![]() | #1 | ||||||
![]()
| ![]() • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته • عُدتُ بمولودتي الرابعه ، مولوده ما حسبت لها حساب من 2011 تقريباً وأنا منغمسه بعالم الروايات كقارئه قبل أن أُصبح كاتبه فكان أكثر شيء لاحظته بذيك الحقبه القديمه هو وجود روايه ثالثه لأغلب الكاتبات وتصوَر في عقلي تصوُر إن ثلاث روايات عدد معقول لأي كاتبه بديت بروايتي الأولى وتجربتي اللي توقعتها راح تكون الوحيده بديتها وأنا متخوفه من إني ما راح أنجح ، عمري الصغير وقتها خلى عندي عدم ثقه وخاصةً مع زحمة روايات بوقتها كانت الكثير منها مشهوره لكن أدهشني التفاعل وعطاني دافع أقدم أكثر وبدأت تتراقص في عقلي فكرة تكوين روايه ثانيه ووقتها تذكرت التصور اللي يقول ثلاث روايات هو العدد المعقول لأي كاتبه ولما نزلت الثانيه والثالثه حسيت خلاص كذا خلصت لا مزيد من الروايات أو الأفكار أو غيرها ثلاث وكفايه حطيت فيها كُل رغباتي وأفكاري ونوّعت بينهم ما بين الخليجيه والسعوديه والأجنبيه الفصحى وكُل ما جتني رغبه أبدأ برابعه أستنكر وأقول خلاص هي ثلاثه وكفايه ! خلصت طاقتي وجهدي وأفكاري فيها بس ... حنيت حنيت لعالم الروايات بشكل ! عالم عشت فيه مراهقتي ونُضجي وأكثر من نصف سنوات عمري وهنا بدأت فكرة الرابعه وأخذت سنتين تقريباً أفكر فيها وأقرر هل أقدر أكملها ؟ هل لو بديت أنزلها راح ألتزم أو لا ؟ سنتين حتى عزمت على البدء فيها وتنزيلها ، وها أنا ذا ! اللي قرأوا رواياتي الثلاث السابقه يعرف وش جوّي بالروايات ، فعالمي الروائي يدور في فلك الواقعية ، بس ما يخلو من لمسة خيال واسعة توديكم لزوايا غريبه في المجتمع والعالم . ما أكتب عن الواقع البحت ، أحب أمزجه بأغرب الحكايات وأعمق المشاعر، حيث يلتقي الخيال بالأكشن في حبكة تشبع فضولي أنا وتغذي شغفي . فإذا كنتم تبحثون عن الواقعية الخالصة ، ممكن ما تلاقوها هنا ! لكن لو كانت تستهويكم تلك الجرعة المدهشة من الخيال التي تمنح الواقع طعمًا مختلفًا ، فأهلاً بكم في عالمي عالم الكاتبة ألاء "صرخة المُشتاقه" تنويه: أولاً: لا تدعو الروايه تُلهيكم عن العبادات ثانياً: جميع ما يُقال ويصدر من تصرفات خادشه للدين والعُرف والتقاليد تُمثل الشخصيات نفسها ، ودوري هو تصحيح وتوضيح الخطأ عبر الأحداث ••• | ||||||
![]() | ![]() |
![]() | #2 | ||||||
![]()
| ![]() 【 المُقدمه 】 وجوهكم أقنعة بالِغة المرُونة طِلاؤها حصافة ، وقعرُها رعونة صفّق إبليس لها مُندهشًا ، وباعكم فنونه وقال: " إني راحل ، ما عاد لي دور هُنا ، دوري أنا أنتم ستلعبونه " . • أحمد مطر • الماضي - 1999 م في غرفة مكتب صغيرة ، بالكاد تحتوي على مكتب كبير وبعض الأثاث المتناثر هُنا وهُناك ، كانت تجلس بهدوء على كرسي مُقابل المكتب امرأة في منتصف العشرينات ، تلتف بعباية سوداء طويلة وحجاب بسيط يُغطي شعرها ، ملامحها كانت ساكنة ، خالية من أي أثر للخوف ، رغم أن ما هي مُقبلة عليه أشبه بالقفز إلى المجهول . على الكرسي المقابل ، كان يجلس زوجها ، رجل في أواخر العشرينات ، بثوبه الأبيض وشماغه المُرتب ، كان يمسك بجواله يُقلّب فيه بملل واضح . عيونه كانت تشي بعدم رضا وكأنه يرفض هذه الخطوة بِكل كيانه ، لكن عنادها اللي يعرفه زين كان كافياً ليجعله يستسلم ، ولو على مضض . هي دائماً الأقوى ، صاحبة الكلمة الأخيرة ، حتى في أصعب القرارات وأكثرها جُرأة . كل تفاصيلهم من أحذيتهم الفاخرة إلى ساعاتهم البراقة ، كانت تُنبئ بثروةٍ لا تُخفى ، وكأنّ الرفاهية تنسج حولهم هالة تفرض نفسها حتى على أدق التفاصيل . دخل المكتب رجُل قصير في نهاية الثلاثين من عمره بوجه شاحب وملامح غير متناسقه أبرزها أنفه الضخم بإحمرار بسيط على طرفه ، ماسك بيده ملف أخضر فيه بعض الأوراق ، ، تقدم بخطوات واثقة وجلس على الكرسي الجلديّ خلف المكتب . ابتسم ابتسامة تحمل مزيجًا من الود المصطنع والاحترافية المريبة ، بعدها قال بصوت معتذر: عسى ما تأخرت ؟ ردت المرأة ببرود وهي تكتف إيديها: تهمني النتيجة تستحق ولا لا ! ابتسم لها مره ثانيه ، لكن ملامح وجهه الغريبة والبعيدة عن الراحة لم تخفِ شيئًا من نواياه . فتح الملف بهدوء ، ثم قدمه لها دون أي تعليق ، فقط أشار بإصبعه على صورة طفل في نهاية الصفحة وقال بنبرة واثقة: هذي صورته . سحبت الملف ببرود ، عيونها تفحصت الورقة بدقة ! عمر الطفل ما تجاوز الستة أشهر، فصيلة دمه مثل فصيلتها، حالته الصحية ممتازة ، خالٍ من أي أمراض مزمنة أو وراثية ولكن بقية الحقول ؟ فارغة تمامًا . لا أم ، لا أب ، لا جنسية ، لا أي معلومات عن أصله أو موطنه ! نزّلت نظرها بعدها على صورته ، تفحصته لدقيقتين تقريبًا ، عيونه الطفوليه ، شعره الفوضوي الخفيف ، ملامحه البريئة . بعدها دفّت الملف برفق باتجاه زوجها وقالت: جاسر، طالع . رفع جاسر رأسه من دون اهتمام وقال: ما يهم ! إذا راضية خلاص خلينا نخلص ونمشي ترى طولنا . انزعجت من طريقته وشتمته بهمس ، بعدها طالعت بالرجل وهي تقول: أوك ناسبني ، كم طالبين فيه أهله ؟ رفع الرجل حواجبه وكأنه تفاجأ من سؤالها ، سحب الملف وقال: مع احترامي ، صحيح إنك قريبة صاحب الشأن لكن أعتذر ، ما أقدر أفصح عن هذه المعلومات ، يكفيك تعرفين المبلغ النهائي ... مع وساطتنا طبعًا ! ردت بنبرة متهكمة: تمام ، ما يهم ، قول من الآخر كم ؟ ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يهز رأسه: حلو ، تقدرين تقولين ستة عشر مليون . إتسعت عينا جاسر بصدمه وطالع زوجته يعلق بحدّه: هناء ، لا ! أما هي ، فرفعت حاجبها بهدوء وخاطبت الرجل: مو كأن هذا استغلال ؟! رفع يده إشارة لعدم قدرته على فعل شيء وقال بابتسامة باردة: أنا عبدٌ مأمور . أشاحت بوجهها بعيد للحظة ، بعدها رجعت تطالع زوجها . عيونه كانت مليئه بالرفض ، لكنه لم ينطق بكلمة . ضاق صدرها، رجعت تطالع بصورة الطفل مرة ثانيه ، بياض بشرته ، ملامحه القريبة منها ، شعره ... تعبت وهي تدور عن طفل يشبهها ، طفل يملك عالأقل بعض من صفاتها ، لتقطع الطريق على أي شكوك قد تدور حوله لاحقًا . لم يكن الأمر مجرد إمتلاك طفل ! كان تجارة ، تجارة أطفال بملامح بريئة ونوايا بشعة خلف الأبواب المغلقة . كان هذا العالم قذرًا ومظلمًا ، لكنها كانت بحاجته جداً ! سنة كامله من الإنتظار وأخيراً هالطفل الثالث اللي عُرض عليها كان هو الأنسب خوف إنها تكون فرصتها الأخيره تقاطعت مع ترددها تجاه هالمبلغ الضخم ! ونتج عنها حيرة لم تدم طويلاً فرغبتها الخاصه فوق كُل شيء تنهدت بعمق وأجابت الرجل بهدوء: اوك تمام ..! تنازلت عن عنادها لأنها تعرف زين إذا ما قبلت اللحين فحتخسر الطفل الذي تمنته من أعماق قلبها . الطفل الذي اعتبرته فرصة أخيرة لتحقيق الحلم اللي إندفن يوم قالها الدكتور إن فرصتها بالإنجاب تكاد تكون معدومه ! •• جشع ، طمع وأنانيه متوحشه ! أنفس بشرية أشبه بكونِها شيطانية تقتات على المُتاجره بالأرواح في سبيل رفاهية زائفه ! رفاهيةً لأغنياء الأموال ومفلسوا الشعور ! أنساب ضائعة ، أعراق مختلطة ، وهويات تذوب في متاهة المجهول والضحية أطفال لا يفقهون الأمور فـ.. هُنا ، أُم ضعيفة ووالد جشع ! صرخات ، أموال ضائعة رجٌل بمعطفٍ أسود وإبتسامةٍ شيطانية مُخيفة ! من دون قلب ولا شعور وبقلمٍ أزرق يخُط توقيعه من دون أي شعور بالذنب ! و ... هُناك كأسٌ زجاجيّ يسقط وصدمةٌ عارمة ترتسم على الملامح صراخ إنكار مُحاولةً للمواجهة وخروج بخساره ! الى بُقعةٍ مُخيفه .. .. بقضبانٍ رديئة ذاك يجثو على رُكبتيه دموعٌ تسقط وقلبٌ يتمزق طفلٌ يموت وأُمٌ تُجنّ وقلبٌ يُشاهد ولا يندم وتِلك تُخدَع وهو يستَغِلّ فتموت وما بينهما شراره لا تنطفئ بل تستمر حتى تحترِق وتُحرق كُل شيء ! قصص تتنقل بين جدران منازل تخنقها قوانين ديكتاتورية ، حولتها إلى سجون بارده ومستعمرات عسكريه . وأخرى تغرق في الإهمال ، حيث الضياع والشتات ينسجان آلاماً لا تنتهي . حيوات متباينة ، بعضها مترف ينعم بالرغد وراحة البال ، وأخرى تتغذى على الكراهية وتشتعل برغبات الانتقام . أحقادٌ متوارثة ، حيثُ الجاني والمجني عليه مجرد ضحايا لخطايا الماضي . أطفال كبروا ونشأوا داخل أكذوبة محكمة ، خديعة نُسجت منذ نعومة الأظفار قلوبٌ خاوية ، وصدور ميتة تُفلس من كل معنى للحياة . وفي النهاية ، الضحايا ليسوا سوى أنفاس ضائعة ، تتلاشى في زحام العبث . ••• | ||||||
![]() | ![]() |
![]() | #3 | ||||||
![]()
