان ولاؤك ليس له، وإنما لسير القضية دون تعطيل.. هو ليس حليفك، لكن خصمكما واحد.
البطاقة الرابحة تكون دومًا الأخيرة، قد يكون مالكها محظوظًا، أو ذكيًا فلح في إبقائها سرية حتى النهاية، يتوقف الأمر على نوع اللعبة، وفي حالتهما تلك، البطاقة الرابحة لم تنهِ اللعبة، بل افتتحتها .. فاستدار لها إلياس بحاجبين معقودين إنزعاجًا، لا يستسيغ مسار هذا الحوار، بينما ارتسمت ابتسامة ظافرة على شفتيها قائلة:
_هكذا يبدأ حديثنا.
بادلها نظرات صامتة مفكرًا في كيفية إرداء فضولها الصحفي الذي قد يودي بحياتها يومًا ما، إنها شابة من سنه، لكنها تبرهن له أن الجميع يكبر بالتساوي، لكنهم لا ينضجون بالتساوي.
كسرت الصمت طرقات المساعدة على الباب قبل أن تدلف حاملة كوب العصير، سارت بحذر لتضعه فوق المكتب قائلة:
_السيد طريف على وشك الدخول.
خرجت هي تزامنًا مع دخول السيد طريف الذي قال بمجرد دخوله:
_مساء الخير يا متر، لم تخبرني مساعدتك أن لديك عميلة أخرى.
رد إلياس مصوبًا نحو ذهب نظرات ذات مغزى:
_مساء النور يا سيد طريف، ليست عميلة، وهي على وشك المغادرة.
قالت ذهب ملاحظة تحاشي إلياس التعريف بهويتها:
_أنا والسيد طريف تجمعنا معرفة سابقة.
تجلى نوع المعرفة في ابتسامتها الباردة، فيما مد الرجل كفه ليصافحها قائلًا:
_من الجيد رؤيتك هنا.
أبقت على ابتسامتها مصافحة إياه بينما تعلق مستشفة كذبه:
_حقًا؟ لا أظن ذلك.
ندت عنه ضحكة قصيرة قبل أن يقول:
_أتيتُ في الأساس لدعوة المتر إلى حفل على اليخت الخاص بي، بما أننا التقينا سيسُرني حضوركِ أيضًا.. سيكون هناك الكثير من المتعة.
رمقته بنظرة ثاقبة تسبر أغواره لقراءة غرضه من هذه الدعوة، لكنها استأذنت لتغادر قائلة بلباقة:
_سأترككما لتتحدثان براحة، إلى اللقاء يا سيد طريف.
رافقها إلياس إلى باب المكتب، حينها همست له:
_سأعود مجددًا.
قال بجمود:
_سأخبر المساعدة ألا تسمح بدخول أي فتاة شقراء.
ردت قاصدة استفزازه:
_سأصبغ قبل أن أعود إذًا، إلى اللقاء يا متر.
أغلق الباب خلفها زافرًا بعدم رضا، لا يعلم لم ربطه القدر بها لتقع في طريقه على حين غره، والآن تحديدًا!

يتبع..

Nour fekry94 likes this.

فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 11:33 PM   #55

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 796
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

[5]

