آخر 10 مشاركات
البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          في ظلال الشرق (20) -شرقية- للكاتبة الرائعة: Moor Atia [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          7 - فتاة الأمس - فيوليت وينسير - ع.ج** (الكاتـب : حنا - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          روايه روحي لك وحدك للكاتبه (ريم الحجر) روايه رائعه لا تفوتكم (الكاتـب : nahe24 - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > المنتدى العام للروايات الرومانسية > منتدى روايات رومانسية متنوعة مكتوبة

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ماهو رأيكم في هذه الرواية بعد قراءتها ؟؟؟
الرواية في منتهى الروعة 25 75.76%
الرواية جيدة 6 18.18%
الرواية متوسطة 2 6.06%
الرواية ضعيفة 1 3.03%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 33. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-03-09, 01:28 AM   #11

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk



الفصل الخامس


- ميشيل .. حبيبتى ..
رفعت نحوه شفتين مرتجفتين وعينين براقتين دامعتين وببطء شديد امتدت يداها اللتان كانتا ممسكتين بكتفيه لتطوقا عنقه باستئثار وهي تهمس :

- إيان ..

حنى رأسه وأخذ يطبع القبلة تلو الأخرى حتى اتقد جسدها شوقا إليه فتلاشى كل اعتبار آخر وكل مخاوف متوقعة أمام الرغبة الجامحة التى احتوتها والهمسات الرقيقة التى أثرت أذنيها . لم تحس سوى رضا تام وسعادة لم تعرفها من قبل . أما هو فكان مدفوعا بحرارة المشاعر التى طالما أدخرها لها ولها وحدها . أحس برغبة في أن يذوب فيها وتذوب فيه حتى يندمجا معا ولا تقوى قوة في الوجود أيا كان نوعها على أن تفصل بينهما أو تفرقهما .اغمض عينيه وأصم أذنيه عن كل شئ آخر في الوجود عدا الفتاة التى احتوتها ذراعاه والسعادة التى فجرتها بداخلة .
أحست ميشيل وعلى مدى برهة طويلة وكانها تطفو في الهواء وقد شبع جسدها إلى حد الانتشاء . تلذذت بحركة عضلات ظهره وكتفيه من تحت أصابعها . احبت عناقه وقربه منها وتلك العلاقة الحميمة التى نشأت بينهما بمثل هذه القوة .
أحبت كل ذلك .. وكل شئ فيه .
أصبحت الآن تعرف أسباب الحاجة الملحة التى أحستها إليه وأسباب تاجج مشاعرها عند اللمسة الأولى منه , وإقدامها على التعرف عليه عن مثل هذا القرب دون تردد . لقد أحبته .. هو .. عدوها وآخر رجل في الوجود كان ينبغى ان تعشقه وتهبه نفسها . جميع الظروف تقف ضدهما . لكنها لم ترغب - في تلك اللحظة - في أكثر من أن تستسلم للتلذذ بهذه الأحاسيس الجديدة الغريبة التى لا تضارعها أحاسيس أخرى في الوجود .
قال إيان هامسا لها :
- آسف أن سببت لك ألما يا حبيبتى .
كانت ميشيل قد نسيت تلك اللحظات فقدمت إليه شفتيها لتحس خفقان قلبه لرؤية شفتيها المرحبتين ونظرة عينيها المتقدتين .
- كان ينبغى ان تخبريني بذلك ..
فهمت إليه بنبرة حانية :
- لماذا ؟ كي تتراجع ؟
- ما كان بوسعى ان أتراجع تحت أى ظرف كان حتى لو سقطت السماء فوق رأسينا . كنت متأججا رغبة يا ميشيل بحيث إننى كدت ألا أدرى بما كنت أفعله .
جذبته إليها حتى تشجعه على أن يضمها إلى صدره ثانية وسرعان ما أحس بأنها تستسلم لنوم هادئ بعد علاقة عاطفية ضارية توجت طول انتظارهما ومقاومتهما للجاذبية الظالمة التى أحسها كل منهما تجاه الآخر .
حاول بلمسة رقيقة أن يبعد خصلة من الشعر الحريرى الفاحم عن وجهها ويعيدها إلى خلف صدغها . ثم أخذ يبتعد عنها بحذر شديد حتى لا يوقظها لكنها تنبهت إلى ذلك واحتجت عليه بصوت يغالبه النعاس فأذعن إلى رغبتها وطوقها بذراعيه . أوت إلى صدره وانتظم تنفسها وهدأ .
أما إيان فلم يستطع ان يجد إلى النوم سبيلا بل ظل يفكر في جسامة الفعل الذى أتياه . رفض في بادئ الأمر أن يفكر فيما هو أبعد من اللحظة الحاضرة وأن يحدد طبيعة ما كان يدور بينهما وان يملى على ميشيل أن تقبل ذلك الواقع , لكنه سرعان ما تبين أن الأمر أكثر من جاذبية جسدية عادية .
علم جيدا ان هذه المشاعر الفياضة التى تعنى له النعيم سوف تقاوم بضراوة في عالمهما خاصة أن من يديرون المعركة من الرجال وبخاصة والد ميشيل وشقيقها من الخبراء المعروفين بفنون الحرب ولن يبديا اى تفهم ولا أى تعاطف .
أصبح عليه من الآن فصاعدا أن يواجه الحقيقة العارية والمعركة الأكيدة التى تنتظرهما . ضم ميشيل بحنان إلى صدره . لقد ولى اوان التراجع .. هذا إذا كان قد وجد أصلا .
جلست ميشيل على حافة فراش إيان ملتفحة بمنشفة وردية . سألته لدى مغادرته الحمام :
- أنت الذى فعلت ذلك ؟ لم يكن لدى من الثياب سوى جلباب بال ارتديته فوق ثوب السباحة ذى القطعتين .
- ألا تذكرين ؟
- لا . للأسف . وسوف أستعير منك شيئا أرتديه حتى يمكننى أن أعود إلى حجرتي .
جلس إيان إلى جوارها :
- لن تفعلى ذلك . ستبقين معى .
- هذه الليلة ؟
فاجابها بنبرة حانية :
- هذه الليلة والليلة التالية وكل ليلة تالية أخرى ممكنة .
فأجابته :
- حسنا .
- ينبغى أن نتحدث يا ميشيل .
مر بعينى الفتاة ظل أسى .
- لا أريد أن نتكلم .
- حبيبتى .. تعلمين جيدا أنه يبنغى علينا أن نتكلم .
ارتعشت شفتا الفتاة وارتسم الأسى والازدراء والخوف في عينيها .
- نعم .. أعلم .
قال مؤكدا :
- سوف نهتدى إلى حل ما . أما الآن فعليك أن تطلبى لنا طعام غداء هنا في الحجرة . سأعود إليك فورا .
- إلى أنت أنت ذاهبة ظ
- إلى متجر الفندق حتى يمكنك أن تتناولى الحبة ..
- آه .. واحمر وجهها .
- كنت من الانفعال بحيث لم أفكر في تحصينك . سامحينى .
- ولم يتطرق ذهنى أنا أيضا إلى ذلك .
اتقدت عينا إيان وهو يمرر يده فوق بطن الفتاة ويقول بنبرة خشنة :
- قد يكون الوقت قد تأخر جدا .
احتواها دفء لذيذ إزاء فكرة أن تحمل طفل إيان ومع ذلك وعلى الرغم من الحرارة التى حكمت علاقتهما العاطفية واتحادهما لم تفكر قط في احتمال حدوث ذلك الحمل . بل ولم يمكنها معرفة مشاعرها الحقيقة إزاء أمر كهذا . قالت - والابتسامة ترتسم على شفتيها وبنبرة لم تخل من المرح - :
- بذرة ستوارت تتخذ لها جذورا فى رحم فتاة لوجان ؟. إنه حدث يعيد أسلافنا من قبورهم !
طبع إيان قبلة على وجنتيها وهو يقول :
- وسوف يكون لوالدينا زبد الشفاه . ثم أضاف بعد لحظة : بغض النظر عما سيكون سوف نواجه مثل هذا الوضع معا .
أثناء تغيب إيان وبعد لحظة تردد اتصلت ميشيل هاتفيا بجاكي . قالت :
- جاكى . أريد أن أخبرك بأننى .. بأننى سوف أقيم فترة ما مع إيان . لا أريدك أن تقلقى على .
خيم صمت طويل بينهما . تحدثت جاكى بعده بصوت خال من الانفعال .
- هل مارستما الحب ..
- أيدهشك ذلك ؟
- لا . لا .. اتصل جوناثان منذ بضع دقائق أخبرته بأنك خرجت للتنزه وانك على خيرما يرام . أمقت الكذب يا ميشيل .
- لم تكذبى فانا على خير ما يرام .
- لو أخبرته بما حدث .. فإنك تخاطرين بأن تدفعى الثمن غاليا يا ميشيل .
وإذ لم تتوفر لدى الفتاة الرغبة في المناقشة تنهدت ورأت ان تؤجل الحديث في الموضوع بعض الوقت :
- سوف نعاود المناقشة في وقت لاحق . موافقة ؟
- موافقة .
ظلت ميشيل - بعد أن أعادت سماعة الهاتف إلى موضعها - مستغرفة في تفكير عميق تنظر إلى لا شئ محددا أمامها . لم يكن رد فعل جاكى سوى نسخة مخففة جدا مما ينتظرها في أتلانتا وما إن تغب عنها حتى تبدأ تحس بالتردد والقلق والضعف . طالما أحبته لكنها لم تكن واثقة دائما بأنه أهل لثقتها . واصلت الأفكار المظلمة تسلطها عليها والسيطرة على أعماقها . جاكى محقة فيما قالت من أن باستطاعة إيان أن يصيبها بجراح أعمف مما عسى أى رجل آخر أن يلحقها بها .
ومع ذلك لم يكن أمامها اختيار . أصبح عليها ان تواجه هذا الخطر . لأن حبها له قد أسقط كافة المعوقات والحواجز بما فى ذلك كبرياؤها .
بحكم نشأتها بالجنوب وبحكم مكانة والدها أعتادت أن تعتز بانها تحمل لقب لوجان لكنها من الآن فصاعدا سوف تنتمى إلى إيان إذا كان لايزال متمسكا بها . إذا حدث أن احتقرت نفسها لانها أصبحت تحمل اسم ستوارت - ففى هذه الحالة - فلا يبنغى ان يعلم بذلك والدها أو شقيقها . فإن هذا الحب يكون الشرارة التى تفجر العنف بين الأسرتين .
- هل ارتديت ملابسك ؟
وقف إيان الذى لم تسمعه يدير المفتاح بقفل الباب ينظر إليها عند عتبة الباب .
- نعم .
فأجابها :
- لا .
اختفى ليعود بعد بضع ثوان يدفع أمامه عربة طعام تحمل طعام غدائهما .
- جسدك مستور بقدر كاف بالنسبة إلى لكن ليس بالنسبة لعامل هذا الطابق .
- لكننى أرتدى ثيابا .
- هم .. تبدين مثيرة إلى أقصى الحدود بقميصى فوق ظهرك . هل سبق ان أخبرتك بانك رائعة الجمال ؟
- لا أذكر ذلك ..
- لابد إذن أن أكون قد أخبرتك بذلك بذهنى .. وكان هذا هو رأيى فيك منذ أن كنت في السادسة عشرة .
قال ذلك وهو يدفع بالعربة إلى الشرفة .
قالت متحيرة :
- ماذا ؟


