فتح تروى جفونه بدوره وتثاءب ثم ابتسم لها ابتسامة ساحرة وجذابة جاذبية عينيه السوداوين وشعره المنكوش .
قال لها مازحا :
- لقد كنت رائعة بالأمس يا عزيزتى .... هل كان النوم مفيدا بالنسبة لك ؟
قالت وهى تخرج من بين الأغطية :
- استمر فى أحلامك يا سيد .
ألمت بها رجفة برد فى الحال وصاحت :
- ولكن الجو مثلج !
قال تروى فى سخرية :
- إنه أكثر دفئا تحت الأغطية .
قالت له شارحة وهى تتجه إلى المطبخ :
- يلزمنى قدح قهوة فور استيقاظى .
أحست بالضيق وهى تدرك أن نظرات تروى تتبعها . مرت أولا على حجرتها وأخذت روب النوم الحريرى الخاص بها وربطته جيدا حول جسدها ثم ارتدت خفيها المطرزين .
قال تروى وهو يعود من المطبخ :
- حسنا ... عودى إلى الفراش وسأعد أنا القهوة ... هل تسمعيننى ؟ هذه ليست اللحظة المناسبة لتصابى بالبرد .
نفذت ناتالى ما قاله دون اعتراض أو تكرار للدعوة . خلعت خفيها وانزلقت بين الفراش مكان تروى الذى كان لا يزال يحمل حرارته وعطره الرجالى .
كتمت ضحكة صغيرة وهى تراه وقد ارتدى عباءته الرهيبة ويتجه إلى الموقد وكأنه يسير على أرض عليها مسامير .
كان مشمع الأرضية مثلجا تحت قدميه العاريتين .
أعلنها بصوت مرتجف :
- ما إن أنتهى من إعداد القهوة سأقوم بإشعال النار فى المدفأة . لقد نهضت مرتين هذه الليلة لأضيف قطع الخشب إلى المدفأة ولكن لم يعد يبقى خشب .
كان حريصا على تحديد أنه راقبها كثيرا وهى نائمة وانعكاس النيران على بشرتها يعطيها منظرا خرافيا .
أغمضت ناتالى عينيها وسط دفء الفراش . وأخذت تنصت إلى الضوضاء الصادرة من الصندوق الخاص بـ ديزى وهى ترضع صغارها .