| ![]() ••♦︎【 الفصل الأول 】 ♦︎•• الحاضر - 2025 م • أثير إيهاب • روح نقية لدرجة السذاجة . في عالم يعشق القوة ، تُصبح الطيبه ضعفًا قد يعرّضها للخذلان ... أكثر من الأمان ! الساعه أربع العصر وبإحدى شوارع مدينة جده .. وقفت سيارتها قدام المقهى ونزلت وهي تشيل النظاره الشمسيه عن عينها تطالع باللافته السوداء واللي خُطّت عليه جملة "الأثير كافيه" باللون البيج الفاتح وبجانبها لوقو المقهى المُميز .. تنهدت وهي تهمس: متى آخر مره جيته ؟ قبل أسبوع ، واااه لو يدري بابا حيذبحني .. سحبت شنطتها وقفلت سيارتها متجهه لباب المقهى .. دخلته وطالعت بأنحائه لتميل شفتها وهي تشوف عدد الزبائن قليل جداً .. طالعت بديكور المقهى اللي كان على الطراز الريفي اللي تعشقه كثير فهمست: حتى الديكور جذاب فإيش اللي ما جذبهم ؟ تقدمت لعند الطاوله لتبتسم وهي تقول: هنادي حبيبتي .. تقدمت منها بنت بوسط العشرين من عُمرها بشعر قصير جداً وبشره برونزيه وترتدي بالطو أسود عليه شعار المقهى .. إبتسمت لها هالبنت وإتكأت على الطاوله الفاصله بين الموظفين والمقهى وقالت: عيون هنادي ، أخيراً القمر قرر يطل ويشرفنا .. من زمان عنك أثير ! إبتسمت لها أثير واللي كانت لابسه عباتها الزيتيه وراميه طرحتها البيج على رقبتها تاركه شعرها القصير المميز بلونه مزيج الزيتي والبني يلامس أكتافها ، كانت جميله بملامحها الهاديه وعيونها الواسعه .. ولكنه الجمال اللي تقدر تلاحظ من خلفه كمية براءه أو بالأحرى -طيبه زايده لدرجة الغباء- .. ردت عليها: أما عاد أسبوع ؟ لا كويس جالسه أتطور ، قبل كنت بالشهر أغيب هههههههههههه .. غمزت لها هنادي تقول: إعترفي قلبي شالسبب ؟ تعاليم الوالد ؟ ظهر الملل على وجه أثير يقول: أكذب لو قلت لا .. إتكأت بإيدها على الطاوله الفاصله وكملت تحكي: أمس عالعشاء سألني عن الشغل وحسيت هنا إن قلبي بدأ يستشعر الخطر فقررت أجي أشوف الوضع .. إبتسمت وكملت: فعشان كذا هاليومين بأزاحمك الله يعينك علي تحمليني .. ضحكت هنادي يقول: منجدك أثير ؟!! أصلاً المقهى لك يعني حياك إنتِ الداخله وأنا الطالعه .. أثير: لااا وين الطالعه !! محد ممشي شغلي غيرك ، هنادي حبيبتي أنا من دونك أضيع يرحم أمك لا تجيبي هالطاري يخوفني ! ضحكت هنادي وهي تعلّق: اوك بيب .. جاها إتصال فإبتسمت لأثير بإعتذار وراحت ترد عليه ، تنهدت أثير بملل وتقدمت من إحدى الطاولات وجلست عليها وبدأت تضيع وقتها بجوالها حتى قطع عليها إشعار رسالة واتس مكتوب فيها "أُختك تبغاك بمسألة حياة أو موت ، بليييز تعاليلي" تنهدت أثير وهمست: لو حياة وموت صدق بتتصل ، وش عندها بالضبط ؟ وقفت وأشّرت لهنادي من بعيد إنها طالعه وبعدها طلعت .. إبتسمت لها هنادي وودعتها بإيدها وبس طلعت إختفت إبتسامتها المُزيفه وحل البرود على ملامحها .. •• •• •• • آسر إيهاب • أيقونة التمرد في عائلة إيهاب السُلطان شرس مُنتقم ذكي يُجيد اللعب مع الآخرين لدرجة إغتراره بنفسه وهذا قد يقوده للمجهول ! بإحدى الشاليهات ع شاطئ البحر الأحمر .. شاليه لشلة شباب تتراوح أعمارهم مابين العشرين ومُنتصف الثلاثين نصفهم عزابيه ونصفهم الآخر متزوجين .. عددهم حول الخمس عشر شاب ومع هذا اللي يدفع إيجار الشاليه واحد بس .. فعشان كذا يُعتبر هو البوس هِنا ومُتحكم بزِمام الأمور .. جالس على الكُرسي بالمقلوب ومسند دقنه على ظهر الكُرسي بإبتسامة إستغباء وهو يُطالع بشاب مكتفينه إثنين من أخوياه . وجهه مليان كدمات زرقاء وخضراء دليل الضرب اللي أكله قبل لا يوصل هنا .. تكلم بصوت مُرتجف وهو يقول: آسر ، خلاص فهمت .. صدقني آخر مره .. ظهرت الدهشه على هالشاب المُسمى بآسر ورفع دقنه من على راس الكُرسي وهو يقول: صدق ؟ آخر مره ! متأكد ؟! الشاب المضروب بسرعه: أحلفلك ، آخر مره وربي .. تكلم واحد من اللي مكتفينه يقول: آخر مره أو مو آخر مره تراك أذيته ومستحيل ما ينتقم .. ظهر الحزن على وجه آسر ورد على صديقه: بس شوف وجهه ، واضح إنه يعتذر من قلبه ، حرااام .. إبتسم صديقه وما علّق في حين إستانس هالشاب المضروب يقول: إيه والله يا آسر وقسم أعتذر ، تكفى ! آسر: يعني آخر مره تتكلم عني بهالطريقه ؟ هز الشاب راسه بالإيجاب فكمّل آسر: وآخر مره تاخذ دور المُنافق قدامي تبتسم ومن وراي تروج لقصتك الخاصه البطوليه قدام زملائك ؟ شتت الشاب عيونه عن عيون آسر يقول: أعتذر ، كان طيش وغباء مني .. آسر بهدوء: ولما أساعدك وأعطيك شيء تروح لزملاك وتقول إني خاضع لك وما أرفضلك طلب ؟ الشاب وهو مو قادر يرجع يطالع بآسر: إيه آخر مره .. صمت آسر لفتره بعدها قال بهدوء: طيب ، لا عاد أشوف وجهك بهالمكان أبد .. طالعه الشاب بدهشه يقول: آسر ماهي هقوتي فيك ! كُل انسان يغلط وأنا معترف بغلطي ومعتذر بعد ! نقل الشاب نظرات سريعه بين الشباب القليل المتجمعين يراقب ردود أفعالهم ، إبتسم إبتسامه مرتبكه كأنه يوضح لهم قد إيش هو نادم ! غمّض عيونه لفتره وكأنه يمنع دموعه اللي مالها وجود وهو يعلق: قلوبنا مو بالغلّ هذا يا آسر ، وهذاني أعتذر لك للمره الثانيه بعد وأبوس راسك لو تبي ، ترانا حبايب إبتسم آسر بسخريه وهو يلاحظ قد إيش يحاول يظهر للجميع بمظهر الشخص التائب والطيب وكأنه يضغط عليه عاطفياً عشان يتراجع وما يطلع للجميع بمظهر المستبد الحقود يا حليله ... لسى مو عارف مين آسر ! كرر آسر بتوضيح ينهي الكلام: لا أشوفك بهالقروب ولا تقرّب من الشاليه .. صمت الشاب يطالعه بشيء من الدهشه كونه ما تنازل ! ظلت عيونه معلقه عليه وشاف مافيها أي نبضة تردد تمام حيستمر ، أقلها لما يطلع بهدوء أكيد بينقدوه كونه كان ظالم وحاقد بزياده جاوبه بهدوء: مثل ما تبغى .. حرر يده من زميليّ آسر وبعدها إلتفت متجه لباب الشاليه .. ثلاث خطوات بس خطاها قبل لا ينضرب بالكُرسي على ظهره يطيح من الصدمه عالأرض .. إنفجع ولف وهو لسى عالأرض إلا ويلاقي آسر بعيون بارده وبيده الكُرسي يقرب منه وهو يهمس: زياد تكون غبي لو إعتقدت إن آسر ما ينتقم وياخذ حقه بإيده .. حاول زياد يقوم وهو يقول: دقيقه آسر خلنا ..... قاطعه تلويح آسر بالكُرسي المصنوع من الخيزران الخشبي وجت الضربه أليمه بخد زياد اللي تألم زياده على ألم ظهره وهنا حس إنه لازم يدافع عن نفسه بس وين يقدر وهو مو قادر حتى يوقف من هجوم آسر السريع اللي يادوبك يحاول يتحاشاه .. ثالث ضربه رجفت براسه رجف خلته يصقع بالأرض ويصرخ بألم .. ما إهتم آسر وقرّب منه بس تدخل إثنين من زُملاه واحد مسكه والثاني سحب الكُرسي من إيده يقول: آسر كفايه خلاص أخذت حقك ..! ما نطق آسر بكلمه لكن نظراته الغاضبه والحانقه كانت موجهه على زياد اللي بدأ الدم ينزل من بين إيديه وهو يضغط على راسه بألم .. جاء واحد من الشباب لزياد وساعده على الوقوف وهو يهمس له: توكل ترى ما راح يرتاح إلا وهو شايفك ما تتحرك ولا تحاول ترجع وتنتقم حتى .. شد زياد على أسنانه وراح بعدها بخطوات متعرجه للباب ورجفه بقوه وراه .. تنهد الشاب اللي توه تكلم مع زياد ولف على آسر اللي كانت عيونه على الباب وتقدم منه يقول: ها إنطحن الحب اللي براسك بعد ما سيّحت دمه ؟ سحب آسر يده بهدوء من يد زميله وهو يقول: تقريباً .. هز زميله راسه وقال: ترى حدها كلمات عجرفه نطقها لأخوياه ، ما تستدعي كُل هالعنف .. زميله الثالث علق يقول: بطل مُبالغه يا آسر تخيل بس يروح يشتكي عليك اللحين ؟ ترى الحكومه ما تمزح والله يشدونك من إذنك تتعاقب .. سحب آسر الكُرسي وجلس عليه يقول: خله يجرب ، يعطيني سبب يخليني أذبحه المره الجايه .. تنهد زميله الأول وعلق: والله إن طبيعتك الإنتقاميه الزايده عن حدها مُشكله ياليت لو تبطّلها .. مر مشهد قديم براس آسر ليبتسم بعدها ويهمس: بالعكس ، هذا الشيء الوحيد المُفيد اللي علمني إياه حضرت الوالد .. فتح زميله فمه بيعلق لكن صوت الأغاني اللي إرتفع فجأه بالشاليه خلته يضطر يسكت ويلف يطالع بقروب من سبع أشخاص بالجهه الثانيه من الشاليه قالبينها كاريوكي ويغنوا ويستمتعوا .. تنهد بعدها وقام فرفع آسر راسه له يقول: يزن على وين ؟ بدري ! يزن: وراي جامعه مو زيك ساحب على دراستي .. قطب آسر جبينه بإنزعاج من هالطاري وقال: وإذا جامعه ! ترى لسى الساعه ثمانيه يادجاجه .. يزن: والجامعه عبالك هي بس دوام ؟ وراي تحضير لبرزنتيشن بُكره ولازم أسهر عليه ، ياللا أشوفك على خير .. وراح تحت أنظار آسر الهادئه اللي طالعته لفتره بعدها أشاح بنظره وطاحت عيونه على قطرات دم بمكان ضربه لزياد .. طالعها بهدوء بعدها قام فقال له صاحبه: على وين ؟ داس على الدم وهو متجه للباب ويجاوب: عالبيت ، مصدع .. •• •• •• • أروى إيهاب • رزانتها وحكمتها اكسبتها اعتماد إخوتها تفكيرها غامض وصعب التنبؤ به وبشكل غريب دائمًا ما تكون مصدر أمان مُطلق ! على أريكه طويله مُريحه .. جالسه بهدوء وبين إيدها كوب سيراميك فيه قهوه سوداء تشربها ببطئ وهي تهمس: حأموت بُكره .. ردت أُختها: يا دراما بطلي ! قطبت جبينها ورفعت راسها تطالع بأُختها الصغيره وعلقت: اللحين مرسله لك من العصر وتوك تجيني ياست أثير ! ضحكت أثير ورمت عباتها تقول: سوري سيس ، بس لمحت مقهى جديد فتح بنفس الشارع وقلت لازم أدخله أتجسس ، تدرين أُختك صاحبة مشروع ولازم أكون نبيهه .. أشاحت أختها الكبيره وجهها وهمست: صاحبة مشروع وهي تروح لمشروعها مره بالشهر .. قطبت أثير حاجبها تقول: مره بالأسبوع تراني مو مهمله ! ظهر الإعجاب على وجه أختها وصفرت ترد: وااو إميزينج ! تنهدت بعدها وكملت: أياً كان بليز هيلب مي ، بأموت أنا .. طالعت بالساعه اللي تُشير للثامنه والنص وكملت: باقي لي ثلاث ساعات ونص ع وفاتي .. جلست أثير وقالت: حسستيني عالساعه ١٢ حيندق الباب ويجيك خاطب ! صدقيني لساتك ببر الأمان وخاصةً سُمعتك إنتشرت بإنك ترفضي الخُطاب ، محد حيفكر يجي يا أروى .. أروى: يا ليتني ببرائتك ، يابنتي أنا كُل ما رفضت خاطب شافوني تحدي وكُل واحد يقول لنفسه والله لأجيب راسها ، حيكثروا ما حيقلوا .. سكتت شوي تطالع بقهوتها قبل لا تكمل بهمس: ممكن ما تفهميني لكني مو مأجله الزواج بسبب عملي أو غيره ، أنا رافضته تماماً ، بس قانون أبوي واضح ، "إنتي حُره برفض أو الموافقه على أي خاطب يجي ، لكن بس يوصل عمرك ثلاثين سنه حتتزوجي أول خاطب حيتقدم لك" ! إبتسمت بسُخريه وكملت: وأهو ، الليله حيكمل عمري ثلاثين يعني حيغصبني أتزوج أول واحد يتقدم .. كتمت أثير ضحكتها تقول: تخيلي يتقدم لك واحد اسمه عادل ؟ والله لأضحك عشر سنوات قدام .. عقدت أروى حاجبها ومو فاهمه وش تقصد فعلقت أثير: عادل ؟ الملك عادل ، قصص الاطفال تذكرين ؟ ذيك البنت المغروره اللي يزعل منها ابوها ويغصبها تتزوج اول واحد يجي يخطبها ! قطبت أروى حاجبيها بإنزعاج وهمست: ياشينك أنا جاده وإنتي تطقطقي ! أثير: سوري بس روقي الموضوع مو مستاهل كُل هالتعقيد ، من يدري يمكن محد يتقدم أو يتقدم لك واحد طيب حلو وعلى حسب مواصفاتك وتعيشي معاه حياه سعيده .. ما طالعت فيها أروى ، همست وعينها على كوبها: ما حتفهميني .. جاء صوت من وراهم يقول: ما فهمتي يا أثير ؟ وحده عاشت ثلاثين سنه مع أب مثل أبوي ، أقل شيء ممكن تكبر عليه هو كرهها لعنصر الذكور كلهم .. رفعوا إثنينهم عيونهم تجاه أخوهم الثالث واللي يصغر أثير بعامين فردت عليه: آسر ! غريبه جاي بدري اليوم .. جلس جنب أروى وأخذ كوبها يقول: مصدع محتاج قهوه .. إنزعجت أثير تقول: طيب مر الكافي حقي ! تراه على طريقك ، خلني أكسب .. شرب آسر شوي من القهوه قبل لا يعلق: ما أحبه خايس .. زاد إنزعاج أثير فقاطعتها أروى تقول له: ماهي مسألة إني كرهتهم .. طالعها فتنهدت تقول: أنا بس كرهت الإرتباط وفكرته ، فكرة تكوين الأُسره بحد ذاتها مُخيفه جداً .. أثير بتعجب: منجدك ؟ صمتت أروى لفتره بعدها إبتسمت ترد: تقريباً .. طالعتها أثير بعدم إستيعاب لفتره بعدها قالت: غريبه ، الزواج هو أول وأسهل الطُرق للهروب من سُلطة الوالد ، يمكن يكون حتى الطريقه الوحيده .. أروى: هو أبوي ، مهما قسى يظل أبوي لذا الهروب من بيتنا ماهو خيار مرغوب لي على عكسك .. أثير: عاد تدري إني أتمنى .... قطعت كلامها وأعطت أخوها المُسترخي على جواله نظره ، لما حس عليها رفع عينه عن الشاشه وطالعها شوي قبل لا يبتسم ويقول: تراك واضحه وفوق هذا مسويه مستحيه ، أدري تتمني تتزوجي .. رجع يطالع بجواله فإنزعجت وبنفس الوقت إستحت ما تحب تتكلم عن هالمواضيع قدام أخوانها الذكور .. علقت أروى بسخريه: والعجيب أنا اللي أنخطب وإنتي لا .. تنهدت أثير بملل: لأنك ناجحه ومُحاميه وأنيقه وناضجه ، شكلي بديت أفهم ليه الوالد غصبني أمسك مشروع .. سكتت شوي بعدها كملت بهدوء: بديت أحس بالضيق من نظرة الناس لي لكوني مُدلله وفاشله .. أروى: لا تفكري كثير ، توك بعمر خمس وعشرين ، لا تستعجلي قدامك مستقبل طويل تقدري تشوفي نفسك باللي تبرعي فيه ، عيشي حياتك اللحين قد ما تقدري وتجاهلي نظرة الناس لك .. ما علقت أثير ، رُغم إنها فعلاً تعيش حياتها لكن يضايقها مُقارنة الناس لها بأُختها الكبيره .. تعرف نفسها ، فاشله ما تبرع بشيء على عكس أخوانها .. الكبير إبتعث ودرس الدكتوراه وحالياً يدير مشروعه بالخارج ، وأروى إشتغلت على نفسها وتفوقت ودخلت المجال القانوني اللي تحبه .. وأخوها آسر صحيح ساحب على الجامعه لكنه ذكي وتخرج من الثانويه بتفوق .. هي وحدها اللي إندفت لين تخرجت من الثانوي ، حتى الجامعه دخلت جامعه خاصه بسبب درجاتها وبالقوه تخرجت بتقدير جيد ! ولولا صاحبتها هنادي لكان