اقترب إيان من الفراش جاذبا إياها إلى ذراعه :
- لماذا أنت مدهوشة إلى هذا الحد ؟






* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-09, 01:47 AM   #12

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk

- كنت هيكلا عظميا .
- كنت هيكلا عظميا رائعا . شعر جميل وعينان تحاكيان عيون المها . ظللت تسبحين بمخيلتى منذ ذلك الحين مثل لحن جميل لاينسى . وفي كل مرة كنت أراك فيها بين الناس في المسرح أو في استقبال كنت أسال نفسى . ما إذا كنت ترفضينى ثانية إذا ما دنوت منك ؟
قالت هامسة :
- ما كنت لافعل ذلك .
دعاها إيان إلى الذهاب إلى المائدة بعد أن ضمهما عناق حار . قال :
- يبنغى ان نتزود بقدر كبير من الطعام حتى نستعيد قوانا .
كانت الابتسامة الخفية التى صاحبت هذه العبارة كافية لأن تثير في ميشيل الرغبة من جديد بحيث فشلت كافة جهودها للتركيز على وجبتها .
أما إيان فظل يتناول طعامه على نحو تلقائى دون أن يحول عينيه عنها فقد تحولت - بداخل قميصه الكبير جدا بقسماتها الرقيقة وقد انسدل شعرها الحريرى الفاحم يخفى قدرا من مساحة وجهها - إلى تلك الفتاة الرقيقة ذات العشرين ربيعا التى طالما سلبته لبه .
بدا الاضطراب واضحا عليها ففهم أنها لابد تتساءل . كيف سيكون حالها أثناء فترة غياابه ؟ قالت أخيرا - وعيناها تتجهان إلى طعامها - :
- هل تعتقد أنه سيمكننا أن نضع نهاية لهذه الحرب الحمقاء ؟
فقال :
- لا أدرى .
قررت ميشيل أن ترفع نحوه عينيها الرماديتين :
- لم يتجه والدنا قط إلى العنف الصريح المباشر . هل فكرت في أن علاقتنا من الممكن أن تغير كل ذلك ؟
- سوف نحول دون حدوث مثل هذا التغيير يا ميشيل .
- كيف ؟ بان نقول لهما . إن هذا الأمر لا يخص أحدا سوانا ؟ لن يقيموا الأمر من هذه الزاوية . بان نقول لهم : إن العلاقة التى توطدت بيننا لم تكن بتخطيط سابق من جانبنا ؟ لن يقدروا ذلك يا إيان ولن يتفهموه أبدا .
قال بعد فترة تفكير :
- سيكون ذلك وبالا عليك . لن يتبرأ والدى منى مهما اشتدت حمية غضبه لاننى آخر ورثة آل ستوارت ؟
- هذا صحيح . اما والدى فسوف يكون .. أقل تعقلا . أكون سعيدة الحظ لو أنه سمح لى بالوقت اللازم لحزم أمتعتى . لكن جل ما اخشاه هو ما يحتمل أن يفعله بك وبوالدك .
اخذ إيان يدها من فوق المائدة :
- ميشيل ..
- كيف يمكننى أن أبلغه بالأمر ؟ وأخبر جوناثان ؟ أننى أخشاه أيضا لانه يمقتك .
فقال بصوت هادئ :
- لكنه يحبك ووالدك أيضا . يراودنى إحساس بأنهما لن يغضباك .
استعادت ميشيل يدها من قبضته :
- هل تعتقد ذلك بحق ؟ هل تحب ان أخبرك على وجه التحديد بما سوف يفكران فيه وما سوف يقولانه ؟ سيقولان : إنك كنت تخطط متعمدا للسخرية منى . وأنك قد أغويتني وانت هادئ الأعصاب . وكل ذلك بهدف واحد هو تمزيق أسرتنا . سوف يقولان : إنك استخدمتنى كأداة للإمعان في تعويق الانتهاء من العمل بعمارة والدى وإنك ..
- ميشيل .
نهضت الفتاة مترنحة وتوجهت إلى درابزين الشرفة تطل منه حتى لا ترى نظرات إيان التى تنطق بالعتاب على ما قالت . لكنه نهض أيضا وتبعها إلى حيق كانت حيث أدارها نحوه لتواجهه . صاح فيها :
- يا إلى ! لا ثقة لك بي على الإطلاق !
خفضت ميشيل نظرتها غير قادرة على أن تنظر إلى وجهه . قالت :
- لم أتوصل بعد إلى نسيان كل هذه الأقاويل الرهيبة التى ظلوا يرددونها على مسمعى في كل يوم تقريبا . أحاول ان أمحوها من ذاكرتي . لكن ذلك مستحيل . ولا انكر حقيقة أننى أفضل سلاح يمكنك أن تستخدمه إذا ما رأيت أن تدمر والدى وجوناثان .
فقال بصوت فاتر :
- وتعتقدين أيضا أننى أستخدمك في .. ؟
امتلأت عيناها بالدموع وهي تقول معترفة له :
- عندما تأخذنى بين ذراعيك لا أشعر بشئ آخر فى الوجود سوانا إياك وإياى .. لا يهمنى أى شئ من ذلك . لكن ..
- لكنك لا تصدقين انه ليست لدى نية تدمير أسرتك ؟
رفعت يديها تربت وجهه كى تخفف عنه المعاناة التى تسببت له فيها . استبد به اليأس وهو يواصل تأمله وجهها على نحو جاد .
- أرجوك يا إيان أنت الذى رغبت في أن نتكلم . أحاول ان أخبرك بأنه على الرغم من المشاعر والأحاسيس التى تثيرها بداخلى وواقع أنه لن يمكننى قط أن أكن لك أى قدر من الكراهية إلا أنه لا يمكننى أن أنسى ما كانوا قد لقنونى إياه منذ الصغر : إذا كان هذا هو وقع الأمر على أنا بعد كل ما حدث بيننا فلك أن تتصور وقعه على أسرتي ! لن يستطيعا - أبى وأخى - البقاء على قيد الحياة . سوف نقلتهما .
جذبها إيان بعنف إلى صدره . رفض - حتى تلك اللحظة - مواجهة واقع ان ما أحسه كل منهما تجاه الآخر من الممكن أن يستمرا بعيدا عن أسرتيهما وقد جاءت اللحظة الناسبة لأن يقر بذلك . تشدهما علاقات دماء وحب إلى معسكرين يسود بينهما عداء قديم فهما يتناحران على مدى بضعة قرون من الزمان ولم تقم علاقة واحدة جيدة منها - بهدف الحرص على استمرارها - ببذل أدنى جهد لوضع نهاية لتلك الحرب .
لن يتبرأ والده منه ولن يحرمه من ميراث لكن علاقته به سوف تصبح مشوبة بالمرارة ومذاق الخيانة . أما والد ميشيل وشقيقها فلن يقبلا قط أن يكون إيان شريكا لحياة الفتاة .
قال هامسا - وشفتاه تقبلان شعرها الحريرى - :
- سوف نهتدى إلى وسيلة نضع بها نهاية لهذه الحماقة . لابد أن نتوصل إلى مثل هذه الوسيلة .
استسلمت ميشيل كلية إلى هذا التوكيد المريح . أصبح التراجع مستحيلا بكل المقاييس . أزاحت كل هذه الأفكار الغامضة إلى موقع ما من ذهنها واستعادت إحساسا حادا بكل مشاعرها نحوه . علمت أن الرغبة التى تحتويها ذات طابع لايبشر بالأمل . لكن لا يمكنها الشفاء منها لكونها الشئ الوحيد المؤكد لديها من العالم أجمع . قالت بصوت هامس :
- أريدك .
وإذ كانت رغبته تفوق توقها إليه لم يسعه سوى أن يتمتم وهو يسعى إلى شفتيها :
- ميشيل .. ميشيل ..