مر شهر على عمله في هذه الشركة، أثبت به كفاءته للجميع، عدا شخص واحد، لم تكن يسرا قائدة الفريق هي العقبة هذه المرة، بل عمه، مدير إدارة القسم، والذي لم يخجل من دمج شؤون العمل بما بينهما من عداء شخصي، فخصم له نصف الراتب زاعمًا تقصيره في العمل، سيكذب إسحاق إن قال أنه لم يتوقع ذلك قادمًا، لكن ليس بهذه السرعة والإجحاف.
لبث في غرفة القسم في الاستراحة كما الحال منذ بداية عمله، استند بذراعيه إلى مكتبه يضغط بسبابته وإبهامه بين عينيه مطبقًا جفونه بإجهاد.. نقرات حذاء رفيع الكعبين على أرضية المكتب هي ما أثارت انتباهه عالمًا بهوية القادمة، فتح عينيه بهدوء فوقعت تلقائيًا على تلك الشامة فوق شفتيها، رفع ناظريه لعينيها الواسعتين اللتين تطلعتا إليه مباشرةً، طالعته بصمت هنيهة قبل أن تقول:
_هل لي أن أسألك ثلاث أسئلة؟
نبرتها هادئة خافتة لا تنتفض بالغيظ أو تلفها زوبعة الغضب على غير العادة، فسأل مستغربًا صيغة سؤالها:
_ثلاث أسئلة دفعة واحدة؟
أجابت يسرا:
_نعم.
أومأ بعينيه لها قائلًا:
_اسألي.
أطرقت للحظة بتردد قبل أن تلقي بسؤالها الأول:
_لم يتقصد المدير مضايقتك؟
أشاح بنظراته بعيدًا وهو يجيب باقتضاب:
_بيننا مشكلة عائلية.
كادت تنطق بسؤالها الثاني حين عاجلها بقوله:
_إذا كان سؤالك التالي ما هي هذه المشكلة لا تسأليه.
أومأت برأسها نافية.
_ليس كذلك.
سألها بترقب:
_ما هو إذًا؟
نظرت إليه وكأنها تقاوم كبرياءها لتنطق بسؤال لا يليق بشخصيتها مطلقًا:
_هل أنت بخير؟
أبصرت تردده الذي دام للحظات قبل أن يومئ برأسه بأنه على ما يرام.. فساد السكون هنيهة قبل أن يسأل:
_ما سؤالك الثالث؟
_ما هي هذه المشكلة؟
قالتها حين فشلت في كبح مزاحها، وكادت تندم حين تمددت شفتيه بابتسامة صغيرة وتسلل لأذنيها صوت قهقهة رجولية هادئة، فارتبكت قليلًا لتلقي بسؤالها الأخير:
_لم تجلس بمفردك هنا في وقت الاستراحة؟
بدا غير مكترثًا بينما يجيب:
_لن أستطيع الاندماج معهم بالخارج.
قالت بفطنة:
_لن تستطيع أم لا تريد؟
لم يرغب في أن تكشف إحداهن خباياه، الاقتراب إلى هذا الحد يدق ناقوس الخطر بداخله، فرد بفظاظة:
_لا تتصرفي كمحللة نفسية.
عبست ونهضت من جلستها قائلة بينما تشرع بالمغادرة:
_إذًا أنت لا تريد، ابقَ هنا وحدك وكأنك تحرس المكتب، أما أنا فسأخرج.
كادت ترحل لكنها عادت خطوتين ملقية بعبارة متهكمة أخيرة:
_ما الذي تخشاه في الخارج؟ هل سنأكلك؟

يتبع..

Nour fekry94 likes this.

فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 11:35 PM   #56

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 796
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

[6]