حتى المشروع اللي فتحه أبوها لها فشل !! فاشله ، وجداً .. وهالشيء بس أقاربها يعرفونه ، البقيه يضنونها مجرد مُهمله مدلله تحب تلعب بالمال لا أكثر .. ياليتها مُجرد مُهمله ، عالأقل الإهمال له حل .. أما الغباء اللي فيها ماله طب ! إبتسمت وعلقت لنفسها: إلا الحماقة أعيت من يداويها .. •• •• •• • عصر الخميس • كانت ثلاث مرات ! ودايماً ينقال بإن الثالثه ثابته .. ومع هذا للحين يحس ما إستسلم وصار له شهر يفكر بالمُحاوله الرابعه واليوم قرر ينتقل من مرحلة التفكير للتنفيذ .. رفع عينه على أُمه الجالسه على كُرسي الخيزران بحوش بيتهم الواسع وتفصفص وعينها على شاشة التلفزيون اللي إمتد سلكه بالتوصيله ولداخل البيت .. لازم تجلس بالحوش حتى لو كان البيت واسع وشرح .. تحب جلسة الحوش حتى مع جو الغربيه اللي غالباً يكون رطوبه وحر ! طالعها لفتره وهي مندمجه بالمُسلسل الخليجي اللي ينعرض وعاقده حواجبها منزعجه من الحدث حتى قطع عليها الإندماج نغمة قناة دراما اللي تعني بداية الإعلانات .. تنهدت ورجعت تطالع بإبريق الشاي وصبت لنفسها تقول: تبغى فنجان ؟ هز راسه يقول: إيه .. عبّت له فنجانه وهي تعلق: شفيك هادي ، الشغل متعبك ؟ جاوبها: التفكير متعبني .. عقدت حاجبها ورفعت عينيها تطالعه بقلق تقول: وتفكير بوشو بالضبط ؟ عسى ماشر .. تنهد وطالع بالفنجان حقه لفتره مو قصيره قبل لا يطالع بأمه يقول: أروى متعبتني يا يمه .. زفرت زفره طويله وأشاحت بنظرها عنه تطالع بإعلان عالتلفزيون وهي تعلق: شيلها من راسك ، البنت ما تبيك يا سيف .. إنحنى يتكي بساعديه على ركبته وطالع بعيون أمه المشغوله بالتلفزيون يقول: تعرفين شكثر أحبها ، شرايك أجرب أخطبها مره كمان ؟ قطبت جبينها وطالعته تقول بحده: لا ! ما تزعزعت نظرته وكمل بنفس نبرته الهاديه: شالسبب ؟ ما تحبينها ؟ هزت راسها تقول: بالعكس ، بنت أخوي ذي ، أعرفها من طفولتها وأعرف شكثر هي بنت كامله ، بس مُستحيل أرجع أخطبها ، أحبها إيه نعم ، لكن كفايه ، البنات كثير ، هي ما تبيك يا سيف فإستسلم ولا توجع قلبي عليك .. قالت جملتها الأخيره بهدوء عكس نبرتها الحاده بالبدايه .. طالع بعيون أمه لفتره قبل لا يبتسم ويقول: يمه هي ما رفضتني عشان أنا سيف ، هي رافضه فكرة الزواج أصلاً بهالفتره .. زادت إبتسامته وكمل: قبل شهر قريت موضوع لوحده على النت ، بإن البنات وخاصةً بنات هالزمن ما يفكروا بالزواج إلا بسن الثلاثين ، مخططين إن عمر العشرين يشتغلوا فيه على نفسهم وعلى أهدافهم وبالثلاثين يبدؤا يفكروا يبنوا أسره ، من وقتها وأنا أفكر ، مُمكن هذا هو سبب رفض أروى لجميع من تقدم لها .. إنتِ تعرفي إن اليوم هي دخلت الثلاثين خلاص ؟ خليني أجرب أخطبها ، شرايك ؟ رفعت حاجبها تقول: وعارف يوم ميلادها بعد ؟ طلعت ضحكه قصيره من بين شفايفه وهو يرد: قلت لك أحبها .. أشاحت بنظرها عنه للتلفزيون بعد ما خلص الفاصل تقول: تذكر قبل سنتين لما حلفت لي إن الثالثه ثابته ووعدتني إنها آخر مره أجرب أخطبها ؟ ذيك المره كنت رافضه تماماً ينكسر قلبك ثلاث مرات ولكن لِنت ووافقت عشان وعدك وحلفانك لي .. كملت بعدها بهدوء: لا توعدني بشيء وتخلفه .. مد يده ومسك كفها بين كفوفه يقول بهدوء: يمه ، تتوقعي يرضيني أخلف وعد وعدتك إياه ؟ والله ما يرضيني بس شسوي بهذا ؟ ورفع كفها يأشر على صدره وكمل: مو قادر أنساها ، والله حاولت بس مو قادر .. قالت بألم من دون لا تشيل نظرها عن التلفزيون اللي تطالعه بفراغ: حبيبي عيش حياتك ، الله يخليك عشاني عيش طبيعي وشيلها من بالك .. همس يرد عليها: مقدر .. لفت بنظرها على عيونه الهاديه الجامده .. ولدها خلاص وصل عمره لنص الثلاثين وللحين متعلق فيها ولا يبي غيرها .. خطبها أول ما تخرجت من الجامعه ووقتها ما تنسى فرحته وحماسه ، وما تنسى كسرته القويه بعد الرد اللي جاهم بالرفض بأقل من يومين ! حبس نفسه بالغرفه وقتها لأيام وعشان يطلع نفسه من الحاله أقنع نفسه بأن أكيد البنت تبغى تتوظف أولاً وقرر ينتظرها لين تبني نفسها وتدخل دورات وتاخذ لها خبرات وتتوظف أخيراً بوظيفه حلوه بعد ثلاث سنين من تخرجها ووقتها خطبها مره ثانيه وهالمره مقتنع بأنه مافي سبب لرفضها .. وإنها أكيد حتوافق ! وللمره الثانيه .... إنخذل وإنكسر قلبه حاول كثير وقتها يقابلها ، يسألها عن السبب .. هل إستخارت مثلاً وحست بضيق ؟ قرر يوعدها بإنها تطنش هالإحساس وبإنه حيعيشها أميره ولا يخليها تندم ! لكن ما تركت له فرصه للسؤال ، أو للنقاش .. رفضت وقطعت عليه محاولاته .. ولأنه يحبها ويعزها ما قدر يجبرها تسمع له ، وإحترم كلامها بإنهم ما يتكلموا بهالموضوع .. وقرر ينساها ..... لكن ما قدر ، وصارت المحاوله الثالثه واللي ما فرقت عن اللي قبلها غير بإنه هالمره إنكسر زياده وبدأ يحس بإنها مُستحيل تكون من نصيبه .. ووقتها لشهور كثيره إنغمس بعمله والبسمه نادره على وجهه ، يهرب من إنكساره ومن الخذلان والألم اللي يسكنه عبر إشغال تفكيره اللي ما رضي حتى بعد كُل هالسنين إنه ينساها .. مدت يدها الثانيه وحطتها على كفيه اللي تضم إيدها وقالت بنبرة حزن: الله يخليك يا سيف ، ما أبي أجبرك على شيء ، ولا أبي أبتزك عاطفياً وأقول أبي أشوف عيالك أو أحاول أجبرك على وحده ما تبيها ، لكن حاول ولو لمره تفكر فيني ، ولد خالك أمير بنفس عمرك وهذا هو عنده بنت بالمتوسط ! حبيبي بس طالع بالحياه شوي وشوف كيف الأيام والسنوات تمشي وإنت معلق نفسك على أمل مُستحيل ، الله لو كاتبها من نصيبك حتصير من نصيبك لكن لو كاتب نصيبها مع واحد غيرك والله ما تطولها لو تنتظر عمرك كُله .. طالعها بهدوء بعدها إغتصب البسمه ومسح على إيدها بدون أي تعليق ، لف بوجهه وأخذ فنجانه يشربه بهدوء .. طالعته بألم وزفرت أنفاسها بحراره وقلبها منكسر عليه .. ولدها ، بكرها هذا .. شخص كتوم جداً ، ما يحب يعبر ، ولا يحب يطول بالنقاش .. إحترم كلامها وسكت وهي متأكده إنه إنكسر من داخله أضعاف كسرها .. ياليت على الأقل يحاول ، ويتناقش ويطلع اللي بصدره يمكن وقتها يقتنع ويستسلم .. خلص الشاي برشفتين بعدها إبتسم ومد يده يمسك كفها يقول: ياللا يالغاليه وراي شغل ، تامرين على شيء ؟ عارفه إنه يكذب ، بس ما بإيدها شيء .. إبتسمت بكذب تقول: سلامتك حبيبي .. وقف بعد ما أخذ محفضته ومفاتيحه وطلع من البيت .. زفرت أنفاسها للمره الثانيه وهالمره همست: الله يسامحك يا بنت أخوي ، الله يسامحك يا أروى .. •• •• •• • كاليفورنيا - المغرب • جالسه بمقعد طيارة الدرجة الأولى أخيراً بعد ما كانت اليوم بطوله منكرفه هنا وهناك ! اليوم أول خطوه لنجاحها الخارجي ، اليوم أُفتتح أول مطعم عالمي لها .. السنوات اللي راحت شغلت فلوسها وتجارتها بمطاعم بسيطه وحبه حبه توسعت واليوم وصلت للعالميه وفتحت أول وأكبر فرع لها بكاليفورنيا .. وهذا أضخم نجاح تسويه للحين ، وما زالت تفكر بماهو أعلى ! إبتسمت تتصفح التباريك اللي إنهلت عليها من أصدقائها وزُملاء العمل .. زادت إبتسامتها وهي تشوف رساله من عمها إيهاب اللي تحبه واللي رُغم إنها كبرت وصارت في نهاية الأربعين إلا إنها للحين تشوفه قدوه لها وتستشيره بكُل شيء بحياتها .. وهو بدوره يغليها وكيف ما يغليها وهي كانت بنت أخوه الكبير اللي كان متعلق فيه قبل لا يتوفى له أكثر من عشرين سنه تقريباً .. قرأت رسالته القصيره اللي يبارك لها فيه وبعدها يخبرها إنه هو وعمتها أُم سيف راح يسووا بُكره حفله لها بالسعوديه بمُناسبة هذا النجاح .. ردت عليه تطلب منه تكون حفله مُختصره على العائله ، لأنها حرفياً تعبت من المُجاملات وحفلات كبار الشخصيات .. قفلت الجوال بعدما إنقطعت الشبكه بسبب طيران الطياره وإرتفاعها بالجو متجهه لأرض الوطن .. أخيراً راح ترجع للسعوديه بعد ما جلست هنا قُرابة شهر عشان يتم الإفتتاح بأبهى صوره .. إشتاقت لعيالها غيث وغِنى .. رُغم إنها شبه يومياً تكلمهم ولكنها مشتاقه لهم حيل ، تعلقها فيهم مو طبيعي .. وكأنهم الأُكسجين اللي مخليها تستمر بهالحياة .. وما تتخيل بيوم تفارقهم .. واللحين بعد ما تم ولدها غيث السادس والعشرين من عمره بدأ القلق يسيطر عليها من فكرة إنه ممكن يتزوج ويبتعد عنها .. رُغم إنه ما أبدأ أي فكره حول الموضوع ، إلا إنها من الآن تخاف كُل ما قال لها بأكلمك بموضوع .. تعلقها فيهم ... مو طبيعي .. وكأن هؤلاء الأبناء ... كلاهُما يجمعهما بها رِباط الدم ! ولكنه ليس كذلك : أُستاذه .... أُستاذه هنــاء .. صحيت هناء من سرحانها وطالعت يمينها إلا مُساعدتها والسكرتريه حقتها اللي رافقتها بسفرها تبتسم وقدمت لها حبه مع قارورة مويه تقول: نسيتي حبوب الدوار حقتك .. إبتسمت لها وأخذت الحبه وبلعتها قبل لا تشرب المويه وتسترخي بعدها .. وتفكيرها مُجدداً محصور فيهم .. بغيث .. و غِنى ! • end • موعدنا القادم غداً مع الفصل الثاني ومن بعدها بيصير الوضع فصل إسبوعياً كُل يوم خميس سُبحان الله وبحمده , سُبحان الله العظيم | ||||||
