![]() | #1 | |||||||||||
مراقبة،مشرفة عالمي..خيالي,الوثائقية،البحوث والمعلومات،روايتي كافيه،(قاصة ولؤلؤة ألتراس،لغوية،حارسة السراديب، راوي)،نشيطة،تسالي،متألقةومحررة جريدة الأدبي، صحافية فلفل حار،كاتبة عبير ![]()
| ![]() ![]() تحل علينا اليوم ذكرى العاشر من رمضان، الذكرى العظيمة لنصر أكتوبر المجيد، التي ستظل محفورة في وجدان كل مصري كرمز للعزة والكرامة والتضحية من أجل الوطن وستظل ذكرى العاشر من رمضان حافزًا للأجيال الجديدة للاستلهام من روح التضحية والعطاء، وترسيخ قيم الوطنية والانتماء. في هذا اليوم، نتذكر بكل فخر واعتزاز الذين شاركوا في حرب أكتوبر 1973 قرار مفاجئ .. أعقبه تداعيات كارثية .. قلبت كل الموازين .. وكادت تعصف بقيام حرب أكتوبر 1973 من الأساس..لولا بطل وطاقم عمله أنقذ مصر كلها من البقاء تحت الاحتلال الاسرائيلي لسيناء أو الاحتلال السوفيتي. تعالوا فقبل أقل من عام من موعد قيام الحرب ..أصدر الرئيس الراحل أنور السادات قرارا مفاجئا بطرد الخبراء السوفيت من مصر ... وكان لذلك القرار تداعيات كارثية منذ الوهلة الأولى.. فكيف يمكن لمصر أن تحارب دون دعم الاتحاد السوفيتي وخبرائه؟ وقبل أربعة أشهر فقط من الموعد الذي حدده الرئيس لشن الحرب.. نزل عليه الخبر كالصاعقة.. حين اخبره قادة سلاح الجو بأن وقود صواريخ الدفاع الجوي انتهت صلاحيته.. والسوفيت توقفوا عن تزويدنا بالوقود .. انهم ينتقمون لطرد الخبراء .. غياب صواريخ الدفاع الجوي يعني أن طيران اسرائيل سيدمر مصر أثناء الحرب افعلوا المستحيل".. هذا ما طلبه الرئيس السادات حينها .. وضرورة إيجاد حل فوري للتغلب على هذه العقبة.. وظهر الحل خلال أيام حين اقترح قادة بالجيش بالاستعانة بشاب مصري حاد الذكاء يعمل أستاذا بالمركز القومي للبحوث .. فماذا فعل الدكتور محمود يوسف سعادة؟ وكيف أصبح أحد أهم أبطال أكتوبر دون أن يطلق رصاصة واحدة أو يرتدي الزي العسكري؟ وتعالوا نشوق الموضوع بدأ منين * قرار طرد الخبراء السوفيت في عام 1972 قام الرئيس السادات بأصدار قرار جرئ جدا بطرد الخبراء السوفيت من مصر. وهو قرار صائب جدا طبقا لما توصلت له المجموعة 73 مؤرخين من شهادات أبطال وقاده حرب أكتوبر من حتمية التخلص من هؤلاء الخبراء قبل الحرب.. للأسباب التالية: - الخبراء السوفيت الذين وصلوا إلي مصر بعد هزيمه يونيو 67 كانوا علي درجه كفاءة عالية... ولكن تم تغييرهم علي مدار السنين بخبراء ذو مستوي متدني جدا أغضب الضباط المصريين الذين اصبحوا في مستويات أعلي بكثير من نظرائهم السوفيت. - تزامن ذلك مع وجود قلق أمني مخابراتي مصري من أهداف هؤلاء الخبراء، الذين لا يهمهم سوي كتابه التقارير للرؤساء السوفيت، وبالطبع مصر هي التي تدفع ثمن تواجد هؤلاء الخبراء وبالعملة الصعبة. -قيام الخبراء بإشاعة عدم القدرة علي تحقيق النصر علي الجيش الاسرائيلي داخل أروقة الجيش المصري، بواسطة هؤلاء الخبراء وقادتهم لدرجة أن تقديراتهم لخسائر الجيش في الحرب كانت فوق المستوي المتوقع والمقبول عسكريا، وتوالت التقارير عن تلك الروح التي بدأت تسري في الجيش المصري، وتوالت الشكاوي. - توالي الرفض السوفيتي لتوريد أسلحة هجومية للجيش المصري، خاصة بعد تولي الرئيس السادات الحكم، فالسوفيت لديهم طائرات ميج 23 وشاهدها الطيارين المصريين