إرشادات طبية لصيام الحامل والمرضع

[زهرة المكان]

يعد الحفاظ على صحة الحوامل والمرضعات في شهر رمضان أمراً بالغ الأهمية، فيشدد الأطباء على ضرورة اتخاذ قرار الصيام بناء على الحالة الصحية لكل امرأة، وينصح المختصون بتجنب الصيام في حالات مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، أو فقر الدم، كما يُفضل أن تمتنع المرضعات عنه إذا لاحظن تأثيراً سلبياً في كم أو جودة الحليب.

ويشدد الأطباء على ضرورة مراجعة الحامل طبيبها قبل اتخاذ قرار الصيام، إذ قد يؤثر ذلك في صحة الجنين ويزيد احتمالات المضاعفات مثل الولادة المبكرة، وخاصة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة خطر الجفاف، فتعطى الفحوص الدورية أهمية بالغة في متابعة مستويات السكر والضغط، والتأكد من استقرار الحالة الصحية. وفي حال قررت الحامل الصيام، فإن ظهور أعراض غير مألوفة مثل العطش الشديد، وقلة التبول مع تغير لون البول إلى الداكن، والصداع الحاد، والغثيان المتكرر، والحمى أو القيء المستمر، يتطلب الإفطار الفوري لتجنب أي مضاعفات، كما يُعد فقدان الوزن غير المبرر أو انخفاض حركة الجنين مؤشراً إلى الحاجة إلى مراجعة الطبيب.

وفي إطار العادات الغذائية الصحية في الصيام، يشدد خبراء التغذية على أهمية اتباع الحامل نظاماً غذائياً متوازناً يحد من أخطار انخفاض الطاقة والجفاف، مع التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف مثل البقوليات، والخضراوات، والفواكه المجففة، والحبوب الكاملة، بديلاً عن الأطعمة التي ترفع نسبة السكر في الدم بسرعة، كالحلويات. كما يؤكد المختصون ضرورة إدراج مصادر البروتين الصحية، مثل اللحوم، والدجاج، والبيض، والمكسرات، لدعم صحة الأم والجنين.

وفي سياق تأثير تغير مواعيد تناول الطعام في الصيام، قد يؤثر ذلك في مستويات النشاط والطاقة، ما يؤدي في بعض الحالات إلى الشعور بالإرهاق أو التوتر، وهو ما قد يؤثر في استقرار الحمل. ولتفادي هذه التأثيرات، يُوصى بممارسة أنشطة تساعد على الاسترخاء والحد من الإجهاد، نظراً لارتباط التوتر المستمر بزيادة احتمال انخفاض وزن الجنين أو التعرض للولادة المبكرة. وعلى صعيد استهلاك السوائل، يُنصح بتقليل المشروبات الغنية بالكافيين، مثل القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية، واستبدالها بالمشروبات الطبيعية كالعصائر الطازجة والحليب. كما يجدر الانتباه إلى أن بعض المنتجات، مثل الشاي الأخضر والشوكولاته، تحتوي على نسب متفاوتة من الكافيين، ما يستدعي تناولها باعتدال.

وفي ما يتعلق بالترطيب، فيُعد شرب كميات كافية من الماء عنصراً أساسياً للحفاظ على صحة الحامل في أثناء الصيام، ويوصي الأطباء بتناول ما لا يقل عن 1.5 إلى 2 لتر من الماء يومياً بين الإفطار والسحور، مع ضرورة تجنب المشروبات المدرة للبول، التي قد تؤدي إلى فقدان السوائل وزيادة خطر الجفاف.

منقول