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-09, 07:02 AM   #13

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل السادس

تساءلت جاكى بصوت شابته نبرة توتر :
- هل تحدثت مع جوناثان في هذا الأمر ؟
انقضت ثلاثة أيام تحينت الصديقتان بعدها فرصة تغيب إيان - الذى كان قد ذهب إلى قلعة فرنسا للوفاء بموعد مع أحد عملائه - لتتناولا غداءهما معا بشرفة الفندق . لم تتوافر لدي أى منهما شهية قوية للطعام وبدأ الحوار بينهما فاترا مملا . حنت ميشيل رأسها وهى تقول :
- حاولت لكننى .. لكنى لم أستطع .
- وما نهاية ذلك يا ميشيل ؟ لاحكمة فى ذلك ..
أجابتها الفتاة بصوت مرتعش :
- لو كنت تعتقدين أننى لا أحسب لخطورة هذا الموقف حسابا فأنت مخطئة . جاكى إننى شديدة الخوف مما يفلعه هو أو أبي إذا ما علما :
- وهل من الضرورى أن يعلما ؟
- بالتأكيد خاصة وأن الأمر لا يقتصر على كونه مغامرة .
التفتت جاكى تنظر إلى عينى صديقتها البراقتين .
- وهو كذلك . وماذا يقول إيان ؟
- حاولنا مناقشة الأمر بيننا لكننا لم نتوصل إلى أى حل . أيا كان ما نفعله فسوف يسئ ذلك حتما إلى أسرتينا . لم تكن العلاقات في أى وقت مضى على هذا القدر من التوتر الذى يسودها الآن . يتنافس والدانا للحصول على ذلك العقد الضخم ويبذل كل منهما قصارى جهده . لوضع العقبات فى سبيل الآخر . لا أعلم شيئا عما يجرى الآن فى أتلانتا . لكن جوناثان مقتنع تمام الاقتناع بأن آل ستوارت قدموا رشوة إلى بعض المفتتشين في محاولة لكسب بعض الوقت لصالحهم .
قالت جاكى مؤكدة ببساطة :
- ليست هذه هى المرة الأولى التى يفعلون فيها ذلك .
- هل تعتقدين ذلك بحق ؟ هذا هو الجانب المخيف لتلك الكراهية يا جاكي وإذا كنت لاترين ذلك فأنت عمياء لاترين شيئا .
- لكن عم تتحدثين ؟
- عن الافعال التى لم يقم عليها دليل قط . اتهامات على أحد الجانبين ونفى للاتهام على الجانب الآخر وهكذا دائما . لكنه مؤشر لمعركة خاصة . اتفق معك في أن جميع أهل الجنوب على علم بها لكنها غير معلنة . لا إجراءات ولا أدلة تخدم دعوى . ليس هذا اسلوبنا لأننا نرفض تشويه الآخرين لكننا نواصل كراهيتنا لهم لأن أحدا لم يحاول وضع نهاية لهذه المهزلة .
رمقت جاكى صديقتها بنظرة حازمة ثم قالت :
- وعلى حد علمى : إن حبك لإيان لن يضع لها نهاية . ومن ناحية أخرى ما الذى يؤكد أنه يبادلك حبك بمثله بحق ؟
ناقشت جاكى الرأى مرة أخرى . أحست ميشيل بأن ملاحظة صديقتها قد جرحت مشاعرها بسبب إحساسها بضعف لم تعرف مثله من قبل . لأن شكوكها المخيفة أبت إلا أن تلازمها .
قالت جاكى تذكرها .
- تلك الفاكهة المحرمة .. ربما كانت لديه هو أيضا الرغبة في أن يذوقها .
قالت ميشيل هامسة :
- لكن ذلك لا يكفى لدفعه لأن يخوض مثل هذه المغامرة الخطرة .
أجابتها جاكى :
- وبماذا يخاطر هو ؟ لن يحرمه والده من الميراث .. لأنه الوارث الوحيد لثروته . ومن ناحية أخرى قد يعتقد براندون ستوارت أن نساء لوجان أهل لمثل هذه التصرفات . ومضاجعتك ابنه يهيئ له سببا إضافيا لدغدغة والدك .
- كفي !
خفضت جاكى بصرها . إذ تبينت أنها قد بالغت في إطلاق العنان لأفكارها .
- حسنا . لكن عليك أن توقنى أنك تغامرين بالكثير . لن يقبل والدك ولا جوناثان علاقة حب تربطك بإيان . إطلاقا يا ميشيل إنهما يفضلان أن يرياك جثة هامدة أمام عيونهما .
نهضت ميشيل من أمام المائدة دون أن تنطق بكلمة واحدة وقد فاضت عيناها بالدموع متوجهة إلى حجرتها مثل حيوان جريح يقصد ملاذ عرينه .
أحست بحاجة ملحة إلى إيان .. إلى حماية ذراعيه القويتين ودفء جسده طاغى الرجولة . هو وحده الذى يستطيع إراحتها من المعاناة وتبديد الظلمات التى تجمعت من حولها وكادت أن تصيبها بالاختناق .
كانت قد وصلت بمشقة إلى حجرتها عندما فاجأها رنين الهاتف .
إيان ! خف لنجدتها ؟
- ميشيل .
سرت في جسدها قشعريرة خوف جمدت أوصالها . لابد أن يكون شئ خطير قد حدث حتى يتصل والدها بها هكذا .
- والدى ؟ ماذا حدث ؟
أجابها شارل لوجان بصوت فاتر :
- أصيب جوناثان فى ساعة مبكرة من صباح اليوم أثناء وجوده بموقع العمل .
سألته وقد استبد الخوف بها :
- وهل إصابته خطيرة ؟
- لا أعلم تماما . لم يخبرنى الأطباء حتى الآن بأى شئ محدد . كان شبه مغشي عليه عندما نقلناه من المستشفى لكنه تمكن من تحديد المسؤول عن إصابته .
قالت الفتاة مرددة وقد احتوتها برودة قاتلة :
- المسؤول ؟ لم تكن إصابته إذن أمرا عارضا ؟
- يا إلهى .. لا ! ..
هكذا صاح والدها بصوت قاتم أثار فيها مشاعر عنيفة رديئة .
استطرد والدها يقول :
- أمسك جوناثان بمخرب متلبسا بارتكاب جريمته وعندما كاد أن يتوصل منه إلى حقيقة دوافعه كاد الجدار الذى كان قد تعرض إلى عملية التلغيم الدنيئة ان ينهار فوقه .
سمعت الآن فى صوت أبيها رنين الكراهية :
- كان ذلك الابن الفاسق إيان يعتقد أنه بسفره بعيدا عن البلاد يمكنه أن يبعد الشبهة عن نفسه لكن حارس منشأته .
اضطر إلى الاعتراف .
كان ستوارت قد خطط لذلك منذ أسابيع مضت وبالأمس اتصل بالرجل المنوط به القيام بالعملية هاتفيا وأبلغه تعليماته بالتنفيذ . لو لم يكن قد توفرت لدى جوناثان فكرة عن هذا الأمر ولم يكن متواجدا بالموقع لكانت خسائرنا قد تضاعفت بمقدار عشرة أضعاف .
قالت بصوت خافت بدأ أن والدها لم يسمعه :
- لا ..
- أريدك أن تعودى إلى البيت يا ميشيل .
فأجابته هامسة :
- سأستقل أول طائرة .
- ستكون السيارة في انتظارك بالمطار .
أعادت ميشيل سماعة الهاتف إلى موضعها وقد أدهشها أنها لا ترتعد . أحست بخواء بداخلها وبأن أعصابها مخدرة تماما .
سألتها جاكى التى كانت قد تبعتها منذ أن غادرت الشرفة :
- ما الذى حدث ؟ إنك شاحبة مثل ميت .
قصت ميشيل عليها الحديث الذى دار بينها وبين والدها بصوت خلا من كل تعبير ثم أضافت قولها :
- يبنغى أن أعود .
- أعدى حقائبك وسأتصل أن بشركة الطيران . سأعود معك.
لم تحاول ميشيل إقناع صديقتها بغير ذلك . مرت الساعتان التاليتان فى زحام الاستعداد للسفر ولم تبرحها حالة التخدر التى انتابتها إلا على متن الطائرة المتجهة إلى أتلانتا وكى تفسح مكانها لإجهاد واضطراب من الحدة بحيث أفقداها القدرة على التفكير .
كان كل ذلك خطأ رهيبا . يبنغى أن يكون خطأ لأنه يستحيل على إيان أن يرتكب فعلا كهذا . لقد أكد لها أنه لم يحارب جوناثان قط مهما كان موقف هذا الآخير منه .. هل كذب عليها متعمدا ؟ هل احتواها بين ذراعيه بهذا القدر من الحرارة فى ذات الوقت الذى تأمر فيه على أسرتها ؟ لن يمكنها قط أن تحب رجلا على هذا المستوى من الخداع . على أية حال ستظهر الحقيقة فى الوقت المناسب .
ومع ذلك لاذت بالفرار مثل شخص جبان دون أن تترك له رسالة .. دون أن تجرؤ على مواجهته ؟ لأن شكوكها تمزقها .. هى التى يقتلها الأسى من أجل شقيقها والتى لن يراودها أى أمل من الآن فصاعدا في أن تضع نهاية سلمية لهذه الكراهية .
كانت سيارة المنشأة فى انتظارهما عند منفذ الخروج بالمطار حيث أقلتهما إلى المستشفى رأسا عبر المدينة الكئيبة التى خيم الضباب عليها وتساقطت أمطار الخريف بغزارة .. اصبح الفردوس بعيدا الآن .
أقبل شارل لوجان لاستقبالهما ببهو المستشفى . بدا طويل القامة قوي البنية يحتفظ في هذه السن - التى تجاوز الستين - بقوام معتدل لايتناسب مع مثل هذا العمر المتقدم . وكان وجهه غليظ الملامح والذى اكتسب سمرة من خلال حياة حافلة بالعمل في الهواء الطلق بعيد الشبه بوجه ابنته زى السمات الرقيقة والتى لم ترث عنه سوى لون عينيه الرماديتين.
أسرعت الفتاة إلى ذراعي والدها وهي تصيح :
- كيف حال جوناثان يا والدي ؟
- بخير . رضوض بالجمجمة ومواضع أخرى وتمزق بالرسغ . سوف يغادر المستشفى غدا .
رغم الارتياح الشديد الذى أحسته ميشيل على أثر ما سمعته من والدها تأثرت بملامح وجه والدها التى سادها التوتر وبالبريق الجليدى الذى لاح في عينيه مثل الصلب الذى حمى حتى أبيض لونه .
- هل يمكننى رؤيته ؟
- إنه موجود بالحجرة رقم 484 . وهو مستيقظ الآن .
وبأسلوب الإعجاب الرقيق - الذى طالما أتبعه فى حضور الفتيات خاصة إذا ما كن من الحسناوات - قدم شارل لوجان ذراعه إلى جاكى وهويقول :
- ما رأيك فى أن نتناول قدحا من الشاى أثناء زيارة ميشيل لشقيقها ؟
- ميشيل ! سامحينى إننى قد أفسدت لك رحلتك . ما كان واجبا أن يستدعيك والدي .
توجهت الفتاة إلى الجانب الآخر من الحجرة حتى تعانق أخاها الذى غطت رأسه الضمادات ووضع رسغه في الجبس . حملت نفسها على أن تقول :
- لا تكن أحمق .

كان جوناثان أسمر كبير الحجم ذا عينين زرقاوين فولاذيتى النظرات مثل والده . كمان كان صلبة الراى متعجرفا قليلا وسريع الغضب . ورغم الخمسة الأعوام الفاصلة بين عمريهما كان شديد القرب من شقيقته وعلى استعداد دائم لحمايتها بدافع من حبه لها تارة وبإحساس شديد بالمسؤولية الأخوية تارة أخرى .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-09, 02:01 PM   #14