في روسيا، ورفض السوفيت الاعتراف بوجودها ولديهم رادارات وصواريخ أكثر حداثه مما لدينا ورفضوا الافصاح عن وجودها. ولهذا كله كان قرار طرد الخبراء قرارا صائبا وفي مصلحه الجيش المصري، خاصه وأن أعقبه تراخي في التعنت السوفيتي في بعض الصفقات المتأخره، فاعترفوا بوجود طائرة اعتراضيه لديهم أفضل من الميج 21 – تسمي الميج 23 وسافر طيارين مصريين للتدريب عليها فعلا، واعترفوا بوجود أجهزه حرب إلكترونية أحدث بكثير مما لدي مصر وكنا في حاجه ماسة لها. وتوقف الاتحاد السوفيتي عن إمداد مصر بإطارات الطائرات، ومن المعروف أن لكل إطار عدد مرات هبوط يتم بعدها استبداله، وكان توقف توريد الإطارات يعني توقف الطائرات عن العمل ومن ثم انخفاض كفاءة القوات الجوية تدريجيا حتي تصل إلي الصفر. وحاول الطيارين المصريين إطاله العمر الافتراضي باحترافيتهم المعهودة، عن طريق تقليل قوة الهبوط علي الأرض وجعل الهبوط أكثر هدوءا لتقليل استهلاك الكاوتش، وكان ذلك حلا مؤقتا. حائط الصواريخ وفي الدفاع الجوي .. كانت المشكلة تصل إلي حد الكارثة، حيث يتكون عموده الفقري من حائط الصواريخ من 90% كتائب سام 2 .. و 10 %كتائب سام 3 .. ووقود تلك الصواريخ له فترة صلاحية محددة، وأوقف السوفيت توريد الوقود للصواريخ .. فماذا يعني ذلك ؟ عدم وجود حائط صواريخ وعدم وجود دفاع جوي وعدم وجود حرب وبكل بساطه نلغي فكرة الحرب من أساسه فقد قامت خطه الحرب المصرية علي إدراك حقيقي لواقع أن القوات الجوية الإسرائيلية تتفوق تفوق كاسح علي القوات الجوية المصرية، وأن السيطره الجوية الإسرائيليه يجب وقفها بالدفاع الجوي ومن بعده القوات الجوية، أي أننا سنهاجم اسرائيل بأسلحه دفاعيه تحقق لهم خسائر عاليه لعدم وجود سلاح هجومي لدينا في ذلك الوقت يحقق نفس الخسائر. لكن مع وجود فرضية أن خلال الحرب أو قبل الحرب حتي، لن يكون للصواريخ المصرية وقود، فكان ذلك يعني بكل بساطه عدم وجود حرب من أساسه، ولايجاد الوقود يجب تقديم تنازلات للاتحاد السوفيتي كان دائما يطالب بها، مثل تواجد بحري وجوي ثابت داخل مصر يتبع الاتحاد السوفيتي فقط، وهو أمر يمس استقلاليه الأرض والقرار المصري بل ويمس كرامه الشعب المصري. محاولات حل الأزمة تحركت جميع أجهزة الدولة سرا محاولة حل مشكلة وقود الصواريخ. في يونيو من العام 1973 عقدت اجتماعات مكثفة شارك فيها كافة الخبراء، أحد اتجاهات التحرك كانت داخل مصر، اللجوء الي العقل المصري لحل تلك المشكلة فتم التوجه الى الأجهزة والمعامل الفنية داخل القوات المسلحة، إلا انها لم توفر الحل. وعلى الفور، تم الاتجاه إلى العلماء المصريين المدنيين، وفي سرية تامة تم عرض المشكلة عليهم. وخلال تلك الاجتماعات طلب أحد المشاركين الاستعانة بأستاذ في المركز القومي للبحوث، يبلغ من العمر 35 عاما، عرف عنه الذكاء الحاد والخبرة الكبيرة في هذا التخصص الدقيق. خلال دقائق انتقلت سيارة خاصة لمنزل العالم المصري، محمود يوسف سعادة، وطلب منه قائدها التوجه معه لمقابلة مسؤولين كبار، وفور وصوله عرضوا عليه تفاصيل المشكلة التي تؤرق الرئيس الراحل وقادة الجيش. توصل العالم المصري محمود يوسف سعادة مع المسؤولين في معامل الجيش إلى الحل السحري الذي أبهر السادات، وقرر بعده اتخاذ قرار الحرب، وتحديد موعدها بدقة، فقد أبلغه قائد كبير