خرجت تلوم فضولها الذي دفعها للحديث معه منذ البداية، قد لا يكون فضولًا بحت، تخلله بعض التعاطف عند علمها بتعسف المدير معه بعد مجهوده المبذول طوال الشهر.. استوقفتها في طريقها إحدى عضوات الفريق التي بادرتها قائلة:
_إلى أين تظنين نفسك ذاهبة؟
ردت سؤالها المبهم ساخرة:
_إلى أين قد أذهب في استراحة الغذاء؟
تجلى الاستنكار على وجه الفتاة قائلة:
_ولكِ شهية للطعام أيضًا؟
تعجبت يسرا من أسلوب زميلتها فسألت بتوجس:
_ما الأمر؟ هل حدث شيء؟
قالت الفتاة:
_ألا تعرفين ما معنى أن يتهم المدير أحد أعضاء فريقك بالتقصير في العمل؟
تنفست يسرا الصعداء بعدما صعد التوتر بأوردتها قائلة:
_أنتِ لا تفهمين.
نظرت الأخرى إليها بشفقة وهي ترد:
_أنتِ من لا تفهمين، من المفترض أنك قائدة هذا الفريق ومشرفته، إذا مر من أسفل يدك خطأ أحد أعضاء فريقك مرور الكرام سيقع عليكِ العقاب أيضًا، لا بد أن المدير يخطط لخصم راتبك أيضًا الآن.
شبت على أطراف قدميها لتقترب من أذن يسرا هامسة:
_سمعتُ أنه يسعى لطرد هذا الموظف الجديد، لكني لستُ متأكدة، لا تخبري أحدًا.
تركتها الفتاة لأفكارها المتشابكة.. هي لم تفعل شيئًا خاطئًا، لذا لن تهتم، لكن .. وهل فعل إسحاق شيئًا خاطئًا؟ هل يسعى لطرده دون وجه حق أيضًا؟ وربما تلحق هي به أيضًا مثلما قالت زميلتها وكل من لا يتقبله المدير لأي سببٍ كان، هذا الأمر لا يجب السكوت عنه.
أراد السير قانونيًا مستغلًا سلطته، ولم يكن بوسع الآخر أن يتخذ إجراءً ضده نظرًا لحداثة عهده في هذه الشركة التي لا تؤهله لمجابهة مدير القسم، لكنها تعلم كيف يمكنها القضاء على هذا العبث، فتوجهت إلى مكتب السيد أكرم غزال رئيس مجلس الإدارة شارحة الأمر بهدوء، ثم قالت بعد أن انتهت:
_أنا لا أقصد أن الأستاذ سيد مدير القسم يقحم الشؤون الشخصية في العمل، لا أقصد أن أوجه له هذا الاتهام مطلقًا ولست على معرفة جيدة بشخصيته، ولكن أنا أعرف أعضاء فريقي جيدًا وأعرف كم هم مجتهدون، رأيتُ أن عليّ اللجوء لحضرتك مباشرةً في هذا الأمر وأنا واثقة في عدل حكمك.
كذبت في بداية الفقرة لكنها لم تفعل في النهاية، فهي حقًا تثق بالسيد أكرم وقدرته على التعامل مع ما يواجه الموظفين من مشكلات، أومأ أكرم برأسه متفهمًا شكوتها، ثم سأل بتؤدة:
_ما اسم ذلك الموظف؟
أجابته:
_إسحاق البحَّار، من قسم الجودة.
رفع سماعة الهاتف ليخاطب مساعدته قائلًا:
_استدعي السيد إسحاق من قسم الجودة.
وضع السماعة ملتفتًا إليها من جديد قائلًا بصوت مطمئن:
_لا تقلقي، سأرى ما يمكنني فعله بهذا الصدد دون ذكر اسم مقدم الشكوى.
صمتت يسرا هنيهة قبل أن تقول:
_في الواقع .. أريد أن يُذكر اسمي.
نظر لها دون استيعاب لمقصدها، فأردفت:
_إذا لم يعرف الأستاذ سيد أنني من قمت بالشكوى سيظن أن السيد إسحاق شخصيًا فعلها، وسيزيد هذا الأمر سوءًا على المستوى العملي والشخصي.
التوى فمه بابتسامة وقورة بينما يرد:
_بدأتِ حديثك بأنكِ تثقين بي والآن تخشين سوء الأمور على المستوى العملي بعد علمه بأمر الشكوى؟
أسرعت ترد موضحة:
_لم أقصد ذلك، أنا آسفة لكنه لن يستطيع فعل شيء لي سوى على المستوى العملي الذي أطمئن من ناحيته لأنك ستتولى الأمر، لكن معه هو قد يؤذيه على المستوى الشخصي أيضًا، لم أقصد التشكيك في قدرتك على حل المشكلة صدقًا.
أبقى أكرم على ابتسامته رغم تفهمه لمقصدها دون أن تشرح، حينها طُرق الباب، ثم دخل إسحاق قائلًا بترقب:
_طلبتني يا سيد أكرم.
اعتراه التوجس في طريقه بعدما علم باستدعاء رئيس مجلس الإدارة شخصيًا له، ظن عمه قد صعَّد الأمر عازمًا على رفده دون تأجيل.. لكن عندما رآها جالسة هناك، تسرب إليه بعض الطمأنينة أن الأمر ليس كما توقع، لا سيما حين أشار السيد أكرم إلى المقعد الآخر المواجه لها قائلًا:
_اجلس من فضلك.