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


والحب الشديد التى كانت ميشيل تكنه له لم يكن من قبيل الحب الأعمى لشقيقها . فعلى الرغم من أنها قد أصبحت فتاة ناضجة قادرة على حماية نفسها منذ أعوام من الاضطلاع بالمسؤولية عن نفسها كانت مدركة أن جوناثان دائما ما يعتبرها شقيقة صغرى متمردة . قال مبديا ملاحظته :
- لم تكتسبى اللون البرونزى تماما .
- هذا القدر كاف جدا . وبماذا أخبرك الطبيب ؟
قال جوناثان مزمجرا :
- قربي هذا المقعد واجلسى بجانبي .
أطاعته ميشيل دون أن تستطيع إخفاء عصبيتها . قال شقيقها لها :
- لاتحزنى هكذا . إننى بخير .
- ماالذى حدث يا جوناثان ؟
- إننى واثق بأن والدى قد قصه عليك .
- هذا صحيح لكننى أريد سماعه منك .
- ضربت بما سورة بعد ظهر أمس .
- من الذى فعل ذلك ؟
- لا أعلم عنه شيئا . مجرد شخص غريب . ربما كان أحد حراس ستوارت ظننت أنه يخون ثقته عندما نادانى كى يحذرني من أنه من الأفضل لنا أن نقوم على حراسة العمارة أثناء الليل .
- ومن الواضح أنك لم تفكر في إخطار الشرطة .
تحاشى جوناثان نظراتها :
- علمت بمن كان . وكنت أنتظر هذه الفرصة للقبض عليه منذ بضع سنوات.
- كان من الممكن أن تقتل .
- ليس هذا هو لب الموضوع . قررت أن أذهب إلى هناك بمفردي ودون أن أخبر والدي بشئ من هذا . كنت أشك في أنه سوف يحدث تخريبا خطيرا . بحثت بدقة في قاعة التحكم في المعدات الكهربائية ثم في بئر سلم المصاعد وهناك قبضت عليه . كان قد وضع هناك بعض المفرقعات لنسف الأسلاك .
- وماذا حدث ؟
- ما إن وضعت عليه يدى حتى حل أزرار قميصه . عرضوا عليه تفصيلا - منذ خمسة عشر يوما - ما ينبغى عليه أن يفعله ودفعوا له جزاءا من المبلغ نقدا على أن يسدد الجزء الباقى منه عند تنفيذ الاتفاق . وتلقى أمس الأمر هاتفيا بتنفيذ العملية . كان ستوارت من استخدمه .
- وهل هذا الرجل الغريب واثق بذلك ؟
- أمر واضح ! يا إلهى يا ميشيل لقد ذكره باسمه .
أملت عليها خبرتها في مجال البحث أن تتابع الموضوع .
- هل ذكر لك كيف تم استخدامه ؟ وهل التقى بإيان ستوارت شخصيا ؟
قطب جوناثان حاجبيه :
- لم تسنح لى الفرصة لسؤاله . كانت المتفجرات قد انطلقت وسقط فوقى ذلك الجزء من الجدار . لم أتذكر شيئا بعد ذلك . وعندما خف أفراد الحراسة لنجدتى كان المخرب قد لاذ بالفرار منذ زمن طويل .
رمقت ميشيل أخاها بنظرة فاحصة :
- اسمعنى يا جوناثان ربما جهة ما أملت على ذلك الرجل أن يقول لك ما قال . كيف تعرف أن مهمة هذه الجهة لم تنطو على إثارة آل لوجان ضد آل ستوارت قبل أن يكون هدفها هو تخريب المبنى ؟ ربما من أجل هذا أصابوك حتى يحركوك في مجال محدد .
سألها جوناثان متحيرا :
- لكن لماذا ؟
- تعلم ذلك أكثر منى . عقد تكترون تزيد قيمته عن بضعة ملايين من الدولارات . وآل لوجان وآل ستوارت هما المقاولان البارزان على مستوى أتلانتا لكنهما ليسا الوحيدين . إذا حدث إقصاء لهما فستحل جهة ثالثة محلهما . يعلم الجميع أن والدى وبراندون ستوارت يتسابقان لسرعة الانتهاء من الأعمال الموكلة إليهما حاليا . وفى حالة استبعاد منشاتيهما بناء على خلاف يحدث بينهما ستضطر تكترون إلى إستدعاء جهة ثالثة لتنفيذ مشروعها في الوقت المطلوب .
هز جوناثان رأسه :
- أنا واثق بأن آل ستوارت وراء كل هذا .
- جوناثان !
- يا إلهى يا ميشيل ! لقد حاولوا بالفعل تخريب مشروعاتنا . اشتروا بعض المفتشين بهدف تعويق اعمالنا .
- وكيف عرفت ذلك ؟
- أخبرتك قبل الآن بأن لدى مخبرا بالمركز.
- وهذا المخبر موثوق به ؟
- لم يخطئ معى قط . وأدفع له بسخاء لكى يحيطنى علما بالأخبار الأكيدة .
- من الممكن أن يكون مستخدما لحساب شخص آخر يدفع له مبالغ أكبر مما تعطيه أنت .
بدأ جوناثان يتململ في فراشه . وقال بنبرة توتر :
- لماذا تتحينين لآل ستوارت دائما فرصة الإستفادة بالبراءة لعدم توفر الأدلة الكافية لإدانتهم ؟
- ما خطؤهم يا جوناثان ؟ ليس لديك أى دليل ضدهم . ولم يكن لديك مثل هذا الدليل أبدا . كل ما لديك هو تقارير مخبرين مخادعين تدفع لهم أجرا ومن الممكن أن يتقاضوا من غيرك أجورا أعلى حتى يقولوا لك ما تأمل أن تسمعه منهم . جميع من في أتلانتا يعلمون أن آل لوجان و آل ستوارت متحفزون على الدوام كل ضد الآخر . عليك أن تعترف بذلك . لكن دون أن تخبرني . أعلم أنك لم تقدم بلاغا بالحادثة إلى الشرطة ولا إلى شركة تأمين . ليس هذا هو أسلوب الثأر لكنه تصرف على المشاع .
- وعلى ذلك .
- وعلى ذلك وعلما بأن آل لوجان وآل ستوارت لن يبحثا قط عن جان خارج الآسرتين من الممكن أن يستفيد طرف ثالث خارج الخصومة من الموقف وهو واثق بأن أحدا لن يقلقه أو حتى يتعقبه .
- هذا مضحك !
- أهذا هو رأيك ؟ وهل هناك أمر أكثر إثارة للضحك من معركة نشأت من مشكلة بسيطة لا يذكرها أحد تستمر لأكثر من خمسمائة عام بعد ذلك ؟ وهل هناك أمر مضحك أكثر من مطارحة الكراهية لأننا نفترض الكراهية بسبب إملائها علينا ؟
قال جوناثان مدافعا :
- إنهم أعداؤنا .
- هل أنت واثق بذلك ؟
- نعم , بعد ..
وصمت فجأة فسألته ميشيل فى اللحظة التى لاحت بذهنها ذكرى غامضة :
- بعد ماذا ؟ ذكرت لي في أحد الأيام عن شئ ما كان قد حدث لوالدى وبراندون ستوارت منذ مدة طويلة .
- انسى هذا الموضوع . لا شأن لك به ز
انفجرت ميشيل بصوت مرتعش ثورة :
- غير معقول ! انت ووالدى مستعدان لشن حرب شاملة ضد آل ستوارت وتدعى ان هذا الموضوع لا يخصنى . إننى جزء من هذه الأسرة ويحق لى أن أعرف أسباب كراهيتكما الشديدة لهم . أخبرني بها .
اجابها جوناثان بنبرة رقيقة :
- وهو كذلك . منذ خمس وثلاثين سنة مضت وقع والدي وبراندون ستوارت في حب امرأة واحدة . لم يذكر والدى لى تفاصيل الموضوع لكن يبدو أن هذه المرأة لعبت بالواحد منهما قبالة الآخر . كان والدى غارقة في حبها . أحبها حبا صادقا معتقدا أنها تبادلة ذات المشاعر . والأهم من ذلك أنه عندما وهبته نفسها ..
- ماذا حدث ؟
هز جوناثان كتفيه :
- بعد انقضاء بضعة أسابيع فأجاته بقولها : إنها قد أخطات وأنها في الحقيقة تحب براندون ستوارت . كانت خطبتها لوالدى قد أعلنت على الملأ تباهى براندون ستوارت بهذه الواقعة مثل طاووس مغرور إمعانا في إذاقة أبى مرارة الهزيمة . لا أعلم على وجه التحديد الذى حدث بعد ذلك . ربما كانت هناك مواجهة من نوع ما بينهما . وعلى أية حال تسببت هذه المرأة في الإساءة إلى كليهما .
حتى لو أدركت ميشيل جيدا مدى الكراهية التى كان من الممكن أن تتولد في والدها تجاه غريم محظوظ في الحب بدت الرواية لها مبتورة غير وافية .
- او لهذا يمقت والدى براندون ستوارت إلى هذا الحد ؟
- أو ترين أن كل هذا لا يكفى ؟ لقد أحب تلك المرأة يا ميشيل وسلبه ستوارت إياها .
- هناك أمر ما يبدو أنك قد نسيته يا جوناثان . والدى ووالدتى متزوجان منذ ما يزيد على أربعة وثلاثين عاما . وهذا يتنافى مع أن يكون كسير القلب إلى هذا الحد . ما لم يكن قد تزوج والدتنا خداعا . ما قولك في ذلك ؟
فقال جوناثان مزمجرا :
- لم أطرح عليه هذا السؤال .
- ينبغى أن تطرحه عليه . بل وينبغى على كلينا أن نطرحه عليه .
وعلى أية حال وحتى لو كانت هذه الرواية تكفى لتفسير كراهية والدى لتلك العائلة فإنه لا يترتب على ذلك وجوب أن نكن نحن أيضا لهم العداء بسبب واقعة حدثت قبل أن تولد .
- لكن بعد ذلك يا ميشيل يحاولون تحطمينا .
- مرة أخرى . هل أنت واثق بذلك ؟ ألا يمكنك أن تقدر إمكان أن طرفا آخر خارج هذه الخصومة يحاول استخدام آل ستوارت واستخدامنا لتحقيق مصلحة مباشرة ما ؟
أجابها ببساطة :
- قدمى لى الدليل على ذلك وسوف أصدقك . النظريات وحدها لا تكفينى .
نهضت ميشيل وهى تخاطبه بنبرة واثقة :
- أمر غريب للغاية ! لست بحاجة إلى أى دليل يؤكد اتهامك لآل ستوارت ؟
رأها جوناثان تتجه إلى باب الحجرة دون أن تنطق بكلمة واحدة فسألها بصوت خافت :
- ماذا أصابك ؟
- لاموسة . أنه حيوان ثديي صغير . من المعروف أن اللاموس يتجمع بين وقت وأخر عند حافة مستنقع ويجرى عملية إنتحار جماعى . ربما قد قيل لهم - أيضا منذ بضعة قرون - إن هذا ما ينبغى عمله ..
استغرق جوناثان قليلا في النظر إلى رسغه المحاط بالجبس ثم قال بصوت فاتر :
- سوف نرى في البيت غدا يا ميشيل .
غادرت الفتاة الحجرة مرهقة ثائرة . رأت أن غضبها هذا قد يكون :
راجعا إلى .. الخوف واليأس اللذين سيطرا عليها في الآونة السابقة . كل شئ من حولها أصبح مصدر ضيق لها : العناد الأعمى المسيطر على والدها وعمق كراهية جوناثان والسلف المجهول المتسبب فى هذه الورطة . وجبنها - هي - الذى حال دون أن تخبر جوناثان بما حدث في المارتينيك .
لم تتح الفرصة بأى حال من الأحوال أمامها لأن تخبر أسرتها بما حدث . لكن عليها مع ذلك أن تبذل محاولة في سبيل إيقاف هذه المهزلة . أو تخفيف حدتها عل الأقل قبل أن تقع حادثة خطيرة أخرى .. قبل أن يصاب فرد من الجانب الأخر .
كان فى نهاية الفترة الصباحية ليوم الغد أن أتيحت لميشيل فرصة عرض نظريتها عن هذه الأحداث الأخيرة على والدها الذى كان مثل جوناثان تماما في إصراره على عدم الاقتناع بها أو التحول عن رأيه قيد أنملة .
- كفاك حماقة يا ميشيل . اعترف الجانى لجوناثان .
- ربما شخص ما قد دفع له الثمن حتى يتفوه بهذه الأكذوبة .
- لا . لا . إنهم آل ستوارت بالتأكيد . وقد تمادوا في أفعالهم في هذه المرة . كان من الممكن أن يقتل جوناثان هذا ناهيك عن الزمن وعن المال الذى يقتضيه إصلاح ما تلف .
سألته وقد أصابتها التعبيرات القاسية التى ارتسمت على وجه والدها بعميق الأسى :
- وماذا تعتزم أن تفعل ؟
فأجابها :
- لا تقلقى .
- لا أقلق ؟ لكن يا أبى ..
وتدخل رنين الهاتف في هذه اللحظة.
- أجيبى الهاتف يا حبيبتى . يبنغى أن أرحل الآن لإحضار جوناثان من المستشفى . إذا كانت المكالمة لى فاطلبى من المتحدث أن يعاود الاتصال في غضون ساعتين أو ثلاث ساعات .
- آلو ..
- ميشيل !
كاد قلب الفتاة أن يتوقف عن نبضه ثم عاد ينبض بسرعة فائقة حتى كاد أن يرتطم بضوعلها . لا أحد غيره ينطق اسمها . هكذا لكن لم يمكنها الرد عليه خاصة في حضور والدها الذى وقف يرتدي معطفه على قيد خطوتين منها .
قالت بأدب شديد قبل أن تعيد السماعة إلى موضعها :
- رقم خطأ .
- أراك شاحبة جدا . هل نمت جيدا ؟
- في الواقع لا . هذه العودة المفاجئة ..
- استريحي يا حبيبتى .
ما إن غادر والدها البيت حتى قررت ميشيل البدء في التنفيذ . كما حدث فى الماضى ستتعرض الحالة الراهنة بين عائلتى لوجان وستوارت إلى خرف ما مرة أخرى . كلما أمعنت التفكير في الأمر تأكدت شكوكها بان طرفا دخيلا يعبث في الظلام . لأنه على الرغم من كافة أوجه الريبة التى تعرضت لها لم يمكنها أن تصدق لحظة أن إيان . ذلك الشاب المهذب الى أحبته من الممكن أن يكون له دور في أفعال التخريب التى وقعت .
أحست بتوق شديد إلى رؤيته والتحدث معه لكن لم يمكنها خوض هذه المغامرة . لأن عددا كبيرا من الناس في عالم الأعمال . ومجتمع أتلانتا الراقي يعرفانهما . وعند أدنى فكرة تصل إلى أذنى والدها يتفجر الموقف .
توجهت بخطي واثقة إلى الجراج . أملى عليها استعدادها وخبرتها في مجال البحث أن تبدأ بسؤال بسيط تتقدم بعده إلى الأمام .
حيرها ذلك السؤال : من صاحب المصلحة في إشعال نار العداوة بين آل لوجان وآل ستوارت ؟




* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-09, 02:52 PM   #15

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل السابع


جلس إيان بالقرب من الهاتف بمكتبه يحاول تهدئة نفسه . أحس برغبة ملحة في أن يعاود الاتصال بميشيل . تاق إلى رؤيتها والحديث معها لكنه تردد لعلمه باللحظات العصبية التى تواجهها بين شقيقها الذى كان ضحية حادث حملت بصمة ستوارت بشكل او بأخر وبين والدها الذى ما من شك في أنه بصدد التأمر للانتقام لنجله .
كاد عقله أن يطير قلقا على ميشيل لدى عودته إلى الفندق من موعده المتعلق بالعمل ليتبين أنها قد عادت إلى أتلانتا فجأة . كانت بضع الساعات التى تمثل زمن رحلة العودة إلى أتلانتا كافية لأن تطلعه على ما حدث . ورفض أن يصدق أنها لاترغب في أن تحدثه . كاد الشك أن يمزقه . ومع ذلك ظل يأمل في أن ترفض هي بدورها أن تصدق أنه المسؤول عن الحادثة التى وقعت لأخيها . لذلك ينبغى تلافى زيادة الموقف تعقيدا مهما كان الثمن .
سأله والده وهو يدخل المكتب :
- متى عدت ؟
- في ساعة متأخرة من الليلة الماضية ؟.
حيث إن إيان لم يكن صورت ناطقة لأحد أسلافه من آل ستوارت كان من الطبيعى أن يشك والده في أبوته له بقدر بعد شبهه عنهم . أما براندون ستوارت فكان أقرب إلى النحافة ذا شعر أسود بدأ الشيب يدب فيه عند السوالف وذا عينين في مثل زرقة الحبر وملامح دقيقة كادت أن تتسم بالرقة . اتصف بعدم الاكتراث والهدوء وانه يعالج الأمور بحكمة وبقدر من الفتور مهما بلغ مقدار غضبه . رجل متعقل من جميع النواحى . تعلم منذ وقت مبكر جدا أن يعامل آل لوجان باحتقار لكنه لم ير قط أنه من الواجب أن يغرس مثل هذه المشاعر في ابنه . فقد استطاعت زوجته المتوفاة منذ بضع سنوات أن تقنعه بانه من الخطأ أن يعلم إيان كراهية الآخرين .
وإذ كانت نشاطتهما من النوع الذى يتجرأ وينفصل بين الحين والحين . شغل الوالد والابن معا مكتبين بالطابق الآخير بإحدى أكثر عمارات أتلانتا ارتفاعا لأسباب تنظيمية عالمية .
اتخذ إيان له مسكنا لا يبعد عن المكتب كثيرا وعاش والده في شقة مزدوجه على مقربه منه وبذلك نشأت بينهما علاقة متينة أساسها احترام متبادل وتفهم بديهى كل للآخر .
وعلى ضوء ما كان لهما من تقارب في شخصيتهما كانت مواجهاتها قوية وإن لم يتجاوز جدالهما - قط - حدود اللياقة بحال من الاحوال .
سأل براندون ستوارت وهو يتخذ مقعده من خلف مكتبه الكبير الفخم المصنوع من خشب الصنوبر :
- هل انهيت مهمتك ؟
- نعم . يأمل هوارد أن تصله التصميمات بحلول أول العام حتى يبدأ البناء في الربيع .
- تبدو مكتئبا جدا لا كرجل اكتسب مؤخرا عميلا جديدا !
- أصيب جوناثان لوجان أمس بموقع العمل ..
هكذا أجاب إيان رغم علمه التام بأن والده لابد أن يكون قد ألم بتفاصيل الحادثة كاملة .
- مواقع العمل والورش من الأماكن شديدة الخطورة وهذا ما ينبغى أن يعرفه وهو في هذه السن ..
- لم تكن حادثة عارضة .
- ومن المفهوم أن يتهموننا .. هذا لا يقلقنى لأنه ليست لديهم أدنى فرصة لإنهاء الأعمال في عمارتهم قبل الزمن المحدد لذلك .
سأل إيان على نحو مباشر :
- هل أنت وراء كل هذا ؟
- لا بالتأكيد ! مفرقعات ! لى من العقل ما يمنعنى من التورط في كل هذا النوع من أعمال العنف .
- أرجو ذلك من كل قلبي .
سأل براندون ستوارت ابنه وهو يفحص وجهه باهتمام :
- أتعتقد أنه من الممكن أن أقترف شيئا كهذا ؟
- أعتقد أنه من اللمكن أن تقعل أي شئ تقريبا إذا ما كان الأمر متعلقا بآل لوجان . وبذلك .. لاتعمل شيئا ولم تكن حاضرا حدوث شئ .
أجابه الوالد دون توتر باد :
- سبق ان أجبتك . لن أقول لك : أننى مشفق عليهم لكن .. إننى لا أرى فى هذه الرواية شيئا غير عادى . اراك غاضبا . لماذا ؟
- نجحت بمشقة فى أن أتحدث إلى أحد رجال حراستهم المكلفين بالأمن .. أحد الرجال الذين انتشلوا جوناثان من تحت الأنقاض بعد وقوع الحادثة .
- وماذا ؟
0 قبض جوناثان على الجانى متلبسا وأدعى ذلك الرجل أننى أنا الذى كلفته بهذا العمل .
- أمر مضحك . لم تكن في أتلانتا .
- دنوت جدا من الحقيقة يا أبى . في رأيى أن هذا الرجل حصل على مبلغ من المال كى يحملنى مسؤولية هذه العملية بأن ينسبها إلى .
- بحق الله يا إيان ما لديك سوى رواية جوناثان عن الحادثة . من الطبيعى أن يوجه إليك الإتهام . كان بحاجة إلى هذا العذر حتى يحول الموقف إلى حرب معلنة .
حاول إيان الاحتفاظ بهدوئه :
- أبى . ألم يخطر ببالك قط أن طرفا ما يمكنه محاولة الاستفادة من المشكلات القائمة بين عائلتينا ؟ وأن دافع ذلك الشخص قد لا يكون إعاقة آل لوجان عن التنفيذ والانتهاء من الأعمال وإنما إثارة كل من أسرتينا الواحدة ضد الأخرى بهدف إعاقة كلينا عن إنهاء الأعمال بأى من العمارتين في التاريخ المطلوب ؟
- هذا غير مقعول .
- لأنك لاترى أنه يتفق مع منافسة قديمة مضى عليها خمسمائة عام .
توتر وجه براندون ستوارت قليلا ثم قال :
- وإذا أقررنا بصحة نظريتك فماذا تريدنى أن أفعل ؟
- طلبت منك ألا تفعل شيئا .. وألا تتدخل في الأمر على الاطلاق حتى لاتزيد الموقف سوءا قبل أن اتمكن من كشف سر هذه العملية .
- لو اعتقدت أن آل لوجان سوف يلتزمون الهدوء فأنت مخطئ ! سوف يوجهون إلينا ضربة قاسية وأنا لا أقبل ذلك .
بدأ إيان يتفهم المبررات التى ساعدت هذا العدوان على أن يستمر على مدى خمسة قرون . تتابعت الضربات التى سددت وتلك التى أعيدت على نحو تلقائى وبغير هدى . وبإضافة الكراهية والشكوك إلى هذه الحالة تتألف أكثر دوائر الحقد تعقيدا .
- أبى . يتعين أن يتصدى أحد لهذه المهزلة ويضع نهاية لها .
- هل ترى في نفسك الكفاءة اللازمة .
- أرى أن أحاول على الأقل . أن أميط اللثام عن حقيقة هذه الظروف لكننى بحاجة إلى مساندتك .
فكر براندون ستوارت طويلا قبل أن يجيبه :
- سوف أشدد الحراسة حول مواقع عملنا وسوف ألزم الصمت التام مؤقتا . هذا كل ما يمكننى أن أقدمه لك يا إيان . ولا تتوقع منى أن أقف مكتوف اليدين إذا ما تدهور الوضع .
يمنح هذا الاتفاق إيان بضعة أيام من المهلة ليتصرف خلالها . لكن وقبل كل شئ يلزمه أن يرى ميشيل .
تأكد منذ بدء علاقتهما أن ما يكنه لها يفوق الرغبة والحرارة لكن حاجزا ذهنيا يحول دون مواجهته الحقيقة . من الصعب أن يتخطى ميراث كراهية وفقدان ثقة على هذا القدر من القدم . وإذا أقر لنفسه صراحة فكرة اشتهائها فإن فكرة حبه لها تبدو له واهية إلى أن فرض هذا الحب نفسه عليه .
عادت ميشيل فى وقت متأخر من ظهر أحد الأيام من مكتبها - الذى كانت قد توجهت إليه لمتابعة بعض الأمور المتعلقة بالحادثة وانجاز بعض الاعمال - مرهقة تعانى إحباطا لأنها كانت أشبه بسابح فى الظلام .
- ميشيل ..
رأت جوناثان يهبط الدرج وقد علق ذراعه بشملة . بدا القلق واضحا عليه وكانت هى قد اختارت ان تبقى خارج المنزل طوال اليوم . خاطبته بنبرة رقيقة :
- أليس من الافضل أن تبقى في فراشك ؟
- لا . أنا بخير . أين كنت ؟
- جوناثان ! متى تقتنع أننى لم أصبح طفلة صغيرة بعد ؟
أجابها معاتبا :
- إنه سؤال بسيط يا ميشيل أيضيرك أن تجيبينى عليه ؟
- لا . أعتذر عن حدة طباعى . ذهبت أولا إلى موقع العمل . أردت أن أطلع على الأضرار التى حدثت . وأن احاول العثور على بقايا القنبلة .
فاجابها باهتمام شديد :
- ما كان ينبغى أن تفعلى ذلك . ثم سألها :وهل وجدت شيئا ؟
- بقايا صغيرة لأشياء أشبه بحطام قنبلة زمنية أو شئ من هذا القبيل .
أحس جوناثان بتقديرللمعطيات التى أسفرت عنها عمليات البحق التى قامت شقيقته بها رغم أنه لم يكن راضيا قط عن اختيارها لهذا النوع من العمل . إلا أنه لم تسره على الإطلاق فكرة عبثها بالمخلفات التى ينبعث منها الدخان بينما أن مستخدمه يتوقعون أن يشب حريق تلقائى منهم . ولا فكرة تعاملها مع أفراد غير موثوق بهم في محاولة للاتصال بشركات التامين بوسائل من شانها ان ترغمها على الاستجابة لطلباتها .
- لن تفيدك في شئ يذكر .
- على العكس . عملت منذ أقل من ..
قال جوناثان بنبرة مرح :
- حسنا .. وبماذا أخبرتك ؟
اجابته بنبرة تنم عن الارهاق :
- من الناحية العملية والفنية لن نجد الآلة المستخدمة في عملية التخريب إلا على الساحل الغربي لو توفرت لدينا العلاقات الطيبة وقدر كاف من المال لاستعادتها .
- ثم ..
- وقد بحثت .. منذ ما يزيد على العامين لم يتسلم آل ستوارت شيئا من الساحل الغربي وما يزيد على ستة أشهر لم تهبط طائرتهم الخاصة على الجانب الآخر لروشيز ومنذ أشهر عديدة لم يغادر أحد من مستخدميهم جورجيا .
- ياإلهى ! كيف اهتديت إلى كل ذلك ؟
- هذا هو عملى يا جوناثان أن اتعامل مع الالغاز . وحيث أن شركات التامين تتعاون أحيانا مع الشرطة توصلت بسهولة إلى هذه المعلومات .
- لابد - في هذه الحالة - ان تكونى قد تعرفت على امر ما هو أن واحدا منهم قد طلب هذه القنبلة الزمنية تليفونيا أو أن يكون قد توجه في طلبها مستقلا طائرة تابعة لخط طيران منتظم .
- لم يكن هناك اتصال تليفونى واحد بالنسبة للساحل الغربي سواء على خطهم الخصوصى أو بالمكتب منذ الصيف الماضى ولا الوالد ولا الابن أستقل طائرة بأى من الخطوط المنتظمة منذ ما يزيد على عام .
- لا بد أنهم قد بعثوا بمندوب عنهم .
- ولماذا يفعلون ذلك ؟
ولماذا يتصرفون على هذا النحو المضحك .. ويستخدمون بعد ذلك فنيا يعرف اسمهم ؟ لامعنى لكل ذلك . وشئ آخر يا جوناثان من الذى أخبرك بذلك ؟
- كيف تريدينى أن أعرفه ؟
- ألم تسأل نفسك ؟ ألاتجد هناك غرابة في أن شخصا ما قد حذرك سابقا؟
- ربما أحد مستخدميهم قد انتابه خوف مما سوف يحدث .
- تعلم جيدا أن مستخدميهم دائما ما كانوا بعيدين كل البعد عن مجال منافساتنا . ومن ناحية أخرى فإن استئجار الفنى ليس من سمات آل ستوارت .
توجه جوناثان إلى ركن المشروبات بحجرة الاستقبال ليعد لنفسه كأسا . أما ميشيل التى أحست للمرة الأولى في حياتها أنها قد نجحت في زعزعة ما اعتقده فقد تبعته إلى تلك الحجرة وجلست فوق المسند الجانبى لأحد المقاعد الجلدية الفخمة .
خاطبته بنبرة تصميم :
- جوناثان طريقة التخريب التى وقعت تتنافى مع أسلوب عمل آل ستوارت كما تتنافى مع اسلوبنا ايضا . حقيقة ان عائلتنيا ظلتا متناحرتين على مدى خمسمائة عام لكن لم تبلغ العلاقة بينهما حتى الآن من الخبث والإيذاء . ظهرت في بعض الاحيان على هيئة أساليب خائرة وفي أحيان أخرى مجانبة القانون والشرعية . لكنها لم تسلك أبدا أساليب العنف واقتراف الجرائم . ودائما ما كانت القاعدة المفضلة هي عدم إقحام الشرطة .
أصغى جوناثان إليها باهتمام ونظرته مركزة على كأسه . قال أخيرا :
- حسنا جدا . سأقوم ببحث الامر من جانبى . ربما تكونين غير مخطئة . من الممكن أن يكون هناك من يرغب في الفوز بعقد تكترون . لايوجد بأتلانتا سوى بعض المقاوملين الذين يمكنهم تنفيذ هذا العمل . يتعين أن ألتقى بهم في مقار اعمالهم في غضون بضعة أيام .
كبحت الفتاة تنهدا :
- ووالدي ؟ هل يمكنك أن تحول دون اقترافه حماقة ؟
- سوف أحاول .
تنهدت الفتاة ارتياحا وهى تقول :
- شكرا لك على ما توصلنا إليه من نتيجة .
نظر شقيقها إليها من خلال عينين طارفتين كما لو كان يحاول أن يفهم معنى ما تقول . سألها :
- ما الذى حدث لك ؟
أحست ميشيل بانها اشبه بوعاء شفاف يفضح ما بداخله . ولم تكن هذه المرة الاولى التى تتحقق فيها من أن بوسع شقيقها أن يقرأ ما بوجهها . والاكثر من ذلك أنه من المؤكد أنه أصبح يشك في أن شيئا خطيرا ما قد انتابها حتى تنبرى للدفاع عن آل ستوارت . ومع ذلك رات ان اللحظة المناسبة للإفضاء لشقيقها بهذا السر لم تحن بعد . أجابته :
- سبق ان قلت لك : إننى لا أريد أن اكون لاموسة الأعوام الخمسمائة مدة طويلة جدا .
كان جوناثان بصدد أن يطرح عليها سؤالا أخر عندما سمعا رنين الهاتف . قالت له :
- لا تتحرك . سوف أجيبه .