بالجيش أن المشكلة انتهت، ويمكن توافر الوقود اللازم خلال أيام. كان ما توصل إليه الدكتور محمود هو فك شفرة مكونات الوقود إلى عوامله الأساسية والنسب لكل عامل من هذه المكونات. وتم إجراء تجربة شحن صاروخ بهذا الوقود وإطلاقه ونجحت التجربة تماما. وكان لابد من استثمار هذا النجاح فتم تكليف أجهزة المخابرات العامة بإحضار زجاجة عينة من هذا الوقود من دولة أخرى غير روسيا، وبسرعة تم إحضار العينة، كما تم استيراد المكونات كمواد كيماوية، وانقلب المركز القومي للبحوث بالتعاون مع القوات المسلحة إلى خلية نحل كانت تعمل 18 ساعة يوميا. ونجح أبناء مصر مدنيين وعسكريين الذين اشتركوا في هذا الجهد العظيم، في إنتاج كمية كبيرة (45طن) من وقود الصواريخ، وبهذا أصبح الدفاع الجوى المصري على أهبة الاستعداد لتنفيذ دوره المخطط له في عملية الهجوم. وقد كانت مفاجأة ضخمة للخبراء السوفييت - كان مازال بعضهم موجودا – الذين علموا بما قام به المصريون دون استشارة أو معونة من أي منهم. لم تكن القوات المسلحة وحدها هي التي تقاتل حرب الاستنزاف أو تستعد لخوض حرب أكتوبر 1973، لقد كانت مصر كلها علماء وفلاحين وعمال ومهندسين وطلاب ومثقفين على قلب رجل واحد. لذلك يمكن القول بأن الدكتور سعاده وطاقم عمله أنقذ مصر كلها من البقاء تحت الاحتلال الاسرائيلي لسيناء أو الاحتلال السوفيتي. وبدون شك أن نجاح الدكتور سعاده في تخليق الوقود المصري للصواريخ، يعد أحد الأسباب وربما يكون أهم أسباب نجاح الدفاع الجوي في تدمير 326 طائرة إسرائيلية في حرب أكتوبر. إنه الأسطورة التى يجب أن نعلمها لاولادها واحفادنا .. محمود سعادة في سطور تخرج في كلية الهندسة قسم كيمياء صناعية، وتزوج من ابنه أستاذ التخطيط المصري الشهير سيد كريم، الذي يرجع إليه الفضل في وضع التصميمات والتخطيط العمراني لعدة مدن مصرية وعربية، مثل بغداد الجديدة ودمشق الجديدة وأبوظبي، وصاحب مشروع تخطيط القاهرة الكبرى عام 1952، وأول من أدخل عمارة الأدوار العالية إلى مصر. و كان عمر زوجته 16عاما عندما تزوجها، ولم تكن قد أكلمت دراستها، وساعدها العالم الراحل في إكمال مشوارها الدراسي، حتى حصلت على الدكتوراه في الآثار، وتقوم بالتدريس حاليا في الجامعة الأمريكية في القاهرة. يوسف سعادة عمل أستاذا بقسم التجارب نصف الصناعية بالمركز القومى للبحوث.. ثم شغل منصب نائب رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا ومدير مكتب براءة الاختراع فى التسعينات، ثم أستاذا متفرغا بالمركز القومى للبحوث. وقد حاز على جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون. توفي العالم الراحل في العام 2011، وشهد جنازته عدد من العسكريين والعلماء الذين كانوا على علم تام بدوره الكبير في حرب أكتوبر والنصر العظيم الذي تحقق لمصر والعرب. تهنئة للشعب المصرى العظيم، بهذه الذكرى الخالدة، فخر كل مصرى، وتحية إجلال وإكبار لكل بطل حمل السلاح، وكل طبيب أنقذ جنديًا مصابًا، وكل مهندس شارك في بناء الجسور أو تطوير المعدات العسكرية، وكل الشعب الذى وقف خلف القوات المسلحة داعمًا ومساندًا. رحم الله شهداءنا الأبرار، وأدام لمصرنا الحبيبة النصر والعزة. المجد لأبطال أكتوبر.. وتحيا مصر. ![]() | |||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|