![]() | ![]() |
![]() | #4 | ||||
![]()
| ![]() يا هلا ومسهلا بالحامل والمحمول ???????????????????? يا هلا بـ صرخة المشتاق ❤ ما ني مصددقه اني اواكب معك احدى كتاباتك الضخمه وان كانت ثلاث روايات لكنها كفيله بان تنشر اسمك لأبعد صدى . وانا قرأت كتاباتك في سنين فاتت وجداً جداً اعجبتني وابهررررتني خصوصاً شظايا شيطانيه والبقيه كذالك ولا انكر روعتهن جميعاً . ودائماً ادخل اشيك ع المنتدى وابحث عن كتاباتك الجديده ولكن لا جديد. انتي كاتبه مخضرمه لكِ طابع خاااص جداً مثل كثير كاتبات مخضرمات بزمانك وكنتو عصبة العصر الذهبي انا اسميكن مثلك ومثل طيف الاحباب وشبيهة امي وانفاس قطر و....... وغيركن كثير انقطع ذكرهن . والان الحمدلله تمت عودة طيف الاحباب واليوم تمت الفرحه بعودتك حبيبتي صرخة المشتاق❤ واكييييد موعودين بروايه ضخمه المستوى كسابقاتها❤ | ||||
![]() | ![]() |
![]() | #6 | ||||
![]()
| ![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هلا بالي له الخافق يهلي... هلا بألوشتنا نور المنتدى.. نور.. جعل هالحس ما يغيب.. بداية كالعادة يكتنفها الغموووووض.. ترقعت آسر هو نفسه الولد الي أخذته هناء... بس في نقطة مافهمتها.. يعني إذا هناء عقيم تروح تخسر 15 مليون عشان تحصل طفل تربيه ويكون ولدها... طيب دور الأيتام وش مقصره فيه... كان راحت تتبنى لها أي طفل... بدون ماتخسر هالملايين؟؟ فإيش السر بالموضوع... معقولة عندها هدف ثاني من ورى إنها تخسر كل هالفلوس عشان طفل تبغاة يشبهها عشان تقدر تقول ترى هذا ولدي؟ مو معقوله.. أخذها لغيث في سبب وراة أكبر من إنها تبغاة يكون ولدها.. بس ايش ماندري.. ومن وين طلعت لها غنى؟.. فهمت انها برضو مو بنتها... أجل هي بعد مشتريتها؟ التساؤلات كثيرة.. والأحداث لسه ببدايتها.. فبنشوف الفصل الجاي وش بيصير.. أعيد واقول عودًا حميدًا ويارب تكون هالرواية شاهدة لك لا عليك.. ![]() ![]() ![]() | ||||
![]() | ![]() |
![]() | #8 | |||||
![]()
| ![]() اقتباس:
يا الله المرة الجاية الميدان لي بإذن الله... | |||||
![]() | ![]() |
![]() | #9 | ||||
![]()
| ![]() نورتي المنتدى صرخة المشتاق كلنا شوق لك والأبداعك متلهفين على الرواية الجديده واحداثها من البدايه واضح الغموض عائلة ايهاب بناته اثير ، وأروى متعلق فيها ابن عمتها سيف اخوهم آسر شخصيته نرجسي هنادي صديقة اثير وماسكة شغلها بالكوفي بداية موفقه ننتظر الاحداث الجديده التي تكشف عن اسرار الروايه حياك الله مرة اخرى وبنتظار القادم | ||||
![]() | ![]() |
![]() | #10 | ||||
![]()
| ![]() أهلًا بعودة ملهمَتي ومن نزفَ قلَمي بالكِتابة بفضلِ الله ومن ثمَّ بفضلِها، ومن أسرتنا بروحِها الشَّفَّافة والمُشرِقة كشمسِ الصَّباح ~???? تِلكَ هي المرَّةُ الأولى التي أُعلِّقُ بها مُباشَرَةً على روايةٍ لكِ هُنا وفي شوقٍ لأبدأ معكِ هذهِ الرِّحلة ~???? سأكونُ غريبة عندما أقول بأنَّني آمَل من أروى أن تلتزِمَ بكلمتِها ولا تتزوَّج ~???????? لكِنَّني أعلمُ يقينًا بأنَّ جريانَ القِصَّة سيفرِض عليها كما على بقيَّةِ الأبطال مسارًا مُختلِفًا وأنَّ الثوابِتَ التي كانوا يومًا يتمسَّكونَ بها سياخُذها موجُ الأحداث. أشعُرُ بإرتباطٍ عميق بأثير ومشاعِرها، تِلكَ التي تظُن أنَّها لا تُحسِنُ شيئًا وفي شوقٍ لرؤية رحلة تطوُّرِها أو انحدارِها، أشعرُ بالتوجُّس من هنادي وقلبي غيرُ مُطمئنٍّ منها ~???????? وأحببت آسِر، احب الشخصيات الإنتقامية التي لا تسكُت عن حقِّها وترُدُّ الصَّاع صاعين ~???????? ولا أعتقِدُ بأنَّ زياد سيعودُ للإنتقام وقد نالَ جزاءه، ويزَن أثارَ اهتمامي للغاية ~???? وتعودُ هناء إلى السَّاحة بعدما أسقطَت توقُّعاتِنا بأنَّ الشخصيات التي تعرَّفنا عليها هُم أبناؤها فمن يكونون؟ أمَّا سيف بقدرِ تعاطُفي معه فالقلوبُ الصَّادِقَةُ مثله لا تنالُ نصيبها إلَّا بعدَ مرمطَةٍ مع الحبكة ومتحمِّسة لرؤية مصيرِه ~???????? | ||||
![]() | ![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الرابعة, المشتاقه, المصير, روايتي, سماسرة, صرخة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|