بعد دقائق خرج كلاهما من المكتب بهدوء، وسارا في الممر يلفهما الصمت، إلى أن نطق إسحاق:
_لم فعلتِ ذلك؟
ردت يسرا بحمية أتقنتها:
_لن أترك أحد أعضاء فريقي في محنة دون أن أحرك ساكنًا، أنا قائدة قلبًا وقالبًا.
رمقها بطرف عينه قائلًا:
_ليس لأنك خفتِ على نفسك مثلًا؟
رسمت الخذلان على وجهها بحرفية وهي ترد بنبرة درامية:
_أنا؟؟ إن بعض الظن إثم، أنا لا أسامحك على شكك في شهامتي.
لملم ابتسامة ملحة لمبالغتها البيِّنة ولم يعقب، فقالت بفضول:
_هل لي بسؤال رابع؟
التفت إليها بعينيه لتسأل بجبين مقطب بعدم فهم:
_لم أتيت إلى هذه الشركة بالتحديد بينما تعلم أن عمك الذي لديك مشكلة شخصية معه يرأس القسم الذي تنوي العمل به؟
توقفت عن السير على حين غيرة عندما رأت والدها في الاتجاه المقابل على وشك العودة لمكتبه، تتلاشى الاحتكاك به منذ بدأت العمل لها، لم تستعد بعد لمواجهته، فأسرعت نحو الدرج تفر من أمامه، حينها نادى والدها بعدم رضا:
_يسرا!
تبعها والدها، ولحق بها إسحاق دون فهم لسبب هرولتها فجأة، لكن كل ما سيطر على عقلها في ذلك الحين أنها ترغب في الهروب بسلامٍ من أمامه حتى تبلغ مكتبها لتعود إلى عملها وكأن شيئًا لم يكن، لكن ما لم يكن في حسبانها أن تنزلق قدمها بفعل كعب حذائها الرفيع عن إحدى الدرجات، كادت تسقط لولا كبل أحدهما خصرها بذراعيه، فتمسكت به بهلع حتى استعادت اتزانها مجددًا.. حينها تنفست الصعداء لتلتفت مدركة الموقف، حيث تشبثت بإحدى كفيها بسترة إسحاق الذي دعَّمها كي لا تسقط، تنورتها القصيرة ارتفعت قليلًا كاشفة عن نهاية فخذيها، ووالدها يقف فوق درجة أعلى مراقبًا المشهد.
استدارت من جديد متابعة نزولها وهي تضبط تنورتها بحرج لم تلاقي مثيله في حياتها، لم تلتفت ولو لمرة محاولة الإسراع قدر الإمكان بحذر هذه المرة متغاضية عن خدش قدمها اليمنى.
وإن قالت إنها لم تنظر بوجهه حتى نهاية اليوم فهي لا تبالغ، كان عقلها مقيدًا عند ذلك الموقف حتى بلغت المنزل ولاذت بغرفتها لتسرد لأختيها ما جرى، ثم اختتمت كلامها قائلة:
_كنت في قمة إحراجي، لكن.. لا أعرف لم ارتبكت عندما التفت ورأيته هو من تلقاني وليس أبي.
ضحكت نارين قائلة بحالمية:
_يا له من مشهد رومانسي، هذا الموقف لا يحدث إلا مع بطل القصة.
نهرتها ذهب قائلة بحدة:
_لسنا في قصة، أخرجي هذه الخيالات من رأسك يا نارين، هل أنتِ مراهقة؟
توجهت نحو يسرا قائلة بجدية:
_رجل اعتقل خصرك، الفعل ذاته مربك، ما أربكك هو الفعل وليس الشخص، يجب أن تفرقي بين هذا وذاك.
كررت يسرا باقتناع:
_ما أربكني هو الفعل وليس الشخص.
خفت صوتها مكملة:
_ما عقد لساني هو الفعل.
ازدادت نبرتها خفوتًا حتى همست لنفسها:
_ما أخجلني هو الفعل.
رددت تلك العبارات على عقلها مرارًا، لكن هيهات، هباءً تحاول.. ذاك العقل لا يدرك أنها من اتخذت الخطوة الأولى نحو شيء مجهول، لا تعلم ماهيته، ولا يألف قلبها شعوره، لكنه مستكين إليه باستسلامٍ مزعج.

يتبع..

Nour fekry94 likes this.

فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 11:37 PM   #57

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 796
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

[7]

وقفت تدفن وجهها بين كفيها في نوبة بكاء لم تستطع إيقافها، كم تكره مواجهة والدتها لا سيما بعد ظهور نتيجة الاختبارات، سيطرت بصعوبة على غصة في حلقها قائلة باختناق:
_لقد حاولت بجِد هذه المرة، أقسم أنني حاولت قدر استطاعتي.
صاحت بها والدتها بغضب مستعر:
_لم تحاولي بما يكفي، فيم تفرق عنك زميلاتك حتى يحصلن على العلامة الكاملة؟ قلتِ إن تلك الفتاة ساعدتك في المذاكرة.
لم تصل حتى الآن إلى حل لأزمتها الممتدة مع مادة الفيزياء، حاولت أن تذاكر بمفردها لكن عقلها لا يستوعب، ومعلم المدرسة لا يجيد الشرح، ومساعدة زميلتها لها في المذاكرة لم يعد عليها بنفع سوى ببضعة درجات غير مؤثرة، فأطرقت برأسها بلا حيلة قائلة:
_أنا آسفة.
أثارت كلمتها حفيظة أمها فارتفع صوتها بالتوبيخ:
_ماذا سأفعل بأسفك؟ هل سيعيد الاختبار؟ هل أسفك سيقتل خيبتي فيكِ؟
ضغطت عالية على شفتيها تكبح المزيد من العبرات الملحة، بينما أكملت والدتها:
_ليت الأمر توقف عند فشلك الدراسي.. قمتِ بالاحتيال على زميلتك واتهمتها بالسرقة لأنها طلبت قرطك مقابل تدريسك، المدرسة بأكملها علمت بمستوانا الاجتماعي المتدني عن بقية زملائك بعد أن افتعلت كل هذه المشكلة لأجل قرط قديم لا ترتدين سواه.
وقع بصرها على ذلك السلسال القديم الذي يزين رقبتها، تغير لونه وبلى بوضوح وبهت لون زهرة الياسمين، لكنها تتمسك به كتميمة حظها، فصب الوقود فوق نيران حنقها لتستطرد:
_كم مرة علي أن أخبرك أن تتوقفي عن إثارة غضبي بارتداء هذا السلسال الرخيص؟؟؟
جذبت السلسال عن عنق ابنتها بعنف متوجهة نحو أقرب نافذة، فأسرعت عالية خلفها صارخة بجزع:
_أمي، لا تفعلي، لااا!
راقبتها بينما تلقي بسلسالها على طول ذراعها دون أن يداهمها التردد للحظة، فتحجرت العبرات بعينيها بصدمة متراجعة نحو باب المنزل، فهتفت والدتها بتهديد:
_إذا وطأت قدمك عتبة المنزل الآن لن تلومي إلا نفسك.
تكاثفت العبرات بعينيها متلفتة حولها بضياع.. فصرخت فاقدة زمام أعصابها:
_ماذا تريدين مني؟ كيف أرضيكِ؟ هل أقتل نفسي لترتاحي؟
لم تأبه لفقدان ابنتها السيطرة على غضبها، أو لأنفاسها العالية التي تنبئ بانهيار عصبي وشيك، بل ردت بإجحاف:
_تروقني هذه الفكرة، لكن قبل ذلك افعلي شيئًا مفيدًا ليتذكرك به الناس، فلا أحد يهتم لحياتك.
حدجتها عالية بوجوم من خلف دموعها، فيما واصلت أمها باستهجان:
_من أنتِ؟ لستِ فتاة مجتهدة يميزها المدرسون، أو صديقة جيدة تحظى بشعبية وسيرة طيبة بين طالبات مدرستك، أو حتى جارة ودودة.. أتريدين الانتحار بعد فضيحة السجائر منذ فترة قريبة ليقولوا ماتت بجرعة مخدرات زائدة كوالدها؟
رددت عالية بداخلها بينما لم تستطع أن تتفوه بكلمة ولم تجد جدوى من العتاب "إذًا.. هذا ما تخافينه! أن يقولوا إنك لم تستطيعي تربية ابنتك بعد طلاقك.. أما حياتي... فلا معنى لها".
نطقت بهذيان وكأنها غير واعية لما يخرج من فمها:
_لِم هو من مات مبكرًا وليس أنتِ؟
أجفلت والدتها إثر سؤالها الذي نبع من أمنية يائسة بداخلها، اعتادت على توجيه الكلمات القاسية فشُدهت عند تلقيها من ابنتها لأول مرة.. لأول مرة تتخذ نحوها خطوة مضادة، لم تنطق سوى بسؤال كان كلكمة أربحتها الجولة بأكملها، ثم فرت نحو غرفتها مغلقة الباب خلفها بإحكام.. جلست على مكتب مذاكرتها جاذبة دفترها، وأمسكت القلم بيدٍ مرتعشة، فسرعان ما سقط منها.. لم تكتب حرفًا.. تساقطت عبراتها الساخنة فوق صفحة المذكرات تنقش فوقها ما عجزت يدها عن كتابته.