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-09, 03:32 PM   #16

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


ميشيل . لاتضعى السماعة .هكذا قال إيان عند سماع صوتها
احتوتها موجة من المشاعر اختلط فيها الحب بالمعاناة وبالخوف فلم يسعها سوى أن تغمض عينيها .

- ميشيل أرجوك . حديثنى .


قالت متنهدة على أمل الا يكون شقيقها مصغيا من حجرة الاستقبال :


- لا . ليس الآن .


- حبيبتى . أؤكد لك انه ليس انا .


- أعلم .


- لابد من أن أراك


- هذا مستحيل


- لنلتق في مكان ما . الآن


- ليس بوسعى .


قال بهدوء :


- في هذه الحالة سوف اتى واقرع ناقوس بابك .


علمت على ضوء حالته النفسية التى تعرفت عليها من نبرات صوته انه يعنى ما قاله . فضلت ميشيل أن تذعن الى طلبه خاصة وانها لم تصبح قادرة على فراقه مدة أطول .


- حسنا . أين ؟


- 324 ساوث هايلاند . سوف أنتظرك بالمدخل .


أعادت الفتاة السماعة إلى موضعها وهى تحاول أن تبدو طبيعية قدر استطاعتها أمام شقيقها الذى قالت له من عند عتبة الباب :


- ينبغى ان اغادر البيت الآن . أخبر والدى وليونا أننى لن أتعشى هنا .


كانت ليونا هى مدبرة منزلهم .


- إلى أين تذهبين ؟


- إنك دائم القلق يا جوناثان . إلى اللقاء.


ودون أن تترك له مزيدا من الوقت لمواصلة استفساراته أخذت معطفها وحقيبة يدها واسرعت الى الخارج . لم تستغرق رحلتها بالسيارة أكثر من نصف الساعة . كانت العمارة الحديثة التى أوقف أمامها سيارتها الكوجار في حراسة أحد رجال الأمن المتخصصين وكان جالسا من خلف مكتب بالبهو شديد الاضاءة .


وجدت إيان واقفا مع الرجل يتحدث اليه وما إن رآخا تدخل من الباب حتى أسرع إليها . ارتدى عندئذ بنطلونا أسود اللون مع قميص أبيض مشمر الكمين ومفتوح الياقة . فتنتها أناقته ورشاة خطوته . بدا هادئ الملامح حزين النظرات . أخذ يدها دون أن ينطق بكلمة وقادها نحو المصعد بينما استغرق الحارس في قراءة أحدى المجلات .


وبينما كانا فى المصعد سيطر على ميشيل إحساس بالسلام وبالثقة لرؤية يديهما متشابكتين . ظلا ملتزمى الصمت وإن كان انطباعها أنها صاعدة إلى الفردوس . توقف المصعد عند الطابق الرابع .


ما إن أغلق باب شقته من خلفهما حتى ضمها إيان إلى صدره بكل قوته بادرها بقوله بصوت أجش :


- لم تصدقى . لم تصدقى ما قيل !


قالت معترفة له :


- كانت تساورنى بعض الشكوك أثناء رحلتى من المارتينيك . بدا من حديث والدى أنه واثق تماما بما قال ! لكننى تأكدت بعد لحظة تفكير أن ذلك مستحيل وأنك لست الرجل الذى يقدم على مثل هذا الفعل .


عانقها إيان بحرارة قبل أن يهمس لها :


- عندما وضعت السماعة هذا الصباح انتابنى خوف شديد .


أجابته بقولها :


- كان والدى قريبا منى ..


اطال إيان نظرته البراقة إلى عينيها قبل أن يقول :


- أعلم انه ينبغى أن نتحدث لكن رغبتى شديدة إليك الآن .


أحست ميشيل بان ساقيها توشكان أن ترتخيا بينما تسارعت دقات قلبها . تركت حقيبة يدها تنزلق من فوق كتفيها وطوقت عنق إيان بذراعيها . قالت هامسة :


- وانا كذلك .


حملها فوق ذراعيه ودخل بها حجرته . منذ المرة الاولى - التى وهبته فيها نفسها دون قيد أو شرط - وضعته في حالة لا نظير لها . وحيث إنها لم تعرف رجلا من قبله أحس بانها قد اختزنت كل هذه السعادة له وحده . وبإصرار على مدى هذه السنوات مما بعث بداخله إحساسا بالفخار والاعتزاز بنفسه .


ما إن انزلها بجوار الفراش حتى امتدت يداه إلى راسها تنزعان منه الشريط الازرق الذي ابعدت به شعرها عن وجهها بينما انشغلت هى بحل أزرار قميصه .


همس لها فى ذورة البهجة بصوت كاد ألا يتعرف عليه :


- ميشيل .. احبك .


ثبتته بنظرة - من عينيها غير المصدقتين لما يجري بينهما - أثارت فيه إحساسا حال دون تحمله نظراتها التى قرأ فيها أحاسيس جياشة مذهلة ومخيفة كتلك التى يكنها لها .


قالت - وهى تحكم تطويق عنقه بذراعيها وتقدم إليه شفتين ناضرتين - :


- وانا ايضا احبك . يخيل إلى أننى كنت دائما أكن لك هذا الحب ..


كانت ميشيل قد أخطات عندما ظنت انها لن تعرف اتحادا بمثل قوة وعظمة ما كان فى المارتينيك لأن اعتراف كل منهما بعمق حبه للاخر حطم جميع الحواجز المعنوية السابقة التى كانت تفصل بينهما . احتوتها موجة ابتهاج عارمة فتدفقت دموع السعادة في عينيها ونطق لسانها بكلمات الحب الخافتة لقاء ما تقبلت أذناها .


كانت الرغبة فيما سبق قد جمعت بينهما برباط ود حميم لكن .. هذا هو الحب .. أرق المشاعر البشرية واقواها . الذى يتكلم الآن ويأمر بإقامة جسر عملاق من فوق تلك الهوة العميقة التى نجحت خمسمائة عام فى حفرها وتعميقها .


استلقيا يضم كل منهما ذراع الآخر في حجرة النوم خافتة الاضاءة يتعجبان لذة ما دار بينهما . رفعت ميشيل رأسها من فوق كتف إيان لتقول


- من الأفضل أن أتناول الحبة


- أنت محقة دون شك . يفارقني عقلى كلية عندما أقترب منك


أجرت ميشيل بعد عودتها من المارتينيك بعض حسابات تتعلق بدورتها الصحية ورأت أنه من الوجاب أن تتخذ إجراء وقائيا ضد الحمل وإن كانت تلك الحسابات قد أسفرت عن احتمال حدوثه بالفعل .


ورغم المشاكل التى من شانها ان تترتب على مثل هذه الظروف تمنت منذ بدء علاقتها بإيان أن تحمل في احشائها جنينه الذى تريد اكثر من أى شئ اخر في الوجود ولا تسمح لأى ظرف مهما كان أن يزعزع فيها هذه الرغبة .


سالها إيان وقد بدا وجهها غاية في الرقة والهدوء :


- فيم تفكرين ؟


على الرغم مما أضفته الرغبة على وجهها من فتنة أضافت هذه الحالة المزاجية إليها سحرا خفيا . رفرفت على شفتيها ابتسامة نشوى واحتوتها حالة من الهدوء الشامل . قالت :


- ليس من المستبعد أن أكون حاملا . هناك احتمال قائم .


احتقن وجه إيان وهو يطبع على صدغها قبلة حانية . تساءلت للمرة الأولى عما اذا لم تكن قد أهملت متعمدة تعاطى **** وقائي على امل خفى بأن تحمل هذا الجنين ؟


قال :


- اعلم أن مشكلاتنا لن تحل أبدا . لكننى لا أقبل فكرة أن تضيعى منى . تزوجيني .


همست ميشيل وقلبها يخفق فرحا ودون ما تفكير فيما سوف يكون عليه رد فعل أسرتيهما :


- نعم


ظلا صامتين فترة طويلة يتلذذان بمذاق سعادتهما وحسن طالعهما .


قالت ميشيل بعدها بنرة أسف :


- انقضت بضع ساعات على وجودى هنا معك


- لا أريدك أن ترحلى !


- ولا انا . لكن علينا توخى الحكمة يا إيان . تعلم ذلك جيدا .


- نعم . لكننى أصبحت لا أحتمل الاختباء مثل مراهق خائف من توبيخ أبويه . لا أريد أن تظل علاقتنا سرية ولا لقاءاتنا في الخفاء .


- ولا انا يا حبيبى . لهذا يتحتم علينا أن نضع نهاية لهذه الحرب أو أن نثبت للجميع أن طرفا غريبا هو الذى قام بذلك الفعل .


- وإذا لم نتوصل إلى شئ من هذا ؟


- أتزوجك غدا لو عرضت على الزواج او اعيش في اى مكان كان ما دمت انا معك رغم ما تمنيته دائما من الا اسبب جراحا لوالدى وجوناثان .


- وبهذه المناسبة . كيف حاله الآن ؟


- غادر المستشفى . استطعت تقريبا إقناعه بان شخصا ما وراء ذلك التخريب الذى حدث لكنه لم يفهم شيئا عن دوافعى لمحاولى اقناعه .


- هل تراوده اية شكوك عن موضوعنا ؟


- هم . يطرح اسئلة . واتساءل : ماذا سيكون رد فعل ؟ مر أسبوع كامل وكنت اعتقد انه سوف يحمل مسدسه ولكن


- لكن ماذا ؟


- لدى انطباع بانه متمسك بكراهيته دون ان يحسها بحق .


قال إيان مفكرا :


- إنها العادة .


- ومن جانبى بدأت عمليات البحث.


- هل اهتديت الى شئ ؟


احاطته ميشيل علما بموجز ابحاثها ثم تحدثت معه بعد ذلك بشأن ألة التحكم التى استخدمها الجانى .


- أعلم انها ليست عنصرا مهما في الموضوع لكنها تجلب من السحل الغربي من كاليفورنيا على وجه التحديد وانها باهظة الثمن .


قال إيان :


- هذا غريب . لماذا اختار ذلك الشخص الذى حاول إشعال نيران العنف بين أسرتنيا أن يستخدم ألة تحكم لا يمكن لأى منهما الحصول عليها بسهولة مع أن في متناول كلتيهما أى عدد تطلبانه من أصابع الديناميت ؟


- هذا ما يحيرنى أيضا . لو كان هدفه هو نسف الموقع كان من الأفضل له ان يستعمل ألة عادية لا واحدة كتلك .


- اتعتقدين أنه بإمكانك تتبع المشترى ؟


ترددت ميشيل قليلا ثم قالت :


- ربما . لكن ذلك يتطلب وقتا لشركة التأمين التى أعمل بها بفرع لوس انجيلوس واعرف شخصا هناك مدينا لى بخدمة


قال إيان :


- حسنا جدا . ومن ناحيتى ساقوم بعملية بحث فى أتلانتا . إذا ثبت أن احد منافسينا وراء كل هذه الاحداث فسيكون عدد كبير من الناس على علم بالامر .