في الصباح التالي غادرت المنزل مبكرًا، جالت الحي ذهابًا وإيابًا بحثًا عن السلسال، لكنها لم تعثر عليه، فسارت متأخرة نحو مدرستها بكتفين متهدلين، آثرت أن تسلك الطريق الأطول لعل الهواء البارد يلفحها نافضًا عنها إحباطها.. اقتربت من سلة قمامة، فأخرجت شهادة درجاتها الشهرية قابضة عليها بعنف موشكة على إلقائها، لكنها خُطفت من يدها بغتة، فالتفتت إلى من جذبها ظنًا منه أنه أحد المراهقين الراغبين في الاستمتاع بمضايقة الفتيات، إلا أنها رأته أمامها يتفحص الورقة مشاكسًا إياها قبل أن يعلق:
_ما هذا؟
نظرت إلى يحيى الذي لمحها صدفةً عند خروجه من المتجر المجاور، فاعتقلتها المفاجأة هنيهة محدثة نفسها "من بين كل الأيام، لم علي أن أراك اليوم؟ ظننتُ أنني ودعتُك بفقدان ذلك السلسال، لم تمنحني أملًا جديدًا؟"
_أجابت متمالكة دهشتها:
_إنها درجة اختباري.
علَّق باستنكار:
_هذه درجة حرارة!
رفعت وجهها إليه بانزعاج قائلة:
_لا تسخر مني، حاولت قدر استطاعتي.
خرجت نبرتها مرتعشة قليلًا، واحتقن وجهها بإنذار لموجة عبرات على حافة مآقيها، فأدرك يحيى جدية الأمر بالنسبة إليها قائلًا بندم:
_مهلًا، لم أقصد أن أجرح شعورك، كنت أمازحك فقط.. إنه مجرد اختبار شهري، لم أكن أدرس لهذه الاختبارات في الثانوية من الأساس.
رمشت بأهدابها سريعًا لتكبح دموعها وهي ترد:
_إنها جملة غير منطقية عندما تصدر من فم طبيب.
رد بصدق وقد تحولت نبرته بغتة من الصبي المشاغب إلى الناضج النصوح:
_لكني جاد فيما أقول، إذا حكمتِ على نفسك بالفشل من نتيجة هذه الاختبارات لن تستطيعي المضي قدمًا لاجتياز الاختبارات النهائية، العامل النفسي مهم جدًا يجب ألا تهمليه.
أطرقت برأسها بيأس، فأكمل:
_أعتقد أنني يمكنني مساعدتك قليلًا.
تساءلت بفضول:
_كيف؟
جذب قلمًا من جيبه قائلًا:
_أعطني يدك.
مدت كفها إليه فكتب شيئًا ما على راحتها بينما يوضح:
_ستفيدك هذه القنوات التعليمية على الانترنت.
بدلت نظراتها بين راحة كفها ووجهه الذي ابتسم ناطقًا بسؤالٍ متأخر:
_كيف حالك؟
حركت كتفيها بابتسامة لم تكتمل ولم تصل إلى عينيها رغم دفء نظراتها نحوه قائلة بسخرية من بؤسها الدائم:
_ماذا ترى؟