قالت ميشيل :

- سوف يستغرق ذلك وقتا طويلا ايضا . حصلت من جوناثان على وعد بان يمنع والدى من ارتكاب اى عمل انتقامى لكنى اخشى على ضوء حالته الراهنة أن يخفق فى السيطرة عليه . لذلك يلزم سرعة التصرف .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-09, 04:13 PM   #17

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلم اديكي يا قمر

رواياتك دائما رروووعة حبيبتي

بننتظر التكملة


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-03-09, 12:01 AM   #18

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk



الفصل الثامن


صمت إيان طويلا ثم تنهد من اعماقه . قال :
- إنك محقة فيما تقولين وأتفق معك فيه . لكننى لا أعلم متى يمكننى احتمال عدم رؤيتك يا ميشيل ؟
كانت الفتاة تعانى فكرة الانفصال عنه أياما طويلة إن لم تكن أسابيع . لكنها أرادت أن تثق بانه لابد أن تكون هناك وسيلة ما لئلا يؤسسا سعادتهما على أنقاض أسرتيهما . قالت معترفة :
- لن يكون ذلك سهلا خاصة في غياب دليل على بلوغنا أهدافنا . ومع ذلك لايمكننا المخاطرة بأن نرى معا حتى من شخص واحد لأنه سيكون كافيا لإعلان الأمر على الملأ .
ضغط إيان فكه على شعرها الحريري وقال :
- حسنا جدا .
سألتها :
- ووالدك ؟ ماذا سيفعل عندما يعلم بحقيقة العلاقة بيننا ؟
- لا أعلم بصدق . لن يسعد بذلك وهذا ما لن أقبله .. لكنه على استعداد الآن لأن يعترف بأن طرفا ثالثا خارج الأسرتين هو المتورط في هذه العملية بعدما تأكد بنفسه أن أحدا من جانبنا غير مسؤول عن هذا الانفجار . لايجب أن يستغله أحد . وهذا أمر في صالحنا . سوف أواصل محاولة إقناعه .
قالت ميشيل :
- لو استطعت أن أكسب جوناثان إلى صفنا فسوف يساعدنى على إقناع أبى .
ثم أضافت بنبرة أسف :
- تأخر الوقت يا إيان ينبغى أن أعود .
داعب ريح خفيف وجهيهما عندما بلغا مدخل العمارة التى يقطنها إيان . أصطحبها حتى سيارتها وهناك بادرها بقوله :
- هذا مفتاح لشقتى تحسبا ..
فأجابته بنبرة مزاج لم تنجح في أن تخفى معاناتها كلية :
- تحسبا لأن يطردني والدى من البيت ؟
ربت إيان على وجنتها وهو يقول :
- لايمكننا - قط - أن نتكهن بما عساه أن يحدث يا حبيبتى . أريد أن يكون باستطاعتك أن تأتى إلى بيتى فى أية لحظة تشعرين فيها بالحاجة إلى ذلك .
- وهو كذلك يا حبيبى .
كان هناك أمر آخر يسبب قلقا لإيان . وجه نظرته إلى عينيها وقال بنبرة حادة :
- توخى الحذر يا ميشيل . من الآن فصاعدا أصبح لعائلتينا عدو يبغي إيذاءهما .
اقشعرت ميشيل خوفا . تخيلت فجأة السمات الشرسة لذلك العدو القاسى المجهول القادر على أن يضع متفجرات في أى من موقعى عمل الأسرتين ويسقط ضحية تلو الأخرى . قالت وهى تدير محرك سيارتها :
- سوف أتصل بك هاتفيا إذا وجدت أى شىء ..
- اتصلى بى على أية حال . سوف أفقد صوابى إذا لم أسمع نبرة صوتك الجميل . وقبل كل شئ .. لاتنسى قط أننى أحبك .
وبعد أن أغلق لها باب السيارة من الخارج قذف إليها بقبلة بيده بينما انطلقت بسيارتها متعجبة أنه لم يحاول أن يخفى عنها حقيقة مشاعره .
أوقفت ميشيل سيارتها فوق منحنى الممر المؤدى إلى منزل لوجان العريق . كان هناك مصباح واحد موقد بالرواق بينما سبح بقية المنزل في ظلام دامس . اتجهت ببطء وهدوء نحو الداخل وكانت بصدد وضع قدمها فوق أولى درجات السلم عندما سمعت صوت جوناثان منبعثا من عمق حجرة الإستقبال يباردها :
- ألم تتأخرى فى العودة ؟
توقفت ميشيل في مكانها تكبح رد فعل مضادا وتنتظر لحاقه بها عند قدم الدرج . لم تسمح لنفسها في ظل هذه الظروف أن تلومه على مغالاته فى فرض حمايته عليها . قالت بنبرة هادئة :
- رفعت الوصاية عنى منذ أن بلغت العشرين . وليست هذه هى المرة الأولى التى أعود فيها بعد منتصف الليل .
قال أخوها وهو يرمقها بنظرات استفهام ثاقبة :
- هذا صحيح .
تولد لدى ميشيل انطباع بأنه يتحرق شوقا إلى أن يعرف منها من أين عادت لكنه لا يأمل فى أن يسمع منها ردا . حرصت على أن تحتفظ بنبرات صوتها هادئة وهي تقول له :
- بذلت كل ما بوسعى للكشف عن ذلك الشخص الذى دبر عملية التخريب . ذلك المخبر الذى تعرفه بالحكومة .. أحب أن أتحدث معه .
أجابها جوناثان :
- إنه فى عطلة .
فقالت معلقة :
- حقيقة .. أمر طبيعى .
- أخيرا يا ميشيل عطلة مدى الحياة !
- في نوفمبر ؟
تردد جوناثان قليلا قبل أن يقول :
- لا ,. في أغسطس . وقبل أن تطرحى السؤال على : لا أعلم ما إذا كان قد طلبها هذا العام لأننى لم أكن بحاجة إلى خدماته فى الصيف الماضى .
- وهل أخطرك بقيامه بهذه العطلة ؟
- لا . طلبته هاتفيا في بيته هذا المساء فأجابتنى زوجته التى أفادتنى بانها راحلة للحاق به .
رأت ميشيل أن هذه العطلة تتوفر فيها عناصر الكارثة . لم يرق لها ذلك أبدا على الاطلاق .
- ميشيل ..
أحست الفتاة أنه يوشك على أن يطرح ذلك الاستفسار الذى تخشى أن تسمعه منه لهذا أسرعت تقول :
- ربما يمكننى العثور عليه .
- سوف يفقد وظيفته إذا بدأت استفساراتك عنه .
أجابت ميشيل التى لم تحمل للمخبرين الكثير من التقدير :
- سوف أتوخى الحكمة . وأؤكد لك أننى سوف أتمكن من كشف الحقيقة يا جوناثان . كان من الممكن أن تقتل ولا يعلم سوى الله ماذا أيضا من الممكن أن يحدث ..
ٍسألها شقيقها :
- وهل أنت واثقة بحق أن شخصا ما من خارج أسرة ستوارت هو المتورط في هذا العمل ؟
- كل الثقة . إننى بحاجة إلى اسم مخبرك هذا وإلى كل التفاصيل الممكنة عنه . سوف نتحدث فى الأمر صباح غد .
- حسنا . تصبحين على خير يا ميشيل .
- تصبح على خير .
لم تعرف ذلك الذى رأه جوناثان حتى لحظة توجهها لغسل وجهها من زينته حيث نظرت إلى مرآة الحمام . عندما غادرت البيت قبل بضع ساعات كان شعرها منتظما في خصلة شاملة كالمعتاد . لكنها كانت قد نسيت إعادة تصفيفه عندما غادرت شقة إيان فلم ينسدل شعرها حول وجها فحسب لكنه بدأ مشعتا تماما بفعل عبث إيان به .
سوف يطرح جوناثان عليها ذلك السؤال الذى يشغل باله عاجلا كان أو آجلا وسوف تضطر إلى الإجابة عليه .. أجلا أو عاجلا ..
كان هناك ستة من مقاولى أتلانتا ممن يعتبرون أكفاء للاضطلاع بمشروع كذلك الذى يغطيه عقد تكترون . وعلى ذلك كان يتعين على ميشيل تقصى ما إذا كان أحد هؤلاء بسبيله إلى تجميع أو تركيب معدات أو مهمات أو استخدام أيد عاملة تليق بمشروع كبير . كما كان عليها أن تبحث حتى تقف على أولئك - من بينهم - القائمين بالفعل بتنفيذ مشروعات كبيرة حتى تستبعدهم من مجال استقائصها . وكان ينبغى عليها أيضا جمع المعلومات اللازمة عن أصحاب تلك المنشأت حتى تتعرف على من يتميزون بالطموح أو بالاندفاع الشديد وراء الكسب منهم فتولى شأنه عناية خاصة .
أجرت كذلك اتصالا بستيف أستون زميلها بالساحل الغربي حيث طلبت منه محاولة الاهتداء إلى مشترى ألة التحكم المذكورة . ومع ذلك ورغم المجهود الذى بذلته فى عملية التقصى التى قامت بها ورغم عودتها إلى عملها بدت الأيام لها وكأنها لاتنتهى .
أنقضت أربعة أسابيع دون أن تكشف هى ولا إيان عن جديد . تصاعدت التوتر بينهما حتى كاد أن يكون محسوسا فى مكالماتهما الهاتفية المقتضبة . ولم تكن حالة التوتر التى أصابتهما راجعة إلى الإحباط المترتب على عدم استطاعتها اللقاء فحسب بل إلى الخوف من تدخل جديد من جانب المخرب .
كان شعاع الضوء الوحيد الذى أضاء نهاية تلك الأسابيع المظلمة هو تأكد حملها . وكان فرحها بهذا النبأ يجمع بين الحلاوة والمرارة فى ذات الوقت .. امتزجت فيه السعادة الكاملة - التى تحسها امرأة تتوق بكل كيانها إلى إنجاب هذا الطفل - بالأسى الناشئ عن عدم قدرتها على أن تنسى أن هناك فى الظلام عدوا مجهولا قادرا على أن يحطم كل ما تحبه .
كان هذا النبأ من الاهمية بمكان بحيث يتنافى مع إبلاغه هاتفيا لهذا قررت ميشيل أن تحجبه عن إيان حتى لحظة لقائهما .
لم تأت الردود التى وردت في النهاية إلا بقدر إضافى من الإحباط . إذ لم تؤد إلا إلى مزيد من الاستفسارات . وأفاها ستيف على جهاز الكمبيوتر بقائمة بأسماء جميع من حصلوا على مثل هذه الألة على مدى الستة الأشهر السابقة دليلا على أنه قد أنجز هذا العمل على اكمل وجه .
اتصلت هاتفيا به على الفور :
- أسكرك على هذه المعلومات .
- أخبرينى بما إذا كانت القائمة التى أرسلتها إليك تضوح لك ما تطلبين .
قالت :
- لست واثقة بذلك بعد لأننى قد تبينت من البحث فيها أنه من بين الأسماء الثلاثين التى تضمنتها القائمة سبع وعشرون اسما خاصا بقاطنى الساحل الغربي ممن يعملون فى مجال الهدم بصفة قانونية . يخيل إلى أنه لم يمكنك الاهتداء إلى عناوين الأسماء الثلاثة الأخرى؟

- هذا صحيح . وقد تكون هذه الأسماء غير صحيحة أيضا . اشترى ثلاثتهم ألة كهذه من رجل يبيعها بطريق غير مشروع . ودفع ثلاثتهم الثمن نقدا لدى وصف اثنين من هؤلاء الأشخاص الثلاثة : جورجينا نورمان شقراء في حوالى الثلاثين من العمر بدت وكأنها تطلب الموت لشخص ما . وروبيز أندروز وهو رجل نحيف وضيع من بيئة مهربين بالتأكيد هذاهو رأى البائع فيه على أية حال .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-09, 12:41 AM   #19

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


سألته ميشيل وهي تنظر إلى ثالث الأسماء على شاشة جهاز الكمبيوتر :

- ونيكولاس سميث ؟

واجاب ستيف متعجبا :
- الأمر مشكلة بالنسبة له . يؤكد بائعنا اللعين أنه لا يذكر هذا الرجل على الإطلاق . لكننى أود أن أخبرك بصدق أنه يبدو عليه بحق أنه تلقى ثمنا مقابل صمته . أتعتقدين أن الرجل الذى تبحثين عنه أهل لأن يكون قد اشترى صمته ؟
قالت ميشيل :
- هذا ممكن ستيف .. هذا الرجل هل هو على استعداد لأن يتكلم في مقابل مبلغ وفير مغر ؟
- إنه يبيع لمن يعرض ثمنا أكثر . ما حدود استعدادك ؟
- الحدود التى ينبغى سدادها . أبلغنى بالمبلغ المطلوب وسوف أحوله لك .
- سوف يتطلب العثور عليه بضعة أيام أخرى لأنه يمارس نشاطه في سيارة ولا يبقى في مكان واحد مدة طويلة .
- في انتظار اتصالك .
- وهو كذلك . إلى اللقاء يا ميشيل .
تضاعف إحساس الفتاة بتلك الشكوك حول شخص قادر أن يقدم رشوة في سبيل ألا يعثر عليه . أما بالنسبة لمنشأت أتلانتا فكانت قد استبعدت أربعا من بينها لانشغالها بتنفيذ مشروعات تتطلب استخدام كامل مواردها لذلك إذا ما ثبت لها ان المنشأتين الباقتين لا طاقة لهما التعامل مع عقد تكترون فسوف يتعين عليها عندئذ البحث عن دافع أخر للتخريب .
تحولت الأيام إلى أسابيع وتصاعد الغضب بداخله . لم تسفر أى من الخطط - التى أعدها بكل عناية . ولا التحركات التى رسمها ونفذها بمثل دقة لاعب الشطرنج - عن النتائج التى توقعها .
شئ ما يسير في عكس الاتجاه . وردود الفعل على غير المتوقع كان من الواجب أن تبلغ المعركة الأن ذروتها ويكونون في طريقهم إلى التمزق تحت نظرات عيون المخربين . لكن بدلا من ذلك ظل التوازن غير المستقر بين الأسرتين على ماهو عليه متأرجحا في صالح الجميع وضدهم في ذات الوقت .
أملى على نفسه احتواء ثورته وهو يفكر طويلا في الوضع الراهن . أهواء القدر الغريبة التى بدأت تتجسد يمكنها بلا شك أن تمد له يد العون . لكنه قرر ألا يستفيد منها إلا بأقصى حدود الحذر والدقة حتى يسدد الضربة القاضية في اللحظة المناسبة .
تولد بداخله انطباع بأن يدا خفية تفسد خطته التى اعدها ورتب لها بإتقان بالغ وترد إليه ضرباته . تأكد من أن ثمة من يخطط للاستفادة من هذا العنصر الجديد - الذى يعتبره بمثابة سلاح - كوسيلة لتضميد الجراح . ليسوا هم دون شك لأنه يستحيل عليهم التغلب على ذلك الذى فعله بهم . لن يمكنها الثقة به قط بعد ما تسبب في إصابة شقيقها والدليل : أنهم لم يعاودوا الظهور .
تامل ألة التحكم الموضوعة فوق المنضدة وانتابته ثورة الغضب . ياللدمار ! أصبح مضطرا لخوض مزيد من المخاطر وللتخبط في إحراز أدنى قدر من الحماية . إذا لم يتصرف في هذه المرة فربما كانت هناك ضربة قاضية . ومن الواضح أن احتمال تدخل الشرطة قائم إذا ما كنت هناك وفيات . ولن يبحث أحد عن الجانى خارج نطاق الأسرتنين . لم تسقط أية ضحايا منذ ما يزيد على قرن من الزمان . لقد حانت اللحظة الحاسمة التى تعلمهم سطوة الكراهية .
مثلما حدث في الشهر الماضى بدأ ديسمبر بموجة أمطار غزيرة شديدة البرودة أثارت في النفوس أسى عجزت نوافذ العرض - التى تهيأت بكامل زينتها لاستقبال أعياد الميلاد والمدينة التى بدت سابحة في الأضواء المبهرة - عن محوه أو التخفيف منه .
ارتدت ميشيل معطفها المصنوع من الفرو في كل صباح حتى تتوجه إلى عملها الذى ترك لها - في هذه الأونة من العام - قدرا من وقت الفراغ كانت تستغله في متابعة عملية التقصى التى اضطلعت بها .
باءت كافة الجهود - التى بذلت فى سبيل الاهتداء إلى ذلك المخبر الذى كان جوناثان يتعامل معه - بالفشل . نجح ذلك الرجل فى الاختفاء عن العيون تماما . ومن خلال متابعتها للمعلومات التى تداولتها بكل دقة أحست ميشيل بمشاعر الإحباط تتصاعد بداخلها وكما لو أن شيئا مهما قد ضاع منها .
حضر جوناثان في ساعة متأخرة من أحد أيام الجمعة إليها بمكتبها دون ما إخطار سابق . وكان قد رتب لمنع والده من اقتراف عمل انتقامى ضد آل ستوارت وفاء لوعده إياها . كانت ميشيل أنذاك في شبه مأزق إذ لم ينطبق على أى من المنشأت المنافسة تلك الظروف والمواصفات التى كانت تبحث عنها . بادرها بقوله :
- إنك تعملين كثيرا . لن يمكنك مواصلة مثل هذا الإيقاع. فقدت قدرا كبيرا من وزنك وتبدين من الضعف بحيث أخشى أن ألمسك .
كان طبيبها قد قدم إليها نصائح مماثلة لافتا انتباهها إلى أنه لن يسمح لها بأن تفقد أكثر من أربعة كيلوجرامات من وزنها فى بداية الحمل . وبناء على هذا الرأى أملت على نفسها تغذية أفضل وقدرا أكبر من النوم . لكنها لم تتمكن من إبطاء إيقاع العمل . أحست مع انقضاء كل يوم بان كارثة محققة توشك ان تقع وأن عليهم أن يمنعوها وبأقصى سرعة .
قالت :
- حسنا . حسنا . سأعود معك .
- حسنا . وبذلك يمكنك ان تنالى قسطا من الراحة قبل موعد الحفلة .
- أى حفل ؟
- ألقى نظرة على نتيجة المكتب . أنها أمسية الحفل الخيري السنوى لصالح الأطفال الأيتام . عيد الميلاد على الأبواب .. اشتريت تذاكرنا منذ شهرين كما هى عادتنا فى كل عام .
- لا أعتقد أننى ..
فقاطعها بقوله :
- هيا . حضورك هذا الحفل سيفيدك وجاكى ستكون هناك أيضا .
تذكرت ميشيل على الفور أن إيان أحد المعاونين في هذه الأمسية الخيرية في كل عام . من الحماقة أن تفكر في أن تجده في ذات المكان الذى حجزت تذاكرهم فيه دون أن تفضحها مشاعرها لكن رغبتها الملحة في أن تراه وأن تتحدث معه وان تلمسه وان تبوح له أخيرا بسرها كانت أقول من كل اعتبار . قالت :
- وهو كذلك . ووالدى هل يأتى أيضا ؟
- لا . أخبرنى بأنه مشغول جدا .
وقفت ميشيل أمام المرآة بعد انقضاء ساعتين وبعد حمام دافئ استغرق مدة طويلة . صرف عن عضلات كتفيها وظهرها آلام التوتر . كانت ترتدى قرطها الماسى مضيفة بذلك اللمسة الأخيرة لزينتها .
جمعت شعرها في ذؤابة رقيقة فوق قمة رأسها خرجت منها بضع خصلات رشيقة انسدلت حتى ما فوق كتفيها . وأكد ثوبها الحريرى اللامع - رمادى اللون راقى الطراز ذو الكمين الطويلين وفتحة العنق العميقة التى اتخذت شكل 7 - رشاقة قوامها ورقتها .
ونظرا لشدة انشغالها - على مدى أسابيع طويلة بحيث لم تتأمل وجهها فى المرآة بعناية - لحظة وللمرة الأولى علامات التوتر واضحة عليه . ومع ذلك وعلى الرغم من نقص وزنها لم تبد عليها معاناة أو إرهاق .
بدت عيناها أكثر اتساعا ووجنتاها أكثر نضرة كما لو كان هناك تغيير داخلى قد تعامل مع مظهرها الخارجى فجعلها أقل نحافة عن ذى قبل .
أعتقدت ميشيل أن الطفل الذى تحمله في أحشائها هو المسؤول عن هذا التغيير . هناك من الآن فصاعدا رباط وثيق قائم بينها وبين إيان لايمكن لقوة فى الوجود أن تفمصه . أثمر حبهما حياة جديدة .. كيانا بشريا صغيرا ينتمى إلى لوجان وستوارت فى ذات الوقت . أضفى هذا الدليل عليها قوة تشبثت بها دون انقطاع .
توجهت إلى الصوان لتحضر المعطف الطول الذى كانت جاكى قد حثتها على شرائه في الخريف السابق .. وحيث إنها لم تجرؤ قبل هذه اللحظة على أن ترتدى هذا المعطف ذا اللون الأزرق الباهت وغطاء الرأس المبطن بالفراء الأبيض الذى بدا لها الآن مثيرا وجذابا . وضعته فوق كتفيها دون تردد ولحقت بشقيقها الذى جلس بحجرة المدخل ينتظرها .
أخبرها شقيقها وهما فى السيارة بما تكشف له مؤخرا فقال :
- حيث إنه لم يمكنا العثور على ذلك المخبر قصدت صباح اليوم فم السبع . قمت بزيارة إلى أحد المضطلعين بالتفتيش على المعدات الكهربائية ومعى تقارير موقع عليها من مقاولين أخرين تفيد بانه قد قبل بعض الهدايا القيمة مقابل تعطيل العمل فى مواقعهم .
- وهل قال شيئا ؟
- عم تتعجبين ؟.! لقد اعترف بانه قبل رشوة مقابل تعطيل سير عملنا . تلقى تعليماته هاتفيا . تسلم نصف المبلغ المتفق عليه نقدا ومقدما على أن يدفع له النصف المتبقى عندما يضطر فريق العمل لدينا إلى التوقف تماما . لا يعرف الشخص الذى أقدم على رشوته بالتحديد لكن من خلال حواره معه يعتقد أنه ينتمى إلى آل ستوارت .
- وهذا غير صحيح .
فقال جوناثان مؤكدا :
- إطلاقا . لا أصدقه .
- لماذا ؟
- لأن ذلك المفتش كانت لديه معلومات أخرى كنت أجهلها قبل لقائى به وعلمنى ذلك ألا أكتفى بالنظر إلى ماهو عند قدمى مما حملنى على الاقتناع بتورط آل ستوارت فى الحادثة .
- زدنى .
- يبدو أن ذلك يرجع إلى بضعة أسابيع ماضية عندما اعلن عن طريق مكالمة هاتفية بالعربية . أن هناك من يسعى للإيقاع بين عائلتينا . علم الجميع بالنبأ . ففتشوا الموردين أثناء مرورهم بعمال الورش . مبالغ كبيرة دفعت فى زجاجات المشروبات لكن الجميع يجهلون من هو صاحب اليد الخفية التى تدير هذه العملية . قيل . إن هذا الشخص يحصل على بياناته من الداخل بصورة أو باخرى .
- تعتقد أنه قد اشتراهم ؟
اطلق جوناثان تنهد إحباط :
- وقد اشترى الباقين أيضا !
- هل والدى على علم بذلك ؟
- حاولت التحدث معه لكنه لم يصدقنى . لايزال مقتنعا بأن آل ستوارت وراء كل ذلك . ولست واثقا بانه يمكننى منعه مدة طويلة بعد الآن من اقتراف أى فعل يراه .
جزئية أخرى شغلت ذهن ميشيل :
- جوناثان . هل لديك فكرة عن المبلغ الذى أنفق في شراء زجاجات المشروبات هذه وفي الرشا ؟
- من المؤكد انه يقدر بمئات الوف الدولارات .
- هذا يستبعد بالقطع منافسينا الأخيرين لأن ارصدتهما مجمدة وليست لديهما ثروات خاصة تغطى مثل هذا القدر .
- والآن من ذلك الطرف ؟
- لا أدرى لكن يتعين علينا السفى للتوصل إليه .

سؤالان حيرا ميشيل . إذ لم يكن متمثلا في إحدى الشركات القائمة فمن من الممكن أن يكون ؟. إذا لم يكن الهدف هو الحصول على عقد تكترون فماذا عساه أن يكون ؟


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-09, 02:17 AM   #20

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,926
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رواية رائعة وحتى الان الأحداث سريعة ومتلاحقة

فى انتظارك عزيزتى لتكمليها

ويعطيكِ الف عافية


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.