استكملت طريقها إلى مدرستها رافضة عرضه لتوصيلها بلطف، استعادت بعضًا من نشاطها الضائع مناظرة يدها بين الحين والآخر، حين وصلت إلى المدرسة كان طابور الصباح قد انتهى بالفعل وصعد جميع الطلاب إلى صفوفهم، فتوجهت مباشرةً صوب صفها، وضعت حقيبة ظهرها على مقعدها قبل أن تلتفت إلى ندى التي بادرت بسؤالها دون مقدمات:
_أين نقود الرحلة يا عالية؟
عقدت حاجبيها دون استيعاب قائلة:
_أي نقود؟ أليست معك؟
ارتسم الذهول على ملامح زميلتها التي ردت بإنكار:
_معي أنا؟ أعطيتها لكِ في المرة الماضية!
أكملت بنبرة خبيثة:
_أعلم أنك لستِ ثرية كما قلتِ سابقًا أمام المديرة، لكن هذا لا يبرر لكِ سرقتك لأموال زميلاتك.
جاءها صوت إحدى الزميلات التي دلفت للتو قائلة:
_عالية، المديرة تريدك في مكتبها.
دارت بعينيها حولها مراقبة نظرات الشك والاستهجان، ثم أطلقت ساقيها للريح مغادرة الصف، لكن تلك الفتاة التي أبت إلا أن تثأر لنفسها تبعتها إلى الخارج قائلة بأريحية لخلو الممر إلا منهما:
_أنا واثقة أنهم سيرفدونك هذه المرة، إجراء الفصل لم يؤثر بك.
برزت عروقها بغضب بينما ترد مدافعة عن نفسها:
_أنا لم أسرق النقود، قد أكذب مثلك لكني لستُ لصة، توقفي عن ذلك.
قالت الأخرى متهكمة:
_أتوقف عن ماذا؟ هل ظننتِ أنني سأمرر فعلتك السابقة مرور الكرام؟ في الواقع أثرتِ فضولي لمعرفة أصلك وفصلك، فعلتك لا تصدر إلا من تربية شوارع معتادين على إلقاء بلائهم على غيرهم، برهن ذلك لي ما عرفته عنك، لا سيما بعد رؤيتي لأمك.
حدجتها شزرًا قائلة بتحذير:
_لا تأتي بسيرة أمي، وإياكِ والتحدث عن أصلي وتربيتي، أمي ربتني أفضل تربية بمفردها.
اتسعت ابتسامة الفتاة وهي ترد:
_لم كانت بمفردها يا عالية؟ هل يمكنك إخبار الجميع بذلك؟ لم انفصل والداك يا ترى؟
لا تعرف ما مكانة والدها ليعلم بتفاصيل كتلك، لكن كل ما تعلمه أنها الآن على وشك الانفجار.. وترجو.. صدقًا ترجو أن ترحل هذه الفتاة من أمامها قبل أن تفقد السيطرة، فعواقب انفجارها لن تكون محمودة.. لكن تلك الفتاة أبت إلا أن تنزع الفتيل بجملتها الأخيرة:
_ظننت السجائر جريمة فادحة في عرفكم، لم أكن أعرف أن لعائلتك باع مع هذه الأمور.
إن وطأت بقدمها سهوًا حقل ألغام، أيجدر بها أن تلوم اللغم الذي انفجر مرديًا إياها؟ هي من لم تقرأ التحذير المتجلي على أماراتها النارية، فلا حق لها في الشكوى.
وكأنها انعزلت تمامًا عن واقعها، وتجردت من وعيها الذي طالما تغافل عن الإهانات، سقطت يد عالية على وجه زميلتها بصفعة مدوية، ثم ودون أن تمهلها لحظة للاستيعاب جذبت خصلاتها بقسوة بين كفيها، انقضت عليها مسقطة إياها أرضًا بين صرخاتها المصدومة، تفرغ بها كل ما ضمرته بداخلها من إهانةٍ وغضبٍ ومرارٍ.

نهاية الفصل الرابع.

قراءة ممتعة

Nour fekry94 likes this.

فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم اليوم, 02:46 AM   #58

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 346
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

عايزة اعيط عايزة اعييييط ????????????
الفصل تحفة مكنتش عايزاه يخلص ❤️
عالية واخدة نصيب الأسد من الفصل وانا حابة قصتها اوي ومشفقة عليها بشكل مش طبيعي وامها دي مضايقاني جدااا نفسي اجيبها من شعرها ????
ان شاء الله تتجوز يحيى القمر ويضفرلها شعرها قريب ????????
يسرا واسحاق في موقف محرج انا لو مكانها هبقى نفسي الارض تتشق وتبلعني ????????
واخيرا ودهب وإلياس علاقتهم مشوقة جدا وعايزة اعرف هيعملوا ايه سوا ❤️
تسلم ايدك عالفصل الجميل ومستنية الفصل الجاي جدا ❤️❤️❤️


Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.